نسخة قابلة للطباعة من الموضوع

إضغط هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

منتدى الناقد الإعلامي _ قضايا الإعلام _ ماذا يعنى تطبيق الشريعة

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Nov 2 2011, 01:31 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا يعنى تطبيق الشريعة

إن ما يشهده العالم الإسلامي في الآونة الأخيرةِ بعد إسقاط بعض رؤوس الأنظمة الحاكمة تعالت الأصوات بالمناداة بتطبيق الشريعة الاسلامية من قبل الناس وبعض الحركات الإسلامية
وأيضا فقد خرج علينا العلمانيُّون والليبراليُّون وقادة الأحزاب الموالية للسلطة أو الأحزاب الحاكمة ومَن لفَّ لفَّهم وسلك مسلَكهم، يقولون: "تطالبون بتطبيقِ الشريعة " والشريعة مطبقة منذ زمن بعيد في محاولة للتضليل.
هذه وغيرها مِن الدعاوى يطرحها العلمانيُّون ورجال الأنظمة تعمية على الناس، وإيهامًا لهم بأنَّ الشريعة مطبَّقة، وأنَّ زوال الحكَّام المستبدِّين وتطبيق نِظام ديمقراطي يضمنُ الحريَّاتِ والعدالةَ والمساواةَ هو ذاته تطبيقُ الشريعة؛ لأنَّ الشريعة تدعو لنفس المبادئ التي تَضمَنها الديمقراطية، ولا خوفَ على الشريعة حينئذٍ! والديمقراطية هي نفسها الشورى في الإسلام
فكان لزاما علينا بيان ذلك وهنا سنحاول - بعونِ الله تعالى– أن نبين ماذا يعني "تحكيم الشريعة"، ووضعها موضعَ التنفيذ، حتى يتبين للناس عامة والمسلمون خاصة ما معنى تطبيق الشريعة وعدالتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان
والسؤال ما ماذا يعني "تحكيم الشريعة" سؤال مطروح على الشبكة وبين الناس خاصة بعد الثورات لذلك نطرحه لبيان رأي الإسلام الصحيح الذي يتحدث عن نفسه وللرد فيه على الحركات الاسلامية المعتدلة التي تطرح الإسلام بطريقة غربية وليس بقراءة على منهاج النبوة وكذلك الرد على الحركات والأحزاب العلمانية التي تطرح أن الإسلام مطبق ولا داعي للتغيير وتقول أن الإسلام والديمقراطية والشورى متطابقة وكذلك لإثراء ما عند الناس وتنسيق طرحهم عن الإسلام وبلورته وإعاده الثقة بأحكام الاسلام وسنبين إن شاء الله أمورا كثيرة متعلقة بالموضوع ونثبت كيف طبق الإسلام عمليا قرونا من الزمن حيث كان الإسلام هو المبدأ السائد والمسيطر على جميع شؤون الحياة ولم يكن الإسلام المطبق مجرَّد إقامةِ الحدود "المعطَّلة في بلاد المسلمين منذُ عقود طويلة" أو متعلق بأحكام الزواج والطلاق فحسب
كما سأتطرق لأمور العقيدة وكذلك موضوع الولاء والبراء وبيان هذا الدين القيم يقول - جل شأنه -: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم:30].

وسنبدأ بطرح سؤال لماذا يجب ان تكون الحاكمية لله ولمن الحق في إصدار الأحكام ؟


التعليق :سؤال جدير بالإجابة خاصة أن الإعلام تناسى الدعوة إلى الإسلام واعتبره كدين كباقي الأديان وقد تم قراءته كما تقرؤه الأوقاف في الحكومات كدين وعظ وإرشاد
ولم يتطرق الإعلام إلى بحث تطبيق الإسلام بشكل جدي وأنه دين عملي للتطبيق وليس الإسلام فكرة جميلة يمكن حملها والاتصاف بها في المجمل وتم التركيز من قبل الإعلام على أن الإسلام دين مفرغ من محتواة وانطلقوا من منطلقات وتوجيهات النظم الحاكمة المتساقطة
فلم يتحدث الإعلام عن أن الدين الإسلامي دين سياسي انقلابي يفرض نفسه كاملا غير مجزئ ولا يجوز تطبيقه تدريجيا فقد اكتمل نزوله
وكذلك فإن الإعلام يهتم بالعلمانيين وطروحاتهم فيستضيفهم ويحشد لهم طاقاته لإبرازهم ومن هنا كان لزاما علينا بيان زيف الإعلام وفئويته وارتباطاته وبيان ديننا الحنيف والوحيد الذي يكفل حقوق الجميع مسلمين وغير مسلمين

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Nov 2 2011, 01:34 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

الرابط :http://mabdelshakur.blogspot.com/

كاتب الموضوع: ابو بكر الحامدي Nov 3 2011, 07:17 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
اين الاعلام من عقيده الاسلام واين الاعلام من نشر هذا الدين ؟؟
تتناول وسائل الاعلام الاحداث بطرق مختلفه لكن غلب على طابعها النواحي الماديه والسبق الصحفي والاحصائيات وهذا دور الاعلام الراسمالي
وليس دور وسائل الاعلام الحقيقي الذي مهمته بالاضافه لنقل الاخبار التعليق عليها من وجهة نظر الاعلاميين وبما انهم مسلمين لذلك يجب ان يكون الاسلام هو المرجع الاول والاخير للاعلاميين قال تعالى "ما يلفظ من قول او فعل الا لديه رقيب عتيد "
ولا يجوز ان يقتصر دورهم فقط على نشر الوقائع
نعم ان الاعلام لا يطرح القضايا المصيريه للامه بشكل جدي ولا يطرح الحلول العمليه لمشاكل المسلمين بشكل جدي ايضا فمثلا ما هو موقف الاعلام مع الجهاد او الخذلان لتحرير بلاد المسلمين المحتله او ما يتعرض له المسلم من قتل في مختلف بقاع العالم ؟ وهل كانت وسائل الاعلام تربط الاحداث بالحكم الشرعي وتعلق عليها من وجه نظر الاسلام ؟
كذلك يجب طرح العقيده الاسلاميه لانها اساس الطريق الصحيح المنزل من الله لهدايه البشريه والموصل الى الاخرة بسلام فهو دعوة لدين الله قال تعالى ومن احسن قولا ممن دعى الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين " فهذه الايه موجهه لكل انسان اعلامي او غيره فاين الاعلام من هذه الايه ولماذا لا يطرح الاسلام لنشره بين البشريه ؟ ام ان اعلامنا يمثل وجه نظر من خلفه والجهة التابع لها ؟؟؟

موضوع هام وتسائل يجب ان نجيب عليه " ماذا يعني تطبيق الشريعه " ويجب ان يطرحه الاعلام ان كان منصفا

كاتب الموضوع: الناقد الاعلامي Nov 3 2011, 10:52 AM

قبل الاجابة عن السؤال لا بد من توضيح , خاصة إن أردنا الوصول لإجابة شافية .
فماذا تعني الشريعة أولاً ؟
وهل هي نظام كامل لجميع الأحكام ,أم مصدر من مصادر القوانين ؟
شكل هذا التحكيم للشريعة وشكل دولته , وهل ينعكس هذا التطبيق على سمة الدولة وشكلها ؟
هل تطبيق الشريعة واجب ؟

لي عودة لنقاش الموضوع

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Nov 3 2011, 11:40 AM

السلام عليكم
بارك الله بكم اخوتنا في الناقد
ان ما تفضلتم به من اسئله هامه سنتطرق لها باذن الله ولكن سنبدا بالعقيده التي هي اساس كل شيئ فالموضوع كبير وسنتناوله بشيئ من التفصيل لتعم الفائده علينا وعلى كل من قراء الموضوع ونسال الله ان يكون في ميزان حسناتنا وان يكون ذلك خدمه للاسلام واهله وسيكون على حلقات نتناقش معا ونتعاون لنجيب على الاسئله ونثري الموضوع ان شاء الله
يتبع :

كاتب الموضوع: الناقد الاعلامي Nov 3 2011, 12:28 PM

على بركة الله أستاذ موسى
وسيتضم البحث كما تفضلت الناحية الشمولية حتى نصل الى موضوع متكامل فيه مفاهيم واضحة تحمل ويدعى لها .
وكما أرسلت لي "في البدايه سنعرج على سلوك الانسان كانسان ومفاهيمه ومن ثم اثبات وجود الخالق " لنبدأ بسلوك الأنسان .

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Nov 3 2011, 02:27 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
قبل الحديث عن الحاكميه والاجابه على السؤال لابد من البحث في الاساس المشترك لبني الانسان والوجود من حوله وما يؤثر عليه وعلى علاقاته ولا بد من اثبات ان الله موجود حتى نكون على بينه لمن تكون الحاكميه واصدار الاحكام والتشريع
أن أهم الامر المتعلقه بحياة الانسان هو الاساس الذي يرجع اليه لضبط اموره وهو العقيدة التي تضبط سلوكه كفرد وكعضو في مجتمع، ليرتقي وينهض، ويرتفع الى مستوى عالي ولكن ما هو الفكر الذي يحقق نهضة الإنسان ورقيّه؟
للإجابة على هذا السؤال نقول فانه لا بد للانسان من ان تكون لديه فكرة شاملة عن نفسه وما يحيط بها من موجودات أي نظره شاملة للوجود كله، من كون واسع يتمثل في النجوم والكواكب بما فيها الأرض، ومن إنسان يمثل أكمل المخلوقات الحية، وحياة تظهر في حركة ونمو الكائنات الحية كلها. وعن علاقة هذا الوجود بما قبل هذه الحياة الدنيا وبما بعدها. فيعرف الإنسان صلته بمصدر حياته ومصدر الوجود كله، كما يعرف صلته بمصير حياته. وينظمها في ضوء هذه المعرفة الشاملة. وهذا يعني أنه لا بد من تغيير فكر الإنسان الضيق بفكر شامل عن الوجود ، وأن يكون هذا الفكر الشامل صحيحاً، حتى يرتقي وينهض من خلال ما يقدمه هذا الفكر من مفاهيم عن الأشياء التي يتعامل معها وتتولى بدورها تكييف سلوكه وتصرفه في حياته.

ومن البديهي القول انه من الواضح أثر المفاهيم في سلوك الإنسان وتعامله مع الناس الآخرين. لأننا نجد الإنسان يتصرف مع شخص يحبه بعكس تصرفه مع شخص آخر يكرهه تبعاً لمفاهيمه عن كل منهما. ونراه يتصرف بشكل ثالث مع شخص لا يعرفه من قبل لعدم وجود أي نوع من المفاهيم عنه. فكل هذا يؤكد أن تغيير السلوك الإنساني منوط بتغيير المفاهيم التي لدى الإنسان. فسلوك الغرب ونظرته من المسلمين اختلفت وتغيرت بعد الثورات بشكل كبير واصبح العالم الاسلامي اكثر احتراما فما الذي غير سلوك الغرب نحونا ؟ فهو تغير مفاهيمه عنا
قال تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" – من آية رقم 11 من سورة الرعد –. ما يعني أن تغيير السلوك سواء للارتقاء أو الانخفاض يجري في الإنسان تبعاً لتغيير ما في نفسه من أفكار ومفاهيم ومقاييس وقناعات.
والسؤال الآن: ما هو الطريق السليم لتغيير السلوك بالأفكار والمفاهيم، وما هي الأفكار والمفاهيم و.. التي تحقق تغيير السلوك عندما توجد لدى الإنسان؟؟
بالتأكيد ما دامت الأفكار يجب أن تكون شاملة، كما أشرنا في بداية هذا العرض، لان الإنسان يعيش حياته في هذا الكون، وعلى الأرض كإحدى كواكبه، ويتعامل مع أشيائها، فلا بد أن تكون لديه فكرة شاملة عن الوجود ككل ثم عن الحياة التي يعيشها الإنسان، فهذا يفرض أن تحدد حقيقة هذه الحياة الدنيا من حيث: هل هي مخلوقة أو غير مخلوقة، وهل لها علاقة بخالقها أم لا. كما انه يفرض أن يشمل هذا الفكر الوجود كله وليس فقط الحياة، أي الكون والإنسان أيضا هل هو مخلوق أو غير مخلوق وبهذا الشمول توجد لدى الإنسان الفكرة الكلية عن الوجود، وبوجود هذه الفكرة تصبح لديه القاعدة الفكرية التي يبني عليها جميع أفكاره وينطلق منها للحكم على الافعال والاشياء ، ويتوفر لديه الحل للعقدة التي تلاحق تفكيره باستمرار حول الوجود وحول مكوناته الثلاثة، وذلك من خلال تساؤلاته عن مصدر كل منها، وعن مصيرها، ومهمتها. وبهذا الحل الفكري لما يسمى العقدة الكبرى التي اذا حلت وجد الانسان لكل سؤال عنده جوابا شافيا له ولكا تساءل حول جزئيات كل طرف من أطراف الوجود الثلاث، أي الكون والإنسان والحياة.

ولكن ما علاقة حل العقدة الكبرى بالنهضة؟
أن علاقتها وثيقة كل الثقة، لأن النهضة هي الرقيّ الفكري أولاً فالمادي أخيراً. وحل العقدة الكبرى يوجِد الأساس للرقي الفكري. ولكن المهم أن يكون هذا الأساس وهذا الحل صحيحاً، حتى تكون النهضة صحيحة. وهذه الصحة لا تتحقق في الحل إلا عندما يوافق فطرة الإنسان، بأن يقرّ بنقص الإنسان وعجزه واحتياجه، وعندما يقنع العقل السليم والانسان المنصف، بأنه من المستحيل وجود النتائج دون أسبابها وان الاثر يدل على وجود المؤثر وحتى يوجد هذا الحل الصحيح لا بد من الفكر المستنير والعميق الذي يوضح حقيقة الوجود كله، ومصدر هذه الحياة ومصيرها ومهمتها. وبهذه الأداة الفكرية يشكل عقيدته الصائبة التي يتخذها كقاعدة تتولى مهمة تنظيم جميع أفكاره الكليه والفرعية المتعلقة بجميع أنماط سلوكه الفردية والجماعية، كما تتولى ضبط الأنظمة والتشريعات التي لا يمكن أن تستقيم حياة المجتمع بدونها ويحدد له مصدره وعلاقته بهذا المصدر، وتأثير هذا المصدر فيه، ومدى تدخله في تدبير شؤونه وفي مصيره. فبهذا التوضيح يدرك السائل هذا الوجود، ويعرف نفسه فيه، ويحدد علاقاته في إطار هذا الإدراك له، فتحل العقدة الكبرى. وهذه الاسئله هي :
الكون: من أين أتى، وكيف يدبّر، وماذا بعده؟
الإنسان: من أين نشأ، وما هو نظامه، والى أين مصيره؟
الحياة: من أين صدرت، وكيف تستمر، والى أي وقت تستمر؟

يتبع :

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Nov 13 2011, 11:20 AM

ماذا يعني تطبيق الشريعه
ان عقل الانسان السوى يتمتع بقدرات كبيرة وباستطاعته البحث والوصول الى نتائج صحيحه وشموليه لمقدرته عن ما يحيطه وهذا العقل مشترك بين جميع بني البشر الاسيوي او الافريقي او الاوروبي او غيره ولذلك كان العقل هو المرجع الذي يجب استخدامه في بحث الكون والانسان والحياة والعقل البشري عند بني البشر يقر قواعد كثيره أي يقرها الانسان اينما كان مثل "مستحيل وجود النتائج دون أسبابها" وان الاثر يدل على وجود المؤثر "وفاقد الشيئ لا يعطيه " والمخلوق محدود وعاجز " الى غير ذلك من القواعد الصحيحه التي يقر بصحتها جميع بني البشر
والمحدود هو الذي يخضع لحدود معينة في الزمان والمكان، فوجوده وصفاته خاضعة لزمان معين، ومكان معين، فهي لا تتجاوز ذلك، فمن صفاته النقص والعجز "عن القيام بامور شتى" والاحتياج الى الغير ، وهذه هي صفات المخلوق ذاته. بينما الخالق على العكس من ذلك، فهو لا يخضع في ذاته للزمان ولا للمكان، ولا يخضع في صفاته كذلك للزمان ولا للمكان، لأنه يتصف بالكمال المطلق والقدرة المطلقة والا لا يكون خالقا
ومن هنا كان البحث في الكون والانسان والحياة يمكن اجراءه من قبل العقل البشري ليكون بحثه شاملا ليتمكن من التعامل مع محيطه بشكل سليم
فعند البحث في الكون والانسان والحياة وواقع كل منها نجد أنها عاجزة عن ايجاد نفسها ، وأنها ناقصة في كل جانب من جوانبها، وأنها محتاجة لمن يدبّرها. وهذا ظاهر لكل ذي عقل وعين بصيرة:
فالكون هو مجموعة الاجرام السماويه من نجوم وكواكب واقمار مهما تعددت وتباعدت وتفاوتت في الأحجام، وكل جرم منها محدود فالارض محدوده لها حدود وبدايه ونهايه ومحيطها معروف ثابت لا يتغير ولها مسار محدد لا تتخطاه وما يبطبق على الارض ينطبق على غيرها من الكواكب والنجوم وهي خاضعة لنظام دقيق تسير عليه، والذي لا تملك تبديله او تغييره ولا تملك تغيير نفسها شكلا او مضمونا فهي محدوده ,اذا هي مخلوقه أي الكون بمجموعه مخلوق
والانسان لا يتجاوز الامكانات المحددة فيه لكل جانب من جوانبه الجسمية والعقلية والنفسية والحركية، فهو لا يستطيع رؤيه خلفه وامامه في ان واحد ولا يستطيع ان يرى خلف الحائط ولا يستطيع ان يمشي على الماء او ان يطير في الهواء وكذلك عقل الانسان فهو محدود لا يستطيع مثلا ضرب ثلاثه ارقام مع ثلاثه ارقام اخرى وقدرته على الحفظ محدوده وقدرته الاستيعابيه محدوده وهو بحاجة في سعادته الحقة لتنظيم حياته الى غيره، وهو ضعيف في صغره لا يستغني بنفسه عن احد اذا هو محدود وعاجز وكل محدود مخلوق
والحياة التي هي المده الزمنيه التي يعيشها الانسان فهي لا تتجاوز مظهرها الفردي في نموها وحركتها على الكائنات الحية، كما لا تتجاوزه في بدئها وانتهائها. فهي محدوده ومظهرها فردي تنتهي بالفرد لذلك هي محدوده وكل محدود مخلوق بداهة فهي مخلوقه
ولهذا فان التفكير السليم يجزم ان الوجود، أي الكون والانسان والحياة، قد حدث بعد أن لم يكن موجوداً، فهو ليس أزليا وأنه مدين في وجوده لغيره، وأن هذا الغير هو الذي اوجدها اي خالق خالقه. لانه محدود اذا فالكون مخلوق لخالق
وهنا يقودنا التفكير الى التساؤل عن وجود هذا الخالق فيحصره في الاحتمالات التاليه : فهو إما أن يكون مخلوقا بفعل غيره، بان خلقه احد او الاحتمال الاخر بان خلق نفسه بنفسه، ، وإما أن يكون وجوده واجباً أزلياً لم يوجده احد
وعند تمحيص هذه الاحتمالات نصل الى النتيجة العقلية القطعية، فلا بد ان نناقش هذا الاحتمال الاول فنجده باطلاً، لأن المخلوق محدود و محدوديتة تعني حاجته في وجوده لغيره . وهذا يجعل الخالق مخلوقاً وهذا مستحيل،اذا هذا الاحتمال باطل
كما يستحيل في نفس الوقت أن يخلق الخالق نفسه، لأنه قول مرفوض عقلاً فكيف يكون خالقا ومخلوقا في نفس الوقت . وعليه فلا يبقى الا الاحتمال الاخير وهو ان الخالق ليس محدوداً لعدم حاجته في وجوده لا لغيره ولا لنفسه، فوجوده ليس حادثاً أي ليس مخلوقا ، أي ان وجوده أزلي لا أول له، أبدي لا نهاية له، وهذا الوجود هو ما يطلق عليه بالوجود الواجب، او الأزلي لأنه ليس حادثاً. وهذا الخالق، الواجب الوجود، كما يراه الاسلام، هو الله تعالى.
والوجود الممكن هو الذي قد يحصل وقد لا يحصل وأما الوجود الواجب فهو الوجود القائم دون اي فعل سابق ودون أي أثر للاحتمال فيه لأنه لا يخضع للزمان ولا للمكان، فيوصف بالأزلي الأبدي، الذي لا يعتمد في وجوده على شيئ وهو الله تعالى الواجب الوجود الذي اوجد الكون والانسان والحياة
فبهذا التوضيح ندرك الانسان هذا الوجود، ويعرف نفسه فيه، ويحدد علاقاته في إطار هذا الإدراك له، فتحل العقدة الكبرى. ويحصل الانسان على الاجابات التي يطرحها باستمرار عن ما يحيطه عن الكون: من أين أتى، وكيف يدبّر، وماذا بعده؟ والإنسان: من أين نشأ، وما هو نظامه، والى أين مصيره؟الحياة: من أين صدرت، وكيف تستمر، والى أي وقت تستمر؟ وبهذا الحل الفكري لما يسمى العقدة الكبرى التي اذا حلت وجد الانسان لكل سؤال عنده جوابا شافيا له ولكل تساءل حول جزئيات كل طرف من أطراف الوجود الثلاث، أي الكون والإنسان والحياة.

يتبع:

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Nov 17 2011, 12:45 PM


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟

قلنا ان النظر الى الاشياء المحسوسة التي يعيها الانسان يؤكد وجود خالق خلقها ودبّرها أي أوجد الاشياء من عدم بعد أنْ لم تكن موجودة. فكل كوكب من الكواكب ونجم من النجوم في هذا الكون، وكل جانب في الانسان، وكل مظهر من مظاهر الحياة، يقدم الدليل تلو الدليل، وبصورة قطعية لا تحتمل الشك، على وجود الله الخالق المدبر. ذلك لأن هذه الاشياء محتاجه الى غيرها سواء في ذاتها او صفاتها او مساراتها او نظمها وانها مخلوقه

هذا بالنسبة للعقل، أما بالنسبه للشرع،" فان النصوص التي وردت لمجرد التأكيد ان هذه الرسالة السماوية تعتمد على العقل طريقاً للايمان، حتى اذا ثبت أنها جاءت من عند الله، ازداد المؤمن بها ككل وكجزئيات ايماناً على ايمان " فقد نظر القرآن الكريم، "المصدر الأول للاسلام"، فقد ظهر من الآيات العديدة المؤكدة لهذا المعنى. ففي سورة آل عمران، آية 190، نجد قوله تعالى "إن في خلق السموات والارض، واختلاف الليل والنهار، لآيات لأولي الألباب". مما يستثير العقول لتدبّر هذه الاشياء الكونية وما فيها من نقص في ذواتها، وعجز في تحركاتها وقدراتها، واحتياج فيها لغيرها. كما نجد في سورة الروم، آية 22، قوله تعالى "ومن آياته خلق السموات والارض، واختلاف ألسنتكم وألوانكم"، مما يضيف بعض جوانب الانسان الى مظاهر الكون في استثارة التفكير والتدبّر واستعمال العقل. ونجد هذا في قوله تعالى في سورة الغاشية، آيات من 17 الى 20 "أفلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت، والى السماء كيف رفعت، والى الجبال كيف نصبت، والى الارض كيف سطحت". والآيات 5 و 6 و 7، فقد لفتت النظر الى الانسان وحده. إذ يقول تعالى "فلينظر الانسان ممَّ خلق، خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب" .. فهذه الآيات وأمثالها تطالب الانسان أن لا يمرّ بالاشياء المحسوسة من حوله دون تفكر وتمعّن وتدبّر سواءا فيها او في كل ما يتعلق بها. لأنه بذلك يصل الى الاستدلال القاطع بأن الخالق المدبر موجود، ويكون استدلاله قاطعاً لأنه استند الى اشياء يقع عليها الحس فيصل الى نتائج قطعية وحتمية. الأمر الذي يجعل الايمان بالله ليس ايمان الشك وانما الايمان الراسخ بعد أن أجهد العقل بكل تجرّد ونزاهة واستخدم الأدلة والبينات العقلية والحسية بكل دقة وأمانة. وليس ايمانا موروثا من الاباء

وبالرغم من هذه النتائج القطعية في الايمان العقلي الا انه يبقى جانبان مهمان لا بد من تسليط الضوء عليهما حتى لا يشوشا على هذا الايمان القطعي. ألا وهما تدخل الفطرة والوجدان فيه، وقصور العقل عن إدراك غير المحسوسات لان العقل لا يستطيع البحث الا في الواقع الذي يقع عليه حسه أي حواسه الخمسه
يتبع:

كاتب الموضوع: عبدالرزاق بن محمد Nov 18 2011, 04:24 PM

على بركة الله تاعلى
والغريب هل هذه الاسس غائبه عن عقلية الاعلام رغم ان افراده من الامة ومن بيننا ويعيشون معنا ويعلمون آلامنا وما نعاني

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Nov 20 2011, 08:12 AM

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟

وبالرغم من هذه النتائج القطعية في الايمان العقلي الا انه يبقى بين أيدينا جانبان مهمان لا بد من تسليط الضوء عليهما حتى لا يشوشا على هذا الايمان القطعي. ألا وهما تدخل الفطرة والوجدان فيه، وقصور العقل عن إدراك غير المحسوسات او التي يدركها العقل
والفطرة هي طبيعة الانسان التي خلقه الله عليها من كونه كائناً حياً لديه غرائز وحاجات عضوية تدفعه للقيام بالاعمال . كما لديه عقل يوجّه تلك الغرائز والحاجات ويضبطها لتسير وفق مسارات معينة. وهذا العقل وتلك الغرائز والحاجات العضوية تحكمها حدود معينة لا تتجاوزها لا في ذاتها ولا في مهماتها. ومن هنا قيل ان الفطرة البشرية تقرّ بالبداهة بأن الانسان عاجز وناقص ومحتاج لغيره، وهي بالتالي تقرّ بأن الانسان مخلوق لخالق.
فالفطرة الانسانيه تتدخّل في الايمان فلا شك ان الخالق المدبر مما ترشد اليه فطرة الانسان السوية وطبيعته النقية التي كما أسلفنا تعلن عن حقيقة الذات الانسانية وما فيها من نقص وعجز واحتياج في ذاتها وصفاتها الى الخالق المدبر. ولكن الخطورة في ترك الفطرة مصدراً يحتَكَم اليه وحده في الايمان تكمن في كونها تعتمد على الوجدان وحده في ذلك. والوجدان لا يجوز ان يكتفى به في الايمان، لأنه مجموعة من المشاعر والعواطف التي تزدحم بالخيالات والأوهام، مما يضفي على الايمان ما يسمى بالحقائق، وما هي الا أوهام. مما يقود المؤمن الى الكفر او الضلال .. وإلا فمن أين جاءت عبادة الاصنام، ومن أين ازدحمت في النفوس الخرافات والترّهات. انها نتيجة لخطأ الوجدان الذي تُرك وحده سبيلا للايمان، فأضاف لله سبحانه صفات تتناقض مع الألوهية، كأن تكون له سبحانه اعضاء كالبشر، او يمكن تجسّده في مادة كإنسان او حيوان، أو يمكن التقرب منه بعبادة مادة من اشياء الكون او المخلوقات الحية. وذلك كله يوقع في الكفر او الشرك إن لم يقف عند الأوهام والخرافات التي تتنافى مع الايمان السليم. ولهذا نرى كيف ان الاسلام ألزم باستخدام العقل مع الوجدان، وعدم ترك الوجدان وحده في ذلك. وأوجب على الانسان المسلم ان يستعمل عقله ويجعله الحكم في الايمان بالله تعالى، ولم يقبل منه التقليد في ذلك. والا فما معنى قوله تعالى "إن في خلق السموات والارض، واختلاف الليل والنهار، لآيات لأولي الألباب".
وأما قصور العقل عن ادراك ما فوق الحسيات والعقليات، وكيف يحتكم اليه مع هذا القصور في الايمان بالله تعالى. فهذا القول فيه خلط في ادراك حقيقة مهمة العقل في الايمان. صحيح ان العقل عاجز عن ادراك ما وراء الحسيات والعقليات لأن قدراته لا تتجاوز هذه الحدود، ولذلك لا يمكنه ادراك ذات الله تعالى، لأنه سبحانه وراء الحسيات من كون وانسان وحياة. ولكن مهمة العقل في الايمان محصورة في وجود الخالق،- وليس ادراك او بحث ما هيه الخالق- وهو وجود مدرَك تبعاً لإدراك وجود المخلوقات الداخلة في حدود إدراكه. ولا علاقة لمهمة العقل بذات الخالق لأنها وراء العقل والحس. وهكذا تذهب هذه الشبهة وتنتفي ليس بإلغائها فقط بل بجعلها سبباً من اسباب قوة الايمان ذاته. وذلك لأن هذا الادراك التام لوجوده تعالى قد تحقق عندما جعلنا ايماننا به سبحانه عن طريق العقل. وكذلك تحقق الشعور اليقيني بوجوده تعالى عندما ربطنا بين الشعور والعقل عند هذا الادراك، ولم نترك الشعور بمفرده. وهو الحال الذي يزيدنا ايماناً على ايمان ويجعلنا نسلّم بكل ما قصّر عقلنا عن إدراكه ما دام لا يملك الا المقاييس البشرية في قدرته لإدراك ما قصر عنه، كإدراك ذات الله تعالى او ادراك بعض المخلوقات كالملائكة والجن، ما دام ايماننا بوجود هذه المخلوقات قد جاء عن طريق ثبت أصله بالعقل.
اما انه يجب اجتماع العقل مع الفطرة للاقرار بوجود الخالق فان ذلك خشية أن يقف الايمان عند الجانب العاطفي او الوجداني او الغرزي، دون ان يشمل العقل. ولذلك قيل بعدم الاحتكام الى الوجدان وحده في الايمان، بل لا بد من مصاحبة العقل له ليأمن الزلل والوقوع في الكفر او الضلال.
ويتشكل الوجدان من مجموعة العواطف والمشاعر والميول التي تمارس الغرائز والحاجات العضوية وظائفها من خلالها. فغريزة التدين كإحدى الغرائز لديها ما يناسبها من هذه المشاعر، من تقديس وتعظيم وعبادة، فتبعاً لتداخل مشاعر الغرائز الاخرى مع مشاعر التدين، وهي كلها في كيان واحد، فانه يحصل الاختلاط على الانسان في الامور. فغريزة البقاء، وحبها للذات وميلها للدفاع عن النفس ورغبتها في التمتع بالحياة وأشيائها، تقوم بدفع الانسان للدفاع عن نفسه عندما يتخيل ان شيئاً من المخاطر يهدد هذا البقاء، او ان شيئاً يحفظه، فيجعله موضع تقديس وعبادة، وكما يحصل في تقديس بعض الحيوانات او مظاهر الكون. وهذا ظاهر حتى الآن لدى بعض الشعوب .التي تعبد الببقر او اشمس او القديسين. ومن هنا كان لا بد من تدخل العقل ليمنع هذه الخيالات او الاوهام من أن تبعد الايمان عن الطريق المستقيم.
اما بالنسبه للعقل البشري فهو مخلوق وقاصر ولكنه قادرا على ادراك وجود الخالق المدبر فكان طريقاً للايمان. وأما قصوره عن ادراك ذات الخالق فلا صلة له بالايمان ما دام الايمان بوجود الخالق وليس بحثا في ذاته. ومن هنا كان ادراك ان العقل مقصر عن ادراك ذات الخالق مدعاة للاطمئنان بصحة استخدام العقل كطريق للايمان بالوجود
والعقل عاجز عن ادراك ما يتجاوز حدود الاشياء الحسية والامور العقلية، لأن ادراكه محصور بحدود هذه الاشياء، ويحتاج ان يكون الشيء محسوساً حتى يدركه، وأن يكون الأمر معقولاً حتى يدركه لأن عملية الادراك في العقل لا تنجز مهمتها الا اذا انتقل الشيء المحسوس الى الدماغ بواسطة جهاز الحواس في الانسان ثم يجري العقل أي الربط بين هذا الشيء المحسوس والمعلومات المختـزنة سابقاً لدى العقل، وعندها يصدر عنه ادراك للشيء فيصدر حكمه عليه بأنه كذا او كذا

يتبع :

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Nov 24 2011, 07:19 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه

لقد توصلنا سابقا الى ضرورة الجمع بين الفطرة والعقل في الوصول الى ادراك وجود الخالق المدبر سبحانه وهو الله تعالى عند البحث في جوانب هذا الوجود من كون وانسان وحياة والى ان قصور العقل عن ادراك ذات الله سبحانه مدعاة لتقوية الايمان بوجود الله تعالى
وهنا يطرح سؤال عن الكيفية التي جرت بها عملية التدبير الرباني لجوانب هذا الوجود بشكل عام والانسان بشكل خاص بكونه الخالق المدبر والوحيد.
أما بالنسبة للكون فقد قدّر الخالق سبحانه وتعالى خاصية معينة لكل مادة من مواده بحيث تلازمها ولا تنفكّ عنها، الا اذا تدخل هو سبحانه وأراد لها ان تنفكّ. فجعل خاصية الجاذبية العامة بين الكواكب، وجعل خاصيات لكل مادة من مواد هذا الكوكب فالماء له خاصيات السيولة تحت درجة حرارة معينة، والتجمد تحت درجة غيرها، والتبخر تحت درجة ثالثة. وهو بالنسبة للانسان له خاصية الإرواء، وكذلك جعل للأجرام مساراتها في نظام دقيق لا تتخلف عنه، جعل لذرة كل مادة في كل جرم نظاما دقيقا بل غاية في الدقة يقف أمامها العقل البصير النـزيه مقدساً، ومعظماً، ومسبحاً لمن اوجدها وخلقها
أما الحياة في الاحياء فقد قدّر لها الخالق سبحانه التدبير المناسب عندما أودع في كل كائن حيّ قابلية النمو والحركة، وربطها بقدرة خفية هي الروح، وجعلها سراً من أسراره الربانية، كما ربطها في ممارسة وظيفتها بقدرة تجعل الجسم ينمو في تكاثر خلاياه بتغلّب عملية البناء على عملية الهدم فيها بحدود معينه لا تتعداها وتجعله يتحرك في تنقل ضاق او اتسع تبعاً للمرسوم لكل كائن حيّ.
واما الانسان، هذا المخلوق الحي الذي يلتقي في ظاهرتي النمو والحركة مع بقية الأحياء، فانه يمتاز عنها كلها بقدرة عقلية لم تقدَّر لغيره. وهذه القدرة مكّنته من إدّعاء التدبير لنفسه ولغيره، وتصوَّر عدم حاجته لتدبير خالقه. مما جعله يجرؤ على الزعم بالفصل بين الخالق ومخلوقاته، وإن كان لم يستطع الا ان يعترف بوجود قوة عظيمة او عظمى، كما يحلو للبعض ان يصفها، تقف وراء هذا التنظيم الدقيق لجوانب الوجود الثلاث: الكون والانسان والحياة، سواء في ذاتها او في علاقاتها فيما بينها. و كذلك فان الانسان فيه غرائز وحاجات عضوية، وكل غريزة فيها خاصيات تتميز بها عن غيرها. فخاصيات غريزة البقاء غير تلك لغريزة التدين، وغير تلك لغريزة النوع. فغريزة البقاء فيها حب الذات، وحب التملك، وحب الوطن، والدفاع عن ذلك كله .. بينما غريزة التدين فيها خاصيات التقديس والخشوع والعبادة.
وهذه الخاصيات تدفع الانسان للقيام بالاعمال عندما يريد اشباع هذه الغرائز والملاحظ ان الانسان لا يستطيع وضع نظام واحد لجميع بني البشر وهذا ثابت لاختلاف نظره الانسان للغرائز وتنظيمها لعجزه واختلافه وتاثره بالبيئه المحيطه به وهذا واقع وبديهي بين البشر واختلافهم في النظرة الى الامور ويعلمه الجميع وهذا ما يفسر حاجه الانسان لمن ينظم له اموره في اشباع غرائزه فلم يترك الله الانسان دون أن يتولى تدبيره وهو الخبير العالم بدقائق ما خلق وأبدع، وبمدى حاجت الانسان للتدبير والرعاية أي حاجة الانسان الى الرسل
يتبع

كاتب الموضوع: الناقد الاعلامي Nov 26 2011, 09:06 AM

تم تثبيت الموضوع للأهمية والمتابعة ............

كاتب الموضوع: أبو يوسف Nov 26 2011, 12:33 PM

تطبيق الشريعة الإسلامية يعني نبذ الأنظمة الوضعية ،ومنها الديمقراطية التي تتناقض مع الإسلام
ويبدو أن قادة الغرب قد أيقنوا أن عودة الإسلام للحكم باتت حتمية ، نظراً لتوجه المسلمين نحو تطبيق الإسلام في معترك الحياة بإقامة الخلافة ؛ فعمدوا إلى خط آخر وهو تمييع هذا الإسلام ، من خلال طرح فكرة ما يسمى بالإسلام المعتدل .
ومن خلال التضليل الإعلامي الذي يمارس عبر وسائل الإعلام المختلفة
ومن الممكن أن توصل دول الكفر هؤلاء (المعتدلين) إلى الحكم في أي لحظة ، ليكونوا سداً أمام عودة الإسلام الحقيقي والخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .
إن فكرة التقاء أو اشتراك الإسلام مع الديمقرطية من العقبات التي يضعها الغرب أمام قيام دولة الخلافة في محاولة لطمس حضارة الإسلام وتشويه صورته . لقد سقطت كل المبادئ ولم يبق إلا الإسلام لذلك يريدون الآن أن يلبسوا الحق بالباطل بعد أن تلمست الأمة طريق النهضة .
وأمام هذا التناقض تم طرح فكرة الإسلام المعتدل ( الإسلام الأمريكي) ، وسمعنا ونسمع عن دعمه من الغرب ووصف القائمين عليه بالأصدقاء والمعتدلين !!
فلا التقاء مع الديمقراطية ولا حل وسط
أما أهم وأبرز نقاط التناقض بين الإسلام والديمقرطية :-
1- أساس المبدأ الديمقراطي من وضع البشر؛ فيعطي البشر صلاحية التشريع من دون الله – تعالى - .
أما أساس نظام الحكم في الإسلام فهو من الوحي الإلهي ، والتشريع فيه من حق الخالق وحده.
2- الحكم في المبدأ الديمقراطي يقوم على فكرتين :-
أ- السيادة للشعب.
ب- الشعب مصدر السلطات.
أما نظام الحكم في الإسلام يقوم على:
أ- السيادة للشرع وليست للشعب.
ب- السلطان للأمة، وهي تُنيب عنها من يطبق الشرع وينفذه.
3- بما أن السيادة للشعب في المبدأ الديمقراطي فالشعب هو الذي يسن القوانين.
ولكن في الإسلام الوحي هو المصدر الوحيد للقوانين ،والأمة تنيب عنها من يطبق عليها الشرع.
4- يتم اختيار الحاكم في المبدأ الديمقرطي لمدة مؤقتة تتراوح بين أربع وست سنوات.
بينما الخليفة فإنه يكون مدى الحياة ما لم يطرأ عليه ما يستحق عزله .
5- ينقسم المجتمع في ظل الديمقراطية إلى موالاة ومعارضة.
أما في الإسلام فلا ينقسم المجتمع إلى قسمين, بل تقوم الأمة أومن ينوب عنها كمجلس الأمة بمحاسبة الحاكم, وان استحق العزل شرعاً تتولى محكمة المظالم عزله ؛ فإما الطاعة لولي الأمر مع محاسبته, وإما العزل.
6- الديمقراطية لا تهتم بالمصدر الذي يجب أن تؤخذ منه الأفكار المتعلقة بالعقيدة, ولا الأفكار المتعلقة بالحضارة ولا الأحكام .
بينما الإسلام فإنه يُلزم معتنقيه بأن يأخذوا كل ما جاء به القرآن والسنة النبوية كمصدر للعقيدة وللحضارة وللأحكام الشرعية، قال تعالى : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65
لذلك يحرم اخذ أفكار الغرب أو عقيدته الرأسمالية أو حضارته ووجهة نظره. والديمقراطية نظام غربي نابع من العقيدة الرأسمالية التي تفصل الدين عن الحياة.
7- الديمقراطية نابعة من العقيدة الرأسمالية التي تفصل الدين عن الدولة, بل تفصل الدين عن كل شؤون الحياة كلها، لذا يقولون: " ما لقيصر لقيصر وما لله لله ".
أما الإسلام فإنه بقضي بعدم الفصل بين الدين والدولة ولا بين الدين والحياة، أي وجوب تسيير الحياة والدولة بأوامر الله ونواهيه أي بالإحكام الشرعية.
8- الحياة في الديمقرطية تقوم على النفعية البحتة, ولا تقيم وزناً لغير القيم المادية النفعية؛ وبالتالي فإن الحضارة الغربية مبنية على المنفعة والمصلحة .
أما الإسلام الحياة فيه تقوم على أساس روحي هو الإيمان بالله تعالى, وجعل الحلال والحرام مقياسا لجميع الأعمال في الحياة.
9- السعادة في الديمقراطية هي الحصول على أكبر قدر ممكن من المتع الجسدية.
لكن السعادة في الإسلام هي نوال رضوان الله – عز وجل - .
10- الديمقراطية تقدس الحريات؛
فالحرية في المفهوم الغربي ليست تحرير الإنسان من الرق فالرقيق لم يعد لهم وجود. وهي ليست التحرر من الإستعمار؛ بل هي التي تستعمر الشعوب، فلا يظن أحد أن الحريات الغربية هي معارضة الاستعمار، بل الحريات عندهم أربع:
أولاً: حرية المعتقد أو العقيدة: فيحق للإنسان عندهم أن يعتقد العقيدة التي يريدها دون ضغط أو أكراه كما يحق له أن يترك عقيدته ودينه للتحول إلى عقيدة جديدة أو دين جديد, وفي نظرهم يحق للفرد التحول إلى النصرانية أو اليهودية أو البوذية أو الشيوعية بمنتهى الحرية.
ثانياً: حرية الرأي: ويجوز في ظل الديمقراطية للفرد أن يحمل أي رأي أو فكر وان يقول أي رأي أو فكر وأن يدعو لأي رأي أو فكر. وأن يعبر عن ذلك بأي أسلوب وليس للدولة أو للأفراد حق منع أي إنسان من ذلك, بل إن القوانين تُسَن عندهم لحماية حرية الرأي, وتحمي الآراء التي تخالف الدين أو تتهجم عليه ولو كانت تهاجم الأنبياء والرسل ، كإساءة بابا الفاتيكان للرسول- صلى الله عليه وسلم ، وإساءة الرسام الكاريكاتيري للرسول – صلى الله عليه وسلم – واعتبار هذه الإساءات حرية رأي .
ثالثاً: حرية التملك: وهي الحرية التي أفرزت النظام الرأسمالي في الإقتصاد, فأوجدت فكرة استعمار الشعوب ونهب خيراتها, وهي تبيح للإنسان أن يمتلك المال بواسطة السرقة المقنّعة وبواسطة الربا والإحتكار والغش, والقمار والغبن الفاحش, والزنا، واللواط واستخدام جمال المرأة وأنوثتها للكسب المادي, وبواسطة صناعة الخمر وبيعها .
وقد بان عوارها ووجها البشع القبيح ، وما الأزمة الإقتصادية العالمية التي يشهدها العالم اليوم إلا بسبب تطبيق الرأسمالية .
رابعاً: الحرية الشخصية: وهي في النظام الديمقراطي حرية الإنفلات من كل قيد, وحرية التحلل من كل القيم الروحية والخلقية والإنسانية وهذه الحرية تبيح للشاب والفتاة ممارسة أي سلوك لا أخلاقي على مرأى من الجميع, سراً وعلانية, وحرية ممارسة الشذوذ الجنسي, وشرب الخمر, وتمرد الشاب أو الفتاة على أولياء أمورهم بحجة الحرية الشخصية؛ تلك الحرية التي أثمرت مرض الإيدز وغيره من الأمراض ، وما الأوبئة التي تجتاح البشرية كمرض جنون البقر وانفلونزا الخنازير إلا نتاج الديمقرطية .
أما الإسلام فإنه يعتبر الحريات بالمفهوم الغربي حراماً ومخالفاً للشرع .
والحرية بالمفهوم الإسلامي لا وجود لها إلا في الإنعتاق من العبودية للبشر والتي هي الرِّق الذي لم يعد موجوداً ، وإذا ذكرت الآن فإنها لاتعني سوى الحريات الغربية.
والمسلم يفخر بعبوديته لله- تعالى -, وهي أكرم صفة يتصف بها المسلم, ومن كمال العبودية أن يطيع العبد أوامر المعبود.
وموقف الإسلام من الحريات الغربية فهو على النحو الآتي :
أولاً: حرية المعتقد:- لا يجوز للمسلم أن يتحول من دين إلى دين أخر قال صلى الله عليه وسلم ( من بدل دينه فاقتلوه ), سواء كان المرتد فردا أم جماعة.
ثانياً: حرية الرأي:- الرأي في الإسلام مقيد بالإحكام الشرعية وليس حراً فهو إما:
أ- رأيٌ حرام قوله: كالغيبة والنميمة, وقذف المحصنات ومهاجمة الإسلام والطعن فيه.
ب- أو رأيُ مشروع قوله: مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ومحاسبة الحكام ، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) .
ثالثاً: حرية التملك:
التملك في الإسلام مقيد بالشرع فلا يجوز للإنسان أن يتملك كما يشاء. وأسباب التملك الشرعية كالعمل ( بكل فروعه كالتجارة والصناعة والزراعة والخدمات ), والإرث, والهبة, والوصية.
رابعاً: الحرية الشخصية:-
الإسلام حرم الإنفلات من العقال الذي يسمى الحرية الشخصية, فالشخص ليس حراً في أن يؤذي نفسه أو ينهي حياته بالإنتحار، أو أن يقترف الزنا واللواط تحت ذريعة الحرية الشخصية, أو أن يتهرب من الإنفاق على والديه العاجزين تحت ذريعة الحرية الشخصية, أو أن يخرج الفتى مع عشيقته أو العكس بحجة الحرية الشخصية, والإسلام لا يجيز للشاب أن يتحرش بالفتاة في الشارع أو أن يسمعها كلاماً منافياً للحشمة والوقار, ولا حتى أن يقبل زوجته على مرأى من جمهور الناس.
أمام هذا التناقض الواضح تم طرح فكرة ومصطلح الوسطية أو الحل الوسط ، الذي لم يظهر عند المسلمين إلا في العصر الحديث ، بعد سقوط الخلافة ، وقصد به الإعتدال وعدم التطرف ، وهو مصطلح دخيل ، في لفظة ومعناه ، مصدره الغرب والمبدأ الرأسمالي ، ذلك المبدأ الذي بنيت عقيدته على الحل الوسط ، الحل الذي نشأ نتيجة الصراع الدموي ، بين الكنيسة والملوك التابعين لها من جهة ، وبين المفكرين والفلاسفة الغربيين من جهة أخرى . الفريق الأول كان يرى أن الدين النصراني دين صالح لمعالجة جميع شؤون الحياة ، والفريق الثاني يرى أن هذا الدين غير صالح لذلك ، فهو سبب الظلم والتأخر ، فأنكروه وأنكروا صلاحيته ، واستعاضوا عنه بالعقل ، الذي هو – في رأيهم – قادر على وضع نظام صالح لتنظيم شؤون الحياة .
وبعد صراع مرير بين الفريقين ، اتفقوا على حل وسط ، وهو الإعتراف بالدين كعلاقة بين الإنسان والخالق ، على أن لا يكون لهذا الدين دخل في الحياة ، واتخذوا فكرة فصل الدين عن الحياة ، عقيدة لمبدئهم ، التي انبثق عنها النظام الرأسمالي ، الذي نهضوا على أساسه ، ثم حملوه إلى غيرهم من الناس بطريقة الإستعمار.
فتكون الوسطية أو الحل الوسط فكرة غريبة عن الإسلام ، يريد الغربيون ومن والاهم من المسلمين أن يلصقوها بالإسلام ، من أجل تسويقها للمسلمين باسم الإعتدال والتسامح ، والقصد منها هو حرفنا عن حدود الإسلام وأحكامه الفاصلة. ويتم تسويق الوسطية عبر الفضائيات وعلماء السلاطين .
وبدل أن ينقد المسلمون فكرة الوسطية أو الحل الوسط ، ويبينوا خطأها وزيفها ، أخذوا بها ، وصاروا يدّعون أنها موجودة في الإسلام ، بل هو قائم عليها ، فهو بين الروحية والمادية ، وبين الفردية والجماعية ، وبين الواقعية والمثالية ، وبين الثبات والتغيير ، فلا غلو ولا تقصير ، ولا إفراط ولا تفريط ...

كاتب الموضوع: أبو إسلام Nov 26 2011, 05:12 PM

السلام عليكم

المتابعين للشان العربي والاسلام يقولون ان شعوب المنطقة امام خيارات

من ضمنها تطبيق الشريعة الاسلامية وهو ما نظمته الامة في مصر وسوريا واليمن الخ ...

بالاضافة لخيارات الدولة المدنية والعلمانية والدينية .

والخيارات الاخيرة هذه لها منابر عرضة وقوية نكاد لا نسمع لغيرها على الاطلاق

لكن خيار تحكيم الشريعة اين منابره , واين يتم ترديد طروحاته على المنابر الاعلامية , حقيقة لا نجد ولا اي منبر اعلامي

ينبري للعمل له او يتصدر الدعوة له

فالفكر الذي يسترسل فيه الاخوة اعلاه هو فكر من الاهمية بمكان ان يطرح في منابر الاعلام على الامة التي تتحسس طريق تطبيق الاسلام في واقع الحياة

وهذا دلالة على ان الاعلام لم ينعتق بعد من تبعية الانظمة وانه لا يستجيب لنبض الشارع او الامة

هذه شذور احببت الاشارة اليها في مجالنا الاعلام على تنير لنا الطريق في الكيفيات التي تلزمنا لتبليغ هذا الفكر .


كاتب الموضوع: ام حنين Nov 26 2011, 05:38 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

بارك الله فيكم إخوتي الكرام

إقتباس(موسى عبد الشكور @ Nov 24 2011, 07:19 AM) *
وهذه الخاصيات تدفع الانسان للقيام بالاعمال عندما يريد اشباع هذه الغرائز والملاحظ ان الانسان لا يستطيع وضع نظام واحد لجميع بني البشر وهذا ثابت لاختلاف نظره الانسان للغرائز وتنظيمها لعجزه واختلافه وتاثره بالبيئه المحيطه به وهذا واقع وبديهي بين البشر واختلافهم في النظرة الى الامور ويعلمه الجميع وهذا ما يفسر حاجه الانسان لمن ينظم له اموره في اشباع غرائزه فلم يترك الله الانسان دون أن يتولى تدبيره وهو الخبير العالم بدقائق ما خلق وأبدع، وبمدى حاجت الانسان للتدبير والرعاية أي حاجة الانسان الى الرسل
يتبع


هذه النقطة هامة جدا في سياق هذا البحث العميق ،، فالإنسان قد أخذه الغرور و أُعميت بصيرته لدرجة إنه وضع نفسه مكان الخالق عز و جل و صار يضع لنفسه القوانين ، فأصبح الإنسان علماني يفصل وجود الله تعالى عن حياته .

و لقد لعب الإعلام دورا كبيرا في تعزيز هذا المفهوم - غرور الإنسان بقدراته المزيفة التي تناقض واقعه العاجز و الناقص و الإختلافات التي تنشأ بين الناس بهذا الخصوص . و هذا الغرور نتيجة طبيعية عندما تكون المؤثرات الخارجية كوسائل الإعلام تركز و ترسخ مفهوم الفردية و الأنانية و تجعل من المصلحة مقياس للأعمال عند المتلقي ، فيتحول الإنسان إلى كائن منحط و جشع فكيف تكون هذه القوانين الذي يسنها هؤلاء العلمانيون ؟

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Nov 28 2011, 05:35 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

ماذا يعني تطبيق الشريعه؟
من المستحيل ان يأتي الانسان بنظام صحيح من نفسه ما دام هو من المستحيل عليه كما أسلفنا ان يدرك حقيقة الخالق سبحانه ولعجزه في ادراك بعض اموره وما هو الافضل لحياته ، فالفطرة التي خلقها الله في الانسان على هيئة ما يطلق عليه غريزة، أي طاقة حيوية مغروزة في أعماق الانسان. لا تستطيع وضع نظام ينظم حياة الانسان وتوفير نظام سليم لها وبما ان الايمان عن طريق الفطره قد يوصل الى الخطا ولا بد للعقل والفطره من الوصول الى وجود الخالق فان الفطرة هنا عاجزه وبما انها مخلوقه فيتحتم عليها ان تطالب بنظام من غيرها والصحيح والمناسب ان ياتي من خالقها الذي يعرفها ويعرف ما يلزمها، وليس من الانسان المخلوق العاجز الذي يحملها ولا يعرف كيف يربطها بخالقها، وهي التي لا تظهر ولا تستشعر الرضى والسعادة الا بهذا الارتباط. وهذا المطلب من الفطرة يعني انه لا بد من نظام يأتي من الخالق سبحانه لينظم هذا الارتباط والعلاقة. وهذا النظام اقتضت ارادة الخالق سبحانه ان يتخذ له رسلاً من البشر يكلفون بتبليغه للناس، وهذا النظام هو دين الله تعالى وهو الطريق الموصل للسلامه والى ما يريده الخالق من الانسان.
اما الامر الثاني هو حاجة اشباع غرائز الانسان وحاجاته العضوية للتنظيم. ذلك ان طاقاتها الحيوية المغروزة فيها مع حاجات أعضاء الجسم التي تكمن فيه تلك الطاقات لا بد لها من اشباع بشكل سليم ومناسب لها. وهذا الاشباع لا بد ان يخضع لنظام معين حتى لا يقع في الخطأ او الشذوذ، ويؤدي بالتالي الى شقاء الانسان. وهذا النظام لا بد ان يأتي من خالق الانسان الخبير بما يصلح لذاك الاشباع السليم. ولا يجوز ان يأتي من الانسان، لأن هذا مدرك وثابت ثبوتا قطعيا أن الانسان يعطي حلولا متفاوتة ومختلفه في اقترابها وبعدها من الصحة، ومختلفة في نوعية الحلول، ومتناقضة في تناولها للمسألة، ومتأثرة بما يحيطها في بيئتها من عوامل. الأمر الذي يجعل ما تقدمه من نظام مؤدياً الى شقاء الانسان. وهذا النظام كما أسلفنا اقتضت إرادة الخالق سبحانه ان يتولى تبليغه رسل مختارون من البشر يحملون ما يريده الخالق من الانسان



هذا ما تطلبه الفطرة. وأما العقل فانه يقر انه عاجز عن تدبير شؤونه فلا بد من رسالة من خالقه مثبته انها من الله لذلك تطلب الامر معجزه ربانية تتناسب مع كل قوم وكل عصر. وبما ان النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" ادعى النبوه للبشريه جمعاء فكان يتحتم عليه ابراز معجزته التي لا تقف على قوم ولا عصر، وانما تمتد لتشمل الانسانية، وتغطي كل الأزمنة، حتى قيام الساعة. ألا وهي معجزة القرآن.
فهل القران من عند الله ؟؟
يتبع

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Nov 30 2011, 04:50 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه
وصلنا الى اثبات ان القران من عند الله

ولإثبات ان القرآن منـزل من عند الله سبحانه، لا بد من أدلة تستند الى الدليل القطعي المحسوس حتى تكون قطعية لا شبهة فيها. فالقرآن كتاب عربي اللغة والاسلوب، وقد جاء به محمد عليه السلام وقال انه من الله تعالى وعند التفكير بالقران نجد ان هذا الكتاب إما من محمد نفسه، او من العرب، مجتمعين او متفرقين، او من غير العرب او من الله تعالى العالم بكل شيء وباللغة العربية وأساليبها. ولن يكون من أي واحد غير هذه الاحتمالات.
هكذا يحصر العقل السليم هذا الكتاب المحسوس الملموس في احتمال من هذه الاحتمالات ، ليصل من المناقشة الى النتيجة القطعية. فلو بدأنا باحتمال انه من العرب لوجدنا انه قد تحدّاهم ان يأتوا بكتاب مثله "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن، لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا" – آية 88 من سورة الإسراء-. فلم يكتف في معرض تحدّيه للعرب بهم أنفسهم، بل أضاف اليهم كل الإنس وكل الجنّ. وعندما عجزوا عن الإتيان بمثله كله، تحدّاهم أن يأتوا بعدد من مثل سوره "قل فأتوا بعشر سور مثله" – من آية 13 من سورة هود- . وعندما عجزوا بعد أن حاولوا محاولات فاشلة، تحدّاهم ولو بالإتيان بسورة واحدة "قل فأتوا بسورة مثله" – من آية 38 من سورة يونس-. ولو وقفوا لا مبالين من هذا التحدّي، لاختلف القول. ولكنهم استجابوا، وحاولوا بالفعل ان يأتوا بمثله او بشيء من مثله، وعجزوا عن ذلك. مما يجزم انه ليس من كلامهم مهما نسب من تفاهات القول لبعضهم مما لا يصل الى شيء من مثله من أمثال مضحكات مسيلمة الكذاب.
وأما أنه من محمد عليه الصلاة والسلام فباطل ايضاً لثلاثة أسباب هي:
الأول: لأن محمداً عليه السلام عربي الأصل واللغة. واذا كان العرب لم يأتوا بمثله او بشيء من مثله، فمن باب أولى أن محمداً العربي لا يأتي بمثله مهما كان عبقرياً لأن التحدي القرآني للعرب لم يستثن أحداً مهما كانت صفته.
والثاني: لأن الأحاديث الصحيحة والمتواترة التي رويت لمحمد عليه السلام لا يوجد أي تشابه بينها وبين الآيات القرآنية في الأسلوب، مع انها صدرت من محمد في وقت النـزول. وكلام الشخص لا يمكن ان يكون باسلوبين مختلفين مهما كان عبقريا
والثالث: لأن العرب العالمين بأساليب اللغة العربية لم يتّهموا محمداً عليه السلام بأنه جاء بالقرآن من نفسه. وكل ما إدّعوه أنه أتى به من غلام نصراني اسمه (جبر). ولكن القرآن الكريم ردّ عليهم فقال "ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلّمه بشر، لسان الذي يلحدون اليه أعجميّ، وهذا لسانٌ عربيٌ مبين" – من آية 103 من سورة النحل-. فاذا عجز العرب عن الاتيان بمثله فمن باب اولا ان يعجز غير العرب عن الاتيان بالقران
وبنفي هذه الاحتمالات لا يبقى الا الاحتمال الاخير ان القران هو من عند الله , فالله سبحانه وتعالى العالم باللغة العربية وأساليبها، والمحيط علمه بكل شيء، هو الذي أنزله على محمد الذي أتى به وبلّغه للناس كدليل على نبوة محمد وانه رسولا بالدليل العقلي القطعي.
وهكذا يظهر لنا، كيف أن ركائز الايمان بوجود الله الخالق المدبر، وبرسالة محمد عليه السلام، وبالقرآن الكريم أنه كلام الله، قد قامت لها الحجة بالدليل القطعي العقلي القائم على المحسوس. فيكون العقل هو الطريق الى الايمان بالمغيبات كلها ثم الايمان بما جاء بالقران الذي ثبت اصله بالعقل واليقين. ويكون الواجب على كل مسلم ان يعتقد بما ثبت له بالعقل وما جاء وامر به القرآن الكريم. ويحرم على كل مسلم ان يعتقد بما لم يثبت عنده . لأن العقائد لا تؤخذ الا عن يقين، والله تعالى يقول "وأن الظنّ لا يغني من الحق شيئا" – من آية 28 من سورة النجم-.

يتبع

كاتب الموضوع: ام حنين Nov 30 2011, 06:57 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

بارك الله فيكم

إستوقفني مصطلح " بالدليل العقلي القطعي "

فهذا النقاش نقاش راقي يقدم ادلة مقنعة للعقل و يشعر من يقتنع بها بالطمأنينة و بجو إيماني عالي .. فالنقاش الأن محسوم و مثبت و الحق ظاهر لا لبس فيه .. و كذلك الباطل و تبريراته الضعيفة الغير مقنعة للعقل ظاهرا و واضحا ، نقاش مبدئي مميز و بدون تعقيد يفهمه الجميع . أما وسائل الإعلام قد لعبت هنا دور خبيث جدا فخلطت بين الحق و الباطل و رسخت عند المتلقي فكرة أن كل الأراء صحيحة و أن الحوار معناه قبول الأخر حتى و إن كانت أراء كفر بواح ! فإختلط الحق بالباطل و إختفى هذا الحاجز الذي يفصل بينهما بسبب هذه التشويشات و هذه التلويثات الفكرية .

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Dec 5 2011, 07:02 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
بعد أن تبين لنا ثبوت حاجة البشر الى الرسل، وأن القرآن الكريم من عند الله وليس من أحد من الخلق، وأن محمداً عليه السلام الذي جاء بهذا القرآن نبي ورسول قطعاً، لأنه لا يأتي بشريعة الله الا النبي والرسول. بعد هذا، توفر بين أيدينا الدليل العقلي على الايمان بالله جلّت قدرته، وأنه سبحانه الخالق المدبر لهذا الوجود كله، وعلى الايمان بأن القرآن هو كلام الله سبحانه، وان محمداً عليه السلام الذي أتى به رسالة للبشرية كلها رحمة عامة للإنس والجن، بشيراً ونذيراً، هو صاحب الرسالة للانسانية جمعاء، وأنه خاتم النبيين والمرسلين.

بهذا الاستدلال العقلي، المبني على كل شيئ محسوس وملموس نكون قد استوفينا السير في الطريق الموصل الى الايمان الحق عن طريق سليم هو طريق العقل. وتأكد لدينا أنه لا بد أن يكون عن طريق العقل، العقل الذي يستند اليه الايمان بالمغيبات التي وردت في القرآن الكريم والحديث المتواتر .. ذلك انه ما دمنا قد آمنا بأنه تعالى خالق ومدبر لكل شيء، فيجب أن نؤمن بكل ما أخبرنا به في القرآن الكريم والحديث المتواتر، ولو كان مما لا يدركه العقل او لا يصل اليه إدراكه، من أمثال البعث والنشور والجنة والنار والحساب والعذاب والملائكة والجن والشياطين وغيرها.

صحيح ان الحديث المتواتر ثبت بالنقل السمعي وليس بالدليل العقلي المباشر، ولكن أصله ثبت بالدليل العقلي. لأن القرآن الكريم الذي ثبت بالطريق العقلي أنه كتاب الله المنـزل على محمد قد أكد ان محمداً نبي ورسول تجب طاعته في كل ما أخبر به في سنّته، والتصديق به. فقد قال سبحانه "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول" – من الآية 33 من سورة محمد-، وقال سبحانه "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" – من الآية 21 من سورة الأحزاب-، وقال سبحانه "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" – من الآية 7 من سورة الحشر-.
فيجب إلتزام كل عقيدة ثبتت بالسنّة المتواترة وليس بغيرها حتى تدخل مجال اليقين وتتخلص من الظنّ. والله تعالى يقول "وأن الظن لا يغني من الحق شيئا" – من الآية 36 من سورة يونس-. فيكون الحديث المتواتر قد ثبت اصله بالعقل ايضا. هذا من جهة، ومن جهة اخرى، الحديث المتواتر في ذاته يقطع بصدق نسبته الى الرسول عليه السلام، مما يقطع بصدق مضمونه وبُعده عن الظن رواية. فيطمأن الى جعل ما يذكر من عقائد جزءا من الايمان، وبذلك يطمأن الى ان اليقين كان هو المصاحب في طريق الايمان بجميع عقائده.

وجانب الايمان بالآخرة في العقيدة له أهميته الحاسمة كالجوانب الاخرى. لأن الايمان بالله سبحانه الخالق المدبر هو ايمان بما قبل الحياة الدنيا، أي هو سبحانه الذي خلق هذه الحياة الدنيا ودبّرها. بينما الايمان بيوم القيامة، اي يوم البعث والنشور والحساب والعذاب والجنة والنار، جزاءاً على ما صدر عن الانسان من خير او شر، هو الايمان بما بعد الحياة الدنيا. وبهذا يظهر كيف ان أوامر الله ونواهيه هي صلته سبحانه بالحياة بعد أن خلقها وأوجدها من عدم، بينما محاسبته سبحانه الانسانَ على أعماله في الحياة، بالاضافة الى البعث والنشور، هي صلة الحياة بما بعدها. كما يظهر مدى لزوم وجود صلة لهذه الحياة بما قبلها وما بعدها، ومدى وجوب تقيّد أحوال الانسان بهذه الصلة. أي يظهر أن الانسان يجب ان ينظم حياته وفْق أنظمته تعالى ليكون حسابه يوم القيامة خيرا ومصيره الى الجنة جزاءا لأعماله في هذه الحياة الدنيا ..


وبالعودة الى ما توصلنا اليه عن طريق العقل، او ثبت أصله بالعقل، من إيمان بالله، اي ما قبل الحياة، وإيمان بيوم القيامة، اي ما بما بعد الحياة، وإيمان بوجوب التقيد بأوامر الله في هذه الحياة، اي بصلة هذه الحياة بما قبلها وما بعدها، بهذا الايمان بأطرافه الثلاث يوجد الفكر المستنير عما وراء هذا الكون والانسان والحياة، وعما قبل الحياة وما بعدها، وعن صلتها بما قبلها وبما بعدها. وبهذا الفكر المستنير يتوفر الحل الكامل لجميع اطراف العقدة الكبرى التي كانت تتشكل من التساؤلات عن هذه الاطراف الثلاث: من اين أتيت، والى اين أذهب، وما صلتي بهذا وذاك. وهذا الحل الكامل السليم، أي حسب الاسلام، هو العقيدة الاسلامية. اما الحلول الكاملة الاخرى لدى العقائد الاخرى فليست سليمة. لأنها، لا توافق الفطرة السليمة، ولا تقنع العقل السليم.
يتبع:

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Dec 7 2011, 09:22 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟

لقد ثبت عندنا ان عقيده الاسلام هي العقيده الصحيحه لانها تجيب على التساؤلات التي يطرحها الانسان: من اين أتيت، والى اين أذهب، وما صلتي بهذا وذاك. وهذا الحل الكامل السليم، أي حسب الاسلام، هو العقيدة الاسلامية. اما الحلول الكاملة الاخرى لدى العقائد الاخرى مثل عقيده الراسماليه او الشيوعيه فليست سليمة. لأنها، لا توافق الفطرة السليمة، ولا تقنع العقل السليم ولا يوجد دليل عقلى على صحتها نهائيا اذا ما تم بحثها كما بحثنا سابقا في الكون والانسان والحياة.
أما قيمة وأهمية هذا الحل في الحياة الدنيا، وهو ما يتساءل عنه بعض خاصة الناس وعامتهم، فهي أنه يمكّن الانسان من الانتقال الى الفكر اللازم عن هذه الحياة، والى المفاهيم الصحيحة المؤثرة حياته عنها. ولا سيما ان هذا الحل سيكون هو الاساس لمبدأ الأمة في الحياة، وهو اساس نهضتها لأن النهضة كما مرّ بنا سابقا انها : الارتقاء الفكري كأساس في الحياة. كما سيكون هذا الحل أساس حضارة ذلك المبدأ، لأن الافكار والثقافة بعامة والمفاهيم عن الاشياء بخاصة في هذه الحياة، وهي الحضارة، ستبنى على تلك العقيدة. كما سيكون هذا الحل أساس أنظمة الحياة في جميع جوانبها من اقتصاد وحكم واجتماع وسياسة وغيرها. كما سيكون اساس دولة المبدأ ما دامت هذه الدولة ستتقيد في جميع قواعدها وأركانها بما في كتاب الله وسنّة رسوله، وهما صلة هذه الحياة بما قبلها وما بعدها. وهذا كله يعني ان أساس فكرة الاسلام، التي تشمل العقائد والافكار لمعالجة شؤون الحياة، وأن اساس طريقته، التي تشمل كيفيات تنفيذ المعالجات والمحافظة عليها وحمل الدعوة اليها، هو العقيدة الاسلامية.
والآية الكريمة تشير الى أبرز جوانب العقيدة الاسلامية "يا أيها الذين آمنوا أمِنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل، ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضلّ ضلالا بعيدا" – الآية 136 من سورة النساء-. فهذه الآية الكريمة ذكرت ان الايمان يجب ان يشمل الله سبحانه، كما يشمل القرآن الكريم الذي أنزل على رسوله محمد عليه السلام، وعلى الكتب التي أنزلها سبحانه من قبل القرآن على رسله الآخرين، وعلى الملائكة، وأخيرا على اليوم الآخر.
ان العقيدة الاسلامية التي تشكل إيمان المسلم تقتضي اكثر من جانب فالايمان بالله الخالق المدبر وأنه دبر الانسانية ورعاها بشريعة الاسلام التي جاءت في القرآن الكريم والسنّة المطهرة يفرض الايمان بهذه الشريعة كلها. وأي إنكار لجزء منها قطعي الثبوت، كالقرآن الكريم والسنّة المتواترة، او قطعي الدلالة، كالآيات الكريمة المحكمة، أي التي لا تحتمل غير معنى واحد، يوقع المسلم في الكفر، سواء كانت أحكام تلك الآيات والسنن تتصل بالعبادات كالصلاة، او بالمعاملات كالبيع والشراء، او العقوبات كقطع يد السارق، او المطعومات كأكل لحم الخنزير. ذلك لأن الكفر بآية "وأقيموا الصلاة " – من الآية 20 من سورة المزمل- كالكفر بآية "وأحلّ الله البيع وحرّم الربا" – من الآية 275 من سورة البقرة – وكالكفر بآية "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما" – من الآية 41 من سورة المائدة – وكالكفر بآية "حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهلّ لغير الله به" – من الآية 4 من سورة المائدة.
ولا بد من الانتباه الى ان الايمان بالشريعة الاسلامية، والقبول والرضى بأحكامها، لا يتوقف على العقل، بل لا بد من التسليم المطلق بكل ما جاء من عند الله. كيف لا، والله تعالى يقول "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلّموا تسليما" – الآية 65 من سورة النساء-. أي يقول بعدها حقا وعدلا
اذا لا بد من الايمان والالتزام بكل ما جاء به الاسلام قولا وعملا
يتبع:


كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Dec 13 2011, 01:16 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه

ان الايمان بوجود الله سبحانه، وبأن القرآن الكريم كتاب الله، وهو معجز لمن جاء به وبأن محمدا عليه السلام رسول الله، وقد تحقق لدينا عن طريق العقل. فيجب ان نؤمن بكل ما جاء بالقران ونؤمن بما أخبرنا به الله سبحانه في الأحاديث االمتواترة والاحاديث الثابته عن رسول الله ، قال تعالى ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا( وقال ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول (.وهذه هي الركيزة التي يقوم عليها الإيمان بالمغيبات كلها.
ومن أمور العقيدة التي وصلتنا في القران الكريم أي بالدليل النقلي المقطوع بصحته ، الملائكة والكتب السابقة والرسل السابقين واليوم الآخر، وان الرزق والأجل بيد الله، والجنة والنار والحساب والثواب والعقاب والجن والسحر ……..الخ .
اذا فالعقيدة الإسلامية دليلها إما دليل عقلي أو نقلي مقطوع بصحته ولا غير ذلك، والذي يحدد نوع الدليل هو موضوع العقيدة نفسه فان كان الموضوع واقعا تحت الحس البشري ويستطيع العقل أن يدرك واقعة أو يدرك آثاره كان الدليل عقليا كالإيمان بالله والقرآن ونبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أما الموضوع الذي لا يدرك واقعة ، مما لا يقع تحت الحواس فيكون دليله نقليا كالإيمان بالرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام وكتبهم وكالإيمان بالجنة والنار وغير ذلك من الغيبيات ، لأننا لا ندرك وجودهم عقليا ، إذ لم يقعوا تحت حواسنا ، لهذا لا يجوز أن نأخذ عقائدنا إلا عن طريق العقل أو عن طريق السمع اليقيني المقطوع بصحته ، أي ما ثبت بالقرآن والحديث المتواتر، وهو ما ثبت اصله بالعقل أي القران والسنه المتواتره، أما غير هذين الطريقين فلا يصح الاعتقاد به لأنه يكون حينئذ ظنا ، والعقائد لا تؤخذ إلا عن يقين ولا يجوز أخذها بدليل ظني، وقد نعى القرآن على الكفار لأنهم اتبعوا الظن في عقائدهم قال تعالى ( وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وان الظن لا يغني من الحق شيئا ) وقال ( إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما انزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس) وما يتبع أكثرهم إلا ظنا ، إن الظن لا يغني من الحق شيئا )، ولهذا لا بد أن تكون العقيدة مستندة إلى العقل أو إلى ما ثبت اصله بالعقل أي يجب ان نؤمن بما ورد في الكريم من المغيبات التي لا يدركها الحس
أي ان الايمان بهذه المغيبات قد تم نقله لنا نقلا عن طريق القران والنقل هو كل ما يصلنا من معلومات سواء من العقيدة الاسلامية او غيرها وذلك عن طريق النقل من شخص او اكثر الى شخص او اكثر وهنا فقد امنا بالمغيبات عن طريق النقل الثابث اصله عقلا انه من الله تعالى . والعقلي هو كل ما يتوصل له عن طريق العقل كواسطة لإثباته مثل وجود الله والقران ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا لا بد أن تكون العقيدة مستندة إلى العقل أو إلى ما ثبت اصله بالعقل انه صحيح.
فالمغيبات التي وردت بطريق الحديث الظني وهو الحديث المشهور وخبر الآحاد فلا يجوز الاعتقاد بها ، لان الاعتقاد بها اعتقاد بدليل ظني وهو محرم ، ومن هذه المغيبات ظهور المهدي ، فهذا أمر غيبي وردت فيها أحاديث صحيحة إلا أنها خبر آحاد ، فلم تصل إلى حد التواتر الذي يفيد العلم اليقيني ، ولذلك يحرم الاعتقاد به واعتباره جزء من العقيدة، إلا انه في نفس الوقت يحرم التكذيب به ، لأنها أحاديث صحيحة وردت في الشرع والتكذيب بها يعني تكذيب بجزء من الشرع وهذا محرم ، ولهذا يجب التصديق بظهور المهدي إلا انه تصديق غير جازم لا يصل إلى درجة الاعتقاد .
وعلى هذا فان الايمان بالله اتيا عن طريق العقل ولا بد ان يكون هذا الايمان عن طريق العقل فكان بذلك الركيزه التي يقوم عليها الايمان بالمغيبات كلها وبكل ما اخبرنا الله به فالايمان بالله تعالى وهو يتصف بصفات الالوهيه يقتضي ان نؤمن بكل ما اخبر به سواء ادركه العقل او كان وراء العقل لان الله اخبرنا به والايمان بالمغيبات وان كان عن طريق النقل والسمع لكنه في اصله ايمان عقلي وعلى على هذا فان عقيده المسلم كلها مستنده الى العقل والى ما ثبت اصله بالعقل او عن طريق السمع اليقيني المقطوع بصحته أي القران والسنه المتواتره وما لم يثب من هذين الطريقين العقل ونص الكتاب والسنه القطعيه يحرم الاعتقاد به لا ن العقائد لا تؤخذ الا عن يقين
يتبع:

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Dec 16 2011, 02:45 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الثانيه عشره :
اما وقد ثبت لدينا ان وجود الله سبحانه، وبأن القرآن الكريم كتاب الله، وهو معجز لمن جاء به وبأن محمدا عليه السلام رسول الله، وعلى هذا فيجب ان نؤمن بكل ما جاء بالقران ونؤمن بما أخبرنا به الله سبحانه في القران والاحاديث النبويه الوارده عن رسول الله ، قال تعالى ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا( وقال ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول (.وهذه هي الركيزة التي يقوم عليها الإيمان بالمغيبات كلها.
أما وقد ثبت كل هذا وكان الإيمان به أمرا محتوما كان لزاما أن يؤمن كل مسلم بالشريعة الإسلامية كلها، لأنها جاءت من عند الله ومنكرها كافر ، وكان إنكار الأحكام الشرعية جملة كفرا ، كمن يقول أن الإسلام دين يناسب عصر الناقة والجمل ولا يناسب عصر الكمبيوتر والإنترنت ، وإنكار الأحكام التفصيلية القطعية كفر سواء كانت متعلقة:
1- بالعبادات وهي: الأحكام التي تنظم علاقة العبد بخالقه مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد .
2- او المعاملات وهي: الأحكام التي تنظم علاقة الإنسان بغيره من بني الإنسان مثل الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والحكم والسياسة التعليمية والسياسة الخارجية .
3- او العقوبات وهي : الأحكام المتعلقة بالحدود والجنايات والتعزير والمخالفات.
4- او المطعومات وهي : الأحكام المتعلقة بالطعام والشراب .
5- او الملبوسات وهي: الأحكام المتعلقة بلباس الرجل والمرأة في الحياة الخاصة والحياة العامة.
6- او الأخلاق وهي: الأحكام المتعلقة بصفات الفرد المحمودة كالصدق والأمانة والوفاء ……الخ ، والصفات المذمومة كالكذب والخيانة والغش ….الخ .
فالكفر بآية (واحل الله البيع وحرم الربا ) كالكفر بآية ( أقيموا الصلاة ) والكفر بآية (السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) كالكفر بآية ( كتب عليكم الصياموكالكفر بقوله تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ) ولا يتوقف التسليم بالحكم الشرعي على العقل، لان وظيفة العقل هي التفكير في آثار الله المبثوثة في الكون والإنسان والحياة ليستدل منها على وجود الله تعالى ، وعلى أن القرآن من عند الله وان محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله، أما الأحكام التشريعية التي تنظم حياة الناس فلا دخل للعقل في وضعها ، وإنما وظيفته فقط فهم الواقع وفهم النص وفهم مدى انطباق النص على الواقع لاستنباط الحل ، ولا يقال انه يجب ان يقتنع العقل بالحكم الشرعي حتى يطبقه، بل يجب ان يطبق الحكم الشرعي ويلتزم به بمجرد ثبوته بالنص سواء اقتنع به العقل أم لا ، ومن هنا وجب الآية والتسليم المطلق بكل ما جاء من عند الله لقوله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) فيجب التسليم بحكم الشرع مهما بدا للعقل انه غير معقول إنكار انه يتعارض مع المصالح. وبهذا يمكن الوصول إلى إيجاد السلوك الراقي المعبر عن النهضة ، لان الحكم على رقي سلوك إنكار عدمه هو بمدى مطابقته لشرع الله إنكار مخالفته ، فالسلوك الراقي هو السلوك المطابق لشرع الله والسلوك المنحط هو السلوك المخالف لشرع الله.
ولهذا يجب تطبيق كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يستقيم حال المسلم ويسعد في الدنيا والاخرة
يتبع :

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Dec 19 2011, 05:58 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟

مما سبق نجد أن العقيدة الإسلامية أجابت على التساؤلات الكبرى لدى الإنسان بالتفكير المستنير باستخدام عقله فالله سبحانه قبل الحياة الدنيا وبعدها فهو أزلي ابدي .ويوم القيامة بعد الحياة الدنيا .وصلة الحياة بما قبلها صلة خلق وإيجاد ، والتزام بأوامر الله تعالى .وان ما بعدها صلة بعث ونشور ومحاسبة الله الناس على أعمالها. ولذلك يترتب على ذلك أن تكون أعمال الإنسان مقيدة بصلة الحياة بما قبلها، أي أن يشعر دائما أن الله خالق واله وان عليه أن ينفذ أوامره ويبتعد عن نواهيه ، كما يجب أن تكون أحوال الإنسان مقيدة بصلة الحياة بما بعدها، أي أن يبقى على شعور دائم بيوم الحساب والبعث والنشور ، بأن يحاسب نفسه على أعماله وأن يضع مصيره نصب عينيه إما الى الجنة وإما الى النار .
ومما يساعد على بقاء هذه الصلة قوية في النفس كثرة العبادة وتلاوة القرآن الكريم والالتزام بشريعة الله .
و متى انتهى الإنسانُ منْ هذا الحلِّ أمكنَهُ أَنْ ينتقِلَ إلى الفكرِ عن الحياةِ الدنيا، وإلى إيجادِ المفاهيمِ الصادقةِ المنظمه والمُنتِجةِ عنها. وكان هذا الحَلُّ نفسَهُ هو الأساسَ الذي يقومُ عليهِ المبدأُ الذي يُتَّخَذُ طريقةً لتنظيم شؤون الحياة ووينظم حياة الناس ، وهو الأساسُ الذي تقومُ عليه حضارةُ هذا المبدأِ، وهو الأساسُ الذي تنبثِقُ عنهُ أنظمتُهُ، وهو الأساسُ الذي تقومُ عليهِ دولتُهُ.
} يا أَيُّهَا الذينَ آمَنُوا آمِنُوا باللهِ وَرسُولِهِ والكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ ومَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً
وعلى هذا كانَ لِزاماً أنْ يُؤْمِنَ كُلُّ مسلمٍ بالشريعةِ الإسلاميَّةِ المنبثقه عن العقيده ومرتبطه بها كُلِّهَا، لأَنَّهَا جاءتْ في القرآنِ الكريمِ، وجاءَ بِهَا الرسولُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وإلا كانَ كافراً
وبذلك تكون العقيدة الاساس الذي ينظم حياة المسلم اي ان التزام المسلم يكون قد سار قي طريق النهضه الصحيحه في الحياة الدنيا
لان الانسان اذا اراد ان ينظم اي جانب من حياته ليرتقي به، اي يضع افكارا لمعالجة هذا الجانب، فانه يأخذها من عقيدته، اي من خالق الحياة المدبر لها الذي يعتقد به، اذا كان مسلماً. او من غيره اذا لم يكن مسلما، سواء كان هذا الغير هو العقل، كما تراه عقيدة الرأسمالية الديمقراطية، او المادة، كما تراه العقيدة المادية، اي عقيدة الاشتراكية الشيوعية.
اذا فالعقيدة اساس الحضارة في الحياة الدنيا لأنها هي مصدر افكار الانسان ومفاهيمه التي يتعامل بها مع الاشياء في الحياة. فهو عندما يستنكر صورة عارية مثلا، اذا كان مسلما، ويراها قطعة فنية جميلة، اذا كان غير مسلم، فانه يأخذ بمفهوم عقيدته عنها. وهو عندما يعطي بسخاء، ابتغاء مرضاة الله، اذا كان مسلماً، ولا يعطي الا بقدر مصلحته النفعية، اذا كان غير مسلم، فانه يتبع مفهوم عقيدته في ذلك. والحضارة مجموعة هذه الافكار، بل هذه المفاهيم عن الاشياء في الحياة، وهذه الافكار والمفاهيم اما منبثقة من العقيدة او مبنية عليها، مما يجعل العقيدة اساس الحضارة اذا فالعقيدة هي اساس الانظمة في الحياة الدنيا وكذلك تكون العقيدة اساس الدولة وهي الصالحه لكل زمان و مكان يجب الالتزام بها ليرتقي الانسان فهي اساس نهضته ورقيه
يتبع:


كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Dec 23 2011, 04:21 PM


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الرابعه عشره .

الإنسان إلى النهوض بحياته أمر لا بد منه ولا يختلف فيه، إلا أن الناس اختلفوا في الأساس الذي تقوم عليه النهضة ، هل تقوم على أساس اقتصادي أم تعليمي أم أخلاقي أم عسكري أم قانوني ؟ مع ملاحظه ان النهضه الصحيحه هي الارتفاع الفكري على اساس روحي ولا تعني التقدم العلمي كما يدعي البعض الذين اغفلوا الهبوط الفكري عند الغرب المطبق للنظام الراسمالي وما ال اليه حال الغربيين من رزيله في الاخلاق وفشل في الاقتصادي وانهيار في النظام الاجتماعي
وبالرجوع إلى الواقع وجد أن هذه الأسس جميعا اثبت الواقع خطأها .
1- الأساس الاقتصادي ، ثبت خطأه إذ لو كان صالحا للنهضة لنهضت دول الخليج التي يزيد دخل الفرد فيها على دخل الفرد في اكثر الدول تقدما .
2- الأساس الأخلاقي ، إن الأخلاق تؤدي إلى حسن سيرة الفرد فقط، ولا تؤدي إلى النهضة ، لأنها تنظم علاقة الإنسان مع نفسه ، بينما تحتاج نهضة المجتمع إلى ما هو أعم وأشمل من الأخلاق لأنه مكون من الإنسان والأفكار والمشاعر والأنظمة، ولهذا يحتاج المجتمع حتى يتم النهوض به إلى النهوض بأفكار الناس ومشاعرهم وأنظمتهم التي تنظم العلاقات الدائمة وتعالج ما ينشأ عنها من مشاكل.
كما أن الدافع الذي يدفع الفرد لقبول خلق ما ، ليس الخلق نفسه وإنما لعوامل خارجة عنه كأن يرى أن في ذلك الخلق منفعة أو انه تعود ذلك أو أن الدين أمره بذلك ، لهذا يجب البحث عن الأساس الذي انبثقت عنه الأخلاق فهو الأولى ، كما أن الدليل على خطأ الأساس الأخلاقي في النهضة أن الدول الغربية متقدمة رغم ضعف القيم الخلقية فيها، والدول الإسلامية متخلفة رغم أنها اكثر أخلاقا من الغرب .
3- الأساس التعليمي ، ثبت خطأه أيضا ، إذ أن نسبة التعليم في الأردن ولبنان أعلى منها في بعض الدول المتقدمة، ومع ذلك فان الأردن ولبنان من الدول المتأخرة، إضافة إلى أن العرب عندما تقدموا كانوا أمة أمية لا تعرف القراءة ولا الكتابة ، وجاء التقدم العلمي متأخرا .
4- الأساس القانوني ، إن قيام النهضة على أنظمة وقوانين لا تحدث نهضة ودليل ذلك ما فعله أتاتورك ، إذ أخذ الأنظمة والقوانين الغربية وطبقها في تركيا لإنهاضها ، فزادها تخلفا ، وكذلك ما فعله جمال عبد الناصر إذ أقام حكمه على أنظمة وقوانين سنها عام 1950م فغير النظام الملكي إلى نظام جمهوري ، ووزع الأراضي واستورد أنظمة اشتراكية وطبقها ، ومع ذلك لم تحدث نهضة في مصر ولا زالت من الدول ا لمتأخرة .
فما هو الأساس الصحيح للنهضة ؟
ما هو الأساس الصحيح للرقي والتقدم ؟
يتبع :

كاتب الموضوع: عبدالرزاق بن محمد Dec 23 2011, 06:23 PM

تطبيق الاسلام يعني ان يصل الاسلام الى سدة الحكم ليسوس الناس في كافة امور حياتهم لا ان يصل اناس مسلمون بدون اسلام ويكونوا مطية وهفية للغرب واعوانه
والمشكلة ان الاعلام يتعامى عن هذا ويصور لنا ولهم ان هذا العمل هو خير الامور

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Dec 25 2011, 08:54 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
بارك الله فيك الاخ عبد الرزاق
ان دولة الإسلام هي الطريقة الشرعية لإيجاد الإسلام في معترك الحياة وحمله للعالم بالدعوة والجهاد، وهي التي تنوب عن المسلمين في ذلك لأنهم هم المنوطون بذلك الأمر بيد أن الشرع الحنيف جعل طريقة تنفيذ ذلك الفرض بإقامة دولة الخـلافة التي يترأسها خليفة واحد بينه وبين الأمة عقد لتنفيذ أحكام الشرع على المسلمين وتطبيق أنظمته عليهم وحمل الإسلام بهم ومعهم وتحت إمرته بالدعوة والجهاد للعالم، وفي مقابل ذلك أوجب الشرع الحنيف على المسلمين السمع والطاعة للحاكم، واعتبر الخروج عليه في غير كفر بواحٍ لنا فيه من الله برهان إثماً. وجعل الجهاد معه من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض فرضاً والحفاظ على كل مسلم فرضا والمحافظه على وجده المسلمين واجبا ،ويطبق الاسلام كاملا في منظومة كاملة غير منقوصة ارتقت بالمسلمين في كل مناحي الحياة، فدخل الناس في دين الله أفواجاً. هذه هي المفاهيم الأساسية التي يجب أن تسود الأمة الإسلامية، وهذه هي الأجواء التي يجب أن تسيطر عليها حتى تتمكن من أداء رسالتها.

كاتب الموضوع: عبدالرزاق بن محمد Dec 25 2011, 11:12 AM

وهنا لا بد ان نسال كيف الوصوال الى هذه الطريقة الشرعية وان كانت طريقة ظاهرة واضحة جليه فأين الاعلام والعلماء منها ؟

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Dec 25 2011, 04:14 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟

إن الأساس الذي يصلح للنهضة هو الأساس الفكري ، وقد أثبت الواقع صحة ذلك ، فقد كانت القبائل العربية قبل الإسلام قبائل متناحرة متفرقة غارقة في الجهل ، تحولت بفضل اعتناقها للفكرة الإسلامية إلى أمة واحدة قوية منيعة ، واصبح العرب قادة البشرية في جميع ميادين الحياة ، واصبحوا مركز النهضة في العالم ، كما أن النهضة التي حدثت في الدول المتقدمة اليوم قامت على أساس الفكر الاشتراكي أو الرأسمالي ، ولهذا تعرف النهضة بأنها الارتفاع الفكري ، ومعنى الارتفاع الفكري هو الانتقال من الناحية الحيوانية إلى الناحية الإنسانية ، فالفكر المتعلق بالحصول على الطعام فكر ولكنه فكر غريزي منخفض ، والفكر المتعلق بتنظيم الحصول على الطعام فكر ولكنه أعلى من الأول.
لا شك ان جماع الحل لكل مآسي المسلم كفرد وكأمة هو تحقيق النهضة للأمة الاسلامية وبالتالي للمجتمع الاسلامي. فعندما ينهض الفرد المسلم ويرتقي فانه يتخلص من الخلل الذي يسبب له الشقاء، وعندما تنهض الامة الاسلامية وترتقي فانها تتخلص من اسباب الشقاء الذي تعيشه. فكيف ينهض الفرد المسلم، وكيف تنهض الأمة الاسلامية، وبالتالي كيف ينهض المجتمع الاسلامي؟؟

ينهض الفرد المسلم عندما يرتقي فكرياً وسلوكياً في جميع مجالات حياته. وذلك بتوفر المقومات الأربعة التالية اللازمة لذلك في حياته: العقائد السليمة، والعبادات الحقّة، والأخلاق الفاضلة، والمعاملات القويمة. فبالعقائد والعبادات تنتظم علاقته مع ربه، وبالأخلاق تنتظم علاقته مع نفسه، وبالمعاملات تنتظم علاقته مع غيره من البشر. ففي اعتناقه لأفكار العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات يرتقي فكرياً، ويكون رقيّاً صحيحاً اذا كانت كل تلك الافكار صحيحة، ولا يتم ذلك بالطبع الا بما في الاسلام ليس غير، وفي تطبيق هذه الافكار كاملة في أقواله وأفعاله، أي سلوكاته، يرتقي سلوكياً، ويكون رقيّه صحيحاً اذا كانت التطبيقات سليمة كسلامة الافكار.

أن ارتقاء السلوك الفردي يأتي نتيجة لارتقاء افكارهولكن كيف يتم إيجاد الافكار الصحيحة لدى الفرد حتى يتحقق لديه السلوك الراقي، وبالتالي نعتبره قد نهض وارتقى.

صحيح ان نهضة الفرد لا يمكن ان تحقق نهضة الأمة، ولا نهضة المجتمع. لأن الفرد المسلم يبقى عنصراً واحداً من عناصر بناء الأمة او بناء المجتمع. كما تبقى عناصر نهضته و رقيّه تختلف من حيث النوعية وإن التقت من حيث العددية مع عناصر رقيّ الأمة او المجتمع … ذلك ان الأمة، أي أمة، هي عبارة عن مجموعة من الناس الذين يعتنقون افكارا مبدئية معينة، أي عقيدة لها نظامها في الحياة. وهذا بالطبع لا يعني بالضرورة اعتناق هذه الافكار من قبل كل فرد في الأمة، كما لا يعني وجود العبادات والأخلاق والمعاملات اللازمة لرقيّ الفرد ونهضته في حياة كل فرد من افراد الأمة. ولكن المهم ان تعتنق الأمة بمجموعها لا بأجمعها مثل هذه الافكار المبدئية، وتصبح منسوبة اليها، وعندها ستنهض وترتقي، وإن لم ينهض ولم يرتقِ كل فرد من أفرادها بالضرورة.


اما المجتمع فيتجاوز في تكوينه نوعية عناصر الفرد وإن التقى في العدد. فالمجتمع هو عبارة عن مجموعة من الناس تربطهم علاقات معينة تنتظم جميع مجالات حياتهم، وهذه العلاقات النظامية لا توجد في مجتمع الا بتطبيق النظم والمعالجات التي تراها العقيدة المبدئية التي تعتنقها الأمة في هذا المجتمع. فعندما نتحدث عن المجتمع الاسلامي تصبح الناحية الاقتصادية معالجة بالنظام الاقتصادي في الاسلام، اي المنبثقة أفكاره من العقيدة الاسلامية او المبنية عليها، اي التي تراها العقيدة في المجتمع الاسلامي. كما تصبح النواحي الاخرى من حكم واجتماع وتعليم وعلاقات خارجية وغيرها معالجة بالانظمة الاسلامية ايضا. وهذا ايضا لا يعني بالضرورة اعتناق هذه الافكار المطبقة في الانظمة اعتناقا من قبل كل فرد في المجتمع. ولكن المهم ان يعتنق عدد من المجتمع تلك الافكار المطبقة ويطبق نظمها في مجالات الحياة كلها، ويرتضيها تبعاً لهم بقية افراد المجتمع نظاما لهم. وعندها سينهض المجتمع وإن لم ينهض كل فرد من افراده.

ومن خلال هذا البيان لكيفية نهضة الفرد المسلم، والأمة الاسلامية، والمجتمع الاسلامي، ندرك أهمية الفكر في الحياة الفردية والمجتمعية. وندرك أهمية أن يكون هذا الفكر مبدئياً، لأن الفكر المبدئي المشتمل على العقيدة ذات الانظمة هو الذي يعطي المفاهيم عن الاشياء في الحياة، وبالتالي ينتظم سلوك الفرد والأمة والمجتمع … وبهذا الادراك لأهمية الفكر المبدئي نلمس أهمية وجود الايمان السليم في حياتنا بعقيدة مبدئية، أي عقيدة ذات أفكار تضبط وتنظم جميع مجالات الحياة. ووجود هذا الايمان السليم يقتضي بالطبع أن نسلك طريقا سليما حتى نصل اليه، ونحققه في حياتنا كمسلمين افرادا وجماعات
الإسلام هو المبدأ الوحيد القادر على إنهاض الإنسان والمجتمع والدولة نهضة صحيحة لأنه وحى ومصدره الخالق المدبر ، ولذلك لن تنهض الأمة إلا أن تعيد طراز حياتها حسب الإسلام فتعيد الربط بين سلوكها وعقيدتها أما إذا حاولت أن تستورد أنظمة غريبة عن الإسلام بحجة أنها لاتخالف الإسلام فإنها تكرس بذلك إنحطاطها ، وصدق عمر رضى الله عنه حيث قال " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام وإن إبتغينا العزة فى غيره أذلنا الله ".


كاتب الموضوع: ام حنين Dec 27 2011, 08:51 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،


إقتباس(موسى عبد الشكور @ Dec 25 2011, 04:14 PM) *
أن ارتقاء السلوك الفردي يأتي نتيجة لارتقاء افكارهولكن كيف يتم إيجاد الافكار الصحيحة لدى الفرد حتى يتحقق لديه السلوك الراقي، وبالتالي نعتبره قد نهض وارتقى.

صحيح ان نهضة الفرد لا يمكن ان تحقق نهضة الأمة، ولا نهضة المجتمع. لأن الفرد المسلم يبقى عنصراً واحداً من عناصر بناء الأمة او بناء المجتمع. كما تبقى عناصر نهضته و رقيّه تختلف من حيث النوعية وإن التقت من حيث العددية مع عناصر رقيّ الأمة او المجتمع … ذلك ان الأمة، أي أمة، هي عبارة عن مجموعة من الناس الذين يعتنقون افكارا مبدئية معينة، أي عقيدة لها نظامها في الحياة. وهذا بالطبع لا يعني بالضرورة اعتناق هذه الافكار من قبل كل فرد في الأمة، كما لا يعني وجود العبادات والأخلاق والمعاملات اللازمة لرقيّ الفرد ونهضته في حياة كل فرد من افراد الأمة. ولكن المهم ان تعتنق الأمة بمجموعها لا بأجمعها مثل هذه الافكار المبدئية، وتصبح منسوبة اليها، وعندها ستنهض وترتقي، وإن لم ينهض ولم يرتقِ كل فرد من أفرادها بالضرورة.


اما المجتمع فيتجاوز في تكوينه نوعية عناصر الفرد وإن التقى في العدد. فالمجتمع هو عبارة عن مجموعة من الناس تربطهم علاقات معينة تنتظم جميع مجالات حياتهم، وهذه العلاقات النظامية لا توجد في مجتمع الا بتطبيق النظم والمعالجات التي تراها العقيدة المبدئية التي تعتنقها الأمة في هذا المجتمع. فعندما نتحدث عن المجتمع الاسلامي تصبح الناحية الاقتصادية معالجة بالنظام الاقتصادي في الاسلام، اي المنبثقة أفكاره من العقيدة الاسلامية او المبنية عليها، اي التي تراها العقيدة في المجتمع الاسلامي. كما تصبح النواحي الاخرى من حكم واجتماع وتعليم وعلاقات خارجية وغيرها معالجة بالانظمة الاسلامية ايضا. وهذا ايضا لا يعني بالضرورة اعتناق هذه الافكار المطبقة في الانظمة اعتناقا من قبل كل فرد في المجتمع. ولكن المهم ان يعتنق عدد من المجتمع تلك الافكار المطبقة ويطبق نظمها في مجالات الحياة كلها، ويرتضيها تبعاً لهم بقية افراد المجتمع نظاما لهم. وعندها سينهض المجتمع وإن لم ينهض كل فرد من افراده.

ومن خلال هذا البيان لكيفية نهضة الفرد المسلم، والأمة الاسلامية، والمجتمع الاسلامي، ندرك أهمية الفكر في الحياة الفردية والمجتمعية. وندرك أهمية أن يكون هذا الفكر مبدئياً، لأن الفكر المبدئي المشتمل على العقيدة ذات الانظمة هو الذي يعطي المفاهيم عن الاشياء في الحياة، وبالتالي ينتظم سلوك الفرد والأمة والمجتمع … وبهذا الادراك لأهمية الفكر المبدئي نلمس أهمية وجود الايمان السليم في حياتنا بعقيدة مبدئية، أي عقيدة ذات أفكار تضبط وتنظم جميع مجالات الحياة. ووجود هذا الايمان السليم يقتضي بالطبع أن نسلك طريقا سليما حتى نصل اليه، ونحققه في حياتنا كمسلمين افرادا وجماعات

الإسلام هو المبدأ الوحيد القادر على إنهاض الإنسان والمجتمع والدولة نهضة صحيحة لأنه وحى ومصدره الخالق المدبر ، ولذلك لن تنهض الأمة إلا أن تعيد طراز حياتها حسب الإسلام فتعيد الربط بين سلوكها وعقيدتها أما إذا حاولت أن تستورد أنظمة غريبة عن الإسلام بحجة أنها لاتخالف الإسلام فإنها تكرس بذلك إنحطاطها ، وصدق عمر رضى الله عنه حيث قال " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام وإن إبتغينا العزة فى غيره أذلنا الله ".


بارك الله فيكم

لكن أخي الكريم هل فقد المسلم هذه القدرة على التفكير السليم أم إنه مخدوع بإعلام فاسد غيّب عنه هذه المفاهيم و أثر على طريقة تفكيره ، فتعلم من الإعلام طريقة سطحية للتفكير ؟ أم الإعلام جزء من مؤامرة كبيرة على الفرد المسلم ؟ فإلى أي مدى تقع المسؤولية على الإعلام كون الفرد يتعرض لمناهج تعليمية سطجية أيضا لا تدع له مجالا للتفكير في الإنسان و الحياة و الكون و لا في الفرد و المجتمع و الدولة ..

كاتب الموضوع: ابو بكر الحامدي Dec 28 2011, 12:13 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
أن المسلمين في وقتنا المعاصر يعيشون غربة مشابهة لحد كبير للغربة التي عاشها الجيل الأول , وإن كان المشركون قد رموا محمدا – صلى الله عليه وسلم - ودعوته وأتباعه عن قوس واحدة , فقد رمانا أعداؤنا في هذه الأيام عن قوس واحدة كذلك , وشنوا علينا حملات الغزو في مجالات متعددة عسكرية كانت أو فكرية مستخدمين في ذلك الغزو كل ما يملكون من طاقات وقدرات ووسائل واساليب فكان لهجومهم أثره السيئ على المسلمين افرادا وجماعات ودول
فقد خضع المسلمون لعمليه مسح لادمغتهم وحشوها بمفاهيم غربيه من خلال الغزو الفكري وهو استعمال الوسائل غير العسكرية ، التي اتخذها النصارى وغيرهم من أعداء الله ، لإزالة مظاهر الحياة الإسلامية , وصرف المسلمين عن التمسك بالإسلام عقيدةً وسلوكا ويهدف إلى :
1- إزالة مظاهر الحياة الإسلامية بين المسلمين .
2 - جعل سلوكيات النصارى مصدر الهام ومحل اقتداء وإذا لم يتقبل المسلمون التنصير فلا مانع من إخراجهم من الإسلام وإبقائهم بغير دين .
3- اثارة الشبهات حول الإسلام
4- إيجاد روح التخاذل والهزيمه بين المسلمين ،
5 - تقديم دراسات مشوهة عن الحياة الإسلامية العملية , تُنَفر النفس البشرية من الإسلام ، مع تقديم البديل الغربي في أبهى حُلَّة وأجمل صورة ، وقادة هذا الميدان هم المستشرقون ودراساتهم الإستشراقية .
6 - ترجمة الدراسات الإستشراقية المغرضه والتي تشوه الاسلام والتاريخ إلى أغلب اللغات التي تتكلم بها الشعوب المسلمة ، من العربية والأردية والإندونيسية والسوا حلية ....
7–استقطاب ابناء المسلمين للدراسه في الغرب لحمل الثقافة الغربية تمجيداً واستحساناً ، بحيث ينظرون إلى حضارة الإسلام ومبادئها بمنظار النقد والهدم ، واعطاء هؤلاء المناصب القيادية من التخطيط ووضع الأسس للرقي والتقدم في العالم الاسلامي
8- اقامه مدارس تابعه للغرب الكافر كمراكز لصناعه القاده على النمط الغربي ومدرسة الإمام محمد عبده في مصر ومدرسة سر سيد أحمد خان في شبه القارة الهندية خير مثال والجامعة الأمريكية في بيروت ، وجامعة القاهرة في مصر
وعند عدم تحقيق نتائج يمكن استعمار العالم الإسلامي بقوة السلاح ، وفرض عقيدة التنصير على الشعوب المسلمة ، تحت وطأة الحاجة ولقمة العيش .
وقد انيط كل هذا بحكام عملاء و اعلام عميل مضلل لتنفيذ هذه الخطط والاساليب حتى يفقد المسلم القدرة على التفكير السليم وخلق جيل منهزم في كل مجالات الحياه
ولكن هذا يتطلب منا العمل الحثيث لمحاربه الغرب الكافر وافكاره ووسائل اعلامه العميله وكشف المستور منها والمضلل الذي يتلاعب بعقول المسلمين كما ويجب علينا استماله الاعلاميين لجانب خدمه الاسلام ةدعاته المخلصين
وهنا يطرح السؤال كيف السبيل الى كسب الاعلاميين لجانب قضايا المسلمين المصيريه والملحه ؟؟؟

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Dec 29 2011, 09:06 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

حقا سؤال مهم موجه للجميع ,

كيف السبيل الى كسب الاعلاميين لجانب قضايا المسلمين المصيريه والملحه ؟؟؟

وكيف السبيل الى كسب الاعلاميين لحمل الدعوه ؟؟

كاتب الموضوع: ابو بكر الحامدي Dec 29 2011, 12:08 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الخامسة عشره .
عقيدة القضاء والقدر

كان اثبات وجود الله سبحانه الخالق المدبر، الأساس الأول في الايمان، بالطريق العقلي المبني على المحسوس. وكان القرآن الكريم رسالة الله للبشر كافة، الأساس الثاني في الايمان، بالطريق العقلي المبني على المحسوس. وكان بالتالي محمد عليه السلام رسول الله للناس كافة، الأساس الثالث في الايمان، بالطريق العقلي المبني على المحسوس. وكانت المغيبات التي اشتمل عليها القرآن والسنّة المتواترة، الأساس الرابع في الايمان، بالطريق العقلي المبني على المحسوس. فلم يبق أمامنا من أسس الايمان الا موضوع القضاء والقدر. فلا بد أن يسلك فيه نفس الطريق العقلي المبني على المحسوس، ويرفض فيه الظن، فالعقيدة لا يجوز ان تكون الا يقينية، ولا يوصل الى اليقين الا اليقين، وصدق الله العظيم القائل "إن يتّبعون الا الظن، وإن الظن لا يغني من الحق شيئا" – من آية 28 من سورة النجم-.
وبالرجوع الى جميع المصادر الشرعية في عهد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، نجد ان المسلمين لم يعرفوا في ذلك العصر ولا طيلة القرن الاول الهجري بحث مسألة القضاء والقدر ككلمتين مجتمعتين. وكل ما ورد هو وجود كلمة قضاء وحدها وكلمة قدر وحدها. فقد قال عليه السلام في دعاء القنوت: "واصرف عني شر ما قضيت، فانك تقضي ولا يقضى عليك" أي اصرف عني شر ما حكمت به. قال عليه السلام: "قل قدّر الله وما شاء الله فعل"، أي أن ذلك من تقدير الله وعلمه. وكل ذلك، مع ما ورد من معانٍ لغوية وشرعية للكلمتين، يؤكد ان هاتين الكلمتين لا علاقة لهما ببحث القضاء والقدر. وإنما يجب ان يُقتصَر فيهما على معانيهما اللغوية والشرعية، ونبذ تلك المعاني التي أضافها لهما الفلاسفة والمتكلمون. وبذلك تبقى كل منهما تحمل تلك المعاني اللغوية والشرعية الموقوفة عليهما. وأما موضوع القضاء والقدر، او مسألة القضاء والقدر، فهو أفعال العباد وخاصيات الاشياء. ولكن لا بد من تحديد أساس هذا البحث او المسألة، وبتحديد هذا الاساس يمكن الوصول الى النتيجة اللازمة لهذا الاساس دون تمحُّل ولا تخيُّل ولا توهُّم. وهذا يعني ضرورة أن تطرح تلك الآراء الفلسفية او المنطقية حولها، وخاصة أنه لم يرد اي نص شرعي يقول بأن هذه المسألة سرٌّ من أسرار الله. ثم لكون موضوع القضاء والقدر محسوساً، فيجب ان يبحث ويعطى فيه الرأي لأنه بحث عقلي محسوس الواقع، ولأنه يتعلق بالأيمان بالله، ولهذا فقد صار جزءا من العقيدة.
يتبع :


كاتب الموضوع: ابو بكر الحامدي Dec 29 2011, 12:09 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه السادسة عشره .
عقيدة القضاء والقدر
وعند التدقيق في هذه المسألة يظهر ان اساسها هو موضوع الثواب على الفعل والعقاب عليه، وليس أي شيء آخر.وبالوقوف عند العديد من الآيات الكريمة التي يستدل بها على مسألة القضاء والقدر نجد ان هناك مجموعة منها يستشهد بها الكثيرون على اساس ان الانسان مجبور على القيام بأعماله بإرادة الله ومشيئته، وأن الله سبحانه هو الذي يخلق فيه أعماله. فهم لا يكتفون بما تدل عليه أمثال هذه الآيات من أن الأجل بيد الله "وما كان لنفس ان تموت الا بإذن الله كتابا مؤجلا" – الآية 75 من سورة آل عمران-، وبهذه الآية "ولكل أمة أجل، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" – الآية 34 من سورة الأعراف-، ولكنهم يستدلون بغيرها على جبرية الاعمال مثل "ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرئها، إن ذلك على الله يسير" – الآية 32 من سورة الحديد- وقوله تعالى "قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا، هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون" – الآية 51 من سورة التوبة-، وقوله تعالى "لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الارض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر الا في كتاب مبين" – الآية 3 من سورة سبأ-، وقوله تعالى "وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار، ثم ببعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم اليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون" – الآية 60 من سورة الأنعام-، وقوله تعالى "وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك، قل كل من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا" – الآية 28 من سورة النساء-، وقوله تعالى "والله خلقكم وما تعملون" – الآية 96 من سورة الصافات- … ويحاولون ان يدعموا رأيهم بأحاديث شريفة من مثل قوله عليه الصلاة والسلام "نفث روح القدس في روعي: لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها وما قُدِّر لها".
بذلك لا بد من معرفة اساس بحث هذه المسألة:
هل هو كون الانسان يخلق فعله، أم الله هو الذي يخلقه، أم هل هو كون الله يعلم بأن الانسان سيعمل عمله ويحيط علمه به، أم هل هو تعلّق إرادة الله بفعل الانسان وأنها تفرض وجوده، أم هل كون فعل الانسان مكتوباً في اللوح المحفوظ وأن هذه الكتابة تلزم بالقيام به؟؟؟
وباختصار: هل اساس بحث مسألة القضاء والقدر هو قدرة الله على ايجاد الانسان وفعله، او علمه المحيط بكل شيء، او إرادته المتصلة بجميع الممكنات، او احتواء اللوح المحفوظ لكل شيء؟؟؟
عند التدقيق في هذه المسألة يظهر ان اساسها ليس ذلك كله، لأنه لا بد ان يتصل الاساس بموضوع الثواب على العمل والعقاب عليه، لأنه يحدد من يتحمل مسئولية القيام بالفعل: أي القيام بالعمل سواء كان خيرا او شرا: هل الانسان ملزم عليه او مخير فيه، بمعنى: هل لدى الانسان الاختيار في القيام بأي عمل او تركه، او انه مجبر على ذلك سواء كان العمل خيرا او شرا؟؟؟
والآن لنتفحص دور الانسان وصلته بالأفعال التي تقع منه او عليه لنرى مدى مسئوليته عن القيام بها وتحمّله الحساب عليها، فنجد ان هناك نوعين من الاعمال:
نوع يقوم به باختياره، والنوع الآخر يقوم به او يقع عليه دون اختياره.
أما الأفعال التي تجري باختياره فهي مجموعة الاعمال التي يسيطر عليها ويقوم بها بإرادته، آو تتم بتدخّله، سواء كان في اطار شريعة الله او غيرها، وهي قسمان:
القسم الاول: هو تلك الاعمال التي يقوم بها لإشباع جوعا ته الغريزية والعضوية بصورة مباشرة، مثل إشباع غريزة التدين بالصلاة، وإشباع غريزة البقاء بالتملك، وإشباع غريزة النوع بممارسة الجنس، وإشباع جوعة المعدة بالأكل … وهكذا.
والقسم الثاني: هو تلك الاعمال التي يقوم بها لتحقيق هذا الإشباع بصورة غير مباشرة عندما يضع او يتبنى تشريعات معينة ينظم بها إشباع كل جوعة من جوعا ته بشكل معين. سواء كانت هذه التشريعات يضعها بعقله وتفكيره او يتبنّاها من تشريعات وضعية او تشريعات ربانية.
وفي كلا القسمين نجد ان الانسان يقدم على العمل في اي وقت يشاء ويمتنع عنه في اي وقت يشاء، ولا يوجد اي تدخّل خارجي في إرادته عند القيام بالعمل او الامتناع عنه.
وأما الأفعال التي تجري دون اختياره فهي مجموعة الاعمال التي لا يسيطر عليها ولا دخل لإرادته في وقوعها او في دفعها عند وقوعها، وهي ايضا قسمان:
القسم الاول: هو الاعمال التي تدخل ضمن نظام الوجود من كون وانسان وحياة. فالشخص يعيش ويعمل في هذا الوجود وفق النظام المخصوص الذي يسير عليه الوجود. فالجاذبية مثلا تحكم حركته في هذا الكون، وجوعاته تحكم سعيه للإشباع كانسان، وأطوار نموه تحكم حركته في الحياة. فأعمال نظام الوجود كلها تجري دون اختياره وإرادته، وهو مجبور على مراعاتها والسير وفقاً لها دون اختيار. فلا يستطيع بحكم الجاذبية أن يطير في الهواء دون التغلب بوسيلة ما على ذلك، ولا يستطيع ان يتدخل في مجيئه الطبيعي الى هذه الدنيا او ذهابه منها. ولا أن يحدد لنفسه شكل جسمه او لونه. فكل ذلك لا أثر له كفرد مخلوق في اي شيء منه، لأن الله سبحانه هو الذي خلق نظام الوجود، وجعله على حال ينظم ويدبر هذا الوجود بشكل ثابت ودائم.
والقسم الثاني: هو الاعمال التي لا تدخل ضمن نظام الوجود ولكنها تقع من الانسان دون إرادته واختياره. كأن يطلق النار بقصد وإرادة صيد طير، ولكنها تقتل خطأً شخصاً آخر لا علم له بوجوده. أو كأن يسقط شخص وهو نائم من فوق عمارة على شخص آخر فيقتله. هذا من ناحية ان تقع الاعمال من الانسان دون إرادته، وأما أن تقع عليه ولا يملك دفعها، فكالمقتول في الصيد او تحت العمارة وأمثالهما.
نلاحظ في كلا القسمين ان الانسان واقع تحت سيطرة هذه الأفعال ولا إرادة له ولا مشيئة لا في وجود أفعال القسم الأول التي تدخل ضمن نظام الوجود، ولا في وقوع او دفع أفعال القسم الثاني التي لا تدخل ضمن نظام الوجود. وهذه الأفعال بقسميها هي التي يطلق عليها اسم "القضاء". ذلك لأن الله سبحانه هو وحده الذي قضاها، أي أمر بوجودها او بوقوعها دون أي صلة او تدخّل من الانسان. وهذا يخرج العبد من دائرة المسؤولية تماماً عن هذه الأفعال سواء ألحقت بالإنسان نفعاً آو ضراً، وسواء أحبها أم كرهها، أي سواء فسرها الانسان حسب قدرته العقلية الناقصة وعلمه المحدود بالخير او بالشر. وهذا القضاء مطلوب من الانسان ان يؤمن به من أنه من الله سبحانه وتعالى ما دام قد آمن به تعالى كخالق ومدبر وليس مجرد خالق فقط.
يتبع...زز

كاتب الموضوع: ابو بكر الحامدي Dec 29 2011, 12:16 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه السابعة عشره .
عقيدة القضاء والقدر

وقفنا في الحلقة السابقة حول هذه المسألة على موضوع القضاء وأنه كل الافعال التي توجد او تقع، سواء كانت ضمن نظام الوجود أم لا، دون أن يكون للانسان أي دخل فيها و لا ارادة له في وقوعها او دفعها، وهو مسيّر فيها، ولا يملك جلبها او دفعها. ونقف الآن على موضوع القدر.
إننا عندما نرى الأفعال القضائية او الإرادية، أي التي تسيطر على الانسان او التي يسيطر عليها، لا تقع الا من أشياء و على أشياء من مادة الكون والانسان والحياة، ندرك ان الأفعال كلها مادية، وأن الناموس العام الذي خلق الله تعالى الوجود عليه هو الذي يمكّن من وجود او وقوع هذه الأفعال من الاشياء، فماذا في هذه الاشياء؟
لو دققنا في كل شيء لوجدنا أنه قد اختص بميزة لا توجد لدى غيره. وأن هذه الميزة او الخاصية هي التي تمكّنه من وقوع الفعل منه او عليه. وأن الله تعالى الذي خلق نظام الوجود هو الذي خلق لكل شيء ميزته الخاصة. فخاصية الإحراق في النار، وخاصية الاحتراق في الخشب، وخاصية القطع في السكين، وخاصية الانقطاع في اللحم، كلها خواص خلقها الله تعالى في هذه الاشياء وجعلها حسب نظام الوجود ملازمة للأشياء و لا تتخلف عنها. ولو تخلفت لكان ذلك بسبب تدخّل الخالق المدبر سبحانه مباشرة، وهو أمر خارق للعادة، كما حصل لكل الأنبياء وكان من معجزاتهم. فالنار ما كانت لتترك ابراهيم عليه السلام وقد ألقي فيها دون أن تحرقه ويحترق هو فيها لولا تدخّل الله سبحانه وأمره تعالى لها "يا نار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم". وخاصية السيولة في الماء، وخاصية التجمد في الثلج، هما خاصيتان لا تتخلفان الا بمعجزة لنبيّ، فقد أنشق ماء البحر وظهر كأنه تجمّد معجزة لموسى عليه السلام "فأوحينا الى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم".
هذا بالنسبة للأشياء الكونية، وما خلق الله سبحانه لها من خواص لا تتخلف. وأما بالنسبة للأشياء البشرية من دماغ وغرائز وأعضاء اخرى، فقد خلق الله لكل منها خاصية معينة ايضاً، وجعلها ملازمة لها حسب نظام الوجود. فالدماغ خلق فيه خاصية التفكير، وغريزة النوع خلق فيها خاصية الميْل الجنسي، وغريزة البقاء خلق فيها خاصية حب الذات، وغريزة التدين خلق فيها خاصية الميْل للتقديس. وجعل لكل خاصية من هذه الخاصيات مظاهر متعددة تظهر فيها في الواقع لتؤدي مهمتها في الحياة. وهذه الخاصيات في الغرائز والاعضاء، وتلك في الأشياء، خلقها كلها الخالق المدبر سبحانه، وقدّر فيها خاصياتها المميزة لكل منها، و لا أثر للانسان في ذلك. الأمر الذي يفرض على الانسان المسلم بالذات أن يعتقد صادقاً ويؤمن مخلصاً بأن الله تعالى وحده هو الذي قدّر هذه الخاصيات في كل الأشياء خارج الانسان و داخله.
والسؤال الآن: الى أي مدى تُلزم هذه الخاصيات الانسانَ على أن يقوم بها بأعمال معينة؟ بمعنى هل من طبيعتها أن تجبر الانسان على ان يقوم بها بأعمال محددة دون غيرها فيكون مسيَّراً لا مختاراً ؟
عندما نقرأ قوله تعالى في سورة الشمس –الآيات من 7 الى 10 – "ونفس وما سوّاها، فألهمها فجورها وتقواها، قد افلح من زكاها، وقد خاب من دسّاها" ندرك ان الخالق المدبر سبحانه عندما خلق النفس البشرية، وسوّاها في أحسن تقويم، ألهمها أي خلق فيها القدرة على الفجور والقدرة على التقوى. أي أنه سبحانه جعل بتدبيره الحكيم للانسان في غريزة التدين الخاصية المميزة لها وهي القدرة على أن تفجُر وتعصي الأوامر الالهية فتكون أعمالها شراً، او تتقي وتطيع أوامر الله فتكون أعمالها خيراً. فلم يكن إلهامه سبحانه للنفس وتدبيره لها بسلب استطاعتها الاختيار بين الشر والخير وإنما بوضعه في أعماقها. ولذلك نجده تعالى يحمّل النفس الانسانية مسؤولية ما يصدر عنها من اعمال. فيرتب الفلاح والخير عندما تقدم على الاعمال الطيبة، كما يرتب الخيبة والشر عندما تقدم على الاعمال السيئة. ففي الخاصيات التي أودعها الله سبحانه في الاشياء والغرائز والاعضاء البشرية القابلية على ان تدفع الانسان ليقوم بأعماله وفقاً لأوامر الله او مخالفة لها دون أن تجبره على عمل معين او محدد بالذات. وإنما تدفعه فقط لاستخدام الأشياء تبعاً لما في الواحد منها من خاصية، وللاستجابة للغريزة او حاجة العضو تبعاً لما في هذه او تلك من خاصية مميزة. وبهذا يظهر جلياً أن الخاصيات لا تفرض على الانسان أي عمل من باب الإجبار او الإلزام وإنما دورها يبقى محصوراً في مجال الدفع للإشباع ليس غير.
صحيح أن خاصيات الأشياء والغرائز والأعضاء البشرية ملازمة لها بشكل لا يمكن أن تنفكّ عنها ولا تتخلف، بحيث يظهر أثرها على نتيجة كل فعل يصدر عن الانسان. ولكنها تبقى دائماً طوع بنان الانسان ليستعملها متى شاء. فهو الذي يوجِد العمل بها، وهو الذي يمتنع عن ايجاده. فغريزة النوع بما فيها من خاصية الميْل الجنسي تقدم للانسان مجال استعمال هذا الميْل عندما يدفعه لإشباعه. ولكن هذا الميْل، وما فيه من دافع، لا يفرض على الانسان ان يشبعه بشكل دون آخر. لأن في هذا الميْل القابلية للإشباع بأكثر من شكل، أي فيه القابلية ليفسح للانسان المجال لاستعمال عدة خيارات. فهو كميْل، ملازمٌ للغريزة، ولكنه عند الدفع للإشباع، لا يُلزم صاحب الغريزة بالإشباع حسب اوامر الله او مخالفاً لها. فالانسان الذي يحمل الغريزة كطاقة حيوية ملازمة لها خاصية الميْل للإشباع، هذا الانسان هو الذي يُحدث الاعمال للإشباع سواء كانت خيرا او شرا.
ولكن كيف تتخذ هذه الاعمال للإشباع شكل الخير او الشر ؟؟ سؤال نجيب عليه فيما يلي:
إن الله سبحانه وتعالى كما خلق في الغريزة خاصية الميْل لإشباعها، وجعل في هذا الميْل القابلية للاشباع بطريق الخير او الشر، خلق للانسان العقل وقدّر فيه خاصية التمييز والإدراك، فقال "وهديناه النجدين" أي جعلنا فيه القدرة العقلية لإدراك طريقي الخير والشر .. فعندما تدفعه الغريزة او حاجة العضو للإشباع يتولى العقل بتمييزه بين الخير والشر ضبط وتوجيه الاستجابة للإشباع. فإن كان صاحب العقل يختزن في عقله عقيدة الاسلام، وما تفرضه من حلال وحرام، فانه يوجه الاستجابة وفق أوامر الله ونواهيه. وإن كان يختزن عقائد اخرى فانه يوجه الاستجابة وفقاً لما تراه من أوامر ونواهي. فصاحب العقل هو الذي يُحدث فعل الإشباع سواء كان حلالاً او حراماً وفقاً لخياراته العقلية. أي أن عملية إختزان المعتقدات بجميع انواعها في العقل هي عملية يُجريها الانسان بإرادته واختياره وقناعته ثم يختزنه ليتخذه ضابطاً وموجّهاً في إشباعاته. وعليه فان التمييز بين الخير والشر كخاصية للعقل قدر ملازم له، ولكن فعل الخير والشر يقرره صاحب العقل فقط، وما خاصية التمييز الا عوناً له لتعريفه بالطرق والخيارات المتوفرة أمامه.

ولكن اين دور المشاعر في هذا الضبط والتوجيه؟
للجواب على ذلك نقول: ان المشاعر هي الميول والدوافع، فتبقى على فطرتها تتجه نحو خالقها حتى يتدخل الانسان بما يختزنه من عقائد في عقله. فإما ان يستجيب للفطرة فيشكّل مشاعرها بما يقتنع العقل به من عقائد صحيحة، فتكون مشاعر اسلامية، او بعقائد اخرى غير اسلامية. ثم تتركز هذه المشاعر، مع طول الممارسة، وتشكل نفسية صاحبها على وصف معين بقدر ما يحرص على الترابط بين مفاهيم معتقداته وميول غرائزه وحاجاته.
يتبع.......

كاتب الموضوع: ابو بكر الحامدي Dec 29 2011, 12:28 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الثامنة عشره .
عقيدة القضاء والقدر
بعد أن أشرنا في الحلقة السابقة الى دور المشاعر في إحداث الأفعال من الانسان، وانها من حيث وجودها مجرد خواص مقدرة لا انفكاك منها، ولكن من حيث تدخّلها في إيقاع الفعل ليس لها الا الدفع او الميل اليه، والانسان صاحبها هو الذي يستجيب لهذا الميل او لا يستجيب، وبهذا الشكل او ذاك، الأمر الذي يقودنا للحديث حول تحديد المسؤولية في ذلك كله: فهل المسؤولية بايجاد الميل لدى الانسان، أم ان المسؤولية والمحاسبة هما على إحداث الفعل استجابةً لهذا الميل؟
للاجابة على هذا التساؤل نقول: لقد أوضحنا أن ذات الميل ووجوده الملازم لكل غريزة او حاجة عضوية هو القدر. وهذا يعني ان الله وحده هو الذي خلقه في الانسان، فلا دخل للانسان في ذلك، وبالتالي لا حساب ولا مسؤولية في وجوده على احد من البشر وإنما ذلك كله جرى بحكمة الله وحده ومن تدبيره سبحانه لخلقه وهو القائل "لا يسأل عما يفعل وهم يسألون" – الآية 23 من سورة الأنبياء -. وعليه فان المسؤولية وما يتصل بها من محاسبة تبقيان محصورتين بإحداث الفعل او تركه "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" – الآيتان 7 و 8 من سورة الزلزلة -. فعندما خلق الله الغرائز وحاجات الاعضاء والاشياء جعل في كل منها خاصيتها التي تتميز بها عن غيرها لكي تؤدي مهمتها في الحياة على الوجه الذي قدّر لها. فهي تبقى مجرد طاقة جاهزة للاستعمال تحت الطلب.
وعندما خلق الله الانسان، وخلق له الغرائز والحاجات العضوية خلق له العقل، وخلق فيه خاصية التمييز. وأعطاه القدرة على أن يختار بين القيام بالفعل او تركه. وترك له الارادة بالفعل او الترك. فلا الاشياء في ذاتها تلزم بفعل او ترك، ولا الغرائز في ذاتها تلزم بذلك، ولا الحاجات العضوية في ذاتها تلزم بذلك ايضا، ولا الخاصيات في أي منها تلزم بذلك اولاً وأخيراً. ومن هنا كان للانسان كامل الاختيار بين القيام بالفعل وإحداثه في الواقع وبين تجنب ذلك. وذلك من خلال تدخل خاصية التمييز التي وهبها الله وقدّرها للعقل الانساني. وبالتالي ترتيب المسؤولية والمحاسبة على الانسان عندما توجد لديه هذه الخاصية، أي انه سبحانه وتعالى قد رتّب الثواب على فعل الخير الذي يقوم به الانسان لأن عقله بتمييزه يختار القيام به، تنفيذاً لأوامر الله واجتناباً لنواهيه. كما رتّب سبحانه العقاب على فعل الشر الذي يقوم به الانسان لأن عقله بتمييزه يختار القيام به مخالفاً لأوامر الله ومستجيباً لدوافع الغرائز والحاجات العضوية على غير الشكل الذي حددته أوامر الله ونواهيه.
وهنا يبرز أمامنا التساؤل التالي: بعد أن أصبح واضحاً دور الغرائز وحاجات الاعضاء والاشياء في إحداث الافعال او تركها من خلال خصائصها، وأن ذلك مرتبط بإرادة الانسان واختياره القائم على خاصية التمييز الموهوبة للانسان، نتساءل عن صلة ذلك كله بمسألة القضاء والقدر، من جهة، وتأثير علم الله وارادته ومشيئته في ذلك، من جهة ثانية، وأثر ذلك في حياة الانسان، من جهة أخيرة ؟؟؟
أما صلة الغرائز والحاجات العضوية والاشياء، وما في كل منها من خاصيات، والعقل وما فيه من خاصية، بمسألة القضاء والقدر كجزء من عقيدة المسلم وإيمانه، فهي ان الله تعالى قد خلق هذه كلها، وأن الانسان لا أثر له في هذا الخلق، وما عليه الا ان يؤمن بذلك من باب إيمانه بأنه تعالى "لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون". وبهذا تكون الخاصية المخلوقة في كل واحدة منها كقدر لها لا أثر للانسان في وجودها ولكن أثره يظهر باستعمالها على وجه معين، أي بأعمال معينة. وهذه الاعمال إما ان تكون مسيطرة عليه ولا إرادة له في إيقاعها، سواء كانت مما يقتضيه نظام الوجود أم لا، او يكون هو مسيطراً عليها. فاذا كانت من المسيطرة عليه كانت هي القضاء. وهكذا يظهر ان القدر هو الخاصيات المخلوقة في الاشياء والعقل والغرائز والأعضاء البشرية الاخرى. وأن القضاء هو الاعمال التي تقع إما ضمن نظام الوجود او لا، من الانسان او عليه، دون ارادة منه، وذلك وفقاً للخاصيات المقدرة في هذا الوجود. فالقدر يُعِدُّ الاشياء بجميع انواعها في هذا الوجود للاستعمال، والقضاء يفرض على الانسان ان يستعملها على وجه معين دون ارادة منه، دون ان يستطيع جلبها ولا دفعها، فهو إذن غير مسؤول عنها ولا محاسب عليها ما دامت خارجة عن ارادته واختياره. وأما عندما يستخدمها بارادته واختياره، أي على الوجه الذي يريده ويختاره، فانه يكون مسؤولاً عنها ومحاسباً عليها "كل نفس بما كسبت رهينة"، "كل امرئ بما كسب رهين" ، "لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت".
وبهذا تظهر صلة مسألة القضاء والقدر بذلك، وأما علم الله وإرادته ومشيئته وصلتها بمسألة القضاء والقدر، فان علم الله سبحانه الذي تشير اليه العديد من النصوص فانه يعني إحاطته سبحانه المطلقة بكل الوجود، وما يقع فيه من أعمال، سواء كان حدوثها بارادة الانسان او بغير ارادته. فلا علاقة للعلم بوجود الاشياء من حيث الإيجاد، لأن هذا مرتبط بالخلق لها، وإنما علاقته بها من كونها ستوجد وموجودة وينتهي وجودها بشكل كذا ووقت كذا. وأما ارادته او مشيئته سبحانه التي تشير اليها نصوص اخرى فانها تعني انه لا يوجد ولا يقع شيء مهما كان نوعه، ولا خاصية لشيء مهما كان وضعها، في هذا الوجود، الا ويكون وجوده او وقوعه ليس بالرغم من الله سبحانه، سواء كان الفعل من القضاء والقدر الذي لا ارادة للانسان فيه او من الافعال الاختيارية التي تصدر وفق ارادة الانسان. فلا علاقة للارادة الربانية بوجود الافعال الجبري الا تلك الداخلة في اطار القضاء والقدر، وذلك من باب كونها توجد بأمر الله سبحانه ودون ارادة واختيار من الانسان. وأما الافعال الداخلة في ارادة الانسان فارادة الله بالنسبة لها من باب كونها لا تقع جبراً عن الله سبحانه لأن ارادته تعالى مطلقة وتملك التدخل، كما هو في شأن القضاء، فتمنع الفعل المراد من الانسان او تفرض وقوعه على شكل آخر، وكونها لم تتدخل وتركت للانسان ان يوقع الفعل او يتركه فقد فعل الانسان الفعل بارادته وبإذن الله تعالى في آنٍ واحد. وهنا تظهر صلة القضاء والقدر بعلم الله وارادته ومشيئته.
وأما أثر مسألة القضاء والقدر على حياة الانسان فانه عندما تصبح حقيقة الاشياء وخصائصها بجميع انواعها وأحوالها واضحة مفهومة للانسان يدرك ما له وما عليه. ويعرف ما يجب ان يكون موضع ايمان وتصديق واعتقاد، وما يجب ان يكون موضع عمل وفعل. فينطلق في هذه الحياة غير هيّاب ولا وجل ليملك ناصية الاشياء ويستخدمها بكل ما تسمح به او يمكن ان يُكتشف من سماحها، وذلك وفقاً لأوامر الله ونواهيه ودون ان يسمح لتدخل الأمور الغيبية في إقدامه للحصول على النتائج بأسبابها وفقاً لهذا الناموس والنظام الذي وضعه الله لهذا الوجود، معتمداً في ذلك على ما وهبه الله من قدرات على إدراك الاشياء وخصائصها، ومتوكلاً عليه سبحانه ليعينه في هذه الحياة الدنيا على ضعفه ليتمكن من المزيد من المعرفة للأشياء بكل انواعها، وخصائصها بكل اصنافها، وبالتالي المزيد من العطاء والإعمار في هذا الكون. وهنا يظهر مدى أهمية وضوح مسألة القضاء والقدر في حياة المسلم من أنها ستكون عامل دفع قوي جبار له، وليس عامل كسل وقعود عن العمل والإعمار.
يتبع.........

كاتب الموضوع: ابو بكر الحامدي Dec 29 2011, 12:32 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه التاسعة عشره .
عقيدة القضاء والقدر

فما هو تأثير مسألة القضاء والقدر في حياة المسلم؟

إن هذه مسألة تدخل في صلب الايمان. لأن المسلم عندما يعتقد بأن الله سبحانه وتعالى هو خالقه ومدبّره فانه مطالَب بأن يرى مدى هذا التدبير، وحدود مسؤوليته عن الاعمال التي تصدر منه او تقع عليه في اطار هذا التدبير، ليتبين ما له وما عليه، فيستزيد مما له ويتجنب ما عليه.
فعندما يتضح له ان حدود هذه المسؤولية تقع في اطار الاعمال الارادية، أي التي تقع من الانسان او عليه بارادته، وأنه يتحمل الحساب والعقاب على ما يفعله بارادته واختياره فقط، بينما ما يفعله بغير ارادته واختياره، او يقع عليه بغير ارادته واختياره فانه لا يقع ضمن مسؤوليته ولا يحاسب عليه – عندما يتضح ذلك كله - فانه يطمئن لمدى اعمال القضاء، اي التي قضاها الله بحكمته على عباده، ولمدى خاصيات القدر، أي التي قدّرها الله بحكمته في الاشياء الحية وغير الحية، يتحدد له مدى القيام بالاعمال او تركها، ويطمئن لعدل الله في حسابه وجزائه.
وهنا لا بد من توضيح معنى تدخّل الارادة الالهية، والمشيئة الالهية، والإذن الالهي، والعلم الالهي، والكتابة في اللوح المحفوظ، في اعمال الانسان/ أي هل لهذه، او لأي منها، أي دور في إلزام الانسان بالقيام بفعل او ترك فعل أم ليس لها ذلك؟
وللإجابة على ذلك نقول:
ان من صفات الله سبحانه الكمال المطلق في العلم بكل شيء، والارادة لكل شيء، والمشيئة بكل شيء … فلا يقع في ملكه شيء الا ويعلمه، ولا يقع في ملكه شيء الا بإذنه، او بمشيئته، او بإرادته. ولكن معنى هذا كله أنه لا يقع في ملكه سبحانه شيء جبراً عنه، لأنه سبحانه قادر وقدرته مطلقة على التدخل لمنع وقوع الشيء، وأنه عندما يتركه ليحصل فقد حصل بإرادته وإذنه ومشيئته وفي إطار علمه. وهو سبحانه عندما خلق الاشياء الحية وغير الحية دبّر كلا منها بتدبير خاص، وهي تمارس عملها بهذا التدبير. فعندما يتركها تمارس عملها تكون ضمن ارادته لأنه سبحانه يملك القدرة على أن ينـزع منها هذا التدبير. وهذا التدبير يأخذ طابع الجبر والإلزام بحق الاشياء والمخلوقات الحية غير الانسان، لأنها لم تختص كالانسان بإرادة ذي طبيعة عاقلة. فالانسان الذي أُعطي مع الخاصيات في غرائزه وأعضائه وعقله إرادةً تتشكل لديه مما اختـزنه من معتقدات في عقله وأعماقه، له ارادة وسيطرة على جانب من أعماله يتحمل المسؤولية الكاملة عنها، فيثاب عندما يوجّهها بأمر الله ونهيه، ويعاقب عندما يوجّهها بغير ذلك.
وعليه فان تلك النصوص الشرعية التي تتحدث عن العلم والارادة والمشيئة والإذن والكتابة لا تعني انتزاع ارادة الانسان ومصادرتها منه. وإنما على العكس من ذلك تبقيها لديه وترتّب على بقائها والمحافظة عليها المسؤولية والمحاسبة. والله تعالى يقول "لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت" ويقول "ولا يظلم ربك أحدا".
وأما تهجّم أعداء الاسلام على المسلمين بحجة أن عقيدتهم في القضاء والقدر هي من أهم اسباب قعودهم عن العمل وتخلُّفهم عن الأمم، وأنه لا بد من التخلص من هذه العقيدة حتى يتخلصوا من تخلُّفهم ويسيروا في طريق النهضة والارتقاء … فان هذا التهجم مردود وساقط حتماً بوضوح مسألة القضاء والقدر. وذلك عندما يدرك المسلم تمام الادراك أن الله سبحانه قد خلق هذا الوجود ودبّره بنظام محكم، يقوم على ارتباط النتائج بأسبابها، وأنها لن تتخلف الا اذا كان هو سبحانه فعل ذلك كمعجزة لأحد من الأنبياء. وأما في الحياة العادية وسيْرها فسنّة الله في خلقه هي ارتباط النتائج بأسبابها فمثلا: لا نصر في المعركة دون أخذ أسبابه من الإعداد المادي والروحي. ولا نجاح في امتحانٍ دون دراسة جادة، ولا إنتاجاً زراعياً وفيراً الا بالعناية الزراعية. فعقيدة القضاء والقدر توضح للانسان ان الحياة مفتوحة بجميع مجالاتها أمامه. وانها كلها نتائج رتبها الخالق سبحانه بتدبيره على أسبابها. وأي تقاعس عن الاخذ بالاسباب يعني الفشل في الوصول الى النتائج. ولنا في حياة الرسول عليه السلام خير دليل: فنـزول الرماة عن جبل أُحُد كان سبباً للهزيمة، ونزوله عليه السلام وجيشه على ماء بدر ليشربوا ويمنعوا عدوهم كان عاملا من عوامل النصر، وحفر الخندق حول المدينة كان من اسباب النصر، وحرصه عليه السلام على إسلام احد العمريْن من البحث عن اسباب النصر، وذهابه عليه السلام الى مضارب القبائل يدعوهم ويتقصّد رؤساءهم من طلب اسباب النصر … ففي ذلك – وأمثاله كثير – عمل بالأسباب للوصول الى نتائجها.
هذا هو الاسلام، وهذا هو ما يقتضيه الفهم الصحيح لعقيدة القضاء والقدر. وأي قعود عن الأعمال بحجة أنها من علم الله منذ الأزل، أو انها من إرادة الله ومشيئته وإذنه، يعتبر من الخروج عن العقيدة الاسلامية الحقّة ويكفي أن نتذكر أنه لو استسلم المسلمون منذ عهد الرسول عليه السلام، وطيلة عهود الخلافة والفتوحات الاسلامية، لمثل هذه النظرة الغيبية، او ما يسمى بالقدرية الغيبية، لما تحققت لهم تلك الفتوحات، ولما انتشر الاسلام في أركان المعمورة بتلك الصورة المذهلة.
فاتقوا الله ايها المسلمون في عقيدتكم، وخلّصوها مما علق بها من شوائب. واعلموا ان قضاء الله وقدره يقفان بجانبكم ويشدّان من أزركم. فانطلقوا في الأخذ بزمام نهضة أمتكم أولاً ثم إنقاذ شعوب الارض أخيراً. ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتبوءوا بخيبة الدنيا والآخرة … والله وحده الميسِّر لكم تحقيق أهدافكم ما دمتم على يقين بأنه "ولينصرنّ الله من ينصرُه، إن الله لقويّ عزيز" …

كاتب الموضوع: الناقد الاعلامي Dec 29 2011, 03:40 PM

إقتباس(موسى عبد الشكور @ Dec 29 2011, 09:06 AM) *
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

حقا سؤال مهم موجه للجميع ,

كيف السبيل الى كسب الاعلاميين لجانب قضايا المسلمين المصيريه والملحه ؟؟؟

وكيف السبيل الى كسب الاعلاميين لحمل الدعوه ؟؟

بارك الله في جميعكم اخوتي ,
نعم , السؤال له أهمية بالغة , خاصة عند الحديث عن خلو الساحة من إعلام إسلامي ملتزم بقضايا الأمة , فهل يكمن الخلل في الاعلاميين العاملين في وسائل الاعلام على اختلاف أشكالها ؟ أم في السياسة المتبعة في وسائل الاعلام ؟ أم في المناهج الاعلامية التي تدرّس في كليات الاعلام ؟ وغيرها من الاسباب التي أدت الى انسلاخ الاعلام عن امة الاسلام , بل وانتهاج الاعلام سياسة تخريب العقول وابعاد أبناء الأمة عن قضيتهم المصيرية !
فالسؤال هادف الى أبعد من ذلك ,,, وكسب الاعلاميين يعني كسب وسائل الاعلام الى صف الأمة وقضاياها , فالعمل على كسب الاعلاميين لا بد له من هدف أكبر منه حتى تكون الخطة شاملة للوصول الى الهدف الأكبر .
أما عن كسب الاعلاميين فتكمن صعوبته منذ بدء الفرد حياته الدراسية مروراً بانتقاله من مرحلة المدرسة وصولاً الى تخرجه من كلية الاعلام وما يلي هذه المرحلة من فترات تدريب ودورات متخصصة في الاعلام من أساليب التحصل على السبق الصحفي والتصوير وعمل المقابلات وتدريب على وسائل الاتصال الحديثة وكيفية التحصل على الأخبار وتحريرها ... الخ .
وبالنظر الى واقع هذه المراحل حتى يصل الشخص الى ما يمكن وصفه بـ "إعلامي" . نجد أن العوائق كثيرة وكبيرة لبقاء هذا الشخص سليم التفكير , يقيس أمور حياته على العقيدة الاسلامية . فالمناهج المدرسية في ظل النظام الوضعي الذي نعيش تهدف الى التجهيل وعدم إعمال الفكر , وتركز على علوم الغرب للانبهار به , وتعمل من جانب آخر الى زرع مفاهيم بعيدة كل البعد عن مفاهيم الاسلام النقية .
وفي المرحلة التالية "مرحلة دخول كلية الاعلام" يتم التركيز على الناحية العملية , وعند التطرق الى الناحية الفكرية تطرح أفكار غربية ونظريات رأسمالية , وتلغي مفاهيم الاسلام كلياً ... فالدارس للاعلام في كليات الاعلام يتم تلقينه حياة الغرب وأساليبهم دون التطرق الى "الحرام والحلال" ... فالوصول الى سبق صحفي من خلال مراقبة سياسي أو التجسس عليه مباح وهو عمل مميز , وايقاع شخص مسؤول ليصرح بما لا يريد من خلال إحراجه مثلا أمر محمود .
وبعد التخرج من كلية الاعلام تجد المؤسسات الغربية تفتح له الأبواب للتدريب وأخذ محاضرات مركزة مجانية في معظمها حتى يتم التأكد أنه قد حمل الفكر الذي يريدون . هذه السياسة المتبعة عادة في تخريج الاعلاميين , وهذا لا يلغي أو يجعل كسب الاعلاميين أمراً مستحيلاً , فهم ما زالوا بشراً يعقلون . لكن ما أتبع معهم من سياسة تثقيب تجعل في الأمر صعوبة ويحتاج الى جهد كبير .
فالحل الجذري يكمن في تغيير كامل لجميع هذه المراحل , وتنشئة جيل واع مفكر , حريص على الاسلام وامته وقضايا الأمة المصيرية , أما الحديث في ظل هذا الوضع الراهن فالعمل يكون بعدة اتجاهات رئيسية :
- تذكير الاعلاميين العاملين بدينهم والواجب المترتب عليهم تجاه أمتهم .
- الاتصال بالاعلاميين على الدوام في كل حدث متعلق بقضية من قضايا الأمة .
- اللقاء مع الاعلامين من خلال زيارتهم والحديث معهم في محاولة لكسبهم , أو على الأقل كسب مناصرتهم لقضية الأمة المصيرية , وأضعف الايمان تحييدهم .
- التركيز على طلاب الاعلام في كليات الاعلام ومدهم بمواد تخدم الهدف .
- الاتصال بأساتذة الكليات وتذكيرهم والاطلاع على مناهج التدريس ونقدها وارسال هذا النقد الشرعي لتلك المناهج .
- الاطلاع على مناهج التدريس في المدارس ونقدها من الناحية الشرعية ومقارعة الحكام في تغييرها .
- العمل لايجاد حكم الاسلام في معترك الحياة , والذي من شأنه إنهاء جميع آفات المجتمع وما عم به البلاء .

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jan 4 2012, 04:57 PM

ماذا يعني تطبيق الشريعه؟
الحلقه العشرون:
النهضه الصحيحه والخاطئه
لم يختلف المفكرون والفلاسفة على أن أساس النهضة هو الإرتفاع الفكرى ولايمكن أن تحدث نهضة فى أى مجتمع إلا بوجود فكرة كلية عن الكون والإنسان والحياة تجيب للإنسان عن كل تساؤلاته التى تتعلق بوجوده فى الحياة والغاية منها ، أى وجود عقيدة لديه ، وبوجود نظام شامل ينبثق عن هذه العقيدة ينظم للإنسان حياته فى كل جزئياتها بناءاً على هذه العقيدة ، أو بكلمات أخرى وجود المبدأ هو سبب وجود النهضة. وعلى هذا الأساس وجدت نهضة على أنقاض روسيا القيصرية بعد بلورة الإشتراكية كمبدأ وحملها الإتحاد السوفيتى كدولة ، وفى أوروبا الغربية وجدت نهضة بعد صياغة الرأسمالية أيضاً كمبدأ صار عليها الغرب بعد عصوره المظلمة إلى يومنا هذا ، وفى كلتا الحالتين لاينكر أحد أن الإتحاد السوفيتى وأوروبا الغربية قد إنتقلتا من مرحلة الإنحطاط إلى مرحلة النهضة بعد صياغة مبدئيهما .
الا ان هناك فرق بين النهضات لا ختلاف المبادئ الموجوده في العالم وهي الاسلام وهو غير مطبق في اي دوله والاشتراكيه ومنها الشيوعيه في الصين وروسيا والراسماليه الموجوده في اوروبا وامريكا ودول اخرى ومن هنا كان هناك نهضة صحيحة وأخرى خاطئة ؟
فالمبدأ الصحيح يؤدى حتماً إلى النهضة الصحيحة والمبدأ الصحيح هو ذلك المبدأ الذى يستند إلى عقيدة صحيحة تقنع العقل وتتفق مع فطرة الإنسان التى خلق عليها وبالتالى تملأ قلبه طمأنينة وتمنحه السعادة الحقيقية وليست تلك السعادة المتوهمة. أما المبدأ الذى يقوم على عقيدة خاطئة فإنه وإن كان قادراً على إحداث نهضة فى المجتمع الذى نشأ فيه إلا انها نهضه خاطئه ولو كان هذا المبدأ قابلاً للتطبيق بقدر مافى المجتمع من ظروف مواتية لذلك تمنحه هذه القدرة على التطبيق بوصفه ردة فعل على الواقع. فالشيوعية أتت بعقيدة أنكرت وجود الخالق وهذه الفكرة لاتقنع العقل الإنسانى الذى يقطع بأن وراء الكون والحياة والإنسان خالق خلقها ، وتعارضت أيضاً مع فطرة الإنسان المتدين غريزياً نتيجة إحساسه بالعجز والنقص والإحتياج تجاه الخالق. فكان المبدأ الإشتراكى الذى بنى على هذه العقيدة مبدأً خاطئاً وبالرغم من أنه أوجد نهضةً إستمرت لسبعين عاماً إلا أنه لم يستطع البقاء أكثر من ذلك لأنه مبدأ خطأ وحين يكتشف أصحاب المبدأ مخالفته لعقولهم ومناقضته لفطرتهم ينقلبون عليه بعد أن كان السبب فى نهضتهم.

أما المبدأ الليبرالى (الرأسمالى) فإن عقيدته التى بنى عليها هى عقيدة فصل الدين عن الحياة التى لم تعطى جواباً قاطعاً فى مسألة الخلق بل تركتها للإنسان فمن يؤمن بأن هناك خالق فليؤمن ومن يكفر فله ذلك إلا أنها قد فصلت وجود الخالق فى حالة الإقرار بوجوده عن الحياة ، وقالت أنه ليس للخالق دخل بحياتنا ، والإنسان هو الذى ينظم حياته بعيداً عن خالقه ، وصورت الغاية من الحياة بأنها إشباع أكبر قدر ممكن من المتع الجسدية وبالتالى تتحقق سعادة الإنسان . وبناءاً على هذه العقيدة إنبثق نظام يظهر فى كل تفاصيله تأثره بعقيدته فنجد فكرة الحريات مقدسة عند الغربيين لأنها من جنس عقيدتهم التى ترفض أساساً تدخل الخالق فى حياة الإنسان، ونجد فكرة الديمقراطية التى هى حكم الشعب للشعب متفقة مع عقيدتهم التى ترفض أن تخضع إرادة الإنسان لخالقه . وبالتالى نجد أن كل أنظمة حياته يظهر فيها تأثرها بعقيدته التى تفصل الدين عن الحياة . وبناءاً على هذا المبدأ إنتقل الغرب من عصوره المظلمة التى سيطرت فيها الكنيسة ورجال الإقطاع إلى عصر النهضة الغربية ومازال إلى يومنا هذا يمارس حياته بناءاً على هذا المبدأ.
وبمحاكمة هذا المبدأ الذى كان سبباً فى نهضة الغرب نجد أن العقيدة التى يقوم عليها عقيدة خاطئة لأنها قد أعطت جواباً خاطئاً عن الكون والإنسان والحياة حين أنكرت دور الخالق فى هذه الحياة ولذلك فهى لاتقنع العقل ولاتتفق مع فطرة الإنسان الذى يشعر بالعجز والإحتياج إلى الخالق الذى خلقه، وبالتالى فإن كل الأنظمة التى إنبثقت عن هذه العقيدة خاطئة أيضاً. ونظرة إلى المجتمعات الغربية ترينا أن هذا المبدأ لم يستطع أن يحقق لهم السعادة الحقيقية والإطمئنان الداخلى فإن المجتمعات الغربية تشهد أكبر نسبة إنتحار فى العالم بالرغم من الرفاهية الإقتصادية التى يعيشون فيها ومن يعيش بينهم يدرك المعنى الحقيقى للتعبير القرآنى فى الآية " وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا " طه 124.
يتبع : خطا النهضه على اساس المبدا الراسمالي ولم استمر حتى الان مطبقا

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jan 8 2012, 05:38 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

إن المبدا الراسمالي قد إستمر إلى يومنا هذا مطبقاً ليس إقراراً بصحته بل لأنه لايوجد بديل مطبق خاصة وأن المسلمين أصحاب المبدا الاصيل الحقيقى قد تقاعسوا عن دورهم فى طرح البديل الحضارى للبشرية لإنقاذهم من عفن الرأسمالية لعدم وجود دوله اسلاميه حقيقيه تحمله وتنشره وتطبقه، ومع ذلك فالشعوب الغربية بلغ بها الضجر من هذا المبدأ مبلغه مما أضطر السياسيين أن يقوموا بترقيعه بأشياء ليست منه ، وأكبر إنقلاب بدأ فى عهد المحافظين الجدد حين إضطرت الرأسمالية أن تتحالف مع الكنيسة ليس حباً فيها وإنما محاولة لركوبها علها تستطيع أن تعالج الخواء الروحى الذى دب فى الشعوب الغربية. ومع ذلك فأعداد الغربيين الذين يدخلون الإسلام يومياً فى تزايد وهذا مما أخاف الكنيسة الغربية وجعلها تقبل بهذا التحالف مع الرأسمالية التى أزاحتها من الحياة وكل منهم يظن أنه يحقق مكاسب على حساب الأخر ولكن هذا تحالف المفلسيين الذى لن يخرجهم من أزمتهم.وكذلك الازمه الاقتصاديه التي لا زالت جاثمه في الدول الغربيه وامريكا وتنازل الراسماليه عن ثوابتها حيث دعمت الحكومات الشركات الخاصه والبنوك واصبحت كالنظام الاشتراكي ومنه الشيوعي وهذا هو الفشل بعينه فالنهضه على اساس المبدا الراسمالس خاطئه ونتائجها ملموسه لكل ذي بصر وباعتراف اصحابها
أما الإسلام فقد أتى بعقيدة أجابت للإنسان عن تساؤلاته بما يخص الكون والإنسان والحياة فقالت أن الكون والإنسان والحياة مخلوقة لخالق وأن الحياة فى الدنيا ليست أزلية وأعطت جواباً بما يتعلق بالغاية منها حين أقرت بأن الله خلق الإنسان من أجل عبادته " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" الذاريات 56 ، وأن الموت يتبعه حساب يفضى إما إلى الجنة وإما إلى النار وهذه هى حياة الخلود ولذلك فالسعادة الحقيقية التى يبحث المسلم عنها فى الدنيا هى نوال رضوان الله ، وبناءاً على هذه العقيدة إنبثقت أنظمة حياة شاملة تنظم الحكم والإقتصاد والعقوبات والسياسة الخارجية وغيرها ، كانت كلها وحياً من عند الله خالق الإنسان والكون والحياة ويظهر فى كل تفصيلاتها إنبثاقها عن هذه العقيدة . لذلك كان الإسلام أيضاً مبدأً ولكنه يختلف عن غيره من المبادىء بأنه المبدأ الوحيد الذى نزل به الوحى وليس مصدره الإنسان ، لهذا فهو ليس ردة فعل على واقع معين بل هو الجواب والمعالجة التى أرسلها الخالق إلى خلقه لينظموا حياتهم على أساسها
وقد أحدث الإسلام بوصفه مبدأً نهضة فى المجتمع الذى قام على أساسه نقلت العرب من قبائل متناحرة إلى قادة دانت لهم الدنيا في اقل من مائه عام ويوضح جعفر بن أبى طالب فى قوله للنجاشى هذا الواقع حيث قال :‏ أيها الملك كنا قومًا أهل جاهلية ؛ نعبد الأصنام ونأكل الميتة، ونأتى الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسىء الجوار، ويأكل منا القوى الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنات ، وأمرنا أن نعبد الله وحده ، لا نشرك به شيئًا ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ـ فعدد عليه أمور الإسلام ـ فصدقناه ، وآمنا به ، واتبعناه على ما جاءنا به من دين الله ، فعبدنا الله وحده ، فلم نشرك به شيئًا ، وحرمنا ما حرم علينا.
بما أن الكون والإنسان والحياة حقيقة موجودة لذلك لايتصور أن تكون هناك أجوبة مختلفة عنها سوى جواب واحد الذى يفسرها وهذا الجواب قد أتى به الوحى ، لذلك لايمكن وجود أكثر من نهضة صحيحة سوى التى أوجدها الإسلام بينما النهضات الخاطئة يمكن أن تتعدد كتلك التى أوجدتها الإشتراكية أو التى أتت بها الرأسمالية ، لهذا فالإسلام هو المبدأ الوحيد الذى أوجد نهضة صحيحة إستمرت أربعة عشر قرناً من الزمن وقد إنتشر الإسلام إنتشاراً سريعاً لأنه إمتلك العقول والقلوب بعقيدته التى يقبل عليها أى إنسان ، وأنظمة حياته التى تتفق مع فطرة الإنسان التى فطره الله عليها " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" الروم 30 .
لذلك تميزت الأمة الإسلامية بأنها قد نهضت بالوحى ، وظهر أثر الإلتصاق بما نزل به الوحى على قوة الفرد والمجتمع والدولة ، ففى مراحل الإسلام الأولى منذ عهد الرسول حتى نهاية عهد الخلفاء الراشدين كانت الدولة فى أقوى حالاتها لأن الفهم للإسلام كان واضحاً ، والإلتصاق بما نزل به الوحى كان إلتصاقاً قوياً ولم يبتعد عنه قيد أنملة

اذا فالإسلام هو المبدأ الوحيد القادر على إنهاض الإنسان والمجتمع والدولة نهضة صحيحة لأنه وحى ومصدره الخالق المدبر ، ولذلك لن تنهض الأمة إلا أن تعيد طراز حياتها حسب الإسلام فتعيد الربط بين سلوكها وعقيدتها أما إذا حاولت أن تستورد أنظمة غريبة عن الإسلام بحجة أنها لاتخالف الإسلام فإنها تكرس بذلك إنحطاطها ، وصدق عمر رضى الله عنه حيث قال " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام وإن إبتغينا العزة فى غيره أذلنا الله ".

يتبع :


كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jan 12 2012, 07:28 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

الحلقه الثانيه والعشرون :
بما ان الإسلام هو المبدأ الوحيد القادر على إنهاض الإنسان والمجتمع والدولة نهضة صحيحة لأنه وحى ومصدره الخالق المدبر فقد يطرح البعض سؤالا :هل طبق المسلمون الاسلام في حياتهم، أم أنهم اعتنقوه عقيدة وطبّقوا غيره ؟
الثابت ان المسلمين ومنذ عهد الرسول عليه السلام حتى سقوط الدولة الاسلامية الممثلة بالخلافة العثمانية قد طبقوا الاسلام ونظامه في الحياة عن طريق الدولة الاسلاميه. والتطبيق في الدولة يتمثل في شخصين: الاول القاضي، الذي يفصل في الخصومات بين الناس، والثاني الحاكم، الذي يحكم بين الناس.
فهل فصل القاضي الخصومات بين الناس بالشريعة الاسلامية؟من الثابت بالنقل المتواتر ان القضاة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نهاية الخلافة في اسطنبول كانوا يفصلون الخصومات بين الناس حسب أحكام الشريعة الاسلامية في جميع شؤون الحياة. سواءا في ذلك بين المسلمين وغيرهم او فيما بينهم وحدهم. وأن المحكمة كانت محكمة واحدة تحكم بالشرع الاسلامي وحده. وأن الوضع قد استمر على ذلك حتى فصلت المحاكم بتأثير الاستعمار الى شرعية ونظامية. ونظرة مخلصة في سجلات المحاكم الشرعية المحفوظة في القدس وبغداد ودمشق والقاهرة واسطنبول وغيرها تظهر صدق ذلك. وأما القوانين الغربية التي أُدخلت فكان بناءا على فتوى العلماء بعدم مخالفتها لأحكام الاسلام. ومنها قانون الجزاء العثماني الذي أُدخل عام 1275هـ/ 1875م، وقانون الحقوق والتجارة الذي أُدخل عام 1276هـ/ 1858م. وأما المحكمة فلم تقسم الى شرعية ونظامية الا عام 1288هـ/ 1870م ووضع لها نظام خاص. وأما في عام 1295هـ/ 1877م فقد وضعت لائحة تشكيل المحاكم النظامية، وتبعها في عام 1296هـ/ 1878م وضع قانون أصول المحاكمات الحقوقية والجزائية. واستُبعد القانون المدني عام 1286هـ عندما وضع العلماء المجلة ولم يجدوا مبرراً لإدخاله الى الدولة ومعاملاتها. وبذلك يظهر ان كل هذه القوانين لم توضع موضع العمل الا بعد الفتوى بإجازتها وإذن شيخ الاسلام بها، وأن الاسلام قد طًبّق قضائياً في جميع عصور الدولة الاسلامية.
ويبقى السؤال الآخر: وهل طبّق الحاكم الاسلام في جميع جوانب الحياة طيلة عهود الدولة الاسلامية كما طبّقه القاضي؟
نعم أن تطبيق الاسلام من قبل الحاكم يظهر في خمسة جوانب في الحياة: الجانب الاجتماعي، والاقتصادي، والحكم، والتعليم، والسياسة الخارجية. ولو تتبّعنا هذه الجوانب الخمسة لوجدنا ان الدولة الاسلامية قد طُبّق فيها ذلك كله. ففي الجانب او النظام الاجتماعي، الذي ينظم علاقة الرجل بالمرأة، لم يطبق الحاكم غير الاسلام، وحتى كل البلاد الاسلامية تقريباً ما زالت تطبق هذا الجانب. وأما الجانب او النظام الاقتصادي، الذي يتمثل في كيفية أخذ الدولة للمال من الناس لتعالج مشاكلهم وفي كيفية إنفاقه، فقد أخذت الزكاة بجميع انواعها ووزعتها على أصنافها الثمانية فقط، ولم تستعملها في إدارة شؤون الدولة. وأخذت الاموال كالخراج والجزية والجمارك حسب الشريعة لادارة شؤون الدولة والأمة. وأنفقت الاموال على العجزة والمحتاجين من فقراء ومساكين وأبناء سبيل وغيرهم، بغض النظر عن الإهمال والتقصير الذي كان يحصل أحياناً. وأما جانب او نظام الحكم فيقوم جهاز الدولة فيه على ثمانية أركان هي: الخليفة، ومعاون التفويض، ومعاون التنفيذ، وأمير الجهاد، والقضاة، والولاة، والمدراء، ومجلس الأمة. وكان هذا الجهاز موجوداً طيلة العهود: فالخليفة كان موجودا دائما حتى أزال الكافر المستعمر على يد أتاتورك الخلافة عام 1334هـ/ 1924م. والمعاون سواءا للتفويض او للتنفيذ كان موجوداً يعاون الخليفة في الحكم عند التفويض وفي الادارة عند التنفيذ. والجيش وأمير الجهاد والولاة والقضاة والمدراء لشؤون الدولة ومصالح الناس. ومجلس الأمة في تقديمه الشورى والمشورة وجد بشكل من الاشكال حيناً ولم يوجد أحياناً اخرى، لأنه حق من حقوق الرعية لا يؤثر عدم وجوده على نوعية الحكم، كما هو الحال في مجالس النواب الديمقراطية التي تعتبر من أسس وقواعد الحكم. وأما جانب التعليم فكان مبنياً على اساس الاسلام سواء في التثقيف بالثقافة الاسلامية او تجنب الثقافة الاجنبية اذا ناقضت الاسلام، او التعليم بجميع مستوياته والذي جعل البلاد الاسلامية محل أنظار العلماء والمتعلمين بعلمائها وجامعاتها. وأما السياسة الخارجية فكانت مبنية على اساس اسلامي، إذ كانت الدولة تبني علاقاتها مع الدول الاخرى على اساس الاسلام، وجميع الدول تنظر اليها كدولة اسلامية ليس غير، وكانت هذه الناحية أشهر من أن تعرّف.
وهكذا يظهر للعيان أن الحاكم قد طبق في جميع عهود الدولة الاسلامية الشريعة الاسلامية في جميع جوانب الحياة الخمسة دون استثناء. كما ظهر لنا ان القاضي لم يفصل في الخصومات طيلة عصور الدولة الاسلامية بغير الاسلام. مما يجزم أن الاسلام قد طُبق في دولة اسلامية تطبيقاً ناجحاً بشكل منقطع النظير في نجاحه.


كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jan 22 2012, 07:40 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الثالثه والعشرون

قد يسال سائل عن بعض الاساءات في تطبيق بعض الاحكام فنقول ان هناك بعض الاخطاء حصلت في تطبيق بعض الاحكام ولكنها لن تغيير المفهوم القائل بان دولة الاسلام قد طبقت جميع احكام الاسلام على مر عصورها ويطرح مثل لقضيه تنصيب الحاكم المسلم اي بيعة الخليفة التي قد اسيئ فهم ما حصل فيها عن تعمد في معظم الاحيان بعد الخلفاء الراشدين لكن الثابت انها لم تصبح وراثية!
والحقيقة ان اساءه تطبيق حكم البيعه في تنصيب الحاكم لم يلغِ البيعة. لأن الثابت أن الخلافة لم تتحول الى ملكية وراثية مطلقا . ولم تصبح الوراثة فيها حكماً مقرراً في أي عهد من عهود الدولة الاسلامية. وكانت البيعة هي الحكم المقرر في الدولة. أما كيف تؤخذ هذه البيعة من كل المسلمين، فهذا ما اختلف من عهد الى آخر. فكانت تؤخذ من المسلمين في بعض العصور، وتؤخذ من أهل الحل والعقد في البعض الآخر، وتؤخذ من شيخ الاسلام في آخر العصر العثماني.
ولو رجعنا الى مسار الدولة الاسلامية في مختلف العصور لوجدنا البيعة في العهد الراشدي قد أخذت من المسلمين جميعاً ولم تقتصر على فئة معينة او مكان معين. وأما في العصور التالية: الأموي والعباسي وغيرهما فكانت تقصر على فئة أهل الحل والعقد في الدولة."واهل الحل والققد هم من اذا رضيوا رضي الناس " واستمر الحال كذلك حتى نهاية العهد العثماني حين اقتصر أخذها على شيخ الاسلام.
وعليه، يمكن الجزم ان العمل قد جرى في جميع عصور الدولة الاسلامية على تنصيب الخليفة بالبيعة. ولم ينصّب اي خليفة بالوراثة دون بيعة مطلقاً. ولم تستثنى في ذلك حادثة واحدة.
أما كيف كانت تجري الاساءة في تطبيق أخذ البيعة، فقد كان ذلك عندما كان يأخذها الخليفة من الناس في حياته لإبنه، او أخيه او إبن عمه او اي شخص آخر من أسرته. ولكنها كانت كانت بمثابة ترشيح لابنه او اخيه ولا يصبح حاكما الا اذا تم تُجديّد ها لذلك الشخص بعد وفاة الخليفة. مما يجعلها تبقى بيعة ولا تصبح لا وراثة ولا ولاية عهد
.

نعم لقد طبق الاسلام عمليا لجميع أنظمته في واقع الحياة بجميع جوانبها من جهة، وللفصل في القضايا بين الناس من جهة اخرى. وعلى جميع رعايا دولة الخلافة طيلة عصورها
كذلك ايضا فقد طبق الاسلام ً على غير المسلمين، مع مراعات بعض خصوصيات اهل الذمه من غير المسلمين وحسب الشريعه الاسلاميه التي انصفتهم كمأكلهم ومشربهم وزواجهم مثلا.
وعليه فان النظام الاسلامي وحده قد طُبق عملياً دون غيره طيلة عصور الدولة الاسلامية.

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jan 26 2012, 04:47 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟

هل طبق غير الاسلام ام طبق وحده ؟

يمكن رؤية ان المسلمينَ قد طبقوا الإسلامَ عَمَلِيَّاً _ من زاويه اخرى _من معرفه من المسؤول عن تطبيق الاسلام وبالرجوع للمصادر الصحيحه نجد ان َ الَّذي يُطَبِّقُ النِظامَ هوَ الدولةُ، والَّذي يطبِّقُ في الدولةِ شخصانِ أحدُهُمَا القاضِي الَّذي يفصِلُ الخصوماتِ بينَ الناسِ، والثاني الحاكمُ الَّذي يحكُمُ الناسَ. أمَّا القاضي فإنَّهُ نُقِلَ بطريقِ التواترِ أنَّ القضاةَ الَّذينَ يَفْصِلُونَ الخصوماتِ بينَ الناسِ منذُ عهدِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ حتَّى نهايَةِ الخلافةِ في استانبول، كانوا يفصِلُونَهَا حَسَبَ أحكامِ الشرعِ الشريفِ في جميعِ أمورِ الحياةِ، سواءٌ بينَ المسلمينَ وحدَهُمْ، أوْ بينَ المسلمينَ وغيرِهِمْ. وقدْ كانتِ المحكمةُ الَّتي تَفْصِلُ جميعَ الخصوماتِ منْ حقوقٍ وجَزَاءٍ وأحْوَالٍ شخصيَّةٍ وغيرِ ذلكَ، محكمةً واحدةً تحكُمُ بالشرعِ الإسلاميِّ وحدَهُ. ولمْ يَرْوِ أحدٌ أنَّ قضيَّةً واحدةً فُصِلَتْ على غيرِ الأحكامِ الشرعيَّةِ الإسلاميَّةِ، أوْ أنَّ محكمةً ما في البلادِ الإسلاميَّةِ حكمتْ بغيرِ الإسلامِ قبلَ فصلِ المحاكمِ إلى شَرْعِيَّةٍ ونِظَامِيَّةٍ بتَأْثِيرِ الاستعمار. وأقربُ دليلٍ على ذلكَ سِجِلاَّتُ المحاكمِ الشرعيَّةِ المحفوظةُ في البلدانِ القديمةِ كالقُدسِ وبغدادَ ودِمَشْقَ ومِصْرَ واستانبولَ وغيرِهَا فإنَّها دليلٌ يقينيٌّ بأنَّ الشرعَ الإسلاميَّ وحدَهُ هوَ الَّذي كانَ يُطَبِّقُهُ القضاةُ. حتَّى إنَّ غيرَ المسلمينَ منَ النصارى واليهودِ كانوا يدرُسونَ الفِقْهَ الإسلاميَّ ويُؤَلِّفُونَ فيهِ مِثْلَ سَلِيْمٍ البازِ شارحِ المجلَّةِ وغيرِهِ مِمَّنْ ألَّفُوا في الفقهِ الإسلاميِّ في العصورِ المُتَأَخِّرَةِ. وأمَّا مَا أُدْخِلَ مِنَ القوانِينَ فإنَّهُ أُدْخِلَ بِنَاءً على فَتَاوى العلماءِ بأنَّها لا تُخالِفُ أحكامَ الإسلامِ، وهكذا أُدخِلَ قانونُ الجَزَاءِ العُثْمَانِيُّ 1275هـ الموافِقَ 1857م وأدخلَ قانونُ الحُقوقِ والتِجارَةِ 1276هـ الموافقَ 1858م. ثمَّ في 1288هـ والموافقَ 1870م جُعِلَتِ المحاكمُ قِسْمَيْنِ: محاكمَ شرعيَّةً ومحاكمَ نظاميَّةً، ووُضِعَ لها نظامٌ. ثمَّ في 1295هـ الموافقِ 1877م وُضِعَتْ لائِحَةُ تشكيلِ المحاكمِ النظاميَّةِ. ووُضِعَ قانونُ أُصولِ المحاكماتِ الحقوقِيَّةِ والجزائِيَّةِ 1296هـ. ولمَّا لمْ يجدِ العلماءُ ما يُبَرِّرُ إدْخالَ القانونِ المَدَنِيِّ إلى الدولةِ وُضِعَتِ المُجَلَّةُ قانوناً للمعاملاتِ، وَاسْتُبْعِدَ القانونُ المدنيُّ وذلكَ 1286ه
فهذهِ القوانينُ وُضِعَتِ كأحكامٍ يُجِيزُها الإسلامُ، ولمْ توضعْ مَوْضِعَ العَمَلِ إلاَّ بعدَ أنْ أُخِذَتِ الفتوى بإجازَتِها، وبعدَ أن أَذِنَ شَيْخُ الإسلامِ بها، كما تَبَيَّنَ منَ المَرَاسِيمِ الَّتي صَدَرَتْ بِهَا. وعندما احتلت جيوش المستعمرين البلاد الاسلامية عمدوا الى فرض تشريعاتهم في مجالات الحقوق والجزاء، وجعلوا لها محكمة مستقلة بقصد إبعاد الاسلام عن الحياة العامة.فقد تم استضعاف المسلمين وهم المغلوبون على أمرهم، وباستئجار نفر من أبناء المسلمين صنعوا عقولهم، ممن يسمون بالمثقفين، وهم" المضبوعون بالثقافه الغربيه
وإنَّهُ وإنْ كانَ الاستعمار منذُ سنةِ 1918م أيْ منذُ احْتِلالِهِ البِلادَ أَخَذَ يَفْصِلُ الخصوماتِ في الحقوقِ والجزاءِ على غيرِ الشريعةِ الإسلامِيَّةِ، ولكنَّ البلادَ الَّتي لمْ يَدْخُلْهَا الاستعمار بجيوشِهِ، وإنْ دخلَهَا بِنُفُوذِهِ فقد كانت إلى عهدٍ قريبٍ تحكمُ قضائِيَّاً بالإسلامِ، كالحجازِ ونجدٍ واليمنِ وبلادِ الأفغانِ، ولو أنّ الحكامَ في هذه البلادِ الآنَ لا يطبقونَ الإسلامَ، ومعَ ذلك نرى أنّ الإسلامَ طُبقَ قضائِيَّاً، ولم يطبقْ غيرُه في جميعِ عصورِ الدولةِ الإسلاميةِ


كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jan 30 2012, 06:11 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الخامسه والعشرون
تطبيق الاسلام ونظامه من قبل الحاكم

بعد ان تبين ان الاسلام قدبق قضائيا سنبحث تطبيق الاسلام ونظامه من قبل الحاكم فقد كانت تظهر في خمسه امور هي : النظام الاجتماعي والنظام الاقتصادي والنظام التعليمي والسياسة الخارجية ونظام الحكم . سنذكرها بلمحه بسيطه جدا
النظام الاجتماعي .
النظام الاجتماعي في الإسلام هو النظام الذي ينظم اجتماع المرأة بالرجل والرجل بالمرأة ، وينظم العلاقة التي تنشأ بينهما عن اجتماعهما، وكل ما يتفرع عن هذه العلاقة من زواج وطلاق وحضانة ونفقة وعدة وارث ، أو ما يطلق عليه بالأحوال الشخصية .
وقد أخطأ كثيرون في فهمهم وتعريفهم للنظام الاجتماعي عندما أطلقوا على جميع أنظمة الحياة اسم النظام الاجتماعي ، فتجارة الرجل مع المرأة يعالج في النظام الاقتصادي ، والشجار بينهما يعالج في نظام العقوبات ومحله القضاء، بينما اجتماع المرأة بالرجل وما ينتج عنه من زواج وطلاق وحضانة .الخ فانه من النظام الاجتماعي ، ومن هنا النظام الاجتماعي خاصا باجتماع المرأة بالرجل لا بتعامله معها .
وهذا النظام الاجتماعي أو ما يطلق عليه بالأحوال الشخصية لا زال مطبقا حتى الان رغم وجود الاستعمار السياسي والثقافي والاقتصادي وتطبيق أنظمة الكفر ، ولم يطبق غيره مطلقا حتى الان ، إلا ما تقوم به لبنان اليوم من إلغاء لقانون ا لأحوال الشخصية واستبداله بالقانون المدني الذي يبيح زواج المسلمة من الكافر ويبيح زواج المحرمات بالرضاعة إلى غير ذلك من البنود التي تبيح ما حرم الله.
النظام الاقتصادي .
الاقتصاد هو تدبير شؤون المال اما بتكثيره وتأمين ايجاده وهو ما يبحث به علم الاقتصاد ، واما بكيفية توزيعه ويبحث فيه النظام الاقتصادي فهو نظام يتعلق بحل مشاكل الحياة الاقتصادية وتنظيم علاقة الإنسان بالمال من حيث تملكه والانتفاع به وكيفية اخذ الدولة المال من الناس وإعادة إنفاقه عليهم .
موارد بيت المال .
تأخذ الدولة الإسلامية الأموال من الناس عن طريق :
1- الزكاة على الأموال والأراضي والأنعام باعتبارها عبادة وتوزعها على الأصناف الثمانية التي ورد ذكرهم في الآية قال تعالى ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عزيز حكيم ) [84][84] .
2- الجزية على أهل الذمة وهم غير المسلمين أي الكفار الذين يعيشون في ظل الدولة الإسلامية ويحملون التابعية لها قال تعالى ( حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ). [85][85]
3- الفيء وهو المال الذي يؤخذ من العدو من غير قتال ، قال تعالى ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول …) [86][86] الآية .
4- الغنائم وهي الأموال التي تؤخذ من العدو بالقتال قال تعالى ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ……) [87][87].
5- الخراج وهو المال الذي يؤخذ على الأرض التي فتحت عنوة أو صلحا وبقيت في يد أهلها .
6- العشور وهو المال الذي يؤخذ على الأرض التي اسلم أهلها عليها من غير قتال .
7- الجمارك وهي ضريبة تأخذها الدولة من تجار الدول الأخرى الذين تأخذ دولهم من تجار الدولة الإسلامية ضريبة وذلك من قبيل المعاملة بالمثل ، أما تجارها فلا تفرض عليهم ضريبة لأنها حرام لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ان صاحب المكس في النار ) [88][88] وفي رواية اخرى ( لا يدخل الجنة صاحب مكس يعني عشار ) [89][89]ولا تفرض الدولة الإسلامية ضرائب على رعاياها كما هو في أيامنا هذه .
كيفية إنفاق الدولة الإسلامية للمال .
1- أموال الزكاة تنفقها حسب الآية الكريمة التي حددت مصارفها ، وكذلك أموا ل الفيء والغنائم فقد وزعتها الدولة حسب تقسيم القرآن الكريم لها .
2- أموال الخراج والعشور الجزية فكانت تنفقها في شؤون الدولة والمجتمع.
3- تطبيق أحكام النفقة للعاجز والحجر على السفيه والمبذر وتنصيب ولي عليه كما كانت الدولة تقيم أمكنة في كل مدينة وفي طريق الحج لإطعام الفقير وابن السبيل والمسكين والتي لا تزال آثارها موجودة ، وبالجملة كان إنفاق المال من الدولة يجري حسب الشريعة الإسلامية وما يشاهد من تقصير في هذه الناحية هو إهمال وإساءة تطبيق وليس عدم تطبيق .
يتبع :

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jan 31 2012, 06:02 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه السادسه والعشرون

الحلقه السادسه والعشرون
بعد ان تبين ان الاسلام قد طبق قضائيا من قبل القاضي وكذلك طبق الاسلام ونظامه من قبل الحاكم كما تبين لنا في الحلقه السابقه في النظام الاجتماعي والنظام الاقتصادي وبقي ان بنين هل تم تطبيق الاسلام من قبل الحاكم في النظام التعليمي والسياسة الخارجية ونظام الحكم
سياسة التعليم .
ففي اهتم الإسلام اهتماما كبيرا بالعلم والتعليم قال تعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )[90][90] (وقل رب زدني علما ) [91][91] . ولأول مرة في العالم تفرض دولة على الأسرى أن يعلموا الناس القراءة والكتابة مقابل إطلاق سراحهم مما يدل على مكانة العلم في هذه الدولة وقد كان الأساس الذي يقوم عليه منهج التعليم هو العقيدة الإسلامية وكان يتم تعليم الثقافة الإسلامية والمعارف الإسلامية ويتم تعليم ما يلزم للإنسان في معترك الحياة ،من اجل ذلك وضعت قواعد لسياسة التعليم في الإسلام أهمها:
1- تبني المناهج على أساس العقيدة ، فلا يعطى شيئا يتناقض مع العقيدة الإسلامية خاصة في الصفوف الدنيا ، ويركز فيها علي الثقافة الإسلامية ، من تلاوة وتفسير وعلوم القرآن واللغة العربية والسيرة والتاريخ الإسلامي … إلخ ،بالإضافة إلى العلوم العصرية ذات الطابع العالمي ، أما دراسة الثقافة الأجنبية فيتم الإطلاع عليها في المراحل العليا للدراسة لنقض هذه الثقافة وبيان فسادها ومناقضتها للإسلام بعد ان اصبح المسلم شخصيه اسلاميه واعيه على ما يدور حولها من سياسات دوليه واقليميه
1- يجب على الدولة أن تكافح الأمية بكل طاقتها وأن تثقف من فاتتهم الثقافة في سن التعليم ، وهو ما يدعى بالثقافة المستديمة ( اطلب العلم من المهد إلى اللحد ) .
2- توفير فرص التعليم للجميع مجانا حتى المرحلة الثانوية ، مع فسح المجال للتعليم العالي مجانا أيضا .
هذا بعضا من سياسة التعليم ، وما جدث من تقصير في فتح المدارس إنما كان في أواخر الدولة العثمانية الإسلامية بسبب الانحطاط الفكري والفقر الذي عم البلاد، أما بقية العصور فقد عمت شهرة المدارس والجامعات الإسلامية الآفاق ، وكان الناس يؤمنوها من جميع أنحاء العالم وجامعات قرطبة ودمشق والقاهرة وبغداد والإسكندرية خير دليل على ذلك والتي بقيت مناهجها تدرس في جامعات أوروبا إلى عهد قريب ولا زالت بعض القواعد العلميه والمصطلحات العربيه في الصناعات والتعليم العالي تدرس وتستعمل حتى الان .


كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Feb 7 2012, 07:41 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
الحلقه السابعه والعشرون
ماذا يعني تطبيق الشريعه
بعد ان تبين ان الاسلام قد طبق قضائيا من قبل القاضي وكذلك طبق الاسلام ونظامه من قبل الحاكم كما تبين لنا في الحلقه السابقه في النظام الاجتماعي والنظام الاقتصادي والنظام االتعليمي وبقي ان بنين هل تم تطبيق الاسلام من قبل الحاكم في السياسة الخارجية ونظام الحكم
السياسة الخارجية :
وهي النظام الذي يحدد علاقة الدولة بالدول الأخرى وتتولى دائرة الخارجية جميع الشئون الخارجية المتعلقة بعلاقة دولة الخلافة بالدول الأجنبية سواء أكانت تتعلق بالناحية السياسية، أم بالنواحي الاقتصادية والصناعية والزراعية والتجارية، أم المواصلات البريدية والسلكية واللاسلكية، ونحوها مثل إعلان الحرب, وعقد الصلح والهدنة وسائر المعاهدات. وقبول السفراء الأجانب ورفضهم, وتعيين السفراء المسلمين وعزلهم وتقوم السياسة الخارجية في الإسلام على قواعد منها:
1-علاقة الدولة الإسلامية بالدول الأخرى وتكون قائمه على أساس الإسلام وليس على أساس المصالح أو المنافع أو التبعية السياسية .والعماله للاجنبي
2- العلاقة بالدول الأخرى أما علاقة حرب فعليه مع الدول المحاربة فعلا، وإما علاقة معاهدات مؤقتة مع الدول غير المحاربة ، لان الرسول صلى الله عليه وسلم كان أما محاربا لدول وإما معاهدا لأخرى ، على انه لم يعاهد أحدا مدة تزيد على العشر سنوات .ولا يجوز تعطيل الجهاد
3-لا يجوز للدولة الإسلامية أن تنضم إلى الأحلاف والمنظمات الدولية لأنها قائمة على أساس الكفر ، ولان هذه المؤسسات وجدت لتخدم الكفار وأهدافهم .
4-أهم أعمال الدولة الإسلامية في مجال السياسة الخارجية هو الدعوة الى الاسلام عن طريق الجهاد فكانت الدولة الإسلامية تخير الدولة المقصودة بين ثلاث خيارات الإسلام أو الجزية أو القتال ، هذا ما كانت عليه الدولة الإسلامية وكان الكفار ينظرون إليها على أنها دولة إسلامية ، وهذا مشهور شهرة عالمية كما كان شعار ان الجيش الاسلامي لا يقهر عند الكفار.
4- ان السياسة الخارجية لدولة الخلافة هي وحدها التي ستضع حدا لهذا الذل والهوان، وهي التي ستضمن عدم تمكن الغرب من إيجاد هذا الشر المستطير مرة أخرى ولن تسمح لأي قوة أجنبية بالاعتداء على أي مسلم وان أمن وشرف وكرامة الناس ستكون قضايا مصيرية في أي قرار يتخذه الخليفة في السياسة الخارجية الذي سيلتزم بأمر الله سبحانه وتعالى في حماية حياة رعايا دولة الخلافة.
5- ان العلاقه مع الدول الاخرى ستكون علاقة سياسة واضحة تعتمد على الحكم الشرعي في التعامل وليست مبنية على اساس غير الشرع .وعليه فإن المقيد لأعمال السياسه الخارجيه هو الحكم الشرعي , وهو الذي يجيز لهذا الجهاز أن يقدم أو يحجم عن اتخاذ القرارات المتعلقة برسم سياسة الدولة الإسلامية مع الدول الأخرى . فالأساس الذي يقوم عليه من أفكار ومفاهيم ومقاييس وأحكام ودستور وقوانين يميزه عن الأسس التي تقوم عليها أجهزة الحكم المعروفة في العالم اليوم .وهذا بدوره يعمل على تغيير طبيعة العلاقة بين الدول الأخرى وعلى ثقل دولة الإسلام بين منازعيها في سيادة العالم , وليس دليل أوضح من سيادة دولة الإسلام وسيطرتها على معظم العالم لحوالي 1400 سنة نتيجة اتّباعها لهذا المنهج الرباني في السياسه الخارجيه .

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Feb 9 2012, 07:59 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

الحلقه الثامنه والعشرون
بعد ان تبين ان الاسلام قد طبق قضائيا من قبل القاضي وكذلك طبق الاسلام ونظامه من قبل الحاكم كما تبين لنا في الحلقه السابقه في النظام الاجتماعي والنظام الاقتصادي والنظام االتعليمي وفي السياسة الخارجية بقي ان بنين هل تم تطبيق الاسلام من قبل الحاكم في نظام الحكم
نظام الحكم .
نظام الحكم في أي دولة هو الذي يشرف على تطبيق كافة الأنظمة فيها،ويحاسب على أي تقصير يحصل في تطبيق أي جزئية من أجزاء المبدأ المتعلق برعاية شؤون الناس في داخل الدولة (السياسة الداخلية المتعلقة بالأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية ……) وفي خارج الدولة (السياسية الخارجية المتعلقة بالجهاد والمعاهدات والاتفاقيات …..)، ويقوم نظام الحكم في الإسلام على أربعة قواعد هي ،
السيادة للشرع .
السلطان للامة .
للامة حاكم واحد .
للخليفة حق تبني الأحكام الشرعية
وإما جهاز الدولة في الإسلام فيقوم على سبعة أركان هي :
الخليفة وهو الحاكم الأعلى للدولة الإسلامية الذي ينقذ الشرع الإسلامي نائبا عن الأمة فهو المسؤول عن تطبيق الإسلام داخل الدولة وخارجها ، ومسؤول عن حمل الدعوة إلى العالم ، والخليفة هو الذي ينوب عن الأمة في السلطان وفي تنفيذ الشرع.الخلافة عقد مراضاة واختيار، فلا يجبر أحد على قبولها، ولا يجبر أحد على اختيار من يتولاها.ولكل مسلم بالغ عاقل رجلاً كان أو امرأة الحق في انتخاب الخليفة وفي بيعته، ولا حق لغير المسلمين في ذلك.
وهناك شروط انعقاد للخليفة وهي أن يكون رجلا مسلما بالغا عاقلا حرا عدلا قادرا على القيام يأعباء الخلافة ، وعلى هذا لا يجوز أن يكون الخليفة امرأة أو كافرا أو فاسقا أو صغيرا أو مجنونا أو عبدا مملوكا أو عاجزا ، وليس للخليفة مدة محددة بل يبقى خليفة ما دام مطبقا للشرع وقادرا على القيام باعباء الخلافه وإذا خلا منصب الخليفة فيجب ملئه باختيار خليفة آخر خلال مدة أقصاها ثلاثة أيام ودليل ذلك إجماع الصحابة ، وعلى الأمة طاعته ظاهرا وباطنا ما دام منفذا للشرع ولا يجوز طاعته في معصية ، ويصل إلى الخلافة عن طريق انتخاب الأمة له مباشرة أو عن طريق أهل الحل والعقد ، أو عن طريق مجلس الشورى الممثل للامة.
المعاونون ، يختار الخليفة معاونون له يساعدونه في أمور الحكم ، قال صلى الله عليه وسلم ( وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر ) [92][92] وهم غير الوزراء في النظام الديمقراطي فيعين الخليفة معاون تفويض أو أكثر له يتحمل مسؤولية الحكم، فيفوض إليه تدبير الأمور برأيه وإمضاءها على اجتهاده. وعند وفاة الخليفة فإن معاونيه تنتهي ولايتهم ولا يستمرون في عملهم إلا فترة الأمير المؤقت.ويشترط في معاون التفويض ما يشترط في الخليفة، أي أن يكون رجلاً حراً، مسلماً، بالغاً، عاقلاً، عدلاً، قادراً من أهل الكفاية فيما وكل إليه من أعمال.ويشترط في تقليد معاون التفويض أن يشتمل تقليده على أمرين أحدهما عموم النظر، والثاني النيابة. ويعين الخليفة معاوناً للتنفيذ، وعمله من الأعمال الإدارية، وليس من الحكم ودائرته هي جهاز لتنفيذ ما يصدر عن الخليفة للجهات الداخلية والخارجية، ولرفع ما يرد إليه من هذه الجهات، فهي واسطة بين الخليفة وغيره، تؤدي عنه، وتؤدي إليه في الأمور التالية:
أ - العلاقات مع الرعية.
ب- العلاقات الدولية.
ج-الجيش أو الجندد - أجهزة الدولة الأخرى غير الجيش.
يتبع : بقيه اجهزة الدولة

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Feb 12 2012, 09:05 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه التاسعه والعشرون

تتمة نظام الحكم في الاسلام واجهزة الدوله الاسلاميه

الولاة :

، حيث تقسم البلاد التي تحكمها الدولة إلى وحدات، وتسمى كل وحدة وِلاية، وتقسم كل ولاية إلى وحـدات تسمى كل وحدة منها عِمالة، ويسمى كل من يتولى الوِلاية والياً أو أميراً، ويسمى كل من يتولى العِمالة عاملاً أو حاكماً.
يُعَيَّنُ الولاة من قبل الخليفة، ويُعَيَّنُ العمال من قبل الخليفة ومن قبل الولاة إذا فوض إليهم ذلك. ويشترط في الولاة والعمال ما يشترط في المعاونين فلا بد أن يكونوا رجالاً أحراراً مسلمين بالغين عقلاء عدولاً، وأن يكونوا من أهل الكفاية فيما وُكِّل إليهم من أعمال، ويُتَخَيَّرُونَ من أهل التقوى والقوة

القضاء :

هو الإخبار بالحكم على سبيل الإلزام، وهو يفصل الخصومات بين الناس، أو يمنع ما يضر حق الجماعة، أو يرفع النـزاع الواقع بين الناس وأي شخص ممن هو في جهاز الحكم، حكاماً أو موظفين، خليفةً أو مَنْ دونه.
ويعين الخليفة قاضياً للقضاة من الرجال البالغين الأحرار المسلمين العقلاء العدول من أهل الفقه، وإذا أعطاه الخليفة صلاحية تعيين وعزل قاضي المظالم فيجب أن يكون مجتهداً. وتكون له صلاحية تعيين القضاة وتأديبهم وعزلهم ضمن الأنظمة الإدارية، أما باقي موظفي المحاكم فمربوطون بمدير الدائرة التي تتولى إدارة شؤون المحاكم.
والقضاة ثلاثة: أحدهم القاضي، وهو الذي يتولى الفصل في الخصومات ما بين الناس في المعاملات والعقوبات. والثاني المحـتـسـب، وهـو الذي يتولى الفصل في المخالفات التي تضر حق الجماعة. والثالث قاضي المظالم، وهو الذي يتولى رفع النـزاع الواقع بين الناس والدولة.
ويشترط فيمن يتولى القضاء أن يكون مسلماً، حراً، بالغاً، عاقلاً، عدلاً، فقيهاً، مدركاً لتنـزيل الأحكام على الوقائع. ويشترط فيمن يتولى قضاء المظالم زيادة على هذه الشروط أن يكون رجلاً وأن يكون مجتهداً

أمير الجهاد :

- تـتـولى دائـرة الحـربيـة جميع الشؤون المتعلقة بالقـوات المسـلحـة من جيش وشرطة ومعدات ومهمات وعتاد وما شـاكل ذلك. ومن كليات عسـكرية، وبعثات عسكرية، وكل ما يلزم من الثقافة الإسلامية، والثقافة العامة للجيش، وكل ما يتعلق بالحرب والإعداد لها، ورئيس هذه الدائرة يسمى (أمير الجهاد).
والجهـاد فرض على المسـلمين، والتدريب على الجـنـدية إجباري فكل رجل مسلم يبلغ الخامسة عشرة من عـمـره فرض عليه أن يتدرب على الجندية استعداداً للجهاد، وأما التجنيد فهو فرض على الكفاية.
والجيش قسمان قسم احتياطي، وهم جميع القادرين على حمل السلاح من المسلمين. وقسم دائم في الجندية تخصص لهم رواتب في ميزانية الدولة كالموظفين.
تجعل للجيش ألوية ورايات والخليفة هو الذي يعقد اللواء لمن يوليه على الجيش، أما الرايات فيقدمها رؤساء الألوية.
الخليفة هو قائد الجيش، وهو الذي يعين رئيس الأركان، وهو الذي يعين لكل لواء أميراً ولكل فرقة قائداً. أما باقي رتب الجيش فيعينهم قواده وأمراء ألويته. وأما تعيين الشخص في الأركان فيكون حسب درجة ثقافته الحربية ويعينه رئيس الأركان.
ويجب أن يوفر للجيش التعليم العسكري العالي على أرفع مستوى، وأن يرفع المستوى الفكري لديه بقدر المستطاع، وأن يثقف كل شخص في الجيش ثقافة إسلامية تمكنه من الوعي على الإسلام ولو بشكل إجمالي.
ويجب أن يكون في كل معسكر عدد كاف من الأركان الذين لديهم المعرفة العسكرية العالية والخبرة في رسم الخطط وتوجيه المعارك. وأن يوفر في الجيش بشكل عام هؤلاء الأركان بأوفر عدد مستطاع.
ويجب أن تتوفر لدى الجيش الأسلحة والمعدات والتجـهـيزات واللـوازم والمهمات التي تمكنه من القيام بمهمته بوصفه جيشاً إسلامياً.

إدارة شؤون الدولة ومصالح الناس:

إدارة شؤون الدولة ومصالح الناس تتولاها مصالح ودوائر وإدارات، تقوم على النهوض بشؤون الدولة وقضاء مصالح الناس..وتعتمد سياسة إدارة المصالح والدوائر والإدارات على البساطة في النظام والإسراع في إنجاز الأعمال، والكفاية فيمن يتولون الإدارة. و لكل من يحمل التابعية، وتتوفر فيه الكفاية رجلاً كان أو امرأة، مسلماً كان أو غير مسلم، أن يُعَيَّنَ مديراً لأية مصلحة من المصالح، أو أية دائرة أو إدارة، وأن يكون موظفاً فيها.
يتبع :
.

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Feb 15 2012, 01:19 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الثلاثون

تتمة نظام الحكم في الاسلام واجهزة الدوله الاسلاميه
لقد تبين لنا ان المسلمين قد طبقوا الاسلام ونظامه من قبل الحاكم كما تبين لنا في الحلقات السابقه في النظام الاجتماعي والنظام الاقتصادي والنظام االتعليمي وفي السياسة الخارجية بقي ان بنين تطبيق الاسلام من قبل الحاكم في نظام الحكم الذي يقوم على سبعة أركان فبعد ادارة شؤون الدوله ومصالح الناس تاتي الشورى

مجلس الشورى او مجلس الامة


مجلس الامة هو مكون من الأفراد الذين تنتخبهم الأمة ممثلين عنها فالأشـخـاص الذين يمثلون المسلمين في الرأي ليرجع إليهم الخليفة هم مجلس الأمة، والأشخاص الذين يمثلون أهل الولايات هم مجالس الولايات. ويجوز لغير المسلمين أن يكونوا في مجلس الأمة من أجل الشكوى من ظلم الحكام، أو من إساءة تطبيق أحكام الإسلام.
ويُنْتَخَبُ أعضاء مجلس الولاية انتخاباً مباشراً من أهل الولاية المعنيَّة، ويُحدَّد عدد أعضاء مجالس الولايات بنسبة عدد سكان كل ولاية في الدولة. ويُنتخب أعضاء مجلس الأمة انتخاباً مباشراً من قبل مجالس الولايات. ويكون بدء وانتهاء مدة مجلس الأمة هو نفسه بدء وانتهاء مدة مجلس الولايات.
ولكل من يحمل التابعية إذا كان بالغاً عاقلاً الحق في أن يكون عضواً في مجلس الأمة وفي مجلس الولاية، رجلاً كان أو امرأة مسلماً كان أو غير مسلم، إلا أن عضوية غير المسلم قاصرة على إظهار الشكوى من ظلم الحكام، أو من إساءة تطبيق الإسلام.
الشورى والمشورة هي أخذ الرأي مطلقاً،وهي حق للمسلمين فحسب. ولا حق لغير المسلمين في الشورى، وأما إبداء الرأي فإنه يجوز لجميع أفراد الرعية مسلمين وغير مسلمين.
لمجلس الأمة صلاحيات خمس هي:
1 - (أ): استشارة الخليفة له وإشارته على الخليفة في الأعمال والأمور العملية المتعلقة برعاية الشؤون في السياسة الداخلية مما لا تحتاج إلى بحث فكري عميق وإنعام نظر مثل شئون الحكم، والتعليم، والصحة، والاقتصاد، والتجارة، والصناعة، والزراعة، وأمثالها، ويكون رأيه فيها ملزماً.
(ب): أما الأمورُ الفكريةُ التي تحتاجُ إلى بحثٍ عميق وإنعامِ نظرٍ، والأمور التي تحتاج خبرة ودراية، والأمورُ الفنيةُ والعلميةُ، وكذلك المالية والجيش والسياسة الخارجية، فإن للخليفة أن يرجع للمجلس لاستشارته فيها والوقوف على رأيه، ورأي المجلس فيها غير ملزم.
2 - للخليفة أن يحيل للمجلس الأحكام والقوانين التي يريد أن يتبناها، وللمسلمين من أعضائه حق مناقشتها وبيان وجه الصواب والخطأ فيها فإن اختلفوا مع الخليفة في طريقة التبني من الأصول الشرعية المتبناة في الدولة، فإن الفصل يرجع إلى محكمة المظالم، ورأي المحكمة في ذلك ملزم.
3 - للمجلس الحق في محاسبة الخليفة على جميع الأعمال التي تحصل بالفعل في الدولة سواء أكانت من الأمور الداخلية أم الخارجية أم المالية أم الجيش أم غيرها، ورأي المجلس ملزم فيما كان رأي الأكثرية فيه ملزماً، وغير ملزم فيما كان رأي الأكثرية فيه غير ملزم.
وإن اختلف المجلس مع الخليفة على عمل قد تم بالفعل من الناحية الشرعية فَيُرْجَعُ فيه إلى محكمة المظالم للبتّ فيه من حيث الشرعية وعدمها، ورأي المحكمة فيه ملزم.
4 - للمجلس الحق في إظهار عدم الرضا من المعاونين والولاة والعمال ويكون رأيه في ذلك ملزماً، وعلى الخليفة عزلهم في الحال. وإذا تعارض رأي مجلس الأمة مع رأي مجلس الولاية المعنيَّة في الرضا أو الشكوى من الولاة والعمال فإن لرأي مجلس الولاية الأولوية في ذلك.
5 - للمسلمين من أعضائه حق حصر المرشحين للخلافة من الذين قررت محكمة المظالم توفر شروط الانعقاد فيهم ورأي أكثريتهم في ذلك ملزم، فلا يصح الانتخاب إلا من الذين حصرهم المجلس.

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Feb 16 2012, 12:11 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الواحدة والثلاثون

وبهذا فقد تبين لنا ان الاسلام قد طبق قضائيا من قبل القاضي وكذلك طبق الاسلام ونظامه من قبل الحاكم كما تبين لنا في الحلقات السابقه في النظام الاجتماعي والنظام الاقتصادي والنظام االتعليمي وتبين لنا ان الاسلام قد تم تطبيقه من قبل الحاكم في السياسة الخارجية ونظام الحكم فهذا هو جهاز الدولة في الإسلام
وبالرجوع إلى واقع الدولة الإسلامية التي كانت موجودة نجد أن هذا الجهاز كان موجودا ، فلم يمر زمن على المسلمين لم يكن فيه خليفة منذ أن انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى نصب المسلمون أبو بكر مؤجلين دفن الرسول صلى الله عليه وسلم مع أن إكرام الميت دفنه مما يدل على إجماع الصحابة على فرضية تنصيب خليفة ، وبقي الحال كذلك لا يذهب خليفة إلا ويأتي خليفة بعده حتى في اشد عصور الانحطاط والهبوط .
ولما دخل التتار بغداد عام 656هجري/1256م نقل المسلمون الخلافة إلى مصر ثم إلى استنبول حيث ظلت قائمة حتى عام 1918م عندما أسقطها المجرم مصطفى كمال اتاتورك .
أما المعاونون فقد كانوا موجودين في جميع العصور الإسلامية ، وكانوا معاونين منفذين وليسوا وزراء كالاصطلاح الغربي المعمول به اليوم ، وقد أطلق عليهم في عصر العباسيين لقب وزراء بالمعنى اللغوي للفظه إلا انهم ظلوا معاونين ولا ينطبق عليهم ما ينطبق على الوزارة الموجودة في الحكم الديمقراطي اليوم ،ففي الاسلام نظام مختلف للمعاونين
أما الولاة والقضاة والجهازالاداري فان وجوده ثابت ولما دخل الاستعمار البلاد كانت هذه الأجهزة موجودة وعاملة مما يدل على وجودها قطعا .
وأما مجلس الشورى فقد عني به في عصور الخلفاء الراشدين ، أما بعد ذلك فلم يعن بوجوده ، وسبب ذلك أن الشورى ليست من قواعد الحكم وان كانت من جهاز الدولة ، فهي حق للرعية على الحاكم ، فان سمح الحاكم للرعية بذلك فنعما هي ، وان لم يسمح لهم بذلك يكون قد قصر وأثم ومن حق الامة ان تطالبه بذلك ولكن يبقى الحكم إسلاميا فهي لا تؤثر على شكل الحكم ذلك أن الشورى هي لأخذ الرأي وليست للتشريع كما هي مجالس النواب في الأنظمة الديمقراطية ، فلا تشريع الا لله ويؤخذ من مصادر التشريع الإسلامي القرآن والسنة وإجماع الصحابة والقياس
والرأي الفكري يؤخذ بما يوافق الواقع فإذا طابق الفكر الواقع كان هو الصحيح المأخوذ به أما إذا خالف الواقع فيرفض مهما كان عدد المؤيدين أو المخالفين ، والرأي الفني يؤخذ برأي أهل الاختصاص كالأطباء والمهندسين وأصحاب الاختصاص كل في مجاله ، ولا ينظر لعدد الموافقين أو المخالفين من مجلس الشورى.
وبالرغم من عدم وجود مجلس شورى مستقل في بعض الاحيان إلا انه كان حول الخليفة مستشارون يستشيرهم في شؤون الأمة ، وكان للخلفاء العثمانيين مجلس شورى هو مجلس المبعوثان العثماني .
أن أنظمة الحكم الموجودة في العالم اليوم بعيدة عن نظام الحكم في الإسلام من حيث الشكل والمضمون. أما المضمون فواضح للمسلمين أن الأنظمة الحالية كلها ماخوذه من الانظمه الراسماليه الكافره وليست مأخوذةً من كتاب الله وسنة رسوله، وما أرشدا إليه، فهي أنظمة على النقيض من نظام الإسلام، وهذا أمر محسوس ملموس للمسلمين لا يختلفون عليه.
أن شكل الحكم في الإسلام من حيث أجهزته يختلف عن أجهزة الحكم الحالية اختلافا كليا فلا يجوز ان يكون هناك مجلس وزراء، ووزراء، ووزارات، ونحو ذلك، بواقع وصلاحيات مثل ما هو عليه في أنظمة الحكم الوضعية اليوم؛

وبهذا يتبين لنا أن نظام الحكم كان مطبقا في الدولة الإسلامية .
يتبع :

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Feb 21 2012, 12:30 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

الحلقه التانيه والثلاثون
ماذا يعني تطبيق الشريعه؟

الدولة الاسلاميه هي دولة واحده حديثه متقدمه
لا مدنيه ولا علمانيه ولا ديمقراطيه

لم يع جيلنا الحالي على الدولة الإسلامية التي كانت تطبق الإسلام، التي أجهز عليها الغرب، إنما رأوا دولا متفرقه متصارعة عميله في العالم الاسلامي ولهذا فإن من ألصعب ان يجد المسلم تقريبا لصورة الحكم الإسلامي للأذهان عند عامة الناس والتي يسيطر عليها الواقع، المشاهد ولا تستطيع أن يتصور معظم الناس الحكم إلاّ في مقياس ما ترى من الأنظمة العلمانيه والديمقراطية الفاسدة المفروضة على البلاد الإسلامية فرضاً.
ومنذ سقوط الخلافة العثمانية عام 1924م وتقسيم العالم الإسلامي ووقوعه تحت المستعمر رعاية ووصاية واحتلال، ولا يزال أبناء الأمة المخلصين يبحثون عن المخرج ويدفعون باتجاه الوحدة الإسلامية وعودة دولة الإسلام كمظلة شرعية تقام تحتها الحدود وتظم جميع أفراد العالم الإسلامي، الا انهم جوبهوا باعتى العقبات امامهم من انظمة حاكمه واجهزتها الى عقبه التبعيه للاستعمار الذي حدد اهداف له وهي منع توحيد المسلمين واقصاء الدين الاسلامي عن الدولة ومنع الجهاد وزرع كيان يهود في وسط العالم الاسلامي فعمد الغرب الكافر بقيادة امريكا الى انتهاج طرق واساليب لتكريس الواقع الحالي من الظلم والفساد والقتل والخيانه ونهب الثروات ووضعت مناهج ثقافيه لتحميلها للناس كثقافه تحل مكان افكار الناس الاسلاميه فحمل الناس افكار القـومية وفصـل الديـن عن الدولة والديمثراطيه وآراء تطـعـن بقدره الإسـلام على الحكم في العصر الحديث بقصـد افقاد المسلمين الثقة باحكام الاسلام
ونقي الحال على ذلك حتى تجمد الحال وتضائل الامل عندما تزاوج نفوذ السياسه بنفوذ المال وهم فرعون وهامان وقارون وملائهما من الحزب الحاكم ومؤسسات البطش مع الغرب الكافر واذا بالوضع ينفجر ليتفاجئ العالم اجمع حيث انتفضت جموع الناس في وجه الفراعنة فسقطت العروش، حيث أطاحت بفرعون مصر بعد طاغية تونس، والتي تنذر بإطاحة سائر العروش في العالم الإسلامي باعتبار أن الأمة الإسلامية جسد واحد وهذه النقله هي مرحلة جديدة مرحلة أدركت فيها الامه قوتها وأيقنت من قدرتها وعلمت أن السلطان سلطانها وأن الطواغيت يمكن أن يزالوا عاجلاً غير آجل وإلى غير رجعة في وقت قياسي فنجحت الشعوب باسقاط الانظمه ولم يتم بناء دولة الاسلام رغم ان من قام بهذه الانتفاضات مسلمين ضحوا بانفسهم لتغيير الانظمه الا ان الهدم تخلله دعوات غريبه علينا كمسلميحيث خرج علينا من ينادي بدولة ديمقراطيه ودولة مدنيه حيثه مع ان احكام الاسلام واضحه ومفصله في بناء الدوله الاسلاميه
فبناء الدوله والنظام يجب ان يكون على اساس الاسلام باقامة دولة اسلاميه اوخلافة راشدة على منهاج النبوة فلم يترك الاسلام شيئا الا وبين له الاحكام المتعلقة به بوضوح فالاسلام بين الاحكام المتعلقة بكل افعال الانسان ومنها بناء الدولة والحكم ولا يجوز ان يكون وفق نظام اخر غير اسلامي فلا يجوز المطالبه بدوله ديمقراطيه او علمانيه او قومية او وطنيه او اشتراكيه او مدنيه ولا يجوز تعديل ماده او اخرى في الدستور وتبقى العلمانيه والديمقراطيه فهذا ترقيع للانظمه الوضعيه المخالفة لشرع الله
وقدوتنا في بناء الدول هو الرسول صلى الله عليه وسلم فقد اقام دوله الاسلام بعقد بين اهل المدينه نواة الجيش الاسلامي وبين عقيد ه الاسلام ونظامه وما يحمله الرسول صلى الله عليه وسلم من افكار فبنود بيعه العقبه الثانيه كانت بيعه الحرب كما سماها الفقهاء وهي عقد بين الفئه الضعيفه وبين القوه فلا يجوز ان نبني أي دولة على غير نظام الاسلام ولا يجوز ان يكون الاسلام مصدرا من مصادر التشريع لها ونحن غير مخيرين في اختيار ما نريد ولو برأي الاكثريه او ارادة الشعب فنحن مسلمون مامورون باخذ الاسلام كاملا قال تعالى: وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وان مسالة الاحتكام للشرع الاسلامي في كل امور الحياة معروفه من الدين بالضروره ويعلمها العامي والفقيه ويعرف ان اعماله يجب ان تكون وفق احكام الاسلام فالاصل في الافعال التقيد بالحكم الشرعي قبل الاقدام على العمل وطريقه اقامة او بناء الدولة من الافعال التي جاء الشرع ببيانها بكل وضوح وصراحه وليست محل اجتهاد فلا يجوز مخالفة الشرع في أي عمل من الأعمال قال تعالى: إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وقال "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا " [9] .وقال تعالى: "أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ"
وقال :"وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" [الحشر:7] وقال :."فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم "[النور:63].وقال :ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً [ النساء:60].وقوله سبحانه: ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم [محمد:28]. وقال : إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون [النور:51-52 وقال: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65 وقال :أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}. ( المائدة 50 وقال :إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْ رُ الْفَاصِلِينَ}. ( الأنعام 57(وقال : {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ}. ( المائدة44ويقول سبحانه: وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ[15].وقال تعالى : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) : وقال تعالى (أليس الله بأحكم الحاكمين)وقال :{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الاسلام عمران 19 وقال {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
ان هذه الآيات واضحة وضوح الشمس في بيان الافكار التي يتم بها بناء الدولة وفيها في كل فعل للانسان وعلى هذا فان الايات تقتضي ان بناء الدوله يتطلب تغيير النظام السياسي برمته والتغيير الحقيقي يجب أن يقلب الأمور رأساً على عقب، فلا يُطاح فيها بالنظام الحاكم ورموزه فحسب، وإنما يُطاح فيها أيضاً بالمبدأ الذي يستند إليه ذلك النظام فلا تغيير ولا إصلاح يُرجى بدون التخلص من النظام بأركانه وأسسه ودستوره وأفكاره العفنة فأول ما يحتاجه قادة الثورات الشعبية هو افكار تبنى عليها الدولة الجديده للمسلمين وتحديد طبيعة الصراع وعلى اي شيء نتصارع وما هي الافكار التي تغذي هذا الصراع, لتحديد الخطوات العمليه التي يجب ان يسير علها قادة التغيير
فالايات في غايه الوضوح للاساس ا الذي يجب ان تقام عليه دولة الاسلام إلا أن أعداء الإسلام أبوا إلا وضع العراقيل بايجاد البدائل لاحكام الاسلام وتضليلهم حتى جعل بعض المسلمين وحتى المثقفين يستحون أو يشمئزون من ذكر بعض شرائع الإسلام وخاصة الحكم والحدود والقصاص والحجاب، وكأنهم لا يرون مانعا أن تكون ديار الإسلام ميدانا لأفكار الكفر من ديمقراطيه وغيرها فوقع في هذا الشرك بعض المسلمين البسطاء ووقع ايضا من رفع شعار "الاسلام هو الحل" فدعا لاقامة دولة ديمقراطبة مدنية حديثه فخالفوا بذلك هذا الشعار العظيم فقد خيب أمال المسلمين ووقع في الإثم فالمطالبة بتطبيق الديمقراطية حرام شرعا وهو حاله غريبه لم يطالب بها المسلمون على مدار ثلاثه عشر قرنا وحتى عندما اعترى الامة بعض الضعف فكان مطلبها الدائم هو تطبيق الاسلام كاملا ولم تشهد امه الاسلام مطالبا كهذه وانحدارا الى هذا المستوى فلم نجد من يطالب بتطبيق غير الاسلام جزءا او كلا على مختلف العصور فهو انحراف عن منهج الله القويم وهؤلاء كمن يدعوا الى الجاهليه والطاغوت وقد امروا ان يكفروا به وبذلك قللوا من احترام الناس للاحزاب الاسلامية العاملة للاسلام مما جعلها عقبة كبيرة في طريق قيام دولة اسلاميه فكيف تقوم دولة الاسلام من رحم الديمقراطيه فهي كفر ونظام وضعي وعقبه كبرى امام المسلمين وليست من العوامل المساعده لاقامة دولة الاسلام فالديمقراطيه ليست العمليه الانتخابيه وانما هي النظام الغربي الذي يحكم اوروبا وامريكا وما نتج عنه معلوم للجميع فالمناداة بالدولة المدنيه الديمقراطيه هو هراء وسخف وهو انفصام وعدم وعي في الدين و السياسه وهذا لا يستقيم مع سنة رسول الله وما قام به صلى الله عليه وسلم في بناء دولته

يتبع :

مخالفة مفهوم الدولة المدنيه للاسلام :

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Feb 23 2012, 11:39 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الثالثه والثلاثون
ما هي الدوله المدنيه
وهل هي علمانيه بلحى ؟
الدولة المدنية: هي مفهوم غريب تضليلي مترجم ومعرب من الثقافة الغربية الحديثة ويقصد به الدولة التي تستقل بشئونها عن هيمنة وتدخل الكنيسة، فالدولة المدنية هي التي تضع قوانينها حسب المصالح، ومعناه عندهم استقلالها عن الدين وهو ما يعني أن الدولة المدنية هي الدولة العلمانية أي دولة قائمه على فصل الدين عن الحياة فالمناداة والترويج لها حرام شرعا لانها دعوة لتطبيق العلمانيه واحكام الكفر فالدولة المدنية تنكر حق الله في التشريع، وتجعله حقاً مختصاً بالناس، وهذا بخلاف الدولة الإسلامية، بل إن هذا يخرجها عن كونها إسلامية، ويُسمّى هذا النوع من الحكم في الإسلام بحكم الطاغوت. وكل حكم سوى حكم الله هو طاغوت كما بينت الايات الكريمات.
ان المطلب الاول والاخير يجب ان يكون بتطبيق الاسلام كاملا دون تاخير ولا تسويف ولا لف ولا دوران وهو المعركة الحقيقية، بين الإسلام والكفر، بين التبعية للغرب وبين الانعتاق منها والإخلاص للإسلام وأهله، فهو انعتاق من العبودية لأمريكا وأزلامها الى العبودية لله وتحكيم شرعه، إنها المعركة بين الاستعمار وبين المسلمين الثائرين على بقايا الطغيان ومخلفات الاستعمار، إنها المعركة بين شباب الأمة وبين بلطجية الأنظمة العميلة الخائنة.والذين نجحوا في الهدم السريعه لرؤؤس الانظمه الحاكمه
ان أية ثورة يقترن معناها دائماً بمفاهيم التغيير خاصه بعد ان هوى راس النظام ، لكن التغيير المقصود فيها ليس مجرد التغيير أياً كان شكله أو صفته، او تغيير شخص او عائله حاكمه بل المقصود به أن يكون تغييراً شاملاً وجذرياً يتعلق بالشكل والمضمون في النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدستورية، ويجب ان يتناول التغيير الأشخاص من النظام السابق فهم الجزء الأهم من النظام وهم حراس الدستور والقوانين والعلاقات الداخلية والخارجية للدولة، ولا يستثني شيئاً فيها.
فتغير الأشخاص وبقاء النظام لا يُعتبر بناءا لدوله وابقاء الدستور السابق وتغيير بعض القوانين فيه فكذلك لا يُعتبر بناء دوله وإنما يُعتبر ترقيعاً دستورياً، وأما أن يُحاكم بعض الفاسدين ويبقى رؤوس الفساد أحراراً طلقاء، فهذا تكريس لما سبق. فالثورة المثالية هي التي تهدم وتبني الدوله الجديده بطريق سلمي وبمساعدة العسكر وبوجود الراي العام النابع عن الوعي العام على افكار اساسيا صحيحه موافقه لفطرة الانسان ولا يوجد غير مبدا الاسلام
وأحيانا تنجح الثورة في معركة الهدم، فتهدُّ النظام القائم هدًّا، لكنها تفشل في معركة البناء، ويقطف ثمارها آخرون من فلول النظام القديم، أو من المتسللين تحت غبار المعركة كما حصل مع عبد الناصر عندما قفز الى الحكم مستخدما الإخوان المسلمين جسرا ومطيه وأعلن دولة علمانيه او تكرار ما حصل مع احمد بن بلا عندما اقتنص الثورة الجزائرية وأعلن حكما علمانيا وهذا أسوأ ما يصيب الثورات حيث يصادر ثمارها متسلقون في جنح الظلام،
ان على المسلمين المخلصين من دعاة الاسلام توضح مفاهيم الاسلام في بناء الدولة الاسلاميه الحديثه وتصحيح الرؤية عند الناس ومحاربه افكار الكفر الدخيلة وعدم خَلطِ المفاهيم والمُصْطلحات فالاسلام ذو دعوه صافيه نقيه والتركيز على فكره الخلافه وتضخيمها حتى لا تتعامى عنها وسائل الاعلام وتوجيه المسلمين للعمل السياسي لانه فرض من فروض الاسلام كفرض الصلاة فمن لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم فلا مجال للدولة ا لقطريه العلماني او المدنيه العلمانيه فامة الاسلام واحدة يجب ان تتجسد بدولة اسلاميه واحده لا شرقيه ولا غربيه ويجب توضيح ذلك لقادة الجيوش الاسلاميه ليتحملوا مسؤولياتهم لنوال رضوان الله ثم ارضاء الناس
فالحل الصحيح الذي يرضب الله ويرضي عباد الله هو الخلافه والاسلام السياسي وطريق اقامتها معروف فلا يجوز ابعاد الاسلام عن أي حل وان طريق وحدة المسلمين هو وحدتها بدولة اسلاميه واحدة فلا يقتصر على بلد من البلدان وبناء دولة الاسلام على انقاضها لتمكين الاسلام السياسي من ادارة دفه الحكم وليعلم الجميع ان من يسود في النهايه هي النظره السياسيه المبنيه على العقيده الصحيحه والمنيه على المبدا كما في الاسلام
ان قبضه الانظمة الحاكمة بدات ترتخي تحت قوة المنتفضين وبات مرحله انهاء التبعية للغرب للانعتاق والخلاص من العبودية لأمريكا وأزلامها والتحول لتحكيم شرع الله لجعل إقامة حكم الله في الأرض بإقامة الخلافة الإسلامية القضية المركزية والمصيرية لامة وللمنتفضين بأن تجعل هذا الهدف أولى اولوياتها والذي يستحق التضحية والموت من أجله، فلا حياة كريمة للأمة من دون الإسلام ولا إسلام من دون دولة ولا دولة بدون تضحية، والأمر بات قاب قوسين أو أدنى او اقرب من لمح البصر حيث تقوم باذن الله قريبا دوله الاسلام الحديثه والمتقدمه في مختلف المجالات فالواجب على المسلمين اليوم هو العمل مع العاملين للخلافه والتي ستكون دولة عدل لجميع من يسكنها من مسلمين وغير مسلمين والذين عاشوا معا مسلمون ومسيحيين ويهود وغيرهم في مصر والشام وجنوب السودان والعراق وجنوب شرق اسيا تحث رايه الاسلام ثلاث عشر قرنا وستجد الأقليات غير المسلمه الرعايه الحقه التي فرضها الله سبحانه وتعالى نسال الله ان يكون ذلك قريبا فالحل هو دولة الاسلام دوله الخلافه ولا مكان للدوله المدنيه في ارض الاسلام

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Feb 26 2012, 09:51 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الرابعه والثلاثون

وجوب تحكيم شرع الله
إن تطبيق الشريعة الإسلامية لا يعد نفلاً ولا تطوعاً ولا محض اختيار, بل يعد واجباً شرعياً وتكليفاً حتمياً وقضية ملحة تستوجب االالتزام الفوري بالتنفيذ
يقول الله تعالى : {فإنْ تنازعتُم في شيءٍ فرُدّوه إلى اللهِ والرسولِ إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً} [النساء/59].
يفهم من هذه الايه وجوب رد كل امر إلى الكتابِ والسنة، فكل نزاع يجب أن يحكَّم فيه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لحلِّه، ومن لم يفعل ذلك فليس بمؤمن وإن صام وصلَّى، وحج وطاف بالبيت ولبَّى، فإن الله قال: {إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر}. وقد نفى الله سبحانه وتعالى الإيمان عمن لم يُحَكِّموا النبي صلى الله عليه وسلم، فيما شجر بينهم، نفيا مؤكَّداً بتكرار أداة النفي وبالقسم، قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء/65]. ولم يكتف تعالى وتقدس منهم بمجرد التحكيم للرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يضيفوا إلى ذلك عدم وجود شيء من الحرج في نفوسهم، بقوله جل شأنه: {ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ}. والحرج: الضيق. بل لا بدّ من اتساع صدورهم لذلك وسلامتها من القلق والاضطراب، ولم يكتف تعالى أيضا هنا بهذين الأمرين، حتى يضموا إليهما التسليم: وهو كمال الانقياد لحكمه صلى الله عليه وسلم، ويسلموا ذلك إلى الحكم الحق أتمّ تسليم، ويقولون حقا وعدلا فلا بدّ من التسليم المطلق"
والتحاكم إلى غير شريعة الله تحاكم إلى الطاغوت، وهذا صنيع المنافقين، لا يكون إلا منهم، فالذي يتحاكم إلى غير الشريعة منافق، فكيف بمن ينادي إلى إلغائها!! لا ريب أنه رأس في النفاق.
قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا} [النساء/60-63]
وقال: {وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور/47-51].
ويقول تعالى {أَفَحُكمَ الجاهليةِ يَبْغونَ ومَنْ أحسنُ مِن اللهِ حُكمًا لِقومٍ يُوقِنون}[ وقوله: {وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} يقول ابن كثير رحمه الله في تأويله لهذه الآية: "ينكر اللهُ على من خرج من حكم الله المُحْكم المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شرّ، وعَدَلَ إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات، التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات، مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم، فهم يحيدون عن حكم الله ويقول {ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يوقِنونَ}، أي: ومن أعدل من الله في حكمه، فهو أحكمُ الحاكمين، وأرحمُ بخلقه من الوالدة بولدها، وهو العالم بكل شيء، القادر على كل شيء، العادل في كل شيء
وقد بيّن الله سبحانه وتعالى أن الحكم بغير ما أنزل الله هو حكم الجاهلين، وأن الإعراض عن حكم الله تعالى سبب لحلول عقابه، وبأسه الذي لا يرد عن القوم الظالمين، يقول سبحانه: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة/49، 50]
ففي هذه الايه أمر بالتحاكم إلى ما أنزل الله {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنْزَلَ اللَّهُ}.وأن لا تكون أهواء الناس ورغباتهم مانعة من الحكم به بأي حال من الأحوال وذلك في قوله: {وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} ويحذر الله من عدم تحكيم شرع الله في القليل والكثير، والصغير والكبير، بقوله سبحانه: {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ}. ويبين الله أن التولي عن حكم الله وعدم قبول شيء منه ذنب عظيم موجب للعقاب الأليم، قال تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ}.ويحذر من الاغترار بكثرة المعرضين عن حكم الله، فإن الشكور من عباد الله قليل، يقول تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}. وكذلك وصف الحكم بغير ما أنزل الله بأنه حكم الجاهلية، يقول سبحانه: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ}.وتبين الاية كذلك المعنى العظيم بأن حكم الله أحسن الأحكام وأعدلها، يقول عز وجل: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا}. فحكم الله هو خير الأحكام وأكملها، وأتمها وأعدلها، وأن الواجب الانقياد له، مع الرضا والتسليم
{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة/44].. {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة/45].. {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة/47]..
وقصة عمر بن الخطاب رضي الله في خصومة بشر المنافق واليهودي ، حيث قال اليهودي: "تنطلق إلى محمّد"، وقال المنافق: "بل إلى كعب بن الأشرف، وهو الذي سمّاه الله الطاغوت، فأبى اليهودي أن يخاصمه إلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى المنافق ذلك تابعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى رسول الله لليهودي، فلما خرجا من عنده لزمه المنافق وقال: "انطلق بنا إلى عمر"، فأتيا عمر، فقال اليهودي: "اختصمت أنا وهذا إلى محمّد فقضى لي عليه، فلم يرضَ بقضائه، وزعم أنه مخاصم إليك"، فقال عمر للمنافق: "كذلك؟"، قال: "نعم"، قال لهما: "رويدكما حتى أخرج إليكما"، فدخل عمر البيت، وأخذ السيف، واشتمل عليه، ثم خرج فضرب به المنافق حتى برد، وقال: "هكذا أقضي بين من لم يرض بقضاء الله وقضاء رسوله وقال جبريل عليه السلام: "إن عمر فرّق بين الحق والباطل وعلى هذا فالحكم بما انزل الله هو فرض ينبغي التقيد به في كل وقت وحين وهو صالح لكل مكان وزمان

هذا من ناحية وجوب التطبيق من الادلة الشرعيه
فهل يحتم علينا الواقع ضرورة التطبيق ؟

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Feb 28 2012, 11:58 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟،
الحلقه الخامسه والثلاثون
الواقع يحتم ضرورة التغيير
ان امة الاسلام امه عريقه كانت لها اعظم دوله فهل من كانت دوله الاسلام دولته لا يسعى لاعادتها واعادة عزته معها
كانت امه الاسلام امة متقدمه في جميع الميادين فهل من كانت دولته متقدمه لا يحاول اعادتها ؟
كانت دوله الاسلام هي الدوله المنتصره في ماغلب حروبها فهل من كانت دولته منتصره لا يعمل لاعادتها
كانت جيش المسلمين هو الجيش الذي لا يقهر فهل من كان جيشه لا يهزم لا يعيد تشكيله
ولا زالت امة الاسلام خير امه اخرجت للناس الا تستحق خير الامم ان تتصدر العالم وتحكمه ؟
كانت امة الاسلام من اغنى الامم فهل من كانت دولته غنيه لا يعيدها للوجود
كانت امة الاسلام لا تنعب ثروتها فهل من تنهب ثروته لا يعمل لاستردادها
كانت امه الاسلام تغزوا فهل من كانت دولته منتصره لا يسعى لاعادتها
كانت امة الاسلام منتصره فهل من كانت امته منتصره لا يرفه الغزو عنها
الامه كان لها تاريخ عريق فهل نسكت على هذا التاريخ المزري في وقتنا الحالي
كانت امه الاسلام تنتقم ممن يعتدي عليها الا يستحق من قتل وظلم بالانتصار له ممن ظلموه ؟
هذا بعض ما تعانيه امه الاسلام فواقعها يحتم عليها التغيير
فالتغيير في الواقع البشري سنَّة من سنن الله في الحياة الدنيا . ومن يطالع التاريخ البشري لا تغيب عنه هذه السنَّة الربَّانيَّة ، فسنن الله في الحياة الدنيا تمضي على حكمة له بالغة ، فالتغيير في الواقع البشري عبر التاريخ يمضي على حكمة لله بالغة ، وينتهي على حكمة لله بالغة وقضاء نافذ وقدر غالب . وتنتهي البشرية كلها من خلال عمليات التغيير في الحياة إلى جنة أو نار.

إن الواقع الذي نعيشه اليوم من أسوأ ما مر بهذه الأمة في تاريخها الطويل، فهو واقع يدفع المؤمنين إلى العمل للتغيير، ويحث المخلصين على النهوض، ويدفع بالشباب إلى التضحية، وكيف لا، وهذه الأمة محطمة الكيان، مبعثرة القوى، مفرقة الأقطار، مسلوبة الإرادة، بأس حكامها بينهم شديد، تحسبهم جميعا، وقلوبهم شتى، إذا اجتمعوا على أمر، اجتمعوا على الخيانة، وإذا افترقوا سلكوا سبيل الغي، ملعونين أينما ثقفوا، ولا يتقون الله حيثما وجدوا، ولا يحل أن يظلوا في الحكم يوما واحدا، لذلك فالعمل للتغيير يحتمه الواقع بعد الشرع الاسلامي

ومما زاد في تخلفنا عن الأمم هو الاحتلال الصليبي الراسمالي الكافر لبلادنا ومحاولة صرف المسلمين عن دينهم وسخهم عنه على أيدي الكفار وأيدي أبناء المسلمين أنفسهم. فبدل أن يكون الصراع مع الكفار غدا هذا الصراع بين المسلمين أنفسهم
فواقع التناحر تحتم على الامه العمل لوحدتها والعمل الجاد باقصى سرعه لبناء دوله الخلافه الراشده
فكيف السبيل ؟
لقد تعالت الأصوات للتغيير من فئات عدة مخلصة واعية على ما يجري حولها وأخرى مخلصة ساذجة تعمل بعواطفها غير واعية، وثالثة مغرضة تهدم وتخرب وتعارض ورابعه فئة الحكام وأعوانهم التي تتلقى التعليمات من السفارات الأجنبية وأجهزة المخابرات المرتبطة والتي تريد إسلاما "معتدلاً" يتماشى مع الأنظمة الغربية لمنع صدام الحضارات كما يدعون. فنشأ اختلافاً بين هذه الفئات لعملية التغيير التي أصبحت مطلباً للجميع.

وهنا تطرح عدة أسئلة:
- ما هو المقصود بالتغيير فعلاً؟
- ما هو الهدف من التغيير؟
- هل التغيير سيكون حلاً جذرياً لكل مشاكلنا ويكون شاملاً؟
- هل نحن على استعداد للتغيير؟
- هل التغيير يجب أن يكون ذاتياً وغير مرتبط بجهة خارجية؟؟؟

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Mar 4 2012, 06:45 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه السادسه والثلاثون

ما هو المقصود بالتغيير؟

إن الأمة الإسلامية أمة متميزة عن باقي الأمم فهي صاحبة رسالة إلهية خالدة شاملة لكل نواحي الحياة فكل حياة الإنسان يجب أن تكون مرتبطة ربطاً وثيقاً من (لا إله إلا الله - محمد رسول الله) وتحكيمها من اعلى الهرم حتى إماطة الأذى عن الطريق مع مراعاة الحلال والحرام مقياساً ورضى الله سبحانه وتعالى غاية ودافعاً حيث أن المسلم لا يستطيع أن يتغافل عن مصيره المحتوم إما إلى الجنة وإما إلى النار: قال تعالىsad.gif فمن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى).هذا ما يجب أن يكون واضحاً لكل مسلم يعمل للتغير فإذا وجدت هذه الشخصية الإسلامية فإنها ستسعى للخير والصلاح مستمدة العون من الله وهذا ما سار عليه سادتنا رضي الله عنهم في سابق عهدهم.
إن حركة التغيير يجب أن يكون لها متطلبات فكرية ومفاهيم عملية قابلة للتطبيق حتى لا تبقى عملية التغيير نظرية بحته في الاذهان او في بطون الكتب.
والتغيير هو إحلال معتقدات لأنظمة ومفاهيم جديدة مكان المعتقدات والأنظمة والمفاهيم السابقة. إذا هو عمل لتغيير أفكار المجتمع كاملة ويتبعه تغيير أنظمة الحكم لذلك فهو عمل سياسي مرتبط بأحكام شرعية بالنسبة لنا كمسلمين والاشتغال بالسياسة هو فرض من فروض الإسلام يرتبط بكل مناحي الحياة لأن السياسة هي رعاية شؤون الأمة كاملة فلا يوجد في الإسلام "دكاكين" سياسية وأخرى فكرية فواقع الحال يتطلب التغيير وفق أحكام الإسلام لذلك من الطبيعي أن يكون قادة التغيير ابتدا هم العلماء والفقهاء في الشريعة. لذلك يجب التمييز بين التغيير في الإسلام وغيره فالتغيير حسب وجه النظر الغربية الرأسمالية يختلف اختلافا كليا ويتبعه في ذلك العمل السياسي وتعريف السياسة وارتباطه بشريعة الغاب عند الرأسماليين...
والتغيير يتطلب تضافر الجهود والتعاون والنصح لكل فئات المجتمع التي نلتقي معها في الأسس ولا يوجد اختلاف إلا في الفروع وهذا يتطلب عدم الالتفات للخلافات مع أي جماعة تريد التغيير إلا فيما حدده الشرع من اختلاف حتى لا تضيع الجهود و تضييع الاوقات في الردود وردود الردود و يجب حصر نقاط الخلاف وإرجاعها لأصلها الشرعي والتطلع لمصلحة الأمة وليس للحزبية الضيقة للوصول إلى الهدف وهو إقامة دولة الإسلام لجميع المسلمين وتغيير هذا الواقع السيئ
هذا بالنسبة للفئات و الجماعات التي تجمعنا معها الأسس والثوابت أما الأحزاب العلمانية حيث غالبا تكون مرتبطة وغير واضحة الطريق والغباش في رؤيتها وتغلب المصلحة على أعمالها وأهدافها فلا يمكن الحديث معها إلا بإرجاعها إلى الأسس العقديه المشتركه بيننا و بينها لأن الاختلاف معها جوهري في الأسس و الثوابت .
ولا يمكن الحديث عن التغيير بمعزل عن القوى المؤثرة (المهيمنة على المجتمع) ودون التعرض لها وهي اللاعب الحقيقي الفعال للسياسات المتبعة في العالم الإسلامي فلا بد من كشف مخططاتها وفضحها وعدم التعامل معها لأنها ترتبط مع الفئة الحاكمة ارتباطا عضويا ، ولا يقال أننا نتعامل ونتعاون معها ونستفيد منها فالسياسة فن الممكن لا يقال ذلك لأنه مخالف للشرع ومدعاة للوقوع في حبائل الدول والأنظمة العميلة وخدمتها وهو كذلك بداية للتنازل والرضوخ تحت ضغط الواقع ، وفي ذلك ركون إلى الدول الكافرة و تشبث بدول آيلة للسقوط الحتمي قال تعالى " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار......."
وكذلك لا يجوز طرح العملية ألتغييريه أو جزءا منها كحل آني مؤقت بل لا بد أن يكون التغيير حلا دائما شاملا وكاملا لأنه حل إسلامي واضح المعالم ولا يصح أن يكون أفكارا غير إسلاميه أو خليط معتدل حسب مفهوم الاعتدال عند الغربيين مثل الجامعة العربية أو الجامعة الإسلامية أو أي طروحات علمانيه أخرى وعملية التغيير تتطلب عدم الاعتراف بالقوانين الوضعية السائدة وعدم اعتراف بالدول القائمة لأن الاعتراف بها وبقوانينها يوقع أصحاب التغيير في معادله معينه لها حدود لا تتخطاها وبعدها لا يمكن لعملية التغيير أن تتم ناهيك عن إطالتها لعمر هذه الأنظمة
والأصل التغيير وفق ما حدد الشرع من أحكام فقد قال تعالى" إن الله لا يغير في قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...." فالتغيير يشمل ما في النفس وما يحيط بالنفس
وقد فسرت هذه الآية من قبل بعض الناس ومعهم الحكام في غير موضعها فقد احتج بها كثيرون من علماء وحكام جور في حديثهم عن الإصلاح تضليلا للعوام من الناس وإبعادا للجادين في التغيير عن جادة الصواب حيث يقولون بعدم استجابة الفئة الحاكمة لمطالب التغيير لإبقاء الأمور على حالها السيئ بانتظار أن يغير كل الناس ما بأنفسهم
والأخطر من ذلك أن يستدل بالآية على أن العيب فينا وليس بالحكام وأن التغيير يجب أن يكون بأنفسنا أولا ، هذا ما تسربه الفئات المأجورة والأحزاب التي تدور بفلك الحكام وكأن الناس لا يشاهدون ولا يحسون ولا يحاطون بكل أنواع الفساد من كل جانب

وهنا تطرح عدة أسئلة:
-- ما هو الهدف من التغيير؟
- هل التغيير سيكون حلاً جذرياً لكل مشاكلنا ويكون شاملاً؟
- هل نحن على استعداد للتغيير؟
- هل التغيير يجب أن يكون ذاتياً وغير مرتبط بجهة خارجية؟؟؟

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Mar 13 2012, 07:09 AM

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه السابعه والثلاثون
والتغيير يجب أن يكون على كل الأصعدة وبجميع المستويات في القاعدة والبدء بأعلى الهرم وما يحيط به لأن أعلى الهرم يتحكم بباقي الأطراف لعموم الآية " قال تعالى" إن الله لا يغير في قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...." فالتغيير يشمل ما في النفس وما يحيط بالنفس من نظام وحاكم ومحكوم

وكمثال نقول إذا أردنا أن نقضي على مرض الطاعون فيجب علينا إن نعالج هذا المريض بالدواء وبتغيير افكار الناس تجاه المرض ونعالج ما حول المريض بحجر صحي حتى يتم تغيير حاله المريض للتشافي
ولكن ليس شرطا أن يدخل في التغيير كل الناس وأن يغيروا ما بأنفسهم جميعا مع أن الطلب جازم ليتلبسوا بالعمل حيث ان الواقع الموجود وواقع الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتلبس به الجميع لا في مكة ولا في المدينة ويكفي بأن يكون الرأي العام مع العملية ألتغييريه فقط.
وقد فهم من الآية من قبل بعض الفئات أن التغيير بحاجه إلى قوه واختلف في مفهوم القوه هل تتعدى ما في النفس والكفاح المسلح او يتعداه إلى الصراع الدموي فالذي يغلب على ظننا أن الآية الكريمة لا تتعدى الكفاح السياسي والصراع الفكري بالإضافة إلى فعل الرسول صلى الله عليه وسلم فهو القدوة في العملية ألتغييريه حيث اقتصر على الصراع الفكري و الكفاح السياسي في دعوته
صحيح أن مرحلة القفز على الحكم قد تتطلب إراقة الدماء ولكنها ليست طريقه للتغيير وقد كان وصول الرسول صلى الله عليه وسلم للحكم في المدينة دون إراقة الدماء إكراما له بذلك ولكن لا يمنع أن تراق الدماء لحظة استلام الحكم وقد طلبت الايه الكريمه بمقاتله الكفار لحظه استلام الحكم فقال تعالى " إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ (65) ثم تم التخفيف بعدها اي بعد اقامة الدوله وطلب القتال بشخص مقابل شخصين من الكفار قال تعالى "الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن تكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين "
وقد تعددت حركات التغيير وانقسمت الى اربعه اقسام رئيسيه:
1- حركات اقتصر عملها في التغيير على اصلاح ما في النفس وحصر مشكله المسلمين بامراض النفس
2- حركات استخدمت القوه الماديه للتغيير مثل ماحصل في الجزائر ومصر وليبيا واستعانت بالكفار
3 –حركات اصلاحيه دخلت مع الانظمه وشاركتها الحكم مثل ماحصل فالاردن وتركيا والسودان وفلسطين
4- حركات سياسيه استخدمت الصراع الفكري والكفاح السياسي للوصول الى الحكم وهو الطريق الشرعي الموصل للتغيير
5- الحركه الجماهيريه العامه في الميادين
وسنبحث كل حاله بتفصيل اكثر

يتبع :

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Mar 15 2012, 01:26 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الثامنه والثلاثون
تابع التغيير
حركات اقتصر عملها في التغيير على اصلاح ما في النفس وحصر مشكله المسلمين بامراض النفس

لقد فشلت الجماعات التي ظنت ان المجتمع يصلح اذا صلح الفرد ولم تستطع الوصول بالفرد ولا بالمجتمع الى ما يريده الاسلام الذي يبني الشخصيه الاسلاميه القادره الواعيه التي تصل الى الاخرة بامان فالتركيز على الفرد لم يكن هم الرسول صلى الله عليه وسلم فحسب والا لبقي في مكه المكرمه يدعو حتى اخر فرد ولم يتصل باهل المدينه الذين حموه ونصروه لقيام دولة الاسلام الاولى والرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لنا في بناء المجتمع والدوله
صحيح إن الفرد في المجتمع هو العنصر الأساس في تركيبة أي مجتمع ، ولا يمكن لأي عملية تغيير لمجتمع ان يكتب لها النجاح اذا ما تجاهلت أفراد هذا المجتمع ، عامتهم وخاصتهم .ولكن المجتمع يتكون من المشاعر والافكار والانظمه والافراد فمن يريد اصلاح المجتمع يجب ان يصلح كل هذه العناصر والا لا يصلح ولا يتم التغيير
وبالنظر إلى الأفراد في المجتمع ، يمكن تقسيم المجتمع الى طائفتين : طائفة الأفراد الصالحون ، وطائفة الأفراد الفاسدون الذين يحتاجون الى إصلاح .أما الصالحون فهم الطائعون العابدون الملتزمون حلال الله المبتعدون عن حرامه . وأما الفاسدون فهم الواقعون في حدود الله وحرماته .فأصحاب دعوة إصلاح الفرد يرون ان العمل يجب ان ينصب في الطائفة الثانية ، بإصلاحهم ، حيث انه اذا ما تم اصلاح هؤلاء الأفراد سوف يتجه المجتمع في إتجاه ما يجعل الصلاح سائدا ً ومنتشرا ً في المجتمع ، إذ سوف تصبح توجهات وميول غالبية أفراد المجتع في إتجاه الصلاح .هذا هو بإختصار ما يقصده وما تعنيه هذه الدعوة وهذه الفكرة .
وبالتدقيق فيها ، فإن هذه الفكرة ثابت ٌ فشلها فكرا ً ، وثابت ٌ فشلها بشهادة الواقع المحسوس ، وثابت ٌ خطئها أيضا بمناقضتها ومخالفتها لمجموعة كبيرة من الأحكام الشرعية الثابتةلانها تبقى الانظمه واحكام الكفر مطبقه وتتعطل معظم الاحكام الشرعيه حتى يصلح كل المجتمع .
فالاصل بالتغيير ان يكون وفق ما حدده الشرع الاسلامي قال تعالى" إن الله لا يغير في قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فالتغيير يشمل ما في النفس وما يحيط بالنفس وهذا ما فعله صلى الله عليه وسلم وسعى اليه حيث اتصل بالقاده والحكام والزعماء ليفرض النظام ولم يستمر في اصلاح الافراد في مكه فطريقه اصلح الفرد يصلح المجتمع مناقضه لدين الله وسنة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلامومن العجب ان يدعي احد انه من العاملين لتغيير هذه المجتمعات ، ولا نراه في طرف الصدام والصراع ضد من يقومون بالمحافظة على هذه المجتمعات وإبقائها على ما هي عليه f كيف يستوون ؟ بل ويتعدى ذلك دعم الانظمه الفاسده التي تفسد المجتمع والفرد !
إن من لا يصطدم من الانظمه الحاكمه ولا يلقى العذاب والتعذيب من حكام هذه المجتمعات الراعون المحافظون عليها ، الذين يحتقرون دماء المسلمين ، ويحتقرون أعراض المسلمين ، ويمكنون الكفار الأنجاس من أموال المسلمين ، لا يمكن أبدا ان يكون عاملا ً لإصلاح هذا المجتمع .
والواقع يحتم خطا فكره اصلح الفرد يصلح المجتمع لان فالرجل المصاب بالطاعون ونريد علاجه يجب تغيير فكر المريض ضد المرض وخطره ونعالجه ونعمل حجر صحي حوله لان ما حوله يؤثر فيه وهكذا المجتمع ، فالأفكار السائدة في المجتمع ، والمشاعر ، والأنظمة التي تسير بحسبها العلاقات في المجتمع هي ما حول الفرد ، كلها عناصر لهذا المجتمع ، وكلها مصابة كما ان الفرد مصاب . والعمل على إصلاح الفرد بجعله طائعا عابدا ملتزما بحلال الله وحرامه ، لن يؤدي ابدا الى اصلاح المجتمع طالما بقيت الافكار والأنظمة والمشاعر السائدة مصابة .
حتى وان كان كل أفراد هذا المجتمع صالحون ، وليس غالبتهم فقط والنظام فاسد فان المجتمع يكون فاسدا وكذلك مناهج التعليم التي تبـثها هذه الأنظمة في مختلف أطوار المراحل التعليمية ، تخرج أفواجا ً أفواجا من الأفراد الذين هم بحاجة للإصلاح فع ادعائهم ان المناهج من افضل المناهج ووضعها خبراء واساتذه جامعيون ومنهم علماء شريعه .
ومن ناحية ، ان هذه المنكرات والمغـريات التي تنشرها هذه الأنظمة وتقوم بحمايتها ، تخرج أيضا ً أفواجا ً أفواجا من الأفراد الخارجين عن الصلاح المنجذبـيـن الى الفساد . بعد ان كانوا صالحين فماذا يفعل الاب الصالح مع ابنه في جو الفضائيات والرذيله اليس الاولى منع الرذيله والفضائيات الماجنه مع اصلاح الفرد بالتزامن مع ملاحظه ان الفضائيات تحرسها الانظمه الحاكمه وترخصها ؟؟
ان من يقول باصلح الفرد يصلح المجتمع لا يتمثل ولا يقتدي بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم النبي المـُـغـّـيـــِــر الذي نجح في التغيير كيف لا وان من يقول باصلح الفرد يصلح المجتمع ؛ وهو يدعو الناس ويعلمهم ان " لا سياسة " ، ويدعي زورا ً وبهتانا ً ان هذا هو السير على " خطى الرسول صلى الله عليه وسلم فهو يضلل اتباعه
ان من أتى بفكرة اصلاح الفرد يصلح المجتمع هم الرأسماليون ولم يسيروا عليها لعلمهم بخطئها ولانهم ماديون لانهم ينظرون للمجتمع على أساس انهم افراد لهم حاجات و غرائز و بحاجة الى حريات لاشباع هذه الغرائز فلم ينظروا اليه على اساس كونه خليه من جسم و هذه الفكرة كان مرادها اقرار القاعدة الاساسية للحكم الراسمالي و لكن هدفها تحسين الشكل العام معتمدة على فكرة (الديمقراطية )
وكما هو معروف ان اي مجتمع مكون من افراد و أفكار و مشاعر و أنظمة ، فمها سمونا بالاشخاص على سبيل الاصلاح لن يغيير النظام، فاصل اصلاح الافراد يجب ان يكون مراده تغيير النظام، و ليس حال الافراد فالفرد المسلم تحكمه ثلاث علاقات رئيسية مع الخالق و الغير و النفس ، و الاصلاح هنا لن يؤثر الا في عنصرين علاقة الانسان مع ربه ومع نفسه و اما الغير فهذا بحاجة الى سلطان صاحب قوة مطاع وهذا يؤدي لفصل الاسلام عن شؤون الحياة وحصرة في المساجد والعبادات الفردية
قد يؤدي اصلاح الفرد الى تكثير بعض السواد الا انه لا يحدث تغييرا ونحن نسعى الى تغليب الرأي الشرعي ونسعى للتغيير و ننقل أفكارنا للناس بهدف احداث التغيير و ليس بهدف تكثير السواد لفكرة الخلافة ، للوصول الى أصحاب القوة و كسبهم للتغيير فالاخوان المسلمون الذين تبنوا فكرة تغيير الفرد يتغير المجتمع فشلوا وتنازلو عنها لمغازله امريكا والمجلس العسكري في مصر وتحالفوا مع الاحزاب العلمانيه للوصول الى الحكم وتغيير المجتمع الذي لن يتغير بهذه الطريقه التي لها اكثر من ثمانين عاما أي منذ قام حركه الاخوان فلم تحدث تغييرا في بقعه على الارض ولم يصلح أي مجتمع حتى الان
فلا بد من برنامج سياسي لكا من يعمل للتغيير ولا يكتفي بتغيير افكار الافراد حتى يصل الى دولة الاسلام التغيير الحقيقي

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Mar 18 2012, 11:26 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه التاسعه والثلاثون
تابع موضوع التغيير
حركات استخدمت القوه الماديه للتغيير مثل ماحصل في الجزائر ومصر وليبيا واستعانت بالكفار
ان موضوع الخروج على أنظمة الكفر والعمالة والخيانة، وضرورة تغييرها واستبدالها بنظام إسلامي راشد يحكم بما أنزل الله فرض من الله تعالى ولكن الاسلوب الذي مارسه البعض بحمل السلاح في وجه الحكام كان خطاءا من وجه نظرنا لان الخروج فرض ضد خليفه المسلمين اذا اظهر الحكم البواح كما ورد في حديث المنابذه بالسيف وحكام اليوم ليسوا خلفاء ولا يحكمون بالاسلام فيجب تغييرهم والخروج عليهم بالطرق السلميه كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكه فلم يحمل السلاح لا هو ولا اصحابه مع قدرته على ذلك لاقامة دولة الاسلام والتغيير وهو قدوتنا في ذلك وهنا لا نتحدث عن اية حركه تعمل ضد الكافر المحتل لاراضي المسلمين
وقد نتج من حمل السلاح ضد الحكام في العالم الاسلامي آثار ونتائج سلبية مدمرة بسبب خروج الحركات الجهاديه بسلاحهم على الانظمه ادت الى قتل المسلمين وهم الجيش في تلك الدول فكان مثلا في مصر ان استهدف جنود مسلمين وفي الجزائر كذلك وهذا قتل للمسلم محرم شرعا وقد ترجعت الحركات الجهاديه في مصر واخذت عفوا من السلطات هناك وفاوضته
اما الأسباب التي أدت إلى فشل بعض الحركات الجهادية المعاصرة في عملية التغيير، في النقاط التالية:
1- قتل المسلمين ومخالفه الاسلام في ذلك مما ابعد الناس عنهم واعطى الفرصة للانظمة لضربهم
2- الحصول على السلاح مقابل المواقف للدول المحتضنه لهذه الحركات
3- عدم الوعي حيث تم توريط الحركات بالعمليات ضد ممتلكات الناس من قبل المخابرات في الانظمه لضربها
4- الاختلاف والانقسام في مواقف القيادات العمل الإسلامي حول مشروعية الخروج على هذه الأنظمة الكافرة العميلة وعمل بعض الحركات ضد بعضها البعض
5- وقوف كثير من المشايخ وعلماء السلاطين في صف الانظمه الحاكمه ضد الحركات الجهاديه !
6- الاختلاف والانحراف الذي يطرأ على كثير من الحركات التي سارت في طريق الجهاد والخروج على أنظمة الكفر .. فهي تبدأ كحركات جهادية تُجاهد في سبيل الله .. ثم تنتهي كحركات تطالب بالديمقراطية .. وبنظام علماني .. الحكم فيه للشعب .. والولاء فيه للوطن!! كما حصل في سوريا حيث انتهت بدخول الإخوان المسلمين وكثير من الفصائل الإسلامية .. بتحالف وطني مع أحزاب علمانيه وكذلك في الجزائر
7- تجاهل دور الناس في عملية التغيير والذي ثبت قوتهم في ميادين التحرير والعمل السلمي في اسقاط رموز الانظمه

8- قد تقع الحركات في الحرام عند الاستعانه بالكفار كما حصل في ليبيا مقابل ثروات المسلمين والتنازل عن الثوابت الاسلاميه والحكم بغير ما انزل الله

لقد ثبت ان الطرق السلميه توصل الى التغيير كما حصا في مصر ولو لم يصل الاسلام الى الحكم وثبت خطا التغيير بالوسائل الماديه
فالتغيير الاصل فيه ان يحتضنه الجيش ويسلم الحكم لمسلم مخلص او الى حزب اسلامي سياسي واع يحكم بشرع الله

يتبع :

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Mar 20 2012, 08:50 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الاربعون
تابع موضوع التغيير
حركات استخدمت انشاء الجمعيات والاعمال الخيريه للتغيير
التغيير عن طريق الجمعيات الخيريه الجمعيات

لقد قامت تكتلات أساس الجمعيات. فقامت في البلاد جمعيات محلية واقليمية تهدف الى غايات خيرية. فأقامت مدارس ومستشفيات وملاجئ، وساعدت في اعمال البر والخير. وكانت تغلب على هذه الجمعيات الصبغة الطائفية. وقد شجع الاستعمار هذه الجمعيات حتى ظهرت أعمالها الخيرية للناس. وكانت اكثرها جمعيات ثقافية او خيرية، ولم يوجد بينها جمعيات سياسية الا نادراً. وبالرغم من وضوح عدم جدوى هذه الجمعيات، الا انها ما زالت تستقطب الآلاف من ابناء المسلمين وفعالياتهم، وما زال ضررها خفياً بحيث ان الناس لم يدركوه وما زالوا متأثرين بهذه الجمعيات، ويعتبرون ما تقوم به من اعمال هي اعمال خير ولبنة في بناء المجتمع، وخصوصاً الجمعيات الثقافية او الخيرية. ومن طريف ما حصل في هذا المجال، إتساع هذه الدائرة بحيث شملت كل ضيعة تقريباً، بل إن بعض الضيع والقرى زاد فيها عدد الجمعيات عن واحدة. وقد وصل الحال ان يكون لكل عائلة او عشيرة في القرية الواحدة جمعية خيرية، ناهيك عن الجمعيات التي تحمل أسماء عقائدية كجمعية المحافظة على القرآن، وجمعية تحفيظ القرآن الكريم وتدريسه، وجمعية البر والاحسان، وجمعية الاخوان المسلمين، وجمعية الأخت المسلمة. حتى بلغ عدد الجمعيات الخيرية الإسلامية في لبنان مثلاً ألفاً ومائتين وعشرين جمعية خيرية إسلامية وعلى رأسها جمعية المقاصد الإسلامية وجمعية دار الايتام الإسلامية، وغيرها. وكلها تقوم باعمال خيرية فعلاً. وكثير منها يقوم باعمال خيرية جزئياً ويحصل على مكاسب وأرباح مما يجني من مساعدات تأتي لهذه الجمعيات، حتى أصبحت في كثير من الأحيان وسيلة للكسب والثراء. وقد تأثر بهذا الاسلوب كثير من الأحزاب والتكتلات حتى جعلت فرعاً منها يقوم بأعمال الخير كفتح مستوصفات او مدارس او مستشفيات او غير ذلك. هذا هو واقع الجمعيات.

وعند النظر بعمف لنتائج اعمال هذه الجمعيات لمعرفة ما اذا كانت قد قدمت للأمة شيئاً يساعد على التغيير والنهضة.
بالمجتمع وايجاد النهضة عند الأمة. فان الناظر الى هذا الجانب من عملها لا يجد أنها قدمت شيئاً في هذا السبيل مطلقاً.
بل ان وجودها كان ضرر محض للمجتمع اذا استثنينا بعض المنافع لبعض الافراد والتي لا تعد عند بحث ضررها الكبير حيث ان الضرر لا يدركه الا المدقق في واقع هذه الجمعيات
ان موضوع البحث هنا هو النهضة لهذه الأمة الإسلامية. حيث ان الحالة التي وصلت اليها من التخلف والتجزئة، والانحطاط الفكري، تحتّم على ابناء هذه الأمة – خصوصاً من عنده شيء من الوعي او الاخلاص – تحتّم عليه ان يبحث عن ويتحسس عوامل النهضة والإرتقاء بهذه الأمة الى المكانة السامية اللائقة بها. وأن الأمة برمّتها بحكم وجود بعض الافكار والمفاهيم الإسلامية فيها، وبحكم تطبيقها لبعض أحكام الاسلام حتى الآن، وبحكم صفاء عقيدتها، وبحكم إيمانها المطلق بأنها كانت في مقدمة الأمم قروناً عديدة، وبحكم إيمانها بوجوب عودتها الى الله، وعودة سيادتها للأمم الأخرى، وإيمانها المطلق بوجوب الجهاد، كل هذا جعل مشاعرها مشاعر إسلامية عارمة، وعواطفها عواطف إسلامية، وجعل أحاسيس النهضة موجودة دائماً فيها. ولما كان هناك العديد من النصوص والاعمال التي ركّزت الروح الجماعية في الأمة، لذا فقد وجد في الأمة الميل الطبيعي للتكتل. هذا هو واقع الأمة. أمة فيها بعض الافكار والمفاهيم الإسلامية، والمشاعر فيها مشاعر إسلامية، والروح الجماعية مركزة فيها، وأحاسيس النهضة يحركها هذا الواقع الفاسد الذي تعاني منه. فأمة هذا حالها، لو تركت وشأنها لتحولت هذه الأحاسيس والمشاعر الى فكر. وهذا أمر طبيعي او منطقي. ولكان هذا الفكر قد أنتج عملا ينهض الأمة، ويرشدها الى كيفية النهوض. ولكن وجود الجمعيات هذه حال دون ذلك. إذ أوجد عند الأمة متنفّساً لعاطفتها المتأججة، وإستنـزافاً لما فيها من طاقة للعمل، وقياماً بواجب تراه فرضاً عليها، واستجابة لقوله تعالى ﴿وتعاونوا على البرّ والتقوى ﴾.

فيرى عضو الجمعية أنه بنى مدرسة او أنشأ مستشفى، او ساهم في عمل من أعمال الخير، فيشعر بالراحة والطمأنينة، ويقنع بهذا العمل ظناً منه أنه قام بما أوجبه الله تعالى على هذه الأمة. وتراه يقول لو أن كل واحد منا ساهم بما يقدر عليه من عمل من اعمال الخير والبر، لأنقذنا الأمة مما هي فيه، او على الأقل لخفّفنا من الآلام التي تعاني منها أمتنا ؟!!!والملاحظ ان خدمتها اقتصرت على الفرد وحلت بعض مشاكله ولم تحل قضايا المجتمع على الاطلاق

فلو لم تكن هذه الجمعيات موجودةً، ولم يجد هؤلاء الأشخاص متنفّساً يخفف من الضغط الحاصل على نفسياتهم من إحساسهم بوجوب العمل لاستمروا في البحث عن حل مشاكلهم وعن سبب وجودها حتى يوجد التكتل الصحيح الذي ينهض بالأمة ويحدث التغيير على أساس مبدئي صحيح. وهذا أمر طبيعي. من حيث ان الواقع، ومؤثراته، ومخالفته لما في النفس من مفاهيم وأفكارإسلامية، ومناقضته وعدائه لما عند الأمة من مشاعر إسلامية، ووجود الطاقة الحيوية فيها، من البديهي أن يدفعها للبحث والتنقيب عن طريقة للخلاص. الا ان وجود الجمعيات وظهور اعمال خير لها صرف الأمة عن مواصلة البحث، وألقى في روع الكثير من أبنائها أن هذه هي طريق الخلاص.
إذن، فإدراك خطر وجود هذه الجمعيات مسألة دقيقة يتطلب عمقاً وإمعان نظر. ولا نعني أن القيام بأعمال الخير والبر أمر محرم ولا يجوز شرعاً. بل إن المسألة هي خلاف ذلك. فعمل الخير يبقى خيراً، وجزاؤه الثواب، والتعاون على عمل الخير هو تعاون على البر والتقوى. الا ان المسألة لا تبحث على هذا الصعيد. وإنما تبحث من حيث أنها طريق للنهضة والتغيير او ليست طريقاً لها؟ وهل يجوز أن تعتبر هذه الجمعيات طريقاً للنهضة، وعملا من اعمال استئناف الحياة الإسلامية؟ وهل إن وجودها معينٌ او معيقٌ للقيام بالنهضة واستئناف الحياة الإسلامية؟ هكذا يجب ان يُنظر الى المسألة. لا من حيث أن هذا العمل جائز او مندوب او فرض.

وعلى هذا فان الجمعيات او الاحزاب التي قامت على اساس جمعي لم تحدث أي تغيير في المجتمع ولم تستطع انهاض الامه الاسلاميه فالتغيير لا يصح من خلال العمل الخيري والجمعيات


يتبع : التغيير والجمعيات التي تدعو الى الفضيله والاخلاق

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Mar 22 2012, 08:34 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الحاديه والاربعون
التغيير عن طريق الجمعيات الاخلاقيه
قامت - الى جانب الجمعيات الثقافية والخيرية - جمعيات أخلاقية تعمل لإنهاض الأمة على أساس الاخلاق بالوعظ والارشاد والمحاضرات والنشرات، على اعتبار أن الخلُق أساس النهضة. وقد بذلت في هذه الجمعيات جهود وأموال، ولكنها لم تكن لها نتائج هامة. ونفّست عاطفة الأمة بهذه الأحاديث المملولة المكررة. وقد كان قيام هذه الجمعيات مبنياً على الفهم المغلوط لقوله تعالى مخاطباً الرسول ﴿وإنك لعلى خلق عظيم ﴾، ولقوله "إن الله بعثني لتمام مكارم الأخلاق"، ولقوله " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، او ما ذهب اليه الشاعر بقوله:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
لقد أوجب الشارع على الفرد أن يلتزم باحكام الشريعه الاسلاميه في كل ما يصدر عنه من قول افعل لانها نا الله سبحانه وتعالى والاخلاق هي جزء من احكام الاسلام فهو يصدُق في حديثه لانه حكم شرعي ، كما أجاز له أن يكذب في بعض الحالات، او أن يواري في حالات اخرى، وحرم عليه أن يصدق في حالات غيرها.

إذن فالصدق صفة خلقية يتصف بها الفرد أوجبها عليه الشرع. وأوجب الشرع على المتعاقدين الوفاء، إلا ان بعضهم قد يغرر وقد يخدع. فهذه صفات يتصف بها المتعاقدان، وهكذا. فالأخلاق صفة للفرد يتلبس بها حين قيامه بالاعمال او الاقوال التي يريد القيام بها. ونخلص الى القول بان الاخلاق جزء من مقومات الفرد، والتي هي العقيدة والعبادة والاخلاق والمعاملة. وصلاح الفرد بصلاح هذه المقومات الأربع، وفساده بفسادها أو فساد بعضها. فمهما سمت أخلاق الفرد، ومهما اتصف بصفات حميدة، فلا قيمة لها مطلقاً إن كانت عقيدته فاسدة. فلا يقال إن الكافر لا خلق له. إذن أن هناك من الكفار او الملحدين من يتصف بصفات حميدة مثلاً. فهو لا يكذب، ولا يخون، ولا يغدر. ومع ذلك فانه لا يعتبر فرداً صالحاً، لأن الأساس في مقوماته ان تكون مبنية على عقيدته. من هذا الفهم لواقع الأخلاق،
اما النصوص والادله التي اعتمد عليها من اراد النهوض والتغيير عن طريق الاخلاق :
فالنص الاول، وهو قوله تعالى ﴿وإنك لعلى خلق عظيم ﴾ هو خطاب من الباري عز وجلّ موجّه لرسول الله . فقد جعله الله على خلق عظيم. فجمّله بالصفات الحميدة في كل أفعاله. وبالتالي فان هذا الخطاب هو وصف لشخص الرسول وليس للمجتمع. والمراد من بحثنا هو كيف ننهض بالمجتمع ونغيره ؟ فالمسألة مسألة النهضة
وأما النصان الآخران، قوله (إن الله بعثني لتمام مكارم الأخلاق) وقوله (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). فإن المعنى المراد هو كافة أفعال الانسان، وأنه بعث لبيان كافة الاحكام الشرعية الواجب على الانسان التقيد بها. فالمسألة إذن ليست مسألة خلق او صفة، بل مسألة تكوين الشخصية الإسلامية كاملة من عقيدة وعبادة وأخلاق ومعاملة. وما زال الموضوع متعلقاً بصفات الفرد او مقوماته
ويوضح ذلك كلام السيده عائشه رضي الله عنها عندما وصفت النبي صلى الله عليه وسلم " كان خلقه القران " وهذا يعني ان احكام القران هي التي تحكم افعاله وليس فقط الاخلاق
وأما قول الشاعر، فلا مجال للإستدلال به، لأنه قول بشر شاعر، والاستدلال إنما يكون بالكتاب والسنّة فقط. هذا بالاضافة الى خطأ الشاعر فيما ذهب اليه. إذ أن الأمم بعقيدتها والافكار التي تحملها، والنظم التي تطبقها، والكيان السياسي الذي يحفظ لهذه الأمة وحدتها، ويوجد لها مكانتها وكان علييه ان يقول
إنما الأمم المبادئ ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
لذلك فان الخطأ في الفهم إنما كان مبنياً على الفهم المغلوط للمجتمع، والتصور بانه مكون من أفراد. ولذلك لا بد من معرفة مكونات المجتمع لتعرف مقوماته، ويصار الى تقويمه بناءا على هذه المقومات
وكذلك لو ان احدا علم ابناءه كل الاخلاق الحميده وفق شرع الله فانه عندما ينزل الابن الى الشارع والحاره ويشاهد الفضائيات فسرعان ما يذهب معظم عمله هباءا منثورا لانه لم يغير ما هو محيط بابناءه وهو المجتمع والنظام الذي يحافظ على الاخلاق من الفساد ويعاقب من يفسد الاخلاق ويمنع الفضائيات
وللعلم فان الاب في المجتمع الاسلامي لا يحتاج ان يقول لابنه لا تكذب او لا تخون لان المجتمع صادق في معاملاته وهو الامر الطبيعي مع ان احتمال وجود حالات شاذه قليله جدا لا توثر على الفرد ولا على المجتمع

ان فكرة إصلاح الفرد عن طريق الأخلاق، بالرغم من فشل جميع الحركات التي قامت على أساسها، ما زالت هذه الافكار تقتنع بها بعض العامة، وبانها أساس الاصلاح، وما زالت تنشأ على أساسها جمعيات متعددة تسير في نفس الطريق والاسلوب.

مع ان الحقيقة هي أن وسائل اصلاح الجماعة غير وسائل اصلاح الفرد. ولو كان الفرد جزءا في الجماعة، لأن فساد الجماعة آتٍ من فساد مشاعرها الجماعية، ومن فساد أجوائها الفكرية والروحية، وآتٍ ايضاً من وجود المفاهيم المغلوطة عند الجماعة. وبعبارة أخرى، آتٍ من فساد العرف العام المحكوم بالنظام المطبق عليها
وعلى هذا فالاصلاح عن طريق الجمعيات الاخلاقيه ثبت فشله لعدم فهم اساس التغيير والنهضه وخطا فهم مكونات المجتمع الذي نريد تغييره
فما هو المجتمع ومكوناته التي اذا غيرناها تغير المجتمع ؟

كاتب الموضوع: ابو بكر الحامدي Mar 22 2012, 10:12 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
بارك الله فيكم
لا ادري هي بقي احد يدعوا للنهضه عن طريق الاخلاق حتى الان في ظل الواقع الذي نعيش
فهل ابقى الاعلام فرصة لاب او اخ ان يربي ابناءه تربيه صحيحه
وهل ابقت الانظمه فرصه للاخلاق الحميده ونشرها
وهل ابقت انظمة النعليم زمناهجها فرصه لطالب ان يكون ذذا خلق حسن
وهل ابقى الاستعمار فرصة لاحد يصلح اخلاق الغير

واضح ان من يدعوا لهذا يهدر كثيرا من الوقت في عمل غير مجدي على مستوى المجتمع ولا يخرج الامة مما هي فيه
فكفانا ما نحن فيه
ولنتسابق لاعادة الاسلام الى انظمة الحياة ونطبقه كاملا دون تاخير فالتغيير الحقيقي يجب ان يكون وفق منهج يطبق في الحياة ولن يكون الا بالاسلام النظام الصحيح الذي يجب ان نسعى لتطبيقه فورا دون تاخير

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Mar 27 2012, 08:05 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الثانيه والاربعون
التغيير في المجتمع لا يتم الا بفهم حقيقة المجتمع
بالنظر لمكونات المجتمع نظره عميقه ، يُرى أنه يتكون من جماعة من الناس، وأفكار بين الناس ومشاعر ونظام يحكمهم هذه هي مكونات اي مجتمع. وفساد المجتمع وصلاحه متوقف على صلاح الافكار والمشاعر والنظام. حيث ان الناس هم الناس وهم حمَلة هذه الافكار وبصلاحها يصلحون وبفسادها يفسدون. أما مقومات الفرد فهي كما أسلفنا عقيدة وعبادة وأخلاق ومعاملة. وصلاح الفرد إنما يكون بصلاح مقوماته وفساده بفسادها كذلك. أما أن يُتَصوّر ان المجتمع مكون من افراد، فهذا تصور خاطئ، والسير بصلاح الفرد للوصول الى صلاح المجتمع سير خاطئ، ولا يمكن أن يحقق تلك النتيجة على الاطلاق. فهما طريقان مختلفان لا يصلان أبداً الى نفس التنيجة. وليست المسألة أن هذا الطريق أقصر أو أبعد، بل المسألة انهما طريقان مختلفان لا يؤديان الى نفس التنيجة.

فلو قمنا باصلاح الفرد صلاحاً تاماً، بحيث بلغت نسبة مَن أصلحنا نسبه كبيره من المسلمين من الذين اعتقدوا الاسلام عقيدة يقينية واضحة نيّرةوالتزموا العبادات على أكمل وجه، والفرائض والنوافل. ويزكي ماله ويصوم. ويحج ويعتمر معظمم سنيّ حياته، بالاضافة الى تلاوة القرآن التي هي خبزه اليومي وأما أخلاقه فخلقه القرآن أي أنه يتصف بكل صفة حسنة ذكرها الله سبحانه في قرآنه، وأما معاملته مع الناس فمقياسه الحلال والحرام، فلا يقدم في معاملته على محرَّم ابداً.فلو افترضنا أن غالبية المسلمين جعلناهم على مثل هذا النمط، فهل يصبح مجتمعهم مجتمعاً اسلامياً؟ مع أنه يُحكَم بأنظمة الكفر، ويسوده ويتحكم فيه أناس كفرة او فسقه فهل يكون مجتمعهم هذا مجتمعاً اسلامياً؟؟؟ هل يكون مجتمعهم مجتمعاً اسلامياً بالطبع لا .

فالمجتمع جماعة من الناس بينهم علاقات دائمة. والعلاقات الدائمة وجودها حتمي بين الناس يتوافقون على العيش على بقعة واحدة من الارض. ووجود هذه الافكار والتزامهم بها تتولد في نفوس هؤلاء الناس مشاعر واحده متجانسة مع هذ الافكار فيغضبون حين يخرج على هذه الافكار أحد، ويُسرّون حين يلتزم بما اتفقوا عليه أحد فيفرحون للزواج مثلا ويحزنون للزنا الإقامة ويفرحون للنصر وفق افكارهم ويحزنون للهزيمه فمشاعرهم واحده وافكارهم واحده ونظامهم واحد ولو كانو الف شخص يعيشون في قريه بخلاف اجتماع آلاف من البشر على ظهر سفينة فلا يكون مجتمعاً. لأنهم لا يشتركون في افكار واحدة، ومشاعرهم ليست واحدة، ولم يتفقوا على نظام واحد. بل يخضعون لنظام السفينة، ولم ينيبوا عنهم من يشرف على تنفيذ ما اتفقوا عليه لأنهم لم يتفقوا على شيء أصلاً. ونخلص الى القول أن المجتمع هو جماعة من الناس بينهم علاقات دائمة تنظمها افكار واحدة، ومشاعر واحدة، تكون على أساسها نظاما واحدا، ويناب عنهم أحدهم لتنفيذ ذلك النظام. ومن هذا يتبين ان مقومات المجتمع هي افكاره ومشاعره والنظام المنبثق عن هذه الافكار ونائب ينوب عنهم (أي حاكم) يتولى التنفيذ.فصلاح هذا المجتمع بصلاح هذه المقومات، وفساده بفساد هذه المقومات.
ان الفئة او الجماعة او التكتل او الحزب القائم على عملية التغيير لا بد وأن يكون افراده جميعهم قد أصلحت عقائدهم وعباداتهم وأخلاقهم ومعاملاتهم واصبحو شخصيات اسلاميه . ولا يقبلون في صفوفهم أي عنصر فاسد، لأنه لا يكون من جنسهم. فعملية اصلاح الفرد تكون فقط لأعضاء التكتل او الحزب. واما التكتل او الحزب فانه يسير بمجموعه في طريق اصلاح المجتمع.

إن عدم وضوح هذا واقع المجتمع ومكوناته يؤدي الى التخبط في السير. ولا تؤدي الى أي شيء يمكن ان يحقق للأمة نهضتها. ومن تصرفاتهم تدل على انهم لم يفهوا مكونات المجتمع وتاثروا بما تركّز في أذهان الكثير من المصلحين من نظريات غربيه عرفت المجتمع بانه مجموعه من الافراد وركزوا عليه وتركوا بقيت مكونات المجتمع وهذا الفهم الخاطئ ادى الى خطا في العلاج
ان فكرة أصلِح الفرد يصلح المجتمع، وفكرة إصلاح الفرد عن طريق الأخلاق والتركيز عليه واهمال المجتمع فكره خاطئه وثبت فشلها على ارض الواقع وكذلك ان وسائل اصلاح الجماعة غير وسائل اصلاح الفرد. ولو كان الفرد جزءا في الجماعة، لأن فساد الجماعة آتٍ من فساد مشاعرها الجماعية، ومن فساد أجوائها الفكرية والروحية، وآتٍ ايضاً من وجود المفاهيم المغلوطة عند الجماعة. وبعبارة أخرى، آتٍ من فساد العرف العام والنظام
ففساد مشاعرالجماعة يعني أن مشاعرها لم تصبح واحدةً، فهي لا تثور وهي تشاهد الكفر مطبّقاً عليها، ولا تهتز مشاعرها الجماعية وهي ترى أبناءها غارقين في الحرمات، او ترى النظم المطبّقة عليها كفراً صراحاً واما فساد أجوائها الفكرية فأن افكار الغرب او افكار الكفر قد سيطرت وامتزجت هذه الافكار بأفكارها الإسلامية فنادت بالديمقراطية، ونادت بالحرية، ونادت بالاشتراكية، زنادت بالدواه المدنيه وحاولت المزج بينها وبين الاسلام واصبحت مقاييس النفعية هي السائده وصار ينظر الى الحكم الشرعي من حيث ما فيه من منفعة، لا من حيث انبثاقه عن عقيدتها او حسب مطابقته للعقل.
قد يؤدي اصلاح الفرد الى تكثير بعض السواد الا انه لا يصلح المجتمع ونحن نسعى الى اصلاح المجتمع ونقل أفكارنا للناس بهدف احداث التغيير و ليس بهدف تكثير السواد وان من يقول باصلح الفرد يصلح المجتمع لا يتمثل ولا يقتدي بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم النبي المـُـغـّـيـــِــر الذي نجح في التغيير كيف لا وان من يقول باصلح الفرد يصلح المجتمع ؛ وهو يدعو الناس ويعلمهم ان " لا سياسة " ويطرح حل الدوله الديمقراطيه او الدوله المدنيه كحل للمسلمين، ويدعي زورا ً وبهتانا ً ان هذا هو السير على " خطى الرسول صلى الله عليه وسلم فهو يضلل اتباعه وللعلم فان من أتى بفكرة اصلاح الفرد يصلح المجتمع هم الرأسماليون ولم يسيروا عليها لعلمهم بخطئها ولانهم ماديون لانهم ينظرون للمجتمع على أساس انهم افراد لهم حاجات و غرائز و بحاجة الى حريات لاشباع هذه الغرائز ويعملون وينتجون ما ينفعهم ماديا ولم ينظروا اليه على اساس كونه خليه من جسم و هذه الفكرة كان مرادها اقرار القاعدة الاساسية للحكم الراسمالي و لكن هدفها تحسين الشكل العام معتمدة على فكرة الديمقراطية التي حملها بعض المسلمون وللاسف
ولهذا نقول ان اية عملية تغيير في الأمة لا يمكن ان تتم باصلاح الفرد وايضا لا يمكن لفرد ان يقوم بها بمفرده، بل لا بد من حزب او تكتل يقوم على ذلك ويكون فاهما لواقع للمجتمع واعيا مخلصا خاصه وان هذا التغيير فرضا من الله وخلاصا لامة الاسلام فما هو هذا الحزب او التكتل الصحيح وصفاته الذي يحصل على يديه نهضة الأمة.؟

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Apr 1 2012, 04:35 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الثالثه والاربعون
ان كيد ومكر الغرب الكافر للإسلام والمسلمين لا يفتر ولات يتوقف لمنع عوده الاسلام السياسي الى الحكم لالا يذيقهم ما ذاقوا في اوروبا التي حكم قسم كبير منها بالاسلام فهم يخشون ان يُسحب البساطُ من تحت أرجلهم... إذا عادت للمسلمين سيرتهم فهم يحاربون المسلمين بشتى الوسائل العلنيه والسريه ويسعون لغاية واحدة وهي إستئصال الإسلام... والقضاء عليه ويحاولون حرف المسلمين عن دينهم قال تعالى ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا فبعد ان عينوا حكاما للمسلمين عل ى مقاساتهم تواجدوا في العالم الاسلامي باسماء شتى وعلى وباشكال مختلفه وفي المؤسسات الخبيثه التابعه لهم باسماء عربيه لتمرير الثقافه الغربيه وباسماء اجنبيه لتمرير المساعدات من اجل التضليل
فتواجدهم في المؤسسات هو من أخطر أشكال ووجوه وأساليب هذه الحرب الشرسة على الإسلام والمسلمين...وما يقوم به أعداء الإسلام....اليهود والنصارى وحلفاؤهم.... من حرب خبيثة ماكرة... لا تقل خطرا وشدة عن الحرب العسكرية... بل هي أخطر وأشد فتكا منها... تتمثل في وجود أعداد كبيرة من المؤسسات الأجنبية... التي تعمل في بلاد الإسلام وبين المسلمين... والتي تتبع في إدارتها وعملها لدول الكفر... بشكل مباشر أو غير مباشر... وينفق عليها الأموال الطائلة... ويجيش لها الجيوش من السياسيين والمفكرين الكافرين الحاقدين... فهي حرب ثقافية بالدرجة الأولى... تشمل النواحي السياسية والإقتصادية والتعليمية والإجتماعية وغيرها...فهي حرب تسمم وتلوث العقول... وتهدم وتخرب المفاهيم... كيف لا... والهدف الرئيسي هو حرب الإسلام والمسلمين... وإبعاد المسلمين عن دينهم وتشكيكهم فيه ...وطرح الأسئلة عنه بشكل تشكيكي. ..ثم إن بعض هذه المؤسسات ...تعتبر أوكار تجسس ومخابرات... وهي قاعدة رصد متقدمة للكفار في بلاد المسلمين... وكثير من هذه المؤسسات لها علاقات بالتنصير... وتنشر النصرانية بين المسلمين... كذلك تعمل على إدخال أفكار الكفر كالديموقراطية والقومية والوطنية ...والترويج للإختلاط والرذيلة ...وتدعو لتحرير المرأة وأضرار الزواج المبكر... وأضرار كثرة الإنجاب.. ونشر الحريات... وإزالة الحواجز بين الجنسين.... والتعددية... وحقوق الطفل والإنسان....ولا ننسى أنها تعمل على إحباط وإجهاض كل عمل يفيد وينهض الأمة الإسلامية... حتى تبقى الأمة الإسلامية وبلاد المسلمين تبعا للكفار.
وتقوم ايضا بالتحكم في الانتخابات وتعيين القاده والرؤساء والتلاعب بالسياسه الداخليه للدول ويمكن ان تعمل وتدعم ضباطا وقاده للوصول الى الحكم والامثله كثيره ولا يكون التغيير بهذه الطريقه الا ضمن صفقات لصالح الكافر المستعمر وشخص الحاكم وبطانته وضد الامة الاسلاميه

وهذا التغيير بمساعدة الأجنبي والقوى الخارجية اسلوب خاسر يقوم على المصالح وهو خطر خدا على المسلمين وقاده التغيير وخطره يكمن في :

1- طريقة مخالفه لشرعاً اللهه
2- تحافظ الدول الأجنبية على مصالحها مع الأنظمة وتواجدها في العالم الاسلامي
3- أن الدول الأجنبية لها مطامع ومكاسب اقتصادية وسياسية .
4- أن الدول الأجنبية لا يتحرك إلا بضمانات ومساومات.
5- قد يؤدي ذلك إلى السيطرة التامة على البلاد.


وعلى هذا فان التغيير عن طريق المساعدات الاجنبيه لا يجوز شرعا ومخالف لواقع الدول والانظمه وطبيعه المخلصين وهو طريق محفوف بالمخاطر من جهه الواقه ويكفينا ما يحصل من التدخلات الاجنبيه في ليبيا حيث دعمت فرنسا الثةوار ضد القذافي وسيطرت على مقدرات ليبيا وقدمت لهم على طبق
إن الأمة لن تتغير ولن تتبدل إلا إذا تغيرت مفاهيم الناس وعقلياتهم لما يوافق شرع الله "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا".. اي بالطريق التغييري الذي خطه وسار عليه النبي صلى الله عليه وسلم
هكذا يكون التغيير وهذه مقتضيات وهكذا يسار به في حمل دعوة الإسلام وهكذا يتجلى الالتزام بشرع الله الحنيف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم التنازل عن شيء مهما كان ضغط الواقع.
إن هذا التغير وبهذه الطريقة يكون بإذن الله معركة رابحة في آخر أيام هذه الأنظمة وفي خندقهم الأخير وان النصر لآت وان النصر مع الصبر "ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله"...

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Apr 3 2012, 07:20 PM


ماذاالسلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
يعني تطبيق الشريعه ؟
لحلقه الرابعه والاربعون
اساليب التغيير
أما أساليب التغيير فتتمثل بما يلي:
1- التغيير عن طريق الانقلابات وحدها وهو أسلوب محفوف بالمخاطر لأنه سيأتي بأنظمة دكتاتورية كما كان سابقها.
2- التغيير عن طريق صناديق الاقتراع وفي هذه الحالة والوضع الذي نعيش لا يؤدي المطلوب فالتلاعب بالانتخابات أو إلغائها هو المسيطر عليها.
3- التغيير عن طريق الكفاح السياسي والصراع الفكري وهو أسلوب ناجح حيث يقوم الحاكم بتسليم الحكم والتنازل عنه للأمة وهو أسلوب يستطيع العمل به كل فئات المجتمع. وإن عدم امتلاك القوة المادية لا يعني الضعف بأي حال من الأحوال وهو أسلوب يربك الأنظمة.
4- التغيير بالكفاح السياسي والصراع الفكري والانقلابات معاً وهو الأسلوب الأنجح في وقتنا الحالي وبه يسترد حق الأمة وما اغتصب منها.
5- التغيير عن طريق الثورات السلميه و الكفاح السياسي واحتضانها من قبل العسكر وهو اسلوب ناجح وموصل
وأساليب التغيير لا بد لها من معرفة مواطن القوة في المجتمع وفي الأفراد والجماعات والأحزاب السياسية ورؤساء العشائر والعائلات الكبيرة والمؤسسات وقوى العسكر وكلها يجب الاتصال بها وتجنيدها لفكرة التغيير الصحيحة والأفراد الأقوياء هم الهدف الأول للعمل للتغيير والجماعات تملك قدرة أسرع وأقوى للتغيير وهذا يتطلب العمل على زيادة الأفراد للانضمام للعمل الجماعي وتحفيز الآخرين على العمل والمساندة وإشاعة روح الامتعاض ضد السلطة الحاكمة ولتركيز هذه القوى للضغط على النظام وإصابته بالشلل وعدم الفاعلية.
وللوصول إلى هذه القوى يجب تكثيف الخطابات والبيانات والتصريحات وتبني مصالحها ورفع شعارات وتقديم عرائض وملصقات وكتيبات واستخدام جميع الوسائل لذلك من انترنت ووسائل اتصال وصحف وعقد مؤتمرات وندات ومظاهرات وغيرها منظمه تحمل شعارات التغيير الحقيقيه المخاطبه للعقول والمثيره للعواطف وهي التي تهابها الانظمه التي قد تفتح أبواباً للتفاوض أو ما يسمى بالحوار الوطني خاصة في ظل الضغط الدولي وما يسمى بقانون حقوق الإنسان وهذا من شانه ان يوقع دعاة التغيير في شرك الأنظمة، كما ويؤدي إلى اعتراف بشرعيتها ويؤدي كذلك إعطاء الأنظمة فرصة لالتقاط أنفاسها وترتيب صفوفها كما وأنها مدعاة لكشف مريدي التغيير وتعرضهم للخطر..وهذا ماحصل مع الحركات الاصلاحيه.
ويجب الحذر من الاستعانه بالاجنبي واخذ المعونه معه ولا استشارته لانه الداعم الحقيقي للحكام والمعارض للتغيير الحقيقي ويجب الحذر من الاستعانه بالاجنبي واخذ المعونه معه ولا استشارته لانه الداعم الحقيقي للحكام والمعارض للتغيير الحقيقي الذي تنشده الحركات المخلصه التي تتمتع بالصفات الشرعيه التي تؤهلها للتغيير وفق شرع الله وسنة نبيه
فما هي الصفات الشرعيه للحزب او الكتله المبرئه للذمه ؟





كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Apr 8 2012, 07:02 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
الحلقه الخامسه والاربعون
التغيير لا يتم الا بجماعه سياسيه مخلصه
قلنا في الحلقة السابقه ان اية عملية تغيير في الأمة لا يمكن ان تتم باصلاح الفرد وحده وايضا لا يمكن لفرد ان يقوم بها بمفرده، بل لا بد من حزب او تكتل يقوم على ذلك ويكون فاهما لواقع للمجتمع واعيا مخلصا خاصه وان هذا التغيير فرضا من الله وخلاصا لامة الاسلام فما هو هذا الحزب او التكتل الصحيح وصفاته الذي يحصل على يديه نهضة الأمة.؟

ان نجاح أي تكتل او حزب من ناحية عمليه وتكتلية في ايجاد نهضة او اصلاح، لا بد أن يكون هذا التكتل مبنياً على مبدأ معين، وأن يكون مسبوقاً بتفهّم صحيح لهذا المبدأ بفكرته وطريقته، وأن تكون الرابطة بين اعضاء هذا التكتل رابطة صحيحة تجمع بين اعضاء هذا التكتل، أي أن يكون الإنضمام والعضوية فيه بمقدار وعي هذا العضو على ثقافة هذا التكتل وإخلاصه لها. وأن يكون العضو – حتى يكون عضواً او مسؤولاً – مؤهلاً للإضطلاع بالمسؤولية والاستعداد للتضحية.

وبالنظر الى التكتلات التي قامت على أساس الجمعية، والتكتلات التي قامت على أساس التسمية الحزبية، نجد أن فشلها كان طبيعياً لعدم قيامها على مبدأ معين. ولم يسبق قيامها تفهّم صحيح لهذا المبدأ، بفكرته وطريقته، ولم يكن الجامع بين افرادها، أي الرابطة التي تربط بين افرادها، رابطة صحيحة.

زد على هذا فان إخفاقها كان محققاً ايضاً من ناحية افرادها. فان العضو فيها لم يكن ينظر اليه من ناحية صلاحيته لهذا العمل، أي من حيث ايمانه بالفكرة التي يقوم عليها التكتل، أو وعيه على تلك الفكرة، او اخلاصه لها واستعداده للتضحية في سبيلها. وإنما يُختار الفرد فيها على أساس مكانته في المجتمع وإمكانية تحقيق الفائدة المعجلة من وجوده عضوا فيها. فقد كان العضو يُختار على أساس انه وجيه في قومه، او غني بين جماعته، او محامٍ، او طبيب، او ذو مكانة ونفوذ، بغض النظر عن كونه صالحاً لهذه الكتلة التي يُختار لها أم غير صالح. ولذلك فانه كان يغلب على اعضاء هذه التكتلات التفكك، وعدم الانسجام. كما تغلب عليها الناحية الطبقية. فاعضاء الحزب او الجمعية يداخلهم تصور خفي بأنهم يمتازون عن باقي الشعب، لا بمالهم ووجاهتهم فحسب، بل بكونهم اعضاء في الجمعية او الحزب ايضاً. ولذلك لا يحصل بينهم وبين الشعب أي تفاعل او تقارب.

اذن كان اختيار الاعضاء على هذا الأساس، أي المكانة الاجتماعية، ضررا كبيرا على التكتل نفسه، وعلى المجتمع ايضاً. أما ضرره على الكتلة نفسها، جمعية كانت أم حزباً، فقد كان التفكك وعدم الانسجام فيما بينهم أمراً طبيعياً، وإمكانية الانتقال من حزب لآخر، او من جمعية لأخرى أمراً بديهياً، وكان بقاؤه في هذه الجمعية او تلك بمقدار ما يشبع غروره، او يحقق مآربه، او يزيد من مكانته.

يتبع :

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Apr 10 2012, 06:56 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا عني تطبيق الشريعه ؟
تابع واقع التكتلات والاحزاب التي قامت للتغيير
هذا هو واقع التكتلات، وهذه خطورة اختيار الاعضاء على أساس المكانة الاجتماعية.
أما خطورته على المجتمع، فان المجتمع يعقد أمله دائماً على كل بارقة أمل تلوح في الأفق، ويرى أن أي تكتل في الأمة قد يؤدي الى إنقاذها او تحسين وضعها على الأقل. وحين يدرك المجتمع واقع هذه التكتلات، ويرى أنها إنما تركض وراء منافعها، وتلهث وراء زيادة مكاسبها ومكانتها، خصوصاً وهو يرى أنهم قبعوا في أبراجهم العاجية، ولا يتصلون بالناس الا حين تكون لهم حاجة، كالانتخابات مثلاً، او جمع التبرعات او غير ذلك، حين يدرك المجتمع ذلك فانه يكفر بالتكتلات جميعها، ولا يسمح لأي منها بدخوله، ولا يخلص لها. وهذا يشكل عقبة كؤوداً أمام أي تكتل صحيح يظهر في المجتمع. وبالفعل، فان هذه التكتلات بتصرفها هذا لم تستطع ان تدخل المجتمع ولا ان تتفاعل معه. بل لم يجرِ تقارب بينه وبينها، وبقيت في عزلتها. فأمست ضغثاً على إبّالة، أي حزمة فوق الحمْل. وبمعنى اصطلاحي آخر – صنماً على مزبلة -، و همّاً جديداً فوق داءٍ عضال.

ولهذا نستطيع ان نقول بعد دراسة معظم التكتلات والجمعيات التي قامت في العالم الاسلامي بأكمله ومعرفة الأسس التي قامت عليها، والظروف التي أوجدتها، والاوضاع التي لاءمت بين افرادها، وبعد التفكر في المفاهيم التي طرحتها، وبعض الافكار التي أوجدتها، والآثار التي تركتها، وبعد استقراء معظم هذه الحركات وتتبّعها من مولدها الى نشأتها وموتها، او تتبّع حياتها إن كانت ما زالت حية، وباستقراء كافة الاقاليم الإسلامية، ورؤية أنها ما زالت تعاني من الانحطاط والتخلف، وما زال الاستعمار يهيمن عليها جميعها هيمنة فكرية وثقافية واقتصادية وسياسية، ولم تبد تباشير أي نهضة او افكار تؤدي او يمكن ان تؤدي الى النهضة، بعد هذه الدراسة والتفكر والاستقراء نستطيع أن نجزم أنه لم ينشأ خلال القرن الفائت أي تكتل صحيح، يؤدي الى نهضة صحيحة، وأن جميع التكتلات والحركات التي حصلت قد أخفقت، والدليل على ذلك بقاء الأمة على حالها، إن لم نقل أنها تزداد سوءاً يوماً بعد يوم. وسبب ذلك هو أنها قامت على أساس مغلوط.

مع ان الأمة لا تنهض الا بالتكتل، فان الملاحظ ان العمل الفردي لا يجدي، ولا يمكن أن يؤدي الى اية نتيجة اطلاقاً. ولو أراد أحد ان ينهض بالأمة على أساس واضح فسيجد نفسه حتماً يعمل على ايجاد تكتل، ذلك أنه حين يدعو الناس افراداً او جماعات الى ما يحمل من دعوة، أي الى الأساس الذي يريد ان ينهض الأمة على أساسه، فقد يستجيب له فرد او افراد، فلا بد له من تثقيفهم بالثقافة التي أعدّها، او توضيح الهدف الذي يسعى اليه. ثم إن هؤلاء الافراد حين ينطلقون بما حفظوا، وما آمنوا به، يدعون الناس لفكرتهم وهدفهم، فانهم سيبقون حتماً على اتصال بداعيتهم الاول، يوجّههم بما يراه ويرسم لهم خطة العمل وأساليبه، ويجيبهم على تساؤلات الناس، او تساؤلاتهم هم واستفساراتهم عن بعض الأمور. وفي هذه الحالة سيجد هذا الانسان نفسه يقود كتلة معينة، شاء أم أبى، هذا مع افتراض الاخلاص عند هذا الانسان (وهذا هو الأصل). أما اذا افترضنا غير ذلك من ارتباط او عمالة، فان عمله الفردي لا يؤدي الى نتيجة، ولا يستجيب اليه أحد. وبالتالي فهو عمل فاشل. ولا يعوّل عليه، ولهذا نقول ان اية عملية تغيير في الأمة لا يمكن لفرد ان يقوم بها بمفرده، بل لا بد من تكتل يقوم على ذلك. فكيف اذا كانت عملية التغيير هذه هي النهوض بالأمة؟؟ إنه لا بد وأن يقوم بهذا الأمر تكتل. فما هو هذا التكتل الصحيح الذي يسبب نهضة الأمة؟؟؟ هذا ما نحتاج الى بيانه
يتبع :

كاتب الموضوع: ام حنين Apr 11 2012, 02:26 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

بارك الله فيكم

مفهوم الفردية مفهوم أناني جدا عملت على ترسيخه عند الناس وسائل الإعلام المختلفة. وذلك مقصود و متعمد .

و قد صاحب هذا المفهوم الخطير مفهوم المصلحة و المنفعة فكان كل فرد يعمل على إشباع رغباته و كانت مصالحه فوق كل إعتبار مما نتج عنه نزعات قاسية في المجتمعات ، حتى مفهوم الجماعة و التعامل على أساس التعاون و التكتل على الأمر بالمعروف صار مفهوما غريبا على الناس و كانت النتيجة مجمتع غير مترابط و جماعة إنسانية قاسية لا رحمة لديها و لا رعاية منها لشؤون الضعيف ، بل تجد فقط تجبر و تكبر الأقوياء من الأفراد . وأصبح هذا هو مقياس الناس لنجاح فكرة التكتل ،، أي التكتل الذي يحقق لهم مصالح فردية هو التكتل الناجح ، و في هذا إنقلاب للموازين له نتيجة هدامة .


كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Apr 11 2012, 03:45 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

وبارك فيك اختى الكريمه

معظم الاحزاب الاسلاميه كانت تقوم على اساس جمعي لعدم الوعي وعدم وضوح الفكرة عندها اي هي في حكم الفرديه حاصه وان التينيات عندها ايضا فرديه ولذلك حكم عليها بالفشل ونتائجها سلبيه في معظم الاحيان وكان بتخطيط من الكافر ومسايرتة من الحركات كحركه الاخوان المسلمين التي سمت نفسها وبتواطئ من الجماعة بجماعة الاخوان المسلمين ولم تنشا حزبا للتغطيه والتضليل على الناس ومنع تاسيس الاحزلب على اساس الاسلام
وقد خطط الكافر لهذه النقطه وركز عليها فمنع انشاء احزاب سياسيه على اساس الاسلام ومنع ترخيص اي حزب سياسي على اساس الدين الاسلامي لانهم يدركون ان الاحزاب الاسلاميه السياسيه المخلصه هي التي تنتج السياسيين على مستوى العالم ويدركون ان هؤلاء السياسيين المخلصين هو اوعى الناس لان مرجعيتهم السلام وليس المصلحه فهم الخطر الاكبر على وجود الاستعمار في بلادنا ولذلك فقد عمدوا الى منع ايجاد احزاب اسلاميه على اساس الاسلام منذ انتهاء الدوله العثمانيه وحتى الان والى قيام الساعه فلا يزالون يقاتلونكم حتى يرودونكم عن دينكم ان استطاعوا
وقد ادرك ذلك الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله واسس حزب التحرير من اول يوم على انه حزب سياسي مبدؤه الاسلام وتم ملاحقة الحزب على اثرها بعد ان تبين اثر ذلك في المسلمين



مجموعة اصدقاء واعضاء منتدى العُقاب على الفيس بوك


http://www.facebook.com/?ref=logo#!/groups/374321622607391/

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Apr 23 2012, 05:09 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه السبعه والاربعون
مواصفات الجماعة المبرئة للذمة
بعد ان بينا واقع التكتلات والحركات التي قامت في العالم الاسلامي ومخالفتها سنلقي الضوء على الجماعه القائمه على الادله الشرعيه وهي التي يجب الدخول بها

فمن خلال استقراء الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة نجد أن الشارع قد حدد الصفات أو المواصفات التي يجب أن تتصف بها الجماعة التي أخذت على عاتقها العمل للنهوض بالأمة الإسلامية، والخروج بها من هذا الواقع المذل المهين الذي ما برحت تعيش فيه منذ نيف وثمانين عاماً؛ لتعود خير أمة أخرجت للناس، ولتبرئ هذه الجماعة ذمتها أمام الله سبحانه وتعالى. وأهم هذه المواصفات هي:

أولاً: أن تكون هذه الجماعة إسلامية:
أما كون هذه الجماعة يجب أن تكون إسلامية فذلك وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَىواضح تماماً في قوله سبحانه وتعالى: الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ [آل عمران 104] والخير هو الإسلام قولاً واحداً، روى البخاريهُمُ الْمُفْلِحُونَ عن حذيفة بن اليمان قال: «كان الناس يسألون رسول الله ‏‏(صلى الله عليه وآله وسلم) ‏‏عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟...» الحديث. فالخير الذي جاء به الله سبحانه وتعالى على يدي رسول الله ‏(صلى الله عليه وآله وسلم) هو الإسلام. فمعنى يدعون إلى الخير إذن أي يدعون إلى الإسلام. هذا والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أيضاً أعمال إسلامية من يقوم بها يجب أن يكون مسلماً، ولا يمكن أن يكون غير ذلك. وهكذا تخرج من الحسبان من كونها مبرئة للذمة كل الحركات والجماعات التي كان الأساس في نشأتها الشيوعية، أو العلمانية الرأسمالية الديمقراطية، أو القومية، أو البعثية، أو الوطنية، أو الإثنية، أو المصلحية، وما شابه ذلك من الجماعات التي لم ينـزل الله بها سلطاناً.
يتبع :
ثانياً: أن تكون مبدئية:............

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Apr 28 2012, 07:00 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الثامنه والاربعون
تابع موصوع مواصفات الجماعة المبرئة للذمة
بعد ان نينا الشرط الاول لصفات الجماعه وهي أن تكون هذه الجماعة إسلامية ناتي الى الشرط الثاني :
ثانياً: أن تكون مبدئية:
أما كونها مبدئية فلا يكفي في الجماعة المبرئة للذمة أن تكون إسلامية فقط تدعو إلى بعض الإسلام، أي إلى بعض فروض الإسلام دون سائر الفروض، كإقامة جماعة تدعو إلى الصلاة، وأخرى تدعو إلى الصيام، وثالثة تدعو إلى الأخلاق... فهذه الأمور وهذه الدعوات وإن كانت من الإسلام إلا أنها لا تبرئ ذمة الجماعة التي تعمل للنهوض بالأمة أمام الله سبحانه وتعالى، بل يجب أن يكون الإسلام هو القاعدة الفكرية التي تنبثق منها جميع الأحكام التي تتبناها هذه الجماعة، وتضبط سلوكها وأعمالها وغاياتها وأهدافها على أساسها، وأن يكون الإسلام هو القاعدة الفكرية التي تبني عليها هذه الجماعة جميع أفكارها. والقاعدة الشرعية «الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي» توجب أن يكون كل فعل وكل تصرف أي كل سلوك، وتوجب أن يكون كل هدف وكل غاية، مستنداً إلى الحكم الشرعي ومشفعاً بالدليل الشرعي، وإلا كانت هذه الجماعة ومع كونها إسلامية إلا أنها وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْليست مبدئية. قال تعالى: [الحشرعَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ هنا من صيغ العموم، أي كل ما أتاكم به الرسول ‏(صلى الله عليه وآله مَا 7 و وسلم) وجب عليكم أن تأخذوه أيها المسلمون، وتعملوا على أساسه وتتقيدوا به، وكل ما نهاكم عنه يجب عليكم أن تنتهوا عنه، وما جاء به الرسول ‏(صلى الله عليه وآله وسلم) هو القرآن والسنة، فلا اعتبار هنا إذن للمصلحة العقلية أي للهوى، ولا اعتبار للظروف والواقع، أو لموازين القوى والمواقف الدولية، ولا مجال أيضا للانتقاء والتخيّر بين أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِفروض الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ  [البقرة 85] وقال: الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ [المائدة 3] فهذا وذاك أي جعلنِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا المصلحة حسب ما يحددها العقل هي الحكم، أو التعذر بالواقع والخضوع لموازين القوى الدولية وغيرها، فهذا وذاك كما أسلفت أيضاً يجعل الجماعة غير مبدئية، وإن كان ما تقوم به من الإسلام أي كونها جماعة إسلامية. وهكذا تخرج من الحسبان أيضاً من كونها مبرئة للذمة كل الحركات أو الجماعات التي لم تجعل من الإسلام، والإسلام فقط، مصدراً لتفكيرها ولم تجعل من الإسلام القاعدة الفكرية الوحيدة التي تنبثق منها جميع أحكامها، وتبنى عليها جميع أفكارها، ولو كانت هذه الجماعات إسلامية لكنها ليست مبدئية، وبالتالي فهي ليست مبرئة للذمة.
يتبع الشرط الثالث لمواصفات الجماعة المبرئة للذمة

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور May 24 2012, 04:48 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه التاسعه والاربعون
تابع موصوع مواصفات الجماعة المبرئة للذمة
بعد ان نينا الشرط الاول والثاني لصفات الجماعه وهي أن تكون هذه الجماعة إسلامية ناتي الى الشرط الثالث :
ثالثاً: أن تكون سياسية:
وأما كون الجماعة المبرئة للذمة يجب أن تكون سياسية فأدلة ذلك من القرآن والسنة أما القرآن وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِفقوله تعالى: وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ [آل عمران 104]. أما كون الأمر في الآية بإيجاد جماعة هو أمرالْمُفْلِحُونَ بإقامة أحزاب سياسية فذلك آتٍ من كون الآية عينت عمل هذه الجماعة، وهو الدعوة إلى الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وعمل الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر جاء عاماً فيشمل أمر الحكام بالمعروف، ونهيهم عن المنكر ،وهذا يعني وجوب محاسبتهم. ومحاسبة الحكام عمل سياسي، تقوم به الأحزاب السياسية،وهو من أهم أعمال الأحزاب السياسية؛ لذلك كانت الآية دالة على إقامة أحزاب سياسية لتدعو إلى الإسلام، ولتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتحاسب الحكام على ما يقومون به من أعمال وتصرفات.
أما السنة فقد جاء في صحيح البخاري ‏عن خباب بن الأرت قال: «شكونا إلى رسول الله ‏(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا. قال: كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه، والله ليُتِمَّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون». كما جاء في تفسير ابن كثير عن ابن عباس «أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابه أتوا النبي ‏(صلى الله عليه وآله وسلم) بمكة فقالوا: يا نبي الله كنا في عزة ونحن مشركون، فلما آمنا صرنا أذلة قال: إني أمرت بالعفو، فلا تقاتلوا القوم» وفي الحادثتين كأن بعض الصحابة رضوان الله عليهم إستأخروا النصر، أو استبطأوا طريقة الرسول ‏(صلى الله عليه وآله وسلم) في الصراع الفكري والكفاح السياسي في الوصول إلى النصر والتمكين، فأرادوا أن يتحول عليه الصلاة والسلام إلى العمل المادي، وفي كلتا الحادثتين وفي غيرهما أصر ‏(صلى الله عليه وآله وسلم) على السير في نفس الطريقة، بل وغضب ممن أراد أن يثنيه عنها. وإصرار الرسول ‏(صلى الله عليه وآله وسلم) على القيام بأي أمر رغم تحمله الأذى في سبيله دليل شرعي على أن هذا الأمر فرض في حقه ‏(صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا دليل على أن الجماعة العاملة لإنهاض الأمة يجب أن تكون جماعة سياسية، وبهذا تخرج من الحسبان أيضا كل جماعة تسعى لتحكيم شرع الله سبحانه وتعالى بغير هذه الطريقة التي سار عليها ‏(صلى الله عليه وآله وسلم) ولا تعتبر مبرئة للذمة مع الاعتبار وعدم غض الطرف عن أنها إسلامية.
يتبع :

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jul 9 2012, 07:25 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
الحلقه الخمسون
تابع صفات الجماعه المبرئه للذمه
بعد ان نينا الشرط الاول والثاني والثالث لصفات الجماعه وهي أن تكون هذه الجماعة إسلامية ناتي الى الشرط الرابع :
رابعاً: أن تكون عالمية:
وأما كون هذه الجماعة يجب أن تكون عالمية فلا نعني بقولنا هذا إنه يجب أن يكون لهذه الجماعة فروع أو مراكز أو أتباع أو أنصار أو ما شابه ذلك متواجدون أو متمركزون في جميع أنحاء العالم أبداً، لا نعني ذلك، بل نعني أنه يجب أن تكون هذه الجماعة مستهدفة العالم كل العالم، أي تسعى لتحرير الإنسان كل الإنسان من عبودية الإنسان إلى عبودية الله رب الإنسان، وتحرير الأرض كل الأرض من حكم الطاغوت للحكم بما أنزل الله عز وجل، حتى لو كانت هذه الجماعة مازالت تعمل في بقعة صغيرة من الأرض.
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةًقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا [الأنبياء 107] وقال تعالى: لِلْعَالَمِينَ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْءَانُ [سبأ 28] وقال: يَعْلَمُونَ قُلْ يَاأَيُّهَا [الأنعام 19] وقال: لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ [الأعراف 158] فهذه الآيات،النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا وغيرها الكثير، دالة على أن الإسلام لم يأت لفئة معينة أو قطر معين دون غيره، بل جاء لكل الناس. والدعوة إليه والعمل على إيجاده يجب أن يكون لكل الناس وفي كل مكان. أما أدلة وجوب أن تكون الجماعة عالمية من السنة المطهرة منها ما أوردناه آنفا في حديث الخباب بن الأرت (رضي الله عنه) الذي رواه البخاري في صحيحه «... والله ليُتِمَّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه...» فالرسول ‏(صلى الله عليه وآله وسلم) يعذب ويستهزأ به وبدعوته، وأصحابه يعذبون ويقتلون، ورسالته ودعوته لم تخرج من مكة سوى بعض الأفراد الذين آمنوا به وعادوا إلى بلادهم، ورسول الله ‏(صلى الله عليه وآله وسلم) ينظر بعيداً خارج مكة يستهدف العالم، وقوله ‏(صلى الله عليه وآله وسلم) لعمه أبي طالب عندما شكته إليه قريش حيث قال: ‏أريدهم على كلمة واحدة‏ ‏تدين‏ ‏لهم بها‏‏ العرب، ‏وتؤدي ‏‏العجم‏ ‏إليهم ‏الجزية والحديث في مسند الإمام أحمد وفي كتب السير: أرأيتم إن أعطيتكم كلمة تكلمتم بها، ملكتم بها العرب، ودانت لكم بها العجم. ووعده ‏(صلى الله عليه وآله وسلم) سراقة بسواري كسرى أثناء هجرته وهو طريد ملاحق من قبل قريش، وجاء أيضاً في مسند الإمام أحمد ‏حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني يحيى بن أبي الأشعث عن إسماعيل ابن إياس بن عفيف الكندي عن أبيه عن جده قال: «كنت امرأً تاجراً، فقدمت الحج، فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض التجارة، وكان امرأً تاجراً، فوالله إنني لعنده بمنًى إذ خرج رجل من خباء قريب منه فنظر إلى الشمس فلما رآها مالت يعني قام يصلي، قال ثم خرجت امرأةٌ من ذلك الخباء الذي خرج منه ذلك الرجل فقامت خلفه تصلي، ثم خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخباء فقام معه يصلي، قال فقلت للعباس: من هذا يا عباس؟ قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي، قال فقلت: من هذه المرأة؟ قال: هذه امرأته خديجة بنت خويلد. قال قلت: من هذا الفتى؟ قال: هذا علي بن أبي طالب ابن عمه. قال فقلت: فما هذا الذي يصنع؟ قال: يصلي، وهو يزعم أنه نبي ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه هذا الفتى، وهو يزعم أنه سيفتح عليه كنوز كسرى وقيصر. قال: فكان عفيف وهو ابن عم الأشعث بن قيس يقول وأسلم بعد ذلك فحسن إسلامه، لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ فأكون ثالثاً مع علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)». فهذه الأحاديث كلها تدل دلالةً واضحةً على أن الرسول ‏(صلى الله عليه وآله وسلم) كان يستهدف العالم كل العالم من اللحظة الأولى، ولم تكن دعوته قاصرة على مكة وعلى أهل مكة، بل نظرته كانت عالمية واستهدافه كان للعالم ولم يكن لمكة فقط. وفي الحديث الأخير، ورغم أنه لم يكن قد آمن معه إلا ثلاثة نفر، إلا أنه كان يصرح بل يعلن أنه سيفتح كنوز كسرى وقيصر، فهو استهداف للعالم من أول لحظة للدعوة. وهكذا تخرج من الحسبان كل جماعة وكل حركة تقف في دعوتها وفي عملها عند حدود قطر معين أو دولة بذاتها، حتى لو كانت تسعى لإقامة دولة إسلامية في هذا القطر وتغلق على نفسها حدود سايكس بيكو السياسية التي وضعها الكفار عندما هدموا دولة الخلافة العثمانية.
يتبع :

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jul 23 2012, 04:00 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
الحلقه الحاديه الخمسون
تابع صفات الجماعه المبرئه للذمه
بعد ان نينا الشرط الاول والثاني والثالث لصفات الجماعه وهي أن تكون هذه الجماعة إسلامية ناتي الى الشرط الخامس من صفات الجماعه :

خامساً: أن تعمل لاستئناف الحياة الإسلامية:
وهذا الهدف وهو استئناف الحياة الإسلامية، سواء أعلن صراحة أو عبر عنه بتعابير وأسماء تحمل نفس المعنى، مثل إعلاء كلمة الله، أو العودة إلى الله، أو إعادة مجد المسلمين وعزتهم، أو إحياء الخلافة، أو النهوض بالمسلمين... أو غير ذلك من التعابير، فكلها تدور حول معنى واحد، وهو الهدف الذي يجب أن يسعى إليه جميع المسلمين، وجميع الحركات الإسلامية. وقولنا استئناف الحياة الإسلامية ليس معناه إيجاد حياة إسلامية ابتداءً، وإنما هو استئناف لما كان موجوداً، أي استئناف لما بدأه رسول الله ‏(صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث إنه قد أُبعد منذ فترة من الزمن، والعملية الآن هي استئناف لما كان، أي لما بدأه الرسول ‏(صلى الله عليه وآله وسلم) وهدمه أتاتورك، عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. ومن البديهي أن هذا الأمر لا يتحقق إلا بوجود سلطان للمسلمين، أي أن يكون للمسلمين خليفة ينوب عنهم في تنفيذ أحكام الشرع المترتبة عليهم مثل إقامة الحدود، ورعاية الشؤون، وحماية الثغور، وحمل الدعوة للعالم؛ لأن ذلك هو الطريقة الوحيدة لتحقيق هذه الأمور والقيام بهذا الواجب. قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَايُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ [النساء 60-61] وقال عز من قائل: صُدُودًا حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ  [النساء 65] وقال: حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا [المائدة 50] وقال رسول الله ‏(صلى الله عليه وآله وسلم):لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ «حدّ يعمل في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحاً» [رواه النسائي وابن ماجه]. وقال ‏(صلى الله عليه وآله وسلم): «من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له. ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» [رواه مسلم]. وقال: «إنما الإمام جنّة يقاتل من ورائه ويتقى به» [رواه مسلم]. وقد انعقد إجماع الصحابة، رضوان الله عليهم، على لزوم إقامة خليفة لرسول الله ‏(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأجمعوا على إقامة خليفة لأبي بكر ثم لعمر ثم لعثمان ثم لعلي، رضي الله عنهم جميعاً. والقاعدة الشرعية: « ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب» تحتم وجود الخليفة؛ لأن إقامة الدين وتنفيذ أحكام الشرع ولمّ شعث المسلمين حول راية الإمام لا تتم دون وجود الخليفة. فهذه الأدلة وكثير غيرها من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة تدل دلالة واضحة على وجوب استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الإسلامية؛ ولذلك يجب شرعاً على الجماعة التي تريد أن تعمل لإنهاض الأمة أن تعمل لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية، وهي الطريقة الوحيدة لاستئناف الحياة الإسلامية، وعليه فبراءة الذمة لأي جماعة أمام الله سبحانه وتعالى تقتضي منها أن تعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية
يتبع الشرط السادس :

كاتب الموضوع: أم محمد علي Jul 23 2012, 11:37 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

بارك الله فيكم على هذا الطرح الراقي، وسنتابع معكم إن شاءالله

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jul 28 2012, 08:16 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الثانيه والخمسون
تابع صفات الجماعه المبرئه للذمه
بعد ان نينا الشرط الاول والثاني والثالث لصفات الجماعه وهي أن تكون هذه الجماعة إسلامية ناتي الى الشرط الخامس من صفات الجماعه :

سادساً: أن تكون طريقتها لذلك شرعية وليست عقلية:

قُلْقال تعالى مخاطباً رسوله محمداً ‏(صلى الله عليه وآله وسلم): هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف 108]. وقال تعالىوَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُمخاطباً المؤمنين: [الحشر 7] كمافَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْقال أيضاً: [الأحزابكَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ21] وقال: [النور 63] ولقد خط رسول الله ‏(صلىفِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ الله عليه وآله وسلم) خطاً مستقيماً على الرمل وجعل على جانبيه خطوطاً متعددة، وقال هذا صراطي مستقيماً، وهذه السبل على رأس كل سبيل منها شيطان يدعو له، وتلا قوله وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُواتعالى: السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ [الأنعام 153]. وقال رسول الله ‏(صلى الله عليه وآله وسلم): «من أحدثتَتَّقُونَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه البخاري ومسلم]. وقال: «ألم آت بها بيضاء نقية...» [رواه أحمد والبزار وابن أبي شيبة]. وقال رسول الله ‏(صلى الله عليه وآله وسلم): «وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا: أمرا بيّنا، كتاب الله وسنة نبيه» [سيرة ابن هشام]. فهذه النصوص توجب بوضوح الاقتداء والتقيد بطريقة رسول الله ‏(صلى الله عليه وآله وسلم) بحمله للدعوة لا نحيد عنها قيد شعرة، ولا نبتعد عنها تحقيقاً لمصلحة، ولا تهرباً من شدة أو بطش، ولا نتركها بحجة اختلاف العصر وتطور الحياة، فهي الطريق القويم، والمحجة البيضاء؛ ولهذا فإن سيرة الرسول وكيفية حمله للدعوة هي الواجبة الاتباع، وهي المقياس لمعرفة الطريق القويم.

سابعاً: أن يكون لها أمير واجب الطاعة:

إن وجود أمير واجب الطاعة له من قبل جميع أفراد الجماعة هو أمر حتمي لا بد منه للجماعة؛ لأن الذي يُبقيها جماعة وهي تعمل هو وجود أمير لها تجب طاعته؛ لأن الشرع أمر كل جماعة بلغت ثلاثة فصاعداً بإقامة أمير لهم، قال رسول الله ‏(صلى الله عليه وآله وسلم): «ولا يَحلّ لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة إلا أمروا عليهم أحدهم» [رواه أحمد من طريق عبد الله بن عمرو]. يقول ابن تيمية: «إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم، فإذا كان قد أوجب في أقل الجماعات وأقصر الاجتماعات أن يولى أحدهم، كان ذلك تنبيهاً على وجوب ذلك فيما هو أكثر من ذلك...» فتاوى ابن تيمية.
علاوة على ذلك يجب أن تكون هذه الأحزاب علنية غير سرية؛ لأن الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاسبة الحكام، والعمل للوصول إلى الحكم عن طريق الأمة، تكون علنية وصريحة، ولا تكون في السرِّ والخفاء، حتى تؤدي الغرض المطلوب منها.
هذه هي معظم بل وأهم المواصفات التي يجب أن تتصف بها كل جماعة جعلت النهوض بالأمة الإسلامية قصدها الذي تسعى للوصول إليه وتبغي تحقيقه، لتبرئ ذمتها أمام الله سبحانه وتعالى.
وختاماً نذكر أنفسنا والمسلمين فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْأجمعين بقوله تعالى: [النور 63].تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

هذه الشروط منطبقه على حزب التحرير وهم باذن الله هم الطائفه المنصوره الوارده في الحديث النبوي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس» .

كاتب الموضوع: الناقد الاعلامي Jul 29 2012, 09:10 PM

بارك الله فيك استاذ موسى ونفع بك على هذا الخير العميم ,
لتميّز الموضوع سأعمل على وضع فهرس له في أول مشاركة بعنوان ورقم مشاركة حتى يسهل على القاريء الوصول الى ما يريد بسهولة ويسر .

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jul 31 2012, 09:42 AM

السلام عليكم
بارك الله فيك اخي الناقد
هذه دعوة الله ومثلك لا يعجز الاساليب لخدمة الدعوة الى الاسلام
جعله الله في ميزان حسناتك ونفع بك المسلمين

كاتب الموضوع: ام حنين Aug 7 2012, 09:49 AM


إقتباس(موسى عبد الشكور @ Jul 28 2012, 08:16 AM) *
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

هذه الشروط منطبقه على حزب التحرير وهم باذن الله هم الطائفه المنصوره الوارده في الحديث النبوي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس» .


وعليكــم السـلام ورحمة الله وبركاتـه..

إن المتابع لأعمال حزب التحرير يدرك ذلك جيدا ونسأل الله تعالى لهم ولنا التوفيق والثبات

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Sep 5 2012, 04:34 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الثالثه والخمسون
بعد ان تبين لنا مواصفات الجماعه المبرئه للذمه ومر معنا فرضيه حمل الاسلام وتطبيقه الذي لا يتم الا بدوله كما طبقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد ان تبين لنا ان اقامة دوله تطبق الاسلام لا يتم الا من خلال جماعة ولا تتم بالعمل الفردي واصلاح الفرد وبعد ان تبين لنا ما امر الله به بشان اقامة الاحزاب الاسلاميه التي تسعى جادة لاقامة دوله الاسلام بعد كل هذا قام حزب التحرير ونذر نفسه لاقامة هذا الفرض العظيم
فقيام حزب التحرير كان استجابة لقوله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} . بغية إنهاض الأمة الإسلامية من الانحدار الشديد، الذي وصلت إليه وتحريرها من أفكار الكفر وأنظمته وأحكامه، ومن سيطرة الدول الكافرة ونفوذها.
وبغية العمل لإعادة دولة الخلافة الإسلامية إلى الوجود، حتى يعود الحكم بما أنزل الله.
وغاية حزب التحرير هي استئناف الحياة الإسلامية، وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم. وهذه الغاية تعني إعادة المسلمين إلى العيش عيشاً إسلامياً في دار إسلام، وفي مجتمع إسلامي، بحيث تكون جميع شؤون الحياة فيه مسيره وفق الأحكام الشرعية، وتكون وجهة النظر فيه هي الحلال والحرام في ظل دولة إسلامية، التي هي دولة الخلافة، والتي ينصب المسلمون فيها خليفة يبايعونه على السمع والطاعة على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله، وعلى أن يحمل الإسلام رسالة إلى العالم بالدعوة والجهاد.
والحزب يهدف إلى إنهاض الأمة النهضة الصحيحة، بالفكر المستنير، ويسعى إلى أن يعيدها إلى سابق عزّها ومجدها، بحيث تنتزع زمام المبادرة من الدول والأمم والشعوب، وتعود الدولة الأولى في العالم، كما كانت في السابق، تسوسه وفق أحكام الإسلام.
كما يهدف إلى هداية البشرية، وإلى قيادة الأمة للصراع مع الكفر وأنظمته وأفكاره، حتى يعم الإسلام الأرض.

يتبع : قيام حزب التحرير

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Oct 13 2012, 02:15 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
الحلقه الرابعه والخمسون

أسباب قيام حزب التحرير
إن قيام حزب التحرير كان استجابة لقوله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} . بغية إنهاض الأمة الإسلامية من الانحدار الشديد، الذي وصلت إليه وتحريرها من أفكار الكفر وأنظمته وأحكامه، ومن سيطرة الدول الكافرة ونفوذها.

وبغية العمل لإعادة دولة الخلافة الإسلامية إلى الوجود، حتى يعود الحكم بما أنزل الله.
وغاية حزب التحرير هي استئناف الحياة الإسلامية، وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم. وهذه الغاية تعني إعادة المسلمين إلى العيش عيشاً إسلامياً في دار إسلام، وفي مجتمع إسلامي، بحيث تكون جميع شؤون الحياة فيه مسيره وفق الأحكام الشرعية، وتكون وجهة النظر فيه هي الحلال والحرام في ظل دولة إسلامية، التي هي دولة الخلافة، والتي ينصب المسلمون فيها خليفة يبايعونه على السمع والطاعة على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله، وعلى أن يحمل الإسلام رسالة إلى العالم بالدعوة والجهاد.

والحزب يهدف إلى إنهاض الأمة النهضة الصحيحة، بالفكر المستنير، ويسعى إلى أن يعيدها إلى سابق عزّها ومجدها، بحيث تنتزع زمام المبادرة من الدول والأمم والشعوب، وتعود الدولة الأولى في العالم، كما كانت في السابق، تسوسه وفق أحكام الإسلام.كما يهدف إلى هداية البشرية، وإلى قيادة الأمة للصراع مع الكفر وأنظمته وأفكاره، حتى يعم الإسلام الأرض.

يتبع:

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Oct 18 2012, 06:40 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
الحلقه الخامسه والخمسون
عمل حزب التحرير
ان عمل حزب التحرير هو حمل الدعوة الإسلامية، لتغيير واقع المجتمع الفاسد وتحويله إلى مجتمع إسلامي، بتغيير الأفكار الموجودة فيه إلى أفكار إسلامية، حتى تصبح رأياً عاماً عند الناس ومفاهيمهم تدفعهم لتطبيقها والعمل بمقتضاها، وتغيير المشاعر فيه حتى تصبح مشاعر إسلامية ترضى لما يرضي الله وتثور وتغضب لما يغضب الله، وتغيير العلاقات فيه حتى تصبح علاقات إسلامية تسير وفق أحكام الإسلام ومعالجاته.

وهذه الأعمال التي يقوم بها الحزب هي أعمال سياسية، إذ الحزب يرعى فيها شؤون الناس وفق الأحكام والمعالجات الشرعية، لأن السياسة هي رعاية شؤون الناس بأحكام الإسلام ومعالجاته.

ويبرز في هذه الأعمال السياسية تثقيف الأمة بالثقافة الإسلامية لصهرها بالإسلام، وتخليصها من العقائد الفاسدة والأفكار الخاطئة، والمفاهيم المغلوطة، ومن التأثر بأفكار الكفر وآرائه.

كما يبرز في هذه الأعمال السياسية، الصراع الفكري والكفاح السياسي.

أما الصراع الفكري فيتجلى في صراع أفكار الكفر وأنظمته، كما يتجلى في صراع الأفكار الخاطئة والعقائد الفاسدة والمفاهيم المغلوطة، ببيان فسادها، وإظهار خطئها، وبيان حكم الإسلام فيها.

أما الكفاح السياسي فيتجلى في مصارعة الكفار المستعمرين، لتخليص الأمة من سيطرتهم وتحريرها من نفوذهم، واجتثاث جذورهم الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية، والعسكرية وغيرها من سائر بلاد المسلمين.

كما يتجلى في مقارعة الحكام، وكشف خياناتهم للأمة، ومؤامراتهم عليها، ومحاسبتهم والتغيير عليهم إذا هضموا حقوقها، أو قصروا في أداء واجباتهم نحوها، أو أهملوا شأناً من شؤونها، أو خالفوا أحكام الإسلام.

فعمل الحزب كله عمل سياسي، سواء كان خارج الحكم أم كان في الحكم، وليس عمله تعليمياً فهو ليس مدرسة، كما أن عمله ليس وعظاً وإرشاداً، بل عمله سياسي تعطى فيه أفكار الإسلام وأحكامه ليعمل بها ولتحمل لإيجادها في واقع الحياة والدولة.

والحزب يحمل الإسلام ليصبح هو المطبق، وتصبح عقيدته هي أصل الدولة، وأصل الدستور والقوانين فيها. لأن عقيدة الإسلام هي عقيدة عقلية، وهي عقيدة سياسية انبثق عنها نظام يعالج مشاكل الإنسان جميعها سياسية كانت أم اقتصادية، ثقافية أم اجتماعية، أم غيرها.
_||_

ومكان عمل حزب التحرير في العالم كله مع أن الإسلام مبدأ عالمي، إلا أنه ليس من طريقته أن يعمل له من البدء بشكل عالمي، بل لا بد أن يدعى له عالمياً، وأن يجعل مجال العمل له في قطر، أو أقطار حتى يتمركز فيها فتقوم الدولة الإسلامية.

إن العالم كله مكان صالح للدعوة الإسلامية، غير انه لما كانت البلاد الإسلامية يدين أهلها بالإسلام كان لا بد أن تبدأ الدعوة فيها، ولما كانت البلاد العربية، التي هي جزء من البلاد الإسلامية تتكلم اللغة العربية، التي هي لغة القرآن والحديث، والتي هي جزء جوهري من الإسلام وعنصر أساسي من عناصر الثقافة الإسلامية كانت أولى البلاد بالبدء في حمل هذه الدعوة هي البلاد العربية.

وقد كان بدء نشوء الحزب، وحمله الدعوة في بعض البلاد العربية، ثم أخذ يتوسع في حمله للدعوة توسعاً طبيعياً، حتى أصبح يعمل في كثير من الأقطار العربية، وفي بعض الأقطار الإسلامية غير العربية.

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Oct 19 2012, 12:48 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

الحلقه السادسه والخمسون

طريقة حزب التحرير في حمل الدعوة الاسلاميه

- طريقة السير في حمل الدعوة هي أحكام شرعية، تؤخذ من طريقة سير الرسول صلى الله عليه وسلم في حمله الدعوة لأنه واجب الاتباع، لقوله تعالى {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً}، ولقوله {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}، وقوله{وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}. وكثير غيرها من الآيات الدالة على وجوب اتباع الرسول والتأسي به والأخذ عنه.

- لكون المسلمين اليوم يعيشون في دار كفر، لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله فإن دارهم تشبه مكة حين بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك يجب أن يتخذ الدور المكي في حمل الدعوة هو موضع التأسي.

- ومن تتبع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة حتى أقام الدولة في المدينة تبين انه مرّ في مراحل بارزة المعالم، كان يقوم فيها بأعمال معينة بارزة. فأخذ الحزب من ذلك طريقته في السير، ومراحل سيره، والأعمال التي يجب أن يقوم بها في هذه المراحل تأسياً بالأعمال التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم في مراحل سيره.

- وبناء على ذلك حددّ الحزب طريقة سيرة بثلاث مراحل:

الأولى: مرحلة التثقيف لإيجاد أشخاص مؤمنين بفكرة الحزب وطريقته لتكوين الكتلة الحزبية.

الثانية: مرحلة التفاعل مع الأمة، لتحميلها الإسلام، حتى تتخذه قضية لها، كي تعمل على إيجاده في واقع الحياة.

الثالثة: مرحلة استلام الحكم، وتطبيق الإسلام تطبيقاً عاماً شاملاً، وحمله رسالة إلى العالم.
يتبع التفاصيل لكل مرحله :

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Oct 20 2012, 05:38 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
الحلقه السابعة والخمسون
لقد حددّ الحزب طريقة سيرة بثلاث مراحل:
أما المرحلة الأولى فقد ابتدأ فيها الحزب في القدس عام 1372 هـ - 1953 م على يد مؤسّسه العالم الجليل، والمفكر الكبير، والسياسي القدير، والقاضي في محكمة الاستئناف في القدس الأستاذ تقي الدين النبهاني عليه رحمة الله، وكان الحزب يقوم فيها بالاتصال بأفراد الأمة، عارضاً عليهم فكرته وطريقته بشكل فردي، ومن كان يستجيب له ينظمه للدراسة المركزة في حلقات الحزب، حتى يصهره بأفكار الإسلام وأحكامه التي تبنّاها، ويصبح شخصية إسلامية، يتفاعل مع الإسلام، ويتمتع بعقلية إسلامية، ونفسية إسلامية، وينطلق إلى حمل الدعوة إلى الناس. فإذا وصل الشخص إلى هذا المستوى، فرض نفسه على الحزب، وضمّه الحزب إلى أعضائه. كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرحلته الأولى من الدعوة، والتي استمرت ثلاث سنين، من دعوته الناس أفرادا، عارضاً عليهم ما أرسله الله به ومن كان يؤمن يكتله معه على أساس هذا الدين سراً، ويحرص على تعليمه الإسلام، وإقرائه ما نزل عليه وينزل من القرآن حتى صهرهم بالإسلام، وكان يلتقي بهم سرّاً ويعلمهم سرّاً في أماكن غير ظاهرة، وكانوا يقومون بعبادتهم وهم مستخفون. ثمّ فشا ذكر الإسلام بمكة وتحدث به الناس ودخلوا فيه أرسالاً.

وفي هذه المرحلة انصبّت عناية الحزب على بناء جسمه، وتكثير سواده وتثقيف الأفراد في حلقاته، بالثقافة الحزبية المركزة، حتى استطاع أن يكوّن كتلة حزبية من شباب انصهروا بالإسلام، وتبنّوا أفكار الحزب، وتفاعلوا معها وحملوها للناس.

وبعد أن استطاع الحزب تكوين هذه الكتلة الحزبية، وأحسّ به المجتمع، وعرفه وعرف أفكاره، وما يدعو
يتبع:

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Oct 21 2012, 05:38 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
الحلقه الثامنه والخمسون

المرحلة الثانية من مراحل عمل الحزب

- وهي مرحلة التفاعل مع الأمة لتحميلها الإسلام، وإيجاد الوعي العام، والرأي العام عندها على أفكار الإسلام وأحكامه، التي تبناها الحزب، حتى تتخذها أفكاراً لها، تعمل على إيجادها في واقع الحياة، وتسير مع الحزب في العمل لإقامة دولة الخلافة، ونصب الخليفة، لاستئناف الحياة الإسلامية وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم.

وفي هذه المرحلة انتقل الحزب إلى مخاطبة الجماهير مخاطبة جماعية. وقد كان يقوم في هذه المرحلة بالأعمال التالية:

1 - الثقافة المركزة في الحلقات للأفراد لتنمية جسم الحزب، وتكثير سواده، وإيجاد الشخصيات الإسلامية القادرة على حمل الدعوة، وخوض الغمرات بالصراع الفكري، والكفاح السياسي.

2 - الثقافة الجماعية لجماهير الأمة بأفكار الإسلام وأحكامه التي تبناها الحزب، في دروس المساجد والنوادي والمحاضرات وأماكن التجمعات العامة وبالصحف والكتب والنشرات، لإيجاد الوعي العام عند الأمة، والتفاعل معها.

3 - الصراع الفكري لعقائد الكفر وأنظمته وأفكاره، وللعقائد الفاسدة، والأفكار الخاطئة، والمفاهيم المغلوطة، ببيان زيفها وخطئها ومناقضتها للإسلام، لتخليص الأمة منها ومن آثارها.

4 - الكفاح السياسي، ويتمثل بما يلي:

أ - مكافحة الدول الكافرة المستعمرة، التي لها سيطرة ونفوذ على البلاد الإسلامية ومكافحة الاستعمار بجميع أشكاله الفكرية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، وكشف خططه وفضح مؤامراته لتخليص الأمة من سيطرته، وتحريرها من أي أثر لنفوذه.

ب - مقارعة الحكام في البلاد العربية والإسلامية وكشفهم ومحاسبتهم والتغيير عليهم كلما هضموا حقوق الأمة، أو قصّروا في أداء واجباتهم نحوها، أو أهملوا شأناً من شؤونها، وكلما خالفوا أحكام الإسلام. والعمل على إزالة حكمهم لإقامة حكم الإسلام مكانه.

5 - تبنّي مصالح الأمة، ورعاية شؤونها وفق أحكام الشرع.

وقام الحزب بكل ذلك اتباعاً لما قام به الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن نزل عليه قوله تعالى:{ فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين} فانه أظهر أمره، ودعا قريشاً إلى الصفا وأخبرهم أنه نبي مرسل وطلب منهم أن يؤمنوا به، وأخذ يعرض دعوته على الجماعات كما يعرضها على الأفراد، وقد تصدى لقريش وآلهتها وعقائدها وأفكارها فبين زيفها وفسادها وخطأها وعابها وهاجمها كما هاجم كل العقائد والأفكار الموجودة. وكانت الآيات تنزل متلاحقة بذلك وتنزل مهاجمة لما كانوا يقومون به من أكل الربا، ووأد البنات وتطفيف الكيل ومقارفة الزنا، كما كانت تنزل بمهاجمة زعماء قريش وسادتها، وتسفيههم وتسفيه آبائهم وأحلامهم وفضح ما يقومون به من تآمر ضد الرسول صلى الله عليه وسلم وضد دعوته وأصحابه

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Nov 5 2012, 06:18 PM


الحلقه التاسعه والخمسون
تحدي الدول الكافره ومقارعة الحكام
وكان الحزب في حمل أفكاره، وفي تصدّيه للأفكار الأخرى، والتكتلات السياسية، وفي تصدّيه لمكافحة الدول الكافرة المستعمرة، وفي مقارعته للحكّام صريحاً سافراً متحدياً، لا يداجي ولا يداهن ولا يجامل ولا يتملق ولا يؤثر السلامة، بغض النظر عن النتائج والأوضاع فكان يتحدى كل من يخالف الإسلام وأحكامه - مما عرّضه للإيذاء الشديد من الحكّام من سجن وتعذيب وتشريد وملاحقة، ومحاربة في رزق، وتعطيل مصالح، ومنع من سفر، وقتل، فقد قتل منه الحكام الظلمة في العراق وسورية وليبيا العشرات، كما أن سجون الأردن وسورية والعراق ومصر وليبيا وتونس مليئة بشبابه - وذلك إقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد جاء برسالة الإسلام إلى العالم أجمع متحدياً سافراً مؤمناً بالحق الذي يدعو إليه يتحدى الدنيا بأكملها، ويعلن الحرب على الأحمر والأسود من الناس دون أن يحسب أي حساب لعادات وتقاليد، أو أديان أو عقائد أو حكّام أو سوقة، ولم يلتفت إلى شيء سوى رسالة الإسلام، فقد بادأ قريشاً بذكر آلهتهم وعابها، وتحداهم في معتقداتهم وسفّهها وهو فرد أعزل لا عدة معه ولا معين، ولا سلاح عنده سوى إيمانه العميق برسالة الإسلام التي أرسل بها.

ومع أن الحزب التزم في سيره أن يكون صريحاً وسافراً متحدياً، إلاّ أنه اقتصر على الأعمال السياسية في ذلك، ولم يتجاوزها إلى الأعمال المادية ضد الحكام، أو ضد من يقفون أمام دعوته، إقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتصاره في مكة على الدعوة، ولم يقم بأيّة أعمال مادية حتى هاجر، وعندما عرض عليه أهل بيعة العقبة الثانية أن يأذن لهم بمقاتلة أهل منى بالسيوف أجابهم قائلاً: «لم نؤمر بذلك بعد» والله سبحانه قد طلب منه أن يصبر على الإيذاء كما صبر من سبقه من الرسل حيث قال الله تعالى له: {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا}.

وعدم استعمال الحزب القوة المادية للدفاع عن نفسه، أو ضد الحكّام، لا علاقة له بموضوع الجهاد، فالجهاد ماض إلى يوم القيامة فإذا ما هاجم الأعداء الكفار بلداً إسلامياً وجب على المسلمين من أهله ردهم، وشباب حزب التحرير في ذلك البلد جزء من المسلمين يجب عليهم ما يجب على المسلمين من قتال العدو وردّه بوصفهم مسلمين. وإذا ما وجد وقام أمير مسلم بالجهاد لإعلاء كلمة الله واستنفر الناس فإن شباب حزب التحرير يلبون بوصفهم مسلمين في ذلك البلد الذي حصل فيه الاستنفار.
يتبع :

كاتب الموضوع: ام حنين Dec 20 2012, 06:41 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

بارك الله فيكم على الموضوع القيم

ونتابع معكم هذه القضية الحيوية إن شاءالله

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Feb 21 2013, 07:09 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
الحلقه الستون :
تجمد المجتمعات امام الحزب قبل الثورات
ان الناظر لواقع المجتمعات في عالمنا الاسلامي قبل الثورات يجد ان جمودا كان قد حصل بل اكثر من ذلك هو انحدار للاسوء وتحكم للانظمة وتخاذل من بعض الحركات وتامر من الاحزاب العلمانيه مما افقد الامة الثقه بالقيادات فلما تجمّد المجتمع أمام الحزب من جراء فقد الأمة ثقتها بقادتها وزعمائها الذين كانوا موضع أملها، ومن جرّاء الظروف الصعبة التي وضعت فيها المنطقة لتمرير المخططات التآمرية، ومن جرّاء التسلط والقهر الذي يمارسه الحكام ضد شعوبهم، ومن جرّاء شدة الأذى الذي يوقعه الحكام بالحزب وشبابه، لما تجمد من جراء كل ذلك قام الحزب بطلب النصرة من القادرين عليها. وقد طلبها لغرضين:

الأول: لغرض الحماية حتى يستطيع أن يسير في حمل دعوته وهو آمن.

الثاني: الإيصال إلى الحكم لإقامة الخلافة وتطبيق الإسلام.

ومع قيام الحزب بأعمال النصرة هذه فإنه قد استمر في القيام بجميع الأعمال التي كان يقوم بها، من دراسة مركزة في الحلقات، ومن ثقافة جماعية، ومن تركيز على الأمة لتحميلها الإسلام، وإيجاد الرأي العام عندها ومن مكافحة الدول الكافرة المستعمرة وكشف خططها، وفضح مؤامراتها، ومن مقارعة الحكّام، ومن تبنّ لمصالح الأمة ورعاية لشؤونها.

وبعد الثورات فان انفراجا مباركا قد حصل وارتخت ايدي الحكام وارتفع بعض الشيء بطشهم واصبح العمل للخلافة اقوى الا ان الاعلام بقي منحازا لجانب اسياده فلم يوجد اي مؤسسة اعلاميه مستقله تتبنى الاسلام وارجاعه للحكم كقصيه مصيريه مع ذلك فان الحزب مستمر في كل اعماله آملاً من الله أن يحقّق له وللأمة الإسلامية الفوز والنجاح والنصر، وعندئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
يتبع:

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Feb 22 2013, 05:56 PM

الحلقه الحاديه والستون

استمرار الحزب في العمل لتطبيق شرع الله بطريق رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وبعد الثورات :
فرضيه العمل لاقامة دولة الاسلام ثابته في كل وقت وكل حين فهي احكام شرعيه يجب التقيد بها طالما ان دولة الاسلام غائبه
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " ، ولكن
لو أن الله سبحانه ترك المجال لكل شخص أن يعبده بالطريقة التي يختارها ، لتصرف كل شخص على هواه ، ولأعتبر أنه يعبد الله حق العبادة ، ولما كان هناك مجال لمحاسبته ،لذلك فإن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ، وطلب منه أن يعبده ووضع له نظاما لعبادته ، فقد فرض عليه فروضا ، وأمره أن يؤديها ، وحدد له أشياء وأمره أن يجتنبها، فإذا تبع هذه الأوامر ، واجتنب ما نهاه عنه يكون قد عبده حق عبادته ، وإلا فلا .
ومن بين الفروض التي افترضها الله على الإنسان الصلاة والزكاة ، فقال سبحانه : " وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة " ، ولكن لو نظرنا في كل القران الكريم وبحثنا فيه ،لما وجدنا كيفية أداء الصلاة ، ولوجدنا كيفية أداء الصلاة في السنة النبوية المطهرة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" صلوا كما رأيتموني أصلي " ، وبالتالي فلا يجوز لأي مسلم أن يؤدي الصلاة بكيفية مختلفة عن الكيفية التي صلى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو قام بحركات مختلفة فلا يعتبر قد صلى .
ولو أن مسلما قام وتوضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى الظهر قبل أن يؤذن الظهر ، فلا يكون قد صلى الظهر ، ولو أنه قام فصلى الظهر بعد الأذان ، واتجه في القبلة نحو المسجد الأقصى فإنه لا يكون قد صلى ، مع أن الأقصى هو القبلة الأولى ، ولو أصر أن الأقصى هوالقبلة الصحيحة يعتبر كافرا لأنه أنكر شيئا معلوما من الدين بالضرورة ، مع أنه قام بأداء فرض .
ومن الفروض التي فرضها الله علينا الحج ، حيث قال تعالى :" ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " ، ولو بحثنا أيضا في القران عن كيفية أداء الحج لما وجدنا أيضا ، ولكن نجد ذلك من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث قال :" خذوا عني مناسككم " فلا يجوز لأي مسلم أن يحج بكيفية مختلفة ، ولا يجوز له أن يتبع ترتيبا مختلفا في أداء شعائر الحج.
ومن الفروض التي فرضها الله علينا أيضا فرض عظيم جدا ، ألا وهو – الحكم بما أنزل الله تعالى – حيث قال تعالى : {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ }المائدة49.
لقد أمرالله سبحانه وتعالى في هذه الآية رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، أن يحكم بين الناس بما أنزل الله ، وحذره من أن يتبع أهواء الناس ، ولا تفكيره ولا رأيه ، وحذره شديد التحذير من أن يفتنه الناس ( أي يحرفوه ) ولو عن جزء بسيط مما أنزل الله سبحانه ,
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتطبيق هذه الآية خير التطبيق ، ولم يقبل من قريش أو غيرها أي أمر فيه مناقضة ولو بسيطة للإسلام ، ولا تنازل ولو عن جزء بسيط من الإسلام ،
" والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ".
وقد بين الله عظم إثم من لم يحكم بما أنزل الله ، حيث أنه اعتبر من لم يقم بذلك ، كافرا ، أو ظالما ، أوفاسقا ، }وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } ، }وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفاسقونَ }، }وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْظالمون }، وهذا كله قرينة واضحة على فرضية الحكم بما أنزل الله
يتبع :

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Feb 27 2013, 06:14 PM

الحلقة الثانيه والستون .
تابع فرضية حمل الدعوة :

والحكم بما أنزل الله لا يمكن أن يطبق إلا في ظل دولة إسلامية ، لذلك كان وجود الدولة الإسلامية فرض . حيث أن القاعدة الشرعية تقول :" ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " .
وكما أن وجود جماعة تعمل لإقامة الدولة الإسلامية فرض ، لأن الدولة لا يمكن أن يقيمها فرد أو مجموعة أفراد ، وإنما تقيمها جماعة تؤمن بالفكرة وتعمل لإيجادها في واقع الحياة ، ولذلك تنطبق هنا أيضا القاعدة الشرعية السابقة.
ولأن الله سبحانه وتعالى طلب من المسلمين إيجاد هذه الجماعة ، حيث قال تعالى {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }آلعمران104.
ولكن ........ كيف يمكن العمل لإيجاد هذه الدولة الغائبة هذه الأيام ،وهي فرض ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لو بحثنا في القران الكريم أيضا ، لما وجدنا جوابا لهذاالسؤال ، بينما نجد الجواب الشافي في سيرة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وبيان ذلك ما يلي :
كل كتب السيرة تجمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمكة ، مر بثلاث مراحل هي :
1- التثقيف السري وترسيخ العقيدة .
2- التفاعل مع الأمة والصدع بالدعوة .
3- طلب النصرة .
سيتبع بيان هذه المراحل بشيء من التفصيل المبسط

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jun 1 2013, 08:17 AM

الحلقة الثالته والستون
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟؟
قبل البدا بالمراحل الثلاثه التي يعمل فيها الحزب للوصول للخلافة الاسلاميه لا بد من التنويه للخلافة الاسلاميه لاهميتها وحاجة المسلمين الماسة لها :
الخـلافة هي رئاسة عامة للمسلمين جميعاً في الدنيا لإقامة أحكام الشرع الإسلامي، وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم، وهي عينها الإمامة، فالإمامة والخـلافة بمعنى واحد وهي الشكل الذي وردت به الأحكام الشرعية لتكون عليه الدولة الإسلامية. وقد وردت الأحاديث الصحيحة بهاتين الكلمتين بمعنى واحد، ولم يرد لأي منهما معنى يخالف معنى الأخرى في أي نص شرعي، لا في الكتاب ولا في السنة لأنهما وحدهما النصوص الشرعية. ولا يجب أن يُلتزم هذا اللفظ، أي الإمامة أو الخـلافة، وإنما يلتزم مدلوله.
وإقامة خليفة فرض على المسلمين كافة في جميع أقطار العالم. والقيام به ـ كالقيام بأي فرض من الفروض التي فرضها الله على المسلمين ـ أمر محتم لا تخيير فيه ولا هوادة في شأنه، والتقصير في القيام به معصية من أكبر المعاصي. والدليل على وجوب إقامة الخليفة على المسلمين كافةً السنةُ وإجماعُ الصحابة.
أما السنة فقد رُوي عن نافع قال: قال لي عبد الله بن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية»، رواه مسلم، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فرض على كل مسلم أن تكون في عنقه بيعة، ووصف من يموت وليس في عنقه بيعة بأنه مات ميتة جاهلية. والبيعة لا تكون إلا للخليفة ليس غير. وقد أوجب الرسول على كل مسلم أن تكون في عنقه بيعة لخليفة، ولم يوجب أن يبايع كل مسلم الخليفة. فالواجب هو وجود بيعة في عنق كل مسلم، أي وجود خليفة يستحق في عنق كل مسلم بيعة بوجوده، فوجود الخليفة هو الذي يوجد في عنق كل مسلم بيعة، سواء بايع بالفعل، أم لم يبايع، ولهذا كان الحديث دليلاً على وجوب نصب الخليفة، وعلى وجوب أن يكون في عنق كل مسلم بيعة وليس دليلاً على وجوب البيعة، لأن الذي ذمه الرسول هو خلو عنق المسلم من بيعة حتى يموت، ولم يذم عدم البيعة.
وروى مسلم عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما الإمام جُنة يُقاتَل من ورائه ويُتقى به». وروى مسلم عن أبي حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يُحدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر، قالوا فما تأمرنا؟ قال: فُوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم». وعن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية» رواه مسلم.
فهذه الأحاديث فيها وصف للخليفة بأنه جُنة، أي وقاية. فوصف الرسول بأن الإمام جنة هو إخبار عن فوائد وجود الإمام، فهو طلب، لأن الإخبار من الله ومن الرسول إن كان يتضمن الذم فهو طلب ترك، أي نهي، وإن كان يتضمن المدح فهو طلب فعل، فإن كان الفعل المطلوب يترتب على فعله إقامة الحكم الشرعي، أو يترتب على تركه تضييعه، كان ذلك الطلب جازماً. وفي هذه الأحاديث أيضاً أن الذين يسوسون المسلمين هم الخلفاء، وهو يعني طلب إقامتهم، وفيها تحريم أن يخرج المسلم من السلطان. وهذا يعني أن إقامة المسلم سلطاناً، أي حكماً له، أمر واجب.
يتبع :

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jun 2 2013, 03:41 PM

الحلقة الرابعة والستون
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟؟
الحلقه الرابعه والستون
تابع ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في بيان فرضيه اقامة الخلافة الاسلاميه
فقد امر الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعة الخلفاء، وبقتال من ينازعهم في خلافتهم. وهذا يعني أمراً بـإقامة خليفة، والمحافظة على خلافته بقتال كل من ينازعه. فقد روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده، وثمره قلبه فليطعه إن استطاع. فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر». فالأمر بطاعة الإمام أمر بـإقامته، والأمر بقتال من ينازعه قرينة على الجزم في دوام إيجاده خليفة واحداً.
وأما إجماع الصحابة فإنهم رضوان الله عليهم أجمعوا على لزوم إقامة خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته، وأجمعوا على إقامة خليفة لأبي بكر، ثم لعمر، ثم لعثمان بعد وفاة كل منهم. وقد ظهر تأكيد إجماع الصحابة على إقامة خليفة من تأخيرهم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب وفاته، واشتغالهم بنصب خليفة له، مع أن دفن الميت عقب وفاته فرض، ويحرم على من يجب عليهم الاشتغال في تجهيزه ودفنه الاشتغال في شيء غيره حتى يتم دفنه. والصحابة الذين يجب عليهم الاشتغال في تجهيز الرسول ودفنه اشتغل قسم منهم بنصب الخليفة عن الاشتغال بدفن الرسول، وسكت قسم منهم عن هذا الاشتغال، وشاركوا في تأخير الدفن ليلتين مع قدرتهم على الإنكار، وقدرتهم على الدفن، فكان ذلك إجماعاً على الاشتغال بنصب الخليفة عن دفن الميت، ولا يكون ذلك إلا إذا كان نصب الخليفة أوجب من دفن الميت. وأيضاً فإن الصحابة كلهم أجمعوا طوال أيام حياتهم على وجوب نصب الخليفة، ومع اختلافهم على الشخص الذي يُنتخب خليفة فإنهم لم يختلفوا مطلقاً على إقامة خليفة، لا عند وفاة رسول الله، ولا عند وفاة أي خليفة من الخلفاء الراشدين. فكان إجماع الصحابة دليلاً صريحاً وقوياً على وجوب نصب الخليفة.
على أن إقامة الدين، وتنفيذ أحكام الشرع في جميع شؤون الحياة الدنيا فرض على المسلمين، بالدليل القطعي الثبوت، القطعي الدلالة، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بحاكم ذي سلطان. والقاعدة الشرعية إن (ما لا يتـم الواجـب إلا به فهـو واجب) فكان نصب الخليفة فرضاً من هذه الجهة أيضاً.
ومن جانب آخر وجب التنويه الى أننا حين نتكلم عن الخلافة فإننا لا نتكلم عن شكلٍ عرفه التاريخ الإسلامي خلال مئات السنين، وإنما نحن في هذا الحال نتكلم عن دولة جامعة للمسلمين في العالم كله، كما أننا لا نتكلم عن شكلٍ ما يمكن أن يتغير، أو عن أساليب أو وسائل يمكن أن تتغير، ولكننا نتكلم عن نظام أرسته مجموعة من الأحكام الشرعية مستنبطة من كتاب الله ومن سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وفي بعض الأحيان من إجماع الصحابة، فالخلافة الإسلامية هي دولة أوجب الله -سبحانه وتعالى- أن تقوم لتكون جامعة للأمة كلها، إذ إنه يحرم شرعاً على المسلمين أن يكونوا موزعين إلى أكثر من دولة، فما بالك بواقع المسلمين اليوم وقد توزعوا فيما يُقارب ستين دولة في العالم وأدى ذلك إلى شرذمة وضعف، وليس هذا على أحد بخافٍ، فالدولة الإسلامية أو الخلافة الإسلامية بالتحديد هي نظام شرعه الله سبحانه وتعالى، الأشكال والوسائل والأساليب التي اعتمدت كانت تُعتمد وفق الظروف والمعطيات، فلابد هنا أن نُفرِّق بين النظام من حيث هو نظام وبين الأشكال والوسائل، وأيضاً لابد أن نفرق بشكل واضح بين التطبيق الصحيح والدقيق والذي كان في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي عهد خلفائه الراشدين وبين ما أسيء تطبيقه بعد ذلك في عهود الدولة الإسلامية خلال مئات السنين، ولاسيما طريقة تنصيب الخليفة على المسلمين،

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jun 21 2013, 03:37 PM

الحلقة الخامسه والستون
تابع ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في بيان فرضيه اقامة الخلافة الاسلاميه
الخلافه والاماره بمعنى واحد
كانت الطريقة الشرعية دائماً هي البيعة، ولكن تنفيذ هذه الطريقة - طريقة تنصيب الخليفة - كان يُساء تطبيقه حين استحدث منذ عهد الأمويين ما يعرف بولاية العهد، فصار منصب الخلافة وراثياً في الأمة، هنا النقطة الأساسية التي لابد من الوقوف عندها أننا حين نتكلم أو نشدد على إقامة الخلافة فإننا لا نشدد على عبارة أو على مصطلح، لأن المصطلح يمكن أن يُعبِّر بغيره عن المدلول نفسه، ففي حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورد مصطلح الخلافة، "إذا بُويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما" و "ستكون خلفاء فتكثر" في حديث آخر طبعاً، و وردت أيضاً عبارة الإمام، "ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنقه"، وورد في التاريخ الإسلامي وفي عهد الصحابة الكرام وردت كلمة أمير المؤمنين، ويمكن أن يكون سلطان المسلمين... إذا ليس المقصود أن نلتزم عبارة ، ولكن المقصود أن نلتزم الحكم الشرعي ألا وهو أن تكون للمسلمين دولة جامعة تجمعهم جميعاً فيكون للأمة الإسلامية رأس واحد يحكم بما أنزل الله.
فإن حاججك أحدهم وقال أن الحديث عن سوء التطبيق حين استحدث ولاية العهد والخلافة بالوراثة منذ العهد الأموي، هو حديث عن قرابة 14 قرنا من تاريخ الإسلام، بمعنى أن النموذج المثالي لم يصمد أمام التحدي الواقعي أكثر من بضع وعشرون سنة، وهي أقليل عندما تقارنها بـ 1400 عام ! فلماذا تقول أن هذا خطأ في التطبيق؟ لماذا لا يكون هو الأصل؟ إن لم يكن هو الأصل فهذا هو الواقع ! وهكذا يمكن القول أن الفكرة الإسلامية تأقلمت مع واقع جديد مؤداه أن الناس يمكن أن تتخالف على السلطة بهذه الطريقة وليس بالوضع المثالي الأول.؟
والجواب هو أنه لابد من التسليم بأن ما شرعه الله -سبحانه وتعالى- لا مجال للمساومة عليه، ولو أخطأ الناس، ولو طال خطأهم فالنموذج الصحيح هو النموذج الذي أرساه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعمل به الخلفاء الراشدون من بعده، خلال ثلاثين عاماً فورد في الحديث أن الخلافة ثلاثون والمقصود هنا الخلافة الراشدة، وإلا فالخلافة أطول، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: ثم تكون خلفاء.. "وستكون خلفاء فتكثر" وهذا تفريق بين الخلافة الراشدة وغيرها، وهذا يوضحه حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي يتكلم عن 1400 عام التي تلت عهد الخلفاء الراشدين ، ويلخصها في حديث صغير حتى يصل إلى واقعنا هذا الذي نعيشه حيث يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها" وهذا عصر الخلفاء الراشدين، ويتابع -عليه الصلاة والسلام- قائلاً: "ثم تكن مُلكاً عاضاً، فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها " الملك العاض هو الملك الذي يعض فيه الحكام على السلطة وهو الذي تجلى في العهد الأموي فالعباسي فإلى نهاية العهد العثماني، ثم يتابع عليه الصلاة والسلام: "ثم تكون مُلكا جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم ويتابع الرسول -عليه الصلاة والسلام.. وهذا الملك الجبري هي المرحلة التي نعيشها الآن في.. في الديكتاتوريات التي يعيش فيها العالم الإسلامي اليوم، ثم يتابع عليه الصلاة والسلام، "ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت" هذا الحديث يشير إلى أنه مهما طال أمد الملك العاض والملك الجبري، فبالنهاية العودة للخلافة على منهاج النبوة .

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jul 17 2013, 07:26 PM

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه السادسه والستون
لماذا الخلافة الإسلامية هي قضية الأمة المصيرية ؟
--------------------------------------------------------------------------------
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟؟
الحلقه السادسه والستون
ان تحقيق معنى العبودية لله لا يتم الا بدولة الخلافه الراشده فحق لا اله الا الله لا يكون الا بدولة الخلافه الراشده وهذا واضح في قصة ابي بكر الصديق وقتال لأن الغاية العظمى من الخلافة هي تحقيق مفهوم (التوحيد) و(عبادة الله) و(الولاء والبراء) والتسليم المطلق لله عز وجل والعمل بشرع الله وإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان والجاهلية إلى عدل الإسلام ، وإخضاع العالم كله لهيمنة وعالمية الإسلام . وبذلك يصبح للمسلمين العزة والقوة والشوكة والمنعة ، ويكون كل المسلمين على أهبة الاستعداد دوماً لصد أي غزو أو احتلال ، ويكون سيف الخلافة مسلطاً على رقبة كل من تسول له نفسه أن يمس المسلمين بالأذى أو يعتدي على حرماتهم ومقدساتهم . دولة الخلافة الإسلامية تعني الحكم بما أنزل الله ، والدعوة إلى عقيدة الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله . دولة الخلافة الإسلامية تعني زوال المشاكل السياسية والاقتصادية ، بل والاجتماعية .
دولة الخلافة الإسلامية تعني إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وتمزيق اتفاقية سايكس بيكو ، تعني تطبيق أركان الإسلام وتطبيق حدود الله . دولة الخلافة الإسلامية تعني التحاكم إلى شرع الله ونكران شرعية التحاكم إلى الدساتير الوضعية والأمم المتحدة التي يتحاكم إليها حكام اليوم بفتوى من علماء السلاطين .
عندما تقوم الخلافة الإسلامية يعلم كل المسلمين بأنه لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى ، وأن جنسية المسلم الحقيقة هي "الإسلام" ، ويمكن للمسلم أن يذهب للحاكم لينصحه - لا كما هو الحال اليوم - ، وستعاود المساجد دورها الدعوي والعسكري في حراسة العقيدة ودماء المسلمين .
عندما تعود دولة الخلافة ستعود للمسلم هيبته ومكانته بين شعوب الأرض ، وسيمشي بين الكفار رافعاً رأسه معتزاً بالتوحيد ، وسيكون متواضعاً لإخوانه المسلمين امتثالا لقول الله تعالى : " أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين" .
دولة الخلافة الإسلامية تعني زوال الهيمنة اليهودية والصليبية على العالم ، وتعني زوال عروش الحكام العرب المعاصرين الذين يحاربون بأموالهم وجيوشهم وإعلامهم فكرة "الخلافة الإسلامية" .
هذه هي الخلافة الإسلامية التي يفتقدها المسلمون اليوم ، ولهذا كانت هي القضية المصيرية للأمة ، وعلى هذا الأساس نسأل الله أن ينصر المجاهدين في سبيله الذين يجاهدون لإرجاع الخلافة الإسلامية بالجهاد بالسلاح والنفس والقلم والمال وبأي طريقة تصب في صالح إعادتها .
أما النهج الذي ينهجه البرلمانيون ومشايخ الحكومات ودعاة الفضائيات ودعاة التعايش السلمي ودعاة حوار الحضارات وتسامح الأديان وتلاقح الثقافات ، فهم أبعد الناس عن الخلافة الإسلامية وهم يقفون حجر عثرة أمام قيامها ، ولا خير في عالم أو داعية لا يرى بأن الخلافة الإسلامية هي قضية الأمة المصيرية .

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Aug 10 2013, 04:12 PM


ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟؟
الحلقه السابعه والستون
لطريقة الشرعية في إقامة الدولةالإسلامية
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " ، ولكن لو أن الله سبحانه ترك المجال لكل شخص أن يعبده بالطريقة التي يختارها ، لتصرف كل شخص على هواه ، ولأعتبر أنه يعبد الله حق العبادة ، ولما كان هناك مجال لمحاسبته ،لذلك فإن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ، وطلب منه أن يعبده ووضع له نظاما لعبادته ، فقد فرض عليه فروضا ، وأمره أن يؤديها ، وحدد له أشياء وأمره أن يجتنبها، فإذا تبع هذه الأوامر ، واجتنب ما نهاه عنه يكون قد عبده حق عبادته ، وإلا فلا .
ومن بين الفروض التي افترضها الله على الإنسان الصلاة والزكاة ، فقال سبحانه : " وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة " ، ولكن لو نظرنا في كل القران الكريم وبحثنا فيه ،لما وجدنا كيفية أداء الصلاة ، ولوجدنا كيفية أداء الصلاة في السنة النبوية المطهرة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" صلوا كما رأيتموني أصلي " ، وبالتالي فلا يجوز لأي مسلم أن يؤدي الصلاة بكيفية مختلفة عن الكيفية التي صلى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو قام بحركات مختلفة فلا يعتبر قد صلى .
ولو أن مسلما قام وتوضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى الظهر قبل أن يؤذن الظهر ، فلا يكون قد صلى الظهر ، ولو أنه قام فصلى الظهر بعد الأذان ، واتجه في القبلة نحو المسجد الأقصى فإنه لا يكون قد صلى ، مع أن الأقصى هو القبلة الأولى ، ولو أصر أن الأقصى هوالقبلة الصحيحة يعتبر كافرا لأنه أنكر شيئا معلوما من الدين بالضرورة ، مع أنه قام بأداء فرض .
ومن الفروض التي فرضها الله علينا الحج ، حيث قال تعالى :" ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " ، ولو بحثنا أيضا في القران عن كيفية أداء الحج لما وجدنا أيضا ، ولكن نجد ذلك من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث قال :" خذوا عني مناسككم " فلا يجوز لأي مسلم أن يحج بكيفية مختلفة ، ولا يجوز له أن يتبع ترتيبا مختلفا في أداء شعائر الحج.
ومن الفروض التي فرضها الله علينا أيضا فرض عظيم جدا ، ألا وهو – الحكم بما أنزل الله تعالى – حيث قال تعالى : {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ }المائدة49.
لقد أمرالله سبحانه وتعالى في هذه الآية رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، أن يحكم بين الناس بما أنزل الله ، وحذره من أن يتبع أهواء الناس ، ولا تفكيره ولا رأيه ، وحذره شديد التحذير من أن يفتنه الناس ( أي يحرفوه ) ولو عن جزء بسيط مما أنزل الله سبحانه ,
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتطبيق هذه الآية خير التطبيق ، ولم يقبل من قريش أو غيرها أي أمر فيه مناقضة ولو بسيطة للإسلام ، ولا تنازل ولو عن جزء بسيط من الإسلام ،
" والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ".
وقد بين الله عظم إثم من لم يحكم بما أنزل الله ، حيث أنه اعتبر من لم يقم بذلك ، كافرا ، أو ظالما ، أوفاسقا ، }وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } ، }وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفاسقونَ }، }وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْظالمون }، وهذا كله قرينة واضحة على فرضية الحكم بما أنزل الله .
والحكم بما أنزل الله لا يمكن أن يطبق إلا في ظل دولة إسلامية ، لذلك كان وجود الدولة الإسلامية فرض . حيث أن القاعدة الشرعية تقول :" ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " .
وكما أن وجود جماعة تعمل لإقامة الدولة الإسلامية فرض ، لأن الدولة لا يمكن أن يقيمها فرد أو مجموعة أفراد ، وإنما تقيمها جماعة تؤمن بالفكرة وتعمل لإيجادها في واقع الحياة ، ولذلك تنطبق هنا أيضا القاعدة الشرعية السابقة.
ولأن الله سبحانه وتعالى طلب من المسلمين إيجاد هذه الجماعة ، حيث قال تعالى {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }آلعمران104.
ولكن ........ كيف يمكن العمل لإيجاد هذه الدولة الغائبة هذه الأيام ،وهي فرض ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لو بحثنا في القران الكريم أيضا ، لما وجدنا جوابا لهذاالسؤال ، بينما نجد الجواب الشافي في سيرة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وبيان ذلك ما يلي :
كل كتب السيرة تجمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمكة ، مر بثلاث مراحل هي :
1- التثقيف السري وترسيخ العقيدة .
2- التفاعل مع الأمة والصدع بالدعوة .
3- طلب النصرة .



يتبع بيان هذه المراحل بشيء من التفصيل

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Oct 5 2013, 03:01 PM

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟؟
الحلقه الثامنه والستون
تابع الطريقة الشرعية في إقامة الدولةالإسلامية
أولا : التثقيف السري وترسيخ العقيدة :
وهذا ما كان يقوم به رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في دار الأرقم بن أبي الأرقم ، حيث أنه كان يجتمع مع أصحابه سرا في هذه الدار يبلغهم ما نزل عليه من أي الذكر الحكيم التي كانت كلها تركز على تركيز العقيدة ، وإعمال العقل البشري في الكون والإنسان والحياة .
وقد استمر عليه أفضل الصلاة والسلام على ذلك مدة ثلاث سنوات ، إلى أن نزلت اية : {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ } الحجر94،وقد خرجت هذه الدار رجالا أتقياء أنقياء مؤمنين بربهم متوكلين عليه ، لا يزعزعهم عن ذلك كيد كائد ولا مكر ماكر .
ثانيا : وبعد نزول اية : {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ }الحجر، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع أصحابه ممن كان في الدار، فاصطفوا بصفين، كان على رأس أحدهما سيدنا عمر بن الخطاب ، وعلى رأس الثاني سيدنا حمزة بن عبدالمطلب ، وخرجوا في أرجاء مكة يهللون ويكبرون ، فما كان من قريش إلا أن رمتهم بالحجارة والأشواك ، ولكنهم صمدوا وصبروا وأعلنوا بذلك عن أن هناك دين جديد له أتباع أشداء ، يعملون له ، ويدعون لتطبيقه في واقع الحياة .
ثم بعدها قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتفاعل مع قريش بالصراع الفكري ، حيث أنه كان يعمل على تسفيه أفكارهم وبيان زيفها ويستبدلها بأفكار الإسلام الصحيحة ، وكان أيضا يعمل على بيان خطط الكفار للمسلمين ، وفضحهم ، وكان في ذلك متحديا سافرا ، فقد كان يقول : {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ }المسد1، ويقول للكفار : {إِنَّكُمْ وَمَاتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ }الأنبياء98.
ثالثا: بعد وفاة عمه أبي طالب وزوجه خديجة رضي الله عنها ، انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى خطوة جديدة ، ألا وهي التعرض للقبائل القوية ،ودعوتهم للإسلام ثم طلب النصرة منهم لحماية هذا الدين، وقد تعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك إلى ثلاث عشرة قبيلة أو خمس عشرة قبيلة أو إحدى وعشرين قبيلة حسب كتب السيرة ، ولاقى أثناء ذلك شتى صنوف التعذيب والإغراء ، وكلنا يعلم قصته صلى الله عليه وسلم مع ثقيف .
إن تكرار العمل والإصرار عليه رغم التعرض أثناءه للتعذيب والإغراءات لقرينة على أن هذا العمل فرض ، وكما ذكرنا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كرر طلب النصرة على الأقل ثلاث عشرة مرة ، وهذا يدل على أن طلب النصرة فرض .
ثم بعد ذلك نصر الله صلى الله عليه وسلم بالأوس والخزرج في المدينة مع أنهما كانتا قبيلتين متناحرتين ، فأقام دولة الإسلام في يثرب ، وبعدها قام بتطبيق كل أحكام الإسلام التي كانت قد نزلت جملة واحدة ، وكان يطبق كل حكم جديد ينزل بشكل فوري ، وعلى أتم وجه .
أيها الإخوة المسلمون الكرام :
إننا وكما أخذنا كيفية صلاتنا وحجنا وزكاتنا وصيامنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يجب علينا أيضا أن نأخذ طريقة إقامة دولة الإسلام عنه أيضا ، وأن لا نلتفت إلا تفكيرنا، وأن ذلك العمل يوصل أو لا يوصل ، فالعمل فرض ، والطريقة محددة ، وهي فرض ، فيجب علينا اذن أن نعمل لإيجاد الدولة الإسلامية وبالطريقة الشرعية ، التي حددها الله سبحانه وتعالى ونفذها رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام : }َمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7.
ولذلك فإنني أيها الإخوة المسلمين أدعوكم جميعا للعمل مع العاملين لاستئناف الجياة الإسلامية بدولة الإسلام .
وإنه والله وعد من الله سبحانه : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنقَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْوَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَايُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُالْفَاسِقُونَ }النور55
إن الله لا يخلف الميعاد ، وأعلموا دوما أن العبرة دوما بصحة الفكرة ونقائها ، وليس بالعدد ولا بالعدة ، وتذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبي للغرباء " .
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى يارب العالمين .
اللهم اجعلنا من العاملين المخلصين لنصرة هذا الدين

.يتبع

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Oct 8 2013, 01:03 PM

طريقة حزب التحرير بتقصيل اكثر
- طريقة السير في حمل الدعوة هي أحكام شرعية، تؤخذ من طريقة سير الرسول صلى الله عليه وسلم في حمله الدعوة لأنه واجب الاتباع، لقوله تعالى {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً}، ولقوله {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}، وقوله{وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}. وكثير غيرها من الآيات الدالة على وجوب اتباع الرسول والتأسي به والأخذ عنه.

- لكون المسلمين اليوم يعيشون في دار كفر، لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله فإن دارهم تشبه مكة حين بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك يجب أن يتخذ الدور المكي في حمل الدعوة هو موضع التأسي.

- ومن تتبع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة حتى أقام الدولة في المدينة تبين انه مرّ في مراحل بارزة المعالم، كان يقوم فيها بأعمال معينة بارزة. فأخذ الحزب من ذلك طريقته في السير، ومراحل سيره، والأعمال التي يجب أن يقوم بها في هذه المراحل تأسياً بالأعمال التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم في مراحل سيره.

- وبناء على ذلك حددّ الحزب طريقة سيرة بثلاث مراحل:

الأولى: مرحلة التثقيف لإيجاد أشخاص مؤمنين بفكرة الحزب وطريقته لتكوين الكتلة الحزبية.

الثانية: مرحلة التفاعل مع الأمة، لتحميلها الإسلام، حتى تتخذه قضية لها، كي تعمل على إيجاده في واقع الحياة.

الثالثة: مرحلة استلام الحكم، وتطبيق الإسلام تطبيقاً عاماً شاملاً، وحمله رسالة إلى العالم.

أما المرحلة الأولى فقد ابتدأ فيها الحزب في القدس عام 1372 هـ - 1953 م على يد مؤسّسه العالم الجليل، والمفكر الكبير، والسياسي القدير، والقاضي في محكمة الاستئناف في القدس الأستاذ تقي الدين النبهاني عليه رحمة الله، وكان الحزب يقوم فيها بالاتصال بأفراد الأمة، عارضاً عليهم فكرته وطريقته بشكل فردي، ومن كان يستجيب له ينظمه للدراسة المركزة في حلقات الحزب، حتى يصهره بأفكار الإسلام وأحكامه التي تبنّاها، ويصبح شخصية إسلامية، يتفاعل مع الإسلام، ويتمتع بعقلية إسلامية، ونفسية إسلامية، وينطلق إلى حمل الدعوة إلى الناس. فإذا وصل الشخص إلى هذا المستوى، فرض نفسه على الحزب، وضمّه الحزب إلى أعضائه. كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرحلته الأولى من الدعوة، والتي استمرت ثلاث سنين، من دعوته الناس أفرادا، عارضاً عليهم ما أرسله الله به ومن كان يؤمن يكتله معه على أساس هذا الدين سراً، ويحرص على تعليمه الإسلام، وإقرائه ما نزل عليه وينزل من القرآن حتى صهرهم بالإسلام، وكان يلتقي بهم سرّاً ويعلمهم سرّاً في أماكن غير ظاهرة، وكانوا يقومون بعبادتهم وهم مستخفون. ثمّ فشا ذكر الإسلام بمكة وتحدث به الناس ودخلوا فيه أرسالاً.

وفي هذه المرحلة انصبّت عناية الحزب على بناء جسمه، وتكثير سواده وتثقيف الأفراد في حلقاته، بالثقافة الحزبية المركزة، حتى استطاع أن يكوّن كتلة حزبية من شباب انصهروا بالإسلام، وتبنّوا أفكار الحزب، وتفاعلوا معها وحملوها للناس.

وبعد أن استطاع الحزب تكوين هذه الكتلة الحزبية، وأحسّ به المجتمع، وعرفه وعرف أفكاره، وما يدعو إليه، انتقل إلى المرحلة الثانية.
يتبع :

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Nov 23 2013, 03:35 PM

ماذا يعني تطبيق الشريعه :
الحلقه السبعون
تابع الطريقة الشرعية في إقامة الدولةالإسلامية
ثانيا :المرحلة الثانيه :
وبعد نزول اية : {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ }الحجر، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع أصحابه ممن كان في الدار، فاصطفوا بصفين، كان على رأس أحدهما سيدنا عمر بن الخطاب ، وعلى رأس الثاني سيدنا حمزة بن عبدالمطلب ، وخرجوا في أرجاء مكة يهللون ويكبرون ، فما كان من قريش إلا أن رمتهم بالحجارة والأشواك ، ولكنهم صمدوا وصبروا وأعلنوا بذلك عن أن هناك دين جديد له أتباع أشداء ، يعملون له ، ويدعون لتطبيقه في واقع الحياة .
ثم بعدها قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتفاعل مع قريش بالصراع الفكري ، حيث أنه كان يعمل على تسفيه أفكارهم وبيان زيفها ويستبدلها بأفكار الإسلام الصحيحة ، وكان أيضا يعمل على بيان خطط الكفار للمسلمين ، وفضحهم ، وكان في ذلك متحديا سافرا ، فقد كان يقول : {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ }المسد1، ويقول للكفار : {إِنَّكُمْ وَمَاتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ }الأنبياء98.
ثانيا : وبعد نزول اية : {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ }الحجر، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع أصحابه ممن كان في الدار، فاصطفوا بصفين، كان على رأس أحدهما سيدنا عمر بن الخطاب ، وعلى رأس الثاني سيدنا حمزة بن عبدالمطلب ، وخرجوا في أرجاء مكة يهللون ويكبرون ، فما كان من قريش إلا أن رمتهم بالحجارة والأشواك ، ولكنهم صمدوا وصبروا وأعلنوا بذلك عن أن هناك دين جديد له أتباع أشداء ، يعملون له ، ويدعون لتطبيقه في واقع الحياة .
ثم بعدها قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتفاعل مع قريش بالصراع الفكري ، حيث أنه كان يعمل على تسفيه أفكارهم وبيان زيفها ويستبدلها بأفكار الإسلام الصحيحة ، وكان أيضا يعمل على بيان خطط الكفار للمسلمين ، وفضحهم ، وكان في ذلك متحديا سافرا ، فقد كان يقول : {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ }المسد1، ويقول للكفار : {إِنَّكُمْ وَمَاتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ }الأنبياء98.
ثالثا: بعد وفاة عمه أبي طالب وزوجه خديجة رضي الله عنها ، انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى خطوة جديدة ، ألا وهي التعرض للقبائل القوية ،ودعوتهم للإسلام ثم طلب النصرة منهم لحماية هذا الدين، وقد تعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك إلى ثلاث عشرة قبيلة أو خمس عشرة قبيلة أو إحدى وعشرين قبيلة حسب كتب السيرة ، ولاقى أثناء ذلك شتى صنوف التعذيب والإغراء ، وكلنا يعلم قصته صلى الله عليه وسلم مع ثقيف .
إن تكرار العمل والإصرار عليه رغم التعرض أثناءه للتعذيب والإغراءات لقرينة على أن هذا العمل فرض ، وكما ذكرنا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كرر طلب النصرة على الأقل ثلاث عشرة مرة ، وهذا يدل على أن طلب النصرة فرض .
ثم بعد ذلك نصر الله صلى الله عليه وسلم بالأوس والخزرج في المدينة مع أنهما كانتا قبيلتين متناحرتين ، فأقام دولة الإسلام في يثرب ، وبعدها قام بتطبيق كل أحكام الإسلام التي كانت قد نزلت جملة واحدة ، وكان يطبق كل حكم جديد ينزل بشكل فوري ، وعلى أتم وجه .
قال الله سبحانه : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنقَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْوَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَايُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُالْفَاسِقُونَ }النور55
إن الله لا يخلف الميعاد ، وأعلموا دوما أن العبرة دوما بصحة الفكرة ونقائها ، وليس بالعدد ولا بالعدة ، وتذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبي للغرباء " .

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Nov 23 2013, 03:37 PM

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟؟
الحلقه الواحدة والسبعون
لماذا لم يصل حزب التحرير الى الدولة وله ستون عاما من العمل :
الاصل في السؤال ان يكون هل حزب التحرير ملتزم بطريقة الاسلام ملتزما بطريق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوصول للحكم واقامة الدولة الاسلاميه "الخلافه الراشده" ؟؟؟ والسؤال الاخر لماذا وصل صلى الله عليه وسلم 13 سنه حتى اقام دولة الاسلام ؟؟الم يكن الله سبحانه قادرا وما زال على اقامتها في اقل من ذلك وعلى سبيل المثال 11 سنه ؟؟
ورغم ذلك نقول ان حزب التحرير اسس منذ ستون عاماً، ولكنه لم يصل الى الحكم مع انه اعد كل ما يلزم من اسباب واخذ بها وضحى وسار على طريق الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ربى افراده وكون منهم شخصيات اسلاميه يشهد لهم الغير ؟؟ واصبح تاثيره كبيرا جدا يقلق الغربيين .
وعلى هذا اقول :
اولا : نحن مامورون بالالتزام بشرع الله وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم بكل اعمالنا
ثانيا :لقد التزمنا واخذنا بالاسباب التي توصل الى الحكم متوكلين على الله سبحانه
ثالثا :ان النصر والتمكين بيد الله بيد الله
رابعا ان التاخير له حكمة لا يعلمها الا الله
خامسا ان الخلافه ستقوم لعباد لنا اولي باس شديد مخلصين واعين بغض النظر عن العدد
سادسا: لا بد من كشف امور كثيره قبل قيامها وبيان سبيل المجرمين لانها ستكون على منهاج النبوة كدولة رسول الله صلى الله عليه وسلم

فان اقامة الدولة هو تمكين والتمكين من الله تعالى والنصر بيد الله ينصر من يشاء فقد مكث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث عشرة سنة حتى أقام الدولة ولم يسأل أحد: لماذا لم تقم الدولة في أقل من ذلك؟ أليس الله بقادر على إقامتها في عشر سنوات؟بلا إنه قادر، ولكن حكمته اقتضت ذلك حتى أذن بالنصر والتمكين للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وصحابته بعد ثلاثة عشر عاما ، ونحن في حزب التحرير عملنا وسرنا كما سار الرسول عليه الصلاة والسلام،مطبيقين السنة بحذافيرها وهي دائمة المراجعة عندنا في ادقتفاصيلها ونعمل ليل نهار وننتظر النصر والتمكين فالاصل ان لا يُسأل الحزب عن المدة، وإنما يُسأل عن السير بطريق الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) خطوة خطوة حتى تحقيق النصر والتمكين.
والناس بطبيعتهم ينظرون إلى نتيجة العمل وهي دولة الإسلام لقصر نظر البعض، لو سئل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل نزول الوحي عليه بالهجرة إلى المدينة بساعة واحدة فقط وإعلان دولتة: ماذا فعلت يا رسول الله؟ سيقول آمن معي ثمانون شخصاً _كما في بعض الروايات _ في ثلاثة عشر سنة ، ومن يسمع هذا الجواب سيقال العمل، ولكن لو سألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد ساعة من وصوله إلى المدينة واعلان دولته : ماذا فعلت يا رسول الله؟ فسيقول: أقمت دولة الإسلام، وهذه هي النتيجة لعملي في ثلاث عشرة سنة، لقد أثمر بإقامة دولة الإسلام، ونحن الآن لا تظهر نتيجة عملنا عند بعض عامة الناس لأنهم يحبون رؤية دولة الإسلام وخليفة المسلمين ماثلاً أمامهم، ولكن الأمر بيد الله، وعندما تقوم سيفرح المؤمنون بنصر الله.,وعندما يوفقنا الله باقامتها فان الناس سيقولون اعانكم الله لقد تعبتم وسجنتم وفقدتم اعمالكم وقتل شبابكم فاكرمكم الله باقامة دولة الخلافه فلله دركم وتستاهلونها وانتم رجالها ............
ايها الاخوة لا حظوا اختلاف الخطاب عند الناس بالمدح والتاييد وبالدعاء بالتوفيق بعد ان قامت الدولة فالى العمل معنا لاقامتها لتكونوا من السابقين الاولين قال تعالى : لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير .
موسى عبد الشكور

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jan 6 2014, 06:44 PM

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟؟
الحلقه الواحدة والسبعون
أنجازات حزب التحرير
في الوضع الطبيغي لا نتحدث عن المنجزات ولكن هناك من يسال وهناك من يسال ليشكك .................
وسنذكر بعضا مما ينجز
أولاً : إحياء فكرة الخلافة بعد مواتها :

حيث لعب الحزب دور الريادة إذ أنه كان أول حزب سياسي على الكرة الأرضية يقوم بطرح فكرة (إقامة الخلافة الإسلامية) كمشروع لإنهاض الأمة الإسلامية من انحطاطها، ولم يُذكر أن أي حزب أو جماعة قبله قدمت مثل هذا الطرح، بل تأثرت كل الجماعات التي نشأت قبله بالواقع المعاصر، حتى أن زعيم إحدى الجماعات الإسلامية المليونية كان يقول أن النظام الحاكم في القطر المصري أقرب إلى الإسلام، فما كان من هذا النظام إلا أن قتله
يتبع :

كاتب الموضوع: ام عاصم Jan 7 2014, 01:46 PM

إقتباس(موسى عبد الشكور @ Jan 6 2014, 06:44 PM) *
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟؟
الحلقه الواحدة والسبعون
أنجازات حزب التحرير
في الوضع الطبيغي لا نتحدث عن المنجزات ولكن هناك من يسال وهناك من يسال ليشكك .................
وسنذكر بعضا مما ينجز
أولاً : إحياء فكرة الخلافة بعد مواتها :

حيث لعب الحزب دور الريادة إذ أنه كان أول حزب سياسي على الكرة الأرضية يقوم بطرح فكرة (إقامة الخلافة الإسلامية) كمشروع لإنهاض الأمة الإسلامية من انحطاطها، ولم يُذكر أن أي حزب أو جماعة قبله قدمت مثل هذا الطرح، بل تأثرت كل الجماعات التي نشأت قبله بالواقع المعاصر، حتى أن زعيم إحدى الجماعات الإسلامية المليونية كان يقول أن النظام الحاكم في القطر المصري أقرب إلى الإسلام، فما كان من هذا النظام إلا أن قتله
يتبع :


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي الكريم
وبارك الله بك وبمداد قلمك

عندما تذكر الخلافة يذكر حزب التحرير
وعندما يذكر حزب التحرير تذكر الخلافة
ذلك فضل من الله والحمد لله
والغريب أن بعد أن احيا حزب التحرير مطلب الخلافة في الأمة ، يقول البعض لماذا يحتكر حزب التحرير انه الوحيد الذي يطالب بها فالكل يريد الخلافة
مع انهم كانوا وكثير منهم لازال يعتبرها حلم او من الخيال ولا يعملون لاستئنافها لأن الزمان تغير ولا يمكن تطبيقها مرة اخرى حسب قولهم .

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jan 9 2014, 04:03 PM

إقتباس(ام عاصم @ Jan 7 2014, 01:46 PM) *
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي الكريم
وبارك الله بك وبمداد قلمك

عندما تذكر الخلافة يذكر حزب التحرير
وعندما يذكر حزب التحرير تذكر الخلافة
ذلك فضل من الله والحمد لله
والغريب أن بعد أن احيا حزب التحرير مطلب الخلافة في الأمة ، يقول البعض لماذا يحتكر حزب التحرير انه الوحيد الذي يطالب بها فالكل يريد الخلافة
مع انهم كانوا وكثير منهم لازال يعتبرها حلم او من الخيال ولا يعملون لاستئنافها لأن الزمان تغير ولا يمكن تطبيقها مرة اخرى حسب قولهم .



بارك الله فيك
نحن نعلم ان العمل لله ونسال الله ان يكون كذلك والخلافه ليست خاصه لاحد فهي لامة الاسلام وهم يعلمون تماما انه الحزب قائدها ورائدها ويتمنون لو كانوا مكانه غبطة به وبقرب الانتصار ولكنهم ليسوا بالمستوى والفهم والوعي الكافي لقياده امة وتحقيق الهدف وسيتعلقون باهدابها واطرافها عند الوصول ولكن نامل من الله ان يلحقوا بركبها قبل فوات الاوان

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jan 9 2014, 04:16 PM

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟؟
الحلقه الثانيه والسبعون
أنجازات حزب التحرير
في الوضع الطبيعي لا نتحدث عن المنجزات ولكن هناك من يسال وهناك من يسال ليشكك .................
وسنذكر بعضا مما ينجز
أولاً : إحياء فكرة الخلافة بعد مواتها : وتم بيانها في الحلقة السابقه .............

ثانياً : إيجاد رأي عام لصالح فكرة الحلافة لدى الأمة :


لقد نجح الحزب في إيجاد رأي عام لدى الأمة على فكرة الخلافة حتى أصبحت مطلباً للكثيرين وأمنية أكثر من مليار مسلم، ويؤكد ذلك دراسةً حديثة أجراها معهد الرأي العام العالمي بواشنطن بالتعاون مع جامعة ميريلاند في أربع أقطار إسلامية هي الباكستان ومصر والمغرب واندونيسيا، وقد خرجت نتيجة الدراسة بأن غالبية المسلمين يفضلون العيش في ظل دولة الخلافة بدلاً من العيش في ظل النظام الديمقراطيي، ففي سؤال تضمنه استبيان وزعه المعهد المذكور ورد سؤال وهو :
هل تفضل العيش في دولة خلافة تطبق الشريعة أم في نظام ديمقراطي ؟
كانت الاجابات على النحو التالي :
76 % من المغرب يفضلون العيش في دولة خلافة تطبق الشريعة
74 % من مصر كذلك
79 % من باكستان كذلك
يتبع :
53 % من اندونيسيا كذلك
المرجع :
http://www.hizb.org.uk/hizb/resources/issu...slim-world.html


كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Feb 19 2014, 05:27 PM

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟؟
الحلقه الثالثه والسبعون
تابع أنجازات حزب التحرير

ثالثاً : التأثير في الأحزاب الأخرى :


حيث نجح الحزب في خلق أجواء سياسية دفعت إلى ولادة أحزاب إسلامية تسعى إلى إقامة الخلافة الإسلامية، وقد خالفوه في طريقة الوصول لذلك، وقد اضطر الحزبُ كثيراً من الجماعات الإسلامية التي لم تذكر شيئاً عن الخلافة في أدبياتها، اضطرها الحزب إلى زج فكرة الخلافة في قوائم أهدافهم ولو بالظاهر حيث أن عدم تطرق هذه الجماعات لفكرة الخلافة أحرجهم أمام الأمة.



رابعاً : نجح الحزب في ضرب العلاقة بين الأمة والحكام :

ففي الوقت الذي كانت الأمة ترى في حكامها زعماء ورؤساء وملوك ترعى الشؤون، وفي الوقت الذي كان بعض قادات الحركات الإسلامية المليونية لا يرون غضاضة في إقامة علاقات ودية مع الحكام، في هذا الوقت وُجد حزب التحرير، وكان الحزب هو أول من اصطدم مع الحكام والأنظمة، فكان الكفاح السياسي ضد الحكام والأنظمة الحاكمة هو جزءً من طريقة الحزب، فصار يكافح الحكام ببيان بعدهم عن تطبيق الشرع، وبيان بعدهم عن رعاية مصالح الأمة، وكشف مؤاتمراتهم وتواطؤهم مع أعداء الأمة، وعمالتهم للغرب.

يتبع ...................

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Mar 10 2014, 09:39 AM

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟؟
الحلقه الرابعه والسبعون
تابع أنجازات حزب التحرير
تشهد الأمة الإسلامية اليوم معركة حقيقية حامية الوطيس بين طرفين: الطرف الأول وهم الكفار الغربيون الذين يحملون مشروعهم الاستعماري لإبقاء هيمنتهم على الأمة، ومشروعهم هذا يقوم على شعارات زائفة كاذبة خاطئة، من مثل: الديمقراطية، والحريات، وحقوق الإنسان... أما الطرف الآخر فهم الساعون للتغيير الذين يحملون مشروع نهضته الأمة وإنقاذ البشرية، عبر إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة كبديل حضاري عن الرأسمالية العفنة.



خامساً : حراسة الحزب للأمة من مؤامرات الغرب والحكام :

حيث كان الحزب قواماً دوماً على الأمة وعلى مصالحها، وكان دائم التحذير من كل مؤامرة، فتجده قد حذر الأمة من نكسة 67 قبل حدوثها بـ 100 يوم، وتجده قد حذر من اتفاق أوسلو قبل وقوعه بثلاثين سنة حين بين أن منظمة التحرير قد أنشأت لتصفية القضية والتنازل عن فلسطين، وهو قد حذر من خيانة الملك حسين وعزمه على فك الارتباط مع الضفة قبل حدوثه ببضعة أشهر، وكم وكم أن الناس حين كانوا يرون تحذيرات الحزب الاستباقية قد حصلت يقولون: صدق حزب التحرير !
ومن الجدير ذكره تحذير الحزب لإخوانه في فلسطين حين عزمهم دخول الانتخابات التشريعية تحت حراب المحتل، وقد حذر من أن ذلك سيقود إلى الاعتراف باسرائيل، وسيقود إلى فخاخ سياسية ستضيع ثمرة جهاد سنين طويلة، وها أنتم تعيشون التجربة والكثير يقول: ليت الذي كان لم يكن !!

يتبع : منقول

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Mar 28 2014, 05:31 PM

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟؟
الحلقه الخامسه والسبعون
أنجازات حزب التحرير
في الوضع الطبيغي لا نتحدث عن المنجزات ولكن هناك من يسال وهناك من يسال ليشكك .................
وسنذكر بعضا مما ينجز ...............

سادساً : وضع تصور متكامل لشكل دولة الخلافة :

قدم الحزب تصوراً عملياً مستنبطاً من الكتاب والسنة على شكل دولة الخلافة، فدولة الخلافة ليست مجرد شعار يرفع، بل هي كيان تنفيذي يتمثل في ثلاثة عشر جهازاً، وهي :
الخليفة، ومعاون التفويض، ومعاون التنفيذ، والولاة، والجيش، ودائرة الأمن الداخلي، ودائرة الصناعة، ودائرة الخارجية، ودائرة بيت المال، وجهاز القضاء، ودائرة الإعلام، والجهاز الإداري لمصالح الرعية، ومجلس الأمة .
وهذا التصور مفصل تفصيلاً كاملاً في كتاب أجهزة دولة الخلافة في الحكم والإدارة الذي أصدره الحزب. وفي هذا السياق قام الحزب بوضع أسس التعليم المنهجي في دولة الخلافة، ومن يطلع عليه يدرك أن الأمر ليس هزلاً ولا شعارات، بل جد، وجد الجد، فأسس التعليم المنهجي وضع وبني ليطبق حين قيام دولة الخلافة مباشرة، وكانت هذه سابقة فضل لم يسبق إليها أحد .


يتبع :

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jun 21 2014, 03:56 PM

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟؟
الحلقه السادسة والسبعون
أنجازات حزب التحرير
في الوضع الطبيغي لا نتحدث عن المنجزات ولكن هناك من يسال وهناك من يسال ليشكك .................
وسنذكر بعضا مما ينجز ...............

سابعاً : وضع مشروع دستور جاهز للتطبيق في أي لحظة :

قام الحزب من أوائل سني نشاته بوضع دستور مكون من 190 مادة جاهز للتطبيق في أي لحظة يستلم فيها الحزبُ الحكم، وهذا الدستور ليس مجرد شعارات، بل هو مشروع دستور عملي مكون من 190 مادة استنبطت من الكتاب والسنة وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس، وكانت هذه سابقة فضل لم يسبق الحزبَ إليها أحد، فكان هو رائد تصور كيفية تطبيق الإسلام تطبيقاً عملياً، حتى أن أحد قادة جبهة الإنقاذ في الجزائر سئل ذات مرة : لو استلمتم الحكم فهل لديكم دستور جاهز للتطبيق ؟ فكان جوابه : لدينا دستور الإخوة في حزب التحرير. ومن الجدير ذكره أن الحزب كان يقوم بإرسال الوفود لكل زعيم في العالم الإسلامي زعم أنه يريد تطبيق الإسلام، فيدعوه إلى تبني هذا الدستور المأخوذ كله من شرع الله تعالى، ولكنه لم يجد مستجيب، فعلها مع الخميني، والبشير، وعلي عبد الله الصالح وغيرهم.

يتبع

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Nov 2 2014, 05:06 PM

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟؟
الحلقه السابعه والسبعون
أنجازات حزب التحرير
في الوضع الطبيغي لا نتحدث عن المنجزات ولكن هناك من يسال وهناك من يسال ليشكك .................
وسنذكر بعضا مما ينجز ...............



ثامناً : صفع ساسة الغرب وإيقاع الرعب في قلوبهم :

حيث صار أمراً عادياً من رامسفيلد وبوش وبلير وبوتين في خطابات جماهيرية كثيرة أن يحذروا شعوبهم من الخلافة القامة، حتى أن الحزب صار محظوراً في بعض دول أوروبا التي تتغنى بالحرية كألمانيا، ويسعى بعضها الآخر إلى سن قوانين لحظره كبريطانيا، وخير ما أستشهد به في هذا المضمار هو كلام الدكتور نعمان حنيف، الأكاديمي المتخصص بالإرهاب الدولي والحركات الراديكالية في جامعة لندن حيث يقول في مقالة شهيرة له بعنوان (الخلافة الإسلامية .. التحدي الإسلامي للنظام العالمي) يقول :
[وليس لدى الغرب أي خيار سوى قبول حتمية الخلافة وتشكيل موقف واضح تجاه الإسلام والذي سيقوم بدوره بتعريف عدم التوافق العقائدي هذا بين الاثنين. ويبدو أن العالم الإسلامي قد تبنى موقفه من الآن تجاه الغرب خاصةً مع ازدياد نجاح الجماعات الإسلامية وقبول الجماهير الإسلامية بوجودها]

إن هذا الكلام لم يكن ليصدر من باحث متخصص مثل الدكتور نعمان حنيف لو لم يكن هناك حزب يقدم (الخلافة) كنموذج لكيان سياسي يطبق الشريعة ويحمل الدعوة إلى العالم بالجهاد.
يتبع :


كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Nov 20 2014, 05:04 PM

سعيد رضوان
بسم الله الرحمن الرحيم
☆☆ الخلافة التي نريد ☆☆
● إن جميع البلاد اﻹسلامية مؤهلة ﻹقامة الخلافة الإسلامية سواء أكان البلد صغيرا أو كبيرا .
● وعند اﻹعلان عن الخلافة يجب أن يكون اﻹعلان منطبقا على مضمون الخلافة المحدد شرعا، وإﻻ كان اﻹعلان فارغ المضمون مضللا، لغوا ﻻمعنى له .
● وعندما تقوم جهة ما بإعلان الخلافة فيجب التثبت من هذا اﻹعلان على النحو التالي:-
1:-أن يكون سلطان الدولة سلطانا ذاتيا، يستند إلى المسلمين في تلك الدولة، ﻻ إلى جهات خارجية، ومثال ذلك حكومة بغداد استندت إلى أمريكا، وحكومة مرسي إستندت إلى اتفاق مع أمريكا والعلمانيين، وكذلك جميع الجماعات المقاتلة التي تلقت وتتلقى الدعم المالي والسياسي اﻹقليمي والدولي كما هو الحال في العراق والشام واليمن .
2:-أن يكون أمان الدولة بأمان المسلمين، فيكون للدولة جيش يحمي كيان الدولة رعية وأجهزة ومؤسسات من المعتدين داخليا وخارجيا، فيجب أن يوجد استقرار داخلي للدولة وسيادة على أراضيها غير مخترقة، فلا تكون أراضي الدولة ومؤسساتها مستباحة من أي جهة كانت كما هو الحال في إعلان دولة العراق والشام، أهل القوة فيها يعيشون حالة الكر والفر، فهي ليست دولة بل هي ميدان معركة لم يحسم فيها السلطان ﻻ في العراق وﻻ في الشام .
3:-أن تباشر الدولة بتطبيق اﻹسلام فورا وكاملا، وهذا يعني أن يكون للدولة أجهزة ومؤسسات مستقرة تقوم برعاية الشؤون في كل جوانب الحياة، فالدولة كيان تنفيذي، أي هناك كيان دولة، وليس مجرد كتائب تقيم حدا هنا أو هناك وتفرض ضرائب على الناس .
4:-أن تتوفر في المبايع شروط اﻹنعقاد كحد أدنا، بأن يكون مسلما بالغا عاقلا ذكرا حرا عدلا قادرا على القيام بأعباء الخلافة، وهذا يتطلب أن يكون معلوما من أهل البلد ﻻ من أتباعه، فالبيعة ﻻتنعقد لمجهول الحال والعدالة، والتنظيمات المقاتلة ﻻ يتوفر فيها ذلك لطبيعة تشكلها فالقادم من أصقاع اﻷرض ﻻ يعرف قيادته وﻻ تعرفه قيادته، وكلهم تسمى باﻷلقاب والكنى، فكانت اﻹختراقات اﻹستخباراتية الدولية من طبيعة هذة التنظيمات، ومن كانت هذه حالته فلا بيعة له، وﻻ يغير من حاله أن يعلن عن نسبه وسيرته بعد البيعة، فالبيعة عقدت لمجهول ومن مجهول .
5:-أن يكون المبايعون هم من أهل البلد، فهم وحدهم أصحاب السلطان في البلد وليسوا الوافدين عليها .
6:-يجب أن أن يرجع إلى الناس في البيعة بأن يكون المبايعون يمثلون أهل البلد ويجسدون رضى جل المسلمين، تجتمع الكلمة ببيعتهم، وأن يكونوا معلومين كفلاء على أقوامهم، وفي اﻹجماع (من بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا بيعة له وﻻ لمن بايعه، تغرة أن يقتلا)، فالبيعة بالرضى واﻹختيار .
7:-أن تكون البيعة له إنعقدت على معلوم دستور واضح، وأنظمة وتشريعات محددة، فلا يكفي أن يقال على كتاب الله وسنة رسوله في حالة تعدد اﻹجتهادات واﻵراء في الدولة، فلا توجد دولة على المذاهب اﻹسلامية مجتمعة، فلا بد من التبني تجنبا للفوضى والتناقض في أجهزة الدولة وفي القضاء، وفي وﻻيات الدولة، وخاصة ونحن نعيش ندرة في وجود المجتهدين الذين تتوفر فيهم العلوم المعتبرة التي تمكنهم من اﻹجتهاد .
8:-أن يجري تحديد مصادر التشريع، والقواعد التي يجري عليها إستنباط اﻷحكام الشرعية للمستجدات، لضبط اﻹجتهاد في الدولة، حتى تكون البيعة إنعقدت على معلوم ويتسنى لنا من مراقبة سير الحكم ومحاسبة الحكام .
أيها المسلمون
إن الخلافة كيان تنفيذي دولة توفرت فيها جميع شروط ومواصفات الدولة فلا تكون كلمة في الهواء، فليست الدولة تنظيم مسلح فرض قوته على بقعة من اﻷرض مهما كبرت، أو كالسلطة الفلسطينية، أو سلطة غزة، أو كما يقولون دولة في النفس أو في المنفى، فلا يصح أن يبقى المسلمون مطايا لغيرهم .

اللهم مكن لعبادك الصالحين . منقول

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Nov 23 2014, 08:33 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشباب المسلم: اجعلوها ثورة من أجل خلافة راشدة على منهاج النبوة
أطلقت الجبهة السلفية دعوة للتظاهر يوم 28 نوفمبر تحت عنوان انتفاضة الشباب المسلم، وقالت أنها تهدف من ذلك الحراك إلى فرض الهوية الإسلامية وإسقاط الهيمنة وإسقاط حكم العسكر، وإزاء هذه الدعوة نحب أن نبين الآتي:
1- مما لا شك فيه أن الوضع الحالي الذي تعيشه مصر من أسوأ ما مر بها، فالمعتقلون في السجون بالجملة بل ووصل تعدادهم لأكثر من أربعين ألفا، والقنوات التلفزيونية والصحف والمجلات التي قد يشتمّ منها رائحة المعارضة مغلقة، والتظاهر ممنوع والمطالبة بتحكيم الشريعة تُعدّ من التهم التي يزج بمن يحمل لواءها في السجون، والمنابر والمساجد مغلقة أمام حملة الدعوة لتحكيم شرع الله في ظل دولة الخلافة، والكثير الكثير...
2- نحن نرى في هذه المطالب أنها تبشر بخير عميم وهي خطوة على الطريق الصحيح نحو إحداث التغيير على أساس الإسلام، فلقد بذلت أمريكا وأدواتها جهداً جباراً لإبعاد الإسلام عن أي حراك للأمة، إدراكا منها أن أي حراك ثوري مرتبط بالإسلام سوف يغير تغييراً صحيحاً.
3- إن أي حراك في الشارع عنوانه الإسلام، لا يمكن لأي قوة في الأرض أن تردعه، ولن يترك مجالاً لدجال أو منافق يتظاهر بتأييده للثورة وهو في الحقيقة يعاديها كما حدث في ثورة يناير. ولذلك فإن هذه الخطوة علامة صحية بأن هناك من بدأ يدرك الأخطاء التي وقع فيها الثوار وأنه لا بد من تصحيح المسار.
4- يجب إعادة الشارع إلى أصله وربطه بعقيدته، وإدراكه أن حياته هي من أجل الإسلام، وأن أي حياة بدونه هي حياة ذليلة لا قيمة لها. فيجب أن نستعيد أرض الكنانة ممن اختطفها ووضعها لقمة سائغة في فم أمريكا وربيبتها دولة يهود، وأن نعيد أرض الكنانة كما كانت، حامية للأمة حاملة لواء الإسلام. ونعيد جيش مصر إلى تاريخه المشرف، كما كان عندما قاده صلاح الدين وحرر به بيت المقدس.
5- ولكننا في الوقت نفسه نرى في تلك الدعوة أيضا ردة فعل غير منضبطة للواقع الأليم، ودعوة غير مبلورة وغير واضحة وما ينبغي أن يكون هذا حال من يرى أن الواقع يجب أن يتغير بالإسلام لنحيا حياة إسلامية حقيقية، فلا بد من تحديد ما هو المقصود بالهوية الإسلامية وكيفية تحقيقها على أرض الواقع؟ فالهوية للأمة مرتبطة ارتباطاً شرعياً وثيقاً بهوية الدولة، والدولة التي يجب أن يعيش في ظلها المسلمون هي دولة الخلافة على منهاج النبوة وهي نظام الحكم الذي فرضه رب العالمين على هذه الأمة.
6- كما أن إسقاط التبعية الغربية بخاصة الأمريكية، لا يكون إلا بنظام حكم يرفض الفكرة الغربية بطريقتها الديمقراطية في الحكم ورأسماليتها في الاقتصاد. نظام يسعى إلى أن تكون له غاية في سياسته الخارجية وهي حمل الإسلام رسالة هدى ورحمة للعالمين، ينابذ القوى الغربية الدولية وعلى رأسها أمريكا لينتزع منها مركز الصدارة، وهذا أيضاً لا يكون إلا بدولة الخلافة على منهاج النبوة.
7- إن إبعاد العسكر عن الحكم، يجب أن لا يكون هدماً للجيش في مصر، فالجيش هو المؤهل لنصرة الإسلام والمسلمين بالوقوف والانحياز إلى مطالبة المسلمين بإقامة الخلافة حينما تصير رأياً عاماً ومطلباً جماهيرياً نتيجة أعمال حمل الدعوة وما تقتضيه من صراع فكري وكفاح سياسي. فالجيش هو المؤهل لنصرة الإسلام والمسلمين ولإدارة الجهاد بإمرة خليفة المسلمين، ولمواجهة أعداء الإسلام من قوى غربية أو شرقية أو كيان يهود.
8- وأخيرا إنها نصيحة مخلصة لمن يؤيدون تلك الدعوة، والذين نرى فيهم خيرا كثيرا، وحبا عميقا لشرع الله، أن التفوا حول المشروع الإسلامي الحقيقي المتمثل في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. فأنتم تعلمون أن رسولكم الكريم قد بشر بها في الحديث الذي تحفظونه جيدا: «...ثم تكون خلافة على منهاج النبوة»، وتقرأون وعد ربكم لكم بالاستخلاف والتمكين والنصر والأمن، ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ...﴾، فلترفعوا لواء الخلافة عاليا خفاقا، ولتعلموا أن لإقامة هذه الدولة طريقًا واحدًا خطه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، برفض أخذ الحكم منقوصًا، أو المشاركة في نظام فاسد مخالف للإسلام، بل الصبر حتى تكتمل النصرة، بالعمل الدءوب في الأمة لإيجاد رأي عام فيها منبثق عن وعي عام على وجوب تطبيق شرع الله كاملاً في دولة الخلافة، وهذا يكون بالصراع الفكري وعرض أفكار الإسلام قويةً متحديةً لتَصْرَع أفكار الكفر، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس بالتمييع والمسايرة لها، وبالكفاح السياسي وكشف الخطط والمؤامرات على الإسلام والمسلمين، وليس بالمداهنة والمسايرة للطواغيت وعملاء الغرب الكافر في بلادنا من السياسيين والإعلاميين ومدّعي الفكر، فبهذا يوجد رأي عام للخلافة والشريعة، فينحاز أهل النصرة المخلصون في الجيش لها، فهو الذي يملك القوة بحق. كما أنه لا يكون بالاصطدام والتقاتل مع أبناء الأمة في الجيش والشرطة والذين فيهم الكثير من المخلصين الذين يتألمون لما تتألم منه باقي الأمة، ولكنهم وللأسف الشديد لا يبصرون الطريق ويتعرضون للتضليل من قبل شياطين الإنس والجن، فاحذروا من الوقوع في ذلك الفخ.
هذه نصيحتنا وهي نصيحة مخلصة لا نريد بها جزاءً ولا شكورا، بل نقولها استجابة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم، «الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ» قُلْنَا: لِمَنْ يَا رَسُول اللهِ؟ قَالَ: «للهِ، ولكتابه، ولِرَسُوْلِهِ، وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، وَعَامَّتِهِمْ».
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية مصر
info@hizb.netشريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
sherif@hizb.net

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Feb 9 2015, 05:32 PM

الخلافة الحقيقية

1- الخلافة الحقيقية هي الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بإذن الله، وإقامتها فريضة على المسلمين ومن قصر في العمل لها فقد ارتكب إثما عظيما، فهي كما أخبر العلماء تاج الفروض.

2- الخلافة الحقيقية أساس كل شيء فيها العقيدة الإسلامية، ولا يفهم من ذلك أن حياة أهلها صلاة وصيام وعبادة فقط، بل أن كل أمورها يجب أن لا تخالف العقيدة الإسلامية في أي أمر.

3- الخلافة الحقيقية هي دولة وكيان تنفيذي للقرآن والسنة، وليست تنظيما مسلحا متنقلا مختفيا يظهر حينا ويختفي أحيانا، وفرق شاسع بين الدولة وبين الحركات المسلحة.

4- الخلافة الحقيقية دستورها الكتاب والسنة وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس، ولا تعتمد في دستورها على الديمقراطية الكافرة أو على أي تشريع للبشر أو تشريع طاغوتي.

5- الخلافة الحقيقية تتكون من عدة أجهزة: الخليفة، المعاونون (وزراء التفويض)، وزراء التنفيذ، الولاة، أمير الجهاد، الأمن الداخلي، الخارجية، الصناعة، القضاء، مصالح الناس (التعليم، التجارة،...)، بيت المال، الإعلام، مجلس الأمة (الشورى والمحاسبة).

6- الخلافة الحقيقية نظامها هو نظام الخلافة وهو نظام فريد يختلف عن بقية الأنظمة في العالم، فهو ليس نظاما ملكيا ولا نظاما جمهوريا ولا نظام مدنيا ولا نظاما إمبراطوريا.

7- الخلافة الحقيقية يتم اختيار الخليفة فيها بالبيعة بالانتخاب أو باختيار أهل الحل والعقد الذين يمثلون المسلمين، ولا يفرض عليهم فرضا مثل ما تفرض بعض التنظيمات المسلحة زعيمها خليفة اسما على المسلمين، وتحاسبهم وتبطش بهم إن لم يطيعوا، ففعلهم هذا باطل، لأنهم ليسوا دولة أولا ولأن الخليفة لا يفرض فرضا، بل يختار ببيعة أهل الحل والعقد له، ولن تكون الخلافة بولاية العهد كما حصل من إساءات في عهد الخلافة الأموية أو العباسية أو العثمانية.

8- الخلافة الحقيقية فيها مجلس للأمة، ووظيفته المحاسبة وإبداء الرأي والشورى والمشورة، ولا يجوز له سن القوانين حسب النظام الديمقراطي الكافر، ولا يملك عزل الخليفة، فعزل الخليفة له شروط شرعية تبت فيها محكمة المظالم.

9- الخلافة الحقيقية لا يوجد فيها مجلس تشريعي يشرع من دون الله أو برلمان كبرلمانات اليوم، ولا يوجد فيه السلطات الثلاث كالسلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، والقضاء فيها بكل أنواعه لا يحكم إلا بشرع الله، حيث لا يوجد محاكم استئناف أو تمييز أو محاكم مدنية.

10- الخلافة الحقيقية ستحقق الأمن في الداخل لرعيتها، والحماية من أي اعتداء خارجي، وستفكر دول العالم كثيرا قبل الاعتداء على دولة الخلافة.

11- الخلافة الحقيقية حدودها ليست دائمة وثابتة، فهي تتغير وتتوسع حيثما يصل جنود الفتح الإسلامي وهم ينشرون الخير في العالم، ويستقبلهم أهل البلاد المفتوحة بالترحاب والورود.

12- الخلافة الحقيقية رايتها هي راية العقاب ولواؤها هو لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ترفع أبدا الرايات الموجودة حاليا رايات الاستعمار والتجزئة والتفرقة بين المسلمين، فهي تنبذها وتقضي عليها.

13- الخلافة الحقيقية ستعمل على توحيد جميع بلاد المسلمين في دولة وقوة واحدة، وستقضي على تقسيمات الاستعمار، وهي المسؤولة عن تحرير المحتل من بلاد المسلمين.

14- الخلافة الحقيقية ليست دولة قطرية أو دولة وطنية خاصة بفئة معينة من البشر، تحصرها الحدود وتقتلها وتمنع نشر الخير للبشر، فهي لجميع البشر تصل حدودها حيث يصل جنود الفتح.

15- الخلافة الحقيقية لا تميز بين رعاياها أبدا، إلا ما ميزهم به الشرع.

16- الخلافة الحقيقية سياستها الداخلية تنفيذ الشرع في الداخل على الرعية دون تمييز.

17- الخلافة الحقيقية سياستها الخارجية حمل الإسلام إلى الخارج بالدعوة والجهاد.

18- الخلافة الحقيقية قد تكون أيامها الأولى صعبة جدا ويتكالب جميع الكفار والمجرمون والمنافقون عليها لهدمها، ولكنها بإذن الله صامدة، ونحن في سعينا لإقامة الخلافة إنما نسعى لتطبيق شرع الله في دولة تحكم بالقران والسنة، ولا نسعى للرفاه والخيرات الدنيوية، وان كانت ستتحصل بإذن الله بحسن تطبيق الإسلام وقوة الفهم للأحكام الشرعية، فحسن التطبيق للأحكام الشرعية وقوة الفهم للإسلام، ستجعل صورة الخلافة، كما حصل في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز -وزيادة- عندما نثر الحب على رؤوس الجبال في الشتاء حتى لا يقال جاع طير في بلاد الإسلام.

19- الخلافة الحقيقية هي الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وهي كخلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وليست الخلافة قتلا وقطعا للرؤوس وقتلا للمخالفين وترهيبا للناس، فهي ترعى الناس وتدير شؤونهم، يلجأ إليها الخائفون والمشردون والضعفاء فتؤويهم وتحميهم.

20- الخلافة الحقيقية عندما تقوم سيهاجر الناس إليها، وتعود أيام وذكريات هجرة المسلمين إلى المدينة المنورة، الهجرة من بلاد الكفر والظلم إلى بلاد الخير والعدل وتطبيق الإسلام، والخلافة الحقيقية لا يفر الناس منها ولا يهربون منها، لأنها أمان لرعيتها مسلمهم وأهل ذمتهم.

21- الخلافة الحقيقية تنتشر فيها العفة والفضيلة، فتجد النساء محجبات ملتزمات طوعا وحبا وتقوى، وترى غير المسلمات ملتزمات لأنها نظام يحقق لهن الأمن والأمان ويحافظ عليهن كنساء أمهات وربات بيوت، لا كما يحدث اليوم للمرأة من كون قيمتها من قيمة جسدها وجماله وعرضه للناس.

22- الخلافة الحقيقية يكون إمام المسلمين فيها في المقدمة، فان جاع الناس كان أكثرهم جوعا، وأن خاف الناس كان في المقدمة ليذود عنهم.

23- الخلافة الحقيقية تحافظ على خيرات المسلمين الموجودة في بلاد الاسلام، فتوزعها على الرعية حسب شرع الله المسلم منهم وغير المسلم، ولا يستأثر بها الحاكم أو أناس معينين فيفقر الناس ويزدادون غنى.

24- الخلافة الحقيقية يكون فيها النفط والغاز وطاقة الأنهار والثروات في باطلن الأرض وغيرها من الثروات الطبيعية ملكية عامة لجميع المسلمين وليست للفئة الحاكمة.

25- الخلافة الحقيقية نقدها هو الذهب والفضة، فلن يحصل فيها تضخم للمال ولن تحصل فيها أزمات اقتصادية، ولن تتأثر بالأزمات الاقتصادية في العالم.

26- الخلافة الحقيقية فيها يتم تداول المال وتوزيعه على الرعية وتوزيع الأراضي على الرعية لمن يحتاج منهم، وتوفر كل سبل العمل، وتوزع الأموال على الفقراء والمساكين وأهل الحاجة، فتنتهي مشكلة البطالة فيها بإذن الله، ومن لا يجد عملا فالخلافة ستتولى أمره ريثما يجد العمل.

27- الخلافة الحقيقية تصنع السلاح بنفسها ولا تعتمد على غيرها من الدول كما يحدث هذه الأيام، حيث تعتمد الدول في العالم الإسلامي على غيرها فتزداد تبعية للغرب، فالخلافة ستصنع السلاح وستبني أم المصانع، حتى لا تتحكم بها دولة من الدول.

28- الخلافة الحقيقية تكون لجميع المسلمين وليست مذهبية، توجد الشرور بين المسلمين بل هي دولة لجميع المسلمين.

29- الخلافة الحقيقية فيها العزة والكرامة والسعادة للرعية، والأمن والأمان، وستكون مهوى قلوب المهاجرين من كل العالم الذين يتعرضون للظلم والقهر.

30- الخلافة الحقيقية يظهر فيها أهل الصلاح والخير وينتشرون وتوفر لهم أجهزة الإعلام والصحف والمنابر، ويضمر ويموت فيها أهل الفساد والشرور والرذيلة والنفاق، ويختبؤون في جحورهم كالجرذان فلا يظهر لهم أي أثر.

31- الخلافة الحقيقية نظام التعليم فيها يخرج الرجال القادة الأبطال المجاهدين المجتهدين، ويخرج النساء أمهات وربات بيوت ونساء رائدات في مجالات الخير.

32- الخلافة الحقيقية ستكون مهوى أفئدة أهل العلم من جميع أنحاء الدنيا، لطلب العلم ونيل الدراسات العليا بإذن الله.

33- الخلافة الحقيقية ستكون لغتها الرسمية اللغة العربية، وسيصبح التكلم باللغة العربية علامة رقي بإذن الله في جميع أنحاء العالم.

34- الخلافة الحقيقية تحفظ حقوق أهل الذمة، فيعيشون فيها حياة كريمة لن توفرها لهم أي دولة في العالم حتى لو كانت دول نصرانية.

35- الخلافة الحقيقية عندما تقوم سنتخلص من هيمنة دول الكفر، ومن هيمنة المؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن والأمم المتحدة وغيرها، وستصبح دولة الخلافة في وقت قصير بإذن الله الدولة الأولى في العالم.

36- الخلافة الحقيقية قادمة قريبا بإذن الله، وما تململ المسلمين اليوم وثورتهم، -وان كان تم احتواؤها مؤقتا وليس كاملا- إلا دليل على قرب عودتها، أما ما يحدث اليوم من إعلان الخلافة اللغو فهو خلافة غير حقيقية، ولن يستفيد الكفار من هذا الإعلان –الذي يستغلونه لتشويه الخلافة- إلا الوبال والدمار بإذن الله.

37- الخلافة بعدما غابت تحولت حياتنا إلى ما ترون من ذل وضنك وفقر وقتل للمسلمين واعتداء عليهم وعلى مقدراتهم ونهب لخيراتهم، وتقسيم لبلادهم واستعمار من قبل الكافرين، وتم حكمهم من قبل أجراء للكافر المستعمر لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، يقتلون المسلمين ويحمون الكافرين، ضيعوا البلاد والعباد، وحلت في زمنهم الفتن، وهو زمن غياب الخلافة، إذ الفتن الحالية والخلافة نقيضان، لا يجتمعان معا.

38- في ظل عهد الخلافة مدة ثلاثة عشر قرنا تقريبا كنا سادة الدنيا، وعندما غابت عنا الخلافة مدة تسعين عاما تقريبا تحولت حياتنا إلى جحيم كما ترون هذه الأيام، فحتى في عهد الخلافة الأموية والعباسية والعثمانية التي حكمت بشرع الله وإن كان فيها بعض الإساءات، إلا أن العز والظفر والنصر والتمكين كان لأمة الإسلام، فكيف عندما تعود الخلافة الحقيقية قريبا بإذن الله تعالى.

39- الخلافة الحقيقية لأهميتها فإن الكفار يبذلون الكثير الكثير من أموالهم وجهودهم وأبنائهم لمنع عودتها، ويبذلون في سبيل ذلك الغالي والنفيس، ولكن أنى لهم منع فكرة قد حان أوانها.

40- أكبر نعمة وأكبر خير يناله المسلم في ظل الخلافة الحقيقية الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة هو العيش في ظلال حكم القرآن والسنة، فهذا أكبر خير يناله المسلم، أما الخير الذي تحدثنا عنه من النعيم الدنيوي والراحة الدنيوية وكثرة الخيرات فإنه نتيجة حتمية لإحسان تطبيق الإسلام وقوة الفهم للأحكام الشرعية من قبل القائمين على الدولة الإسلامية، أما إن حصل خلل معين في التطبيق أو خلل في فهم الأحكام الشرعية، فإن الخير العظيم الذي تحدثنا عنه قد يقل وقد يزداد، ولكن سيبقى المسلمون يعيشون في ظل حكم القرآن والسنة وهذه أكبر نعمة يمكن أن تحدث للمسلم، وأيضا قد يحصل لدولة الخلافة عند قيامها حصار وإعلان حرب من الكفار عليها، وتآمر لإسقاطها وهدمها وتدميرها، وقد تأتي فيها أيام صعبة جدا، قلنا ذلك في الختام حتى لا يتخيل الإنسان أنا نعده بالجنة على الأرض، ولكن كل ما تحدثنا عنه هو إن أحسن التطبيق بفهم صحيح للإسلام، فإن هذا سيحصل وزيادة.

وفي الختام فإني أوجه الدعوة لكل مسلم للعمل لإقامة الخلافة، فإن هذا تاج الفروض والتقصير فيه إثم، وهذا هو الذي يهم المسلم وهو القيام بما افترضه الله عليه، وهذا طبعا فوق ما سيجلبه قيام الخلافة من خير. منقول

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور May 18 2015, 04:12 PM

دعوتنا هي دعوة للدين كاملا
حزب التحرير يدعو لتطبيق الإسلام كاملا دون ترك أي حكم فلا ندعو لإقامة الخلافة فحسب، ولا ندعو للحزبية الضيقة واتباع أشخاص، ولا ندعو للطائفية أو القومية، ولا ندعو للفردية أو الاكتفاء بإصلاح الفرد فنحن ندعو لتطبيق الإسلام كاملا ومنه أحكام متعلقة بالفرد وأخرى متعلقة بالأمة وأخرى بالدولة، فالدين كل متكامل ندعو له، فلا نقول: إن الالتزام بالأحكام أولا ثم تأتي الدولة، لأن هذا فصل للأحكام الإسلامية وتفريق بينها ودعوة للالتزام ببعضها وترك أو تأجيل البعض الآخر، فهذا فصل للدين عن الدولة، فالتركيز على الفرد وعلى علاقاته مع خالقه فقط - وهي العبادات - أمر لا يكفي، وهنا تضييع للدين
فالأصل بالتغيير أن يكون بالدعوة لتطبيق كل الإسلام ووفق ما حدده الشرع الإسلامي، قال تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فالتغيير يشمل ما في النفس وما يحيط بالنفس وهذا ما فعله صلى الله عليه وسلم وسعى إليه، حيث اتصل بالقادة والحكام والزعماء ليفرض النظام، ولم يستمر في إصلاح الأفراد في مكة فطريقة أصلح الفرد يصلح المجتمع مناقضة لدين الله وسنة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام لأنها تركز على جزء من أحكام الإسلام وتترك معظمها
فكما ندعو الفرد للالتزام بتطبيق الإسلام كاملا في خاصته، فإننا ندعوه للالتزام بالأحكام الأخرى المتعلقة بالدولة والمجتمع فالإسلام كل لا يتجزأ
موسى عبد الشكور

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Aug 2 2015, 06:26 AM

الخلافـــة تاج الفروض واهمها

الخلافة هي رئاسة عامة للمسلمين جميعاً في الدنيا لإقامة أحكام الشرع الإسلام

وحملا الدعوة الإسلامية إلى العالم، وهي عينها الإمامة، فالإمامة والخلافة بمعنى واحد. وقد وردت الأحاديث الصحيحة بهاتين الكلمتين بمعنى واحد، ولم يرد لأي منهما معنى يخالف معنى الأخرى في أي نص شرعي، أي لا في الكتاب ولا في السنّة لأنهما وحدهما النصوص الشرعية. ولا يجب أن يلتزم هذا اللفظ أي الإمامة أو الخلافة، وإنما يلتزم مدلوله.

وإقامة خليفة فرض على المسلمين كافة في جميع أقطار العالم. والقيام به ـ كالقيام بأي فرض من الفروض التي فرضها الله على المسلمين ـ هو أمر محتم لا تخيير فيه ولا هوادة في شأنه، والتقصير في القيام به معصية من أكبر المعاصي يعذب الله عليها أشد العذاب.

والدليل على وجوب إقامة الخليفة على المسلمين كافة: الكتاب والسنة وإجماع الصحابة.

أما الكتاب، فإن الله تعالى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحكم بين المسلمين بما أنزل الله، وكان أمره له بشكل جازم، قال تعالى مخاطباً الرسول عليه السلام:{فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ}[048:005] وقال: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ َ}[048:005]. وخطاب الرسول خطاب لأمته ما لم يرد دليل يخصصه به، وهنا لم يرد دليل فيكون خطاباً للمسلمين بإقامة الحكم. ولا يعني إقامة الخليفة إلاّ إقامة الحكم والسلطان. على أن الله تعالى فرض على المسلمين طاعة أولي الأمر، أي الحاكم، مما يدل على وجوب وجود ولي الأمر على المسلمين. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ}[059:004] ولا يأمر الله بطاعة من لا وجود له. فدل على أن إيجاد ولي الأمر واجب. فالله تعالى حين أمر بطاعة ولي الأمر فإنّه يكون قد أمر بإيجاده. فإن وجود ولي الأمر يترتب عليه إقامة الحكم الشرعي، وترك إيجاده يترتب عليه تضييع الحكم الشرعي، فيكون إيجاده واجباً لما يترتب على عدم إيجاده من حُرمة، وهي تضييع الحكم الشرعي.

وأما السنّة فقد روى مسلم عن طريق نافع قال: قال لي ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» . فالنبي صلى الله عليه وسلم فرض على كل مسلم أن تكون في عنقه بيعة، ووصف من يموت وليس في عنقه بيعة بأنه مات ميتة جاهلية. والبيعة لا تكون إلا للخليفة ليس غير. وقد أوجب الرسول على كل مسلم أن تكون في عنقه بيعة لخليفة، ولم يوجب أن يبايع كل مسلم الخليفة. فالواجب هو وجود بيعة في عنق كل مسلم، أي وجود خليفة يستحق في عنق كل مسلم بيعة بوجوده. فوجود الخليفة هو الذي يوجد في عنق كل مسلم بيعة سواء بايع بالفعل أم لم يبايع، ولهذا كان الحديث دليلاً على وجوب نصب الخليفة وليس دليلاً على وجوب أن يبايع كل فرد الخليفة. لأن الذي ذمّه الرسول هو خلو عنق المسلم من بيعة حتى يموت، ولم يذم عدم البيعة. وروى مسلم عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما الإمام جُنة يُقاتَل من ورائه ويُتّقى به» .

وروى مسلم عن أبي حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وأنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر، قالوا: فما تأمرنا ؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم» . وعن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية» . فهذه الأحاديث فيها إخبار من الرسول بأنه سيلي المسلمين ولاة، وفيها وصف للخليفة بأنه جُنة أي وقاية. فوصف الرسول بأن الإمام جنة هو إخبار عن فوائد وجود الإمام فهو طلب، لأن الإخبار من الله ومن الرسول إن كان يتضمن الذم فهو طلب ترك، أي نهي، وإن كان يتضمن المدح فهو طلب فعل، فإن كان الفعل المطلوب يترتب على فعله إقامة الحكم الشرعي، أو يترتب على تركه تضييعه، كان ذلك الطلب جازماً. وفي هذه الأحاديث أيضاً أن الذين يسوسون المسلمين هم الخلفاء، وهو يعني طلب إقامتهم، وفيها تحريم أن يخرج المسلم من السلطان، وهذا يعني أن إقامة المسلم سلطاناً، أي حكماً له أمر واجب. على أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بطاعة الخلفاء، وبقتال من ينازعهم في خلافتهم، وهذا يعني أمراً بإقامة خليفة، والمحافظة على خلافته بقتال كل من ينازعه. فقد روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر» . فالأمر بطاعة الإمام أمر بإقامته، والأمر بقتال من ينازعه قرينة على الجزم في دوام إيجاده خليفة واحداً.

وأما إجماع الصحابة فإنهم رضوان الله عليهم أجمعوا على لزوم إقامة خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته، وأجمعوا على إقامة خليفة لأبي بكر، ثم لعمر، ثم لعثمان بعد وفاة كل منهم. وقد ظهر تأكيد إجماع الصحابة على إقامة خليفة من تأخيرهم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب وفاته واشتغالهم بنصب خليفة له، مع أن دفن الميت عقب وفاته فرض، ويحرم على من يجب عليهم الاشتغال في تجهيزه ودفنه الاشتغال في شيء غيره حتى يتم دفنه. والصحابة الذين يجب عليهم الاشتغال في تجهيز الرسول ودفنه اشتغل قسم منهم بنصب الخليفة عن الاشتغال بدفن الرسول، وسكت قسم منهم عن هذا الاشتغال، وشاركوا في تأخير الدفن ليلتين مع قدرتهم على الإنكار، وقدرتهم على الدفن، فكان ذلك إجماعاً على الاشتغال بنصب الخليفة عن دفن الميت، ولا يكون ذلك إلاّ إذا كان نصب الخليفة أوجب من دفن الميت. وأيضاً فإن الصحابة كلهم أجمعوا طوال أيام حياتهم على وجوب نصب الخليفة، ومع اختلافهم على الشخص الذي ينتخب خليفة فإنهم لم يختلفوا مطلقاً على إقامة خليفة، لا عند وفاة رسول الله، ولا عند وفاة أي خليفة من الخلفاء الراشدين، فكان إجماع الصحابة دليلاً صريحاً وقوياً على وجوب نصب الخليفة.

على أن إقامة الدين وتنفيذ أحكام الشرع في جميع شؤون الحياة الدنيا والأخرى فرض على المسلمين بالدليل القطعي الثبوت القطعي الدلالة، ولا يمكن أن يتم ذلك إلاّ بحاكم ذي سلطان. والقاعدة الشرعية (إن ما لا يتم الواجب إلاّ به فهو واجب) فكان نصب الخليفة فرضاً من هذه الجهة أيضاً.

فهذه الأدلة صريحة بأن إقامة الحكم والسلطان على المسلمين منهم فرض، وصريحة بأن إقامة خليفة يتولى هو الحكم والسلطان فرض على المسلمين وذلك من أجل تنفيذ أحكام الشرع، لا مجرد حكم وسلطان. انظر قوله صلى الله عليه وسلم فيما روى مسلم عن طريق عوف بن مالك «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلّون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم. قيل يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف، فقال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، وإذا رأيتم من ولاتكم شيئاً تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يداً من طاعة» . فهو صريح في الإخبار بالأئمة الأخيار والأئمة الأشرار، وصريح بتحريم منابذتهم بالسيف ما أقاموا الدين، لأن إقامة الصلاة كناية عن إقامة الدين والحكم به. فكون إقامة الخليفة ليقيم أحكام الإسلام، ويحمل دعوته فرضاً على المسلمين أمر لا شبهة في ثبوته في نصوص الشرع الصحيحة، فوق كونه فرضاً من جهة ما يحتمه الفرض الذي فرضه الله على المسلمين من إقامة حكم الإسلام وحماية بيضة المسلمين. إلاّ أن هذا الفرض هو فرض على الكفاية فإن أقامه بعضهم فقد وجد الفرض وسقط عن الباقين هذا الفرض، وإن لم يستطع أن يقيمه بعضهم ولو قاموا بالأعمال التي تقيمه فإنه يبقى فرضاً على جميع المسلمين، ولا يسقط الفرض عن أي مسلم ما دام المسلمون بغير خليفة.

والقعود عن إقامة خليفة للمسلمين معصية من أكبر المعاصي لأنها قعود عن القيام بفرض من أهم فروض الإسلام، ويتوقف عليه إقامة أحكام الدين، بل يتوقف عليه وجود الإسلام في معترك الحياة. فالمسلمون جميعاً آثمون إثماً كبيراً في قعودهم عن إقامة خليفة للمسلمين. فإن أجمعوا على هذا القعود كان الإثم على كل فرد منهم في جميع أقطار المعمورة. وإن قام بعض المسلمين بالعمل لإقامة خليفة ولم يقم بعضهم الآخر فإن الإثم يسقط عن الذين قاموا يعملون لإقامة الخليفة ويبقى الفرض عليهم حتى يقوم الخليفة. لأن الاشتغال بإقامة الفرض يسقط الإثم على تأخير إقامته عن وقته وعلى عدم القيام به، لتلبسه بالقيام به، ولاستكراهه بما يقهره عن إنجاز القيام به. أما الذين لم يتلبسوا بالعمل لإقامة الفرض فإن الإثم بعد ثلاثة أيام من ذهاب الخليفة إلى يوم نصب الخليفة يبقى عليهم، لأن الله قد أوجب عليهم فرضاً ولم يقوموا به ولم يتلبسوا بالأعمال التي من شأنها أن تقيمه، ولذلك استحقوا الإثم فاستحقوا عذاب الله وخزيه في الدنيا والآخرة. واستحقاقهم الإثم على قعودهم عن إقامة خليفة أو عن الأعمال التي من شأنها أن تقيمه، ظاهر صريح في استحقاق المسلم العذاب على تركه أي فرض من الفروض التي فرضها الله عليه، لا سيما الفرض الذي به تنفذ الفروض، وتقام أحكام الدين، ويعلو أمر الإسلام، وتصبح كلمة الله هي العليا في بلاد الإسلام، وفي سائر أنحاء العالم.

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Aug 25 2015, 04:56 AM

لماذا الخلافة الراشدة ؟!
لأنها وعد الله وبشرى رسوله صل ولأنها نظام الحكم الوحيد الذي حكم به المسلمون لأكثر من ثلاثة عشر قرناً من الزمن وكانوا في مقدمة الأمم بكل شئ أقاموا العدل في بلاد الإسلام وحملوا رسالة الإسلام العظيمة إلى العالم بالدعوة والجهاد وإلى أن سقطت على ايدي العميل المجرم مصطفى كمال أتاتورك في أواخر عهد الدولة العثمانية كان المسلمين في ظلها أعزاء كرماء ولم يعرف المسلمين الذل والهوان واستباحة دمائهم إلا بعد سقوطها وهي النظام الرباني المستمد من كتاب الله وسنة رسوله في يطبق الشرع واحكامه على المسلمين في كل المجالات الاجتماعية والأقتصادية والسياسية وبها وحدها الأمن والأمان والرضى من الله والرضوان بها تعمر الأرض وبدون قيامها الذل والهوان والخسران وهي مشروع نهظة لأمة الإسلام بأكملها في زمن الأنحطاط وتحكم الكفر في بلاد الإسلام وتمزيقها وتفتيتها من قبل المستعمرين إلى دويلات هزيلة يتحكم بها المستعمر الكافر ويظع لها دساتير كفر ونظم حكم كافرة ينهب خيراتها ويستعبد أهلها ولاسبيل لخلاص المسلمين إلا بقيامها لأنها ليست دعوة فرقة أو حزب أو مجموعة بل هي مشروع أمة بقيامها يقام الدين كاملاً ويقام شرع الله يقول رسول الله صل { من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية } وهي الدولة الوحيدة التي يكون السلطان فيها للمسلمين يختارون من يرتظون منهم خليفة يحكمهم بشرع الله والسيادة فيها تكون لشرع الله وحده هل هناك أعدل من هاكذا نظام حكم ؟! وهو الذي يرتظيه رب العالمين وهي الخلافة الراشدة هي العز والمجد والفوز بالدارين تصان فيها الأعراض وتحقن الدماء ويعم العدل بلاد الإسلام أن الدعوة إلى قيامها وأقامتها فرض وواجب على كل مسلم والدعوة لها واجب ونصرتها واجب على كل مسلم ولانصر للمسلمين إلا بقيامها والتخلف عن دعوتها ونصرتها أثم عظيم وهي الراعي الحقيقي لأمة الإسلام وهي الحصن الحصين الذي يستظل بظلها المسلمين ونسأل الله أن يجعل لأهل الشام والمسلمين بقيامها
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
((تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا ، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ،ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةٍ. ثُمَّ سَكَتَ)) . منقول

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Oct 10 2015, 08:03 AM

الطريقة اليوم لبناء المجتمع والدولة هي نفسها طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ومن هنا ، فإن على الجماعة أن تدرس ما قام به الرسول صلى الله عليه وسلم من أعمال أدت إلى قيام الدولة الإسلامية الأولى في المدينة .
نعم إن خطوات الطريق تؤخذ من الرسول صلى الله عليه وسلم ، والدعوة تعرف أحكامها من تلك الفترة ، وتشق طريقها بصبر وأناة بالرغم من كل الصعاب .
فسنّة الدعوات الحقّة لا يشذّ عنها أحد . وهي كما قال ورقة بن نوفل للرسول صلى الله عليه وسلم حين بدء نزول الوحي إليه : " لتكذبنه ، ولتؤذينّه ، ولتخرجنّه ، ولتقاتلنه " فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : «أو مخرجيَّ هم» قال له ورقة : ما أتى قبلك من رسول إلاّ وقد أخرجه قومه .
ويقول تعالى : (ولقد كُذِّبَتْ رسل من قبلك ، فصبروا على ما كُذبوا ، وأُوذوا حتى أتاهم نصرنا ، ولا مبدل لكلمات الله ، ولقد جاءك من نبأ المرسلين) .
فطريقة العمل هي نفس طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد عاش في مكة وهي دار كفر .
وقام بأعمال مقصودة أدت به إلى إيجاد دار الإسلام في المدينة .
وكانت الهجرة من مكة إلى المدينة ، حيث أقيمت الدولة الإسلامية ، حركة الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام .
وهنا يرد سؤال : هل يعني كلامنا هذا أنه يجب أن تمر الدعوة اليوم في مرحلتين : مرحلة مكية ومرحلة مدنية ، كما كانت زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ .
والجواب على ذلك أنه زمن الرسول صلى الله عليه وسلم مرت الدعوة في مرحلتين :
1 – مرحلة مكية نزلت فيها على الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر آيات العقائد وقليل من آيات الأحكام .
ولم يكن المسلم مكلفاً فيها بأكثر مما نزل .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم مأموراً فيها بالصفح والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وبالكف عن استعمال السلاح ، والصبر على احتمال الأذى .
2 – ومرحلة مدنية نزلت فيها على الرسول صلى الله عليه وسلم باقي آيات العقائد واكتمل فيها نزول الأحكام .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم مأموراً فيها بإقامة أحكام الإسلام ، وإنزال العقوبات ، وإعلان الجهاد وفتح البلاد ، ورعاية شؤون العباد . وفي هذه المرحلة صار المسلم مسؤولاً عن الإسلام كله .
واليوم نحن مسؤولون عن الإسلام كله سواء ما نزل منه في مكة أو في المدينة .
وأي تقصير في أي حكم يحاسب المسلم عليه . فأحكام الطلاق والزواج وأحكام البيع والجهاد ، وأحكام الصيام والحج ، وأحكام العقوبات والبينات وأحكام الأراضي والملكيات ، إلى آخر ما هنالك من الأحكام التي نزلت في المدينة صار المسلم مسؤولاً عنها .
ولكنْ هناك أحكام أُنيطَ تنفيذها بخليفة المسلمين فلا يستطيع الفرد القيام بها ، وذلك كأحكام العقوبات على الإجمال ، وأحكام جهاد المبادأة لنشر الدعوة ، وأحكام ملكية الدولة وأحكام الخلافة . وهناك أحكام لم تُنَطْ بالخليفة ، وعلى المسلم أن يلتزم بها في كل الأحوال ، ويحاسب على تقصيره ، سواء ما نزل منها في مكة ، وما نزل في المدينة .
حتى أن الإسلام أوجب الهجرة على المسلم من البلد الذي لا يستطيع القيام بالأحكام الفردية فيه ، يقول تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُولَٰئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا)
وعلى هذا فإنه لا يصح تسمية مرحلة مكية ومرحلة مدنية في وضعنا اليوم .
ولكن نأخذ ونتأسى بما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في مكة فقط فيما يتعلق بمراحل سيره في الدعوة والأعمال التي قام بها وأدت إلى إيجاد دار الإسلام .
وهذا فيما يتعلق بالعمل لإقامة دار الإسلام وتبقى الأحكام الفردية مطلوبة من المسلم يقوم بها سواء كان في دار الكفر أو في دار الإسلام .
كتاب الدعوة إلى الإسلام ...

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Dec 31 2015, 06:46 AM

مفهوم وفكرة اقوى من وطائرة وبندقية :

قتل وتدمير واعتقال وملاحقة لفكرة الخلافة ودعاتها مع ان الغرب الكافر وعملائة وعوالقة بحرية الراي الكاذبة الخاطئة ويقولون انها مسموحة ولكل ان يعبر عن راية السياسي ولكن ...عند التطبيق على الارض نجد ان ديمراطيتهم وحرية الراي عندهم كذبة اكبر من جبل احد فكل ما يحملة حزب التحرير فكر وكل ما يقوم به دعوة فلماذا اذا يعتقل ابنائة ولماذا يلاحقون ؟؟لماذا تزداد الهجمة الشرسه على افكار الاسلام المتعلقة باعادة الخلافة الاسلاميه وما تحققه من نجاحات حيث ازدياد مؤيديها والعاملين لتطبيقها واغلاق مواقعها الالكترونيه واعتقال دعاتها ؟؟!!!!!!
ام ان فكرهم وما يحملون من مفاهيم اسلامية اقوى من عسكر المجرمين مجتمعين ؟؟؟ حيث وصلوا لى الافلاس الفكري , وطبعا هذا مؤشر ضعف عندهم ومؤشر قوة في الفكر الاسلامي النقي الصافي فلماذا لا يقابلون الحجة بالحجة والفكر بالفكر ؟؟؟؟ ام ان الاوامر صدرت لهم بالتدمير والقتل والتشريد والاعتقال بعد ان افلس دعات الفكر الراسمالي الغربي والقومي الذي يحملون !
واضع ان ازدياد ثاثير حزب التحرير في الامة وحمل افكار اعادة الخلافة الراشدة قد اخذ يقلق الغرب الكافر وبات انتصار افكار الاسلام واهل الاسلام مسألة وقت فكيف اذا نفسر الهجمة الغربية الروسية الامريكية على اهل الشام لماذا كل هذه القوة العمى لتال افراد باسلحة فردية ام ان الامر اكبر من ذلك بكثير ؟؟؟نعم انه مشروع الخلافة العظيم !!!!!!!!!! الذي بات تهز اركان العالم ودولة المفلسة
ازدياد الهجمة الشرسه على افكار الاسلام المتعلقة باعادة الخلافة الاسلاميه وما تحققه من نجاحات حيث ازدياد مؤيديها والعاملين لتطبيقها واغلاق مواقعها الالكترونيه واعتقال دعاتها
اللهم نصرك https://www.facebook.com/profile.php?id=100002127891747
موسى عبد الشكور

كاتب الموضوع: موسى عبد الشكور Jul 12 2016, 09:15 AM

الدولة في الإسلام جزء من الدين الإسلامي



نشرت جريدة القدس يوم الاثنين 2016/7/4 مقالاً للدكتور أسعد عبد الرحمن بعنوان (فصل الدين عن السياسة: لماذا؟)، وتضمّن المقال بعض الأفكار عن الدين والدولة في الإسلام من وجهة نظر علمانية، سمّاها مدنية وديمقراطية، ورفض فيها تدخل الدين في الحياة السياسية، ووصف ذلك التدخل بأنّه نوعٌ من دولة الكهنوت أو الثيوقراط أي الدولة الدينية، واعتبرها من أشنع أشكال الدكتاتورية بلا منازع، وفي الوقت نفسه اعتبر كاتب المقال أنّ الدولة التي أقامها الرسول ﷺ كانت دولة مدنية ديمقراطية سياسية ودعا إلى تقليدها، وتضمّن المقال الكثير من المغالطات والتناقضات التي تحتاج إلى ردٍ واضح عليها من أصحاب الفكر الآخر، والذين من حقّهم أنْ يُدلوا دلوهم فيها لتظهر الحقيقة كاملةً أمام القارئ، ولتنجلي صورتها بكل شفافية، فتصطدم الحجج ببعضها البعض، ويظهر للقارئ الرأي الأصوب منها.

ولنبدأ بمناقشة المقالة فكرةً فكرة نقاشاً موضوعياً وعلمياً:

يقول الكاتب: "«فصل الدين عن الدولة» يعني كف يد المتدينين من السيطرة باسم الدين على أجهزة الدولة، فإذا سيطر «الكهنوت»، من أي دين كان، على الدولة السياسية أصبحت مطية لهم يستعملونها كيفما يشاؤون دون حسيب، خدمة لأنفسهم المادية «الأمارة بالسوء»، لا من أجل خدمة الله الذي لا يحتاج لخدمة أحد".

في البداية يجب التمييز بين موقف الدين الإسلامي من الدولة ومن السياسة وبين موقف الأديان الأخرى، وبالذات الديانة النصرانية، فالإسلام نظام شامل يتعلق بالحكم كما يتعلق بالعبادة، فهو لا يُفرّق بين العلاقات أكانت فردية أم عامة، أو كانت تتعلق بالفرد أم بالدولة والمجتمع، فكل أفعال الناس في الدين الإسلامي يجب أنْ تكون محكومة بأحكام الشرع الإسلامي، فلا فرق بين العبادات والمعاملات، ولا بين الأحوال الشخصية والأحوال الدولية، فالإسلام يُعالج كل ما يصدر عن البشر من أفعال، سواء أكانت تتعلق بالحكم أو الاقتصاد أو السياسة أو العبادات أو التعليم أو البينات أو العقوبات أو أي شيء آخر قد يتطلب نظامًا يُعالجه، فالإسلام نظام شامل لكل شيء ولكل زمان ولكل مكان، ونصوصه التشريعية جاءت شاملة عامة قابلة لأنْ تُستنبط منها أحكام شرعية لمعالجة كل حادثة، وكل فعل، وكل مشكلة، لذلك عُرّف الفقه في الإسلام بأنّه استنباط الأحكام العملية من النصوص التشريعية، فالإسلام دين سياسي عملي، والتشريع فيه نوع من سنّ القوانين المستمدة من نصوص القرآن والسنة، والأدلة على ذلك كثيرة منها: قوله تعالى: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾، فتحكيم الشرع في الإسلام يجب أن يكون في كل شيء، وبدون حرج، وبكل تسليم، وإلا يُنْفى عن المسلمين الذين لا يُحكّمون الشرع في كل شؤون حياتهم الإيمان، وهذا من أبلغ الدلالات على وجوب تحكيم الشرع في حياة المسلمين، فالله سبحانه أعلم بما يُصلحنا من أنفسنا، قال تعالى: ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، ولا يمكن تطبيق أحكام الشرع في كل شيء، وعلى كل الناس، من دون وجود دولة إسلامية، كما لا يمكن حكم الناس بالإسلام من دون سياسة، فالسياسة هي رعاية شؤون الناس، والدولة هي التي تسوس الناس أي ترعى شؤونهم بأحكام الإسلام، والرسول ﷺ كان رئيساً للدولة الإسلامية التي أقامها في المدينة المنورة، فكان يحكم الناس بأحكام الإسلام، فوضع منذ وصوله إلى المدينة المنورة صحيفةً شاملة تُحدّد صيغة الحكم في المدينة تحديداً سياسياً دقيقاً، فكانت بمثابة دستور سياسي شامل احتكم له الناس منذ بداية تكوّن السلطة في الإسلام، والرسول ﷺ حكم رعيته بالفعل حكماً شاملاً بالإسلام، فطبّق عليهم الحدود، وقاد الجيوش، وأعلن الحروب، وعقد الهدن، ووضع التشريعات التي عالجت كل شيء في دولته ﷺ، وفعل مثله الخلفاء فحكموا الناس وفتحوا البلدان ونشروا الهدى والإسلام في ربوع أرجاء المعمورة.

فإذا عرفنا ما عرفناه عن دولة الرسول، ودولة خلفائه من بعده، فكيف ننفي إذاً وجود دولة إسلامية مع كل هذه الشواهد؟!، وكيف نفصل الإسلام عن السياسة بعد هذه المعرفة، والرسول ﷺ قد ربطه بها ربطاً محكماً؟!، وكيف نرفض بشكل عشوائي وغير علمي وجود دولة إسلامية مع أنّ الرسول ﷺ أقامها بالفعل؟!

ثم لماذا تريد أيّها الكاتب المحترم أنْ تكف يد المتدينين عن الدولة وتتركها لغير المتدينين ليعبثوا بها بأهوائهم؟، فأي منطق هذا تريد الذي فيه حرمان فئة مؤمنة بسبب تدينها وتستبعدها عن الحكم؟ وكيف تعتبر أنّ نفسياتهم (أمّارة بالسوء) ونفسيات غيرهم نقيّة صافية؟ فهل اطّلعت على سرائرهم، وكُشِف لك الغطاء عنها؟، أم هو التعسف والشطط في الرأي؟ فلماذا المتدين في نظرك مشكوك فيه؟، أمّا غير المتدين فإنسان نظيف ومثالي، فأي منطق مقلوب هذا الذي تحتكم إليه؟!

على أنّ مسألة الحكم والسياسة في الإسلام ليست مسألة شخصية، بل هي متعلقة بالحكم بالإسلام وبرعاية شؤون الناس بأحكام الشرع الإسلامي، يقول الرسول ﷺ: «الإمام راعٍ وهو مسؤول عن رعيته»، فعلى أي حاكم وبغض النظر عن درجة زهده أن يحكم الناس بالإسلام، وأن يتحمّل مسؤولية رعاية شؤونهم بإحسان تطبيق أحكام الشرع عليهم، فالدين الذي ارتضاه الله سبحانه لنا يُلزم الحاكم المسلم بالقيام بذلك إذا أراد الامتثال لدينه.

ولعل الخطأ الشنيع الذي وقع فيه الكاتب أنّه قاس الدين الإسلامي على الدين النصراني فخرج بهذه المغالطة الفادحة، أو ما سمّي بحكم الكهنوت، ذلك أنّ النصرانية لا يوجد بها نظام سياسي ولا نظام حكم، لذلك تسلّط رجال الكنيسة في القرون الوسطى على الحكم، وتجبّروا على الناس، وقادوهم وفقاً لمصالحهم، ومصالح طبقة الملوك والإقطاعيين المتحالفة معهم، فوجد بذلك عندهم الحكم الثيوقراطي، وهو حكم رجال الدين، ووجدت الدولة الدينية التي تخدم طبقة رجال الدين والمتحالفين معهم.

هذا ما حصل بالفعل في أوروبا، ثمّ اندلع بسبب هذه المشكلة صراع عنيف بين الكنيسة ورجالها من جهة، وبين الشعب بقيادة مفكرين وفلاسفة أوروبيين من جهة أخرى، نتج عنه في النهاية فصل للكنيسة التي تُمثّل الدين النصراني عن الحكم وعن السياسة، أو بمعنى آخر فصل للدين عن السياسة، فهذا ما حدث عندهم.

لكن هذا الذي حصل عندهم لا علاقة له بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد، فلا يجوز قياس الدين الإسلامي على النصرانية، فالإسلام هو عقيدة وشريعة ونظام حياة، بينما النصرانية عقيدة بلا نظام ولا شريعة، ولا يوجد في الإسلام رجال دين، فكل مسلم بإمكانه أنْ يجتهد ويكون فقيهاً إذا استوفى معارف الشرع واللغة، والمجتهدون في الإسلام ليسوا مشرعين، فلا يأتون بتشريعات من عندهم، كما هو حال رجال الدين في النصرانية، ومن الظلم والجهل القياس بين الفقهاء عندنا وبين رجال الدين في النصرانية، والدولة عندنا ليست دولة دينية بالمعنى الثيوقراطي، بل هي دولة بشرية تُحكم بشرع الله، وبهذا الرد البسيط والواضح يسقط الاستدلال برفض الكاتب لوجود الدولة في الإسلام، ويثْبُت أنّ الدين الإسلامي ينص على وجود الدولة فيه، بخلاف النصرانية التي لا مفهوم للدولة فيها، والتي تستند إلى قاعدة "أعط ما لله لله وما لقيصر لقيصر".

فالخلل الكبير الذي وقع فيه الكاتب إذاً هو أنّه نقل ما حصل للنصرانية في أوروبا، وأسقطه على ما جرى في العالم الإسلامي، فما جرى في أوروبا من صراع بين الكنيسة والشعب لم يجْرِ مثله عند المسلمين، فالطلاق الذي وقع عندهم بين الدين والدولة والسياسة لم يحدث عند المسلمين مثله، فالناس في كل البلدان الإسلامية ما زالوا يطالبون بتحكيم الشريعة الإسلامية في حياتهم بالرغم من معاداة الأنظمة القائمة فيهم لتطبيق الشرع الإسلامي، وبالرغم من الحملات الغربية الاستعمارية المسعورة المستمرة ضد الإسلام، وبالتالي فما وقع فيه الكاتب هو خطأ في القياس وخطأ في الاستدلال، فضلاً عن وجود الجهل أو التجاهل بطبيعة نظام الحكم في الإسلام.

أمّا قوله: "الدين هو علاقة خاصة بين العبد والمعبود تعالى ولا طرف ثالثاً بينهما. في الإسلام، الدين كله لله لا للدولة ولا لأحد آخر، أبداً بتاتاً"، فهذا القول غير صحيح نهائياً، ولم يقل به الدين، ولا علماء المسلمين، والذي قالوه هو أنّ الصلاة والعبادة هي علاقة بين العبد وخالقه، وليس الإسلام، والصلاة والعبادة جزء من الدين وليس كل الدين، فالدين يحتوي على أشياء كثيرة منها الصلاة والعبادات، ومنها المعاملات والحكم والاقتصاد، و...الخ.

أمّا فكرة أنّ الدين كله لله فهذا صحيح، لكن معناه غير المعنى الذي قصده الكاتب، فالدين كلّه لله يعني الخضوع التام والشامل لله في كل شيء، في الصلاة والعبادات وفي الحكم والسياسة والمعاملات وفي سائر الأحكام، ويؤكّد ذلك قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً﴾، أي ادخلوا في كافة تشريعات الإسلام، والتزموا بها.

أمّا قول الكاتب: "لماذا، نحن العرب المسلمون، لا نقلد دولة «الرسول» المدنية الديمقراطية السياسية كما قلدها الغرب وبلغ أوج النهضة المدنية التي كان يحتكرها المسلمون منذ ألف سنة؟ لقد أخذ الغرب ديمقراطيته من نظام البيعة المدني في الإسلام"، فهذا كلام مغلوط، لأنّ الدولة التي أقامها الرسول ﷺ ليست دولة مدنية ولا ديمقراطية، بل هي دولة إسلامية تُطبّق كتاب الله وسنّة نبيه، فالأحكام التي طبّقها الرسول هي وحي من عند الله، وليست قوانين من عند البشر، كقوانين الدولة المدنية والديمقراطية، فأنا لا أدري كيف يُساوي الكاتب بين دولة تطبّق شرع الله، وبين دولة تُطبّق قوانين وضعية من وضع البشر، بين دولة تستمد أحكامها من الكتاب والسنة، وبين دولة تأخذ قوانينها من عقول البشر وأهوائهم، ثمّ إنّ الإسلام سبق هذه الأنظمة الوضعية الفاسدة بمئات السنين، ويمتاز عنها بأحكام جاءت من عند الله، يقول تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾، فهل الديمقراطية تؤمن برسالة محمد ﷺ حتى تقول بأنّ دولة الرسول هي دولة ديمقراطية، فهذا فهم لم يأتِ به أحد من المسلمين أو غيرهم، فهو تخليط ومغالطات وأوهام.

أمّا قول الكاتب: "قامت دول عربية ينخرها التناحر العرقي أو المذهبي كي تبقى القوى الغربية على سيادتها في تلك البلاد رغم خروجها الظاهري منها وأصبحت المصالح الغربية تحكم بواسطة «فرق تسد». وعندما أطلت «القومية العربية» برأسها، سلط عليها الغرب الاستعماري نوعا من التدين الإسلامي الذي اتخذ هوية الدين له بدلاً من الهوية العربية المدنية التي تجمع الكل".

إنّ هذه الدول العربية التي أقيمت على أنقاض دولة الخلافة العثمانية لم يعد يشك أحد في أنّها دول تابعة للاستعمار، وحكامها عملاء للدول الاستعمارية، فهي دول لا تستحق الوجود لأنّها مزقت العالم الإسلامي إلى دويلات كرتونية موالية للغرب المستعمر، وهي دول أقيمت على أساس القومية والوطنية، فكيف يُعقل أنْ يعمل الاستعمار على هدمها وهو الذي أسّسها بيديه وبناها؟، وهل كانت كل الهزائم التي لحقت بنا مراتٍ ومرّات إلاّ بسببها، فلماذا يُسلّط الغرب عليها من يهدمها، بينما هي تُراعي مصالحه، وتحفظ نفوذه؟ وأين هي القومية العربية اليوم؟ وهل لا تكفي عشرات السنين من فشلها وإفلاسها للتخلي عنها؟ ثمّ لماذا يُريد الغرب نوعاً من التدين ليقضي عليها؟، فهي تفي بحاجته، وتُحقّق له أهدافه، فلماذا يعمل على تقويضها؟، ثمّ من قال إنّ الغرب يؤيد التدين، وهو يُعلن على الملأ ليل نهار عن محاربته له، فأي تفسير غير منطقي هذا؟، فالقول بأنّ الغرب استخدم الإسلام في تقويضها لا يستقيم، ولا يستند إلى أي دليل.

أمّا قول الكاتب: "والآن، يواجه العالمان العربي والإسلامي نكبة مزدوجة من «القاعدة» ومن «داعش» وفكرهما التكفيري الذي يبغي إقامة «دولة إسلامية» أو «خلافة إسلامية» على مثال «الدولة اليهودية» التي تبغي تهويد فلسطين التاريخية كلها!!! وتتخذ «القاعدة» و«داعش» الجمهورية الإسلامية الإيرانية و«ولاية الفقيه المعصوم من الخطأ» برهاناً عملياً مقابلا يؤيد مبدأ تدينهم الذي لا يمت للإسلام بصلة".

وأجيب فأقول: من قال إنّ الصحوة الإسلامية، والدعوة لإقامة دولة إسلامية هي خاصة بفصائل إسلامية معينة كالقاعدة وتنظيم الدولة؟ إنّ العمل لإقامة الخلافة الإسلامية تتبنّاها معظم جماهير الأمّة، وكثير من قواها الفاعلة كحزب التحرير الذي تبنى هذه الدعوة قبل أنْ تظهر القاعدة وتنظيم الدولة إلى الوجود بعقود، ففكرة الدولة الإسلامية والخلافة الإسلامية فكرة أصيلة ومستقرة في أذهان المسلمين، فهي أصلاً لم تغبْ عن بالهم منذ تغييب الخلافة العثمانية عن الوجود أوائل القرن العشرين، ولم تظهر فكرة الدولة القومية العربية واليهودية أصلاً إلا بعد إسقاط دولة الخلافة، ففكرة الدولة اليهودية تُقابل فكرة الدولة العربية وليس الدولة الإسلامية، لأنّ فكرة القوميات في الأساس هي نتاج للمفاهيم الغربية الغازية التي جاء بها الاستعمار، وليست نتاج الأفكار الإسلامية، والقول بأنّ فكرة الدولة الإسلامية تأتي على مثال الدولة اليهودية قول فيه تحريف للواقع، وتجنٍّ على الإسلام، وعلى مفاهيمه.

إنّ الدولة الإسلامية المطلوب العمل لإعادتها إلى واقع الحياة، والتي يعمل المسلمون الآن بكل جد لإقامتها، هي الدولة التي ستستأنف الحياة الإسلامية بعد أنْ نجح الغرب في تعطيلها منذ إسقاط الخلافة العثمانية على يد مصطفى كمال سنة 1924م، وهي الدولة التي ستطبّق شرع الله على المسلمين، وهي التي ستُوحّد المسلمين في كيان واحدٍ قوي، وهي التي ستُحرّر فلسطين وسائر بلاد المسلمين المغتصبة، وهي التي ستطهّر بلاد المسلمين من كل نفوذ أمريكي وروسي وأوروبي وأجنبي، وهي التي ستُعيد للمسلمين مجدهم وعزتهم وكرامتهم، وهي التي ستحمي بيضة المسلمين المستباحة من كل معتدٍ أثيم، إنّها دولة الخلافة التي طلب منّا رسول الله ﷺ التمسك بها، والعض عليها بالنواجذ عندما تظهر الفتن، كما هو حالنا في هذه الأيام، حيث قال عليه الصلاة والسلام: «فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضوا عليها بالنواجذ».


كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الخطواني
- See more at: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/38281.html#sthash.tkidCu8S.dpuf

Powered by Invision Power Board
© Invision Power Services