نسخة قابلة للطباعة من الموضوع

إضغط هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

منتدى الناقد الإعلامي _ قضايا الإعلام _ أمريكا تسعى لفرض أجندة خطة ترامب للسلام رغم التحذيرات التضليلية والجوفاء لحكام التبعية

كاتب الموضوع: أم المعتصم May 22 2020, 07:00 PM

بيان صحفي
http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/jordan/68286.html



منذ أن اغتصب الأرض المباركة فلسطين يقوم كيان يهود أمام أنظار حكام المسلمين وأمام ما يسمى بالمجتمع الدولي، بكل أنواع الجرائم بحق أهلها من قتل واعتداءات وسجن وتعذيب وتشريد، بالإضافة إلى انتهاك حرمات المقدسات وعلى رأسها حرمة المسجد الأقصى المبارك الذي يفرض كيان يهود سيادته السياسية عليه، كما يقوم كيان يهود بزرع آلاف المستوطنات حتى لم يتبق من فلسطين سوى بضعة كنتونات يسكنها أهلها، أو أقل القليل الذي يستحيل معه حل الدولة أو حل الدولتين أو أي حل حسب ما يطلق عليه الشرعية الدولية والقانون الدولي الذي يطالب به ما يسمى بالمجتمع الدولي الكاذب أو الدول العربية التي وصل بها الحال إلى أرذل ما يكون من تطبيع وخيانة وترويج لهذا الكيان المسخ الذي أمدوه هم أنفسهم بأسباب الحياة والبقاء بالمعاهدات الخيانية والاتفاقيات العلنية والسرية، الاقتصادية والأمنية والسياسية، ثم تراهم يدينون حل الدولة وكأن حل الدولتين الذي ينادون به يعيد الحقوق ويقتص من يهود، وما حل الدولتين إلا لذر الرماد في عيون شعوبهم في ما تبقى لهم من حياء وخوف من حراكهم إن كان لديهم حياء أصلاً، وما هو إلا تنفيذ لدورهم الوظيفي الذي أناطته بهم أمريكا نظير بقائهم في الحكم، وعلى رأسه تنفيذ خطة ترامب لحل ما يسمى بقضية الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق جدت أمور تتعلق بتنفيذ خطة ترامب للسلام أو ما يسمى بصفقة القرن تبعتها تحركات وتصريحات في المنطقة على خلفية جائحة كورونا وذلك على النحو التالي:

أولاً: تم الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية في كيان يهود يرأسها بالتناوب كل من نتنياهو وبيني غانتس، بحيث يرأسها نتنياهو أولا لمدة 18 شهراً يكون فيها بيني غانتس رئيس الوزراء البديل وهو منصب مستحدث، وكان أبرز ما تم الاتفاق عليه عدم اعتراض الحكومة على خطة نتنياهو في الأول من تموز القادم، باقتراح لضم ما يزيد على 30% من أراضي الضفة الغربية وغور الأردن للسيادة اليهودية، وهو الأمر الذي يعارضه وبيني غانتس وإشكنازي مرشح وزارة الخارجية وكلاهما كان رئيساً لأركان الجيش سابقاً، وذلك لمخاطر أمنية وسياسية، حسب ادعاءاتهم.

ثانياً: على إثر ذلك قررت إدارة ترامب إرسال وزير خارجيتها بومبيو شخصياً وفي ظل محاذير جائحة كورونا للسفر، لزيارة كيان يهود والاجتماع مع كل من رأسي الحكومة وذلك قبل يومين من الموعد المقرر للتوقيع على تشكيلة الائتلاف الحكومي، مما يشير بوضوح لعلاقة الزيارة بقرار الضم المقترح لما له من آثار سلبية ليس من أهمها كما يشاع اعتراض بعض حكام المنطقة على تقويض حل الدولتين كما جاء تحديداً في تصريح ملك الأردن عبد الله الثاني لصحيفة دير شبيغل الألمانية، ولا حتى حشد الخارجية الأردنية باجتماع وزير خارجيتها بسفراء الدول الأوروبية ليمارس الاتحاد الأوروبي ضغوطه وتهديداته لكيان يهود في سياق الحفاظ على حل الدولتين، فالحكام العرب يسيرون بتنفيذ بنود خطة ترامب بحذافيرها على أرض الواقع كل حسب برنامجه التمويلي للمشاريع الواردة لكل بلد من بلدان المنطقة ومنها الأردن، والاتحاد الأوروبي منقسم على نفسه، ليكون ذا تأثير على الخطة الأمريكية.

ثالثاً: السبب الحقيقي من زيارة بومبيو هو ظاهرياً تأييد قرار الضم على اعتبار أنه قرار يخص كيان يهود حسب زعمه مع وقوف أمريكا إلى جانب يهود، ولكنه مشروط بالحوار مع السلطة الفلسطينية للترتيبات النهائية وبما يتفق مع الخرائط التفصيلية الواردة في خطة ترامب التي تسمح لنتنياهو بضم الأراضي وتحديد الأراضي التي يمكن للسلطة إقامة دولتها عليها، فقد قالت مورغان أورتاغوس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في 2020/5/15: "نعتقد أن لدينا اتفاقاً تاريخياً، حتى من الجانب (الإسرائيلي)، على التزام بدولةٍ فلسطينية إذا استوفوا الشروط المنصوص عليها في الخطة و(التي) سنواصل العمل على تحقيقها". (الغد الأردنية - عرب 48)، أما بومبيو فقد بدا أنه يشير بنفس الاتجاه، قائلاً لصحيفة "إسرائيل هايوم"، وهي صحيفة موالية لنتنياهو، "إن السيد نتنياهو والسيد غانتس يجب أن يجدوا الطريق إلى السلام سويا".

رابعاً: الراجح مما سبق أن زيارة بومبيو في ظل ظروف استثنائية ومستعجلة عقب تشكيل حكومة الائتلاف في كيان يهود هي للتأكيد على الالتزام ببنود خطة ترامب للسلام، وربط موافقة أمريكا على الضم بالاتفاق للحوار مع السلطة على دولة ما ليتأتى تنفيذ البرنامج الاقتصادي المتعلق بها، فقد جاء في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية (2020/5/13): أن بومبيو أدار الضوء الأخضر إلى ضوء أصفر أمام قرار الضم، بل إنه عمل على إعادة حق الفيتو لبيني غانتس في حكومة الوحدة الذي سلب منه في اتفاق الائتلاف حسب المحلل السياسي في الصحيفة. فالحذر والتخوف من المعارضين للضم يأتي من أن هذه الخطوة ستقتل أي فرصة لحل الدولتين للصراع الطويل الأمد وتسبب عنفاً يمكن أن يؤدي بسرعة إلى انهيار السلطة الفلسطينية، ولا يستبعد من جرائها هجرة جديدة لأهل فلسطين.

خامساً: أما بالنسبة للنظام في الأردن وما يتعلق بقرار الضم فهو يسير في حل الرؤية الأمريكية بمشاريعها الاقتصادية المنوطة بالأردن، وبدوره الوظيفي السياسي والاقتصادي المكلف به وبغض النظر عن حل الدولة أو الدولتين، وأشارت إلى ذلك المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية عقب حديث الملك مع الصحيفة الألمانية مورغان أورتاغوس أن "للولايات المتحدة علاقة وثيقة مع الأردن، الذي له دور خاصّ في الشرق الأوسط، وبخاصة في العلاقات مع (إسرائيل)". وأضافت: "إن اتفاق السلام مهم لنا جميعا، ونريد أن تكون العلاقة قوية بين (إسرائيل) والأردن، ليس فقط على المستوى الأمني، بل على المستوييْن؛ السياسيّ والاقتصاديّ كذلك"، وتابعت: "لقد سمعنا كلمات الملك الأردني عبد الله الثاني، لذلك نعتقد أنه من المفيد العودة إلى خطة الرئيس، دونالد ترامب، والتحدُّث عنها مع جميع الأطراف ذات الصلة"، وتعني بذلك الالتزام باتفاقية وادي عربة الخيانية مع يهود وتفريغ التهديد من محتواه والامتثال للدور المنوط رغم تخوف النظام من عدم التزام يهود ببند التفاوض مع السلطة لإقامة الدولة الفلسطينية.

سادساً: يتضح أن خطة ترامب تتحدث عن حكم ذاتي اقتصادي فلسطيني فيما تبقى من بقية من الأراضي الفلسطينية لا يرقى لإدارة محلية، يقوم فيه الأردن بدور الدولة الحاضنة لهذا الكيان الفلسطيني ومده بأسباب الحياة بحبل سري من المشاريع الاقتصادية كالموانئ البرية في معان والماضونة والعقبة والأغوار، وتطوير مطارات ماركا والعقبة والشونة، ومشاريع ناقل البحرين ومصفاة البترول في معان وشبكة الطرق للتبادل التجاري بين الضفة وقطاع غزة، ومشاريع السكك الحديدية الممتدة بين حيفا وإربد ومناطق السلطة الفلسطينية، وكلها واردة في بنود اتفاقية ترامب للأردن وفلسطين.

يا أهلنا في الأردن:

الحذر الحذر مما يكاد لكم في الخفاء؛ فأنتم شهدتم ربط هذا النظام لاقتصادكم مع كيان يهود، واتفاقية الغاز المنهوب خير دليل، ومحاولات ربط معيشتكم واقتصادكم مع هذا الكيان تجري على قدم وساق، فخذوا حذركم وأدركوا أمركم قبل أن تربطوا بحبال يهود فلا ينفع عندها الندم، وندعوكم للعمل الجاد المجد للأخذ على يد النظام ومحاسبته، ولا يغرنكم معسول الكلام، فالتاريخ والتجارب التي شهدتموها على تسليم الضفة الغربية بمسرحيات ليست عنكم ببعيدة.

إن كل المشاريع والحلول التي يضعها الكافر المستعمر الغربي وعلى رأسه أمريكا لن يكتب لها النجاح لأنها حلول غير شرعية، علاوة على أنه ليس لها أساس على أرض الواقع وهي تكرس التبعية والخضوع والذل لأهل المنطقة ولأهل فلسطين، ولا تعطي قطميرا من الحق لأهل فلسطين، وتحول بينهم وبين الحل الوحيد لقضية فلسطين، قضية المسلمين جميعا، وهو استئصال هذا الكيان المسخ من جذوره، فما السعي لهذه الحلول إلا نتيجة الخوف من حراك وانتفاضة عنيفة للأمة، تهز أركان أنظمة التبعية والاستخذاء، نتيجة تعنت يهود الأرعن وشعورهم الزائف بالقوة الوهمية التي تغذيها أمريكا لتحقيق مصالحها ويوهمهم بها حكام المسلمين وأوساطهم السياسية من تطبيع وتعظيم واتخاذهم أولياء رغم حقيقة أن هذا كله لا يتجاوز زمرة الحكام دون شعوبهم التي تتوق وتتطلع لإزالة هذا الكيان المسخ ومن سانده وأيده، بأيدي جنود دولة القوة والمنعة، دولة الجهاد وطاردة النفوذ الاستعماري من المنطقة، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تلوح بشائرها وهي قائمة قريبا بإذن الله تعالى.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾


المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن

Powered by Invision Power Board
© Invision Power Services