حزب التحرير والجهاد يكثر الحديث من البعض عن حزب التحرير الذي يرون فيه أملا لخلاص الأمة من مشاكلها، ويرون في فكره القوة للتأثير، ويرون شبابه من خيرة الشباب ومن المؤهلين للسؤال عن الأحكام الشرعية وعن الأحداث السياسية الجارية، ويرون فيهم وعيا قويا وكبيرا، يكثر الحديث -حسب ما يفهم البعض- عن عدم قيام الحزب بالأعمال العسكرية مخالفا في ذلك التنظيمات الإسلامية العسكرية، ويقول البعض أن حزب التحرير لو أسس جناحا عسكريا، لما سبقه حزب بالشعبية على الساحة، وهذا الكلام قبل أن ندخل في تفصيله إن دل فإنما يدل على قوة تأثير حزب التحرير في أبناء المسلمين ونجاحه في مشروعه وعمله على صهر الأمة بالأفكار التي يدعو إليها، ويدل على حب الناس للحزب، ويدل أيضا على تعطش الأمة الإسلامية للجهاد وقتال الكفار وأعدائها ممن يعتدون على الإسلام وأهله. في هذا الموضوع سنتطرق إلى عدة أمور: 1- الجهاد 2- تعريف الجهاد ومتى فرض 3- ما الذي يعتبر جهادا 4- سبب الجهاد 5- أنواع الجهاد 6- الحكم الشرعي في الجهاد 7- وجوب الإعداد للجهاد 8- أركان الجهاد والآثار المترتبة على ترك الجهاد 9- عناصر النجاح لأي كتلة جهادية 10- الصعوبات التي تواجه الحركات الجهادية هذه الأيام في ظل عدم وجود الخلافة 11- عدم جواز الاستعاضة عن الجهاد بالدعوة فقط 12- الجهاد إذا لم يوجد للمسلمين إمام 13- الجهاد فُرض لغيره 14- حزب التحرير 15- دار الإسلام ودار الكفر 16- مشروعية الأحزاب 17- أسباب قيام حزب التحرير 18- غاية حزب التحرير 19- عمل حزب التحرير 20- طريقة حزب التحرير 21- التفريق بين الفروض 22- لا يوجد لحزب التحرير جناح عسكري 23- حزب التحرير سعى لإعادة الجهاد إلى الموضع الذي أمر الله به 24- شباب حزب التحرير لا يوصفون بالقاعدين بل العاملين المخلصين لإقامة الخلافة 25- وصف شباب الحزب بكثرة الكلام 26- التغيير بقتال الحاكم 27- أين نبحث عن أدلة إقامة الدولة الإسلامية 28- شواهد على عدم استخدام الرسول للقتال أثناء إقامة الدولة الإسلامية 29- التغيير شرعا وعقلا لا يكون إلا بطريقة حزب التحرير 30- العمل هذه الأيام أصعب من الفترة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم في نواح وأسهل في نواح أخرى
//////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////// ****************************************************** ================================================ 1- الجهاد 2- تعريف الجهاد ومتى فرض • الجهاد في الوضع اللغـوي [التـَّعرِيفُ اللغـَوِيُّ للجـِهَادِ كـَمَا جَاءَ فِي لِسَانِ العَرَبِ هُوَ: {استِفرَاغ الوُسْع وَالطـَّاقـَةِ مِنْ قـَولٍ أوْ فِعـلٍ }، والحقيقة اللغـوية للفظ الجهاد هي: [استفراغ الوُسْعِ فِي المُدَافعَةِ بَينَ طرَفينِ وَلو تقدِيرا] • التـَّعرِيفُ الشـَّرعِيُّ: بَذلُ الجُهدِ وَاستِفرَاغُ الوُسْع فِي القِتـَال فِي سَبـِيل اللهِ, مُبَاشـَرَةً أوْ مُعَاوَنـَةٍ بـِمَالٍ أو رَأيٍ أوْ تكثيرِ سَوَادٍ أو غـَير ذلِكَ. فهناك عدة عناصر للجهاد مثل القتال أو ما في معناه من إلحاق الأذى بالكفار، وإذا لم يكن هناك إلحاق أذى مادي بالكفار فلا يعتبر جهادا وان كان العمل عظيما للمسلمين مؤذيا للكفار مثل خطة سياسية توقع الكفار في أزمات كبيرة، والعنصر الثاني أن يكون هذا القتال في سبيل الله، ولذلك فالجهاد من العبادات، وإذا لم تكن النية التقرب إلى الله فلا يعتبر جهادا يستحق فاعله الثواب من الله تعالى، حتى وان كان صاحبه ظاهريا مجاهد، ولكن إن لم تكن نيته القتال في سبيل الله فعمله لا اجر له عليه بل سيلحقه الإثم من ذلك، والعنصر الثالث أن من يعين المجاهد هو مجاهد أيضا وله اجر المجاهدين، وطرق الإعانة كثيرة للمجاهدين كما ورد في التعريف أعلاه. والجهاد بالمعنى الشرعي لم يفرض إلا بالمدينة المنورة، وما ورد من آيات مكية ذكر فيها الجهاد فإنما وردت بالمعنى اللغوي من مثل قوله تـَعَالى: {وَمَنْ جَاهَدَ فإنـَّما يُجَاهِدُ لِنفسِهِ} ( العنكبوت 6 ) وقوله تعالى: {وَإنْ جَاهَدَاكَ لِتـُشرِكَ بي مَا ليسَ لكَ بـِهِ عِلمٌ فلا تـُطِعهُمَا} ( العنكبوت 8 ) وقوله تعالى: {وَالذِينَ جَاهَدُوا فِينـَا لـَنـَهدِيَنـَّهُمْ سُبُـلـَـنـَا} (العنكبوت 69) وَأمَّا مَادة الجـِهَادِ فِي الآياتِ المَدَنِـيَّـةِ فـَبَلغـَتْ سِتـَّـةً وَعِشرِينَ كـَلِمَة, وَأكثرُهَا يَدلُّ دَلالـَةً وَاضِحَةً عَـلى مَعنـَى القِتـَال. وأول آية نزلت في موضوع الجهاد الشرعي وليس الجهاد اللغوي نزلت في طريق الهجرة، أي عند إقامة الدولة الإسلامية وهذه الآية هي: { إذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير *الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} (39 ، 40 الحج)، وكلمة "أذن" هنا دليل على أن الجهاد أي القتال المنظم كان ممنوعا شرعا، وقلنا منظم لأن هناك الكثير من الصحابة دافعوا عن أنفسهم بشكل فردي فأقرهم الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك ولم يمنعهم، وهذا يعني أنه قد تم إقامة الدولة الإسلامية قبل نزول آيات الجهاد وتشريعه. ()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()() 3- ما الذي يعتبر جهادا؟ الذي يعتبر جهادا هو قتال الكفار لإعلاء كلمة الله، وما عدا ذلك لا يعتبر جهادا، فقتال البغاة لا يعتبر جهادا وقتال الحاكم الشرعي الذي يظهر الكفر البواح لا يعتبر جهاد وقتال قطاع الطرق من المسلمين لا يعتبر جهادا، ولا يوجد مثلا قتال للمنافقين كمسمى شرعي، وإن وردت آية: {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير) فان معناها جهادهم بالمعنى اللغوي، أي كما قال ابن عباس: (أمر بالجهاد مع الكفار بالسيف ، ومع المنافقين باللسان وشدة الزجر والتغليظ) وأما المظاهرات التي تحدث اليوم فهي من قبيل التظاهر والاحتجاج، فهي أساليب للتعبير عن الرأي حتى لو استخدمت فيها الحجارة والله تعالى أعلى واعلم، لان الجهاد حتى يكون جهادا يجب أن يكون فيه معنى القتال وإلحاق الأذى بالكفار، والمظاهرات هي أساليب احتجاج سواء كانت سلمية أو عنيفة. [size="3"][/size]
|