منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> إدارة الأزمة أم معالجتها؟ أمريكا والعالم والغربي
أم المعتصم
المشاركة Jun 14 2020, 09:17 AM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238





لقد كشفت الأزمة الأخيرة في أمريكا أن العالم الغربي لا يصلح لعلاج المشاكل ولا حتى لتسكينها تسكيناً طويلا، فكلما حدث حدثٌ أو ظهرت جائحة طفت إلى السطح المشاكل الأصلية التي يعاني منها المجتمع الغربي وأمريكا خصوصاً. وما أزمتا كورونا ومقتل المواطن الأسود في أمريكا إلا غيض من فيض ونقطة من بحر للتدليل على صحة ذلك. فقد كشفت هاتان الأزمتان عمق وتأصل العنصرية بين البيض والسود في أمريكا إلى الآن.

والسؤال هو: لماذا لم تستطع أمريكا وهي الدولة الأولى في العالم وقائدة العالم الرأسمالي من حل مشكلة العنصرية من جذورها؟ ألا يضمن الدستور الأمريكي قوانين لمعالجة قضية العنصرية؟ ألا تكفي كل هذه العقود من قيادة العالم لحل مشكلة داخلية كتلك؟ وهل الأمر في أمريكا مختلف عن باقي دول الغرب الرأسمالي؟ كيف عالج الإسلام هذه الأزمة التي كانت متأصلة في الجزيرة العربية خصوصا؟ هل بقي لها آثار منذ ذلك الحين؟ ما الفرق بين معالجة الرسول ﷺ للأزمة ومعالجة الرأسماليين لها؟

نعم إن الدستور الأمريكي والدساتير الغربية تقر بضرورة التساوي في الحقوق بين البيض والسود إلا أن الحياة الحقيقية والفعلية تنطق بغير ذلك، وهذا ما أكده وزير العدل الأمريكي في خطابه الخميس الرابع من حزيران/يونيو 2020 حين قال: (نعلم بأن السود لديهم شعور عام بعدم الرضا على النظام...).

والذي يعيش في الغرب من المهاجرين يعلم هذه الحقيقة تماما؛ فهناك قسمان من القوانين: الأول هو الذي يوجد في الدستور، وهناك القسم الآخر من القوانين الذي يعرف بالقوانين غير المكتوبة (أي قوانين العنصرية، تلك القوانين المتعارف عليها عند البيض في عنصريتهم ضد السود كما في أمريكا وتلك التي عند أهل البلاد الأصليين ضد الأجانب كما في أوروبا).

ولذلك فمع أن السود هم أمريكيون إلا أن النظام الأمريكي لم يستطع أن يكسب قلوبهم وأن يشعرهم بعدالته ولم يشعرهم يوما واحدا بأنهم سواسية مع البيض. وبذلك فإن ربحت أمريكا حرب العقول داخل دستورها إلا أنها قد خسرت معركة القلوب والتي هي الأساس، ولذا فمشكلة العنصرية مشكلة متجذرة ولذا فهي تطل برأسها دوما عند أي أزمة أو جائحة في أمريكا.

والمبدأ الرأسمالي هو مبدأ اختلاق الأزمات والتوتر في العالم وفي أمريكا نفسها وليس مبدأ حل المشاكل من جذورها. فدائما يكون الحديث عن إدارة الأزمة وليس حلها، ودائما ما يتم الحديث عن تداعيات المشكلة لا المشكلة نفسها، والسبب في ذلك هو أنهم يفقدون مفتاح حل مشكلة العنصرية. ولقد ذهب كل حديث المسؤولين الأمريكيين الآن - من الرئيس ترامب إلى وزير العدل - عن جماعات التخريب والسرقة الذين استغلوا واقعة قتل الشرطي الأبيض للرجل الأسود لأغراض ومنافع خاصة. ولكن ماذا بالنسبة للعنصرية المتأصلة في المجتمع؟ ما هو حلها؟ حقيقة ليس هناك أحد معني!
فوزير العدل حوّل المشكلة من عنصرية لشغب وإخلال بالنظام، مع أنه اعترف بوجود شعور عام بعدم العدالة عند السود. ولم يسأل وزير العدل نفسه حتى عن سبب سرقة المحلات، ولماذا يتفشى الفقر الشديد والبطالة في أوساط السود؟!

وأما الديمقراطيون فسيحاولون جعل المشكلة في ترامب وسيحولون القضية إلى تراشقات انتخابية؛ ويحاول ترامب ووزير العدل جعل المشكلة أمنية في وجود المخربين والذين يسرقون المحلات والذين يستغلون الأزمة الآن حسب زعمهم.

هكذا تتم إدارة الأزمات في العالم المتقدم! ولهذا تبقى المشكلة (العنصرية) وتعالج تداعياتها وعوارضها وتستمر مأساة العالم الغربي.

أما الإسلام فقد عالج مسألة العنصرية منذ أول يوم بزغ فيه نور الإسلام على وجه البسيطة، فقد قال رسول الله ﷺ قبل 1400 عام: «لَيْسَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ فَضْلٌ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ فَضْلٌ، وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَبْيَضَ وَلَا لِأَبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ فَضْلٌ إِلَّا بِالتَّقْوَى»، «النَّاسُ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ»، «أَعَصَبِيَّةٌ وَأَنَا بَيْنَ ظَهْرَانِيكُمْ»، «اسْمَعْ وَأَطِعْ وَلَوْ لِحَبَشِيٍّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ»، «سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ»، «مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ وَلَا تَكْنُوا»...

وعمر ينظر لأبي بكر وبلال فيقول: "سَيِّدُنَا وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا"...

فليتعلم الرأسماليون من دين الإسلام طريقة معالجة الأزمات والمشاكل، لا إدارتها وركوب موجتها.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور فرج ممدوح
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 28th March 2024 - 10:46 PM