منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> قانون الغاب
الخلافة خلاصنا
المشاركة Aug 25 2016, 07:07 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



قانون الغاب


الغابة هي مكان للوحوش الضارية، التي تفترس بعضها البعض، لتأكل وتتغذى وأحيانا تقتل بعضها البعض لان احدها اعتدى على الآخر دون رغبة في أكله، تراها تمزق أجساد بعضها البعض وهي حية وصوت أنين الحيوان المفتَرَس ( بفتح الراء) من الموت النازل به يخرج، لا رحمة لهذا الحيوان، المهم أن يتغذى الحيوان المفترِس( بكسر الراء)، قوانين تضبط الغابة لا تخرج الحيوانات عنها، فلم نسمع عن أسد مثلا بحث عن جميع الأسود ليقتلها، وإنما يقاتل من يعتدي عليه أو على منطقته، وكذلك الكثير من الحيوانات لا تقتل إلا إذا جاعت، فلا تقتل لتتسلى، فهناك قانون يحكمها لا تخرج عنه.


فلذلك كان للغابة قانون يحكمها، ولا تنفلت الحيوانات منه، والسؤال الذي يطرح، ماذا يمكن أن نقول عن الوضع الراهن الذي يحياه المسلمون، هل يشبه قانون الغابة، أم هو نظام بشري أفضل من قانون الغابة، أم هو أحط من قانون الغابة.


إن الفترة التي عاشها المسلمون في ظل دولة الخلافة كانت الشريعة الإسلامية هي التي تحكمهم، وتسير شؤون حياتهم، وإذا حصل وخرج احد عليها فإنها ترده إلى حظيرة الإسلام، الحاكم والمحكوم على السواء، وقد شهدت بعض فتراتها أن الزكاة لم تجد من يأخذها لانتشار العدل والخير فيها، وما حصل من تقصير في تطبيق الإسلام مرده إلى عدم فهم الإسلام الفهم الصحيح أو إساءة التطبيق من قبل الحاكم، وفي اشد عصور الانحطاط في دولة الإسلام لم تصل الدولة إلى مرحلة قانون الغاب، بل كان الظلم هو الحاصل والتذمر من هذه الإساءة، ولم يكن يحصل للمسلمين والبشر ما يحدث هذه الأيام، فكان قانون الدولة الإسلامية قانونا إنسانيا يصلح أحوال البشر بغض النظر عن دينهم.


أما هذه الأيام فالإسلام مغيب عن الوجود، والمطبق على العالم هو أنظمة الكفر، والمبدأ المسيطر حاليا هو الرأسمالية، وهناك قوانين يدعو لها هؤلاء القوم، ويدعون إلى تطبيقها، والى احترامها، وهذه القوانين كونها من البشر المخلوقين الذين لا يدركون ما يصلح للإنسان، فهي غير صالحة للتطبيق، فهي تدعو إلى إحكام عقل الإنسان (الهوى) في التشريع، وترك القانون الإلهي (الشريعة الإسلامية)، والهوى إذا سيطر على الإنسان، فهو يحقق مصالحه الآنية مِن وضع هذه القوانين، ولذلك لا غرابة أن تجد الضنك يحل بالبشر ويعتدي قويهم على ضعيفهم، دون رحمة ولا شفقة وأصبح القانون السائد هو أن القوي يعيش والضعيف لا مكان له والقوي ينهب الضعيف ويتم الفتك بمن لا وزن لهم، فالقانون الدولي السائد هذه الأيام هو أسوأ من قانون الغاب، لأنه بلا ضوابط تضبطه مثل الحيوانات.

فمثلا في فصيلة معينة من الحيوانات تجد أن لها ضوابط معينة في وحشيتها وفي قتلها لفرائسها، فلم نسمع عن حيوانات تقتل صغارها أو تقتل لتتسلى ولم نسمع عن مكر بعض الأسود لأخرى وإبادتها، فلها قانون يحكمها ولا تخرج عن هذه القوانين رغم قسوتها ووحشيتها، أما اليوم فترى سادة المجتمع الدولي يقولون بإعطاء الناس حقوقهم وتراهم في نفس الوقت ينهبون العالم، وتراهم يقولون بالديمقراطية ويمارسون الديكتاتورية في أبشع صورها، وتراهم يقولون بنشر السلام في العالم وهم ينشرون الخراب فيه، إذن وحوش البشر تخالف قوانينها الفاسدة الظالمة التي تتشدق بها على عكس الحيوانات التي تحترم قوانينها ولا تخرج عنها، فكان القانون السائد هذه الأيام أحط من قانون الغاب الذي يحكم الحيوانات.

إذن رغم سوء القوانين المطبقة إلا أنها لا تطبق بل يتم الخروج عنها في كثير من الأحيان، لا لشيء إلا لحقد يعتمر قلوب القوم لا يجرؤون على التصريح به، فالحرية الشخصية ورغم مخالفتها لشرع الله إلا انه تم منعها في أوروبا بلاد الحريات كما يزعمون، فمثلا يتم اضطهاد المسلمين بمنعهم للنقاب وإجبارهم على بيع الخمر والخنزير وإجبار النساء المسلمات على التعري إذا أردن زيارة البحر، وكذلك حظر بناء المآذن الذي يخالف حرية المعتقد، ومنع كلمة الحق وملاحقة أصحابها بحجة نشر الإرهاب والتطرف، وغيرها الكثير من الأمثلة، مثل قتل الأطفال في كل من العراق وأفغانستان وسوريا مع أنهم يقولون أنهم يقصدون الإرهابيين، ونهبهم للأموال من بلاد المسلمين مع أنهم يقولون أنهم جاؤوا لنشر الديمقراطية، وهذا الحقد إذا وجد البيئة الخصبة والملائمة فانه ينمو ليتحول إلى فتك شرس تشمئز منه وحوش الغاب كما حصل في الأندلس.

فقانون اليوم هو قانون يشبه قانون الغاب من حيث أن القوي يعتدي على الضعيف ويفتك به، زد عليه أن من يفتكون بالضعفاء هم بشر لهم عقول وهذا يزيد في سوء هذا القانون، إضافة انك لا تعرف قانون تسير عليه حتى لو كان إجراميا، فمثلا الغزال يهرب من الأسد لأنه يعرف أن الأسد مفترس، فلم نر أسدا يتخفى في جلد غزال كي يصطاد الغزال، بل يبقى الأسد على شراسته ورهبته للضعفاء، ولكن اليوم المجرمون يتخفون في ثياب المصلحين وأصحاب السلام والخير وعندما يتمكنون يفتكون بالضعفاء، وهذا يزيد سوءه أي أن المكر والخداع والتضليل يزيد سوء هذا القانون، إذن الذي يحصل هذه الأيام أننا قد وصلنا إلى مرحلة أسوأ من قانون الغاب، الذي مهما كان سوؤه، فهو قانون تعرف ما لك وما عليك وتعرف كيف تعامل عدوك، فالنظام اليوم اشد وضاعة ودناءة من قانون الغاب.


فالبشر إذا تركوا المجال لعقولهم وتركوا شرع الله فهم اشد انحطاطا من الحيوانات التي لها قانون لا تخرج عنه، علاوة على أن الحيوانات لا تملك العقل لتحكم على الأفعال سيئها وحسنها فهي تسير وراء غريزتها عكس البشر الذي حباهم الله بنعمة العقل، ولذلك كان البشر بهذا الوضع اشد انحطاطا من الحيوانات وقانونهم أشد وضاعة من قانون الغاب.


ولن يعيد الأمور إلى نصابها إلا دولة الخلافة لتعيد البشر إلى الحياة الكريمة. وان لم يعمل المسلمون على التغيير لهذا الواقع الفاسد، فالأمر مرشح ليصل لحالة كما حصل في الأندلس أو اشد، نسأل الله أن يعجل بالفرج والنصر والتمكين لأمة الإسلام ولخلاص البشرية من هذه الحالة التي هي اشد انحطاطا من قانون الغاب.

اللهم آمين
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Aug 25 2016, 07:09 PM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



رابط الموضوع على الفيس بوك:


https://www.facebook.com/145478009128046/ph...0734205/?type=3

Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 24th April 2024 - 12:32 PM