منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> انتفاضة الأمة دقت نواقيس الخطر في عواصم الغرب لكنها لم تكن كافية لإسقاط الأنظمة
أم المعتصم
المشاركة Feb 20 2019, 06:06 AM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238





إن الانتفاضات الشعبية وحدها لا تعمل على تغيير الواقع، وهذه حقيقة باتت واضحة، لأن التغيير له وجهة واحدة لا تتعدد وهي طريقة التغيير الشرعية التي تتوافق مع سنن الله في كونه، وهي انحياز أهل القوة والمنعة إلى مجاميع أمتهم المنتفضة ممثلة بحزب سياسي مبدئي ولد من رحمها. هذه حقيقة شرعية وسنة إلهية وجب على الأمة إدراكها.

الانتفاضات الشعبية ليست هي الطريقة المباشرة للتغيير، وإن كانت ترشح سرعة التغيير لتغري كافة قوى المنعة والقوة في الانحياز إليها، لأنها حركة حقيقية من الأمة في إرادة الخروج من هيمنة أنظمة العمالة، والأمة أثبتت أنها تريد الإسلام كنظام حياة، لكن لا يعني أن حركة الشعوب ومنها الدهماء هم من يملك ترجيح كفة التغيير لأن الشعوب غالبا ما يتم امتطاؤها وتوجيهها من الأقوى وجوداً بين الأوساط السياسية خاصة تلك الفئات الحاكمة الخاضعة إلى قوى الاستعمار التي تتلون من حين إلى آخر لاستمالة الجماهير وخديعتهم.

عندما نزل الناس إلى الشوارع في تونس وليبيا واليمن ومصر وسوريا وغيرها رأيناهم قد التفوا حول شعارات إسلامية، فدقت نواقيس الخطر عند دول الغرب الكافر المستعمر، ومع أن هذا مؤشر حيوي في الأمة إلا أنهم في حقيقة الأمر لا يملكون وحدهم ترجيح كفة التغيير، لأن التغيير سيحصل لو أن الجيوش انحازت إلى أمتها المنتفضة وساندت حزبا سياسيا مبدئيا يقوم على أساس الإسلام.

لقد سطرت الأمة النموذج الأسمى في سوريا تحديدا وقدمت أغلى ما عندها في سبيل تحرير نفسها من هيمنة الغرب الكافر المستعمر وعلى رأسه أمريكا الصليبية لولا خيانة الخائنين من كافة القوى العسكرية بأنواعها. ونسأل الله أن لا تضيع تضحياتهم سدى، فإن ما قدمته الأمة في سوريا من تضحيات وإصرار على التغيير ليعطي علامة فارقة في تاريخ الأمة في معركتها مع الصليبيين وأتباعهم بل وفي تاريخ البشرية.

إن حركة انتفاضات الشعوب المستضعفة لا يعول عليها وحدها، لقد تم قتل أكثر من مليون مسلم في سوريا وحدها في ثورتها الشعبية، لكن أهل القوة والمنعة على اختلافهم في سوريا لم يكونوا إلى جانبها لذلك لم يحصل التغيير. المسلمون في سوريا قد أثبتوا لكل الدنيا أنهم مثال حي على عظم نضالية العقيدة الإسلامية في نفوسهم وأنهم أهل لتحرير الأمة فيما لو انضمت إليهم قواها العسكرية وأهل القوة والمنعة، لكن خيانة الفصائل الكبيرة - التي تمتلك أسلحة ثقيلة - لهم كانت أشد وطأة من تآمر كل المجتمع الدولي الصليبي عليهم الذين لولا الخيانة لما استقر لهم قرار في سوريا وغيرها.

مهما خرجت الحركات الشعبوية إلى الشوراع فلن يدلل ذلك على أنهم قادرون على التغيير وحدهم، وإنما يدلل على أنهم يسعون إلى التغيير بشكل جاد، ويظل الحمل والإثم ملازماً لجيوش الأمة الإسلامية التي لم تسارع لنجدة المسلمين المنتفضين في وجه طغاة العصر.

إن الأمة تعطي مؤشرا إيجابيا ناصعا في عزمها على التغيير الجذري المخلص من تبعية البلاد لدول الغرب الكافر المستعمر. نعم إن الأمة بعامتها تقدمت عن ذي قبل من خضوعها للواقع وهيمنة الظلم والكفر والفساد.

إن الشعوب مستضعفة وبدون جيوش منحازة إليها لن يسعها إلا الخضوع للأمر الواقع المرة تلو المرة ولو بقوة السلاح والبطش أو بالإغراءات وشراء الذمم.
فيا أيها المسلمون! إن أردتم التغيير الحقيقي على أساس الإسلام فلا تغفلوا جيوشكم التي هي من أبنائكم، واعلموا أن التغيير له سنة ربانية وتتلخص في ثلاثة: وجود حزب مبدئي في الأمة قام على أساس الإسلام يُعطى القيادة السياسية، ووجود إرادة حقيقية عند الأمة مؤمنة بشرعية التغيير، وانحياز الجيوش إلى أمتها.

أيها المسلمون! إن هذه الجيوش هي الحلقة المفقودة التي تبحثون عنها، ففيها نجدتكم وتحرركم من الذل والهوان وحالة الاستضعاف فيما لو نصرتكم ونصرت الإسلام، وانضمت إليكم للسير نحو العزة والكرامة والسؤدد وعدل الإسلام.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الرحمن


Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 28th March 2024 - 12:49 PM