منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

الملف الشخصي
صورة العضو
التقيم
 
الخيارات
الخيارات
الإعلان الشخصي
منارة الاسلام لم يقم بكتابة أي إعلان .
معلومات شخصية
منارة الاسلام
ناقد
العمر غير محدد
الجنس غير محدد
إسم البلد غير محدد
تاريخ الولادة غير محدد
الهوايات :
لا توجد معلومات
الإحصائيات
الإلتحاق بتاريخ: 9-February 21
عدد مشاهدة الملف 2,288*
آخر تواجد في : 29th October 2021 - 09:35 PM
التوقيت المحلي: Mar 28 2024, 10:47 AM
18 المشاركات (0 :المشاركات باليوم)
معلومات الإتصال
AIM لا توجد معلومات
Yahoo لا توجد معلومات
ICQ لا توجد معلومات
MSN لا توجد معلومات
Contact خاص
* يتم تجديد عدد المشاهدات كل ساعة

منارة الاسلام

الأعضاء

**


المواضيع
الردود
التعليقات
الأصدقاء
المحتوى
وقع انفجار جديد بالعاصمة الأفغانية كابول صباح يوم 20 أكتوبر 2021 فى محلية "دهمازانغ" بمنطقة الشرطة الأفغانية، وتسبب صوت الانفجار فى بث حالة من الذعر بين السكان، وقد هرعت قوات طالبان الأمنية إلى المنطقة على متن مركبات.
لقد وقع الإنفجار رغم تنبه قوات طالبان لهجوم وشيك، وإقامة عدة نقاط تفتيش فى مدينة كابول فى اليوم السابق للإنفجار، وقيامها بفحص كل مركبة تمر عبر الطرق الرئيسية فى مواقع متفرقة بالمدينة"، كما جاء التفجير فى خضم سلسلة من التفجيرات الدموية التى أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المواطنين فى عدد من الولايات الأفغانية فى الأسابيع الأخيرة، وآخرها فى مدينتى "قندوز" و"قندهار"، والتى أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسئوليته عنها.
ويلمس المتابع للشأن الأفغانى مدى حرص باقى التنظيمات ذات الأيديولوجيات المتعارضة مع حركة "طالبان" وخاصة تنظيم "داعش/خراسان" على إحراج موقف "طالبان"، وإلحاق الخسائر الممكنة بصفوفها، وبث أعمال العنف، لإثبات عدم قدرة طالبان على السيطرة على الموقف على الساحة الأفغانية منذ سيطرتها على السلطة يوم 15/8/2021.
وفى سياق تلك الأحداث، تتبلور مجموعة من الإستنتاجات الهامة الواضحة كالشمس والتى تنذر بإتساع المواجهات الدموية فى أفغانستان، وتؤكد إستمرار معاناة الشعب الأفغانى وصعوبة عيشه فى أمان وإستقرار، خاصة مع صعوبة تركيز سلطة "طالبان" على توفير إحتياجاته لأنها ستنشغل لفترة ليست وجيزة بمواجهة التنظيمات المسلحة ذات التاريخ الدموى العنيف داخل وخارج أفغانستان، وخاصة "داعش".
وفى نفس الإطار يدرك الشعب الأفغانى مدى خطورة الوضع ببلاده، واضعاً نصب عينيه حجم الدمار والخراب الذى خلفه تنظيم "داعش" فى سوريا والعراق، والذى يُعد محفزاً للأفغان لمقاومة مثل تلك التنظيمات، لا سيما مع فراغ جعبتها من أية أجندة تتعلق بتحقيق مصالح المواطن والشعب الأفغانى، وحمايته، وتوفير الأمن والإستقرار له.
طالبان والقاعدة..ماذا يحمل المستقبل تقارب أم تباعد
لطالما ظلت القاعدة ملتزمة بالولاء لطالبان بعد البيعة التى قدمها أسامة بن لادن لزعيم طالبان الراحل الملا عمر فى التسعينيات، والتى تم تجديدها عدة مرات رغم عدم إقرار طالبان بذلك علناً.
فهل تلتزم طالبان بما تعهدت به فى اتفاق السلام الذى تم التوصل اليه فى الدوحة عام 2020 بعدم السماح للقاعدة أو أى جماعة متطرفة أخرى بالعمل فى المناطق الخاضعة لسيطرتها؟ وهو الأمر الذى كررته طالبان مجددا بعد الاستيلاء على كابل يوم 15 أغسطس2021.
وهنا يثار التساؤل لماذا لم تتبرأ طالبان من القاعدة علناً حتى الآن؟
لقد دفعت طالبان تكلفة إلتزامها تجاه القاعدة عندما رفض الملا عمر تسليم بن لادن بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، مما أدى إلى غزو أفغانستان، وإزاحة طالبان من الحكم.
ومن هنا فإن طالبان تواجه تحدياً، فلكى تتمكن من نيل الإعتراف الدولى بحكمها لأفغانستان وما ينتج عن ذلك من مكاسب، فعليها التخلى عن تحالفها الذى إستمر لأكثر من 20 عاماً مع القاعدة، وهو الأمر الذى سيعطى أيضاً دلالة هامة على نبذها للتطرف، وسيؤدى إلى نفور المتشددين فى صفوف طالبان والجماعات المتطرفة الأخرى، وبالتالى سيساعد ذلك فى تحسين الصورة الذهنية عن الحركة عالمياً.
وان المتابع لوضع حركة طالبان الآن على الساحة الأفغانية حالياً وتجربتها السابقة المريرة فى خسارة الحكم فى أفغانستان عام 2001 بعد رفض تسليم بن لادن، يمكنه ان يجزم بأن من مصلحة الحركة قطع علاقاتها بالقاعدة، خاصة مع عدم وضوح أية مكاسب حققتها طالبان من خلال تلك العلاقة على مدار السنوات الماضية، فيما وضح إستفادة القاعدة من هذه العلاقة، وتطلعها لإعادة إطلاق عملياتها الإرهابية من الساحة الأفغانية.
عمدت التيارات الإسلامية بمختلف مرجعياتها إلى بناء صورة تلفيقية، حول طبيعة الصراعات السلطوية التي يخوضونها، وماهية الدور الذي تضطلع به بغية تمديد نفوذها السياسي والبراغماتي؛ وذلك من خلال تصدير رؤية شمولية، حول عناصر وأطراف الصراع ومواقعهم وتوصيفاتهم؛ حيث تستعير مسمياتها من التاريخ الإسلامي، للحصول على المسوغ الديني لشرعية القتال وسفك الدماء وأهدافهم المقدسة.
درجت تلك التيارات في أدبياتها على تثبيت موقع وظيفي للدين وتحويله إلى ممارسة أيدولوجية لغاية نفعية محددة
ودرجت تلك التيارات في أدبياتها وخطابها العقيدي على تثبيت موقع وظيفي للدين، وتحويله إلى ممارسة أيدولوجية لغاية نفعية محددة، وتصفية دوره التعبدي وتجربته الإيمانية الأخلاقية وجوهره الروحاني.
فيما حشدت الجماعات الإسلامية الرأسمال الرمزي للدين، للتستر خلفه، وتوظيفه للتماهي مع الإسلام، في لحظته التدشينية الأولى وفصوله التاريخية المتعاقبة؛ حيث مواجهة التهميش والقمع والتعسف من خصوم "الدعوة"، حتى الظفر بالنصر؛ في محاولة تهدف إلى خلق حالة تطابق قسري، مع الوضع السياسي والدعوي للإسلاميين، بالإضافة إلى إيجاد صلة عضوية مبتسرة بين الحالتين، بالرغم من غياب الشروط التاريخية والمعرفية وتناقضها وتزييف الوقائع.
أضحت عقيدة العنف في صورتها الانتقامية والوحشية وسيلة لتحرير الأرض الإسلامية من الطاغوت كما يزعم الإسلاميون
ذلك الأمر يكون بمقدوره دوماً إيجاد حالة تعويضية للإسلاميين ومبرر لمظلوميتهم، من خلال مصادرة هذا الميراث المادي والمعنوي للإسلام، واستعادته في سياقات مغايرة للتماثل معه، والتحقق داخله، وتأبيد صراعاتها عبر ثنائية دار الكفر والإيمان وحزب الله وحزب الشيطان.
يمكن رصد تعاطي التيارات الإسلامية مع وقائع مختلفة في التاريخ ومراهنتها مع أحداث في الحاضر، كمثل واقعة استغلال حديث الفرقة الناجية الذي سرى تفسيره منذ الدولة الأموية، وتحديداً، عقب توريث الخلافة من معاوية إلى ابنه يزيد، وهو ما يستغلونه في طرح ضرورة تاريخية وحتمية لتنظيماتهم، التي تتشكل من خلالها الهوية الدينية الخالصة للمنتمين لها واعتبارها بوابة العبور للإيمان الكامل، من خلال مفهوم "العصبة المؤمنة".
العمليات الجهادية التي يتبنّاها الإسلاميون داخل أوطانهم ترتد في الواقع إلى قراءة تأويلية ومتعسفة للنص الديني
العمليات الجهادية التي يقوم بتبنيها الإسلاميون داخل أوطانهم، ترتد في الواقع إلى قراءة تأويلية ومتعسفة للنص الديني، من جهة، لتشريع آيات دموية تحرض على القتال والإرهاب، بدون فهم ملابساتها التاريخية، وتقديم رؤية تمجيدية للحروب "الغزوات" الإسلامية، من جهة أخرى، باعتبارها ركناً رئيسياً في الدين، وهدفاً أخلاقياً، وهو ما أدى إلى "عسكرة" الإسلام، وتكوين ميلشيات وجيوش تنظيمية تنتحل اسمها وبناء دويلات "طائفية".
وأضحت عقيدة العنف في صورتها الانتقامية والوحشية، كوسيلة لتحرير الأرض الإسلامية من "الطاغوت" كما يزعم الإسلاميون، بينما دأبوا في البحث عن دار الهجرة لتأسيس المجتمع الإسلامي كما في حالته الأولى بالمدينة، بعد تكفيرهم للحاكم والمحكومين، لتكتمل أركان الإيمان بلا نقصان، والتي تحققت في أفغانستان أثناء الحرب ضد الاتحاد السوفياتي، والشحن الديني والطائفي عبر تسجيلات خطب الشيخ عبد الله عزام وأحاديثه عن معجزات المجاهدين في حروبهم ضد الكفار، وتتوالى مع ولادات التنظيمات الجهادية بشكل مطرد في صورتها الداعشية.
الدولة التي أسسها النبي لم تكن بأمر ديني فلا توجد نصوص توجب بناء كيان سياسي أو تصف النبي بقائد عسكري
لا يمكن بحال وصم العنف بهوية دينية وإسلامية، بدون التحقق من الأبعاد الاقتصادية والسياسية التي استدعت وجودها في تاريخها الخاص والمحلي؛ لأن العنف مكون رئيسي في بنية كل سلطة، ومحاولة مقاربتها علمياً والممارسات التي حفلت بها في تاريخ معين، لا يخرج عن إطار الثقافة العامة والمستوى التاريخي والحضاري في تلك اللحظة، وبالتالي، فإنّ الحروب والصراعات السياسية في التاريخ الإسلامي تدخل في خضم هذه العوامل ولا تنحصر في نصوص من القرآن والسنة تمنحها السند والشرعية.
كما أنّ الدولة التي أسسها النبي لم تكن امتثالاً لأمر ديني، فلا يوجد في الوحي نصوص تقول بوجوب بناء كيان سياسي أو إشارة إلى وصف الرسول بـ"قائد عسكري"، وتعتبر الحوادث السياسية والعسكرية، من حروب ومعاهدات، أموراً اقتضاها تطور الجماعة المسلمة في التاريخ، وانتقال حيزها المكاني، وتبعات ذلك من تعرضها إلى تهديدات عسكرية وجدل عقائدي مع أصحاب الديانات الأخرى؛ حيث فرضت شروط الواقع وقتها حسمه بالصورة المناسبة والأدوات المتاحة، لكنها تظل داخل الحيز المدني والسلوك غير الديني للرسول، الذي لم يفرضه الوحي في لحظة من اللحظات.
تستعير التيارات الإسلامية مسمياتها من التاريخ للحصول على رخصة القتال وسفك الدماء باعتبارها أهدافاً مقدسة
ففي غزوة بدر، قد سبق الرسول قريشاً إلى موضع الماء، ونزل فيه بالجيش، فقال له الصحابي الحباب بن المنذر بن الجموح: يا رسول الله، أهذا منزل أنزلكه الله، ليس لنا أن نتقدمه، ولا أن نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال رسول الله: "بل هو الرأي والحرب والمكيدة". قال: يا رسول الله، إن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم، فإني أعرف غزارة مائه وكثرته، فننزله، ثم نغور ما عداها من القلب، فنشرب ولا يشربون. فقال لهم: "لقد أشرت بالرأي".
إنّ بناء مجتمع الكراهية من خلال شطره لقسمين أحدهما مؤمن وآخر كافر يصنع ولادات لفاشية تكفيرية يصبح فيها القتل بتفويض إلهي
فتظل المواقف التي اتخذها الرسول في إطار الدولة التي أنشأها في المدينة، ترتبط في تشريعاتها الخاصة بزمان ومكان تتعين داخله، وموجهة لأفراد بعينهم، وليست أحكاماً عامة، إنما ترتبط بالمصلحة العامة.
فإنّ بناء مجتمع الكراهية من خلال شطره بسلاح "الولاء والبراء" إلى قسمين؛ أحدهما مؤمن وآخر كافر، يصنع ولادات متكررة لفاشية تكفيرية، يضحى فيها القتل بتفويض إلهي، وتأبيده من خلال القرآن، الذي يتحول من وظيفته التعبدية إلى أيدولوجيا مؤسسة للقهر الديني والسياسي.
تثير طبيعة التواجد الجهادي الصاعد في قلب قارة أفريقيا، الكثير من الجدل حول سرعة التحولات والمتغيرات التي تعايشها راديكالية هذه التنظيمات والتيارات، ما يستدعي مزيدا من التأمل والترقب لانعكاسات ذلك على وقع تمددها على الأرض وانتشارها في مساحات جغرافية واسعة من شرق إلى غرب أفريقيا، فضلاً عن تمركزاتهم على الشريط الحدودي لدول الساحل والصحراء ومحاولات ربط هذا المثلث ببعضه البعض.
وبات الحديث عن انتقال هذه التنظيمات إلى آلية جديدة، وعبور آخر من أجل بسط السيطرة والنفوذ والحصول على مكتسبات جديدة ممثلاً في الأنشطة البحرية العسكرية والمالية، ما مثّل فاعلا جديدا في مسيرة التنظيمات الجهادية هناك، خاصة بعد تعاظم أنشطتهم لتمثل بذلك ظاهرة أخرى آخذه في التمدد لتوازي أخرياتها.
في الواقع لا يعرف سوى القليل عن شكل الآليات وطبيعة الأنشطة البحرية، التي قامت الجماعات الجهادية بتوظيفها واستغلالها خلال العقود الماضية، رغم أن التجربة الجهادية في اعتلاء البحار ليست حديثة، إنما لها مقدمات وإرهاصات قديمة في بدايات التشكل الجهادي الدولي ولكن داخل جغرافيات محددة، حيث استخدم متشددون مثل “عسكر طيبة” القنوات البحرية للتسلل إلى الهند عبر القوارب، وتنفيذ هجوم مدمر في العاصمة التجارية “مومباي” إضافة إلى ما كانت تمارسه جماعة “أبو سياف” في الفلبين في العقد التاسع من القرن الماضي خاصة في جزيرة “مندناو”.
الصومال ومأزق الاعتماد على الحلول المستوردة
بيد أن هناك تطورا لافتا في توظيف الجهاديين للبحر وآلياتهم داخله، وظهر ذلك جليا في استخدامهم القوارب والزوارق الملغمة بدون قائد، والألغام العائمة، وغيرها، خاصة أساطيلهم البحرية -إن جاز الوصف- سواء لنقل أعضاء المنظمة، أو شن هجمات معقدة، أو تهريب الأسلحة، أو الاتجار بالسلع غير المشروعة، إذ إن الأنشطة البحرية تمنح المنظمات المسلحة العديد من المزايا، وتعمل على توسيع نطاق عملياتها فضلا عن مجالات نفوذها.
الجهاديون والبحار
لوحظ في السنوات الأخيرة ومع تزايد الوجود الجهادي في قلب القارة الأفريقية، نشاط للتنظيمات الجهادية آخذ في الصعود على المستوى البحري، خاصة في كلٍ من الصومال وشرق أفريقيا نظرا لطبيعتهما الجغرافية الساحلية.
وتأتى على رأس هذه التنظيمات كل من حركة الشباب الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، وجماعة أنصار السنة الموالية لـ”داعش” فضلا عن الدولة الإسلامية في شرق أفريقيا والصومال، تدفعهم الرغبة في فتح مساحات جديدة في المواجهة من خلال استغلال سواحل أفريقيا، إما من منطلق أمني ممثلا في شن المزيد من الهجمات وتكثيف وتنويع ضرباتهم العسكرية، أو عبر السعي الحثيث نحو التهريب والابتزاز بهدف التجارة وتوظيف الأنشطة البحرية كأحد آليات التمويل من أجل البقاء والتمدد، إذ بات ينظر إلى الساحل البحري على كونه شريان الحياة المالية لكثير من الجماعات الجهادية، لما يوفره لهم من قدرة تشغيلية وتوظيفية عالية.
من جهة أخرى، توفر المياه الساحلية والمحيطية والأنشطة البحرية فرصا كبيرة ومجالا مؤثرا، ينعكس على تلك التنظيمات، ما يسهم في التمدد والانتشار رغم العوائق في تحقيق قدر من التواجد الفعال والمؤثر نظرا لخطورته وحساسيته لوجود حواجز تقنية ولوجستية، وهو جانب مستحدث ومهم.
حركة الشباب الصومالية
تشن حركة الشباب الصومالية منذ أكثر من عقد، سلسلة من الهجمات على المنشآت والمدنيين، وتزداد عملياتها خاصة، حينما أعلن أيمن الظواهري انضمام الحركة إلى تنظيم القاعدة في عام 2012 ومنذ ذلك الوقت عززت مواقعها وتمركزاتها الجغرافية وامتدت لتصل البر بالبحر على تخوم الدولة الصومالية، ووصف الميجور جنرال داغفين أندرسون، قائد قيادة العمليات الخاصة الأمريكية في أفريقيا حضور حركة الشباب الصومالي بأنه يمثل “التهديد الإرهابي الأكبر في القارة”.
استهدفت حركة الشباب الصومالية في إطار نشاطها البحري أمرين اثنين، أولهما اقتصادي والآخر عسكري، تمثل الاقتصادي في محاولة السيطرة على حركة الموانئ التي تمثل شريانا تجاريا هاما للكثير من الدول والبضائع وما شابه، ففي عام 2011 فرضت حركة الشباب سيطرتها على موانئ كل من “كيسمايو” و”مقديشو” ومعها بدأت الحركة تنتبه لأهمية وجدوى الملاحة البحرية وخطورتها في آن معا، وعلى الرغم من فقدانها السيطرة المباشرة على هذه الموانئ الاستراتيجية، إلا أنها وجدت مع الوقت طرقًا مبتكرة لإعادة اختراع أنشطتها في مقديشو والحفاظ على وجودها البحري.
فيما تعتمد الأنشطة البحرية لحركة الشباب، على الاتصالات المباشرة مع شبكات المهربين والقراصنة، نظرا لخبرتهم في هذا المجال، وهو ما دفعهم إلى نسج علاقة براجماتية وظيفية مع زعيم قراصنة صومالي يُعرف باسم “Garfanje” يقوم بتقديم قواربه للحركة في مقابل الحصول على الأموال، فضلا عن استئجارها من قبلهم لشراء وتهريب الأسلحة عبر الطرق البحرية المختلفة.
ومع الوقت نجحت الحركة في إنشاء نظام متطور من خلال الاتصالات المباشرة بميناء “مقديشو” الذي يعد أكبر ميناء في الصومال، ونظرا لوعيها بصعوبة إحكام سيطرتها الكاملة على الميناء وضراوته عمدت إلى التسلل والتحرك صوب وكلاء الشحن التجاريين، فضلا عن مؤسسات الموانئ، تخضعهم لتهديدها من جهة، وتحصل على معلومات تفيد حركة سير البضائع وماهيتها، لتفرض هي بعد ذلك ضريبتها بحكم قدرتها على الإغارة وإخضاع الميناء من آن لآخر لسلطتها، ووضعه تحت تهديدها الدائم.
وتضع الحركة نسبا ومقدرات مالية محددة تفرض على الشركات، بحيث تتوزع ما بين 100 دولار أمريكي لكل حاوية 20 قدمًا و160 دولارًا أمريكيًا للحاويات 40 قدمًا، إضافة إلى تنوع الأنشطة الأخرى مثل تهريب المخدرات والأسلحة والبشر، والحبوب والمنسوجات، ما جعلها تتحصل إزاء ذلك كله على ما يقرب من سبعة ملايين دولار أمريكي سنويًا من خلال هذه الأنشطة البحرية.
في موازاة ذلك وفي سياق الأنشطة العسكرية، أظهر هجوم بحري لحركة الشباب الصومالية عام 2016 في “بونتلاند” قدرتها على الإبحار رغم فشل المحاولة في تحقيق نجاح على مستوى كبير، فيما تفيد بعض التقارير أن النشاط البحري للحركة ساهم في زيادة وتيرة العمليات العسكرية لحركة الشباب بنسبة اقتربت من الـ32 بالمائة في عدد الهجمات بالعبوات الناسفة التي نفذتها في الفترة الممتدة ما بين (يوليو / تموز 2018 ويوليو / تموز 2019).
حتى اللحظة لا يمكن القول إن الحركة تمتلك أسطولا بحريا أو أنها قامت بعمل عسكري بحري يعلن عن ميلاده، إلا أن ما يمكن قوله وتفسيره هو أن الحركة حذرة من الوقوع في خطأ أو زلة استراتيجية وهي التي لا تملك ما يؤهلها للمواجهة المتكافئة مع القوى الحكومية والأساطيل البحرية العسكرية للقوى الأمنية الأفريقية والغربية على حد سواء، ما يجعلها تقتصر على استخدام الأنشطة البحرية العسكرية كعامل مساعد وليس رئيسيا في المواجهة العسكرية من حيث تعدد الآليات والأنشطة إضافة إلى توظيفها لخدمة التمويل وتعدد مصادره.
داعش الصومال
تعمل داعش بنسختها الصومالية في المناطق الساحلية الصومالية والتنزانية، مزاحمة في ذلك حركة الشباب القاعدية، ورغم ضعف داعش مقارنة بحركة الشباب إلا أنها تحاول أن توسع دائرة تمركزها هنالك خاصة في المناطق الساحلية، ويبدو أن لدى داعش الصومال فهما للواقع العملياتي البحري بشكل أكبر من حركة الشباب، في غضون عام من تأسيسه، احتل تنظيم الدولة الإسلامية في الصومال وسيطر على مدينة قندلة الساحلية الشمالية.
يتضح بعد ذلك أن الهدف من تفعيل النشاط البحري لتنظيم داعش في الصومال هو ربط أبناء التنظيم في الصومال بأشقائه في اليمن، بحيث تضمن بذلك سهولة حركة نقل وتهريب الأسلحة والأموال وغيرها، خاصة المقاتلين من الموارد المختلفة ما بينهما، وساهم سهولة الانتقال في أن يقوم مجاهدو داعش التابعون للتنظيم في اليمن بتدريب مقاتلي داعش في الصومال، بعد انتقال قيادات وكوارد معروف عنها الخبرة القتالية العالية، ما كان له واقع الأثر في التطور اللافت لداعش الصومال وسرعة تحولاتها هنالك، فضلا عن قدرتها على مواجهة القوات الحكومية والقاعدة في آن معا.
وكان ميناء “قندلة” في الشمال الشرقي بالصومال مسرحا تجريبيا لأنشطته البحرية، إلا أنه ما لبث وأن طرد منها ولكنها كانت دليلا على رؤيته لأهمية تفعيل العمل العسكري البحري لتنظيمه، حيث تسمح الموانئ الصغيرة ومواقع الإنزال المنتشرة على ساحل الصومال ومن خلال التعاون مع شبكات التهريب وعقد اتفاقيات مع السكان المحليين على ترسيخ وجودهم في السواحل الصومالية وربطها باليمن كما عرضنا سابقا ما يحقق لها الوصول المستمر لمواردها ومصادر تمويلها المختلفة.
أنصار السنة الداعشية في موزمبيق
منذ تشكل جماعة أنصار السنة أو حركة الشباب في موزمبيق كجماعة متشددة منذ عام 2007 إلى 2017 وبعدها بقليل، ولم يلتفتوا إلى ممارسة الأنشطة العسكرية البحرية، ومع تحولهم نحو الولاء والتبعية لتنظيم داعش ومنذ عام 2020 وتم التركيز على تلك العمليات العسكرية ذات النشاط العسكري، حتى باتت مكونا أساسيا في النهج الاستراتيجي للمجموعة، من خلال مداهمة القرى الصغيرة الساحلية والانطلاق منها نحو عواصم المناطق.
ويمكن ملاحظة ذلك بقوة في الهجوم الذي نفذته الحركة في مقاطعة كابو ديلجادو على الساحل الشمالي الشرقي لموزمبيق وتحديدا بلدة “موسيمبوا دا برايا” Mocímboa da Praia التي تتمتع بثروتها الكبيرة من الموارد الطبيعية، حيث استخدمت أنصار السنة في هجومها العسكري البحر بجوار تحركها على الأرض وذلك في وقت واحد، ما أدى إلى اجتياح قوات الأمن والسماح للمجموعة باحتلال الميناء لعدة ساعات، وقد باءت محاولات الحكومة لتحرير الميناء بالفشل، وظل جزئيًا تحت سيطرة المتمردين.
كشفت الهجمات التي قامت بها داعش في موزمبيق بشكل خاص تطورا ملحوظا في التقنيات الآلياتية للنشاط العسكري البحري للتنظيمات الجهادية، وذلك من حيث التخطيط الاستراتيجي والتكتيكات المتقدمة وتنوع الأساليب التي تناسب قدراتهم في هذا المجال العسكري الجديد، إذ أن الربط بين الجزر ورسم ملامح لطرق خاصة في البحر يسير خلالها التنظيم بشكل آمن، وتهيئة البحر فيما يشبه تعبيد الطرق على الأرض، لتيسير حركة التهريب بتنويعاتها المختلفة يدلل على أن ثمة تطورا آخذ في الصعود في هذا النشاط العسكري البحري، واللافت حتى اللحظة، وبخلاف حركة الشباب الصومالية، تركزت أنشطة داعش البحرية على النشاط العسكري ولم تذهب إلى تنويع أنشطتها كالتهريب ونقل الأموال والتعامل مع القراصنة وفرض الضرائب وما شابه، إلا أن ذلك لا يمنع تحقق ذلك مستقبلا.
بنين.. الوجهة الساحلية القادمة
تعد “بنين” واحدة من أصغر البلدان في غرب أفريقيا، إذ يحدّها من الشرق دولة نيجيريا، ومن الشمال دولة النيجر وبوركينا فاسو، ومن الغرب دولة توغو، ومن الجنوب خليج بنين وعاصمتها “بورتو نوفو”، والمرشحة بقوة بأن تمثل نقطة جاذبة للأنشطة الجهادية البحرية خاصة مع تدحرج الوجود الجهادى في دول منطقة الساحل والصحراء وتعاظمه في كل من مالي، النيجر وبوركينا فاسو، إذ تواصل الجماعات الجهادية زحفها من منطقة الساحل إلى البلدان الساحلية المجاورة لها وتعتبر البلدان الساحلية المجاورة أرضية خصبة لهذا التوسع، خاصة وأنها تمنح هذه الجماعات فرصاً جيدة –كما أوضحنا سابقا – لاستغلال الطرق التجارية ماليا، فضلا عن إتاحته للتوسع في إمكانية شن هجمات موسَّعة على أهداف سهلة مثل المنتجعات الساحلية والتي يفد إليها السياح الغربيون على غرار ما حدث من الهجوم على منتجع “جراند بسام” الشاطئي في آذار/مارس 2016 في كوت ديفوار، الذى راح ضحيته 16 شخصاً.
موجز القول يمكن الإشارة إلى أننا في الطور التكوينى الأول لتدشين مايعرف بالسلاح العسكرى ضمن إطار الأنشطة البحرية للتنظيمات الجهادية، معتمدة على الإرهاصات القديمة للظاهرة والتجارب السابقة عليها وساعية في ذات الوقت نحو تحديثها وتطويرها وتشكيلها بما يتوائم جغرافيات المشهد الساحلي الأفريقي.
في موازاة ذلك يظل الهدف الاقتصادي وتيسير حركة مرور المقاتلين والموارد المالية عبر التهريب ونسج شبكة علاقات وظيفية براجماتية مع القراصنة المرحلة التي تسبق الوجود العسكرى البحري في اللحظة الراهنة، ولا ينفى ذلك إمكانية حدوث تحولات هامة في هذا السياق تقدم العسكري على الاقتصادي خاصة على يد تنظيم داعش، وربما يكون مشهد سقوط مدينة بالما الساحلية في موزمبيق مؤشرا دلاليا على احتمالية حدوثه في المستقبل القريب.

المصدر:
https://zatmasr.com/
بعد 20 عاما من الحرب، انسحبت القوات الأجنبية من أفغانستان في أعقاب اتفاق بين الولايات المتحدة ومقاتلي طالبان الذين أزيحوا عن السلطة في عام 2001، وبعد استيلاء حركة طالبان على السلطة في اغسطس 2021 تعهدت بأنها لن تسمح بأن تصبح أفغانستان قاعدة للإرهابيين الذين قد يهددوا الغرب، والسؤال المطروح ماذا تقصد طالبان بتعهدها هذا؟
تعريف بحركة طالبان الأفغانية:
تُعد حركة قومية- إسلامية سنية سياسية مسلحة، يصفها معارضوها بالمتطرفة، ويعتقد قياداتها أنهم يطبّقون الشريعة الاسلامية، تاسست عام 1994م وسيطرت على العاصمة كابل في سبتمبر 1996م معلنة قيام الإمارة الإسلامية في أفغانستان التي استمرت بالحكم حتى عام 2001، أميرها الحالي "هبة الله أخوند زاده" الذي تولى زعامة الحركة في مايو 2016، وقد أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا رقم 1988/2011 بأن طالبان منظمة إرهابية.
علاقة طالبان بتنظيم “القاعدة”:
أصدر فرع (القاعدة) في شبه القارة الهندية في 25 يونيو2017 وثيقة بعنوان (مدونة السلوك) حدد فيها أيديولوجيته وأولوياته، وأوضح أنه ملزم ببيعة زعيم (القاعدة) "أيمن الظواهري" وأن “أهم هدف” لـ(القاعدة) هو دعم (طالبان)، كما جاء في الوثيقة أن (القاعدة في بلاد الرافدين) أي في العراق تقاتل أعداء (طالبان) خارج “أفغانستان”، بينما تقاتل في الوقت نفسه إلى جانبها داخل البلاد، كما أصدرت (القاعدة) بيانًا في 20 مارس 2020 من ثلاث صفحات هنأت فيه (طالبان) على اتفاق السلام الموقع مع “الولايات المتحدة”، وهنأ البيان صراحة “أخوند زادة” على “النصر التاريخي” الذي قال إنه “أجبر الولايات المتحدة على سحب قواتها المحتلة من أفغانستان؛ والامتثال للشروط التي يُمليها مجاهدو طالبان".
القاعدة وتنظيم داعش:
على عكس التعاون بين تنظيمي حركة طالبان وتنظيم “القاعدة” في أفغانستان وباكستان، يلعب تنظيم داعش (ولاية خراسان – ظهرت عام 2015) دورًا معاديًا لحركة “طالبان”، حيث اصطدم معها في عدة معارك في عدة مديريات أدت إلى مقتل العديد من الطرفين، ويضم تنظيم داعش- ولاية خراسان حوالي 2,200 مقاتل مسلح تتركز أعدادهم في محافظة كونار الجبلية قرب حدود باكستان وولاية ننغرهار.
ومع سيطرة طالبان على زمام الأمور في أفغانستان في 15/8/2021، فان الفرص أمام تنظيم داعش في أن يجد لنفسه موطئ قدم في المشهد الافغاني تبدو ضئيلة، لكن يمكن أن يجمع حوله بعض الشباب المتشدد، ويكون أداة بيد دول الجوار وأجهزة مخابراتها للضغط على سلطة وحكومة طالبان.
علاقة طالبان بشبكة حقاني:
تعد شبكة حقانى جماعة جهادية مسلحة إرهابية بحسب قرار مجلس الامن 1988/2011، وتضم أكثر من 10 آلاف مقاتل، متحالفة مع طالبان، تتشكل من عدة مجموعات يتزعمها اليوم سراج الدين حقاني، وتعد أقل عددا من حركة طالبان، ولكن رجالها أكثر تدريبا، ولهم أسلوبهم الخاص في الحركة والقتال يدل على قدرتهم العالية في هذا المجال، حيث إن مقاتلي الشبكة يتسربون من باكستان إلى أفغانستان، عبر ممرات جبلية قديمة.
علاقة طالبان بلواء الحشد الشيعي:
يعد لواء الحشد تنظيم مسلح أسس برعاية إيرانية على غرار فصيل آخر أفغاني شكلته إيران من اللاجئين الأفغان الطاجيك والهزارة الشيعة، وهو لواء “فاطميون”، الذي يتمتع بدعم مالي وعسكري كبير من فيلق القدس، ويقدر عددهم بحوالي 30 ألفا، وشارك على وجه الخصوص في الحرب السورية، والمراقبون للمشهد الأفغاني عبروا عن مخاوفهم من سعي إيران لإرسال الآلاف من المقاتلين الأفغان من تنظيم “فاطميون” من إيران وسوريا إلى أفغانستان، لينخرطوا في الحرب الأفغانية.
مستقبل التهديد الإرهابي في أفغانستان:
بعد الانسحاب الامريكي والقوات الدولية من أفغانستان وعودة حركة طالبان الى السلطة، واستحواذها على الأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة التي بحوزة الجيش الافغاني، بالإضافة الى ما تركه الجيش الأمريكي المنسحب، فان المخاوف والهواجس تنصب باتجاه شعور طالبان بقوتها وانه من المتوقع جدا” أن تشهد أفغانستان في الأشهر المقبلة اشتباكات مسلحة بين حركة “طالبان” والميليشيات من غير البشتون.
من جهة أخرى فانه من المحتمل جدا” اتخاذ تنظيمي “القاعدة” و”الدولة الإسلامية" الأراضي الأفغانية لإنشاء قواعد ومعسكرات تدريب جديدة على غرار ما كان في فترة حكم طالبان (1996-2001) خصوصا وأن الجغرافية الجبلية المعقدة والوعرة في أفغانستان فضلا عن التنوع الاثني والمذهبي يشكلان بيئة ومناخا ملائما للأنشطة الإرهابية والمتطرفة.

المصدر
https://www.europarabct.com/
آخر الزوار


18 Aug 2021 - 21:09

التعليقات
لم يقم باقي الأعضاء بكتابة تعليق لـ منارة الاسلام.

الأصدقاء
لا يوجد أصدقاء.
RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 28th March 2024 - 10:47 AM