منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> ثقافة التسطيح بين التآمر والسذاجة
أم المعتصم
المشاركة Feb 25 2019, 05:18 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238



بسم الله الرحمن الرحيم


ثقافة التسطيح بين التآمر والسذاجة


قد نفهم ثقافة التسطيح بشكل مبسط على أنها ذاك الاهتمام بالقشور في الموضوعات والقضايا الكبيرة، أو النظر إلى الأمور بنظرة سطحية وترك اللب أو الغوص في الأعماق، وهذه ثقافة يقوم عليها كثيرون ويؤكدون عليها ويحرصون أشد الحرص على تعزيزها؛ إما لأنهم متآمرون على الشعوب بغية صرف الأنظار عن جوهر القضايا وغاياتها، أو لكِبْر تَملّكهم فأعماهم عن الحق أو لجهل منهم أو لشعورهم بالعجز والضعف أمام أهوائهم ورغباتهم.

لقد راجت هذه الثقافة قديماً وانتشرت في مجتمعات القمع والإرهاب أو التصفيق والتطبيل، قام على نشرها والتأكيد عليها زعماء وحكام وجبابرة البشر، وأرادوا من نشر ثقافة التسطيح تلك، تغييب الوعي العام عن عظائم الأمور والقضايا المهمة.

إن أصحاب ثقافة التسطيح عندما يقومون بتسليط الأضواء على سفاسف الأمور خاصة إذا كان بعمد وتقصد، هم بذلك يخدمون أجندة التصفيق للباطل وخدمة المؤامرات وتمرير الخداع على الناس، فيظهرون بين الناس بصورة الحريص على المجتمع أو أنهم يملكون الحقيقة دون غيرهم أو أنهم يتقمصون دور المفكرين البارزين، الأمر الذي يضر بالحقيقة ويعمل على تشتيت التركيز على موطن المشكلة الأساسية، فيكونون بذلك عناصر هدم لا بناء.

إن حال من يقومون على هذه الثقافة التسطيحية سواء بقصد أو بغير قصد - وكلاهما طامة -، يلحقون الضرر البليغ بالناس، وهم في أحسن أحوالهم كحال النعامة في مثلها الشائع، حيث تدس النعامة رأسها في التراب عندما تستشعر الأخطار قادمة، لكن لسوء تقديرها في كيفية تجنب تلك الأخطار وتفاديها، تترك جسدها مكشوفا وهدفا لكل من أراد افتراسها أو اقتناصها هي وما تبعها من العجماوات.

أو قل إن حالهم في تزييفهم للحق وعجزهم عن مواجهة أهل الباطل والتزلف لهم وتشتيت أنظار المجتمع عن مكمن الخطورة، كمثل حال من ورد ذكره في المثل الشعبي السائد، حيث ذلك الرجل الذي يريد أن يثبت لنفسه وللناس ولقادته أنه البطل المغوار القادر على صد الأخطار ويظهر بمظهر المخلّص فيزبد ويرعد ويهدد، وإذا به في الأخير يتجه نحو برذعة الحمار الملقاة على الأرض فيمتطيها ويترك الحمار ويُخيّل إلى نفسه أنه أصبح فارس القبيلة الذائد عن عرضها!

إن هؤلاء في الفتك بالناس والمجتمع، ورؤوس الظلم والمكر والتآمر سواء، ولا يقلون عنهم خطورة.

إن سبيل الخروج من هذه الثقافة السائدة وإنقاذ الناس من مروجيها، لا يكون إلا بحثّ الناس على اتخاذ النظرة الواعية والعميقة سجيةً في قراءة الأحداث والوقوف على دقائقها وخفاياها، والتمرس على إدامة التفكير بعمق لمعرفة من يقف وراء الأحداث خلف الستار، والتفكير في أهداف الأحداث بعد سبر أغوار الأحداث نفسها وملابساتها.

فقد روي عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما أن النبي e قال: «إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ مَعاليَ الأُمورِ، وأَشرافَها، ويَكرَهُ سَفْسافَها». رواه الطبراني في الكبير

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد العزيز محمد


Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 25th April 2024 - 01:45 AM