منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> مأزق لبنان العميق
أم المعتصم
المشاركة Feb 13 2019, 05:39 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238



بسم الله الرحمن الرحيم

مأزق لبنان العميق




الخبر:

جورج زريق الذي أحرق نفسه لن يكون بوعزيزي لبنانيّاً. (جريدة النهار)

التعليق:

حين تصل الأمور بأن يقدم أب على الانتحار أمام مدرسة أولاده، لا بد من النظر للحادثة على أنها مشكلة مجتمع وليست مشكلة فرد.

كل يوم يكتوي الناس بنار الاستعمار وزبانيته في لبنان. زبانية الاستعمار هم أولئك الذين يسمون أنفسهم "سياسيين"، الذين أبقوا البلد في حالة فراغ "حكومي" لمدة ثمانية أشهر يتصارعون خلالها على حصصهم داخل صناديق النهب! وبعد أن أتى الضوء الأخضر الأمريكي تم تشكيل الحكومة لننتقل من الفراغ الحكومي إلى الفراغ السياسي الذي نعيشه منذ أن قسم الاستعمار بلادنا!

جورج أحرق نفسه بسبب الضائقة الاقتصادية التي أصابته والتي تضرب البلد منذ عقود، والتي لا ينفك وزير الخارجية جبران باسيل بخطابه العنصري والطائفي يربط سبب وجودها بأهل سوريا الهاربين من إجرام النظام البعثي بدلاً من قول الحقيقة!

تلك الحقيقة الساطعة في لبنان وهي أن الكيان اللبناني هو كيان منكوب منهوب منتهي الصلاحية يحكمه جلاوزة ومجرمون. الحقيقة أن أدعياء السياسة في لبنان ليسوا سياسيين ولا دخل لهم برعاية شؤون الناس بل هم أعداء للناس وأعداء لأهل البلد، وقد أثبتت الأحداث أنهم يفتقدون لأدنى شرعية، وأن الناس لا تصدق تفاهاتهم وأكاذيبهم التي ما انفكوا يصدّعون رؤوسنا بها.

جورج فضّل الانتحار على أن يذل نفسه على أبواب "الدكاكين الطائفية" المسماة زورا وبهتانا "أحزاباً سياسية". هو ضحية سياسات استعمارية أحدها ضرب القطاع العام وبالتحديد التعليم الرسمي!

لقد حولت سياسة السلطات المتتابعة في لبنان مستوى المدارس الرسمية إلى مستوى متدنٍ جدا وإلى بيئة غير سليمة للأولاد، وهذا استتباع للفساد الموجود في كافة المؤسسات الرسمية ومن ضمنها المدارس. وهذا مما دفع الناس إلى الإحجام عن إرسال أولادهم إليها. ولم تتوقف سياسات الإهمال هنا بل حتى المنهاج الرسمي الذي تتبعه المدارس الرسمية والخاصة يتم تقصد إهماله وعدم تطويره ليصبح هو التالي منهاجاً عفى عليه الزمن. بالرغم من وجود قدرات هائلة في لبنان من أساتذة وخبراء تربية! إلا أن النظام السياسي الطائفي الفاسد يقدم الولاء للتيار السياسي على كفاءة الأشخاص!!

هذه الجزئية هي واحدة من العلل الجمّة التي ما فتئت تفتك بالبلد والتي لن يحلها لا تشكيل حكومة ولا انتخابات نيابية ولا حرق نفس ولا حتى ثورة عارمة. مشكلة لبنان عميقة ومتشعبة جدا ولا يمكن حلها إلا بإطار أوسع من لبنان، أي بإطار على مستوى الأمة الإسلامية؛ يكون عبر إزالة الكيان السياسي اللبناني وضمه لمحيطه الإسلامي في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد اللطيف داعوق
نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان


Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 24th April 2024 - 07:02 AM