منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> العولمة الاجتماعية تطرق أبوابنا
ام عاصم
المشاركة Feb 9 2020, 07:32 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,094
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 27



### العولمة الاجتماعية تطرق أبوابنا ###

هل نقبل أن يكون مستقبل أبناءنا الاجتماعي والأسري هو ما تصوغه لنا اتفاقية سيداو ، وما تطالب بتعديله الجمعيات النسوية؟! هل نقبل لأبنائنا العولمة الاجتماعية والتي تقودهم لأن يكونواعلى شاكلة المجتمعات الغربية ؟! وهل المجتمعات الغربية هي صالحة لأن تكون نموذج يحتذى به ؟!

هذه التساؤلات تكشف المستوى الخطير والمصير المجهول اجتماعيا، الذي ينتظرنا وينتظر ابناءنا. إن نحن فرطنا بديننا وقيمنا وثقافتنا . فالغرب يدرك أن مجتمعاته أصبحت كالشجرة التي ليس لها ثمرة . وأن سكانه في تناقص دائم، فالمجتمعات الغربية تشيخ باستمرار وعنصر الشباب يتناقص لديهم باستمرار ، وكما يقال إذا عرف السبب بطل العجب ، و سبب شيخوخة مجتمعاتهم واضح في عدم رغبتهم في الإنجاب ، وإذا علمنا أن الرغبة في الإنجاب دوافعها غريزية عند الإنسان ، فما الذي إذن أفسد هذه الدوافع الغريزية عندهم ؟!
والجواب بسيط وهو نمط الحياة الاجتماعي الفاسد لديهم ، بسبب تخليهم عن الدين ، وسيطرة الفكر الإلحادي والعلماني على نمط معتقداتهم و تصوراتهم . إن ما يقلق الغرب هو الخوف من انحسار وتناقص مجتمعاتهم الذي قد يؤثر على قدرتهم في الحفاظ على التفوق المادي على بقية الشعوب .. هذا من ناحية ..ومن ناحية أخرى ..يطمح الغرب لأن يحول مجتمعاتنا الشابة ، وهي سمة غالبة على المجتمعات الإسلامية عموما ، إلى مجتمعات فاشلة غير قادرة على النمو والاستمرارية والتفوق البشري حتى يضمن استمرارية تفوقه التكنولوجي .فالغرب يريد أن يقتحم الحصن الأخير في المجتمعات الإسلامية وذلك باستهداف الأسرة، واستهداف المرأة والاطفال ،واستهداف المنظومة المجتمعية ، وإلغاء مفاهيم الشرف والعفة والطهارة ، وإلغاء مفاهيم الإسلام التي تتعلق بحياة الناس الاجتماعية ، وتغيير التشريعات الإسلامية المعمول بها في القضاء و المحاكم . وأدواته في ذلك ، الأمم المتحدة من خلال ما يسمى باتفاقية سيداو ، والأنظمة الحاكمة في العالم العربي العميلة للغرب ، والجمعيات النسوية التي تمول من الخارج ، والإعلام المأجور.
وإذا علمنا أن اتفاقية سيداو ، رأس حربتها الآن في تونس وفلسطين ، إلا أن الأكيد أن جميع الدول العربية والإسلامية مستهدفة و مهدده بهذه الاتفاقية ، السودان وكازاخستان وحتى السعودية ، فالانفتاح والتغيرات التي حصلت في الآونة الأخيرة في السعودية تأتي ضمن سياسة الرضوخ لاتفاقية سيداو .فالغرب يريد احداث تغيير تشريعي ثم فكري وثقافي في مجتمعاتنا على المدى المتوسط أو البعيد و يريد أن يجتاح العالم الإسلامي بهذه الاتفاقية ، ويعول على سياسة النفس الطويل أي ما يعرف بسياسة الخطوة خطوة .

وهنا أود أن استعرض صورة لمنظومة اجتماعية تتجسد فيها توصيات ما يسمى باتفاقية سيداو ، وهي الحياة الاجتماعية للاطفال والمراهقات النساء في روسيا ( كنموذج عن المجتمعات الغربية ) ، هل من مشاكل اجتماعية عندهم ؟ وهل لها حلول؟وما هي الحلول التي يطرحونها(من وجهة نظرهم ) ؟
هذه حلقة من برنامج شهير على القناة التلفزيونية / روسيا



تنويه : هذا الفيديو موجه للجمعيات النسوية، والسياسيين في فلسطين و البلاد العربية والإسلامية ، والباحثين والمهتمين عالميا /غير مترجم/
وهو يناقش المشاكل الاجتماعية للمراهقات النساء في روسيا ( نموذج عن المجتمعات الغربية ) ويحاول طرح حلول لهذه المشاكل !

يقدمه شخصية مشهورة الدكتور كوماروفسكي .. يطرح قضية ساخنة في المجتمع الروسي، والمجتمعات الغربية عموما...عنوان الحلقة ( المدرسة وموانع الحمل ) ... يستضيف ييكاتيرينا جونزل /وهي باحثة ودكتورة بعلم النساء والولادة المبكرة في مرحلة الطفولة /...تؤكد الدكتورة على أن البنات في روسيا من سن ١٢-١٤ سنة تبدأ علاقتهن خارج إطار الزواج مع الجنس الآخر .
وتأكد على أنها تستقبل البنات في سن مبكر من ١٢ - ١٤ - ١٦ سنة لاجراء عملية إجهاض لهن للتخلص من الجنين . تقول الدكتورة أن ٨٠ % من البنات تأتي بمفردهن دون اخبار أو اصطحاب الوالدان أو الشريك .كما أن الشريك يتخلى عن البنت بمجرد معرفته بالحمل، ويتركها لمصيرها . و ان ٢٠ % من البنات يصطحبن الوالدان إلى الإجهاض . وتقول إن الإجهاض يتسبب بضرر صحي وجسماني ونفسي يؤثر على مستقبل البنت في هذه المرحلة العمرية المبكرة وكما يؤثر على قدراتها الإنجابية .
يدعو الدكتور كوماروفسكي الأمهات في روسيا إلى مصارحة بناتهن ، وترشيدهن إلى استعمال الواقي الذكري ، وأخذ حبة منع حمل يوميا بعد سن ١٢ سنة ، ويدعو إلى كسر حاجز الخجل في التعامل مع الاولاد، وكسر الحاجز النفسي عند الأم في تعليم طفلتها حبوب منع الحمل و الواقي الذكري في سن مبكرة ، ويقول هذا الخيار افضل للام من أن تعود لها ابنتها في سن مبكرة من عمرها ١٣-١٥ سنة وتصارحها بالحمل ، وما يتبعه من اتخاذ قرار بالاجهاض.
ويقول الدكتور كوماروفسكي إن الضرر النفسي أو الجسدي الذي يلحق بالبنت بعد بلوغها ١٢سنة جراء تناول حبوب منع الحمل يوميا، أقل بمئة مرة من الضرر الذي يلحق بالبنت نتيجة الحمل خارج إطار الزواج وما يتبعه من اتخاذ قرار بالاجهاض .
ويقول ايضا إن تعلم ما يتعلق بالثقافة الجنسية في سن ١٢ سنة متأخر جدا ، لانه يدفع الطفل للتسريع لاستكشاف غمار تجربته بخوض حياته الجنسية . ولذلك يجب التبكير في تعلم الثقافة الجنسية قبل هذا السن بخمس سنوات على الأقل اي من سن ٥-٧ سنوات ، ويقول إن في هولندا مثلا يتم ادخال الثقافة الجنسية للاطفال في الروضة اي قبل دخول المدرسة ( على سبيل المثال يتعلمون ماذا يعني الواقي الذكري ) ، وفي ألمانيا يتم ادخال الثقافة الجنسية للاطفال في سن دخول المدرسة في الصف الأول .
وحتى يتم تبني الدولة الروسية لهذه الثقافة في الروضات أو في المدارس ، فيبقى الاعتماد على الوالدين لتعليم أطفالهم هذه الثقافة في سن مبكرة . وينهي توصياته بالقول إن الطفله في سن المراهقة ينقصها النضوج وتكون في الغالب علاقاتها الجنسية مضطربة ومؤقتة وغير مستقرة ، ولا بد أن يأتي يوم على الوالدين و يكتشفا فيه أن ابنتهم الطفلة أصبحت تمارس حياتها الجنسية و لها علاقات مع الجنس الآخر . ويؤكد على ضرورة ترشيد الوالدين لطفلتهما وذلك بتعليمها من اين يمكن شراء الواقي الذكري ، وشرب حبوب منع الحمل يوميا بعد بلوغ سن ١٢-١٣ سنة . انتهى....

بعد هذا الاستعراض المختصر لمجريات ما دار من حديث في هذه الحلقة ، نقول إن الدكتور كوماروفسكي لم يطرح حلولا ، وما طرحه من خيارات ، إما حبوب منع الحمل والواقي الذكري ، و إما الخيار الاسوء وهو الاجهاض ، هو مجرد هروب وتخلص من ثمرة، غير مرغوب فيها لأنماط اجتماعية فاسدة خارج إطار الزواج ، أما مضاعفات هذه الأنماط الاجتماعية الفاسدة على الأسرة ، وآثارها السلبية على المجتمع فلم يتطرق إليها . إن أسباب العزوف عن الزواج عند الرجال ، وأسباب العزوف عن الإنجاب عند النساء ، والرغبة العالية في الإجهاض . وأسباب شيخوخة هذه المجتمعات باتت واضحة وجلية . فالرجل يستطيع إشباع رغباته الجنسية من الانثى خارج إطار الزواج ( فالزنا غير مجرم ) ، والقانون لا يجبره على نفقة ولا على زواج . فما الحاجة إلى الزواج إذن ؟! والانثى تشعر باستمرار بأنها تحت التهديد ! ، وذلك بانفصال الشريك المؤقت عنها، وإذا أنجبت فقد تكون هي الاب وهي الام لهذا الطفل ، فما الحاجة لهذا الإنجاب إذن ؟! والطفل هو نتاج لعملية سفاح خارج إطار الزواج ، يتعرض في الأغلب لعملية إنكار من قبل الاب ، واتهام أمه بالعلاقات المفتوحة مع كثير من الرجال، فما الحاجة لهذا الطفل اذن؟!...

إن المجتمعات الغربية لا يوجد فيها استقرار اسري ولا اجتماعي ، تعاني من مشاكل خطيرة و كثيرة ( انخفاض معدلات الزواج ، الزواج المتأخر ، انخفاض معدلات الانجاب ، ارتفاع معدلات الطلاق ، الخيانة الزوجية ، العلاقات خارج إطار الزواج ، تنويع وتوسيع هذه العلاقات التي هي اصلا خارج إطار الزواج ، السعار الجنسي ، الزنا ، الاستغلال الجنسي ، الأمراض الجنسية ، اطفال السفاح ، دور الايتام ، الرغبة العالية في الإجهاض ، الاكتآب النفسي ، المخدرات ، ارتفاع معدلات الجريمة ، القتل ، واخيرا الانتحار ). في ظل هذه الثقافة وهذه العادات ، وهذه الأنماط الاجتماعية الفاسدة ، تكون المرأة والطفل في الغالب هما الضحية ، فهما الحلقة الأضعف . حيث تجبر البنت من نعومة أظافرها على الاجهاض ، و تكرار خوض تجاربها الغير مستقرة مع الشريك المؤقت ، والبحث عن الشريك، وشريك يتلوه شريك ، على أمل الوصول إلى حالة استقرار .

وحق لنا أن نتساءل ... بعد أن أدركنا الحالة الاجتماعية والأسرية التي عليها روسيا والغرب عموما ، ما الذي تريده الجمعيات النسوية ، والأنظمة الحاكمة العميلة للغرب في العالم العربي ، عندما تروج لاستيراد منظومة اجتماعية ذات ابعاد فكرية وتشريعية علمانية ، وهي مانصطلح عليه اليوم باتفاقية سيداو . والحقيقة أن سيداو هي منظومة تشريعية تبنتها الأمم المتحدة عام ١٩٧٩, مبنية على الثقافة العلمانية للمجتمعات الغربية، ونظرتها للمرأة .
وإذا قمنا بمقارنة سريعة بين الأسرة في المجتمعات الغربية اليوم وقبل مئة عام من الآن ، لوجدنا أن الأسرة قبل مئة عام في اوروبا كانت محافظة ومتأثرة بالتعاليم المسيحية إلى حد ما ، بينما ثقافة و تشريعات سيداو العلمانية كانت أول ضحاياها هي الأسر و المجتمعات الغربية ، فأفسدت هذه المنظومة وهذه الثقافة الأسر واثرت بالسلب على انماطهم الاجتماعية ،وادخلت هذه المجتمعات في عدم الاستقرار الاسري والعقم المجتمعي اي طور الاضمحلال والتلاشي السكاني .

قد يستهوي البعض شعارات ترفعها الجمعيات النسوية مثل ( الحرية ، مكافحة كافة أشكال التمييز ضد المرأة ، المساواة مع الرجل ،العدالة بين الجنسين ، تمكين المرأة ، الدفاع عن المرأة ، والمطالبة بحقوق المرأة، وغيرها من شعارات سيداو الاغوائية البراقة ...الخ ) ، وما هي في حقيقتها الا الفوضى والضياع ، والتفكك الأسري والاضطراب المجتمعي ، وأول ضحاياها هم الطفل والمرأة .واكبر دليل على ذلك احصائيات المجتمعات الغربية التي يفترض أن تحققت و تجسدت فيها ثقافة وتشريعات سيداو ، بعد مئة عام من الإلحاد او العلمنة( فكرة فصل الدين عن الحياة ) وما تبعها من عولمة اجتماعية مبنية على الحرية الشخصية ، والتحرر من اي قيود دينية ، حيث حطمت احصائيات المجتمعات الغربية الارقام القياسية في كل شيئ ( العزوف عن الزواج ، الزنا ، العلاقات خارج إطار الزواج ، الطلاق ،الرغبة العالية في الإجهاض ، عدم الرغبة في الإنجاب ، دور الأيتام ، الخيانة الزوجية ، المثليين جنسيا ، العنف الجسدي من الزوج أو من الشريك ، الجريمة /قتل النساء/ ، وغيره الكثير ) .

ونتساءل أيضا ..هل نحن أمة لقيطة؟! أليست عقيدتنا وديننا هو الاسلام ؟! اليس في الاسلام ما يكفي من تشريعات، لينصف الرجل والمرأة، ويضمن استقرار وتطور الأسرة والمجتمع؟! السنا أصحاب موروث ثقافي وحضاري ، سدنا به التاريخ والأمم . ما الحاجة في البحث عن منظومة غريبة عن ثقافتنا وديننا ؟! هل نحن بحاجة اليها؟! يدعي البعض أن ارتفاع نسب الطلاق في مجتمعاتنا سببه الزواج المبكر ، والحقيقة أن هذا هو كذب محض .
إن أسباب ارتفاع نسب الطلاق في مجتمعاتنا ، هو البعد عن الدين ، وعدم تطبيق أحكام الاسلام، والتأثر بالثقافة الغربية ، وعدم وجود الوازع الديني وضعف تقوى الله في النفوس ، وتشجيع الاختلاط بين الجنسين ، والترويج للاعلام الفاسد وبرامجه ومسلسلاته الفاسدة ، والتقليد للغرب ، والاستعمال الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي ، والجمعيات النسوية ودعواتها المستمرة لتمرد المرأة على العائلة و الزوج وعلى ثقافة المجتمع ، و سيطرة القيمة المادية ونمط الحياة الاستهلاكي على الأسرة بسبب المنظومة الرأسمالية وعدم قدرة الأزواج احيانا على تلبية جميع الطلبات .

لقد ضمن الاسلام للرجل والمرأة حقوق وفرض عليهما واجبات ، ولم يجعل كلا منهما ندا للآخر ، بل على العكس من ذلك ، فجعل كلاهما مكملا للآخر ، والتشريع الإسلامي يتناسب مع طبيعة الإنسان وما هو مؤهل له من حيث هو رجل أو امرأة ، ويلبي حاجات الانسان ، ويحل مشاكله الناتجة عن الاجتماع بوصفه انسانا ، وكما أن الاسلام ضمن استقرار الأسرة والمجتمع ونماءهما ، وجعل الزواج هو العلاقة المشروعة التي يمكن ان تنشئ بين الجنسين ، وحرم أي علاقة خارج إطار الزواج . وكلف الرجل بالنفقة ، وجعل الحضانة حق للأم ، وجعل القوامة للرجل ، وهي قوامة رعاية وحماية .

أما فكرة المساواة بين الرجل والمرأة ، فهي فكرة خيالية ، والأسباب التي دفعت بعض المفكرين في اوروبا للترويج لها ، هو الوضع الكارثي الذي عاشته المرأة عند الغرب ، فالمرأة عند الغرب عاشت مأساة عظيمة لا ينافسها فيها أحد ، ففي القرون الوسطى كانت منزلتها أقرب إلى الحيوان ، موطنا للشهوات ووعاء للحمل ، فقد اضطهدتها المفاهيم المنحطة التي سادت في أوروبا آنذاك فحرمتها من إنسانيتها وحقوقها.
فلا قرار لها في زواج ولا ميراث ولا عمل يحفظ كرامتها إذا غاب المعيل .
لمن تلجأ هذه المرأة ؟!
كان يمكن للمرأة أن تبحث عن العدل بينها وبين الرجل ، وأن تسعى لتحصيل حقها ، من خلال مرجع يتفق عليه الرجل والمرأة معا .
نظرت المرأة الغربية في النصوص الدينية لديها في دينها، فوجدت نفسها انها حواء، فهي التي اغوت آدم ، فهي اصل الخطيئة ، وهي تسببت في شقاء الجنس البشري ، لذا فإن الرب حسب نصوص دينها يعاقبها بأتعاب الحمل والولادة، وجعل الرجل سيدا عليها ، قرأت المرأة الغربية في نصوص دينها،
انها خلقت من أجل الرجل ، ولم يخلق الرجل من أجلها ، لذا فإن كثيرا من النساء الغربيات لم يرين في دينهن منقذ لهن من حالة الظلم .فكان لابد من ثورة فكرية تنهض بواقعها في نواحي عدة، فلم يبق إلا القيم التي يعلن الغرب أنه يحتكم إليها ، قيم الحرية والمساواة مع الرجل ، وهكذا انطلقت ثورة تحرير المرأة الغربية ببوصلة بشرية لا ربانية .
ولكن الفكر الغربي قد شذ عن جادة الصواب وتحول لتطرف أنتجته الحركات النسوية الراديكالية، فكرا يُنكر الحاجات الفطرية الحقيقية للمرأة ويلغي الرجل من الوجود في حياتها بل ويقمعه ويتعسف عليه مصورا إياه كعدو وسببا في معاناتها.

يتحدث الغرب والأمم المتحدة عن الفقر ، ويعزو أسبابه إلى الأمية والجهل اللذان يصرفان المرأة عن العمل والإنتاج ويشغلانها بالإنجاب والاهتمام بأمور البيت والزوج والأولاد . وهذا القول في حقيقته إنما هو تقويض وضرب لدور المرأة الفطري في رعاية الأسرة وقيادتها مقابل إخراجها قسرا للعمل ليس بغرض انتشالها من الفقر بقدر ماهو حيلة لتوفير جيوش من اليد العاملة الرخيصة ،
والواقع يكذب الغرب، فكم مرت سنين على الغرب و مؤتمراته ومخرجاته ، والحال من سيء إلى أسوأ والفقر يتغلغل ليس في الشعوب النامية كما يحلو للغرب أن يصفنا به ، بل حتى في عمق عواصم أوروبا وأمريكا تعاني النساء من أشكال العبودية الاقتصادية الحديثة حيث تشتغل النساء في الدعارة بألمانيا الملقبة بدار دعارة أوروبا ، يشتغلن بشكل قانوني مادامت تدفع العاهرة ضرائبها وفي المقابل تتحصل على تقاعد وتأمين صحي مما أدى خلال العشرين السنة الأخيرة إلى تضاعف عدد العاهرات إلى 400 ألف ورصد ما يقارب 22 مليار دولار للاستثمار في هذا المجال !!!
إذن مادام النظام الرأسمالي مستفيداً فالدعارة تصبح تمكينا اقتصاديا للمرأة وقس على هذا!
فالمرأة الغربية اليوم تعاني الأمرّين جراء اضطهادها بنظام مادي قاسي جردها من انوثتها وكرامتها ، والمرأة اليوم عندهم ترفض هذه الشعارات الفاسدة . فكيف يمكن للغرب وأدواته من الحكام في بلادنا ، والجمعيات النسوية أن يسوِّقوا لبضاعة فاسدة قد انتهت صلاحيتها ، في أمة ثائرة بصدد صناعة التاريخ وتتلمس طريقها لقيادة البشرية نحو نظام رباني عادل ينزل علينا بردا وسلاما ؟!

إن الدعوة إلى العدالة أو المساواة بين الجنسين ، في الحقوق للمرأة والرجل في الحياة والمجتمع ، هي ليست مجرد دعوة لحصول النساء على نفس الحقوق السياسية والاقتصادية والتعليمية والقضائية مثل الرجال، بل هو جعل الحقوق والأدوار والواجبات للرجال والنساء في الزواج والحياة الأسرية والمجتمع بصفة عامة تحت غطاء "المساواة بين الجنسين" وربط الاختلافات بين الجنسين بالتمييز والظلم أو حتى القمع ضد المرأة. ويقال على سبيل المثال إن الرجال والنساء يجب أن يتشاركوا دور المعيل للأسرة ، وكذلك الواجبات المنزلية وتربية الأطفال، مدعين أن هذا يمثل "العدالة بين الجنسين".
إن هذه الدعوات في حقيقة الأمر ، لا تنتج حياة أفضل للنساء ، ولا تحقق الاستقرار ، بل على النقيض من ذلك، فقد شقيت النساء بترك أدوارهن الطبيعية الفطرية، والانشغال بتحقيق القيمة الذاتية ليتحررن اقتصاديا، فانهمكن في العمل، فيستفقن وهن قد وهن العظم منهن، واشتعل الرأس شيبا، فأي قيمة ذاتية للمرأة بدون أسرة تؤويها ، وبدون رجل يقوم عليها، ويكفيها مؤونة الحياة، وهي ملكة في بيتها؛ ربة البيت، وسر نجاح أسرتها!!
إن الأوضاع البائسة التي تعانيها النساء اليوم، ليس بسبب عدم مساواة المرأة بالرجل، إنما هي بسبب النظام الرأسمالي العلماني الذي يهيمن على السياسة والاقتصاد في العالم.
ولقد فشل المسلمون الذين تبنوا وأيدوا قصة العدالة الجندرية، في فهم أن مفاهيم الحركة النسوية، بما في ذلك المساواة بين الجنسين، التي تدعو إلى فكرة أن المرأة يجب أن تحدد حقوقها وأدوارها في الحياة، تتناقض بشكل أساسي مع العقيدة الإسلامية. لأنه في الإسلام، لا يحدد الرجال والنساء حقوقهم وأدوارهم وواجباتهم على أساس المساواة أو على أساس رغباتهم الخاصة ولكن على أساس أحكام الله سبحانه وتعالى وحده. قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤمِنٍ وَلَا مُؤمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَمَن يَعصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلَـٰلاً مُّبِينًا﴾. بالإضافة إلى ذلك، ينص الإسلام على بعض الاختلافات الواضحة في الأدوار والواجبات والحقوق للرجال والنساء داخل الأسرة والمجتمع. قال تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾. وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ...». علاوة على ذلك، فإن المرأة المسلمة لا تقيّم نجاحها من خلال مقارنة نفسها مع الرجل وحقوقه ومسؤولياته، ولكنها تستند إلى الطريقة التي ينظر إليها بها خالقها وفقًا لأدائها لواجباتها التي وصفها لها سبحانه وتعالى. قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَتَمَنَّواْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعضَكُم عَلَىٰ بَعضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكتَسَبنَ وَسـَٔلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضلِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَىءٍ عَلِيمًا﴾.
وكما فشل هؤلاء المسلمون الذين اعتنقوا أفكار الحركة النسوية في إدراك أن مفاهيمها قد نتجت نتيجة التجارب التاريخية للظلم والقمع وغياب الحقوق السياسية والاقتصادية والتعليمية والقانونية الأساسية التي مرت بها النساء في الدول الغربية ، وهذا التاريخ لا يشترك فيه الإسلام ولا الحكم الإسلامي. لكن الأهم من ذلك، أن المسلمين الذين تبنوا قصة العدالة بين الجنسين، فشلوا في فهم حقيقة حجم الدمار الاجتماعي الذي تسببه المساواة بين الجنسين والمفاهيم النسوية الأخرى في بنية الأسرة، للنساء والأطفال والمجتمع ككل.

وفي الختام :

إن المساواة بين الجنسين مفهوم متصدع ومسبب للتآكل الاجتماعي، أدى إلى إلحاق ضرر لا حد له بالوئام ووحدة الحياة الأسرية فضلاً عن رفاه الأطفال. وتجاهل الطبيعة البيولوجية للنساء بوصفهن حاملات للجنس البشري، محاولاً دفع هذا جانباً باعتباره لا أهمية له، في حين إنه ينبغي أن يكون عاملاً محورياً في تحديد الأدوار والحقوق داخل الزواج والحياة الأسرية بالنسبة للجنسين. كما رفض فكرة كون الأم هي المحور المركزي في حياة الطفل. بالإضافة إلى ذلك، خلق التنافس والصراع بين الرجال والنساء بدلاً من التعاون وحماية وتأييد بعضهم بعضا كما أمر الله سبحانه وتعالى ، قال الله تعالى : ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ . ومن ثم، فإن فكرة تحديد المرأة لحقوقها وأدوارها لا تحررها من الظلم بل تعرضها لأشكال مختلفة من الظلم والبؤس؛ لأن هذا المنظور النسوي الفردي الضيق المتمثل في النظر دائمًا إلى ما هو أفضل لرغبات المرأة ومصالحها غالبًا ما يتجاهل ما هو الأفضل للزواج والأطفال والحياة الأسرية الهادئة والمجتمع ككل.
وعلى الرغم من ذلك، فإن المساواة بين الجنسين والعدالة بين الجنسين - هذه الفكرة الأجنبية غير الإسلامية - لا تزال تُعرض على البلاد الإسلامية من خلال المزيد من القوانين والسياسات والبرامج، كمفهوم سيزيد من مكانة المرأة. بالتأكيد كمسلمين، بدلاً من تكرار التجارب الاجتماعية الأجنبية الفاشلة، يجب علينا أن نتبنى ونتمسك بديننا وقيمنا وقوانيننا ونظامنا الإسلامي الإلهي الذي لديه نهج سليم ومُجرب لتنظيم أدوار وواجبات وحقوق الرجال والنساء في أكثر الطرق سلاسة، وكذلك إيجاد وحدات عائلية متناغمة وقوية. لقد قدم الإسلام إجابات وإرشادات مفصلة لكل أمر في حياتنا. لذلك، يجب علينا التوجه نحو ديننا لحل المشاكل العديدة التي تواجهها النساء والأطفال والعائلات اليوم. قال الله تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾
إن البشرية اليوم تعاني من هيمنة المبدأ الرأسمالي ، وما جره هذا المبدأ من ويلات وكوارث وحروب ، وفقر ، واضطرابات اجتماعية واقتصادية وسياسية انعكست على الفرد والأسرة والمجتمع . والأمة الإسلامية اليوم وفي خضم هذه الثورات ، ستتأهل وستصبح هي القادرة على حل مشاكل العالم بالاسلام من جديد ، وتخليص البشرية من شرور المبدأ الرأسمالي ، فالإسلام يمتلك منظومة فكرية وتشريعية آتية بوحي من السماء ، قادرة على معالجة مشاكل الإنسان ، بل هي الأصلح لمعالجة مشاكل الإنسان . ولن ينعم العالم بالأمن والاستقرار والعدالة الا في ظل الاسلام ، فالمسلمون هم المؤهلون لقيادة البشرية نحو بر الأمان . قال الله تعالى : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ)..انتهى
الدكتور الصيدلي
علاء غالب ثابت
فلسطين
٢٠ / ١ / ٢٠٢٠
_____________________________
ملاحظة :هناك اقتباسات من مقال كلمة المؤتمر النسائي العالمي الذي عقد في تونس بعنوان:
"الأسرة: التحدّيات والمعالجات الإسلامية"
يوم السبت 18 صفر 1440هـ الموافق م2018/10/27
الكلمة الثانية
هولندا
كيف ظلمت المساواة بين الجنسين الأسرة
(مترجمة)

Go to the top of the page
 
+Quote Post
صيدلية الخلافة
المشاركة Feb 10 2020, 12:11 PM
مشاركة #2


ناقد جديد
*

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4
التسجيل: 9-February 20
رقم العضوية: 2,425



إقتباس(ام عاصم @ Feb 9 2020, 07:32 PM) *
### العولمة الاجتماعية تطرق أبوابنا ###

هل نقبل أن يكون مستقبل أبناءنا الاجتماعي والأسري هو ما تصوغه لنا اتفاقية سيداو ، وما تطالب بتعديله الجمعيات النسوية؟! هل نقبل لأبنائنا العولمة الاجتماعية والتي تقودهم لأن يكونواعلى شاكلة المجتمعات الغربية ؟! وهل المجتمعات الغربية هي صالحة لأن تكون نموذج يحتذى به ؟!

هذه التساؤلات تكشف المستوى الخطير والمصير المجهول اجتماعيا، الذي ينتظرنا وينتظر ابناءنا. إن نحن فرطنا بديننا وقيمنا وثقافتنا . فالغرب يدرك أن مجتمعاته أصبحت كالشجرة التي ليس لها ثمرة . وأن سكانه في تناقص دائم، فالمجتمعات الغربية تشيخ باستمرار وعنصر الشباب يتناقص لديهم باستمرار ، وكما يقال إذا عرف السبب بطل العجب ، و سبب شيخوخة مجتمعاتهم واضح في عدم رغبتهم في الإنجاب ، وإذا علمنا أن الرغبة في الإنجاب دوافعها غريزية عند الإنسان ، فما الذي إذن أفسد هذه الدوافع الغريزية عندهم ؟!
والجواب بسيط وهو نمط الحياة الاجتماعي الفاسد لديهم ، بسبب تخليهم عن الدين ، وسيطرة الفكر الإلحادي والعلماني على نمط معتقداتهم و تصوراتهم . إن ما يقلق الغرب هو الخوف من انحسار وتناقص مجتمعاتهم الذي قد يؤثر على قدرتهم في الحفاظ على التفوق المادي على بقية الشعوب .. هذا من ناحية ..ومن ناحية أخرى ..يطمح الغرب لأن يحول مجتمعاتنا الشابة ، وهي سمة غالبة على المجتمعات الإسلامية عموما ، إلى مجتمعات فاشلة غير قادرة على النمو والاستمرارية والتفوق البشري حتى يضمن استمرارية تفوقه التكنولوجي .فالغرب يريد أن يقتحم الحصن الأخير في المجتمعات الإسلامية وذلك باستهداف الأسرة، واستهداف المرأة والاطفال ،واستهداف المنظومة المجتمعية ، وإلغاء مفاهيم الشرف والعفة والطهارة ، وإلغاء مفاهيم الإسلام التي تتعلق بحياة الناس الاجتماعية ، وتغيير التشريعات الإسلامية المعمول بها في القضاء و المحاكم . وأدواته في ذلك ، الأمم المتحدة من خلال ما يسمى باتفاقية سيداو ، والأنظمة الحاكمة في العالم العربي العميلة للغرب ، والجمعيات النسوية التي تمول من الخارج ، والإعلام المأجور.
وإذا علمنا أن اتفاقية سيداو ، رأس حربتها الآن في تونس وفلسطين ، إلا أن الأكيد أن جميع الدول العربية والإسلامية مستهدفة و مهدده بهذه الاتفاقية ، السودان وكازاخستان وحتى السعودية ، فالانفتاح والتغيرات التي حصلت في الآونة الأخيرة في السعودية تأتي ضمن سياسة الرضوخ لاتفاقية سيداو .فالغرب يريد احداث تغيير تشريعي ثم فكري وثقافي في مجتمعاتنا على المدى المتوسط أو البعيد و يريد أن يجتاح العالم الإسلامي بهذه الاتفاقية ، ويعول على سياسة النفس الطويل أي ما يعرف بسياسة الخطوة خطوة .

وهنا أود أن استعرض صورة لمنظومة اجتماعية تتجسد فيها توصيات ما يسمى باتفاقية سيداو ، وهي الحياة الاجتماعية للاطفال والمراهقات النساء في روسيا ( كنموذج عن المجتمعات الغربية ) ، هل من مشاكل اجتماعية عندهم ؟ وهل لها حلول؟وما هي الحلول التي يطرحونها(من وجهة نظرهم ) ؟
هذه حلقة من برنامج شهير على القناة التلفزيونية / روسيا



تنويه : هذا الفيديو موجه للجمعيات النسوية، والسياسيين في فلسطين و البلاد العربية والإسلامية ، والباحثين والمهتمين عالميا /غير مترجم/
وهو يناقش المشاكل الاجتماعية للمراهقات النساء في روسيا ( نموذج عن المجتمعات الغربية ) ويحاول طرح حلول لهذه المشاكل !

يقدمه شخصية مشهورة الدكتور كوماروفسكي .. يطرح قضية ساخنة في المجتمع الروسي، والمجتمعات الغربية عموما...عنوان الحلقة ( المدرسة وموانع الحمل ) ... يستضيف ييكاتيرينا جونزل /وهي باحثة ودكتورة بعلم النساء والولادة المبكرة في مرحلة الطفولة /...تؤكد الدكتورة على أن البنات في روسيا من سن ١٢-١٤ سنة تبدأ علاقتهن خارج إطار الزواج مع الجنس الآخر .
وتأكد على أنها تستقبل البنات في سن مبكر من ١٢ - ١٤ - ١٦ سنة لاجراء عملية إجهاض لهن للتخلص من الجنين . تقول الدكتورة أن ٨٠ % من البنات تأتي بمفردهن دون اخبار أو اصطحاب الوالدان أو الشريك .كما أن الشريك يتخلى عن البنت بمجرد معرفته بالحمل، ويتركها لمصيرها . و ان ٢٠ % من البنات يصطحبن الوالدان إلى الإجهاض . وتقول إن الإجهاض يتسبب بضرر صحي وجسماني ونفسي يؤثر على مستقبل البنت في هذه المرحلة العمرية المبكرة وكما يؤثر على قدراتها الإنجابية .
يدعو الدكتور كوماروفسكي الأمهات في روسيا إلى مصارحة بناتهن ، وترشيدهن إلى استعمال الواقي الذكري ، وأخذ حبة منع حمل يوميا بعد سن ١٢ سنة ، ويدعو إلى كسر حاجز الخجل في التعامل مع الاولاد، وكسر الحاجز النفسي عند الأم في تعليم طفلتها حبوب منع الحمل و الواقي الذكري في سن مبكرة ، ويقول هذا الخيار افضل للام من أن تعود لها ابنتها في سن مبكرة من عمرها ١٣-١٥ سنة وتصارحها بالحمل ، وما يتبعه من اتخاذ قرار بالاجهاض.
ويقول الدكتور كوماروفسكي إن الضرر النفسي أو الجسدي الذي يلحق بالبنت بعد بلوغها ١٢سنة جراء تناول حبوب منع الحمل يوميا، أقل بمئة مرة من الضرر الذي يلحق بالبنت نتيجة الحمل خارج إطار الزواج وما يتبعه من اتخاذ قرار بالاجهاض .
ويقول ايضا إن تعلم ما يتعلق بالثقافة الجنسية في سن ١٢ سنة متأخر جدا ، لانه يدفع الطفل للتسريع لاستكشاف غمار تجربته بخوض حياته الجنسية . ولذلك يجب التبكير في تعلم الثقافة الجنسية قبل هذا السن بخمس سنوات على الأقل اي من سن ٥-٧ سنوات ، ويقول إن في هولندا مثلا يتم ادخال الثقافة الجنسية للاطفال في الروضة اي قبل دخول المدرسة ( على سبيل المثال يتعلمون ماذا يعني الواقي الذكري ) ، وفي ألمانيا يتم ادخال الثقافة الجنسية للاطفال في سن دخول المدرسة في الصف الأول .
وحتى يتم تبني الدولة الروسية لهذه الثقافة في الروضات أو في المدارس ، فيبقى الاعتماد على الوالدين لتعليم أطفالهم هذه الثقافة في سن مبكرة . وينهي توصياته بالقول إن الطفله في سن المراهقة ينقصها النضوج وتكون في الغالب علاقاتها الجنسية مضطربة ومؤقتة وغير مستقرة ، ولا بد أن يأتي يوم على الوالدين و يكتشفا فيه أن ابنتهم الطفلة أصبحت تمارس حياتها الجنسية و لها علاقات مع الجنس الآخر . ويؤكد على ضرورة ترشيد الوالدين لطفلتهما وذلك بتعليمها من اين يمكن شراء الواقي الذكري ، وشرب حبوب منع الحمل يوميا بعد بلوغ سن ١٢-١٣ سنة . انتهى....

بعد هذا الاستعراض المختصر لمجريات ما دار من حديث في هذه الحلقة ، نقول إن الدكتور كوماروفسكي لم يطرح حلولا ، وما طرحه من خيارات ، إما حبوب منع الحمل والواقي الذكري ، و إما الخيار الاسوء وهو الاجهاض ، هو مجرد هروب وتخلص من ثمرة، غير مرغوب فيها لأنماط اجتماعية فاسدة خارج إطار الزواج ، أما مضاعفات هذه الأنماط الاجتماعية الفاسدة على الأسرة ، وآثارها السلبية على المجتمع فلم يتطرق إليها . إن أسباب العزوف عن الزواج عند الرجال ، وأسباب العزوف عن الإنجاب عند النساء ، والرغبة العالية في الإجهاض . وأسباب شيخوخة هذه المجتمعات باتت واضحة وجلية . فالرجل يستطيع إشباع رغباته الجنسية من الانثى خارج إطار الزواج ( فالزنا غير مجرم ) ، والقانون لا يجبره على نفقة ولا على زواج . فما الحاجة إلى الزواج إذن ؟! والانثى تشعر باستمرار بأنها تحت التهديد ! ، وذلك بانفصال الشريك المؤقت عنها، وإذا أنجبت فقد تكون هي الاب وهي الام لهذا الطفل ، فما الحاجة لهذا الإنجاب إذن ؟! والطفل هو نتاج لعملية سفاح خارج إطار الزواج ، يتعرض في الأغلب لعملية إنكار من قبل الاب ، واتهام أمه بالعلاقات المفتوحة مع كثير من الرجال، فما الحاجة لهذا الطفل اذن؟!...

إن المجتمعات الغربية لا يوجد فيها استقرار اسري ولا اجتماعي ، تعاني من مشاكل خطيرة و كثيرة ( انخفاض معدلات الزواج ، الزواج المتأخر ، انخفاض معدلات الانجاب ، ارتفاع معدلات الطلاق ، الخيانة الزوجية ، العلاقات خارج إطار الزواج ، تنويع وتوسيع هذه العلاقات التي هي اصلا خارج إطار الزواج ، السعار الجنسي ، الزنا ، الاستغلال الجنسي ، الأمراض الجنسية ، اطفال السفاح ، دور الايتام ، الرغبة العالية في الإجهاض ، الاكتآب النفسي ، المخدرات ، ارتفاع معدلات الجريمة ، القتل ، واخيرا الانتحار ). في ظل هذه الثقافة وهذه العادات ، وهذه الأنماط الاجتماعية الفاسدة ، تكون المرأة والطفل في الغالب هما الضحية ، فهما الحلقة الأضعف . حيث تجبر البنت من نعومة أظافرها على الاجهاض ، و تكرار خوض تجاربها الغير مستقرة مع الشريك المؤقت ، والبحث عن الشريك، وشريك يتلوه شريك ، على أمل الوصول إلى حالة استقرار .

وحق لنا أن نتساءل ... بعد أن أدركنا الحالة الاجتماعية والأسرية التي عليها روسيا والغرب عموما ، ما الذي تريده الجمعيات النسوية ، والأنظمة الحاكمة العميلة للغرب في العالم العربي ، عندما تروج لاستيراد منظومة اجتماعية ذات ابعاد فكرية وتشريعية علمانية ، وهي مانصطلح عليه اليوم باتفاقية سيداو . والحقيقة أن سيداو هي منظومة تشريعية تبنتها الأمم المتحدة عام ١٩٧٩, مبنية على الثقافة العلمانية للمجتمعات الغربية، ونظرتها للمرأة .
وإذا قمنا بمقارنة سريعة بين الأسرة في المجتمعات الغربية اليوم وقبل مئة عام من الآن ، لوجدنا أن الأسرة قبل مئة عام في اوروبا كانت محافظة ومتأثرة بالتعاليم المسيحية إلى حد ما ، بينما ثقافة و تشريعات سيداو العلمانية كانت أول ضحاياها هي الأسر و المجتمعات الغربية ، فأفسدت هذه المنظومة وهذه الثقافة الأسر واثرت بالسلب على انماطهم الاجتماعية ،وادخلت هذه المجتمعات في عدم الاستقرار الاسري والعقم المجتمعي اي طور الاضمحلال والتلاشي السكاني .

قد يستهوي البعض شعارات ترفعها الجمعيات النسوية مثل ( الحرية ، مكافحة كافة أشكال التمييز ضد المرأة ، المساواة مع الرجل ،العدالة بين الجنسين ، تمكين المرأة ، الدفاع عن المرأة ، والمطالبة بحقوق المرأة، وغيرها من شعارات سيداو الاغوائية البراقة ...الخ ) ، وما هي في حقيقتها الا الفوضى والضياع ، والتفكك الأسري والاضطراب المجتمعي ، وأول ضحاياها هم الطفل والمرأة .واكبر دليل على ذلك احصائيات المجتمعات الغربية التي يفترض أن تحققت و تجسدت فيها ثقافة وتشريعات سيداو ، بعد مئة عام من الإلحاد او العلمنة( فكرة فصل الدين عن الحياة ) وما تبعها من عولمة اجتماعية مبنية على الحرية الشخصية ، والتحرر من اي قيود دينية ، حيث حطمت احصائيات المجتمعات الغربية الارقام القياسية في كل شيئ ( العزوف عن الزواج ، الزنا ، العلاقات خارج إطار الزواج ، الطلاق ،الرغبة العالية في الإجهاض ، عدم الرغبة في الإنجاب ، دور الأيتام ، الخيانة الزوجية ، المثليين جنسيا ، العنف الجسدي من الزوج أو من الشريك ، الجريمة /قتل النساء/ ، وغيره الكثير ) .

ونتساءل أيضا ..هل نحن أمة لقيطة؟! أليست عقيدتنا وديننا هو الاسلام ؟! اليس في الاسلام ما يكفي من تشريعات، لينصف الرجل والمرأة، ويضمن استقرار وتطور الأسرة والمجتمع؟! السنا أصحاب موروث ثقافي وحضاري ، سدنا به التاريخ والأمم . ما الحاجة في البحث عن منظومة غريبة عن ثقافتنا وديننا ؟! هل نحن بحاجة اليها؟! يدعي البعض أن ارتفاع نسب الطلاق في مجتمعاتنا سببه الزواج المبكر ، والحقيقة أن هذا هو كذب محض .
إن أسباب ارتفاع نسب الطلاق في مجتمعاتنا ، هو البعد عن الدين ، وعدم تطبيق أحكام الاسلام، والتأثر بالثقافة الغربية ، وعدم وجود الوازع الديني وضعف تقوى الله في النفوس ، وتشجيع الاختلاط بين الجنسين ، والترويج للاعلام الفاسد وبرامجه ومسلسلاته الفاسدة ، والتقليد للغرب ، والاستعمال الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي ، والجمعيات النسوية ودعواتها المستمرة لتمرد المرأة على العائلة و الزوج وعلى ثقافة المجتمع ، و سيطرة القيمة المادية ونمط الحياة الاستهلاكي على الأسرة بسبب المنظومة الرأسمالية وعدم قدرة الأزواج احيانا على تلبية جميع الطلبات .

لقد ضمن الاسلام للرجل والمرأة حقوق وفرض عليهما واجبات ، ولم يجعل كلا منهما ندا للآخر ، بل على العكس من ذلك ، فجعل كلاهما مكملا للآخر ، والتشريع الإسلامي يتناسب مع طبيعة الإنسان وما هو مؤهل له من حيث هو رجل أو امرأة ، ويلبي حاجات الانسان ، ويحل مشاكله الناتجة عن الاجتماع بوصفه انسانا ، وكما أن الاسلام ضمن استقرار الأسرة والمجتمع ونماءهما ، وجعل الزواج هو العلاقة المشروعة التي يمكن ان تنشئ بين الجنسين ، وحرم أي علاقة خارج إطار الزواج . وكلف الرجل بالنفقة ، وجعل الحضانة حق للأم ، وجعل القوامة للرجل ، وهي قوامة رعاية وحماية .

أما فكرة المساواة بين الرجل والمرأة ، فهي فكرة خيالية ، والأسباب التي دفعت بعض المفكرين في اوروبا للترويج لها ، هو الوضع الكارثي الذي عاشته المرأة عند الغرب ، فالمرأة عند الغرب عاشت مأساة عظيمة لا ينافسها فيها أحد ، ففي القرون الوسطى كانت منزلتها أقرب إلى الحيوان ، موطنا للشهوات ووعاء للحمل ، فقد اضطهدتها المفاهيم المنحطة التي سادت في أوروبا آنذاك فحرمتها من إنسانيتها وحقوقها.
فلا قرار لها في زواج ولا ميراث ولا عمل يحفظ كرامتها إذا غاب المعيل .
لمن تلجأ هذه المرأة ؟!
كان يمكن للمرأة أن تبحث عن العدل بينها وبين الرجل ، وأن تسعى لتحصيل حقها ، من خلال مرجع يتفق عليه الرجل والمرأة معا .
نظرت المرأة الغربية في النصوص الدينية لديها في دينها، فوجدت نفسها انها حواء، فهي التي اغوت آدم ، فهي اصل الخطيئة ، وهي تسببت في شقاء الجنس البشري ، لذا فإن الرب حسب نصوص دينها يعاقبها بأتعاب الحمل والولادة، وجعل الرجل سيدا عليها ، قرأت المرأة الغربية في نصوص دينها،
انها خلقت من أجل الرجل ، ولم يخلق الرجل من أجلها ، لذا فإن كثيرا من النساء الغربيات لم يرين في دينهن منقذ لهن من حالة الظلم .فكان لابد من ثورة فكرية تنهض بواقعها في نواحي عدة، فلم يبق إلا القيم التي يعلن الغرب أنه يحتكم إليها ، قيم الحرية والمساواة مع الرجل ، وهكذا انطلقت ثورة تحرير المرأة الغربية ببوصلة بشرية لا ربانية .
ولكن الفكر الغربي قد شذ عن جادة الصواب وتحول لتطرف أنتجته الحركات النسوية الراديكالية، فكرا يُنكر الحاجات الفطرية الحقيقية للمرأة ويلغي الرجل من الوجود في حياتها بل ويقمعه ويتعسف عليه مصورا إياه كعدو وسببا في معاناتها.

يتحدث الغرب والأمم المتحدة عن الفقر ، ويعزو أسبابه إلى الأمية والجهل اللذان يصرفان المرأة عن العمل والإنتاج ويشغلانها بالإنجاب والاهتمام بأمور البيت والزوج والأولاد . وهذا القول في حقيقته إنما هو تقويض وضرب لدور المرأة الفطري في رعاية الأسرة وقيادتها مقابل إخراجها قسرا للعمل ليس بغرض انتشالها من الفقر بقدر ماهو حيلة لتوفير جيوش من اليد العاملة الرخيصة ،
والواقع يكذب الغرب، فكم مرت سنين على الغرب و مؤتمراته ومخرجاته ، والحال من سيء إلى أسوأ والفقر يتغلغل ليس في الشعوب النامية كما يحلو للغرب أن يصفنا به ، بل حتى في عمق عواصم أوروبا وأمريكا تعاني النساء من أشكال العبودية الاقتصادية الحديثة حيث تشتغل النساء في الدعارة بألمانيا الملقبة بدار دعارة أوروبا ، يشتغلن بشكل قانوني مادامت تدفع العاهرة ضرائبها وفي المقابل تتحصل على تقاعد وتأمين صحي مما أدى خلال العشرين السنة الأخيرة إلى تضاعف عدد العاهرات إلى 400 ألف ورصد ما يقارب 22 مليار دولار للاستثمار في هذا المجال !!!
إذن مادام النظام الرأسمالي مستفيداً فالدعارة تصبح تمكينا اقتصاديا للمرأة وقس على هذا!
فالمرأة الغربية اليوم تعاني الأمرّين جراء اضطهادها بنظام مادي قاسي جردها من انوثتها وكرامتها ، والمرأة اليوم عندهم ترفض هذه الشعارات الفاسدة . فكيف يمكن للغرب وأدواته من الحكام في بلادنا ، والجمعيات النسوية أن يسوِّقوا لبضاعة فاسدة قد انتهت صلاحيتها ، في أمة ثائرة بصدد صناعة التاريخ وتتلمس طريقها لقيادة البشرية نحو نظام رباني عادل ينزل علينا بردا وسلاما ؟!

إن الدعوة إلى العدالة أو المساواة بين الجنسين ، في الحقوق للمرأة والرجل في الحياة والمجتمع ، هي ليست مجرد دعوة لحصول النساء على نفس الحقوق السياسية والاقتصادية والتعليمية والقضائية مثل الرجال، بل هو جعل الحقوق والأدوار والواجبات للرجال والنساء في الزواج والحياة الأسرية والمجتمع بصفة عامة تحت غطاء "المساواة بين الجنسين" وربط الاختلافات بين الجنسين بالتمييز والظلم أو حتى القمع ضد المرأة. ويقال على سبيل المثال إن الرجال والنساء يجب أن يتشاركوا دور المعيل للأسرة ، وكذلك الواجبات المنزلية وتربية الأطفال، مدعين أن هذا يمثل "العدالة بين الجنسين".
إن هذه الدعوات في حقيقة الأمر ، لا تنتج حياة أفضل للنساء ، ولا تحقق الاستقرار ، بل على النقيض من ذلك، فقد شقيت النساء بترك أدوارهن الطبيعية الفطرية، والانشغال بتحقيق القيمة الذاتية ليتحررن اقتصاديا، فانهمكن في العمل، فيستفقن وهن قد وهن العظم منهن، واشتعل الرأس شيبا، فأي قيمة ذاتية للمرأة بدون أسرة تؤويها ، وبدون رجل يقوم عليها، ويكفيها مؤونة الحياة، وهي ملكة في بيتها؛ ربة البيت، وسر نجاح أسرتها!!
إن الأوضاع البائسة التي تعانيها النساء اليوم، ليس بسبب عدم مساواة المرأة بالرجل، إنما هي بسبب النظام الرأسمالي العلماني الذي يهيمن على السياسة والاقتصاد في العالم.
ولقد فشل المسلمون الذين تبنوا وأيدوا قصة العدالة الجندرية، في فهم أن مفاهيم الحركة النسوية، بما في ذلك المساواة بين الجنسين، التي تدعو إلى فكرة أن المرأة يجب أن تحدد حقوقها وأدوارها في الحياة، تتناقض بشكل أساسي مع العقيدة الإسلامية. لأنه في الإسلام، لا يحدد الرجال والنساء حقوقهم وأدوارهم وواجباتهم على أساس المساواة أو على أساس رغباتهم الخاصة ولكن على أساس أحكام الله سبحانه وتعالى وحده. قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤمِنٍ وَلَا مُؤمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَمَن يَعصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلَـٰلاً مُّبِينًا﴾. بالإضافة إلى ذلك، ينص الإسلام على بعض الاختلافات الواضحة في الأدوار والواجبات والحقوق للرجال والنساء داخل الأسرة والمجتمع. قال تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾. وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ...». علاوة على ذلك، فإن المرأة المسلمة لا تقيّم نجاحها من خلال مقارنة نفسها مع الرجل وحقوقه ومسؤولياته، ولكنها تستند إلى الطريقة التي ينظر إليها بها خالقها وفقًا لأدائها لواجباتها التي وصفها لها سبحانه وتعالى. قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَتَمَنَّواْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعضَكُم عَلَىٰ بَعضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكتَسَبنَ وَسـَٔلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضلِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَىءٍ عَلِيمًا﴾.
وكما فشل هؤلاء المسلمون الذين اعتنقوا أفكار الحركة النسوية في إدراك أن مفاهيمها قد نتجت نتيجة التجارب التاريخية للظلم والقمع وغياب الحقوق السياسية والاقتصادية والتعليمية والقانونية الأساسية التي مرت بها النساء في الدول الغربية ، وهذا التاريخ لا يشترك فيه الإسلام ولا الحكم الإسلامي. لكن الأهم من ذلك، أن المسلمين الذين تبنوا قصة العدالة بين الجنسين، فشلوا في فهم حقيقة حجم الدمار الاجتماعي الذي تسببه المساواة بين الجنسين والمفاهيم النسوية الأخرى في بنية الأسرة، للنساء والأطفال والمجتمع ككل.

وفي الختام :

إن المساواة بين الجنسين مفهوم متصدع ومسبب للتآكل الاجتماعي، أدى إلى إلحاق ضرر لا حد له بالوئام ووحدة الحياة الأسرية فضلاً عن رفاه الأطفال. وتجاهل الطبيعة البيولوجية للنساء بوصفهن حاملات للجنس البشري، محاولاً دفع هذا جانباً باعتباره لا أهمية له، في حين إنه ينبغي أن يكون عاملاً محورياً في تحديد الأدوار والحقوق داخل الزواج والحياة الأسرية بالنسبة للجنسين. كما رفض فكرة كون الأم هي المحور المركزي في حياة الطفل. بالإضافة إلى ذلك، خلق التنافس والصراع بين الرجال والنساء بدلاً من التعاون وحماية وتأييد بعضهم بعضا كما أمر الله سبحانه وتعالى ، قال الله تعالى : ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ . ومن ثم، فإن فكرة تحديد المرأة لحقوقها وأدوارها لا تحررها من الظلم بل تعرضها لأشكال مختلفة من الظلم والبؤس؛ لأن هذا المنظور النسوي الفردي الضيق المتمثل في النظر دائمًا إلى ما هو أفضل لرغبات المرأة ومصالحها غالبًا ما يتجاهل ما هو الأفضل للزواج والأطفال والحياة الأسرية الهادئة والمجتمع ككل.
وعلى الرغم من ذلك، فإن المساواة بين الجنسين والعدالة بين الجنسين - هذه الفكرة الأجنبية غير الإسلامية - لا تزال تُعرض على البلاد الإسلامية من خلال المزيد من القوانين والسياسات والبرامج، كمفهوم سيزيد من مكانة المرأة. بالتأكيد كمسلمين، بدلاً من تكرار التجارب الاجتماعية الأجنبية الفاشلة، يجب علينا أن نتبنى ونتمسك بديننا وقيمنا وقوانيننا ونظامنا الإسلامي الإلهي الذي لديه نهج سليم ومُجرب لتنظيم أدوار وواجبات وحقوق الرجال والنساء في أكثر الطرق سلاسة، وكذلك إيجاد وحدات عائلية متناغمة وقوية. لقد قدم الإسلام إجابات وإرشادات مفصلة لكل أمر في حياتنا. لذلك، يجب علينا التوجه نحو ديننا لحل المشاكل العديدة التي تواجهها النساء والأطفال والعائلات اليوم. قال الله تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾
إن البشرية اليوم تعاني من هيمنة المبدأ الرأسمالي ، وما جره هذا المبدأ من ويلات وكوارث وحروب ، وفقر ، واضطرابات اجتماعية واقتصادية وسياسية انعكست على الفرد والأسرة والمجتمع . والأمة الإسلامية اليوم وفي خضم هذه الثورات ، ستتأهل وستصبح هي القادرة على حل مشاكل العالم بالاسلام من جديد ، وتخليص البشرية من شرور المبدأ الرأسمالي ، فالإسلام يمتلك منظومة فكرية وتشريعية آتية بوحي من السماء ، قادرة على معالجة مشاكل الإنسان ، بل هي الأصلح لمعالجة مشاكل الإنسان . ولن ينعم العالم بالأمن والاستقرار والعدالة الا في ظل الاسلام ، فالمسلمون هم المؤهلون لقيادة البشرية نحو بر الأمان . قال الله تعالى : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ)..انتهى
الدكتور الصيدلي
علاء غالب ثابت
فلسطين
٢٠ / ١ / ٢٠٢٠
_____________________________
ملاحظة :هناك اقتباسات من مقال كلمة المؤتمر النسائي العالمي الذي عقد في تونس بعنوان:
"الأسرة: التحدّيات والمعالجات الإسلامية"
يوم السبت 18 صفر 1440هـ الموافق م2018/10/27
الكلمة الثانية
هولندا
كيف ظلمت المساواة بين الجنسين الأسرة
(مترجمة)

Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Feb 15 2020, 09:41 PM
مشاركة #3


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35




صيدلية الخلافة نرحب بك في المنتدى
Go to the top of the page
 
+Quote Post
صيدلية الخلافة
المشاركة Feb 19 2020, 01:30 AM
مشاركة #4


ناقد جديد
*

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4
التسجيل: 9-February 20
رقم العضوية: 2,425



فكرة المساواة بين الرجل والمرأة ، هي فكرة خيالية ، وهي اوهام موجودة في مخيلة الجمعيات النسوية فقط . بالإضافة أن هذه الفكرة تجلب الشقاء لكلى الجنسين إن أرادا تقليد بعضهما البعض ، فالرجل والمرأة كلاهما انسان ، خلقه الله وجعل فيهما قدرات عقلية ، وطاقات حيوية وهي الغرائز ، وخلق في كل منهما طبائع واهتمامات ورغبات وقدرات ، ففكرة المساواة هي فكرة مؤذية لكلى الجنسين ، فلا يكتمل حياة أحدهما إلا بحضور الآخر ، ولا يكتمل الدور الوظيفي لأحدهما الا بما يكمله الدور الوظيفي للآخر .فالزواج هو الرابط الجامع بينهما، والاسرةهي البيت الذي يأوي اليه كلاهما ، وإنجاب الأولاد هو ثمرة ومستقبل هذا الزواج ، فيدفع كلاهما للتمسك بالآخر ، فلا خيرية لأحد منهما على الآخر . يقول تعالى : ( يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) . فالمرأة بالنسبة للرجل هي الام والزوجة والاخت والبنت ، وكذلك الرجل بالنسبة للمرأة هو الأب والزوج والاخ والابن ، فعن أي شحناء وتنافس بين كلا الجنسين تروج له الجمعيات النسوية ؟!
هناك مثل أو صيغة تعبيرية في لغة وثقافة الروس ، للشاب الذي يبحث عن زوجة أو شريكة حياة ، فيقول الشاب أنا أبحث عن شقي ( نصفي ) الآخر ، وهي صيغة تعبيرية صحيحة ، لأن الزواج هو تعاون وتكامل ، وليس هو استغلال و تنافس . فالرجل والمرأة لم يخلقهما الله متماثلين ، كما لم يخلق الشمس والقمر متماثلين ، والحقوق و الأدوار الوظيفية لكلاهما ليست متطابقة ، كما أن الأدوار الوظيفية للشمس والقمر ليست متطابقة ، ولكن لا تكتمل حياة الانسان ، الا باكتمال الليل والنهار ، وايضا لا تكتمل الحياة الأسرية المستقرة للطفل ، الا باكتمال رابط الزواج بين الاب والام ، وتكامل دورهما الرعوي والوظيفي اتجاه طفليهما .
Go to the top of the page
 
+Quote Post
صيدلية الخلافة
المشاركة Feb 19 2020, 02:23 AM
مشاركة #5


ناقد جديد
*

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4
التسجيل: 9-February 20
رقم العضوية: 2,425



إقتباس(ام عاصم @ Feb 9 2020, 07:32 PM) *
### العولمة الاجتماعية تطرق أبوابنا ###

هل نقبل أن يكون مستقبل أبناءنا الاجتماعي والأسري هو ما تصوغه لنا اتفاقية سيداو ، وما تطالب بتعديله الجمعيات النسوية؟! هل نقبل لأبنائنا العولمة الاجتماعية والتي تقودهم لأن يكونواعلى شاكلة المجتمعات الغربية ؟! وهل المجتمعات الغربية هي صالحة لأن تكون نموذج يحتذى به ؟!

هذه التساؤلات تكشف المستوى الخطير والمصير المجهول اجتماعيا، الذي ينتظرنا وينتظر ابناءنا. إن نحن فرطنا بديننا وقيمنا وثقافتنا . فالغرب يدرك أن مجتمعاته أصبحت كالشجرة التي ليس لها ثمرة . وأن سكانه في تناقص دائم، فالمجتمعات الغربية تشيخ باستمرار وعنصر الشباب يتناقص لديهم باستمرار ، وكما يقال إذا عرف السبب بطل العجب ، و سبب شيخوخة مجتمعاتهم واضح في عدم رغبتهم في الإنجاب ، وإذا علمنا أن الرغبة في الإنجاب دوافعها غريزية عند الإنسان ، فما الذي إذن أفسد هذه الدوافع الغريزية عندهم ؟!
والجواب بسيط وهو نمط الحياة الاجتماعي الفاسد لديهم ، بسبب تخليهم عن الدين ، وسيطرة الفكر الإلحادي والعلماني على نمط معتقداتهم و تصوراتهم . إن ما يقلق الغرب هو الخوف من انحسار وتناقص مجتمعاتهم الذي قد يؤثر على قدرتهم في الحفاظ على التفوق المادي على بقية الشعوب .. هذا من ناحية ..ومن ناحية أخرى ..يطمح الغرب لأن يحول مجتمعاتنا الشابة ، وهي سمة غالبة على المجتمعات الإسلامية عموما ، إلى مجتمعات فاشلة غير قادرة على النمو والاستمرارية والتفوق البشري حتى يضمن استمرارية تفوقه التكنولوجي .فالغرب يريد أن يقتحم الحصن الأخير في المجتمعات الإسلامية وذلك باستهداف الأسرة، واستهداف المرأة والاطفال ،واستهداف المنظومة المجتمعية ، وإلغاء مفاهيم الشرف والعفة والطهارة ، وإلغاء مفاهيم الإسلام التي تتعلق بحياة الناس الاجتماعية ، وتغيير التشريعات الإسلامية المعمول بها في القضاء و المحاكم . وأدواته في ذلك ، الأمم المتحدة من خلال ما يسمى باتفاقية سيداو ، والأنظمة الحاكمة في العالم العربي العميلة للغرب ، والجمعيات النسوية التي تمول من الخارج ، والإعلام المأجور.
وإذا علمنا أن اتفاقية سيداو ، رأس حربتها الآن في تونس وفلسطين ، إلا أن الأكيد أن جميع الدول العربية والإسلامية مستهدفة و مهدده بهذه الاتفاقية ، السودان وكازاخستان وحتى السعودية ، فالانفتاح والتغيرات التي حصلت في الآونة الأخيرة في السعودية تأتي ضمن سياسة الرضوخ لاتفاقية سيداو .فالغرب يريد احداث تغيير تشريعي ثم فكري وثقافي في مجتمعاتنا على المدى المتوسط أو البعيد و يريد أن يجتاح العالم الإسلامي بهذه الاتفاقية ، ويعول على سياسة النفس الطويل أي ما يعرف بسياسة الخطوة خطوة .

وهنا أود أن استعرض صورة لمنظومة اجتماعية تتجسد فيها توصيات ما يسمى باتفاقية سيداو ، وهي الحياة الاجتماعية للاطفال والمراهقات النساء في روسيا ( كنموذج عن المجتمعات الغربية ) ، هل من مشاكل اجتماعية عندهم ؟ وهل لها حلول؟وما هي الحلول التي يطرحونها(من وجهة نظرهم ) ؟
هذه حلقة من برنامج شهير على القناة التلفزيونية / روسيا



تنويه : هذا الفيديو موجه للجمعيات النسوية، والسياسيين في فلسطين و البلاد العربية والإسلامية ، والباحثين والمهتمين عالميا /غير مترجم/
وهو يناقش المشاكل الاجتماعية للمراهقات النساء في روسيا ( نموذج عن المجتمعات الغربية ) ويحاول طرح حلول لهذه المشاكل !

يقدمه شخصية مشهورة الدكتور كوماروفسكي .. يطرح قضية ساخنة في المجتمع الروسي، والمجتمعات الغربية عموما...عنوان الحلقة ( المدرسة وموانع الحمل ) ... يستضيف ييكاتيرينا جونزل /وهي باحثة ودكتورة بعلم النساء والولادة المبكرة في مرحلة الطفولة /...تؤكد الدكتورة على أن البنات في روسيا من سن ١٢-١٤ سنة تبدأ علاقتهن خارج إطار الزواج مع الجنس الآخر .
وتأكد على أنها تستقبل البنات في سن مبكر من ١٢ - ١٤ - ١٦ سنة لاجراء عملية إجهاض لهن للتخلص من الجنين . تقول الدكتورة أن ٨٠ % من البنات تأتي بمفردهن دون اخبار أو اصطحاب الوالدان أو الشريك .كما أن الشريك يتخلى عن البنت بمجرد معرفته بالحمل، ويتركها لمصيرها . و ان ٢٠ % من البنات يصطحبن الوالدان إلى الإجهاض . وتقول إن الإجهاض يتسبب بضرر صحي وجسماني ونفسي يؤثر على مستقبل البنت في هذه المرحلة العمرية المبكرة وكما يؤثر على قدراتها الإنجابية .
يدعو الدكتور كوماروفسكي الأمهات في روسيا إلى مصارحة بناتهن ، وترشيدهن إلى استعمال الواقي الذكري ، وأخذ حبة منع حمل يوميا بعد سن ١٢ سنة ، ويدعو إلى كسر حاجز الخجل في التعامل مع الاولاد، وكسر الحاجز النفسي عند الأم في تعليم طفلتها حبوب منع الحمل و الواقي الذكري في سن مبكرة ، ويقول هذا الخيار افضل للام من أن تعود لها ابنتها في سن مبكرة من عمرها ١٣-١٥ سنة وتصارحها بالحمل ، وما يتبعه من اتخاذ قرار بالاجهاض.
ويقول الدكتور كوماروفسكي إن الضرر النفسي أو الجسدي الذي يلحق بالبنت بعد بلوغها ١٢سنة جراء تناول حبوب منع الحمل يوميا، أقل بمئة مرة من الضرر الذي يلحق بالبنت نتيجة الحمل خارج إطار الزواج وما يتبعه من اتخاذ قرار بالاجهاض .
ويقول ايضا إن تعلم ما يتعلق بالثقافة الجنسية في سن ١٢ سنة متأخر جدا ، لانه يدفع الطفل للتسريع لاستكشاف غمار تجربته بخوض حياته الجنسية . ولذلك يجب التبكير في تعلم الثقافة الجنسية قبل هذا السن بخمس سنوات على الأقل اي من سن ٥-٧ سنوات ، ويقول إن في هولندا مثلا يتم ادخال الثقافة الجنسية للاطفال في الروضة اي قبل دخول المدرسة ( على سبيل المثال يتعلمون ماذا يعني الواقي الذكري ) ، وفي ألمانيا يتم ادخال الثقافة الجنسية للاطفال في سن دخول المدرسة في الصف الأول .
وحتى يتم تبني الدولة الروسية لهذه الثقافة في الروضات أو في المدارس ، فيبقى الاعتماد على الوالدين لتعليم أطفالهم هذه الثقافة في سن مبكرة . وينهي توصياته بالقول إن الطفله في سن المراهقة ينقصها النضوج وتكون في الغالب علاقاتها الجنسية مضطربة ومؤقتة وغير مستقرة ، ولا بد أن يأتي يوم على الوالدين و يكتشفا فيه أن ابنتهم الطفلة أصبحت تمارس حياتها الجنسية و لها علاقات مع الجنس الآخر . ويؤكد على ضرورة ترشيد الوالدين لطفلتهما وذلك بتعليمها من اين يمكن شراء الواقي الذكري ، وشرب حبوب منع الحمل يوميا بعد بلوغ سن ١٢-١٣ سنة . انتهى....

بعد هذا الاستعراض المختصر لمجريات ما دار من حديث في هذه الحلقة ، نقول إن الدكتور كوماروفسكي لم يطرح حلولا ، وما طرحه من خيارات ، إما حبوب منع الحمل والواقي الذكري ، و إما الخيار الاسوء وهو الاجهاض ، هو مجرد هروب وتخلص من ثمرة، غير مرغوب فيها لأنماط اجتماعية فاسدة خارج إطار الزواج ، أما مضاعفات هذه الأنماط الاجتماعية الفاسدة على الأسرة ، وآثارها السلبية على المجتمع فلم يتطرق إليها . إن أسباب العزوف عن الزواج عند الرجال ، وأسباب العزوف عن الإنجاب عند النساء ، والرغبة العالية في الإجهاض . وأسباب شيخوخة هذه المجتمعات باتت واضحة وجلية . فالرجل يستطيع إشباع رغباته الجنسية من الانثى خارج إطار الزواج ( فالزنا غير مجرم ) ، والقانون لا يجبره على نفقة ولا على زواج . فما الحاجة إلى الزواج إذن ؟! والانثى تشعر باستمرار بأنها تحت التهديد ! ، وذلك بانفصال الشريك المؤقت عنها، وإذا أنجبت فقد تكون هي الاب وهي الام لهذا الطفل ، فما الحاجة لهذا الإنجاب إذن ؟! والطفل هو نتاج لعملية سفاح خارج إطار الزواج ، يتعرض في الأغلب لعملية إنكار من قبل الاب ، واتهام أمه بالعلاقات المفتوحة مع كثير من الرجال، فما الحاجة لهذا الطفل اذن؟!...

إن المجتمعات الغربية لا يوجد فيها استقرار اسري ولا اجتماعي ، تعاني من مشاكل خطيرة و كثيرة ( انخفاض معدلات الزواج ، الزواج المتأخر ، انخفاض معدلات الانجاب ، ارتفاع معدلات الطلاق ، الخيانة الزوجية ، العلاقات خارج إطار الزواج ، تنويع وتوسيع هذه العلاقات التي هي اصلا خارج إطار الزواج ، السعار الجنسي ، الزنا ، الاستغلال الجنسي ، الأمراض الجنسية ، اطفال السفاح ، دور الايتام ، الرغبة العالية في الإجهاض ، الاكتآب النفسي ، المخدرات ، ارتفاع معدلات الجريمة ، القتل ، واخيرا الانتحار ). في ظل هذه الثقافة وهذه العادات ، وهذه الأنماط الاجتماعية الفاسدة ، تكون المرأة والطفل في الغالب هما الضحية ، فهما الحلقة الأضعف . حيث تجبر البنت من نعومة أظافرها على الاجهاض ، و تكرار خوض تجاربها الغير مستقرة مع الشريك المؤقت ، والبحث عن الشريك، وشريك يتلوه شريك ، على أمل الوصول إلى حالة استقرار .

وحق لنا أن نتساءل ... بعد أن أدركنا الحالة الاجتماعية والأسرية التي عليها روسيا والغرب عموما ، ما الذي تريده الجمعيات النسوية ، والأنظمة الحاكمة العميلة للغرب في العالم العربي ، عندما تروج لاستيراد منظومة اجتماعية ذات ابعاد فكرية وتشريعية علمانية ، وهي مانصطلح عليه اليوم باتفاقية سيداو . والحقيقة أن سيداو هي منظومة تشريعية تبنتها الأمم المتحدة عام ١٩٧٩, مبنية على الثقافة العلمانية للمجتمعات الغربية، ونظرتها للمرأة .
وإذا قمنا بمقارنة سريعة بين الأسرة في المجتمعات الغربية اليوم وقبل مئة عام من الآن ، لوجدنا أن الأسرة قبل مئة عام في اوروبا كانت محافظة ومتأثرة بالتعاليم المسيحية إلى حد ما ، بينما ثقافة و تشريعات سيداو العلمانية كانت أول ضحاياها هي الأسر و المجتمعات الغربية ، فأفسدت هذه المنظومة وهذه الثقافة الأسر واثرت بالسلب على انماطهم الاجتماعية ،وادخلت هذه المجتمعات في عدم الاستقرار الاسري والعقم المجتمعي اي طور الاضمحلال والتلاشي السكاني .

قد يستهوي البعض شعارات ترفعها الجمعيات النسوية مثل ( الحرية ، مكافحة كافة أشكال التمييز ضد المرأة ، المساواة مع الرجل ،العدالة بين الجنسين ، تمكين المرأة ، الدفاع عن المرأة ، والمطالبة بحقوق المرأة، وغيرها من شعارات سيداو الاغوائية البراقة ...الخ ) ، وما هي في حقيقتها الا الفوضى والضياع ، والتفكك الأسري والاضطراب المجتمعي ، وأول ضحاياها هم الطفل والمرأة .واكبر دليل على ذلك احصائيات المجتمعات الغربية التي يفترض أن تحققت و تجسدت فيها ثقافة وتشريعات سيداو ، بعد مئة عام من الإلحاد او العلمنة( فكرة فصل الدين عن الحياة ) وما تبعها من عولمة اجتماعية مبنية على الحرية الشخصية ، والتحرر من اي قيود دينية ، حيث حطمت احصائيات المجتمعات الغربية الارقام القياسية في كل شيئ ( العزوف عن الزواج ، الزنا ، العلاقات خارج إطار الزواج ، الطلاق ،الرغبة العالية في الإجهاض ، عدم الرغبة في الإنجاب ، دور الأيتام ، الخيانة الزوجية ، المثليين جنسيا ، العنف الجسدي من الزوج أو من الشريك ، الجريمة /قتل النساء/ ، وغيره الكثير ) .

ونتساءل أيضا ..هل نحن أمة لقيطة؟! أليست عقيدتنا وديننا هو الاسلام ؟! اليس في الاسلام ما يكفي من تشريعات، لينصف الرجل والمرأة، ويضمن استقرار وتطور الأسرة والمجتمع؟! السنا أصحاب موروث ثقافي وحضاري ، سدنا به التاريخ والأمم . ما الحاجة في البحث عن منظومة غريبة عن ثقافتنا وديننا ؟! هل نحن بحاجة اليها؟! يدعي البعض أن ارتفاع نسب الطلاق في مجتمعاتنا سببه الزواج المبكر ، والحقيقة أن هذا هو كذب محض .
إن أسباب ارتفاع نسب الطلاق في مجتمعاتنا ، هو البعد عن الدين ، وعدم تطبيق أحكام الاسلام، والتأثر بالثقافة الغربية ، وعدم وجود الوازع الديني وضعف تقوى الله في النفوس ، وتشجيع الاختلاط بين الجنسين ، والترويج للاعلام الفاسد وبرامجه ومسلسلاته الفاسدة ، والتقليد للغرب ، والاستعمال الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي ، والجمعيات النسوية ودعواتها المستمرة لتمرد المرأة على العائلة و الزوج وعلى ثقافة المجتمع ، و سيطرة القيمة المادية ونمط الحياة الاستهلاكي على الأسرة بسبب المنظومة الرأسمالية وعدم قدرة الأزواج احيانا على تلبية جميع الطلبات .

لقد ضمن الاسلام للرجل والمرأة حقوق وفرض عليهما واجبات ، ولم يجعل كلا منهما ندا للآخر ، بل على العكس من ذلك ، فجعل كلاهما مكملا للآخر ، والتشريع الإسلامي يتناسب مع طبيعة الإنسان وما هو مؤهل له من حيث هو رجل أو امرأة ، ويلبي حاجات الانسان ، ويحل مشاكله الناتجة عن الاجتماع بوصفه انسانا ، وكما أن الاسلام ضمن استقرار الأسرة والمجتمع ونماءهما ، وجعل الزواج هو العلاقة المشروعة التي يمكن ان تنشئ بين الجنسين ، وحرم أي علاقة خارج إطار الزواج . وكلف الرجل بالنفقة ، وجعل الحضانة حق للأم ، وجعل القوامة للرجل ، وهي قوامة رعاية وحماية .

أما فكرة المساواة بين الرجل والمرأة ، فهي فكرة خيالية ، والأسباب التي دفعت بعض المفكرين في اوروبا للترويج لها ، هو الوضع الكارثي الذي عاشته المرأة عند الغرب ، فالمرأة عند الغرب عاشت مأساة عظيمة لا ينافسها فيها أحد ، ففي القرون الوسطى كانت منزلتها أقرب إلى الحيوان ، موطنا للشهوات ووعاء للحمل ، فقد اضطهدتها المفاهيم المنحطة التي سادت في أوروبا آنذاك فحرمتها من إنسانيتها وحقوقها.
فلا قرار لها في زواج ولا ميراث ولا عمل يحفظ كرامتها إذا غاب المعيل .
لمن تلجأ هذه المرأة ؟!
كان يمكن للمرأة أن تبحث عن العدل بينها وبين الرجل ، وأن تسعى لتحصيل حقها ، من خلال مرجع يتفق عليه الرجل والمرأة معا .
نظرت المرأة الغربية في النصوص الدينية لديها في دينها، فوجدت نفسها انها حواء، فهي التي اغوت آدم ، فهي اصل الخطيئة ، وهي تسببت في شقاء الجنس البشري ، لذا فإن الرب حسب نصوص دينها يعاقبها بأتعاب الحمل والولادة، وجعل الرجل سيدا عليها ، قرأت المرأة الغربية في نصوص دينها،
انها خلقت من أجل الرجل ، ولم يخلق الرجل من أجلها ، لذا فإن كثيرا من النساء الغربيات لم يرين في دينهن منقذ لهن من حالة الظلم .فكان لابد من ثورة فكرية تنهض بواقعها في نواحي عدة، فلم يبق إلا القيم التي يعلن الغرب أنه يحتكم إليها ، قيم الحرية والمساواة مع الرجل ، وهكذا انطلقت ثورة تحرير المرأة الغربية ببوصلة بشرية لا ربانية .
ولكن الفكر الغربي قد شذ عن جادة الصواب وتحول لتطرف أنتجته الحركات النسوية الراديكالية، فكرا يُنكر الحاجات الفطرية الحقيقية للمرأة ويلغي الرجل من الوجود في حياتها بل ويقمعه ويتعسف عليه مصورا إياه كعدو وسببا في معاناتها.

إن افكار المساواة بين الرجل والمرأة هي اوهام موجودة في مخيلة الجمعيات النسوية فقط . بالإضافة أن هذه الافكار تجلب الشقاء لكلى الجنسين إن أرادا تقليد بعضهما البعض ، فالرجل والمرأة كلاهما انسان ، خلقه الله وجعل فيهما قدرات عقلية ، وطاقات حيوية وهي الغرائز ، وخلق في كل منهما طبائع واهتمامات ورغبات وقدرات ، ففكرة المساواة هي فكرة مؤذية لكلى الجنسين ، فلا يكتمل حياة أحدهما إلا بحضور الآخر ، ولا يكتمل الدور الوظيفي لأحدهما الا بما يكمله الدور الوظيفي للآخر .فالزواج هو الرابط الجامع بينهما، والاسرةهي البيت الذي يأوي اليه كلاهما ، وإنجاب الأولاد هو ثمرة ومستقبل هذا الزواج ، فيدفع كلاهما للتمسك بالآخر ، فلا خيرية لأحد منهما على الآخر . يقول تعالى : ( يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) . فالمرأة بالنسبة للرجل هي الام والزوجة والاخت والبنت ، وكذلك الرجل بالنسبة للمرأة هو الأب والزوج والاخ والابن ، فعن أي شحناء وتنافس بين كلا الجنسين تروج له الجمعيات النسوية ؟!
هناك مثل أو صيغة تعبيرية في لغة وثقافة الروس ، للشاب الذي يبحث عن زوجة أو شريكة حياة ، فيقول الشاب أنا أبحث عن شقي ( نصفي ) الآخر ، وهي صيغة تعبيرية صحيحة ، لأن الزواج هو تعاون وتكامل ، وليس هو استغلال و تنافس . فالرجل والمرأة لم يخلقهما الله متماثلين ، كما لم يخلق الشمس والقمر متماثلين ، والحقوق و الأدوار الوظيفية لكلاهما ليست متطابقة ، كما أن الأدوار الوظيفية للشمس والقمر ليست متطابقة ، ولكن لا تكتمل حياة الانسان ، الا باكتمال الليل والنهار ، وايضا لا تكتمل الحياة الأسرية المستقرة للطفل ، الا باكتمال رابط الزواج بين الاب والام ، وتكامل دورهما الرعوي والوظيفي اتجاه طفليهما .
يتحدث الغرب والأمم المتحدة عن الفقر ، ويعزو أسبابه إلى الأمية والجهل اللذان يصرفان المرأة عن العمل والإنتاج ويشغلانها بالإنجاب والاهتمام بأمور البيت والزوج والأولاد . وهذا القول في حقيقته إنما هو تقويض وضرب لدور المرأة الفطري في رعاية الأسرة وقيادتها مقابل إخراجها قسرا للعمل ليس بغرض انتشالها من الفقر بقدر ماهو حيلة لتوفير جيوش من اليد العاملة الرخيصة ،
والواقع يكذب الغرب، فكم مرت سنين على الغرب و مؤتمراته ومخرجاته ، والحال من سيء إلى أسوأ والفقر يتغلغل ليس في الشعوب النامية كما يحلو للغرب أن يصفنا به ، بل حتى في عمق عواصم أوروبا وأمريكا تعاني النساء من أشكال العبودية الاقتصادية الحديثة حيث تشتغل النساء في الدعارة بألمانيا الملقبة بدار دعارة أوروبا ، يشتغلن بشكل قانوني مادامت تدفع العاهرة ضرائبها وفي المقابل تتحصل على تقاعد وتأمين صحي مما أدى خلال العشرين السنة الأخيرة إلى تضاعف عدد العاهرات إلى 400 ألف ورصد ما يقارب 22 مليار دولار للاستثمار في هذا المجال !!!
إذن مادام النظام الرأسمالي مستفيداً فالدعارة تصبح تمكينا اقتصاديا للمرأة وقس على هذا!
فالمرأة الغربية اليوم تعاني الأمرّين جراء اضطهادها بنظام مادي قاسي جردها من انوثتها وكرامتها ، والمرأة اليوم عندهم ترفض هذه الشعارات الفاسدة . فكيف يمكن للغرب وأدواته من الحكام في بلادنا ، والجمعيات النسوية أن يسوِّقوا لبضاعة فاسدة قد انتهت صلاحيتها ، في أمة ثائرة بصدد صناعة التاريخ وتتلمس طريقها لقيادة البشرية نحو نظام رباني عادل ينزل علينا بردا وسلاما ؟!

إن الدعوة إلى العدالة أو المساواة بين الجنسين ، في الحقوق للمرأة والرجل في الحياة والمجتمع ، هي ليست مجرد دعوة لحصول النساء على نفس الحقوق السياسية والاقتصادية والتعليمية والقضائية مثل الرجال، بل هو جعل الحقوق والأدوار والواجبات للرجال والنساء في الزواج والحياة الأسرية والمجتمع بصفة عامة تحت غطاء "المساواة بين الجنسين" وربط الاختلافات بين الجنسين بالتمييز والظلم أو حتى القمع ضد المرأة. ويقال على سبيل المثال إن الرجال والنساء يجب أن يتشاركوا دور المعيل للأسرة ، وكذلك الواجبات المنزلية وتربية الأطفال، مدعين أن هذا يمثل "العدالة بين الجنسين".
إن هذه الدعوات في حقيقة الأمر ، لا تنتج حياة أفضل للنساء ، ولا تحقق الاستقرار ، بل على النقيض من ذلك، فقد شقيت النساء بترك أدوارهن الطبيعية الفطرية، والانشغال بتحقيق القيمة الذاتية ليتحررن اقتصاديا، فانهمكن في العمل، فيستفقن وهن قد وهن العظم منهن، واشتعل الرأس شيبا، فأي قيمة ذاتية للمرأة بدون أسرة تؤويها ، وبدون رجل يقوم عليها، ويكفيها مؤونة الحياة، وهي ملكة في بيتها؛ ربة البيت، وسر نجاح أسرتها!!
إن الأوضاع البائسة التي تعانيها النساء اليوم، ليس بسبب عدم مساواة المرأة بالرجل، إنما هي بسبب النظام الرأسمالي العلماني الذي يهيمن على السياسة والاقتصاد في العالم.
ولقد فشل المسلمون الذين تبنوا وأيدوا قصة العدالة الجندرية، في فهم أن مفاهيم الحركة النسوية، بما في ذلك المساواة بين الجنسين، التي تدعو إلى فكرة أن المرأة يجب أن تحدد حقوقها وأدوارها في الحياة، تتناقض بشكل أساسي مع العقيدة الإسلامية. لأنه في الإسلام، لا يحدد الرجال والنساء حقوقهم وأدوارهم وواجباتهم على أساس المساواة أو على أساس رغباتهم الخاصة ولكن على أساس أحكام الله سبحانه وتعالى وحده. قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤمِنٍ وَلَا مُؤمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَمَن يَعصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلَـٰلاً مُّبِينًا﴾. بالإضافة إلى ذلك، ينص الإسلام على بعض الاختلافات الواضحة في الأدوار والواجبات والحقوق للرجال والنساء داخل الأسرة والمجتمع. قال تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾. وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ...». علاوة على ذلك، فإن المرأة المسلمة لا تقيّم نجاحها من خلال مقارنة نفسها مع الرجل وحقوقه ومسؤولياته، ولكنها تستند إلى الطريقة التي ينظر إليها بها خالقها وفقًا لأدائها لواجباتها التي وصفها لها سبحانه وتعالى. قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَتَمَنَّواْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعضَكُم عَلَىٰ بَعضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكتَسَبنَ وَسـَٔلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضلِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَىءٍ عَلِيمًا﴾.
وكما فشل هؤلاء المسلمون الذين اعتنقوا أفكار الحركة النسوية في إدراك أن مفاهيمها قد نتجت نتيجة التجارب التاريخية للظلم والقمع وغياب الحقوق السياسية والاقتصادية والتعليمية والقانونية الأساسية التي مرت بها النساء في الدول الغربية ، وهذا التاريخ لا يشترك فيه الإسلام ولا الحكم الإسلامي. لكن الأهم من ذلك، أن المسلمين الذين تبنوا قصة العدالة بين الجنسين، فشلوا في فهم حقيقة حجم الدمار الاجتماعي الذي تسببه المساواة بين الجنسين والمفاهيم النسوية الأخرى في بنية الأسرة، للنساء والأطفال والمجتمع ككل.

وفي الختام :

إن المساواة بين الجنسين مفهوم متصدع ومسبب للتآكل الاجتماعي، أدى إلى إلحاق ضرر لا حد له بالوئام ووحدة الحياة الأسرية فضلاً عن رفاه الأطفال. وتجاهل الطبيعة البيولوجية للنساء بوصفهن حاملات للجنس البشري، محاولاً دفع هذا جانباً باعتباره لا أهمية له، في حين إنه ينبغي أن يكون عاملاً محورياً في تحديد الأدوار والحقوق داخل الزواج والحياة الأسرية بالنسبة للجنسين. كما رفض فكرة كون الأم هي المحور المركزي في حياة الطفل. بالإضافة إلى ذلك، خلق التنافس والصراع بين الرجال والنساء بدلاً من التعاون وحماية وتأييد بعضهم بعضا كما أمر الله سبحانه وتعالى ، قال الله تعالى : ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ . ومن ثم، فإن فكرة تحديد المرأة لحقوقها وأدوارها لا تحررها من الظلم بل تعرضها لأشكال مختلفة من الظلم والبؤس؛ لأن هذا المنظور النسوي الفردي الضيق المتمثل في النظر دائمًا إلى ما هو أفضل لرغبات المرأة ومصالحها غالبًا ما يتجاهل ما هو الأفضل للزواج والأطفال والحياة الأسرية الهادئة والمجتمع ككل.
وعلى الرغم من ذلك، فإن المساواة بين الجنسين والعدالة بين الجنسين - هذه الفكرة الأجنبية غير الإسلامية - لا تزال تُعرض على البلاد الإسلامية من خلال المزيد من القوانين والسياسات والبرامج، كمفهوم سيزيد من مكانة المرأة. بالتأكيد كمسلمين، بدلاً من تكرار التجارب الاجتماعية الأجنبية الفاشلة، يجب علينا أن نتبنى ونتمسك بديننا وقيمنا وقوانيننا ونظامنا الإسلامي الإلهي الذي لديه نهج سليم ومُجرب لتنظيم أدوار وواجبات وحقوق الرجال والنساء في أكثر الطرق سلاسة، وكذلك إيجاد وحدات عائلية متناغمة وقوية. لقد قدم الإسلام إجابات وإرشادات مفصلة لكل أمر في حياتنا. لذلك، يجب علينا التوجه نحو ديننا لحل المشاكل العديدة التي تواجهها النساء والأطفال والعائلات اليوم. قال الله تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾
إن البشرية اليوم تعاني من هيمنة المبدأ الرأسمالي ، وما جره هذا المبدأ من ويلات وكوارث وحروب ، وفقر ، واضطرابات اجتماعية واقتصادية وسياسية انعكست على الفرد والأسرة والمجتمع . والأمة الإسلامية اليوم وفي خضم هذه الثورات ، ستتأهل وستصبح هي القادرة على حل مشاكل العالم بالاسلام من جديد ، وتخليص البشرية من شرور المبدأ الرأسمالي ، فالإسلام يمتلك منظومة فكرية وتشريعية آتية بوحي من السماء ، قادرة على معالجة مشاكل الإنسان ، بل هي الأصلح لمعالجة مشاكل الإنسان . ولن ينعم العالم بالأمن والاستقرار والعدالة الا في ظل الاسلام ، فالمسلمون هم المؤهلون لقيادة البشرية نحو بر الأمان . قال الله تعالى : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ)..انتهى
الدكتور الصيدلي
علاء غالب ثابت
فلسطين
٢٠ / ١ / ٢٠٢٠
_____________________________
ملاحظة :هناك اقتباسات من مقال كلمة المؤتمر النسائي العالمي الذي عقد في تونس بعنوان:
"الأسرة: التحدّيات والمعالجات الإسلامية"
يوم السبت 18 صفر 1440هـ الموافق م2018/10/27
الكلمة الثانية
هولندا
كيف ظلمت المساواة بين الجنسين الأسرة
(مترجمة)

Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 28th March 2024 - 09:08 PM