معلومات عن العلمانية (الديمقراطية)العلمانية تعني فصل الدين عن الحياة أي عن حل مشاكل الحياة وتعني ايضا فصل الدين عن السياسة أي عن رعاية شؤون الناس في جميع مجالات الحياة.
اما الامور الفردية فلا يتدخل فيها النظام العلماني، فالعلمانية لا تمنع الشخص من اداء الصلاة ومن الصيام ومن اخراج زكاته بنفسه ومن لبس المرأة للحجاب ولا تمنع الشخص من قراءة القران او تعلم القران او بناء المسجد او بر الوالدين او كل اعمال الخير التي يمكن للفرد ان يقوم بها، فالعلمانية لا علاقة لها بالأمور الفردية.
اما حل مشاكل الحياة الاقتصادية والخارجية وأمور الحكم وموضوع مرجعية القوانين فهذه لا يجوز ان يتدخل فيها الدين، أي ان العقود والمعاملات والبيع والشراء وعلاقة الدولة بغيرها من الدول وشكل نظام الحكم وكيف تشرع القوانين فهذه يحظر على الدين ان يتدخل بها.
وإذا نظرنا الى واقع المسلمين اليوم نجد ان جميع انظمة الحكم في العالم الاسلامي علمانية بامتياز، حتى من يسمون انفسهم الاسلاميون المعتدلون هم علمانيون ايضا، فأردوغان يحكم بالنظام العلماني وهنية يحكم بالنظام العلماني ومرسي حكم بالنظام العلماني وحزب الغنوشي حكم بالنظام العلماني وكذلك السعودية وإيران علمانية وان طبق الاسلام في بعض الجوانب مثل احكام القضاء، إذ الاسلام مغيب في ايران والسعودية عن الاقتصاد وعن الحكم وعن وضع مواد الدستور وان وجد بعض القوانين الموافقة للإسلام فهي موجودة كقانون أقرها النظام العلماني بالطريقة الديمقراطية العلمانية.
لذلك ان "يسمح" للإنسان بأداء العبادات من صلاة وصيام وغيرها من العبادات الفردية فهذا لا يعني انك تعيش في نظام اسلامي بل يعني انك تعيش في نظام علماني.
الدولة الاسلامية لا تسمح بالصلاة بل تفرض الصلاة وتعاقب تاركها، والدولة الاسلامية لا تسمح بالصيام بل تفرضه وتعاقب من لم يصم، والدولة الاسلامية لا تسمح باللباس الشرعي بل تفرضه وتعاقب النساء التي لا تلبس اللباس الشرعي، فالدولة الاسلامية تفرض الامور الفردية ولا تتركها للأفراد يعملونها او يتركونها كما تفعل العلمانية، والدولة الاسلامية تضع قوانين الاقتصاد من بيع وشراء وشركات وتنمية للمال من النصوص الشرعية، وشكل نظام الحكم فيها هو الخلافة بشروطها كما وردت في الشرع؛ ففيها الولاة وأمراء الجهاد، وعلاقاتها الخارجية قائمة على نشر الاسلام بالدعوة والجهاد وليس لها حدود معينة ولا تعترف بأي حدود دائمة بينها وبين أي دولة اخرى، ودستورها يوضع من قبل المجتهدين والعلماء فقط وليس برأي الاغلبية، فالديمقراطية عندها كفر صراح تعلن الحرب عليها وتمنعه، وأساس كل شيء فيها العقيدة الاسلامية ولا يجوز لآراء البشر ان تضع قانونا واحدا.
ولذلك يمكن تلخيص الفروق بين الدولة العلمانية والدولة الاسلامية بـ:
1- الدولة العلمانية يضع البشر قوانينها برأي الاغلبية ولو كانت بعضا من الاحكام الشرعية، المهم ان يضعها البشر برأيهم واجتهادهم، اما الدولة الاسلامية فلا علاقة لرأي البشر بقوانينها بل توضع المواد حسب الادلة الشرعية ولو تم وضع الدستور من قبل عالم واحد.
2- الدولة العلمانية في العادة وفي الأعم الأغلب تكون أحكام الاقتصاد والحكم والعلاقات الخارجية من وضع البشر وكذلك بعض الاحكام الشخصية، اما الدولة الاسلامية فكل حكم صغير وكبير يجب ان يكون له دليل شرعي ولا علاقة للبشر فيه.
3- الحرية الفردية في الدولة العلمانية مقدسة، أي صلي او لا تصلي، صم او لا تصم، إلبسي اللباس الشرعي او لا تلبسيه، اقرأ القران او لا تقرأ القران، اشرب الخمر او لا تشرب الخمر فهذا شأنك، اما في الدولة الاسلامية فالدولة تعاقب من لم يصلي وتعاقب من لم يصم وتعاقب من لن تلبس اللباس الشرعي وتعاقب على الامور الفردية كما تعاقب على الامور الجماعية وكما تعاقب على الامور الاقتصادية كما تعاقب على العلاقات الخارجية لأنها كلها احكام شرعية يجب تنفيذها، حتى علاقة الرجل مع زوجته تحاسبه ان قصر فيها حسب الاحكام الشرعية.
4- ما نراه اليوم من قوانين تشرع تحارب الاسلام من منع للحجاب او منع لبناء المساجد او منع للآذان فهو ليس من أصول العلمانية، بل هو لأن القائمين على هذه الانظمة يكرهون الاسلام وأهله لذلك يتعمدون تشريع ما يكون حربا على الاسلام وأهله، وذلك خارج عن اسس العلمانية التي تعني فصل الدين عن الدولة.
5- العلمانية تعني بكل بساطة الديمقراطية وتعني ايضا الدولة المدنية وتعني النظام الجمهوري، فكلها تخرج من مشكاة واحدة، ولا يوجد ديمقراطية اسلامية كما لا يوجد دولة مدنية بمرجعية اسلامية.وبناء عليه فان من وصف حاكما علمانيا بأنه اسلامي وانه انسان جيد لأنه يسمح للناس بالصلاة او يبني المساجد او يساعد الفقراء او يسمح للناس بتعلم القران، فهذا لا يخرجه عن العلمانية ابدا، بل هو علماني محارب لله ورسوله ويجب خلعه وإحلال نظام الخلافة مكانه.
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...4833517/?type=3