نسخة قابلة للطباعة من الموضوع

إضغط هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

منتدى الناقد الإعلامي _ عقائد ومذاهب _ نظرات على حزب التحرير

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 11:45 AM

نظرات على حزب التحرير


الكاتب: حسن عطية

تنويه لجميع الحلقات: "الكاتب ليس ناطقا باسم حزب التحرير والحلقات من جهده الشخصي،فان اخطأ فمن نفسه وان اصاب فبتوفيق من الله، والحلقات مكتوبة باسلوب مبسط جدا لكي يفهمها الجميع"

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 11:48 AM

نظرات على حزب التحرير (1)
مفهوم الحزب
------------------


حزب التحرير يكاد يكون الوحيد اليوم على الساحة الذي يسمى حزبا حقيقة، والبقية هي أحزاب اسمية أو تجمعات ولا ترقى لمفهوم الحزب بالمعنى الحقيقي، فالحزب حتى يكون حزبا يجب أن يكون له فكرة يسعى لإيجادها في المجتمع وطريقة من جنس الفكرة تكون واضحة ومبلورة، وطريقة الضم هي اعتناق أفكار الحزب لا أي أمر آخر مثل المركز أو الوجاهة أو الغنى فلا يقبل في الحزب إلا من هضم الفكرة، هذا معنى الحزب؛ وللأسف أكثر من 97% من الناس لا تعرف معنى الحزب الحقيقي، فما تراه على الساحة اليوم أحزاب لا تعرف ما هي فكرتها، وان طرحت فكرة فعامة وغامضة ومبهمة مثل الإسلام هو الحل ومع ذلك تتبدل حسب الأحوال، ولا طريقة لها لتطبيق فكرتها لأنه أصلا لا فكرة واضحة لها، فالطريقة التي تتبعها اغلب أحزاب اليوم هي نفس الطريقة التي تسير عليها الأحزاب العلمانية للمشاركة في الحكم، أما نشر فكرة صحيحة وهدم فكرة باطلة فلا تعرفها أغلب أحزاب ليوم، فهمها المناصب والمكاسب والمشاركة في الحكم لأنها ترى ذلك الطريقة للتغيير، وما إن تصل الحكم تصبح مثلها مثل الأحزاب العلمانية لا تفرقها عنها.
بعض الأحزاب لها فكرة جزئية مثل الدعوة للصلاة، وبعضهم يسعى للدعوة إلى الأخلاق، وبعضهم يتبنى العمل المادي بشكل عام وسرعان ما ينحرف بسبب الدعم المالي لأنه لا فكرة واضحة تضبطه ولا طريقة تقيده.
وهذا أمر يعيب كل من كان هذا شأنه، أما ثبات حزب التحرير على فكرة العمل لاستئناف الحياة الإسلامية بطريقة الرسول الكريم، ولا يقبل في صفوفه إلا من يهضم أفكار الحزب، فهذا أمر ممدوح في الحزب، وهو الذي أدى لثبات حزب التحرير ولقدرته على اختراق أصعب الأوساط في المجتمعات، وعدم وجود فكر لأغلب الأحزاب الموجودة جعلها تتغير كل يوم حسب المصلحة، وأما الأحزاب التي لها فكرة جزئية كالصلاة فهي تدور في حلقة مفرغة لأنها لم تشخص المرض بشكل صحيح، ولا تستطيع أن تنفذ فكرتها بشكل صحيح.
ولو نظرنا لحزب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في مكة وهم الصحابة لوجدنا أن حزب التحرير هو الأقرب إتباعا لهم، فكانت لهم فكرة وهي نشر الإسلام وإقامة دولة تطبق الإسلام، ولم تتغير هذه الفكرة مع مرور الزمن، وكانت لهم طريقة في العمل لم يغيروها أو يبدلوها ولم يتلقوا دعما من أي جهة وكانت دعوتهم فكرية، ولم ينضم احد لهم إلا بعد هضم الفكرة الإسلامية، وتعرضوا لأشد أنواع التعذيب من قبل الكفار، والذي أوصلهم للحكم بالإسلام هو ثباتهم وليس تلونهم الذي سعى الكفار كثيرا كي يجعلوهم متلونين ولكنهم فشلوا.
يتبع.....................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 11:49 AM

نظرات على حزب التحرير (2)
أتباع حزب التحرير
------------------


حزب التحرير لا يقبل في صفوفه إلا من هضم فكرته، فالشخص يمر أولا في مرحلة الدراسة في حلقات الحزب فان هضم الفكرة وفرض نفسه على الحزب أصبح عضوا في الحزب، أما مركز الشخص والوجاهة والغنى فلا ينظر إليه الحزب أبدا، فلا يفرق بين طبيب ومعلم أو عامل بناء أو عامل نظافة أو دكتور يملك شهادات جامعية، فالشخص بهضمه لفكرة الحزب يفرض نفسه على الحزب.
الحزب لا يهمه كثرة الأتباع بقدر ما يهمه هضم الأتباع للفكرة، ولا يجاري مشاعر الناس أبدا ولا عواطفهم ليكثر من أتباعه، فان كانت الناس مثلا تؤيد مجرما مثل جمال عبد الناصر فالحزب لا يتردد ببيان إجرامه ولو تعرض الحزب لنقمة الجماهير الساخطة عليه وانفضاض الأتباع عنه، ولا يسكت عن منكر ولو عاداه بعض الناس مثل قضية العيد لأنه يعتبر ذلك حكما شرعيا تطبيقه أولى من رضا الناس، ويركز الحزب على تغيير الرأي العام في المجتمعات، ولا يعني ذلك إهماله لضم دماء جديدة ولكن التركيز على تغيير الرأي العام في المجتمعات وتحميلها فكر الحزب.
حزب التحرير يدفع أفراده المال للحزب كي يقوم بعمله، أي لا سلطة لأحد عليه، عكس كثير من الأحزاب الأخرى التي تدفع مالا لأفرادها كي يبقوا فيها، وهذا يضع علامة سؤال على الممول لهذه الأحزاب وهدف التمويل.
أتباع الدعوات الفكرية قليلون في العادة، انظر إلى أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة وأتباع الأنبياء ستجدهم قلة لأن دعوتهم فكرية ويخاطبون العقول ولا يتبعهم إلا من عنده جلد وصبر وتحمل واقتناع بالفكرة، ولذلك قلة الأتباع لا تطعن بالحزب، ومع ذلك أتباع حزب التحرير ومناصروه كثر والحمد لله، وعلى الجهة النقيضة كثرة أتباع حزب معين لا تعني صحته بل تعني أن الناس تتبع هذا الحزب من اجل أن تقضي بعض مصالحها الدنيوية وخاصة إن أغدق هذا الحزب المال والمنافع على أتباعه خاصة الأحزاب الحاكمة، وفي أول نكسة لتلك الأحزاب يتبخر كل أتباعها.
يتبع..............

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 11:51 AM

نظرات على حزب التحرير (3)
استئناف الحياة الإسلامية
------------------


العمل لإقامة الخلافة فرض بإجماع العلماء بلا خلاف في ذلك، واستئناف الحياة الإسلامية يعني إعادة الحياة الإسلامية في ظل دولة الخلافة، ولا يختلف في هذا الفرض احد من العلماء، من مثل الإمام الشافعي وأبو حنيفة والإمام مالك وأحمد بن حنبل وابن تيمية وابن حزم والماوردي وأبو حجر العسقلاني وابن خلدون والقرطبي والشوكاني والطاهر بن عاشور و غيرهم.
أما علماء اليوم فلا يؤمن مكرهم، إن قال أحد منهم أن العمل لإقامة الخلافة ليس فرضا، لأن اغلبهم إلا من رحم الله يتبعون الأنظمة الحالية ويصفون الطواغيت الذين يحكمون بالكفر ولاة أمر، ولست هنا بصدد طرح الأدلة ومناقشتها إلا لمن أراد.
ومعنى فرض أن من لم يقم به فهو آثم شرعا، أي أن العمل ضمن جماعة للخلافة ليست نفلا أو ترفا بل فرض يأثم كل من لم ينخرط فيه، وهي فرض كفاية لا يمكن العمل لها بشكل فردي كفرض العين، فإن قيل لم نسمع أن العلماء الذين ذكرتهم عملوا للخلافة!!! فهذا صحيح لان الخلافة كانت موجودة في عهدهم، ولكن من هو أفضل منهم وهو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته عملوا لإقامة حكم الله في الأرض وهذا جزء مما نستدل به على العمل لإقامة الخلافة.
في البداية على المسلم أن يقتنع أن هذا فرض ويشعر بالإثم والخوف من الله لعدم قيامه بالعمل، فإن شعر أن هذا فرض ويجب عليه القيام به تبحث معه طريقة العمل، أما مسلم غير مقتنع أنه فرض فلا فائدة من بحث الطريقة معه لأنه سيعتبر ذلك نوعا من الترف الفكري والجدل والنقاش لزيادة المعلومات ليس إلا.
وبإقامة الخلافة تحل جميع المشاكل، فمشكلة احتلال فلسطين وغيرها ومشكلة الحكام الظلمة ومشكلة الشيعة والصوفيين ومشكلة انحدار الأخلاق ومشكلة الاقتتال الدموي بين المسلمين والفساد الطام وغيرها هي مشاكل عويصة ولكنها جزئية بالنسبة للعمل لإقامة الخلافة، وتتبّع كل مشكلة لوحدها يحتاج جهودا جبارة من حزب ولن يستطيع حلها، ولكن إن عولج الأصل وهو إقامة الخلافة فان دولة الخلافة ستتولى حل تلك المشاكل.
يتبع................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 11:53 AM

نظرات على حزب التحرير (4)
طريقة الحزب في التغيير
------------------


الحزب يتبع طريقة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في مكة للتغيير، وهنا سأتطرق لثلاثة محاور:
الأول: تشابه الواقع
ثانيا: طريقة الحزب
ثالثا: من يعمل للخلافة غير حزب التحرير
...................................
أولا: الواقع مشابه لواقع الرسول الكريم في مكة، فالقوة والأمان كانت للكفار والحكم غير إسلامي، وهذا الواقع يسمى شرعا دار كفر، واليوم الأمان في كثير من بلاد المسلمين بيد غير المسلمين والأهم أن الحكم غير إسلامي، ولذلك يكون الواقع في بلاد الإسلام أن الدار دار كفر، ولا يقصد هنا أن الناس كفار، بل يقصد أن شروط دار الإسلام حتى يكون هناك دولة إسلامية وهي أن يكون الأمان بيد المسلمين والحكم إسلامي غير متوفرة، ولذلك تتبع طريقة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في العهد المكي للتغيير لأن واقع الدار متشابه.
.....................................
ثانيا: طريقة الحزب في التغيير أو خطوات عمل الحزب ثلاث هي:
الأولى: مرحلة التثقيف لإيجاد أشخاص مؤمنين بفكرة الحزب وطريقته لتكوين الكتلة الحزبية.
الثانية: مرحلة التفاعل مع الأمة، لتحميلها الإسلام، حتى تتخذه قضية لها، كي تعمل على إيجاده في واقع الحياة.
الثالثة: مرحلة استلام الحكم، وتطبيق الإسلام تطبيقاً عاماً شاملاً، وحمله رسالة إلى العالم.

وهنا لن أنحى ناحية شرح الخطوات وتفصيلها بل سأنحى جانب المقارنة مع سيرة الرسول الكريم في مكة حتى تصل الصورة للأذهان؛ أي كيف يسير الحزب على طريقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة.

المرحلة الأولى وهي مرحلة التثقيف وتكوين نواة وكتلة الحزب، فقد قام بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أن كل من أسلم كان الرسول بوصفه أميرهم وقائدهم يثقفهم عن الإسلام في دار الأرقم بن أبي الأرقم حتى كون نواة الكتلة المحمدية المكونة من أفضل البشر وهم الصحابة، والحزب كذلك الأمر كون الكتلة الحزبية وكان أميرها الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله وكان يثقفهم ثقافة الإسلام بشكل نقي صافي كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المرحلة الثانية وهي مرحلة التفاعل مع الأمة وهي مرحلة إفهام الناس الإسلام وجعلهم يحملونه ويتخذوه قضية لهم، فقد قام الرسول الكريم بالدعوة للإسلام هادما أفكار الكفر مثل عبادة الأصنام مهاجما حراس الكفر كأبي جهل راعيا مصالح الناس حسب الإسلام مثل بيان حرمة وأد البنات متحملا الأذى في سبيل ذلك سائرا بطريق الدعوة فقط وعدم استعمال الأعمال المادية صابرا محتسبا ما يصيبه من الكفار، والحزب كذلك الأمر يهاجم أفكار الكفر كالديمقراطية والعلمانية مهاجما حراس الكفر كالدول الغربية وأجراءهم حكام المسلمين راعيا مصالح الناس مثل بيانه حرمة الكثير من الأمور التي تقوم بها الأنظمة، متحملا كل ما يصيبه من اعتقالات وتعذيب وتضيق.
والرسول في تلك المرحلة طلب النصرة لدين الإسلام كي يحمي حملة الدعوة ويطبق الإسلام، طلبها من عدة قبائل مثل بنو عامر بن أبي صعصعة وبنو الشيبان والطائف وأهل المدينة وغيرهم، رفضه الكثيرون ولبى الطلب أهل المدينة وأقيمت الدولة الإسلامية عندهم، والحزب يطلب النصرة لدين الإسلام من أهل القوة المنعة في الجيوش والقبائل، ولحتى هذه اللحظة لم يأذن الله بنصرة دين الله، ولكن الحزب سائر بتلك الطريق لأنها طريق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ولأنها حكم شرعي ورد عن سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما المرحلة الثالثة وهي عندما تسلم الرسول الكريم الحكم في المدينة طبق "كل ما" نزل عليه من الإسلام تطبيقا عاما شاملا ولم يتدرج في ذلك، أما تدرج نزول القران فهذا شأن آخر، وعندما يصل الإسلام للحكم فان الحزب لا يرى التدرج كما فعلت كثير من الحركات التي وصلت الحكم بطريق غير شرعي وتدرجت ولم تطبق الإسلام وجرت الويلات على المسلمين، لأنها سلكت طريقا غير شرعي وأعرضت عن شرع الله.
..............................................
وهنا يجب التنويه أن هذه الطريقة بسبب أن الدار دار كفر، ولذلك من يرى رأيا آخر من الحركات الإسلامية وهو أن الدار دار إسلام أي أن الدول الموجودة حاليا دول إسلامية وحكامها ولاة أمر عندها ليكون شجاعا ويصرح أن لا حاجة لإقامة الدولة الإسلامية وأنه يتبع الحكام الحاليين لأنهم ولاة أمر، أما أن يقولوا أن الدار دار إسلام والحكم إسلامي ويريدون في نفس الوقت أن يقيموا حكما إسلاميا فهذا يخرج عن منطق العقل السليم وهو نوع من الضحك على الأتباع والناس.
الحزب يصرح بكل جرأة أن جميع الأنظمة غير إسلامية ويصرح انه يعمل لإقامة الخلافة على أنقاض عروشها، وبعض الحركات الإسلامية متناقضة تدعي أنها تريد إقامة دولة إسلامية كي تستعطف الأتباع والناس وفي نفس الوقت توالي الأنظمة لأنها دول إسلامية، وعندما تدخل البرلمان تطبق العلمانية... فهي حركات شديدة التناقض والغموض.
.............................................................
ثالثا: بما أن العمل للخلافة فرض بإجماع العلماء، لذلك كل من لا يعمل للخلافة آثم شرعا، وهنا سؤال لكل شخص يدعي أنه يعمل للخلافة أو أن حركته وجماعته تعمل للخلافة، فليقدم للناس طريقته وسيره كي نرى كيف يعمل هذا الإنسان للخلافة!!!، أما أني أحب العاملين للخلافة أو أنا اعمل للخلافة دون تقديم طريقة عمل فهذا نوع من الضحك على الناس، ومع ذلك اغلب الحركات الإسلامية تنفي عملها للخلافة وتخلط بين نظام الخلافة والحكم الإسلامي وماذا يعني العمل للإسلام وماذا يعني الحكم بالإسلام، وكما قلت لا فكرة واضحة لها ولا طريقة واضحة تسير بحسبها.
ولذلك ليس مهما بعد الاقتناع بفرضية العمل للخلافة القول: "أن لحزب التحرير طريقته ولنا طريقتنا"، فالأهم ما هي طريقتكم إن كنتم فعلا عاملين للخلافة.
يتبع.........................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 11:56 AM

نظرات على حزب التحرير (5)
عمل الحزب عابر للحدود
------------------


من المعلوم أنه بعد هدم دولة الخلافة تم تقسيم أراضي الدولة الإسلامية من قبل الكفار إلى دويلات هزيلة ضمن اتفاقية تسمى اتفاقية سايكس بيكو وغيرها من الاتفاقيات، ووجد بعد التقسيم دويلات هزيلة ضعيفة حكوماتها عميلة للغرب وتطبق أنظمة الكفر، ووضع لكل دولة علم، وهذا بلا شك تقسيم محرم شرعا ورفع الأعلام التي وضعها الاستعمار محرم، وهذا رأي لحزب التحرير.
حزب التحرير عند عمله لا يعترف بالحدود الاستعمارية كحدود للعمل، فالحزب يعمل لإقامة الخلافة التي تزيل تلك الحدود، وتكون راية الخلافة هي راية العقاب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مانع من تنظيم العمل إداريا داخل تلك الحدود تحت مسمى ولايات العمل، ولكن يكون العمل واحدا في كل العالم، ولحزب التحرير أمير واحد يدير الحزب وهو الآن الشيخ عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله وأعانه.
كل مخلفات تلك الحدود لا يعترف بها الحزب، فهو مثلا لا يوالي أي نظام من تلك الأنظمة ولا يفرق بينها ولا يقبل منها دعما ويرى ضرورة إزالتها جميعا ولا يفرق بالعمل بين أي قطر وقطر، ولا يعترف بمسمى الشأن الداخلي، ويرى مصاب أي مسلم هو مصاب للمسلمين جميعا، والعمل والفكر والطرح وكل أمور الحزب واحدة في كل مناطق العمل، اللهم إلا بعض التنظيمات الإدارية لتسهيل العمل وضبطه تحت مسمى الولايات ليس إلا.
بينما نرى للأسف كثير من الحركات الإسلامية الأخرى:
• تعترف بالحدود والأعلام التي وضعها الاستعمار وتسمي نفسها بمسمى البلد مثل الحركة الإسلامية الفلسطينية أو الأردنية أو العراقية أو المصرية أو الباكستانية، فتعمل داخل الحدود الاستعمارية ولا تتجاوزها بل تقدس الحدود وترفع العلم الوطني بجانب رايتها الحركية إن كان لها راية.
• لا تعمل على إزالة الحدود وتوحيد المسلمين لأن هذا يعني تصادم مع الأنظمة وأغلبها متوافقة مع الأنظمة، ولا يهم شعاراتها الخادعة بل المهم حقيقة أفعالها ومواقفها الرسمية.
• إن كان للحركة عدة فروع فترى أن لكل بلد قيادة وان لكل بلد رأي مخالف لإخوتهم في البلد المجاور وأحيانا يهاجمون بعضهم البعض البعض.
• لا يتدخلون في الشأن الداخلي للبلاد الأخرى، فلو رأى بعضهم المسلمين يذبحون في بلد آخر فتراهم يلتزمون الصمت لأن هذا شان خارجي لا شأن لهم به، اللهم إلا بعض الدعاء.
• أغلب تلك الحركات ممولة من قبل أنظمة في العالم الإسلامي، ولذلك يكون لها موقف تأييد لهذا النظام وعدم انتقاد له ولو أباد آلاف المسلمين.
يتبع...................................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 11:57 AM

نظرات على حزب التحرير (6)
حزب التحرير والجهاد
------------------


حزب التحرير قام استنادا للآية الكريمة { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} والآية تفيد وجوب وجود أحزب تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو للإسلام، ومن الدعوة للإسلام العمل لإقامة دولة الإسلام إن كانت غير موجودة مثل وقتنا الحاضر، مثلما فعلت كتلة الرسول صلى الله عليه وسلم، هذا هو عمل الحزب كما ورد بالأدلة الشرعية، ولم يرد بالأدلة الشرعية أن الأحزاب تقوم بأي عمل غير تلك التي وردت في الآية الكريمة ومن سيرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مثل قيام الأحزاب بالقتال والأعمال الخيرية وغيره.
فأعمال الجهاد كما ورد في سيرة الرسول الكريم حصلت بعد إقامة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، حيث نظمت السرايا والجيوش وحصل القتال بين المسلمين والكفار.
ولكن السؤال هو عن الجهاد في ظل غياب الخلافة مثل حالتنا اليوم، ما الحل وكل الأنظمة تحارب الجهاد والمجاهدين؟
ما الحل والجهاد لا يجوز تعطيله؟
الحل الجذري يكون بإيجاد الدولة الإسلامية التي تسير الجيوش بكل عتادها نحو الكفار فتحرر فلسطين وتبيد كيان يهود وتحرر غيرها من البلاد المحتلة وتقضي على المجرمين في العالم الإسلامي ويتم إرسالها لدول الكفر لفتحها ونشر الإسلام فيها، وتتولى الدولة الإسلامية التصنيع العسكري والإنفاق على المجاهدين وتنظيمهم والإنفاق عليهم وعلى الجهاد بالشكل الذي كان طيلة أيام الدولة الإسلامية، هكذا حصل الجهاد منذ عهد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى انتهاء الدولة الإسلامية في اسطنبول عام 1924م.
أما والدولة الإسلامية غير موجودة، فأولا يجب شرعا الاشتغال بإيجاد الدولة الإسلامية لأن إيجاد الدولة الإسلامية (الخلافة) فرض بل تاج الفروض والمقصر به آثم شرعا ولو كان مجاهدا عابدا لله تعالى.
وأثناء القيام بالعمل لإقامة الخلافة وفرض الجهاد على المسلمين، فمن استطاع منهم قتال الكفار ولو تحت راية هؤلاء الحكام المجرمين فليفعل مثل حرب 67 وحرب 73.
وان لم يعلنوا قتالا للكفار وهذه هي حالتهم الطبيعية والدائمة، بل حالتهم الطبيعية محاربة الجهاد والمجاهدين، فينظر حينها:
• وجود تجمعات تقاتل الكفار ولا تتبع لأي جهة غربية أو جهة عميلة للغرب فيجوز القتال معها ولو كان الشخص منخرط في العمل لإقامة الخلافة.
• تشكيل تجمعات لقتال الكفار لا تكون مرتبطة بالخارج لقتال الكفار.
• أما التجمعات التي تقاتل الكفار وتكون مرتبطة بالكفار أو بجهات عميلة للغرب، فهذه يجب الحذر من القتال تحت رايتها وذلك:
أ‌) لأنها ستتبع أوامر الجهة التابعة لها لأنها لا تستطيع عصيان من يمولها.
ب‌) الجهات الممولة عادة لا تدعم من اجل دحر المحتلين والظالمين ولكن تدعم من اجل تنفيذ مخططات غربية
ت‌) هذه الحركات تمتص كل غضب الشعب والناس وتفرغه في النهاية في مشروع تصفوي لقضايا المسلمين.
ث‌) كثير من تلك التجمعات القتالية يتم في النهاية التخلص منها أو دمج قادتها في مناصب مستقبلية تسكتهم وتجعلهم يخلصون للداعم.
ج‌) هذه التجمعات كثيرا ما تقاتل التجمعات المخلصة الغير مرتبطة بالغير وتحدث فتنة واقتتال بين أفراد المسلمين وتهمل الكفار والمجرمين.
ركزت كثيرا على كلمة تجمع لأن التجمع للقتال جائز شرعا، والتجمع لأي عمل خير جائز شرعا، ولكن حزب بفكرة وطريقة عمل ونشر فكرة ويكون عمله عسكريا فهذا لم يرد عليه دليل شرعي، فلا يوجد حزب عسكري ورد شرعا، ولكن تجمع للقتال فقد ورد كما حصل من تجمع أبو بصير بعد صلح الحديبية، أما حزب كامل الأركان وعسكري فهذا لم يرد شرعا.
وحتى تشكيل جناح عسكري فهذه أيضا ليس من خصائص الحزب، لان الحزب عمله فكري، وكلمة جناح عسكري ليست من الإسلام، وإلا لو أردنا إقامة أجنحة لأي حزب للقيام بفروض للزم إيجاد جناح عسكري وجناح لإلباس النساء اللباس الشرعي وجناح لإقامة الحدود والعقوبات على العصاة من الناس، وجناح لجمع الزكاة، وجناح لإجراء العقود حسب الشرع، وجناح لمنع الربا، وجناح.. وجناح.... وهذا لم يرد للأحزاب، فالشرع لم يميز بين الجهاد مثلا ومنع الربا، والشرع لم يطلب من الأحزاب القيام بها بل طلب من الدولة الإسلامية (الخلافة) القيام بتلك الأمور، ولذلك يركز الحزب عمله على إقامة الدولة الإسلامية، وعندما تقوم الدولة تقوم بكل تلك الفروض بشكل سلس وسهل لأن هذا من أعمالها الواجبة.
حتى التجمعات القتالية المخلصة فإنها لن تجد الطريق مفروشا بالورود أمامها، فسيتم ملاحقتها من الأنظمة واتهام أفرادها بالإرهاب وسيتم تلفيق التهم من تفجيرات وغيره لها لكي يكون ذلك ذريعة للقضاء عليهم، وسيعانون من ضعف التمويل والملاحقة، وقد يتم جرهم لقتال إخوتهم المسلمين وسفك الدماء والوقوع في المحظور، وربما ينجرون للحفاظ على أنفسهم بالتفاوض مع الكفار والمجرمين.
وبناء عليه نرى شباب حزب التحرير منخرطون بشكل دائم في العمل لإقامة الخلافة لأن هذا تاج الفروض، وآسف لأني أرى مسلمين يركزون على الجهاد ويهملون تاج الفروض وهو إعادة الخلافة، وعلى كلٍ شباب حزب التحرير إن فرض الجهاد على أي بقعة في العالم الإسلامي فتراهم مثلهم مثل غيرهم يقاتلون العدو لان هذا فرض في حقهم، ولكنهم لا يشاركون أي حركة تابعة لجهات مشبوهة وتنفذ مخططاتها، ولا يشاركون في أي اقتتال بين جماعات إسلامية، ولا يعني ذلك تركهم للحزب، بل يعني ذلك قيامهم بقتال الكفار في تجمعات غير مرتبطة بالخارج من المسلمين إن فرض عليهم الجهاد، ويكون تركيزهم على الحل الجذري للجهاد بشكل دائم أثناء عملهم للخلافة.
وجهل كثير من الناس بأحكام الجهاد والقتال شرعا، ومتى يكون واجبا ومتى يكون مندوبا، وكيفية التعامل مع الحكام الذين يمنعون الجهاد، يجعلهم يهاجمون حزب التحرير مع أنه يسعى جاهدا لإقامة الدولة الإسلامية التي ستعيد للجهاد مكانته وهيبته وستجعل الكفار والمجرمين يفكرون ألف مرة قبل الاعتداء على المسلمين، وها نحن نرى النكسات التي تتعرض لها الحركات الجهادية في أيامنا الحاضرة في ظل غياب الخلافة.
يتبع.............................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:01 PM

نظرات على حزب التحرير (7)
علاقة حزب التحرير بمن حوله
------------------


حزب التحرير يعيش في هذا العالم وحتى يكون واضحا غير مبهم يجب عليه تحديد العلاقات مع الغير:
• الحزب يرى أنه جزء من هذه الأمة الإسلامية وهو يعمل معها للخروج من هذا المستنقع بالعمل لإقامة دولة الإسلام دولة الخلافة، وهو يرى نفسه خادما لها وليس جزءا منفصلا عنها أو أفضل منها.
• بالنسبة للجماعات الأخرى فالحزب لا يناكفها ولا يصارعها ويعتبرها جزءا من الأمة الإسلامية، حتى لو كانت علمانية فالحزب يعتمد على رسم الخط المستقيم أمام الخطوط العوجاء بالنسبة للجماعات الأخرى حتى لو أزعجها هذا الأمر، فالحزب لا يقوم بالهجوم على الجماعات الأخرى كما تفعل بعض الجماعات الأخرى من التقرب للأنظمة بإعلان الهجوم على حزب التحرير، ومنها من يتفرغ لتأليف المؤلفات للنيل من الحزب بدعم مخابراتي، ومنهم من يؤذون شباب الحزب جسديا، والحزب لا يلتفت لهم بل يستمر بعمله في بيان الحق من الباطل ولا يتقصد أي جماعة للنيل منها، وكونه يبين الحكم الشرعي في مسائل كثير ويمس هذا بعض الجماعات فتظن تلك الجماعات أن الحزب يهاجمها فهذا ليس لأن الحزب يتقصدها بل هو انتصار للحكم الشرعي.
• بالنسبة لحكام المسلمين فالحزب يعتبرهم جميعا حراس لأنظمة الكفر ومصالح الاستعمار وهم يخدمون الكفر، ويعمل الحزب جاهدا للتخلص منهم وإقامة الخلافة على أنقاض عروشهم، ولا يوالي أي نظام كما تفعل معظم الجماعات الأخرى من أجل الدعم من تلك الأنظمة أو من أجل السلامة من أذاهم.
• بالنسبة لدول الكفر فالحزب لا يقيم أي علاقات معها أبدا، ويبين الحزب جميع جرائمها ومكرها بالمسلمين ويحث المسلمين على إقامة الخلافة للتصدي لها.
• بالنسبة للمؤسسات الدولية مثل هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحاكم الدولية فالحزب لا يعترف بها ولا يتعامل معها ويعتبرها اذرع للدول الغربية، وينكر على كل مسلم أو جماعة تطلب خيرا منها.
يتبع............................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:02 PM

نظرات على حزب التحرير (8)
حزب التحرير والوقت الزمني لإقامة الخلافة
------------------


حزب التحرير تأسس عام 1953م على يد الشيخ الجليل تقي الدين النبهاني رحمه الله، وهو لليوم يعمل لإقامة الخلافة بلا كلل أو ملل، وعمله في تصاعد وأتباعه وأنصاره في ازدياد، ولكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون هو: إلى متى سيبقى حزب التحرير يعمل لإقامة الخلافة؟ أما تكفي هذه المدة لإقامة الخلافة؟ وبعضهم يرى أنه لو لم يكن هناك خلل في عمل الحزب لوصل منذ سنين لإقامة الخلافة!!!!
• أولا من شروط صحة أي عمل هو موافقة العمل للحكم الشرعي وأن يكون العمل خالصا لوجه الله تعالى، وليس شرطا لصحة العمل الفترة الزمنية.
• الأنبياء عليهم السلام الذين ذكرت قصصهم في القرآن الكريم مكثوا فترات زمنية طويلة جدا في الدعوة، والذين آمنوا بهم قلة، وكثير منهم أهلك الله قومه لأن أكثريتهم أصرت على الكفر، وكثير منهم أخرجوا من ديارهم، وبعض الأنبياء كان عدد المؤمنين به على عدد أصابع اليد وبعضهم لم يؤمن به أحد، وكل ذلك لا يدل على فشل في الدعوة أو تقصير لأن موضوع هداية الله للبشر لا يقع تحت مقدور حملة الدعوة، وموضوع النصر ومتى يكون لا يتحكم به إلا الله تعالى.
• الآيات الواردة في كتاب الله عز وجل {وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } {وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} {وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} {وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} تتكلم عن طبيعة في الناس وهي أن الأكثرية عادة لا تتبع الحق والهدى بطريق الاختيار، بل الناس بأكثريتهم يبحثون عن الراحة في هذه الحياة الدنيا، وهذا لا يتوافق كثيرا مع حمل الدعوة مع ما يرافقه من مشقات، فعدم إتباع الناس بأكثريتهم لحملة الدعوة وان طال الزمن شيء طبيعي.
• المسلمون في مكة يوم لم يكن للمسلمين دولة كانوا قلة قليلة جدا بالنسبة للمجتمع الذين هم فيه، وذلك لأن دعوة النبي فكرية ولم يستخدم القوة في الدعوة، ولكن بعد إقامة الدولة الإسلامية ووجود القوة للمسلمين أقبل الناس على دين الله أفواجا، أي أن طبيعة الناس تقبل على الدعوة الصادقة بعد انتصارها وتمكنها وقوتها بشكل كبير جدا، أما والدعوة ضعيفة قليلة العدد فأغلب الناس لا يقبلون على الدعوة ولو كانت صادقة.
• الأعمال الفكرية عادة لا تستهوي الناس، والناس تحب السرعة، ولذلك من وجد عنده شيء من يأس واستعجال فلن يصمد طويلا في العمل مع الحزب ولو اقتنع بفكره.
• إقامة الخلافة ومتى نصر الله لا يعتمد على كثرة أعضاء حزب التحرير والعاملين للخلافة، بل يعتمد أكثر على قوة الرأي العام في المجتمع وعلى نصر الله تعالى بان يستجيب أهل القوة والمنعة لنصرة دين الله وإقامة الخلافة.
• تغيير المجتمعات والأنظمة يأخذ وقتا أكثر من عمر الأفراد، فمثلا بدأ التبشير في منطقة بلاد الشام عام 1625م وهدمت الخلافة عام 1924م أي مدة تقارب 300 سنة لهدم الخلافة، والاحتلال الصليبي بدأ (1096م إلى 1291م) أي 195 سنة ولم يغير أهل ذلك الزمان القتال والجهاد إلى المفاوضات والسلام لأن الزمن طال!!
• حزب التحرير الأصل أن يمدح لأنه ثبت ولم يغير، بينما نرى بقية الحركات غيرت وبدلت كثيرا، فمن مقاومة المحتل إلى مفاوضته ثم إقامة العلاقات معه، وبعضهم غير فكره من الإسلام هو الحل إلى الديمقراطية والعلمانية هي الحل، وبعضهم أجرى مراجعات لفكره فلم يبق من فكره الأساس شيء آخر، والبعض اندثر واختفى، إذن المدة الزمنية التي يعتبرها الناس طويلة لم تؤثر في حزب التحرير بينما غيره غيروا وبدلوا وتبدلوا.
• الكثيرون ينظرون للحزب كحزب ولا ينظرون للجانب الآخر وهي الأعمال الجبارة التي يقوم بها الكفار وحكام المسلمين لمنع إقامة الخلافة، فلا يجد هؤلاء إلا مهاجمة الحزب، أما النظر لكم الأعمال الكبيرة التي يقوم بها المجرمون والتي تعرقل العمل لإقامة الخلافة فهذه لا يرونها للأسف، فلا يرون الملاحقة والتضييق والسجن والتعذيب والقتل لحملة الدعوة، ولا يرون الأعمال الكثيرة التي يقوم بها المجرمون لتشويه العاملين للخلافة وتشويه الخلافة ولتخويف الناس من أي التحاق بركب العاملين للخلافة، المجرمون يدعمون أعمالهم بالملايين من الدولارات، كل هذا وغيره من أعمال المجرمين لمنع إقامة الخلافة لا يراه الكثير من الناس، فلا ترى البعض إلا وهم يهاجمون الحزب ولا يرون إلا الحزب أمامهم ليسألوه: متى تقوم الخلافة؟؟!!!
• لا يعني ذلك أن الحزب مثلا لا يغير أساليبه ووسائله مع الزمن، فالحزب كفكرة وطريقة لا يتغير لأنها أحكام شرعية، ولكن الوسائل والأساليب تتغير، ويبقى الحزب سائرا ملتزما بالأحكام الشرعية، أما متى نصر الله وأين فهذا لا يعلمه أحد من البشر!!!!
يتبع............................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:04 PM

نظرات على حزب التحرير (9)
انجازات حزب التحرير
------------------


سؤال يتردد على ألسنة كثير من الناس وهو:
ما هي انجازاتكم على الأرض؟ ما الذي فعله حزب التحرير طيلة سني عمله؟
أولا وقبل الإجابة على هذا التساؤل يجب توضيح ما يلي وهو أن الانجاز لعمل معين يتبع طبيعة العمل والهدف من العمل، فمثلا عامل يضع 50 قطعة من بضاعة ما في أكياس ويلصقها فإن انجازه يكون بعدد الأكياس المطلوب إلصاقها، والإنجاز النهائي له يكون بإتمام الكمية المطلوبة منه وهي مثلا 100 كيس، فان غش وملأ الأكياس بعشر قطع وألصقها فانه يكون قد غش العمل وغير وبدل، ولا يعتبر منجزا ولو ملأ 100كيس، وطالب توجيهي يدرس فان انجازه لا يكون ملموسا بل محسوسا وهو ختمه للمواد الدراسية التي درسها والانجاز النهائي له هو إتمام دراسة جميع المواد الدراسية له، فان درس نصف الكتاب وقال انه أنجز دراسة المادة الدراسية فان كلامه مردود عليه وسيظهر كذبه عند تقديم الامتحان لتلك المادة، وسينعكس ذلك على تحصيله النهائي.
إذن الانجاز يتبع العمل الذي تقوم به، وحزب التحرير حزب قائم على فكرة يعمل لإيجادها في المجتمع عن طريق إيصالها للحكم وإقامة نظام الخلافة الإسلامية، فهنا يجب فهم موضوع الانجاز الجزئي للأعمال والانجاز النهائي بإقامة دولة الخلافة الإسلامية مع عامل الثبات على المبدأ وعدم التغيير والتبديل والغش.
إذن الانجاز لحزب التحرير يكون حسب نوع عمله، فانجازاته ستكون فكرية ومدى تأثيرها في الرأي العام، والانجاز النهائي يوم نرى دولة الخلافة.
فان يأتي شخص ويطلب عدد من قتلهم حزب التحرير من الكفار وعدد من أطعمهم من المساكين وعدد المساجد التي بنوها وما شاكل ذلك، فانه يسأل عن أشياء لا يقوم بها حزب التحرير، وان كان أفراد حزب التحرير يقومون بتلك الأمور مثلهم مثل المسلمين، ولكن تلك الأمور لا تحسب كانجاز لحزب التحرير ولا علاقة له بها، ولكن أعمال حزب التحرير أعمال فكرية وسياسية وهي ما يسأل عنه حزب التحرير، ومعرفة تلك الأمور لا يمكن للشخص العامي البسيط أن يلمسها، ولكن يلمسها الشخص المفكر الواعي والسياسيين ومراكز الدراسات، ولذلك بسبب ما رأوا ما يقوم به حزب التحرير شنوا عليه حربا بلا هوادة، ومن مثل الأمور التي يمكن أن تعد كإنجازات لحزب التحرير أعمال مثل:
• إحياء فكرة الخلافة كحل لقضايا المسلمين بعدما كادت تنتهي.
• كشف عمالة الحكام المسلمين للغرب وحكمهم بالطاغوت.
• ضرب العلاقة بين الحاكم الطاغوت والمحكوم.
• إفشال كثير من خطط المجرمين بعد كشفها وبيان زيفها.
• رعاية مصالح الناس وبيان إجرام الحكام بحكم الناس بغير الإسلام.
• كشف الكثير من الشخصيات المضللة والزائفة.
• كشف الكثير من الطرق الخاطئة لبعض الجماعات الإسلامية ومدى ضررها على العمل الإسلامي.
• تثقيف المسلمين بثقافة إسلامية نقية مبلورة.
• حث الناس على الجرأة والشجاعة في مواجهة الحكام. وأول من اكتوى بنار المجرمين هم شباب الحزب قبل الناس.
هذه بعض انجازات لحزب التحرير، وهي تتوافق مع طبيعة عمله الفكرية والدعوية، ولذلك من الخطأ سؤال الحزب عن أعمال قتل للكفار وأعمال خيرية وغيره لأنها ليست من عمل الحزب، ولذلك الحزب يسعى جاهدا لكي تتوج كل انجازاته تلك بالانجاز النهائي ووصول فكرة الحكم بالإسلام إلى الحكم وإقامة الخلافة، عندها ستبدأ الناحية العملية بالتطبيق وسيرى الناس كل ما حدثهم عنهم حزب التحرير بشكل عملي، أما قبل إقامة الخلافة فعمل الحزب فكري وسيبقى فكريا.

ولكن على النقيض من ذلك وبالنسبة للجماعات الأخرى فانجازاتها حسب طبيعة عملها في انتكاسة كل يوم، فلو تطرقنا مثلا للحركات الجهادية، فأعمالها الجزئية هي قتال الكفار وقتلهم والانجاز النهائي لها هو هزيمة الكفار ودحرهم مع عدم التغير والتبدل، فنلاحظ مثلا أن أعمال القتال بين مد وجزر تنتهي في النهاية بموضوع ردة الفعل، أي إن هاجمنا العدو هاجمناه ويتوقف موضوع الهجوم على العدو، وهذه انتكاسة، وأيضا نلاحظ تغيير الهدف النهائي أي الانجاز النهائي فيتحول من هزيمة العدو إلى مفاوضته والوصول معه لحل وسط أو في كثير من الأحيان الوصول معه لكي يعطي تلك الحركة الجهادية الفتات، وهذا تغير وتبدل عما أسست عليه الحركة، وأحيانا يتغير الهدف بشكل انقلابي من مقاومة العدو إلى حماية العدو.
ومن الخداع القول أن انجازاتهم هي قتل 1000 جندي من العدو مثلا ولنا في السجن 1000 سجين وقدمنا ألف شهيد، أما السجناء والشهداء فليسوا بانجاز بل ضريبة للعمل، أما قتل الكفار فيمكن عده انجازا جزئيا إذا ثبتت الحركة واستمرت في القتال ولم تغير وتبدل، أما إن غيرت وبدلت فان ذلك يعتبر حينها خيانة للألف شهيد والألف أسير، وأنا عندما تكلمت عن حزب التحرير لم أتكلم عن سجناء حزب التحرير بالآلاف في سجون الظالمين وعلى من قضوا تحت التعذيب أو اغتيالا أو قتلا، لان هذا لا يعد انجازا للفكرة التي يقوم بها الحزب، بل هي ضريبة لحمل الدعوة، ولكن للحركات الجهادية يمكن عد فقط هزائم الكفار وعدد قتلى الكفار انجازا لان هذه طبيعة عملهم على شرط أن لا يغيروا ولا يبدلوا، لان تغيرهم وتبدلهم يقلب انجازاتهم لخيانات.

أما الحركات التي تقوم بأعمال خيرية فان انجازاتها الجزئية هي القيام بأعمال خيرية بين المسلمين وانجازها النهائي هو حصول الكفاية في الباب الذي يقومون بعمل الخير فيه للمسلمين، فمثلا الانجازات الجزئية نراها على ارض الواقع، ولكنها ضعيفة وقليلة وتتبخر مع الزمن، خذ على سبيل المثال إطعام الفقراء والانجاز الجزئي هنا هو القضاء على الفقر، فان الحركات التي تقوم بأعمال خيرية في إطعام الفقراء فان قياس عملهم بالنسبة لانتشار الفقر في العالم تكاد تكون معدومة، فالفقر يزداد بشكل كارثي، ولا أقلل هنا من عمل الخير في إطعام الفقراء، لا سمح الله، ولكن أتكلم عن عمل حركي للقضاء على الفقر فان هذا العمل حتى في الانجازات الجزئية يكاد يكون غير موجود على مستوى الدولة، وإذا عدمت الانجازات الجزئية فان الانجاز النهائي وهو القضاء على الفقر في الدول هو أمر مستحيل، وذلك لان علاج الفقر وغيره من المشاكل لا يستطيع القيام به إلا دولة وليس أي دولة بل دولة تطبق الإسلام بشكل كامل وهي فقط من تستطيع القضاء على الفقر، ولذلك يركز حزب التحرير على إقامة دولة الخلافة لأنها الحل الجذري لكل مشاكل المسلمين، وهذا لا ينفي أن الأفراد من حزب التحرير وغيرهم إن قاموا بإطعام الفقراء وقاموا بكل أعمال الخير فان عملهم هذا يؤجرون عليه والإسلام يحث عليه والحزب يحث أفراده على القيام به، ولكن الحزب لا يرى أن تؤسس حركات للقيام بذلك الأمر لان إنهاء مشاكل المسلمين من المجتمع لا يكون إلا بعد إقامة الدولة الإسلامية.
أما الحركات التي شاركت العلمانيين الحكم، فهذه عليها التوبة لأنها انزلقت للحكم بالعلمانية أو إعانة المجرمين للحكم بالعلمانية، وهؤلاء عليهم التوبة وعدم التكلم عن أي انجازات تخدم الإسلام، ففكرة العلمانية في منهجهم هي في حد ذاتها السم الزعاف للمسلمين مهما قدموا من أعمال!!!
يتبع..................................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:05 PM

نظرات على حزب التحرير (10)
هل حزب التحرير جامد أو جاف؟
------------------


عندما تقابل أناسا وتسألهم عن حزب التحرير يقولون لك حزب التحرير جامد لا يغير ولا يبدل وكل أعماله فكرية، وهذا لا يستهويني، فلو غيرتم وبدلتم؟
أما الرد على تلك المقولة فأقول وبالله التوفيق:
• الجمود وعدم التغيير الذي يصف البعض به حزب التحرير هو بمسماه الصحيح: "الثبات على الحكم الشرعي" فالحزب عندما أسس ووضع الفكرة التي يسعى لها والطريقة التي يسير عليها استنبط تلك الفكرة والطريقة من الأدلة الشرعية، ومخالفة الأحكام الشرعية لا يجوز شرعا، وطول الفترة الزمنية لا يغير الحكم الشرعي، إذن حزب التحرير سيستمر على فكرته وطريقته ولن يبدل أو يغير وهذا يسمى ثباتا على أمر الله تعالى وليس جمودا.
• أما الوسائل والأساليب فيمكن تغييرها حسب الحاجة لها وحسب ما يخدم الدعوة، والوسيلة والأسلوب ما لم يرد دليل شرعي للأسلوب أو الوسيلة فيمكن تغييرها وتبديلها، أما الفكرة والطريقة للحزب فلا يمكن العبث بها أو تغييرها أو تبديلها لأنها أحكام شرعية لا تخضع لأهواء الناس.
• الحزب لا يسير حسب ما يطلبه المستمعون بل حسب ما تطلبه الأحكام الشرعية، فالناس إن رغبت بأمر معين وخالف هذا الأمر فكرة وطريقة الحزب فان الحزب لا يقوم به ولو سخط عليه الناس، عكس ما تفعله حركات كثيرة تغير وتبدل حسب رغبات الناس ولو خالفت شرع الله تعالى.
• الناس في العادة ترغب الأمور القتالية والخيرية، والقيام بتلك الأمور يخالف نهج الحزب، فلا يقوم به، فيظنون أن الحزب جامد وجاف جدا.
• الأعمال الفكرية والسياسية ليست سهلة للإدراك لعامة الناس، ولذلك لصعوبة إدراكها يظنون أن الحزب لا يقدم إلا كلاما لا فائدة منه.
• يأس بعض الناس من الأحزاب الموجود حاليا وكثرة الطعنات التي تلقوها من الأحزاب الحالية... عندها يظن الناس أن الحزب لا يخرج عن الأحزاب الموجودة وسيتلقون منه الطعنات إن وصل هو الآخر للحكم.
• الحرب الشرسة من الحكام على الحزب تجعل الناس تنفر من الحزب وتدعي أن نفورها لأنه حزب كلام وليس خوفا من بطش الأنظمة.
• انشغال الناس بحياتهم اليومية يؤدي أن يرجع الناس نفورهم من الأحزاب بشكل عام إلى أنها جامدة وغير صادقة وكلهم غير صادقين ولا حتى يريدون معرفة من هو الحزب الصواب، لأن الحياة الدنيا عندهم مقدمة على العمل الحزبي للدين.
• الأعمال الفكرية وتغيير الرأي العام لا يمكن للكثيرين لمسه أو إدراكه، وطبيعته تحتاج وقتا أطول من الأعمال القتالية والخيرية الملموس أثرها الآني بسرعة، ولذلك تستهوي تلك الأحزاب الناس أكثر من الحزب الذي أعماله فكرية.
والخلاصة أن حزب التحرير ليس جامدا أو جافا في تعامله، بل هو متمسك بالحكم الشرعي ولن يغير ولن يبدل، والله عز وجل لن ينصر إلا من يسير على شرعه ولو بعد حين.
يتبع..........................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:07 PM

نظرات على حزب التحرير (11)
المضايقات التي يتعرض لها حزب التحرير
------------------


حزب التحرير لأنه يعمل لإعادة الخلافة وتخليص المسلمين مما هم فيه، فإنه يتعرض لأشد أنواع المضايقات مثل الاعتقال والضرب والسجن والتعذيب والقتل والتضييق على شباب الحزب في السفر والعمل، وأيضا يتعرض لمحاولة التشويه له ولفكره ولشبابه، فالأنظمة هي الرأس في النيل من شباب الحزب لأنه يسعى لتغييرها، ولولا أن الأنظمة تدرك حقيقة الحزب لتركته لأنه يقدم الكلام فقط على رأي العوام، ولكن الأنظمة تدرك أن أخطر الأحزاب تهديدا لها وللغرب هو حزب التحرير، أما بقية الأحزاب الإسلامية فالأنظمة تستطيع التعامل معها بسهولة ولا تشكل خطرا جوهريا عليها، فيمكن احتوائها أو قمعها بسهولة، ولولا أن الأنظمة تستفيد منها أحيانا لأفنتها بسهولة، ولكن حزب التحرير هناك محاولات حقيقية لإفنائه ولكنها كلها تبوء بالفشل.

الحرب على الحزب لا تقتصر على الأنظمة في العالم الإسلامي بل حتى بعض الأنظمة الغربية التي تدعي الحرية والديمقراطية تحارب الحزب، فدول كروسيا تشن حربا قمعية شديدة على الحزب لإفنائه من بين المسلمين، وكذلك ألمانيا وغيرها تمنع نشاط الحزب، ودول كالدنمارك وبلجيكا وأمريكا وغيرها تضيق على نشاطات حزب التحرير، وكل الدول الغربية تدعم الدول في العالم الإسلامي لقمع حزب التحرير وإفنائه، ولكن كل المحاولات باءت وستبوء بالفشل.

حتى الأحزاب الأخرى تم تجييرها من الأنظمة للنيل من حزب التحرير، فالأحزاب العلمانية تدعم كل محاولة قمعية للنيل من حزب التحرير، وبعض كتاب الأحزاب الإسلامية بدعم مخابراتي وأحيانا بأحقاد داخلية شنت الهجوم على حزب التحرير، فتم تأليف المؤلفات والكتيبات والكتب والمقالات في الصحف والإنترنت للنيل من حزب التحرير، تركوا الأنظمة وإجرامها وسيطرة الكفار على بلاد المسلمين وانبروا ليألفوا في أخطاء حزب التحرير (على حد زعمهم) وان حزب التحرير ضال خارج عن منهج أهل السنة والجماعة، ولو قرأت مقالا لأحدهم لوجدته عند الكثيرين بشكل قص ولصق، أي أن المهم عندهم الطعن في حزب التحرير، حتى أن بعض افتراءاتهم تكون أكاذيب لا صحة لها، وبعضها أحكام شرعية هاجموها لان حزب التحرير فعلها، وبعضها تكون حركاتهم تفعلها بطريقة اشد، ولكن المهم في مقالاتهم الهجوم على حزب التحرير، وحزب التحرير اعتمد معهم رسم الخط المستقيم أمام الخط الأعوج، فأهملهم وقتلهم وذهبت كل جهودهم هباء منثورا بإذن الله ومشيئته.

وهذا لا ينفي وجود الكثير من الصادقين من كتاب وأعضاء في حركات أخرى أنصفوا حزب التحرير وتكلموا بالحقيقة، هذا ليعلم أن في الأمة وحتى في أعضاء الجماعات الأخرى خير كثير، حتى أن بعض العلمانيين وغير المسلمين أنصفوا حزب التحرير لأنهم تكلموا بموضوعية وبحث عن الحقيقة.

من أشد الأساليب التي يعتمدها المجرمون للنيل من الحزب هو التعتيم الإعلامي على حزب التحرير، أي إلغاء وجود حزب التحرير بشكل متعمد في الإعلام حتى يظن العوام انه غير موجود أو أنه غير مهم أو تأثيره قليل، وإلا لتطرق له الإعلام، ومن أدرك حقيقة الإعلام في العالم كله أنه بوق للأنظمة ليدرك أن كل وسائل الإعلام تتبع الأنظمة، أي أن البث عن حزب التحرير سيكون تحت إشراف الأنظمة، ومعلوم أن البث عن شيء يدفع الناس للبحث عنه، فسواء بثوا أمورا تؤيد الحزب أو تهاجم الحزب فالخلاصة أن الناس ستبحث عن الحزب، ولذلك السياسة العامة هي التعتيم على الحزب وأخباره، وأذكر هنا كيف تم معاقبة بعض الصحف في الأردن لإيرادها أخبارا تهاجم حزب التحرير لأنها ذكرت اسم حزب التحرير في الأردن.

وإن ذكرت وسائل الإعلام حزب التحرير لسبب ما فإنها تعتمد أسلوب التشويه للحزب والطعن فيه أو استخدام الخبر للنيل من جهات مناكفة.

فمثلا يتم التقليل من مسيرة للحزب بمئات الآلاف وعدم إبراز الأعداد فيها بينما يتم تضخيم خبر مسيرة مؤيدة للرئيس فيها عشرة أشخاص، وأحيانا يأتون بأعمال حزب التحرير ولا يذكرون اسم الحزب بل ينسبونها لأهل البلد، وأحيانا يتلقفون أي كذبة لتشويه الحزب فيبثونها ويضيفون عليها الكثير من الأكاذيب لتصبح كذبة كبيرة، وأحيانا يثيرون فتنا في البلد والحزب يهاجم تلك الفتن ثم ينسبون تلك الفتن لحزب التحرير وأنه يختلق المشاكل، وفي المقابلات عن حزب التحرير أكثر الأحيان يستضيفون أناسا معادين للحزب للتكلم عن الحزب، وان استضافوا أحدا من الحزب لا يعطوه الفرصة جيدا للكلام، وفي كثير من الأحيان يهاجمون أطروحات حزب التحرير مثل الخلافة والدولة الإسلامية وتطبيق الإسلام المهم أن ينالوا من الحزب وفكره وشبابه، وعند اعتقال بعض شباب الحزب يكون الخبر أحيانا على شاكلة اعتقال مجموعة من الإرهابيين وغيره.

ولكن تبقى السياسة العامة والغالبة هي التعتيم على أخبار حزب التحرير.

أغلب البلاد في العالم الإسلامي مليئة بالمعتقلين لحزب التحرير ولفترات طويلة في بعضها، وفي بعضها حالات تعذيب حتى الموت أو إعدام مثل السعودية وسوريا وأوزبكستان ودول آسيا الوسطى وغيرها، والتعذيب موجود تقريبا في أغلب البلدان، وبعض الدول أعدمت شباب الحزب بالجملة بالتعاون مع الجيش الروسي مثل أوزبكستان حيث أعدمت في يوم واحد أكثر من 6000 شخص وقد عتم الإعلام يومها على الخبر، صحيح انه بعد الثورات التي حصلت في العالم الإسلامي خفت يد بعض الأنظمة مثل تونس ولكن الاعتقالات والتضييق والنيل من الحزب ما زال موجودا أينما يتواجد شباب حزب التحرير.


حزب التحرير لا يباهي بعدد معتقليه عند الأنظمة ولا عدد من استشهدوا تحت التعذيب أو بالإعدام، فالحزب يعمل طاعة لله لإقامة دولة الإسلام، وكل أعمال القمع للحزب لم تثن الحزب عن مواصلة سيره، ولم تجعله تلك المضايقات يغير نهجه لنهج دموي لان ذلك سيكون مقتل الحزب وهو فوق ذلك حرام شرعا، فحزب التحرير سائر في العمل لا يكل ولا يمل رغم كل المضايقات والتعتيم الإعلامي، فحزب التحرير إن ترك امتد وان حورب اشتد، ولن تستطيع كل الأنظمة في العالم منعه، لأنه عبارة عن فكرة تسري بين المسلمين؛ تلك الفكرة هي فكرة إقامة الخلافة وتطبيق الدين، وهذه الفكرة لن تموت أبدا، بل ستولد من جديد وستعاد في العالم الإسلامي، وستحكم دولة الخلافة كوكب الأرض يوما ما، فهي فرض من ربنا سنعيده وهي بشرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بد آتية، ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا.

يتبع..............................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:09 PM

نظرات على حزب التحرير (12)
حزب التحرير والتبني
------------------



مما يميز حزب التحرير عن بقية الحركات موضوع التبني والأخذ به والقول به والحث عليه، ذلك أن حزب التحرير حزب قائم على فكرة لها طريقة تنفيذ، ومعنى التبني أن الحزب وأفراده ملزمون بالقول بتلك الفكرة والعمل بها والدعوة لها، فهنا يكونون قد تبنوا فكرة الحزب وطريقة سيره، وأما عدم التبني فيعني أنه يجوز للفرد في الحزب أن يكون له فكر مخالف للحزب وطريقة مخالفة للحزب يدعو لها، وعدم التبني أصلا لا يوجد حزبا بالمعنى الحقيقي وذلك:
• بما أن الحزب قائم على فكرة، فشيء طبيعي أن كل من يدخل ذلك الحزب يجب أن يدعو لتلك الفكرة، إذن أصبح لزاما عليه الدعوة لتلك الفكرة، وان دعا لغيرها فانه عقلا قبل الشرع قد اخرج نفسه من الحزب؛ تخيل أن شخصا تحريري لا يرى فرضية العمل للخلافة ويرى خطأ طريقة الحزب، أيكون من الحزب؟، الجواب: لا، لأنه بمخالفته تبني الحزب اخرج نفسه من الحزب.
• الحزب عادة له فكرة وطريقة تميزه، ومن خرج عنها لا يمكنه دخول الحزب، وان كان في الحزب فقد خرج منه تلقائيا.
• لا يعني ذلك أن الحزب لا يقبل الخلاف، بل يعني ذلك أن من له طريقة أخرى غير طريقة الحزب فليؤسس حزبا آخر بطريقة أخرى ويدعو لحزبه وهذا شيء طبيعي.
• الحزب لا يتبنى إلا فيما يلزمه للسير، فهو مثلا لا يتبنى في العقائد والعبادات إلا ما يلزمه ولا يتبنى في كثير من الأحكام الشرعية التي لا تؤثر على سيره وعلى عمله.
• كل الحركات التي تهاجم التبني تتبنى (بصورة ما وليس بالشكل الصحيح)، فمثلا تخيل أن يدخل شخص لا يرى الكفاح المسلح في حركة مسلحة، فانه لن يصمد في تلك الحركة، والعكس صحيح، وأيضا تخيل شخصا يدخل حركة وهابية (أكثر أناس يهاجمون فكرة التحزب) ويرى خطأ تلك الحركة وأن مؤسسها محمد عبد الوهاب قاتل مجرم، فالأكيد أنه لن يبقى معهم، أو يرى خطأ منهج الوهابية من الجذور عندها لن يصمد معهم، إذن فكرة التبني موجودة، والحزب صريح ويدعو لها بضوابط واضحة ولكن الحركات الأخرى تأخذ بها بلا أي ضوابط وتلزم العمل بها مع أنها تهاجمها.
• أما موضوع التبني في الأفكار الفرعية أي غير الفكرة الأساسية وما لا يتعارض مع الفكرة الأساسية، فإن الحزب بأخذ به أيضا، فمثلا لو تبنى الحزب حكما شرعيا مثل حرمة المزارعة ورأى شخص آخر حل المزارعة بالأدلة، فان ذلك الشخص ملزم شرعا بالأخذ برأي الحزب، فالحزب يسمح للشخص أن يناقش ويقدم أدلته الشرعية، والحزب كذلك الأمر يقدم أدلته الشرعية، فان ثبت للحزب قوة الدليل للشاب أخذ برأي الشاب وألزم الجميع به، وإن تبين للحزب أن رأي الشاب مرجوح فان الحزب يثبت على رأيه ويلزم الشاب بالعمل معه، وهذا ليس قمعا للشاب ولكن هو التبني حتى يبقى الحزب كلا فكريا سائرا في طريق العمل لإقامة الخلافة.
• ترك الرأي لرأي شرعي آخر جائز شرعا بشروط معينة، فعثمان بن عفان ترك رأيه لرأي أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين، ولم يخالفه أحد، وأيضا من باب الانضواء تحت لواء العمل للخلافة وهو فرض يصبح فرضا على الشاب أن يترك رأيه الشرعي لرأي الحزب وهو رأي شرعي، وهذا لا يسمى قمعا بل يسما تبنيا لرأي الحزب حتى يبقى الحزب متماسكا وموحدا في العمل لإقامة الخلافة.
• الأحزاب والحركات الأخرى ليس لها ضوابط للتبني وهي تدعي أنها لا تتبنى لا بل وتهاجم التبني، ومع ذلك تقوم قيادة تلك الحركة بأخذ القرار سواء وافق الشرع أو خالفه وتحاسب بشدة من يخالفه، أي تلزم الجميع بالتبني (ولكن ليس بالصورة الصحيحة للتبني) حتى لو كان رأيها مخالف للشرع، بينما الحزب عندما يتبنى أي رأي يقدم الأدلة الشرعية لكل شباب الحزب ولكل العالم حتى يدرك الجميع أن الحزب لا يتكلم إلا بالأدلة الشرعية.
• هناك قول أن الإلزام بالتبني يقتل الاجتهاد ويميت الكثير من الاجتهادات الشرعية، وهذا غير صحيح، فالحزب عندما يتبنى يقبل من كل الشباب النقاش الشرعي بالأدلة الشرعية، وان رأى قوة دليل الشاب نزل عليه وهذه حصلت في الحزب، ولكن إن اختلفت الآراء فهنا الشاب بين أمرين:
ترك العمل لإقامة الخلافة لأنه ليس بمقدوره تأسيس حزب أو ترك تبينه؟؟؟
وبما أن ترك التبني جائز شرعا لرأي شرعي آخر وعدم العمل لإقامة الخلافة إثمه عظيم فيقدم العمل لإقامة الخلافة على التمسك بالرأي الخاص بالشاب ويترك تبنيه لرأي الحزب.
• العمل الفردي والاجتهادات الشرعية للعمل الفردي ضعيفة التأثير في المجتمع، والذي يكسب قوة لعمل حزب التحرير هو العمل الجماعي، وهذه أيضا يجب أن تدفع كل شاب يفكر بترك الحزب لاجتهاد خاص به أن يترك اجتهاده ويبقى مع الكتلة القوية المؤثرة عاملا لإقامة الخلافة، فان سجن ذلك الشخص (الداعية) الذي يعمل بمفرده أو مات فان تأثيره (ينتهي) ودعوته تتوقف، وان فتنته الأجهزة القمعية فان كل دعوته تصبح محل شك من الناس حتى وان كانت صحيحة، ولكن العمل الحزبي يهز العالم هزا، وموت الشاب يعطي قوة وزخما للحزب بدل أن يضعفه، وكل جهود الشباب تتركز في دعم الحزب ويصبح تأثير الحزب أقوى، أما الشاب المنخرط في عمل حزبي فحسبه العمل لإقامة الفرض العظيم وهو إقامة الخلافة، فهو لا يهمه ذكره الشخصي الذي كثيرا ما قتل أصحابه، فالأهم هو ذكر الحزب ونجاح الحزب في عمله، والأجر لن يضيع عند الله.

......................
النص التالي منقول من مواقع الحزب:
التبني في حزب التحرير

بعد الدراسة والفكر والبحث لواقع الأمة، وما وصلت إليه، ولواقع عصر الرسول ﷺ، وعصر الخلفاء الراشدين وعصر التابعين من بعـده، وبالرجوع إلى الرسول ﷺ وكيفية حمله الدعوة منذ بدأ حتى وصل إلى إقامة الدولة في المدينة، ثم دراسة كيفية سيره في المدينة، وبالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله، وإلى ما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس، وبالاستنارة بأقوال الصحابة والتابعين، وأقوال الأئمة المجتهدين، بعد كل ذلك تبنى حزب التحرير أفكاراً وآراءً وأحكاماً تتعلق بالفكرة والطريقة، وهي أفكار وآراء وأحكام إسلامية ليس غير، وليس فيها أي شيء غير إسلامي، ولا تتأثر بأي شيء غير إسلامي، بل هي إسلامية فحسب، لا تعتمد غير أصول الإسلام ونصوصه.

وقد تبنى الحزب من هذه الأفكار والأحكام والآراء بالقدر الذي يلزمه لسيره في العمل لاستئناف الحياة الإسلامية وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم بإقامة دولة الخـلافة ونصب الخليفة.

وقد ضمَّنَ مجموع ما تبناه، وما صدر عنه من هذه الأفكار والآراء والأحكام، ضمَّنها كتبه ونشراته الكثيرة، التي أصدرها ونشرها للناس.

وهذه هي الكتب المتبناة:
1. كتاب: نظام الإسلام.
2. كتاب: نظام الحكم في الإسلام.
3. كتاب: النظام الاقتصادي في الإسلام.
4. كتاب: النظام الاجتماعي في الإسلام.
5. كتاب: التكتل الحزبي.
6. كتاب: مفاهيم حزب التحرير.
7. كتاب: الدولة الإسلامية.
8. كتاب: الشخصية الإسلامية (في ثلاثة أجزاء).
9. كتاب: مفاهيم سياسية لحزب التحرير.
10. كتاب: نظرات سياسية لحزب التحرير.
11. كتاب: مقدمة الدستور.
12. كتاب: من مقوِّمات النفسية الإسلامية.
13. كتاب: أجهزة دولة الخـلافة.
14. كتاب: الأموال في دولة الخـلافة.
15. أسس التعليم المنهجي في دولة الخـلافة.
16. قضايا سياسية.
17. منهج حزب التحرير في التغيير.
18. كتاب: حزب التحرير "التعريف".


• وهذه كتب أخرى أصدرها الحزب:

1. كتاب: كيف هدمت الخـلافة.
2. كتاب: نظام العقوبات.
3. كتاب: أحكام البينات.
4. كتاب: نقض الاشتراكية الماركسية.
5. كتاب: التفكير.
6. كتاب: سرعة البديهة.
7. كتاب: الفكر الإسلامي.
8. كتاب: نقض نظرية الالتزام.
9. كتاب: نداء حار.
10. كتاب: السياسة الاقتصادية المثلى.
11. كتاب: الديمقراطية نظام كفر.
12. حكم الشرع في الاستنساخ.


كما أصدر الحزب آلاف النشرات والمذكرات والكتيبات الفكرية والسياسية.

والحزب حين يحمل هذه الأفكار والأحكام للناس إنما يحملها لهم حملاً سياسياً، أي يعطيهم إياها حتى يتبنوها، ويعملوا بها ويحملوها لإيصالها إلى الحكم وواقع الحياة، لأن ذلك واجب عليهم باعتبارهم مسلمين كما هو واجب على الحزب باعتباره حزباً إسلامياً، وأفراده من المسلمين.

وقد اعتمد الحزب في تبنّيه للأفكار والأحكام الإسلامية على ما جاء به الوحي من الكتاب والسنة، وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس، لأن هذه الأدلة الأربعة هي التي ثبتت حُجِيّتها بالدليل القطعي.

يتبع......................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:11 PM

نظرات على حزب التحرير (13)
المشروع السياسي لحزب التحرير
------------------


حزب التحرير الوحيد الذي يملك مشروعا سياسيا للتطبيق في حال وصوله الحكم، بينما بقية الحركات لا تملك مشروعا سياسيا للتغيير، وهذا ليس كبرا ولا عجبا، بل هي حقيقة موجودة، فها هي أغلب التيارات السياسية العلمانية والإسلامية موجودة، لم أرَ أيا منها يقدم مشرعا سياسيا للتطبيق حال وصوله الحكم، فكلهم تقريبا عندما يصلون الحكم يسيرون على نفس النظام المطبق وهو النظام العلماني البرلماني تقريبا في معظم الدول في العالم الإسلامي، فكلهم يدخلون اللعبة الديمقراطية وكلهم يدخلون البرلمانات والمجالس التشريعية ويشاركون في تشريع القوانين، وكلهم يسيرون على الدستور العلماني ويطبقونه ولا يفرقون عن بعضهم البعض، أي كلهم في النهاية يحكمون بالكفر والدساتير الموجودة.

الإخوان المسلمون أبرز الحركات الإسلامية التي شاركت الأنظمة الحكم، عندما وصلت الحكم لم تغير النظم والقوانين الموجودة بل سارت عليها وحكمت بالدستور العلماني الحالي، أي حكمت بالكفر، فمن مصر لغزة إلى تونس والمغرب والأردن والعراق واليمن وغيرهم كلهم عندما وصلوا الحكم أو المجالس البرلمانية لم يفرقوا عن الحركات العلمانية، وذلك أن تلك الحركات لا تملك مشروعا سياسيا للحكم، وقس عليها أي تيار إسلامي وصل البرلمان أو رأس الدولة، كلهم نفس الشيء.

أما الحركات العلمانية فلأنها علمانية شيء طبيعي أن تطبق العلمانية وتحارب أي توجه إسلامي.

حتى الحركات التي ترفض الدساتير الحالية عندما سئلت عما تطبق كما حصل في الجزائر كان جوابهم أننا سنطبق الدستور الذي أعده إخوتنا في حزب التحرير، أي أنهم قبل وصولهم الحكم لم يكونوا يملكون مشروعا سياسيا للحكم.

حزب التحرير أعد دستورا لدولة الخلافة من الأساس الذي تقوم عليه الدولة إلى أصغر التفصيلات فيها، وكل مادة من مواد الدستور لها أدلتها الشرعية، والحزب فصل الأنظمة التي تطبق؛ فقد وضع كتابا لنظام الحكم وكتابا للنظام الاقتصادي وكتابا للنظام الاجتماعي ووضع نظاما للتعليم ووضع الأسس لتعامل دولة الخلافة مع الخارج (السياسة الخارجية) ووضع سياسة للتصنيع، ووضع كتابا عن كيفية إدارة الأموال في دولة الخلافة، ووضع كتابا لنظام العقوبات في الإسلام، ولم يترك أي أمر إلا وتكلم فيه عندما تقوم دولة الخلافة، حتى بدايات الدولة وكيفية مواجهة الكفار حال قيام الدولة وضع لها الكتب والخطط لمواجهتها، والخلاصة أن للحزب مشروعا سياسيا كاملا للحكم حال قيام الدولة الإسلامية، والحزب لن يسير على الأنظمة الموجودة بل سيهدمها من الجذور ليرى الناس نظام دولة الخلافة حال قيام الدولة الإسلامية.

عدم الفهم لتطبيق الإسلام ولمعنى الدولة الإسلامية جعل بعض الحركات الإسلامية المسلحة عندما تسيطر على بقعة معينة من الأرض تقوم بتطبيق بعض الحدود على الناس وتلزم النساء بلبس النقاب وغيره من أنظمة العقوبات، فظنت تلك الحركات أنها تطبق الإسلام، والحقيقة أنها بفعلها هذا شوهت الإسلام، لأن نظاما الإسلام ليس تطبيق عقوبات فقط، فالإسلام نظام كامل متكامل للحياة في جميع الجوانب.

والخلاصة أن الوحيد الذي يملك مشروعا سياسيا كاملا واضحا ومبلورا لنظام الإسلام ولدولة الخلافة هو حزب التحرير، ولا يوجد أي حركة إسلامية تملك مشروعا سياسيا، فأغلبهم كالإخوان المسلمين ساروا على النظام العلماني، وبعضهم اقترح اخذ دستور حزب التحرير إن وصل الحكم، وبعضهم شوه الإسلام عندما ظن انه بتطبيق بعض الحدود ظن انه يطبق الإسلام كما نزل.

يتبع..........................................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:13 PM

نظرات على حزب التحرير (14)
حزب التحرير والغيبيات
------------------



حزب التحرير عندما يعمل لإقامة الخلافة فهو لا يلتفت للأمور الغيبية ومدى تأثيرها على عمله، فالعمل لإقامة الخلافة فرض، وأي شخص يموت وهو لا يعمل للخلافة بعد أن وصله أن العمل لها فرض فهو آثم وسيحاسب أمام الله عن تقصيره، ولذلك الأمور الغيبية مثل أين تقوم الخلافة والإمام المهدي وغيره لا يلتفت لها الحزب.
فالعمل لإقامة الفرض لا يتوقف على أمور غيبية، فقد هدمت الخلافة قبل 98 سنة هجرية، ومات خلال تلك الفترة الملايين من المسلمين، وحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: ((من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية))، ولا ينجو من الميتة الجاهلية إلا من عمل لإقامة الخلافة، ولذلك ماذا يكون جواب هؤلاء لرب العالمين يوم القيامة؟؟؟
المهدي سواء أكان هو من يقيم الخلافة أم لا، وسواء أكانت صفاته كما وردت في الأحاديث، لان بعض الأحاديث تحدثت عن شخص بهذه الصفات، وبعضها تحدث عن ظهور شخص بهذه الصفات بعد إقامة الخلافة وحصول مشاكل فيها، وكل هذه الأمور غيبية، فان ظهور هذا الشخص لا يمنع العمل لإقامة الخلافة، فالفرض شرعا لا يتوقف على وجود شخص معين باسمه، بل الفرض يقام به متى علم.
عندما يعمل حزب التحرير فهو يحارب القدرية الغيبية، فهو يعتبر أن المطلوب من المسلم التغيير بغض النظر عما هو مكتوب في اللوح المحفوظ، فالله يحاسبنا يوم القيامة على عملنا ولا يحاسبنا أنا وجدنا في زمن الفتن وعلامات الساعة وما شاكله.
فالحزب يعمل للخلافة بغض النظر عمن يقيمها ومتى وأين، ونحن نعمل للتغيير بغض النظر أن أهل هذا الزمان صفاتهم كذا وكذا الواردة في الأحاديث ولا أمل بتغييرهم كما يرى البعض، فنحن نعمل والنتائج على الله، لان المطلوب منا كمسلمين العمل.
فبعض المسلمين يقولون: الخلافة قائمة فلم نتعب أنفسنا بالعمل لها!!، وبعضهم يقول أن نصر الله وتحرير فلسطين آت فلم اعمل للخلافة كي تحرر فلسطين؟!!، والمسلمين اليوم يحصل لهم وكذا وكذا كما ورد في الحديث الشريف أي أن الوضع سيصبح أسوأ فلم اعمل للتغيير، فهذه الفكرة أي القدرية الغيبية وهي الاستسلام للقدر يحاربها الحزب، لان المطلوب من المسلم الإيمان بما وجب الإيمان به، ولكن مطلوب من كل مسلم أن يعمل حسب الزمان والمكان والظروف التي هو فيها بغض النظر عما ورد من أحاديث عن تلك الفترة من الزمان، فبما أن الخلافة فرض اعمل لها ولو قامت بعد ألف سنة ولو على أيدي أناس آخرين ولو على يد المهدي.
فالحزب عندما يقرأ الأحاديث التي تتكلم عما يصيب الأمة من فتن وانتشار للخمور والمنكرات والفساد يقرؤها بشكل ايجابي، وهذه القراءة أن كل هذه المنكرات سببها عدم تحكيم شرع الله وان الحكام الحاليين هم من ينشروها لذلك وجب علينا العمل للتغيير بإقامة الخلافة، والخلافة وحدها من ستوقف تلك المنكرات بقوة سلطانها.

الحزب عند قراءة تلك الأحاديث لا يجلد ظهور الناس أنكم سبب البلاء، بل يبين الناحية السياسية فيها وهي أن غياب الخلافة والحكم الإسلامي سبب الفساد، فلو جلد الحزب ظهور الناس بتحميلهم مسؤولية ما هو موجود لقتلهم وقتل الأمل بالتغيير فيهم، ولكنه يوجههم لطريق خلاصهم بإقامة الخلافة وتطبيق شرع الله.

حتى عندما ذكر الحزب الأحاديث التي تتحدث عن فضل الشام في الثورة السورية، ذكرها من باب حث الناس على العمل وعدم اليأس وأن الله سيبارك في عملهم، على شرط أن ينصروا الله تعالى ويعملوا لتحكيم شرعه، أما إن اعرضوا عن العمل والشرع فان الله لن ينصرهم ولو وردت أحاديث عن فضل الشام.

هكذا ينظر الحزب للأحاديث التي تتكلم عن آخر الزمان والغيبيات، نظرة كلها إيجابية وحث على العمل وعدم يأس واستسلام للواقع بحجة أن هذا قدر لا راد له، وان المكتوب سيحصل عملنا أم لم نعمل.

يتبع...................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:15 PM

نظرات على حزب التحرير (15)

حزب التحرير ثابت تحت الضغوط
------------------


حزب التحرير مهما مورس عليه من ضغوط شديدة جدا ولو وصلت حد القتل والإعدام تحت التعذيب فإنه لا يغير أفكاره أبدا، أما الأفراد فينطبق عليهم ما ينطبق على أي فرد من حيث جواز الأخذ بالرخصة وترك العزيمة، ولكن كحزب لا يغير فكره أبدا ولو تم إفناؤه من منطقة معينة.
صحيح أن الحزب قد لا يقبل في صفوفه من يستنكر الحزب تحت التعذيب الشديد، ولكنه يعامله كأي مسلم لم يستطع الصبر تحت الضغط الشديد والأخذ بالرخصة وأجره وثوابه لن يضيع عند الله تعالى، أما الحزب ككيان فكري فإنه لا يغير نهجه أبدا.
الضغوط الشديدة على الحزب في منطقة معينة لا تجيز للحزب تغيير الفكر أو العمل أو مسالمة النظام، فالحزب لا يسالم أي نظام أبدا ولا يواد أو يركن لأي نظام أبدا، فالحزب يعمل جاهدا لقلعهم جميعا من جذورهم، وهنا عدة ملاحظات يجب الانتباه لها وهي:
• قوة العمل الجماعي الواعي المخلص وعدم قدرة الظالمين على السيطرة عليه نهائيا، فإن قتل أحد من أعضاء الجماعة فان العمل لا يتوقف بل يستمر بالعمل، بينما لو كان الداعية فردا لانتهى عمله بمقتله، والنقطة الثانية أن الشخص لو فتن تحت التعذيب فان الحزب يخرجه بسهولة من صفوفه ويبقى الحزب نقيا، بينما لو فتن داعية يعمل بشكل فردي فان كل دعوته تتشوه.
• جواز التقية والرخصة للفرد وعدم جوازها للحزب، وهذا من ميزة الحزب وقوة كفاحيته ومواجهته للظالمين، بينما نرى للأسف حركات تغير الفكر والمنهج والعمل تحت الضغوط والحرب من قبل الكفار، وتحت الإغراء المالي، وتدعي أن الضغوطات هل التي دفعتها لتغيير منهجها بحجة أنها تريد المحافظة على أفرادها، وهذا لا يجوز للحركة، والدليل فعل حزب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في مكة فقد سكت عن بعض الصحابة عندما اخذوا بالرخصة، ولكنه كقائد للحزب لم يغير ولم يبدل لو بمقدار شعرة، والرسول قدوتنا، ولذلك أي حركة تغير وتبدل تحت التعذيب أو الحرب أو تحت الدعم المالي، فهذه الحركة انحرفت وغيرت وأغضبت ربها.
• قد تتغير الأساليب والوسائل في العمل تبعا لقوة الحرب والهجوم على الحزب، ولكن الفكر والمنهج لا يتغير، فالحزب مثلا على نفس الوتيرة في الفكر والطرح ومواجهة الظالمين، ولكن الأفراد يعملون بشكل علني في بعض الدول وفي أخرى يعملون بالخفاء ولكن بنفس القوة والطرح ودون تغيير للفكر والعمل.
• لو فرضنا جدلا أن الحزب وصلة مرحلة الإفناء من الظالمين مقابل التغير والتبدل... فإن الثبات مقدم على كينونة ووجود الحزب، لأن الحزب ليس هو الإسلام ولا دين الإسلام، ولذلك لا مانع من حل الحزب إن كان الثمن هو تغيير الشرع والتبدل والنفاق للكفار، فيمكن بعد فترة من الزمن أو في مكان آخر إعادة تأسيس الحزب من جديد، ولكن الثبات على الحق مقدم على وجو الحزب، ولذلك كل حركة تغير وتبدل بحجة المحافظة على نفسها ففعلها لا يجوز شرعا، فعدم وجود حزب التحرير أو الإخوان المسلمين أو حركة حماس أو الوهابيين أو أي تيار جهادي أو غيرهم لن يبيد الأمة الإسلامية أبدا، فالأمة الإسلامية هي الأصل، ويمكن تأسيس أحزاب غير تلك، وبذلك يكون الثبات على الدين للحركة مقدم على وجود الحزب، أما الأفراد فحكمهم هو هو من جواز الأخذ بالرخصة والتقية.

يتبع...........................................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:18 PM

نظرات على حزب التحرير (16)

حزب التحرير والتدرج
------------------


التدرج المنادى به من قبل حركات إسلامية يقوم على تطبيق (10% إسلام و 90% كفر) ثم (20%إسلام و80% كفر) ثم (30%إسلام و70% كفر) .......ثم (90%إسلام و10 كفر) ثم 100%إسلام، وهذه النظرية عليها عدة ملاحظات:
• هذه نظرية خيالية لم يتم تطبيقها أبدا لا قديما ولا حديثا، وحتى من نادوا بها لم يطبقوها، فبقيت في إطار النظرية.
• لو فرضنا جدلا إمكانية تطبيقها فتطبيقها حرام، لأنه أثناء التدرج يتم الحكم بأحكام كفر وهذا لا يجوز شرعا، فتطبيق حكم واحد كفر لا يجوز، وتطبيق 1% كفر لا يجوز، وان كان أكثر فالحرمة اشد، ومعلوم أن الله لا يتعبد بالمعصية.
• الذين يقولون أن الإسلام عندما نزل.. نزل بالتدريج فهذا صحيح، ولكن الملاحظة هنا هي أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان يطبق كل ما ينزل عليه ولا يتدرج في تطبيق ما نزل عليه أبدا، وقبل نزول الحكم معلوم أن الأمور تكون متروكة، وبعد نزول الحكم الشرعي يصبح لها حكم شرعي واجب التنفيذ، والملاحظة الأخرى أن موضوع نزول الأحكام بالتدريج هو أمر إلهي لا دخل للبشر به، ولكن بعد نزول الأحكام يجب تطبيقها كلها وبدون تدرج.
• الفتوحات الإسلامية في عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وفي عهد الصحابة ومن بعدهم لم يرد أنهم تدرجوا في تطبيق الإسلام على أهل البلاد المفتوحة، وهذا يبطل القول بالتدرج نهائيا، ولا عذر لمتدرج هذا إن كان فعلا سيتدرج.

كل الذين نادوا بالتدرج من الحركات الإسلامية مثل الأحزاب الإسلامية المعتدلة (العلمانية عندما تصل الحكم) لم يتدرجوا أبدا في تطبيق الإسلام، ومرت عليهم السنون وهم هم يطبقون الكفر والدساتير الوضعية، بل على العكس من ذلك تدرجوا في إرضاء الكفار وتنفيذ مشاريعهم وأصبحوا مثلهم مثل الحكام في العمالة والارتباط بالغرب وتنفيذ مشاريعه، وهذا يدل على أن المناداة بالتدرج كانت لاستقطاب الأتباع للنجاح في الانتخابات.

جهل الناس بمعنى العلمانية جعل الناس تصدق أنهم يتدرجون، فمشاهدة الناس لنساء أصبحت تلبس الحجاب وأناس أصبحت تقرأ القران وبناء أكثر للمساجد وغيره من إقبال الناس على الإسلام، أصبح الناس يظنون أن هذا هو التدرج وأن الحاكم يتدرج في تطبيق الإسلام، مع أن هذا الحاكم في الدستور وأساس الدستور والأنظمة المطبقة ما زال يطبق الرأسمالية بحذافيرها، فظن الناس أن إقبال الناس على بعض الأحكام الشرعية هو تدرج، مع أن التدرج في الحكم "لو طبق" مثلا فهو مثل: إلغاء البنوك والشركات الرأسمالية المساهمة وإيجاد شركات إسلامية، ثم إلغاء كل أحكام النظام الاجتماعي المخالفة للشرع في الحياة العامة والخاصة وفي المجتمع وإلزام الناس بالأحكام الشرعية، ثم قلب نظام التعليم كليا ليصبح المنهج إسلاميا صرفا، ثم تغيير أو قطع العلاقات مع الدول والبداية بتأسيس علاقات الجهاد والقتال في الشرع، ثم نسف النظام الجمهوري وإجراء انتخابات لبيعة خليفة يحكم بالكتاب والسنة، هذا هو مفهوم التدرج (مع انه خيالي ومحرم) لمن أراد التدرج، أما أن يظن أن التدرج هو زيادة عدد المصلين وعدد من تلبس الحجاب من النساء وعدد من يقرؤون القرآن وعدد.... فهذا يحدث في كثير من الدول العلمانية التي لم تدع يوما أنها تتدرج في تطبيق الإسلام، لا بل وتحارب من يدعو لتطبيق الإسلام في نظام الحكم والدولة.

حزب التحرير لا يدعو للتدرج لأنه محرم شرعا، وهو فوق ذلك خيالي، وهو يرى أنه بمجرد أن تتم البيعة لخليفة المسلمين يجب على الخليفة أن يقوم بإزالة النظام القديم كليا ويضع مكانه نظام الإسلام كاملا ومن أول يوم، فيعلن رسميا من أول يوم أن دستور الدولة هو الدستور الإسلامي الصحيح المأخوذ من القران والسنة، وكما قلت سابقا فالحزب اعد مشروعا سياسيا جاهزا للتطبيق ومن أول يوم.

والبيعة لا تتم إلا بعد السيطرة على الجيش وكل مفاصل الدولة، أما بيعة كما حصل لمرسي مثلا وأغلب أجهزة الدولة العميقة والجيش خارج عن سيطرته فهذا هو الانتحار بعينه، فلا بيعة إلا بعد السيطرة على الدول بكل مفاصلها حتى يستطيع الخليفة تطبيق الإسلام.

أما صعوبات التطبيق فهذا بحث آخر على الدولة أن تضع الخطط لتجاوز كل الصعوبات الممكن أن تحصل في أول أيام التطبيق، ولكن يجب التأكيد هنا أن الناس ستفرح فرحا شديدا بتطبيق الإسلام وستساند الدولة بكل قوة لتطبيق الإسلام، وستكون شديدة اللهفة لتطبيق الإسلام، ولذلك يمكن تجاوز أي صعوبة في أول أيام التطبيق بسهولة بالغة بإذن الله ومشيئته.
يتبع......................................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:20 PM

نظرات على حزب التحرير (17)

حزب التحرير يأخذ من المنبع مباشرة
------------------


حزب التحرير عندما يجتهد يعود للمنابع الأصلية للدين الإسلامي وهي: (القرآن والسنة) وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس، فالناظر لكتب حزب التحرير يجد كل آرائه تعود بك للقران والسنة وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس، ولا تجد في كتب الحزب أن دليل الحزب قول الشافعي أو أبو حنيفة أو الإمام مالك أو الإمام أحمد بن حنبل أو قول لصحابي، مع الاحترام والإجلال لكل الصحابة والعلماء، ولكن الحزب يعمد إلى المصادر التي ثبتت بالقطع عن طريق الوحي وهي الأربعة التي ذكرتها، ليس إنقاصا من قدر أي عالم لا سمح الله ولكن لان المجتهد أي مجتهد يرجع للأصل عندما يريد الاجتهاد، فان اخذ الحزب من آراء من سبقوه فلا يأخذه تحت بند قول صحابي أو قول الشافعي أو قول أبو حنيفة بل يأخذه كرأي شرعي مع الأدلة التي أوصلت إليه حسب قوة الدليل لا حسب المصلحة والمنفعة.

حزب التحرير ليس مجتهدا ولا مذهبا بل حزب سياسي تبنى ما يلزمه للسير عن طريق اجتهاد المجتهدين، وبناء عليه حزب التحرير لا يلتفت كثيرا للمصطلحات مثل أهل السنة والجماعة والمرجئة والماتريدية والأشاعرة أو الشيعة وغيرها ويصنف نفسه تحت أي باب منها، فالحزب هو حزب سياسي عقيدة أتباعه الإسلام، والناس أمامه إما مسلمين أو غير مسلمين، لا يأخذ آراءه إلا باجتهاد صحيح من القرآن والسنة وعنده الاستعداد لمناقشة اجتهاداته مع الجميع وبيان قوة الاستدلال فيها، الجماعة التي يدعو لها حزب التحرير هي الجماعة تحت راية أمير المؤمنين خليفة المسلمين، وأي تقسيم يعمل على جعل المسلمين فرقا وأحزابا تهاجم بعضها البعض يحاربه الحزب، ولا يدعي الحزب أنه الفرقة الناجية أو أنه من يمثل أهل السنة والجماعة والباقون ضالون كما يفعل البعض، بل الحزب يرفض كل ذلك، ويعمل لتوحيد المسلمين جميعا تحت راية أمير المؤمنين في دولة الخلافة.

الكثير من الحركات الإسلامية عندما تريد مخاطبة الناس تخاطبهم بقول لابن تيمية أو ابن القيم أو ابن حزم أو غيرهم من العلماء الأفاضل، يقتطعون ما يريدون من أقوال هؤلاء العلماء ويبنون نهجهم عليه، وهنا يوجد عدة ملاحظات لتلك الحركات:
• عدم قدرة قادة وعلماء هذه الحركات على الاجتهاد الشرعي، فيعمدون لأقوال علماء آخرين.
• اقتطاع ما يناسبهم من أقوال لهؤلاء العلماء، وعندما يرون اجتهاد لنفس العالم الذي اخذوا منه لا يوافق نهجهم يتركون اجتهاداته في تلك المسائل.
• أخذ آراء من أناس مغرضين ليس عندهم ملكة الاجتهاد وإنما تحليلات لنصوص وأقوال لعلماء تم تحليلها لتوافق هواهم.
• عدم القدرة على مواكبة ما يستجد من قضايا على الساحة لأنهم لا يجدون آراء قديمة تتحدث عن تلك القضايا.
• كل الحركات تقريبا لا تعرف الأحكام الشرعية الخاصة بالتحزب أو التكتل، ولذلك أغلبها يضل الطريق.
• كثيرا منهم يصنفون أنفسهم أنهم هل السنة والجماعة والباقي ضالون، ولا يعملون على جمع الأمة الإسلامية تحت إمام (خليفة المسلمين).
يتبع........................................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:22 PM

نظرات على حزب التحرير (18)

حزب التحرير وتفرده بطلب النصرة من الجيوش
------------------


حزب التحرير الوحيد الذي يوجد في طريقة عمله طلب النصرة من الجيوش للوصول للحكم، وبقية الحركات أو التيارات لا تعرف ذلك، وكلها تقريبا ينكر هذا العمل على الحزب.

في البداية لا بد من التعريج على بعض الأمور في موضوع الحكم والوصول للحكم:
• أي حكم الجيش لا يسنده فهو حكم ضعيف لا يمكنه الصمود، فالإخوان المسلمين مثلا في مصر وصلوا الحكم والجيش ما زالت تسيطر عليه أمريكا فتم الإطاحة بهم بسهولة، والإسلاميون في الجزائر وصلوا الحكم في الجزائر فتم الإطاحة بهم من قبل جنرالات الجيش، وهذا يعني أن الحكم بدون دعم الجيش لا يصمد.
• الحركات التي ترى مواجهة الجيش لم توجد إلا القتل والدمار والدماء والتفجيرات، فطريقتها فشلت، وقادة الدولة والجيش بمكرهم وخبثهم قاموا بتفجيرات نسبوها لتلك الحركات فشوهوها وشوهوا الإسلام وأوجدوا رأيا عاما بين الناس ضد تلك الحركات، فكانت طريقة مواجهة الجيش بالقتال والمواجهة العسكرية طريقة خاطئة ومدمرة وتجر الويلات على أفراد الحركة والمسلمين.
• طلب النصرة من الجيش يعني كسب تأييد ودعم الجيش لمن يحكمون بالإسلام والدفاع عنهم، فلو وصلت جهة إلى الحكم عن طريق الجيش ونصرته لتلك الجهة، فان تلك الجهة ستطبق الإسلام بكل سهولة، وبسبب دعم الجيش القوة الكبرى في البلاد سيكون من السهل التخلص من كل المعارضين للحكم الإسلامي وستتم السيطرة على الإعلام والأهم السيطرة على القوات الأمنية والمخابرات التي عادة ما تكون قد تم تدريبها على كره الإسلام ومحاربته، فالسيطرة على الجيش تعني سيطرة كاملة على البلاد.
• طلب النصرة ليس شرطا أن يكون من الصف الأول في الجيش، فان كان الصف الأول مليء بالعملاء والصف الثاني كذلك فيمكن الاتصال بالصف الثالث للسيطرة على الجيش، ولا يعقل ولا يمكن كما يدعي البعض أن كل قادة الجيش من كل الصفوف عملاء فهذا غير صحيح وغير موجود في أي دولة مهما بلغت من العمالة للكفار.
• طلب النصرة يكون من أبناء المسلمين في الجيش، وقابلية الهداية فيهم موجودة مثل قابلية الهداية فيك أنت أخي القارئ، فالله لم يحجب عنهم الهداية.
• حتى الكفار إذا أرادوا السيطرة على بلد ما وزراعة عميل لهم مكان العميل القديم، فإنهم يلجؤون في كثير من الأحيان للسيطرة على مراكز القوة فيها، وأبرز مراكز القوة فيها الجيوش أي يعملون على زراعة عملاء لهم في قادة الجيش، وان كان هناك مراكز قوة أخرى سيطروا عليها مثل القضاء إن كان قويا أو القبائل إن كانت قوية أو يلجؤون لعمل قوة شعبية ضاغطة على الجيش لإيصال عميلهم للحكم إلى حين تغيير قادة الجيش، المهم أن الكفار عندما يريدون زراعة عميل لهم ينظرون للبلد ومراكز القوة فيها للسيطرة على تلك البلاد، وأي حركة إسلامية تريد الوصول للحكم يجب أن تسعى للسيطرة على مراكز القوة أو تحييد بعضها للوصول للحكم بالإسلام، وبغير ذلك وبالذات في الدول العميقة اليوم من السهل جدا النيل من أي حركة إسلامية وصلت الحكم ومراكز القوة خارجة عن سيطرتها.

وطريقة حزب التحرير تركز على محورين:
المحور الأول: وهو الأمة وبناء رأي عام فيها للحكم بالإسلام، ولذلك يعمل الحزب ليل نهار على تثقيف أبناء الأمة بالإسلام وان فيه نظام حكم وهو نظام الخلافة وان كل مشاكلنا سببها غياب الخلافة، وأعد لذلك الدستور والخطط وكل ما يلزم لدولة الخلافة القادمة، فالحزب يعمل على إيجاد رأي عام قوي في الأمة الإسلامية يطالب بالحكم بالإسلام، وهذه الرأي العام القوي إن انفجر في الأمة فلا يستطيع أحد الوقوف في وجهه، حتى الجيش لا يستطيع مواجهته، فمعلوم أن الشعب إذا انفجر في وجه أي نظام فحتى الجيش لا يستطيع إيقافه.
المحور الثاني: وهم أهل القوة والمنعة مثل الجيوش وكل من يملك قوة في الدول مثل القبائل في بعض الدول، فهذه إن كسبتها كسبت القوة لدعم الحكم بالإسلام.

فان اتحد الرأي العام في الأمة الساعي للحكم بالإسلام مع دعم أهل القوة والمنعة فيمكن الحكم بالإسلام كاملا ومن أول يوم، ويمكن إعداد الخطط الحربية لمواجهة الكفار ومن أول يوم.

الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم سيد الخلق ومنه نأخذ طريقتنا قام بهذه الأمور، فأولا أرسل مصعب بن عمير رضي الله عنه للمدينة المنورة وعلمهم الإسلام وبنى رأيا عاما قويا للإسلام والحكم بالإسلام، ثم اجتمع أهل القوة والمنعة من قادة القبائل في المدينة المنورة وذهبوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة وأعطوه النصرة والحماية له ولدينه وللحكم بالإسلام وطلبوا منه الهجرة للمدينة المنورة ليستلم الحكم فيها، وكان على رأسهم سيد الأنصار سعد بن معاذ رضي الله عنه وأرضاه، فهذه طريقة الرسول الكريم وهي طريقة واجبة الإتباع، وحتى عقلا لا يمكن لأي جهة الحكم بما تريد إلا بعد ضمان ولاء مراكز القوة لها في الدولة أو سكوت بعضها، أما ومراكز القوة معارضة لأي جهة فان حكمها بما تريد غير ممكن، ويمكن القضاء على الحكام بسهولة.
يتبع.......................................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:23 PM

نظرات على حزب التحرير (19)

حزب التحرير يعمل حسب الواقع لتغييره لا حسب الطلب والمنفعة
------------------


ميزة حزب التحرير عن غيره أنه يعمل في كل البلاد، وأنه لا يعترف بالحدود بين الدول، وانه لا يميز المنكرات عن بعضها، وان الدافع لكل أعماله دافع شرعي لا دافع مصلحي نفعي حسب ما تمليه المصلحة والمنفعة، فمثلا:
• كل منكر في البلاد يتصدى له الحزب ولو لم يخطر على بال أحد من الناس ومن المشايخ، فكثير ما تصدى الحزب لأمور مثل نشر العري والاختلاط وتغيير مناهج التعليم وسرقة أموال المسلمين من قبل المسؤولين والكفار ودخول الدولة في خطط غربية، وهذه الأمور يلاحظ أن الحزب يتصدى لها بينما بقية المشايخ والحركات لا يتدخلون فيها ولا يهتمون بها.
• الحزب دائما يذكر الناس بالسبب الرئيسي للمشاكل وهو غياب الخلافة، فيربط الحلول التي يقدمها بالعمل لإقامة الخلافة، ولا يميز أي منكر عن منكر آخر.
• حزب التحرير لا ينساق وراء الإعلام، فالإعلام موجه وإذا ركز على أمر معين فهو يريد هدفا خبيثا قد لا يعي عليه المسلمون، فيقوم الحزب إن رأى أن هذا الأمر يحتاج تدخلا يقوم بالتعليق عليه من وجهة نظر إسلامية وبيان الواجب الشرعي اتجاهه ولا ينساق وراء الحملات الإعلامية مهما كانت قوية، وأحيانا يكون تدخله عكس الحملات الإعلامية الموجهة.
• الحزب بما انه موجود في العالم الإسلامي تقريبا فهو يتحدث في شؤون المسلمين جميعا وينظم لذلك الحملات الرسمية، مثل قضية مسلمي الإيغور والروهينجا وقضية فلسطين وغيرها من القضايا، ولا يسكت مثل البعض بحجة أن هذا شأن داخلي لدولة أخرى، بل ويتكلم الحزب عن أحوال المسلمين في بلاد الغرب والخطط الغربية للنيل منهم وتذويبهم في المجتمعات الغربية، بينما بقية الحركات لا تتعدى تصريحاتها الأمور الداخلية في البلد وما يمسها فقط.
• الحزب الوحيد الذي يتكلم عن هدم الأنظمة الرأسمالية والإشتراكية ويقوم بذلك بشكل مكثف، ويبين فساد وعوار الأنظمة الغربية بشكل عام ويكشف مؤامراتها، بينما الحركات الأخرى لا تتحدث عن ذلك، اللهم إلا كتاب يكتبون في ذلك ولكن ليس بشكل رسمي من تلك الحركة الإسلامية.



بينما المشايخ الآخرين في الأوقاف والحركات الإسلامية يلاحظ عليهم:
• بالنسبة لمشايخ الأوقاف إلا من رحم ربي، لا يتكلمون إلا بما تمليه عليهم وزارة الأوقاف، فيكون عملهم متسقا مع ما تريده الحكومة، وهذا يعني أنهم بطريقة غير مباشرة يخدمون الدولة ويسيرون كما تريد.
• الخروج من مشايخ الأوقاف عن خط الوزارة قليلا ما تراه في مشايخ الأوقاف، مثل أن يتكلم الشخص عن منكرات الدولة، وهؤلاء قلة، وإن تكلم الشخص جلد ظهور الناس ولم يذكر الحكومة المنشئ لهذا المنكرات أبدا، وكأن الناس هي من أوجدت البارات والملاهي، ولكن إن خدع الحاكم الناس بمكرمات كما يدعون كالوا له المديح، وان أنشا الحاكم خمارات جلدوا ظهور الناس لأنهم يشربون الخمر وتناسوا الحاكم.
• بالنسبة للحركات الإسلامية، فكثيرا ما ينساقون للأسف مع ما تريده الحكومات وما تطلبه سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوا، فبعضهم لا يتحدث إلا عن الصلاة والذكر والتسبيح ويعلنها جهارا نهارا انه لا يتدخل في السياسة، فهؤلاء هم أحب المشايخ إلى قلوب الظالمين لأنهم لا يأتون على محاسبتهم ويصرفون الأنظار عنهم.
• وبعض الحركات لا تتكلم في المنكرات إلا حسب مصلحتها هي، فان اعتدت الحكومة عليها تكلمت، وان اعتقلت منها تكلمت وان حاربتها في أمر معين تكلمت، ولكن منكرات لا تمس الحركات مثل تغيير المناهج ونشر الدياثة والعبث بدين المسلمين فهذه الحركات لا تتدخل والأمر لا يعنيها، لأن هذا الأمر لا يمسها، صحيح أن بعض الأفراد يتكلمون بدافع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن الحركة بشكل رسمي لا تتدخل، وأحيانا تمنع أفرادها من التدخل.
• قد ترى حركات تصدر بيانات رسمية في أمور لا تخصها، ولكن اغلب تلك البيانات لا تكون إلا بعد أن تملأ تلك الأمور وسائل الإعلام، أما والإعلام يهملها فهي أيضا تهملها مثل الإعلام.
• المصالح مع الدول والدعم المادي من قبل دول لتلك الحركات الإسلامية، يجعلها تقلب المعروف منكرا والمنكر معروفا، فمثلا دعم إيراني لفصائل فلسطينية يجعلها تدافع عن إيران، واستضافة قطر وتركيا لحركات إسلامية جعلها تدافع عن جرائم تلك الحكومات، فكانت المصلحة عندها مقدمة على الشرع، وهذه هي سياستها الحقيقة ومنهجها الحقيقي، ولذلك غير صحيح أن الدافع لأعمالهم السياسية هو الحكم الشرعي، بل المصلحة والمنفعة ولو خالفت الشرع.

يتبع...........................................................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:25 PM


نظرات على حزب التحرير (20)

حزب التحرير وكيفية إثبات الصواب عنده
------------------


حزب التحرير بما أنه حزب يعمل لإقامة الدولة الإسلامية، فإنه يستدل على صحة منهجه بمدى سيره على القران والسنة، فهو يستدل على صحة منهجه بمدى موافقة أعماله للقران والسنة، وهناك أمور يظن الناس أنها أمور تجعل الحزب مخطئا ومن هذه الأمور:
• طول الفترة الزمنية للعمل، وهذه تم الرد عليها في هذه السلسلة من الحلقات، فالأنبياء وهم خير منا مكثوا فترات طويلة أطول منا وهم أنبياء على الحق، ومع ذلك طال زمنهم.
• كثرة الأتباع وهذه أيضا تم الرد عليها بأن من الأنبياء يوم القيامة من لا يوجد له أتباع وهو على الحق، ويأجوج ومأجوج آخر الزمن أتباعهم كثر وهم على باطل، فالكثرة لا تعني أنك على الحق كما أن القلة لا تدل انك على باطل، مع أن أتباع ومؤيدي حزب التحرير كثر والحمد لله.
• خروج أفراد من الحزب، وهذه لا تدل على أن عمل الحزب باطل، فالحزب كالجسم تنموا فيه خلايا وتموت فيه خلايا، فان تموت بعض الخلايا أو تفتن أو تضعف فهذا أمر طبيعي، حتى حزب الرسول وهو حزب الصحابة كفر وارتد منهم أناس ولا يعني ذلك بطلان دعوة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والأهم هنا هو بقاء الحزب سائرا في طريقه من رقي وعلو لآخر.
• قيام الحزب بالدعوة الفكرية والتي يسميها الناس كلاما لا تطعن في الحزب، لان هذا هو عمل الحزب، فعدم عمله أعمالا عسكرية أو أعمالا خيرية لا تعني أنه على باطل، لان الحزب دلل على عمله بطريقة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في مكة ولا يوجد فيها أعمال قتالية أو أعمال خيرية، ولذلك يكون الصواب أن يأتي من يقوم بالأعمال الخيرية والعسكرية بالدليل على صحة نهجه في التغيير.
• البعض يعتبر حزب التحرير على خطأ لان لا معتقلين من الحزب عند يهود، وهذا كلام مغلوط ينم عن جهل في معرفة الحقيقة، فأولا مئات الآلاف من مسلمي فلسطين غير معتقلين عند يهود وهذا لا يعني أن يهود تحبهم أو راضية عنهم، فطبيعة يهود أنها تعتقل من يفكر بإيذائها عسكريا وأمنيا، حتى من الجماعات التي تدعي قتال يهود هناك الكثيرون غير معتقلين وهذا لا يعني أن كل شخص غير معتقل هو محب ليهود، وثانيا الحقيقة لا تعرف بعدد المعتقلين والشهداء، فمهما قدمت من شهداء وأسرى فان هذه ضريبة العمل وهي ليست انجازا بل ضريبة للقيام بالحق، والحق يعرف بمدى سيرك على الحق، فحركة قدمت مليون شهيدا ولها مليون أسيرا جدلا ثم تراها تفاوض المحتل على دويلة هزيلة فاعلم أنها حركة خائنة ولو قدمت أضعاف هذا العدد، وثالثا الحزب استشهد منه الكثير تحت التعذيب في الدول التي يقال لها إسلامية ويوجد عشرات الآلاف أسرى لدى الحزب عند الأنظمة، والحزب لم يفتخر بهم يوما كانجاز له ولم يهاجم الحركات الأخرى بالقول لها: أنتم لكم مكاتب عند كبار الظالمين في العالم الإسلامي ونحن شبابنا معتقلون، فكم عدد معتقليكم عند الأنظمة؟ ... فهذه ليست طريقته، وتبقى طريقة الحزب لمعرفة صحتها من خطئها بتتبع الأحكام الشرعية، وكذلك الحركات الأخرى تعرف صحتها من خطئها بتتبعها للأحكام الشرعية، فان كانت مبتعدة عن الشرع موالية للعدو فهي خاطئة خائنة ولو قدمت ملايين الشهداء سابقا ولها ملايين الأسرى.
• البعض يرى أن على الحزب فرض اللحية وصلاة الجماعة على أفراده ليكون صوابا وان على نساء شباب الحزب لبس النقاب، أقول أن هذه العبادات سنن وليست فرائض، والنقاب مباح، والحزب لا يجرؤ على فرض هذه الأمور على شبابه لأن الله أصلا لم يفرضها، ولكن الحزب يحث بقوة شبابه عليها، ولكن لله الحمد والمنة فان كثيرا من شباب الحزب مطلقين للحاهم ويصلون الجماعة اختيار وطلبا لرضوان الله وليس جبرا كما تفعل بعض الحركات كشرط لها، وهناك من نساء الحزب من تلبس النقاب اختيارا، والحزب يتميز أيضا انه يحاسب شبابه على القيام بكل التكاليف الشرعية، بينما حركات أخرى تركز على أمور معينة وأمور أخرى ترى المعصية فيها واضحة جدا مثل التعامل مع البنوك الربوية بالقروض الربوية ومثل النفاق للحكام وغيره، ثم تراهم يلمزون شباب الحزب على عدم قيام بعضهم ببعض السنن وينسون الموبقات التي يقعون فيها.

يتبع........................................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:29 PM

نظرات على حزب التحرير (21)

حزب التحرير حصن يحمي من بداخله
------------------


حزب التحرير ككتلة يختلف كليا بالعمل عن الأفراد، ولديه مزايا يجب أن تدفع الجميع لدخوله وترك نظرتهم أنهم يستطيعوا أن يكونوا دعاة ومصلحين بمفردهم، ومن الفروق بين العمل الحزبي والعمل الفردي للإسلام:
1- الحزب فقط أي بوصف الجماعة والتكتل يستطيع العمل لتاج الفروض وهو إقامة الخلافة، أما الأفراد فمهما أوتوا من علم وعبقرية وقوة فلن يستطيعوا العمل لإقامة الخلافة، ولذلك يبقى الأفراد آثمون لعدم عملهم مع الكتلة لإقامة الخلافة، مهما كانوا مجتهدين في الدعوة لدين الله.
2- تأثير الحزب أقوى ملايين المرات من تأثير الأفراد الذي يعملون بشكل فردي، وحزب من 100 شخص يرعب أكثر من ألف داعية كل منهم يعمل منفردا، حتى أن هناك أمورا لا يستطيع الأفراد القيام بها نهائيا مهما بلغوا من عبقرية إلا إن كانوا ضمن حزب.
3- موت الفرد في الحزب لا تنهي العمل الحزبي، بل تعمل دعاية للحزب أن أفرادا أفنوا عمرهم في العمل الحزبي ويستمر العمل الحزبي، بينما الداعية بشكل فردي لو مات توقفت دعوته بموته.
4- لو فتن الشخص من أفراد الحزب فإن من السهولة على الحزب إخراج ذلك العضو من الحزب، وتبقى دعوة الحزب نقية صافية لا تشوبها شائبة، بينما لو فتن الداعية الذي يعمل منفردا فإن دعوته تصبح كلها مكان شك وريبة ولو كانت موافقة للكتاب والسنة.
5- لو فتر شاب الحزب عن العمل فان الحزب يقوم بإعادة تنشيطه وشحنه بالطاقة ليعود للعمل، وان صعب تنشيطه فان بقية الأفراد في الحزب يستمرون بالعمل، ولذلك يظهر العمل الحزبي دائما بقوة ونشاط وعدم فتور، بينما لو فتر الداعية الذي يعمل بشكل فردي فإن دعوته تفتر بفتوره.
6- الحزب إن لاحظ انحرافا عند شابه فانه يبدأ بإصلاح هذا الخلل بنصحه وتوجيهه، فان استقام كان بها وإلا أخرج من الحزب، بينما الداعية بشكل فردي إن بدأ بالحيد عن الطريق المستقيم فان التوجيه له سيأتيه من الناس، وأحيانا لا يتقبل آراءهم بحجة الاختلاف وان هذا رأيه وحياته ولا يحب لأحد أن يتدخل به وانه يعرف مصلحته أكثر من غيره، فيستمر في الانحدار.
7- الحزب تحت الضغوط والملاحقات لا يتغير أبدا، مهما اشتدت تلك الضغوط والملاحقات، وأكثر ما تؤديه هي فتنة فرد أو مجموعة أفراد عن الدعوة، فيعالجهم الحزب حسب الحالة، بينما الداعية بشكل فردي فإن الضغوط والملاحقات والترغيب والإغراء في كثير من الأحيان يحرفونه عن دعوته فيتغير، وان أصر على الحق يقتل أو يسجن وتنتهي الدعوة، بينما الحزب يستمر شامخا في عمله دون تنازل قيد شعرة عن فكرته، لأن الضغوط والملاحقات هي على الأفراد وليست على كل الحزب.
8- الحزب يزود أفراده بالثقافة والفكر والاجتهادات الشرعية والتحليلات السياسية الواعية القوية، بينما الفرد يعتمد على نفسه، وهو معرض بشكل كبير للخطأ بالذات في فهم ما يجري حوله كونه يعتمد على قدراته الذاتية.
9- الحزب يحقق معنى الصحبة الصالحة والرفقة الصالحة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فينصحوه ويوجهوه وينشطوه ويزجرونه إن فكر بالمنكر ويحثوه على المعروف ويعطوه ثقافة قوية، فالحزب كالحصن الحصين بالنسبة لأفراده، بينما الداعية بشكل فردي لا يجد إلا نفسه وان حصل له شيء فان اغلب المحبين له لا يدعموه لأنهم منفصلين عنه.
10- صحيح أن الداعية يتكلم بالرأي الذي يريد والشخص الحزبي يتكلم برأي حزبه ويترك رأيه الشخصي إن كان له رأي، ولكن ليعلم أن رأي الحزب شرعي وأخذ بعد نقاش أكثر من فرد فيه وهو رأي قوي شديد القوة مسند بالأدلة الشرعية، وميزات العمل الجماعي يجب تقديمها على الرأي الشخصي الشرعي.

يتبع................................................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:30 PM

نظرات على حزب التحرير (22)

حزب التحرير والإعلام
------------------


التعتيم الإعلامي أكبر سلاح تهاجم به الدول في العالم الإسلامي حزب التحرير، فهم يرون أن التعتيم على أخبار حزب التحرير وأعماله مهما كانت تلك الأخبار هو أكبر سلاح لضرب حزب التحرير والحد من أعماله، لا يحبون بث الأخبار عن الحزب سواء كانت تمدح الحزب أو تطعن فيه، لأن كلا الخبرين سيدفعان بعض المتابعين للبحث والتحري، وهنا تتم معرفة الحقيقة.

الإعلام في الدول في العالم الإسلامي كله تابع لجهة معينة هي الممول للإعلام، فمن مول جهة إعلامية فشيء طبيعي أن تكون الجهة الإعلامية تابعة له وتتكلم بما يريد، ولا يوجد شيء يسمى حرية الرأي ولا حياد إعلامي فكلها أكاذيب، فمثلا الجزيرة ممولة من قطر التابعة لبريطانيا والجزيرة ليل نهار تخدم مصالح قطر ومن خلفها بريطانيا، ولو حصل مثلا أن أمريكا استلمت تمويل القناة .. فان الجزيرة خلال 24 ساعة ستتحول لمحطة تدافع عن المصالح الأمريكية وسينقلب مذيعوها رأسا على عقب، إلا من أصر منهم على الاستمرار في خدمة مصالح بريطانيا فسيذهب لجهة أخرى، وعادة من يخدمون مصالح الدول الغربية لا يهتمون إلا بمن يدفع أكثر، لذلك أحيانا يتنقل المذيعون من جهة لجهة أخرى تبعا للتمويل، وأحيانا التهديد بالقتل من دول معينة وأحيانا حسب جنسية بلدهم لها تأثير على مكان عمل المذيع، والخلاصة أن فكرة الحيادية وبث الأخبار بصدق وحيادية كاملة كلها أكاذيب لا حقيقة لها.

والإعلام المحلي عادة يبث ما تريده الدولة لأن أي خروج عما تريده الدولة يعني إغلاق تلك المحطات المحلية، لذلك تجد الإعلام المحلي كالببغاء يردد ما تريده الدولة، وقلما تجد أخبارا هنا أو هناك لا ترضي الدولة.

أعود للموضوع وهو الإعلام التابع للحركات، وكيف تقوم بالإعلام عن أخبارها، فترى مثلا حركات إسلامية وعلمانية لها محطات فضائية وإذاعية ولها صحف توزع في الأسواق ولها مواقع رسمية وصفحات فيس بوك وتويتر أعداد متابعيها بالملايين، والحقيقة أن إعلام الحركات لا يخرج أيضا عما تريده الدولة، فالمحطة الفضائية التي تحتاج قمرا صناعيا لا تبث إلا برخصة وكود معين للبث على القمر الصناعي يؤخذ من الدول الحالية، وهذا يعني موافقة ضمنية على محتوى بث تلك المحطات، وكذلك الأمر الإذاعة والصحف لا تعمل إلا بموافقة الدولة وهذا يعني أن تلك الحركة تبث ما تريده الدولة ولا تجرأ على الخروج عن الخط المرسوم لها وإلا منع بثها بسهولة.

حتى الصفحات على الفيس بوك وتويتر يستطيع الفيس بوك وتويتر منعها لو أراد بحذف الصفحة، والإعادة للصفر، ومعلوم أن الحذف عدة مرات والاستمرار به لا يجعلك قادرا على تأسيس صفحة فيها مليون شخص إلا إن سكت عنك الفيس بوك وتويتر.

الخلاصة أن الإعلام فيه صعوبات كثيرة وليس أمرا متاحا كما يعتقد البعض، ولا علاقة للتمويل بتأسيس المحطة الإعلامية وان كان له دور كبير في الدعاية والترويج وقوة العمل، ولكن الجهات القائمة على الإعلام تتحكم في البث والمنع وهذا السبب الأول في تأسيس المحطات الإعلامية.

وهنا سؤال يطرح: ما هي شروط تأسيس المحطات الإعلامية اليوم؟؟؟

حتى تؤسس وسيلة إعلامية يجب عليك السير حسب ما يريده النظام الذي أسست المحطة على أرضه، وأي خروج عما يريده النظام فإن وسيلتك الإعلامية معرضة للتهديد من النظام بالإغلاق أو حتى اعتقال القائمين على المحطة الإعلامية، ومن الأمور التي تجمع على منعها معظم الأنظمة في العالم الإسلامي:
• الدعوة للخلافة
• هدم الأنظمة الحالية وتأسيس نظام يحكم بالإسلام مكانها.
• الدعوة لجهاد الكفار الغربيين واليهود في العالم الإسلامي.
• هدم فكرة الديمقراطية والدولة المدنية والدعوة لإقامة الخلافة مكانهم.
• تحريض الجيوش على خلع الحكام الحاليين والتحرك للقيام بواجبهم في التحرير.
• كشف عيوب وفساد النظام الحاكم... وبالذات من محطات إعلامية على أرضه.
• عدم السير على ما يريده النظام الحاكم ... وبالذات من محطات إعلامية على أرضه.

هذه هي أبرز الأمور الممنوعة عالميا على الإعلام ويمنعها الإعلام ويحاربها ويحارب دعاتها، ولذلك فإن أغلب الحركات العلمانية أو الإسلامية التي لها محطات إعلام قوية تتجنب تلك الأمور حتى تبقى رخصتها سارية المفعول وتبقى محطاتها الإعلامية موجودة بقرار من الحكام المجرمين.

وبما أن حديثنا عن الحركات الإسلامية وحزب التحرير على وجه الخصوص، أقول:
• لا يجرأ على الدعوة للخلافة وهدم الأنظمة الحالية ودعوة الجيوش للتحرك لاقتلاع الأنظمة وتحرير فلسطين وبيان فساد الديمقراطية والعلمانية والمنظومة الدولية والثورة والخروج عليها إلا حزب التحرير، ولذلك كل وسيلة إعلامية يلجأ لها الحزب تحارب ويتم التعتيم على الحزب إعلاميا من قبل الأنظمة الحالية، بينما الحركات الإسلامية الأخرى التي لا تتعرض لتلك الأمور تمنح المحطات الإعلامية والمال لتأسيس تلك المحطات الإعلامية وتترك لها مواقعها على الإنترنت دون حرب عليها.
• هناك حركات إسلامية تدعو لبعض تلك الأمور ولكن يمكن السيطرة عليها واستغلاها لصالح الأنظمة، فهذه تعيش بين تعتيم إعلامي وبين إعطائها فسحة لتبث ما يخدم الأنظمة الحالية، مثل بعض الحركات الجهادية المخترقة من قبل المخابرات، فيعمل الإعلام على توجيه بثها بما يخدم هدفه ويشوه الإسلام.
• هناك من يقول أنتم في حزب التحرير غير ناجحين إعلاميا وغير ماهرين في اختراق الإعلام، فلا تلقوا أمر تقصيركم على حرب الأنظمة لكم.
1- أقول لهذا الشخص: كلامك غير صحيح، فانظر مثلا لمسيرة لحزب التحرير تقدر بالملايين في أندونيسيا لا يبث الإعلام عنها شيء وان بث ينسبها لمسلمين في اندونيسيا دون ذكر الحزب، وان أرادوا ذكر الحزب بثوا عنها بضعة دقائق في نهاية نشرة الأخبار، وفي نفس الوقت انظر لمسيرة فيها 100 شخص لصالح الأنظمة وتخدم أهدافهم، كيف يبث الإعلام عنها ويستضيف الضيوف لتحليل خبر المسيرة وتأتي في صدر نشر الأخبار، فهذا ليس نجاحا للـ 100شخص، ولكن هؤلاء يتوافق كلامهم مع ما تريده الأنظمة فيتم البث عنهم، ومسيرة حزب التحرير لا تخدمهم أبدا وتبين فسادهم فلا يبثون عنها.
2- في أوزبكستان تم قتل أكثر من 6000 شخص من حزب التحرير بتعاون النظام الأوزبكي والجيش الروسي وبعض مخابرات الأنظمة العربية، ومع ذلك لم يأت الإعلام على ذكر الخبر، بينما خاشقجي مثلا عملت الجزيرة حملة عنه لأنه يفيدها في حملة قطر (بريطانيا) ضد السعودية، وانظر لقتلى الكفار كيف يفعل إعلامنا معهم، وشهداء المسلين بالآلاف كيف يهملهم الإعلام، فالموضوع هو نية خبيثة مبيتة وليست النجاح الإعلامي.
• هناك حركات إسلامية لأنها تعرف شروط البث لا تجرأ إلا على طرح ما يريده المجرمون الحكام في العالم الإسلامي، فخذ مثلا بسيطا على إعلام حكومة حماس لا يجرأ على ذكر إجرام النظام الإيراني، ولا يجرأ على الطلب من الجيش المصري الثورة على السيسي والتحرك لتحرير فلسطين، ولا يجرأ على طرح فساد الديمقراطية والعلمانية، بل يعارض من يدعون لإقامة الخلافة بأن هذا ليس وقتها وأن الوقت هو طرح الدولة المدنية الديمقراطية، وهذه ضريبة للارتماء في أحضان الأنظمة والسماح لحركة مثل حركة حماس بتأسيس محطات إعلامية قوية في بعض الدول المجاورة لفلسطين والسماح لها بالبث على الأقمار الصناعية، وانظر أيضا للتيارات الوهابية (السلفية) التي تبث قصصا عن كل شيء إلا الحكام وخياناتهم، كيف تعطى مساحة إعلامية ومحطات فضائية في مصر والسعودية وغيرها من الدول، وغيرها من الحركات الإسلامية التي تعطى محطات إعلامية ولكنها تعرف أن هناك خطوطا حمر، فتبقى ملتزمة بها ولا تتعداها.
• حزب التحرير في أعماله يركز في على النظام الموجود الحزب على أرضه، فحزب التحرير في الأردن مثلا يركز على بيان فساد النظام الأردني وكشف عورته ودعوة المسلمين للتخلص منه، ولذلك يحاربه النظام الأردني.. وكل الأنظمة تحارب الحزب بشراسة لأن الحزب يركز عمله على جميع الأنظمة، بينما نرى الحركات الإسلامية الأخرى لا تجرأ على ذكر عيوب النظام الذي يحويها أو يدعمها ماليا أو تقيم محطة إعلامية على أرضه فهي تؤيده وتمدحه ولو قتل الملايين من المسلمين، المهم أن يمولها وان يسمح لها بإقامة النشاطات على أرضه.
• حزب التحرير لا يداهن أي نظام كي يسمح له بالبث من أراضيه، فالحزب دائما في درجة عالية من الكفاحية وكشف المجرمين ولا يوالي أو يداهن أي نظام كي يعطيه النظام مساحة حرة للعمل على أراضيه، وللأسف ما تفعله اغلب الحركات الإسلامية هو المداهنة والنفاق للأنظمة وزيادة كي تحظى باستقبال النظام لها على أراضيه.
• الإعلام لا يكتفي بالتعتيم على حزب التحرير، فان ذكر الحزب لم يذكره إلا بالتشويه للحزب، وأحيانا يتعمد الإعلام عدم ذكر الحزب ولكنه يشوه العاملين للخلافة ويهاجمهم ويهاجم فكرة الخلافة والأفكار النقية الصافية التي يطرحها حزب التحرير يهاجمها ليشوهها، ويعمل الإعلام لتيئيس الناس من عملية التغيير ومن إقامة الخلافة وتحرير فلسطين، وأن الجيوش لا أمل بها أبدا لعملية التغيير.

-----------------
أما الأساليب التي يتبعها حزب التحرير لكسر الطوق الإعلامي عنه واختراق أوساط الناس في المجتمعات كونها هي المستهدفة في عملية التغيير التي يقوم بها الحزب:
• الزيارات الحية للناس، وذلك عن طريق الزيارات وطرح أفكار الحزب ودعوته على الناس أثناء زيارتهم، وهو أسلوب قوي في إيصال ما يريده الحزب للناس.
• الدروس والخطب والندوات والمحاضرات.
• توزيع النشرات والمطويات والمجلات على الناس في بيوتهم وأماكن عملهم وأحيانا بشكل كفاحي في الطرقات على كل الناس.
• تقديم فكر الحزب إن أمكن في أي مقابلة إذاعية أو تلفزيونية أتيحت للحزب للتعليق على الأحداث التي تحصل في البلد، أو في أي خبر يتناول أمور الحزب وبالذات من الإعلام المحلي الذي لا يستطيع تجاهل الخبر عن الحزب لقوته.
• الأعمال الجماهيرية مثل المسيرات والمؤتمرات.
• تأسيس أي محطات إعلامية قدر الإمكان على الانترنت وإذاعية إن أمكن، والمتابع يرى أن مواقع مثل فيس بوك وتويتر ويويتوب دائما ما تقوم بحذف صفحات الحزب ومواده الإعلانية عن تلك المواقع على الإنترنت كلما رؤي لها قوة وانتشار، وبالنسبة للوسائل الإذاعية فقد أسس الحزب محطة إذاعية في سوريا أثناء الثورة، فطلبت تركيا من بعض فصائل الثوار أمثال هيئة تحرير الشام بإيقافها ومصادرة الأجهزة واعتقال شباب حزب التحرير لقيامهم بالبث عليها.
• استغلال الفرص، أي أن الحزب يركز أعماله أثناء الثورات أو أحداث عاصفة في البلد فيقوم الناس بتلقف ما يقولوه الحزب في تلك الأحداث الساخنة، وهذا أسلوب إعلامي.
• بيان كذب الإعلام الحالي، وذلك لضرب الثقة في الإعلام كونه لا يخدم إلا الأنظمة، فكشف الإعلام الحالي يجعل الناس تبحث عن مصدر آخر للأخبار.

والخلاصة أن الحرب الإعلامية على الحزب قوية جدا، ولكن الحزب مستمر باختراق هذا الطوق الإعلامي عليه، ومستمر بصد كل الهجمات الإعلامية عليه، وسلاحه الوحيد اعتماده على الله أن يعينه في تبليغ الدعوة للناس، وإيصال الإسلام للحكم، فالله نعم المعين على هذه الأمور، وإلا لو نظر لما يحاك ضد الحزب من حرب بالمنظار البشري لحكم على الحزب بالفناء السريع، ولكنه التوفيق من الله.

يتبع...................................................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:32 PM


نظرات على حزب التحرير (23)

حزب التحرير والتمويل
------------------


أي حزب أو حركة يحتاج تمويلا لأنشطته، وذلك نفقات للعمل وللدعاية ومالا للمتفرغين على شؤون الحزب، وحسب طبيعية الحزب يكون التمويل، فالأحزاب التي تقوم بعمل فكري يكون تمويلها قليل جدا بالنسبة لحركة تقوم بأعمال عسكرية فانه تحتاج مالا كثيرا ثمنا للأسلحة، ومن تقوم بأعمال خيرية فإنها تحتاج مالا أكثر من الحركة لتي أنشطتها فكرية، ولا يتخيل وجود حزب يقوم بأعماله دون الحاجة للمال.

والممول عادة يفرض شروطه على من يعطيهم المال، فلا يتخيل أن تقوم جهة بدعم جهة أخرى هكذا دون مقابل، بل تطلب أعمالا معينة تخدمها ممن تعطيهم المال، والجهة التي تمول يمكن حصرها في عدة جهات هي:
• الدول
• الناس
• نفس أفراد الحركة أو الحزب

الجهة الأولى (الدول): أما الدول فلا تمول أي حزب إلا إن قام ذلك الحزب أو الحركة بخدمتها، والدول الحالية إما دول غربية صليبية أو دول في العالم الإسلامي تابعة للدول الصليبية، إذن أي دعم يتلقاه الحزب أو الحركة من دولة من الدول الحالية فان ثمنه هو خدمة تلك الدول، وكل كلام غير ذلك فهو هراء، مثل أن نأخذ الدعم ونعصي أوامرهم أو نضحك عليهم أو أنهم يدعمونا لله أو لنصرة قضايا المسلمين، فكل هذا هراء وكذب من الحركة، فأي حركة تتلقى دعما من أي من الدول الحالية في العالم اليوم فإنما تصبح تابعة لتلك الدولة، لان معصية الأوامر في أقل تصور تعني قطع الدعم، هذا إذا لم تقم تلك الدولة بمحاربة ذلك الحزب وقمعه.

الجهة الثانية (الناس): أما الناس فيتخيل الدعم من الأغنياء أو بجمع التبرعات من المؤيدين والمصلين أو من جهات شعبية، وهذا الدعم من الناس أيضا يؤدي إلى العمل على إرضاء الناس والسير حسب رغباتهم حتى يستمروا في الدعم، وهو عرضة للتوقف والتقطع لأن الناس قد تمل مع الوقت، وأيضا لن يفلت ذلك الدعم من مراقبة أجهزة المخابرات ومعرفة من يجمع المال وأين يذهب المال، وله نتائج خطيرة هو الآخر.
صحيح أنه في حالة الثورة وانفلات الحكم قد يفيد هذا الدعم الثوار، ولكن مع الوقت سيبدأ بالضعف وتحصل فيه المشاكل، وعلى الثوار تلبية رغبات الناس أيضا حتى يستمر الناس بالالتفاف حولهم وإلا تركوهم.
هناك بعض الحركات تفرض سلطة معينة على بعض المناطق أثناء الثورة أو أثناء عملهم، وهنا تلجأ كثير منها بطرق محرمة إلى إجبار الناس على التبرع لها وبالقوة والتهديد وقد تفرض على الناس الضرائب حتى تمول نفسها، وهذه ستوجد شرخا كبيرا بينها وبين الناس.

الجهة الثالثة (نفس أفراد الحزب): وهو أن يقدم أفراد الحزب مبلغا شهريا أو سنويا أو حسب المناسبات والأعمال للحزب كي يقوم الحزب بعمله، وهذا التمويل سيكون مهما كثر قليل لا يكفي إلا للنشاطات الفكرية، ولا يكفي للقيام بأعمال عسكرية وذلك لارتفاع قيمة الأسلحة، ولن يكفي للقيام بأعمال خيرية لأنها أيضا تحتاج مالا كثيرا، فتقتصر أعمال الحزب الذي يقوم بتمويل نفسه على الأنشطة الفكرية لأنها لا تحتاج مالا كثير ويمكن أن تكفي أعمال الحزب وتكفي المتفرغين لإدارة الحزب.

ميزة هذا النوع من التمويل هو أن الحزب يبقى مالكا أمر نفسه، فلا سلطان لأي جهة عليه، لا الدول الحالية، ولا حتى الناس ورغباتهم، لان من يدعم الحزب هم الأفراد الملتفين حول قيادة الحزب في كل ما تعمل، لذلك يبقى الحزب بهذه الطريقة مالكا أمر نفسه، ولا سلطان لأحد عليه.

-----------------

والآن لنلق نظرة على الأحزاب والحركات الموجودة:

(*) حزب التحرير تمويله ذاتي، حيث يدفع الشخص الملتزم بالحزب مبلغا شهريا لتمويل الحزب وأعماله، وهذا المبلغ يكفي الحزب كون كل أعمال الحزب أعمال فكرية دعوية ليس فيها أعمال عسكرية أو خيرية، وأمواله تكفيه، وهذا يعني أن الحزب لا سلطان لأحد عليه كون تمويله ذاتي، وإذا سألت أي شخص في حزب التحرير ستجد أنه يقدم مبلغا ماليا للحزب شهريا هذا غير المبالغ التي تقدم في مناسبات معينة، وهذه ميزة لحزب التحرير تختلف عن كل الأحزاب الموجودة.

(**) الأحزاب والحركات التي تقوم بأعمال عسكرية، هذه الأحزاب والحركات تحتاج سلاحا كي تقوم بأعمالها القتالية، ولو سألت خبيرا عسكريا ستجد أن هذه الحركات تحتاج تمويلا عاليا جدا خارج عن قدرة الأفراد على التمويل، فضلا أن تلك الحركات لا تدعي أنها تمول نفسها ذاتيا بل من مصدر خارجي، والنقطة الثانية بعد التمويل هي شراء السلاح وهذه الخطوة الأخرى أصعب من الأولى، وبناء عليه فإن الأكيد أن تمويل هذه الحركات خارجي.

ثانيا ما هو المطلوب إنجازه من الأعمال العسكرية، هل هو فقط قتل جندي وإعطاب مركبة أو تفجير مقر للعدو، أم هزيمة العدو ودحره، فان كان المطلوب فقط إيذاء جندي وما شابهه فهذا التيار لن يدحر عدوا ولن يحقق هدفا يساعد المسلمين على التخلص من العدو، وان كان الهدف دحر العدو أو تحرير أرض فهذا يحتاج إمكانيات عالية.

والآن لننظر لنرى جهات التمويل لتلك الحركات:

• جمع الأموال من الناس وهذا الأمر صعب بل شبه مستحيل، وذلك لخضوع جمع تلك الكميات الكبيرة من المال من الناس خضوعها لأعين المخابرات، فان تم الأمر فهذا يعني أن المخابرات راضية عن التمويل، ولذلك هذا الطريق لتمويل حركات عسكرية غير مجدي اللهم إلا إن كان الهدف فقط إيذاء العدو بقتل جندي وما شابهه مما لا يدحر العدو ويهزمه.
• أخذ المال من الدول القائمة في العالم الإسلامي، وهذه الدول كما يعلم المتابع هي دول عميلة للغرب الكافر، أي أنها لا تمول أي أمر إلا بإذن الدول الغربية، فيكون الدعم من تلك الدول دعما من الكفار بشكل غير مباشر، أي أن تلك الحركة مطلوب منها في النهاية أن تنفذ أجندات الدول الداعمة وان خرجت عن الخط قطع التمويل على اقل تقدير هذا إذا لم تعلن عليها الحرب، ولذلك كل حركة تأخذ مالا من أي دولة فان تلك الحركة تلقائيا تصبح تابعة لتلك الدولة تنفذ أجنداتها.. حيث كل أجنداتها أجندات غربية ولا تخدم الإسلام ولا تهزم العدو بشكل حقيقي وأن حصلت انتصارات فهي انتصارات وهمية أو مضللة.
• التمويل في حال غياب قوة الحكم عن الناس بسبب ثورة أو حرب فعندها يمكن للحركات العسكرية الاستفادة من قوات الجيش وسلاح الجيش وتمويل الأهالي كون أعين المخابرات غائبة عنهم، على شرط أن يخلصوا العمل لله وان يتحملوا الضغوطات ولا يسمحوا للقوى الخارجية أن تسيطر عليهم، ويجب في تلك الحالة أن يكون لهم مشروع سياسي للتطبيق مأخوذ من الكتاب والسنة وهو مشروع الخلافة يسلمون الحكم فيه لمن هم أهل لذلك إن انتصروا على المجرمين، لكن أن تأخذ كل حركة قطعة من الأرض لتحكمها وهذا يقاتل هذا وهذا يقاتل ذاك وهذا يرتبط بالدول الخارجية ليهزم أخاه فعندها فان الوضع في البلاد سيصبح مأساويا جدا.

وهنا تذكير أن الانجاز لتلك الحركات هو دحر العدو وتحرير البلاد المحتلة، أما التفاخر بقتل جندي هنا أو هناك وتفجير هنا أو هناك والاكتفاء بذلك فان هذا لا يفيد المسلمين بشيء.

ونقطة مهمة أخرى هنا وهي أثر التمويل للحركات العسكرية، فهذه الحركات العسكرية المرتبطة بدول في العالم الإسلامي أو بالكفار مباشرة، فإنها:
1- ستتبع أوامر الجهة التابعة لها لأنها لا تستطيع عصيان من يمولها.
2- الجهات الممولة عادة لا تدعم من اجل دحر المحتلين والظالمين ولكن تدعم من اجل تنفيذ مخططات غربية
3- هذه الحركات تمتص كل غضب الشعب والناس وتفرغه في النهاية في مشروع تصفوي لقضايا المسلمين.
4- كثير من تلك التجمعات القتالية يتم في النهاية التخلص منها أو دمج قادتها في مناصب مستقبلية تسكتهم وتجعلهم يخلصون للداعم.
5- هذه التجمعات كثيرا ما تقاتل التجمعات المخلصة الغير مرتبطة بالغير وتحدث فتنة واقتتال بين أفراد المسلمين وتهمل الكفار والمجرمين.
6- حتى التجمعات القتالية المخلصة فإنها لن تجد الطريق مفروشا بالورود أمامها، فسيتم ملاحقتها من الأنظمة واتهام أفرادها بالإرهاب وسيتم تلفيق التهم من تفجيرات وغيره لها لكي يكون ذلك ذريعة للقضاء عليهم، وسيعانون من ضعف التمويل والملاحقة، وقد يتم جرهم لقتال إخوتهم المسلمين وسفك الدماء والوقوع في المحظور، وربما ينجرون للحفاظ على أنفسهم بالتفاوض مع الكفار والمجرمين.


(***) الحركات والجمعيات التي تقوم بأعمال خيرية مثل إطعام الفقراء والمساكين وبناء المساجد وتأليف الكتب وتعليم الدين، فان هذه الحركات هي الأخرى تحتاج تمويلا كبيرا جدا، لان تلك الأعمال تحتاج نفقات كبيرة، وهذا يعني خضوع تلك الحركات لشروط الدول وإملاءاتها، فإن اقتصر الأمر على إطعام أناس وبناء مساجد ما شاكله فان بعض الدول لا تعارض ذلك، وهذه الحركات في النهاية لن تحل المشكلة التي لأجلها وجدت، أي أن من يطعم الفقراء لن يحل مشكلة الفقر ومن بنى مسجدا لن يحل مشكلة بناء المساجد، ولذلك فان عملها سيكون في النهاية مساعدة للناس فقط.

أما تغيير وضع البلاد وهدم النظام الموجود وإقامة الخلافة وطرد المحتلين وهزيمة الأعداء، فهذه الحركات لن يكون لها سهم في تلك الأمور، وبالذات إن خضع تمويلها لأعين الدول، عندها سيكون عملها خيريا أي مساعدة الناس بالقيام بأعمال خير حث عليها الإسلام، ولكن تغيير وضع البلاد فهذا لا شأن لها به.

يجب أن لا يفهم أني أحرم هذه الأعمال، فهذه الأعمال حث عليها الإسلام وعليها أجر كبير، ولكن إن كانت بشكل فردي أو تجمعي مؤقت فهذا لا بأس به، أما إن تقام أحزاب لتلك الأمور مدعية أنها إن قامت بتلك الأمور غيرت وضع البلاد فهذا غير صحيح، وعن هذا أتكلم.

ولذلك ترى حزب التحرير يحث أفراده على القيام بتلك الأعمال بشكل فردي، ولكن تلك الأمور لا تكون ضمن برنامج الحزب لإقامة الخلافة، ولكنها ضمن برنامج أي مسلم يريد أن يرضي الله تعالى.


والخلاصة أن الحركة أو الحزب الذي يستطيع الإفلات من السيطرة الخارجية عليه هو الحزب أو الحركة التي تمويلها ذاتي من نفس أفراد الحزب أو الحركة، وأن التمويل الخارجي مهما كان نوعه ومصدره فهو يشكل خطرا على سير الحزب أو الحركة، وكثيرا ما ينتهي بالتبعية والعمالة لجهة خارجية.

يتبع..............................................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:35 PM

نظرات على حزب التحرير (24)

حزب التحرير والترخيص والإذن للقيام بالأعمال
------------------


قام حزب التحرير بداية لأن قيامه فرض بناء على الآية الكريمة: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، ولذلك الترخيص لقيام الحزب هو من الله تعالى، ولذلك لا يأخذ الحزب أي ترخيص لوجوده وقيامه بالأنشطة الحزبية من الدول، أما موضوع العلم والخبر للنظام الموجود فلا مانع منه، والفرق بين الترخيص والعلم والخبر هو أن الترخيص يعني أن الدولة والنظام هم من يسمحون لك بالعمل والتأسيس لإنشاء الحزب وهم من يرفضون، وهذا يخالف الآية القرآنية التي أوجبت على المسلمين تأسيس الأحزاب ضمن الشروط التي في الآية.

أما في حالة إنشاء الحزب وتأسيسه في أي بلد، عندها لا مانع شرعا من تنظيم الأعمال للحزب بإعطاء العلم والخبر للنظام الموجود، مثل أن تعلم السلطات بمكان مسيرة معينة أو مكان مؤتمر من باب التنظيم وترتيب أمور السير والحشد واستخدام وسائل الإعلام وما شابهه، فان كانت الدولة ترفض إعطاء الإذن للقيام بالعمل فان الحزب حينها يضرب هو الآخر بقانونها عرض الحائط وينظم أعماله حتى دون علم وخبر وبشكل محرج لهم، والعلم والخبر ليس ترخيصا بل هو قانون في الدول تطلب فيه الدول ممن يريد القيام بأي نشاط إعلام الدولة فقط حتى تقوم الدولة بتنظيم المرور والسير والإعلان، أما إذا رفضت الدولة فعندها يكون الحزب أول من يضرب بقانونها عرض الحائط.

إذن الحزب ترخيصه من الله الذي أمر بتأسيس كتلة ضمن الشروط التي في الآية، وأعماله سيقوم بها رغم أنف الجميع، لا مانع من أن يأخذ العلم والخبر لتنظيم الأمور ولكن الأعمال يقوم بها الحزب حتى لو رفضتها الدول وحتى لو شنت حملة اعتقالات لشباب الحزب، والموافقة على أخذ التراخيص يعني إعطاء الظالمين الفرصة لمنع قول كلمة الحق ومنع الناس من محاسبتهم وهذا إثمه شديد جدا، حتى في دولة الخلافة فان دولة الخلافة لن تطلب لإنشاء أي حزب إلا العلم والخبر وسيكون من حق جميع المسلمين تأسيس أحزاب إسلامية لا تخالف في نهجها القرآن والسنة وتحاسب الدولة إن ظلمت وتنافس على بيعة خليفة من بين أبنائها، فعملية الترخيص شديدة الخطورة إن خضعت لها الأحزاب الإسلامية بالذات.

الكثير من الحركات والتجمعات للأسف تستجيب لعملية الترخيص، فان منع ترخيصها حلت نفسها، وبعضها يقاوم سحب الترخيص منه وتتم ملاحقته من الدولة، وكثير منها للأسف مدعوم من دول أخرى ممن يقاومون سحب ترخيصهم، ولكن يبقى الأصل في إنشاء الحزب أو الحركة هو الدافع الشرعي، فان كان موجودا فهو أقوى شيء لمواجهة الدول التي تسحب الترخيص وتمنع الأحزاب السياسية في الدولة إلا ما وافق هواها.

ومعلوم أن الدول بشكل عام تعطي الترخيص لأي حزب لا يهدد وجودها أو نظامها، فإن هدد نظامها سحبت الترخيص منه، مع بعض الشذوذ لتلك القاعدة، وأما بالنسبة للملاحقة للأحزاب التي لا يوجد ترخيص لها فيعتمد على قوة الدولة والحالة السياسية فيها، وإلا بشكل عام فالدول تمنع الأحزاب التي لا يوجد لها ترخيص من مزاولة أي عمل، وأحيانا تلاحقهم وتلاحق اجتماعاتهم وتشدد بشكل كبير عليهم حتى يظهر كأنهم غير موجودين لقوة الملاحقة لهم.

عندما يكون الدافع لإنشاء الحزب أن القيام بالعمل فرض وتقوى الله، فإن أقوى الدول لن تستطيع منع إنشاء الأحزاب، وأما عندما يكون الدافع مصلحة أخرى فيمكن إنهاء تلك الأحزاب بضرب مصالحها ومصادر تمويلها وحرفها عن مسارها أو إغراء بعض قياداتها بالمناصب، وقوة الدولة والحالة السياسية فيها لها أثر كبير في التصدي لأي حزب تم تأسيسه في الدولة.

يتبع.....................................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:37 PM

نظرات على حزب التحرير (25)

حزب التحرير الوحيد الذي يميز بين الحزب والدولة وعمل كل منهما
------------------


عندما تعرِّف الحزب جيدا والدولة جيدا يمكن حينها أن تدرك الفرق بين الحزب والدولة، عندها لن يحصل تداخل في صلاحيات كل منهما في ذهنك، أما والمعاني غامضة فيمكن أن يتم الضحك عليك ولا تستطيع عندها فهم الأمور بشكل حقيقي، فالحزب هو كيان فكري يتم فيه تجمع أو تكتل مجموعة من الناس على فكرة يراد إيجادها في المجتمع، أما الدولة فهي كيان تنفيذي لمجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي تقبلتها مجموعة من الناس.

وهنا الفرق الذي سيكون عليه الموضوع أن الحزب "كيان فكري" والدولة "كيان تنفيذي"، ومن هنا يمكن الانطلاق لإجلاء الموضوع وبيان الفرق بين التعريفين.

في دولة الخلافة الدولة عليها بقوة سلطانها تطبيق الشرع في الداخل وفي الخارج بحمل الإسلام إلى البشرية بالدعوة والجهاد، وهذه هي سياسة الدولة تنفيذ الشرع في الداخل وهي السياسة الداخلية وحمل الإسلام إلى البشرية وهذه هي السياسة الخارجية لدولة الخلافة.

لا يجوز لأحد من ناحية شرعية التعدي على صلاحيات الدولة بقيامه بأخذ دور تطبيق الإسلام بين الناس، فالفرد مطلوب منه الالتزام الفردي بالإسلام، والحزب مطلوب منه حسب نص الآية {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} فعمل الحزب حسب النص القرآني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة للإسلام، وحسب السنة كما ورد عن رسول الله أول ما أسس حزبه (حزب الصحابة) سعيه لإقامة الدولة الإسلامية دولة الخلافة إن لم تكن موجودة، فمن القران والسنة يكون عمل الحزب عمل فكري، ولا يقوم بأي حال من الأحوال بتطبيق الإسلام بين الناس، لأنه لم يرد دليل شرعي لذلك.

الحزب يحاسب على مدى سيره على القران والسنة في فكرته وطريقته ومدى سيره على منهجه، ولا يحاسب الحزب من ناحية شرعية على أي تقصير من قبل الدولة، لأن هذا ليس شأنه.

في دولة الخلافة يتم تأسيس الأحزاب دون الحاجة لأي ترخيص، ويكون عملها عملا سياسيا فكريا بأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر والدعوة للإسلام، ولا تعمل لإقامة دولة الخلافة لأنها قائمة، ولكن تحاسب الدولة إن قصرت في أي أمر، وتحاول أن تكثر أعضاءها بين الناس وفي مجلس الأمة وتضع من يحمل فكرها مرشحا للخلافة إن شغر منصب الخلافة، ولا تقوم بأي عمل آخر في تطبيق الإسلام بل تحاسب الدولة بقوة إن قصرت في الرعاية.

عندما يصل مرشح أي حزب في دولة الخلافة لمنصب الخليفة، فانه يحكم الدولة بشخصه لا بحزبه، فهدف الحزب في تلك الحالة هو فقط إيصال من يحمل فكره لمنصب الحكم ليطبق ذلك الفكر الذي يرونه صوابا، ولكن بعد وصوله الحكم فهو الخليفة ولا سلطة لأحد عليه حتى حزبه الذي كان منه يصبح لا سلطة له عليه، لان الخليفة هو المسؤول عن الجميع، صحيح انه يحكم بفكر حزبه لكن بكامل الصلاحيات له كخليفة على جميع المسلمين، وبناء عليه حزبه لا يسمى الحزب الحاكم، ولا يجوز أن يعين فقط أفراد حزبه في مناصب الدولة، فإن فعل وجب الوقوف له بقوة، فحزبه يبقى حزبا سياسيا يحاسب نفس الخليفة الذي رشحه، ولا يجوز أن يحصل حزبه على أي امتيازات، بل يعين الخليفة الناس كل الناس من حزبه ومن خارجه حسب الأكفأ لرعاية شؤون الدولة.

هذا هو وضع الأحزاب في دولة الخلافة، ويلاحظ أن عملها فكري، ورعاية شؤون الناس وتنفيذ الشرع هو مسؤولية الدولة، وتحاسب إن قصرت، أي يحاسب الدولةَ الأفرادُ والأحزابُ إن قصرت ولا يقومون عنها بتنفيذ الشرع.

حتى الدول الحالية في الغرب تقوم بنفس الأمر، ليس لأنه حكم شرعي، بل لأنه هذا هو الأصل في الدول، الأحزاب تكون سياسية وتسمى معارضة وتحاسب الدولة إن قصرت في أي أمر، وموضوع رعاية شؤون الناس هو للدولة ولرئيس الدولة، أي لم نر حزبا يجمع أموالا للفقراء وآخر يشكل جناحا عسكريا لقتال العدو بدل جيشه، بل تتم محاسبة الرئيس إن قصر، وعندما يصل حزبا الحكم -وعندهم يوجد شيء يسمى الحزب الحاكم-، فان الحاكم بوصفه حاكما لا بوصفه رئيس الحزب الحاكم يقوم برعاية شؤون الناس حسب قوانينهم، ويصبح من كان حزبا حاكما يصبح حزبا سياسيا في المعارضة لا يتدخل في أمر الحكم نهائيا، اللهم إلا معارضة الحكومة.

لماذا الحزب غير مسؤول شرعا عن الرعاية ولا يستطيع حتى القيام بها:
1- النص القرآني الذي يحدد عمل الأحزاب أنه عمل فكري.
2- عدم قدرة الحزب على الرعاية بشكل كامل وشامل يطال كل السكان كونه ليس في مركز القرار ولا يوجد تحت يديه الوسائل والقوة للقيام بالرعاية بشكل صحيح.
3- عدم قدرة الحزب على الاستمرار بالرعاية لأنه يحتاج موارد كثيرة ودعم وهذا غير متوفر للأحزاب.
4- إمكانية أخذ الأمور من بين يديه بسهولة وهذا يعني أن رعايته غير آمنة نهائيا.
5- عدم القدرة على اتخاذ قرارات مصيرية نهائيا كون القوة في البلاد وهي الجيش ليست تحت يديه ولا قوات الأمن، ولا حتى مؤسسات الدولة فرعايته أوهى من بيت العنكبوت.
6- ما يتوهم انه رعاية للحزب أو الجماعة سيخدم النظام الموجود وإلا سيحارب بقسوة من النظام، وهذا يعني التبعية وعدم التغيير بل تثبيت النظام الموجود.
7- إلقاء كل عيوب النظام الحاكم على الحزب الذي يقوم بالرعاية في مجال معين وهذا يعني انه سيكون ممسحة للنظام الموجود.


أما دولنا الحالية في العالم الإسلامي، فهي تسير على نفس النظام الرأسمالي الكافر المستورد من الغرب، وتقوم بنفس الأمر، والأحزاب العلمانية هي الأخرى تقوم بما هو موجود في الغرب، ولكن المشكلة هي في بعض الأحزاب الإسلامية التي تسعى لتغيير الأوضاع، فعندها يوجد الخلل في فهم تلك الأمور، وهي بتصرفاتها تعقد الأمور أكثر مما تحلها.


فبسبب عدم فهم هؤلاء لمعنى الحزب أضافوا للحزب صلاحيات ليست للحزب من ناحية شرعية مخالفين بذلك وصف الحزب الذي ذكرته في الآية الكريمة، فوجدنا أحزابا أو حركات أو تجمعات تقوم بـ:
• جماعات لها أجنحة عسكرية.
• جماعات كل أعمالها عسكرية.
• جماعات تقوم بأعمال خيرية.
• جماعات تقوم بأعمال تعليمية.
• جماعات تدعو للأخلاق والعفة والفضيلة.
• جماعات للحث على القيام بالعبادات.

والسبب في قيام الأحزاب بتلك الأمور التي ليست من صلاحيات الأحزاب:
1- عدم فهم هؤلاء لمعنى الحزب شرعا.
2- تقصير الحكام برعاية الشؤون، فبدل محاسبة الحكام وتغييرهم قاموا هم بتلك الأعمال.
3- ظنهم أنهم يقومون بأعمال واجبة على كل مسلم.
4- ظنهم أن التغيير الجذري صعب وبعيد المنال.
5- اعتبارهم الدول الحالية إسلامية تحتاج إصلاحا وهم يقومون بالإصلاح.


أما أثر وجود أحزاب تقوم بأعمال "غير" الدعوة للإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل لإقامة دولة الإسلام:
أ‌) صرف الناس عن العمل الصحيح للتغيير.
ب‌) صرف الأنظار عن تقصير الأنظمة في الرعاية.
ت‌) فشلهم الأكيد في تنفيذ الشرع يشوه الإسلام وأحكامه.
ث‌) تشويه العمل الإسلامي بشكل عام.
ج‌) استغلال الكثير منهم من قبل الدول في تنفيذ مخططاتها.
ح‌) فشل الكثير منهم أو مداهنة الأنظمة أو أي سلوك يخالف الشرع يجعل الناس تنفر من أي تكتل ولو كان على صواب.

والخلاصة أن فهم طبيعة الحزب وشروطه الشرعية وطبيعة الدولة والرعاية المنوطة بها، مهم جدا في عملية التغيير حتى لا يذهب قسم كبير من الناس يريدون العمل للتغيير لأحزاب وجماعات مخطئة في طريقتها، فتأخذهم وتفرغ حماسهم وقوتهم في أعمالها ولا تقدم شيئا مفيدا للأمة الإسلامية في مجال التغيير، فالفهم الصحيح لمعنى الحزب من انه كيان فكري يجعل الناس الواعية لا تنضم إلا لأحزاب مبدئية تعمل على إيجاد فكرة الإسلام في الحكم عن طريق نظام الخلافة، وغير ذلك سيكون جهودا ضائعة إن لم تكن عقبات أمام التغيير.

يتبع................................................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:40 PM

نظرات على حزب التحرير (26)

حزب التحرير ونظرته لفكرة الإصلاح
------------------


حزب التحرير يرى أن تغيير الأوضاع المأساوية في بلاد المسلمين يكون بإقامة الدولة الإسلامية دولة الخلافة، على عكس أغلب التيارات الأخرى التي ترى أن الإصلاح يبدأ بإصلاح النفس آخذين بالمقولة: "أصلح الفرد يصلح المجتمع"، والحزب يرى انه فقط بتغيير النظام يصلح الناس أي بإصلاح النظام يصلح الناس، بينما البقية يرون أن الإصلاح يبدأ من الأفراد ليعم الأسرة والمجتمع والقرى والحارات وغيرها ويعم المجتمع ثم يصلح النظام.

وللتعليق على هذا الموضوع أقول وبالله التوفيق:
• يجب التفريق أولا بين عناصر إصلاح الفرد وعناصر إصلاح المجتمع، فعناصر إصلاح الفرد أربعة هي: (العقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق) فان قمنا بإصلاح تلك الأمور عند فرد معين فإنه يصبح فردا صالحا، وفرد صالح زائد فرد صالح زائد مليون فرد صالح يصبح هناك أفراد صالحين ولا يكونون مجتمعا صالحا، وذلك لأن عناصر إصلاح المجتمع هي (الأفكار والمشاعر والأنظمة) فان صلحت الأفكار والمشاعر عند الناس بغض النظر عن صلاحهم الفردي وطبق نظام من نفس تلك الأفكار والمشاعر الصالحة تكون المجتمع الصالح، والعنصر الرئيسي لإصلاح المجتمع هو تطبيق النظام الصالح (نظام الإسلام)، لذلك لو أصبح جدلا وهذا مستحيل كل الأفراد صالحين فان تطبيق نظام فاسد عليهم يجعل المجتمع غير صالح، فكان النظام هو الأساس في إصلاح المجتمع.
• في قصص القران بينت الآيات أن دعوة الأنبياء بدون دولة وقوة وسلطان لم تسفر إلا عن قلة مؤمنة دائما، والأكثرية فاسدة، أي أن الأغلبية رفضت الحق، وهذا يبين أن عملية إصلاح كل الناس ... والنظام الحاكم فاسد مفسد هي عملية مستحيلة.
• الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (قدوتنا) في دعوته في مكة مدة 13 سنة كان عدد أتباعه قلة لا يتجاوزون 500، ولكن بعد إقامة الدولة الإسلامية سيطر على جزيرة العرب بفعل قوة الدولة وسلطانها خلا عشر سنوات.
• النظام الفاسد هذه الأيام يجعل عملية إصلاح الأفراد صعبة جدا، بل يجعل الأفراد الصالحين في خطر من فتنتهم عن الطريق الصحيح، لأنه لا يثبت على الصلاح إلا القلة من القابضين على الجمر ومن يحذو حذوهم، ونحن اليوم نرى حجم الفساد الكبير الذين ينتشر بين المسلمين بفعل سياسات الأنظمة من إباحتها للخمور والرقص والاختلاط وبث البرامج التي تفسد الأخلاق وتشجع تلك الأمور، بينما يتم محاربة كل من يدعو للفضيلة وكل من يدعو للتمسك بالإسلام ويتهم بالإرهاب ولذلك عملية إصلاح الأفراد صعبة هذه الأيام في ظل هذا النظام الفاسد، مع انه لو أصلح كل الأفراد جدلا فان المجتمع يبقى فاسدا لفساد النظام.
• عند تطبيق الإسلام فان عملية الإصلاح للأفراد ستكون سريعة جدا، فالدولة تشجع الصلاح وتدعو إليه وتمنع الفاسدين من الظهور بل وتعاقبهم، لذلك لن ترى في المجتمع إلا الصالحين، أما الدخول لنفوس الناس لإصلاحها فهذا في خارج نطاق كل البشر وكل الأنظمة، فأنت تصلح المجتمع بتطبيق الإسلام والناس تصلح تلقائيا، ومن يفكر بإثارة الفساد في المجتمع تمنعه الدولة، فلا يظهر فيها إلا الصلاح.
• حزب التحرير عندما يعمل لا يعني انه لا يهتم بإصلاح الأفراد، بل شرط رئيسي لأي شخص ينضم إليه أن يكون صالحا، ولا يقبل إلا الصالح، ويعمل لنشر الصلاح قدر الإمكان بين الناس، ولكن عمله مرتكز على تغيير النظام لأنه بتغيير النظام تبدأ عملية إصلاح الناس، أما التركيز على إصلاح الأفراد كل الأفراد والنظام فاسد فهذا ضرب من الخيال.
• القول لا يمكن أن ينزل النصر إلا بصلاح كل الناس فهذا قول باطل، لان الآيات والأحاديث بينت أن الله ينصر الفئة القليلة على الفئة الكثيرة، وبينت أن النصر ينزل لمن يستحقه، ولم يرد أن النصر لا ينزل إلا بصلاح الأمة الإسلامية كلها، ولذلك يمكن أن ينزل النصر على صلاح فئة معينة من الناس في بقعة معينة، حتى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما أقام الدولة الإسلامية وإقامتها نصر للمسلمين أقامها والكثير من المنافقين واليهود فيها، أي وجود كثرة من الفاسدين والمنافقين والكفرة، ومع ذلك انتصرت الدولة الإسلامية في المدينة المنورة.
• لو كان يمكن إصلاح الناس بدون تطبيق الإسلام فلم أنزل الله نظام الإسلام ومنه نظام العقوبات؟؟؟ وهذه الفكرة تجعل المسلم يرضى أن يعيش في دولة لا تطبق الشرع ويرى إيجاد الدولة الإسلامية ترفا لأنه يرى أن كل ما عليه فقط إصلاح نفسه.
• الكثير من الأمور لا يمكن تطبيقها إلا في ظل الدولة الإسلامية مثل النظام الاقتصادي والعلاقات الخارجية وفتح بلاد الكفر ومناهج التعليم ونظام العقوبات، ولذلك حتى الفرد الصالح سيقع حتما ومرغما في محرمات كثيرة رغم انفه لأنه مضطرا للتعامل مع هذه الأنظمة الفاسدة.
• كثيرا ما يقع من يقوم على عملية إصلاح الأفراد يقع باليأس لأنه يرى أناسا كثر لا يستجيبون له، فيسب الأمة والناس لعدم الاستجابة لأنه يرى الكثيرين ينفرون من الصلاح، ولذلك ينزوي ويصبح أنانيا مدعيا أنه قام بما عليه بإصلاح نفسه وأهله، ولا شأن له ببقية المسلمين، وهذا الشخص يرى الظلم وفساد الحكام ولا يتدخل به حتى ينجي نفسه.
يتبع........................................................

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 24 2019, 12:41 PM

نظرات على حزب التحرير (27)

حزب التحرير وترك البعض للعمل معه
------------------


حزب التحرير يعمل لأن إيجاد التكتل الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر الداعي إلى الإسلام فرض، قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ولأن العمل لإقامة الخلافة أو استئناف الحياة الإسلامية فرض، فمن دخل حزب التحرير دخل ليقوم بما فرضه عليه الإسلام من العمل لدين الإسلام، ومن يدخلون حزب التحرير بشر يصيبون ويخطئون وهم غير معصومين عن الخطأ، ولذلك يمكن أن يخطئ شخص بعد دخوله حزب التحرير وهذا وضع طبيعي جدا.

الحزب يعامل المخطئين بالنصيحة أولا وبالإنذار ثانيا وبالعقوبة ثالثا، هذا طبعا إن لم يرتدع الشخص عن خطئه من أول مرة، فان ارتدع فهو المطلوب وإلا وصل الحال بالشخص أن يخرج من الحزب، وهذا وضع طبيعي من الحزب، فوجود أشخاص عاصين مصرين على المعصية داخل صفوفه غير مقبول لحزب يعمل لإرضاء الله تعالى، ووضع طبيعي أن يقوم الحزب بإخراج من يعيق عمله سواء بالمعصية أو بالخروج على أوامر الحزب أو تبنياته.

ومسألة دخول أشخاص في عمل صالح والخروج منه تحصل مع أي مسلم، وتحصل مع الحزب في عمله الحزبي، وبناء عليه يمكن التعليق على خروج أشخاص من صفوف الحزب كالتالي:
• القول أن الخروج من الحزب كان لأن التارك اكتشف أخطاء في الحزب، فهذا الكلام يرد عليه أن فكرة الحزب مطروحة على الجميع فيمكن مناقشة فكرة الحزب مع أي شخص، ولذلك القول أن من يترك الحزب فقد وجد فيه خطأ فهذا قول متهافت لا يحتاج ردا، حتى الإسلام وهو دين الحق يدخله أناس ثم يخرجون منه وهذا وضع طبيعي.
• القول أن الحزب يطرد كل شخص يعترض على أي أمر فهذا قول غير صحيح، فآلية المحاسبة في الحزب أكاد اجزم أنها فقط موجودة في الحزب دون غيره من الأحزاب، ولكن ضمن شروط حتى تبقى الكتلة متماسكة مثل المحاسبة الفردية وعبر قنوات معينة حتى لا تحصل التكتلات داخل الحزب وحتى لا يكون الأمر فوضويا، ومن وجد الحزب أن لديه رأيا مقنعا سار عليه الحزب، وإن وجد رأيه غير قوي طلب من هذا الشخص ترك رأيه لرأي الحزب.
• من يخطئ يبدأ الحزب معه بالنصيحة فان لم ينفع أنذره فان لم يستجب عاقبه حسب خطئه، ولا يكون الأمر كما يتوهم البعض بالعقاب من أول الأمر إلا إن كان الذنب علنيا مؤذيا لجسم الدعوة أو مؤذيا للكتلة ولو لم يكن علنيا، أو إن عمل الشخص عملا كبيرا فيه معصية لله فعندها قد يعاقب من أول مرة، ولكن الوضع الطبيعي أن يسار مع الشخص بحثِّه على التراجع وإعانته على الشيطان.
• الخطأ الذي ينذر عليه الحزب هو المعاصي بكافة أشكالها، وأيضا التمرد على أوامر الحزب، وأيضا الإصرار على مخالفة تبنيات الحزب، فعندها يعمل الحزب حفاظا على نفسه بنبذ المعصية وحفاظ على وحدته برفض التمرد ومخالفة التبنيات يعمل الحزب على السير مع الشخص حسب ما تقتضيه المسألة.
• من يترك الحزب أنواع:
1) شخص أصر على معصية معينة عندها يخرجه الحزب من صفوفه.
2) شخص أخذته الدنيا فلا يهتم بأمور الحزب إلا حسب فراغه من أعماله الدنيوية فهذا أيضا لا حاجة للحزب به ما دامت الدنيا محور حياته.
3) شخص أصابه الغرور أنه يفقه أكثر من الحزب فأصبح يخالف الحزب لأنه يرى رأيه صوابا والحزب مخطئ عندها يخرجه الحزب.
4) شخص كان صريحا بالقول أن العمل لإقامة الخلافة يحتاج جهدا ورجالا وقوة وأنا لست من هذه النوعية فينسحب بنفسه ولكنه يبقى مؤيدا للحزب.
5) شخص يئس من قرب النصر ويرى أن الأمر يحتاج وقتا كثيرا فيترك الحزب.
6) شخص خاف وجبن عن مواجهة الظالمين فقرر السير في طريق السلامة الدنيوية تاركا السلامة الأخروية في العمل على إرضاء الله تعالى.
• من يتركون الحزب هم بين أمرين إما أن يؤسسوا حزبا إن كانوا يرون أن الفكرة الأساسية للحزب خاطئة، والأغلبية بل الجميع تقريبا لا يفعل ذلك لأنه لا يستطيع وضع فكرة أخرى لعملية التغيير، وإما أن الخلاف مع الحزب ليس بالفكرة الأساسية عندها يصبح على هؤلاء الأشخاص:
أ‌) إن خرجوا بفعل مخالفة فعليهم تصحيح أنفسهم والعودة لصفوف الحزب.
ب‌) إن كانوا قد فصلوا فصلا تاما ولا أمل برجوعهم للحزب لأمر كبير فعلوه فعليهم الاستغفار لله عز وجل أن يغفر لهم وان يسندوا الحزب بأي عمل يقوم به لما فيه من الأجر الكبير.
ت‌) البعض لشيء في نفسه يبدأ بمهاجمة الحزب واتهامه بمختلف التهم لأنه طرد من الحزب أو انه ترك الحزب لأمر في نفسه أو لأي سبب .. يبدأ هذا الشخص بالهجوم على الحزب، فعلى هذا الشخص أن يتق الله عز وجل، لأن هجومه على الحزب هو هجوم على العمل لإقامة الخلافة وهذا إثمه عظيم عند الله تعالى.
• فلنفرض جدلا كما يقول البعض أن بضعة أشخاص تآمروا عليه لإخراجه من الحزب، وليس له شاهد إلا الله تعالى، عندها إن صحت الفرضية فعلى هذا الشخص أن يستغفر الله وان يحتسب أمره عند الله وان يعمل بكل ما يستطيع لإسناد الحزب في عمله، فليس معنى أن يظلم شخص أن يبدأ بهدم الحزب الوحيد العامل للخلافة لأنه حسب رأيه خرج ظلما من الحزب، فان كان مظلوما فان الله لن ينسى من ظلمه، ولكن الأكيد أن الرد على ظلمه لا يكون بالهجوم على الحزب والعمل لهدمه.
• أغلب من بدؤوا بالهجوم على الحزب لم ينالوا إلا الخسران في الدنيا ونفور الناس منهم، فالحزب تعمل كل دول العالم لهدمه، ولو خرجت فئات قليلة جدا وبدأت بمساندة الكفار والظالمين في هدم الحزب فلن تزيد الحزب إلا قوة وثباتا.
• أكثر من تركوا الحزب ذبلوا كما تذبل الثمرة إن قطعتها عن الشجرة، تبدأ بالذبول حتى تنتهي، وهذا حال اغلب من خرج من الحزب أصبح كعوام الناس لا هم له إلا عمله وشغله، وبعضهم أمد حقد في نفسه حياته بعض الشيء ولكن للأسف في مهاجمة الحزب، وعلى كلٍ كُلْ من ترك الحزب فنصيحة له أن يعود للحزب إن استطاع وان لم يستطيع فعليه بالتوبة والاستغفار وإسناد الحزب في كل عمل إن كانت غايته إرضاء الله تعالى، وان كان يكره الحزب فليلزم السكوت اتجاه الحزب خير له أن يمضي بعض وقته في مهاجمة العاملين لإقامة الخلافة، فلن ينال من مهاجمة الحزب العامل للخلافة إلا الإثم.

الخلاصة أن ترك البعض للحزب أمر طبيعي جدا، هذا وإن كان البعض يركز على التاركين فان أعداد الداخلين في الحزب والحمد لله تفوق عشرات المرات من يخرجون من الحزب إن لم يكن أكثر، وهذا وضع طبيعي في الحزب، صحيح أن الشخص يتألم لشخص اختار ترك طريق الحق والذهاب لطريق الباطل، ولكن الله يميز عباده المؤمنين، ونفوس البشر بين يدي الرحمن يقلبها كيفما يشاء، ونسأل الله أن يثبتنا على دينه وعلى العمل لإقامة الخلافة وان يثبتا على كل حق يا رب العالمين.

يتبع...........................................

كاتب الموضوع: أم حنين Jul 24 2019, 04:12 PM



جزاكم الله خيرا

كاتب الموضوع: الخلافة خلاصنا Jul 28 2019, 04:07 PM

نظرات على حزب التحرير (28)

حزب التحرير وصفاء ونقاء ووضوح وتبلور الفكرة
------------------


حزب التحرير الوحيد من بين الأحزاب الذين يفصل فكرته وطريقة عمله ويفصل مشروعه السياسي بشكل واضح غير مبهم، ومفصل غير عام، وبشكل نقي نقاء الماء أن كل أفكاره من الإسلام أو مبينة على الإسلام، ويبلورها فكرة فكرة بحيث يستطيع الباحث عن الحق فهم كل تفاصيلها.

ففكرة الحزب واضحة جدا وهي انه أسس بناء على الآية الكريمة { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} عاملا لاستئناف الحياة الإسلامية بطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم بمراحلها المعروفة، وبين مشروعه السياسي (الخلافة) بشكل جلي، ونقض الأفكار كالديمقراطية والرأسمالية والاشتراكية والعلمانية ونقض النظام الجمهوري والبرلماني وكل نظام غير نظام الخلافة، كل جزئية في الفكرة يأتي الحزب عليها بالدليل الشرعي، وكل مرحلة من مراحل عمله يأتي عليها بالدليل الشرعي وكل فكرة يهدمها أو يبنيها يأتي عليها بالدليل الشرعي.

لا يربط الشخص بالحزب إلا بعد نضجه بالثقافة الحزبية والوعي على الفكرة بغض النظر عن مكانته الاجتماعية وغناه وفقره، فالربط لا يتم بناء على أي مصلحة أو بناء على فورة مشاعرية بل بناء على وعي ونضج على الفكرة.

وأما مشروعه وهو إقامة الخلافة فقد بين الحزب أجهزة دولة الخلافة وكيف تعمل وبين صلاحياتها، ووضع نظام للحكم ونظاما للاقتصاد ونظام اجتماعيا ونظاما للتعليم وفصل العلاقات الخارجية، ووضع دستورا لدولة الخلافة، وبين كيف انزل فكرته وطريقته على الواقع الحالي وانه دار كفر مشابه لواقع الرسول في العهد المكي وليس دار إسلام، حتى عند قيام الدولة الإسلامية وضع الصعوبات التي يمكن أن تواجهها الدولة وكيف يتم التغلب عليها.

والحزب يجاري الوقائع السياسية الحالية وله تحاليل سياسية في مختلف القضايا السياسية والأحداث السياسية، ودائما يثبت الواقع قوة تحليل الحزب للأحداث.

الحزب جزء رئيسي من فكرته عدم المداهنة أو التلون أو الركون للظالمين أو أخذ التمويل من أي جهة خارجية، بين نقص فكرة التدرج والتقية والمشاركة في الأنظمة الحالية، وبين أن الحل الجذري هو إقامة الخلافة، لا ينشغل بتكفير هذا أو ذاك، مع انه وضع شروطا للتكفير لأي شخص، ومع ذلك لان الوضع هو حكم جبري فدولة الخلافة هي من تتولى هذا الأمر وليس هو يكفر بعضا ويترك آخرين.

للحزب أجوبة أسئلة في كثير من النواحي الفقهية والاقتصادية والاجتماعية والأسرية والسياسية ومختلف القضايا، وأجوبته دائما موجودة وتواكب الأحداث وما يستجد من أمور.

=================

أما بقية الحركات فكثيرا ما يكتنف الغموض فكرتها، فبعضها فكرته " الإسلام هو الحل"بشكل عام، وهذه جملة يمكن لأي مسلم أن يقولها، ولكن كيف؟ وبأي طريقة؟ وما هو المشروع السياسي؟ أو الغاية من العمل؟ وما هو واقع الدار لديهم؟ وأي دستور سيطبقون إن وصلوا الحكم؟ فلا يوجد أي معلومة، وقس عليهم من فكرتهم "العمل لله" أو "العودة لله" أو "أصلح الفرد يصلح المجتمع" وغيره من الأفكار العامة المبهمة الغير قابلة للتطبيق.

أما طريقة العمل فهي ارتجالية ملتوية حسب الواقع والظروف، وهي متغيرة متبدلة مع الزمن، وينتهي أغلبهم بالدخول في برلمانات الدول الحالية ويصبحون مثلهم مثل العلمانيين لأنهم لم يضعوا طريقة لفكرتهم العامة الغامضة المبهمة أصلا، وحتى الفكرة العامة مع الزمن يتركوها أو يؤولوها مع العلمانية.

وبعض الحركات وضعت طريقة قتال الأنظمة الحالية، آخذين بالحديث (أفلا نقاتلهم بالسيف...) ومع ذلك تركوا طريقتهم بعد أن ثبت واقعيا فشلها في التغيير، وبعض الحركات لا تميز بين الدولة والحركة فان سيطرت على بقعة معينة طبقت بعض الحدود ظانّة أنها تطبق الإسلام.

أما طريقة الربط عندهم فلا يوجد شرط النضج والوعي، فبسرعة يدخل الأشخاص إليها ناظرين لمكانته ومركزه وغناه الذي سيستفيدون منه، مما مكن المخابرات من اختراقهم بسهولة.

أما المشروع السياسي فالبعض لا يعرف تلك الكلمة، لان عمله إصلاحي ترقيعي ويعتبر الأنظمة الحالية دول إسلامية، وبعضهم إن وصل الحكم طبق نفس الدستور الحالي العلماني، وبعض التيارات الإسلامية قالت أنها ستطبق دستور حزب التحرير إن وصلت سدة الحكم، وهذا يعني فقدان جميع تلك الحركات للمشروع السياسي للتطبيق.

أما نقض الأفكار الأخرى والدساتير الأخرى والأنظمة الأخرى، فكثير من الحركات لا تستطيع نقضها، وبعضهم يعتبرها شرعية، ومن نقضها نقضها ليس بشكل تفصيلي كما عند حزب التحرير، وسبب عدم قدرتهم على النقض التفصيلي هو عدم قدرتهم على وضع دستور للدولة الإسلامية المستقبلية التي ينوون إقامتها.

وكثير من تلك الحركات كي تستطيع الصمود توالي وتركن للظالمين وتقبل التمويل منهم، وهذا يعني اختراق وتبعية للغير.

أما التحاليل السياسية لديهم فشديدة الضعف، مما يجعلهم ينخدعون بالحكام وأتباع الحكام ويظنون خيرا بالمجرمين ولا يدركون ما يحاك لهم في الخفاء، فيتم القضاء عليهم أو حرفهم عما هم عليه أو احتوائهم أو امتطائهم برهة من الزمن، فلا يعرفون الصديق من العدو، ومع الزمن يوجد عندهم التلون والنفاق والسير بنية خبيثة مع المجرمين ومع مشاريعهم.

يتبع............................................................

Powered by Invision Power Board
© Invision Power Services