نسخة قابلة للطباعة من الموضوع

إضغط هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

منتدى الناقد الإعلامي _ كتب و شخصيات _ (ح248) الأساس الذي يقوم عليه منهج التعليم هو العقيدة الإسلامية

كاتب الموضوع: أم حنين Sep 20 2019, 05:22 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام

(ح248) الأساس الذي يقوم عليه منهج التعليم هو العقيدة الإسلامية
-----------------

الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنْعَامْ، وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ، وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ، وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ، والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ، خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ، الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ، وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ، فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ، وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ، وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ.

أيها المؤمنون:

السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا: "بُلُوغُ المَرَامِ مِنْ كِتَابِ نِظَامِ الِإسْلَامِ" وَمَعَ الحَلْقَةِ الثَّامِنَةِ والأَربَعِينَ بَعْدَ المِائَتَينِ، وَعُنوَانُهَا: "الأَسَاسُ الَّذِي يَقُومُ عَلَيهِ مَنْهَجُ التَّعلِيمِ هُوَ العَقِيدَةُ الإِسْلَامِيَّةِ" نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ الثَّلَاثِينَ بَعْدَ الـمِائَةِ مِنْ كِتَابِ "نظامُ الإسلام" لِلعَالِمِ والـمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ. يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ:

المادة 170- يَـجبُ أَنْ يَكُونَ الأَسَاسُ الَّذِي يَقُومُ عَلَيهِ مَنْهَجُ التَّعلِيمِ هُوَ العَقِيدَةُ الإِسْلَامِيَّةِ، فَتُوضَعُ مَوَادُّ الدِّرَاسَةِ وَطُرُقُ التَّدرِيسِ جَمِيعُهَا عَلَى الوَجْهِ الَّذِي لَا يُـحْدِثُ أَيَّ خُرُوجٍ فِي التَّعلِيمِ عَنْ هَذَا الأَسَاسِ.

وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: يَا أُمَّةَ الإِيمَانْ، يَا أُمَّةَ القُرآنْ، يَا أُمَّةَ الإِسلَامْ، يَا أُمَّةَ التَّوحِيدْ، يَا مَنْ آمَنتُمْ بِاللهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا وَرَسُولًا، وَبِالقُرآنِ الكَرِيمِ مِنهَاجًا وَدُستُورًا، وَبِالإسلَامِ عَقِيدَةً وَنِظَامًا لِلْحَياَة، أَيُّهَا الـمُسلِمُون فِي كُلِّ مَكَانْ، فَوقَ كُلِّ أَرضٍ، وَتَحتَ كُلِّ سَمَاءْ، يَا خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَتْ لِلنَّاسِ، أَيُّهَا الـمُؤمِنُونَ الغَيُورُونَ عَلَى دِينِكُمْ وَأُمَّتِكُمْ. أعَدَّ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ هُوَ وَإِخوَانُهُ العُلَمَاءُ فِي حِزْبِ التَّحرِيرِ دُستُورَ الدَوْلَةِ الإِسْلامِيَّةِ، وَهَا هُوَ يُوَاصِلُ عَرْضَهُ عَلَيكُمْ حَتَّى تدرُسُوهُ وَأنتمْ تَعْمَلُونَ مَعَنَا لإِقَامَتِهَا، وَهَذِهِ هِيَ الْـمَادَّةُ السَّبعُونَ بَعْدَ الـمِائَةِ. وَإِلَيكُمْ بَيَانَ أَدِلَّةِ هَذِهِ الـمَادَّةِ مِنْ كِتَابِ مَقَدِّمَةِ الدُّستُورِ:
يُقَالُ فِي اللُّغَةِ: "عَلِمَ الرَّجُلُ عِلْمًا": أَيْ حَصَلَتْ لَهُ حَقِيقَةُ العِلْمِ، وَعَلِمَ الشَّيْءَ عَرَفَهُ. وَهَذَا الـمَعْنَى اللُّغَوِيُّ هُوَ الأَصْلُ فِي مَعْنَى كَلِمَةِ (عَلِمَ). وَحِينَ يُقَالُ: "مَنْهَجُ التَّعلِيمِ" إِنَّمَا يُرَادُ مِنهُ هَذَا الـمَعْنَى اللُّغَوِيُّ أَيْ كُلُّ مَعْرِفَةٍ. وَمَنْهَجُ التَّعْلِيمِ هُوَ عِبَارَةٌ عَنِ الأُسُسِ الَّتِي تُبْنَى عَلَيهَا الـمَعْلُومَاتُ الَّتِي يُرَادُ تَعْلِيمُهَا، وَعَنِ الـمَوضُوعَاتِ الَّتِي تَشْمَلُهَا تِلْكَ الـمَعْلُومَاتِ مِنْ جِهَةٍ، وَالكَيفِيَّةِ الَّتِي يَجْرِي بِحَسَبِهَا إِعْطَاءُ هَذِهِ الـمَعْلُومَاتِ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى. فَهُوَ يَشْمَلُ أَمْرَينِ: أَحَدَهُمَا: مَوَادَّ الدِّرَاسَةِ، وَالأَمْرَ الثَّانِي: طُرُقَ التَّدْرِيسِ.

وَلَـمَّا كَانَتِ العَقِيدَةُ الإٍسْلَامِيَّةُ هِي أَسَاسُ حَيَاةِ الـمُسْلِمِ، وَهِيَ أَسَاسُ الدَّولَةِ الإِسلَامِيَّةِ، وَهِيَ أَسَاسُ العَلَاقَاتِ بَينَ الـمُسْلِمِينَ، أَيْ أَسَاسَ الـمُجْتَمَعِ، فَإِنَّ كُلَّ مَعْرِفَةٍ يَتَلَقَّاهَا الـمُسْلِمُ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ أَسَاسَهَا العَقِيدَةُ الإِسلَامِيَّةُ، سَوَاءٌ أَكَانَتْ هَذِهِ الـمَعْرِفَةُ مُتَعَلِّقَةً بِحَيَاتِهِ هُوَ أَوْ بِعَلَاقَتِهِ مَعَ غَيرِهِ، أَمْ كَانَتْ مُتَعَلِّقَةً بِوَضْعِهِ السِّيَاسِيِّ فِي الدَّولَةِ، أَمْ كَانَتْ مُتَعَلِّقَةً بِأَيِّ شَيءٍ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ، وَفِيمَا قَبْلَهَا وَفِيمَا بَعْدَهَا.

وَالرَّسُولُ ﷺ كَانَ يَسِيرُ مَعَ النَّاسِ بِدَعْوَتِهِمْ لِلإِسْلَامِ أَوَّلًا، أَيْ لِاعتِنَاقِ العَقِيدَةِ الإِسلَامِيَّةِ. حَتَّى إِذَا أَسْلَمُوا بَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَحْكَامَ الإِسْلَامِ، فَكَانَتِ العَقِيدَةُ هِيَ الأَسَاسَ الَّذِي يَجْرِي عَلَيهِ تَعْلِيمُ الرَّسُولِ لِلْمُسْلِمِينَ، وَحِينَ كُسِفَتِ الشَّمْسُ عِندَ وَفَاةِ وَلَدِهِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ النَّاسُ: "كُسِفَتِ الشَّمْسُ لِـمَوتِ إِبْرَاهِيمَ"، فَقَالَ لَـهُمْ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ».(مُتَّفَقٌ عَلَيهِ)، فَجَعَلَ العَقِيدَةَ الأَسَاسَ لِلْمَعُلُومَاتِ عَنِ الكُسُوفِ وَالخُسُوفِ. وَهُنَاكَ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مِـمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ جَعْلَ العَقِيدَةِ الإِسلَامِيَّةِ أَسَاسًا لِـمَنْهَجِ التَّعْلِيمِ أَمْرٌ وَاجبٌ عَلَى الدَّولَةِ، لَا يَحِلُّ لَـهَا أَنْ تُفَرِّطَ فِيهِ مُطْلَقًا.

إِلَّا أَنَّ جَعْلَهَا أَسَاسًا لِـمَنْهَجِ التَّعلِيمِ لَا يَعْنِي أَنْ تَكُونَ كُلُّ مَعْرِفَةٍ مُنْبَثِقَةً عَنِ العَقِيدَةِ الإِسْلَامِيَّةِ، لِأَنَّ ذَلِكَ لَـمْ يَطْلُبُهُ الشَّرْعُ. وَهُوَ أَيْضًا يُخَالِفُ الوَاقِعَ، فَالعَقِيدَةُ الإِسْلَامِيَّةُ لَا تَنبَثِقُ عَنْهَا كُلُّ مَعْرِفَةٍ، لِأَنَّهَا خَاصَّةٌ بِالعَقَائِدِ وَالأَحْكَامِ، وَلَا عَلَاقَةَ لَـهَا بِغَيرِهِمَا. وَإِنَّما مَعْنَى جَعْلِهَا أَسَاسًا لـِمنْهَجِ التَّعلِيمِ هُوَ أَنَّ الـمَعَارِفَ الـمُتَعَلِّقَةَ بِالعَقَائِدِ وَالأَحْكَامِ يَجِبُ أَنْ تَنْبَثِقَ عَنِ العَقِيدَةِ الإِسْلَامِيَّةِ، لِأَنَّهَا إِنَّما جَاءَتْ بِهِمَا. أَمَّا غَيرُ العَقَائِدِ وَالأَحْكَامِ مِنْ الـمَعَارِفِ، فَإِنَّ مَعْنَى جَعْلِ العَقِيدَةِ الإِسْلَامِيَّةِ أَسَاسًا لَـهَا هُوَ أَنْ تُبْنَى هَذِهِ الـمَعَارِفُ وَالأَحْكَامُ عَلَى العَقِيدَةِ الإِسْلَامِيَّةِ، أَيْ أَنْ تُتَّخَذَ العَقِيدَةُ الإِسْلَامِيَّةُ مِقْيَاسًا، فَمَا نَاقَضَ العَقِيدَةَ الإِسْلَامِيَّةَ لَا نَأْخُذُهُ، وَلَا نَعْتَقِدُهُ، وَمَا لَـمْ يُنَاقِضْهَا جَازَ أَخْذُهُ. فَهِيَ مِقْيَاسٌ مِنْ حَيثُ الأَخْذُ وَالاعتِقَادُ.

أَمَّا مِنْ حَيثُ الـمَعْرِفَةُ وَالتَّعَلُّمُ فَلَا يُوجَدُ مَا يَـمْنَعُ مِنْ تَعَلُّمِهَا، فَإِنَّ الأَدِلَّةَ جَاءَتْ فِي الحَثِّ عَلَى طَلَبِ العِلْمِ، قَالَ : «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ». (قَالَ الزَّركَشِيُّ فِي التَّذْكِرَةِ: وَقَالَ الحَافِظُ جَمَالُ الدِّينِ الـمُزِّيُ: هَذَا رُوِيَ مِنْ طُرُقٍ تَبْلُغُ رُتَبَةَ الحَسَنِ)، وَلَفْظُ "العِلْمِ" عَامٌّ فِي كُلِّ عِلْمٍ نَافِعٍ، وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ وَأَحْمَدُ وَابْنُ حِبَّانَ وَالبَيهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ كُثَيِّرِ بْنِ قَيسٍ قَولَهُﷺ : «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ»، وَلَفْظُ "عِلْمًا" مُطْلَقٌ فِي كُلِّ عِلْمٍ نَافِعٍ. وَجَاءَ فِي القُرآنِ الكَرِيمِ أَفْكَارٌ وَعَقَائِدُ تُنَاقِضُ الإِسْلَامَ مِثْلُ: (وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ). (الجَاثِيَةُ 24) وَغَيرُهَا مِـمَّا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ تَعَلُّمِ الأَفْكَارِ الَّتِي تُنَاقِضُ العَقِيدَةَ الإِسْلَامِيَّةَ.

وَعَلَيهِ فَإِنَّ تَعَلُّمَ الـمَعَارِفِ مِنْ غَيرِ أَخْذٍ لَـهَا وَلَا اعتِقَادٍ بِهَا جَائِزٌ، وَلَا شَيءَ فِيهِ، وَلَكِنَّ الـمَمْنُوعَ هُوَ أَخْذُ الأَفْكَارِ الَّتِي تُنَاقِضُ العَقِيدَةَ الإِسلَامِيَّةَ. فَمَثلًا نَظَرِيَّةُ «دَاروِن» تَقُولُ: إِنَّ الإِنْسَانَ تَطَوَّرَ عَنِ القِرْدِ، مَعَ أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّـهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ). (آل عمران 59)، وَنَظَرِيَّةُ التَّطَوُّرِ الـمَادِّيِّ عِنْدَ الشُّيُوعِيِّينَ تَقُولُ: إِنَّ الـمَادَّةَ تَتَطَوَّرُ مِنْ ذَاتِـهَا تَطَوُّرًا حَتْمِيًّا، وَلَا يُوجَدُ شَيءٌ آخَرُ طَوَّرَهَا فَلَا يُوجَدُ إِلَهٌ، مَعَ أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ).(النِّسَاءُ 136) أَيْ بِوُجُودِهِ، وَيَقُولُ: (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا). (الفُرقَانُ 59)، وَكِتَابُ الأَدَبِ الجَاهِلِيِّ لِطَهَ حُسَينٍ يَقُولُ: "إنَّ قِصَّةَ إِبْرَاهِيمَ مَكْذُوبَةٌ لَا أَسَاسَ لَـهَا قَدِ اخْتَرَعَهَا الرُّوَاةُ"، مَعَ أَنَّ قِصَّةَ إِبْرَاهِيمَ مَذْكُورَةٌ فِي القُرْآنِ، وَقَصَّهَا عَلَى أَنَّهَا قِصَّةٌ وَقَعَتْ حَقِيقَةً، فَإِنْكَارُهَا تَكْذِيبٌ لِلْقُرآنِ.

فَهَذِهِ الـمَعَارِفُ وَأَمْثَالُـهَا لَا تُوضَعُ فِي مَنْهَجِ التَّعلِيمِ إِذَا كَانَ وَضْعُهَا يُؤَدِّي إِلَى أَخْذِهَا وَاعتِقَادِهَا، فَلَا تُوضَعُ فِي مَنْهَجِ التَّعلِيمِ الابتِدَائِيِّ مَثَلًا؛ لِأَنَّ تَعْلِيمَهَا يَتَرَتَّبُ عَلَيهِ أَخْذُهَا. وَكَذَلِكَ إِذَا وُضِعَتْ فَلَا بُدَّ أَنْ يُبَيَّنَ زَيْفُهَا وَتُنْقَضَ أَفكَارُهَا حَتَّى لَا يَحْصُلَ أَخْذٌ لَـهَا وَاعتِقَادٌ بِـهَا. وَبِذَلِكَ تَكُونُ العَقِيدَةُ الإِسْلَامِيَّةُ قَدْ جُعِلَتْ أَسَاسًا لِـمَنْهَجِ التَّعلِيمِ، فَجُعِلَتْ مِقْيَاسًا أَسَاسِيًّا لِأَخْذِ الـمَعَارِفِ مِنْ حَيثُ تَصْدِيقُهَا، وَالاعتِقَادُ بِهَا لَا مِنْ حَيثُ مُجَرَّدُ مَعْرِفَتِهَا.

أيها المؤمنون:

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، وَلِلحَدِيثِ بَقِيَّةٌ، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.




Powered by Invision Power Board
© Invision Power Services