http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/cultural/56356.html
وقال رسول الله e: «لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا»، رسول الله r خير البرية وخاتم الأنبياء والرسل شفيع من مات من المسلمين ولم يشرك بالله شيئا وإن اقترف بعض المعاصي، هذه رحمة رسول الله r بأمته، فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن حرصه على أمته يدخر دعوته المستجابة ليشفع لها، وشرط الشفاعة الإيمان بالله لقوله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً﴾ [النساء: 48]
وقال الله تبارك وتعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ [التوبة: 113]، الشفاعة لا تكون إلا لمن مات على التوحيد ولم يشرك بالله شيئا، ومن جاء يوم القيامة كافرا فإن له نار جهنم خالدا فيها. وقال الله أيضا: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾ [المدثر: 42-48] وقال الله تبارك وتعالى: ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾ [غافر: 18] أنذر الذين ظلموا أنفسهم وأشركوا بالله ولم يؤمنوا بالله ورسوله r أنهم سيأتون يوم القيامة ولا ينفعهم أقاربهم ولا أعوانهم ولا خدمهم ولا أسيادهم فقد تقطعت بهم الأسباب وغرتهم الحياة الدنيا فلا شفيع لهم ومأواهم جهنم وبئس المصير.
وقال رسول الله e: «صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَنْ تَنَالَهُمَا شَفَاعَتِي: إِمَامٌ ظَلُومٌ، وَكُلُّ غَالٍ مَارِقٍ» حيث إن الإمام الظالم لا يحكم بشرع الله، ويتخذ شرائعه من رأسه ومن الناس، وهذا ما نراه في بلاد المسلمين هذه الأيام، فهم قد استوردوا الأنظمة والقوانين من بلاد الكفار وفرضوها على المسلمين، وقد ألبس هؤلاء الحكام على عامة المسلمين أنهم يحكمون بما لا يخالف الإسلام، وقد كتب بعضهم في دساتيرهم مادة تقول إن دين الدولة الإسلام، وسمى بعضهم دولته بالجمهورية الإسلامية، كله من باب التدليس والتلبيس على المسلمين وإيهامهم أن أحوالهم بخير، فخطباء الجمع يستشهدون بآيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ويؤولون الآيات والأحاديث بما يوافق هوى الحكام، فهؤلاء الحكام لحكمهم بغير ما أنزل الله لا يشفع لهم رسول الله e. حيث إنه على الإمام (الحاكم) أن يحكم الناس بالشريعة الإسلامية، فيرعى مصالحهم ويحقق العدل بينهم، وينظم شؤون حياتهم بالشريعة الإسلامية، فكان الحاكم العادل الملتزم بتطبيق شرع الله أحد السبعة الذي يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ...» (البخاري).
وقال e: «...أُمَرَاءَ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِي، فَمَنْ غَشِيَ أَبْوَابَهُمْ فَصَدَّقَهُمْ فِي كَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ، وَلَا يَرِدُ عَلَيَّ الحَوْضَ، وَمَنْ غَشِيَ أَبْوَابَهُمْ أَوْ لَمْ يَغْشَ وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ فِي كَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَسَيَرِدُ عَلَيَّ الحَوْضَ».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قلت: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ فَقَالَ: «لَقَدْ ظَنَنْتُ، يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنْ لَا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، خَالِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ» (البخاري).
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي r قال: «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ» (البخاري).
لا إله إلا الله تعني لا معبود بحق إلا الله تبارك وتعالى وهي أساس الدين ويجب الإيمان بلا إله إلا الله وإخلاص العبادة والعمل بمقتضاها، بتحقيق التحاكم لشرع الله في واقع حياة الناس وعدم التحاكم إلى أي قانون أو شرع آخر، ويجب أن ينسجم سلوك المؤمن مع متطلبات لا إله إلا الله محمد رسول الله. والحمد لله رب العالمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم سلامة
Powered by Invision Power Board
© Invision Power Services