منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> لماذا فشلت الثورات الحالية في تخليص المسلمين من الظلم ومن الواقع الحالي المرير؟
الخلافة خلاصنا
المشاركة Nov 4 2019, 01:42 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



لماذا فشلت الثورات الحالية في تخليص المسلمين من الظلم ومن الواقع الحالي المرير؟

قامت ثورات في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والسودان وحصلت احتجاجات قوية في الجزائر والعراق ولبنان، ولم تغير الوضع بل تم تبديل الأدوار للظالمين وذهب ظالم وأتى آخر واستمرت منظومة الإجرام في حكم البلاد.
والسبب الرئيس لوصول الثورات إلى ما وصلت إليه هو عدم وجود خارطة للتغيير وقيادة سياسية تحمل هذه الخارطة لتغيير الأوضاع في البلاد، ومعلوم أنه لا يصلح البلاد وجود أي خارطة للتغيير ولا أي قيادة لقيادة الناس، بل لا بد أن تكون خارطة التغيير أو مشروع التغيير منبثق من عقيدة الأمة الإسلامية ومبني على هذه العقيدة، وأيضا القيادة للتغيير لا بد أن تكون هاضمة معتقدة بهذا المشروع للتغيير باذلة الغالي في سبيل تحقيق هذا المشروع للتغيير.
إن وجود الظلم والقهر والفقر والتضحية بالغالي والنفيس في سبيل الثورة على الظلم وإزالته دون خارطة تغيير منبثقة من العقيدة الإسلامية وقيادة للتغيير تحمل هذه الخارطة وتعتقد صلاحيتها لن يحدث تغيير في البلاد، ولو ضحى أهل تلك البلاد بالملايين من أبنائهم ولو تدمرت البلاد على رؤوسهم ولو قاتلوا الظلم سنين طويلة، فان كل تلك الأمور لن تكون كفيلة بأحداث التغيير المطلوب للتخلص من الظلم.
ولنا في رسولنا الكريم القدوة الحسنة، فان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما بدأ دعوته وهو في قمة الضعف وقلة العدد وقلة الأنصار كان يطرح خارطته للتغيير ومشروعه السياسي على أهل مكة من أول يوم، بأنه يريد إقامة حكم الإسلام في الأرض وتطبيق شرعه والقضاء على أي تشريع آخر، وأن تكون الحاكمية لله وحده في الأرض، فكان صلى الله عليه وسلم واضحا بيّنا في دعوته ولم يكن يتكلم بكلام عام لمواجهة الظلم.
لقد حاول أهل قريش أن يصلوا مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لحلول وسط، بأن يسلموه زعامة مكة ويعطوه المال والجاه والنساء مقابل أن لا يمس أسس النظام القرشي في ذلك الزمان، ولكنه صلى الله عليه وسلم رفض رفضا قاطعا، وعندما عرض عليه الصلاة والسلام على قبيلة عامر بن أبي صعصعة أن ينصروه بإقامة حكم الإسلام قبلوا كل شروطه صلى الله عليه وسلم إلا أنهم طلبوا أمرا واحدا جعل الاتفاقية لا تحصل وهو أن يكون لهم الحكم من بعده صلى الله عليه وسلم، فرفض الرسول الكريم هذا الأمر، وعندما عرض الرسول الكريم على قبيلة بني الشيبان نصرته قبلوا شروطه كلها إلا أنهم قبل الاتفاقية قالوا أنهم لا يريدون قتال فارس والروم لضعفهم... فرفض الرسول عقد الاتفاق معهم، ولكن عندما انصاع أهل المدينة لكل شروط الرسول الكريم وقبلوا الوعد بالجنة لهم عقد الرسول الاتفاقية معهم وحصلت البيعة للحكم، وهنا أعلق على هذه الحوادث مع رسولنا الكريم بالقول:
1) أن الرسول الكريم وهو ضعيف وجماعته لا يتجاوزن المائة كان مشروعه السياسي للتطبيق قبل وصوله للحكم واضحا بينا لا لبس فيه ولا غموض ولا تدرج، وهو أنه يريد تطبيق الإسلام وإقامة حكم الله في الأرض، أي لم يكن رسول الله يقول: نقيم دولة مدنية ثم بعد الوصول للحكم نطبق الإسلام تدريجيا، ولم يقبل بالدولة المدنية ريثما يتمكن ويطبق الإسلام، حتى أن شروطا لا تمس نظام الدولة الإسلامية رفضها الرسول الكريم مثل اشتراط بني عامر بن أبي صعصعة أن يكون لهم الحكم من بعده، أي أن يحكموا بالقرآن ويجاهدوا في سبيل الله ويقيموا الدين وكل هذه الأمور رفضها الرسول الكريم لأنهم اشترطوا أن يحكموا هم من بعده ولا يكون الأمر شورى بين المسلمين لاختيار الحاكم، فكان وهو الضعيف سياسيا قوي فكريا يرفض شروط الطبقة السياسية وأهل القوة كليا ولو كانت لا تمس الأسس لمشروعه السياسي، ولم تكن عنده مرحلية أبدا وغموض وطرح كما يطرحه الإسلاميون المعتدلون (العلمانيون الملتحون) عندما يقولون نتمكن ثم نطبق الإسلام، وعندما تمكنوا طبقوا المزيد من الكفر، نعم الرسول الكريم لم يقبل أيضا عرض بني الشيبان بالوصول للحكم وبعد السيطرة على الجزيرة العربية يقاتل الفرس الروم بسهولة، ومع ذلك رفض الرسول الكريم شروطهم جميعا، وهذا فيه دلالة أن قائد التغيير يجب أن يكون له مشروع سياسي واضح بين للتطبيق لا يجامل فيه أحدا لا من الناس ولا ممن يطلب منهم النصرة لدين الله تعالى.
2) بتفكير من ثاروا اليوم على الظلم ورفض بعضهم بداية إعلان النية لتطبيق الإسلام وبعضهم كما في الجزائر خافوا أن تسمى ثورتهم إسلامية خوفا من معاداة الكفار والمجرمين لهم، ومن قول البعض بالتدرج في التطبيق مثل أن يطبقوا الكفر سنينا ثم يطبقوا الإسلام بعد التمكن وقدوتهم في ذلك دجال أمريكا أردوغان، ومن مثل ترك الجيش وأمره وجعله حياديا دون السيطرة عليه يتبين أن الرسول الكريم بنظرهم لا يفقه من السياسة شيئا ولا يفهم اللعبة الدولية أبدا، هذا في نظر هؤلاء. ولكن بعد التدقيق يتبين أن كل من ثاروا وقالوا بالمرحلية والتدرج وتطبيق نظام الدولة المدنية أيضا ومن عملوا على إرضاء المجرمين تبين أنهم لا يفقهون شيئا في التغيير وان أعمالهم جرت الويلات على المسلمين تلو الويلات، وكان اندساس العملاء بينهم أمرا ملحوظا بقوة. ظنوا أن تلك الأمور تنجيهم وتوصلهم للتغيير فكانت مخالفة أمر الرسول وطريقة سيره وبالا عليهم ومزيدا من الضنك صب فوق رؤوسهم ولم يروا إلا والظالمين يتجددون ويزدادون قوة وذلك لمخالفتهم الصريحة لمنهج الرسول الكريم في التغيير.
3) في منهج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان هو من يشترط رغم ضعفه، والطبقة السياسية وأهل القوة هم الذين يجب أن يرضخوا لشروطه، بينما اليوم الكفار والمجرمون عندما رأوا لعاب بعض من يتسمون إسلاميين يسيل لعابهم على الكرسي اشترطوا عليهم شروطا لا إسلام فيها فقبل هؤلاء الشروط وحكموا بالكفر وأحبطوا الثورات وأعاد الظالمون حساباتهم وسيطرتهم على البلاد، حتى وصل الأمر ببعض القبائل أن تقبل الحكم بالإسلام والتغيير وكل أمور الإسلام إلا أنهم طمعوا قليلا في حكم المسلمين فرفض شرطهم من قبل الرسول الكريم، واليوم عرض الحكم منقوصا لا قوة فيه على الإسلاميين مع شرط حكمهم بالكفر فقبلوا فدمروا البلاد بدل تحسين أوضاعها وتمت إزاحتهم عن الحكم وإذلالهم في بعض المناطق.
4) في عرض قريش على الرسول الكريم.. عرض الكفار الجاه والمال عليه صلى الله عليه سلم فرفض شروط قريش، واليوم تجد كثير من فصائل الثورة تقبل المال من المجرمين مع اشتراط المجرمين عليهم تنفيذ مشاريعهم فيقبلون بحجة الحاجة للمال، فيصبحون عبيدا لداعميهم كما حصل من فصائل الثورة السورية، فقد أصبحوا أحجار شطرنج بيد المجرمين يحركهم المجرمون متى يشاؤون فدمروا ثورة سوريا بدل إنجاحها وهي التي كانت قاب قوسين أو أدنى من النجاح، ولكن لارتباطهم بالمجرمين في السعودية وقطر وتركيا وغيرها دمروا الثورة السورية.
5) عمل الرسول الكريم سياسي ودعوي في مكة، ولم يرو عنه قيامه بأي عمل عسكري، وهذا يعني أن أعمال التغيير أعمال سياسية وهي لا تحتاج لكلفة مالية كبيرة، لأن الكلفة المالية الكبيرة تعني الاعتماد على مصدر تمويل، وهذا ما نراه عند من يرون التغيير يتم بالطرق القتالية العسكرية، فهذه الأعمال تحتاج تمويلا كبيرا وهذا يعني لجوء هذه الجماعات إلى الغير للتمويل، وهذا ما رأيناه من كثير من الفصائل السورية التي اعتمدت على التمويل القطري والسعودي والتركي وغيره، فأرهقت الثورة وأوصلتها إلى هذا الحال التي هي فيه اليوم.
ومع أن الثوار كان بإمكانهم أن يعتمدوا على ما في أيديهم من السلاح للوصول إلى القضاء على النظام السوري بسبب تفسخ الجيش السوري ووقوع الأسلحة التي عنده في يد الثوار، إلا أن من ارتبطوا بالدول الداعمة وهي دول عميلة إجرامية لا تريد خيرا لأهل سوريا ولا للمسلمين، نعم رغم ذلك إلا أن ارتباط البعض بالدول الداعمة دمر الثورة لأنهم أصبحوا ينفذون أجندة الدول الداعمة العميلة للغرب، وما وصول هيئة تحرير الشام لأن تكون ذراعا أمنيا لتركيا في الشمال السوري إلا اكبر دليل على ما وصلت إليه تلك الفصائل.

ومن هنا يتبين أن الأسباب الرئيسة لفشل الثورات في تحقيق التغيير المنشود هي:
• عدم وجود مشروع سياسي للتطبيق أو خارطة للتغيير مأخوذة من الإسلام، وعدم وجود قيادة سياسية تحمل هذا المشروع، وللعلم حزب التحرير بين المسلمين عنده هذا المشروع السياسي للتطبيق المأخوذ من القران والسنة، وعندها القدرة على قيادة المسلمين بشرط أن يلتف حوله المسلمون والثوار وأهل القوة وسيكون التغيير المنشود بإذن الله تعالى.
• كل من يثور ولا يعلم ماذا سيكون بعد الثورة أو يقبل أن يسلم قيادته لشخص أو جهة تطالب بالعلمانية أو الدولة المدنية أو أي حكم غير الإسلام فمصيره الفشل الأكيد الأكيد.
• التغيير لا يكون بمشاركة كل فئات الشعب ولا يكون بدرجة المظلومية، بل يكون فقط بتطبيق المشروع السياسي الإسلامي وهو نظام الخلافة في الحكم، والقول بالتدرج وبتطبيق النظام المدني أولا ثم التدرج في تطبيق الإسلام -رغم كذب كل من ادعى ذلك- وغيره من الأطروحات وبعدم الاصطدام مع الكفار والمجرمين وان الكفار لن يسمحوا لنا بتطبيق الإسلام كل هذه الأقوال هي مدمرة للثورات قبل اشتعالها.
• أتقى رجل وأنظف رجل للحكم مثل مرسي وقيس سعيد وغيرهم كما "يدعون" لن يحصل من حكمهم تغيير حقيقي، فشخص نسبة تقواه قليلة ويحكم بالنظام الإسلامي بشكل حقيقي يحدث تغييرا قويا في البلاد لصالح المسلمين، فالعبرة بالنظام وليست بشخص الحاكم، وهذه يتم بها الضحك على الثوار كثيرا بالتركيز على شخص الرئيس وإهمال النظام العلماني أو نظام الدولة المدنية الديمقراطية المطبق.
• عدم قبول تدخل المجرمين في الثورات بأي شكل لا بالقيادة ولا بالمشاركة ولا بالدعم المالي منهم، فالمجرمون لا يدعمون إلا لإحباط الثورات والسيطرة عليها.
• التفاف الثوار وأهل القوة والناس حول حملة مشروع التغيير السياسي مثل حزب التحرير هو القوة الحقيقية اللازمة للتغيير، ولا يمكن لأعمال عسكرية التغيير إن لم تكن تملك مشروعا سياسيا منبثق من العقيدة الإسلامية للتغيير ولا تملك تأييدا شعبيا لها، وإن ارتباط أي فصيل أو جهة بدول خارجية هو انتحار سياسي و لا يمكن لتلك الجهة التغيير.

هذا هو السبيل لأي ثورة للتغير الحقيقي، ومع ذلك ورغم إخفاق الثورات لغاية الآن في التغيير وفي التخلص من المجرمين إلا أن لها إيجابيات كثيرة من مثل كسر حاجز الخوف في مواجهة الظالمين، وزعزعة كيان المجرمين، وحرق أوراق المنافقين ومن يدعون انتسابا للإسلام، وبينت مدى هشاشة أنظمة الظالمين وبينت قوة الأمة إن ثارت على الظلم، وبينت نفاق المجتمع الدولي وانه الداعم الرئيسي للطغاة في عالمنا الإسلامي وبينت كذب فكرة الديمقراطية وغيرها.
ومع كل ذلك ولو حصلت المجازر في العالم الإسلامي لا قدر الله، فان النصر لن ينزل على الأمة الإسلامية إلا بنصرة الأمة لدين الله ونظام الحكم الإسلامي وهو نظام الخلافة، فالنصر لا يكون إلا بنصر دين الله وحكمه في الأرض.

ومع ذلك فان حملة الدعوة دائما يعملون على توجيه الثورات لطريق خلاصها حتى لو خالفتهم ولم تسمع لهم، فحلمة الدعوة لا يكلون ولا يملون من توجيه وترشيد الثورات لطريق خلاصها، حتى لو عانوا وسجنوا وظلموا، حتى أنهم ليعانون من بعض فصائل الثورة مثل هيئة تحرير الشام التي تشن حملة بأمر تركي عليهم لاعتقالهم لأنهم يبينون للناس طريق الخلاص الحقيقي للثورات، وهذا حالهم في كل بلاد الثورات وفي العالم الإسلامي بشكل عام، فحامل الدعوة لا ينظر إلا للجوانب الإيجابية في الأمة فيحييها وينميها ويبينها، ولا يذكر السلبيات ويتغاضى عنها ويرشد لتركها، فعمله إنهاض الأمة لا جلد ظهرها.

الخلاصة
حزب التحرير يحمل للأمة مشروع التغيير الصحيح ومشروعه مأخوذ من القران والسنة باجتهاد صحيح، ولديه القدرة على قيادة الأمة الإسلامية بين الأمم، شرط أن يلتف حوله المسلمون والثوار وأهل القوة، وسيحصل التغيير الحقيقي بإذن الله تعالى.
الكلام هذا ليس مدحا أو تزكية للحزب وان كان يظهر فيه ذلك، ولكن لأنه الوحيد الذي يمتلك المشروع السياسي للتغيير المأخوذ من القران والسنة، وكل محاولات الكفار والمجرمين والمنافقين لصرف الأنظار عن حزب التحرير لن تفلح في جعل الأمة في النهاية تلتف حول حزب التحرير وتعطيه قيادتها للتغيير.
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 28th March 2024 - 07:59 PM