منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> كلمة أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة بمناسبة ذكرى فتح القسطنطينية سنة 857هـ - 1453م
أم حنين
المشاركة Jan 3 2020, 02:15 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35



بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة بمناسبة ذكرى فتح القسطنطينية سنة 857هـ - 1453م



الحمد لله على نعم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد.

إلى الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس... وإلى حملة الدعوة الأخيار الأبرار... وإلى ضيوف الصفحة الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إن في تاريخ الأمم أياماً مضيئة هي موضع فخر لتلك الأمم فكيف إذا كانت تلك الأيام موقع تحقق بشرى رسول الله e؟ إنها لا شك تكون نجوماً تشع في السماء بل شموساً تضيء الدنيا وترفع الأمة إلى عنان السماء... ومن هذه الأيام أيامنا الغراء هذه، أيام ذكرى فتح القسطنطينية... لقد بدأ الفاتح غزو القسطنطينية ومحاصرتها اعتباراً من السادس والعشرين من ربيع الأول حتى تم فتحها فجر الثلاثاء العشرين من مثل هذا الشهر جمادى الأولى 857هـ، أي أن الحصار استمر نحو شهرين، ولما دخل محمد الفاتح المدينة ظافراً ترجل عن فرسه، وسجد لله شكراً على هذا الظفر والنجاح، ثم توجه إلى كنيسة "آيا صوفيا"، حيث احتشد فيها الشعب البيزنطي ورهبانه، فمنحهم الأمان، وأمر بتحويل كنيسة "آيا صوفيا" إلى مسجد، وأمر بإقامة مسجد في موضع قبر الصحابي الجليل "أبي أيوب الأنصاري"، حيث كان ضمن صفوف الحملة الأولى لغزو القسطنطينية، وتوفي هناك رحمه الله ورضي عنه... وقرر الفاتح الذي لُقِّب بهذا اللقب بعد الفتح اتخاذ القسطنطينية عاصمة لدولته بعد أن كانت سابقاً أدرنه، وأطلق على القسطنطينية بعد فتحها اسم "إسلام بول" أي مدينة الإسلام "دار الإسلام"، واشتهرت بـ "إستانبول"، ثم دخل الفاتح المدينة وتوجه إلى "آيا صوفيا" وصلى فيها وأصبحت مسجدا بفضل الله ونعمته وحمده... واستمرت كذلك مسجداً طاهراً مشرقاً يعمره المؤمنون حتى تمكن مجرم العصر مصطفى كمال من منع الصلاة فيه وتدنيسه بجعله متحفاً للرائح والغادي!

وهكذا تحققت بشرى رسول الله r في حديثه الشريف عن عَبْد اللَّهِ بن عمرو بن العاص قال: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ r نَكْتُبُ إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ r أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: «مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً، يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ»، رواه أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك وقال عنه "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، وعلق عليه الذهبي في التلخيص قائلاً: "على شرط البخاري ومسلم". وكذلك في الحديث الشريف عن عَبْد اللَّهِ بْن بِشْرٍ الْخَثْعَمِيّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ r يَقُولُ: «لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ» قَالَ: فَدَعَانِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَسَأَلَنِي فَحَدَّثْتُهُ فَغَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، رواه أحمد، وجاء في مجمع الزوائد في التعليق عليه "رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله ثقات"... فتحققت هذه البشرى على يدي هذا الشاب محمدٍ الفاتح الذي لم يتجاوز الحادية والعشرين، ولكنه كان قد أُعِدَّ إعداداً مستقيماً منذ طفولته، فقد اهتم والده السلطان مراد الثاني به، فجعله يتتلمذ على يد خيرة أساتذة عصره، ومنهم "أحمد بن إسماعيل الكوراني" الذي ذكر السيوطي أنه كان أول معلمي الفاتح، وقال عنه: إنه "كان عالماً فقيهاً، شهد له علماء عصره بالتفوق والإتقان، بل إنهم كانوا يسمونه: أبا حنيفة زمانه"، كذلك الشيخ "آق شمس الدين سنقر" الذي كان أول من زرع في ذهنه منذ صغره حديث رسول الله r عن "فتح القسطنطينية"، وكبر الفتى وهو يصبو إلى تحقيق ذلك الفتح على يديه... وقد درَّس الشيخ "آق شمس الدين" لمحمد الفاتح العلوم الأساسية من قرآنٍ وحديث وسُنَّة نبوية وفقه، وكذلك اللغات العربية والفارسية والتركية، كما درَّس له بعضَ علوم الحياة كالرياضيات والفلك والتاريخ... هذا فضلاً عن شجاعته في الفروسية وفنون القتال... وقد أكرمه الله بمنه وفضله، فحقَّ له مدح رسول الله e، فقد كان الفاتح نِعم القائد وكان جنده نعم الجند، حيث امتلأت قلوبهم بالإيمان وانطلقت جوارحهم بالإعداد وصدق الجهاد، نصروا الله فنصرهم بهذا الفتح العظيم، فالحمد لله رب العالمين.

لقد كان الفاتح سديد النظر صائب البصيرة والبصر، كلما رأى ثغرة عالجها على وجهها بإذن الله، وكلما ظهر له عائق أزاله بعون الله، وقد واجهته ثلاثة عوائق حلَّها بذكاء حاد وبفطنة لافتة للنظر:

1- فقد شكا له جنده برودة الجو وهم في العراء حول الأسوار فبنى لهم حصناً يأوون إليه كلما لزم، فكان لا يريد للجند أن يفكّوا الحصار إذا طال ويعودوا كما فعلت جيوش المسلمين السابقة التي غزت القُسطنطينية، بل كان يريد أن لا عودة إلا أن تُفتح القسطنطينية بإذن الله...

2- وكذلك كانت أسوار القُسطنطينية ثلاث طبقات وبين كل طبقة وأخرى بضعة أمتار، ولذلك كان الفاتح محتاراً في هذه المسألة، فلم يكن في عهدهم أسلحة ذات قوة تدميرية، بل كان أقوى ما لديهم المنجنيق الذي يرمي حجارة ليست صغيرة الحجم ولكنها ليست بما يكفي لفتح ثغرة في جدار بهذا الحجم، ولأن محمداً الفاتح كان يتابع القدرات العسكرية في العالم فقد وصل لعلمه أن أحد المهندسين المجريين (أوربان) قد أعد فكرة صنع مدافع ذات قوة خاصة بإمكانها أن تدك الأسوار، وكان أوربان قد عرض خدماته على إمبراطور القسطنطينية فلم يهتم به، فاستقبله الفاتح استقبالاً حسناً وأغدق عليه الأموال ويسر له كل الوسائل التي تمكنه من إتمام اختراعه، فشرع أوربان في صنع المدافع بمعاونة المهندسين العثمانيين، وكان الفاتح يشرف عليهم بنفسه، ولم تمض ثلاثة أشهر حتى كان أوربان قد صنع ثلاثة مدافع كبيرة الحجم، ووزن قذيفة المدفع نحو طن ونصف، ولم يحب أن يجرب المدفع عند الأسوار خشية أن تكون النتائج ليست كما يجب ويراها الروم من خلف الأسوار فيؤثر ذلك في قوة المسلمين، فأجرى التجربة في "أدرنه" وكانت ناجحة فحمد الله وقام بنقل المدافع الثلاثة من أدرنه إلى قرب أسوار القسطنطينية لدكها فيستسلم الروم...

3- ثم كان هناك أمر آخر يشغله، فقد كان يعلم أن الأسوار ضعيفة في منطقة الخليج حول القسطنطينية، ومع أن الروم يدركون ضعف الأسوار في جهة الخليج لكنهم كانوا مطمئنين بأنه لن تستطيع سفن المسلمين الوصول إليهم بسبب إغلاق مدخل الخليج بالسلسة المعدنية، ولكن الفاتح فتح الله عليه قد وصل إلى قرار بزحلقة السفن من خلال سطح التلة (غلطة) المقابلة للسور من جهة الخليج (القرن الذهبي)، فثبَّت أخشاباً على سطح التلة وصب عليها كميات هائلة من الزيوت والشحوم ثم زحلق السفن عليها واستطاع خلال ليلة واحدة أن ينزل إلى الخليج 70 سفينة، وكان الأمر مذهلاً للروم، فعندما أصبح الصباح ورأوا سفن المسلمين في الخليج امتلأت قلوبهم رعباً وكان النصر والفتح والحمد لله رب العالمين.

أيها الإخوة، لقد أحببت أن أعيد عليكم شيئاً من فتح القسطنطينية لثلاثة أسباب:

الأول استعادة للذكرى ليرى كل ذي عينين كيف هي عظمة الإسلام والمسلمين عندما يوضع إسلامهم موضع التطبيق، فلا تقوم حينها للكفر قائمة، بل يعلو الحق ويرتفع ارتفاعَ الأذان (الله أكبر)، وقد كان، فانحنت فارس وبيزنطة أمامه، وتلحق بهما قريباً إن شاء الله أخت بيزنطة روما مصداقاً للجزء الآخر من بشرى رسول الله r بفتح روما...

وأما الثاني فلتطمئن قلوبكم بتحقيق بشارات رسول الله r الثلاث الأخريات كما تحققت البشرى الأولى، فقد بشرنا صلوات الله وسلامه عليه بفتح القسطنطينية وفتح روما وعودة الخلافة على منهاج النبوة وقتال يهود وهزيمتهم شر هزيمة... والرسول r لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وستتحقق بشارات الرسول r الثلاث الباقية بإذنه سبحانه، ولكنها لا تتحقق بنزول ملائكة من السماء تهديها لنا، بل إن سنة الله أن ننصر الله فينصرنا، فنقيم شرعه ونعليَ صرح دولته ونُعدّ ما نستطيع من قوة ثم نجاهد في سبيله، وعندها تشرق الأرض بالبشارات الثلاث الباقية وتشرق الأرض بالخلافة من جديد...

وأما الثالث فإن الغرب الكافر وقد تمكن مع خونة العرب والترك من هدم الخلافة 1342هـ-1924م واعتبار هذا الهدم موازياً لفتح القسطنطينية، ومن ثم أعاد للغرب الكافر قوة فقدها، فقد أصبح همُّ الغرب أن يبذل الوسع في أن لا تعود الخلافة من جديد، حتى لا تضيع منه القوة التي أعادها، وخاصة وقد أصبح هو المستعمر لبلاد المسلمين، وكان يراقب الحركات في بلاد المسلمين، فلما أُعلن قيام حزب التحرير 1372هـ-1953م وتبين للغرب أن ركيزة عمل الحزب وقضيته المصيرية هي إعادة الخلافة من جديد، وأنه جاد مجد في عمله أمر الغرب عملاءه الحكام بمنع الحزب وملاحقته بالاعتقال والتعذيب حتى الاستشهاد في مناطق، ثم بالأحكام الطويلة وصلت حتى المؤبد في مناطق أخرى... ثم أضافوا أساليب الكذب والتزوير وتغيير الحقائق دون حياء أو خجل... وحتى يكون لهذه الافتراءات تأثير بظنهم جعلوا من الذين يقومون بها أشخاصاً يتسمَّون بأسماء المسلمين ويتزيَّون بزيهم، ثم سار معهم في هذه الافتراءات بعض التاركين والناكثين والمعاقبين من الذين كانوا في الحزب سابقاً... وهكذا اشترك في الافتراء والتزوير وتغيير الحقائق هذه الأصناف مجتمعة، وكل منهم له دور: الكفار والمنافقون والمرجفون ثم مجموعة معدودة من التاركين والمعاقبين والناكثين والذين في قلوبهم مرض، اشتركوا كلهم في هذا الكيد للحزب والافتراء عليه، وساروا في ذلك بخُطاً مسمومة يمتهنون الكذب في كل مراحلهم، كلما فشلوا في فرية جاءوا بفرية أخرى ونسي ممتهنو الكذب أو تناسوا أن شباب الحزب لهم من صفاء الذهن وسرعة البديهة وعمق الذكاء ما يجعلهم يميزون الخبيث من الطيب فلا يتركون كذباً يدخل فسطاطهم... وهكذا فرغم وسائل تزيين الافتراءات التي اتخذوها، ورغم صناعة التجميل لتزوير الحقائق التي أتعبوا أنفسهم في صناعتها، فإنها لم تجد لها أذنا صاغية عند شباب الحزب ولا عند أي عاقل من المسلمين، بل كانت ﴿كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً﴾، ومع كل مكر مكروه، وخبث جبلوه، وسوء صنعوه تجاه الحزب وقيادته ظنا منهم أنهم سيؤثرون في الحزب، فقد كان ظنهم يرديهم ومن ثم ينقلبون بإذن الله خائبين لا ينالون خيراً مهما تطاول كذبهم وكيدهم ومكرهم ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾، وسيجدون عاقبة ذلك عند الله مهما تكثَّف افتراؤهم ومكرهم: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾.

وفي الختام فإن مواقفكم القوية، أيها الإخوة، الثابتة على الحق، الناصعة القوية، أمام الحملات المتتالية على دعوة الحق لَتُذكِّرنا بمواقف الصحابة رضوان الله عليهم اقتداء بمواقف رسول الله e، الحكيمة العظيمة في مواجهة الشدائد... هكذا هي مواقفكم، مواقف صلبة ثابتة لا تضعف مع المحن ولا تهتز خلال الفتن، بل تشتد عزائمكم وتصدع بالحق حناجركم، تنظرون إلى الدنيا مرة وإلى الآخرة مرات، فهنيئاً للحزب بكم وهنيئا لكم بالحزب ﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ*لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.

وخاتمة الختام فإني أضرع إلى الله سبحانه أن يتوالى تحقيق بشارات رسول الله r فتعود خلافة هذه الأمة، ومن ثم تحرر قدسها، وتفتح روما كما سبقتها أختها فكانت... مصداقاً لأحاديث رسول الله e... كما نسأله سبحانه أن يمدَّنا بعون من عنده فنحسنَ العمل ونتقنَه فنكونَ أهلاً لنصر الله العزيز الرحيم ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الخميس، السابع من جمادى الأولى 1441هـ أخوكم
الموافق 2020/1/2م عطاء بن خليل أبو الرشتة
أمير حزب التحرير
وسائط
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Jan 3 2020, 02:58 PM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35





"المكتب المركزي: حملة "فتح القسطنطينية بشارة تحققت... تتبعها بشارات!"
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Jan 8 2020, 07:52 PM
مشاركة #3


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35





رابط صفحة الحملة على موقع الفيس بوك:
https://www.facebook.com/fath.constantinople/?tn-str=k*F

#فتح_القسطنطينية
#القسطنطينية
#ConquestofIstanbul
#İstanbulunFethi
#istanbul
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Jan 8 2020, 08:36 PM
مشاركة #4


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35





“لتفتحنّ القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش”

إبراهيم أحمد عيسى - ساسة بوست
https://www.turkpress.co/node/8941

كلمات نُقشت بقلب الفتى الصغير محمد الثاني، ذلك الفتى الذي نال حظًا وافرًا من التعليم على أيدي أفضل علماء العثمانيين، فقد عهد أبوه “مراد الثاني” إلى العالمين الجليلين “أحمد بن إسماعيل الكوراني” والعلامة “الشيخ آق شمس الدين” بتربية الصغير محمد خان. فبثا فيه روح الجهاد والفتوحات بل كان إيحاؤهم له دومًا بأنه المقصود بالحديث النبوي عن فتح القسطنطينية.. تلك المدينة التي بقيت وحيدة لتكون آخر معاقل البيزنطيين. مدينة حاول الفاتحون منذ عهد الصحابة فتحها وتحقيق نبوءة لطالما اشتاقت نفوسهم أن يكونوا هم خير الجند وأن يكون أحدهم خير الأمراء.

والآن وبعد أكثر من ثمانمائة عام على النبوءة، ها هو السلطان محمد الثاني يشرف بنفسه على إعداد جيش الفتح فًاذن في المسلمين للتطوع في الفتح إلى أن قارب تعداد الجيش مائتين وخمسين ألفا، تم تجهيزهم بأحدث الأسلحة واستقدم المهندس المجري «أوربان» وهو أشهر صانعي المدافع، وكلفه بصنع المدفع السلطاني، وهو أكبر مدفع في التاريخ، واهتم بتقوية الأساطيل العثمانية حتى بلغ عدد سفنه 400 سفينة مختلفة الأحجام، ولكن جندًا وسلاحًا بدون عقيدة لا يفيدون بشيء لذا فقد تم بث روح الجهاد بقلوب جنوده وتذكيرهم بوعود الله للفاتحين، وانتشر الدعاة والوعاظ داخل صفوف الجيش لرفع إيمانيات الجنود.

كان محمد يعلم مدى صلابة تحصينات القسطنطينية؛ مدينة قهرت الكثير من الخصوم. فقد كانت الأسوار تحيط بالمدينة من جميع الجهات حتى من جهة البحر، ومن جهة البر توجد الأسوار العظمى التي يصعب اختراقها. كما توجد سلسلة ضخمة تغلق الخليج الصغير المسمى بالقرن الذهبي والتي تمنع السفن من الدخول إلى الميناء والذي بدوره يعد حصنا منيعا ضد أي هجوم بحري.

كان الإمبراطور البيزنطي “قسطنطين” يعلم بما يضمره محمد الثاني الذي رفض أن يستلم الجزية من القسطنطينية، والتي كانت تدفعها المدينة صاغرة مقابل ألا يتم الهجوم عليها، فرفض الجزية يعني أن محمدًا قد عزم أمره على الهجوم على آخر العروش الرومانية، فاستنجد قسطنطين بأمراء أوروبا قبل أن يتحرك محمد الذي كان يقف أمام قادته في تلك الأثناء مخاطبًا إياهم:

“إذا تم لنا فتح القسطنطينية تحقق فينا حديث رسول الله ومعجزة من معجزاته، وسيكون من حظنا ما أشاد به هذا الحديث من التقدير، فأبلغوا أبناءنا العساكر فردًا فردًا أن الظفر العظيم الذي سنحرزه سيزيد الإسلام قدرًا وشرفًا، ويجب على كل جندي أن يجعل تعاليم شريعتنا الغراء نصب عينيه، فلا يصدر عن أحد منهم ما يجافـي هذه التعاليم، وليجتنبوا الكنائس والمعابد، ولا يمسوها بأذى، ويدعوا القساوسة والضعفاء والعجزة الذين لا يقاتلون”.

الحصار

فى يوم الخميس 26 ربيع الأول من العام 857 هـ – 6 أبريل/ نيسان 1453 م، كانت رايات العثمانيين تلوح في الأفق تقترب أكثر فأكثر من أسوار القسطنطينية قادمة من “أدرنة”، جيش تقدمه السلطان بفرسه الأبيض، كان قد عزم على أمرين النصر أو الشهادة، كذلك كان جنده تملؤهم الحماسة وتنتشر بينهم روح الإيمان، وفي اليوم التالي نشر السلطان قواته ليحكم الحصار البري على المدينة، وقد وضع المدفع العملاق أمام البوابة الرئيسية بينما راحت سفن الأسطول الإسلامي تجوب البسفور لتحكم بدورها الحصار من البحر، وقد استطاعوا السيطرة على جزر الأمراء في بحر مرمرة.

بذل البيزنطيون قصارى جهدهم في الدفاع عن المدينة على مدار أيام كانت الاشتباكات عنيفة يتخللها أصوات تصم الآذان. كانت المدافع العثمانية تدك الأسوار وإن هدم جزء يعيد المدافعون بناءه مجددًا في سرعة، استشهد الكثير من الجند تحت الأسوار وقتل الكثير من البيزنطيين وبث الرعب في نفوس أهل المدينة الذين كانت قلوبهم ترتجف من الرعب كلما دوى صوت المدافع. وفي تلك الأثناء استطاعت خمس سفن آتية من جنوة أن تدخل إلى القرن الذهبي خلسة، وعلى متنها القائد الجنوي جوستنيان ومعه سبعمائة مقاتل متطوع من أوروبا، لم تستطع السفن العثمانية أن تلحق بسفن جنوة فقد منعتها السلسلة العملاقة.

التفاوض

حاول الإمبراطور أن يتفاوض مع الفاتح – رحمه الله – ولكن السلطان رد برد قوي:

“فليسلم لي إمبراطوركم مدينة القسطنطينية وأقسم بأن جيشي لن يتعرض لأحد من نفسه وماله وعرضه، ومن شاء بقي في المدينة وعاش فيها في أمن وسلام، ومن شاء رحل عنها حيث أراد في أمن وسلام”.

كانت الرسالة بمثابة إنهاء التفاوض. فبينما كانت الحشود العثمانية تحاول فتح ثغرة بأسوار المدينة، كانت هناك معركة بحرية قوية قرب القرن الذهبي، فقد جاءت بعض السفن الأوروبية وحاولت دخول المدينة، وباغتت الأسطول العثماني الذي خسر بعض سفنه، أمام أعين الفاتح الذي كان يخوض الماء بفرسه صائحًا بجنده الذين كانت حياتهم على المحك وضاع صوته وسط صليل السيوف ودوى المدافع.

“ستسقط القسطنطينية عندما تُرى السفن تمخر اليابسة”.

في يوم 22 أبريل استيقظ أهل المدينة ليجدوا سفن المسلمين ترسو في القرن الذهبي. تساءلوا من أين جاءت وكان الجواب هو في الليلة الماضية حيث حدث شيء لم يسبق له مثيل، فقد أمر السلطان بحمل السفن برًا من بشكطاش إلى القرن الذهبي، فجمعت الأخشاب ودهنت بالزيت والشحم ووضعت على الطريق الممهد وجرها الرجال ثلاثة أميال من البسفور إلى القرن الذهبي وقد كان مشهد الأشرعة التي تسير وسط الحقول والأشجار أكثر المناظر دهشة وإثارة. كان لهذه الحادثة وقع كبير في نفوس أهل المدينة وإمبراطورهم فقد ألقي في قلوبهم الرعب.

“قريبًا سيكون لي في القسطنطينية عرش، أو يكون لي فيها قبر”.

نطق بها السلطان محمد وأملاها لرسول قسطنطين، بعد أيام من المفاوضات سبقتها أيام من البسالة أبرزها المسلمون، عبر حفر الأنفاق وتسلق الأسوار عمليات أقرب للجنون، أثارت الرعب في نفوس أهل المدينة أكثر فأكثر، ولكن هناك روحًا أخرى بدأت تبث في نفوس الجيش المحاصر.. روح بثها أحد المؤلفة قلوبهم بأن لا فائدة من الحصار فكل يوم يخسر الجيش مئات من الجنود دون جدوى. فعقد السلطان اجتماع شورى جمع فيه القادة والعلماء وأكد السلطان على عزمه فتح المدينة فبالإيمان وحده سيكون النصر والظفر.

وانتشر الدعاة والأئمة بين صفوف الجنود يبثون روح الجهاد والصبر حتى يأتي النصر. وفي يوم 28 مايو رأى البيزنطيون النيران تندلع في معسكر المسلمين هكذا ظنوا، حتى سمعوا صيحات التكبير ليكتشفوا أن ما تلك النيران سوى ليلة الاحتفال بالنصر مقدمًا.

فتح من الله

الساعة الواحدة صباحًا من يوم (20 جمادى الأولى 857 هـ/ 29 مايو 1435 م) بدأ الهجوم العام على المدينة، على صوت التكبير ومن خلفه صوت المدافع لتنهمر القذائف ومن تحتها القوات على أسوار المدينة، كان الهجوم ثنائيًا بحريًا وبريًا تزامن مع صوت أجراس الكنائس التي لجأ لها أهل المدينة.

وفي تلك الأثناء كانت الكتائب العثمانية تتسلق السلالم والقلاع الخشبية، موجات بشرية متلاحقة إعصار أصاب المدافعين بالشلل، أصيب جستنيان بجروح بليغة فترك جنوده وهرب، مما ثبط من عزائمهم ولكنهم تنفسوا الصعداء بعد أن شاهدوا انحسار موجات العثمانيين وقد هدأت المدافع بعد أن سقط جزء كبير من الأسوار، ظنوا أن العثمانيين استسلموا ولكنهم فوجئوا بكتائب جديدة. كتائب الإنكشارية يقودها الفاتح بنفسه يتقدمهم مطلقًا العنان لجواده القوي ومن خلفه صيحات التكبير، تزامن ذلك مع استيلاء المسلمين على باب أدرنة وأبراجه التي رفعت فوقها الرايات العثمانية. وبينما كانت ترفع الأعلام كان قسطنطين يسقط قتيلًا وسط ساحة المدينة وكان آخر ما رآه أعلام المسلمين تموج وتخفق فوق “عاصمة الدنيا”.
عن الكاتب
إبراهيم أحمد عيسى

Go to the top of the page
 
+Quote Post
ام عاصم
المشاركة Jan 8 2020, 09:19 PM
مشاركة #5


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,094
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 27





بسم الله الرحمن الرحيم

فتحٌ من الله ونصر قريب

#فتح_القسطنطينية
#القسطنطينية
---------------------
(رابط المصدر والاستماع في التعليق)


الخبر:

تم في مثل هذا الشهر من السّنة الهجريّة في العشرين من جمادى الأولى فتح القسطنطينية التي استمر حصارها شهرين متتاليين ابتداء من 26 ربيع أول سنة 857هـ / 1453م.

التعليق:

فُتحت مدينة هِرقل "قُسطنطينيّة"، عاصمة الدّولة البيزنطييّة، على يد السّلطان العثماني محمّد الثّاني بعد محاولات متتالية انطلقت منذ عهد تولّي معاوية بن أبي سفيان الخلافة الأمويّة مرورا بالعبّاسيّة فدولة السلاجقة ثمّ الخلافة العثمانيّة، وشاء الله أن يكون محمّد الثاني فاتح القسطنطينيّة وقاهر الرّوم هو من ينال بشارة الرسول ﷺ.

مرّ أكثر من ثمانية قرون حتى تحققت البشارة النبوية بفتح القسطنطينية وظلّ هدفا عزيزا نصب أعين القادة والفاتحين لم تُخمد جذوته طوال السّنين وعصيّ مدينة القسطنطينيّة وصمودها. وفي ذكرى فتحها، نستشعر أيّام المجد والعزّ والشّرف، أيّام الانتصارات والفتوحات، ونتبيّن فداحة الخسران، معنى أن تفقد دولة تقيم حكم الله ونظام الإسلام في الأرض فيغيب فيها هذا الأثر.

إن تمكين الله لهذه الأمة آت لا محالة لكن لمن يستحقّ النّصر. وهي العقيدة الإسلاميّة التي صنعت قادة الأمس فلم يرضوا الذّلة وثبتوا على الحقّ ولم يهنوا ولم يستكينوا وجاهدوا في الله حق جهاده لإعلاء كلمته وأخلصوا له سبحانه فحقّ عليهم قوله: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

يقول الشاعر:

ملَكْنا هذه الدنيا قروناً **** وأخضعَها جدودٌ خالدونا

وسطّرنا صحائفَ من ضياءٍ **** فما نسيَ الزمانُ ولا نسينا

ونقول إنّنا لن ننسى تاريخنا المشرق وما زلنا نسطّر صحائف منيرة مشرّفة، وكما تسابق أسلافنا في الماضي لنيل شرف بشارة فتح القسطنطينيّة، فإنّ أحفاد الفاتحين يصلون ليلهم بنهارهم لتحقيق وعد ربّهم سبحانه وبشرى نبيّهم ﷺ بإقامة الخلافة الرّاشدة الثانية على منهاج النبوّة وعازمون على فتح روميّة للفوز بالجزء الثاني من البشارة، فعن عبد الله بن عمرو قال: بينما نَحنُ حولَ رسولِ اللَّهِ ﷺ نَكْتبُ إذ سُئِلَ رسولُ اللَّهِ: أيُّ المدينَتينِ تُفتَحُ أوَّلاً: قُسطنطينيَّةُ أو روميَّةُ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ: «مدينةُ هرقلَ تُفتَحُ أوَّلاً يَعني قُسطَنطينيَّة» [ أخرجه أحمد شاكر وأخرجه أحمد واللفظ له وإسناده صحيح، وابن أبي عاصم في "الأوائل"، والدارمي ] .

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. درة البكوش
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Jan 10 2020, 08:18 PM
مشاركة #6


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،


فيما يلي صفحات الحملة (متجددة) من موقع المكتب الإعلامي المركزي:


- باللغة العربية:

http://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/hi...igns/64908.html


- باللغة الإنجليزية:

http://hizb-ut-tahrir.info/en/index.php/hi...hrir/18724.html


- باللغة التركية:

http://www.hizb-uttahrir.info/tr/index.php...alar/13174.html

- بالأردو:
http://hizb-ut-tahrir.info/ur/index.php/%D...D8%AA/2186.html

- بالألمانية:
http://hizb-ut-tahrir.info/gr/index.php/kampagnen/2163.html

فيما يلي رابط الصفحة الخاصة بالحملة على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/fath.constantinopl...admin_todo_tour


هاشتاغات الحملة:

بالعربية:
#فتح_القسطنطينية
#القسطنطينية

بالإنجليزية:
#ConquestofIstanbul
#Constantinople


بالتركية:
#İstanbulunFethi
#istanbul

Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 27th April 2024 - 06:28 AM