بسم الله الرحمن الرحيم


كل من ليس على مزاجي فهو ضدي في السعودية

للإستماع

الخبر:

جاء ذلك وسط أنباء مستفيضة يهملها الإعلام السعودي عن اعتقال عدد كبير من المشايخ والعلماء ذُكر منهم: محمد موسى الشريف، وعوض القرني، وعلي العمري، وإبراهيم الحارثي، وسلمان العودة وشقيقه خالد، وفهد السنيدي، وحسن المالكي، ومحمد الخضيري، وغيرهم، والحملة مستمرة...



التعليق:



تثبت هذه الأخبار مجموعة من الحقائق نذكر منها:



1. إن الجيل الجديد في الحكومة السعودية ماض في طريقه المتسارع نحو علمنة البلاد وإفسادها غير آبَهٍ بأحد، وبجرأة لم يسبقه إليها أحد، وهم في طريقهم ذلك يتبنون نهج بوش وأشكاله ولا غرابة في ذلك، أن كل من ليس معي فهو ضدي، بل تجاوزوه ليصلوا إلى مرحلة "كل من لا ينافقني ويصفق لي فهو ضدي"! وهم في ذلك ﴿يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ﴾ وهم لا يشعرون، بل يعجلون في نهايتهم المحتومة دون إدراك.. .



2. إن التقرب من هذه الأنظمة الفاسدة بحجة مصلحة الدعوة وإيجاد فسحة للعمل، حجة واهية تثبت الأيام أنها لا تنفع - عدا عن عدم شرعيتها - مع هذه الأنظمة التي تنقلب عليك وتزج بك في السجن مع أول (تغريدة)! لا تروق لهم مهما كانت بسيطة، ومهما كنت قريبا منهم في السابق...



3. إن الواجب على علماء الأمة أن يدركوا أن من أرضى الله بسخط الناس سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، وأن من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، فيقوموا بما أمرهم الله به، ويقولوا الحق لا يخافوا فيه لومة لائم، وليدركوا أن من قضى الله عليه السجن سيسجن مهما داهن، ومن كتب الله له النجاة سينجو مهما مكروا به...



(الشورى) يقر تنظيم الفتوى وإشراك متخصصات الشريعة وتعيين مؤهلات للفتيا بها (الرياض 2017/09/12).




وأخيرا فإن الواجب على أبناء المسلمين، أن لا يسكتوا عن هذا الإفساد الممنهج والمتسارع، وأن لا يقبلوا أن يقودهم هذا الجيل الطائش نحو الهاوية، ويجب أن لا يُسلِموا مشايخهم وعلماءهم ويتركوهم في أيدي الظالمين، فالمسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يُسلِمه، بل يجب أن يأخذوا على أيدي الظالم حتى يفك ظلمه عن المظلوم، ثم يأخذوا على أيدي هؤلاء العلماء حتى يقودوا الأمة نحو ما فيه مرضاة الله وعزة المسلمين...



نسأل الله أن يفك أسر المشايخ والعلماء ومن سبقهم في سجون الظالمين كالشيخين الطريفي والراشد وغيرهم من المسلمين المظلومين، وأن يهدي هؤلاء المشايخ جميعا وإيانا إلى ما يرضيه سبحانه حقا، ويبعدنا جميعا عن النفاق ومزالقه، وأن يحمي بلاد الحرمين من مكر الأمريكان الذي تنفذه حكومة السعودية بحذافيره دون بصيرة، ونسأله سبحانه أن يعجل للمسلمين بفرج قريب يعزهم فيه في ظل خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة كخلافة الصديق والفاروق وعثمان وعلي رضوان الله عليهم جميعا، وإن ذلك بإذن الله لقريب وما هو على الله بعزيز...





كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد بن إبراهيم