منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

2 الصفحات V  < 1 2  
Reply to this topicStart new topic
> نظرات على حزب التحرير
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 24 2019, 12:25 PM
مشاركة #21


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314




نظرات على حزب التحرير (20)

حزب التحرير وكيفية إثبات الصواب عنده
------------------


حزب التحرير بما أنه حزب يعمل لإقامة الدولة الإسلامية، فإنه يستدل على صحة منهجه بمدى سيره على القران والسنة، فهو يستدل على صحة منهجه بمدى موافقة أعماله للقران والسنة، وهناك أمور يظن الناس أنها أمور تجعل الحزب مخطئا ومن هذه الأمور:
• طول الفترة الزمنية للعمل، وهذه تم الرد عليها في هذه السلسلة من الحلقات، فالأنبياء وهم خير منا مكثوا فترات طويلة أطول منا وهم أنبياء على الحق، ومع ذلك طال زمنهم.
• كثرة الأتباع وهذه أيضا تم الرد عليها بأن من الأنبياء يوم القيامة من لا يوجد له أتباع وهو على الحق، ويأجوج ومأجوج آخر الزمن أتباعهم كثر وهم على باطل، فالكثرة لا تعني أنك على الحق كما أن القلة لا تدل انك على باطل، مع أن أتباع ومؤيدي حزب التحرير كثر والحمد لله.
• خروج أفراد من الحزب، وهذه لا تدل على أن عمل الحزب باطل، فالحزب كالجسم تنموا فيه خلايا وتموت فيه خلايا، فان تموت بعض الخلايا أو تفتن أو تضعف فهذا أمر طبيعي، حتى حزب الرسول وهو حزب الصحابة كفر وارتد منهم أناس ولا يعني ذلك بطلان دعوة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والأهم هنا هو بقاء الحزب سائرا في طريقه من رقي وعلو لآخر.
• قيام الحزب بالدعوة الفكرية والتي يسميها الناس كلاما لا تطعن في الحزب، لان هذا هو عمل الحزب، فعدم عمله أعمالا عسكرية أو أعمالا خيرية لا تعني أنه على باطل، لان الحزب دلل على عمله بطريقة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في مكة ولا يوجد فيها أعمال قتالية أو أعمال خيرية، ولذلك يكون الصواب أن يأتي من يقوم بالأعمال الخيرية والعسكرية بالدليل على صحة نهجه في التغيير.
• البعض يعتبر حزب التحرير على خطأ لان لا معتقلين من الحزب عند يهود، وهذا كلام مغلوط ينم عن جهل في معرفة الحقيقة، فأولا مئات الآلاف من مسلمي فلسطين غير معتقلين عند يهود وهذا لا يعني أن يهود تحبهم أو راضية عنهم، فطبيعة يهود أنها تعتقل من يفكر بإيذائها عسكريا وأمنيا، حتى من الجماعات التي تدعي قتال يهود هناك الكثيرون غير معتقلين وهذا لا يعني أن كل شخص غير معتقل هو محب ليهود، وثانيا الحقيقة لا تعرف بعدد المعتقلين والشهداء، فمهما قدمت من شهداء وأسرى فان هذه ضريبة العمل وهي ليست انجازا بل ضريبة للقيام بالحق، والحق يعرف بمدى سيرك على الحق، فحركة قدمت مليون شهيدا ولها مليون أسيرا جدلا ثم تراها تفاوض المحتل على دويلة هزيلة فاعلم أنها حركة خائنة ولو قدمت أضعاف هذا العدد، وثالثا الحزب استشهد منه الكثير تحت التعذيب في الدول التي يقال لها إسلامية ويوجد عشرات الآلاف أسرى لدى الحزب عند الأنظمة، والحزب لم يفتخر بهم يوما كانجاز له ولم يهاجم الحركات الأخرى بالقول لها: أنتم لكم مكاتب عند كبار الظالمين في العالم الإسلامي ونحن شبابنا معتقلون، فكم عدد معتقليكم عند الأنظمة؟ ... فهذه ليست طريقته، وتبقى طريقة الحزب لمعرفة صحتها من خطئها بتتبع الأحكام الشرعية، وكذلك الحركات الأخرى تعرف صحتها من خطئها بتتبعها للأحكام الشرعية، فان كانت مبتعدة عن الشرع موالية للعدو فهي خاطئة خائنة ولو قدمت ملايين الشهداء سابقا ولها ملايين الأسرى.
• البعض يرى أن على الحزب فرض اللحية وصلاة الجماعة على أفراده ليكون صوابا وان على نساء شباب الحزب لبس النقاب، أقول أن هذه العبادات سنن وليست فرائض، والنقاب مباح، والحزب لا يجرؤ على فرض هذه الأمور على شبابه لأن الله أصلا لم يفرضها، ولكن الحزب يحث بقوة شبابه عليها، ولكن لله الحمد والمنة فان كثيرا من شباب الحزب مطلقين للحاهم ويصلون الجماعة اختيار وطلبا لرضوان الله وليس جبرا كما تفعل بعض الحركات كشرط لها، وهناك من نساء الحزب من تلبس النقاب اختيارا، والحزب يتميز أيضا انه يحاسب شبابه على القيام بكل التكاليف الشرعية، بينما حركات أخرى تركز على أمور معينة وأمور أخرى ترى المعصية فيها واضحة جدا مثل التعامل مع البنوك الربوية بالقروض الربوية ومثل النفاق للحكام وغيره، ثم تراهم يلمزون شباب الحزب على عدم قيام بعضهم ببعض السنن وينسون الموبقات التي يقعون فيها.

يتبع........................................
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 24 2019, 12:29 PM
مشاركة #22


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



نظرات على حزب التحرير (21)

حزب التحرير حصن يحمي من بداخله
------------------


حزب التحرير ككتلة يختلف كليا بالعمل عن الأفراد، ولديه مزايا يجب أن تدفع الجميع لدخوله وترك نظرتهم أنهم يستطيعوا أن يكونوا دعاة ومصلحين بمفردهم، ومن الفروق بين العمل الحزبي والعمل الفردي للإسلام:
1- الحزب فقط أي بوصف الجماعة والتكتل يستطيع العمل لتاج الفروض وهو إقامة الخلافة، أما الأفراد فمهما أوتوا من علم وعبقرية وقوة فلن يستطيعوا العمل لإقامة الخلافة، ولذلك يبقى الأفراد آثمون لعدم عملهم مع الكتلة لإقامة الخلافة، مهما كانوا مجتهدين في الدعوة لدين الله.
2- تأثير الحزب أقوى ملايين المرات من تأثير الأفراد الذي يعملون بشكل فردي، وحزب من 100 شخص يرعب أكثر من ألف داعية كل منهم يعمل منفردا، حتى أن هناك أمورا لا يستطيع الأفراد القيام بها نهائيا مهما بلغوا من عبقرية إلا إن كانوا ضمن حزب.
3- موت الفرد في الحزب لا تنهي العمل الحزبي، بل تعمل دعاية للحزب أن أفرادا أفنوا عمرهم في العمل الحزبي ويستمر العمل الحزبي، بينما الداعية بشكل فردي لو مات توقفت دعوته بموته.
4- لو فتن الشخص من أفراد الحزب فإن من السهولة على الحزب إخراج ذلك العضو من الحزب، وتبقى دعوة الحزب نقية صافية لا تشوبها شائبة، بينما لو فتن الداعية الذي يعمل منفردا فإن دعوته تصبح كلها مكان شك وريبة ولو كانت موافقة للكتاب والسنة.
5- لو فتر شاب الحزب عن العمل فان الحزب يقوم بإعادة تنشيطه وشحنه بالطاقة ليعود للعمل، وان صعب تنشيطه فان بقية الأفراد في الحزب يستمرون بالعمل، ولذلك يظهر العمل الحزبي دائما بقوة ونشاط وعدم فتور، بينما لو فتر الداعية الذي يعمل بشكل فردي فإن دعوته تفتر بفتوره.
6- الحزب إن لاحظ انحرافا عند شابه فانه يبدأ بإصلاح هذا الخلل بنصحه وتوجيهه، فان استقام كان بها وإلا أخرج من الحزب، بينما الداعية بشكل فردي إن بدأ بالحيد عن الطريق المستقيم فان التوجيه له سيأتيه من الناس، وأحيانا لا يتقبل آراءهم بحجة الاختلاف وان هذا رأيه وحياته ولا يحب لأحد أن يتدخل به وانه يعرف مصلحته أكثر من غيره، فيستمر في الانحدار.
7- الحزب تحت الضغوط والملاحقات لا يتغير أبدا، مهما اشتدت تلك الضغوط والملاحقات، وأكثر ما تؤديه هي فتنة فرد أو مجموعة أفراد عن الدعوة، فيعالجهم الحزب حسب الحالة، بينما الداعية بشكل فردي فإن الضغوط والملاحقات والترغيب والإغراء في كثير من الأحيان يحرفونه عن دعوته فيتغير، وان أصر على الحق يقتل أو يسجن وتنتهي الدعوة، بينما الحزب يستمر شامخا في عمله دون تنازل قيد شعرة عن فكرته، لأن الضغوط والملاحقات هي على الأفراد وليست على كل الحزب.
8- الحزب يزود أفراده بالثقافة والفكر والاجتهادات الشرعية والتحليلات السياسية الواعية القوية، بينما الفرد يعتمد على نفسه، وهو معرض بشكل كبير للخطأ بالذات في فهم ما يجري حوله كونه يعتمد على قدراته الذاتية.
9- الحزب يحقق معنى الصحبة الصالحة والرفقة الصالحة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فينصحوه ويوجهوه وينشطوه ويزجرونه إن فكر بالمنكر ويحثوه على المعروف ويعطوه ثقافة قوية، فالحزب كالحصن الحصين بالنسبة لأفراده، بينما الداعية بشكل فردي لا يجد إلا نفسه وان حصل له شيء فان اغلب المحبين له لا يدعموه لأنهم منفصلين عنه.
10- صحيح أن الداعية يتكلم بالرأي الذي يريد والشخص الحزبي يتكلم برأي حزبه ويترك رأيه الشخصي إن كان له رأي، ولكن ليعلم أن رأي الحزب شرعي وأخذ بعد نقاش أكثر من فرد فيه وهو رأي قوي شديد القوة مسند بالأدلة الشرعية، وميزات العمل الجماعي يجب تقديمها على الرأي الشخصي الشرعي.

يتبع................................................
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 24 2019, 12:30 PM
مشاركة #23


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



نظرات على حزب التحرير (22)

حزب التحرير والإعلام
------------------


التعتيم الإعلامي أكبر سلاح تهاجم به الدول في العالم الإسلامي حزب التحرير، فهم يرون أن التعتيم على أخبار حزب التحرير وأعماله مهما كانت تلك الأخبار هو أكبر سلاح لضرب حزب التحرير والحد من أعماله، لا يحبون بث الأخبار عن الحزب سواء كانت تمدح الحزب أو تطعن فيه، لأن كلا الخبرين سيدفعان بعض المتابعين للبحث والتحري، وهنا تتم معرفة الحقيقة.

الإعلام في الدول في العالم الإسلامي كله تابع لجهة معينة هي الممول للإعلام، فمن مول جهة إعلامية فشيء طبيعي أن تكون الجهة الإعلامية تابعة له وتتكلم بما يريد، ولا يوجد شيء يسمى حرية الرأي ولا حياد إعلامي فكلها أكاذيب، فمثلا الجزيرة ممولة من قطر التابعة لبريطانيا والجزيرة ليل نهار تخدم مصالح قطر ومن خلفها بريطانيا، ولو حصل مثلا أن أمريكا استلمت تمويل القناة .. فان الجزيرة خلال 24 ساعة ستتحول لمحطة تدافع عن المصالح الأمريكية وسينقلب مذيعوها رأسا على عقب، إلا من أصر منهم على الاستمرار في خدمة مصالح بريطانيا فسيذهب لجهة أخرى، وعادة من يخدمون مصالح الدول الغربية لا يهتمون إلا بمن يدفع أكثر، لذلك أحيانا يتنقل المذيعون من جهة لجهة أخرى تبعا للتمويل، وأحيانا التهديد بالقتل من دول معينة وأحيانا حسب جنسية بلدهم لها تأثير على مكان عمل المذيع، والخلاصة أن فكرة الحيادية وبث الأخبار بصدق وحيادية كاملة كلها أكاذيب لا حقيقة لها.

والإعلام المحلي عادة يبث ما تريده الدولة لأن أي خروج عما تريده الدولة يعني إغلاق تلك المحطات المحلية، لذلك تجد الإعلام المحلي كالببغاء يردد ما تريده الدولة، وقلما تجد أخبارا هنا أو هناك لا ترضي الدولة.

أعود للموضوع وهو الإعلام التابع للحركات، وكيف تقوم بالإعلام عن أخبارها، فترى مثلا حركات إسلامية وعلمانية لها محطات فضائية وإذاعية ولها صحف توزع في الأسواق ولها مواقع رسمية وصفحات فيس بوك وتويتر أعداد متابعيها بالملايين، والحقيقة أن إعلام الحركات لا يخرج أيضا عما تريده الدولة، فالمحطة الفضائية التي تحتاج قمرا صناعيا لا تبث إلا برخصة وكود معين للبث على القمر الصناعي يؤخذ من الدول الحالية، وهذا يعني موافقة ضمنية على محتوى بث تلك المحطات، وكذلك الأمر الإذاعة والصحف لا تعمل إلا بموافقة الدولة وهذا يعني أن تلك الحركة تبث ما تريده الدولة ولا تجرأ على الخروج عن الخط المرسوم لها وإلا منع بثها بسهولة.

حتى الصفحات على الفيس بوك وتويتر يستطيع الفيس بوك وتويتر منعها لو أراد بحذف الصفحة، والإعادة للصفر، ومعلوم أن الحذف عدة مرات والاستمرار به لا يجعلك قادرا على تأسيس صفحة فيها مليون شخص إلا إن سكت عنك الفيس بوك وتويتر.

الخلاصة أن الإعلام فيه صعوبات كثيرة وليس أمرا متاحا كما يعتقد البعض، ولا علاقة للتمويل بتأسيس المحطة الإعلامية وان كان له دور كبير في الدعاية والترويج وقوة العمل، ولكن الجهات القائمة على الإعلام تتحكم في البث والمنع وهذا السبب الأول في تأسيس المحطات الإعلامية.

وهنا سؤال يطرح: ما هي شروط تأسيس المحطات الإعلامية اليوم؟؟؟

حتى تؤسس وسيلة إعلامية يجب عليك السير حسب ما يريده النظام الذي أسست المحطة على أرضه، وأي خروج عما يريده النظام فإن وسيلتك الإعلامية معرضة للتهديد من النظام بالإغلاق أو حتى اعتقال القائمين على المحطة الإعلامية، ومن الأمور التي تجمع على منعها معظم الأنظمة في العالم الإسلامي:
• الدعوة للخلافة
• هدم الأنظمة الحالية وتأسيس نظام يحكم بالإسلام مكانها.
• الدعوة لجهاد الكفار الغربيين واليهود في العالم الإسلامي.
• هدم فكرة الديمقراطية والدولة المدنية والدعوة لإقامة الخلافة مكانهم.
• تحريض الجيوش على خلع الحكام الحاليين والتحرك للقيام بواجبهم في التحرير.
• كشف عيوب وفساد النظام الحاكم... وبالذات من محطات إعلامية على أرضه.
• عدم السير على ما يريده النظام الحاكم ... وبالذات من محطات إعلامية على أرضه.

هذه هي أبرز الأمور الممنوعة عالميا على الإعلام ويمنعها الإعلام ويحاربها ويحارب دعاتها، ولذلك فإن أغلب الحركات العلمانية أو الإسلامية التي لها محطات إعلام قوية تتجنب تلك الأمور حتى تبقى رخصتها سارية المفعول وتبقى محطاتها الإعلامية موجودة بقرار من الحكام المجرمين.

وبما أن حديثنا عن الحركات الإسلامية وحزب التحرير على وجه الخصوص، أقول:
• لا يجرأ على الدعوة للخلافة وهدم الأنظمة الحالية ودعوة الجيوش للتحرك لاقتلاع الأنظمة وتحرير فلسطين وبيان فساد الديمقراطية والعلمانية والمنظومة الدولية والثورة والخروج عليها إلا حزب التحرير، ولذلك كل وسيلة إعلامية يلجأ لها الحزب تحارب ويتم التعتيم على الحزب إعلاميا من قبل الأنظمة الحالية، بينما الحركات الإسلامية الأخرى التي لا تتعرض لتلك الأمور تمنح المحطات الإعلامية والمال لتأسيس تلك المحطات الإعلامية وتترك لها مواقعها على الإنترنت دون حرب عليها.
• هناك حركات إسلامية تدعو لبعض تلك الأمور ولكن يمكن السيطرة عليها واستغلاها لصالح الأنظمة، فهذه تعيش بين تعتيم إعلامي وبين إعطائها فسحة لتبث ما يخدم الأنظمة الحالية، مثل بعض الحركات الجهادية المخترقة من قبل المخابرات، فيعمل الإعلام على توجيه بثها بما يخدم هدفه ويشوه الإسلام.
• هناك من يقول أنتم في حزب التحرير غير ناجحين إعلاميا وغير ماهرين في اختراق الإعلام، فلا تلقوا أمر تقصيركم على حرب الأنظمة لكم.
1- أقول لهذا الشخص: كلامك غير صحيح، فانظر مثلا لمسيرة لحزب التحرير تقدر بالملايين في أندونيسيا لا يبث الإعلام عنها شيء وان بث ينسبها لمسلمين في اندونيسيا دون ذكر الحزب، وان أرادوا ذكر الحزب بثوا عنها بضعة دقائق في نهاية نشرة الأخبار، وفي نفس الوقت انظر لمسيرة فيها 100 شخص لصالح الأنظمة وتخدم أهدافهم، كيف يبث الإعلام عنها ويستضيف الضيوف لتحليل خبر المسيرة وتأتي في صدر نشر الأخبار، فهذا ليس نجاحا للـ 100شخص، ولكن هؤلاء يتوافق كلامهم مع ما تريده الأنظمة فيتم البث عنهم، ومسيرة حزب التحرير لا تخدمهم أبدا وتبين فسادهم فلا يبثون عنها.
2- في أوزبكستان تم قتل أكثر من 6000 شخص من حزب التحرير بتعاون النظام الأوزبكي والجيش الروسي وبعض مخابرات الأنظمة العربية، ومع ذلك لم يأت الإعلام على ذكر الخبر، بينما خاشقجي مثلا عملت الجزيرة حملة عنه لأنه يفيدها في حملة قطر (بريطانيا) ضد السعودية، وانظر لقتلى الكفار كيف يفعل إعلامنا معهم، وشهداء المسلين بالآلاف كيف يهملهم الإعلام، فالموضوع هو نية خبيثة مبيتة وليست النجاح الإعلامي.
• هناك حركات إسلامية لأنها تعرف شروط البث لا تجرأ إلا على طرح ما يريده المجرمون الحكام في العالم الإسلامي، فخذ مثلا بسيطا على إعلام حكومة حماس لا يجرأ على ذكر إجرام النظام الإيراني، ولا يجرأ على الطلب من الجيش المصري الثورة على السيسي والتحرك لتحرير فلسطين، ولا يجرأ على طرح فساد الديمقراطية والعلمانية، بل يعارض من يدعون لإقامة الخلافة بأن هذا ليس وقتها وأن الوقت هو طرح الدولة المدنية الديمقراطية، وهذه ضريبة للارتماء في أحضان الأنظمة والسماح لحركة مثل حركة حماس بتأسيس محطات إعلامية قوية في بعض الدول المجاورة لفلسطين والسماح لها بالبث على الأقمار الصناعية، وانظر أيضا للتيارات الوهابية (السلفية) التي تبث قصصا عن كل شيء إلا الحكام وخياناتهم، كيف تعطى مساحة إعلامية ومحطات فضائية في مصر والسعودية وغيرها من الدول، وغيرها من الحركات الإسلامية التي تعطى محطات إعلامية ولكنها تعرف أن هناك خطوطا حمر، فتبقى ملتزمة بها ولا تتعداها.
• حزب التحرير في أعماله يركز في على النظام الموجود الحزب على أرضه، فحزب التحرير في الأردن مثلا يركز على بيان فساد النظام الأردني وكشف عورته ودعوة المسلمين للتخلص منه، ولذلك يحاربه النظام الأردني.. وكل الأنظمة تحارب الحزب بشراسة لأن الحزب يركز عمله على جميع الأنظمة، بينما نرى الحركات الإسلامية الأخرى لا تجرأ على ذكر عيوب النظام الذي يحويها أو يدعمها ماليا أو تقيم محطة إعلامية على أرضه فهي تؤيده وتمدحه ولو قتل الملايين من المسلمين، المهم أن يمولها وان يسمح لها بإقامة النشاطات على أرضه.
• حزب التحرير لا يداهن أي نظام كي يسمح له بالبث من أراضيه، فالحزب دائما في درجة عالية من الكفاحية وكشف المجرمين ولا يوالي أو يداهن أي نظام كي يعطيه النظام مساحة حرة للعمل على أراضيه، وللأسف ما تفعله اغلب الحركات الإسلامية هو المداهنة والنفاق للأنظمة وزيادة كي تحظى باستقبال النظام لها على أراضيه.
• الإعلام لا يكتفي بالتعتيم على حزب التحرير، فان ذكر الحزب لم يذكره إلا بالتشويه للحزب، وأحيانا يتعمد الإعلام عدم ذكر الحزب ولكنه يشوه العاملين للخلافة ويهاجمهم ويهاجم فكرة الخلافة والأفكار النقية الصافية التي يطرحها حزب التحرير يهاجمها ليشوهها، ويعمل الإعلام لتيئيس الناس من عملية التغيير ومن إقامة الخلافة وتحرير فلسطين، وأن الجيوش لا أمل بها أبدا لعملية التغيير.

-----------------
أما الأساليب التي يتبعها حزب التحرير لكسر الطوق الإعلامي عنه واختراق أوساط الناس في المجتمعات كونها هي المستهدفة في عملية التغيير التي يقوم بها الحزب:
• الزيارات الحية للناس، وذلك عن طريق الزيارات وطرح أفكار الحزب ودعوته على الناس أثناء زيارتهم، وهو أسلوب قوي في إيصال ما يريده الحزب للناس.
• الدروس والخطب والندوات والمحاضرات.
• توزيع النشرات والمطويات والمجلات على الناس في بيوتهم وأماكن عملهم وأحيانا بشكل كفاحي في الطرقات على كل الناس.
• تقديم فكر الحزب إن أمكن في أي مقابلة إذاعية أو تلفزيونية أتيحت للحزب للتعليق على الأحداث التي تحصل في البلد، أو في أي خبر يتناول أمور الحزب وبالذات من الإعلام المحلي الذي لا يستطيع تجاهل الخبر عن الحزب لقوته.
• الأعمال الجماهيرية مثل المسيرات والمؤتمرات.
• تأسيس أي محطات إعلامية قدر الإمكان على الانترنت وإذاعية إن أمكن، والمتابع يرى أن مواقع مثل فيس بوك وتويتر ويويتوب دائما ما تقوم بحذف صفحات الحزب ومواده الإعلانية عن تلك المواقع على الإنترنت كلما رؤي لها قوة وانتشار، وبالنسبة للوسائل الإذاعية فقد أسس الحزب محطة إذاعية في سوريا أثناء الثورة، فطلبت تركيا من بعض فصائل الثوار أمثال هيئة تحرير الشام بإيقافها ومصادرة الأجهزة واعتقال شباب حزب التحرير لقيامهم بالبث عليها.
• استغلال الفرص، أي أن الحزب يركز أعماله أثناء الثورات أو أحداث عاصفة في البلد فيقوم الناس بتلقف ما يقولوه الحزب في تلك الأحداث الساخنة، وهذا أسلوب إعلامي.
• بيان كذب الإعلام الحالي، وذلك لضرب الثقة في الإعلام كونه لا يخدم إلا الأنظمة، فكشف الإعلام الحالي يجعل الناس تبحث عن مصدر آخر للأخبار.

والخلاصة أن الحرب الإعلامية على الحزب قوية جدا، ولكن الحزب مستمر باختراق هذا الطوق الإعلامي عليه، ومستمر بصد كل الهجمات الإعلامية عليه، وسلاحه الوحيد اعتماده على الله أن يعينه في تبليغ الدعوة للناس، وإيصال الإسلام للحكم، فالله نعم المعين على هذه الأمور، وإلا لو نظر لما يحاك ضد الحزب من حرب بالمنظار البشري لحكم على الحزب بالفناء السريع، ولكنه التوفيق من الله.

يتبع...................................................
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 24 2019, 12:32 PM
مشاركة #24


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314




نظرات على حزب التحرير (23)

حزب التحرير والتمويل
------------------


أي حزب أو حركة يحتاج تمويلا لأنشطته، وذلك نفقات للعمل وللدعاية ومالا للمتفرغين على شؤون الحزب، وحسب طبيعية الحزب يكون التمويل، فالأحزاب التي تقوم بعمل فكري يكون تمويلها قليل جدا بالنسبة لحركة تقوم بأعمال عسكرية فانه تحتاج مالا كثيرا ثمنا للأسلحة، ومن تقوم بأعمال خيرية فإنها تحتاج مالا أكثر من الحركة لتي أنشطتها فكرية، ولا يتخيل وجود حزب يقوم بأعماله دون الحاجة للمال.

والممول عادة يفرض شروطه على من يعطيهم المال، فلا يتخيل أن تقوم جهة بدعم جهة أخرى هكذا دون مقابل، بل تطلب أعمالا معينة تخدمها ممن تعطيهم المال، والجهة التي تمول يمكن حصرها في عدة جهات هي:
• الدول
• الناس
• نفس أفراد الحركة أو الحزب

الجهة الأولى (الدول): أما الدول فلا تمول أي حزب إلا إن قام ذلك الحزب أو الحركة بخدمتها، والدول الحالية إما دول غربية صليبية أو دول في العالم الإسلامي تابعة للدول الصليبية، إذن أي دعم يتلقاه الحزب أو الحركة من دولة من الدول الحالية فان ثمنه هو خدمة تلك الدول، وكل كلام غير ذلك فهو هراء، مثل أن نأخذ الدعم ونعصي أوامرهم أو نضحك عليهم أو أنهم يدعمونا لله أو لنصرة قضايا المسلمين، فكل هذا هراء وكذب من الحركة، فأي حركة تتلقى دعما من أي من الدول الحالية في العالم اليوم فإنما تصبح تابعة لتلك الدولة، لان معصية الأوامر في أقل تصور تعني قطع الدعم، هذا إذا لم تقم تلك الدولة بمحاربة ذلك الحزب وقمعه.

الجهة الثانية (الناس): أما الناس فيتخيل الدعم من الأغنياء أو بجمع التبرعات من المؤيدين والمصلين أو من جهات شعبية، وهذا الدعم من الناس أيضا يؤدي إلى العمل على إرضاء الناس والسير حسب رغباتهم حتى يستمروا في الدعم، وهو عرضة للتوقف والتقطع لأن الناس قد تمل مع الوقت، وأيضا لن يفلت ذلك الدعم من مراقبة أجهزة المخابرات ومعرفة من يجمع المال وأين يذهب المال، وله نتائج خطيرة هو الآخر.
صحيح أنه في حالة الثورة وانفلات الحكم قد يفيد هذا الدعم الثوار، ولكن مع الوقت سيبدأ بالضعف وتحصل فيه المشاكل، وعلى الثوار تلبية رغبات الناس أيضا حتى يستمر الناس بالالتفاف حولهم وإلا تركوهم.
هناك بعض الحركات تفرض سلطة معينة على بعض المناطق أثناء الثورة أو أثناء عملهم، وهنا تلجأ كثير منها بطرق محرمة إلى إجبار الناس على التبرع لها وبالقوة والتهديد وقد تفرض على الناس الضرائب حتى تمول نفسها، وهذه ستوجد شرخا كبيرا بينها وبين الناس.

الجهة الثالثة (نفس أفراد الحزب): وهو أن يقدم أفراد الحزب مبلغا شهريا أو سنويا أو حسب المناسبات والأعمال للحزب كي يقوم الحزب بعمله، وهذا التمويل سيكون مهما كثر قليل لا يكفي إلا للنشاطات الفكرية، ولا يكفي للقيام بأعمال عسكرية وذلك لارتفاع قيمة الأسلحة، ولن يكفي للقيام بأعمال خيرية لأنها أيضا تحتاج مالا كثيرا، فتقتصر أعمال الحزب الذي يقوم بتمويل نفسه على الأنشطة الفكرية لأنها لا تحتاج مالا كثير ويمكن أن تكفي أعمال الحزب وتكفي المتفرغين لإدارة الحزب.

ميزة هذا النوع من التمويل هو أن الحزب يبقى مالكا أمر نفسه، فلا سلطان لأي جهة عليه، لا الدول الحالية، ولا حتى الناس ورغباتهم، لان من يدعم الحزب هم الأفراد الملتفين حول قيادة الحزب في كل ما تعمل، لذلك يبقى الحزب بهذه الطريقة مالكا أمر نفسه، ولا سلطان لأحد عليه.

-----------------

والآن لنلق نظرة على الأحزاب والحركات الموجودة:

(*) حزب التحرير تمويله ذاتي، حيث يدفع الشخص الملتزم بالحزب مبلغا شهريا لتمويل الحزب وأعماله، وهذا المبلغ يكفي الحزب كون كل أعمال الحزب أعمال فكرية دعوية ليس فيها أعمال عسكرية أو خيرية، وأمواله تكفيه، وهذا يعني أن الحزب لا سلطان لأحد عليه كون تمويله ذاتي، وإذا سألت أي شخص في حزب التحرير ستجد أنه يقدم مبلغا ماليا للحزب شهريا هذا غير المبالغ التي تقدم في مناسبات معينة، وهذه ميزة لحزب التحرير تختلف عن كل الأحزاب الموجودة.

(**) الأحزاب والحركات التي تقوم بأعمال عسكرية، هذه الأحزاب والحركات تحتاج سلاحا كي تقوم بأعمالها القتالية، ولو سألت خبيرا عسكريا ستجد أن هذه الحركات تحتاج تمويلا عاليا جدا خارج عن قدرة الأفراد على التمويل، فضلا أن تلك الحركات لا تدعي أنها تمول نفسها ذاتيا بل من مصدر خارجي، والنقطة الثانية بعد التمويل هي شراء السلاح وهذه الخطوة الأخرى أصعب من الأولى، وبناء عليه فإن الأكيد أن تمويل هذه الحركات خارجي.

ثانيا ما هو المطلوب إنجازه من الأعمال العسكرية، هل هو فقط قتل جندي وإعطاب مركبة أو تفجير مقر للعدو، أم هزيمة العدو ودحره، فان كان المطلوب فقط إيذاء جندي وما شابهه فهذا التيار لن يدحر عدوا ولن يحقق هدفا يساعد المسلمين على التخلص من العدو، وان كان الهدف دحر العدو أو تحرير أرض فهذا يحتاج إمكانيات عالية.

والآن لننظر لنرى جهات التمويل لتلك الحركات:

• جمع الأموال من الناس وهذا الأمر صعب بل شبه مستحيل، وذلك لخضوع جمع تلك الكميات الكبيرة من المال من الناس خضوعها لأعين المخابرات، فان تم الأمر فهذا يعني أن المخابرات راضية عن التمويل، ولذلك هذا الطريق لتمويل حركات عسكرية غير مجدي اللهم إلا إن كان الهدف فقط إيذاء العدو بقتل جندي وما شابهه مما لا يدحر العدو ويهزمه.
• أخذ المال من الدول القائمة في العالم الإسلامي، وهذه الدول كما يعلم المتابع هي دول عميلة للغرب الكافر، أي أنها لا تمول أي أمر إلا بإذن الدول الغربية، فيكون الدعم من تلك الدول دعما من الكفار بشكل غير مباشر، أي أن تلك الحركة مطلوب منها في النهاية أن تنفذ أجندات الدول الداعمة وان خرجت عن الخط قطع التمويل على اقل تقدير هذا إذا لم تعلن عليها الحرب، ولذلك كل حركة تأخذ مالا من أي دولة فان تلك الحركة تلقائيا تصبح تابعة لتلك الدولة تنفذ أجنداتها.. حيث كل أجنداتها أجندات غربية ولا تخدم الإسلام ولا تهزم العدو بشكل حقيقي وأن حصلت انتصارات فهي انتصارات وهمية أو مضللة.
• التمويل في حال غياب قوة الحكم عن الناس بسبب ثورة أو حرب فعندها يمكن للحركات العسكرية الاستفادة من قوات الجيش وسلاح الجيش وتمويل الأهالي كون أعين المخابرات غائبة عنهم، على شرط أن يخلصوا العمل لله وان يتحملوا الضغوطات ولا يسمحوا للقوى الخارجية أن تسيطر عليهم، ويجب في تلك الحالة أن يكون لهم مشروع سياسي للتطبيق مأخوذ من الكتاب والسنة وهو مشروع الخلافة يسلمون الحكم فيه لمن هم أهل لذلك إن انتصروا على المجرمين، لكن أن تأخذ كل حركة قطعة من الأرض لتحكمها وهذا يقاتل هذا وهذا يقاتل ذاك وهذا يرتبط بالدول الخارجية ليهزم أخاه فعندها فان الوضع في البلاد سيصبح مأساويا جدا.

وهنا تذكير أن الانجاز لتلك الحركات هو دحر العدو وتحرير البلاد المحتلة، أما التفاخر بقتل جندي هنا أو هناك وتفجير هنا أو هناك والاكتفاء بذلك فان هذا لا يفيد المسلمين بشيء.

ونقطة مهمة أخرى هنا وهي أثر التمويل للحركات العسكرية، فهذه الحركات العسكرية المرتبطة بدول في العالم الإسلامي أو بالكفار مباشرة، فإنها:
1- ستتبع أوامر الجهة التابعة لها لأنها لا تستطيع عصيان من يمولها.
2- الجهات الممولة عادة لا تدعم من اجل دحر المحتلين والظالمين ولكن تدعم من اجل تنفيذ مخططات غربية
3- هذه الحركات تمتص كل غضب الشعب والناس وتفرغه في النهاية في مشروع تصفوي لقضايا المسلمين.
4- كثير من تلك التجمعات القتالية يتم في النهاية التخلص منها أو دمج قادتها في مناصب مستقبلية تسكتهم وتجعلهم يخلصون للداعم.
5- هذه التجمعات كثيرا ما تقاتل التجمعات المخلصة الغير مرتبطة بالغير وتحدث فتنة واقتتال بين أفراد المسلمين وتهمل الكفار والمجرمين.
6- حتى التجمعات القتالية المخلصة فإنها لن تجد الطريق مفروشا بالورود أمامها، فسيتم ملاحقتها من الأنظمة واتهام أفرادها بالإرهاب وسيتم تلفيق التهم من تفجيرات وغيره لها لكي يكون ذلك ذريعة للقضاء عليهم، وسيعانون من ضعف التمويل والملاحقة، وقد يتم جرهم لقتال إخوتهم المسلمين وسفك الدماء والوقوع في المحظور، وربما ينجرون للحفاظ على أنفسهم بالتفاوض مع الكفار والمجرمين.


(***) الحركات والجمعيات التي تقوم بأعمال خيرية مثل إطعام الفقراء والمساكين وبناء المساجد وتأليف الكتب وتعليم الدين، فان هذه الحركات هي الأخرى تحتاج تمويلا كبيرا جدا، لان تلك الأعمال تحتاج نفقات كبيرة، وهذا يعني خضوع تلك الحركات لشروط الدول وإملاءاتها، فإن اقتصر الأمر على إطعام أناس وبناء مساجد ما شاكله فان بعض الدول لا تعارض ذلك، وهذه الحركات في النهاية لن تحل المشكلة التي لأجلها وجدت، أي أن من يطعم الفقراء لن يحل مشكلة الفقر ومن بنى مسجدا لن يحل مشكلة بناء المساجد، ولذلك فان عملها سيكون في النهاية مساعدة للناس فقط.

أما تغيير وضع البلاد وهدم النظام الموجود وإقامة الخلافة وطرد المحتلين وهزيمة الأعداء، فهذه الحركات لن يكون لها سهم في تلك الأمور، وبالذات إن خضع تمويلها لأعين الدول، عندها سيكون عملها خيريا أي مساعدة الناس بالقيام بأعمال خير حث عليها الإسلام، ولكن تغيير وضع البلاد فهذا لا شأن لها به.

يجب أن لا يفهم أني أحرم هذه الأعمال، فهذه الأعمال حث عليها الإسلام وعليها أجر كبير، ولكن إن كانت بشكل فردي أو تجمعي مؤقت فهذا لا بأس به، أما إن تقام أحزاب لتلك الأمور مدعية أنها إن قامت بتلك الأمور غيرت وضع البلاد فهذا غير صحيح، وعن هذا أتكلم.

ولذلك ترى حزب التحرير يحث أفراده على القيام بتلك الأعمال بشكل فردي، ولكن تلك الأمور لا تكون ضمن برنامج الحزب لإقامة الخلافة، ولكنها ضمن برنامج أي مسلم يريد أن يرضي الله تعالى.


والخلاصة أن الحركة أو الحزب الذي يستطيع الإفلات من السيطرة الخارجية عليه هو الحزب أو الحركة التي تمويلها ذاتي من نفس أفراد الحزب أو الحركة، وأن التمويل الخارجي مهما كان نوعه ومصدره فهو يشكل خطرا على سير الحزب أو الحركة، وكثيرا ما ينتهي بالتبعية والعمالة لجهة خارجية.

يتبع..............................................
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 24 2019, 12:35 PM
مشاركة #25


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



نظرات على حزب التحرير (24)

حزب التحرير والترخيص والإذن للقيام بالأعمال
------------------


قام حزب التحرير بداية لأن قيامه فرض بناء على الآية الكريمة: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، ولذلك الترخيص لقيام الحزب هو من الله تعالى، ولذلك لا يأخذ الحزب أي ترخيص لوجوده وقيامه بالأنشطة الحزبية من الدول، أما موضوع العلم والخبر للنظام الموجود فلا مانع منه، والفرق بين الترخيص والعلم والخبر هو أن الترخيص يعني أن الدولة والنظام هم من يسمحون لك بالعمل والتأسيس لإنشاء الحزب وهم من يرفضون، وهذا يخالف الآية القرآنية التي أوجبت على المسلمين تأسيس الأحزاب ضمن الشروط التي في الآية.

أما في حالة إنشاء الحزب وتأسيسه في أي بلد، عندها لا مانع شرعا من تنظيم الأعمال للحزب بإعطاء العلم والخبر للنظام الموجود، مثل أن تعلم السلطات بمكان مسيرة معينة أو مكان مؤتمر من باب التنظيم وترتيب أمور السير والحشد واستخدام وسائل الإعلام وما شابهه، فان كانت الدولة ترفض إعطاء الإذن للقيام بالعمل فان الحزب حينها يضرب هو الآخر بقانونها عرض الحائط وينظم أعماله حتى دون علم وخبر وبشكل محرج لهم، والعلم والخبر ليس ترخيصا بل هو قانون في الدول تطلب فيه الدول ممن يريد القيام بأي نشاط إعلام الدولة فقط حتى تقوم الدولة بتنظيم المرور والسير والإعلان، أما إذا رفضت الدولة فعندها يكون الحزب أول من يضرب بقانونها عرض الحائط.

إذن الحزب ترخيصه من الله الذي أمر بتأسيس كتلة ضمن الشروط التي في الآية، وأعماله سيقوم بها رغم أنف الجميع، لا مانع من أن يأخذ العلم والخبر لتنظيم الأمور ولكن الأعمال يقوم بها الحزب حتى لو رفضتها الدول وحتى لو شنت حملة اعتقالات لشباب الحزب، والموافقة على أخذ التراخيص يعني إعطاء الظالمين الفرصة لمنع قول كلمة الحق ومنع الناس من محاسبتهم وهذا إثمه شديد جدا، حتى في دولة الخلافة فان دولة الخلافة لن تطلب لإنشاء أي حزب إلا العلم والخبر وسيكون من حق جميع المسلمين تأسيس أحزاب إسلامية لا تخالف في نهجها القرآن والسنة وتحاسب الدولة إن ظلمت وتنافس على بيعة خليفة من بين أبنائها، فعملية الترخيص شديدة الخطورة إن خضعت لها الأحزاب الإسلامية بالذات.

الكثير من الحركات والتجمعات للأسف تستجيب لعملية الترخيص، فان منع ترخيصها حلت نفسها، وبعضها يقاوم سحب الترخيص منه وتتم ملاحقته من الدولة، وكثير منها للأسف مدعوم من دول أخرى ممن يقاومون سحب ترخيصهم، ولكن يبقى الأصل في إنشاء الحزب أو الحركة هو الدافع الشرعي، فان كان موجودا فهو أقوى شيء لمواجهة الدول التي تسحب الترخيص وتمنع الأحزاب السياسية في الدولة إلا ما وافق هواها.

ومعلوم أن الدول بشكل عام تعطي الترخيص لأي حزب لا يهدد وجودها أو نظامها، فإن هدد نظامها سحبت الترخيص منه، مع بعض الشذوذ لتلك القاعدة، وأما بالنسبة للملاحقة للأحزاب التي لا يوجد ترخيص لها فيعتمد على قوة الدولة والحالة السياسية فيها، وإلا بشكل عام فالدول تمنع الأحزاب التي لا يوجد لها ترخيص من مزاولة أي عمل، وأحيانا تلاحقهم وتلاحق اجتماعاتهم وتشدد بشكل كبير عليهم حتى يظهر كأنهم غير موجودين لقوة الملاحقة لهم.

عندما يكون الدافع لإنشاء الحزب أن القيام بالعمل فرض وتقوى الله، فإن أقوى الدول لن تستطيع منع إنشاء الأحزاب، وأما عندما يكون الدافع مصلحة أخرى فيمكن إنهاء تلك الأحزاب بضرب مصالحها ومصادر تمويلها وحرفها عن مسارها أو إغراء بعض قياداتها بالمناصب، وقوة الدولة والحالة السياسية فيها لها أثر كبير في التصدي لأي حزب تم تأسيسه في الدولة.

يتبع.....................................
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 24 2019, 12:37 PM
مشاركة #26


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



نظرات على حزب التحرير (25)

حزب التحرير الوحيد الذي يميز بين الحزب والدولة وعمل كل منهما
------------------


عندما تعرِّف الحزب جيدا والدولة جيدا يمكن حينها أن تدرك الفرق بين الحزب والدولة، عندها لن يحصل تداخل في صلاحيات كل منهما في ذهنك، أما والمعاني غامضة فيمكن أن يتم الضحك عليك ولا تستطيع عندها فهم الأمور بشكل حقيقي، فالحزب هو كيان فكري يتم فيه تجمع أو تكتل مجموعة من الناس على فكرة يراد إيجادها في المجتمع، أما الدولة فهي كيان تنفيذي لمجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي تقبلتها مجموعة من الناس.

وهنا الفرق الذي سيكون عليه الموضوع أن الحزب "كيان فكري" والدولة "كيان تنفيذي"، ومن هنا يمكن الانطلاق لإجلاء الموضوع وبيان الفرق بين التعريفين.

في دولة الخلافة الدولة عليها بقوة سلطانها تطبيق الشرع في الداخل وفي الخارج بحمل الإسلام إلى البشرية بالدعوة والجهاد، وهذه هي سياسة الدولة تنفيذ الشرع في الداخل وهي السياسة الداخلية وحمل الإسلام إلى البشرية وهذه هي السياسة الخارجية لدولة الخلافة.

لا يجوز لأحد من ناحية شرعية التعدي على صلاحيات الدولة بقيامه بأخذ دور تطبيق الإسلام بين الناس، فالفرد مطلوب منه الالتزام الفردي بالإسلام، والحزب مطلوب منه حسب نص الآية {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} فعمل الحزب حسب النص القرآني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة للإسلام، وحسب السنة كما ورد عن رسول الله أول ما أسس حزبه (حزب الصحابة) سعيه لإقامة الدولة الإسلامية دولة الخلافة إن لم تكن موجودة، فمن القران والسنة يكون عمل الحزب عمل فكري، ولا يقوم بأي حال من الأحوال بتطبيق الإسلام بين الناس، لأنه لم يرد دليل شرعي لذلك.

الحزب يحاسب على مدى سيره على القران والسنة في فكرته وطريقته ومدى سيره على منهجه، ولا يحاسب الحزب من ناحية شرعية على أي تقصير من قبل الدولة، لأن هذا ليس شأنه.

في دولة الخلافة يتم تأسيس الأحزاب دون الحاجة لأي ترخيص، ويكون عملها عملا سياسيا فكريا بأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر والدعوة للإسلام، ولا تعمل لإقامة دولة الخلافة لأنها قائمة، ولكن تحاسب الدولة إن قصرت في أي أمر، وتحاول أن تكثر أعضاءها بين الناس وفي مجلس الأمة وتضع من يحمل فكرها مرشحا للخلافة إن شغر منصب الخلافة، ولا تقوم بأي عمل آخر في تطبيق الإسلام بل تحاسب الدولة بقوة إن قصرت في الرعاية.

عندما يصل مرشح أي حزب في دولة الخلافة لمنصب الخليفة، فانه يحكم الدولة بشخصه لا بحزبه، فهدف الحزب في تلك الحالة هو فقط إيصال من يحمل فكره لمنصب الحكم ليطبق ذلك الفكر الذي يرونه صوابا، ولكن بعد وصوله الحكم فهو الخليفة ولا سلطة لأحد عليه حتى حزبه الذي كان منه يصبح لا سلطة له عليه، لان الخليفة هو المسؤول عن الجميع، صحيح انه يحكم بفكر حزبه لكن بكامل الصلاحيات له كخليفة على جميع المسلمين، وبناء عليه حزبه لا يسمى الحزب الحاكم، ولا يجوز أن يعين فقط أفراد حزبه في مناصب الدولة، فإن فعل وجب الوقوف له بقوة، فحزبه يبقى حزبا سياسيا يحاسب نفس الخليفة الذي رشحه، ولا يجوز أن يحصل حزبه على أي امتيازات، بل يعين الخليفة الناس كل الناس من حزبه ومن خارجه حسب الأكفأ لرعاية شؤون الدولة.

هذا هو وضع الأحزاب في دولة الخلافة، ويلاحظ أن عملها فكري، ورعاية شؤون الناس وتنفيذ الشرع هو مسؤولية الدولة، وتحاسب إن قصرت، أي يحاسب الدولةَ الأفرادُ والأحزابُ إن قصرت ولا يقومون عنها بتنفيذ الشرع.

حتى الدول الحالية في الغرب تقوم بنفس الأمر، ليس لأنه حكم شرعي، بل لأنه هذا هو الأصل في الدول، الأحزاب تكون سياسية وتسمى معارضة وتحاسب الدولة إن قصرت في أي أمر، وموضوع رعاية شؤون الناس هو للدولة ولرئيس الدولة، أي لم نر حزبا يجمع أموالا للفقراء وآخر يشكل جناحا عسكريا لقتال العدو بدل جيشه، بل تتم محاسبة الرئيس إن قصر، وعندما يصل حزبا الحكم -وعندهم يوجد شيء يسمى الحزب الحاكم-، فان الحاكم بوصفه حاكما لا بوصفه رئيس الحزب الحاكم يقوم برعاية شؤون الناس حسب قوانينهم، ويصبح من كان حزبا حاكما يصبح حزبا سياسيا في المعارضة لا يتدخل في أمر الحكم نهائيا، اللهم إلا معارضة الحكومة.

لماذا الحزب غير مسؤول شرعا عن الرعاية ولا يستطيع حتى القيام بها:
1- النص القرآني الذي يحدد عمل الأحزاب أنه عمل فكري.
2- عدم قدرة الحزب على الرعاية بشكل كامل وشامل يطال كل السكان كونه ليس في مركز القرار ولا يوجد تحت يديه الوسائل والقوة للقيام بالرعاية بشكل صحيح.
3- عدم قدرة الحزب على الاستمرار بالرعاية لأنه يحتاج موارد كثيرة ودعم وهذا غير متوفر للأحزاب.
4- إمكانية أخذ الأمور من بين يديه بسهولة وهذا يعني أن رعايته غير آمنة نهائيا.
5- عدم القدرة على اتخاذ قرارات مصيرية نهائيا كون القوة في البلاد وهي الجيش ليست تحت يديه ولا قوات الأمن، ولا حتى مؤسسات الدولة فرعايته أوهى من بيت العنكبوت.
6- ما يتوهم انه رعاية للحزب أو الجماعة سيخدم النظام الموجود وإلا سيحارب بقسوة من النظام، وهذا يعني التبعية وعدم التغيير بل تثبيت النظام الموجود.
7- إلقاء كل عيوب النظام الحاكم على الحزب الذي يقوم بالرعاية في مجال معين وهذا يعني انه سيكون ممسحة للنظام الموجود.


أما دولنا الحالية في العالم الإسلامي، فهي تسير على نفس النظام الرأسمالي الكافر المستورد من الغرب، وتقوم بنفس الأمر، والأحزاب العلمانية هي الأخرى تقوم بما هو موجود في الغرب، ولكن المشكلة هي في بعض الأحزاب الإسلامية التي تسعى لتغيير الأوضاع، فعندها يوجد الخلل في فهم تلك الأمور، وهي بتصرفاتها تعقد الأمور أكثر مما تحلها.


فبسبب عدم فهم هؤلاء لمعنى الحزب أضافوا للحزب صلاحيات ليست للحزب من ناحية شرعية مخالفين بذلك وصف الحزب الذي ذكرته في الآية الكريمة، فوجدنا أحزابا أو حركات أو تجمعات تقوم بـ:
• جماعات لها أجنحة عسكرية.
• جماعات كل أعمالها عسكرية.
• جماعات تقوم بأعمال خيرية.
• جماعات تقوم بأعمال تعليمية.
• جماعات تدعو للأخلاق والعفة والفضيلة.
• جماعات للحث على القيام بالعبادات.

والسبب في قيام الأحزاب بتلك الأمور التي ليست من صلاحيات الأحزاب:
1- عدم فهم هؤلاء لمعنى الحزب شرعا.
2- تقصير الحكام برعاية الشؤون، فبدل محاسبة الحكام وتغييرهم قاموا هم بتلك الأعمال.
3- ظنهم أنهم يقومون بأعمال واجبة على كل مسلم.
4- ظنهم أن التغيير الجذري صعب وبعيد المنال.
5- اعتبارهم الدول الحالية إسلامية تحتاج إصلاحا وهم يقومون بالإصلاح.


أما أثر وجود أحزاب تقوم بأعمال "غير" الدعوة للإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل لإقامة دولة الإسلام:
أ‌) صرف الناس عن العمل الصحيح للتغيير.
ب‌) صرف الأنظار عن تقصير الأنظمة في الرعاية.
ت‌) فشلهم الأكيد في تنفيذ الشرع يشوه الإسلام وأحكامه.
ث‌) تشويه العمل الإسلامي بشكل عام.
ج‌) استغلال الكثير منهم من قبل الدول في تنفيذ مخططاتها.
ح‌) فشل الكثير منهم أو مداهنة الأنظمة أو أي سلوك يخالف الشرع يجعل الناس تنفر من أي تكتل ولو كان على صواب.

والخلاصة أن فهم طبيعة الحزب وشروطه الشرعية وطبيعة الدولة والرعاية المنوطة بها، مهم جدا في عملية التغيير حتى لا يذهب قسم كبير من الناس يريدون العمل للتغيير لأحزاب وجماعات مخطئة في طريقتها، فتأخذهم وتفرغ حماسهم وقوتهم في أعمالها ولا تقدم شيئا مفيدا للأمة الإسلامية في مجال التغيير، فالفهم الصحيح لمعنى الحزب من انه كيان فكري يجعل الناس الواعية لا تنضم إلا لأحزاب مبدئية تعمل على إيجاد فكرة الإسلام في الحكم عن طريق نظام الخلافة، وغير ذلك سيكون جهودا ضائعة إن لم تكن عقبات أمام التغيير.

يتبع................................................
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 24 2019, 12:40 PM
مشاركة #27


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



نظرات على حزب التحرير (26)

حزب التحرير ونظرته لفكرة الإصلاح
------------------


حزب التحرير يرى أن تغيير الأوضاع المأساوية في بلاد المسلمين يكون بإقامة الدولة الإسلامية دولة الخلافة، على عكس أغلب التيارات الأخرى التي ترى أن الإصلاح يبدأ بإصلاح النفس آخذين بالمقولة: "أصلح الفرد يصلح المجتمع"، والحزب يرى انه فقط بتغيير النظام يصلح الناس أي بإصلاح النظام يصلح الناس، بينما البقية يرون أن الإصلاح يبدأ من الأفراد ليعم الأسرة والمجتمع والقرى والحارات وغيرها ويعم المجتمع ثم يصلح النظام.

وللتعليق على هذا الموضوع أقول وبالله التوفيق:
• يجب التفريق أولا بين عناصر إصلاح الفرد وعناصر إصلاح المجتمع، فعناصر إصلاح الفرد أربعة هي: (العقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق) فان قمنا بإصلاح تلك الأمور عند فرد معين فإنه يصبح فردا صالحا، وفرد صالح زائد فرد صالح زائد مليون فرد صالح يصبح هناك أفراد صالحين ولا يكونون مجتمعا صالحا، وذلك لأن عناصر إصلاح المجتمع هي (الأفكار والمشاعر والأنظمة) فان صلحت الأفكار والمشاعر عند الناس بغض النظر عن صلاحهم الفردي وطبق نظام من نفس تلك الأفكار والمشاعر الصالحة تكون المجتمع الصالح، والعنصر الرئيسي لإصلاح المجتمع هو تطبيق النظام الصالح (نظام الإسلام)، لذلك لو أصبح جدلا وهذا مستحيل كل الأفراد صالحين فان تطبيق نظام فاسد عليهم يجعل المجتمع غير صالح، فكان النظام هو الأساس في إصلاح المجتمع.
• في قصص القران بينت الآيات أن دعوة الأنبياء بدون دولة وقوة وسلطان لم تسفر إلا عن قلة مؤمنة دائما، والأكثرية فاسدة، أي أن الأغلبية رفضت الحق، وهذا يبين أن عملية إصلاح كل الناس ... والنظام الحاكم فاسد مفسد هي عملية مستحيلة.
• الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (قدوتنا) في دعوته في مكة مدة 13 سنة كان عدد أتباعه قلة لا يتجاوزون 500، ولكن بعد إقامة الدولة الإسلامية سيطر على جزيرة العرب بفعل قوة الدولة وسلطانها خلا عشر سنوات.
• النظام الفاسد هذه الأيام يجعل عملية إصلاح الأفراد صعبة جدا، بل يجعل الأفراد الصالحين في خطر من فتنتهم عن الطريق الصحيح، لأنه لا يثبت على الصلاح إلا القلة من القابضين على الجمر ومن يحذو حذوهم، ونحن اليوم نرى حجم الفساد الكبير الذين ينتشر بين المسلمين بفعل سياسات الأنظمة من إباحتها للخمور والرقص والاختلاط وبث البرامج التي تفسد الأخلاق وتشجع تلك الأمور، بينما يتم محاربة كل من يدعو للفضيلة وكل من يدعو للتمسك بالإسلام ويتهم بالإرهاب ولذلك عملية إصلاح الأفراد صعبة هذه الأيام في ظل هذا النظام الفاسد، مع انه لو أصلح كل الأفراد جدلا فان المجتمع يبقى فاسدا لفساد النظام.
• عند تطبيق الإسلام فان عملية الإصلاح للأفراد ستكون سريعة جدا، فالدولة تشجع الصلاح وتدعو إليه وتمنع الفاسدين من الظهور بل وتعاقبهم، لذلك لن ترى في المجتمع إلا الصالحين، أما الدخول لنفوس الناس لإصلاحها فهذا في خارج نطاق كل البشر وكل الأنظمة، فأنت تصلح المجتمع بتطبيق الإسلام والناس تصلح تلقائيا، ومن يفكر بإثارة الفساد في المجتمع تمنعه الدولة، فلا يظهر فيها إلا الصلاح.
• حزب التحرير عندما يعمل لا يعني انه لا يهتم بإصلاح الأفراد، بل شرط رئيسي لأي شخص ينضم إليه أن يكون صالحا، ولا يقبل إلا الصالح، ويعمل لنشر الصلاح قدر الإمكان بين الناس، ولكن عمله مرتكز على تغيير النظام لأنه بتغيير النظام تبدأ عملية إصلاح الناس، أما التركيز على إصلاح الأفراد كل الأفراد والنظام فاسد فهذا ضرب من الخيال.
• القول لا يمكن أن ينزل النصر إلا بصلاح كل الناس فهذا قول باطل، لان الآيات والأحاديث بينت أن الله ينصر الفئة القليلة على الفئة الكثيرة، وبينت أن النصر ينزل لمن يستحقه، ولم يرد أن النصر لا ينزل إلا بصلاح الأمة الإسلامية كلها، ولذلك يمكن أن ينزل النصر على صلاح فئة معينة من الناس في بقعة معينة، حتى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما أقام الدولة الإسلامية وإقامتها نصر للمسلمين أقامها والكثير من المنافقين واليهود فيها، أي وجود كثرة من الفاسدين والمنافقين والكفرة، ومع ذلك انتصرت الدولة الإسلامية في المدينة المنورة.
• لو كان يمكن إصلاح الناس بدون تطبيق الإسلام فلم أنزل الله نظام الإسلام ومنه نظام العقوبات؟؟؟ وهذه الفكرة تجعل المسلم يرضى أن يعيش في دولة لا تطبق الشرع ويرى إيجاد الدولة الإسلامية ترفا لأنه يرى أن كل ما عليه فقط إصلاح نفسه.
• الكثير من الأمور لا يمكن تطبيقها إلا في ظل الدولة الإسلامية مثل النظام الاقتصادي والعلاقات الخارجية وفتح بلاد الكفر ومناهج التعليم ونظام العقوبات، ولذلك حتى الفرد الصالح سيقع حتما ومرغما في محرمات كثيرة رغم انفه لأنه مضطرا للتعامل مع هذه الأنظمة الفاسدة.
• كثيرا ما يقع من يقوم على عملية إصلاح الأفراد يقع باليأس لأنه يرى أناسا كثر لا يستجيبون له، فيسب الأمة والناس لعدم الاستجابة لأنه يرى الكثيرين ينفرون من الصلاح، ولذلك ينزوي ويصبح أنانيا مدعيا أنه قام بما عليه بإصلاح نفسه وأهله، ولا شأن له ببقية المسلمين، وهذا الشخص يرى الظلم وفساد الحكام ولا يتدخل به حتى ينجي نفسه.
يتبع........................................................
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 24 2019, 12:41 PM
مشاركة #28


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



نظرات على حزب التحرير (27)

حزب التحرير وترك البعض للعمل معه
------------------


حزب التحرير يعمل لأن إيجاد التكتل الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر الداعي إلى الإسلام فرض، قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ولأن العمل لإقامة الخلافة أو استئناف الحياة الإسلامية فرض، فمن دخل حزب التحرير دخل ليقوم بما فرضه عليه الإسلام من العمل لدين الإسلام، ومن يدخلون حزب التحرير بشر يصيبون ويخطئون وهم غير معصومين عن الخطأ، ولذلك يمكن أن يخطئ شخص بعد دخوله حزب التحرير وهذا وضع طبيعي جدا.

الحزب يعامل المخطئين بالنصيحة أولا وبالإنذار ثانيا وبالعقوبة ثالثا، هذا طبعا إن لم يرتدع الشخص عن خطئه من أول مرة، فان ارتدع فهو المطلوب وإلا وصل الحال بالشخص أن يخرج من الحزب، وهذا وضع طبيعي من الحزب، فوجود أشخاص عاصين مصرين على المعصية داخل صفوفه غير مقبول لحزب يعمل لإرضاء الله تعالى، ووضع طبيعي أن يقوم الحزب بإخراج من يعيق عمله سواء بالمعصية أو بالخروج على أوامر الحزب أو تبنياته.

ومسألة دخول أشخاص في عمل صالح والخروج منه تحصل مع أي مسلم، وتحصل مع الحزب في عمله الحزبي، وبناء عليه يمكن التعليق على خروج أشخاص من صفوف الحزب كالتالي:
• القول أن الخروج من الحزب كان لأن التارك اكتشف أخطاء في الحزب، فهذا الكلام يرد عليه أن فكرة الحزب مطروحة على الجميع فيمكن مناقشة فكرة الحزب مع أي شخص، ولذلك القول أن من يترك الحزب فقد وجد فيه خطأ فهذا قول متهافت لا يحتاج ردا، حتى الإسلام وهو دين الحق يدخله أناس ثم يخرجون منه وهذا وضع طبيعي.
• القول أن الحزب يطرد كل شخص يعترض على أي أمر فهذا قول غير صحيح، فآلية المحاسبة في الحزب أكاد اجزم أنها فقط موجودة في الحزب دون غيره من الأحزاب، ولكن ضمن شروط حتى تبقى الكتلة متماسكة مثل المحاسبة الفردية وعبر قنوات معينة حتى لا تحصل التكتلات داخل الحزب وحتى لا يكون الأمر فوضويا، ومن وجد الحزب أن لديه رأيا مقنعا سار عليه الحزب، وإن وجد رأيه غير قوي طلب من هذا الشخص ترك رأيه لرأي الحزب.
• من يخطئ يبدأ الحزب معه بالنصيحة فان لم ينفع أنذره فان لم يستجب عاقبه حسب خطئه، ولا يكون الأمر كما يتوهم البعض بالعقاب من أول الأمر إلا إن كان الذنب علنيا مؤذيا لجسم الدعوة أو مؤذيا للكتلة ولو لم يكن علنيا، أو إن عمل الشخص عملا كبيرا فيه معصية لله فعندها قد يعاقب من أول مرة، ولكن الوضع الطبيعي أن يسار مع الشخص بحثِّه على التراجع وإعانته على الشيطان.
• الخطأ الذي ينذر عليه الحزب هو المعاصي بكافة أشكالها، وأيضا التمرد على أوامر الحزب، وأيضا الإصرار على مخالفة تبنيات الحزب، فعندها يعمل الحزب حفاظا على نفسه بنبذ المعصية وحفاظ على وحدته برفض التمرد ومخالفة التبنيات يعمل الحزب على السير مع الشخص حسب ما تقتضيه المسألة.
• من يترك الحزب أنواع:
1) شخص أصر على معصية معينة عندها يخرجه الحزب من صفوفه.
2) شخص أخذته الدنيا فلا يهتم بأمور الحزب إلا حسب فراغه من أعماله الدنيوية فهذا أيضا لا حاجة للحزب به ما دامت الدنيا محور حياته.
3) شخص أصابه الغرور أنه يفقه أكثر من الحزب فأصبح يخالف الحزب لأنه يرى رأيه صوابا والحزب مخطئ عندها يخرجه الحزب.
4) شخص كان صريحا بالقول أن العمل لإقامة الخلافة يحتاج جهدا ورجالا وقوة وأنا لست من هذه النوعية فينسحب بنفسه ولكنه يبقى مؤيدا للحزب.
5) شخص يئس من قرب النصر ويرى أن الأمر يحتاج وقتا كثيرا فيترك الحزب.
6) شخص خاف وجبن عن مواجهة الظالمين فقرر السير في طريق السلامة الدنيوية تاركا السلامة الأخروية في العمل على إرضاء الله تعالى.
• من يتركون الحزب هم بين أمرين إما أن يؤسسوا حزبا إن كانوا يرون أن الفكرة الأساسية للحزب خاطئة، والأغلبية بل الجميع تقريبا لا يفعل ذلك لأنه لا يستطيع وضع فكرة أخرى لعملية التغيير، وإما أن الخلاف مع الحزب ليس بالفكرة الأساسية عندها يصبح على هؤلاء الأشخاص:
أ‌) إن خرجوا بفعل مخالفة فعليهم تصحيح أنفسهم والعودة لصفوف الحزب.
ب‌) إن كانوا قد فصلوا فصلا تاما ولا أمل برجوعهم للحزب لأمر كبير فعلوه فعليهم الاستغفار لله عز وجل أن يغفر لهم وان يسندوا الحزب بأي عمل يقوم به لما فيه من الأجر الكبير.
ت‌) البعض لشيء في نفسه يبدأ بمهاجمة الحزب واتهامه بمختلف التهم لأنه طرد من الحزب أو انه ترك الحزب لأمر في نفسه أو لأي سبب .. يبدأ هذا الشخص بالهجوم على الحزب، فعلى هذا الشخص أن يتق الله عز وجل، لأن هجومه على الحزب هو هجوم على العمل لإقامة الخلافة وهذا إثمه عظيم عند الله تعالى.
• فلنفرض جدلا كما يقول البعض أن بضعة أشخاص تآمروا عليه لإخراجه من الحزب، وليس له شاهد إلا الله تعالى، عندها إن صحت الفرضية فعلى هذا الشخص أن يستغفر الله وان يحتسب أمره عند الله وان يعمل بكل ما يستطيع لإسناد الحزب في عمله، فليس معنى أن يظلم شخص أن يبدأ بهدم الحزب الوحيد العامل للخلافة لأنه حسب رأيه خرج ظلما من الحزب، فان كان مظلوما فان الله لن ينسى من ظلمه، ولكن الأكيد أن الرد على ظلمه لا يكون بالهجوم على الحزب والعمل لهدمه.
• أغلب من بدؤوا بالهجوم على الحزب لم ينالوا إلا الخسران في الدنيا ونفور الناس منهم، فالحزب تعمل كل دول العالم لهدمه، ولو خرجت فئات قليلة جدا وبدأت بمساندة الكفار والظالمين في هدم الحزب فلن تزيد الحزب إلا قوة وثباتا.
• أكثر من تركوا الحزب ذبلوا كما تذبل الثمرة إن قطعتها عن الشجرة، تبدأ بالذبول حتى تنتهي، وهذا حال اغلب من خرج من الحزب أصبح كعوام الناس لا هم له إلا عمله وشغله، وبعضهم أمد حقد في نفسه حياته بعض الشيء ولكن للأسف في مهاجمة الحزب، وعلى كلٍ كُلْ من ترك الحزب فنصيحة له أن يعود للحزب إن استطاع وان لم يستطيع فعليه بالتوبة والاستغفار وإسناد الحزب في كل عمل إن كانت غايته إرضاء الله تعالى، وان كان يكره الحزب فليلزم السكوت اتجاه الحزب خير له أن يمضي بعض وقته في مهاجمة العاملين لإقامة الخلافة، فلن ينال من مهاجمة الحزب العامل للخلافة إلا الإثم.

الخلاصة أن ترك البعض للحزب أمر طبيعي جدا، هذا وإن كان البعض يركز على التاركين فان أعداد الداخلين في الحزب والحمد لله تفوق عشرات المرات من يخرجون من الحزب إن لم يكن أكثر، وهذا وضع طبيعي في الحزب، صحيح أن الشخص يتألم لشخص اختار ترك طريق الحق والذهاب لطريق الباطل، ولكن الله يميز عباده المؤمنين، ونفوس البشر بين يدي الرحمن يقلبها كيفما يشاء، ونسأل الله أن يثبتنا على دينه وعلى العمل لإقامة الخلافة وان يثبتا على كل حق يا رب العالمين.

يتبع...........................................
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Jul 24 2019, 04:12 PM
مشاركة #29


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35





جزاكم الله خيرا
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 28 2019, 04:07 PM
مشاركة #30


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



نظرات على حزب التحرير (28)

حزب التحرير وصفاء ونقاء ووضوح وتبلور الفكرة
------------------


حزب التحرير الوحيد من بين الأحزاب الذين يفصل فكرته وطريقة عمله ويفصل مشروعه السياسي بشكل واضح غير مبهم، ومفصل غير عام، وبشكل نقي نقاء الماء أن كل أفكاره من الإسلام أو مبينة على الإسلام، ويبلورها فكرة فكرة بحيث يستطيع الباحث عن الحق فهم كل تفاصيلها.

ففكرة الحزب واضحة جدا وهي انه أسس بناء على الآية الكريمة { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} عاملا لاستئناف الحياة الإسلامية بطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم بمراحلها المعروفة، وبين مشروعه السياسي (الخلافة) بشكل جلي، ونقض الأفكار كالديمقراطية والرأسمالية والاشتراكية والعلمانية ونقض النظام الجمهوري والبرلماني وكل نظام غير نظام الخلافة، كل جزئية في الفكرة يأتي الحزب عليها بالدليل الشرعي، وكل مرحلة من مراحل عمله يأتي عليها بالدليل الشرعي وكل فكرة يهدمها أو يبنيها يأتي عليها بالدليل الشرعي.

لا يربط الشخص بالحزب إلا بعد نضجه بالثقافة الحزبية والوعي على الفكرة بغض النظر عن مكانته الاجتماعية وغناه وفقره، فالربط لا يتم بناء على أي مصلحة أو بناء على فورة مشاعرية بل بناء على وعي ونضج على الفكرة.

وأما مشروعه وهو إقامة الخلافة فقد بين الحزب أجهزة دولة الخلافة وكيف تعمل وبين صلاحياتها، ووضع نظام للحكم ونظاما للاقتصاد ونظام اجتماعيا ونظاما للتعليم وفصل العلاقات الخارجية، ووضع دستورا لدولة الخلافة، وبين كيف انزل فكرته وطريقته على الواقع الحالي وانه دار كفر مشابه لواقع الرسول في العهد المكي وليس دار إسلام، حتى عند قيام الدولة الإسلامية وضع الصعوبات التي يمكن أن تواجهها الدولة وكيف يتم التغلب عليها.

والحزب يجاري الوقائع السياسية الحالية وله تحاليل سياسية في مختلف القضايا السياسية والأحداث السياسية، ودائما يثبت الواقع قوة تحليل الحزب للأحداث.

الحزب جزء رئيسي من فكرته عدم المداهنة أو التلون أو الركون للظالمين أو أخذ التمويل من أي جهة خارجية، بين نقص فكرة التدرج والتقية والمشاركة في الأنظمة الحالية، وبين أن الحل الجذري هو إقامة الخلافة، لا ينشغل بتكفير هذا أو ذاك، مع انه وضع شروطا للتكفير لأي شخص، ومع ذلك لان الوضع هو حكم جبري فدولة الخلافة هي من تتولى هذا الأمر وليس هو يكفر بعضا ويترك آخرين.

للحزب أجوبة أسئلة في كثير من النواحي الفقهية والاقتصادية والاجتماعية والأسرية والسياسية ومختلف القضايا، وأجوبته دائما موجودة وتواكب الأحداث وما يستجد من أمور.

=================

أما بقية الحركات فكثيرا ما يكتنف الغموض فكرتها، فبعضها فكرته " الإسلام هو الحل"بشكل عام، وهذه جملة يمكن لأي مسلم أن يقولها، ولكن كيف؟ وبأي طريقة؟ وما هو المشروع السياسي؟ أو الغاية من العمل؟ وما هو واقع الدار لديهم؟ وأي دستور سيطبقون إن وصلوا الحكم؟ فلا يوجد أي معلومة، وقس عليهم من فكرتهم "العمل لله" أو "العودة لله" أو "أصلح الفرد يصلح المجتمع" وغيره من الأفكار العامة المبهمة الغير قابلة للتطبيق.

أما طريقة العمل فهي ارتجالية ملتوية حسب الواقع والظروف، وهي متغيرة متبدلة مع الزمن، وينتهي أغلبهم بالدخول في برلمانات الدول الحالية ويصبحون مثلهم مثل العلمانيين لأنهم لم يضعوا طريقة لفكرتهم العامة الغامضة المبهمة أصلا، وحتى الفكرة العامة مع الزمن يتركوها أو يؤولوها مع العلمانية.

وبعض الحركات وضعت طريقة قتال الأنظمة الحالية، آخذين بالحديث (أفلا نقاتلهم بالسيف...) ومع ذلك تركوا طريقتهم بعد أن ثبت واقعيا فشلها في التغيير، وبعض الحركات لا تميز بين الدولة والحركة فان سيطرت على بقعة معينة طبقت بعض الحدود ظانّة أنها تطبق الإسلام.

أما طريقة الربط عندهم فلا يوجد شرط النضج والوعي، فبسرعة يدخل الأشخاص إليها ناظرين لمكانته ومركزه وغناه الذي سيستفيدون منه، مما مكن المخابرات من اختراقهم بسهولة.

أما المشروع السياسي فالبعض لا يعرف تلك الكلمة، لان عمله إصلاحي ترقيعي ويعتبر الأنظمة الحالية دول إسلامية، وبعضهم إن وصل الحكم طبق نفس الدستور الحالي العلماني، وبعض التيارات الإسلامية قالت أنها ستطبق دستور حزب التحرير إن وصلت سدة الحكم، وهذا يعني فقدان جميع تلك الحركات للمشروع السياسي للتطبيق.

أما نقض الأفكار الأخرى والدساتير الأخرى والأنظمة الأخرى، فكثير من الحركات لا تستطيع نقضها، وبعضهم يعتبرها شرعية، ومن نقضها نقضها ليس بشكل تفصيلي كما عند حزب التحرير، وسبب عدم قدرتهم على النقض التفصيلي هو عدم قدرتهم على وضع دستور للدولة الإسلامية المستقبلية التي ينوون إقامتها.

وكثير من تلك الحركات كي تستطيع الصمود توالي وتركن للظالمين وتقبل التمويل منهم، وهذا يعني اختراق وتبعية للغير.

أما التحاليل السياسية لديهم فشديدة الضعف، مما يجعلهم ينخدعون بالحكام وأتباع الحكام ويظنون خيرا بالمجرمين ولا يدركون ما يحاك لهم في الخفاء، فيتم القضاء عليهم أو حرفهم عما هم عليه أو احتوائهم أو امتطائهم برهة من الزمن، فلا يعرفون الصديق من العدو، ومع الزمن يوجد عندهم التلون والنفاق والسير بنية خبيثة مع المجرمين ومع مشاريعهم.

يتبع............................................................
Go to the top of the page
 
+Quote Post

2 الصفحات V  < 1 2
Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 28th March 2024 - 09:08 PM