منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

2 الصفحات V   1 2 >  
Reply to this topicStart new topic
> حزب التحرير والجهاد
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 8 2015, 12:48 AM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



حزب التحرير والجهاد
يكثر الحديث من البعض عن حزب التحرير الذي يرون فيه أملا لخلاص الأمة من مشاكلها، ويرون في فكره القوة للتأثير، ويرون شبابه من خيرة الشباب ومن المؤهلين للسؤال عن الأحكام الشرعية وعن الأحداث السياسية الجارية، ويرون فيهم وعيا قويا وكبيرا، يكثر الحديث -حسب ما يفهم البعض- عن عدم قيام الحزب بالأعمال العسكرية مخالفا في ذلك التنظيمات الإسلامية العسكرية، ويقول البعض أن حزب التحرير لو أسس جناحا عسكريا، لما سبقه حزب بالشعبية على الساحة، وهذا الكلام قبل أن ندخل في تفصيله إن دل فإنما يدل على قوة تأثير حزب التحرير في أبناء المسلمين ونجاحه في مشروعه وعمله على صهر الأمة بالأفكار التي يدعو إليها، ويدل على حب الناس للحزب، ويدل أيضا على تعطش الأمة الإسلامية للجهاد وقتال الكفار وأعدائها ممن يعتدون على الإسلام وأهله.
في هذا الموضوع سنتطرق إلى عدة أمور:
1- الجهاد
2- تعريف الجهاد ومتى فرض
3- ما الذي يعتبر جهادا
4- سبب الجهاد
5- أنواع الجهاد
6- الحكم الشرعي في الجهاد
7- وجوب الإعداد للجهاد
8- أركان الجهاد والآثار المترتبة على ترك الجهاد
9- عناصر النجاح لأي كتلة جهادية
10- الصعوبات التي تواجه الحركات الجهادية هذه الأيام في ظل عدم وجود الخلافة
11- عدم جواز الاستعاضة عن الجهاد بالدعوة فقط
12- الجهاد إذا لم يوجد للمسلمين إمام
13- الجهاد فُرض لغيره
14- حزب التحرير
15- دار الإسلام ودار الكفر
16- مشروعية الأحزاب
17- أسباب قيام حزب التحرير
18- غاية حزب التحرير
19- عمل حزب التحرير
20- طريقة حزب التحرير
21- التفريق بين الفروض
22- لا يوجد لحزب التحرير جناح عسكري
23- حزب التحرير سعى لإعادة الجهاد إلى الموضع الذي أمر الله به
24- شباب حزب التحرير لا يوصفون بالقاعدين بل العاملين المخلصين لإقامة الخلافة
25- وصف شباب الحزب بكثرة الكلام
26- التغيير بقتال الحاكم
27- أين نبحث عن أدلة إقامة الدولة الإسلامية
28- شواهد على عدم استخدام الرسول للقتال أثناء إقامة الدولة الإسلامية
29- التغيير شرعا وعقلا لا يكون إلا بطريقة حزب التحرير
30- العمل هذه الأيام أصعب من الفترة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم في نواح وأسهل في نواح أخرى

////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
******************************************************
================================================
1- الجهاد
2- تعريف الجهاد ومتى فرض
• الجهاد في الوضع اللغـوي [التـَّعرِيفُ اللغـَوِيُّ للجـِهَادِ كـَمَا جَاءَ فِي لِسَانِ العَرَبِ هُوَ: {استِفرَاغ الوُسْع وَالطـَّاقـَةِ مِنْ قـَولٍ أوْ فِعـلٍ }، والحقيقة اللغـوية للفظ الجهاد هي: [استفراغ الوُسْعِ فِي المُدَافعَةِ بَينَ طرَفينِ وَلو تقدِيرا]
• التـَّعرِيفُ الشـَّرعِيُّ: بَذلُ الجُهدِ وَاستِفرَاغُ الوُسْع فِي القِتـَال فِي سَبـِيل اللهِ, مُبَاشـَرَةً أوْ مُعَاوَنـَةٍ بـِمَالٍ أو رَأيٍ أوْ تكثيرِ سَوَادٍ أو غـَير ذلِكَ.
فهناك عدة عناصر للجهاد مثل القتال أو ما في معناه من إلحاق الأذى بالكفار، وإذا لم يكن هناك إلحاق أذى مادي بالكفار فلا يعتبر جهادا وان كان العمل عظيما للمسلمين مؤذيا للكفار مثل خطة سياسية توقع الكفار في أزمات كبيرة، والعنصر الثاني أن يكون هذا القتال في سبيل الله، ولذلك فالجهاد من العبادات، وإذا لم تكن النية التقرب إلى الله فلا يعتبر جهادا يستحق فاعله الثواب من الله تعالى، حتى وان كان صاحبه ظاهريا مجاهد، ولكن إن لم تكن نيته القتال في سبيل الله فعمله لا اجر له عليه بل سيلحقه الإثم من ذلك، والعنصر الثالث أن من يعين المجاهد هو مجاهد أيضا وله اجر المجاهدين، وطرق الإعانة كثيرة للمجاهدين كما ورد في التعريف أعلاه.
والجهاد بالمعنى الشرعي لم يفرض إلا بالمدينة المنورة، وما ورد من آيات مكية ذكر فيها الجهاد فإنما وردت بالمعنى اللغوي من مثل قوله تـَعَالى: {وَمَنْ جَاهَدَ فإنـَّما يُجَاهِدُ لِنفسِهِ} ( العنكبوت 6 ) وقوله تعالى: {وَإنْ جَاهَدَاكَ لِتـُشرِكَ بي مَا ليسَ لكَ بـِهِ عِلمٌ فلا تـُطِعهُمَا} ( العنكبوت 8 ) وقوله تعالى: {وَالذِينَ جَاهَدُوا فِينـَا لـَنـَهدِيَنـَّهُمْ سُبُـلـَـنـَا} (العنكبوت 69) وَأمَّا مَادة الجـِهَادِ فِي الآياتِ المَدَنِـيَّـةِ فـَبَلغـَتْ سِتـَّـةً وَعِشرِينَ كـَلِمَة, وَأكثرُهَا يَدلُّ دَلالـَةً وَاضِحَةً عَـلى مَعنـَى القِتـَال.
وأول آية نزلت في موضوع الجهاد الشرعي وليس الجهاد اللغوي نزلت في طريق الهجرة، أي عند إقامة الدولة الإسلامية وهذه الآية هي: { إذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير *الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} (39 ، 40 الحج)، وكلمة "أذن" هنا دليل على أن الجهاد أي القتال المنظم كان ممنوعا شرعا، وقلنا منظم لأن هناك الكثير من الصحابة دافعوا عن أنفسهم بشكل فردي فأقرهم الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك ولم يمنعهم، وهذا يعني أنه قد تم إقامة الدولة الإسلامية قبل نزول آيات الجهاد وتشريعه.
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()
3- ما الذي يعتبر جهادا؟
الذي يعتبر جهادا هو قتال الكفار لإعلاء كلمة الله، وما عدا ذلك لا يعتبر جهادا، فقتال البغاة لا يعتبر جهادا وقتال الحاكم الشرعي الذي يظهر الكفر البواح لا يعتبر جهاد وقتال قطاع الطرق من المسلمين لا يعتبر جهادا، ولا يوجد مثلا قتال للمنافقين كمسمى شرعي، وإن وردت آية: {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير) فان معناها جهادهم بالمعنى اللغوي، أي كما قال ابن عباس: (أمر بالجهاد مع الكفار بالسيف ، ومع المنافقين باللسان وشدة الزجر والتغليظ) وأما المظاهرات التي تحدث اليوم فهي من قبيل التظاهر والاحتجاج، فهي أساليب للتعبير عن الرأي حتى لو استخدمت فيها الحجارة والله تعالى أعلى واعلم، لان الجهاد حتى يكون جهادا يجب أن يكون فيه معنى القتال وإلحاق الأذى بالكفار، والمظاهرات هي أساليب احتجاج سواء كانت سلمية أو عنيفة.
[size="3"][/size]
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 8 2015, 12:49 AM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



4- سبـــب الجهـــاد
وَسَبَبُ الجـِهَادِ ليسَ الجـِزيَةَ, وَإنْ كـُنـَّا نـَكـُفُّ عَنـْهُمْ عِندَ قـَـبُولِ الجـِزيَةِ مع الصَغار, وَإنـَّمَا سَبَبُ الجـِهَادِ هُوَ كونُ الذِينَ نـُقاتِلـُهُمْ كـُفـَّاراً امتـَنـَعُوا عَنْ قـَبُولِ الدَّعوَةِ. قالَ تعَالى: {قاتِلـُوا الذِينَ لا يُؤمِنـُونَ باللهِ وَلا باليوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولـُهُ وَلا يَدِينـُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الذِينَ أوتـُوا الكِتـَابَ حَتـَّى يُعطـُوا الجـِزيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()
5- أنواع الجهاد:
ما سنذكره من تقسيمات هي تقسيمات وضعها الفقهاء قديما، ولم ترد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويمكن أن يوجد نوع من الجهاد ليس ضمن هذين البندين مثل الجهاد الفردي أو المهمات القتالية لقتل إنسان أو تنفيذ عملية معينة، وهي تدخل في باب الجهاد، ولكن أوردنا هذه التقسيمات لأنها وردت في كتب الفقه.
أولا: جهاد الدفع وهو قتال المعتدين على ارض المسلمين من الكفار أو قتال من يفكر جديا في احتلال بلاد المسلمين أو الاعتداء على المسلمين أو أراضيهم، أو هو طرد الوجود العسكري للكفار من بلاد المسلمين. وعند حصول الهجوم على ارض الإسلام أو عند المعرفة أن العدو يُعد لغزو بلاد المسلمين فإن الجهاد يتعين لرد العدو، فإن كفى الجيش المعد للجهاد ورد العدو انتهى الأمر، وإلا فإن الجهاد يفرض على الجميع في تلك المنطقة التي تمت مهاجمتها بما يملكون من سلاح، ولكن إذا تمكن العدو من الأرض فينتقل فرض الجهاد من ذلك البلد إلى من يلونهم، وإن لم يستطيعوا فعلى من يلونهم، وهكذا حتى يعم الفرض جميع المسلمين.
وإذا تمكن العدو من أرض معينة يصبح الجهاد نافلة على أهل تلك الأرض المحتلة لأنهم عندها يكونون في حكم الأسرى، ولكنه يبقى فرضا على القادرين من المسلمين في البلاد المحيطة بالمنطقة المحتلة، وبما أن الحكام الموجودين يمنعون الجهاد لتحرير الأراضي المحتلة، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فإزالة هؤلاء الحكام واجب لإعادة الجهاد وقبله تاج الفروض الحكم بما انزل الله خلافة راشدة على منهاج النبوة.
ودليل أن العدو إن تمكن من أرض فإن الجهاد ينتقل إلى حكم الندب على أهل ذلك البلد قصة بعث الرجيع، فان عبدالله بن طارق قَبِلَ الأسر أول الأمر هو وزيد بن الدَّثِنَة وخُبَيب بن عديّ، وفي الطريق تحلل عبدالله بن طارق من قيده وقاتل القوم حتى قتل، أما زيد وخبيب، فقبلا الأسر ولم يقاتلا، ونعرف أنهما فيما بعد قد تم قتلهما، ومع ذلك لم يعب عليهما الرسول صلى الله عليه وسلم الفعل أي القبول بالأسر وعدم القتال، بل نعاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على أن للمأسور أن يقاتل آسره وله أن يقبل الأسر فلا يقاتل، وهذا الحكم ينطبق على أهل فلسطين اليوم، ولكن كما قلنا هذا في حالة تمكن العدو، أما إن لم يتمكن العدو فيجب أن يقاتل العدو قتالا شرسا حتى يُدفع، فان لم يتمكن المسلمون من دفعه تحولوا في تلك البقعة إلى أسرى في يد العدو.
والذي نقصده باستمرار القتال الواجب حتى يدفع العدو؛ هو القتال الذي يُتمكن فيه من طرد العدو، أما مجرد إيذاء العدو فلا يعني أنهم قد خرجوا من حكم الأسرى واستمر الفرض في أعناقهم، فمثلا أهل فلسطين لا يستطيعون إخراج يهود ولكنهم يستطيعون إيذاء اليهود، ولكن يبقى حكمهم أنهم أسرى في يد يهود، والواجب على المسلمين المحيطين بفلسطين تحرير فلسطين وإخراج أهلها من الأسر.
ثانيا: جهاد الطلب وهو إرسال جيوش المسلمين إلى بلاد الكفر لفتحها ونشر الإسلام فيها كنظام حياة، وهذا معطل هذه الأيام، ولا يحتاج إلى أدلة لعاقل للتدليل على أن هذا النوع من الجهاد معطل، وهذا النوع من الجهاد هو الذي نزلت فيه آيات القران الكريم الكثيرة لتحث عليه.
أما ما يحصل من أفراد لقتال العدو لإخراجهم من ارض الإسلام، فهذا الجهاد لا يصنف لا في الباب الأول ولا في الباب الثاني، وإنما هو جهاد أفراد، ولهم الأجر إن كان جهادهم في سبيل الله لا في سبيل حزب أو رئيس أو أي جهة معينة.
ولكن الملاحظ على هذا الجهاد انه لا يدفع عدوا ولا يردعه عن بغيته من الاعتداء على ارض الإسلام، ولكن يؤذي ويرعب، وليس هذا هو كل المطلوب، بل المطلوب دفع العدو وردعه؟
والجـِهَادُ شـَرعَاً خاصٌ بـِالقِتـَالِ, ويدخل تحته الرَّأيِّ والكِتابَةُ وَالخـَطابَةُ إنْ كـَانـَتْ مُتعَلـِّـقـَةً مُبَاشـَرَةً بـِالقِتـَالِ كـَخـُطبَةٍ فِي الجَيشِ لِتـَحمِيسِهِ لِيُبَاشِرَ القِتـَالَ أوْ مَقالٍ تـَحرِيضِيٍّ لِـقِتـَالِ الأعدَاء فـَهُوَ جـِهَـادٌ.
وَعَلى ذلِكَ فـَلا يُطلـَقُ عَلى الكِفـَاحِ السِّـيَاسِيِّ جـِهَادَاً, وَلا عَلى مُقارَعَةِ الحُكـَّامِ المُسلِمِينَ الظـَّالِمِينَ جـِهَادَاً, وَإنْ كـَانَ ثـَوَابُهُ كـَبيرَاً, وَفـَوَائِدُهُ لِلمُسلِمِينَ عَظِيمَةً.فـَالمَسَألةُ ليسَتْ بـِالمَشَقـَّةِ وَلا بـِالفـَائِدَةِ, وَإنمَا هِي بالمَعنى الشـَّرعِيِّ الذي وَرَدَتْ فِيهِ هَذِهِ الكـَلِمَةُ وَالمَعنـَى الشرعِيُّ هُو القِتـَالُ وَكـُـلُّ مَا يَتـَعَلقُ بـِهِ مِن رَأيٍ وَخـَطابَةٍ وَكِتابَةٍ وَمَكِيدَةٍ, وَغيرِ ذلِكَ.
أمَّا مَا يَرِدُ في بَعض الكـُتـُبِ مِن أنوَاع الجـِهَادِ التِي لا عَلاقـَة لهَا بـِالقِتال لا مِنْ قـَريبٍ وَلا مـِن بَعِيـدٍ كـَجـِهَادِ الفـُسَّاقِ باللسَان وَالقـَلبِ, وَجـِهَادِ الشـَّيطـَانِ, وَجـِهَادِ النـَّـفسِ فـَهـِيَ تـَندَرِجُ تـَحتَ الحَقِيقـَةِ اللغـَوِيَّـةِ لِلـفظِ الجـِهَادِ.
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()
6- الحكــم الشرعي في الجهـــادِ
الجـِهَادُ فـَرْضُ كِفـَايَةٍ ابْـتدَاءً لِقولِهِ تعَالى: {وَمَا كـَانَ المُؤمِنـُونَ لـِيَنفِرُوا كافـَّةً, فـَلولا نـَفـَرَ مِنْ كـُـلِّ فِرقـَةٍ مِنهُمْ طـَائِفـَةٌ لـِيـَتفـقـَّهُوا في الدِّينِ وَليـُنذِرُوا قـَومَهُمْ إذا رَجَعُوا إليهمْ لعلــَّهُمْ يَحذرُونَ}( التوبة 122 ) وهناك الكثير من الأدلة على الجهاد مثل قوله تعالى: {وَأعِدُّوا لـَهُمْ مَا استـَطعتـُمْ مِنْ قـُوةٍ وَمِنْ ربَاطِ الخـَيلِ تـُرهـِبُونَ بهِ عَدوَّ اللهِ وَعَدُوَّكـُمْ وَآخـَرينَ مِنْ دُونـِهمْ لا تعلمُونـَهُمُ اللهُ يَعلمُهُمْ وَمَا تـُنفـِقـُوا مِنْ شَيءٍ فِي سَبيل اللهِ يُوَفَّ إليكـُمْ وَأنتـُمْ لا تـُظلمُونَ} ( الأنفال 60 ) ومن السنة النبوية ما رواه البُخـاريُّ في صَحيحِــهِ أنَّ رَسُــول اللهِ صلى الله عليه وسلمَ قال: (( أمِرْتُ أنْ أقـَاتـِلَ الناسَ حَتـَّى يـَقـُولـُوا: لا إلهَ إلا اللهُ, مُحَمـَّدٌ رَسُولُ اللهِ , فـَإذا قالـُوهـَا عَصَمُوا مِنـِّي دمَاءَهُم وَأموَالــَهُمْ إلاَ بحَـقـِّهـَا )) ومن فعله صلى الله عليه وسلم ما يؤيد ذلك وَيُـقوِّيهِ وَيَعضُدُهُ حيث كانَ يَسعَى لِطـَلـَبِ النـُصرَةِ مِنْ أهلِ القـُوةِ وَالمَنعَةِ, فقد كانَ صلى الله عليه وسلم يَبحَثُ عَن القـُوةِ التي تـُسانِدُ الدَّعوَة دَعوَة الحَقِّ الذي يَدعُو إليهِ, وكانَ يَبحَثُ عَن القـُوةِ التي تـَمنعُهُ وَتحميهِ حَتـَّى يُبـَلـِّغَ عَن اللهِ مَا أمَرَهُ بـِتبليغِهِ...!! ومن الواقع والتاريخ تبين أنَّ الحُقوقَ المُغتصَبَةَ, وَالبلادَ المُحتـَـلـَّـةَ لا, وَلـَمْ, وَلـَنْ تـَعُودَ إلى أصحَابهَا إلاَ بالقـُوةِ.
وَهُوَ فرضُ عَين إنْ هَجَمَ العَدُوُّ عَلى مَنْ هَاجَمَهُمْ وَفرْضُ كِفـَايَةٍ عَلى غـَيرِهِمْ, وَلا يَسقـُـطُ الفرْضُ حَتـَّى يُطرَدَ العَدُوُّ, وَتـُطـهَّـرُ أرضُ الإسلامِ مِنْ رِجسِهِ، وَكذلِكَ هُوَ فرضُ عَينٍ عَلى مَنْ عَيـَّـنـَهُ الإمَامُ فـَيُصبـِحُ فـَرضَ عَينٍ فِي حَقـِّهِ لِقولِهِ صلى الله عليه وسلم: (( إذا استـُـنفِـرتـُمْ فانفـِرُوا )).
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()
7- وجوب الإعـــداد للجهـــاد
الإعدَادُ للجـِهَادِ هُوَ فـَرضٌ كالجـِهَادِ نـَفسِهِ غـَيرَ أنـَّهُ مُقدَّمٌ عَـليهِ وَسَابـِقٌ لـَهُ, قالَ تـَعَالى:{وَأعِدُّوا لـَهُمْ مَا استـَطعتـُمْ مِنْ قـُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخـَيلِ, تـُرهِبوُنَ بـِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوكـُمْ}( الأنفال 60 )
إنَّ بـِنـَاءَ قـُوَّةٍ عَسكـَرِيَّةٍ لِلدَّولةِ الإسلامِيَّةِ ليسَ مُجَرَّدَ تـَجهـِيزٍ دِفـَاعِيٍّ فـَحَسبْ, إنـَّمَا هُوَ الأمرَ الحَتمِيُّ الذِي لا بُـدَّ مِنـْهُ لـِيَتـَأتـَّى لِلخـَـلِيفـَةِ القِيَامُ بـِمَا بَايَعَهُ المُسلِمُونَ عَليهِ. أي لِيتأتـَّى لِلدَّولـَةِ أنْ تـَقومَ بـِمَا فـَرَضَهُ اللهُ عَليهَا وَهُوَ حَملُ الدَّعوَةِ, أو بـِعبَارَةٍ أخرَى لِيَتأتـَّى لِلدَّولـَةِ أنْ تـَقومَ بـِسِيَاسَتِهَا الخـَارِجـِيَّةِ عَلى الوَجهِ الذِي فـَرَضَهُ اللهُ, وَأنْ تـُحَافِظَ عَلى بَقاءِ تـَسيـِيرِ هَذِهِ السِّـِيَاسَةِ تـَسييرَا صَحِيحَا مُنتِجَا.
وَلِذلِكَ فإن بـِنـَاء القـُوةِ العَسكـَريَّـةِ فـَوقَ كـَونِهِ الدِّرعَ الحَصِينـَةَ الوَحِيدَةَ التِي تـَملِكـُهَا الأمَّةُ ضِدَّ إرهَابِ الكـُفـَّارِ الحَربيينَ, وَاحتِمَالِ غـَزوِهِمْ, هُوَ الطرِيقـَة الوَحِيدَةُ لِجَعلِ سِيَاسَةِ الدَّولـَةِ الخـَارِجيَّةِ سِيَاسَةً إسلامِيَّةً.
وَبـِنـَاءً عَلى هَذا يَجـِبُ عَلى دَولـَةُ الخِلافـَةِ أنْ تـُعِدَّ مِنَ السِّلاحِ, وَتـُهَيئَ مِنَ العَتـَادِ الحَربـِيِّ, وَتدرِّبَ مِنَ الرِجَالِ عَلى فـُـنـُونِ القِتـَالِ وَالحَربِ مَا يُمكـِّنـُهُمْ لا مِنْ رَدِّ هَجَمَاتِ العَدُوِّ فـَحَسبَ, بَـلْ فِي الغزوِ فِي سَبيلِ اللهِ؛ لإعْلاءِ كـَلمَةِ اللهِ وَنشرِ العَدلِ وَالخـَيرِ وَالرَّحمَةِ فِي الأرضِ.
كـَمَا يَجـِبُ عَليهَا أنْ تـُعـِدَّ مِنَ المَصَانِعَ الحَربـِيَّةِ المُنتـَجَةَ لِكـُـلِّ سِلاحٍ وُجـِدَ فِي العَالمِ, أو يَجـِدُّ فِيهِ, وَلو أدَّى ذلِكَ بـِهَا إلى تركِ كـُـلِّ مَا ليسَ بـِضَرُورِيٍّ مِنَ المَأكـَـلِ وَالمَشرَبِ وَالمَـلبَسِ وَالمَسكـَنِ. الأمرِ الذِي يَجعَـلـُهَا تـَقومُ بـِوَاجـِبِ الجـِهَادِ وَتـُؤدِّي فـَرِيضَتـَهُ عَلى أحسَنِ الوُجُوهِ وَأكمَـلِهَا, وَإلا فالمُسلِمُونَ آثِمُونَ وَعُرضَةٌ لِعَذابِ اللهِ فِي الدُنيَا, وَفِي الآخِرَةِ.
[size="3"][/size]
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 8 2015, 12:50 AM
مشاركة #3


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



8- أركان الجهاد والآثار المترتبة على ترك الجهاد
وللجهاد الشرعي المُحَقِق ِلإحدَى الحُسنـَيَين أركانِ هي: النـِّـيَة ُ الصَّالِحَة وأنْ يـَكونَ وَرَاءَ إمَام ٍ مُسلِم وإعدَادُ العُدةِ, وَتدريبُ الجُنـُودِ, وَرَسْمُ الخـُطط ِ, وَإحضَارُ كـُـلِّ مَا يَـلزَمُ لِلجـِهَادِ مِن سِلاح ٍ وَعَتادٍ وَرِجَال ٍ فِي حُدودِ الإمكـَان ورضَا الأبَوَين في الجهاد الكفائي وطـَاعَة ولي الأمر.
ولتركه آثار منها العِقاب الدُنيَويّ الذي يُصيبُ الأمَّة كـُـلــَّهَا، َقالَ تـَعَالى:{وَأنفِقـُوا فِي سَبيل اللهِ وَلا تـُـلقـُوا بـِأيدِيكـُمْ إلى التـَّهلـُكـَةِ} ( البقرة 195 ) فـَتـَقاعُـسُ المُسلِمِينَ عَن الجـِهَادِ فِي سَبيل اللهِ يُسَبِّبُ لهُمْ التـَّهلـُـكـَةَ أي الخـُضُوع لِلعَدُوِّ, وَقدْ يَستـَبدِلـَهُمُ اللهُ بـِغـَيرِهِمْ؛ لأنَّ المُتـَخـَلـِّـفِينَ عَنِ الجـِهَادِ لا يَستـَحِـقـُـونَ البَقـَاءَ, قـَالَ تـَعَالى: {يَا أيًّهَا الذِينَ آمَنـُوا مَا لكـُمْ إذا قِيلَ لكـُمُ انفِرُوا فِي سَبيلِ اللهِ اثاقلتـُمْ إلى الأرضِ أرَضِيتـُم بـِالحَيَاةِ الدُّنيَا مِنَ الآخِرَةِ, فـَمَا مَتـَاعُ الحَيَاةِ الدُّنيَا فِي الآخِرَةِ إلا قـَلِيلٌ * إلا تـَنفِرُوا يُعَذبـْـكـُمْ عَذابَاً أليمَاً وَيسَتبْدِلْ قـَومَاً غيرَكـُم وَلا تـَضُرُّوهُ شيئاً وَاللهُ عَلى كـُـلِّ شيءٍ قدِيرٌ} (التوبة 39)
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()
9- عـناصـــر النجــاح لأيـــة كتـلـــة جهاديــــة
أولا: القـَائِدُ أو الأميرُ الوَاعِي وَالمُخلِصُ, المُوالِي للهِ وَلِرَسُولِهِ, وَلِجَمَاعَةِ المُؤمِنِينَ.
ثانيا: الأفرَادُ الأتقِيَاءُ الأنقِيَاءُ الوَاعونَ المُخلِصونَ, المُوَالونَ للهِ وَلِرَسُولِهِ, وَلِجَمَاعَةِ المُؤمِنِينَ.
ثالثاً: المَبدَأ وَالعَقِيدَة التِي يُؤمِنُ بهَا القـَائِدُ, وَيُؤمِنُ بهَا الأفرَادُ وَالتِي تـُشـَـكـِّـلُ الرَّابـِطَ الذِي يَربـِط الأفرَادَ بـِقـَائِدِهِمْ, وَيَربـِطُ الأفرَادَ بَعضَهُمْ بـِبَعضٍ.
رابعاً: الأرْضُ التِي يُسَيطِرُ عَليهَا القائِدُ وَجُنودُهُ سَيطرَةً تـَامَّةً, فيتـَمَكـَّـنـُونَ مِن أنْ يُدَرِّبـُـوا كـَوَادِرَهُمْ عَـلى حَملِ السِّلاحَ, وَمِنْ أنْ يَنطـَـلِقـُوا مِنهَا فِي مُحَارَبَةِ أعْدائِهـِمْ دُونَ أنْ يَعتـَرِضَ سَبيلـَهُمْ أحدٌ, فـَيَتـَمَكـَّـنـُوا مِنَ الحَرَكـَةِ بـِحُرِّيةٍ تـَامَّةٍ, وَلا يـُطعـَنـُوا مِنَ الخـَـلفِ طعنـَةً نـَجْلاءَ تـُودِي بحَيَاتـِهمْ, وَتـُحبـِطُ مُخططاتِهمْ.
خامساً: المَالُ وَالسِّلاحُ الذِي يُحَقـِّـقُ الإرهَابَ لِلعَدُوِّ, وَيُشتـَرَطُ فِي الحُصُولِ عَـليهمَا أنْ يَكونا خـَالِيينِ مِنْ أيَّةِ تـَبَعِـيـَّـةٍ, بـِمَعنـَى أنـَّهُ لا يَنبغِي للكـُـتلـَةِ الجـِهَادِيَّةِ أنْ تـَكـُونَ خـَاضِعَةً وَذلِيلـَةً, تـُوَجَّهُ بـِتوجـِيهٍ مِنَ الجـِهَةِ التِي تـُزَوِّدُهَا بالمَالِ وَالسِّلاح

وهذه العناصر الخمسة لا يمكن أن تتوفر إلا بوجود الدولة الإسلامية، أو عند انحلال جيش معين وتفسخه، فتقوم الحركات المسلحة بإعادة تنظيم الصفوف وتشكيل نواة لجيش جديد، ولا يمكن لهذه النواة الجديدة أن تصمد إلا بإيجاد دولة يكون الجيش القوة الضاربة لها، أما أن يبقى الجيش بدون دولة فهذا غير متصور له الاستمرار، ولذلك نلاحظ انزلاق الكثير من الحركات المسلحة ووقوعها في الفخاخ وفي المحرمات في ظل هذا الوضع الذي نحياه في غياب دولة الإسلام .
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()
10- الصعوبات التي تواجه الحركات الجهادية هذه الأيام في ظل عدم وجود الخلافة :
1- التمويل للقتال، ففي هذه الأيام لا تكون إلا مقابل ثمن معين للجهة الداعمة، وليعلم الذين يتلقون المال أنه لن يكون إلا بثمن وليس فيه لله، وما وقوف حسن نصر الله إلى جانب النظام السوري، وسكوت الغير إلا أثمان لتلقيهم المال من جهات لا تريد التحرير وإنما تريد التغطية على سوءاتها وتريد خدمة الأجندات الغربية.
2- ضعف التنظيم والتدريب والأرض الآمنة للحركات الجهادية وهذا يضعف فاعليتهم.
3- الملاحقة من الأنظمة الموجودة في العالم الإسلامي للمجاهدين، ولذلك يرى الحزب أن هؤلاء الحكام هم العقبة الكأداء أمام الجهاد.
4- كثيرا ما تقع الحركات القتالية في دماء المسلمين فتصيب دماء المسلمين بسبب المعارضة لها أو بسبب قتال القوات الأمنية وقوات الجيش لها، وهذا إثم عظيم وينفر الناس منهم ويشوه صورتهم وصورة الجهاد.
5- قتال الجيوش ودحرها يحتاج إلى سلاح موازي لها في القوة مثل الطائرات والدبابات والصواريخ الموجهة والأسلحة غير التقليدية، وهذه ليست في متناول الحركات القتالية.
6- ما يرى من تفوق وقدرة قتالية رهيبة للحركات الجهادية، إنما قوتها مستمدة من العقيدة الإسلامية للمجاهدين والنفسية المنهزمة للكفار، ومع ذلك يبقى فارق التسليح مأخوذا في الاعتبار.
7- كثيرا ما انساقت حركات قتالية للأسف إلى طرق المفاوضات والتعامل مع الأنظمة وذلك للضعف التي هي فيه ماليا وتسليحيا وتنظيميا وبالأساس فكريا، فأصبحت من طينة الأنظمة للأسف.
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()
11- عدم جواز الاستعاضة عن الجهاد بالدعوة فقط
كثير ما يطرح اليوم وبالذات من أتباع الإسلام المعتدل وغيرهم ممن يوالون الحكام للأسف أن الجهاد بالسيف (القوة والقتال) لا حاجة به اليوم في عصر الانترنت والاتصالات الحديثة، فيكفي أن تدعو الناس بالإنترنت والفضائيات وإرسال الدعاة لدعوة الكفار للإسلام، وهذا طبعا لا يجوز لان الجهاد شرع كطريقة لحمل الدعوة، إذ يجب أن يرافق دعوة الكفار إلى الإسلام الجهاد لتحطيم الحواجز المادية التي تعوق دون نشر الإسلام، علاوة على أن المطلوب ليس فقط الدعوة بل المطلوب حكم الكفار بنظام الإسلام، وهذا لا يكون إلا بالقوة، إذ سيعترض قادة الكفر على هذا الأمر، وقد اخبر الرسول الكريم باستمرار الجهاد إلى يوم القيامة ولا يمكن لأحد أن يوقفه، حيث قال صلوات ربي وسلامه عليه ((...والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل...((
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()
12- الجهاد إذا لم يوجد للمسلمين إمام
نقصد بالإمام هنا خليفة المسلمين ومن ينيبهم عنه في الحكم، فان الخلافة في هذه الأيام غير موجودة، وبناء عليه لا إمام للمسلمين، وحكام اليوم ليسوا أئمة للمسلمين ولا ولاة أمر لها، لأنهم ببساطة لا يحكمون بالإسلام ولم يأخذوا بيعة من المسلمين، فهم حكام جور يحكمون بالكفر وينفذون أوامره.
صحيح أن إذن الإمام واجب للقيام بعملية الجهاد، ولكن الإمام اليوم غير موجود، وبما أن الجهاد لا يجوز إيقافه، فيجوز من ناحية شرعية القتال تحت راية هؤلاء الطواغيت بانطباق وصف (حكام فجرة) عليهم، والذي يجوز من القتال تحت رايتهم هو قتال الكفار فقط وليس قتال المسلمين.
ويجوز أن تقوم تجمعات من المسلمين بالقتال للكفار إذا تم الاعتداء على بلاد الإسلام، وتجب في حالة الاعتداء على البلد الذي تسكن فيه هذه التجمعات، أما قتال الطلب فلا يمكن القيام به إلا من قبل دولة، وفي حال حكام اليوم فهذا غير وارد نهائيا بسبب طبيعة الأوامر التي توكل إليهم، وبناء عليه فالقتال الوارد فقط حاليا بدون إمام هو قتال الكفار المعتدين على بلاد الإسلام.
[size="3"][/size]
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 8 2015, 12:51 AM
مشاركة #4


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



13- الجهاد مفروض لغيره
الجهاد مفروض لغيره وليس مفروضا لذاته، وهذه الأحكام تسمى أحكام الطريقة، فالجهاد هو من أحكام الطريقة وليس من أحكام الفكرة (أحكام الفكرة مفروضة لذاتها)، والجهاد شرع شرعا لجهاد الطلب أي لتحطيم الحواجز المادية التي تحول دون نشر الإسلام، وشرع للدفاع عن الإسلام وديار الإسلام من اعتداءات الكفار، وبشكل عام هو مشروع لقتال الكفار، ولذلك فلا يجوز أن يقام بالجهاد للقيام بفروض أخرى أو لإتمامها، وإنما يقام كما جاء في الشرع وهو في قتال الكفار في الأمور التي تحدثنا عنها، ومن أمثلة الأحكام المفروضة لغيرها عقوبة قطع يد السارق، فإنها مشروعة لمنع السرقة فقط، ولا يجوز استخدامها لغير منع السرقة مثل أن نستخدم قطع اليد مثلا لمنع الربا.
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()
14- حزب التحرير
قبل البدء بالحديث عن حزب التحرير، سنتحدث عن مواضع تلزم أثناء الحديث ومن هذه المواضيع:
()()()()()()()()()()()()()()()
15- دار الإسلام ودار الكفر
دار الإسلام هي الدار التي يطبق فيها الإسلام ويكون أمانها بأمان المسلمين، ودار الكفر هي الدار التي لا يطبق فيها الإسلام أو لا يكون أمانها بأمان المسلمين، فدار الإسلام هي الدولة الإسلامية فقط وهي غير موجودة اليوم، وواقع الدار اليوم أنها دار كفر فقط، إذ بالإجماع لا يوجد حكم بالإسلام، وموضوع الأمان مختلف فيه من منطقة إلى أخرى، وبناء عليه فالدار اليوم دار كفر، وهذا وصف للدار وليس للسكان، إذ السكان مسلمون ولكن الدار (أي النظام المطبق) دار كفر، وعندما تقوم الدولة الإسلامية وتحكم بلدا جُلّ أهله نصارى فانه يكون دار إسلام (نظام إسلام) ولو كان اغلب سكانه غير مسلمين.
وإن وجدت دار إسلام (الدولة الإسلامية) في بلد معين وبقية البقاع دار كفر فهنا ومن باب حرمة أن يعيش المسلمون بدون خلافة، يصبح واجب هذه الدولة الإسلامية تحويل جميع البلاد تحت رايتها إما حربا أو سلما أو بطريقة انقلابية داخل هذا البلد، المهم أن هذا يصبح من وظيفة الدولة الإسلامية، ولا يحل للمسلمين إقامة دار إسلام أخرى أو دولة إسلامية أخرى لان هذا محرم شرعا، حتى إن قام أهل بلد بتحويل دارهم إلى دار إسلام فعندها يجب عليهم الانضمام تحت راية خليفة المسلمين الموجود في بقعة أخرى ولا يحل لهم إقامة دولة إسلامية أخرى.
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()
16- مشروعية الأحزاب
الإسلام أمر المسلمين أن يكون بينهم أحزاب تقوم بالدعوة إلى الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مصداقا لقوله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} (105 آل عمران) وهذا الطلب طلب جازم، أي يجب أن يكون في المسلمين جماعة أو جماعات تدعو إلى الإسلام وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وان خلت الأمة الإسلامية من هذه الجماعة بهذه المواصفات فقد قصرت بأداء هذا الفرض الذي افترضه الله تعالى عليها.
فالتقصير يكون بـ:
1- عدم وجود جماعة أو كتلة بهذه المواصفات
2- عدم قدرة الجماعة الموجودة أو الجماعات الموجودة على القيام بعملها فيأثم من لا يعمل معهم.
أما أعمال هذا الحزب والذي يحقق الفرض فهي:
1- الدعوة إلى الخير وهنا معنى الخير الإسلام.
2- الأمر بالمعروف أي الأمر بجميع المعروفات التي أنزلها الله تعالى.
3- النهي عن المنكر أي النهي عن جميع ما نهى الله تعالى عنه.
4- هذه الجماعة يجب أن تكون سياسية أي ترعى شؤون الناس وأحوالهم من ناحية فكرية ببيان الصحيح من ناحية شرعية في رعاية شؤونهم.
5- العمل لإقامة الدولة الإسلامية:المشروعية للأحزاب تأتي أيضا من السنة النبوية، فعند دعوته صلى الله عليه وسلم الناس بمكة وإيمانهم به كان عليه الصلاة والسلام قائد المؤمنين أو أميرهم، وكانوا يتبعونه على رأيه وهو (الإسلام) فكان بذلك أول حزب أسسه المسلمون للدعوة إلى دين الله تعالى، وهذا الحزب سماه كتّاب السيرة (الصحابة) وكان المشركون يطلقون على المسلمين أتباع محمد صلى الله عليه وسلم (أتباع محمد) أو (الصابئون).
وبناء عليه فإن كل تكتل ينطلق من الآية الكريمة ليحقق ما أمرت به لا يجوز أن يقوم بأعمال مادية، أو أعمال خيرية، أو أي عمل غير مذكور في الآية أعلاه. لأن هذه الأعمال مخالفة للآية التي ذكرتْ عمل الجماعة وحددته بالدعوة إلى الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
[size="3"][/size]
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 8 2015, 12:51 AM
مشاركة #5


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



17- أسباب قيام حزب التحرير
إن قيام حزب التحرير كان استجابة لقوله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} (105 آل عمران). بغية إنهاض الأمة الإسلامية من الانحدار الشديد، الذي وصلت إليه وتحريرها من أفكار الكفر وأنظمته وأحكامه، ومن سيطرة الدول الكافرة ونفوذها. وبغية العمل لإعادة دولة الخلافة الإسلامية إلى الوجود، حتى يعود الحكم بما أنزل الله.
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()
18- غاية حزب التحرير
هي استئناف الحياة الإسلامية، وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم. وهذه الغاية تعني إعادة المسلمين إلى العيش عيشاً إسلامياً في دار إسلام، وفي مجتمع إسلامي، بحيث تكون جميع شؤون الحياة فيه مسيرة وفق الأحكام الشرعية، وتكون وجهة النظر فيه هي الحلال والحرام في ظل دولة إسلامية، التي هي دولة الخلافة، والتي ينصب المسلمون فيها خليفة يبايعونه على السمع والطاعة على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله، وعلى أن يحمل الإسلام رسالة إلى العالم بالدعوة والجهاد.
والحزب يهدف إلى إنهاض الأمة النهضة الصحيحة، بالفكر المستنير، ويسعى إلى أن يعيدها إلى سابق عزّها ومجدها، بحيث تنتزع زمام المبادرة من الدول والأمم والشعوب، وتعود الدولة الأولى في العالم، كما كانت في السابق، تسوسه وفق أحكام الإسلام. كما يهدف إلى هداية البشرية، وإلى قيادة الأمة للصراع مع الكفر وأنظمته وأفكاره، حتى يعم الإسلام الأرض.
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()
19- عمل حزب التحرير
عمل حزب التحرير هو حمل الدعوة الإسلامية، لتغيير واقع المجتمع الفاسد وتحويله إلى مجتمع إسلامي، بتغيير الأفكار الموجودة فيه إلى أفكار إسلامية، حتى تصبح رأياً عاماً عند الناس ومفاهيم تدفعهم لتطبيقها والعمل بمقتضاها، وتغيير المشاعر فيه حتى تصبح مشاعر إسلامية ترضى لما يرضي الله وتثور وتغضب لما يغضب الله، وتغيير العلاقات فيه حتى تصبح علاقات إسلامية تسير وفق أحكام الإسلام ومعالجاته.
وهذه الأعمال التي يقوم بها الحزب هي أعمال سياسية، ومن هذه الأعمال السياسية تثقيف الأمة بالثقافة الإسلامية لصهرها بالإسلام، وتخليصها من العقائد الفاسدة والأفكار الخاطئة، والمفاهيم المغلوطة، ومن التأثر بأفكار الكفر وآرائه.
فالسـياسـة هي رعاية شـؤون الأمة داخلياً وخارجياً، وتكون من قبل الدولة والأمة، فالدولة هي التي تباشر هذه الرعاية عملياً، والأمة هي التي تحاسب بها الدولة.
ورعاية شؤون الأمة داخلياً وخارجياً من قبل الدولة تكون بتنفيذ المبدأ في الداخل، وهذه هي السياسة الداخلية، وأما رعاية شؤون الأمة خارجياً من قبل الدولة فهي علاقتها بغيرها من الدول والشعوب والأمم، ونشر المبدأ إلى العالم، وهذه هي السياسة الخارجية، ومن قبل الأحزاب هي الرعاية الفكرية لشؤون الأمة وبيان الحكم الشرعي فيها ومحاسبة الحكام.
كما يبرز في هذه الأعمال السياسية، الصراع الفكري والكفاح السياسي، أما الصراع الفكري فيتجلى في صراع أفكار الكفر وأنظمته، كما يتجلى في صراع الأفكار الخاطئة والعقائد الفاسدة والمفاهيم المغلوطة، ببيان فسادها، وإظهار خطئها، وبيان حكم الإسلام فيها، وأما الكفاح السياسي فيتجلى في مصارعة الكفار المستعمرين، لتخليص الأمة من سيطرتهم وتحريرها من نفوذهم، واجتثاث جذورهم الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية، والعسكرية وغيرها من سائر بلاد المسلمين، كما يتجلى في مقارعة الحكام، وكشف خياناتهم للأمة، ومؤامراتهم عليها، ومحاسبتهم والتغيير عليهم إذا هضموا حقوقها، أو قصروا في أداء واجباتهم نحوها، أو أهملوا شأناً من شؤونها، أو خالفوا أحكام الإسلام.
والحزب يحمل الإسلام ليصبح هو المطبق، وتصبح عقيدته هي أصل الدولة، وأصل الدستور والقوانين فيها. لأن عقيدة الإسلام هي عقيدة عقلية، وهي عقيدة سياسية انبثق عنها نظام يعالج مشاكل الإنسان جميعها سياسية كانت أم اقتصادية، ثقافية أم اجتماعية، أم غيرها.
[size="3"][/size]
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 8 2015, 12:52 AM
مشاركة #6


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



20- طريقة حزب الحرير
• طريقة السير في حمل الدعوة هي أحكام شرعية، تؤخذ من طريقة سير الرسول صلى الله عليه وسلم في حمله الدعوة لأنه واجب الإتباع، لقوله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً} (الأحزاب 21)، ولقوله: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} (آل عمرا 31)، وقوله: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} (الحشر 7). وكثير غيرها من الآيات الدالة على وجوب إتباع الرسول والتأسي به والأخذ عنه.
• لكون المسلمين اليوم يعيشون في دار كفر، فهم يحكمون بغير ما أنزل الله ودارهم تشبه مكة حين بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، لذلك يجب أن يتخذ الدور المكي في حمل الدعوة موضعا للتأسي.
• ومن تتبع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة حتى أقام الدولة في المدينة تبين انه مرّ في مراحل بارزة المعالم، كان يقوم فيها بأعمال معينة بارزة. فأخذ الحزب من ذلك طريقته في السير، ومراحل سيره، والأعمال التي يجب أن يقوم بها في هذه المراحل تأسياً بالأعمال التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم في مراحل سيره.
• وبناء على ذلك حددّ الحزب طريقة سيرة بثلاث مراحل:
الأولى: مرحلة التثقيف لإيجاد أشخاص مؤمنين بفكرة الحزب وطريقته، لتكوين الكتلة الحزبية.
الثانية: مرحلة التفاعل مع الأمة، لتحميلها الإسلام، حتى تتخذه قضية لها، كي تعمل على إيجاده في واقع الحياة.
الثالثة: مرحلة استلام الحكم، وتطبيق الإسلام تطبيقاً كاملاً شاملاً، وحمله رسالة إلى العالم.

(المرحلة الأولى)
أما المرحلة الأولى فقد ابتدأ فيها الحزب في القدس عام 1372 هـ - 1953 م على يد مؤسّسه العالم الجليل، والمفكر الكبير، والسياسي القدير، والقاضي في محكمة الاستئناف في القدس الأستاذ تقي الدين النبهاني عليه رحمة الله، وكان الحزب يقوم فيها بالاتصال بأفراد الأمة، عارضاً عليهم فكرته وطريقته بشكل فردي، ومن كان يستجيب له ينظمه للدراسة المركزة في حلقات الحزب، حتى يصهره بأفكار الإسلام وأحكامه التي تبنّاها، ويصبح شخصية إسلامية، يتفاعل مع الإسلام، ويتمتع بعقلية إسلامية، ونفسية إسلامية، وينطلق إلى حمل الدعوة إلى الناس. فإذا وصل الشخص إلى هذا المستوى، فرض نفسه على الحزب، وضمّه الحزب إلى أعضائه. كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرحلته الأولى من الدعوة، والتي استمرت ثلاث سنين، من دعوته الناس أفرادا، عارضاً عليهم ما أرسله الله به ومن كان يؤمن يكتله معه على أساس هذا الدين سراً، ويحرص على تعليمه الإسلام، وإقرائه ما نزل عليه وينزل من القرآن حتى صهرهم بالإسلام، وكان يلتقي بهم سرّاً ويعلمهم سرّاً في أماكن غير ظاهرة، وكانوا يقومون بعبادتهم وهم مستخفون. ثمّ فشا ذكر الإسلام بمكة وتحدث به الناس ودخلوا فيه أرسالاً.
وفي هذه المرحلة انصبّت عناية الحزب على بناء جسمه، وتكثير سواده وتثقيف الأفراد في حلقاته، بالثقافة الحزبية المركزة، حتى استطاع أن يكوّن كتلة حزبية من شباب انصهروا بالإسلام، وتبنّوا أفكار الحزب، وتفاعلوا معها وحملوها للناس.
وبعد أن استطاع الحزب تكوين هذه الكتلة الحزبية، وأحسّ به المجتمع، وعرفه وعرف أفكاره، وما يدعو إليه، انتقل إلى المرحلة الثانية.

(المرحلة الثانية)
وهي مرحلة التفاعل مع الأمة لتحميلها الإسلام، وإيجاد الوعي العام، والرأي العام عندها على أفكار الإسلام وأحكامه، التي تبناها الحزب، حتى تتخذها أفكاراً لها، تعمل على إيجادها في واقع الحياة، وتسير مع الحزب في العمل لإقامة دولة الخلافة، ونصب الخليفة، لاستئناف الحياة الإسلامية وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم.
وفي هذه المرحلة انتقل الحزب إلى مخاطبة الجماهير مخاطبة جماعية. وقد كان يقوم في هذه المرحلة بالأعمال التالية:
1- الثقافة المركزة في الحلقات للأفراد لتنمية جسم الحزب، وتكثير سواده، وإيجاد الشخصيات الإسلامية القادرة على حمل الدعوة، وخوض الغمرات بالصراع الفكري، والكفاح السياسي.
2- الثقافة الجماعية لجماهير الأمة بأفكار الإسلام وأحكامه التي تبناها الحزب، في دروس المساجد والنوادي والمحاضرات وأماكن التجمعات العامة وبالصحف والكتب والنشرات، لإيجاد الوعي العام عند الأمة، والتفاعل معها.
3- الصراع الفكري لعقائد الكفر وأنظمته وأفكاره، وللعقائد الفاسدة، والأفكار الخاطئة، والمفاهيم المغلوطة، ببيان زيفها وخطئها ومناقضتها للإسلام، لتخليص الأمة منها ومن آثارها.
4- الكفاح السياسي، ويتمثل بما يلي:
أ‌- مكافحة الدول الكافرة المستعمرة، التي لها سيطرة ونفوذ على البلاد الإسلامية ومكافحة الاستعمار بجميع أشكاله الفكرية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، وكشف خططه وفضح مؤامراته لتخليص الأمة من سيطرته، وتحريرها من أي أثر لنفوذه.
ب‌- مقارعة الحكام في البلاد العربية والإسلامية وكشفهم ومحاسبتهم والتغيير عليهم كلما هضموا حقوق الأمة، أو قصّروا في أداء واجباتهم نحوها، أو أهملوا شأناً من شؤونها، وكلما خالفوا أحكام الإسلام. والعمل على إزالة حكمهم لإقامة حكم الإسلام مكانه.
5- تبنّي مصالح الأمة، ورعاية شؤونها وفق أحكام الشرع.
وقام الحزب بكل ذلك إتباعاً لما قام به الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن نزل عليه قوله تعالى:{ فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين}(الحجر 94) فانه أظهر أمره، ودعا قريشاً إلى الصفا وأخبرهم أنه نبي مرسل وطلب منهم أن يؤمنوا به، وأخذ يعرض دعوته على الجماعات كما يعرضها على الأفراد، وقد تصدى لقريش وآلهتها وعقائدها وأفكارها فبين زيفها وفسادها وخطأها وعابها وهاجمها كما هاجم كل العقائد والأفكار الموجودة. وكانت الآيات تنزل متلاحقة بذلك وتنزل مهاجمة لما كانوا يقومون به من أكل الربا، ووأد البنات وتطفيف الكيل ومقارفة الزنا، كما كانت تنزل بمهاجمة زعماء قريش وسادتها، وتسفيههم وتسفيه آبائهم وأحلامهم وفضح ما يقومون به من تآمر ضد الرسول صلى الله عليه وسلم وضد دعوته وأصحابه.
وكان الحزب في حمل أفكاره، وفي تصدّيه للأفكار الأخرى، والتكتلات السياسية، وفي تصدّيه لمكافحة الدول الكافرة المستعمرة، وفي مقارعته للحكّام صريحاً سافراً متحدياً، لا يداجي ولا يداهن ولا يجامل ولا يتملق ولا يؤثر السلامة، بغض النظر عن النتائج والأوضاع فكان يتحدى كل من يخالف الإسلام وأحكامه - مما عرّضه للإيذاء الشديد من الحكّام من سجن وتعذيب وتشريد وملاحقة، ومحاربة في رزق، وتعطيل مصالح، ومنع من سفر، وقتل، فقد قتل منه الحكام الظلمة في العراق وسورية وليبيا العشرات، كما أن سجون الأردن وسورية والعراق ومصر وليبيا وتونس مليئة بشبابه - وذلك إقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد جاء برسالة الإسلام إلى العالم أجمع متحدياً سافراً مؤمناً بالحق الذي يدعو إليه يتحدى الدنيا بأكملها، ويعلن الحرب على الأحمر والأسود من الناس دون أن يحسب أي حساب لعادات وتقاليد، أو أديان أو عقائد أو حكّام أو سوقة، ولم يلتفت إلى شيء سوى رسالة الإسلام، فقد بادأ قريشاً بذكر آلهتهم وعابها، وتحداهم في معتقداتهم وسفّهها وهو فرد أعزل لا عدة معه ولا معين، ولا سلاح عنده سوى إيمانه العميق برسالة الإسلام التي أرسل بها.

ومع أن الحزب التزم في سيره أن يكون صريحاً وسافراً متحدياً، إلاّ أنه اقتصر على الأعمال السياسية في ذلك، ولم يتجاوزها إلى الأعمال المادية ضد الحكام، أو ضد من يقفون أمام دعوته، إقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتصاره في مكة على الدعوة، ولم يقم بأيّة أعمال مادية حتى هاجر، وعندما عرض عليه أهل بيعة العقبة الثانية أن يأذن لهم بمقاتلة أهل منى بالسيوف أجابهم قائلاً: «لم نؤمر بذلك بعد» والله سبحانه قد طلب منه أن يصبر على الإيذاء كما صبر من سبقه من الرسل حيث قال الله تعالى له: {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا} (الأنعام 34).

6- طلب النصرة: لما تجمّد المجتمع أمام الحزب من جراء فقد الأمة ثقتها بقادتها وزعمائها الذين كانوا موضع أملها، ومن جرّاء الظروف الصعبة التي وضعت فيها المنطقة لتمرير المخططات التآمرية، ومن جرّاء التسلط والقهر الذي يمارسه الحكام ضد شعوبهم، ومن جرّاء شدة الأذى الذي يوقعه الحكام بالحزب وشبابه، لما تجمد من جراء كل ذلك قام الحزب بطلب النصرة من القادرين عليها. وقد طلبها لغرضين:
الأول: لغرض الحماية حتى يستطيع أن يسير في حمل دعوته وهو آمن.
الثاني: الإيصال إلى الحكم لإقامة الخلافة وتطبيق الإسلام.
ومع قيام الحزب بأعمال النصرة هذه فإنه قد استمر في القيام بجميع الأعمال التي كان يقوم بها، من دراسة مركزة في الحلقات، ومن ثقافة جماعية، ومن تركيز على الأمة لتحميلها الإسلام، وإيجاد الرأي العام عندها ومن مكافحة الدول الكافرة المستعمرة وكشف خططها، وفضح مؤامراتها، ومن مقارعة الحكّام، ومن تبنّ لمصالح الأمة ورعاية لشؤونها.
(المرحلة الثالثة)
مرحلة استلام الحكم، وتطبيق الإسلام تطبيقاً عاماً شاملاً، وحمله رسالة إلى العالم.

ولتلخيص ما نحب التركيز عليه ولمعرفة وجه الشبه بين عمل حزب التحرير حاليا والفترة المكية، والتي بناء عليها قال الحزب بالسير على هذه الطريقة:
• الدار دار كفر: فالدار في عهد الرسول كانت دار كفر لا تحكم بالإسلام وأمانها بغير أمان المسلمين، واليوم الدار دار كفر لا تحكم بالإسلام والأمان بغير أمان المسلمين، مع الفارق أن الناس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اغلبهم كفار مشركون واليوم الناس مسلمون، وكما قلنا في تعريف الدار فانه لا عبرة للسكان في تعريف الدار.
• في عهد رسول الله كانت الأفكار أفكار كفر والمشاعر مشاعر كفر والنظام المطبق نظام كفر ولم يحصل أن تم تغيير الرأي العام في مكة لصالح الإسلام، واليوم الأفكار الموجودة غير إسلامية أو خليط من الأفكار والمشاعر الموجودة غير إسلامية أو خليط من المشاعر والنظام المطبق نظام كفر، وبناء عليه فالمجتمع اليوم مجتمع غير إسلامي، ومجتمع الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة غير إسلامي أو مجتمع كفر، وهذا أيضا من أوجه التشابه، ومصعب بن عمير مصعب الخير استطاع أن يحول الأفكار في المدينة المنورة إلى أفكار إسلامية والمشاعر إلى مشاعر إسلامية أي استطاع أن يوجد رأيا عاما للإسلام في المدينة المنورة ممهدا لإقامة الدولة الإسلامية، وبقدوم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وحكمه بشرع الله تحولت المدينة إلى مجتمع إسلامي ودولة إسلامية ودار إسلام.
• دين الناس واكتمال الرسالة النبوية، لا علاقة لها هنا كما يزعم البعض بطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم السير عليها، إذ ليس لها علاقة لا بتعريف الدار ولا بتعريف المجتمع والذيْن ينطلق الحزب منهما للعمل.
[size="3"][/size]
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 8 2015, 12:55 AM
مشاركة #7


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



21- التفريق بين الفروض
لكل فرض طريقة أداء وطريقة لإيجاده مطبقا في المجتمع، ولا يجوز أن نغير أيا منها بتدخل عقلي، لأننا نرى ذلك أفضل أو أسلم أو أن ذلك هو ما يماشي العصر، فللصلاة كيفية أداء وتقام بالطريقة المعهودة ولا يجوز أن نغير في طريقة أداء الصلاة أبدا، ولها طريقة تنفيذ وهي معاقبة تارك الصلاة إن قصر بأدائها حتى تبقى الصلاة موجودة بين الناس، وهذه لا تقوم بها إلا الدولة الإسلامية، ولا يغني أيضا القيام بفريضة بدل فريضة أخرى، مثل أن الصوم لا يغني عن أداء الصلاة، فلا يغني صيام الدهر كاملا وترك الصلاة، وأيضا لمنع السرقة وضع الإسلام طريقة معينة ليوجد المجتمع بلا سرقة وهذه الطريقة هي القطع من الكوع (الرسغ)، ولا يجوز منع السرقة بطريقة أخرى مثل السجن أو الغرامة أو قطع اليد من الكتف مثلا أو قطع الرقبة، فلا تعالج السرقة إلا بالطريقة الشرعية وهي القطع من الكوع.
والآن الطريقة الوحيد الواردة بأدلة شرعية لإقامة الخلافة هي طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم التي ذكرناها بالأعلى والتي يسير عليها حزب التحرير، ولا يجوز من ناحية شرعية إدخال أعمال القتال في هذه الطريقة لإقامة الخلافة، فالجهاد لم يشرع لإقامة الدولة الإسلامية، ومن قال بذلك فمطلوب منه أن يأتي بالدليل الشرعي على ذلك.
وهنا ملاحظة هامة وهي أن العمل في حزب التحرير لا يعفي صاحبه من الالتزامات الشرعية الأخرى، فمثلا من ينضم لحزب التحرير للعمل لإقامة الخلافة فقد انضم ليقوم بفريضة:
1- إقامة الدولة الإسلامية
2- الانضمام لكتلة تدعو إلى الإسلام وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.
ولكن يبقى عليه واجب الصلاة بفرديته هو، ولا يقال هنا لماذا لا يشكل الحزب لجانا معينة للصلاة، ومطلوب منه أن يصوم ولا يقال هنا لم لا يشكل الحزب مجموعات لأداء الصيام، وكذلك الأحكام الأخرى لا يوجد في الحزب أجهزة لقطع يد السارق ولا لتوزيع الزكاة على الفقراء، لأن هذه الأمور مطلوبة من كل مسلم سواء كان في حزب التحرير أم لم يكن، وميزة الحزب عن باقي الأحزاب انه يحاسب أعضاءه على القيام بالالتزامات الشرعية مثل أدائهم للصلاة والصيام واللباس الشرعي وغيره من الأحكام الشرعية لأنها مخالفات شرعية لا يقبل الشاب في صفوف الحزب بدون أدائها، ومع ذلك، هذه الأمور لا علاقة لها بعمل الحزب للخلافة لأنه فريضة مستقلة مثله مثل الصلاة مستقلة عن باقي الفروض.
ولنضرب مثالا على جيش خرج للغزو، فان المطلوب من هذه الجيش الالتزام بأوامر القيادة والتدريب والحراسة وحمل السلاح وتنفيذ ما يطلب منهم كي يتموا المهمة القتالية التي وكلوا بها. فلا يقال لشخص لا يصلي أن هذا مخالف للمهمة القتالية، ولكن هذا مخالف للإسلام وفرق بين الاثنتين؛ لان الصلاة ليست من مستلزمات القتال، إذ قد يكون في الجيش غير المسلم، فلا يحاسب إلا على ما ذكرناه في الأعلى، مع انه في الإسلام يحاسب الإنسان على عدم صلاته سواء أكان غازيا أم غير غاز، فحسابه عن الصلاة غير حسابه من قبل قادته على ما هو مطلوب منه لأعمال القتال، فما يهم القائد هو الأعمال القتالية، وقس على ذلك بقية الأمور الشرعية، فعندما يحاسب على تقصيره بأي فرض يحاسب كونه مسلما لا كونه مقاتلا.
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()
22- لا يوجد لحزب التحرير جناح عسكري
بما أننا تكلمنا سابقا عن الحزب من ناحية شرعية وان الحزب يقوم بأعمال هي:
1- الدعوة إلى الإسلام
2- الأمر بالمعروف
3- النهي عن المنكر
4- العمل لإقامة الدولة الإسلامية
وقلنا أن الزيادة على هذه الأعمال في الحزب لا تجوز، لأنها تخالف نص الآية الكريمة التي حصرت الأعمال بالأعمال الثلاثة إضافة لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أضاف عمل إقامة الدولة الإسلامية للأحزاب، فإن إضافة أي عمل تحتاج دليلا شرعيا، فجمع الزكاة وتوزيعها والقيام بأعمال الخير من بناء مدارس ومستشفيات والقيام بالأعمال القتالية لا يجوز للحزب القيام بها.
قد يقول قائل أن الأعمال التي تقوم بها الأحزاب دعا وأمر الإسلام بها، وما دام الإسلام قد أمر بها، فلم يكون التحزب من أجلها حراما؟؟؟
أقول وبالله التوفيق، أن مشروعية الأعمال شيء والتحزب من اجلها شيء آخر، وذلك لان الحزب ليس الجهة المنوط بها هذه الأعمال، فالأعمال والأحكام الشرعية مقسمة شرعا على ثلاث جهات هي:
1- الأفراد
2- الأحزاب
3- الدولة

• أما الأفراد فيقومون بالأعمال التي طلب من الأفراد القيام بها كالصلاة والصيام والزكاة وبر الوالدين وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتغيير المنكر حسب الاستطاعة وأعمال الخير وأعمال القتال للكفار وغيره.
• وأما الحزب فيقوم بالأعمال التي يجوز له القيام بها وهي الدعوة إلى الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل على إقامة الدولة الإسلامية في حال لم تكن موجودة، وهذه الأعمال يقوم بها الحزب.
• وأما الدولة فتقوم بتنفيذ وتطبيق الإسلام على ارض الواقع والإشراف على التطبيق من قبل الأفراد ومحاسبة المخالفين للشرع، وترعى مصالح الرعية حسب الشرع، وتقيم الحدود وتجهز الجيوش وتحمي البلاد وتحمل الدعوة للخارج وتنشر الإسلام في بلاد الكفر، وتجاهد الكفار بجيوش منظمة وتعد العدة للقتال وتعمل على تغيير المنكر بما تملكه من سلطان.

وهنا لا يجوز التداخل في الأعمال، فلا يجوز للأفراد تطبيق الحدود على بعضهم على سبيل المثال لأن هذا من مهمات الدولة، ولا يمكن للأحزاب كجهة معنوية أن تصلي، ولكن تطلب الصلاة من أفراد الحزب بوصفهم الفردي، ولا يمكن للدولة أن تقوم مثلا بالصلاة كجهة معنوية بل تراقب صلاة الأفراد، ولا يجوز للحزب أن يأخذ أعمال الدولة الرعوية، وهذه التقسيمات شرعية وموجودة في كتب الفقه، ويمكن الرجوع إليها.

وهنا تنويه إلى انه يجوز أن يكون هناك تجمع من أفراد مسلمين للقيام بعمل خير ولكن يجب أن يكون هذا التجمع مؤقتا حتى انجاز عمل الخير، فيجوز أن يتجمع أفراد لبناء مسجد ويجوز أن يتجمع أفراد لبناء مستشفى ويجوز أن يتجمع أفراد لإطعام فقراء في قرية معينة ويجوز أن يتجمع أفراد لقتال عدو ودحره، وهذا يسمى تجمعا وليس حزبا.
والفرق بينهما:
1- الحزب يتجمع على فكرة معينة يراد إيجادها في المجتمع بينما التجمع يتجمع على عمل خير.
2- الحزب يملك البقاء بشكل دائمي بينما التجمع لا يجوز له أن يبقى بشكل دائمي، لان التجمع الدائمي على عمل خير للمسلمين هو من صلاحيات الدولة فقط، ولا يجوز للأفراد أن يأخذوا عمل الدولة.

وبناء عليه، فلا يجوز أن يكون لحزب التحرير جناح عسكري للقتال لان هذا يخالف الإسلام في موضوع الأحزاب، ولكن يجوز لأفراد حزب التحرير أن يقيموا تجمعات أو أن ينضموا لتجمعات بالصفات الشرعية للقيام بأعمال خير، على أن لا تكون هذه التجمعات تنفذ أجندات خارجية للكافر المستعمر.
وهناك مسالة مهمة وهي أيهما أفضل الجهاد أم إقامة الخلافة؟، فإن هذا السؤال لا ينبغي سؤاله، فالفروض يجب القيام بها جميعا دون تمييز بينها، فلا يقال أيهما أفضل أن أصوم أم أصلي، ولا يسأل أيهما أفضل أن أجاهد أم أن اعمل لإقامة الخلافة، فإذا حان وقت الفرض فيجب القيام بالفرض وإلا أثم الإنسان، فوقت إقامة الخلافة هو كل وقت حتى تقام، والجهاد متى تعين على الشخص وجب عليه الجهاد سواء وهو يعمل لإقامة الخلافة أم بعد إقامة الخلافة، فالفرض متى تعين وجب القيام به.
[size="3"][/size]
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 8 2015, 12:56 AM
مشاركة #8


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



23- حزب التحرير سعى لإعادة الجهاد إلى الموضع الذي أمر الله به
إن حزب التحرير بعمله وسعيه لاستئناف الحياة الإسلامية وإعادة الخلافة إنما يسعى لإعادة الجهاد إلى الموضع الذي أمر الله تعالى به، فالحزب دائما يقول أن الخلافة عندما تعود فإنها سوف تسير الجيوش لتحرير بلاد المسلمين المحتلة ولحمل الإسلام رسالة نور وهدى إلى العالم أجمع، والذي منع الجهاد هم الحكام الحاليين الذين يسبح الكثير من المقاومين بحمدهم، وحزب التحرير يعمل على خلعهم وإقامة الخلافة على أنقاضهم.
والحزب دائما يحرض الجيوش في العالم الإسلامي للتحرك وخلع الحكام الموجودين الحاليين ومبايعة أمير المؤمنين ليقودها إلى تحرير المحتل من بلاد المسلمين، فالحزب يعمل على إعادة الجهاد، ليس جهاد الحركات والفصائل الذي لا يغير الواقع على الأرض، ولكن جهاد الدولة الجهاد الذي تتحرك به قطاعات الجيش فتزيل العدو من جذوره وتنسيه وساوس الشيطان، الجهاد الذي سيطرد النفوذ الأمريكي والغربي كاملا بإذن الله من بلاد المسلمين، وليس القتال الفردي الذي لا يتعدى إلحاق بعض الأذى في الكفار.
حزب التحرير سيعيد الجهاد الذي لا يعتمد نهائيا على احد إلا على الله أولا وعلى جهود المسلمين في داخل الدولة، فلن تعمل دولة الخلافة على أخذ السلاح كما تفعل الحركات من الخارج فترهن إرادتها لهذه الدولة الداعمة كما يحصل للكثير من الحركات التي تأخذ السلاح من الدول الموجودة فتصبح أسيرة لها، بل ستعمل الدولة على إيجاد المصانع لتصنيع السلاح، حتى لا تتحكم أي دولة في دولة الخلافة.
حزب التحرير يعمل على إعادة الخلافة التي ستأمر بالجهاد الفاعل والمغير لخريطة العالم السياسية، حيث ستقضي دولة الخلافة على الحدود الوهمية بين بلاد المسلمين، وستوحدها في دولة واحدة، بل وستوسع حدود الدولة الإسلامية وذلك بفتحها لبلاد الكفر.
نعم حزب التحرير يعمل على إعادة الخلافة التي ستوجد الإسلام مطبقا في جميع النواحي ومنها الجهاد كما أمر الله تعالى وبطريقة ستغير العالم.
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()
24- شباب حزب التحرير لا يوصفون بالقاعدين بل العاملين المخلصين لإقامة الخلافة
يكثر أن يصف البعض شباب حزب التحرير بالقاعدين أي الذين لا يجاهدون، وهي من باب المذمة للحزب وشبابه، فأقول وبالله التوفيق:
1- شباب حزب التحرير تميزوا عن سائر المسلمين بأنهم يعملون لتاج الفروض (الخلافة)، ومع ذلك لم يصدر من الحزب أبدا وصف للأمة الإسلامية بأنها الأمة الآثمة أو أن المسلمين فاسقين أو غيرها من الأوصاف للأمة الإسلامية كونها لا تقوم بأعظم فريضة وهي فريضة العمل لإقامة الخلافة، ولم يصدر من الحزب وصف للمقاتلين في هذه الحركات التي تتهم الحزب بهذه الأوصاف بأوصاف تنطبق عليهم مثل العلمانيين ومثل التابعين للظالمين، بل دائما يبارك الحزب أي عمل يصب في تذكير المسلمين بواجبهم وهو الجهاد لتحرير فلسطين.
2- شباب حزب التحرير مثلهم مثل المسلمين، إذا حصل أن تعين وجوب الجهاد على المسلمين في بلد معين فان شباب حزب التحرير يكونون في المقدمة للجهاد ولدحر الأعداء، وما حصل من شباب حزب التحرير في العراق ولبنان وسوريا خير دليل على ما نقول، وفوقها فان الحزب يحاسب شبابه إن تعين عليهم الجهاد ولم يجاهدوا مثلهم مثل المسلمين.
3- الأمر عند الحزب وشبابه شرعي وبالدليل الشرعي، فطريقة حزب التحرير لإقامة الخلافة لا يوجد فيها قتال، ولذلك تجد شباب الحزب ملتزمين بذلك لأن هذا حكم شرعي لا من باب الجبن، ولا يجوز أن يوصف شباب الحزب بالجبن، فمن فعل ذلك فإما هو جاهل أو حاقد، فشباب الحزب الذين يتعرضون لأقسى أنواع الملاحقات من الحكام الظلمة ويثبتون على عملهم ليسوا بالجبناء، فقد سجنوا وقتلوا وعذبوا في كثير من مناطق العالم، بينما كان المتصدرون لهذه الفرية على الحزب، يتنعمون في أحضان الحكام، نعم شباب حزب التحرير عندما يسيرون على طريقة الحزب فإن ذلك من باب الالتزام الشرعي.
4- حزب التحرير ينتشر ويزداد شبابه يوما بعد يوم، ولو كان هذا الوصف تهمة لنفر الناس من حزب التحرير، ولكنها فرية اختلقتها بعض الحركات بدعم خارجي والتي تعيش في كنف أنظمة الجور، والذين يقاتلون يهود تحت أوامر هذه الدول، والتي ليس في واردها تحرير فلسطين نهائيا، والذين نراهم اليوم يعدلون عن فكرة تحرير فلسطين إلى أفكار أخرى لا ترضي الله تعالى، وهذا بسب ارتمائهم في أحضان الأنظمة والتي لطالما حذر الحزب منها ومن دعمها، ولكنهم لا يعلمون.
5- وهذه قصة قصيرة تمثيلية لمعرفة أين وصل حزب التحرير
"دخل رجلان نفق لأمر يعنيهما، وعندما أرادا الخروج وجدا صخرة تسد باب النفق، فجلس الأول على الأرض يبكي قائلا: هلكنا، نحن ميتان لا محالة، وأما الثاني فاخذ معولا في يده وبدأ يضرب به الصخرة ليكسرها، فقال الرجل الجالس للرجل الذي همّ بتحطيم الصخرة، كف عنك العمل، فلن تستطيع كسر الصخرة، فرد عليه: أنا اعمل ولن أتوقف وليس مهما متى تنكسر، ولكني اعلم أنها في النهاية سوف تنكسر، وفعلا بدأ يضرب الصخرة بالمعول، وبدأ الرجل الجالس يعد الضربات، واحد .. اثنان .. ثلاثة ....، حتى أخذه النعاس ونام، ثم استيقظ بعد فترة، فرأى الرجل ما زال يضرب الصخرة، ثم فجأة رأى الصخرة قد تصدعت ثم تحطمت واستطاعا الخروج من النفق.
هذا قصة تصف العاملين للخلافة، فهم يعملون وهم مثل الرجل الذي يعمل على تحطيم الصخرة، والرجل الجالس هو مثل من لا يعمل للخلافة ويقول أن لا أمل بالخلافة ولا إصلاح الناس ولا غيره، والنوم هو الدنيا وراحتها وغفلتها، حيث أنها تلهي الناس ولن يستيقظوا إلا والخلافة تعلن ويفوز بشرف العمل لها العاملون، أما عدد الضربات لتحطيم الصخرة فهي غير معروفة، ولكن لن تتحطم الصخرة إلا بضربها، والزمن اللازم لإقامة الخلافة غير معروف ولكنها لن تقوم إلا بعمل العاملين.
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()
25- وصف شباب الحزب بكثرة الكلام
إن وصف شباب الحزب بكثرة الكلام هي تهمة يقع فيها الكثيرون عن حسن نية أو عن سوء نية، فأقول وبالله التوفيق:
1- كثرة الكلام هي قوة الحجة والبرهان التي يمتلكها شباب حزب التحرير، ولذلك فبسبب عجز من يحاور شباب حزب التحرير عن مناقشتهم، لا يجد أمامه إلا اتهامهم بهذه التهمة، وهذا ما كان يحصل مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فعندما عجز المشركون عن نقاش رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوه بأنه شاعر أو كاهن أو مجنون وآخر ما تفتقت عنه أحلامهم هو وصف الرسول بساحر البيان الذي يفرق بين المرء وزوجه.
2- كثرة الكلام التي تحدث عنها الناس هي الدعوة التي يدعو الحزب الناس للالتفاف حولها، وهي دعوة لاستئناف الحياة الإسلامية، فهي دعوة إلى الخير وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، مصداقا لقوله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} (105 آل عمران).
3- طول المدة التي قضاها الحزب في الدعوة حتى جعلت البعض يقول ((مللنا الكلام نريد فعلا)) هي ليست حجة أبدا على شباب الحزب، فالحزب يعمل اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتظار الفرج والنصر ليس الحزب سببه وليس خطأ في طريقة الحزب، وهذا حصل مع نبينا الكريم ومع الأنبياء عليهم السلام.
فقد سأل الصحابة الرسول الكريم متى النصر؛ عندما سألوه: (ألا تدعو لنا ألا تستنصر لنا؟؟)، ولم يكن جوابه صلى الله عليه وسلم بتغيير الطريقة بل كان جوابه صلى الله عليه وسلم (... ولكنكم تستعجلون)
وها هم الأنبياء عليهم السلام عندما كانوا يدعون أقوامهم، كانت أقوامهم تمل من الكلام وتطلب منهم أن يكفوا عن الدعوة وان يأتوهم بالعذاب الذي دائما يحدثونهم عنه، قال تعالى: {قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين * قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين * ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون}
4- دعوة الحزب وكلامه هو عبارة عن ثروة فقهية وفكرية وتشريعية لا تقدر بثمن للأمة الإسلامية، وهي مثل الثروة الفقيهة التي كتبها الشافعي وأبو حنيفة والإمام مالك وابن حنبل وغيرهم من العلماء الأفاضل، لا بل تزيد عنهم، وقد انفرد حزب التحرير في ثروته الفقهية عن سائر العلماء رضي الله تعالى عنهم بـ:
أ‌- الناحية السياسية
ب‌- تصنيف الفقه الذي تبناه الحزب على شكل أنظمة حكم لا على شكل أبواب فقه
ت‌- طريقة إقامة الخلافة وطرق التغيير للمجتمعات
ث‌- التعامل مع الملك الجبري ومع دار الكفر

5- الضنك الدنيوي الذي يعانيه شباب حزب التحرير هو بسبب هذا الكلام أو قل كثرة الكلام الذي يتكلم عنه الناس، ولذلك هو ليس ككلام الناس العبثي الذي لا يلاحقون من اجله، بل إن الملاحقة والعذاب والسجن والقتل وحملة التشويه الكثيرة هي بسبب كثرة الكلام ولنقل بسبب دعوة الحزب.
6- الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أقام دولته بالكلام، والغزو الفكري والحملات التبشيرية التي كانت سببا رئيسيا لهدم دولة الخلافة كانت كلاما، ولذلك فالكلام الذي يكون فكرا وهذا الفكر عندما يكون دعوة وهذه الدعوة عندما تكون صادقة وصحيحة فإنها ستغير وجه العالم.
7- عن طريق الكلام فقط تستطيع إيجاد المفكرين والقادة والسياسيين والرجال، وعن طريق الكلام فقط تستطيع أن تصل إلى قلوب الناس وعقولهم ، وعن طريق الكلام فقط تستطيع أن تغير الرأي العام إلى ما يرضي الله تعالى.
8- عن طريق المال تشتري الذمم ولا تستطيع أن تشتري العقول والقلوب، وعن طريق القوة تسيطر على النفوس بالخوف لا بالإقناع، وعن طريق الانتخابات تسير تحت منظومة غيرك وعلى قوانينهم فتصبح مثلهم، ولن تصل إلى النفوس والقلوب إلا بالكلام.
[size="3"][/size]
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 8 2015, 12:57 AM
مشاركة #9


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



26- التغيير بقتال الحاكم
هناك من يقول أن القتال هو الطريق لإقامة الخلافة وهنا نريد التركيز على أمرين هما:
• سبب القتال للحاكم هو التحول من دار إسلام إلى دار كفر لا إقامة الدولة الإسلامية من العدم.
• هذا القتال لا يعتبر جهادا حتى لو كان واجبا.
وهكذا نفهم هذه القضية جيدا.
أولا: أما سبب القتال فحسب ما جاء في الحديث عن جنادة بن أبي أمية قال دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض قلنا أصلحك الله حدث بحديث ينفعك الله به سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قال دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان.
فتفسير الحديث هو حالة التحول من دار إسلام إلى دار كفر عندها يجب قتال الحاكم حتى تبقى الدار دار إسلام، والدليل هو قوله (إلا أن تروا) وهذه حسب التفسير اللغوي لها تعني استمرار السمع والطاعة للحاكم الشرعي ولي الأمر إلا في حالة واحدة وهي حالة (إلا أن تروا) (أي كان هناك حكم إسلام ثم تحول إلى حكم كفر) فعندها تنزع الطاعة لهذا الحاكم ويقاتل حتى يرجع أو يعزل عن الحكم.
ويستفاد من هذا الحديث (الذي يستدل به البعض عن أن القتال هو الطريق لإقامة الخلافة) أن هذا الحديث يتحدث عن تحول دار الإسلام إلى دار كفر، وهذه حصلت فقط عندما قام مصطفى كمال أتاتورك بهدم الخلافة وتحويل الدار إلى دار كفر، فكان الواجب على المسلمين قتاله، ولكن بعد أن سقطت الخلافة وسيطرت المفاهيم والأفكار الغير إسلامية والمشاعر الغير إسلامية على المسلمين تحولت دارهم إلى دار كفر ومجتمع غير إسلامي، وهنا لا يستشهد بهذا الحديث في تحويل الدار إلى دار إسلام بعد أن كانت دار كفر، فهنا نبحث عن الدليل في موضوع (تغيير الدار من دار كفر إلى دار إسلام) وهذه لم تحدث إلا في حالة واحدة وهي الطريقة التي سار بها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في إقامة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، وهي الطريقة التي يسير عليه حزب التحرير.
ثانيا: وحسب تعريف الجهاد فان الجهاد هو قتال للكفار، وقتال الحاكم الذي يظهر الكفر البواح لا يدخل في باب قتال الكفار، حتى لو كان الحاكم كافرا بشخصه، لان جنوده هم من المسلمين، ولذلك لا يعتبر هذا القتال من الجهاد، وإن كان أصحابه مأجورين وهذا فقط إن تحول الحاكم من حكم الإسلام إلى حكم الكفر، لا أن يستخدم كما حصل من البعض في هذا الزمان لإقامة الخلافة.
فإنه وإن كانت لهم شبهة دليل فإنها ضعيفة، وحتى من قالوا بذلك مثل حركة الجهاد الإسلامي في مصر، فإنهم قد تركوا العمل بهذه الطريقة، وهم الوحيدون الذين ساروا عليها، أما موضوع إعلان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للخلافة، أي الاستدلال به على أن القتال قد أقام دولة، فإن ما صنعوه -لتاريخ كتابة المقال- ليس بدولة ولم يخرجوا عن كونهم تنظيما مسلحا، وكل من قال بطريقة غير طريقة حزب التحرير لم يقم خلافة لليوم سواء منهم من أسس قبل الحزب أم من أسس بعده.
ولرب سائل يسأل: ماذا لو وصل البعض عن طريق القتال إلى الحكم وأعلنوا إقامة خلافة إسلامية؟؟
أقول وبالله التوفيق أنه لو فرضنا أن جماعة وصلت إلى الحكم عن طريق القتال، فطريقتها محرمة لأنها ستكون مصحوبة بسفك الكثير من الدماء وهذا محرم شرعا، ولكن لو وصلت إلى السلطة فيجب عليها اخذ البيعة من الناس في منطقة الحكم، إذ لا يجوز فرض البيعة على الناس بالقوة لأن هذا سيكون منكرا آخر ترتكبه، وأيضا فإن موضوع الرأي العام لا يمكن تشكيله إلا بالطريقة التي يسير عليه حزب التحرير، ولكن إذا قامت حركة واستغلت الرأي العام الذي شكله حزب التحرير، وارتكبت المحرمات أثناء سيرها، واستطاعت أخذ البيعة الشرعية من الناس وأصبح هناك دولة إسلامية حقيقية فإنها تصبح دولة خلافة يجب بيعة حاكمها، وتبقى الأعمال المحرمة التي قاموا بها في أعناقهم يحاسبون عليها أمام الله، ولكن هذا لم يحصل لليوم.
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()
27- أين نبحث عن أدلة إقامة الدولة الإسلامية
إن الأدلة الواردة، سواء أكانت من الكتاب أم من السنة واجبة الإتباع على وجهها، ولا فرق بين الأدلة الواردة في مكة المكرمة وبين الأدلة الواردة في المدينة المنورة، والأدلة المطلوبة هي الأدلة على المسألة وليس الأدلة على غير المسألة؛ فمثلاً إذا أردت معرفة كيفية الوضوء فإني أبحث عن أدلة الوضوء حيث كانت، سواء أنزلت في مكة أم في المدينة، ويُستنبط الحكم الشرعي منها وفق الأصول المتبعة، ولكني لا أبحث عن أدلة الصيام لآخذ منها حكم الوضوء وكيفيته.
وإذا أردت معرفة أحكام الجهاد فإني أبحث أدلة الجهاد حيث كانت، سواء أنزلت في مكة أم في المدينة، ويُستنبط الحكم الشرعي منها وفق الأصول المتبعة، ولكني لا أبحث عن أدلة الزكاة لآخذ منها حكم الجهاد وتفاصيله، وهكذا في كل مسألة، فإنه يبحث عن أدلتها حيث وردت في مكة أو في المدينة، ويؤخذ الحكم الشرعي للمسألة من هذه الأدلة وفق الأصول المتبعة.
والآن نأتي إلى مسألة إقامة الدولة الإسلامية، ونبحث عن أدلتها، سواء أنزلت في مكة أم في المدينة، ونستنبط الحكم الشرعي منها وفق الأصول المتبعة، فإننا لا نجد[size="3"][/size] أي أدلة لإقامة الدولة الإسلامية إلا التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سيرته في مكة المكرمة، فقد دعا إلى الإسلام سراً، فأوجد كتلة مؤمنة صابرة وثقف أفرادها بالإسلام وبنى من أصحابه شخصيات إسلامية، ثم أعلن عن كتلته بين الناس في مكة وفي المواسم وتفاعل مع المجتمع بطرح الفكر الذي يحمله، ثم طلب نصرة أهل القوة والمنعة، فأكرمه الله سبحانه بالأنصار، فهاجر إليهم وأقام الدولة.
هذه هي أدلة إقامة الدولة، ولا توجد أدلة غيرها، فالرسول صلى الله عليه وسلم بيَّنها لنا في سيرته بياناً شافياً، وعلينا التزامها، فالموضوع ليس دوراً مكياً قبل فرض الجهاد، ودوراً مدنياً بعد فرض الجهاد، بل هو البحث عن أدلة إقامة الدولة، وهي ليست إلا في مكة إلى أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأقام الدولة.
وهي شيء والجهاد شيء آخر، وكما قلنا فإن أدلة إقامة الدولة تؤخذ من مظانها، وأدلة الجهاد تؤخذ من مظانها، وهذه غير تلك ولا تتوقف الواحدة على الأخرى، ولهذا لا يتعطل الجهاد بعدم وجود دولة الخلافة، ولذلك فإن الجهاد ماض وفق أحكامه الشرعية سواء أكانت الخلافة قائمة أم غير قائمة، وكذلك لا يُعطَّل العمل لإقامة الخلافة بسبب تعطيل الحكام للجهاد، فالعمل للخلافة ماض إلى أن تقام الخلافة لأنه يحرم على المسلمين أن يبيتوا ثلاث ليال بدون دولة الخلافة، وعليه فالجهاد ماض، والعمل للخلافة ماض إلى أن تقام، ولا يتوقف أحدهما على الآخر، فهما مسألتان، ويبحث لكل مسألة عن أدلتها الشرعية، ويستنبط منها الحكم الشرعي الخاص بالمسألة وفق الأصول المتبعة.
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 8 2015, 12:58 AM
مشاركة #10


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



28- شواهد على عدم استخدام الرسول للقتال أثناء إقامة الدولة الإسلامية
• منع الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه في مكة من استعمال السلاح بناء على طلبهم وقوله لهم : " لقد أمِرتُ بالعفو، فلا تقاتِلوا القوم " [ سيرة ابن هشام ] ، وموقف بعضهم بعد نزول آيات الجهاد، ونزول قوله تعالى:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً} (النساء 77).
• قول الأنصار للرسول صلى الله عليه وسلم أن يُغِيروا على قريش بمنى ولكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم رفض ذلك وقال لهم لم نؤمر بذلك بعد.
• رغم أن الرسول الكريم كان يتمتع بمكانة في بني هاشم إلا أنه آثر أن يتحمل الأذى ولا يرد على قريش، ولكن عمه حمزة آثر أن يرد شخصيا على كل من تسول له نفسه إيذاءه، فكانت قريش تتجنبه، والسبب أن قريش تتجنب حمزة ليس بسبب قوته الذاتية وإنما منعته بعائلته، وهذه كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
• إن حملة الدعوة لو ردوا على الاعتداءات عليهم من قبل المجرمين لـ:
1- لما كانوا قدوة للمسلمين ولاعتبرهم الناس يطالبون بحقوق لهم خاصة تختلف عن المسلمين.
2- لما دخل الدعوة إلا الأقوياء فقط، ولحرمت الدعوة من الضعفاء والمفكرين
3- لما استطاعوا أن يثبتوا أن الكفر مفلس فكريا ولبقي الكثير من الناس يؤيدون الكفر والضلال
4- سيكون الرد ذريعة قوية للمجرمين للتخلص من حملة الدعوة والعمل على إفنائهم
5- سيكون الرد فرصة مناسبة لاختلاق أعمال إجرامية ودموية ونسبتها لحملة الدعوة
6- لن يحصل الشعور بظلم الكفر والضلال إذا رد عليه حملة الدعوة بالقوة، إذ سيراهم الناس فريقان متنافسان متخاصمان
• وليعلم أن الممنوع من القتال في العهد المكي أمران هما: القتال المنظم والتصفيات الجسدية، فالمتابع للسيرة لن يجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم نظم فرقا قتالية لقتال كفار قريش بل منع ذلك، ولم يقم الرسول بإرسال أشخاص ليقوموا باغتيالات لكبار قادة قريش رغم أنه قد تم عرض ذلك عليه، أما الدفاع الشخصي عن النفس من التعرض للأذى فهذا كان موجودا ولم يمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقلنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشخصه فضل عدم الرد على الأذى.
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()

29- التغيير شرعا وعقلا لا يكون الا بطريقة حزب التحرير
عندما نريد تغيير الحكم في منطقة معينة فيجب مراعاة عدة أمور، والتي بدونها لا يمكن تغيير نظام الحكم وإن تم التغيير فسيكون الحكم غير مستقر نهائيا، وهذه الأمور هي:
1- الرأي العام في البلد المساند لعملية التغيير
2- مساندة أهل القوة والمنعة في البلد لهذا التغيير
3- رجال سياسة قادرين على الإمساك بزمام الأمور في البلد
4- دستور وقوانين جاهزة للتطبيق
وأي نقص في هذه الأمور فلن يكون هناك تغيير حقيقي للنظام السابق وان حصل تغيير فسيكون غير مستقر نهائيا، ونقصد بالنظام السابق هو القوانين القديمة التي كانت سائدة والدستور السابق والوسط السياسي السابق بما فيهم الحاكم وقادة الجيش المساندين للنظام السابق وجميع دعائم النظام القديم.
فعدم وجود الرأي العام يعني اضطرابات في الوسط الشعبي وربما مظاهرات وثورة جديدة تخلع النظام الجديد، وعدم مساندة أهل القوة والمنعة التي تكون قياداتها موالية للنظام السابق ستجعل النظام السابق يعيد الكرة ويجهزون على النظام الجديد، وعدم وجود رجال للسياسة سيجعل البلد في أيدي أناس لا يعرفون إدارة البلاد مما يضطرهم للتعامل مع سياسيين من النظام السابق فيدمرون عملية التغيير، وعدم وجود الدستور الجاهز للتطبيق يعني السير على الدستور القديم الذي يعني عملية تجديد للنظام القديم ليس إلا.
ولا يوفر هذه الأمور إلا الطريقة التي يسير عليها حزب التحرير، فحزب التحرير يعمل على بناء الرأي العام المنبثق عن وعي عام على الإسلام، وعنده كادر قوي وكبير من رجال السياسة الذين يستطيعون إدارة أي دولة بناء على القوانين والأحكام الشرعية، وعنده دستور جاهز للتطبيق ومنظومة حكم كاملة ، وبطلبه للنصرة ستتوفر القوة اللازمة لحماية الدولة الجديدة ولبقائها واستمراريتها.
فاستخدام القوة لبناء الدول لن يجدي أبدا، وكما ذكرنا في الأعلى فان الصعوبات والفخاخ التي تقع فيها الحركات العسكرية من موضوع التمويل للقتال وانه لا يكون إلا بثمن، وضعف الإعداد والتدريب والتمويل والإنفاق على الأعمال العسكرية، والملاحقة من الأنظمة الموجودة في العالم الإسلامي للمجاهدين، وان المواجهة مع الجيوش ستكون دامية وفوق ذلك فان سفك الدماء حرام شرعا ومن الكبائر، وأن الآلة الإعلامية والذرائع ستعطى للجيش ليفتك فتكا شديدا بالمعارضين له، وموضوع الوقوع في شراك الأنظمة الكافرة ومخططاتها وضغوطاتها، هي أسباب تجعل استخدام القوة لإقامة الدولة غير مجدية وغير صحيحة، هذا غير مخالفتها للأحكام الشرعية.
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()
30- العمل هذه الأيام أصعب من الفترة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم في نواح وأسهل في نواح أخرى
طرقنا هذا الباب من البحث للإجابة على التساؤلات وهي: "لِمَ ير الكثيرون أن طريقة حزب التحرير طويلة"، فنقول إن العمل هذه الأيام لإقامة دولة الخلافة صعب في نواح بالمقارنة مع عمل رسولنا الكريم في العهد المكي وأسهل في نواح أخرى.
فمن النواحي التي يكون فيها العمل صعبا بالمقارنة مع العهد المكي:
1- أن الوسط الذي نعمل به هو وسط أغلبه مسلمون والخلاف بيننا وبينهم هو الأحكام الشرعية والاختلاف فيها، وليس موضوع عقيدة يكفر صاحبها إن لم يعتنق العقيدة الصحيحة، فمن السهل على المسلم أن يقول أنا الصواب وهذا خلاف فقهي ولي رأي آخر.
2- الذي يعادي دعوتنا هم من أبناء المسلمين ومن حركات إسلامية أحيانا، وبعضهم مدفوعين بتوجيه من الأنظمة في العالم الإسلامي.
3- الكفار يعرفون المشروع الذي ننوي إقامته بالتفصيل وهذا يعني أنهم يضعون الخطط بالتعاون مع من خانوا دينهم من المسلمين للعمل على إجهاضه وتشويهه، بخلاف الفترة في عهد الرسول الكريم، فإنهم لم يكونوا يعرفون تفاصيل ما سيحصل مستقبلا في مواجهة المسلمين.


ومن النواحي التي تكون دعوتنا فيها أسهل:
1- إن من نعمل بينهم هم مسلمون، وهذا يخفف العداء على حملة الدعوة، لان الظالمين لن يجرؤوا على التصريح بمعاداة العقيدة الإسلامية كما كان يحصل أيام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
2- "لو أفني شباب حزب التحرير تماما" –وهذا مستحيل- فان الفكرة التي أراد حزب التحرير نشرها قد تغلغلت في نفوس المسلمين وهذا يعني أن الأمل يبقى موجودا بإحيائها من قبل المسلمين، لأنها قد أصبحت حية في النفوس بغض النظر عمن أوجدها، أما في عهد الرسول الكريم فإن الفكرة فقط موجود في نفوس المسلمين، وتجول في أذهان الكافرين ولكنها ليست كقوة دافعة للعمل.

وفي النهاية فان كانت الأمور نراها أسهل أو أصعب، فيجب علينا القيام بتبعاتها مها كانت صعبة، لأنها فريضة يجب القيام بها، فإن التأخِيرَ فِي تحقيقِ الأهدَافِ مَرَدُّهُ إلى أمُورٍ ليسَتْ مُتعلـِّـقـَة بالكـُـتلـَةِ وَهِذان الأمرَان هما:
• الأمَّةُ وَمَدَى استجَابـَتِهَا لِلدَّعوَةِ, وَاستِعدَادَهَا لِلتـَّـضحِيَةِ.
• تـَعـَلـُّـقُ النـَّصْرِ بـِسَبَبٍ وَاحِدٍ, وَهُوَ أنـَّهُ مِنَ اللهِ تعَالى.

اقرأ هذه لسيد قطب رحمه الله:
لماذا يبطئ النصر
"والنصر قد يبطئ على الذين ظلموا وأخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله، فيكون هذا الإبطاء لحكمة يريدها الله ، (1) قد يبطئ النصر لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعدُ نضجها، ولم يتم بعد تمامها، ولم تحشد بعد طاقاتها، ولم تتحفز كل خلية وتتجمع لتعرف أقصى المذخور فيها من قوى واستعدادات، فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكا لعدم قدرتها على حمايته طويلا. (2) وقد يبطئ النصر حتى تبذل الأمة آخر ما في طوقها من قوة، وآخر ما تملكه من رصيد، فلا تستبقي عزيزا ولا غاليا لا تبذله هينا رخيصا في سبيل الله. (3) وقد يبطئ النصر حتى تجرب الأمة آخر قواها، فتدرك أن هذه القوى وحدها بدون سند من الله لا تكفل النصر، إنما يتنزل النصر من عند الله عندما تبذل آخر ما في طوقها ثم تكل الأمر بعده لله. (4) وقد يبطئ النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله، وهي تعاني وتتألم وتبذل، ولا تجد لها سندا إلا الله، ولا متوجَّها إلا إليه وحده في الضراء، وهذه الصلة هي الضمانة الأولى لاستقامتها على النهج بعد النصر عندما يتأذن الله به، فلا تطغى ولا تنحرف عن الحق والعدل والخير الذي نصرها به الله. (5) وقد يبطئ النصر لأن الأمة المؤمنة لم تتجرد بعد في كفاحها وبذلها لله ولدعوته، فهي تقاتل لمغنم تحققه، أو تقاتل حمية لذاتها، أو تقاتل شجاعة أمام أعدائها، والله يريد أن يكون الجهاد له وحده وفي سبيله، بريئا من المشاعر التي تلابسه. (6) كما قد يبطئ النصر لأن في الشر الذي تكافحه الأمة المؤمنة بقية من خير، يريد الله أن يجرد الشر منها ليتمحض خالصا ويذهب وحده هالكا، لا تتلبس به ذرة من خير تذهب في الغمار. (7) وقد يبطئ النصر لأن الباطل الذي تحاربه الأمة المؤمنة لم ينكشف زيفه للناس تماما، فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له أنصارًا من المخدوعين فيه، لم يقتنعوا بعد بفساده وضرورة زواله، فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة، فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى يتكشف عاريًا للناس، ويذهب غير مأسوف عليه. (8) وقد يبطئ النصر لأن البيئة لا تصلح بعد لاستقبال الحق والخير والعدل الذي تمثله الأمة المؤمنة، فلو انتصرت حينئذ للقيت معارضة من البيئة لا يستقر لها معها قرار، فيظل الصراع قائما حتى تتهيأ النفوس من حوله لاستقبال الحق الظافر ولاستبقائه.
من أجل هذا كله، ومن أجل غيره مما يعلمه الله قد يبطئ النصر، فتتضاعف التضحيات، وتتضاعف الآلام، مع دفاع الله عن الذين آمنوا حتى يتحقق لهم النصر في النهاية"

لذلك وجب استمرار العمل للخلافة ونحن مطمئنين أننا نسير على الطريق الصحيح، ويجب علينا دائما ونحن نعمل للخلافة أنْ ندِيم الصِّـلـَة باللهِ ونكثر من الطاعات، وَأنْ ندِيم التـَّـنقـِيبَ فِيمَا عندنا مِنْ أفكـَار وَآرَاءَ وَأحكـَام ؛ لِتكونَ خـَالِية مِنْ كـُـلِّ شـَائِبَة، ويجب مراجعة مدى الالتزَامِ بالطريقة، وعلينا الحرص على دوام الاختلاط بالأمة فهي موضع التغيير ولا يأس ولا قنوط، وَأنْ تكونَ أعمَالنا فِي مُستـَوَى الأحدَاثِ، وان نحرص على الاقتداء بالصحابة والصالحين حتى نستحق نصر الله.

أسأل الله تعالى أن يكون هذا البحث نافعا لكل من قرأه، وإني أسأل الله أن يكون خالصا لوجهه الكريم، ومن وجد فيه شيئا أو نصحا فلا يبخل بالنصح لي، والله هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()

انتهى الموضوع.
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Aug 9 2015, 08:10 PM
مشاركة #11


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



الرابط على الفيس بوك

https://www.facebook.com/1448881475417089/p...e=1&fref=nf
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Oct 21 2015, 12:57 PM
مشاركة #12


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



إقتباس(الخلافة خلاصنا @ Aug 9 2015, 08:10 PM) *



الرابط السابق تم تعطيله من قبل ادارة الفيس بوك وهذا الرابط الجديد:

https://www.facebook.com/145478009128046/ph...6218936/?type=3
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Oct 21 2015, 03:28 PM
مشاركة #13


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35



جزاكم الله خيرا وأثابكم على ما تنشرون من مواضيع قيمة.
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Oct 21 2015, 04:14 PM
مشاركة #14


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



إقتباس(ام حنين @ Oct 21 2015, 03:28 PM) *
جزاكم الله خيرا وأثابكم على ما تنشرون من مواضيع قيمة.



وجزيتم خيرا على جهدكم في خدمة الدعوة وعلى بيانكم لألاعيب الإعلام في خدمة الكفر وبيان كيده للدعوة وأهلها.
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Dec 8 2015, 07:38 PM
مشاركة #15


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



۰•● الجهاد من الفتوى إلى الواقع.ج١ ●•۰

● انطلقت دعوة الإسلام في مكة فانبرى لها كفار قريش بالتكذيب والتجويع والتعذيب والقتل.
● تحركت دوافع فطرية في المؤمنين لأن يدافعوا عن أنفسهم، فاستأذنوا نبيهم بقتال الكفار والدفاع عن دمائهم، فلم يأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

● قامت دولة الإسلام في المدينة بهجرة رسول الله إليها، ثم وقع لقاء لسرية ابن جحش مع الكفار فقتل المسلمون ابن الحضرمي وغنموا ما معه وعادوا إلى المدينة فأنكر عليهم رسول الله قائلا لم نؤمر بقتال بعد.

● بعدها نزل الإذن بالقتال، قال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}

● ثم تتابع نزول آيات الجهاد والقتال لتبين المعنى الشرعي للجهاد وأنواعه وأهدافه وشروطه، وأي القتال هو جهاد بالمعنى الشرعي، وأي القتال هو قتال مشروع ولكنه ليس جهادا.

● وبعد استعراضنا للنصوص الشرعية من الكتاب والسنة نجد :

▶ أن الجهاد شرعا هو قتال الكفار مباشرة أو بمال أو برأي أو تكثير سواد لإعلاء كلمة الله.

▶ وأن الجهاد نوعان جهاد طلب للعدو في بلاده وهو جهاد المبادئة في القتال، جهاد الفتوحات لنشر الإسلام، وجهاد دفع لرد العدو الصائل على بلاد المسلمين.

● هنا ترد أسئلة:

▶ هل الجهاد في مرحلة التمكين أم في مرحلة الاستضعاف قبل إقامة الدولة؟

▶ هل الجهاد لإقامة الدولة ام لبسط سلطانها؟

▶ ما المفهوم الشرعي لنشر الإسلام؟

▶ ما هي أدلة جهاد الطلب؟

▶هل إذا فصل الجهاد عن غايته يكون جهادا أم يكون قتالا جائزا ولكنه ليس جهادا؟

▶هل الجهاد موكول للخليفة وبإذنه؟

▶هل وجود الخليفة شرط لجهاد الطلب؟

▶هل كل قتال جهاد كقتال المرتدين والبغاة والحكام لتقويم اعوجاجهم والدفاع عن حرمات الفرد والمجتمع؟

▶هل واقع أبي جندل وأبي بصير الذي قال فيه رسول الله ويحه مسعر حرب لو يجد معه رجال، كواقع الكتائب على أرض الشام؟

▶ هل قتال أبي بصير وأبي جندل ومن لحق بهما جهاد؟

▶ هل الفتاوى التي تحدثت عن جهاد الدفع للعدو الصائل على بلاد المسلمين تنطبق على حمل السلاح ابتداء لمقاتلة حكام بلاد المسلمين لإقامة الدولة الإسلامية؟

▶ هل القتال بدون إذن الإمام بالغارة على بلاد الكفار لنغنم منهم بوجود الإمام ينطبق على قتالنا الآن؟

▶ هل يحق للمقاتلين الذين خرجوا لقتال الكفار بدون إذن الإمام ووجوده أن يفاوضوا ويبرموا اتفاقيات؟

▶ هل إذا أبرموا اتفاقيات تكون ملزمة لمن خلفهم ولمن خالفهم في الاجتهاد؟

▶ إن كانت اتفاقياتهم ملزمة كيف يلزمون بها غيرهم؟

▶ وإن كانت غير ملزمة فما معنى الاتفاق وما صفة من وقعه؟

▶ إن إجابة داعي الإمام للجهاد واجبة وملزمة للمسلمين، فهل هو كذلك مع أمراء الكتائب؟

▶ وإن كانت ملزمة فمع أي أمير من أمراء الكتائب؟

▶ وإن كانت غير ملزمة فكيف يكون جهادا وأمر الأمير غير ملزم؟

▶هل فتوى الجهاد لجماعة تغير على دار الحرب تنطبق على جماعة من دار الحرب تعلن الحرب على دولتها؟

▶ الجهاد مسألة شرعية لها طريقة عملية شرعية لتنفيذها فما هي الطريقة الشرعية التي ينفذ بها الجهاد؟
وهناك اسئلة أخرى كثيرة تحتاج إلى إجابات عليها.

● إن مسائل الجهاد المستجدة في زماننا هذا لا تنطبق عليها كثير من الفتاوى السابقة، ويترتب عليها مشكلات عديدة ومخالفات شرعية، تحتم إعادة دراستها من جديد، وتتطلب بلورة للأفكار وتحديدا دقيقا للواقع وحيثياته، ثم اجتهادا صحيحا ينزل فيه الحكم على واقعه.

=============================================================================

۰•● الجهاد من الفتوى إلى الواقع. ج٢ ●•۰

● لقد حرص أهل العلم عند صياغة تعريف فقهي أن يكون التعريف جامعا مانعا، لأنه هو الأساس الذي يحدد جميع المسائل التي يشملها التعريف، وكذلك يمنع دخول أي مسألة في التعريف ليست من جنسه، وبذلك يكون التعريف جامعا مانعا.

● إن التعريف الجامع المانع للجهاد هو:
(( قتال الكفار مباشرة أو بمال أو برأي أو بتكثير سواد لإعلاء كلمة الله )).

● أدلة الجهاد من الكتاب، قال تعالى:

¤ {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}، وهذا طلب لقتال الكفار عامة بدليل قطعي.

¤ {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}، وهذا طلب لقتال أهل الكتاب حتى يخضعوا لسلطان الإسلام ويدفعوا الجزية.

¤ {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} وهذا أيضا دليل قطعي على فرضية الجهاد كفرضية الصلاة وفرضية الصيام.

¤ {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}، أي حتى يكون الخضوع التام لله وحده ولا يكون ذلك إلا بإزالة سلطان الكفر بالجهاد.

¤ {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}، وظهور الإسلام على الأديان كلها لا يكون إلا بظهور سلطانه بالجهاد.

¤ {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} وهذا يقتضي حمل الإسلام عقيدة وتشريعا إلى الناس جميعا فكان انطلاق الجهاد ليشمل كل البلاد وكل الأقوام، وهذا هو جهاد الطلب.

¤ {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}

وهناك عشرات الآيات القرآنية في فرضية الجهاد ومنزلته وفضل المجاهدين.

● أدلة الجهاد من السنة:

¤ إن مغازيه صلى الله عليه وسلم والمعارك التي قادها بنفسه أو أمّرعليها أحدا من أصحابه كبيرة مستفيضة ونقلت إلينا متواترة منها ما كان جهاد طلب للكفار في ديارهم ومنها ما كان جهاد دفع للعدو.

قال صلى الله عليه وسلم:
¤ (الجهاد ماض مع البر والفاجر)
¤ (الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به)
¤ (ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا)
¤ (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد)
¤ (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا)
هذه الأحاديث وغيرها كثير في باب الجهاد تدلل على فرضيته واستمراره وعقوبة تركه.

● أدلة الجهاد من الإجماع :

¤ لقد أجمع الصحابة والخلفاء على فرضية الجهاد وأنه ذروة سنام الإسلام فأرسلوا الجيوش إلى الآفاق مجاهدة في سبيل الله لنشر الإسلام، فكان هذا الانتشار العظيم للإسلام، ولقد استمرت الفتوحات إلى عهد العثمانيين ولم تنقطع حتى ألغيت الخلافة على يد خونة العرب والترك.

•● خلاصة القول:
إن الجهاد فرض عظيم بشقّية جهاد الطلب وجهاد الدفع وهو مما يُعلم من الدين بالضرورة وثبت بالأدلة القطعية من الكتاب والسنة والإجماع ومن أنكره فقد كفر.

● إن تخصيص الجهاد في جهاد الدفع هو تخصيص للعموم من غير مخصص وهو من إيحاء الدول الاستعمارية.

● الا أنه يجب أن يعلم بأن ليس كل قتال مشروع هو جهاد!
¤ فأي القتال ينطبق عليه تعريف الجهاد؟
¤ ما هو ارتباط الجهاد بالدولة؟
¤ وما هو ارتباط الجهاد بالحاكم البر أو الفاجر؟
هذا ما سنحاول دراسته في لقاء قادم بإذن الله.


الشيخ سعيد رضوان
Go to the top of the page
 
+Quote Post
ام عاصم
المشاركة Dec 9 2015, 02:06 PM
مشاركة #16


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,094
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 27



بارك الله بالكاتب والناقل
وجزاكما الله خيراً .
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Dec 10 2015, 05:10 PM
مشاركة #17


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314




●■ الجهاد من الفتوى إلى الواقع. ج٣ ■●

■ استكمالا لما بحثناه في الكلمة السابقة نأتي على موضوع علاقة الجهاد بالدولة، ولتوضيح المسألة نذكر بما يلي:-
● إن البحث هو في الجهاد بالمعنى الاصطلاحي الشرعي وليس في غيره، فكما أن هناك صدقة بمعنى الزكاة الاصطلاحي وصدقة ليست زكاة، وكذلك صلاة بالمعنى الاصطلاحي وصلاة ليست بالمعنى الاصطلاحي، كذلك فإن هناك قتال هو جهاد بالمعنى الاصطلاحي [قتال الكفار لإعلاء كلمة الله]، وهناك قتال مشروع ولكنه ليس جهادا كقتال البغاة وقتال الأفراد دون العرض والنفس والمال.
● إن البحث في علاقة الجهاد بالدولة الاسلامية في حالة عدم وجودها كما هو واقعنا، وفي حالة وجودها عند اقامتها قريبا بإذن الله، وكذلك في حالة الدول الحالية التي تحكم دساتير الكفر وتعيش وضع الاستقرار، والدول التي جرت شعوبها الذين خرجوا سلميا مطالبين بحق غصب وبرفع ظلم وقع فجرتهم دولتهم للعسكرة والقتال واستعانت بالكفار عليهم، فكل واحدة من هذه الدول لها أحكامها الخاصة بها ولا يجوز خلط المسائل بعضها ببعض.
● إن لكل مبدأ طريقته في تنفيذه في أرض الواقع، كما ولكل فكرة طريقة عملية لتنفيذها فالزنا حرام والسرقة حرام والصلاة فرض والحج فرض ولكل فكرة طريقتها العملية الشرعية، فما هي الطريقة الشرعية لتنفيذ الجهاد بالمعنى الشرعي؟ وما هي محاذير مخالفة الطريقة؟ وما الذي يجوز للمقاتلين فعله وما لا يجوز لهم فعله؟
● وما هو توصيف القتال إذا فصل عن هدف إعلاء كلمة الله؟ هل ينطبق عليه وصف الجهاد بالمعنى الشرعي؟ ومتى يكون قتالا مشروعا ومتى يكون قتالا محرما مردودا على صاحبه؟ وهل هو قتال لإرغام الدول على الجلوس على طاولة المفاوضات أم لإسقاطها وإقامة دولة الإسلام على أنقاضها؟
■ هذه المسائل هي التي ستكون محل البحث، فكونوا معنا وإلى لقاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ سعيد رضوان
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Dec 11 2015, 05:36 PM
مشاركة #18


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



•● الجهاد من الفتوى إلى الواقع.ج٤ ●•


◆ بالعودة إلى تعريف الجهاد (قتال كفار لإعلاء كلمة الله) فنجده غير متصور إلا في إحدى حالتين:
الأولى: قتال كفار لإقامة سلطان إسلامي غير موجود كما هو حال مكة عند انطلاقة الدعوة فيها فلم يكن حينها هناك دولة إسلامية.
الثانية: قتال الكفار لبسط سلطان الإسلام كما هو حال جيوش الفتح عند انطلاقها من مركز الدولة الإسلامية في المدينة المنورة ففتحوا البلاد وبسطوا سلطان اﻹسلام عليها.
◆ بالعودة إلى مكة نجد أن رسول الله قد نهى عن قتال كفار قريش، عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة فشكونا إليه فقلنا أﻻ تستنصر لنا؟ ألا تدعوا لنا؟ فجلس محمرا وجهه فقال (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض ثم يؤتى بالمنشار فيجعل على رأسه فيجعل فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دين الله)، فقد نهاهم عن القتال في مكة وأمرهم بالصبر والثبات، فقال مخاطبا آل ياسر (صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة).
◆ عند هجرته صلى الله عليه وسلم نزل عليه اﻹذن بالقتال، قال تعالى: { إِنَّ اللَّـهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴿٣٨﴾ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴿٣٩﴾ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـه}، ويفهم من اﻵية الكريمة معنيين:
اﻷول: شرعية قتال الكفار بعد الهجرة أي في وجود الدولة وتحت لواء اﻷمير العام.
الثاني: حرمة القتال قبل نزول اﻵية، لأن اﻹذن ﻻ يكون إﻻ بعد المنع فلو كان القتال مباحا لما احتاج إلى إذن.
◆ إﻻ أن بيعة العقبة الثانية التي سميت ببيعة الحرب ورد فيها ما يفهم منه قتال اﻷحمر واﻷسود من الناس وكل من يعارض إقامة الدولة، وعليه يجوز للمسلمين قتال الكفار لإقامة الدولة.
◆ والتوفيق بين اﻷمرين النهي عن القتال في هذه المرحلة مرحلة ما قبل الدولة وتحريمه، وبين المبايعة على قتال الكفار لإقامتها، يكون على النحو التالي:
○ إن استخدام العمل العسكري المسلح ليس من الطريقة الشرعية ﻹقامة الدولة اﻹسلامية.
○ إن حمل السلاح في المرحلة المكية محرم وتظهر خطورته عند دراسة واقع العمل العسكري في ظل اﻷنظمة القائمة.
○ إن الدولة ﻻ تقام بغير قوة والطريقة الشرعية لتحصيل القوة اللازمة عن طريق طلب النصرة من أهل البلاد التي يراد إقامة الدولة فيها حصرا.
○ يجب أن تكون قوة أهل النصرة قادرة على إسقاط النظام واستلام الحكم وإعلان الدولة وحمايتها، كل ذلك بغلبة ظن العاملين وبالرسم الدقيق لخطة استلام الحكم خطة اللحظة الحاسمة، وبهذا نتجنب الحرب اﻷهلية التي تجر الويلات على البلاد والعباد، فتحقن الدماء وتصان الأعراض ولا تدمر البلاد.
○ يحرم استخدام القوة بإنشاء كتائب مقاتلة تخوض حربا أهلية طويلة اﻷمد ساحتها المدن فتسفك فيها الدماء في الشوارع والأسواق والمدارس والمساجد والمستشفيات وعلى رؤوس الأطفال والشيوخ والنساء.
○ ﻻ يجوز أن تكون الحرب ﻹرغام الحاكم على الجلوس على طاولة المفاوضات، فالذين حملوا السلاح ونذروا أنفسهم لإقامة شرع الله في هذه المرحلة مرحلة غياب الدولة لا يملكون إلا دعوتهم وليس لهم خيار إلا خيار النصر بإسقاط النظام وإقامة الدولة أو الشهادة، وغير ذلك تنازل وإفساد للأعمال وتضييع للتضحيات.
◆ حتى ﻻ ينصرف الذهن إلى خارج الموضوع نعود ونذكر أن ما ذكرناه هو في حالة عدم وجود الدولة الإسلامية ويراد إيجادها ابتداء، وفي حالة الدول التي تعيش الاستقرار كالسعودية وتركيا وغيرهما، وليس البحث في دولة حاكمها فرض العسكرة على الناس الذين خرجوا سلميا مطالبين بحق أو برفع ظلم، فقتل ونكل وهتك الأعراض واستباح الحرمات كما هو الحال في أرض الشام.
◆ أما مخالفة الطريقة الشرعية في إقامة الدولة بحمل السلاح في بلد مستقر كالأنظمة القائمة في بلادنا ومتطلبات ذلك وتداعياته على المقاتلين وعلى الإسلام، فهذا نتركه إلى كلمة أخرى.
فإلى لقاء قريب إن شاء الله.

الشيخ سعيد رضوان
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Dec 14 2015, 08:34 PM
مشاركة #19


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



※● الجهاد من الفتوى إلى الواقع. ج٥ ●※


● إن الدولة لا تقام بغير قوة، ولتحصيل القوة طريقة شرعية لا يجوز مخالفتها، ومخالفة الطريقة الشرعية يترتب عليها أمور خطيرة.
● إن تحصيل القوة لإقامة الدولة لا يكون إلا من أحد طريقين:
※ الأول: الاستعانة بقوة من خارج البلاد التي يراد إقامة الدولة فيها لإسقاط النظام وإقامة الدولة، وهذا الطريق هو طريق محرم، وهو طريق الهلاك وهو الانتحار السياسي، وأذكر بلفتة كريمة في آيات الجهاد كلها، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}، ذكر الجهاد بالمال والنفس مضافا إلى الضمير العائد على المجاهدين لتكون القوة ذاتية وليست خارجية، وقدم المال على النفس ومضافا للضمير العائد على المجاهدين أنفسهم ليكون الجهاد بمالهم وليس بأموال السعودية وغيرها، لما للمال الخارجي من أثر في إفساد الجهاد وفي تضييع تضحيات المسلمين.
※ الثاني: القوة الداخلية من أهل البلاد التي ستقام فيها الدولة، وهذه القوة نوعان:
¤ ١. قوة مكتسبة يجري كسبها بطلب النصرة من أهل القوة والمنعة كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا ما قامت عليه الأدلة الشرعية.
¤ ٢. قوة صناعية بحيث يقوم الناس بتشكيل جماعات مقاتلة من أهل البلاد المدنيين ويقومون بتسليحها وتدريبها ثم يخوضون حربا أهلية مع النظام لإسقاطه وإقامة الدولة، وهذا العمل يواجه إشكالات عديدة منها:
١. إن هذا العمل محارب بشدة من كل الأنظمة وسيطارد في كل مكان، وسيفرض ذلك التخفي في شعاب الجبال حيث تضعف قبضة النظام، ومن هناك تدار المعارك التي ستطال المدنيين حتما.
٢. هذا العمل يتطلب تمويلا غير ذاتي فمن خرج من المدن وانقطع عن أسباب الرزق، يحتاج مالا وإنفاقا ضخما ، فهو ليس مجرد انفاق فردي على خلايا لا يتجاوز أفرادها عدد أصابع اليد فعمل الخلايا لا يسقط أنظمة وإنما هي حرب جيوش تخوض حربا لا يعلم لها نهاية، وهذا الإنفاق لا قبل لعامة الناس به ولا لكثير من الدول، وسيؤول حتما إلى العمالة فالحروب تدمر ميزانيات دول كبيرة، والذي هرب من النظام أو خرج من سجنه ولا يملك لقمة الخبز، كيف يتسنى له بناء جيش وتسليحه؟ فإن مرحلة التأسيس تكشف حقيقة التنظيم.
٣. تأمين مصادر السلاح ومنه السلاح النوعي الذي يمكن من مواجهة الأسلحة المتطورة ويمكن من إسقاط النظام، وهذا يجعل قرار الجماعة مرهونا بإرادة الداعمين وتحت رحمة مشاريعهم فيتحول جهادهم إلى حرب لخدمة المخططات الدولية، وينتهي بالجلوس على طاولة المفاوضات.
٤. إشكالية الجمع بين العمل العسكري الذي يتطلب السريّة والعمل العلني في الحاضنة الشعبية الذي لا نجاح بدونه.
٥. سيكون ميدان الحرب المدن والقرى والأسواق، وسيسفك الدم الحرام وستدمر البلاد وتهتك الأعراض.
٦. ستخترق ساحات القتال بجماعات عميلة ويضيع المخلصون والعامة بين مخلص وعميل وبين ملثم وملثم.
٧. سترتكب الجرائم الوحشية والأعمال الشيطانية، القاتل يقتل وهو يقول الله أكبر والمقتول يقتل وهو يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
٨. ستختل الرعاية وتعم الفوضى الأمنية والتشريعية ويشرد الناس ويخترق العمل من قبل الاستخبارات الدولية، فترتكب الجرائم وتنسب للإسلام وأهله.
● إن إنشاء جماعات مقاتلة في البلاد المستقرة فيه مخالفات شرعية كثيرة، ومن خالف طريقة الإسلام لن يقيم دولة الإسلام ولا ينطبق على فعله وصف الجهاد، ولقد رأينا كيف ينتهي الجهاد بسلطة عميلة ودولة مدنية كما يريدها الكافر.
● أما في البلاد التي تعيش عدم الاستقرار ودفع الناس فيها دفعا للعسكرة كما هو حال أهلنا في سوريا فهي تسير في نفس الطريق والنهاية المشؤومة إلا إذا تداركت هذه الكتائب نفسها وقامت على الفور بما يلي:
※ قطع كل علاقاتها بدول الكفر والدول الإقليمية العميلة، ونبذت المال السياسي القذر.
※ قطع كل المفاوضات على مستقبل البلاد وإيقاف الهدن والانسحابات، فكل هذه المفاوضات غير جائزة وغير ملزمة للمسلمين وهي خيانة عظمى.
※ توحيد صفوف المقاتلين على مشروع الإسلام لتكون قوتهم قوة الإسلام لا قوة فصائلية.
فإن لم يفعلوا فليكفوا عن التمسح الكاذب بالجهاد وليرحموا الضعفة مما يرتكب فيهم من جرائم، فإن أول خلق الله تسعر بهم النار هم الذين يقاتلون ليقال عنهم، فكيف إن كان أعظم، وإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم.
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Dec 15 2015, 06:01 PM
مشاركة #20


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



◆● الجهاد من الفتوى إلى الواقع.ج٦ ●◆
★ اﻹمارة والجهاد ★
● منع المسلمون من القتال في مكة وأذن لهم بعد الهجرة ونزلت أحكام الجهاد في المدينة بعد أن أصبح للمسلمين دولة وسلطان، فما علاقة الإمارة بالجهاد؟
● لقد ذم الله وعنف المتخلفين عن الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينفروا باستنفاره لهم.
● قال رسول الله (اﻹمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به).
● لقد تواتر عن رسول الله بأنه كان يقود الجيوش بنفسه أو بتأمير أمير للجيش وألزم الجيش بطاعته، فلم تقع غزوة بلا أمير يقود الجيوش ويقطف ثمرة الجهاد فيبسط سلطان الإسلام ويخضع الناس لشرع الله.
● لقد توفي رسول الله وجيش أسامة يتهيأ للسير لملاقاة الروم، وكان مما أكد عليه رسول الله هو إنفاذ بعثة أسامة، ولكن المسلمين انشغلوا بتنصيب خليفتهم، وبعد أن تم لهم ذلك خرج خليفتهم وأمر بتسيير الجيش إلى غايته، بعد خلاف بين المسلمين على إنفاذ البعثة، ولولا وجود الخليفة الذي أمره يرفع الخلاف لانعكس ذلك على الجهاد سلبا.
● اﻷمراء اثنان أمير خاص كأمير الحزب وأمير الجماعة المقاتلة، وأمير عام هو الحاكم، والجهاد فرض والاستجابة لاستنفار الأمير للجهاد فرض يأثم كل من تخلف عن نداء الأمير.
● الجهاد فرض مطلق، ولا يعني ذلك بأن الجهاد يتعطل بغياب الخليفة، كما لا يعني بأنه من غير أمير لا برا ولا فاجرا، قال صلى الله عليه وسلم الجهاد واجب عليكم مع كل أمير برا كان أو فاجرا.
● في حال تعدد الكتائب المقاتلة وتعدد اﻷمراء
* مع أي أمير من اﻷمراء يجب الاستنفار؟
* أي الأمراء يحق له إعلان النفير العام ويلزم جميع المسلمين بالسير معه؟
● عند تدبر نصوص الجهاد ووقائع الجهاد نجد أن اﻷمير العام ومن يؤمره اﻷمير العام هو الذي يجب على المسلمين الجهاد معه، أما سائر اﻷمراء فالسير مع أحدهم غير ملزم، فإمارة قادة الكتائب غير ملزمة إلا لمن أمره.
● اﻷمير العام صاحب السلطان له إعلان الحرب وله أن يفاوض عن اﻷمة ويبرم اﻻتفاقيات، وله إلزام من خالفه في الرأي وله إلزام عامة الناس برأيه ما لم يأمر بمعصية.
● أمراء الكتائب ليس لهم أن يفاوضوا عن اﻷمة وليس لهم إبرام اﻹتفاقيات وليس لهم إلزام من خالفهم في الرأي وليس لهم الدخول في صراع مع مخالفيهم لإلزامهم.
● عندما اجتاح المغول بلاد المسلمين وقتلوا الخليفة أدرك مماليك مصر وسلطانهم بأنه لن يكون نداؤهم للجهاد ملزما إذا أعلنوا النفير العام بدون خليفة، ولا يحق لهم التصرف في المال العام ولا يحق لهم أخذ أموال الناس لتمويل الجهاد ، فبايعوا خليفتهم وأعلنوا النفير العام وجمعوا الأموال وجهزوا الجيش وساروا إلى عين جالوت فنصرهم الله، وإنك لتعجب من إدراك المماليك لذلك وعدم إدراك أحرارنا أصحاب اللسان العربي.
* فكيف يستقيم جهاد بلا أمير عام؟؟؟
* وكيف يكون جهادا بلا أمير عام؟
* كيف يكون جهادا مع أمير إمارته غير ملزمة للمسلمين؟
★ يجب أن يدرك المسلمون جميعا بأن اسقاط النظام بالاطاحة برأسه وتنصيب خليفة هو من أوجب الواجبات وعلى رأس اﻷولويات الشرعية، وبغير ذلك يفسد الجهاد وتهدر التضحيات فالإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به.
Go to the top of the page
 
+Quote Post

2 الصفحات V   1 2 >
Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 28th March 2024 - 05:51 PM