منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> زيارة بوتين أو الاستعمار الجديد روسيا
أم المعتصم
المشاركة Apr 25 2019, 09:19 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238





المقدمة:

من المعروف أن منطقة آسيا الوسطى أصبحت الآن مجالا للنزاع بين روسيا وأمريكا والصين. وتريد روسيا في إطار هذا النزاع أن تجعل قرغيزستان "نقطة الأساس" لسياستها الاستعمارية باستخدام "نقاط الضعف" فيه.

ونرجع إلى التاريخ ليكون قولنا واضحاً:

إن أمريكا والاتحاد السوفيتي تآمرتا في ستينات القرن الماضي وعززتا عملية إنهاء الاستعمار باستخدام مفهوم "الاستقلال" للاستيلاء على مستعمرات الدول الأوروبية. نتيجة لذلك أثرتا في بعض الدول التي حصلت على الاستقلال الزائف وبعضهم بقي تحت تأثير سادتهم السابقين "بالاستقلال". وبعبارة أخرى، كانت حالة هذه البلاد تختلف عن الحالة القديمة بجهة واحدة، يمكن التنازع عليها بطرق أيديولوجية وسياسية واقتصادية. وهذا ما يسمى "الاستعمار الجديد".

وكذالك كان الاستعمار الجديد قد وقع عند انهيار الاتحاد السوفيتي الذي ورثته روسيا. وجمهوريات أخرى حصلت على الاستقلال الزائف. أي وجدت الفرصة لدى المستعمرين للهيمنة على الدول التي استقلّت عن الاتحاد السوفيتي.

مشاريع استعمارية

الاستعمار الجديد لأمريكا وروسيا والصين في آسيا الوسطى ينعكس في هذه المشاريع التالية:

بعد تمكن الغرب الرأسمالي من إسقاط الاتحاد السوفيتي تبنّت أمريكا لآسيا الوسطى في البداية مشروع "آسيا الوسطى الكبير". وسُمي بـ"طريق الحرير الجديد" بعد عام 2011. والآن يسمى بـ"1+5س". والهدف من هذا المشروعِ هو إدماجُ آسيا الوسطى مع أفغانستان وباكستان والهند، من أجل انتزاع دول آسيا الوسطى من روسيا.

تَبنّت الصين مشروع "طريق الحرير الاقتصادي الجديد". ووفقا لهذا المشروع تهدف الصين إلى التدخل في دول آسيا الوسطى من خلال الاستثمار والديون والعلاقات التجارية. وهذا الآن جزء من مشروع الصين "حزام واحد وطريق واحد".

واستعملت روسيا ضدهم منظمة "معاهدة الأمن الجماعي" و"الاتحاد الاقتصادي الأوراسي" من جهة العسكرية والاقتصادية وقامت بتنسيق علاقاتها مع الصين لمواجهة أمريكا من خلال منظمة شنغهاي للتعاون. كما كانت أمريكا توفّق مشروع "طريق الحرير الجديد" مع مشروع "طريق الحرير الجديد الاقتصادي" للصين ضد روسيا - حتى تتبنى الصينَ كمنافس استراتيجي. والآن تنظر أمريكا إلى الصين باعتبار المنافس الاستراتيجي الرئيسي. حتى نجحت أمريكا في ضم باكستان والهند إلى "تعاون شنغهاي" لخلق المشاكل كلما دعت الحاجة.

روسيا كمستعمرة سابقة

إن روسيا اتبعت الديمقراطياتِ الغربية بعد انهيار الشيوعية، ولذالك لم يبق عدوانها الإيديولوجي عمليةً ضد مستعمراتها. (حتى يفقد لسان الروسي مكانه في البلدان التابعة لها). وانخفض تأثيرها من الناحية الاقتصادية أيضاً. وتم الاحتفاظ فقط من ناحية السلطة العسكرية. ولهذا السبب يعتمد الاستعمار الروسي على القوة العسكرية في آسيا الوسطى. أي أنها تهدد بالقوة العسكرية في تنفيذ مشاريعها.

في عام 1992، غادرت روسيا منطقة آسيا الوسطى عسكرياً تحت ضغط القوى الغربية التي تسمى المجتمع الدولي. وكانت الوحدات والمنشآت العسكرية التابعة لمنطقة "العسكرية تركستان" التي أحاطت آسيا الوسطى تنضم إلى القوات المسلحة في الجمهوريات التي نشرت فيها ولكن بعضهم بقوا في السلطة القضائية الروسية. وهذا يعني أن روسيا لم تخرج من آسيا الوسطى عسكرياً بالكامل. ولكن لم يكن هذا كافياً لروسيا لأن تظلَّ مستعمرةً ذات نفوذ ولذلك تستمر عودتها من الناحية العسكرية.

وفي عام 1992 أخذت روسيا تحت سيطرتها أرمينيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبيكستان مرة أخرى بإجراء معاهدة الأمن الجماعي ومع ذلك انسحبت أوزبيكستان من المعاهدة في عام 1999.

وفي عام 1999 نُظمت عمدا "حادثة باتكين" في قرغيزستان. وفي ذلك الوقت أثيرت أسئلة من قبل المجتمع الدولي حول كيفية مرور مقاتلي الحركة الإسلامية الأوزبيكية من الحدود مع طاجيكستان بشكل غير قانوني بدون عائقٍ. وكُشِف أن المقاتلين أحضروا بواسطة طائرات هليوكبتر عسكرية روسية. كان هدف روسيا من تنظيم "حادثة باتكين" هو جعْل قرغيزستان وأوزبيكستان عرضة للمشاكل الأمنية وإجبارهما على طلب المساعدة العسكرية من روسيا لتكون فرصة للدخول بهذه الطريقة.

طلبت قرغيزستان من روسيا المساعدة بسبب حادثة باتكين. وتم توقيع الاتفاق رسمياً بشأن "مساعدة موسكو" لقرغيزستان. وبعد ذلك تم إيقاف هذه الأحداث. ولم تطلب أوزبيكستان من روسيا المساعدة وأعلنت أنها تحمي نفسها بنفسها وبهذه الطريقة نجت من الفخ.

ونشرت أمريكا قاعدتها الجوية في أوزبيكستان وقرغيزستان بذريعة محاربة (الإرهاب) بعد الهجمات الإرهابية التي حدثت في أمريكا في عام 2001م. وفي العام نفسه أنشأت روسيا "القوى الجماعية تتحرك بسرعة في آسيا الوسطى" كجزءٍ من منظمة معاهدة الأمن الجماعي. وفي عام 2003 فتح القاعدة الجوية "كانت" في قرغيزستان. وقدّمت في ذلك سببا بأن قرغيزستان لا تستطيع مقاومة الجماعية "الإرهابية" مثل الحركة الإسلامية الأوزبيكية.

في عام 2003 في جورجيا وفي عام 2004 في أوكرانيا وقعت "الثورات الملونة". وتلك الانقلابات نظمتها أمريكا من أجل اختطاف هذه الدول من روسيا.

وفي 4 آذار/مارس، 2005 وقع انقلاب أيضا في قرغيزستان. والسبب الأساسي لذلك هو استياء الشعب من الظروف المعيشية. وكانت أمريكا مؤيدة للانقلاب ولكن لم تكن هناك فرصة لها للاستيلاء على البلاد، فروسيا بدأت حركتها واستبدلت عميلها أكاييف بعميلها باكييف، وبذلك هدأ الشعب، ولم تلحق الثورة الضرر بالاستعمار الروسي.

في العام نفسه في 13 أيار/مايو نظم كريموف مجزرة أنديجان في أوزبيكستان لمنع حدوث انقلاب "ملوّن" وقتل المتظاهرين السلميين متكئا على روسيا ثم ألقى اللوم على حركة "الأكرمية" وبعد ذلك عزز الهجمات على باقي المسلمين. وطالبت أمريكا حكومة أوزبيكستان بإجراء تحقيقات مستقلة على أساس مصالحهم الخاصة. وبعد ذلك تبني في قمة منظمة شانغهاي للتعاون في تموز/يوليو الوثيقة الرسمية التي تدعو إلى انسحاب القواعد الأمريكية من قرغيزستان وأوزبيكستان. سحبت أمريكا قاعدتها الجوية من أوزبيكستان في تشرين الثاني/نوفمبر. وفي عام 2006 أعيد انضمام أوزبيكستان إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي. منذ تلك الأيام استخدمت روسيا القاعدة الجوية في خان أباد حتى غادرت أوزبيكستان منظمة معاهدة الأمن الجماعي. ومع هدوء الوضع تحاول أوزبيكستان مرة أخرى الخروجَ من قبضة روسيا فانسحبت من منظمة معاهدة الأمن الجماعي في عام 2012.

في عام 2010، أبى الرئيس القرغيزي بأمر من روسيا اللجوء إلى أمريكا والصين. في الوقت نفسه ازداد استياء الشعب من الحكومة القرغيزية. فأسقطت روسيا نظام باكييف مستغلة استياء الشعب ونظمت "أحداث أوش" باستخدام "فتنة القومية" واستفادت من هذه الفرصة لقمع كريموف.

إن رئيس قرغيزستان في ذلك الوقت "روزا أوتونباييفَ" بسبب كونها مائلة إلى الغرب سمحت للجنة الدولية التي يرأسها ممثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا "كيمو كيلجونين" بالتحقيق في الأحداث التي وقعت في بلدة أوش. وأعلن برلمان قرغيزستان بضغط من روسيا أن "كيمو كيلجونين" كان "شخصاً غير مرغوب فيه" وتجاهل استنتاجات اللجنة من أجل منع اللجنة من الوصول إلى أن الحكومة الروسية هي التي نظمت الحادثة الدموية. وروسيا كأنها ساعدت في إيجاد منظمي الحوادث نشرت ادعاءات غير مثبتة قائلةً "إن فيهم الجماعات الإرهابية الإسلامية" وهذا يعني أنه "من الممكن خداع عامة الشعب". وإن الضابط الروسي والقناصين المرتزقة الذين كانوا قادة للأحداث الدموية وقبض عليهم الشعب أفرج عنهم ونقلوا إلى روسيا.

في عام 2014 نجحت روسيا بإخراج القاعدة الجوية الأمريكية من قرغيزستان.

كما ذكرنا سابقاً، فإن الاستعمار الجديد روسيا بُني على الجانب العسكري. وتحاول روسيا أن تبني قاعدة عسكرية أخرى منذ عام 2006 في جنوب قرغيزستان كجزء من منظمة معاهدة الأمن الجماعي. إذا لم تخلق الظروف لذلك فإنها لا تزال تحاول الدخول بطريقة غير عسكرية، وهناك أيضا يلزمها عذر للقيام بذلك، ولذلك كانت تعمل بجدّ لإيجاد الرأي العام حول "التهديد الإرهابي" من الذين يرجعون من الشرق الأوسط والمتشددين الإسلاميين الذين يدخلون من أفغانستان.

الاستعمار الأمريكي في آسيا الوسطى

توسعت الولايات المتحدة في قرغيزستان من دول آسيا الوسطى بذريعة "نشر الديمقراطية". واستخدمت قرغيزستان كنقطة الأساس لأنها لم تجد في دول أخرى في آسيا الوسطى ظروفا ملائمة لذلك. والآن ظهرت الظروف المواتية بالنسبة لها "لانتشار الديمقراطية" في أوزبيكستان.

نعم، استعمار روسيا قوِيٌّ في أوزبيكستان. على سبيل المثال هناك بين البلدين ثلاثة مليارات دولار في التجارة. وقد أصبحت أوزبيكستان سوقا لبضاعة روسيا قيمته ملياري دولار. كما تستخدم روسيا أوزبيكستان كقاعدة للمواد الخام وتأخذ منه المواد الخام بقيمة مليار دولار. منها اثنان وثلاثون في المئة هو الغاز الطبيعي تبيعها روسيا إلى الخارج. وتعمل في أوزبيكستان حوالي ألف شركة برأس مال روسي. وقد تم توقيع حوالي 800 عقد بقيمة 27 مليار دولار خلال زيارة بوتين لأوزبيكستان.

ومع ذلك ينفتح الباب أمام أمريكا في أوزبيكستان دون الاستعمار الجديد روسيا. وبعد أحداث عام 2005 قام كريموف بطرد المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والمنافذ الإعلامية التابعة لأمريكا من أوزبيكستان. وها هم يعودون الآن مرة أخرى "بإصلاح ميرزياييف". وفي أوزبيكستان موجود حوالي 200 مؤسسة تعمل برأس مال أمريكي. اليورانيوم الذي يشكل ربع الناتج المحلي الإجمالي يُصدّر إلى أمريكا. وتم توقيع عقدٍ بقيمة خمسة مليارات دولار خلال زيارة ميرزياييف لأمريكا. والمساعدات العسكرية من أمريكا والتعاون بين أوزبيكستان وبين الناتو مستمران. بالإضافة إلى ذلك فإن أمريكا تولي أوزبيكستان اهتماما كبيرا لتكون كوسيط في مفاوضات السلام عبر الحدود الأفغانية وكذلك لتطويرِ العلاقات التجارية والاقتصادية والنقل مع أفغانستان.

كان طموح كازاخستان إلى أمريكا أقوى من زمان مضى. وقد حاول نزارباييف القيام بذلك تحت قناع "سياسة متعددة الخطوط". فإن روسيا تمسك به بقوة. وفي عام 2002 تبنت كازاخستان مبادرة "هيوستن". وقد طرح هذا المشروع برئاسة وزير الخارجية آنذاك والرئيس الحالي قاسيم-جومارت توكاييف. (كانت سياسية توكاييف تتعلق بالسياسة الخارجية وهو فعل الكثير لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة). بالإضافة إلى ذلك في عام 2006 انضمت كازاخستان بدعم من أمريكا إلى مشروع بناء خط أنابيب النفط "أكتاو-باكو-تبليس-جيهان". وقد عارضت روسيا ذلك لأنها تقوم أيضاً بتصدير النفط عبر مثل هذا الخط. ولذلك تُعد كازاخستان منافسة لروسيا في هذا المجال. فإن إنتاج "كاشاجان" و"تنجي" غير مكتمل وكذلك هناك صعوبة النقل. حتى إن روسيا تمنع حاليا دخول زيوت الوقود المُنتج في كازاخستان إلى قرغيزستان. ولهذا السبب يتم دخول هذه المنتجات بالتهريب. ولدى كازاخستان رغبة قوية في التخلص من قبضة روسيا لأن دخلها الرئيسي يأتي من تصدير النفط.

في عام 2010، أصبحت كازاخستان رئيسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بدعم من أمريكا كما عقدت "مؤتمرات أستانة" حول سوريا. وكان الهدف منه خفض سمعة روسيا على الساحة الدولية ورفع كازاخستان كدولة مساوية لروسيا. وفي كازاخستان توجد استثمارات غربية بأكثر من مائة مليار دولار (بما في ذلك عشرة مليارات دولار تنتمي إلى الولايات المتحدة) وهذا يعني أن جميع هذه الاستثمارات تخدم دخول النفوذ الأمريكي. عشرون مليار دولار تنتمي إلى الصين وخمسة مليارات دولار تنتمي إلى روسيا. وبالإضافة إلى ذلك تعمل خمسمائة شركة برأس مال أمريكي في كازاخستان. وفي زيارة نزارباييف إلى أمريكا في عام 2018، تم توقيع عقود بقيمة سبعة مليارات دولار، وبدأت تُطبق اليوم بين كازاخستان وأوزبيكستان "طريق الحرير شنغن". كما وافقت قرغيزستان وطاجيكستان على الانضمام إلى ذلك. في الواقع فإن الغرض من نظام التأشيرة هذه مخالفة مبادئ منظمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي التي نظمت من قِبل روسيا. ومنذ عام 2003 تشارك كازاخستان مع أمريكا في تدريبات "نسر الصحراء". كما نُظمت وحدات عسكرية "كازبريج" و"كازبات" التي تتحرك مع القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي جنبا إلى جنب. وكانت روسيا أنشأت ضدها منظمة معاهدة الأمن الجماعي وأجبرت نزارباييف أن يسحب مبادرة إنشاء منظمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. ولكن اليوم سئم نزارباييف من أداء مطالبة منظمات المعينة من الجانب الروسي وسلم السلطة إلى شخص معروف بقربه من الغرب – توكاييف، وقال الرئيس توكاييف إنه سيواصل "سياسة متعددة الخطوط".

وتركمانستان أيضاً بدعم أمريكي تصدر النفط عبر خط أنابيب باكو - تبليس - جيهان. كما أن هناك مشروع "تابي" (تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند) ينتمي إلى تركمانستان. هذا المشروع متوقف حاليا بسبب المقاومة الروسية وعدم الاستقرار في أفغانستان.

وفي قرغيزستان تنفذ أمريكا مشروعَ "CASA" الرقمي من خلال البنك الدولي. وهذا يعني أن ملكية جميع المعلومات من خلال تقنيات الإنترنت مخرج من السيطرة الروسية. وبدأت روسيا جديا إنشاء "مركز أمان رقمي" داخل منظمة معاهدة الأمن الجماعي كما بدأت تطوير الاقتصاد الرقمي في إطار الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. ولذلك فازت الشركة العسكرية الروسية "Vega" بمناقصة "المدينة الآمنة" في قرغيزستان.

بالإضافة إلى ذلك تقوم الصين ببناء سكة حديد صينية-أوزبيكية عبر قرغيزستان في إطار مشروع "الحزام الواحد". وكان هذا المشروع متوقفا بسبب معارضة روسيا، حيث تشترط روسيا لبناء الطريق أن تشارك فيه وأن يكون خط السكك الحديدية تحت سيطرتها.

ففي آسيا الوسطى يعمل مشروع SASA-1000 الذي تقف خلفه الولايات المتحدة. وقد جُلبت إليه قرغيزستان وطاجيكستان وأفغانستان وباكستان. على روسيا أن تأخذ محطات الطاقة الكهرومائية في قرغيزستان وطاجيكستان للمشاركة في هذا المشروع والتحكم فيه. وبالعكس فإن روسيا تعترض عليه.

زيارة بوتين

لقد تم تنظيم العديد من الأحداث المتعلقة بقرغيزستان قبل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قرغيزستان. لأن بوتين كان يجلب عدداً من الاتفاقات التي وقعت في داخل منظمة معاهدة الأمن الجماعي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي. ولقد ضغط بوتين "نقاطا مؤلمة" قرغيزستان لئلا تنشأ مقاومة من قبل الشعب. وكان الهدف من ذلك أن يخوّف الناس ليخضعهم للمعاهدات. وعلى سبيل المثال فإنه ذكّرَنا بـ"القوميةَ" من خلال رفع "لغة الخطاب" واضطرارَنا لمناشدته في معالجة القضية الأمنية من خلال "حادثة الحدود" في باتكين والصراعَ على السلطة وإيجاد مشاكل الجنوب من خلال معارضة أتامباييف. كما ذكَّرَنا أيضا بمسألة العمال المهاجرين من خلال "حادثة ياقوتيا".

وكان مثل هذا الحدث قد شُوهدَ أيضاً في عام 2015 قبل انضمام قرغيزستان إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. في هذا الحدث سمح لعدد من المسلمين المتهمين بـ"الإرهاب" في البداية بالهروب من السجن ثم اصطادوهم بعد هروبهم من السجن. إن هذه الحادثة قد نفذت لإلهاء الناس عن خسائر الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ولإيجادِ الفكر بأن على الناس طاعة الشروط الروسية لأغراض أمنية ولتخويف السياسيين بـ"الصيد".

في 28 آذار/مارس من هذا العام وصل بوتين إلى قرغيزستان. وكانت هذه الزيارة في الوقت الذي تناقش فيه الاتفاقية الجديدة حول العلاقة بين قرغيزستان وأمريكا والذي تُتوقعُ فيه زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ القادمة. وعقدت روسيا الاتفاقَ اللازم مع قرغيزستان قبل الولايات المتحدة والصين.

تم توقيع 17 وثيقة بين بوتين وجينبيكوف رئيس قرغيزستان. وفي منتدى الأعمال القرغيزية الروسية عقدت 500 اتفاقية بقيمة 6 مليارات دولار. وعلى الرغم من عدم الكشف عن تفاصيلها فيمكن أن نفهم من أهمها ما يلي:

في الاجتماع نظر الجانبان أن يتخذ تحت رقابة صارمة تنفيذ قرغيزستان لمطالب الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. من خلاله يمنع البضائع المهربة من الصين. والهدف منه تقليل نفوذ الصين وجلب المشاكل إلى أوزبيكستان. لأن معظم هذه البضائع تمر إلى أوزبيكستان عبر قرغيزستان. ومن ناحية أخرى سيكمل مكان هذه البضائع بواسطة البضائع الروسية. كما جرَت مفاوضات بشأن السكك الحديدية في قرغيزستان. تعني هذه المحادثات أن السكك الحديدية القرغيزية تباع للشركات الروسية والسكك الحديدية الصينية القرغيزية-الأوزبيكية تخضع للسيطرة الروسية. بالإضافة إلى ذلك تستثمر روسيا بكثافة في قطاع التعدين في قرغيزستان. وهذا يعني أن شركات التعدين الروسية تمتلك الآن الموارد المعدنية في قرغيزستان. والآن فإن كل قطاع التعدين في قرغيزستان احتلته الاستثمارات الصينية.

وأيضا عن زيارة بوتين تم توقيع اتفاقيات حول قطاع الطاقة. وبالتالي تمتلك الشركات الروسية محطات الطاقة الكهرومائية الصغيرة وسيتم تصدير الطاقة الكهربائية الناتجة من خلال CASA-1000 وبالإضافة إلى ذلك تحاول روسيا أن تمتلك مصانعنا الكبيرة للطاقة الكهرومائية.

ستكون شركة "قرغيز نفط غاز" جزءاً من شركة غازبروم.

خُطط لإنشاء مركز لإنتاج المعلومات بين قرغيزستان وروسيا. وهذا يعني أنه تم إطلاق مشروع CASA الرقمي الذي تسيطر عليه روسيا.
تم توقيع اتفاقية لتوسيع قاعدة روسيا الاتحادية العسكرية.

قرغيزستان كنقطة الأساس

حتى الآن استخدمت روسيا قرغيزستان مراراً باعتبارها "نقطة ضعف" ضد تأثير الدول الرائدة الأخرى في آسيا الوسطى وفي هذه المرة سوف تستخدم "كنقطة الأساس" في آسيا الوسطى. يعني أنها تتخذ أولاً مطالب الاتحاد الاقتصادي الأوراسي تحت



رقابة صارمة وتحاول خلق صعوبات لأوزبيكستان من خلال استخدام القضايا القومية والحدودية معتمدة على منظمة معاهدة الأمن الجماعي. وثانياً تجبر طاجيكستان على الانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. وثالثاً تخلق مشاكل بالنسبة لكازاخستان التي تميل إلى الغرب. إن بروز احتجاجات الناس في كازاخستان ليست بعَرَضِية.

كما قلنا في السابق رتب المستعمرون عدة معارك في النزاع آسيا الوسطى (بالإضافة إلى ما يقال حدثت مأساة في فرغانة عام 1989 في أوزبيكستان، أحداث أوش 1990، الحرب الأهلية في طاجيكستان، وكلها كانت "ألعابا" للمستعمرين).

لذلك فإننا لا نحذر شعب قرغيزستان فحسب بل نحذر جميع سكان آسيا الوسطى. يجب علينا أن نعود إلى إسلامنا حتى لا نُخدع بفتن المستعمرين ونتخلص منهم. لأننا مسلمون جميعاً فإن هناك في الإسلام معالجات لكل هذه المشكلات.

إذا تعلمنا الإسلام فسنجد أن "القومية" حرام. ويجب علينا أيضاً توصيلها للآخرين بعد معرفة ذلك. من خلال نشر هذا المفهوم، يتم منع فتنة "القومية" بين المسلمين.

إذا كان هناك صراع على الحدود فينبغي أن نعتبر أنه اختلاف بين أفراد مسلمين دون النظر أنه اختلاف بين شعبَين أو شجار بين ملّتَين. ويجب علينا أن نصلح بينهما على أساس الشريعة. وإذا اتسع الأمر فينبغي أن نعتبره اختلافا بين طائفتين ويجب علينا أن نصلح بينهما كما أنزل في القرآن. وأما وَضْع الحدودِ بين المسلمين فحكمه حرام. ومن خلال نشر هذا المفهوم يمكننا أن نُعْدِم هذه القواعد الحدودية التي أنشأها الكفار وعملاؤهم فيما بيننا وأن نُوَفّق إلى بناء الأخوة الإسلامية بيننا.

وأما بالنسبة للمعارضة فلا يوجد شيء اسمه المعارضة في الإسلام إلا اتباع الحق. وإذا كان السياسيون يدعون إلى غير الإسلام فاتباعهم حرام. ولذالك يجب على المسلمين دراسة ماهية سياسات السياسيين وما الذي يدعونهم إليه. إذا كان السياسيون يعتمدون على الديمقراطية أو القومية أو الوطنية وطُلب منهم القيام بأعمال محرمة فينبغي على المسلمين أن ينهوا عن المنكر.

بالإضافة إلى ذلك فإن الكافرين المستعمرين وعملاءهم يمكن أن يتسببوا بالفتنة بين المسلمين أو بين الأديان بِجَرِّ رجال الدين إلى فسادهم. ويمكن أن يستفزّوا بعض الأغبياء لسباب البعض. في مثل هذه اللحظة يجب علينا أن نلتزم بمعالجة الشريعة دون متابعة معالجات العقل أو الهوى. والآن ليس لدينا دولة إسلامية. في ذلك الوقت يجب على المسلمين أن يكتفوا بالصراع الفكري والسياسي فقط. لأن النبي e أبصرنا هذا بطريقته الشريعة. اللجوء إلى القوة أو الكفاح المسلح حرام. ولذلك يجب على المسلمين النهي عن هذه الأعمال.

وأخيراً، إن الحل الأساسي للتحرر من الاستعمار لن يتحقق إلا بإقامة دولة الخلافة. ولا يمكن إقامة دولة الخلافة إلا من خلال الكفاح الفكري والسياسي كما ذكرنا في السابق.

ولذالك أيها المسلمون الكرام، تعلموا إسلامكم النقي وبلغوه للذين لا يعلمون. وبهذه الطريقة سوف تصلون إلى النجاة في هذه الدنيا وفي الآخرة، إن شاء الله تعالى.

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الحكيم قرخاني
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في قرغيزستان



Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 28th March 2024 - 10:45 PM