إنما تهلكون أنفسكم ولا تغيظونا
من المعاناة التي تعانيها الأمة الإسلامية هي تجريب المجرب عدة مرات ومرات رغم ظهور الفشل المتكرر والمصائب التي يجرها هذا الفشل، وأحيانا يتم الإعراض عن الناصحين لا لشيء إلا لأحقاد معينة أو لارتباطات خارجية أو لجهل قاتل، رغم الوضوح القوي في خطأ الطريق الذي تسير عليه بعض الأحزاب.
فمثلا تجربة فلسطين وكيف تحولت المقاومة إلى أجهزة أمنية للاحتلال، وأفغانستان وكيف تحول المجاهدون إلى مقتتلين بين بعضهم البعض، وتجربة الجزائر وكيف تبين فشل طريق الانتخابات والمشاركة الديمقراطية، هذه التجارب وغيرها الأصل فيمن يعمل للتغيير أن يدرسها جيدا حتى لا يقع فيما وقع به أسلافه، ولكن أن تقع فيما وقع به الأسلاف مرات ومرات رغم التحذير الشديد والنصح القوي من أحزاب واعية كحزب التحرير، فهذا والله ليس له تفسير إلا أن تكون قيادة تلك الجهة مرتبطة بالخارج وقد أعمت الأموال عيونهم أو أن الأحقاد على حزب التحرير والجهل بطريقته قد سارت بهم لترك نصيحة الحزب لا لشيء إلا لأنها من حزب التحرير الذي تبين صدق قوله قديما وحديثا.
فها هم الإخوان المسلمين في مصر وغيرها كرروا نفس الأخطاء السابقة ودخلوا في الانتخابات الديمقراطية وقد حصل لهم ما حصل سابقا وزيادة وقد حذرهم الحزب مرارا وتكرارا من خوض هذه الانتخابات، وقد حذر الحزب الحركات المسلحة في سوريا من أموال الداعمين القطريين والسعوديين والأتراك وغيرها وأنها كلها أموال مسمومة، وقد شرح لهم ما حصل لإخوتهم في أفغانستان وفلسطين، ولكن البعض منهم أعرض وها هي آثار السقوط واضحة جدا عليهم، وكيف تحول عدوهم من بشار الأسد إلى تنظيم الدولة وإلى من يعارض الحلول الاستسلامية المعروضة عليهم، وكيف انزلقوا في فخاخ الهدن والمفاوضات، وكان بعضهم يقول: "أيريد حزب التحرير أن نعطيه الحكم على البارد المستريح" وكأنهم قد وصلوا الحكم ولم يبقى عليهم إلا ممارسة الحكم، رغم أن الحزب بين لهم المشروع فقط إن هم أرادوا الحكم بالإسلام بأنفسهم، ولكنهم لم يستجيبوا واعرضوا عن النصح لهم.
يا من أعرضتم عن النصيحة:لن تضروا إلا أنفسكم وذلك بسقوطكم كما سقط الذين من قبلكم، وها هي آثار السقوط وشواهده قد ظهرت وبانت، وبعضها قد أعقبه دماء وأشلاء منكم، وفوق ذلك غضب من الله تعالى بسبب الحيد عن طريقته في التغيير، وبسبب القبول بما يمليه عليكم المجرمون والكفار.
أما حزب التحرير فلم يتأذى من فشلكم، بل ظهر صدق قوله ورسخ في الأذهان بين الناس ولم يتأذى من تجاربكم، بل الذي تأذى من تجاربكم هي الأمة الإسلامية، بل كل يوم بتجاربكم الفاشلة تقربون الحزب من الطريق عندما يدرك الناس انه الوحيد السائر على الطريق المستقيم.
أيها الإخوة:المهم في كل عمل نقوم به أن يكون الهدف منه إرضاء الله تعالى وأن يكون خالصا لوجه الله الكريم، وحزب التحرير عندما كان ينصحكم كان يقول لكم: هذا المشروع فطبقوه واحكموا انتم وليس نحن، ولكنكم كنتم تعرضون!!!!
وما زال حزب التحرير يعرض مشروعه ليصل الحكم وليس مهما من يوصله إذا كان يستطيع تطبيقه، ولكن يبدو أن التجارب الكثيرة قد أثبتت الكثير من عدم الإخلاص للأسف ومن ارتباطات بالخارج ومن جهل بالسياسة الشرعية ومن جهل بالأحوال الدولية عند الكثيرين منكم، ولذلك يقول حزب التحرير بعد هذه التجارب الفاشلة وغيرها والتي تتكرر للأسف كل فترة من الزمن، سلموا الحكم لحزب التحرير يا أهل القوة والمنعة وسترون كيف يكون الحكم بالإسلام وتطبيقه، ويقول في كل وقت هذا هو مشروعنا فطبقوه انتم إن كنتم صادقين ونحن لكم مبايعين إن أنتم أقمتم الدولة الإسلامية الحقيقية.
الأمة الإسلامية ليست محل تجارب، وكل تجربة فاشلة بعد النصح القوي سيكون إثمها أشد من سابقاتها كون من جرب هذا الأمر لم يستمع للنصح، وإن الفشل يطارد أصحابه ولا يطارد حزب التحرير، والفشل يؤذي الأمة الإسلامية كثيرا وهذا فيه إثم كبير وعظيم، وإن حزب التحرير سيبقى لكم ناصحا أمينا وسيبقى ينير لكم الدرب إن أنتم كنتم من الساعين لتغيير أوضاع المسلمين وإقامة الحكم الإسلامي.
مشروع حزب التحرير واضح وصريح وهو إقامة الخلافة الإسلامية وهو يتم بالأعمال السياسية وطلب النصرة من أهل القوة والمنعة، وهو أثناء سيره يرفض اخذ العون من الخارج من أي دولة كانت لان الدعم يعني التبعية مهما كانت الجهة الداعمة، وأعماله وسيره كلها أحكام شرعية مأخوذة من القران والسنة لمن أراد فهم طريقة حزب التحرير.
نسال الله تعالى أن يعجل بفرجه ونصره وان يهدي القلوب للالتفاف حول مشروع الخلافة وان يجعل أعمالنا وأعمال المسلمين العاملين للتغيير كلها خالصة لوجه الله تعالى، وان تكون ساعة إعلان الخلافة قريبة ونشهد قيامها ونكون من جنودها وشهودها، آمين آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
إنما تهلكون أنفسكم ولا تغيظونا
Apr 24 2017, 06:38 PM
