نسخة قابلة للطباعة من الموضوع

إضغط هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

منتدى الناقد الإعلامي _ الإذاعة و التلفزيون _ نموذج من سموم الإعلام القاتلة والمضللة للأمة

كاتب الموضوع: أم المعتصم Jun 27 2019, 09:13 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/61022.html


انطلقت أولى حلقات برنامج "قراءة ثانية"، يوم الأربعاء 12/6 الساعة 22:00 بتوقيت القدس على التلفزيون العربي ويناقش البرنامج ذو الطابع الحواري، قضايا الفكر الإسلامي، التاريخ الإسلامي، مسألة الفتوحات وحكم المتغلب، مسألة السلطة والدولة والنظام السياسي، وهل هناك شكل واضح المعالم منصوص عليه ومُتَعبد به للدولة في الإسلام، وكان علي السند مقدم البرنامج وفي ضيافته، رائد سموري الباحث في المركز العربي للدراسات، والدكتور أحمد زائد أستاذ الشريعة في جامعه قطر.

افتتح مقدم البرنامج الحلقة بمجموعة أسئلة حول الدولة وعلاقتها بالإسلام، وتحدث الدكتور أحمد زائد عن أهمية الدولة في الإسلام وذكر الآيات والأحاديث التي تدعم ذلك، ربنا يجازيه خيراً، وتحدث رائد سموري بحديث ليس بالجديد كما قال هو إن اسم الدولة اسم عصري وإن رسول الله e كان نبيا ولم يكن حاكما، وآيات الحكم في القرآن كلها تعني القضاء ولا حاجة لنا بالدولة لأجل أن نطبق الإسلام، وأتى بتفسيرات عجيبة غريبة أظهرت حشفه وسوء كيله!

وإننا في هذه الأسطر المعدودة سوف نرصد ما خالف الإسلام، لنرسم خطوطا للقارئ تنير له الدرب مع مثل هذه البرامج وهذا الطرح الذي يربط بين الدولة والإسلام وتاريخها، وفي الوقت نفسه نُذكّر مقدم البرنامج بما قد يعميه عن طلب أكبر نسب المشاهدة بالخوض في ثوابت الأمة وجعلها من المشتبهات غصباً!

أولا - نقول لمقدم البرنامج ومُعديه:

1- تذكروا قول الله تعالى ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ﴾.

2- ونُذكره بقول رسول الله e عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ، لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ، فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، ...» فالمؤمن بالله لا يبحث عن قراءة بعد بيان الحق ولا يلقي بين الناس شبهاً ليختبر الناس في إيمانهم ولا يعرض مثل هذا البرنامج إلا في سياق قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ﴾.

3- وأيضاً كيف يكون عندكم سؤال الدولة غير محسوم وقد ملأت الدنيا طوال أكثر من 13 قرناً من الزمان، والمكتبة الإسلامية غنية بهذا الأمر؟! ومن أهم الكتب الذي تطرق لهذا الموضوع كتاب الدولة الإسلامية للشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله الذي رسم خط الدولة من نشأتها إلى هدمها وكيف حرص الغرب على بقائها في الحضيض وكيف تنهض الآن وتستعاد.

ثانيا - نقول للقراء إن مثل هذه البرامج تضع عرضا:

1- يثبت فصل الدين عن الدولة وهي عقيدة المبدأ الرأسمالي، ويضع المستمع البسيط بين مفترق الطرق فلا يدري أيهما يسلك عندما يسحره ملقي الشبهات ببيانه الخادع.

2- التشويش والخلط في ما يؤخذ وما لا يؤخذ من التاريخ الإسلامي، فيجدون من كتب التاريخ مقطوعات خبيثة يتغنون بها ليعزفوا صوت الباطل فيبرزون بعض الممارسات المربوطة بأشخاص في التاريخ الإسلامي.

3- تمييع فكرة الخلافة كحكم شرعي إلى آراء واجتهادات تفتقر لشبهة الدليل فضلا عن الدليل وربطها بالتاريخ بدلا من ربطها بالحكم الشرعي.

ثالثا – ما يتعلق بتاريخ الدولة وارتباطها بالإسلام:

إن فترة رسول الله e هي الفترة النموذجية التي ارتبط فيها الإسلام بالدولة بالشكل الذي يرضاه الله، ومع ذلك كان في عهده e المنافق والفاسق و... إلا أن ذلك كله لم يجعل قائلاً يقدح في تطبيق رسول الله e للإسلام أو يشك في إدارة الدولة بالدين، ومعنى ذلك أن رسول الله حكم الناس بالوحي وتحاكم إليه الناس.

وكذلك من بعده e لم يطبق المسلمون غير الإسلام مع احتكاكهم بالثقافات الأخرى ودولتهم رائدة قوية ولم يحصل فيها الضعف إلا بعد أن ضعف تمسكهم بالإسلام في ربطه بالدولة، فهل بعد ذلك من قراءة ثانية لشكل الحكم في الإسلام؟!

كيف نبحث عن قراءة ثانية أتت بعد 13 قرنا من الربط بين الإسلام والدولة ونلتفت لما يقوله علي عبد الرازق بعد هدم الدولة العثمانية كما جاء في البرنامج أو بقراءة خالد محمد خالد في عام 1950م؟!

رابعاً: ما يتعلق بكتب التاريخ والأخذ منها فإننا حينما نقرأ كتب التاريخ لمعرفة ارتباط الإسلام بالدولة لا بد أن ندرك:

1- أننا نقرأ أحداثاً متأثرة بوجهة نظر الكاتب سواء أكان مادحاً أم قادحاً.

2- أن كتب التاريخ ليست مصادر لأخذ الإسلام، وإنما المصادر المعتبرة بقوة الدليل لأخذ أحكام الإسلام هي الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والقياس بعلة شرعية.

3- أن الحوادث التاريخية ومواقف الرجال بحسنها وقبحها لا يؤخذ منها نظام الدولة.

4- أن بعض الأخطاء التي حدثت في تاريخ الدولة الإسلامية هي إساءة لتطبيق الإسلام من قبل أصحابها، وهي لا تعني أن الإسلام لم يطبق.

5- أن الأحداث التاريخية التي حصلت بين الصحابة بعد موت رسول الله e دافعها الحرص على تطبيق الإسلام ولم يختلف الصحابة بمجموعهم على نظام الخلافة بل اختلفوا على من يكون الخليفة.

6- إذا أردنا أن نستفيد من التاريخ فهو في استعراض كيفية تطبيق الأحكام شريطة أن لا نأخذه من الكتب التاريخية بل نمحص الأخبار من خلال الرواية لأنها تُعرض للتنقية والتنقيح ومن خلال الآثار لأنها تبرز انعكاس تطبيق الإسلام على حياة المسلمين.

7- أن غير المسلمين في تاريخ الدولة الإسلامية لم يقرؤوا الدولة الإسلامية قراءة ثانية بل عاشوا بأمان واستقرار في كنفها وقد سطر كثير من أهل الكتاب اليوم حاجتهم للعيش في كنف الدولة الإسلامية فهم يقرؤون الدولة الإسلامية قراءة واحدة!

إن الانهزام الحقيقي هو أن نقارن مسيرة الإسلام على مر التاريخ بأي نظام أو مشروع عقلي من أنظمة اليوم، ومن ضحالة الفكر والانضباع بالغرب وندافع عن أنظمة عوارها مكشوف، تخلى عنها أصحابها وبان فسادها...

إن سبيل نهضتنا ليس في فلسفات منظري الغرب بل في استئناف الحياة الإسلامية في ظل الخلافة على منهاج النبوة فلن يصلح هذا الزمان إلا بما صلح به أوله.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس علي بلسود

Powered by Invision Power Board
© Invision Power Services