نسخة قابلة للطباعة من الموضوع

إضغط هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

منتدى الناقد الإعلامي _ مقالات وتحليلات _ ما وراء دعوة الحوثي للسلام مع السعودية

كاتب الموضوع: أم المعتصم Sep 28 2019, 02:00 PM

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/62876.html

جاءت عاصفة الحزم بقيادة السعودية لإنقاذ الحوثيين. الحوثيون وإيران وفصيل باعوم الجنوب والسعودية أذرع أمريكا، الصماد يدعو السعودية إلى حوار، الصراع في اليمن هو صراع أنجلو أمريكي، جمال بن عمر ينقل الحوثيين من صعدة إلى صنعاء وولد الشيخ يثبته في صنعاء، الأمم المتحدة تعترف بثورة الحوثي في بيانها ولا تعتبره طرفا إرهابيا أو انقلابيا، الأمم المتحدة تدعم الحوثيين عبر المعونات الإنسانية، تعزف بريطانيا على الحل العسكري وأمريكا على الحل السياسي، انقلاب المجلس الانتقالي جاء محاولة لتخليص الشرعية (عبد ربه) من قبضة السعودية ومن ورائها أمريكا، نعم تلك معلومات وغيرها من بنك المعلومات التي كان وما زال ينطق بها حزب التحرير موعياً الأمة على ما يدور فيها من أحداث، وهذه معلومات ينطق بها لسان حال واقعنا اليوم وما وراءه من تبعية الأدوات للغرب فقد بات حزب التحرير القائد للأمة والكاشف والفاضح لمشاريع الغرب وأدواته والنذير العريان لهذا الزمان الذي ما برح يقود الأمة بأفكار الإسلام.

وها هي تنكشف الوقائع على الأرض؛ ففي خطوة مفاجئة دعا رئيس المجلس السياسي للحوثيين مهدي المشاط أمس الجمعة إلى مبادرة أطلقتها جماعته يدعو فيها إلى سلام وحوار مع السعودية وأنه ينتظر الرد (الجزيرة 2019/9/20)، وقد دعا سابقا صالح الصماد الرئيس السابق للمجلس ذاته إلى المبادرة نفسها (قناة العالم) ولكن الظروف لم تكن ناضجة لذلك. والسؤال المطروح ماذا وراء الدعوة للحوار؟ وهل هذا هو من ثوابت الحركة؟ وما هو الرد المتوقع من السعودية؟

لقد كان من المعلوم سابقا أن أمريكا بأذرعها كانت تعزف على الحل السياسي وهذا كان واضحا من خلال الواقع وتصريحات المسؤولين الأمريكيين ولكن هذا لم يكن إلا بعد اختمار هذا الحل، فهي من صفات الوسط السياسي الإنجليزي (علي صالح والمؤتمر والإصلاح)، واستبدلت به الحوثي ورجاله، الوسط السياسي الأمريكي، واعترفت به دوليا كطرف من أطراف الصراع وأدخلته في الحوار في جنيف والكويت والسويد وغيرها. وما كان هذا كائنا لولا احتضانه من سيدته فهي من دعمته بالسلاح والفكر عبر إيران، ودوليا وماديا عبر الأمم المتحدة كمساعدات إنسانية، ومن السعودية عبر ضخ المليارات في البنك المركزي والذي أوقف من تضخم سعر الريال والذي حتما كان ارتفاع الأسعار بشكل جنوني بسبب ارتفاع سعر الدولار أمام الريال اليمني يؤدي إلى ثورة تطيح به. وقد اعترفت السعودية بالحوثي ودعته إلى الحوار وبأن يكون طرفا سياسيا، وجاءت بعاصفة الحزم لإضفاء صفة المظلومية عليه ومن ثم الوطنية في دفاعه عن البلد، ما كانت ماثلة قبل عاصفة الحزم، إذاً أصبحت الظروف ملائمة لإجراء حل سياسي من طرف أمريكا وأذنابها، ولم لا، وقد بات الحوثي ذراعها قابضا على اليمن من الشمال والسعودية تحاول في الجنوب، وبهذا تضمن أمريكا وجود حل سياسي وسلام من جهة الشمال تحاول أن تنقلها لجهة الجنوب خاصة بعد احتلال الانتقالي للجنوب، إذاً ما على الفرقاء المتقاتلين سوى الجنوح للسلم، ويأتي حينها دور الفتاوى والأدلة على السلم وأننا أذللنا السعودية وهذه مرحلة مؤقتة ثم سنكمل المسيرة نحو القدس وغيرها من الحجج والأعذار التي تستهوي العقول البسيطة!

تأتي هذه الخطوة بعد أن قام طيران مسيّر وصواريخ استهدفت مصفاة البترول أرامكو والذي أعلن الحوثي أنه من قام بها فهل هذه الضربة لمصلحة المسلمين؟ أم لمصلحة الغرب؟ إن أمريكا بإيعازها لأدواتها سواء الحوثي أو إيران بالقيام بهذه الضربة هو من أجل عدة أهداف؛ منها مثلا رفع سعر البترول، أو التسريع في الحل السياسي، أو فرض ضريبة ورسوم وأموال على السفن التي تسير في المياه الإقليمية الخليجية بحجة الحماية، أو فرض عقوبات اقتصادية على إيران، كما أعلنت أمريكا بالأمس فرض عقوبات اقتصادية على البنك المركزي الإيراني يكون فيها الخاسر الشركات الأوربية هناك، أو زيادة فرض قوات أمريكية في المنطقة كما تحدث ترامب (يوم السبت 2019/9/21م قناة الجزيرة) من طلبه استقدام قوات أمريكية للدفاع عن السفن وحمايتها. والراجح هو الدخول في الحل السياسي.

إن ما يقوم به الحوثيون من أعمال تخالف تصريحاتهم وثوابتهم، فأين تحرير فلسطين التي دائما يعزف على وترها ويقول إن ما بعد السعودية فلسطين؟! ولم لا تصل صواريخه القصور الملكية لتدكها طالما أن هؤلاء خونة وعملاء؟ فمن الأولى القصور أم منابع البترول؟ يأتي هذا في الوقت الذي ينوي رئيس الجمهورية الإيرانية زيارة أمريكا (نيويورك) للمشاركة في الجمعية العمومية فأين (الموت لأمريكا... والشيطان الأكبر)؟ فهل زيارة أمريكا تعد شيئا طبيعيا أمام الشعارات والتضحيات والصيحات والصرخات التي تندد بالانتقام واللعنة والموت؟ وها هي إيران تستقبل وزير خارجية عمان يوسف بن علوي الذي زار كيان يهود سابقا وكذلك زار رئيس وزرائها نتنياهو عمان من قبل، ألا يعد هذا خيانة لله ورسوله؟ فكيف يستقبل خائنا؟ نعم فأين المبدئية التي تتحلى بها ربيبته وسيدته إيران؟ إن ما هو متوقع أن ينضج الحل السياسي على الأقل من جهة أدوات أمريكا السعودية وإيران ومن ورائها الحوثي وفق شروط. خاصة أن السعودية تدنت ضرباتها الجوية غير المؤثرة على الحوثي بل داعمة له خاصة أن الضربات الجوية لا تحسم موقفا ولا تهزم جيشا على خلاف التحرك العسكري البري الذي يحسم الصراع على الأرض، وكذلك فإن قوات الشرعية المضغوط عليها من السعودية لم تطرق بابا للعاصمة صنعاء والتي لو تحركت لأحدثت تغييرا جذريا.

إن صراع العملاء اليوم أمريكا وأدواتها إيران والسعودية والحوثي وباعوم ضد عملاء بريطانيا عبد ربه والمجلس الانتقالي والإمارات ليقوي الغرب ويضعف المسلمين ضعفا يتبعه ضعف وهلاكا يخلفه هلاك، ولذلك كان على أمة الإسلام ومنها أهل اليمن أن يدركوا هذه الحقائق ويدعو لكشفها أمام العامة حتى لا يتسنى للغرب السير في مزيد من المشاريع وإغراق الأمة في مزيد من وحل الجاهلية والتبعية والاستعمار، والعودة إلى مشروع الإسلام العظيم الخلافة على منهاج النبوة التي تتحلى بدستور إسلامي لو حُكم به لأضاءت الأرض بنور ربها وأكلت من فوقها ومن تحت أرجلها فتفوز بعز الدارين.


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن العامري – ولاية اليمن


Powered by Invision Power Board
© Invision Power Services