نسخة قابلة للطباعة من الموضوع

إضغط هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

منتدى الناقد الإعلامي _ أخبار بصياغة من وجهة نظر إسلامية _ كوارث الرعاية الصحية في ظل الرأسمالية

كاتب الموضوع: أم المعتصم Mar 15 2019, 09:46 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/58636.html
(مترجم)



الخبر:

استقال وزير الصحة التونسي بعد وفاة 11 طفلا في مستشفى للتوليد خلال يومين، وقال رئيس الوزراء يوسف الشاهد إنه قبل استقالة عبد الرؤوف الشريف الذي حصل على حافظة المسؤولية الصحية في أواخر العام الماضي في تعديل وزاري، وقال مسؤول حكومي إن الوزير سلم استقالته إلى رئيس الوزراء في اجتماع مرتجل مساء السبت.

توفي الأطفال في مستشفى الرابطة الحكومي في العاصمة التونسية يومي الجمعة والسبت. وقال الشاهد الذي قام بزيارة للمستشفى في وقت متأخر من يوم السبت إن تحقيقا قد بدأ وتعهد بمحاسبة الأشخاص الواردة أسماؤهم في التقرير. (أخبار الخليج 2019/03/10)

التعليق:

إنا لله وإنا إليه راجعون، على الرغم من حقيقة أن لله سبحانه ما أخذ وله ما أعطى إلا أننا نرى أن الإهمال أو العمل من أجل المال هو السمة المميزة للرعاية الصحية في معظم العالم.

في المستشفيات الحكومية في العالم الإسلامي، غالبا ما يواجه المرء مشاهد كارثية، حيث يمكن رؤية المرضى على أسرّة ضيقة، ولا خصوصية أثناء المشاورات أو العلاج، عدا عن الطوابير الطويلة وأوقات الانتظار التي لا تضيف سوى المزيد من التوتر والقلق للمرضى.

بالنسبة لأولئك القادرين على تحمل التكاليف، لا نهاية لدفع ثمن الرعاية الصحية في الفواتير المستحقة لأجل الفحوصات، والاستشارات المتعددة والأدوية سواء أكان ذلك مطلوبا أم لا، مع العلم أن هناك ثروة هائلة، حتى إن بعض المستشفيات تستفيد بشكل كامل من المرض، وفي كلتا الحالتين، يترك المرضى وموظفو المستشفيات تحت رحمة نظام ظالم، في النهاية لا طرف أفضل من الآخر، فكلاهما يعاني.

وإلى جانب ذلك، فان العديد من أخصائيي الرعاية الصحية الساعين إلى تحسين مستوى معيشتهم قد ينتقلون إلى الخارج، مع العلم بأنهم لن يتسلقوا السلم بسبب الفساد والمحسوبية، وقبل بضعة أشهر، ذكر المجلس الوطني للأطباء التونسيين أن حوالي 630 طبيباً قد غادروا تونس في النصف الأول من 2018، وبحسب تقديرات فإن 900 آخرين من المتوقع أن يغادروا في 2019.

قد يتم التحقيق في حالة وفيات المواليد الجدد في تونس، ومن الممكن أن يعقب ذلك المزيد من الاستقالات، إلا أن عددا قليلا منهم سيرى أن المستشفيات إلى جانب المدارس والخدمات الأساسية الأخرى في كل جزء من العالم يحتكرها ويسرقها النظام الرأسمالي ولم تعد تقدم الرعاية أو الخدمات كما يجب.

عندما تكون المستشفيات الحكومية مربوطة بالنقد والسيولة، بسبب فشل الحكومة في واجبها، أو عندما تركز المؤسسات الخاصة على جني الأموال، فكيف يمكن للمرضى الحصول على الرعاية الصحية والراحة؟

يجب إجراء تحقيق جاد وفعلي في النظام الرأسمالي الفاسد الذي لا يقدر الحياة أمام المنفعة والربح وهو سبب النظم الموازية التي تؤدي إلى انعدام أمن الجميع، سواء أكانوا يمتلكون المال أم لا، وسوف تظهر نتيجة هذا التحقيق أن الحياة البشرية لا تقدَّر إلا عندما يكون الله سبحانه وتعالى هو المرجع الوحيد وعندما يتم تطبيق نظام الحكم الإسلامي وهو نظام الخلافة على منهاج النبوة.

هذا النظام عندما تم تطبيقه في الماضي منح العالم أفضل المستشفيات والأطباء وجعل التقدم في الطب ليس للربح ولكن لنيل رضا الله سبحانه وتعالى، وكذلك عند عودته سيوفر نظام الخلافة الرعاية الصحية والطمأنينة لرعيته كجزء من واجبه في الاعتناء ورعاية شؤون الأمة.


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نادية رحمان



Powered by Invision Power Board
© Invision Power Services