منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

> إقامة الخلافة والعامل الزمني
الخلافة خلاصنا
المشاركة Aug 16 2016, 09:52 AM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



إقامة الخلافة والعامل الزمني



عند طرح موضوع العمل لإقامة الخلافة يتذرع الكثير من الناس بعدم عملهم بان دعاة الخلافة جاوزوا الستين عاما ولم يقيموا دولة، لذلك ترى الإنسان متأثر من طول المدة، فقد لا يقتنع وتكون هذه هي العقدة التي منعته من الالتزام في الدعوة.


بداية نقول إن العامل الزمني ليس شرطا في صحة العمل لإقامة الخلافة، فاشتراط العامل الزمني شرطا هو خطأ، فان من شروط صحة العمل موافقته للحكم الشرعي، وليس العامل الزمني.


والعامل الزمني هو ابتلاء واختبار للإنسان المسلم في سعيه لإقامة الخلافة، للعامل لها وللمنتظر قيامها، وكثيرا ما دمر الوقت وطول الأمل الظالمين لما يرونه من وجود السيطرة لهم، وكثيرا ما جعل الوقت البعض من حملة الدعوة يتركون الدعوة لما رأوه من طول الوقت وعدم وجود الفرج في حياتهم أو أثناء عملهم.


فقصة سيدنا نوح والدعوة ليل نهار، وهذا عمل لمن لا يتصوره صعب، إذ أن إنسان يمضي ساعة أو ساعتين أو ثلاث من يومه يدعو الناس إلى الإسلام، يجد هذا الأمر مرهق له، هذا إذا لم يداخله الشيطان بأنك قد فعلت ما لم يفعله احد غيرك، هذا إذا استمر الإنسان على هذه الوتيرة من الدعوة، وهي تحتاج إلى جلد وصبر، ومع ذلك ورغم طول الفترة التي قضاها سيدنا نوح عليه السلام في الدعوة وهي تسعمائة وخمسون سنة، نجد أن تلك الفترة الزمنية في الدعوة لم تؤثر في دعوته بل استمر يدعو قومه ليلا ونهارا. طبعا نحن لا نتكلم عن عمل عادي بل نتكلم عن الدعوة التي فيها ما فيها من الصد والتكذيب عن سبيل الله، والاستهزاء والسخرية والاضطهاد له ولمن آمن معه، والتعذيب والقتل أحيانا، وكل أساليب الصد عن سبيل الله، ومع ذلك لم يؤمن معه إلا قليل.


لا نستطيع أن نقول أن سيدنا نوح عليه السلام قصر في الدعوة بعد هذا العرض البسيط لدعوته، فإذا تخيلنا هذا الوضع قلنا في عقولنا البسيطة لِمَ لَمْ يهلك الله قومه من أول عشر سنوات للدعوة، أو من أول خمسين سنة للدعوة، وكيف استطاع سيدنا نوح عليه السلام الصمود هذه الفترة من الزمن.


لذلك كان عدد المستجيبين للدعوة ليس دليلا على التقصير وان طال الزمن، وذلك لان استجابة الناس وعدمها لا تعني بأي حال من الأحوال أنّ سيدنا نوح عليه السلام قد قصر في تبليغ دعوته، بل يعني أن الناس لم تستجب، وهناك ما أخرجه البخاري و مسلم عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"عُرضت عليَّ الأمم ، فرأيت النبي و معه الرهط ، و النبي و معه الرجل و الرجلان ، و النبي و ليس معه أحد" وطبعا لن نتهم نبيا من الأنبياء بأنه لم يدعُ إلى دين الله أو أن هناك خطأً في دعوته، بل هي عدم استجابة الناس.


فقياس الصحة للدعوة بالزمن بأنه كلما زاد الزمن وجب دخول الآلاف في الدعوة هذا استنتاج خاطئ، رغم أنه ولله الحمد فان حملة الدعوة ينتشرون في أصقاع الأرض يوما بعد يوم وعاما بعد عام.


والآيات الواردة في كتاب الله عز وجل {وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } {وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} {وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} {وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} تتكلم عن طبيعة في الناس وهي أن الأكثرية عادة لا تتبع الحق والهدى بطريق الاختيار، بل الناس بأكثريتهم يبحثون عن الراحة في هذه الحياة الدنيا، وهذا لا يتوافق كثيرا مع حمل الدعوة مع ما يرافقه من مشقات، فعدم إتباع الناس بأكثريتهم لحملة الدعوة وان طال الزمن شيء طبيعي، ما لم يصبح لهذه الدعوة القوة التي تحمي بها نفسها، ولذلك كان عدد المسلمين والداخلين في دين الله بعد النصر للإسلام أفواجا، عكس الصورة قبل إقامة دولة الإسلام في المدينة، قال تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}.


ولو عدنا إلى التاريخ لننظر إلى الفترات التي كانت تتم بها الأحداث التي نقرأ عنها في كتب التاريخ، للاحظنا أن معظمها يزيد تقريبا عن التسعين عاما التي مضت على هدم الخلافة، أو الستين عاما التي مضت على العمل الحقيقي لإقامة الخلافة، وعن الستين عاما تقريبا التي مضت على احتلال فلسطين.


ففترة الحروب الصليبية (1096م – 1291م) أي 195 سنة، لو مرت على أهل هذا الزمان ربما لباعوا مكة مع المدينة للصليبيين، ولعقدوا آلاف المعاهدات مع الصليبيين، ولم يقل احد للحكام آنذاك ماذا عملتم للتحرير لقد طال الزمان وهذا يعني أنكم على خطأ، -[مع فارق موضوع التقصير من قبل المسلمين في ذلك العصر بشكل عام، وأيضا مع وجود التقصير الهائل هذه الأيام، ولكننا نتحدث عن الفترات الزمنية الطويلة]- فالفرق بين ذكرها حاليا وبين من عاشها، أن من عاشها عاصرها يوما بعد يوم وكابد مشقاتها، أما من سمع عنها هذه الأيام فلا يسعه إلا الإعجاب بفعل الأيوبيين والمماليك لتحرير البلاد من رجس الصليبيين، ولذلك فان الفترة التي نعيشها لأننا نكابدها يوما بعد يوم نشعر بطولها وثقلها علينا لكن الحقيقة أنها فترة كأي فترة زمنية، بل هي قصيرة نسبة إلى ما عاشه أجدادنا.


إن عامل اليأس اثر كثيرا في الناس بحيث باتوا يسألون متى نصر الله، فما عايشوه من ذل وهوان اثر على الكثير منهم، حتى أن الناس لتمجد المجرم القاتل الخائن لله ورسوله لأنهم رأوا منه موقفا رجوليا خُدعوا به، فماذا لو عاصروا اقل حكام المسلمين عدلا في ظل الخلافة، ربما لقدسوه!!!. فكثير من الحركات قامت للتغيير، ولكن بسبب عدم فهم هذه الحركات لسنة الله في التغيير، وبسبب خيانة الكثير من قادة الحركات لله ورسوله وممالئتهم الكافر والأنظمة الموجودة في العالم فشلوا، فهذا اثر على الناس، فقالوا متى نصر الله، وقالوا أن جميع الحركات مصيرها كسابقاتها، واثر ذلك على حملة الدعوة، بان كانت هذه عقبة في طريق إقامة الخلافة ومبطئا لها- وما النصر إلا من عند الله- فقال الناس لنا وبعضهم ينظر إلينا واليأس يملأ عينيه: متى نصر الله؟!!!


إن العمل الفكري ليس كالعمل المادي، تجد له بعض الشواهد المادية، فالعمل الفكري يكون تأثيره صعب الإدراك على عامة الناس، وليس كالعمل المادي من قتل وتدمير وبناء، فبداية التبشير في العالم الإسلامي في بلاد الشام بدأت سنة 1625م وهذا يعني 300 سنة تقريبا حتى هدم الخلافة، طبعا نحن نتكلم عن فترة كان فيها فهم الإسلام ضعيفا، مع إساءة لتطبيقه من قبل الحكام، ومكثوا هذه الفترة حتى استطاعوا هدم الدولة، مع ملاحظة أخرى وهي عامل الدعم من قبل الكفار لهؤلاء المبشرين بكل ما يريدون، وما تبعه من مؤامرات وغيره حتى هدم الخلافة.


أما اليوم فالعمل الفكري لا يعتمد إلا على الله أولا وأخيرا وعلى جهد حملة الدعوة ومالهم، مع المحاربة الشديدة من قبل الكفار والحكام وبعض أبناء المسلمين، لذلك فهذه الفترة من الزمن مع ما مر من فترات زمنية شيء طبيعي، على العكس من ذلك بل هي تسير بوتيرة مسرعة بالنسبة لما مضى من أحداث تاريخية.


والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا يملك العاملون للتغيير الحقيقي غير الفكر للتغيير وطبعا نصر من الله؟ الجواب: لا شيء.


أما الطرف الآخر وهم الكفار والأنظمة في العالم الإسلامي فهم يملكون الكثير من حطام الدنيا، فالمال وما يمكن أن يحققه لهم من دعم مثل المفكرين والكتاب والأدباء وكثير من الناس ممن باعوا أنفسهم للشيطان، وكثير من الفضائيات ومحطات التلفزيون والإذاعات، وأيضا مراكز الأبحاث والمؤسسات والجمعيات ومناهج التعليم وتلك الطامة بينهم، وأجهزة امن لقمع كل من يفكر بالتغيير، قمعه بالتخويف والتهديد والسجن والتعذيب والقتل والنفي، وغيره من الوسائل، فبحساب الدنيا لن تقوم للعاملين للتغيير قائمة، ولكن مع انتشار حملة الدعوة وانتشار فكرهم وقلق الكافر من هذا التغيير القادم ندرك أن الله تعالى لن يخلف وعده بنصر العاملين ولو بعد حين، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) ولذلك يجب أن يكون هناك إعجاب بهذا الجهد الذي يبذله حملة الدعوة للتغيير.


قال عليه الصلاة والسلام: {لا تزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عنْ أربع ٍ عنْ عُمُرِهِ فيما أفناهُ وعنْ جسدِه فيما أبْلاهُ وعنْ مالهِ مِنْ أيْنَ أخذهُ وفيما أنْفَقَهُ وعنْ عِلمِهِ ماذا عَمِلَ بهِ} إذا كما ورد في الحديث فالإنسان يسال عن العمل الذي عمله وليس عن النتائج، فهل أفنى الإنسان عمره في خير يرضي به رب العالمين، أم في شر يغضب به الله العزيز الجبار.


لذلك فالمنتظر النصر دون عمل، سوف يحاسب عند الله تعالى على هذا التقصير، لأنه أمضى عمره منتظرا، لان المنتظر النصر دون عمل هو العاجز الذي اخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال).
وفي شرح النووي على مسلم: وأما (العجز) فعدم القدرة عليه، وقيل: هو ترك ما يجب فعله، والتسويف به وكلاهما تستحب الاستعاذة منه.


وما يجب فعله هو العمل للتغيير مع العاملين للتغير لإقامة الخلافة وعدم الانتظار والقول أنها قائمة لا محالة أو ماذا سيؤثر عملي مع العاملين للتغيير وما في هذا من معاني.


قال تعالى: (‏يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون).

Go to the top of the page
 
+Quote Post



Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 28th March 2024 - 12:02 PM