منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> من بلاغة القران الكريم موضوع رقم(12) روعة البلاغة في الاية(12)الاعراف ،قال((فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين))
الفجر القادم
المشاركة Apr 8 2015, 04:04 PM
مشاركة #1


ناقد نشط
***

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 69
التسجيل: 17-May 12
رقم العضوية: 1,901



من بلاغة القرآن الكريم (انظروا ما في هذه الآية من بلاغة) ((قال فبما أغويتني لأقعدنَّ لهم صراطَك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم...)) الاعراف(12) موضوع رقم(12)
نلاحظ أن المولى جل في علاه قد حذف حرف الجر (على) والتقدير: ((لأقُعدن لهم على صراطَك المستقيم)) حيث إننا لا نقول في لغتنا (قعدت الأريكة) بل نقول: (قعدت على الأريكة)، قال تعالى: ((إن المتقين هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون)) يس (55)، لأن الفعل (قعد) فعل لازم وهو الذي يكتفي بالفاعل، مثل: قعد الزائر، فهي جملة تامة، فإذا أردنا المزيد قلنا: قعد الزائر على الأريكة، وهكذا فالفعل اللازم يحتاج إلى واسطة لإكمال المعنى لدى السامع أو المتلقي، والواسطة المحذوفة في الآية هنا هي حرف الجر (على)، بينما أثبته (حرف الجر) في (من بين أيديهم) و (من خلفهم) و (عن أيمانهم) و (عن شمائلهم)، وذلك الحذف جاء في قمة البلاغة لأن الشيطان لا يستطيع القعود على صراط الله المستقيم فهو طريق طاهر وشريف وأرفع وأسمى من أن يقعد عليه الشيطان اللعين الرجيم، فإذا علمنا أن حرف الجر (على) يفيد الاستعلاء - قال تعالى: ((يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين )) الأعراف(144)، وقال تعالى في تفضيل بني اسرائيل: ((ولقد اخترناهم على علم على العالمين وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين)) الدخان(32)، وقال تعالى: ((وعليها وعلى الفلك تُحملون)) المؤمنون(22)، وقال تعالى: ((فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً)) البقرة(260)، وقال تعالى: ((إن الله اصطفي آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين)) آل عمران(33)،- إذا علمنا ذلك عرفنا سبب الحذف.

فحرمان إبليس من هذا الاستعلاء ومن الظفر بهذه المنزلة الشريفة يجعلنا ندرك أن الحذف جاء في قمة البلاغة، فيبقى سلطان إبليس على البشر محصورا في الذين يتبعونه والذين استطاع أن ينفذ إليهم من جهاتهم الأربع، أو من إحداها، وما دام لا يستطيع القعود على صراط الله المستقيم يبقى كيده ضعيفا قال تعالى: ((فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً)) النساء(76)، وهذه إشارة قوية أخرى في هذه الآية -الأعراف(12)- أدركها إبليس فقال تعالى على لسانه: ((فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلَصين)) فنراه بعد أن قال: (لأغوينهم أجمعين) ص(82)، قد استثنى: (إلا عبادك منهم المخلصين) ص(82 )، وهو يعلم مسبقا قول الله تعالى: ((إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين)) الحجر(42)، وعبادُ الله هم المؤمنون فليس له عليهم سلطان، قال تعالى: ((أإنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون)) النحل(99)، ((إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون)) النحل(100)، ثم هو بنفسه يعترف لمن أغواهم في خطبة أخيرة له فيهم في النار ((وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله قد وعدكم وعد الخير ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي أِني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم )) إبراهيم(22)، فإذا كان كيده ضعيفاً فإن الذين يستجيبون له هم الضعاف ضعاف النفوس وأصحاب الهوى وأولو اللذائذ، وعُباد الشهوات، واللاهثون وراء المنصب والجاه الزائف الزائل بغير هدى، وأهل الشرك والمنافقون، فأولئك وأمثالهم قلوبهم فارغة وعزائمهم خائرة غير مشحونين بالإيمان فسرعان ما تنفذ اليهم الشياطين فيسقطون في حبائلهم.

كما أننا نلمس حرص إبليس اللعين على إغواء من يستطيع بكل ما يستطيع حين قال: ((ولآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين)) باستعمال اللام لام التوكيد، فهو في حركة مستمرة حول الإنسان يدور حوله ويحيط به كإحاطة السوار بالمعصم ليدخل من أي نافذة فُتحت له، ونلاحظ أن إبليس اللعين لم يقل (ومن فوقهم) فأنّى له أن يكون فوق الإنسان، والإنسان أكرم منه وأعز عند الله لو أدرك ذلك البشر عموما، فكيف يكون فوق الإنسان وقد أُمر أن يسجد له، وهذه مكرمة لو أدركها الناس لعرفوا أنهم مكرّمون ابتداءً عند ربهم قبل أن يحيا من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة بعد إرسال الرسل إليهم.

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن الشياطين يُقذفون من كل جانب بالشُهُب إذا ما حاولوا الصعود إلى أعلى قال تعالى: ((لا يسّمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب)) الصافات(8)، وقال تعالى: ((فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا)). كما أن فيها إشارة على أن الله تعالى ((و هو القاهر فوق عباده)) وهو فوق السماوات والأرض ولا يسمح لأحد أن يكون حاجزا أو حاجبا ما بينه وبين خلقه فالاتصال مع السماء يبقى مفتوحا لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها قال تعالى: ((يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا)) الأنعام(158).

ولو أعربنا (صراطَك) في الآية (12) الأعراف-موضوع البحث- فإنها: مفعول به منصوب على نزع الخافض، والخافض المنزوع-أي المحذوف-هو حرف الجر. والمفعول به يقع عليه فعل الفاعل، والفاعل إبليس، وهذا النوع من الحذف موجود في القرآن الكريم قال تعالى: ((واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا)) الأعراف(155)، والتقدير (واختار موسى من قومه سبعين رجلا لميقاتنا))، ومن الشعر العربي الفصيح ،قول الفرزدق:
منا الذي اختير الرجال سماحةً -------- وخيراً إذا هب الرياح الزعازعُ
والتقدير: منا الذي اختير من الرجال سماحةً
وبما أن الآية القرآنية قالها الله تعالى على لسان إبليس فيكون إبليس مدركا بنفسه أنه لا يستطيع القعود على صراط الله المستقيم، والذي هو صراطَ الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم كما هو مبين في سورتي (الفاتحة) و (مريم)، أي هو رسالات الله إلى البشر على مر العصور وما حوته من شرائع الُهدى تستقيم بها وعليها حياتُهم، ولكل نبي أتباع آمنوا به فسعدوا بما آتاهم من الهدى، وهم المؤمنون فهم محصنون من قعود الشيطان على طريقهم باتباعهم صراط انبيائهم الحصين أصلا، واّخرهم أتباع محمد-صلى الله عليه وسلم-فالايمان والتقوى بالتزام ما أمر الله ،واجتناب ما نهى عنه في رسالته الخاتمة(الاسلام)هى أقوى الحصون التي لا يستطيع الشيطان اعتلاءها، قال تعالى: ((الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)) الأنعام (82)، فهلا أدرك المسلمون النعمة التي هم عليها فاستمسكوا بها؟

وأخيرا فإن الشيطان للإنسان عدو يجب الحذر منه وقد حذرنا الله تعالى في آيات كثيرة منه قال تعالى: ((ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلاِ كثيرا أفلم تكونوا تعقلون))
أرأيتم حرف الجر الذي قيل عنه (يجر الجبل) فإذا ما حُذف من طريق الشيطان تعثر وبقي الجبل ثابتا.
اللهم انا نعوذ بك من همزات الشياطين ونعوذ بك ربّ أن يحضرون ،اللهم فقهنا في القران وارزقنا حسن تلاوته وتدبر بلاغة معانيه.
بقلم الشاعر:داود العرامين/فلسطين
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 25th April 2024 - 07:04 PM