حماية الأعراض
=-=-=-=-=-=-=
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الخلق وأشرف المرسلين وبعد:
في هذا الوقت العصيب الذي تحياه الأمة الإسلامية من عيش نكد بسبب غياب تطبيق الإسلام في ظل دولة الخلافة، فإن الغرب والمجرمين والديوثين فوق هذا الضنك الذي نحياه يعملون ليل نهار على إشاعة الفاحشة بين المسلمين ويعملون على مهاجمة المرأة المسلمة وإخراجها من عباءة الالتزام بالأحكام الشرعية إلى الحياة الغربية الساحرة الخادعة المدمرة للمرأة، ويعملون على نشر ثقافة الاختلاط والتفلت من الأربطة الشرعية والسير خلف أبواق إبليس الرجيم وهو يدعوهم إلى سراب الحرية والتحرر من الالتزامات الشرعية.
الذي ينوب عن إبليس الرجيم في هذا الهجوم على المسلمين وعلى نسائهم وأعراضهم هم الكفار والحكام ويتبعهم جمعيات نسوية وشبابية وغير ذلك، ويتبعهم في ذلك الإعلام بكل أطيافه تقريبا، ويتبعهم في ذلك أناس لا يستطيعون الكلام إلا بلسان الحكام.
=-=-=-=-=-=-=-=-=
ومن وسائل الهجوم على نساء المسلمين وأعراضهم:
1) مهاجمة اللباس الشرعي واعتباره موضة قديمة ويخفي جمال المرأة ويؤخر عنها الزواج.
2) الدعوة للاختلاط وكسر القيود بين الجنسين لان هذا في نظرهم تحضر وتحرر وأمر لا بد منه في عصر التقدم والتكنولوجيا والانفتاح على الثقافات الأخرى.
3) اتهام كل من يلتزم بالإسلام بالتخلف والرجعية والإرهاب، وان عقليته متحجرة لا تواكب متطلبات الحياة الحديثة التي يحياها الناس.
4) دعم الجمعيات النسوية والشبابية وغيرها ممن تعمل ليل نهار على تدمير الأسرة المسلمة وتشجيع الاختلاط بين الجنسين وممن تروج للأفكار الغربية المتعلقة بهذا الموضوع.
5) الإعلام لا يبث إلا النمط الغربي العلماني عن الحياة ويشجعه ويدعو له، ويبث كل أمر سلبي عن الحياة الإسلامية وينفر منها، أو يبث الحياة الإسلامية في قالب التعايش مع العلمانية.
6) تغيير المناهج التعليمية باستمرار بما يوافق هذه الأهداف الخبيثة.
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
ونحن كمسلمين وجب علينا التصدي لتلك الأمور وحماية أعراضنا وبيان كذب وزيف كل دعاوى المجرمين للنيل من أعراضنا، من مثل:
1- بيان أن سبب الضنك الذي نحن فيه سببه غياب تطبيق الإسلام والحكم الإسلامي، وان السنين الأخيرة التي نحياها يطبق فيها علينا العلمانية والديمقراطية، أي النمط الغربي في الحياة، أي أن تطبيق النمط الغربي في الحياة سبب لنا كل هذا التخلف، وغياب الحكم الإسلامي سبب لنا كل هذا الشقاء، وان الاستمرار في الدعوة إلى تقليد الغرب في الحياة الاجتماعية سيجعل حياتنا تزداد ضنكا فوق ما نحن فيه من دمار، وان الإسلام وأحكامه بريئة من كل ما يلصق بها من تخلف بين المسلمين.
2- بيان أن اللباس الشرعي وحرمة الاختلاط وإتباع النمط الإسلامي في الحياة هي أحكام شرعية مثلها مثل الصلاة وليست اختيارا للمرأة تفعل أو لا تفعل، وربط هذا الأمر بالحساب والعذاب يوم القيامة.
3- بيان أن الكفار لا يمكن أن ينفقوا قرشا واحدا لدعم تلك الجمعيات من أجل مصلحة المسلمين، فالله يقول: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}، لذلك كل الجمعيات أبدا لا يمكن أن تسعى لمصلحة المسلمين والحفاظ على أعراضهم ونسائهم.
4- العمل لإقامة الخلافة مع جماعة مخلصة تعمل لإقامة الخلافة، لأن إقامة الخلافة هي المخلص الوحيد لكل مشاكل المسلمين.
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
بعض الأحكام التي لا بد من فهمها فيما يتعلق بالحياة للمرأة المسلمة وأحكام لباسها.
المرأة تعيش في حياتين خاصة وعامة، خاصة بين محارمها في بيتها وأهلها وعائلتها، وحياة عامة بين الناس، ولها لباس شرعي يخص تلك الحياتين.
ففي الحياة الخاصة بين المحارم يجوز للمرأة أن تظهر كاشفة لمواضع الزينة من جسدها كشعرها ورقبتها وجزء من صدرها فوق نهديها وذراعيها وساقيها من تحت الركبة أما المحارم الذين ذكرتهم الآية الكريمة: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
وبين الإسلام حرمة الخلوة مع أي رجل غير محرم، قال عليه الصلاة والسلام: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها فإن ثالثهما الشيطان)) وقوله: ((لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم)) وقوله: ((لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم))، فالإسلام شدد على حرمة الخلوة لما يحصل منها من خطر على المرأة المسلمة.
وحرم الإسلام التبرج وهو إظهار المرأة لزينتها للفت نظر الرجال الأجانب إليها، قال تعالى: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ}
ولذلك إن دخل رجل غير محرم على الحياة الخاصة للمرأة مثل بيتها مثلا فيحرم عليها إظهار مواقع الزينة من جسدها، ولا يظهر منها إلا وجهها وكفيها، ويحرم عليها التبرج أمامه، كما يحرم عليها الخلوة به فلا بد أن يكون هناك محرم، والجهل بهذه الأمور جر الويلات على كثير من البيوت.
أما الحياة العامة للمرأة المسلمة خارج بيتها وفي العمل فلباس المرأة الشرعي فيها هو الحجاب الشرعي الكامل والمتكون من الجلباب والخمار:
• الجزء الأول وهو الجلباب الجزء الساتر للجسد ويسدل من أعلى الجسد لأسفله ويكون مرخيا، ولا يصف ولا يشف ما تحته
• الخمار وهو غطاء الرأس ويجب أن يلوى ويغطي فتحة الصدر
ولا يظهر من المرأة من الجلباب إلا وجه المرأة وكفيها، ويجب مراعاة عدم لفت الجلباب للأنظار بسبب لون أو نقش أو موضة معينة وإلا اعتبر تبرجا.
ويجب عدم وضع زينة ملفتة للأنظار على وجه المرأة المسلمة أو عطر يشم رائحته الرجال لأن هذا كله يعتبر تبرجا وهو منهي عنه.
ويجب أن يعلم أن عورة المرأة جميع جسدها ما عدا وجهها وكفيها، ولذلك إظهار بعض الشعر أو ظهور عنق المرأة أو قدمي المرأة لا يجوز أثناء لبس الجلباب، ولا يغني عن الجلباب أي لباس آخر ولو توفر فيه ستر العورة.
ولذلك ما يرى من جلابيب مخصرة أو ضيقة أو على حسب الموضة تجذب نظر الرجال كلها غير شرعية ومخالفة للشروط الشرعية، ومن باب أولى أن لبس الخمار مع بنطال أو بلوزة غير الجلباب كله غير شرعي.
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
إن السلطة الفلسطينية والحكام في العالم الإسلامي لا يتركون سبيلا لإفساد المرأة إلا واتبعوه من مثل:
أ) تغيير مناهج التعليم وإضفاء الناحية العلمانية عليها.
ب) النشاطات غير المدرجة في الحصص الدراسية وإطلاق يد الجمعيات الغربية والمؤسسات الشبابية وغيرها للدخول للمدارس لتعليمهم الرقص والاختلاط والحياة الجنسية وكيفية كسر الحواجز بين الذكور والإناث.
ت) الأنشطة المجتمعية بشكل عام مثل الأعمال الكشفية في المناسبات التي يسمونها وطنية وما فيها من اختلاط وكشف للعورات، ومثل الدورات التي تعقدها الجمعيات الغربية أو الجمعيات التي نَفَسُها غربي بين الناس والنساء بشكل خاص لتشجيعهن على التمرد على الأسرة والأب وتشجيعها على الانفلات من الالتزام بالتعاليم الإسلامية.
ث) الإعلام وبثه للمسلسلات والأفلام التي تقدس الحب والغرام بشكل محرم ويكون فيها شرب الخمور والزنا أمر طبيعي أو يمكن التعامل معه، ويظهر النساء المتبرجات الكاشفات لعوراتهن متحضرات متحررات يستطعن حل مشاكل المجتمع ويظهرهن طيبات رائعات، والملتزمات متخلفات غبيات إرهابيات، وما دخول المسلسلات التركية في عهد أردوغان إلى العالم العربي إلا دمار كبير فوق المسلسلات المصرية والسورية والخليجية وغيرها.
ج) الإعلام وما يرسخه من العلمانية بطريقة غير مباشرة من مثل، أن أغلب المذيعات مثلا متبرجات كاشفات للعورة، وان اغلب الضيوف إلا من رحم ربي نساء كاشفات للعورة، واغلب الرجال الذي يستضافون يشجعون تلك الحياة العلمانية، ومن شرح منهم الحكم الشرعي منهم تجده لا يهاجم الفكرة المخالفة للإسلام وكأن الالتزام بالأحكام الشرعية أمر اختياري.
ح) الحكام يحاربون من يدعو لفضيلة أو عفة وطهارة وفورا يتهم بالإرهاب، فتقمع أي شخص مثلا على الإعلام عن التحدث بالإسلام الصافي أو يهاجم ويشوه رأيه، ويقمع الحكام أي حركة اعتراض من الناس على أي فاحشة مثل قمع السلطة الفلسطينية لرجال الإصلاح في مدينة الخليل عندما اعترضوا على ماراثون مختلط وقامت بتسيير الماراثون بالقوة، وهكذا حال العالم الإسلامي كله حيث الحكام يرخصون الدعارة والخمور ويحرسون تلك البيوت بينما يعتقلون الكثير من الشباب من المساجد بتهم الإرهاب.
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
إن الواجب في الدفاع عن أعراض المسلمين وكشف وبيان هجوم الكفار على المسلمين ونسائهم وبناتهم وبيان كذبهم وزيفهم والدعوة لإعادة الحياة الإسلامية واستئنافها هو واجب في عنق كل مسلم، فلا يكفي المسلم القول: "اللهم نفسي وبيتي وأهلي" فهذا قول غير صحيح، فيجب على المسلم من باب الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر التصدي لهذه المحاولات بكل ما أوتي من قوة لان التصدي لها فرض كفاية على المسلمين، وأي تقصير في التصدي لها يوقع المسلم في الإثم، حيث:
أ) أن عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يوقع المسلم في الإثم العظيم ويجعله غير مستجاب الدعوة وتصبح حياته صعبة جدا، قال عليه الصلاة والسلام: ((والذي نفسي بيده لتأمُرنّ بالمعروف ولتنهوُنّ عن المنكر أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم))
ب) إصلاح الإنسان لبيته لا يعفيه من فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنه آثم أولا ولأن الشرور ستدخل بيته رغما عنه إن انتشرت وتوسعت.
ت) الإدراك أن المنكرات لا يمكن أن تزول إلا بإعادة الحياة الإسلامية واستئنافها في دولة الخلافة، ولذلك يجب أن يرافق عملية التصدي لتلك المنكرات بيان أن العمل لإقامة الخلافة فريضة وأنها الحل لكل مشاكل المسلمين.
ث) عدم زوال المنكرات إلا بقيام الخلافة لا يعني الانتظار حتى تقوم الخلافة بل يجب القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتغيير المنكرات قدر الاستطاعة حتى ينجو المسلم من الإثم حتى لو مات والمنكرات ما زالت موجودة فيكون قد قام بواجبه، وقراءة قصة أصحاب السبت وقصة الرجل في سورة "يس" في القرآن الكريم لتدل على هذا الموضوع.
=-=-=-=-=-=-=
متفرقات
• الدفاع عن الجلباب أحيانا يأخذ في الحساب إرضاء الناس والكفار والنساء، وهذا لا يجوز شرعا، فيجب البيان أن اللباس الشرعي وحرمة الاختلاط وحرمة الخلوة هي أمور شرعية فقط، أما عرض لباس شرعي ترتديه امرأة جميلة حتى تجلب النساء لذلك، والقول انظروا لجمال المرأة في الحجاب، فهذا لا يجوز، بل يجب بيان الحكم الشرعي في هذا الأمر وإثارة عامل التقوى عند المرأة لا غير، ومثله بحث الناحية الاقتصادية في اللباس الشرعي أو تصميم ملابس للسباحة في البحر تغطي فيها المرأة جسدها، فهذا كله بحث خاطئ وفيه مخالفات شرعية كثيرة.
• الغيرة شيء محبب وليس منفر، فأن يغار الرجل على امرأته وأهل بيته هو أمر شرعي وواجب، والرجل الذي لا يغار على عرضه وصفه الإسلام والعياذ بالله بالديوث، وقد وردت بعض الأحاديث في هذا الشأن: فعَنْ الْمُغِيرَةِ قَالَ : قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ( أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ، وَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ )، وقال عليه الصلاة والسلام: ((إن الله تعالى يغار، وغيرة الله تعالى أن يأتي المرء ما حرم الله عليه)) وقال: ((ثلاثةٌ لا يدخلون الجنَّةَ أبدًا الدَّيوثُ والرَّجُلةُ من النِّساءِ ومدمنُ الخمرِ قالوا يا رسولَ اللهِ أمَّا مدمنُ الخمرِ فقد عرفناه فما الدَّيوثُ قال الَّذي لا يُبالي من دخل على أهلِه، فقلنا فما الرَّجُلةُ من النِّساءِ قال الَّتي تشبَّهُ بالرِّجالِ ))
• الحديث على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الحديث المباشر، فلا يقولن قائل: أتحدث مع نساء وهذا موقع افتراضي غير حقيقي ولا اعرف مع من أتحدث وغيره، فكل تلك الأمور لا تجوز، فيجب استخدام تلك المواقع في نشر الخير ليس إلا، لان الكثير من المشاكل حدثت بسبب تلك النظرة ووجود نفوس مريضة استغلت تلك الأمور وابتزت الكثير من النساء وحتى الرجال، وخاصة أثناء التعارف للزواج.
فليحرص على نشر الخير فقط على تلك المواقع، والابتعاد نهائيا عن الحديث الخاص لأي سبب، فقد تقع في محظور أو تستدرج وأنت لا تعلم ونيتك خدمة الطرف المقابل.
• التحرش وضرب النساء والاغتصاب وعدم إعطاء النساء حقوقهن هي سمة المجتمعات الغربية التي تدعي أنها متحضرة متحررة وليست متخلفة، لذلك أن ينشر الإعلام أن هذه فقط في العالم الإسلامي المتخلف الملتزم بالتعاليم الإسلامية كما يقولون وان الغربيين لا يعانون منها هي كذب محض من الإعلام الخبيث المجرم المتآمر على الإسلام وأهله.
وان انتشر بعضها في العالم الإسلامي فذلك سببه غياب تطبيق الإسلام وتقليد النساء للغربيين في أسلوب الحياة، وإلا فقد عاش المسلمون سنين طويلة في ظل الخلافة ولم نسمع عنها بينهم، واليوم هي قليلة بين المسلمين، أما في المجتمعات الغربية فهي كثيرة جدا جدا أكثر من المسلمين عشرات المرات، والسبب الرئيس لها هو تطبيق الأنظمة العلمانية وليس الالتزام بالإسلام والكبت الذي يولده الإسلام كما يقول المجرمون المعادون للدين، فالحذر الحذر من الانسياق وراء هذه المقولات.
وللعلم الغربيون يحاولون تدمير مجتمعاتنا كما هي مجتمعاتهم مدمرة من الانحلال الخلقي والأسري، وهم يدركون أن الابتعاد عن اللباس الشرعي وعن الالتزام الشرعي يدمر المجتمعات، ولذلك ينشرون تلك الأمور في بلادنا ويشجعونها، وقد قال احدهم قديما: " كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمّدية أكثر مما يفعله ألف مدفع، فأغرقوها في حب المادة والشهوات ".
• المساواة وتعدد الزوجات والقوامة للرجل وتأديب النساء والزواج المبكر هي مواضيع يجب بحثها في الشريعة الإسلامية وضمن الالتزام بالأحكام الشرعية، فلا تبحث عقليا لان العقل ليس حكما على الشرع، ولا تبحث في ظل عدم تطبيق الشريعة الإسلامية والقول انظر إلى إساءة الإسلام للمرأة، وإدخال العقل والصور السيئة التي ليست تطبيقا للشرع من الواقع الذي لا يطبق الإسلام أصلا جعل الغربيين ينفذون إلى بعض نسائنا، لذلك يجب بحث هذه الأمور من ناحية شرعية وإثارة عامل التقوى أثناء البحث وبيان أن الضنك الذي نعانيه سببه غياب حكم الإسلام.
• نظر الرجال لكثير من النساء غير زوجته ليس سببه الإسلام إطلاقا، لان الإسلام أولا يأمر بغض البصر لكل من الرجل والمرأة، قال تعالى: { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (*) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} ولكن سبب هذا الأمر تقليد الحياة الغربية وظهور كثير من النساء متبرجات كاشفات للعورة، فالقول أن هذه صفة المسلمين المتخلفين هو قول غير صحيح، بل هي صفة المجتمعات العلمانية وعدم تطبيق الإسلام.
وإلا لو لبست النساء اللباس الشرعي لما نظر الرجال لهن، ولكنهن أبدين مفاتنهن فاغرين الرجال الضعفاء إيمانيا بالنظر إليهن وملاحقتهن وإقامة العلاقات الغير شرعية.
وللعلم نسبة الزنا والاغتصاب في المجتمعات الغربية كثيرة جدا بسبب هذه النظرة الحيوانية، وهم يعملون على إشاعتها في بلادنا
فان تستغرب امرأة متبرجة كاشفة لعورتها لِمَ ينظر إليها الرجال هو استغراب في غير مكانه، لأنه هي من تدعوهم لذلك ولان هذه طبيعة الرجل بشكل عام، وربما لو كانت تعيش في المجتمعات الغربية لوقعت في الزنا ولتعرضت للتحرش كثيرا وربما اغتصبت.
وأيضا سبب هذا الأمر ليس التعدد، وإلا فان المجتمع الغربي يمنع التعدد وللرجل علاقات مع عشرات النساء بالزنا ورميهن بعد أن يقارف الفاحشة معهن، فسبب هذا النظر ليس التعدد للزوجات الذي تنفر منه النساء بشكل كبير جدا للأسف.
• التحضر ليس كشف العورات ولا تقليد الغربيين، والمرأة المتبرجة الكاشفة لشعرها وهي تقود سيارة وتتكلم بالهاتف ليست متحضرة بل هي متخلفة، فلا يجوز تقليدها، وأيضا الشاب الذي يغازل فتاة وتبادله الغزل والحديث والنزهة ليس متحضرا بل متخلف.
وفي المقابل فإن الرجل المتحضر هو الملتزم بالشرع، فلو رأيت رجلا ملتحيا يلبس دشداشة فهو متحضر والمرأة المرتدية الزي الشرعي أو المنقبة هي امرأة متحضرة إذا التزما شرع الله.
فكلمة التحضر مأخوذة من الحضارة التي هي مجموع المفاهيم عن الحياة، فلا يوجد شيء يسمى حضارة إنسانية بشكل عام، وإنما يقال حضارة إسلامية لأنها منبثقة عن المبدأ الإسلامي، ويقال حضارة غربية لأنها منبثقة عن المبدأ الرأسمالي الغربي، ويقال حضارة اشتراكية إذا أخذت من المبدأ الاشتراكي.
ونحن كمسلمين لا نرى في مسألة الحق والصواب إلا أن الإسلام هو الصواب وما عداه باطل، فتكون بناء عليه الحضارة الإسلامية هي الحضارة الصحيحة، وما عداه من الحضارات باطلة غير صحيحة، أو يمكن القول عنها حضارات جاهلية، لان الجاهلية عكس الإسلام.
فتكون المرأة المتبرجة الكاشفة لشعرها التي تقود سيارة وتتكلم بالهاتف متحضرة حضارة جاهلية مخالفة للإسلام، ويكون الشاب الذي يغازل فتاة وتبادله الغزل والحديث والنزهة معه متحضرين حضارة جاهلية، ويمكن القول عنهم أنهم متخلفين عن الحضارة الإسلامية، أما الرجل الملتحي والمرأة المنقبة فهما المتحضرين حضارة صحيحة وذلك بالتزامها بتعاليم الإسلام، ويكون كل التزام بتعاليم الإسلام موافق للحضارة الصحيحة ويكون كل ابتعاد عن الإسلام موافق للحضارات الجاهلية بمختلف تسمياتها.
ولكن عقدة النقص وعدم فهم الإسلام الفهم الصحيح تجعل بعض نسائنا تنبهر بالنساء المخالفات للشريعة الإسلامية، وتجعل بعض شبابنا ينبهرون بالشباب المخالفين للإسلام.
وأحيانا يطلق على هؤلاء المخالفين للشرع أناس راقين، وهذه مخالفة أخرى لان الرقي لا يكون بالمظاهر بل بما يحمل الإنسان من أفكار، ولا يوجد طبعا أرقى ممن يحمل الأفكار الإسلامية الصحيحة.
=-=-=-=-=-=-=-=
وأخيرا وليس آخر فالواجب على المسلم في ظل هذا التكالب على الأمة الإسلامية وعلى أعراض المسلمين ومحاولة إفساد نسائنا وبناتنا أن يتصدى لهذه الهجمة الشرسة على المسلمين وأعراضهم، وهو مسؤول أمام الله إن قصر في هذا الأمر، فيبدأ الإنسان بأهل بيته قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} ويعمل بفرض الكفاية الملقى على عاتقه وهو وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بكل ما يستطيع، ويعمل في نفس الوقت لإقامة الخلافة التي هي التاج لكل الفروض وهي الحصن الحصين للإسلام وأهله ولأعراض المسلمين من أن تقترب منها أي يد خبيثة لتنال منها.
*****حسن عطية*******
#الحجاب_فرض
#حماية_الأعراض
#إحفظ_عرضك
#الحقيقة