|
ماذا يحدث بعد إقامة الخلافة؟؟؟
الخلافة هي القوة القادمة وهي الخير القادم، وهي التي ستخلص البشرية مما تعانيه من ويلات وضنك، ولكن هناك الكثيرين الذين يتوهمون أنهم قادرون على إحداث الكثير من التغيير في أمور الناس بدون خلافة، وهذا تصور خاطئ، فالتغيير في حياة الناس لن يحصل إلا بعد إقامة الخلافة وإعلانها، ومهما حاول البعض إيجاد هذه الأمور قبل إقامة الخلافة فان جهودهم ستذهب هباء منثورا، ومن هذه الأمور:
1- تطبيق الإسلام كاملا لن يحصل إلا بعد إقامة الخلافة، فالأعمال التي تقوم بها بعض الحركات من تطبيق بعض الحدود الشرعية في قانون العقوبات وفي موضوع الحدود والجنايات والعقوبات التعزيرية ومن إجبار النساء على لبس اللباس الشرعي، كل هذه الأمور ليست إلا جزءا يسيرا من الإسلام، علاوة على أنهم لا يملكون الحق الشرعي في تنفيذها، وما يمكن أن تجره تصرفاتهم من تشويه صورة الإسلام، وأيضا عدم توفير الحياة الإسلامية قبل تطبيق الإسلام لا يمكنهم ولا يجيز لهم تطبيق العقوبات، والتي يجهلها هؤلاء الأفراد.
2- الجهاد الفاعل والمؤثر في جيش منظم، وهذا لن يعود إلا إذا عادت الخلافة، أما ما نراه اليوم من جهاد الأفراد والحركات التي لا يخرج جهادها عن جهاد الأفراد، فهو جهاد فردي لن يزيل احتلالا ولن يوصل رسالة الإسلام التي يجب أن يوصلها المسلمون لغيرهم، وكذلك هو مبني على ردة الفعل وليس على الفعل وإحداث التأثير والتغيير على الأرض، وهذا الجهاد يشوبه أخذ المساعدات العسكرية من الغير، وهذا الغير عادة ما يكون دول كفر أو دول حكام ظلمة خونة، وهذا بلا شك انتحار سياسي للمجاهد ولحركته، وملاحظة مهمة هي أن هذا الجهاد الفردي يؤرق الكفر أرقا شديدا ونحن لا نذم فاعليه، بل نقول أن مجرد الجهاد الفردي يؤرق الكفر، فما بالنا لو قامت الخلافة وتم تنظيم المجاهدين في جيش منظم يتلقى التدريب العسكري ويتم بناء المصانع العسكرية لإمداده بالسلاح، ويدعم هذا الجهاد قيادة سياسية توجهه الوجهة الصحيحة، فانه في هذه الحالة سيكون مدمرا على الكفر والظالمين وسيتم دحر وطرد جميع الكفار من بلاد المسلمين، بل وملاحقتهم إلى عقر دارهم لنشر الإسلام، وهذا ما لا يستطيعه الجهاد الفردي.
3- إزالة الفساد، فان إزالة الفساد لن تكون قبل قيام الخلافة، لان أصل الفساد موجود ولم يزل وهو النظام الطاغوتي المطبق، نعم النظام العلماني الديمقراطي العفن، هو أس الفساد والبلاء، وما دام مطبقا فسيبقى الفساد ينتشر ويزدهر ويتطور، وعند إقامة الخلافة فقد تم خلع جذر الفساد من الأرض وإقامة الخلافة جذر الصلاح والعدل في الأرض، وعندها سيبدأ الفساد يندثر وينتهي ويضمحل ويحل محله الخير والعدل ونور الإسلام العظيم، ومن صور الفساد التي ستندثر سريعا بإذنه تعالى:
• عدم وجود اللباس الشرعي، فان موضوع اللباس الشرعي يحتاج قرارا من أمير المؤمنين، بفرض اللباس الشرعي ومنع أي لباس غير شرعي ومعاقبة من تلبس لباسا غير شرعي، وفي يوم وليلة ومع توفير اللباس الشرعي بأثمان بخسة قليلة، يصبح اللباس الشرعي هو السائد، فيفرح بذلك المؤمنون والمؤمنات ويغضب المنافقون المنافقات ويندثروا في جحورهم.
• الخمور والرقص والمخدرات، وذلك بمنعها، فمثلا سيتم منع الخمارات والخمور ومعاقبة من يعملون على نشرها، ومنع المخدرات ومحاربة أصحابها، حيث أن معظم دول اليوم بسبب وجود الفاسدين فيها فان كثيرا ممن هم في الحكم هذه الأيام يروجون لهذه السموم بسبب المبالغ التي يجنونها منها، لان قاعدتهم التي يفكرون عليها هي المنفعة، أما في دولة الخلافة فان هذه المواد لو جلبت المليارات فسوف تقوم بمنعها ومعاقبة أصحابها اشد العقاب، لأنها قائمة على أساس الحرام والحلال.
• الإعلام: منع الإعلام من بث إلا ما يرضي الله تعالى، فتتم في دولة الخلافة معاقبة وسائل الإعلام التي تبث ما يغضب الله تعالى، وفرض منهاج معين على شكل خطوط عريضة على جميع وسائل الإعلام في البث يستند إلى القران والسنة، وطرد المشبوهين العملاء منها، ومحاسبة أي بث لا يوافق عليه الإسلام، وكذلك الأمر في الصحف والمجلات والانترنت وغيرها من وسائل الإعلام.
• ستقوم الدولة بالبدء بإنشاء أم المصانع وأساس الصناعة وهي صناعة الحديد والصلب وصناعة المحركات وصناعة القطع الالكترونية الدقيقة وصناعة التنقيب عن النفط والمعادن والثروات من باطن الأرض بنفسها واستخراجها وتكريرها وتنقيتها وتحويلها إلى مواد جاهزة للصناعة، وستعمل الدولة على إيجاد صناعة سيارات مستقلة عن دول الكفر، وعندها لن تعتمد دولة الخلافة على دول الكفر أبدا في الصناعة أو أي استيراد لأي مواد، وتبدأ بتطوير الصناعات العسكرية بالذات، وللعلم فان هذه الخطوة مهما كنت الصناعة في بدايتها ضعيفة أو بدائية أو غير ذات جودة بما عند الغرب، فإنها الخطوة الرئيسية في التحلل من الاعتماد على الغرب الكافر الذي لا يدعم مسلما إلا لما يحقق مصالح الغرب الكافر.
4- بالنسبة للأملاك في دولة الخلافة، فستعود إلى أصلها ملكيات ثلاث، ملكية الأفراد ضمن حدود الشرع، ستبقى وسيتم المحافظة عليها، وستمنع الضرائب والمكوس، وسترفع الأجور حسب ما هو متوفر من أموال، وبالنسبة للأملاك العامة وهي النفط والمعادن والأنهار وغيرها من الممتلكات العامة فسيتم توزيعها على رعايا دولة الخلافة بالطريقة المناسبة، وهذا سيوفر بابا قويا للرعية في دولة الخلافة كانت الأنظمة الحالية وما زالت تسرقه إلى حساباتها الشخصية وتسلم قسما كبيرا منه إلى الكفار، وفي مجال أملاك الدولة فإن الدولة ستشجع الزراعة بشكل قوي وتعطي الأراضي للناس وتعطيهم الدعم لتقوية القطاع الزراعي بشكل كبير جدا. وفي مجال الاقتصاد سيتم منع البنوك ومنع الربا منها والعمل على تحويلها إلى مؤسسات إسلامية لا يوجد فيها ربا، وسيتم منع الشركات المساهمة وقطع يد الكفر من التدخل في اقتصاد الدولة الإسلامية، وسيتم إلغاء جميع القروض الربوية التي أخذها حكام اليوم من دول الكفر، وسيتم رفع يدهم بالكامل عن الاقتصاد، وسيتم منع الربا والقمار والاحتكار والضرائب، وسيتم تقليص الفجوة بين الأغنياء والفقراء بشكل كبير جد، وسيتم تحصيل أموال الزكاة من المسلمين وتوزيعها على مستحقيها، وسيعود الخراج والفيء والجزية والعشور ويتم توزيعها على مستحقيها، وسيعود بيت المال بشكل قوي وكبير ومنظم ليأتي اليوم بإذن الله الذي لا يوجد فيه فقير واحد.
5- في مجال التعليم سيتم بناء المناهج على أساس العقيدة الإسلامية، وسيتم منع جميع أفكار الكفر وسيتم وضع المواد العلمية القوية والصحيحة والمناسبة والمعتمدة على آخر تكنولوجيا موجودة التي تخرج الأطباء والمهندسين والعلماء والأخصائيين والباحثين في جميع المجالات، وستكون لغة التدريس ولغة الدولة ولغة خطابها هي اللغة العربية، حتى أن أبناء الكفار سيصبح همهم كيف يتكلمون لغتنا العربية ويتفاخرون بذلك بدل الذل الذي نحن فيه.
6- ستقوم الدولة بتوفير الأجواء الإسلامية، أي أنها ستشجع أعمال الخير والعبادات، فمثلا في المساجد يصبح من لا يصلي في المسجد مشبوه ويصبح من لا يصوم النوافل مشبوه ويصبح الفاسق مختبئا لا يجرأ على الظهور، ويصبح هناك تنافس واضح في حفظ القرآن وفي تعلم العلوم الشرعية، وسيتم القضاء على كل شيء مخالف للإسلام حتى أن الناس مع الوقت ستنبذ كل من لا يسير على الإسلام النوافل قبل الفروض، ليس كاليوم المجتمع ينبذ الملتزمين بأحكام وفروض الإسلام.
7- ستقوم دولة الخلافة بحمل رسالة الإسلام إلى البشرية بجهاد الدفع كما ذكرنا وهو جهاد معطل، وستقوم بفتح بلدان الكفر وإعادة المحتل منها، وهدف الجهاد ليس قتل الكفار وإنما نشر رسالة الإسلام رسالة الهدى والخير في ربوع العالم.
8- في دولة الخلافة بإذن الله وبعدما عاناه المسلمون سابقا من توارث الحكم واخذ البيعة للخلافة بطرق غير شرعية في ظل الخلافة السابقة، وما عانوه بشكل اكبر بكثير في ظل الحكم الجبري، فان دولة الخلافة بإذن الله لن تسمح إلا بأن يختار الناس خليفتهم بشكل حر، وستسمح بالأحزاب الإسلامية فقط، لان العلمانية والديمقراطية وأضرابها كفر لن يسمح بوجود أحزاب على أساسها، وبإذن الله تعالى وبوجود الأحزاب الإسلامية الواعية يكون هناك حرية في إبداء الآراء التي تخدم الإسلام وأهله، وسيكون هناك حرية لأي شخص أن يترشح لمنصب الخلافة إن توفرت فيه شروطها.
9- هناك أمور معنوية لن تتحقق إلا بعد إقامة الخلافة وتحقيق الانتصارات على الكفار وهي الشعور بالعزة والكرامة والشعور بذل الكفر والكافرين والشعور بصغار العلمانيين والمنافقين، وهذه لن تحدث إلا بعد إقامة الخلافة.
10- سياسة دولة الخلافة هي تطبيق الإسلام في الداخل ومراقبة إحسان تطبيقه، وحمل الإسلام إلى الخارج بالدعوة والجهاد.
طبعا عندما قلنا ذلك، فانه قليل مما يمكن أن نتحدث عنه من خير سيتحقق بإقامة الخلافة، ولكن ما قلنا وما يمكن أن نقوله قلناه بناء على أن الجيش بيد أمير المؤمنين لا يجرأ احد على معارضة تطبيقه للإسلام من الكفار والمنافقين والعلمانيين، وبيده القوة للتنفيذ، وهكذا ما طرحناه شيء يسير جدا إذا أقيمت الخلافة، وليس بالأمر الخيالي، ونحن نرى كيف أن الظالمين يستطيعون تطبيق قوانين مجرمة مجحفة إذا امتلكوا الجيش والقوة، فكيف بمن يريد تطبيق الإسلام؟؟
فالخلافة تاج الفروض فاعملوا لها أيها المسلمون فبها وحدها فقط يمكن أن يتغير حالكم.
|
ماذا يحدث بعد إقامة الخلافة؟؟؟
Nov 5 2015, 01:17 PM
