منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> المشروع الإسلامي بين الوهم والحقيقة
الخلافة خلاصنا
المشاركة Dec 11 2016, 05:18 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



المشروع الإسلامي بين الوهم والحقيقة


د. ياسر صابر 08.12.2016

المشروع الإسلامي مصطلح حملته ودعت إليه كثير من الحركات والجماعات الإسلامية، إلا أنها لم تحدد معالم هذا المشروع وأبعاده ولم تتم بلورته، فكان بذلك مصطلحاً فضفاضاً كغيره من المصطلحات.

إن عدم الوقوف على هذا المصطلح لتحريره أدى إلى تركه ليفهمه كلٌ بطريقته، ليس هذا فحسب بل تحول إلى مجموعة من المتناقضات الكبيرة، التي تحتاج إلى تحليل وتحرير، حتى لا تُخدع العامة كما تم خداعهم بشعارات سابقة وبكلمات عامة غير مبلورة وليس لها معنى مدرك محسوس. لقد أصبح هذا المصطلح هو التجارة الرابحة التي يشترى بها القادة المزيفون أتباعهم، ويخدعونهم بضرورة الإتباع ووجوب السمع والطاعة حتى لا يضيع مشروعهم الإسلامي المزعوم.

لقد قدمت الحركة الإسلامية التنازلات تلو التنازلات حتى لم يتبقى هناك شيء يتنازلون عنه، وفى كل مرة يظنون أنهم بذلك يحافظون على مشروعهم الإسلامي المزعوم، عملاً بالقاعدة الميكيافيلية " الغاية تبرر الوسيلة "

من هذه التنازلات التي تم تقديمها
1- الهرولة لمشاركة الأنظمة الحاكمة في أنظمة حكم لا تحكم بالإسلام فمنحوها بذلك شرعية وأطالوا في عمرها الافتراضي.
2- الاعتراف بالمؤسسات الدولية الاستعمارية التي لم تؤسَس إلا من أجل السيطرة والتحكم في مقدراتنا.
3- القبول بكل الاتفاقيات الدولية التي يرفضها الإسلام جملة وتفصيلاً.
4- التنازل عن تطبيق الإسلام بحجة أن الظروف الدولية لا تسمح بذلك تارة، وتارة أخرى بحجة أن الأمة غير مستعدة أو غير مؤهلة لأن تُحكم به.

قائمة طويلة من التنازلات بل قل إن شئت من المحرمات، وفى كل مرة يُطلب من الأتباع التسليم والمتابعة بحجة الحفاظ على المشروع الإسلامي، ولا نعرف أي أبله يمكن أن يصدق بعد ذلك أن من يقوم بهذا يمكن أن يكون مشروعه إسلامياً.

هل أصبح الإسلام شيئاً خيالياً متوهماً للدرجة التي يصعب على أتباعه التعرف على مشروعه؟ ألم يقل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم " قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك" ؟ رواه أحمد، فلماذا أصبح نهارها كليلها عند مدعى "المشروع الإسلامي المزعوم" ؟

لقد آن الأوان لهؤلاء ومن تبعهم الاستفاقة من غفوتهم، لأن خداع الأمة بالإسلام سوف يبقيها تحت سيطرة أعدائها ربما لمائة عام أخرى، وعندها لن ينفع الندم، لذلك وجب علينا قول الحق وتبيانه حتى نأخذ بيد هذه الأمة، وننجو بأنفسنا من عذاب الواحد القهار.

إن المشروع الإسلامي الحقيقي له معالم توضحه لا يختلف عليها اثنان، لأنه ليس مشروعاً رخواً يتغير حسب المصلحة بل له ثوابت حددها الشرع نجملها فيما يلي :

1. المشروع الإسلامي هو مشروع انقلابي وليس ترقيعي للواقع، مشروع ينسف كل الباطل الموجود بإزالة النظام العلماني وتطبيق النظام الإسلامي تطبيقاً كاملاً منذ اللحظة الأولى.
2. المشروع الإسلامي لا يقف عند حدود سايكس بيكو التي صنعها الاستعمار بل يدوس عليها .
3. المشروع الإسلامي يُطبق في دولة إسلامية لا دولة مدنية (علمانية) يراد تجميلها بكلمة مرجعية إسلامية.
4. المشروع الإسلامي يقارب بين أبناء الأمة ويرص صفوفهم ولا يفرقهم.
5. المشروع الإسلامي يكون أصحابه في حالة عداء مع أعداء الأمة لا صداقة وود.
6. المشروع الإسلامي في حالة تضاد مع النظام الدولي وجميع مؤسساته.
7. المشروع الإسلامي يستنبط دستوره من مصادره التي نزل بها الوحي من قرآن وسنة، وليس من الدساتير الغربية.

هذه هي ملامح المشروع الإسلامي الحقيقي الذي يقوم على أساس العقيدة الإسلامية، وتقوم دولته على أساسها، وتتعامل مع الدنيا كلها على هذا الأساس كما تعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الملوك والأمراء حين أقام دولته.

ولهذا المشروع رجاله الحقيقيون الذين قال فيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ".

لقد قدمت الأمة تضحيات كثيرة، ومازالت تضحى وتخرج من نفق إلى أنفاق كثيرة مظلمة، والذي أظلمها عليها هم هؤلاء الذين ميعوا مشروع الأمة الحقيقي، فجعلوها تلهث خلف السراب لسنوات وسنوات، وما كانت هذه التضحيات الجسام تذهب هباءً لو عرفت الأمة من يومها الأول مشروعها الحقيقي!

إن أصحاب المشروع الإسلامي الوهمي لم يكتفوا بإبعاد الأمة عن المشروع الحقيقي، بل كانوا هم السبب الأهم في سرقة الثورات واحتوائها من قبل أعداء الأمة. فلقد قدموا خدمة جليلة للغرب وعلى رأسه أمريكا ما كانت لتحلم بها، وأعادوا لساسة الغرب هدوءهم بعدما ارتعدت فرائسهم حين شاهدوا الملايين تخرج ثائرة على حكامها. نعم ما كانت أمريكا تحلم بأن تستعيد الأمور في أرض الكنانة بعد خروج الملايين غاضبة على حكم مبارك، تماماً كما لم تحلم أوروبا يوماً بأن تعيد الأمور إلى السيطرة في بلد تفجرت فيه ثورات الأمة هي تونس.

لم يعد هناك وقت أمام الأمة لتضيعه، فكفى ما ضاع إلى الآن، فلتضع الأمة يدها في أيدي أصحاب المشروع الإسلامي الحقيقي الذي وضعنا هنا ملامحه، لتنطلق صوب التغيير الحقيقي، الذي يتجاوز الحدود التي رسمها الاستعمار فتعيد للأمة وحدتها، وتقيم خلافتها التي وعد بها ربنا وبشر بها نبينا، فتعود من جديد أمة عزيزة بإسلامها الذي يخلص البشرية من ظلم الرأسمالية والدمار الذي حل بها في المائة عام الأخيرة.


https://www.facebook.com/145478009128046/ph...1731901/?type=3

Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 29th March 2024 - 09:23 AM