منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> سلسلة رمضان المبارك : 3 - غزوات وفتوحات وإنتصارات عظيمة لن تعود إلا بعودة الخلافة
أم سلمة
المشاركة Jul 14 2015, 12:25 AM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892




سلسلة رمضان المبارك : 3 - رمضان الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ غزوات وفتوحات وإنتصارات عظيمة لن تعود إلا بعودتها


إن المسلمين الأوائل جعلوا من هذا الشهر موسماً للطاعات والانتصارات وعظائم الأعمال، وذلك عندما كان لهم دولة إسلامية قوية منيعة تحمل الإسلام رسالة هدى إلى العالم، وغابت هذه الغزوات والفتوحات والإنتصارات عندما غابت دولة الخلافة الراشدة ولن تعود إلى بعودتها مرة أخرى كما بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهنا نستعرض أهمَّ الغزوات التي سجَّلها التاريخ الإسلاميُّ خلال شهر رمضان المبارك في ظل الخلافة وهذا الجانب الذي يغفل عنه الإعلام بمختلف أشكاله ولا يربط بين أن هذه الإنتصارات كانت مستمرة في ظل الدولة الإسلامية وابدلت بالهزائم النكراء في واقع الأمة الإسلامية اليوم في غياب الحاكم الذي يطبق الإسلام في دولة واحدة ليس لها حدود:


ونقتبس من موضوع ثري بالمعلومات : الغزوات والفتوحات والانتصارات في شهر رمضان : قراءة في بعض المعارك الخالدة

1- غزوة بدر الكبرى في السنة الثانية من الهجرة

في اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك، وفي السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة، دارت رَحَى معركة فاصلة بين الإسلام والكفر، بين الإيمان والطغيان، بين حزب الله وحزب الشيطان، تلكم هي غزوة بدر الكبرى.
إنها موقعةٌ فاصلةٌ في تاريخ الإسلام والمسلمين، بل في تاريخ البشرية كلِّها إلى يوم الدين، إنها معركة الفرقان؛ {إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنفال: 41].





وهذه الموقعة شكَّلت محطةً بارزةً في ردِّ العدوان الشركيِّ؛ إذ مكث النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بضِعَ عَشْرةَ سنةً ينذر بالدعوة من غير قتال، صابرًا على شدة إيذاء العرب بمكة المكرمة، واليهود بالمدينة المنورة، فكان يأتيه أصحابُه ما بين مضروب ومجروح، يشكون إليه حالهم، ويطلبون منه السماح لرد العدوان بالمثل، فيقول لهم النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اصبروا لأنيِّ لم أُؤمرْ بالقتال))، حتى إن بعض أصحابه قُتِل من جراء العذاب؛ منهم: سميَّة أمُّ عمار بن ياسر، وزوجُها ياسر، عذَّبهما المغيرة على إسلامهما؛ ليرجعا عنه، وماتا تحت العذاب[2].



والغزوة ليست للاعتداء والظلم، كما هو ديْدَنُ الدول الباغية الظالمة المستكبرة في الأرض، بل وسيلةٌ لدفع العدوان؛ وإلى هذا يشير القرآن الكريم في قوله - سبحانه وتعالى -: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: آية 39-40].



أضفْ إلى ذلك ما مُني به المسلمون من الظلم والاعتداء، وما أُكرِهوا عليه من الإخراج من الديار والأوطان بغير حق؛ ويقول الله - سبحانه وتعالى -: {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً} [النساء: آية 75]، وتلبيةً للنداء الرباني، وسعيًا للقضاء على الظلم بأنواعه؛ خرج الحبيبُ المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومعه ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً؛ لاعتراض قافلة تجارية قادمة من الشام، فيها أموال عظيمة لقريش، يقودها أبو سفيان بن حرب، فلما عَلِم أبو سفيان بخُطَّة المسلمين انحاز بالقافلة، ولَحِق بساحل البحر، واستنفر قريشًا للدفاع عن تجارتهم وأموالهم، فخرجوا في ألف شخص مزهوّين بقوتهم وعتادهم، يعلنون التحدي والطغيان؛ {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [الأنفال: 47]، فالتقى الجيشان صبيحةَ يوم السبت السابع عشر من شهر رمضان، في منطقة "بدر" بين مكة والمدينة؛ {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا * لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال: 42 – 43].



وكان المسلمون - لضعفهم وقلة عتادهم - يودُّون الظفر بالقافلة، ولا يتمنون لقاء الجيش المكي؛ {وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ} [الأنفال: 7]، وعندما بدأت المعركة، وحَمِيَ وطيسُها، واشتد أُوارها، واشتعلت نارها، أيَّد الله - سبحانه وتعالى - أهلَ الحق بملائكة السماء؛ {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9]، بل وقاتلتِ الملائكة مع المؤمنين؛ {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال: 12]، إنها ليست بطولاتٍ أرضيةً محضة، بل هي مؤيَّدةٌ من قِبَل الله - جلَّ وعلا - تستمد قوَّتَها من خلال دعائه، والاستغاثة به، واللجوء إليه، والتوكل عليه، فيمُدُّ أصحابَها بتأييده ونصره؛ قال - تعالى -: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].



فكانت النتيجة هزيمةً ساحقة وقعتْ على الظلم والشرك وأهله، وأعوانه ومؤيديه، وتمخِّضتْ عن هلاك عدد كبير من فراعنة قريش وصناديدها.



دروس وعبر:

إن دعوة الإسلام اليوم تُواجه ظروفَ المسلمين الذين خاضوا معركة بدر، فنصرهم الله وأعزَّهم، وجدير بنا أن نتلمسَ العبرَ والعِظَاتِ من هذه الغزوة المباركة؛ لتكون لنا نِبراسًا وهاديًا، ونحن نخوض معركتنا مع أعداء الله - عزَّ وجلَّ - وتَظهر للمتأمل جملةٌ من الحقائق التي تنير الطريق:
أ- إن الدعواتِ الأرضيةَ لن تُجمِّعَ الأمة، ولن تُنشئَ قاعدةً صُلبة تحفظ الأمة، وتُعيد لها كرامتها، فلا اللغة، ولا القومية، ولا الأنساب، أغنتْ يوم بدر؛ بل العقيدة الإسلامية.
ب- إن النصر ليس بالعدد الكثير ولا بالسلاح الوفير، إنه مقرون بالإخلاص في العمل، وجميل التوكل على الله.
ج- إن النصر في "بدر" لم يكن لفئة خاصة أو دولة معينة، بل لعامة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
د- على المسلم ألاَّ يستعجل النتائج، ولا يطلب منه سوى القيام بالواجب: (الإخلاص في العمل، الاستعداد، العدة العسكرية، ...).

2- "فتح مكة" في السنة الثامنة من الهجرة

{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: ١ - ٣]

ورد في تفسير هذه السورة الكريمة أن المراد بالنصر: العون، وأما الفتح، فهو فتح مكة، كما قال مجاهد، ونقل الحافظ عبدالرحمن بن الجوزي في تفسيره عن الحسن - رضي الله عنه - قال: "لمَّا فتح رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مكَّةَ، قالت العرب: أما إذا ظفر محمد بأهل الحرم، وقد أجارهم الله من أصحاب الفيل، فليس لكم به يدان – أي: طاقة - فدخلوا في دين الله أفواجًا".



إن فتح مكة في الثالث والعشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة شكَّل الآية العظمى على مدى الأخلاقية النبوية الإنسانية التي التزم بها الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - مقدمًا أرفع نموذج للتسامح والتواضع والسموِّ الذي عرفته البشرية عبر تاريخها.



وعندما هاجر لُوحق ورُصدتْ الأموال الطائلة لمن يغتاله، بعد أن فشلت مؤامرة قتله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في داخل مكة، ثم - أخيرًا - الأعوام الثمانية التي قضاها الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - في مكة، وهم يلاحقونه ويتربصون بكل أصحابه، ولا تمرُّ الأيام أو الأسابيع إلاَّ وهم متآمرون عليه مع اليهود أو المنافقين، أو مُوعِزون لبعض القبائل بترويعه في المدينة والسطو على مسارح المسلمين التي تسرح فيها دوابهم، أو مقاتلون له مباشرة طورًا ثالثًا.



وها هي السنوات الطوال قد مضت، وها هو أنبل الناس وأزكى الناس، الذي حورب واضطُهِد يعود فاتحًا لبلده، أَجَل، بلده مكة التي أُخرج منها وهو يذرف الدمع ويقول: ((والله إنك لأحب بلاد الله إليَّ، ولولا أنَّ أهلَكِ أخرجوني منك ما خرجْتُ)).



المشهد المؤثر بعد معركة الفتح:

بينما - صلَّى الله عليه وسلَّم - يخفق قلبه بأروع المشاعر؛ لأنه في طريقه إلى المسجد الحرام والكعبة، وقد فعل ما أراد، واستلم الحجر الأسود، طاف بالبيت، ولم يكن محْرمًا، وهو يتلو قول الله – تعالى -: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81]، ثم دخل إلى جوف الكعبة، فأزال آثار الوثنية من داخلها، كما أزالها من خارجها، ثم دار في البيت يُوحِّد الله ويُكبِّره، وكل ذلك وهم ينظرون إليه، إنهم في وادٍ بعيد عنه، إنه في الآخرة، في الملأ الأعلى، أما هم فيفكرون هَلِعين فيما ينتظرهم، متذكرين ماضيهم الأسود معه.



ونظر - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى آلاف الوجوه التي فعلت به الأفاعيل طِيلَة عقدين من الزمان، بعد أن دخل مكة من أعلاها، من كداء، وهو يضع رأسه - وهو راكب - على دابَّته، تكاد تلامس رأسه ظهر الدابة؛ تخشُّعًا وخضوعًا لله، وهم ينتظرون القضاء العادل، لكنهم مع ذلك كانوا يعرفون أن محمدًا هو محمد رسول الرحمة؛ لأنه الرسول الأخلاقي الذي وصفه ربُّه بالخلق العظيم؛ {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، إنه لن يعاملهم بالعدل، فلو عاملهم بالعدل لانتهى كل شيء، ثم فاجأهم النبيُّ الأعظم بالسؤال: ((يا معشرَ قريش، ما تظنون أنِّي فاعلٌ بكم؟))، وكأنما كان السؤال نفسه طوق نجاة لهم، فسرعان ما أجابوه قائلين: خيرًا، أخٌ كريم، وابنُ أخٍ كريم، قال: ((فإني أقول لكم كما قال يوسف لأخوته: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} [يوسف: 92]، اذهبوا، فأنتم الطلقاء)).



ثم تتوالى آيـات عظمته، وعندما كانت الجيوش الإسلامية تزحف على مكة في ظل أوامر صـارمة بعدم إراقة الدماء إلاَّ في الدفاع عن النفس - أخطأ أحد القادة - وهو الرجل العظيم سعد بن عبادة - فقال: اليوم يوم الملحمة، اليوم يذلُّ الله قريشًا، فانتُزِعتْ منه الراية - بأمر الرسول - وأعطيت لابنه قيس، وصَحَّح الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - العبارة حتى لا تذهب إلى الناس وتُروِّعهم قائلاً: ((اليوم يوم المرحمة، اليوم يُعزُّ الله قريشًا))، وقد صدق؛ فلولاه ولولا دخول مكة في الإسلام لما كانت لمكة قيمة، ولَمَا كان لقريش قيمة أبدًا.


3- معركة "حطين" واسترداد بيت المقدس : بين المسلمين بقيادة صلاح الدين، وبين الصليبين



قام المجاهد "عماد الدين زنكي" - رحمه الله - بعد قتال عنيف مع الحاميات الصليبية باستعادة بعض المدن والإمارات؛ من أبرزها: إمارة "الرها" عام 1144م، وواصل خَلَفُه "نور الدين محمود" - رحمه الله - التصدي للفرنجة؛ فمَدَّ نفوذَه إلى دمشق عام 1154م، واستكمل القائد المجاهد "صلاح الدين الأيوبي" - رحمه الله -[3] تلك الانتصارات فكانت معركة حطين الشهيرة التي استُرِدَّ بعدها بيت المقدس عام (583هـ - 1187م).



وكان صلاح الدين الأيوبي يعلم علم اليقين أن النصارى الصليبيين ليسوا من السهولة أبدًا؛ ولذلك سارع إلى إدخال إصلاحات جذرية في الجهاد، وكان يطبق قول الله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60]؛ ولذلك هيَّأه الله - سبحانه وتعالى - لترتيب صفوف المسلمين، وفي تخطيطه - رحمه الله - لإعداد الأمة للجهاد، لم يكن الرجل يُعِدُّ نفسَه وأهلَ بيته فقط، ولا المدن التي كانت حوله فقط، كان يُعدُّ الأمة الإسلامية قاطبةً لحرب الصليبيين. وابتدأت المسألة من جوانب الاقتصاد، وإعداد السلاح، والجند والجيوش، والدواوين والأسلحة، والمؤن والذخائر والعتاد، والخطط الحربية، وسنأتي على كل شيء بلمحات تُبيِّن عِظَمَ تلك العقلية التي قيَّضها [أي: هيَّأها وسبَّبها] الله - سبحانه وتعالى.



فعلاً، كانت معركة حطين تمهيدًا لدخول صلاح الدين - رحمه الله - إلى بيت المقدس، وتم بفضل الله نصر الله المبين حيث التقتْ جيوش المسلمين بجيوش الصليبيين في "حطين"، وكان ذلك في عام 583هـ - 1187م.



لقد جمع الصليبيون عشرين ألف مقاتل، جمعوهم من كل دويلات الصليبيين واشتبك الجيشان، وانجلت المعركة عن نصر ساحق لصلاح الدين مع تدمير تام لجيش أعدائه، لم يكن أمام جيش صلاح الدين بعد معركة حطين إلاَّ أن يتقدم نحو القدس، وقبل أن يتقدَّم نحوها استسلم له حصن "طبرية"، وفتح "عكَّا"، واستولى على "الناصرية"، و"قيسارية"، و"حيفا"، و"صيدا"، و"بيروت"، وبعدها اتَّجه صلاح الدين إلى القدس.


استرداد القدس:


ولكن الصليبيين تحصَّنوا بداخلها، فاتَّخذ صلاح الدين "جبل الزيتون" مركزًا لجيوشه، ورمى أسوار المدينة بالحجارة عن طريق المجانيق التي أمامها، ففرَّ المدافعون، وتقدَّم المسلمون ينقبون الأسوار، فاستسلم الفرنجة، وطلبوا الصلح، فقبل صلاح الدين، واتفق الطرفان على أن يخرج الفرنجة سالمين من المدينة على أن يدفع الرجل عشرة دنانير، والمرأة خمسة، والصبي دينارين، ووفَّى المسلمون لهم بهذا الوعد، وكان ضمن من خرجوا "البطريرك الأكبر" يحمل أموال البِيَع (الكنائس)، وذخائر المساجد التي كان الصليبيون قد غنموها في فتوحاتهم.

المشهد المؤثِّر بعد المعركة:

يمكن استخلاصُ عِبَرًا كثيرة في سياق موقعة "حطين" الشهيرة، لكنَّ المشهد الذي استوقفني:

رحمة صلاح الدين:

"ويُروى أن مجموعةً من النبيلات والأميرات قلْنَ لصلاح الدين - وهنَّ يغادرْنَ بيت المقدس -: "أيُّها السلطان، لقد مننْتَ علينا بالحياة، ولكن كيف نعيش وأزواجنا وأولادنا في أسرك؟! وإذا كنا ندع هذه البلاد إلى الأبد، فمَن سيكون معنا من الرجال للحماية والسعي والمعاش؟! أيُّها السلطان، هَبْ لنا أزواجنا وأولادنا؛ فإنك إن لم تفعلْ أسلمْتنا للعار والجوع"، فتأثر صلاح الدين بذلك، فوهب لهنَّ رجالهن".


مَلَكْنَا هَذِهِ الدُّنْيَا قُرُونا وَأَخْضَعَهَا جُدُودٌ خَالِدُونَا
وَسَطَّرْنَا صَحَائِفَ مِنْ ضِيَاءٍ فَمَا نَسِيَ الزَّمَانُ وَلَا نَسِينَا



رحمك الله يا صلاح الدين، فقد كنت مثالاً للرحمة والعفو وحسن الخلق، وكنت مثالاً حسنًا لمبادئ الحضارة الإسلامية وعظمة الإسلام، وانظروا إلى الحضارة الغربية التي تأتي على الأخضر واليابس في العراق وأفغانستان، بل انظروا إلى ما تصنعه الآلة العسكرية الصهيونية في فلسطين، لا تفرق بين المدنيين والعسكريين؛ بل تستهدف حتى الرضَّع، إنها ثقافة الجبناء!





4- معركة "عين جالوت"


حيث انتصر المسلمين على التتار، بين المسلمين بقيادة "سيف الدين قطز" والمُغُول

في عهد الدولة المملوكية استطاع "سيف الدين قطز" و"الظاهر بيبرس" صدَّ الغزو المغُولي الذي اجتاح أجزاءً واسعةً من العالم الإسلامي في معركة "عين جالوت" قرب الناصرة في عام 1259م، فكانت واحدةً من أهم وأشهر المعارك الإسلامية.



الخروج إلى القتال:

في (شهر رمضان 658هـ = أغسطس 1260م) خرج "قطز" من مصر على رأس الجيوش المصرية، ومَن انضمَّ إليه من الجنود الشاميين وغيرهم، وترك نائبًا عنه في مصر هو الأتابك فارس الدين أقطاي المستعرب، وأمر الأمير "بيبرس البندقداري" أن يتقدَّم بطليعة من الجنود؛ ليكشف أخبار المغول، فسار حتى لقِيَ طلائع لهم في "غزة"، فاشتبك معهم، وألحق بهم هزيمةً كان لها أثرٌ في نفوس جنوده، وأزالتِ الهيبةَ من نفوسِهم، ثم تقدَّم السلطان "قطز" بجيوشه إلى "غزَّة"، فأقام بها يومًا واحدًا، ثم رحل عن طريق الساحل إلى "عكَّا"، وكانت لا تزال تحت سيطرة الصليبيين، فعرضوا عليه مساعدتهم، لكنه رفض، واكتفى منهم بالوقوف على الحياد، وإلاَّ قاتلهم قبل أن يقابل المغول، ثم وافى "قطز" الأمير "بيبرس" عند "عين جالوت" بين "بيسان"، و"نابلس".



وكان الجيش المغولي يقوده "كيتوبوقا" (كتبغا) بعد أن غادر "هولاكو" الشام إلى بلاده للاشتراك في اختيار خاقان جديد للمُغُول، وجمع القائد الجديد قواته التي كانت قد تفرَّقت ببلاد الشام في جيش موحد، وعسكر بهم في عين جالوت.



اللقاء الحاسم:


وما كاد يشرق صباح يوم الجمعة (25 من رمضان 658هـ = 3 من سبتمبر 1260م) حتى اشتبك الفريقان، وانقضَّتْ قوات المغول كالموج الهائل على طلائع الجيوش المصرية؛ حتى تحقق نصرٌ خاطفٌ، وتمكَّنت بالفعل من تشتيت ميسرة الجيش، غيرَ أن السلطان "قطز" ثبت كالجبال، وصرخ بأعلى صوته: "واإسلاماه!"، فعمَّت صرخته أرجاءَ المكان، وتوافدتْ حوله قواتُه، وانقضوا على الجيش المغولي الذي فوجئ بهذا الثبات والصبر في القتال، وهو الذي اعتاد على النصر الخاطف، فانهارت عزائمه، وارتد مذعورًا لا يكاد يصدق ما يجري في ميدان القتال، وفرُّوا هاربين إلى التلال المجاورة بعد أن رأوا قائدهم "كيتوبوقا" يسقط صريعًا في أرض المعركة.




ولم يكتفِ المسلمون بهذا النصر، بل تتبَّعوا الفلول الهاربة من جيش المغول التي تجمعت في "بيسان" القريبة من "عين جالوت"، واشتبكوا معها في لقاء حاسم، واشتدت وطأة القتال، وتأرجح النصر، وعاد السلطان "قطز" يصيح صيحة عظيمة سمعها معظم جيشه وهو يقول: "واإسلاماه!" ثلاث مرات ويتضرع إلى الله قائلاً: "يا الله!! انصر عبدك قطز"، وما هي إلا ساعة حتى مالت كفة النصر إلى المسلمين، وانتهى الأمر بهزيمة مدوية للمغول لأول مرة منذ "جنكيز خان"، ثم نزل السلطان عن جواده، ومرَّغ وجهه على أرض المعركة وقبَّلها، وصلَّى ركعتين شكرًا لله4].



5- فتح القسطنطينية على يد "محمد الفاتح"



إن القسطنطينية التي بشَّر الرسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم – بفتحها: ((لتفتحُنَّ القسطنطينية، فلنِعْمَ الأميرُ أميرُها، ولنِعْمَ الجيشُ ذلك الجيش))؛ روه الإمام أحمد في مسنده، من ذا الذي فتحها غير السلطان "محمد الفاتح" - رحمه الله - الذي وضع خُطَّة غاية في دهاء التدبير، وروعة في الإعداد العسكري ودقة التنفيذ؟! يوم حمل السفن برًّا على جذوع الشجر، ثم دحرجها وأنزلها إلى البحر خلف البيزنطيين من حيث لا يتوقعون، مما أدى إلى دحر أسطولهم وهزيمتهم، وفتح القسطنطينية التي أصبحت فيما بعد عاصمة الخلافة، وحملت اسم "إسلامبول" أو "إستانبول"؛ أي: مدينة السلام ([5]).



كيف تم فتح القسطنطينية؟

أراد محمد الفاتح منذ تولِّيه الحكم حسم مشكلة القسطنطينية، فقد كانت وكرًا للمؤامرات على الدولة العثمانية، واستعد السلطان سياسيًّا وعسكريًّا لذلك، ثم حشد "الفاتح" أكثر من ربع مليون جندي أحدقوا بالقسطنطينية من البَرِّ، واستمر حصار المدينة ثلاثة وخمسين يومًا، تم خلالها بناء منشآت عسكرية ضخمة، واستقدام خيرة الخبراء العسكريين، ومِن بينهم الصانع المجري الشهير "أوربان"، والذي استطاع صنع مدافع عظيمة تقذف كرات هائلة من الحجارة والنار على أسوار القسطنطينية، وقد بذل البيزنطيون قصارى جهدهم في الدفاع عن المدينة، واستُشهِِد عددٌ كبير من العثمانيين في عمليات التمهيد للفتح، وكان من بين العقبات الرئيسة أمام الجيش العثماني تلك السلسلة الضخمة التي وضعها البيزنطيون؛ ليتحكموا بها في مدخل القرن الذهبي، والتي لا يمكن بحال فتح المدينة إلا بتخطّيها، وقد حاول العثمانيون تخطي هذه السلسلة دون جدوى، ووفق الله "الفاتحَ" لفكرة رائعة، تدل على عبقرية حربية فذَّة؛ حيث استطاع نقل سبعين سفينة بعد أن مُهِّدت الأرض وسوُيت في ساعات قليلة، وتم دهن الألواح الخشبية ووضعها على الطريق؛ تمهيدًا لجرِّ السفن عليها مسافة ثلاثة أميال، وقد تمَّ كل هذا في ليلة واحدة، وبعيدًا عن أنظار العدو، وكانت فكرةً مبتكرةً وناجحةً بكل المقاييس، ثم بعد الهجوم الكاسح على المدينة واستسلامها بعد مقتل الإمبراطور، كان التسامح التام مع أهل المدينة؛ حيث كانت لهم الحرية التامة في ممارسة شعائرهم الدينية، واختيار رؤسائهم الدينيين، ومما يدل على ذلك أن السلطان محمد الفاتح استقبل "بطريرك المدينة"، وتناول معه الطعام، وتحدَّثا في أمور شتى: دينية وسياسية واجتماعية، مما أعطى هذا البطريرك انطباعًا مختلفًا عمَّا كان عليه قبل لقائه السلطان الفاتح.

لقد كانت القسطنطينية قبل فتحها عقبةً كبيرةً في وجه انتشار الإسلام في أوروبا؛ ولذلك فإن سقوطها يعني فتح أوروبا لدخول الإسلام بقوة وسلام أكثر من ذي قبل، ويعتبر فتح القسطنطينية من أهم أحداث التاريخ العالمية، وخصوصًا تاريخ أوروبا وعلاقتها بالإسلام، حتى عدَّهُ المؤرخون الأوروبيون ومَن تابعهم نهايةَ العصور الوسطى وبدايةَ العصور الحديثة([6]).



والمعارك والغزوات التي كُلِّلت بالانتصار في هذا الشهر المبارك كثيرة، لكن اقتصرت على أشهرها، أو كما يقال: يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق؛ أي: يكفي فخرًا للمسلمين أن يستحضروا هذه المشاهد الخالدة في التاريخ الإسلامي؛ ليأخذوا منها الدروس والعبر.
كما كانت فيه معركةُ وادي برباط في أرض الأندلس المغتصبة وكانت في الثامن والعشرين من رمضان لسنة 92 هـ، واستمرت مدة ثمانية أيام قبل أن ينزِّل الله سبحانه وتعالى نصره على قلةٍ من المسلمين، لينتصر 12 ألف مسلم على جيش أوروبا، كل أوروبا، الذي كان تعداده 100 ألف مقاتل، إذ استنفره بابا الفاتيكان وزعم أنه قد غفر لهم ذنوبهم، فجاؤا يحملون الحبال على البغال ليأخذوا المسلمين عبيداً، فكان النصر في شهر الانتصارات للمسلمين وقائدهم طارق بن زياد، نصراً مؤزاً، جعل المسلمين يتقدمون ليصبحوا على بعد 30 كيلومتراً من باريس الكفر؛ ماخور البغاء؛ التي هي في أقصى شمال فرنسا.


ختاماً :

ومن انتصارات المسلمين في هذا الشهر أيضا فتح عمورية (أنقرة) في 7 رمضان سنة 223هـ، نصرةً لامرأة واحدة من نساء المسلمين، وكان فتح أنطاكية على يد الظاهر بيبرس في 12 رمضان 666هـ، ومعركة عين جالوت التي هزم فيها المسلمون بقيادة قطز التتار في 25 رمضان 658هـ وغيرها، هذا غيض من فيض بطولات المسلمين وعظائم أعمالهم في شهر رمضان، فكانت الطاعات والانتصارات، فهلا جعلنا من إطلالة هذا الشهر الفضيل موسماً للطاعة نرجع فيه إلى الله سبحانه وتعالى فينزل علينا نصره، يقول تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، ولا يكون الرجوع بالتقرب إليه سبحانه وتعالى فقط بالعبادات والإكثار من المندوبات وإن كان في ذلك خير، بل يكون الرجوع على بصيرة من الأمر، بترك الحرام والقيام بالفروض التي من أجلّها وأعظمها فرض العمل لاستئناف الحياة بمبدأ الإسلام العظيم؛ الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي بشّر بها النبي صلى الله عليه وسلم ، وبهذا الفرض يُوجَد الإسلام كاملاً في عقيدته وشريعته وسائر أنظمته في كل حياتنا، ونحقق العبودية لله سبحانه وتعالى وحده، ويطابق عملنا قولنا ” لا إله إلا الله محمد رسول الله”.


في شهر رمضان أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم أكبر كنز للأمة الإسلامية . إنه المصدر الوحيد لقيادتنا. وإننا نعلم أن المسلمين في جميع أنحاء العالم يتطلعون أكثر ما يكون نحو إعادة هذه الإنتصارات والأمجاد وأن العالم يحتاج لهذه الفتوحات لنشر الإسلام العادل، ولا يمنع هذه الانتصارات إلا غيابُ القائد الشجاع الثابت، والذي لن يوجد ولن يظهر حتى إعادةَ الخلافةِ الإسلاميةِ القضيةَ المصيريةَ في حياتنا. إنها الخلافة الوحيدة القادرة على إنهاء الذل والمذهبية والحدود المصطنعة و على إسقاط الحكام الفاسدين الذين عطلوا الجهاد وعجزت الجيوش الإسلامية في عهدهم عن القيام بدورها في تحقيق الإنتصارات. بإعادة الخلافة سيكون للمسلمين قائد وحاكم، أمير للمؤمنين ، أمير للجهاد يعيد لرمضان المبارك الأمجاد بعودة الأم الرؤوم.

إن حـزب التحرير يعمل في العالم الإسلامي من أجل إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وإننا ندعوكم أن تأخذوا هذه المسألة بدون تأخير وأن تعملوا على خلع كل جذور الأمور والأفكار المهزومة. دعونا نقوِّي الدعوة العالمية للخلافة الشرعية الصحيحة حتى يعود علينا رمضان القادم ونحن نرى الإسلامية رائدة بين الأمم منتصرة فاتحة محررة ومنقذة للمسلمين، بل وغير المسلمين، حول العالم.

إخوتنا وأخواتِنا الأعزاء، رمضان مبارك لكل واحد منكم، ونسأل الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا وقراءتنا للقرآن الكريم. ونسأل الله بكل إخلاص أن يرفع عن الأمة معاناتها، ويقوي إيماننا وتقوانا في رمضان آمين.



Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Apr 27 2020, 11:59 AM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35




سلسلة رمضان المبارك : 1 - رمضان بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة يجمعنا

رمضان بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة يجمعنا

خلق الله الأمة الإسلامية لتحمل رسالة وأمانة للبشرية جمعاء. وتتجلى معاني هذه الرسالة في مواسم مباركة وشهور عطرة تعمل على إبراز وحدة المسلمين، وفي رمضان تظهر هذه الوحدة العظيمة؛ فشهر واحد وصيام واحد وقبلة واحدة ومنهج واحد. خاطبنا الله بالصيام جميعًا فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]. ولشهر رمضان المبارك أبعاد كثيرة فهو شهر التوبة والمغفرة والرحمة وشهر وحدة الأمة الإسلامية التي تتجسد في صوم آلاف الآلاف من المسلمين حول العالم عند طلوع الفجر وإفطارهم بحلول صلاة المغرب ويذهبون إلى صلاة التراويح وهذا برنامج تقوم به أمة المليار بنفس الوتيرة وبنفس الكيفية إستجابة لأمر الله تعالى. يتركز في رمضان المبارك مفهوم وحدة المسلمين على يد واحدة وقلب واحد، المسلمون كما وصفهم -عليه الصلاة والسلام- بأنهم كالجسد الواحد ولم يجمع شتاتهم إلا الإسلام، ولن يؤاخي بينهم إلا الإسلام {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 63]. تجمعهم عقيدة لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا يضرهم لغاتهم وألوانهم وخلفياتهم المختلفة.

ويلي رمضان المبارك موسم الحج الذي تتجلى فيه معاني الوحدة مرة أخرى فحجنا واحد في زمن واحد على صعيد واحد، تتجسد فيه معاني الإعتصام بحبل الله سبحانه ونبذ الفرقة، فقال: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105]. وقال رسول الله -عليه الصلاة والسلام: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا". وفي الصحيح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب المسلم من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه".

والصحيح أن وحدة الأمة الإسلامية تتجلى في شهر الصيام والقيام ولكنها وحدة في الظاهر غير متحققة على أرض الواقع حيث تجد البلاد الإسلامية تختلف على بداية الصوم وعلى يوم العيد كما يعيش المسلمين اليوم واقع التشرذم والتمزق في أكثر من خمسين بلد كل قطر له حكومة تفتعل الخلافات وتؤججها بين الشعوب المسلمة حتى ضاع معنى الوحدة جوهرياً ، فلا زالت معاني الأخوة جزء من حياة المسلمين في البلد الواحد وفي بلاد أخرى إلا أن تطبيقها فعلياً صعب جداً بسبب الأنظمة المختلفة التي تحكم بلاد المسلمين بغير ما أنزل الله تعالى من أحكام. فشأن أهل الشام خاص بهم وشأن فلسطين المحتلة خاص بهم وشأن اليمن ومصر والسودان شأن خاص بكل واحد منهم ونجح الغرب الكافر بفرضه سياسة "فرق تسد"، فالوحدة الحقيقة تحصل عندما يكون للأمة الإسلامية كيان تنفيذي واحد يطبق أنظمة الإسلام كاملة ويرعى شؤون الناس ويحقق معاني شهر رمضان المبارك والحج من بعده. فالوحدة الحقيقية تكون بإيجاد الإمام الجنة الذي يتُقى من ورائه، قال عليه الصلاة والسلام : «..إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ...» وهنا نجد بعداً مهماً لشهر رمضان المبارك الذي إختصه الله تعالى بالإنتصارات والفتوحات العظيمة والتي كانت محطات تحول مصيرية في تاريخ المسلمين السياسي. فإمتداد وحدة المسلمين السياسية هي نتاج طبيعي لوحدتهم العقائدية، ولقد قرَّرَ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الوحدة منذ اللحظة الأولى لبناء الدولة الإسلامية فوضع منهاجاً حدَّدَ من خلاله هوية الأمة والدولة، وتوحد المسلمين على أساس الإسلام.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وإن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس». وقال: «وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله عزَّ وجل وإلى محمد رسول الله». وقال: «وإن سلم المؤمنين واحدة».

فهذه الأحاديث تدل بشكل قاطع على الوحدة السياسية للمسلمين بوصفها أمة واحدة من دون الناس، وتبين لهم مرجعيتهم وهي الله عز وجل ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أي الكتاب والسنة. ويؤكد هذا المعنى أيضاً قوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران 103] وجميعاً هنا جاءت حال وليس توكيداً، ولو كانت توكيداً لكانت جميعكم. والمعنى في الآية يرشد إلى معنى الجماعة على إمام، لا على أكثر من إمام لكي لا تتفرقوا. وقال صلى الله عليه وسلم «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما»، وقال: «من بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإذا جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر». وفي رواية «فاضربوه بالسيف كائناً من كان». لقد كان لرمضان الخير طعم آخر في ظل دولة الخلافة التي كانت قائمة وهدمت في 1918 على يد الغرب الكافر. كان يأتي رمضان المبارك على المسلمين وهم في عزة ويعيشون بكرامة مجتمعين تحت راية واحدة تحكم العالم، بدون حدود ولا سدود ولا إختلافات على مطلع الصوم والعيد ولا يختلفون على يوم عرفة العظيم، دماؤهم وأراضيهم وأعراضهم معصومة مصونة، ليس فيهم عار ولا جائع ولا لاجيء ولا مشرد ولا فقير ولا جاهل . إن الإطار السياسي الجامع الموحد للمسلمين هو دولة الخلافة ولا يوجد إطار سياسي غيرها. وتعرف الدولة "بأنها رئاسة عامة للمسلمين جميعاً في الدنيا لإقامة أحكام الشرع الإسلامي وحمل الدعوة إلى العالم" وإقامتها فرض عظيم، كما الصوم فرض في شهر رمضان المبارك.

إلا أن كل ما سبق وتحدثنا عنه طمس الإعلام الفاسد معالمه إمعاناً في تضليل المتلقي المسلم وحصر معالم هذه الوحدة العقائدية السياسية في مظاهر الأكل والشرب والزينة في رمضان المبارك في مختلف البلاد الإسلامية وركز عند المسلمين مفاهيم خاطئة لا تمت لمعنى رمضان الحقيقي في الإسلام بصلة، فلقد غيب مفهوم الدولة الواحدة وأن عقيدة الإسلام عقيدة سياسية ترعى شؤون العباد بقوانين رب العباد وإنها عقيدة عالمية لا تحدها حدود ولا تمنع إنتشارها سدود. ففي الإعلام رمضان بات شهر المسلسلات وليس الفتوحات وبات شهر الصدقات والتبرعات وليس إمتداداً لأنظمة المجتمع والدولة الإقتصادية والسياسية والإجتماعية وكما يصور الإعلام رمضان الخير على إنه أيام وستنتهي وتذهب بينما الإسلام طراز عيش باقٍ في كل يوم من أيام المسلمين. ولا يسلط الإعلام الضوء على الأسباب الحقيقية وراء تشرذم الأمة الإسلامية وجسدها الممزق إلى أكثر من 57 بلد بل يضع المتلقي في كرسي المتفرج كأن ما تمر به الأمة الإسلامية مجرد فلم يتابعه وليس له دور شرعي في تغييره. هكذا يجب على المؤمن أن يفهم معنى رمضان المبارك وعالميته كجزء من عالمية عقيدة الإسلام السياسية ودولته التنفيذية وأن لا يقع ضحية لإعلام النظام الفاسد الذي أفسد على المسلمين ثقافتهم الراقية وعتم على طريق نهضتهم الحقيقية من جديد.

http://naqed.info/forums/index.php?showtop...FAck#entry13642
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم سلمة
المشاركة Apr 27 2020, 12:03 PM
مشاركة #3


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892





بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة رمضان المبارك : 2 - رمضان نقطة تحول تاريخية في واقع الأمة


تقرير عن النداء قبل الأخير لحزب التحرير واختيار حزب التحرير العالمي لأيام رمضان الخير كتوقيت لنشر النداء والفعاليات التابعة له.

لم يكن اختيار حزب التحرير لشهر رمضان المبارك ليطلق فيه نداءه قبل الأخير للأمة الإسلامية عامة وإلى أهل القوة والمنعة فيها على وجه الخصوص بمحض الصدفة ولا كان اختياراً عشوائياً بل كان عن سبق تقصد وإرصاد.... فالحزب يعلم كما تعلم الامة كلها منزلة هذا الشهر الكريم عند رب العزة ومن ثم عند رسوله الكريم .... نعم ....
فمن تفضيل الله تعالى لهذا الشهر أن جعله شهر نزول الهدى للبشرية ليخرجها من ظلمات الشرك إلى النور الإيمان بإذنه يقول تعالى: 1- "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ".... سورة البقرة
2- حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ... سورة الدخان
3- إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) ... سورة القدر

وفي الحديث الذي رواه بن خزيمة في صحيحه عن سعيد بن المسيب ، عن سلمان قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال : « أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم ، شهر مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوعا ، من تقرب فيه بخصلة من الخير ، كان كمن أدى فريضة فيما سواه ، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر ، والصبر ثوابه الجنة ، وشهر المواساة ، وشهر يزداد فيه رزق المؤمن ، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء » ، قالوا : ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم ، فقال : « يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة ، أو شربة ماء ، أو مذقة لبن ، وهو شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار....
ولقد عرف المسلمون فضل هذا الشهر العظيم .... حين علموا منزلته عند رب العالمين وعند رسوله الكريم الذي اختاره من بين شهور السنة ليكون بشير النصر والفتح المبين
ففي شهر رمضان الخير قاد رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين في معركة بدر الكبرى التي فرق الله بها بين الحق والباطل في أول مواجهة بين الإسلام والشرك ... وكانت النتيجة مبهرة .... حيث تغلب فيها جيش تعداده حوالي ثلاثمائة رجل مؤمن مخبت لربه على جيش تعدادة حوالي الألف رجل مشرك متكبر .... فكان نصر الله لعباده المؤمنين في هذه المعركة الفاصلة التي جعلت العزة والكبرياء للإسلام والمسلمين والذلة والمهانة للكفر والكافرين ..... تلك هي معركة بدر معركة الفرقان .... التي امد الله بها المؤمنين بمدد من عنده ملائكة تقاتل معهم، وتشد أزرهم ....
وعند فتح مكة كانت الظروف تقتضي اتخاذ أقصى درجات الاستعداد والتهيئة لجيس الفتح سواء على الجانب المادي أو الجانب الروحي .... وأي وقت أفضل من شهر رمضان يعيش فيه المؤمنون في معية الله تعالى فيتوجهون له بقلوبهم وعقولهم واجسادهم الصائمة القائمة ....يبتغون رحمته ومغفرته ونصره واكثر من ذلك رضوانه تعالى ... فكان اختيار رمضان لهذا الحدث العظيم فتحاً مباركاً ونصراً مؤزرا.... حقق فيه الرسول الكريم هدفه بفتح مكة مع حفظ حرمتها وحرمة من عاش في رحابها.
ولقد تابع المسلمون السير من بعد على خطا رسولهم الحبيب فكانوا يختارون شهر الخير للأعمال العظيمة والأحداث الجليلة
فهذا سعد بن أبي وقاص ليقود جيوش المسلمين في رمضان لهزيمة الفرس هزيمة نكراء في معركة القادسة بعد أن عانى المسلمون من الهزيمة أمام الفرس في معركة الجسر فكان شهر رمضان بشرى فتح ونصر مبين أعاد للمسلمين ثقتهم بأنفسهم وهيبتهم في صدور أعدائهم.
وهذا صلاح الدين يختار شهر رمضان لتحرير بيت المقدس وهزيمة الصليبيين في المعركة الخالدة على مدى الدهر ... معركة حطين...التب أجبرت الصليبيين أن يعودوا أدراجهم إلى بلادهم يجرون أذيال الخيبة والمذلة .
وهذا قطز يجعل مواجهة التتار أعداء الإنسانية وأعداء الدين في شهر رمضان العظيم حيث أبواب السماء مفتحة لاستقبال دعاء المخبتين ... فكانت معركة عين جالوت فتح مبارك أوقف زحف أعداء البشرية المغول الذين اجتاحوا بلاد المسلمين ودمروا عاصمتهم بغداد وعاثوا فساداً في البلاد ... فكانت معركة عين جالوت في أيام رمضان المبارك مؤذنة بعودة العزة للإسلام والمسلمين، ودحر أعداء الله وأعداء الدين .
هذه بعض النماذج من الاحداث الفاصلة في تاريخ الأمة والتي اختار لها قادة الأمة شهر رمضان ليكون وقت وقوعها لما لهذا الشهر من منزلة رفيعة وفضل عظيم عند رب العزة القوي المتين .... فالله يحب أن نتقرب إليه بما يحب ويرضى ... وهو تعالى فضل شهر رمضان على باقي الشهور... فجعله شهر رحمة ومغفرة وعتق من النار،...فليكن رمضان الخير الشهر الذي نتقرب به إلى الله لعلنا نلقى الإجابة والقبول
على هذه القاعدة نقرأ اختيار حزب التحرير ليوم الجمعة الأولى من شهر رمضان الخير ليكون يوم الصدع بالنداء قبل الأخير.... فبعد أن بذل الحزب كل ما في وسعه لتوعية الأمة بتصحيح مفاهيمها وزيادة الوعي السياسي عندها وتعريفها بأعدائها ومن ثم حثها على تحمل مسؤولياتها اتجاه نفسها ودينها من أجل أن تتحمل مسؤولياتها في إعادة شرع الله تعالى ليحكمها وفي إعادة طلائع لفتح لتحرر بلاد المسلمين وتنشر دين الله في العالمين.... شرع يطلب النصرة من مظانها اقتداء بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي واصل طلب النصرة من أهلها حتى قيض الله تعالى له أهل المدينة المنورة ينصرونه ويحمون دعوته ويحملونها تحت لوائه رسالة هدى ونور إلى العالمين .... وها هو الحزب يصدع بصوت أميره عطاء الخير بالنداء قبل الأخير .... حيث استعرض فيه حالالعرب قبل الدعوة ... ثم عرض للدعوة وما لاقى رسول الله وصحبه في سبيلها من بلاء وعداء من المشركين .... وعرج على مواساة الله تعالى لنبيه في هذا الوقت العصيب حيث من عليه بالإسراء والمعراج دعماً وله ومؤازرة ليزيده ثباتا وتثبيتا... ثم أذن له بطلب النصرة لتتوج بنصرة اهل يثرب ثم الهجرة وبناء دولة الإسلام .... وبين كيف كانت هذه الدولة نقطة تحول في حال العرب من قبائل متناحرة وبعضها تابع للدول الكبرى تتحكم فيهم وتستخدمهم لتحقيق مصالحها وخدمة اجنداتها ... حولتهم إلى أمة واحدة قوية عزيزة لا تدين لغير الله ولا تخضع إلا له وحده .... وفي وقت قياسي أصبحت دولتهم الدولة الاولى في العالم تقوده للمعالي والحياة الكريمة التي تليق بالإنسان الذي كرمه الله ورفعه فوق المخلوقات أجمعين.
ثم عاد ليتحدث عن حال الأمة اليوم ... وكيف أن حالها اليوم يشبه حالها قبل البعثة .... بل لعله اسوأ فها هي الأمة متفرقة في كيانات هزيلة، يحكمها حكام عملاء لأعدائها ...لا يكتفون بتنفيذ أجندات أعدائها عليها بل يقومون هم أنفسهم بإذلالها وقتل أبنائها واستباحة حرماتها ... فكانوا أسوأ حالاً من زعماء الكفر في الجاهليه ...
لقد آن الأوان لتقف الأمة موقفاً جادا يرضي ربها ويعيد كيانها لتعود خير أمة أخرجت للناس تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتنشر الإسلام عبر العالم بالدعوة والجهاد.
فهل تحرك أجواء رمضان الإيمانية قلوب أهل القوة والمنعة من أبناء الأمة ضباطاً أو علماء أو سياسيين أو زعماء قبائل وعشائر فيتحركوا لإعطاء النصرة لحزب التحرير حتى يتمكن من إعادة دولة الخلافة ليستانف المسلمون العيش وفق احكام الشرع فينالوا العز في الدنيا والسعادة في الآخرة
اللهم اجعل أفئدة من أهل النصرة تفيء إلى رشدها وتقوم بواجباتها .... فيكون رمضان كما عهدناه في الزمن الزاهر شهر النصر والعزة والتمكين .


http://naqed.info/forums/index.php?showtop...amp;#entry13649
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 26th April 2024 - 04:38 PM