التحليل والقدر والمطلوب خيارات

[الخلافة خلاصنا]

التحليل والقدر والمطلوب

ثلاثة أمور يجب أن يتعامل معها المسلم بشكل صحيح دون خلط... وهي:

تحليل الخبر والقدر والمطلوب

• تحليل الخبر مطلوب من المسلمين أن يعرفوا ما يحصل حولهم وكيف يتعاملون معه، وبالذات الأحداث السياسية، فواجب عليهم أن يعرفوا ما الذي يحصل حولهم وما الدافع لتلك الأحداث حتى يبنوا تعاملهم حسب الأحكام الشرعية بناء على فهم صحيح لما يحصل حولهم، ومن السذاجة والبساطة والدمار أن لا يعرفوا ما يحصل حولهم، وبسبب الجهل في ذلك الأمر ترى تصفيقا للفاجر وللعميل، وترى تصديقا ممزوجا بالدموع لخائن كبير، وترى إتباعا لشيخ دجال، وكل هذا لأنهم لم يعرفوا ويدركوا الأحداث التي تحصل حولهم.

أما الأمراض فيجب على أهل الخبرة معرفة الدوافع عن سبب المرض.. ومن أوجده.. ولماذا.. ولماذا نشره.. وهل جاء من الطبيعة بشكل عادي دون تدخل الإنسان، نعم يجب على أهل الخبرة أن يقدموا المعلومات الصحيحة عن ذلك الأمر.

ولو اهتم الناس بتحليل الأحداث السياسية كما يعكفون على تحليل دوافع المرض مثل كورونا ربما لتغير حالنا، ولكن للأسف الكثير من الأحداث السياسية لا يهتم الناس لها، فيضحك عليهم المجرمون يوميا ولهذه الأيام.

• أما القدر وأمر الله، فالمسلم يؤمن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطاه لم يكن ليصيبه، وأن الله إذا أراد أن ينتشر المرض مثلا لانتشر ولو وضعت كل الإجراءات البشرية أمامه، ففيروس صغير أرعب العالم كله، وزلزال واحد لا يمكن لكل البشر تفاديه، وبركان واحد يشرد ملايين البشر، وقلة المطر تضرب الزرع، وأسراب الجراد يمكنها أكل الأخضر واليابس، أي أن الله إذا قدر أمرا فلا راد له.

• أما المطلوب فمن الفرد المسلم أن يرضى بقدر الله، فان كان مصابا مثلا بمرض معدي فلا يغادرن منطقته، ولا يجوز له دخول مناطق موبوءة حتى لا ينقل المرض لغيره.

أما على مستوى الدول فيجب محاسبتها على الإجراءات التي قامت بها تجاه مواجهة الكوارث جميعها، فنحن نرى أن أغلب الأموال تنفقها حكوماتنا على النواحي الأمنية مثل السجون والمعتقلات ودوائر المخابرات ودوائر التعاون مع العدو، تنفق على ذلك الأمر أكثر من ثلث الميزانية وربما أكثر، وتهمل قطاعات التعليم والصحة إهمالا كبيرا، ولذلك عندما نتعرض لمصيبة نحتاج قطاعا صحيا قويا لا نرى من هؤلاء أي استعدا بل مجرد خطابات عنترية كاذبة بكاذبة ولا يوجد عندهم أي استعداد أبدا لمواجهة أي كارثة، سواء وباء أو زلزال، عندها يجب محاسبتهم والأخذ على أيديهم والثورة عليهم على تقصيرهم ليس فقط ساعة المصيبة، بل قبل ذلك بسبب الإهمال المتراكم، صحيح أنهم ساعة المصيبة قد يكونون بذلوا كل جهدهم، ولكن ماذا عن التقصير المتراكم؟؟؟؟

صحيح أن الأمر إن كان قويا ولم تستطع الدولة مواجهة ذلك الأمر الكبير فإن الناس ستقدر ذلك، ولكن التقصير الواضح في الوضع الطبيعي، مثل قلة المستشفيات والكوادر الطبية، وتعاسة المختبرات ومراكز الأبحاث، تراها كأنك في العصر الحجري، والكوادر الطبية تقل مع الزمن بدل أن تزداد بفعل الزيادة السكانية، والذهاب لمستشفى حكومي هو رحلة عذاب، وكل العبء ملقى على القطاع الخاص، وحتى كوادر الدفاع المدني مجهزين بمعدات قليلة وشحيحة وبدائية، ولذلك طبيعي إن تعرضت المنطقة لكارثة أو جائحة أن ترى تلك الدول تولول على ما أصابها، حتى في أحلك الظروف تراها لا تتوقف على اعتقال من يعارضها، لان صحة (النظام) أهم مليون مرة من صحة (الناس).

الحل أيها الإخوة يكون في الناحية الأولى والثالثة، أي في فهم ما يجري حولنا، فما يجري حولنا يدل على أن الأنظمة في العالم الإسلامي أنظمة عميلة تابعة للغرب الكافر، ولا يهمها إلا خدمة الكفار وتطبيق أنظمتهم، ولذلك أمر طبيعي أن ترى إهمالا طبيا وتعليميا واضحا جدا لان هذا غير مهم نهائيا عند الحكام وعند أسيادهم الغرب، بينما ترى الدول تنفق على الأجهزة الأمنية والمخابرات والدوائر الأمنية المليارات، بينما وضع الناس بائس جدا، انظر لمصر وإيران والعراق والنواحي الأمينة فيها، وانظر عند تفشي المرض كيف ضرب المرض إيران والعراق ولبنان ومناطق السلطة الفلسطينية بسرعة بسبب الإهمال الطبي الواضح، أما قدر الله فلا أحد يعرف أين تسير الأمور.

أما موضوع الرعاية الصحيحة فيجب محاسبة كل الأنظمة على تقصيرها ويجب في نفس الوقت العمل مع الأمة على إعادة نظام الخلافة النظام الإسلامي للحكم، فهو أولا يطبق شرع الله وبتطبيق شرع الله بإذن الله سيرفع الله عنا البلاء، وفي نفس الوقت فإن التعليم والتطبيب هي واجبة على دولة الخلافة، وعلى الدولة توفيرها مجانا قدر المستطاع للناس على أعلى مستوى، فإن حصلت فيها جائحة أو أي كارثة عندها وبالرعاية الصحيحة ترى صورا أشد جمالا مئات المرات من تعامل الصين وأوروبا وكل الدول المتقدمة مع المصابين، لان الخلافة نظام إلهي، وإذا شئت فاقرأ عن الرعاية الصحية في دولة الخلافة سابقا، فهل سمعتم عن مدينة قرطبة قبل ألف سنة تقريبا حيث كان فيها ألف مستشفى بينما كانت فرنسا يومها تضع المرضى فوق بعضهم البعض إما يشفوا أو يموتوا ورائحتهم شديدة النتانة، واليوم في ظل حكام اليوم محافظة ضخمة تحتاج مثلا 20 مستشفى مثلا لا ترى إلا مستشفى واحدا فيه كل النقص، حتى أكبر المدن لا ترى فيها هذا الكم من المستشفيات مثل دولة الخلافة قديما... وذلك فقط ليدرك الناس أن الخلافة القادمة هي تطبيق للشرع وإرضاء للرحمن ورعاية صحيحة في التعليم والتطبيب وتوفير كل ما يلزم للناس.

نعم يجب على كل مسلم أن يبادر اليوم قبل الغد بالعمل لهذا الفرض العظيم تاج الفروض، وأي تقصير في ذلك فان ذلك إثم عظيم فوق ما سينزل على رؤوسنا يوميا من الذل والهوان والضنك وكل أنواع الشقاء ما دامت الخلافة غائبة.

وهي رسالة لضباط الجيوش أن تفيقوا وتنصروا من يعمل للخلافة.

يكفينا ما نحن فيه....!!!!!

ألم يأن لكم أيها الجيوش أن تفيقوا انتم الآخرين من غفلتكم وسكوتكم أو دفاعكم عن تلك الأنظمة الظالمة العملية للغرب؟؟!!!

أفيقوا وانصروا دين الله وأعطوا القيادة لحزب مثل حزب التحرير، فانتم تعرفونه جيدا، فالتحموا مع حزب التحرير لتكوين قيادة دولة الخلافة القادمة الراشدة القريبة بإذن الله تعالى، وإن الله الذي أرعب العالم بفيروس صغير لقادر أن ينصر من ينصر دينه مهما كان في عرف البشر ضعيفا، فالهمة الهمة اليوم وليس غدا.
حسن عطية
#الحقيقة