المتابع يلاحظ بعض النقاط المهمة :
1 - إسم البرنامج " دنيانا " يوحي للمتلقي أن القضايا المطروحة في الحلقات لها أهمية مباشرة بحياة المتابع اليومية ، وبالتالي أن الأراء التي تُطرح أراء مهمة وصحيحة ، مما يُهييء المتلقي ذهنياً "للتسليم" و الإقتناع بما يُطرح من أراء أثناء الحلقة و لا يفتح مجالاً للتفكير و للنقاش لتوضيح الخطأ من الصواب.
2 - إختيار الضيفات وحديثهن ، بالإضافة إلى المذيعة ، يدور في فلك العلمانية ، فالضيفات من المنبهرات بالأفكار الغربية و منضبعات بثقافة الغرب الكافر ، فهمن يعملن مثلاً في مجال قضايا المرأة والدفاع عنها من زاوية الغرب و يعملن كناشطات حقوقيات .. فالقضايا تُطرح فقط من وجهة نظر غربية و لا تتطرق المذيعة أو الضيفات إلى القضية من وجهة نظر الإسلام - مثلاً لا تسمعهن يتحدثن عن ما يريده المسلمات بالنسبة لقضية المشاركة في الإنتخابات ، أو ما هي أراء أغلبية المسلمين في القضية المطروحة - مثلاً هجوم التحالف الصليبي الأمريكي الكافر ومشاركة الأنظمة العربية و الأوروبية - "بحجة الإرهاب" - على تنظيم الدولة الإسلامية .
3 _ توجيه السؤال بشكل متكرر على الضيفة و تكرار نفس السؤال على الثلاث ضيفات ، بالإضافة إلى المذيعة ، يدعم وجهة نظر واحدة يُراد للمتلقي أن يتنباها فهذا الأسلوب يوحي للمشاهد أن أجوبة الضيفات على السؤال هي الصحيحة - مثلاً الضيفات في الحلقة ال 18 كلهن ضد " الحرب" بغض النظر عن الاطراف المنخرطة في الحرب و أسبابها .
4 - مع أن بعض الأراء تبدو صحيحة من الناحية المنطقية إلا أن الإستخدام الخاطيء للمنطق في البحث عن الحقيقة يؤدي إلى إيصال فكرة مغايرة عن الواقع و يؤدي إلى ربط الأحداث بشكل صحيح إذا ما كانت القاعدة الفكرية لهذه الأراء قاعدة غير صحيحة ، و النتيجة أن المتلقي يتعرض لأفكار لا يعلم مصدرها ، وهي في هذه الحالة أراء شخصية للضيفات فقط. أما المتلقي المسلم يجب أن يعي جيداً أن العقيدة الإسلامية هي القاعدة الفكرية التي يجب عليه أن يقيس عليها كل ما يُعرض عليه من أراء في وسائل الإعلام حتى يستطيع أن يُميز الحق من الباطل.
5 - عدم إلمام الضيفات بجميع جوانب القضية المطروحة أو تعمدهن لإخفاء الحقائق أو إبراز بعضاً منها فقط أو التعتيم عليها كلياً .
هذه النقاط المذكورة جزء من أساليب الإعلام البريطاني الخبيث وهي أساليب فعّالة لتخدير و تبلد تفكير المتابع :: أساليب باردة فتاكة كبريطانيا العجوز التي عملت ولا زالت تعمل للترويج للهجمة الثقافية الغربية الشرسة على الإسلام و المسلمين عبر برامجها المسمومة لتحول دون النهضة الفكرية للمسلمين و الوعي بالإسلام عقيدة وأحكاماً شرعية فالبرنامج يبني حاجزاً فكرياً منيعاً بين المتلقي المسلم و بين المفاهيم الإسلامية الصحيحة و يغذي فكره بالأفكار العلمانية الهدّامة.
|