نسخة قابلة للطباعة من الموضوع

إضغط هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

منتدى الناقد الإعلامي _ صفحات إنترنت _ القسم النسائي: حملة "الأزمة البيئية: الأسباب والمعالجات الإسلامية"

كاتب الموضوع: أم المعتصم Nov 4 2021, 08:16 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/dawahnews/cmo/78482.html




يجتمع هذا الأسبوع، وزراء ودبلوماسيون من جميع أنحاء العالم في غلاسكو لحضور المؤتمر السادس والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الذي يهدف إلى معالجة ما وصفه الكثيرون بأنه "حالة الطوارئ المناخية" التي تواجه كوكب الأرض. وعلى جدول الأعمال خطط للحد من الانبعاثات العالمية العالية من غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون، الناجمة أساسا عن حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات على نطاق واسع. ويقال إن هذا يتسبب في ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية على الأرض ويؤدي إلى زيادة وتيرة وحجم الظواهر الجوية المتطرفة مثل موجات الحر والجفاف والفيضانات وكذلك حرائق الغابات. وتشمل الحلول المقترحة القضاء على مناجم الفحم، وزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة، واستبدال نماذج كهربائية بمركبات البنزين، وزيادة التمويل لدعم التحول المناخي في مختلف البلدان. ومع ذلك، فإن تغير المناخ ليس سوى جزء من الكوارث البيئية التي تعصف بأجزاء كثيرة من العالم اليوم، ولا سيما أفقر الدول. إن تدمير النظم البيئية، وانقراض أنواع مختلفة من الحيوانات، وتآكل التربة، والتلوث، وتلوث الأنهار والبحار بالنفايات السامة، والتخلص من أطنان من البلاستيك والملابس وغيرها من النفايات ليست سوى أمثلة قليلة على المشاكل التي تؤثر على الأراضي في جميع أنحاء العالم. إن مثل هذا التدمير البيئي والكوارث تترتب عليها تكلفة بشرية ضخمة، تؤثر على صحة الناس، وتسبب فشل المحاصيل، وتشريد المجتمعات المحلية، وسوء نوعية الحياة، فضلا عن تفاقم الفقر داخل الدول.

ويزعم المجتمع الدولي أنه في حاجة ماسة إلى إيجاد حل لهذه الأزمة. ففي العقود الأخيرة، تم التوقيع على اتفاقات دولية مختلفة لمعالجة تغير المناخ والقضايا البيئية، مثل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ لعام 1992، وبروتوكول كيوتو لعام 1997، واتفاق باريس لعام 2015. ومع ذلك، يجادل الكثيرون بأنه لم يحرز سوى تقدم ضئيل جدا في التصدي بفعالية للتحديات البيئية العديدة التي يواجهها العالم حاليا. وذلك لأن النقاش حتى الآن فشل في تشخيص ومعالجة السبب الجذري للأزمة البيئية العالمية، لأن العوامل التي يسعى الكثيرون إلى معالجتها مثل الاستخدام العالي للوقود الأحفوري، وإزالة الغابات على نطاق واسع، وارتفاع إنتاج اللحوم، والسياسات الزراعية الضارة، والإنتاج والاستهلاك المفرطين للإنسان، وتلوث إمدادات المياه من قبل مختلف الصناعات والمصانع، وكميات كبيرة من البلاستيك والملابس وغيرها من النفايات والمنتجات؛ هي في الواقع أعراض المشكلة وليست هي السبب الجذري. وسيظل التقدم المحرز في معالجة هذه المسألة ناقصا ما دام تشخيص المشكلة وعلاجها معيبا.

إن السبب الجذري للأزمة البيئية هو "الأيديولوجية والنظم الرأسمالية" المادية والمهووسة بالربح والتي تهيمن على السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية للدول اليوم، والتي خلقت نمطا غير مستدام للاستهلاك والإنتاج داخل البلدان في سعيها لتأمين الإيرادات والمكاسب الاقتصادية على حساب جميع الاحتياجات والقيم الإنسانية الأخرى، بما في ذلك حماية البيئة. إن إساءة استعمال البيئة وظهور مجموعة من المشاكل البيئية هي مجرد ثمار لهذا النظام؛ والأزمة التي نشهدها ليست سوى إرث هذه الأيديولوجية.

إن العالم اليوم على مفترق طرق فيما يتعلق بتغير المناخ والكوارث البيئية التي تعصف به. لا شك أن هذا الكوكب ليس آمنا ما دام النظام الرأسمالي مهيمنا عليه؛ بل إنه ليس آمنا في أي وجه، ولا يمكن إيجاد علاج لأمراض العالم تحت إشرافه وحكمه. ولذلك، من المؤكد أنه يجب أن يكون هناك نهج جديد جذري للتعامل مع هذه الأزمة وحماية هذا الكوكب والبشرية من الأذى والدمار. لذلك، سيقوم القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير خلال الأسبوعين المقبلين بمعالجة الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة البيئية، فضلا عن تقديم الحلول التي يوفرها مبدأ الإسلام وأنظمته كبديل للرأسمالية في معالجة المشاكل البيئية التي تؤثر على هذا العالم اليوم. وسنشرح المبادئ والقوانين والنهج الإسلامي لحماية هذا الكوكب والحفاظ عليه، بما في ذلك إدارة الموارد بطريقة تنسجم مع الطبيعة مع ضمان التقدم الاقتصادي والتنمية للبشرية.

﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾.

الدكتورة نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الثلاثاء، 26 ربيع الأول 1443هـ الموافق 02 تشرين الثاني/نوفمبر 2021م



- لمتابعة الحملة بلغات أخرى -



https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/dawahnews/cmo/78482.html


تابعوا المشاركات حول موضوع الحملة على صفحات وسائل التواصل الإلكتروني (الاجتماعي)
الخاصة بالقسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي:

الفيسبوك: https://www.facebook.com/QANITATHT2

التويتر:
WSHARIAHA@
الانستجرام: WOMEN_SHARIA@


Powered by Invision Power Board
© Invision Power Services