منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> المفاوضون بين قلة الوعي وانعدام الإخلاص
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jan 28 2017, 10:05 AM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



المفاوضون بين قلة الوعي وانعدام الإخلاص


في هذا الزمان وفي ظل هذا العهد الجبري الذي نحياه، وبسبب قلة الوعي وانعدام الإخلاص، رأينا من بعض من يعملون للتغيير عجبا، رأيناهم يفاوضون العدو لينقذوه ويخونوا أمتهم وشعبهم، وليحظوا بدولارات ومناصب تحت إشراف العدو.

يخرجون في البداية يحملون السلاح، ولا تسمع منهم إلا أهازيج الأبطال ومدائحهم، وترى ثورة رجال عارمة تهدد العدو بأن أجله قد اقترب وأنهم الموت الذي سيبقى يلاحق هذا العدو حتى يقضوا عليه، يلتف الناس حولهم مؤيدين مهللين، أن هؤلاء أبطالنا الذي سيقضون على عدونا ويخلصونا من شروره، ثم وعن طريق المال السياسي القذر الذي بنوا عليه صرحهم وشهرتهم، يكون المقتل لهم.

فبعد الشهرة والأعمال البطولية التي تم تسجيلها للافتخار بها، وبعد أن نكل العدو بهم وطغى وتجبر، وبعد سيل من الدماء والأشلاء، تبدأ لغتهم بالتغير من لغة القوة والعزة والقضاء على العدو إلى لغة الجلوس مع العدو لتجنيب الناس شرور هذا العدو الغاشم، ومن لغة أن الجلوس مع العدو خيانة وعمالة إلى لغة أن الجلوس مع العدو حنكة وسياسة، ومن لغة أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة إلى لغة الحفاظ على المكتسبات التي لا ترى بالعين المجردة، ومن لغة فليذهب رموز الكفر إلى الجحيم وأن قادة الكفر هم من يدعمون عدونا إلى لغة إرضاء المجتمع الدولي وإظهار العدو بمظهر الإرهابي أما الإعلام والرأي العام.

نعم تتغير اللغة ويصبح التفاوض مع العدو هو الحل، يتم ترك لغة القوة والجهاد والمقاومة والتي أذاقت العدو الويلات، وربما كان العدو على وشك الانهيار، يتركونها بسبب ضغط العملاء عليهم ممن يعطونهم ترياق الحياة لحركتهم العميلة بالمال السياسي القذر، يتركون لغة الجعجعة والقوة والضحك على أتباعهم ويفروا إلى لغة التفاوض والحل السياسي الذي لا غنى لهم ولا بديل عنه لأن سيدهم الذي مولهم أمرهم بذلك.

وليتهم يعترفون أنهم أصبحوا خونة عملاء، بل يبدؤون بالتبرير لخيانتهم، ويتبعهم الأتباع بالتبرير لهذه المفاوضات الخيانية، فيصبح وجودهم خطر على التحرير وخطر على الثورة وخطر على خلع الزعيم وخطر على التحرر من الاستعمار، بل يصبحون أحد اللبنات التي يستخدمها العدو لتثبيت كيانه ووجوده وعملائه.

كلامنا هذا لا يعني أن المفاوضات حرام لأنها فقط مفاوضات، بل يعني أن المفاوضات التي يقومون بها حرام لأن أساسها ومنطلقاتها والراعين لها كلهم يجعلون منها حراما.

لقد فاوض رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا يوم أرادت إسكاته عن دعوته، فكان جوابه "والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه" وفاوض من طلب منهم النصرة واشترط عليهم ولم يسمح لهم أن يشترطوا عليه، في مشهد لا يعرف إلا في الإسلام وطلب النصرة له، فهو الضعيف المشرد وهم أهل القوة ويفاوضهم على أن يعطوه الحكم كاملا دون شرط أو قيد، حتى أن بعضهم لما اشترط شيئا يسيرا لنفسه رفض رسول الله تكريمهم بان يحكمهم ويكونوا أنصارا لهذا الدين، فهذا يقول: اجعل لنا الحكم بعدك ونحكم بالإسلام ونجاهد ونقيم الإسلام كاملا، فيرفض الرسول طلبهم، وبعضهم يقول نقاتل كل العرب من أجلك إلا فارس فلنا معها علاقات، فيرفض الرسول عرضهم، ويفاوض ويفاوض في إصرار على تحكيم الإسلام ورفض لأي شرط ولو يسير لصالح من يفاوضهم، حتى جاء أهل المدينة يعطونه الحكم كاملا ولم يشترطوا لأنفسهم شيئا إلا الجنة ورضا رب العباد، هذه الحالات وغيرها تبين أن الرسول فاوض من منطلق ضعف حركي وعددي ولكنه الأقوى من ناحية فكرية مبدئية، فاوض أهل القوة والسطوة والجيوش، ولكن مفاوضته لهم كانت لعز الإسلام وكان الكفار والمجرمون وأهل القوة هم من يتنازلون لرسول الله وهو في اشد الحالات ضعفا.

وفاوضهم في صلح الحديبية واشترط لنصرة دين الله الكثير، له دولة ولهم دولة، له قوة ولهم قوة، وعقوبة نكث العهد من قبل المشركين كانت فتح مكة، ومع ذلك لم يقبل الكثير من الصحابة هذا الاتفاق في البداية لعدم إدراكهم انه وحي من الله، ولكنهم قبلوه فيما بعد وكان عقده خيرا عظيما للمسلمين ومن نتائجه فتح مكة والقضاء على نفوذ قريش في الجزيرة العربية.

أما مفاوضو اليوم فعلى العكس تماما مما نرى، فان كان المفاوضون دولا في العالم الإسلامي أي أن تجري المفاوضات من قبل الزعماء فحدث ولا حرج عن خيانتهم لله ورسوله والمؤمنين، فلم تر من قبلهم مفاوضات سواء فيما بينهم أو بينهم وبين دول الكفر، إلا وكانت نتائجها وبالا على الإسلام وأهله، فضاع جنوب السودان، وتم عقد معاهدات سلام مع يهود من قبل الأردن ومصر كانت نتائجها وبالا على أهل تلك البلاد، وقبرص تتنازعها أمريكا وبريطانيا وتركيا تسهل المهمة قديما لبريطانيا وحاليا لأمريكا لاختلاف ولاء حكامها، والمحادثات النووية الإيرانية أفضت إلى تعطيل البرنامج النووي الإيراني، وتدمير أسلحة العراق، وتم إذلال باكستان لصالح الهند، وتم بشكل عام التعهد بالمحافظة على الديمقراطية الغربية، وتم التعهد بمحاربة الإسلام تحت مسمى الإرهاب، وتم إرهاق الدول بالديون للغرب الكافر، وتم جلب كل شر من قبل هؤلاء الحكام على الإسلام وأهله.

وأما إن كانت المفاوضات من قبل التنظيمات والحركات، فهي أيضا وبال على الإسلام وأهله وعلى الأمة الإسلامية بشكل عام، فالمفاوضون في الأعم الأغلب يتبعون دولا وهذه الدول تسيطر عليهم عن طريق الدعم الذي تقدمه لهم (المال السياسي القذر)، فيفاوضون كما يشتهي ويريد الكفار والمجرمون، فأسس المفاوضات عدم مهاجمة الديمقراطية الغربية ونبذ فكرة تطبيق الإسلام في دولة الخلافة، والموافقة على مشاريع الغرب، ومنطلقاتها دائما تكون الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة والأعراف الدولية الحالية، أما تفاصيلها فتختلف من منطقة لمنطقة من حركة لحركة، ولكن إذا كان للمفاوضات نفس الأسس ونفس المنطلقات فهذا يعني أنه مهما تذاكى المفاوضون فان الوبال بشكل أكيد سيحل على المسلمين.

أما تفاصيل المفاوضات فلن تخرج عن أسسها ومنطلقاتها التي حددتها دول الكفر والحكام الخونة في العالم الإسلامي، ولذلك كانت المفاوضات المستندة إلى الأسس والمنطلقات التي يحددها والتي يضعها الغرب الكافر دائما تجر الويلات على المفاوضين وعلى أهل المنطقة التي يفاوضون عليها.

أما المبررات التي يسوقها المفاوضون لمفاوضاتهم فهي لا تخرج عن محاولة لإقناع الناس بخيانتهم للمسلمين ليس إلا، فمن القول أن وضع المسلمين أصبح مأساويا ولذلك نفاوض لرفع الضنك عنهم، ومن قائل أن الحل السياسي قد يجلب لنا خيرا أكثر من الأعمال العسكرية، ومن قائل أننا لا نريد أن نخسر المجتمع الدولي إلى جانبنا، ومن القول أننا نريد بمفاوضاتنا للعدو إحراجه وبيان أنه هو الإرهابي، وأحيانا قد يقوم العدو بتقديم بعض التسهيلات على الأرض كي يقدم دعما للمفاوضين مثل إيقاف القصف أو إرسال مساعدات لتلك المناطق، حتى يقول هؤلاء الخونة أنه لولا مفاوضتنا لاستمر القصف والقتل والجوع والتشريد، نعم يقدم لهم بعض الدعم ولكن الخلاصة للمفاوضات بأحسن صورها هي نظام علماني محارب للإسلام في تلك المنطقة ولا يخرج عن طور منظومة حكام المسلمين الخونة.

نعم لم نسمع ولن نسمع من هؤلاء المفاوضين أنهم قد توصلوا إلى إخراج العدو إخراجا حقيقيا من البلاد، ولم ولن نسمع عن إقامة حكم إسلامي حقيقي يحكم بكتاب الله وسنة رسوله، ولن نسمع عن تحرير حقيقي من الاستعمار، ولن نسمع عن عزة للمسلمين ولن نسمع عن أي خير للمسلمين، اللهم إلا بعض الفتات أو المساعدات لتثبيت هؤلاء الخونة الذين ارتضوا طريق المفاوضات سبيلا.

لو رجعنا قليلا للوراء للأمثلة التي طرحناها من واقع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهو في حالة الاستضعاف في مكة المكرمة، لوجدنا أن الرسول الكريم قد وضع أسسا ومنطلقات ثابتة للمفاوضات مع العدو، وهذه الأسس والمنطلقات هي:
• عدم التنازل عن المبدأ قيد أنملة ولو استمر التعذيب والاضطهاد للمسلمين.
• أن يكون المنطلق الوحيد لهذه المفاوضات هو إرضاء الله تعالى فقط، وليس تحقيق أي مصلحة مخالفة للشرع ولو مصلحة يظن الشخص أنها تنقذ المسلمين.
• عدم الأخذ بعين الاعتبار مصالح المفاوضين من قادة وأتباع، بل الاعتبار الوحيد هو للمبدأ والفكرة والإسلام، ولو قتل القادة وهلك الأتباع، المهم أن تبقى الفكرة قوية ثابتة لا يعتريها أي تغيير.
• وإذا نظرنا لواقع المسلمين في الدولة الإسلامية، ونقصد هنا الدولة الإسلامية الحقيقية الغير تابعة لأي جهة خارجية، والتي يكون حكامها مبايعين من قبل المسلمين، لوجدنا أنها لا تخرج عن النقاط السابقة مع وجود عامل القوة والتهديد للعدو والنيل منه إن فكر بخرق أي معاهدة مع المسلمين، أو إن فكر بإهانة المسلمين ودينهم ودولتهم، ويكون هدف المفاوضات تحقيق المصالح الشرعية للمسلمين ولدينهم ودولتهم.


إن الأسباب الحقيقة التي دفعت تلك الحركات للمفاوضات هو منهجها الخاطئ في السير، فاخذ الدعم من الحكام الخونة يربط قرارها بالحكام ويربط حتى سيرها بالدعم المقدم، فيتم سحبها رغم انفها للمفاوضات في النهاية، وأحيانا الأعمال العسكرية وما تتطلبه من تكاليف وما تولده من حرب ضارية من الحكام وانفضاض الناس من حولهم قد تدفعهم للمفاوضات مع العدو، وأي خطأ في السير وتعثر في تحقيق النتائج مع عامل عدم الصبر وعدم الوعي الصحيح على عملية التغيير قد تدفع أي حركة للمفاوضات التي تكون نتائجها في الأعم الأغلب الرضوخ للمجرمين.

وفي الخلاصة قد تضطر حركة للمفاوضة مع المجرمين ولكن يجب أن يكون لها نفس موقف الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه"، نعم قد تضطر لذلك ولكن الموقف هو الحاسم في حرمتها أو حلها، فان تم التنازل قيد أنملة عن المبدأ فان الانحدار لن يتوقف حتى تنفذ تلك الحركة ما يريده الكفار، نعم قد يتم تهديدها بمختلف التهديدات، ولكن الفهم القوي للفكرة ووضوحها ومبدئية رجالها لن تجعل الكفار ينالون من أي حركة، أما قلة الوعي وانعدام الإخلاص فستجعل تلك الحركة تنحدر انحدار شديدا لتصبح في النهاية مثل "السلطة الوطنية الفلسطينية" وواقع السلطة الفلسطينية يجعلكم تدركون المأساة التي ستجرها مفاوضات مع العدو كالتي تجري حاليا في الأستانة، فالحذر الحذر أهلنا في سوريا وفي غيرها من بلاد المسلمين.
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jan 28 2017, 10:22 AM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



رابط الموضوع:


https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 25th April 2024 - 04:49 AM