نسخة قابلة للطباعة من الموضوع

إضغط هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

منتدى الناقد الإعلامي _ أخبار بصياغة من وجهة نظر إسلامية _ تسوية الإسلام بغيره من الأديان فكرة خبيثة وراءها الغرب الكافر لمحاربة الإسلام السياسي

كاتب الموضوع: أم المعتصم Feb 20 2019, 06:08 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/58086.html


الخبر:

بثت قناة الحدث يوم 2019/2/4 انعقاد مؤتمر الأخوة الإنسانية في الإمارات والذي جمع بين الأزهر والفاتيكان.

التعليق:

إنَّ الغرب الكافر فشل فشلاً ذريعاً في حربه الفكرية الحضارية على الإسلام، وقد أوشك مبدؤه على السقوط لولا أذنابه المأجورون ونواطيره من الحكام العملاء وعلماء البلاط الذين يبيعون دينهم بعرض من الدنيا قليل ويحملون المباخر على أبواب الحكام. فقد استخدم العديد من الوسائل والأساليب والخطط ليظهر نفسه أنه المنتصر، ولكن هيهات هيهات، أنى له ذلك وهو كل يوم يظهر للناس ويظهر معه حقيقة فساده وفساد مبدئه؟! وما هذا المؤتمر الذي عُقد في دويلة الإمارات وحضره رئيس جامعة الأزهر أحمد الطيب وبابا الفاتيكان والذي سُمي (بمؤتمر الأخوة الإنسانية) إلا واحدة من الوسائل التي يستخدمها الغرب الكافر المستعمر في حربه الحضارية ضد الإسلام السياسي.

فقد تم التوقيع في هذا المؤتمر على وثيقة تعددت بثلاث نسخ؛ سلمت واحدة للبابا وواحدة للأزهر وواحدة لدويلة الإمارات راعية الحفل. إن لسان حالهم يقول أيها العرب، أيها المسلمون، اثبتوا على ما أنتم عليه اليوم من الحكم بالعلمانية والديمقراطية وما نتج عنها من الفساد والإفساد، وانتبهوا أن تسعَوا لتغيير هذا الواقع على أساس عقيدتكم الإسلامية، وإلا فأنتم (متطرفون) و(إرهابيون)!!

إن مثل هذه الأنشطة يحركها الغرب الكافر لتحقيق هدفه في تسوية الإسلام بغيره من الأديان الروحية الخالية من حلول للمشاكل الإنسانية التي كفل الإسلام ولا زال كفيلا بحلها؛ ماضيها وحاضرها ومستقبلها. إن مفهوم حوار الأديان وقبول الآخر لدى الغرب الكافر وواقعه ومدلوله يخالف أحكام الإسلام المنبثقة من عقيدته الإسلامية، الأمر الذي يجعل الواعي على دينه ومبدئه يجزم بخطورة ما يصبون إليه من ضرب للإسلام في عموده الذي يحافظ على بقائه، وفيه صرف لأذهان المسلمين عن فهم أحكام دينهم الذي يحدد علاقات المسلمين بغيرهم من الديانات الأخرى.

إن القراءة السياسية الصحيحة للمؤتمر الذي عقدته كل من رئاسة الأزهر والفاتيكان ودويلة الإمارات، ما هي إلا واحدة من الوسائل الخبيثة التي يكيد بها الغرب الكافر وأدواته من الحكام وعلماء البلاط الذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم.

إن الغرب يسعى بكل ما أوتي من قوة لتيئيس المسلمين اليوم من دينهم ومن التغيير على أساسه ليروا عودة الإسلام كمبدأ بعقيدته ونظامه بعيداً أو مستحيلاً. وأختم بالقول: إن نهج التحريف والتبديل هذا، هو منهج من أصابهم اليأس والقنوط فذهبوا يوالون الكفار والظالمين، ويحاربون الشرع بألسنتهم ومواقفهم وكثيرٍ من أعمالهم، ويزعمون أن نواياهم وقلوبهم على غير ذلك، زاعمين أنهم لا يريدون إلا الإصلاح، وحفظ ما تبقَّى! هؤلاء ليسوا على الجادة، ولا على المنهاج القويم، هؤلاء تركوا ولاء الله سبحانه وتعالى إلى ولاء الظالمين، والله تعالى يقول: ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ * وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلآ أَنفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ﴾. وليتهم يتَّعِظون مما يصيبهم ولا يتعظون بقوله تعالى: ﴿أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾.

لذلك فإننا نرى أن فجر الإسلام قد آذن بالبلج، وإنها لمسألة صبر ساعة، وكل آت قريب، وإن الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة هي سبيل النصر للحق وأهله. قال تعالى: ﴿أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾.


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ خالد الجَندي – ولاية اليمن


Powered by Invision Power Board
© Invision Power Services