منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> المسلم والأعداء الأخفياء
الخلافة خلاصنا
المشاركة Oct 16 2017, 02:18 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



المسلم والأعداء الأخفياء


المسلم عندما يعيش حياته ليعبد الله تعالى ويسير على الطريق القويم فإن الأعداء لا يتركونه في حاله، فإما أن يتغلب عليهم أو يهزموه أو يستمر في صراع معهم حتى يفصل بينهم الموت، والمشكلة الكبرى ليست في الهزيمة بل المشكلة الكبرى هي في افتتان المسلم عن دينه، إذ أن التعذيب والقتل والضنك في الحياة للمسلم من أعدائه أو من ابتلاء في الحياة مع ثبات على الدين شيء جيد ويكفر السيئات، أما المشكلة فهي إن فتن المسلم عن دينه وعصى الله عز وجل.

والأعداء الظاهرون للمسلم هم الكفار والظالمون والمنافقون، وهنا لن نتحدث عن هؤلاء بل سنتحدث عن الأعداء الأخفياء للمسلم وهم: الشيطان والنفس وهواها والدنيا والجهل.

هؤلاء الأعداء الأخفياء هم أخطر على المسلم من الأعداء الظاهريين، فالعدو الظاهري تستطيع معرفة أنه عدوك ويريد النيل منك ومن دينك ومن بلدك ومن مقدساتك ويؤذيك جسديا ومعنويا ويبعدك عن دينك، أما الأعداء الأخفياء فهدفهم الوحيد إبعادك عن دينك فقط ولا يتعرضون لجسدك أبدا.
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Oct 16 2017, 02:21 PM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



الشياطين



ولنبدأ مع العدو الأول والأزلي لبني آدم وهو الشيطان، هذا العدو الذي أقسم لله جل وعلا أن يضل عباده ويغويهم ويبعدهم عن الطريق المستقيم، وسلاحه الوحيد الذي يستطيع به النيل منك هو الوسوسة ولا قدرة مادية له عليك، قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [إبراهيم 22]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ﴾ ولكن وسوسته تكون شديدة الذكاء لا ينجو منها إلا التقي العالم الواعي على دينه.

ومن أعماله لعنه الله للإيقاع بابن آدم:
• التحريش وإيقاع العداوة بين المسلمين
• الصدُّ عن ذكْر الله تعالى
• الغضب والشَّهوة
• العجلة وترْك التثبُّت قال صلى الله عليه وسلم: ((العجلة من الشيطان والتأني من الله تعالى)) [رواه الترمذي بلفظ الأناة وقال حسن وحسنه الزرقاني والألباني]
• التكاسُل في الطاعات وارتكاب المحرمات
• سوء الظن بالمسلمين
• البُخْل
• الحسد
• التعصُّب للهوى
• ترسيخ آراء ضالة في عقل المسلم تجعله يعصي الله وهو يظن أنه يعبد الله
• تعظيم حسنات الشخص وتقليل شأن السيئات
• الركون إلى الفتاوى التي توافق هوى النفس
• الالتفاف على ابن آدم من أكثر من مدخل ودون يأس
• تعظيم أمر التوبة إلى الله تعالى وأنها ستكلف المسلم الكثير خاصة إذا ترافقت مع مخاسر دنيوية كبيرة.
• إيهام الكثير من المسلمين أنكم فاسقين لا خير فيكم، ولا فائدة من توبتكم.

ومن مداخل الشياطين على العلماء:
• إشغالهم بعلوم دينية لا تعالج الواقع.
• إشغال الدعاة بالدعوة لأمور من الدين والمسلمون يعيشون مشاكل أخرى.
• تبرير العلماء لأنفسهم السكوت عن بعض أفعال الظالمين كي يتفرغوا للدعوة إلى الله تعالى، لأن تعرضهم للظالمين قد يؤدي لسجنهم مما يحرم العامة من علومهم الشرعية.
• الظن أن ذنوبهم مغفورة لأنهم يخدمون الإسلام فلا ضير من بعض الذنوب والخطايا ممن يخدم الإسلام.
• الإفتاء بكل ما يعلم وما لا يعلم.
• تخطيء من يخالفهم الرأي.
• أن يكون الهدف من العلم الشرعي التكسب الدنيوي فقط.
• عدم رؤية بأس بمخالطة الحكام.

أما أكثر ما ينال الشيطان من بني آدم:
• الغيبة
• سقطات اللسان
• العُجب
• السرقة من صلاة المسلم
• الغضب
• استراق النظر
• قلة الذكر
• تزيين متاع الدنيا بعين الشخص
• طول الأمل
• المراءاة ولو بشكل قليل
• التعالي على الناس لأنه أكثر منهم علما أو عملا أو مركزا.

وأما أساليبه لعنه الله أنه يبدأ الإنسان بالوسوسة بمعصية الله تعالى، فإن لم يفلح أمره بالتساهل بالفروض والنوافل والتساهل في بعض المحرمات، فإن لم يستطع دخل عليه من باب ترك النوافل، فان لم يستطع يجعله يرى نفسه من الصالحين وهو أفضل من غيره كي يصاب الإنسان بالعجب والغرور فيدخل عليه، وأحيانا يبرر الشيطان للإنسان تقصيره وأن هذا المنكر قلة من البشر من يستطيعون الإقلاع عنه وهو ليس إلا واحدا منهم، وأحيانا يأتي الشيطان من باب أننا نعيش في زمن القبض على الجمر وهذا من الأمور الصعبة والله وعد عباده المؤمنين بالمغفرة إذا ثبتوا على أصل الدين، وأحيانا يأتيه الشيطان من باب أن الله قد غفر لقاتل 99 روحا أفلا يغفر لك أنت وأنت خير منه، فلا تقلق كثيرا بالمعصية، وأحيانا يشكك الشيطان المؤمن في طاعته لله وهل أداها بالشكل المطلوب، فيصيب المسلم وسواس هل عبدت الله حقا أم قصرت في طاعته.

ومن صفته أنه لا ييأس ولا يكل ولا يمل، بل هو قد كرس حياته لإغواء بني آدم، وقد أقسم لله تعالى بذلك، قال تعالى: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف 16 ، 17 ]

كيف نتغلب على الشيطان:
• الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
• كثرة قراءة القرآن الكريم.
• المداومة على الذكر والاستغفار
• الصحبة الصالحة والحزب المبدئي الإسلامي والعيش في ظلال دولة الإسلام، لما رواه الإمام الترمذي رحمه الله, قال صلى الله عليه وسلم: ((من أراد منكم بحبوحة الجنة فليلزم جماعة المسلمين فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد))
• عدم إتباع الهوى
• تعلم الأحكام الشرعية
• الحرص على الإخلاص في العمل
• الهروب من مقدمات المعاصي
• الإلزام الفردي والسري بالنوافل، وهي أن يحاسب المسلم نفسه على قدر معين من النوافل لا يتركها مهما حصل له، على شرط أن لا يجعلها فرضا على نفسه أو لا يدعو الناس لإلزام أنفسهم بها.

شياطين الإنس

قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [سورة الناس]وقال أيضا: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام 112]، فالشياطين صنفان شياطين الجن وشياطين الإنس، ولا شك أن شياطين الإنس أشد خطرا من شياطين الجن إذ أن شيطان الجن يخنس إن ذكرت الله ولا سلطان له عليك، أما شيطان الإنس فإنه لا يخنس إن ذكرت الله تعالى لا بل وقد يقرأ معك القرآن ويفتيك بالقران والسنة، وقد تكون وسوسته مصحوبة بالتهديد أو بالوعيد، أو مصحوبة بالإغراء والمساومة، فهو أشد خطرا.

ومن أمثلة شياطين الإنس:
• علماء السوء: علماء السوء في الدرجة الأولى، فهؤلاء الشياطين يدخلون عليك أنهم أعلم منك بالدين وقد فقهوا الدين أكثر منك، وأنهم يعرفون المصلحة أكثر منك، ويدللون على وسوستهم بالآيات والأحاديث، ويستشهدون بملايين المؤيدين لهم، إذ قد يقال لك: "أنه ليس من المعقول أن تكون أنت وقلة غير مقتنعين بهم رغم أن لهم ملايين الأتباع"، وهم أشد أنواع الشياطين خطرا، قال عليه الصلاة والسلام: ((وَإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِى الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ)) [أبو داود] وقال: ((إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان)) [رواه أحمد]
• الإعلام: الإعلام لا يقل خطرا عن علماء السوء، وقد يكون في الدرجة الأولى أحيانا وخاصة إذا قام بالترويج لهؤلاء العلماء وتلميعهم، فتراه يزين الباطل والضلال للمشاهد، ويعرض كل أساليب الإغواء عليه، وهو ناشر للفساد، وينشر الخوف والرعب من الظالمين، ويوهن عزائم المؤمنين عن التصدي للظالمين، يشجع كل رذيلة وفساد، ويعتم على كل فضيلة ورشاد، وهذا يتمثل أكثر شيء بالإعلام الرسمي، ومن ثم الإعلام التابع للمجرمين وللأنظمة في العالم الإسلامي، أما إن استغل جيدا فقد يكون من أكثر الأسلحة قوة لأهل الخير، فالعبرة ليست بالإعلام كأسلوب لبث الأخبار والمعلومات، بل العبرة بمن يقوم على تلك الوسائل والمحطات الإعلامية من شياطين الإنس.
• الكتاب والمفكرون والسياسيون الذين ينشرون الأفكار الخاطئة والمفاهيم المضللة التي تخدم الكفار والظالمين، ويحاربون في نفس الوقت الأفكار الصحيحة والمفاهيم الصادقة التي يسعى أهل الخير لنشرها بين الناس.
• الممثلون والمغنون والراقصون وكل من يعمل معهم على نشر الفاحشة بين المسلمين.

نصوص في هذا الباب:
• يقول الغزالي في الإحياء: "أعداء الإنسان ثلاثة: دنياه، وشيطانه، ونفسه، فاحترس من الدنيا بالزهد فيها، ومن الشيطان بمخالفته، ومن النفس بترك الشهوات".
• ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: "الشيطان يلتقم قلب العبد، فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل قلبه عن ذكره وسوس"
• ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)) [متفق عليه]
• قال ابن القيم رحمه الله: "فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة لكان حقيقا بالعبد أن لا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى، وأن لا يزال لهجا بذكره، فإنه لا يحرز نفسه من عدوه إلا بالذكر، ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة. فهو يرصده، فإذا غفل وثب عليه وافترسه، وإذا ذكر الله تعالى انخنس عدو الله تعالى وتصاغر وانقمع حتى يكون كالوصع وكالذباب، ولهذا سمي الوسواس الخناس أي يوسوس في الصدور، فإذا ذكر الله تعالى خنس أي كف وانقبض، قال ابن عباس: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله تعالى خنس".
• مداخل الشيطان كما ورد عند ابن القيم:
1- المدخل الأول: الكفر بالله
2- المدخل الثاني: أن يوقعك في البدعة
3- المدخل الثالث: أنه يحاول أن يوقعك في كبائر الذنوب
4- المدخل الرابع: أنه يحاول أن يوقعك في صغائر الذنوب
5- المدخل الخامس: التوسع في المباحات حتى تلهيك عن طاعة الله
6- المدخل السادس: أنه يشغلك بالأقل أفضلية عن الأعلى أفضلية
7- المدخل السابع والأخير: هو تسليط الناس
• قال صلى الله عليه وسلم: ((في القلب لمتان لمة من الملك، إيعاذ بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله سبحانه وليحمد الله، ولمة من العدو إيعاذ بالشر وتكذيب بالحق ونهي عن الخير ، فمن وجد ذلك فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم)) [رواه الترمذي وحسنه ورواه النسائي] ثم تلا قوله تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاء) [البقرة 268] وقال الحسن : إنما هما همان يجولان في القلب: هم من الله تعالى ، وهم من العدو ، فرحم الله عبدًا وقف عند همه فما كان من الله تعالى أمضاه ، وما كان من عدوه جاهده .
• يقول عليه الصلاة والسلام من حديث ابن مسعود الذي ورد في صحيح مسلم: ((مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَالُوا وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَإِيَّايَ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِحَقٍّ )) [ مسلم عن ابن مسعود ]
• ورد في صحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ )) [ مسلم عَنْ جَابِرٍ ]
• عنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " بَيْنَمَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ ، جَالِسٌ فِي بَعْضِ مَجَالِسِهِ إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ إِبْلِيسُ وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ لَهُ يَتَلَوَّنُ فِيهِ أَلْوَانًا ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ خَلَعَ الْبُرْنُسَ فَوَضَعَهُ ، ثُمَّ أَتَاهُ ، وَقَالَ لَهُ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُوسَى ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا إِبْلِيسُ ، قَالَ : فَلا حَيَّاكَ اللَّهُ مَا جَاءَ بِكَ ، قَالَ : جِئْتُ لأُسَلِّمَ عَلَيْكَ لِمَنْزِلَتِكَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى وَمَكَانِكَ مِنْهُ ، قَالَ : فَمَا الَّذِي رَأَيْتُهُ عَلَيْكَ ، قَالَ : بِهِ أَخَتَطِفُ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ ، قَالَ : فَمَا الَّذِي إِذَا صَنَعَهُ الإِنْسَانُ اسْتَحْوَذْتَ عَلَيْهِ ؟ قَالَ : إِذَا أَعْجَبَتْهُ نَفْسَهُ ، وَاسْتَكْثَرَ عَمَلَهُ ، وَنَسِيَ ذُنُوبَهُ ، وَأُحَذِّرُكَ ثَلاثًا لا تَخْلَوْنَ بِامْرَأَةٍ لا تَحِلُّ لَكَ قَطُّ ، فَإِنَّهُ مَا خَلا رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ لا تَحِلُّ لَهُ إِلا كُنْتُ صَاحِبَهُ دُونَ أَصْحَابِي ، حَتَّى أُفْتِنَهُ بِهَا ، وَلا تَعَاهَدَ اللَّهَ عَهْدًا إِلا وُفِيتُ بِهِ ، فَإِنَّهُ مَا عَاهَدَ اللَّهَ أَحَدٌ ، إِلا كُنْتُ صَاحِبَهُ دُونَ أَصْحَابِي حَتَّى أَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْوَفَاءِ بِهِ ، وَلا تُخْرِجْنَ صَدَقَةً إِلا أَمْضَيْتَهَا ، فَإِنَّه مَا أَخْرَجَ رَجُلٌ صَدَقَةً فَلَمْ يُمْضِهَا إِلا كُنْتُ صَاحِبَهُ دُونَ أَصْحَابِي ، حَتَّى أَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِخْرَاجِهَا ، ثُمَّ وَلَّى وَهُوَ يَقُولُ : يَا وَيْلُهُ ثَلاثًا عَلِمَ مُوسَى مَا يُحَذَّرُ بِهِ بَنِي آدَمَ " [مكائد الشيطان للحافظ ابن أبي الدنيا]
• ورحم الله الحسن بن صالح حيث قال: "إنّ الشيطان ليفتحُ للعبدِ تسعة وتسعين باباً من أبواب الخير, يريد به بابا من الشر"
• قال أحد السلف رحمه الله: "رأيت الشيطان فقال لي: قد كنت ألقى الناس فأُعَلِّمَهَم, فصرت ألقاهم فأتعلّمُ منهم"
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Oct 16 2017, 02:26 PM
مشاركة #3


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



النفس وهواها


أما العدو الثاني فهو النفس وهواها، نعم نفسك أيها المسلم نفسك وما تهوى وما تأمرك به لتشبع نهمها وترضيها، ونفسك غير عقلك لأن النفس أحيانا تأمرك بغير ما يرشدك إليه العقل، ومتبع الهوى يعطل عقله إلا في تشغيله بما يحقق هواه للأسف.

فالنفس هي شخصيتك أيها المسلم وما تهوى وما تحب وما تكره وما يراودك من أفكار وتخيلات، فالنفس بطبيعتها تَميل للشهوات، وتَكره القُيود، وتحبُّ الانفلات والتحرُّر مِن كل ما تُمنَع منه، وتَضيق ذَرعًا إذا أُلزمتْ بأمر مِن الأمور، إلا إن ألجمت بقيود الشرع.

والنفس أنواع منها:
• النفس الأمارة بالسوء: وهي التي تأمرك بالشر
• النفس اللوامة: هي النفس المتقلبة التي تحاسب صاحبها على أفعاله، فان حاسبته على فعل خير فهي نفس لوامة ملومة، وان حاسبته على شر فعله فهي نفس لوامة غير ملومة.
• النفس المطمئنة: وهي التي تأمرك بالخير وتجعل هواك حسب شرع الله.

وسوسة النفس:
والنفس توسوس للإنسان كما يوسوس الشيطان وتأمره وتنهاه وصعب عليه أحيانا التمييز بين وسوسة الشيطان ووسوسة النفس، إلا في حالة واحدة وهي أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فإن الشيطان يهدأ ولكن النفس لا تهدأ، ولذلك هي أخطر على الإنسان من الشيطان، قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16] قال أهل التفسير: يعلم ما توسوس به نفوس بني آدم ويجول في خواطرهم من الخير والشر، وقال: {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ}[ص:26] والهوى هو هوى النفس.

ووسوسة الشيطان هي تزيين المعصية في نفس العبد حتى يقع فيها, فان تاب عنها انتقل به إلى معصية أخرى, فان عصاه فيها انتقل به إلى معصية ثالثة, وهكذا يبقى الشيطان يصارع الإنسان في الوسوسة حتى يوقعه فيها حتى وان تمكن منه بترك نافلة, المهم عنده أن يعصي الإنسان ربه عز وجل ولو بترك نافلة، أما وسوسة النفس فهي التي تحث صاحبها على معصية بعينها وتكرر النفس طلبها.

ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال في الفرق بين وسوسة النفس والشيطان: "ما كرهتْه نفسُك لنفسِك فهو من الشيطان فاستعذ بالله منه، وما أحبَّته نفسُك لنفسِك فهو من نفسك فانْهَها عنه" أي أن النفس غالباً توسوس فيما يتعلق بالشهوات التي يرغب فيها الناس عادةً.

أما أسباب إتباع الإنسان لهواه فيمكن إجمالها في:
• الحسد مثل حسد اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن منهم فعادوه ولم يتبعوه.
• الكبر والعجب يدفع الإنسان لأن لا يستعمل عقله ويعرض عن الحق، قال تعالى: ﴿ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴾ [البقرة: 87].
وهاتان الصفتان (الحسد والكبر) قد أخرجتا إبليس من الجنة عندما رفض السجود امتثالا لأمر الله تعالى، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 34]. وقال أيضا: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} [الأعراف 12]
• ومن أسباب إتباع الهوى حب الرياسة والزعامة والمناصب.
• النظرة الطبقية للآخرين سواء بسبب عرقهم أو قوميتهم أو بسبب شهادات الشخص الدراسية.

كيف نقاوم هوى النفس وشرورها:

• التعلم الشرعي: فمعرفة الإنسان بشرع الله تبين له أن كثيرا من الأمور التي يحبها لا يقبلها الشرع.
• تحكيم العقل في كل الأمور، وعدم الانجرار وراء الشهوات وميول النفس.
• التفكير في حياة الصالحين وكيف قاوموا شهواتهم وأنفسهم.
• الدعوة إلى الخير، فان من دعا إلى خير فان نفسه تبدأ تعينه وتحذره المعصية حرصا عليها وعلى عدم ظهور نفاقه، على شرط أن يكون مبتغيا في دعوته رضا الله تعالى فقط، فمن ابتغى رضا الله تعالى فان نفسه تسير معه في النهاية.
• الصحبة الصالحة والانضمام للجماعة الصالحة، فان الجماعة الصالحة تعين الإنسان على شيطانه ونفسه وتقضي على جهله.
• التفكير بحقيقتك كإنسان ضعيف وأنك ميت وأن آخرك جيفة، والتفكير أنك مهما بلغت به من رفعة في أي أمر فهناك من هو خير منك في ذلك المجال، فلا تغترن بنفسك أبدا.

خطورة إتباع الهوى:
• يورث الكبر والعجب ويصد عن قبول الحق وسماعه ويعمي العين عن رؤية الحق، قال تعالى: { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (الجاثية: 23] وقال: { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ} [القصص: 50].
• يوقع الإنسان في التناقض لأن الأهواء متقلبة، بخلاف الشرع الثابت من عند العليم الخبير، فمتبع الهوى شخصية متناقضة متقلبة متلونة لا تسير إلا وراء الشهوات.
• متبع الهوى عرضة لأن يكون منافقا سيرا وراء تحقيق رغبات نفسه، فمرة تراه مع هذه الجهة وإذا لم تحقق تلك الجهة مصلحته عاداها وانقلب إلى جهة أخرى.
• متبعي الأهواء في الحكم يفسدون أمر الرعية والخلق وكل من يسوسونهم: { وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ}.
• يوقع البغضاء والتنافر بين الناس لأن الناس تنظر لصاحب الهوى واتهامه بأنه إنسان "مصلحجي" (بالعامية)، أي يسير فقط وراء مصلحته ولا يهمه الحق.
• متبع الهوى في العادة شخص أناني لا تهمه إلا مصلحته وقلما تراه ينخرط في عمل جماعي إلا إن ابتغى من وراء ذلك العمل الجماعي شهرة ومنصب.
• متبع الهوى يكون غير حصين من الشيطان الرجيم.


نصوص في النفس وهواها:
• قال ابن تيمية رحمه الله : «من اتبع هواه في مثل طلب الرئاسة والعلو، وتعلقه بالصور الجميلة، أو جمعه للمال يجد في أثناء ذلك من الهموم والغموم والأحزان والآلام وضيق الصدر ما لا يعبر عنه وربما لا يطاوعه قلبه على ترك الهوى، ولا يحصل له ما يسره، بل هو في خوف وحزن دائمًا : إن كان طالبًا لما يهواه فهو قبل إدراكه حزين متألم حيث لم يحصل، فإذا أدركه كان خائفًا من زواله وفراقه» (مجموع الفتاوى) .
• قال ابن القيم : " فالجهاد أربع مراتِب : جهاد النفس ، وجهاد الشياطين ، وجهاد الكفار ، وجهاد المنافقين. وجهاد النفس بأن يُجَاهِدَهَا على تَعَلُّمِ الهُدَى ، والعَمَلِ به بَعْدَ عِلْمِهِ ، والدعوة إليه ، والصبر على مَشَاقّ الدّعوة إلى الله ، وجهاد الشيطان : جهاده على دفع ما يُلْقِي إلى العبد من الشُبُهَاتِ والشّهَوَات ، والشكُوكِ القَادِحة في الإيمان ، وجهاده على ما يُلْقِي إليه من الإرادات الفاسدة والشهوات ، وجهاد الكفار والمنافقين بالقلب واللسان والمال والنفس ، وجهاد الكفار أخَصُّ باليَدِ وجهاد المنافقين أخَصُّ باللِّسان ... قال : وأكْمَلُ الخَلْقِ من كَمَّلَ مراتِبَ الجِهَاد كلّها ، والخَلْقُ مُتَفَاوِتُونَ في منازِلِهِمْ عند الله ، تفاوتهم في مراتب الجهاد ... " ا.هـ. زاد المعاد 3/9-12 ، والله أعلم.
• قال عليه الصلاة والسلام : ((الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني)) [ الترمذي عن شداد بن أوس]
• قال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - : «إن أخوف ما أخاف عليكم اثنتان : طول الأمل، وإتباع الهوى، فأما طول الأمل فينسي الآخرة، وأما إتباع الهوى فيصد عن الحق».
• قال ابن تيمية – رحمه الله - : «وما أكثر ما تفعل النفوس ما تهواه ظانة أنها تفعله طاعة لله» (مجموع الفتاوى) .
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Oct 16 2017, 02:30 PM
مشاركة #4


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



الدنيا وزينتها


أما العدو الثالث فهو الدنيا وزينتها وبهرجها ومدى سيطرتها عليك أو سيطرتك عليها، الدنيا التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ)) [الترمذي]، الدنيا تحتوي ما تحتويه من فتن ومال وشهوات وهي عائق من المعوقات التي تعوق المسلم عن فعل الصالحات والطاعات، فزينة المال والحرص عليه، وعلى جمعه وتحصيله يمنع الإنسان عن فعل كثير من الخيرات من إنفاق وصدقة، وكذلك زينة الولد فهي مجبنة مبخلة، وكذلك المرأة فهي من متاع الحياة الدنيا، والحاصل أن الدنيا تعوق عن العمل الصالح وتصد عنه، فهي رأس الفتنة، وباب كل شر.

ولقد سميت الدنيا بأسماء تدل على حقيقتها من مثل:

• العاجلة: كما قال سبحانه وتعالى: ﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً﴾ [الإسراء: 18]، وقال سبحانه: ﴿كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ﴾ [القيامة: 20]، وتحدث القرآن الكريم في كثير من الآيات عن قصرها وسرعة انقضائها، وبين حقيقتها، وحقارة ما فيها من المتاع، وضرب لذلك الأمثال، وبين أن أجل الإنسان فيها محدود لا يتقدم أو يتأخر.

• الخادعة: بسبب انغماس الناس في ملذاتها وشهواتها وخداعها لهم وغفلتهم عن الحياة الآخرة، ورغم ما ورد في القرآن الكريم من التحذير من الاغترار بها وبمتاعها الزائل إلا أن كثير من الناس تركض خلفها وتنسى آخرتها، قال سبحانه وتعالى: ﴿لَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ [لقمان: 33]، وقال عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ [فاطر: 5]، فهي دار الغرور: ﴿ما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران: 185]، فالمذموم من الدنيا الركون إليها وإلى متاعها الزائل، وما فيها من شهوات ومضلات الفتن.

ولا يعني ذلك الابتعاد عن كل متاع الدنيا، بل المقصود هنا أن لا تلهيك الدنيا عن الآخرة، فترك الدنيا ومتاعها وعدم عمارتها يؤدي إلى التخلف العلمي والصناعي والمدني في شتى مجالات الحياة، فالمقصود بالتحذير من الدنيا هو التحذير من أن تصرفك الدنيا عن الآخرة فقط، فالتعلق بالدنيا وشهواتها وبما فيها من المتاع، وتفضيلها على الآخرة هو الأمر المنهي عنه كما قال سبحانه وتعالى: ﴿كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ﴾ [القيامة: 20].

• دار الشهوات الزائلة: قال تعالى: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ [آل عمران: 14].

ولا يعني ذلك عدم النيل من ملذات الدنيا وشهواتها، ولكن أن يكون ذلك من باب واحد وهو الحلال، فإن عرضت عليك ملذات الدنيا وشهواتها من باب الحرام، فاحذر أن تغرف منها، حتى الدنيا من باب الحلال يجب الأخذ منها بحذر وأيما حذر، والحذر من أن كثرة النيل من الدنيا قد ينسيك الآخرة وإن كان حلالا.

يقول سيد قطب رحمه الله: "إن الاستغراق في شهوات الدنيا، ورغائب النفوس، ودوافع الميول الفطرية هو الذي يشغل القلب عن التبصر والاعتبار؛ ويدفع بالناس إلى الغرق في لجة اللذائذ القريبة المحسوسة؛ ويحجب عنهم ما هو أرفع وأعلى؛ ويغلظ الحس فيحرمه متعة التطلع إلى ما وراء اللذة القريبة؛ ومتعة الاهتمامات الكبيرة اللائقة بدور الإنسان العظيم في هذه الأرض؛ واللائقة كذلك بمخلوق يستخلفه الله في هذا الملك العريض"

• الدنيا دار اللهو واللعب: الدنيا هي دار اللهو واللعب، لأنها تصرف صاحبها بمتاعها عن الآخرة وعن الأعمال الصالحة، وتخدعه بملذاتها الزائلة عن التضحية بها في سبيل الآخرة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ﴾ [محمد: 36]، قال تعالى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [الحديد:20].

• الصادة عن التضحية للآخرة: فقد تصد الإنسان عن التضحية بها (أي التضحية بالدنيا) في سبيل الآخرة، قال تعالى في موضوع الجهاد في سبيل الله: ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً﴾ [النساء: 74]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ [التوبة: 38]، وقال في موضوع الصد عن أمر الله ودعوته: ﴿الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ﴾ [إبراهيم: 3].

• الصارفة عن التوبة والاستغفار والخير: قال تعالى: ﴿وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ﴾ [الأنعام: 70]، وقال: ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾[الأنفال: 28]، وقال جل وعلا: ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [التغابن: 15]، بعد قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ﴾، سماهم أعداء لأنهم يشغلونهم عن الخير، ويدخل في ذلك سبب النزول دخولاً أوّلياً، وهو أن رجالاً من مكة أسلموا، وأرادوا أن يهاجروا، فلم يدعهم أزواجهم ولا أولادهم، فأمر الله سبحانه وتعالى بأن يحذروهم، فلا يطيعوهم في شيء مما يريدونه منهم مما فيه مخالفة لما يريده الله.

• الدنيا سجن المؤمن: قال صلى الله عليه وسلم: ((الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)) [رواه مسلم]، فلو ملك المسلم الدنيا بما حوت وقورن ذلك بالآخرة، فإنه لا مقارنة بينهما أبدا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن الدنيا ومقارنتها بالآخرة ((مَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا)) [رواه البخاري]، ولذلك شبه الدنيا بالسجن للمؤمن نظرا لما سوف يحصل عليه إن كان من أهل الجنة، نسأل الله أن نكون وإياكم من أهلها.

فاحذر أخي المسلم أن تكون الدنيا همك الأكبر واحذر أن تتخذها قضيتك المصيرية، فليكن دينك هو همك الأكبر، فإن الركض خلف الدنيا لن يورثك إلا الشقاء، قال صلى الله عليه وسلم: ((من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة)) [الترمذي]

• الدنيا ملعونة: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، وعالم أو متعلم)) [الترمذي]، الدنيا ملعونة: أي مطرودة مبعودة عن الله تعالى، والمراد بالدنيا الملعونة كل ما يشغل عن الله تعالى ويبعد عنه من شهوات وشبهات، وعن فعل الصالحات، فهو مذموم بخلاف ما يقرب إلى الله تعالى من الطاعات والأعمال الصالحات، وفي الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الله تعالى يقول: «يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك وإلا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك»)) [الترمذي]

نصوص تتحدث عن حقيقة الدنيا:
• مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بالسوق والناس عن جانبيه فمر بجدي أسك (صغير الأذن) ميت، فتناوله فأخذ بأذنه، ثم قال: ((أيكم يحب أن يكون هذا له بدرهم؟)) قالوا: "ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به؟" ثم قال: ((أتحبون أنه لكم؟)) قالوا: "والله لو كان حياً كان عيباً، إنه أسك فكيف وهو ميت؟!" فقال: ((فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم)) [رواه مسلم]
• قال صلى الله عليه وسلم: ((أبشروا وأمّلوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم)) [متفق عليه]
• قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء)) [رواه مسلم]
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما لي وللدنيا؟ ما أنا إلا كراكب، استظل تحت شجرة ثم راح وتركها وتركها)) [رواه الترمذي، وهو حسن صحيح]
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول لا الله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ في الجنة، فيقال له: يا بن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا الله ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط)) [رواه مسلم]
• إن لله عبادًا فطنا *** طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا * أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا * صالح الأعمال فيها سفنا
• قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: ((لَا تَطْلُبُوا الدُّنْيَا بِهَلَكَةِ أَنْفُسِكُمْ، وَاطْلُبُوا الدُّنْيَا بِتَرْكِ مَا فِيهَا، عُرَاةً دَخَلْتُمُوهَا، وَعُرَاةً تَخْرُجُونَ مِنْهَا، كَفَى الْيَوْمَ هَمُّهُ، وَغَدًا إِذَا دَخَلَ بِشُغْلِهِ (( [الزهد لابن أبي الدنيا]
• قَالَ الْحَسَنُ: ))وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا كَانَتِ الدُّنْيَا أَهْوَنَ عَلَيْهِمْ مِنَ التُّرَابِ الَّذِي تَمْشُونَ عَلَيْهِ، وَمَا يُبَالُونَ، أَشْرَقَتِ الدُّنْيَا أَمْ غَرَبَتْ، أَذْهَبَتْ إِلَى ذَا أَمْ إِلَى ذَا))
• عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ: “تَابَعْنَا الْأَعْمَالَ، وَلَمْ نَجِدْ شَيْئًا أَبْلَغَ فِي طَلَبِ الْآخِرَةِ مِنَ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا”.
• قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: “مَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمُصِيبَاتُ، وَمَنِ ارْتَقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ فِي الْخَيْرَاتِ”.
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Oct 16 2017, 02:34 PM
مشاركة #5


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



الجهل


أما العدو الرابع فهو الجهل، ولا اقصد هنا الجهل بعلوم الدنيا، بل الجهل بالدين والجهل بالطريق إلى الآخرة، وكم قتل هذا الجهل من مسلمين وأرداهم في المعاصي، وكم فتح الجهل الأبواب للشيطان وللنفس والهوى وللدنيا لكي تدخل عليك وتسيطر عليك، فهو أشد الأعداء الأخفياء خطرا، فمن كان جاهلا استحوذ عليه الشيطان بسهولة، وخدعته شياطين الإنس وهو يظنهم من الناصحين، واتبع هواه وهو يظن نفسه سائرا على شرع الله، وعمل للدنيا وهو يظن أنه قد ضمن الجنة.

نعم الجهل هو أخطر آفة يمكن أن تصيب الإنسان المسلم، فهو عندها عرضة للانحراف بسهولة، أما العالم فهو أشد على الشيطان ملايين المرات من المسلم العابد، قال صلى الله عليه وسلم: ((فَقِيهٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ)) [البخاري].

وهنا حتى لا نقع فيما وقع بها آخرون في تشخيص حالة الجهل جيدا لمعرفة طريقة العلاج، ينبغي طرح هذه المشكلة من بابين للضرورة ولفهم المشكلة جيدا، وهي حالة "الجهل الفردي" وحالة "الجهل العام" أو ما يسمى "الرأي العام الخاطئ" عند الأمة الإسلامية، فعلاج الفرد يختلف كليا عن علاج الرأي العالم الخاطئ عند الأمة والذي سببه أيضا جهل بالدين.

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


أضرار الجهل الفردي: الجهل الفردي هو جهلي كمسلم بأمور الدين وبالأحكام الشرعية وجهلي بالمقاييس الشرعية والأفكار الإسلامية والآراء الإسلامية التي تخصني كفرد مسلم، هذا الجهل يؤدي في حالة الفرد المسلم إلى:
• عدم القيام بالتكاليف الشرعية بشكل جيد، أو أحيانا عدم القيام بالتكاليف الشرعية نهائيا.
• كثرة الوقوع في المعاصي بسبب الجهل أنها معصية.
• التساهل في أداء الفروض أو في ارتكاب المحرمات بسبب وجود مقاييس غير شرعية مثل مقياس المنفعة والمصلحة وفعل بعض الأمور المحرمة لأنها أخف من غيرها حرمة على حسب تفكير الشخص، والتساهل في بعض الفروض لأن فعلها قدي يؤدي ضررا على الشخص على حسب تفكيره.
• سهولة وقوع المسلم في حبائل الشياطين وسهولة إتباع هواه وسهولة سيطرة الدنيا عليه.
• الجاهل يكون دليله للأفعال إما هواه أو شيخ وثق به، لأنه لا يستطيع بنفسه التمييز بين الآراء والأحكام.
• الجاهل يظن نفسه عالما، ولذلك لا يرى ضرورة للقراءة أو تعليم نفسه، ولن يدرك مدى جهله إلا إن بدأ بالقراءة والتعلم.


ضرر الجهل العام "الرأي العام الخاطئ" عند الأمة الإسلامية، وهو الجهل بالأمور التي تخص جماعة المسلمين والأمة الإسلامية بشكل عام:
• تصديق الأمة الإسلامية للدجالين والمنافقين والمخادعين من مثل الحكام الحاليين أو علماء بلاطهم.
• كثرة انخداع الأمة بالإعلام المضلل وهو أخطر سلاح يستخدمه المجرمون.
• انسياق الأمة وراء التضليل العاطفي الذي يستخدموه المجرمون.
• مرور مشاريع الغرب على الأمة الإسلامية بسهولة.
• النظر للتغيير نظرة مريبة، فهو ينظر للتغيير العام على انه إما مستحيل أو صعب لا يمكن الوصول إليه إلا بسيل من الدماء، أو أن البقاء على حالنا الحالي خير من الذهاب للمجهول.
• الاعتقاد أن الإصلاح الفردي أو على مستوى الأسرة أو السير خلف الشعارات العامة مثل "العودة إلى الله" و "أن يحب المسلمون بعضهم" أو "الإكثار من العبادات الفردية" أنها طريق لتغيير المجتمعات.

علاج الجهل الفردي
علاج الجهل الفردي يكون بـ:
• القراءة.
• دخول حلقات العلم على مختلف مسمياتها.
• عملية التثقيف في الأحزاب المبدئية الحقيقة.
• حضور حلقات العلم والذكر.

علاج الجهل العام "الرأي العالم الخاطئ"
طريقة علاج الرأي العام الخاطئ كونها تخص الأمة الإسلامية بشكل عام فإن طريقة علاجها تختلف عن الناحية الفردية، ويكون ذلك بـ:
• تأسيس أحزاب مبدئية أساسها العقيدة الإسلامية، تعمل هذه الأحزاب على تثقيف الأمة الإسلامية بالثقافة الإسلامية، بشكل مركز في حلقات الحزب، وبشكل عام عن طريق الدروس والخطب والنشرات والمجلات، والاتصال الحي بالناس والبث الإعلامي إن أمكن وإيصالهم الثقافة الإسلامية الصحيحة.
• الدروس والخطب والمجلات وكل طرق التواصل من قبل الأفراد والدعاة والكتاب والمفكرين.
• الهدف من أن كل عمليات التواصل هذه هي لتغيير الرأي العام الخاطئ إلى رأي عام صحيح يعمل للإسلام ولإعادة الإسلام، فليس المطلوب أحزاب ودروس وخطب وكل عمليات التواصل من اجل الدفاع عن الظلم أو من اجل صرف الناس عن سبب مصائبهم أو من اجل تثبيت العروش الحالية للظالمين، فليس هذا هو المطلوب.
• ولذلك يجب التركيز في عملية التثقيف الجماعي على:
1- تقرير أن غياب الحكم بالإسلام في ظل الخلافة هو سبب المشاكل والبلاء والضنك.
2- تقرير أن الحكام الحاليين هم عملاء للكفار ويحكمون بغير الإسلام ويجب على المسلمين التخلص منهم.
3- تقرير أن على المسلمين العمل لخلع الحكام وإقامة الخلافة، وهذا طبعا لا يكون إلا بعمل جماعي عن طريق أحزاب مبدئية.
4- تقرير أن الكفار وأذنابهم الحكام الحاليين لا يريدون خيرا للإسلام وأهله.
5- تقرير حرمة التعامل مع الكفار أو مع الأنظمة الطاغوتية في تغيير الشأن العام للمسلمين.
6- تقرير أن الإسلام قادر على علاج مشاكل المسلمين كلها، وأن البلايا التي نراها اليوم والتي فيها المسلمون سببها الأنظمة والمبادئ الطاغوتية التي تحكم الأرض كالرأسمالية والاشتراكية والديمقراطية وغيرها من الأنظمة الطاغوتية.

أنواع الجهل بالأحكام الشرعية:
• الجهل الطام أو المطبق: وهو عدم معرفة شيء من الإسلام إلا أساسته، مثل أن الله واحد ومعرفة اسم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ومعرفة أننا سنذهب بعد الموت إما إلى جنة أو إلى نار، وبقية الأمور والمعلومات عند هذا الشخص تكاد تكون شحيحة شح الماء في الصحراء، وهذه النوعية من المسلمين موجودة.
• الجهل العميق: وهذا عنده معلومات أكثر من النوع الأول، ولكن معلوماته تكاد تنحصر في الأشياء المعلومة من الدين بالضرورة وبشكل مبسط جدا، أما بقية الأحكام الشرعية فمعلوماته فيها شديدة البساطة.
• الجهل النوعي: وهو جهل عميق في بعض نواحي الشرع، ولكن في جوانب أخرى تراه عالما عارفا، فمثلا ترى شخص عنده معلومات جيدة كافية في موضوع الصلاة واللباس الشرعي، ولكن معلوماته في جوانب أخرى مثل الأحكام الشرعية في الاقتصاد أو الحكم شديدة البساطة.
• الجهل المقبول شرعا: وهو الجهل في الأمور التي لا يرتبط بها عمل الإنسان، فهذا الجهل معذور صاحبه ولا إثم عليه فيه، فمثلا الإنسان الذي لا يريد الحج، فليس فرضا عليه معرفة أحكام الحج، ولو عاش عشرات السنين دون معرفة أحكام الحج، فلا شيء عليه، ولكن بمجرد نيته الحج وعزمه الخروج للحج، فانه يصبح واجبا في حقه تعلم أحكام الحج وتفاصيلها، أما قبل ذلك فلا شيء عليه أن بقي جاهلا فيها، وقس على ذلك أن الأعزب ليس واجبا عليه معرفة كيف يعامل زوجته، وليس واجبا على شخص أن يتعلم أحكام البيع والشراء والتجارة حتى يدخل في هذا الباب، وهكذا.
وفي هذا الباب يجب التذكير أن الأشياء المفروضة على جميع المسلمين منذ البلوغ بغض النظر عن عملهم كثيرة منها: الصلاة والصيام واللباس الشرعي وأحكام الحياة الخاصة والحياة العامة وأحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأحكام العمل لإقامة الخلافة وأحكام الولاء والبراء وجزء كبير من أحكام المعاملات وغيرها مما تجب على الجميع لحظة بلوغهم، أما غيرها مما يجب على الإنسان لحظة القيام بالفعل فهذه تعتمد على أفعال الإنسان، إن نوى تصبح فرضا عليه مثل الحج وان لم ينو الحج فلا إثم عليه إن بقي جاهلا فيها.
وينبغي معرفة أن تعلم كل الأحكام الشرعية والاجتهاد فيها فرض كفاية على الأمة الإسلامية ، ومندوب للشخص الواحد، فمن أحب أن يتعلم الفقه كله فلها الأجر والثواب عند الله تعالى، ولكن إن خلت الأمة الإسلامية من العلماء والمجتهدين فالإثم يلحق جميع الأمة الإسلامية حتى يوجد أشخاص يكفون لتعليم الناس الأحكام الشرعية والاجتهاد فيها.
• الجهل الحتمي: وهذا الجهل هو الجهل فيما لم يرد لله للبشر أن يطلعوا عليه، فإن حكمة الله اقتضت ببقاء البشر جاهلين في تلك الأمور، مثل معرفة الحكمة من بعض التشريعات والحكمة من قضاء الله وقدره في بعض الأمور، ومثل الجهل في معرفة حقيقة وكنه الجان أو الملائكة بشكل تفصيلي، فالإنسان مهما أوتي من علم فعلمه قليل قليل بالنسبة لعلم الله تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] وردت هذه الآية عندما سأل الكفار رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حقيقة الروح التي بين جنبي الإنسان، فكان الجواب من الله تعالى، ويقول أيضا: { قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف: 109] فالحقيقة الأكيدة أنه كلما زاد اطلاع الإنسان على المعارف والعلوم أدرك كم هو جاهل.


الجهل في تشخيص الحالة
الجهل في تشخيص الحالة يؤدي إلى الخطأ في العلاج، فهذا معروف منطقيا، فمن لم يفرق بين جهل الأفراد والجهل العام " الرأي العام الخاطئ" فهو لن يستطيع أن يقدم الحلول، ومن رأى أن علاج الجهل الفردي هو الطريق لعلاج الجهل العام فهو مخطئ، ومن رأى أن علاج الأفراد فردا فردا يؤدي في النهاية إلى علاج الجهل العام فهو مخطئ، ومن رأى أن أركان الفرد هي نفسها أركان المجتمع فهو مخطئ.

فإن أردت أن تصلح فردا فعليك بمعرفة مقومات إصلاح الفرد وهي: العقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق، فإن أصلحت الأربعة أصلحت الفرد، وهذا لا يعني أنه يصلح المجتمع ولو بلغ عدد الأفراد الصالحين الملايين، وعناصر إصلاح المجتمع أربعة وهي: الإنسان والأفكار والمشاعر والنظام المطبق، فإن صلحت تلك الأمور صلح المجتمع، ومن هنا يمكن القول أن علاج الجهل الفردي يكون بالتعليم والتثقيف والقراءة، وهذا يعني أن فرد متعلم زائد فرد متعلم زائد مليون فرد متعلم يعني أن لدنيا أفراد متعلمين فقط، لان حركتهم وشعورهم ويقظتهم وانتباههم فردي ليس إلا، لكن لو سيطرت أفكار صحيحة ومشاعر صحيحة على جموع الناس بمتعلمهم وجاهلهم وكانت حركتهم جماعية وشعورهم الجماعي يدفعهم للتحرك والتغيير وقادهم شخص يحمل تلك الأفكار والمشاعر الصحيحة فإنه يستطيع تغيير حال الناس وستسيطر الأفكار الصحيحة والمشاعر الصحيحة على الناس حتى لو كان المدافعون عنها جهلة لا يعرفون عما يدافعون.

إذن العمل الجماعي في تقويم الرأي العام الخاطئ الذي سببه جهل عام بالصواب والحقائق يكون العمل على إزالة ذلك الجهل العام بعمل عام بين المسلمين لتحميل الناس الأفكار الصحيحة والمشاعر الصحيحة حتى لو كان الكثير من الأفراد صالحين.

وللتوضيح نقول أن ترى شخصا يقول الحكام خونة والخلافة هي الحل ويجب إزالة هؤلاء الحكام وحظه من العلم شبه معدوم ولكنه يدرك الحد الأدنى من الأفكار التي تجعله ينقلب على الفساد، ويتبعه ملايين على رأيه وتراهم يؤيدون من يدعو لتلك الأفكار فان ذلك المجتمع فيه قابلية الثورة والتغيير.

أما أن ترى مجتمع فيه ملايين العلماء بالفقه والشرع، ولكن كل عالم مشغول بنفسه وعمله وما يمكن أن يحصله لنفسه من منافع، ويرى أن الفساد مسشتر في المجتمع ولكنه يقول، أنا اكتفي بنفسي وأسرتي ولا يهمني حال المجتمع، فان الملايين مثل هذا في أي مجتمع هم وبال على هذا المجتمع حتى لو كان عددهم بالملايين.

وبناء عليه تصدر العمل للتغيير في المجتمع أحزاب وجماعات وأفراد حملوا أفكارا خاطئة تنم عن جهل بحقيقة التغيير، فعملوا على تأخير التغيير، وبعضهم أرجع عملية التغيير إلى الوراء بدل أن يجعلها تتقدم إلى الأمام، ومن حملة هذه الأفكار الخاطئة نذكر:
• من يرون أن إصلاح المجتمع يبدأ بإصلاح الفرد؛ ركزوا عملهم على إصلاح الأفراد ولم يعملوا على تغيير أركان المجتمعات، فأوجدوا أفراد صالحين ولكن المجتمع بقي ينحدر من سيء إلى أسوا، حتى الأفراد الصالحين لم يستطيعوا أن يقاوموا انحدار المجتمع فانحرف قسم كبير منهم للأسف، وبقي قسم كبير منهم رغم علمه على المستوى الفردي وعلى مستوى الصلاح الفردي، بقي قسم كبير منهم يتمتع بجهل مرعب على مستوى الفكر المجتمعي للتغيير وعلى حقيقة التغيير في المجتمعات، فكان بعضهم جنودا للكفار من حيث لا يدرون.
• الكثير من رواد الإصلاح الفردي كانوا عقبة كأداء أمام رواد التغيير في المجتمعات، فبسبب علمهم الفردي الجيد والعالي إلا أنهم لا يدركون أبسط العلوم على مستوى تغيير المجتمعات، فهم مثلا لا يرون بأسا بالديمقراطية والانتخابات البرلمانية ولا يرون بأسا بالتعاون مع أمريكا ودول الكفر بشكل عام، فغطى علمهم الفردي على جهلهم العام بعملية التغيير، فكانوا وبالا على العاملين للتغيير واثروا على قسم كبير من الناس فتبعوهم لأنهم يظنوهم من العلماء الربانيين.
• البعض سب الناس والمجتمع وتقوقع، ورأى أن تعليم الناس والقضاء على الجهل بينهم أمر شبه مستحيل، فتقوقع على نفسه وترك الكفار يستمرون بعملهم في نشر الجهل بين الناس ونشر الثقافة الغربية.
• البعض أسس حركات لمعاقبة الجهلة والعصاة من الناس، مثل بعض الحركات الجهادية التي قامت بتنفيذ بعض العقوبات الشرعية في مناطق سيطرتها فأوجدت كرها من البعض لمن يدعو للتغيير بشكل عام.
• البعض رأى سبب الفساد متمثلا بالحكام فهم سبب البلاء والمصائب، ولكن طريقة العلاج كانت خاطئة إذ أسسوا حركات للنيل من الحكام وأتباعهم في الأجهزة الأمنية فسفكوا الدماء، واستغلت المخابرات تلك الأعمال لتشويه العاملين للإسلام، واستطاعت أن تقنع البعض أن ثقافتها وعلمها خير من هؤلاء الجهلة القتلة على حسب وصف الحكام.
• البعض عنده جهل في تحديد من هو العدو لتتم محاربته، فخلطوا بين العدو الحقيقي وضحايا الجهل والثقافات الغربية.
فلو قلنا مثلا أن كل شخص يعاديك هو عدو حقيقي لك فهذا فهم خاطئ، إذ أحيانا تقع معاداتك من أخيك ولكنه لا يعتبر عدوا لك، حتى لو هاجمك، فلا أظنك مثلا تعمل لقتله في جنح الليل وتذهب بعدها لتحتفل في بيتك، والسبب انه ليس بعدو لك حتى لو عاداك، فهنا نحن نتحدث عن العداء الذي يعتبر فيه النيل من العدو انتصارا وفرحا، وهذا العدو متخيل في:
1- الكفار
2- جنود الكفار
3- الحكام الحاليين، لان النيل منهم وموتهم يعتبر فرحا للأمة الإسلامية
4- كبار المجرمين والمنافقين
5- كبار الطفيليين الين يعتاشون على وجود المجرمين.
أما الجندي في أي جيش في العالم الإسلامي فليس بعدو لك، حتى لو حاربك، وكذلك الأمر بالنسبة للجهلة من المسلمين الذين يقفون في صفوف العدو ليسوا بعدو لك.
قد تعتبرهم أعداء لك لتنتصر على تبعيتهم وجهلهم فقط لا على شخوصهم وأرواحهم، ولا يعتبر مصابهم فرحا وسرورا لك، أما أن تعتبرهم أعداء لك للنيل منهم فهذا مرفوض، وأظنك توافقني الرأي أخي المسلم.
فعداؤنا مع الجهلة هو القضاء على جهلهم، فنحارب جهلهم لنوعيهم.
وعداؤنا مع الجنود في الجيوش هو القضاء على تبعيتهم للأنظمة وتخليصهم من طاعتها، ولا يعتبر تدمير الجيوش مبعث فرح وسرور لنا، فهم ثروة مسروقة من قبل الحكام يجب تخليصها منهم.
إذن من هو العدو الحقيقي أمر يجب إدراكه جيدا حتى ندرك كيف نخوض المعركة في سبيل تغيير واقع الأمة الإسلامية، أما عدم إدراك واقع العدو الحقيقي يجعلنا نقع في المحظور ونضر جزء من الأمة الإسلامية ونزيده لنا عداء، ويفرح العدو الحقيقي من تصرفاتنا هذه إذا اتخذنا من لا يجب أن نتخذه عدوا لنا اتخذناه عدوا لنا.
• مشكلة الكثير من أبناء المسلمين هذه الأيام الأفراد وقادة الحركات هو عدم تمييزهم معنى "فرض الكفاية" وكيفية إيجاده في واقع الحياة، فالكثيرون مثلا لا يعرفون معنى فرض الكفاية بشكل صحيح، والبعض لا يستطيع حصر فروض الكفاية، والبعض إن عرف فروض الكفاية لا يهتم بها أو يرى أن لا شأن له بها، والبعض إن اهتم بفروض الكفاية فإنه لا يعرف كيفية تنفيذها وإيجادها، والبعض لا يدرك أن إيجاد الخلافة يوجد فروض الكفاية بشكل عام، والبعض إن فقه كل شيء بشأنها تراه يبتعد عن فروض الكفاية خوفا من الظالمين لأن جزء كبير من تنفيذها يتطلب إزالة الحكام وكشف سوءاتهم والعمل الدؤوب لإقامة الخلافة.

إن الإسلام قد ميز الإنسان بالعقل، والعقل إن تم استخدامه على حسب القدرات الموجودة فيه، فانه يستطيع الوصول للصواب، وان تعطيل العقل عن التفكير أو إتباع الإنسان للهوى أو الشيطان أو الدنيا هو الذي يجعل إنتاج العقل إنتاج سيء، أما الاستخدام الصحيح للعقل فإنه لن يؤدي بصاحبه إلا إلى الحقيقة، ولذلك فان العقل بشكل عام يوصل للصواب إلا في حالات منها:
• عدم السير على الطريقة العقلية في التفكير تؤدي إلى إنتاج خاطئ للعقل.
• عدم معرفة حدود العقل وقدراته تؤدي إلى إنتاج خاطئ للعقل.
• إتباع الشيطان
• إتباع الهوى
• اللهاث خلف الدنيا
• الاتكال على أفكار الآخرين وتقليدهم على ما هم فيه دون تشغيل العقل.

لذلك نقول أن الإنسان بفطرته وبقدراته العقلية يستطيع أن يصل للحقيقة إلا إن حصلت الأمور في الأعلى، فان المتوقع أن يكون الإنتاج العقلي خاطئا سقيما يهلك صاحبه، ويبقيه في جهل بالعلوم الشرعية المنجية له من سخط الله تعالى.

بعض النصوص والوقائع الحالية تبين مصائب الجهل الذي يظن صاحبه أنه يحسن صنعا:
• عن أبو منصور القزاز مرفوعا إلى جندب الأزدي رحمهم الله, قال: لما عدلنا إلى الخوارج ونحن مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال فانتهينا إلى معسكرهم فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن.
• لما مات علي رضي الله عنه أُخرج ابن ملجم ليُقتل فقطع عبد الله بن جعفر يديه ورجليه فلم يجزع ولم يتكلم في عينيه بمسمار محمي فلم يجزع فجعل يقرأ: "اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق.." حتى ختمها وإن عينيه لتسيلان, فعولج على قطع لسانه فجزع, فقيل له لم تجزع؟ فقال أكره أن أكون في الدنيا مواتا لا أذكر الله, وكان رجلا أسمر في جبهته أثر السجود لعنة الله عليه.
• أمثلة من واقع اليوم: أتباع الإسلام المعتدل وكثير من الشيعة ومن الصوفية ومن أتباع المذهب الوهابي، وبين المسلمين خلق كثير يسيطر عليه الجهل بطرق كثيرة.
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Oct 16 2017, 02:39 PM
مشاركة #6


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



الأعداء الأخفياء في معركة دائمة مع الإنسان المسلم حتى الموت


إن الأعداء الأخفياء كثيرا ما يكون عملهم متداخلا، فهم لا يقومون بعدائهم للمسلمين بالترتيب، وإنما يتداخل عملهم، فلا تدري من هو الذي يهاجمك، وأحيانا لا تدري أنك تحت الهجوم، فتظن نفسك مصلحا عاملا للخير، وهذه المعركة مع هؤلاء الأعداء تستمر حتى تفارق الحياة، فلا تظن أنك ستستريح منهم لحظة، بل هم مستمرون بالهجوم عليك، وسيدهم ورائدهم في الهجوم إبليس اللعين، الذي أقسم أن لا يترك بني آدم حتى يغويهم ويدخلهم النار معه.

الأعداء الأخفياء لهم أساليبهم وطرقهم التي لا يمكن إحصاؤها، وهي متجددة متنوعة متطورة لا تنتهي، وتتطور حسب الأفكار التي تنتجها عقول الشياطين من الأنس والجان، ولنأخذ بعض الأمثلة للنظر كيف يأتي الشيطان الإنسان وهي للمثال وليس للحصر لأنها كما قلت كثيرة أكثر من أن تحصى:

• المرأة

المرأة لا يتركها الشيطان في حالها، لأنه يدرك انه إن أفسدها افسد الشباب وافسد الجيل المستقبلي، يأتي المرأة وهي صغيرة في موضوع اللباس الشرعي وانه سيخفي جمالها ويظهرها متزمتة جاهلة، وهذا قد يؤدي إلى عدم إقبال الشباب لخطبتها، وان قاومت شيطانها ونفسها فإنها ستتعرض لشياطين الإنس، من الاستهزاء عليها والضحك عليها، وأحيانا تكون الضغوط اشد إذا جاءت من الأم والأب الذين يرون أن التزام ابنتهم قد يؤدي إلى عدم زواجها فيضغطون عليها لعدم لبس اللباس الشرعي، وأحيانا في دول الغرب تمارس ضغوط اشد على المرأة المسلمة في مجتمع اغلب أهله غير مؤمنين بالإسلام.
وإذا أفلتت من هؤلاء فإن الدنيا تحاصرها وذلك بالنظر إلى زينتها وبهرجها وأن لباسها هذا سيحرمها من الكثير من ملذات الدنيا، كيف ستخرج إلى السوق في هذا اللباس وكيف ستحضر حفلات قد يكون فيها اختلاط، وكيف ستكون يوما من الأيام عروسا إن لم يقبل عليها أحد، وكيف ستلبس أجمل الألبسة والحلي وكيف ستضع الزينة وكيف ستظهر جمالها والعمر يمضي وهي تكبر.
وإن أفلتت من هؤلاء فلن تفلت من شياطين الإنس المتمثلين بالإعلام الحالي الذين لا يفترون عن نشر الفاحشة بين المسلمين، فكل ما يعرض في التلفزيون يشجع على الفساد والفاحشة، ويظهر المرأة الملتزمة أنها جاهلة غبية متخلفة، ويظهر المرأة المتبرجة أنها امرأة ذكية متعلمة متصدرة لمثيلاتها من النساء في ريادة المجتمع وحل مشاكله.
وإن أفلتت من هؤلاء وهي جاهلة فإن جهلها سيقتلها وجهلها سيجعل الشيطان والهوى والدنيا تدخل عليها وهي تظن أنها تحسن صنعا، فجهلها جعلها تكشف شعرها أمام أقارب زوجها لأنها تظنه لا باس به، وجهلها جعلها تدخل حفلة عرس مختلطة لأنها تظن ذلك لا باس به، وجهلها جعلها لا تعرف شروط الجلباب الشرعي فادى هذا إلى لبس لباس غير شرعي، وجهلها جعلها تظن أن حمل الدعوة عمل خاص بالرجال ولا شأن لها به، فجعلها تترك الفاجرات من النساء يتصدرن إفساد المرأة وهي جالسة في بيتها لا تعمل شيئا لدينها وإسلامها.

• المجاهد

الشيطان يأتي المجاهد في صورة ناصح له أن يترك الجهاد لأن هذا يعني موته ويعني أن أولاده وزوجته قد يضيعوا من بعده، وأحيانا يأتيه الشيطان أن زوجتك قد يقبل عليه الرجال رغبة فيها ويأخذوها منك، وقد يؤدي هذا إلى ضياع الأولاد، وأحيانا يقوم الشيطان بتعظيم القتال والموت وإخافة المسلم من القتال ويعظم له قوة الأعداء، وأحيانا تأتيه الوساوس انك قد تصاب ولا تستشهد فتستريح، وعندها ستعيش معاقا طيلة حياتك، وحديث النفس أيضا ووساوسها تكون قوية لأنها ترى نفسها مقبلة على الموت، وأحيانا يرى المجاهد أن مكوثه فترة طويلة في القتال في سبيل الله قد يؤدي إلى عيشه عيشة كلها خوف وقلق من المصير وانه بالجهاد ترك الراحة في البيت والنوم المريح على فراشه وبين أهله.
وأحيانا يأتيه الشيطان انك إنسان مرائي، فاترك الجهاد خير لك أن تموت وأنت مرائي وعندها لن يقبل الله منك الشهادة.
والأخطر هم شياطين الإنس الذين يخذلون عن الجهاد والذين يصفون من يفكر هذه الأيام بالجهاد بأنه إرهابي مجرم متطرف، وقد تلاحقه المخابرات، فاترك القتال والدفاع عن بلدك وعرضك خير لك.
أما الجهل فهو الطامة الكبرى على المجاهدين في سبيل الله هذه الأيام، إذ أن جهلهم جعلهم يأخذون الأموال من الكفار والمجرمين ليستعينوا بها على قتال مجرمين آخرين، وما دروا أن هذا المال هو مال سياسي مسموم له ثمن وثمنه هو التبعية للجهة الداعمة وهذا يعني أن يصبح الإنسان عميلا للمجرمين ينفذ خططهم وهو لا يدري أو يدري، وعندها ومع الوقت يتحول الإنسان إلى إنسان مأجور ينفذ خطط الكفار وهو في البداية كان من المجاهدين في سبيل الله تعالى، ولكن جهله بالشرع قتله.
وأحيانا يجعل الجهل بعض المجاهدين يستبيحون الدماء المعصومة في الأمة الإسلامية كقتلهم لأفراد الجيش أو العصاة من المسلمين، وهذا هو الجهل القاتل الذي يجعلك تصل مرحلة سفك الدم الحرام وأنت تظن انك تحسن صنعا.
أما خطر الدنيا فهو أن كثير من المجاهدين هذه الأيام عندما تطول بهم الأيام في القتال وتعرض عليهم العروض من المجرمين ويمنونهم بالمناصب والدولارات فإنهم يستجيبون لهؤلاء الفاتنين ويلحقون بهم ويبيعون دينهم بعرض من الدنيا زائل.
والدنيا ونعيمها والشيطان ووساوسه والنفس وهواها تجعل من يقع في المعصية من المجاهدين يستصعب الرجوع إلى الحق، مثل أنه بنى جماعته العسكرية على أخذ الأموال من المجرمين، أو انه قد وصل مناصب يراها مهمة تؤمن له مركزا وجاها، ولكن كلها مخالفة للشرع، فيستصعب ذلك المقاتل أن يعود لجادة الحق لأنه بعودته لجادة الحق سيخسر الكثير الكثير من متاع الدنيا، ولذلك ترى إصرارا على المعصية والاستمرار فيها وعدم العودة للحق عند كثير من الحركات العسكرية التي انحرفت عن جادة الحق.

• العلماء

العلماء هم أكثر من يعمل الأعداء الأخفياء على النيل منهم، لأنهم إن نالوا منهم نالوا من الكثير من المسلمين ممن يأخذون العلم عنهم، لذلك يعمل الشيطان بكل قوته على إغواء العلماء والنيل منهم، صحيح أن علمهم يشكل حصنا لهم من الشيطان لكن الشيطان لا يفتر ولا ييأس من النيل من العلماء وجرهم لمعصية الله.
ومن الأبواب التي يدخل الشيطان فيها على العلماء، باب التكبر والعجب بالنفس والتعالي عن عامة الناس، في انه يفهم أكثر منهم وأنهم لا يفهمون الدين مثله، وباب آخر يدخل الشيطان منه على الإنسان وهو الفتوى في كل الأمور فمن العيب أن لا يستطيع الإجابة على كل الأسئلة، ومن الأبواب التي يدخل بها الشيطان على الإنسان عدم الاعتراف بخطئه وبالذات إذا كان من يناقشه شخص اقل منه علما، وأحيانا يرفض بعض العلماء أن يتابع الغير إذا ثبت للعلماء أن غيرهم على صواب، وأحيانا يزين الشيطان للعلماء أن العمل مع جماعة للعمل لإقامة الخلافة غير واجب، لأنه بذلك سيذوب ضمن تلك الجماعة ولن يظهر شخصه.

وأما الدنيا وزينتها فإنها أيضا قتلت الكثير من العلماء عندما أصبح همهم هو المال والمناصب والكراسي، فأصبحوا يسترزقون بالدين ويطلبون به الدنيا، فأصبحوا يفتون للظالمين مقابل لعاعة من الدنيا لن تفيدهم يوم القيامة.

أما الجهل وكيف يقضي على العلماء فهو الجهل بحقيقة رسالتهم كعلماء، فإذا غفل العلماء عن حقيقة رسالتهم وأصبح علمهم للتكسب الدنيوي، فإنهم بذلك سيخسرون خسرانا مبينا، صحيح أنهم قد يخبرونك بعاقبة من يتبع هواه ومن يتبع شيطانه ومن تأسره الدنيا، ولكن هذا الأمر عندهم مجرد معلومات، وليس حقائق ومفاهيم مرتبطة بالسلوك، إذ لو كان العلم عندهم عبارة عن حقائق ومفاهيم مرتبطة بالسلوك لما رايتهم يهون في الدرك الأسفل في السقوط وخدمة المجرمين.
وكل عالم يؤتى العلم وينسلخ منه ويتاجر بدين الله فانه يشبه عالم بني إسرائيل الذي آتاه الله الآيات والعلم فانسلخ منه ولحق الشيطان وأخلد للدنيا وحارب دين الله وهو يعلم انه يحارب دين الله بما آتاه الله من العلم، نسأل الله أن يجيرنا من ذلك.
قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف]

• الزهاد

طيلة تاريخ المسلمين ظهرت مجموعة من المسلمين تريد التقرب إلى الله تعالى، فعصوا الله بعملهم للتقرب لله تعالى وكان اشد الأعداء الأخفياء خطرا عليهم هو جهلهم بدين الله مما جعل للشياطين والهوى والدنيا طريقا إلى قلوبهم، فجهلهم بدين الله جعلهم يعصون الله من حيث لا يشعرون، فظهرت قديما فرق الصوفية، وما شاب عملهم من جهل جعلهم يعصون الله وهم لا يشعرون، وظهرت حديثا حركات كل عملها وتركيزها على العبادة والصلاة والذكر واللباس المتأسي بالرسول على حد زعمهم، وهم يشبهون الصوفية نوعا ما في نظرتهم.

فنظرتهم أنك يجب أن تعذب الجسد كي تسمو الروح، وهذه للعلم أفكار من الحضارة الهندية القديمة لا أصل لها في الدين، فلم يرد أن المسلمين يعذبون أجسادهم كي تسموا روحهم، إلا بسبب الجهل الذي خالطهم، وهؤلاء تركوا الدنيا وعمارتها ظانين أن البعد عن كل ملذات الحياة هو المطلوب، مع أن المطلوب فقط أن لا تلهيك الدنيا عن الآخرة، ولو عشت في أفخم القصور ولبست أجمل الثياب وبنيت وعمرت العمارات والحدائق، فهذا ليس بحرام، لان من الحرام أن تركض خلف درهم تبتغي الدنيا وتنسى الآخرة، أما لو ركضت خلف الملايين ولم تهمل دينك فلا شيء في ذلك.

ومن أفكارهم الهدامة في ترك الدنيا ترك الحكام وما يفعلون وما يعيثون فسادا في الأرض، لأنهم كما يقول بعضهم أنهم لا يتدخلون بالسياسة، مع أن محاسبة الحكام وقول كلمة الحق للحكام من أعظم فروض الإسلام، ومن قتل وهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر أمام ظالم فهو بمنزلة سيد الشهداء، فقاعدة لا سياسة في الدين ليست من الإسلام، بل إن الأخذ بها فيه إثم عظيم لأنه ترك للظالمين أن يفعلوا ما يحلو لهم.
وبسبب الجهل استطاع الشيطان أن يدخل عليهم ليوهمهم، أنهم أفضل المسلمين وأنهم أولياء لله تعالى، وان دعائهم مستجاب، وان الله قد كشف لهم بعض الحجب فهم يعلمون ما لا يعلمه المسلم العادي، وأن الله قد جعل لهم بعض الكرامات، فاتبعهم على ذلك خلق من المسلمين وأصبحوا مع الوقت يقدسون بعض القبور ظانين أنهم يتوسلون بأصحابها الأتقياء، وظهرت وظهرت الكثير من البدع عندهم بسبب جهلهم بدين الله تعالى.

• حملة الدعوة

حملة الدعوة ومن يعملون لدين الله تعالى هم الآخرين يتعرضون لحرب شرسة من الأعداء الأخفياء، كونهم يعملون لدين الله تعالى ونصرته وإظهاره، فالحرب عليهم شرسة من الأعداء الأخفياء ومن الأعداء الظاهريين.
فالشيطان لا يفتر عنهم وهو يعمل جاهدا على إبعادهم عن عملهم في حمل الدعوة، فهو يبدأ بالوسوسة لحامل الدعوة أن هذا عمل شاق ومضني وقد تتعرض فيه للاعتقال والسجن والطرد من الوظيفة، فهذا العمل مضر لك، وان لم ينجح يبدأ بالقول له أن غيرك يقوم بهذا العمل وأن عملك لن يقدم ولن يؤخر، وإن لم يفلح طلب منه الشيطان التخفيف من أعباء الدعوة وعدم نسيان الدنيا وعائلته.
وأحيانا يأتيه من باب أن الناس لا تستجيب، ولذلك فاقلل من عملك فان أكثرت أو أقللت فإن وضع الناس صعب وهم لا يستجيبون، وأحيانا يعمل الشيطان على زرع اليأس في قلب حامل الدعوة من الناس ومن استجابتهم لدعوته، وبالذات إذا عمل في الدعوة مدة طويلة من الزمن.
وأحيانا يأتي الشيطان حامل الدعوة أنه يكفيك عشرين عاما مثلا في حمل الدعوة، فقد عملت ما عليك، واترك الأمر لغيرك من الشباب الصغار، وأحيانا يوهم الشيطان حامل الدعوة أنك قدمت الكثير فلا مانع من استراحات واستراحات في الكبر.

وأحيانا يعمل على زرع بعض النظرات الخطيرة في حامل الدعوة مثل نظرة الطبقية عن الناس، وان الناس جاهلة وهو العالم التقي النقي الورع، وانه يفهم أكثر من الناس وان الناس أغبياء، ولا يمل الشيطان من العمل الدؤوب على ثني حامل الدعوة عن حمل دعوته.

ولا يقتصر الأمر على أمور حمل الدعوة بل يعمل الشيطان على النيل منه في مجال العبادات والطاعات والقربات مثله مثل أي مسلم، فان قصر في تلك الأمور جاءه من باب أنك لا تصلح لحمل الدعوة لأن حامل الدعوة لا يقع فيما وقعت فيه من أخطاء، فاترك الدعوة فانك لست من أهلها، فالشيطان خبيث مجرم.

وأما النفس ووساوسها وهواها وشهواتها فانه تأتي حامل الدعوة أيضا انك تبذل جهدا كبيرا للدعوة وانك مقصر في بيتك واهلك، فارفق بنفسك وأهلك، وان طريق حمل الدعوة طويل قد يستغرق كل حياتك، فإياك أن تنسى اهلك ودنياك ومستقبل أولادك، وبقدر سيطرة النفس على حامل الدعوة بقدر بعده عن أعمال حمل الدعوة التي ميزانها الوحيد الشرع.
والدنيا أيضا تتجلى لحامل الدعوة بقوة، فان ثبت أمامها فان أهله يضغطون عليه للاهتمام بهم أكثر وان يخفف من الدعوة وان ينظر في مستقبله ومستقبل أولاده، فأهله هنا هم أعداء له بطريقة غير مباشرة، يظهرون بشكل الناصحين وهم فعلا يحبونه ويريدونه ولكنهم يظنون بسبب جهلهم أن ابنهم حامل الدعوة يضيع نفسه بهذه الدعوة وهذا العمل لدين الله.
وأما الجهل فانه أحيانا يضر حامل الدعوة في إيصال فكرة خاطئة، أو تصرف غير سليم، أو إيذاء الكتلة أو الحزب الذي يعمل معه، فالأصل أن لا ينطلق حامل الدعوة لأي عمل يخدم الدعوة أو أي عمل أو سلوك إلا بعد معرفة الحكم الشرعي فيه.

وهكذا فان الحمل الإضافي لحامل الدعوة يجعل الأعداء الأخفياء يحومون حوله بقوة، ولكنه إن ثبت وفهم دينه ودعوته جيدا فان هؤلاء الأعداء سيخسرون معه بإذن الله تعالى.

التوبة والاستغفار


التوبة والاستغفار باب خير فتحه الله لعباده المؤمنين لشدة الحرب عليهم من الأعداء الأخفياء ومن الأعداء الظاهريين كالكفار والمجرمين، وإن حياة المسلم كلها جهاد وكد وصعوبة في مواجهة هؤلاء الأعداء، ولأن المسلم بطبعه إنسان قد يصيب وقد يخطئ فان الله تعالى الغفور الرحيم العليم الخبير بهذا الإنسان، جعل له باب التوبة مفتوح أن يستغفر الله إن تم النيل منه من الأعداء الأخفياء، وكل مسلم لا بد أن يصاب كبر هذا المصاب أو قل، ولذلك طلب الله من المسلمين الاستغفار والتوبة والإنابة إلى الله تعالى والله يقبل ذلك منهم ويغفر لهم، قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران]

فالمعركة مع الأعداء بشكل عام معركة لن تتوقف حتى يوم القيامة، ومعركة لن تتوقف حتى يتوفى الله المسلم، فهي معركة دائمة على المسلم أن يستعد لها وأن يتسلح لها بالوعي والعلم الشرعي وبالحكمة وبالقربات إلى الله تعالى وكثرة الإنابة والاستغفار، وحسن التوكل على الله تعالى.

وختاما هذا الموضوع نسأل الله تعالى أن ينفع به المسلمين، فإن أصبت فبتوفيق من الله تعالى، وإن أخطأت فمن نفسي الخطائة ونسأل الله المغفرة، وأسألكم النصح ولا تبخلوا علي وبارك الله فيكم.

انتهى

Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Oct 16 2017, 02:54 PM
مشاركة #7


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



الإخلاص وقلة الوعي

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5057

مواضيع عن الخلافة

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4315



Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Oct 24 2017, 06:10 PM
مشاركة #8


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



كن كالشيطان في صفة عدم اليأس

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4997&hl=
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 29th March 2024 - 01:15 PM