منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> أردوغان ونظام الإسلام
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 28 2016, 08:47 AM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



أردوغان ونظام الإسلام


قبل سقوط الخلافة الإسلامية وفي الفترة التي كانت فيها الدولة الإسلامية تنهار ظهرت حركات إسلامية تريد إنهاض المسلمين ولكنها فشلت، واستمر ظهور هذه الحركات بعد سقوط الدولة الإسلامية سنة 1924م ولكن قلة الوعي عندهم وقيامهم على فكرة عامة غير محددة وان هذه الحركات لم تكن تعرف طريقة لتنفيذ فكرتها وبسبب أنها كانت تعتمد على أشخاص لم يكتمل فيهم الوعي الصحيح وبسبب أن الرابطة بينهم ليست رابطة صحيحة من ناحية تكتلية فشلت هذه الحركات في إنهاض المسلمين، وتحقيق هذه الشروط الأربعة بالشكل الصحيح لازم لأي تكتل يريد إنهاض أمته، أضف إلى ذلك دهاء ومكر الكفار وانتشار أفكار الوطنية والقومية والثقافة الأجنبية بشكل عام والاستعمار العسكري والسياسي حال دون ذلك في ذلك الوقت، ولكن المسلمين لم ييأسوا بمجموعهم من العمل لإعادة حكم الإسلام، واستمر العمل لإنهاض المسلمين إلى أن هيا الله لهذه الأمة حزبا كحزب التحرير حزب فكرته واضحة مبلورة وكذلك الأمر طريقته، ولا يضم إلى صفوفه إلا من هضم ثقافته الحزبية والرابط بين أفراده هي الثقافة الحزبية، استطاع هذا الحزب ولله الحمد أن يشق طريقه وسط هذا الركام ويحيي فكرة الخلافة حتى أصبحت الأمة بمجموعها تطالب بعودة الخلافة في هذه الأيام بفضله وبفضل كل مخلص من المسلمين.

ولكن الغرب لا ينام عما يحصل في العالم الإسلامي، فدعم الغرب بمساندة من حكام المسلمين الحاليين حركات إسلامية تدعوا لفكرة تشبه الإسلام ولكنها ليست من الإسلام، هذه الفكرة هي فكرة الإسلام المعتدل، وهي الدعوة للديمقراطية والدولة المدنية (العلمانية) ومقياسهم المصلحة والمنفعة ويدعون للحوار مع الغرب وهذه الفكرة لا تمانع من العيش ضمن أطر المجتمع الدولي الحالي وضمن قوانينه وتلتجئ للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحاكم الدولية، وترفض الجهاد في سبيل الله لفتح البلدان أو تحرير البلاد المحتلة، وتدعو للسلام والتصالح مع الأعداء وإذا اضطروا دعوا إلى المقاومة بدل الجهاد، وطبعا هذا أبرز ما يميزها.

ومن الحركات التي تصدرت هذه الدعوة هي حركة الإخوان المسلمين وما يشابهها، فرأيناهم يؤيدون الحكومات التي تحكم بالعلمانية وينخرطون فيها بدعوى أنهم يريدون التدرج في تطبيق الإسلام، ولكن الواقع كذبهم فلم يتدرجوا أبدا في تطبيق الإسلام بل تدحرجوا في الظهور كعلمانيين بصورة أوضح، وهذا مثل الإخوان في مصر وتونس وفلسطين والمغرب والعراق واليمن والأردن وغيرها.

نأتي الآن إلى التجربة التركية، فهي تجربة مشابهة، فالعلمانيين الكماليين كانوا يتبعون الانجليز في العمالة، وكانت علمانيتهم قذرة جدا تحارب المظاهر الإسلامية، فجاءت أمريكا وعرفت كره الناس لهؤلاء العلمانيين فوجدت مطيتها في هذه التيارات الإسلامية التي تقول بالإسلام المعتدل، ودعمتها للوصول إلى الحكم بمساعدات اقتصادية وتهديدات للعلمانيين الكماليين، لكن العلمانيين الكماليين كانوا دائما ينقلبون على هؤلاء الإسلاميين ويسقطونهم كونهم يهددون علمانيتهم وكونهم يتبعون أمريكا، واستمر الأمر على هذه الحال حتى جاء حزب أردوغان وفعلا تم دعمهم بقوة وتم إنشاء بعض الأجهزة الأمنية برعاية أردوغان وتم دعمه اقتصاديا وبدأ الترويج له، وبدأ بقصقصة أجنحة العملاء الكماليين الموالين للإنجليز، شيئا فشيئا حتى إذا أحسوا بالخطر يزداد قاموا بالانقلاب عليه ولكن انقلابهم فشل، فكانت هذه فرصة لأردوغان للقضاء على أي نفوذ مناهض له في تركيا، وتسمع في الأخبار أن التجربة التركية في الحكم قد نجت من العلمانيين وان هذه التجربة الإسلامية هي التي يجب الاقتداء بها.

فهل فعلا التجربة التركية هي تجربة إسلامية كما يروج لها؟؟

بداية يجب أن نعرف ما هو نظام الإسلام في الحياة حتى نعرف هل حاد عنه أردوغان وجماعته أم لا، وهل تجربة الأخوان المسلمين في مختلف الأقطار هي تجارب إسلامية أم لا.

النظام الحاكم في أي بلد يظهر من عدة أنظمة تسير حياة الناس، وهذه الأنظمة هي نظام الحكم والنظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي ونظام التعليم والسياسة الخارجية، وحتى يكون النظام متجانسا يجب أن تنبثق جميع الأنظمة من نفس البوتقة، وفي حالتنا كمسلمين فإن هذه البوتقة هي العقيدة الإسلامية.

ونظام الحكم في الإسلام هو نظام الخلافة، ويقوم هذا النظام على أربعة قواعد هي:
• السيادة للشرع لا للشعب
• السلطان للأمة
• نصب خليفة واحد فرض على المسلمين
• للخليفة وحده حق تبني الأحكام الشرعية فهو الذي يسن الدستور وسائر القوانين.

ومعروف أن الدولة هي كيان تنفيذي لمجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي يحملها الناس، والمفاهيم والمقاييس والقناعات التي يحملها الناس عندنا كمسلمين هي أفكار العقيدة الإسلامية هذا إذا أردنا إقامة دولة إسلامية، ومعنى كيان تنفيذي أي أن الدولة تنفذ الشرع الذي هو قوانين الدولة بقوة السلطان وشعور الجميع بعدالته وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من قبل الناس وبدافع التقوى عند الفرد في الدولة، وبناء عليه فان التجربة التركية في الحكم في ضوء هذا المقياس نظام حكمها غير إسلامي، فنظام الحكم التركي بشكل صريح ومن فم أردوغان وبالفم الملآن هو نظام علماني، وهذه وحدها تكفي للقول عن التجربة التركية أنها تجربة علمانية مخالفة بشكل واضح وصريح للإسلام.

ولكن لأننا للأسف في وقت أصبح استيعاب الحقائق يحتاج مليون دليل ودليل وقد لا يحصل الفهم بعده، فسنكمل بإذن الله تعالى، نعم النظام التركي نظام علماني ومعنى ذلك أن التشريع والسيادة في وضع القوانين هي للبشر أي أن البشر يضعون النظام الذي يطبق عليهم من ذات أنفسهم، لا بل ويحاربون فكرة أن يكون التشريع للقران والسنة لأن هذا يهدم العلمانية.

أما من حيث السلطان فإن حزب العدالة والتنمية بشهادة بعض المحسوبين على حزب العدالة والتنمية يخضع لأمريكا، ويخدم المصالح الأمريكية، وهذه مصيبة أخرى تجعل الحكومة لا تتخذ قرارات إلا بما يخدم المصالح الأمريكية، وهذه تجعل انعتاقهم من التبعية للغرب صعبة إلا أن يعلنوا قطعها جهارا نهارا.
أما من حيث البند الثالث وهو توحد المسلمين في دولة واحدة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما)) فان قيام الجمهورية التركية على القومية التركية واعتزازها بحدودها الوطنية يخالف هذا الأمر مخالفة صريحة، وهذا فيها نقض للأساس الثالث.

ومن حكم الشعب في وضع القوانين وعدم الاحتكام للقران والسنة فقد نقض الأساس الرابع تلقائيا، ومن هنا يتبين أن نظام الحكم التركي يخالف نظام الحكم الإسلامي مخالفة واضحة بينة بلا خلاف.

علاوة على أن هذا الكيان التنفيذي ينفذ المفاهيم والمقاييس والقناعات العلمانية لا الإسلامية، فهو نظام علماني محض لا تشوبه شائبة.

أما النظام الاقتصادي في الإسلام فيقوم على أساس أن المال لله وان الله استخلف الإنسان للتصرف به وفق أمر الله، فالإسلام مثلا حرم الربا والقمار والشركات المساهمة والبورصات وحرم الاقتراض من الكفار لما يوقع الناس تحت هيمنتهم واعتبر أن أي تملك للمال من هذه الطرق حراما، ووضع للتملك الحلال طرقا منها العمل والحاجة للمال لأجل الحياة والإرث وإعطاء الدولة من أموالها للرعية والأموال التي يأخذها الأفراد دون مقابل مال أو جهد، ووضع لبيت المال واردات ونفقات، فمن واردات بيت المال الزكاة والخراج والغنائم والفيء والجزية والعشور وأما أبواب إنفاقه فهي كثير مثل مصارف الزكاة وإعطاء الرعية من أموال الدولة وإقطاعهم الأراضي لعمارتها وغيرها.

والاقتصاد التركي غير قائم نهائيا على هذه الأمور فاقتصاده قائم على الشركات المساهمة وعلى القروض الربوية وعلى البورصات (القمار بشكل موسع) وعلى الضرائب (المكوس)، وعلى ريع الدعارة والخمور والعري وشواطئ العراة، حتى أن اقتصاده قائم بسبب القروض الربوية والدعم السياسي الأمريكي له، والدولة التركية مدينة بأكثر من 507 مليار كديون خارجية حسب آخر إحصائية، ولا يوجد فيه لا غنائم ولا فيء ولا خراج ولا جزية لأنه لا يطبق الإسلام، ولا يوجد فيه جمع لأموال الزكاة وإنفاقها في أبوابها،وحتى لو نهض الاقتصاد وزادت أجور الناس فان هذا لا يجعل هذا فضيلة لاردوغان لأنه على غير أساس الإسلام، مثلما لا يجعل هذا الأمر فضيلة لأي حاكم غربي يرفع أجور الموظفين في بلاده ويحسن اقتصادهم، فأي اقتصاد قائم على ما حرم الله فهو مرفوض شرعا وستكون نهايته المحق والدمار ولو بعد حين.

أما النظام الاجتماعي والذي يعين علاقة الرجل بالمرأة والذي يفرض على المرأة طرازا معينا من العيش في الحياة الخاصة والعامة، فالإسلام مثلا منع التبرج والاختلاط وأمر المرأة بلبس الجلباب في الحياة العامة وحدد علاقة الرجل بالمرأة في الحياة بالزواج فقط وغيره من الأمور.
والناظر نظرة بسيطة يجد هذه الأمور غير موجودة في تركيا نهائيا، فالتدين مسألة فردية أي إن شاءت المرأة أن ترتدي اللباس الشرعي فلا مانع وان شاءت أن تتحول إلى درك الحيوانات من العري والزنا فلا مانع، وبيوت الدعارة مرخصة والخمور مرخصة وشواطئ العراة مرخصة، والانحلال الخلقي والاختلاط غير ممنوع، وهذه أيضا تجعل نظام الحكم التركي غير إسلامي.

أما في نظام التعليم فان الإسلام أمر أن يكون أساس التعليم هو العقيدة السلامية وما ينبثق عنها، وحرم تعليم أي شيء لا تكون العقيدة الإسلامية أساسا له، وللعلم فقط فان العقيدة تكون أساسا للمفاهيم الحضارية ،أما الأمور المدنية فتؤخذ من أي مصدر مثل الطب والهندسة والفلك وغيره، وبناء عليه فان تعليم الديمقراطية والعلمانية حرام وهذا من أسس التعليم التركي، أي أن أسس التعليم التركي تعلم عقائد كفر، وهذه لوحدها تنسف أن نظام التعليم نظام إسلامي

أما السياسة الخارجية الإسلامية فإنها مشهور وهي سياسة حمل الدعوة ونشر الإسلام في العالم، وصيغة الخطاب الإسلامي معروفة لدول الكفر وهي (الإسلام أو الجزية أو الحرب )على الكفار، وهذه السياسة غير موجودة نهائيا عند النظام التركي، فالعلاقات التي تقيمها تركيا مع الدول في العالم لا علاقة لها نهائيا في نشر الإسلام، فكلها علاقات محرمة شرعا، فمثلا تقيم تركيا علاقات صداقة مع دول الكفر ومع الأنظمة الظالمة في العالم الإسلامي وتدخل في تحالفات محرمة شرعا لا بل وتحارب الإسلام.

فالأصل في العلاقة مع الأنظمة في العالم الإسلامي أن تعمل تركيا على ضمها في دولة واحدة وهذا غير موجود.
أما العلاقة مع دول الكفر فالأصل أن تكون قائمة على نشر المبدأ الإسلامي فيها، ولكن نراها تقيم علاقات صداقة مع ألد أعداء الأمة (أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا ويهود) وعلاقتها مع أمريكا ليست صداقة فحسب بلا عمالة لأمريكا.
وهي تسمح للكفار ببناء القواعد العسكرية على أراضيها والتي تخرج منها الطائرات الصليبية لقتل المسلمين، وجيشها للأسف عضو في حلف الناتو الصليبي الذي يقتل المسلين، وهي تخدم مشاريع الغرب الاستعمارية في بلاد المسلمين وتشاركهم في حربهم على الإسلام تحت مسمى الحرب على الإرهاب، فهي ليست فقط لا تطبق الإسلام بل وتحارب الإسلام وأهله مثلها مثل جميع الحكام في العالم الإسلامي.

---------------------------------------------------------

والخلاصة أن نظام الحكم التركي في جميع أنظمته لا علاقة له بالإسلام نهائيا لا من قريب ولا من بعيد، ولكن يجب إيضاح نقطة مهمة وهي واضحة من سياق حديثنا ولكن قطعا للتنطع وهي كون أننا ضد حكم أردوغان العلماني لا يعني أننا مع الانقلابيين الكماليين العلمانيين، على العكس من ذلك نحن ضد العلمانية بجميع صورها، اللهم أن أردوغان طبق العلمانية حسب قانونها والذي يسمح للأفراد بحرية التدين، فالكماليين كانوا يمنعون حتى المظاهر الإسلامية نهائيا وكان الإسلام عدوهم اللدود، أما أردوغان فسمح للناس بذلك، ولكنه سمح للناس بذلك وأبقى تطبيق العلمانية كاملا في جميع أنظمة الحياة الخمسة، فهذا لا يعني انه أصبح إسلاميا وأن فعله يعتبر تجربة إسلامية.

وإن هذا الحديث وإن كان غريبا بعض الشيء عن أذهان الكثير من أبناء المسلمين فذلك لبعد الفترة التي عاشها الناس عن الخلافة، فطول الفترة جعلهم لا يعرفون ماذا يعني نظام الحكم الإسلامي (نظام الخلافة) فأصبحوا يتخيلون أن حاكما يحكمهم وهو يصلي ويقرأ القران فان هذا يجعل حكمه إسلاميا، واعتبروا أن سماح الحاكم للناس بحرية التدين يجعل حكمه إسلاميا، ولذلك يجب العمل مع الأمة على إيصالها صورة الحكم الإسلامي ونظام الإسلام الصحيح.

لكن الإسلاميين المعتدلين لو قرؤوا هذا الكلام واقتنعوا به لقالوا: أنهم لم يتمكنوا بعد من تطبيق الإسلام كاملا ولذلك لا مانع من التدرج في تطبيق الإسلام، فنقول لهؤلاء أن التدرج في تطبيق الإسلام لا يجوز شرعا [1]، وان الذرائع التي تتذرعون بها واهية، والذي نراه أن أردوغان طوال ثلاثة عشر عاما لم يتدرج في تطبيق الإسلام على العكس من ذلك رأينا "تدحرجا" نحو تمكين أحكام الكفر في تركيا، فلم نسمع مثلا أن الدعارة والعري بدأت تضمحل شيئا فشيئا حتى اختفت، على العكس من ذلك نرى بيوت الدعارة تزداد ونرى الٌقروض الربوية تزداد ونرى تمكين للكفار أكثر في تركيا مثل فتح القواعد العسكرية للكفار ونرى هرولة نحو التطبيع مع يهود، إذن ورغم أن التدرج حرام شرعا إلا أن نظام الحكم التركي لا يتدرج أبدا في تطبيق الإسلام، بل نظام الحكم التركي يتدحرج نحو تمكين أحكام الكفر في تركيا، وهذه تبطل حجة هؤلاء في تدرج حكومة أردوغان لتطبيق الإسلام.

ولهم شبهة أخرى وهي أن نظام أردوغان غير متمكن لذلك هو يطبق الكفر حتى يتمكن ثم يطبق الإسلام بعد التمكين، فهذه النقطة باطلة أولا من ناحية عقدية فالله لن ينصر أبدا من حكم بالكفر، ولم يرد أن الرسول ساير الكفار أبدا حتى تمكن بل الوارد عنه صلى الله عليه وسلم رفضه مسايرة الكفر رغم حاجته الشديدة لذلك، فالناحية المبدئية عند رسول الله هي المقدمة، ومقولته الشهيرة خير دليل على ذلك ((يا عمّ، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه ما تركته))، وحتى لو سلمنا جدلا بأطروحاتهم فاليوم أردوغان بعد الانقلاب الفاشل متمكن ويمكنه تطبيق الإسلام، فهل سيطبقه؟؟ أم سيعودون لنا لأسطوانة التدرج؟؟؟؟.

أمر آخر وهو أن الإسلام ليس تجربة، أي أن الأحكام الشرعية ليست موضوع تجارب لنقول التجربة التركية والتجربة التونسية والتجربة الحمساوية وغيره، فالإسلام أحكام شرعية يجب تطبيقها كما نزلت، ولكن الذين يقولون بالتجربة هو أناس لا يجعلون الأحكام الشرعية مقياسا لأعمالهم بل المصالح والمنافع هي الأساس عندهم، فمرة يدخلون الوزارات ومرة البلديات ومرة يبقون في المعارضة ومرة يصلون كرسي الحكم ومرة يطبعون مع اليهود ومرة ومرة، وهذا لا يجوز شرعا، فالأمر يدرس دراسة شرعية ثم ينزل الحكم الشرعي على الأمر باجتهاد صحيح ثم يجب المبادرة إلى تطبيق الحكم الشرعي كما هو وفورا بدون تأخير ولا تسويف.

ولكن الأمر اللافت الذي لم ينتبه له هؤلاء أو تغافلوا عنه هو موضوع الكافر المستعمر وعلاقاته مع هذه التجارب، فالمتحدثين عن تركيا مثلا يغفلون كون حزب أردوغان حزب مدعوم من أمريكا ويغفلون أن النهضة التونسية مدعومة من بريطانيا بقوة ويغفلون أن أمريكا أوصلت مرسي للحكم وبعد فشله وإفشاله تم إسقاطه، ويغفلون أن حماس تم إيصالها إلى الحكم في غزة ليسهل السيطرة عليها ويغفلون ويغفلون. إذن إغفال دور الكفار في الحياة السياسية في العالم الإسلامي فيه جهل وأحيانا تغافل عن هذا الأمر، لان الحديث عن تجاربهم يجب أن لا ينفك عن الارتباطات بالدول في العالم الإسلامي وبدول الكفر.

أمر آخر يطرح وهو أن أردوغان ينال التأييد حتى من غير صفوف الإخوان المسلمين، فان الادعاء أن كل من يؤيد أردوغان من الإخوان المسلمين هو ادعاء باطل.

هذا الأمر صحيح، مع عدم إغفالنا دعم الإعلام الإخواني له، ودعم الإعلام التركي له، والترويج له على كثير من المنابر الإعلامية بدعم دولي واضح.

فهنا يجب النظر وفهم سبب تأييد الناس لأردوغان وسبب خروج الناس في تركيا ضد الانقلاب بشكل صحيح.

فالناس تؤيد أردوغان بعامتها ظنا منهم أنه يريد تطبيق الإسلام ويريد القضاء على العلمانية، وأهل تركيا خرجوا ضد الانقلاب لعلمهم السابق أن العلمانية الكمالية مجرمة شديدة العداء للإسلام، لذلك خرجوا هم الآخرين ضد هؤلاء المجرمين، ولم نجد مثلا في تركيا خروجا سببه شخص أردوغان فقط، حتى أن كثيرا من الناس خرجوا قبل خطاب أردوغان لهم بالخروج، إذن الناس تحب الإسلام وتطبيقه ولا تحب الديمقراطية، ويؤيد بعضهم أردوغان ظنا منهم انه يريد تطبيق الإسلام، والذي شوهد يوم الانقلاب من رفع صور أردوغان كان أغلبه خارج تركيا متأثرين من الدعاية السياسية لأردوغان وليس داخل تركيا.

والسبب الآخر لتأييد الكثير من الناس لأردوغان هو مقاييسهم المختلفة بالحكم على الأفعال، فنحن المسلمين لنا مقياس واحد هو مقياس (الحلال والحرام) وهذا المقياس الوحيد الذي ينبغي للمسلم أن يقيس به، وإذا رأينا عامة الناس الذي يؤيدون اردوغان ومنهم شباب الإخوان المسلمين نجد تلك المقاييس عندهم في خصوص أردوغان:
• مقياس المصلحة: فهم يقولون أن رجل إسلامي يصل للحكم خير من علماني صريح العلمانية يصل الحكم، ولذلك فإيصال هذا الرجل أفضل لأنه مستقبلا سيطبق الإسلام حسب ادعائهم.
• مقياس المنفعة: فأردوغان خفف الكثير من القيود الصارمة من عهد العلمانيين الكماليين، وهذا انفع لأهل تركيا من فترة حكم الكماليين وانفع لحريتهم.
• مقياس التحزب: فالكثير من الأفراد بحكم انتمائهم لتيار الإسلام المعتدل تراهم يؤيدون كل من سار على نهجهم.
• مقياس المفاضلة: وهو قياس الأمور بالتفضيل بين الأسوأ والسيء، فأردوغان أفضل من الكماليين العلمانيين، وأردوغان أفضل من كثير من الزعماء العرب.
• مقياس "التعلق بالقشة": وهو قياس الناس الذين يبحثون عن أي أمل يتعلقون به، فأردوغان الذي هاجم يهود في خطاباته والذي دعم بعض اللاجئين السوريين أفضل من أناس لا يهاجمون يهود نهائيا ولا يؤذونهم حتى بالكلام، فتراهم يتعلقون بأي قشة في أي زعيم يظهر -ولو كذبا- عداءه للكفار لما يراه المسلمون من انبطاح كامل من الزعامات العربية.


والخلاصة أيها الإخوة الكرام أن نظام الحكم التركي هو نظام علماني، صحيح أنه يختلف عمن سبقوه من العلمانيين المجرمين ولكنه يبقى علماني، ولا مفاضلة بين العلمانيين، ومقياسنا كمسلمين هو الحلال والحرام وكل ما يطبقه أردوغان وما يفعله في نظام الدولة التركية لا يجوز شرعا، فهو مخالف مخالفة صريحة لنظام الحكم الإسلامي في كل جوانبه.

ونحن كمسلمين وجب علينا محاسبة الحكام حتى لو كانوا خلفاء عدول مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقصص محاسبته كثيرة، لكن العاطفة القوية والجهل يجعل أي محاسبة لاردوغان تقابل للأسف بالصد والسب والشتم رغم انك تقدم الأدلة الشرعية على ما تقول، وهذا بسبب الجهل الكبير بمعنى الحكم الإسلامي.

وطبعا فان الرأي العام الخاطئ يجب أن لا يساير أبدا فيجب العمل على تغييره ويجب الصبر على ما نلاقيه من الناس، فإنهم موضع عملنا، والتغيير بدون الأمة محال، وهي معركة بيننا وبين الكفار وعملائهم في تثبيت العلمانية في بلاد المسلمين أو قلعها من جذورها، ويجب العمل بكل جهد لكسب المعركة وإعادة نظام الحكم الإسلامي نظام الخلافة إلى الوجود.

وأخيرا نرسل رسالة من هنا لأردوغان:
إنك قد رأيت قوة الشعب التركي المسلم في تصديه للانقلابيين وأدركت حب الناس للإسلام -والذي لولا خداعك بحبك للإسلام لما وصلت الحكم-، ورأيت بعينيك كيف تتخلى أمريكا عن عملائها وما مبارك عنك ببعيد، وما مصير مرسي منك ببعيد، فإن انحيازك على جانب الشعب التركي ورغبته في تطبيق الإسلام ستكون خيرا لك في الدنيا والآخرة، أما إن بقيت تسير في ركاب أمريكا فاعلم أن العلمانية ودعاتها إلى زوال، وستزول معها ولن يذكرك التاريخ بعدها إلا باللعنات، فماذا تختار: عملا للإسلام والخلافة ورضا الرحمن وذكر مشرف في التاريخ أم علمانية زائلة ولعنات في الدنيا والآخرة؟؟.

وفي النهاية نسأل الله أن يعجل بالفرج لأمة الإسلام بإقامة الخلافة في القريب العاجل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


=================================
[1] وقفات مع فكرة التدرج

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4319&hl=
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 28 2016, 08:51 AM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



رابط الموضوع:

https://www.facebook.com/permalink.php?stor...ubstory_index=0
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 28 2016, 08:57 AM
مشاركة #3


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



مواضيع ذات صلة:


مقياس الأعمال
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4374&hl=

التبريريون
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4141&hl=

البرلمانات الحالية والمجالس التشريعية جزء رئيس من أنظمة الكفر
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4254

نفحات محرقة من الديمقراطية
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4193

الإسلام المعتدل سهم مسموم من سهام الكفر
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4248

الشورى ومخالفتها للديمقراطية
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4332&hl=

هل انتهت إمبراطورية أتاتورك
http://naqed.info/forums/index.php?showtop...amp;#entry17062

نصحناكم فعاديتمونا وتبين لكم فيما بعد صدقنا
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4850&hl=

ماذا يعني الحكم بالإسلام
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4709&hl=

قضيتنا ليست استلام حكم،وإنما قضيتنا هي بناء دولة
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4697&hl=

الدولة المدنية بين الشرع والواقع
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4704&hl=

ما الذي يربط افراد حركة الاخوان المسلمين حول العالم؟؟؟
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4608&hl=

ولي الأمر (الحاكم الشرعي)
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=3841&hl=


Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 28 2016, 09:06 AM
مشاركة #4


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



الفرق بين علمانية الكماليين (الانقلابيين)، وعلمانية أردوغان!!!

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4868
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 28th March 2024 - 09:29 PM