الجمعة, 27 آذار/مارس 2020 01:56
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
 
عربي21:  كورونا والذكرى السنوية لإلغاء الخلافة: أين العالم الإسلامي اليوم؟
 
 
قاسم قصير
 
في السابع والعشرين من شهر رجب من العام 1342هجرية (الموافق في الثالث من آذار/ مارس 1924) تم اتخاذ القرار من قبل الزعيم التركي كمال أتاتورك لإلغاء الخلافة الإسلامية لتحل محلها الجمهورية التركية المستمرة حتى اليوم.
 
واليوم تأتي الذكرى التاسعة والتسعين (حسب التقويم الهجري) لإلغاء الخلافة، في ظل انشغال العالم كله بأزمة انتشار وباء أو فيروس كورونا، والحديث حول كيفية مواجهة هذا الفيروس المجهول وانعكاسه على خريطة العالم اليوم، والتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية التي سيؤدي إليها هذا الوباء وتداعياته المستقبلية، والتي لم يستطع العلماء والباحثون والمفكرون الاستراتيجيون تقديرها حتى الآن، بانتظار جلاء الأوضاع في الأسابيع والأشهر المقبلة.
 
والملاحظ أن الذكرى السنوية التاسعة والتسعين لإلغاء الخلافة الإسلامية لم تحظ بالكثير من الاهتمام في الأوساط العربية والإسلامية، باستثناء بيان أصدره حزب التحرير والكلمة التي وجهها أمير الحزب بالمناسبة مساء الاثنين الماضي.
 
ومن غير المعروف إذا كانت حركات وقوى إسلامية احتفلت بالذكرى أو أصدرت بيانات بالمناسبة، وحتى تنظيم داعش الذي أعلن إقامة الخلافة الإسلامية مجددا في سوريا والعراق قبل عدة سنوات لم تصدر عنه مواقف جديدة أو بيانات في هذه المناسبة.
 
وقد لا يكون من الأهمية رصد البيانات أو ما صدر بالمناسبة اليوم لأن العالم كله، ومن ضمنه العالم الإسلامي، مشغول بقضايا خطيرة وأهمها مواجهة فيروس كورونا وتداعياته، إضافة للحروب والصراعات المنتشرة في الكثير من الدول العربية والإسلامية. وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين الماضي، إلى وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء العالم، من أجل حماية من "يواجهون خطر التعرض لخسائر مدمرة بسبب فيروس كورونا".
 
لكن السؤال الأهم اليوم: أين دور العالم الإسلامي في هذه المواجهة العالمية؟ وأي دور لعبته دول الخلافة الإسلامية على مر تاريخها في مواجهة الأزمات العالمية؟ وكيف كانت الأوضاع الصحية في دول الخلافة الإسلامية؟
 
طبعا لا يمكن تقييم كل تجربة الخلافة الإسلامية بشكل سريع وفي مقال صحفي لأنها كانت تجربة طويلة ومرت في مراحل متعددة، ولم تكن الخلافة الإسلامية على صيغة واحدة منذ وفاة الرسول ودور الخلافاء الراشدين، مرورا بكل المراحل الأخرى وصولا للسلطنة العثمانية ونهاية الخلافة الإسلامية، لكن هناك مراحل مهمة في تاريخ هذه الخلافة كانت أحوال العالم الإسلامي على افضل الصور وانتشرت العلوم الطبية والمستشفيات وكل أشكال الحضارة المتطورة، وبرز علماء وأطباء ومخترعون مسلمون تركوا بصمات كبيرة على صعيد الحضارة العالمية، ولا يزال هؤلاء يشكلون مرجعا كبيرا لكل العلوم الطبية الحديثة.
 
لكن المهم اليوم: أين هو العالم العربي والإسلامي في مواجهة الوباء الجديد؟ وأين هم العلماء العرب والمسلمون في اكتشاف الأدوية واللقاحات لمواجهة هذا الوباء؟ وما هو واقع المستشفيات والمؤسسات الصحية في الدول العربية والإسلامية؟
 
من يتابع أخبار الوباء وكيفية معالجته والوقاية منه يلحظ أن العالم اليوم ينتظر ما ستنتجه المختبرات العلمية والطبية في الصين وألمانيا وفرنسا وأمريكا وبريطانيا، وهناك متابعة لما يقوم به الأطباء الإيرانيون من محاولات لمعالجة المرضى في ظل التحدي الكبير الذي تواجهه إيران من انتشار هذا المرض. وبعض المسلمين استعاد بعض الأحاديث والروايات عن الرسول محمد حول الوقاية من الطاعون، وقد نالت هذه الروايات اهتماما عالميا كونها تدعو للعزلة وعدم التنقل وكتبت عنها بعض الصحف الغربية، لكن ذلك لا يلغي الواقع البائس الذي تعاني منه الشعوب العربية والإسلامية في مواجهة هذا المرض، مع أن حجم الانتشار في هذه الدول قد يكون أقل من غيرها من الدول الأوروبية وأمريكا والصين وكوريا الجنوبية.
 
وبعض العرب والمسلمين نظروا لهذا الوباء من منظور أخلاقي وتربوي فقط، فالبعض اعتبره ابتلاء ربانيا، ومنهم من اعتبره فرصة لعودة الناس إلى الله والأخلاق الحميدة والتفكر بالله ونعمه، وإن كان الوجه الآخر للوباء أنه اضطر السلطات والمرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية لوقف صلوات الجماعة والجمعة أو القداديس، وصولا لإقفال أماكن العبادة وهذه وجه آخر لهذه المأساة.
 
لكن المهم اليوم أن نسأل عن دورنا كعرب ومسلمين في مواجهة هذا الوباء، ولماذا لا نتوحد للعمل من أجل مواجهته والمساهمة في التقدم العلمي وتقديم العلاجات المناسبة له، وأن نكون المساهمين في التخفيف من انعكاساته الإنسانية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية.
 
يبدو حسب المعلومات الأولية أن دولة الصين بدأت تتقدم في احتواء المرض، وهي ترسل المساعدات للدول الاوروبية وبعض الدول العربية والإسلامية للتخفيف من آثاره، في حين أن دولا أوروبية ترفض مساعدة دولها المجاورة، وأمريكا تريد الحصول على اللقاح لوحدها، وهي تواجه تحديات مختلفة اقتصادية واجتماعية، وهي مستمرة بفرض الحصار على دول أخرى كفنزويلا وإيران، والعالم كله مشغول بدراسة الآثار المالية والاقتصادية والاجتماعية لهذا الوباء.
 
وأما على الصعيد العربي والإسلامي، فالسؤال الأهم: هل يمكن أن يشكل انتشار هذا الفيروس القاتل فرصة لوقف الحروب والصراعات والعمل بشكل مشترك لمواجهة هذا التحدي الجديد، واعتبار التضامن الإنساني والاجتماعي له الأولوية على كل خلافاتنا؟
 
في زمن الكورونا وفي الذكرى السنوية التاسعة والتسعين الهجرية لإلغاء الخلافة الإسلامية، فلنستعد الصفحات الإيجابية من هذا التاريخ كي نعود إلى دورنا الحضاري والإنساني والإيجابي في العالم، بدل أن ننتظر ما ينتجه الآخرون لنا، سواء كان حروبا أو أسلحة أو ثقافات، أو أدوية ولقاحات جديدة.
 
 
المصدر: عربي21
https://m.arabi21.com/Story/1255786
 
http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/media/66930.html
 
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=8565&pid=24519&st=0&#entry24519
 
 
 
الأربعاء, 28 كانون1/ديسمبر 2016 09:06
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

التاسع والثلاثون: كيفية مقاومة التعتيم الإعلامي (استغلال الفرص

 

نقصد باستغلال الفرص هو القيام بأعمال سياسية وأعمال إعلامية دعوية أو دعائية في أوقات معينة مثل المناسبات التاريخية أو وقت الثورات أو أثناء حدث اجتماعي في البلد أو أثناء تشييع جنازة أو أثناء الذهاب إلى تعزية، أو أثناء حدوث تغيير سياسي في البلد، وغيرها من الأمور.. والتي في العادة يكون الناس في حاجة لسماع رأي الأحزاب السياسية في ذلك الحدث.

 

فانتظار الناس لسماع رأي الجهات والأحزاب في ذلك الحدث يجعل العمل السياسي أو الإعلامي له قوة تأثير كبيرة في الرأي العام، فيجب على من أراد مقاومة التعتيم الإعلامي الذي يقبع تحته أن يبين رأيه في ذلك الحدث وأن يقوم بأعمال سياسية تبين العلاج الصحيح لحل المشاكل في ذلك البلد.

 

وطبعا يمكن القيام بمسيرات أو وقفات أو مؤتمرات أو حملات إعلامية أو دروس أو خطب أو أي أسلوب في استغلال الفرص التي تحدث في البلد.

 

ويجب الحذر هنا من مجاراة الرأي العام على خطئه وضلاله، بل يجب بيان الحكم الشرعي والحل الصحيح من وجهة نظر الإسلام في معالجة أي أمر في البلد ولو تعرضت تلك الجهة لنقمة الرأي العام، فمن أراد علاج المشاكل فيجب أن يكون العلاج مبدئيا، أي نابعا ومنبثقا من المبدأ بغض النظر عن النتائج، ولا يعني ذلك عدم تخير الأساليب الجيدة والحكيمة في إيصال الرأي الشرعي الصحيح لعلاج المشاكل.

لقراءة باقي السلسلة على الرابط التالي

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4418&st=40&start=40

 
الخميس, 01 تشرين1/أكتوير 2015 23:38
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

 

الإرهاب الغربي والإعلام الإرهابي

 

 

عصام أحمد أتيم

الخرطوم- السودان

 

تعيش البشرية في حقبة تاريخية تكاد تكون هي الأخطر على مر العصور، كيف لا وقد أكلتها الحروب، وطحنتها الصراعات غير المتكافئة لأجل النيل من الثروات، وقد سُخـَّر الإعلام في هذه المعارك الضارية، كل يبتغي عرض بضاعته إعلامياً بالشكل الذي يحقق له مصالحه.

فبعد انتهاء الحروب العالمية - باردها وساخنها- ظهر على السطح صراع الاستعمار عن طريق المؤثرات العقلية والإعلامية التي تحاول تشكيل العقول وإدارة النفوس، ليتمكن الغزاة من السيطرة تماماً على الموارد والثروات، فما حقيقة ما يحدث في عالمنا اليوم من حروب معلنة وغير معلنة تحت عنوان الحرب على الإرهاب؟ وما هو دور الإعلام الغربي في هذه الحرب؟

الإعلام ودوره في صياغة الراي العام:

لا يستطيع أي شخص تكوين موقف معين أو تبني فكرة معينة، إلا من خلال المعلومات والبيانات التي يتم توفيرها، أي لا بد من معلومات سابقة في الدماغ لأجل إحداث عملية تفكير سليمة، وبما أن الإعلام يساهم بشكل مباشر في إعطاء المعلومات التي يسوِّق لها بالكيفية التي يحددها وفقاً لصياغة الأخبار بطريقة معينة، وبمؤثرات بصرية معينة، فكان وما زال لديه القدرة على إحداث تغيير في المفاهيم والسلوك.

ولما أدرك الغرب الكافر هذه الحقائق عمد إلى تبني ما يسمَّى باستراتيجية (الخداع الإعلامي) والتي تقوم على تشويه المعلومة، أو تقديمها بشكل مشوَّه، أو حتى الكذب على المـُتلقّي، بحيث يكوِّن رأياً معيناً تجاه الواقع المقدَّم، يخدم هذا الرأي الخط الذي يتبناه الإعلام ويحقق مصالحه. وفي هذا السياق يقول مؤسس جريدة نيويورك تايمز: «أَعطِ أي إنسان معلومات صحيحة ثم اتركه وشأنه، سيظل معرضاً للخطأ في رأيه، ربما لبعض الوقت، ولكن فرصة الصواب ستظل في يده إلى الأبد، احجب المعلومات عن أي إنسان أو قدمها إليه ناقصة أو مشوهة أو محشوَّة بالدعاية والزيف؛ إذاً فقد دمرتَ جهاز تفكيره ونزلت به إلى ما دون مستوى الحيوان».

ومن هنا كانت مسألة العبث بالمعلومات السابقة من الخطورة بمكان، فهي عمدة طريقة التفكير العقلية، إذ إنها تحدِّد نتيجة التفكير، وبالتالي تصوغ المفاهيم التي بموجبها يكون السلوك بالاتجاه الذي يخدم المفهوم.

وقد تبنَّت أجهزة الإعلام الغربية وتابعاتها في بلاد المسلمين هذه السياسة في ترسيخ ثقافة إعلامية تقوم على إيضاح آثار العمليات الإرهابية وأخطارها ومهدداتها وتعبئة الرأي العام ضدها، بهدف تحصينه ضد الخطر الإرهابي، وكأن الإعلام يعمل بقاعدة (إن السيطرة على عقول الناس وأفكارهم تكون عن طريق إخبارهم أنهم معرضون للخطر، وتحذيرهم من أن أمنهم تحت التهديد). وهذا يتَّسق مع ما قاله دينس جيت- عميد مركز العلاقات الدولية في جامعة فلوريدا الذي قال: «عندما يشعر الناس بالخطر يعجزون عن التفكير، ويمنحون السلطة للشخص المستعد لتوفير الأمان لهم».

ولعل هذا يفسر تلك الرسالة الإعلامية التي حاول (غلين بيك) إرسالها للمشاهد عن طريق برنامجه الذي عُرض في بداية العام 2010م محاولاً من خلاله تفسير ثورات الربيع العربي وتخويف الناس من المسلمين، وقبل الحديث عن البرنامج نورد بعض المعلومات عن (غلين بيك) حتى يُعرف حجم الرجل داخل مؤسسة صناعة الإعلام في الغرب غلين إدوارد لي بيك Glenn Beck هو مذيع ومقدم برامج تلفزيونية، وكاتب، ورجل أعمال، ومعلـِّق سياسي أميركي. يقدم برنامجه بالإنجليزية The Glenn Beck Program وهو برنامج إذاعي حواري ذو انتشار واسع في الولايات المتحدة تذيعه بريمير راديو نيتوركس بالإنجليزية: Premiere Radio Networks) فضلاً عن برنامج الأخبار على قناة فوكس نيوز. اشتهر بتأييده القويّ لـ(إسرائيل) وكراهيته للمسلمين. تصدرت ستة من كتبه قائمة النيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعاً؛ حيث حلَّت خمسة منها في المرتبة الأولى عند صدورها.

كيف يفسر غلين بيك ثورات الربيع العربي عبر برنامجه؟

تحت عنوان: «الخلافة الجديدة القادمة»، وقف (جيلين بيك) مقدم البرنامج أمام شاشة بعرض حائط الأستديو وقد ظهرت عليها خارطة بلاد المسلمين وفوقها مباشرة كتب باللغة الإنجليزية عبارة «الخلافة الجديدة القادمة». وقد حرص على عرض صورة هتلر مقابل جماهير الربيع العربي.

بدأ بيك يتحدث فقال: سوف أحدثكم اليوم عن أسوأ السيناريوهات التي يمكن أن تحدث؛ وهي أن تقوم الخلافة الإسلامية... وقال: إذا أشرت إلى منطقة في الخارطة وأضاءت باللون الأخضر فهذا يعني أنها قد ضمت إلى دولة الخلافة القادمة. ثم يتحدث عن تونس وعن وجود الجماعات التى يسميها بالرادكالية، ويتحدث عن جميع بلاد المسلمين التي تضاء على الخارطة بلداً تلو الآخر إلى أن أضاءت كل المنطقة العربية.

ولم ينسَ غلين بيك تذكير المشاهد بوجود البترول والثروات الطائلة في المنطقة وإمكانية فقدانها إذا قامت الخلافة، يقول: «أنا لا أتحدث عن عامة الناس، أنا أتحدث عن أولئك الذين يطلبون النصرة ويعملون لتنظيم صفوف الجماهير، يا الله، يا الله، الخلافة ستقوم، الخلافة ستقوم، ثم تقوم الخلافة فيحكم العالم بالشريعة الإسلامية». ثم يقدم سؤالاً ليجيب عليه لاحقاً وهو «ماذا سيحدث الآن؟» ويشير إلى إسبانيا ويقول «هنا المسلمون كان لهم حضارة سيعملون على استعادة هذه البلاد، وكذلك هناك وجود جاليات مسلمة في كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا... يا الله العالم في خطر!». وخلاصة الأمر حاول جاهداً مقدم البرنامج تقديم خطاب فحواه شيطنة الإسلام وإظهاره باعتباره خطراً عظيماً على الحضارة الغربية، بل هو سيدمرها تماماً ...نعم هذه هي الرسالة التي أراد الإعلام أن يرسلها للمتلقي الغربي

وإمعاناً في تخويف الشعوب الغربية من الإسلام، أكد المرشح الأسبق للرئاسة الأميركية والكاتب الصحفي باتريك بوكانن حقيقة تقدم مشروع الإسلام وخشية الرأسماليين من ذلك ما يجعلهم في صدام حضاري مع الإسلام، بقوله: «إن الإسلام السياسي استطاع أن يتخطَّى قومية عبد الناصر، وتخطَّى منظمات وتنظيمات، كما أنه تخطى الاشتراكية والشيوعية، وها هو الآن يقف على أعتاب رأسماليتنا وسيصرعها إذا لم نتخذ الإجراءات اللازمة».

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد اعتبر في 18 فبراير/ شباط 2015م أن المتطرفين الإسلاميين لا يتحدثون باسم «مليار مسلم»، داعياً القادة الغربيين والمسلمين إلى توحيد صفوفهم للتصدي لـ «وعودهم الزائفة» و«آيديولوجياتهم الحاقدة».

وقال أوباما متوجهاً إلى مندوبي ستين بلداً خلال قمة في البيت الأبيض بشأن مكافحة التطرف: «إن الإرهابيين لا يتحدثون باسم مليار مسلم»، مضيفاً «إنهم يحاولون أن يصوروا أنفسهم كقادة دينيين ومحاربين مقدَّسين. هم ليسوا قادة دينيين، إنهم إرهابيون» واعتبر أن الحرب على الجماعات الإسلامية يجب أن تخاض في العقول والقلوب، كما تخاض في البر والجو، ونافياً وجود «صراع حضارات» ومؤكداً: «نحن لسنا في حرب مع الإسلام”.

إذاً دعوة أوباما للتصدي لأيديولوجية المسلمين هي حملة صليبية تضاف إلى مجموعة الحملات الصليبية التى كان آخرها حرب جورج دبليو بوش الابن الذي أعلنها صراحة حرباً صليبية. ومنذ ذلك التاريخ والإعلام يعمل على إرهاب المسلمين وترويعهم وشيطنة كل ما هو إسلامي وجعله في خانة الملاحقة والمحاصرة، وكأن الإسلام في حد ذاته جريمة يعاقَب معتنقه!! وهذا بالفعل ما تُصوِّره غرف صناعة الإعلام في الغرب والشرق، فكلها منظومة رقمية تكنولوجية واحدة تعمل على تحقيق مصالح الرأسمالية التى من مصلحتها تشويه صورة الإسلام وإيجاد رأي عام في العالم ينفّر الناس من الإسلام وأنظمته حتى يمنع قيام الخلافة. فتصريحات الرئيس أوباما وكبار صنَّاع القرار ظاهرة وواضحة وبيِّنة للعيان، فالرجل يقول الحرب ضد الجماعات الإسلامية يجب أن تكون حرب عقول وقلوب...

ومن هنا أدرك الرئيس أوباما أن المعركة فكرية مشاعرية بين الرأسمالية العالمية وسدنتها وعبيدها في البلاد الإسلامية؛ لذلك رأينا الإعلام ينشط في فترة ما بعد سقوط الطواغيت في (الربيع العربي) باتجاه تقديم نموذج مشوَّه للإسلام في الممارسة السياسية، ورأس الحربة في ذلك هي كتائب الإعلام وجيوشه لمحاربة العقل والمشاعر حيث يحقق الكافر المستعمر من خلالها عدة أهداف ضمن حملته الصليبية وهي:

1- ضرب هذا المدّ الإسلامي المتنامي في بلاد المسلمين، وهذه المشاعر التي تتأجج في صدورهم وصدور الذين يعملون للتحرير وضرورة عودة الحكم بالإسلام؛ فيتم تنفيس هذه الحماسة والإخلاص من خلال تقديم نموذج أو أكثر للإسلام السياسي.

2- تصفية خيرة أبناء المسلمين وجرهم إلى صراعات مصالح دولية تنعكس في الداخل في حروبات محلية وخلافات مذهبية ونعرات جهوية، وكل هذا يدار من غرف المخابرات المظلمة من وراء البحار .

3- تشويه صورة الإسلام وأنظمته أمام العامة، ومحاولة إظهاره بالفاشل في مواكبة متطلبات العصر.

كيف يخدم الإعلام الإرهاب:

لقد درج الإعلام في بلاد المسلمين على اتِّباع سنن الإعلام الغربي في نقل الأخبار؛ ما جعله إعلاماً يتبنى قضايا المستعمر دون وعي أو رؤية.

والشواهد على ذلك كثيرة، فمثلاً أوردت صحيفة الجريدة الصادرة في الخرطوم بتاريخ 16 فبراير 2015م خبراً عن تعرض أحد المواطنين لمحاولة ذبح من قبل أحد المعتوهين، ورغم أن الحادث يعتبر حادثاً عادياً فهو جريمة قام بها أحد المتفلتين؛ إلا أن الجريدة قد صاغت الخبر بكيفية من شأنها أن تخدم مشروع المستعمر في الترويج إلى ما يسمى بالإرهاب، فجاءت صياغة الخبر كالآتي: ‏‎(مهندس يتعرض لمحاولة ذبح على طريقة داعش) وجاء في متن الخبر تعرض المهندس فلان الفلاني لمحاولة ذبح من قبل شخص الراجح أنه متطرف. هذا الخبر بهذه الصياغة فضلاً عن أنها تجافي النزاهة المهنية، فهي كذلك تروِّج لشيطنة الإسلام وعرضه باعتباره دين البربرية والدموية .

وبالمقابل ترى الإعلام فى الغرب يتعامل مع الوقائع والأحداث وهو يحرص على المحافظة على رسالته الإعلامية دون التأثر بالواقع، فقد عرضت معظم وسائل الإعلام الأميركية خبر إعدام ثلاثة مسلمين على يد أحد المتطرفين الملاحدة بكيفية تتماشى ومقاصد الإعلام الأميركي، فجاء عرض الخبر في نهاية الأخبار، وقد أشارت الوسائل إلى مقتل ثلاثة مسلمين على يد مجرم بسبب خلاف في مكان (الباركن). دون الإشارة إلى أن هذه حادثة إرهابية ومجزرة راح ضحيتها ثلاثة من المسلمين الأبرياء.

وإذا تتبعنا حجم الأعمال الإرهابية في الغرب نجد نسبة جرائم الإرهاب التي يقوم بها غربيون لا تقارن بنسبة الجرائم التي يقوم بها آخرون وتنعت بأنها إرهابية، فعلى سبيل المثال أسوق إليكم بعض الإحصائيات للمهتمين بهذا الشأن، ودعونا نبدأ بأوروبا، حيث تشكِّل نسبة الهجمات الإرهابية التي نسبت للمسلمين أقل من 2% من العدد الكلي للهجمات الإرهابية هناك.

ولقد لاحظت هيئة «يوروبول»، وهي وكالة إنفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي، في تقريرها الذي صدر في العام الماضي، أن الغالبية العظمى من الهجمات الإرهابية في أوروبا ارتُكبت من قبل الجماعات الانفصالية، وعلى سبيل المثال، كان هناك 152 هجوماً إرهابياً في أوروبا عام 2013م، ولكن كانت «الدوافع الدينية» وراء هجمتين فقط من هذه الهجمات، مقابل 84 عملية إرهابية بسبب المعتقدات العرقية أو القومية أو الانفصالية.

إننا نتحدث في هذا الصدد عن جماعات مثل FLNC الفرنسية، التي تدعو إلى انفصال جزيرة كورسيكا كدولة مستقلة. ففي ديسمبر(كانون الأول) 2013م، شن إرهابيون من FLNC هجمات صاروخية متزامنة ضد مراكز الشرطة في مدينتين فرنسيتين. وفي اليونان في أواخر عام 2013م، قتلت القوات الثورية الشعبية اليسارية المتشددة اثنين من أعضاء حزب اليمين السياسي «الفجر الذهبي»، وأما في إيطاليا، فقد شاركت مجموعة FAI في هجمات إرهابية عديدة، بما في ذلك إرسال قنبلة لصحفي، والقائمة تطول وتطول. فهل سمعتم بهذه الهجمات؟ ربما لا، ولكن لو ارتكبها غيرهم، فهل تعتقدون أنها كانت ستحظى بذات القدر من التغطية في وسائل إعلامنا؟

وحتى بعد وقوع واحدة من أسوأ الهجمات الإرهابية في أوروبا عام 2011م، عندما ذبح أندرس بريفيك 77 شخصاً في النرويج لتعزيز أجندته المعادية للمسلمين وللمهاجرين، والموالية لـ«أوروبا المسيحية»، كما ذكر هو نفسه، لم نرَ الصحافة غطَّت الموضوع بكثافة في الولايات المتحدة!

نعم، تمت تغطية ذلك، ولكن ليس بالطريقة التي نراها عندما يقوم بالعملية مسلم ويكون هو المنفذ للهجوم. وقد رأينا مسيرة النفاق من العجم والأعراب عندما خرجوا ينددون بحادثة شارلي إيبدو، وكيف تعامل الإعلام بحالة استعداء مائة في المائة. بالإضافة إلى ذلك، لم نرَ خبراء الإرهاب يملؤون ساعات البث الإخباري متسائلين: كيف يمكننا أن نوقف الإرهابيين المسيحيين في المستقبل. بل في الواقع، كان حتى وصف بريفيك بأنه «إرهابي مسيحي» لقي غضب الكثيرين، بما في ذلك بيل أورايلي من شبكة فوكس نيوز.

وفي آخر الحروب الإعلامية الغربية ضد الأمة الإسلامية أعلن موقع التواصل (الاجتماعي) فيسبوك أنه حدّث معايير النشر المسموح والممنوع للمستخدمين، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لن يسمح باتخاذه منبراً لنشر «الإرهاب» وخطاب الكراهية والمواد غير الأخلاقية.

وأضاف أنه لن يسمح بدعم قادة المنظمات «الإرهابية والإجرامية»، أو الإشادة بهم أو الموافقة على نشاطاته، وأكد الموقع أنه سيزيل المحتوى ويعطل الحسابات عندما يُعتقد أن هناك خطراً من وقوع ضرر حقيقي أو تهديدات مباشرة على السلامة العامة...

وكان مؤسس الموقع مارك زوكربيرغ قد أكد في الخامس من الشهر إبريل/ نيسان 2015م أن العاملين في الموقع يسارعون إلى حذف أي منشورات أو رسائل ذات محتوى «إرهابي» أو تحض على العنف، مضيفاً أن فيسبوك لا يعمل مثل الشرطة، وأنه «لا يمكن أن يكون لدينا كادر كبير من العاملين لمتابعة كل ما ينشر على الموقع». المصدر: الجزيرة نت + وكالات.

إن الأمة الإسلامية، وهي تسير في طريق التحرير من قبضة المستعمر، تواجه العديد من التحديات والعقبات، وعلى رأسها ممارسات الأجهزة الإعلامية التي تحرص على الحيلولة دون وعي الجماهير على فساد الواقع الرأسمالي النتن وصدق أفكار الإسلام، ومقدرتها على معالجة الوقائع الجارية، وقد انخرطت إدارة الفيس بوك في الحملة التي تسمى «الحرب على الإرهاب» أي (الإسلام) دعماً للرأسمالية المتوحشة ومحاربة حملة الدعوة ممن يفضحون جرائم الدول الاستعمارية.

فقد تعرضت حسابات شباب حزب التحرير وكثير من أبناء المسلمين على موقع التواصل (الاجتماعي) فيس بوك لمجزرة من إزالة وحذف بلغت ذروتها في بداية نيسان/أبريل 2015م وهي مستمرة إلى لحظة كتابة هذه السطور.

فلماذا الخوف من الكلمة!! وهل أصبحت الكلمة أكثر إيلاماً من البارود والبراميل المتفجرة!! نعم إنه الإسلام العظيم الذي بات يؤرق مضاجع القائمين على الأمر الرأسمالي وإعلامه المفلِس.

إن لهذه القرارات التي اتخذتها إدارة الفيس بوك دلالات مبشرة وعظيمة منها:

أولاً: إن الكلمة التي يساهم بها الشباب في الفيس بوك لها أثرها في قلوب حراس المصالح الرأسمالية من الإعلاميين ومرتزقة الإمبريالية، ما يجعلهم يتحركون كالمذبوح للحيلولة دون وصول الحق للناس.

ثانياً: إن حملة تكميم الأفواه ومحاصرة الرأي والتعتيم عليه التي تقوم بها إدارة الفيس بوك لهي دليل على عجز وإفلاس، بل هي انتكاسة ورِدّة حضارية عن أسس القيادة الفكرية الرأسمالية التي تجعل من حرية الرأي أصلاً من أصول المبدأ الرأسمالي... فماذا تبقَّى لهم من مبدئهم إلا الاستسلام للهزيمة والخسارة!

ثالثًا: إن الحروب الإلكترونية المعلنة على الأمة الإسلامية ليس فقط من قبل الفيس بوك فهو جزء من كل، فقد أعلن الجيش البريطاني عن تأسيس وحدة باسم الكتيبة رقم (77) إلا أن هذه الكتيبة لن تقاتل في ساحات المعركة وإنما على صفحات مواقع التواصل (الاجتماعي). وتتكون الفرقة ومقرها مدينة هيرميتاج البريطانية من 1500 ينتمون إلى كتائب مختلفة من الجيش، وما يجمعهم هو خبرتهم في مجال مواقع التواصل (الاجتماعي) وشن الحرب النفسية من خلالها.

وذكر مصدر عسكري لصحيفة الغارديان البريطانية أن الفرقة تأسَّست لتكون كياناً جامعاً لكافة المواهب والقدرات المطلوبة في صراعات وحروب اليوم.

ولعل أبلغ ما يدلل على أن الغرب الرأسمالي يرتجف من المد الإسلامي المتنامي ويرتعد هي تلك المؤتمرات التي قام بها شياطين العرب والعجم وتعاقدوا فيها وتعاهدوا على ضرورة وجود أسلحة متعددة لمحاربة الإسلام دون الاعتماد على الآلة الحربية، وقد كان آخرها المؤتمر الذي عقد في واشنطن في التاسع عشر من شباط/فبراير 2015م تحت عنوان: (محاربة التطرف والعنف) بقيادة أوباما ثم تلاه قمة وزراء الأوقاف التي عقدت بمصر نهاية شباط/ فبراير الماضي.

فهل سينجح الغرب الرأسمالي في حربه الإعلامية الإرهابية ضد الإسلام؟

إن كل المؤشرات تقول إنه لن ينجح، بل إنه سيخسر معركة الرأي والمعلومة الصحيحة خسارةً عظيمة، فهناك العديد من أبنائه يعتنقون الإسلام رغم الكبت والتعتيم والتشويه الذي يُمارَس اليوم، فكيف إذا أقيمت للأمة دولة صاحبة رسالة حضارية وإعلام يدعو لتحرير الأريسيين والمقهورين من قبضة الأديان الوضعية إلى سعة الإسلام العظيم. ويومئذ ترى الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، وليس ذلك عنا ببعيد.. فالهمة الهمة يا حملة الدعوة، والثبات الثبات. وما النصر إلا صبر ساعة.. فقوموا إلى إعلامكم يرحمكم الله.

كيف السبيل لمواجهة حرب الإرهاب ؟

أولاً: إن الحرب على الإرهاب هي معركة مع الخلافة، بل هي معركة مع النبوة؛ لأن الخلافة القادمة على منهاج النبوة وليس على منهاج أميركا .

ثانياً: إن الغرب أصبح غير فاعل في منطقتنا الإسلامية، بل أصبح مفعولاً به من قبل تحركات الأمة الثورية التي فاجأته وأدهشته وجعلته يفقد ما تبقَّى له من عقل .

ثالثاً: الأدلة تشير إلى أن الغرب سينتقل إلى الخندق الأخير، وهو سياسة خنق الأنفاس تحت عنوان محاربة التطرف، ولعل مؤتمر أميركا شاهد على ذلك .

رابعاً: إن الأمة بلغت مرحلة من الوعي على أفكار الإسلام وعلى الخلافة بحيث لم تستطع حملة تشويه الخلافة أن تجني الثمار التي كان يطلبها الغرب؛ فقد كانوا ومازالوا يطلبون رأس الإسلام لا غيره؛ لكنهم فشلوا وتكسرت مؤامرتهم على صخرة الوعي الذي أظهرته الأمة .

خامساً: لقد أثبت شباب الأمة الثائر فاعليته الإعلامية، ومقدرته على تجييش الرأي العام بالاتجاه الصحيح، وما حادثة مقتل المسلمين الثلاثة في أميركا عنا ببعيد .

سادساً: لقد أصبح لدينا اليوم إعلام تفاعلي نستطيع من خلاله المساهمة في بلورة رؤية ناضجة حيال قضايا الأمة، فقوموا أيها الشباب إلى إعلامكم يرحمكم الله.

سابعاً: إن التاريخ يدور اليوم باتجاه رغبة الأمة في التحرر والانعتاق، فاغتنموا الفرصة وشكلوا وعياً وتقدَّموا الصفوف، فأنتم لها أيها الإعلاميون الجدد.

ثامناً: إن الرأسمالية الغربية تعاني من أمراض سرطانية، من كساد وتضخم وعطالة وتفسخ في العلاقات الاجتماعية، فافضحوها واكشفوها وعرُّوها من ورقة التوت التي تغطي بها سوءاتها.

تاسعاً: لقد كشفت أحداث المخاض التي تعيشها الأمة عن حجم الهوة السحيقة بين الأمة وبين الأوساط السياسية في بلاد المسلمين، فليست للأمة قيادة اليوم من بيادق الغرب، فتقدموا الصفوف لتولِّي هذه المرحلة التاريخية المهمة قيادة وريادة سياسية .

عاشراً: إن الصراع الذي يفرض نفسه على الساحة الدولية هو تحديداً بين حضارتين: الرأسمالية والإسلام. وبين مشروعين: مشروع الغرب الرأسمالي الاستعماري المتوحش، ومشروع الخلافة العظيم الذي يخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الرأسمالية وسائر الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فكونوا أيها المسلمون الإعلاميون جيش الإعلام لدولة الخلافة الراشدة الموعودة، قبل قيامها وبعده، وعلى الله قصد السبيل

http://www.al-waie.org/issues/346/article.php?id=1548_0_116_0_C

 
الثلاثاء, 09 حزيران/يونيو 2015 06:38
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

 

التغيير: حزب التحرير للحوثيين : ما أشكل عليكم فهاكم بيانه، فلا تكونوا رحماء بالكفار أشداء على المسلمين!

 


التغيير - صنعاء:

 

أصدر المكتب الاعلامي لحزب التحرير في اليمن بيانا صحفيا بخصوص استمرار الحوثيين باعتقال شباب الحزب وعدم اطلاق سراحهم حيث لايزال من اعتقلتهم مليشيات الحوثي في طريق خولان صنعاء رهن الاعتقال ظلماً وعدواناً دونما ذنب او تهمة الا انهم ينتمون لحزب التحرير وقد تعذر مسئولوا السجن بأن لديهم التباس حول الحزب وطريقته والراية التي يرفعها متهمين الحزب بانه مع العدوان السعودي وانه يحرض عليهم.

 

وقال الحزب في بيان له، حصل "التغيير" على نسخة منه، " أيها الحوثيون: ما أشكل عليكم فهاكم بيانه، فلا تكونوا رحماء بالكفار أشداء على المسلمين! " .

 

"التغيير" ينشر نص البيان :

 

أيها الحوثيون: ما أشكل عليكم فهاكم بيانه، فلا تكونوا رحماء بالكفار أشداء على المسلمين!

 

لا تزال مليشيات الحوثيين تعتقل خمسة من شباب حزب التحرير منذ أكثر من أسبوع؛ حيث تم اعتقال هؤلاء الشباب على طريق خولان - صنعاء ظلما وعدوانا ولم تثبت عليهم تهمة إلا أنهم ينتمون لحزب التحرير الذي يعمل جاهدا لإنهاض الأمة بالطريقة الشرعية التي لا تقوم على الأعمال المادية ولا تحرض على الفتنة والاقتتال بل هي طريقة متقيدة بسيرة النبي ( في سيرته حين أقام دولته شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى تحقيق الغاية قريبا بإذن الله، وهؤلاء الشباب هم: (الأخ المهندس شفيق خميس والأخ عبد الله القاضي عضو المكتب الإعلامي للحزب في ولاية اليمن وابنه علي عبد الله القاضي وكذلك الأخ محسن الجعدبي والأخ عبد الكريم السدعي)، وقد ذهب أهالي المعتقلين لينظروا في أمر اعتقال ذويهم محاولة منهم لإطلاق سراحهم وساعدهم في ذلك بعض شباب الحزب لكن دون جدوى، مع أن رئيس المجلس الأعلى للثورة محمد علي الحوثي قد أمر بإطلاق سراح المعتقلين حين زاره أحد أقربائهم إلا أننا لا ندري لماذا هذا التعسف من قبل مسئولي السجن؟!!، إن هذا لا يعدو عن كونه إما خللا بين القيادة وأتباعها مما يدعوهم لعدم التنفيذ، أو أن يكون كلام القيادة مجرد مناورة وخداع وكذب؛ وكلاهما مشين، وعلى كلٍّ فقد ذكر الذين يتواصلون مع المسئولين عن السجن بعض النقاط التي يتحجج بها المسئولون ويريدون إيضاحها من قبل الحزب كون الالتباس حاصلاً لديهم، وعلى إثره تعسفوا وماطلوا في إطلاق سراح شباب الحزب المعتقلين، ونحن في هذا البيان سنبين لهم لعلهم يعلمون:

 

فبخصوص الراية السوداء التي يرفعها الحزب فهي راية لها دليلها الشرعي؛ فقد ثبت أن رسول الله ( قد كانت رايته سوداء ولواؤه أبيض، أخرج أحمد، وأبو داود، والنسائي في سننه الكبرى عن يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: بَعَثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ إِلَى الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ يَسْأَلُهُ عَنْ رَايَةِ رَسُولِ اللَّهِ ( مَا هي؟ فَقَالَ: «كَانَتْ سَوْدَاءَ مُرَبَّعَةً مِنْ نَمِرَةٍ». وأخرج الترمذي وابن ماجه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَتْ رَايَةُ رَسُولِ اللَّهِ ( سَوْدَاءَ، وَلِوَاؤُهُ أَبْيَضَ». وفي بعض الروايات أنه كان مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله فقد أخرج الطبراني في الأوسط عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَتْ رَايَةُ رَسُولِ اللَّهِ ( سَوْدَاءَ وَلِوَاؤُهُ أَبْيَضُ، مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ»، والحزب قد تبنى هذه الراية وكتابة الشهادتين عليها منذ تأسيسه عام 1953م في بيت المقدس، فهل يعاب عليه ذلك ويجرَّم؟!! ألا فلتأتوا بدليل يحرم رفع تلك الراية إن كنتم تفقهون... أولستم تقرؤون قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾، وقوله سبحانه: ﴿وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾؟!!أم أن ذلك للمزايدة فقط؟! أما بخصوص علاقة الحزب بالتنظيمات المسلحة كالقاعدة وجبهة النصرة وغيرها فالحزب قد أوضح في أكثر من بيان أنه لا علاقة له بتلك التنظيمات بل هو ينظر إليها كما ينظر لبقية الحركات الإسلامية ومنها الحركة الحوثية التي تسمي نفسها (أنصار الله)، فكلهم في نظر الحزب مسلمون لأن الحزب لا ينظر إلا من منظور الإسلام فلا ينظر من منظور الطائفية والمذهبية وغيرها من روابط ضيقة فاسدة كالقومية والوطنية، ومع أن هناك أفكاراً مخالفة للإسلام عندها لكنها لا ترقى لأن يكفر الحزب أصحابها - وهذا ليس عمل الحزب - أو أن يعتبرهم أعداء بل تربط الحزب بهم رابطة العقيدة وأخوة الإسلام، وإن ظلموا أو جاروا، ما داموا مسلمين... وكما قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في حق من قاتلوه وخرجوا عليه: "هم إخوتنا بغوا علينا"، والحزب يبين لهذه الجماعات وينصح لهم ويحذر الأمة مما تجرّ إليه هذه الأفهام التي تخالف الإسلام في عملية هدم الأمة وخدمة الكافر المستعمر، كل ذلك ضمن آداب الاختلاف؛ إن كانت هذه الأفكار ضمن مسائل الاجتهاد.

 

إنه لمن السطحية بمكان أن يظن ظان أن للحزب علاقة بجبهة النصرة في الشام أو غيرها من الجماعات المسلحة أو أنها جزء منه لمجرد تشابه الراية التي يرفعها كلاهما؟!! فالحزب قد تأسس قبل أن تؤسس هذه التنظيمات بعقود ومع ذلك لم يثبت عليه أنه قد خالف طريقته التي يتبناها والتي لا تقوم على الأعمال المادية؛ فهو لا يحمل السلاح في طريقته للتغيير وإنما يسلك الطريقة الشرعية التي سار بها النبي عليه الصلاة والسلام في إقامته لدولته، حيث أقيمت الدولة في المدينة المنورة ولم تكن أحكام الجهاد والقتال قد نزلت بعد، وهذه الطريقة تبدأ بالتكتيل والتثقيف ثم التفاعل مع المجتمع بالصراع الفكري والكفاح السياسي وطلب النصرة ثم مرحلة استلام الحكم من الأمة بمن فيهم أهل القوة فيها، وها هو الحزب ينادي أهل القوة ويسعى لأخذ النصرة منهم على الإسلام وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ فهو يخاطب هذه الجماعات المسلحة لأن تستجيب لمشروعه الذي هو مشروع الأمة، فيخاطب جبهة النصرة في الشام وغيرها كما يخاطب الحوثيين في اليمن وغير الحوثيين، وقد دارت نقاشات بين شباب حزب التحرير في ولاية اليمن وكثير من الحوثيين وعلى رأسهم السيد / بدر الدين الحوثي (رحمه الله) حيث أرسل الحزب له وفدا زاره في صعدة وعرض عليه مشروع الخلافة وكانت النقاشات راقية ومتقيدة بأحكام الإسلام ومراعية لما يجوز الاختلاف فيه وما لا يجوز مما جعل السيد بدر الدين الحوثي يثمن قوة طرح الحزب وحرصه على جمع المسلمين مُبدياً استعداده للبيعة حال إقامة الحزب للخلافة على منهاج النبوة وقد انتقل إلى ربه وهو حسيبه.

 

أما بخصوص موقف الحزب من الحرب على اليمن؛ فالحزب قد بينه في أكثر من مرة سواء في نشراته أو بياناته أو في أجوبة أميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله، فالحزب في كل ذلك قد بين أن الصراع على اليمن هو صراع دولي - أنجلو أمريكي - يديره الغرب المستعمر بأدوات إقليمية ومحلية للأسف، فقام الحزب محذرا أهل اليمن من الانجرار خلف الصراع ودوله وأدواته مبينا خطورة إلباسه لبوس الطائفية المنتنة، موضحا أن الاقتتال بين المسلمين لا يجوز سواء أكان اقتتالا داخليا أم من قبل دول المنطقة محذرا من عواقب هذه الحروب والفتن، وكذا محذرا من الأمم المتحدة ومبعوثيها ومؤتمراتها بل مؤامراتها، فكان الحزب هو الوحيد الذي وقف من ذلك موقف الإسلام فكان كالنذير العريان ورائدا لا يكذب أهله، وليس موقفه ذلك إرضاء لجهة على حساب جهة بل هو موقف يبتغي به وجه الله وإعلاء كلمته في طريق إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

أما بخصوص ادعائكم أننا نحرض عليكم!! فإن كان تحريضا على القتل والاقتتال فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، وها هي نشراتنا وبياناتنا فارجعوا إليها على مواقع الحزب الرسمية وائتونا بما تدّعون، لكن مشكلتكم هي أن كل وصف لحالكم وفضحٍ لما نراه من ظلمكم أو نقدٍ لفكركم أو حتى نصيحة لكم فإنكم تعتبرون كل ذلك تحريضاً عليكم، مع أن نشراتنا وبياناتنا تتناول الجانب السياسي لأفعال الحكام والحركات السياسية والسياسيين التي تؤثر سلبا على الإسلام والمسلمين وهي ليست طائفية أو مذهبية، فلماذا تتحسسون من قولنا أن إيران تخدم السياسة الأمريكية في الوقت الذي نفضح فيه عمالة آل سعود وغيرهم من الحكام ونبين عمالتهم لأمريكا وغيرها، وكذا عمالة من يسيرون خلف هذه الدول التي لا يهمها الإسلام ولا المسلمين... وقد نصحناكم ونصحنا غيركم ألاّ تركنوا إلى أنظمة العمالة التي تأخذكم إلى حضن الغرب المستعمر وأممه المتحدة - ضد الإسلام والمسلمين - لكنه بدا لنا منكم أنكم لا تحبون الناصحين!!

 

أيها الحوثيون: هل لكم أن تكونوا أنصار الله بحق فتزيلوا عنكم التعصب للآباء والأجداد وإن كانوا مخطئين، وتستجيبوا لنداء الحق وتكونوا أنصار الإسلام بحق فتعملوا مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة أم أن ذلك لا يرجى منكم فقد تركتم ذلك وراء ظهوركم فما تغني عنكم أسماؤكم ومسمياتكم؟!!، هل لكم أن تكونوا أشداء على الكفار رحماء بالمسلمين أنصارا للمظلومين على الظالمين؟!! أم أنها مجرد شعارات وصرخات جوفاء، ها أنتم تتحالفون مع الظالمين الذين ظلموكم لسنين وتطلقون أسرى الأمريكان المعتدين وتتعسفون في إطلاق سراح المسلمين المظلومين ومنهم شباب حزب التحرير المعتقلون عندكم دونما ذنب أو تهمة إلا ما يلتبس عليكم حسب زعمكم حول الحزب وطريقته... اعلموا أن دعوتنا لكم أرحم لكم من بعضكم الذين يوردونكم موارد الهلاك، وشتان شتان بين دعوة لخلافة راشدة على منهاج النبوة وبين دعوة إلى دولة جمهورية علمانية مدنية، شتان بين من يجرونكم إلى مؤتمر جنيف وبين من يدعونكم إلى مشروع صافٍ نقيٍّ نابع من الإسلام الحنيف، ولتعلموا أن الحزب لن يثنيه التضييقُ عن دعوته، ولا الاعتقال ولا أساليب الطغاة التي ذقتموها من قبل لكنكم لم تحذروها فتحالفتم مع السجان وسرتم على النهج نفسه وما أوليتم الإسلام وأهله في اليمن حق رعايته!

 

﴿وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن

 

المصدر: التغيير

 

 

 

     
22 من شـعبان 1436
الموافق 2015/06/09م
 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_48094
 
الأحد, 24 أيار/مايو 2015 22:27
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

السبيل: حزب التحرير يتنقد زيارة هليل للمسجد الأقصى

 

 

2015-05-24

 

 


السبيل- أصدر حزب التحرير اليوم بياناً صحافياً حول زيارة قاضي القضاة أحمد هليل إلى المسجد الأقصى، مؤكداً أن على الدعاة أن يتنافسوا بتحريك الجيوش لتحريره، بدلاً من التنافس علی الخطابة في المسجد الأقصى.

 

واعتبر الحزب ان زيارة هليل إلى القدس للمشاركة في مؤتمر دعم القدس في بيت لحم خطوة ''تطبيعية واضحة'' مع كيان يهود، وذلك إلى جانب وفود رسمية وشخصيات من تركيا والسودان وروسيا وتونس ومندوب منظمة التعاون الإسلامي حيث خرج المؤتمر بتوصيات تتناسب مع الدخول المذل للوفود والشخصيات المشاركة في المؤتمر إلى فلسطين تحت حراب كيان يهود''.

 

وبين الحزب ان توصيات المؤتمر عكست حالة العجز والتواطؤ الرسمي على القدس وأهلها ومسجدها الأقصى بل على كل فلسطين، وانسجمت مع مواقف الأنظمة السياسية.

 

وأشار الحزب إلى ''أن المشاركة في المؤتمر جاءت في سياق الدور التضليلي للعلماء في إضفاء الشرعية على التطبيع تحت عناوين في ظاهرها الحرص وفي حقيقتها التطبيع مع يهود والإيحاء للناس بالتسليم للأمر الواقع باغتصاب فلسطين وبقاء القدس والأقصى تحت سلطان يهود''.

 

واختتم الحزب بيانه بالقول، '' أن الأقصی ينتظر جيوش المسلمين الزاحفة لتحريره ولا ينتظر تنافس المطبعين، وينتظر العلماء الذين يصدحون بالحق.. لا من يقف في صف الباطل ويدعو له.

 

المصدر: السبيل

 

 

 

     
06 من شـعبان 1436
الموافق 2015/05/24م

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_47555

 

الصفحة 1 من 9

اليوم

الجمعة, 19 نيسان/أبريل 2024  
11. شوال 1445

الشعر والشعراء

يا من تعتبرون أنفسكم معتدلين..

  نقاشنا تسمونه جدالا أدلتنا تسمونها فلسفة انتقادنا تسمونه سفاهة نصحنا تسمونه حقدا فسادكم تسمونه تدرجا بنككم...

التتمة...

النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ

نفائس الثمرات النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ والسـعدُ لا شــكَّ تاراتٌ وهـبَّاتُ النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ...

التتمة...

إعلام ُ عارٍ

إعلام عار ٍ يحاكي وصمة العار      عار ٍ عن الصدق في نقل ٍ وإخبارِ ماسون يدعمه مالا وتوجيها         ...

التتمة...

إقرأ المزيد: الشعر

ثروات الأمة الإسلامية

روائع الإدارة في الحضارة الإسلامية

محمد شعبان أيوب إن من أكثر ما يدلُّ على رُقِيِّ الأُمَّة وتحضُّرِهَا تلك النظم والمؤسسات التي يتعايش بنوها من خلالها، فتَحْكُمهم وتنظِّم أمورهم ومعايشهم؛...

التتمة...

قرطبة مثلا

مقطع يوضح مدى التطور الذي وصلت اليه الدولة الاسلامية، حيث يشرح الدكتور راغب السرجاني كيف كان التقدم والازدهار في  قرطبة.

التتمة...

إقرأ المزيد: ثروات الأمة الإسلامية

إضاءات

JoomlaWatch Stats 1.2.9 by Matej Koval