يُظهر الإعلام أن الثقافة الغربية هي ثقافة التقدم والتطور والنهضة الاقتصادية بينما هي مثال للكفر والإنحطاط الذي أدى بالإنسان إلى طريق الهلاك!
في المفهوم الغربي للغرائز التي خلقها الله تعالى في الإنسان أنها هي التي يجب ان تسيطر على الإنسان وهي التي تظهر في أقواله وأفعاله التي فالأساس عنده تحصيل أكبر كم من المتع الجسدية ومن الأموال ومن السلطة وإن قام بقتل الناس أو الكذب أو السرقة أو الإعتداءات فلا يهم فهناك دائما شماعة الحريات التي يجب أن يتمتع بها الفرد ليشبع شهواته بأي ثمن.
وفي حقيقة الأمر فالإنسان في الغرب يقوم بإلغاء عقله وتفكيره ويكتفي بالسطحية في التفكير في عظمة ووجود وخلق الله تعالى للإنسان والحياة والكون ولا يعنيه أن يفهم معنى الخلق وسبب وجوده على الأرض وماذا بعد الموت بل يسعى فقط خلف مصلحته المادية متمثلة في قضاء هذه الرغبات والشهوات ولو على حساب أقرب الناس إليه؛ فالإنسان الغربي إتسان جاف قاسي من أبرز صفاته الغرور وحب الذات والأنانية ويحب إرتكاب الفواحش ويعيش حياة الإنحلال والخمور والزناظ، يحب المال ويسعى للثراء الفاحش على حساب القيم الإنسانية ويسعى للسلطة والمناصب ليتحكم في الآخرين ويمنع عنهم الموارد ويستحوذ عليها لنفسه وعشيرته ومن صفاته الهلع والخوف الشديد من أن يمنع من ممارسة "حقوقه" بهمجية وبدون قيود فهذه هي سعادته المطلقة وعلى ذلك يسير المجتمع وتسير الدولة. إلا أن الإنسان يسير على غير هدى ولا يصل إلى السعادة المنشودة أبدا.
إن حياة الكفر العلمانية الرأسمالية تفرض على الإنسان أن يتجرد من نعمة العقل الذي كرمه الله تعالى به وجعل التفكير العميق والمستنير دليله إلى طريق الهداية والتدبر في مخلوقات الله تعالى وفي الحياة وما قبلها وما بعدها. إن مفهوم العبادة عند الغربيين هو تقديس الشهوات والحريات لدرجة أنهم عبدوا الشيطان وتركوا عبادة الله عز وجل.
أما في الإسلام فالإنسان مقيد بالأحكام الشرعية في أقواله وفي أفعاله وأقواله وكل حياته الشخصية وعلاقاته مع المجتمع ومع الدولة ومع الله تعالى تقع ضمن عبادته للخالق عز وجل. ولقد نظم الإسلام وعالج الكيفية التي يجب أن يشبع بها الفرد هذه الغرائز، فجعل إعمال العقل أساس العقيدة الإسلامية وعدم الإنجرار خلف الشهوات فشرع العبادات والمعاملات جميعها التي تقع ضمن الأنظمة المجتمعية من الناحية الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والتعليمية فإرتقى بالإنسان ونهض به فوق السحاب شامخا عزيزا لا يتحكم به حبه للمال والسلطة ولا تتحكم به الفواحش وهو إنسان عادل يحب الخير ويعمل على تعمير الأرض وليس إفسادها. إلا أن هذا لا يتحقق إلى إذا كان الإسلام مطبقا قي دولة إسلامية قوية تنشر الإسلام وترعى شؤون الناس بالأحكام الشرعية الهادية المهدية.
وبالتالي يعيش الفرد حياة مطمئنة في ظل الإسلام، حياة غير همجية على المستوى الفردي والمجتمعي وفي كنف الدولة ويحقق سعادته بإرضاء الله تعالىو هذه غاية تدرك وسعادة لا تضاهى فيسير الإنسان في طريق مستقيم يعلم كيف ينتهي ويتحكم هو في إختياره لهذا الطريق.
إن الإنسان اليوم، وإن كان مسلما أو غير مسلم وفي غياب الحكم بالإسلام قد تشرب بالأفكار الغربية التي جعلت سلوكه سلوك همجي بحجة الحرية وجعلته سطحي لا يريد أن يفكر! وهذا أشبه بسيارة مسرعة يظن السائق أنها هي التي تتحكم به وتقوده حيث شاءت بدون أن يكون هو مسيطر عليها! فيتخبط ويعاني ويحيد عن الطريق المستقيم فيؤذي نفسه ويغضب ربه ويخسر دنيته وآخرته. فلا شك أن دولة الخلافة الراشدة القادمة هي أمل العالم في غد جديد هواءه نظيف يتنفسه الإنسان فينهض ويرتقي بعيدا عن قذارات العلمانية الغربية وعلى المؤسسات الإعلامية كشف هذه الحقائق وفضح زيف الحضارة الغربية الفاسدة لمنع هذا الإنحدار المستمر الذي يزعمون أنه ديموقراطية، بل هي الديموقراطية التي تقتل أبنائها,
|