الضريبة والأسعار خيارات

[الخلافة خلاصنا]

الضريبة والأسعار

اعتادت الدول في العالم فرض ضرائب على الشعب من أجل استغلال تلك الضرائب في تسيير أمور الناس، وكلما زادت الضرائب كان ذلك دليلا على أن هناك أزمة اقتصادية، وكلما قلت الضرائب دل ذلك على أن الوضع الاقتصادي جيد.

عند الغربيين الأمور تقاس بالمصلحة ولذلك تفرض الضريبة من باب المصلحة، وبما أن المتحكم في البلاد الغربية الرأسماليون بشكل عام أو أصحاب القوة العسكرية فإنهم يفرضون الضريبة من اجل مصالحهم ومصلحة الشعب حتى يبقى سائرا محققا مصالحهم.

أما في الشريعة الإسلامية فان الإسلام قد حرم اخذ الضرائب من الناس واعتبرها شديدة التحريم لقوله صلى الله عليه وسلم: (( لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَة لَوْ تَابَهَا صَاحِب مَكْس لَغُفِرَ لَهُ))، إلا في حالة وجود فرض على المسلمين لا تستطيع الدولة القيام به مثل فرض الجهاد أو إطعام الفقراء أو إغاثة الملهوفين مثلا فإنها تفرض ضريبة على القادرين والأغنياء حتى تقيم هذا الفرض، فإذا ما أقيم الفرض توقفت فورا عن اخذ الضرائب.

إذن اخذ الضرائب من ناحية شرعية لا يجوز إلا لتحقيق فرض لا تستطيع الدولة القيام به إلا بأخذ الضرائب وذلك لخلو بيت مال المسلمين من المال اللازم لهذا الفرض، ولذلك فالضرائب ليست موردا دائميا لبيت مال المسلمين.

أما الدول في العالم الإسلامي فهي غير مطبقة للشرع، والضرائب عندها مورد مهم للخزينة، ولا يهمها موضوع الحرام والحلال لأنهم أصلا لا يطبقون شرع الله، ونسبة الضرائب في العالم الإسلامي مرتفعة جدا عن مثيلاتها في البلاد الغربية.


والوضع الاقتصادي بسبب عدم تطبيق الشرع وبسبب أن الحكام ينفذون سياسات الكفار في بلاد المسلمين وضع سيء، وعندما يصبح الوضع سيئا نتيجة لتطبيق سياسات الكفار في بلاد المسلمين، فإن الدول عادة ترفع الضرائب مثل أنها تزيد نسبة الضريبة، أو تفرض ضريبة على سلع لم تكن تفرض ضريبة عليها، أو أنها ترفع الدعم عن سلع معينة، فتزيد الضرائب وهذا يؤدي لزيادة الأسعار تلقائيا.

إذن زيادة الأسعار في بلاد المسلمين سببها عدم تطبيق شرع الله والوضع الاقتصادي السيء، وليس فقط موضوع العرض والطلب وشح الموارد لسلعة معينة كما هو الوضع الطبيعي، فبسبب السياسة الاقتصادية السيئة التي تسير بحسب مخططات من الكفار لنهب خيرات المسلمين وتدمير اقتصادياتهم وبقائهم مرتبطين بالغرب الكافر فإن الضرائب تزداد.. وتزداد الأسعار على المسلمين.

إذن النظر لزيادة الأسعار بشكل كبير مع قلة الدخل للإنسان المسلم ليست أمرا طبيعيا بل هي بسبب السياسات السيئة للحكام الخونة في بلاد المسلمين، وسببها هم ولذلك يجب أن يحاسبوا بقوة على هذا الأمر.

ويلاحظ أنه كلما زاد الوضع سوءا زادت الضرائب وهذا يعني زيادة الأسعار، ويلاحظ أن الحكام الخونة يلقمون الشعب هذا الأمر بالتدريج، فإن سكتوا عن زيادة قليلة فإن الحكام يرفعوها مستقبلا شيئا قليلا، حتى إذا هاج الناس وهدءوا فيما بعد رفعوا السعر قليلا وهكذا، يرفعون الضرائب ويتبعها رفع الأسعار والناس تحتج وتسكت حتى تصل وقتا لا يمكن السكوت عليه، وبوادر التململ تدل على أن الناس بدأت بالتفكير بالتغيير.

ولكن قلة الوعي تجعلهم يتأخرون في التغيير الصحيح، فتغيير وزير أو وعود من الرئيس أو زيادة رواتب الموظفين بضعة جنيهات لن تحل المشكلة وهي حلول مؤقتة لإسكات الناس، ومع الوقت سيدرك الناس أن المشكلة مبدئية وسببها الواضح عدم تطبيق شرع الله في دولة الخلافة، وعندما تقوم الخلافة ستحل المشكلة الاقتصادية بإذن الله، وحتى لو حصلت أزمة اقتصادية في دول الخلافة فان الحلول الصحيحة والتي يستوي فيها الخليفة مع عامة الناس ستجعل الناس تقف مع دولة الخلافة لأنها ترى أن الدولة تسعى حقيقة لحل المشكلة لا كما يفعل حكام اليوم يهدئون الناس ويزيدون المشكلة تعقيدا ويتخمون بطونهم.


https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater