وزيرة التربية الجزائرية؛ من الدعاة على أبواب جهنم خيارات

[أم المعتصم]

بسم الله الرحمن الرحيم

وزيرة التربية الجزائرية؛ من الدعاة على أبواب جهنم

الخبر:

أيدت وزيرة التربية الجزائرية، نورية بن غبريط، معاقبة طفلة مسلمة بفصلها من مدرسة الجزائر الدولية التابعة للوزارة بالعاصمة الفرنسية باريس، بسبب "الصلاة" وأكدت في تصريحات لها نقلتها بوابة الشروق الجزائرية، على أن "الصلاة مكانها في البيت".

التعليق:

لم يخرج الاستعمار الغربي من بلاد المسلمين إلا بعد أن اطمأن إلى أن صنائعه من السياسيين الذين مكّنهم من حكم البلاد والعباد كفيلون بإكمال مسيرته في محاربة الأمة وسلخها عن دينها وفرض نموذج الحضارة الغربية عليها.

وهكذا قام حكام الغرب بتوزيع الأدوار: فالدول الغربية، ومعها روسيا، تقوم مباشرة بصب حمم القذائف والصواريخ (التي عادة يسمونها "ذكية") برا وبحرا وجوا حيثما استطاعت دون خجل ولا استحياء بل جهاراً نهاراً، (حسب موقع Airwar الذي يرصد الغارات الجوية للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بلغ عدد الغارات ما بين 2014 حتى 2018/12/16، 32000 غارة أسفرت عن قتل الآلاف من المدنيين)، هذا فضلا عن هجمات طائرات الدرون من الصومال إلى اليمن وباكستان وأفغانستان...

ومن عجزت الدول الغربية عن قتله مباشرة أوكلت إلى حكام المسلمين الجزارين ليتكفلوا بالبطش بكل من تسول له نفسه التمرد على المنظومة الاستعمارية العالمية من جهة، ومن جهة أخرى ليقوموا بمحاربة أحكام الدين ومسخ الهوية الإسلامية عن طريقين: مكافحة "التدين" والعمل على طمس مظاهره من عبادات والتزام بالأحكام الشرعية كارتداء الخمار والنقاب أو إطلاق اللحى، وعن طريق نشر الفجور والفساد والمنكرات والترويج لسموم الحياة الغربية تحت شتى العناوين والشعارات من "الحضارة والمدنية" والروح العصرية ومواكبة الحداثة ...إلخ. وحين يقوم حاقد صليبي بالإساءة للرسول e يسارع الحكام والساسة للتضامن معه، أما من يدعو إلى مقارعة الاستعمار والتحرر من هيمنته فيوصم بـ(الإرهاب) ويبطش به بشتى السبل.

وهذه الوزيرة، منذ تعيينها في 2014، وهي تنفذ برنامجا يستهدف هوية الجزائر وتغريب المدرسة و"فرنستها" تحت شعار"إصلاح المنظومة التعليمية بعيدا عن الأطر الأيديولوجية"، أي بعيدا عن عقيدة المسلمين والشريعة الإسلامية، التي جعلت الصلاة عمود الدين كما قال النبيُّ r لمعاذ رضي الله عنه: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟» قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ قَالَ: «رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ».

أما هذه الوزيرة، ومن شاركها إثمها في السلطة السياسية الحاكمة ومن نافح عن موقفها من العلمانيين عبيد الاستعمار الغربي فهم من دعاة جهنم الذين ينطبق عليهم قول الرسول r في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: "كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ r عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: «نَعَمْ!» فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ! وَفِيهِ دَخَنٌ» قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: «قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ» فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ! دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ؛ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: «نَعَمْ! قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا...»" الحديث

ونختم بأن على كل مسلم ومسلمة ذي غيرة على دينهم من أهلنا في الجزائر أن لا يرضوا الدنية في دينهم وألا يسكتوا عن هذا الوزر العظيم ولا يكتفوا بطرد الوزيرة، بل بالإصرار على المطالبة بتطبيق أحكام الدين كافة.



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير