هذا الموضوع لن يكون كاملا دفعة واحدة بل سيكون على عدة مشاركات بإذنه تعالى، ونسأل الله السداد والعون من عنده، وكل خطأ في الموضوع فهو مني ولا تبخلوا علي بالنصيحة.
المقدمة
إن الأيام التي يحياها المسلمون صعبة جدا لا يكاد يشكك في ذلك أحد، بلادهم ممزقة بعد أن كانوا دولة واحدة وقوة واحدة، يحكمون من قبل حكام يوالون الكفار بشرائع الطاغوت، الفقر والجهل منتشر في ديارهم، الأعداء يستبيحون أراضيهم وبلادهم يقتلون المسلمين ويدمرون بيوتهم عليهم، يفتكون بالصغار والكبار بالرجال والنساء، يعتدون على المسلمين أينما وجدوا ولا يوجد من يردعهم، ينهبون خيراتنا التي تجعلنا أغنى أهل الأرض حتى أصبحنا نتسول على أعتاب الدول الغربية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، حال لا يسر العدو من بؤسه.
وقد قام الكثير من أبناء المسلمين لتصحيح هذا الوضع الفاسد، قام الأفراد والجماعات لتصحيح هذا الوضع ولكن الوضع لم يتغير، بل على العكس من ذلك كانت الكثير من هذه المحاولات تؤزم الوضع وتعقده وتزيده سوءا، ليس لخيانة في هؤلاء الأفراد ولكن لقلة الوعي عندهم مما أوقعهم في كثير من شراك الكافرين.
في هذه الأيام التي نرى فيها وضع المسلمين السيئ، يتبادر إلى الذهن السبب الرئيس وراء ذلك، ولا نريد الخوض كثيرا في الأطروحات لذلك الأمر، ولكن الأكيد أن السبب الرئيس هو غياب الخلافة، والخلافة هدمت بسبب قلة الوعي عند المسلمين، فتسلط عليهم عدوهم وهدم الخلافة، ولن تعود الخلافة ما لم يوجد الوعي عند المسلمين على أهمية الخلافة وضرورة إعادتها.
المسلمون لا تنقصهم الأرض فبلادهم الحالية مساحتها شاسعة، ولا ينقصهم العدد فهم تقريبا خمس سكان العالم، ولا ينقصهم السلاح، فبعض الدول في العالم الإسلامي من الدول الأولى عالميا في النواحي العسكرية، فكيف لو توحدوا؟ ولا تنقصهم الثروات فبلادهم من أغنى الدول في العالم، ولا ينقصهم المتعلمون فأعدادهم كثيرة، وكثرة المتعلمين لا تعني قوة في الوعي بل تعني فقط كثرة المتعلمين.
نعم الذي ينقصهم هو إعادة الخلافة ليُحكموا بها، وليَحكموا بها العالم وينشروا الإسلام في الأرض، ولن تعود الخلافة ما دام هناك خلل عند المسلمين في الوعي على أهمية الخلافة وعلى طريقة إعادتها وعلى مكر أعدائهم بهم.
هناك طرح أن السبب لما فيه المسلمون هو قلة الإخلاص عند المسلمين وأن هدفهم الدنيا ليس الآخرة ولذلك لا ينصرهم الله تعالى ودائما تفشل محاولاتهم للتغيير، ويربطون ذلك بنفسيات الصحابة ويقولون: ما لم تصل نفسياتنا مستوى نفسيات الصحابة فلن ينصرنا الله، والذي يقول هذا القول تراه يقول في نفسه أن لا احد يصل نفسيات الصحابة إذن النصر بعيد بعيد بشكل كبير، ولذلك تراه يركز على موضوع عام لا طريق ولا سبيل إليه وهو العمل على إصلاح الفرد، فتراه يقول لك: "أصلح الفرد يصلح المجتمع"، وتراه يعزو فشل الكثير من التحركات في العالم الإسلامي للتغيير إلى عدم صلاح النفس وقلة الإخلاص عند من فشلوا وعند عوام الناس، وبناء عليه يرى طريق التغيير نحو إعادة الخلافة طريقا شديد الصعوبة إن لم يكن في نظره مستحيلا.
الوعي الذي نتحدث عنه هو الوعي (الشرعي والفكري والسياسي) على مشروع التغيير المنقذ للمسلمين والوعي على ما يجري حولنا والوعي على طريقة التغيير الصحيحة والوعي على ألاعيب الكفار ومكرهم، فإذا حصل الخلل في هذا الأمور حصل الخلل في عملية التغيير، فمخطط فاشل لبناء عمارة سيجعلها تنهار حتى لو كان المهندس وعمال البناء أتقى الناس، ولكن المخطط الجيد هو بداية الطريق لبناء عمارة جيدة، وهنا نبحث طريقة التنفيذ.
فالوعي هو الأساس قبل الإخلاص، أما دور الإخلاص فهو مهم ولكنه يأتي بعد الوعي الصحيح، ولذلك على الكتلة التي تريد العمل للتغيير أن تركز على أفرادها لإصلاحهم وتقوية نفسياتهم ومراقبة أعمالهم، وهذه تشترط فيمن يعمل للتغيير وفي القيادة بالذات لمن يعمل في التغيير، أما عوام الناس فيكتفى بتشكيل الوعي العام عندهم على المشروع التي تنوي الكتلة التي تريد التغيير إيجاده بين عوام الناس، وتجتهد تلك الكتلة لتحويل ذلك الوعي العام إلى رأي عام يدفع الناس للتغيير وتأييد تلك الكتلة التي تريد التغيير، وإذا حصل عند الناس الرأي العام المنبثق عن وعي عام وأصبح قوة دافعة في المجتمع وتم هذا الأمر عند أهل القوة والمنعة في تلك البلاد حصلت عملية التغيير بانحياز أهل القوة والمنعة إلى الشعب وما يوجد عنده من رأي عام عن وعي عام واستطاعت تلك الكتلة التي تريد التغيير أن تتسلم مقاليد الحكم بتأييد الناس لها ودعم أهل القوة والمنعة لها وتنفذ مشروعها في التغيير.
أما المشروع الصالح لتغيير وضع المسلمين فهو مشروع الخلافة وتطبيق الإسلام في الداخل والخارج، ولذلك على الكتلة التي تريد التغيير أن تدرس الخلافة وكيفية إقامتها، وما هي قواعدها في الحكم وما هي أجهزتها، وتضع المخططات لسياستها الداخلية والخارجية ولأنظمة حكمها، ثم تبدأ العمل في المجتمع في تشكيل الوعي العام عند الناس على هذا المشروع بتفاصيله حتى تشكل رأيا عاما على هذا المشروع، ثم تتصل بأهل القوة والمنعة كونهم جزء من الأمة لإيصال هذه الفكرة إليهم والطلب منهم أن ينصروا هذه الفكرة ومن يعمل لها. وإذا حصل أن وصلت أي حركة إلى أي فكرة ومشروع غير الذي طرحناه (بدون دليل وسند شرعي) فإن عملهم محكوم عليه بالفشل الأكيد لأنه كالمهندس الذي وضع مخططا فاسدا لبناء عمارة ثم بدأ العمل على تنفيذ المشروع.
والفرق بين الوعي العام والوعي المركز هو أن الوعي العام هو وعي على الفكرة بشكل عام وعلى أهميتها وعلى ضرورتها أنها هي المنقذ للمسلمين من وضعهم الصعب، ووعي عام على الكتلة التي تريد العمل للتغيير ووعي عام على ما يجري في العالم الإسلامي وعلى ألاعيب الكفار ومؤامراتهم، وهذه يجب تشكيلها عند الناس حتى لو كان فيهم الكثير من عدم الإخلاص وعندهم إلتهاء بالدنيا وغيره، صحيح أنه يجب حث الناس على العمل مع العاملين وعلى الأمور النفسية المتعلقة بالمسلم كمسلم من التقرب لله وإخلاص العمل لله، ولكن عدم وجودها عند بعض أبناء المسلمين لا يعيق العمل أبدا.
أما الوعي المركز فهو الوعي على تفاصيل التفاصيل عند من يريد العمل للتغيير، وعي مركز على الفكرة التي يريد إيجادها في المجتمع وعي مركز على الخلافة وعلى كل تفاصيلها، وعي مركز على طريقة العمل للتغيير والصعوبات التي ستواجهه وكيفية التغلب عليها، وعي مركز على ما يجري حوله وعي مركز على ألاعيب الكفار وتحذير الناس منهم وفضحهم وإفشال مخططاتهم.
وقد يطرح سؤال مهم لماذا لا نضع طريقة للعمل على إيجاد الإخلاص في الناس؟؟؟
قد البدء بطرح هذه الفكرة والرد عليها، نقول أن القاعدة العملية توجب أن يكون هناك فكر ناتج عن إحساس ثم عمل ثم غاية، وأي مخطط للتنفيذ بدون تلك الأمور محكوم عليه بالفشل، وإذا أردنا البحث في مخطط لإيجاد الخلافة، نرى أن ذلك ممكن، فالفكرة هي الخلافة وإيجادها في الحياة لتحكم الناس بالقران والسنة والطريقة هي نفس الطريقة التي سار عليها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، والهدف أو الغاية هو وصول الفكرة (الخلافة) إلى مركز الحكم، نجد بذلك أننا سرنا بالطريقة العملية.
فالفكرة وهي الخلافة وهي تطبيق الإسلام في الحياة هي فكرة فرضها الإسلام علينا، ولذلك على الكتلة التي تريد العمل للتغيير أن تدرس فكرة الخلافة وأجهزتها وكل ما يتعلق بها وان تدرس طريقة إيجادها والصعوبات التي يمكن أن تواجهنا أثناء العمل وكيفية التغلب عليها، وهذا هو المخطط لإيجاد دولة الخلافة في الحياة.
وإذا حصل الخلل في المخطط فإننا سنتعثر في الطريق، وإذا لم نقم بإصلاح الخلل من ناحية هندسية (أي من ناحية العقيدة الإسلامية) فقط، فان المخطط سيبقى فاشلا، وهنا تكمن أهمية الإخلاص، فتعرض المهندس لرشوة مثلا لإبقاء المخطط غير ناجح واستجابته لتلك الرشوة ستجعل تنفيذ المخطط يفشل مجددا ومجددا حتى نحصل في النهاية على أكوام من الحجارة تشبه الدمار والخراب، ولذلك عند فشل أي حركة أو عند عدم اعتبار أي حركة بأسباب فشل حركات أخرى سيجعلها حتما تفشل في إنقاذ الأمة الإسلامية مما هي فيه، والسبب في عدم إصلاح المخطط قد يكون قلة وعي وقد يكون عدم الإخلاص وقد يكون الاثنين معا، وفي النهاية يبقى سبب الفشل هو فساد المخطط وليس الإخلاص، وفساد المخطط يعزى دائما لقلة الوعي، ولذلك تكون قلة الوعي هي الأساس وأما سبب قلة الوعي فقد يكون الجهل مع الإخلاص أو المكر مع عدم الإخلاص أو الجهل مع عدم الإخلاص، وهنا نقول أن السبب هو قلة الوعي ولا نبحث موضوع الإخلاص لأنه عمل قلبي قد لا نصل إليه.
أما طريقة إيجاد الخلافة من دراسة سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فان الرسول بعث فردا ودعا إلى الله وأقام الدولة في المدينة المنورة، إذن يجب دراسة ما قام بها الرسول منذ بعثته إلى أن أقام الدولة في المدنية المنورة، أي قبل السنة الأولى للهجرة، أي أن الوعي يفرض علينا دراسة تلك المرحلة وقلة الوعي هي دراسة فترة ما بعد الهجرة أي فترة ما بعد إقامة الدولة في المدينة، إلا إن جاءنا شخص بفكرة أخرى وهي أن الدولة الإسلامية أو "الدول الإسلامية" موجودة وتحتاج عملية إصلاح أي انه جاء بفكرة الإصلاح، فهنا الخلل عندها ليس في الطريقة بل بالأساس وهو الفكرة، وهنا عندما نطرح طريقة إقامة الخلافة نطرحها على أساس الاتفاق أن الخلافة أو الدولة الإسلامية غير موجودة أصلا، نعود فنقول أن طريقة إيجاد الخلافة بشكل مختصر هي:
أولا: تأسيس كتلة وتثقيف أفرادها بأفكار الإسلام وبالمشروع اللازم للتغيير وبشكل مركز، فالرسول أسس كتلة أو جماعة الصحابة وبدأ بتثقيفهم في دار الأرقم بن أبي الأرقم.
ثانيا: التفاعل مع الناس وتعني عملية إفهام الناس الفكرة والمشروع التي تريد تلك الكتلة إيجاده في المجتمع، وهذه لها عدة نواحي مثل ضرب أفكار الكفر أو الصراع الفكري، فمثلا الرسول الكريم ضرب فكرة عبادة الأصنام ونحن مثلا نضرب فكرة الديمقراطية، ومن الأعمال في تلك المرحلة الأعمال السياسية أو الكفاح السياسي مثل كشف زعماء الكفر أو الضلال الذين يقفون حجر عثرة أمام ذلك المشروع وكشف زيف سياستهم وزيف نظامهم، فقد كشف الرسول الكريم سادة قريش أبي جهل والوليد بن المغيرة وغيرهم ونحن اليوم نكشف الحكام ومن ورائهم الدول الغربية التي تحارب عودة الخلافة، ومن الأعمال في تلك المرحلة تبني مصالح الأمة فقد بين الرسول فساد علاقاتهم الاجتماعية مثل وأد البنات {وإذا الموءودة سئلت} وبين فساد نظامهم الاقتصادي {ويل للمطففين} وغيره ونحن اليوم نبين المعالجات الصحيحة الاجتماعية مثل خطر دعوات حرية المرأة وبعض النواحي في الاقتصاد مثل الشركات المساهمة المحرمة وغيره، ومن أعمال تلك المرحلة كشف مؤامرات المجرمين مثل بيان خطط الاستعمار وتحذير المسلمين منها.
في هذه المرحلة لم يستخدم الرسول الكريم إلا العمل الفكري، فلم يقتل زعماء قريش ولم يشكل جماعات مسلحة -ليس خوفا- استجابة لأمر الله، ونحن استجابة لأمر الله نستخدم العمل الفكري فقط اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس خوفا وإنما استجابة لأمر الله، مهما لاقينا من صد وتكذيب وتعذيب واضطهاد من قبل الكافرين والمجرمين، قدوتنا في ذلك الرسول الكريم وصحبه وما لاقوه في هذه الفترة.
ومن أعمال هذه المرحلة أعمال طلب النصرة من أهل القوة والمنعة لنصرة المشروع الذي نريد إيجاده في المجتمع وذلك عن طريق إيصال هذه الفكرة إلى الحكم، فالرسول الكريم طلب النصرة من الطائف ومن بني عامر بن أبي صعصعة ومن بني الشيبان ومن كندة وغيرها من القبائل، وكلهم رده ورفض طلبه، وبعضهم اشترط عليه التنازل عن شيء يسير من المبدأ مقابل نصرته، فرفض شروطهم، حتى هيأ الله له الأنصار (الأوس والخزرج) في المدينة المنورة الذين استجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون قيد أو شرط.
ونحن نقوم بطلب النصرة من أهل القوة والمنعة وهم في زماننا الجيوش أو زعماء القبائل الذين يمتلكون القوة أو غيرهم من فصائل عسكرية تسيطر بالكامل على منطقة معينة وتملك قوة في ذلك البلد، وقد نرفض كثيرا وهذا أمر طبيعي، المهم أن من ينصرنا يجب عليه أن لا يشترط علينا لنصرة الإسلام كما حصل مع الرسول صلى الله عليه وسلم، بل نحن من يشترط على من ينصرنا، أما من هم أنصار هذا الزمان؟؟ فهذا لم يحصل لساعة كتابة هذا المقال وبناء عليه نستمر بالسير على طريقة الرسول في إقامة الدولة الإسلامية حتى يهيئ الله لدينه.
ثالثا: المرحلة الثالثة وهي مرحلة استلام الحكم وتطبيقه في الداخل أي داخل الدولة الإسلامية وحمله إلى الخارج بالدعوة والجهاد، وهذه حصلت مع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولم تحصل لساعة كتابة هذا المقال مع أهل هذا الزمان الذي نحياه.
هذه بالمختصر طريقة إيجاد الخلافة، تم أخذها من سيرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وبما أنه قدوتنا وبما أننا شرعا ملزمون بالسير على سنة رسول الله صلى اللهعليه وسلم وجب علينا السير على هذه الطريقة لإيجاد الدولة الإسلامية أو الخلافة في الحياة.
أما إيجاد الإخلاص في النفوس فلم يرد في القران والسنة أن الإخلاص طريقة لإيجاد الدولة الإسلامية، ولكن ورد أن الإخلاص شرط لقبول القربات إلى الله تعالى، ولم يرد أن الإخلاص طريقة لإيجاد دولة إسلامية.
أما مقولة أصلح الفرد يصلح المجتمع فهي مقولة فاسدة، لأن عملية إصلاح الفرد تقتضي إصلاح أربعة أمور عند الفرد وهي: العقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق، فإن صلحت هذه الأمور صلح الفرد فقط، وفرد صالح زائد فرد صالح زائد ألف فرد صالح يعطينا أفراد صالحين ولا يعطينا مجتمعا صالحا، ذلك أن مقومات إصلاح المجتمع هي أربعة وهي غير مقومات إصلاح الفرد، ومقومات إصلاح المجتمع هي: الأفكار والمشاعر المسيطرة على جمهور الناس زائدا النظام المطبق، فإذا صلحت هذه الأمور صلح المجتمع ولو كان جلّ أهله من غير المسلمين.
تخيل -وهذا مستحيل- أن نسبة 90%من الناس صالحين بدون وجود نظام إسلامي، كيف يمكن لهؤلاء جباية الزكاة وتوزيعها على مستحقيها؟؟؟ كيف يمكن لهؤلاء جباية الخراج والجزية والفيء؟؟ كيف يمكن لهؤلاء تحريك الجيوش لفتح بلاد الكفر؟؟؟ كيف يمكن لهؤلاء تطبيق الحدود على الناس؟؟؟ كيف يمكن لهؤلاء توفير التعليم والتطبيب حسب الشرع للناس؟؟؟ كيف يمكنهم مطاردة الخارجين على القانون وتأديبهم؟؟؟ كيف يمكنهم رعاية أمور الناس اليومية في مختلف المصالح؟؟؟ كيف وكيف وكيف، كيف يمكنهم تطبيق الإسلام على الناس وهم أفراد كل يسعى في شأنه وليس لهم سلطان ولا قوة.
لكن لو صلح النظام بان طبق النظام من قبل أفراد مؤمنين بهذا النظام، وكان جل أهل البلد غير مسلمين وهذه صورة حدثت كثيرا أيام الفتوحات لبلاد الكفر، فان النظام الإسلامي تم تطبيقه بأحسن صوره رغم أن اغلب أهل البلد نصارى يدفعون الجزية، فإصلاح المجتمع يقتضي إصلاح النظام، وهو الذي تكلمنا عنه وهو إقامة الخلافة أي تغيير النظم الحالية وإيجاد نظام الخلافة مكانها.
وإذا عدنا إلى الإخلاص نجد أنه جزء من جزء من مقومات إصلاح الفرد، أي نجد أنه جزء من الأخلاق الكريمة التي هي جزء من أربعة من عوامل إصلاح الفرد.
فإذا كانت عملية إصلاح الفرد لا تصلح المجتمع، وليس لها طريق عملي له غاية لإصلاح الفرد، إذ أن المشتغلين في إصلاح الأفراد إنما يعملون عملا لا غاية له، وهذا يؤدي إلى الدوران في حركة لولبية تنتهي باليأس والإحباط، فكيف بالجزء من جزء وهو الإخلاص، فإن العمل له يعتبر ضربا من الخيال.
وطبعا يجب أن لا يفهم كلامنا أن لا يعمل أفراد المسلمين فيما بينهم بالتناصح والتعليم والتذكير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على إصلاح أفراد المسلمين، وأن لا تعمل دولة الخلافة مستقبلا على تقويم اعوجاج الأفراد الظاهري، فالمسلمون عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدولة عن طريق سلطانها يقومون بتقويم من يفسد حاله، وهنا ننبه إلى عدة أمور وهي:
• إن عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تدخل في باب إصلاح الأفراد وتغيير المنكر وليست طريقة لوحدها لإقامة الدولة وتغيير النظم.
• إن عملية الإصلاح لها في الظاهر من المسلمين، أي لا علاقة لها بسريرة الإنسان هل صلحت أم لا، فهذا يبقى في علم الله.
• إن موضوع الإخلاص في الأعمال عمل قلبي لا يمكن لأحد الاطلاع عليه، فان ظهر الإنسان في العلن أنه صالح نتوقف عنه مع انه قد يكون كافرا منافقا في داخله.
• إن موضوعنا هنا في هذا البحث هو عميلة تغيير واقع المسلمين السيئ أي تغيير النظام وإقامة نظام جديد مكانه، وهذه مكان بحثها هو كيفية إيجاد الدولة الإسلامية وليس كيفية إصلاح أفراد المسلمين
• عندما تقوم الدولة الإسلامية فان الدولة الإسلامية بتطبيقها للإسلام والمسلم بدافع تقوى الله والمسلمون عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشعور جمهور الرعية بعدالة القانون وقدسيته كونه من القران والسنة فان الإسلام سيطبق بسلاسة وستتم عملية إصلاح الأفراد بأكبر قدر ممكن، ولكن من المستحيل كما قلنا أن يكون سكان الدولة الإسلامية كلهم صالحين، فهذه لم تحصل في زمن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ولن تحصل في أي عصر، ولكن هؤلاء الفاسدين مع تطبيق الإسلام بشكل حسن فإنهم سيبقون مختفين لا يجرؤون على رفع رؤوسهم حتى ليخيل للشخص العادي أن كل أفراد المجتمع صالحين.
إذن مشكلة المسلمين في عدم النجاح في التغيير ليست قلة الإخلاص فهذه لا تبحث هنا في عملية التغيير، وإنما الذي يبحث هو قلة الوعي، ولننظر إلى أمثلة من الواقع كيف أدت قلة الوعي إلى الكوارث على من يعمل للتغيير وعلى المسلمين، وموضوع هل كانوا مخلصين أم لا لن نبحثه لأنه كما قلنا عمل قلبي، ولكن يكفي أن يقال لإنسان أنه خائن إذا أصر على المعصية، ليس لأننا اطلعنا على قلبه ولكن لإصراره على المعصية، ولنعد لطرح هذه الأمثلة:
-------------------------------------------------------
1- من قلة الوعي المدمرة أخذ المساعدات المالية وغيرها من الدول في العالم الإسلامي أو من دول الكفر، أو اتخاذ بعض الدول مقرا لها وداعما لها، وهذا يؤدي إلى تنفيذ سياسات هذه الدول، فإذا أدركنا أن كل حكام المسلمين الحاليين عملاء للكفار وأن عملية التغيير بإقامة نظام الإسلام تعني زوالهم، فإننا ندرك أن أي دعم يقدمونه لن يؤدي إلى التغيير الصحيح بل سيقدمون الدعم فقط الذي يخدم ما تريده هذه الدول وما تريده هذه الدول هو عينه ما يريده الكفار أسيادهم.
2- رضوخ الكثير من الحركات للحلول التي تقدمها الدول في العالم الإسلامي أو الدول الغربية أو الأمم المتحدة، وبتفكير بسيط ندرك أن هذه الدول لن تقدم حلولا تجعل المسلمين يقيمون الخلافة ويتخلصون من نفوذ الغرب الكافر.
3- عدم إدراك من هو العدو الرئيسي أو المحرك للأمور، فمثلا عدم إدراك الكثيرين أن إيران التي تستغل تبنيها للشيعة كذبا والسعودية التي تستغل تبنيها للسنة كذبا، عدم إدراك أن هاتين الدولتين مثلا تعملان بأوامر أمريكية، أي عدم إدراك عمالة هاتين الدولتين لأمريكا وتنفيذهما لسياستها في المنطقة يجعل الكثير من الحركات السنية تتخذ الشيعة عدوا رئيسيا لها وهكذا الأمر بالنسبة للشيعة، فنقتتل فيما بيننا ويبقى عدونا ينظر إلينا فرحا كيف ننفذ مخططاته.
4- عدم الوعي الشرعي على الشريعة الإسلامية وكيفية استنباط الأحكام الشرعية، تجعل الكثيرين يضلون الطريق، فمن يأخذ بفقه الواقع والضرورات على عمومها وغيره، فإنه لن يصل إلى الصواب، وإن ما وصل إليه من استنباطات خاطئة لن تؤدي به إلى النجاح، بل ستؤدي به إلى الفشل فقط.
5- من قلة الوعي المدمرة محاولة إرضاء الأعداء لقوتهم ظنا ممن يفعل ذلك أن هذا الأمر سيخفف عداوتهم لهذه الفئة، فيقع هذا الإنسان في شراكهم، ولا يتوقف عن التنازلات لهم حتى يصبح عميلا لهم من حيث يدري أو من حيث لا يدري، وقد يكون بداية من المخلصين ولكنه مع الوقت يتحول إلى شخص منافق يسعى خلف مصالحه فقط. فالعمل على إقناع الكفار بأننا غير إرهابيين أي اتخاذ موقف الدفاع عن أنفسنا لن يرضي الكفار عنا، فلو أطعنا كل كفار العالم وألبسناهم الحرير وأجلسناهم على الذهب سيبقون يتهموننا لأنهم يكرهوننا ويكرهون ديننا وهم يحاربوننا باتهامنا بمختلف التهم حتى نرتد عن ديننا.
6- من قلة الوعي عند البعض هي أن يصبح الشخص بوقا للمجرمين من حيث يدري أو لا يدري مثل مناداته بالديمقراطية لأن المجرمين يريدون ذلك، ومثل مهاجمته للخلافة ودعاتها لأن المجرمين يريدون ذلك، فيتحول هذا الإنسان بحسن نية أو سوئها إلى عميل فكري لهم.
7- من قلة الوعي القول، أن التخلص من الحكام وإقامة الخلافة هو الحل ولكن التخلص من الحكام قد يسبب فتنة ودماء وأشلاء، لذلك يجب الاقتصار على الإصلاح الفردي، وهذا عين ما يريده الحكام، فهذه الدعوات التي في ظاهرها تريد نصرة الإسلام وأهله وحقن دماء المسلمين تصرف المسلمين عن خلع سبب الفساد والشرور وهم حكام المسلمين.
8- ومن قلة الوعي المنتشرة الوقوع في نفس أخطاء من سبقونا، وهذه تأخذ درجة المصيبة أو الطامة الكبرى، مثل أن تجد حركات ما زالت تردد أن أمريكا هي من تملك الحلول بعد كل هذا التاريخ الإجرامي الحافل لأمريكا في منطقة العالم الإسلامي وفي العالم ككل.
وهكذا نرى أن المؤثر الوحيد هو قلة الوعي وليس موضوع إخلاص الأفراد، وان كان لعدم وجود الإخلاص عند البعض الأثر الواضح في خيانتهم لله ورسوله والمؤمنين، فالكثير اليوم من المسلمين يحبون الإسلام وقلوبهم مخلصة لله عز وجل ويريدون خدمة الإسلام لكن قلة الوعي التي عندهم تجعلهم بحسن نية يخدمون عدوهم من حيث لا يدرون.
وتأتي أهمية الإخلاص في عملية التغيير في موضوع اتخاذ القرار الصائب لمصلحة المسلمين، فان وجود الإخلاص عند الشخص يجعله يتراجع عن خطئه ويعود للصواب لان عمله خالص لوجه الله، فمتى ما أدرك خطأه تراجع عن خطئه وعاد إلى الصواب، إما إن لم يوجد الإخلاص فسترى الشخص يتمادى في الخطأ ويصر عليه ويبتعد أكثر وأكثر عن الحق.
ولنأخذ عدة أمثلة لفئات كيف يؤثر موضوع الإخلاص عليهم، ولنبدأ بـ:
العلماء: فكثير من العلماء يسير أحيانا على قواعد خاطئة أو أنه يحسن الظن بأشخاص معينين وبعد فترة من الزمن يثبت له خطأ ما هو عليه من آراء أو أن الشخص الذي كان يؤيده ثبت أنه عميل مجرم، فهنا يظهر موضوع الإخلاص عند هذا الرجل في: هل يبقى على القديم رغم ثبوت خطئه أم يغير إلى الحق والى بيان الحق والوقوف معه، وكشف أي شخص يزيغ عن الحق.
فإن كان المسير له تقوى الله تعالى وكان مخلصا لله سيقف مع الحق ويتراجع عن آرائه السابقة وسيبين عمالة المجرمين وأنهم ظلمة حتى لو انقلب عليه جمهوره ونقم عليه أو حتى لو تعرض لنقمة الظالمين وبطشهم، فهنا يظهر موضوع الإخلاص لله تعالى وما هو الموقف الذي سيتم اتخاذه.
المجاهدون: فهنا وبسبب قلة الوعي عند الكثيرين منهم، قد يقعوا في أخطاء شديدة وخطيرة، مثل استباحة دماء المسلمين أو الارتباط بدول عميلة يصبح العيش بدون دولاراتها صعب، أو يوافقوا على مشاريع الكفار في بلاد المسلمين، وبعد فترة يثبت لهم خطأ ما هم عليه سواء آراؤهم الخاطئة أو أعمالهم الخاطئة أو مواقفهم الخاطئة، وهنا إن وجد عنصر الإخلاص فيجب عليهم التراجع عما هم فيه، فان كان يستحلون دماء المسلمين لظن عندهم وجب عليهم التراجع فورا وبيان خطئهم، وان كان يعيشون على دولارات سياسية مسمومة وجب التوقف عن أخذها والبراءة من الظالمين، وان كانت مواقفهم تغضب الله وجب عليهم التراجع عنها، وان كان تحزبهم وتكتلهم خاطئا من الأساس وجب حله من أساسه، فهنا يدخل عنصر الإخلاص في هذه الأمور، فان تراجعوا كانوا فعلا من المخلصين ويريدون التراجع عن خطئهم وتصحيحه، وان كان عنصر الإخلاص مفقودا وبالذات عند القيادة فسترى إصرارا على الباطل ومكابرة ومعاندة وتأييد أعمى من الأتباع، تكون المناصب والدولارات معمية لهم عن إتباع الحق.
أبناء الحركات الإسلامية: هؤلاء أيضا عنصر الإخلاص مهم جدا عندهم في إتباع الحق، فقد يكونون متبعين جماعة زمنا طويلا ويدافعون عنها ويكتبون في ذلك المقالات وبعد فترة يثبت لهم أن منهجهم خاطئ ولا يمكن تصحيحه بسبب رفض القيادة لهذا التصحيح، أو أن تصحيح الخطأ قد يقطع عنهم دعما ماليا أو يؤثر على حياتهم اليومية، أو قد يتعرضون للتهديد إن هم تركوا هذه الحركة أو الحزب، فهنا نبدأ ننظر في إخلاص هذا الداعية إلى الله تعالى، فان كان مخلصا وجب عليه إتباع الحق الذي توصل إليه، وان كان غير مخلص فسيعاند ويبرر فعل حركته وسيدافع عنها مهما أخطأت وهذا سيجعله والعياذ بالله من المنافقين.
وطرقنا هذه الفئات دون التطرق لإخلاص الأفراد لأن هذه الفئات هي الفئات التي تعمل للتغيير نحو الإسلام، ووصولهم لخطئهم يحتاج قبل الإخلاص وعيا بينًا على الخطأ ثم يظهر عنصر الإخلاص في ترك الباطل، أما إن كان الوعي عندهم لم يوصلهم إلى الحق فعندها لا فائدة من بحث موضوع: "مخلص أم لا ما دام يسير على خطأ"، فلا فائدة من بحث عنصر الإخلاص عند عالم يرى أن هؤلاء المجرمين ولاة أمر لا يجوز الخروج عليهم مهما ارتكبوا من جرائم، ولا فائدة من بحث عنصر الإخلاص عند مجاهد يرى جواز قتل كل من خالفه من المسلمين، ولا فائدة من بحث عنصر الإخلاص عند حركة تساير المجرمين لان عقولهم ترشدهم إلى ذلك والتبريرات العقلية هي أدلتهم، نعم لا فائدة من بحث عنصر الإخلاص، فقد يكونون مخلصين وقد لا يكونون، ولكن وقوعهم في المنكر البيّن الواضح يجعل بحث هذا الأمر لا يفيد كثيرا.
إذا استعرضنا قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}
هذه الآية الكريمة تبين أن من يسير على منهج الله تعالى هو فقط من ينصره الله تعالى، ولم تبين الآية أن المخلص فقط من ينصره الله تعالى، ولكن [الواعي السائر على شرع الله + المخلص] فقط من ينصره الله تعالى، وهذا يعني أن رؤيتنا لعدم انتصار الكثير من الحركات في العالم الإسلامي رغم وجود الإخلاص عندهم مرده إلى عدم سيرهم على الطريق الصحيح، أما لماذا لم يذكر الإخلاص فهذا لأنه تحصيل حاصل للعمل كي يكون مقبولا عند الله تعالى، ولكن الإخلاص مع حيد عن شرع الله لا يقبل، والأخطاء التي تحصل عند تلك الحركات سببها الرئيسي قلة الوعي، ولذلك فعدم انتصارهم حكمة إلهية كي يستمر المسلمون بالتنقيب عن الحق كي يتبعوه، وهذا خير للمسلمين، لان انتصار من حاد عن شرع الله ولو كان مخلصا فان هذا سيطمس تعاليم الوحي نهائيا من الحياة، ولكن حتى يبقى المسلمون سائرون على الوحي (القران والسنة) لذلك فان الله تعالى لن ينصر إلا من ينصره أي يتبع شرعه بوعي كامل ويخلص العمل لله تعالى.
إذن عدم السير على المنهج الصحيح يعني انه لا يوجد نصر بشكل أكيد، أما لماذا يبطئ النصر مع أن الجماعة قد تكون سائرة على الطريق الصحيح فهذا لحكمة وتدبير إلهي كما حصل مع الأنبياء في تأخير النصر إلى أجل لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكن لم يرد أن الله مكن للمسلمين في الأرض ونصرهم على أعدائهم وهم زائغون عن شرعه، إذ يكون عندها خلل في الآية الكريمة، بل إن الذي حصل أن الأمة الإسلامية عندما بدأت بالتنكب عن شرع الله بدأ الضعف يدب في جسدها وبدأ الأعداء يتكالبون عليها.
وهنا قد يطرح تساؤل وهو: هل أن كل من ملك الوعي القوي يمكن أن يكون مخلصا؟؟
في الحقيقة يمكن أن يكون الجواب "نعم" و "لا" في نفس الوقت.
أما الجواب بلا فهو الأقرب لفهم الواقع، فهناك أناس يملكون الوعي القوي والكثير على أحكام الإسلام وعلى مشروع التغيير الصحيح ويعملون للتغيير ولكنهم يفقدون الإخلاص أحيانا في عباداتهم وقرباتهم وذلك أن الشيطان استطاع أن ينفذ لهم من أبواب لم ينتبهوا لها أو غفلوا عنها، ولا أقول لم يعوها بل لم ينتبهوا لها، وموضوع غفلة بني آدم وارد جدا عند الجميع أن يغفل بنو آدم عن الحق أحيانا، وذلك مثل أن يغتر أحدهم بعمله الصالح أو أن يغتر بدرس له أو خطبة قوية أو عبادة له، أو أن يعجبه جسمه وجماله (الكبر والعجب) ومن هذه الأمور، فهذا النوع من فقدان الإخلاص (الرياء) قد يصيب الجميع، وهذا يجب الاستغفار منه والتوبة إلى الله تعالى.
وطبعا هذا يختلف عما تكلمنا به في المقال، فهذا النوع خطره فردي على صاحبه، ولا يسبب ضررا للجماعة إلا إن تعدى صاحبه إلى جماعته وحزبه وذلك بحبه للسيطرة عليها ومحاولة الوصول إلى مركز القرار فيها، ولكن الذي تحدثنا عنه طيلة المقال هو عدم الإخلاص الذي يسبب الكوارث على الأمة الإسلامية مثل عدم إخلاص بعض القادة في بعض الحركات وسيرهم مع الكفار وخدمتهم وقبولهم للمال من المجرمين لقاء تقديم الخدمات لهم فهذا عدم إخلاص مدمر، وهو يختلف اختلافا كبيرا عما يمكن أن يصيب أي فرد فينا من عدم الإخلاص أحيانا والذي يسمى (الرياء في الأعمال)، والذي قد يقع فيه أي مسلم، فشتان شتان بين الأمرين.
أما الجواب بنعم فهو صحيح إذا تكلمنا عن عدم الإخلاص المدمر الذي قد يقع فيه الإنسان ويؤثر مصلحته على مصلحة الإسلام وأهله، فهذا نعم يمكن للكثير أن لا يقع فيه، بل على العكس لا يقع فيه إلا النفوس المريضة جدا، أما عدم الإخلاص أو الرياء الذي يصيب أفراد المسلمين في عباداتهم وقرباتهم فهذا لا مناص منه لأي مسلم، وكفى بالمرء مدحا أن يقل رياؤه أو يكاد ينعدم.
يتبع بمشيئة الله تعالى...........
أما سبب قلة الوعي فيرجع إلى الظروف التي أصابت المسلمين في فترة الانحطاط قبل هدم الدولة الإسلامية من غزو فكري ومن تبشير ومن ثقافة أجنبية غزت العالم الإسلامي ومن تغيير للمقاييس الشرعية عند المسلمين، ويرجع أيضا إلى فترة ما بعد هدم الدولة الإسلامية وزيادة على السابق قبل هدم الدولة الإسلامية من غزو فكري وسياسي وتغيير للمقاييس الشرعية (الحلال والحرام)عند المسلمين، تغييرها إلى مقاييس النفعية والمصلحة ومقاييس حساب النتائج قبل الفعل حسابا عقليا وإلى الحكم على الأفعال حكما عقليا، ويرجع أيضا إلى السيطرة الغربية الكبيرة على مناهج التعليم وبنائها على المصلحة والمنفعة والعلمانية وإبعاد بنائها عن العقيدة الإسلامية، ويرجع أيضا إلى طول الفترة تحت هذه العملية من تغيير الأفكار والمقاييس والقناعات عند المسلمين، حتى وجد جيل كامل لم يعاصر حكم الإسلام نهائيا، أو بالأدق جيل بعيد عن معنى الحكم الإسلامي ويرى فيه تاريخا غابرا من الصعب إرجاعه، فقد أدت عملية التغريب الطويلة هذه للمفاهيم والمقاييس والقناعات عند المسلمين أدت إلى قلة الوعي المبني على العقيدة الإسلامية وإلى قلة الوعي السياسي والفكري وقلة الوعي على الأعداء للأمة الإسلامية.
أضف إلى ذلك ما تقوم به وسائل الإعلام من التضليل لصالح الحكام والكفار، وأضف إليه علماء السوء وما يفتون به من فتاوى كلها لصالح الغرب وحكام السوء، وهذان العنصران ما زالا يقومان بعملية تضليل كبيرة لليوم.
وأيضا ظهور حركات إسلامية قائمة على هذه الأفكار المغلوطة والخاطئة والتي استهوت الملايين من أبناء المسلمين وبعد فشلها بسبب خطأ منهجها الفكري في عملية التغيير (سواء منها السياسية أو الحركات المسلحة المقاومة أو الحركات المقاتلة للكفار أو المقاتلة للظالمين) جعل الناس تمل من الحركات الإسلامية وتفقد الأمل في أي حركة بشكل عام، وقيام حركات إسلامية كثيرة بمنافقة الحكام والسير تحت ظلهم جعل الناس تصف أي حركة إسلامية ولو كانت مخلصة وواعية اتهامها بأنها كسابقاتها حركة لن تفيد المسلمين، وبسبب قيام الكثير من الأحزاب العلمانية منها والإسلامية بخداع المسلمين جعل المسلمين ينفرون من أي حزب أو حركة تعمل للتغيير حتى استساغ الناس فكرة أن لا أحزاب في الإسلام، جريا وراء ما يريده الحكام من تيئيس الناس من العمل للتغيير.
وأيضا عملية إلهاء الناس بلقمة العيش والقمع الشديد من الأنظمة لكل من يخالفها جعل الملايين يسعون لراحتهم عن طريق عدم متابعة أهل الوعي والحق من المسلمين والابتعاد عنهم، والسعي فقط وراء لقمة العيش، مما زاد الجهل وقلة الوعي بين المسلمين.
وهنا نرى أن المسلمين ضحية لهذا الغزو الاستعماري والذي لو سلط على أمة أو شعب آخر غير المسلمين لمحاهم عن وجه الأرض، وعملية إنقاذ المسلمين تكون بالعمل على نشر الوعي بينهم، أي عملية الدعوة إلى أفكار ومفاهيم ومقاييس الإسلام ونشر الوعي عليها، ولا يكون بجلد المسلمين واتهامهم بالتخلف والجهل، أو محاربة العصاة منهم، أو بسلوك طريق للتغيير لا تكون عملية الدعوة ونشر الوعي بين المسلمين جزء رئيسي منه.
والسؤال هو كيف نتعامل مع الناس في ظل هذه الظروف؟؟؟؟
يتبع..........................
والسؤال هو كيف نتعامل مع الناس في ظل هذه الظروف؟؟؟؟
إن الحالة التي فيها الناس شديدة السوء والقتامة، ولا ينكر أحد ذلك، ولكن المهم هو من أي اتجاه نتحدث عن الناس؟؟؟
فان كنا نتحدث عن الناس كتشخيص حالة، فهذا لا خلاف فيه أنه حال سيء لا يسر أحدا، ولكننا نتحدث عن حال الناس السيئ كموضع للتغيير، وهنا نبدأ البحث في طرق الحل....
فمن رأى أن الناس ببعدهم عن الدين أعداء له أو أعداء لدين الله، فهو في هذه الحالة شخص جاهل بطرق التغيير، فان الأنبياء لم يبعثوا لأناس صالحين وإنما بعثوا لأناس فاسقين كفرة، وحامل الدعوة يعمل بين أناس ابتعدوا عن دين الله ومنهجه، ولذلك فالعمل الطبيعي للدعاة يكون في هذه الأيام على أشده وفي الذروة وذلك للبعد الشديد من الناس عن الدين، إذن يجب عدم اتخاذ الناس عدوا وإنما يجب النظر إلى الناس كضحايا للتضليل والجهل، وحامل الدعوة عمله إخراجهم من جهلهم والتضليل الذي هم فيه.
فمن يكون جزء من طريقته معاقبة العصاة من الناس وذلك كالحركات التي تعاقب بعض الناس في حال سيطرتها على بقعة معينة من الأرض، أو التي تقوم بتفجيرات هنا وهناك لاماكن الفسق والفجور وتقتل الناس أثناء التفجيرات، هي حركة لا تنظر للناس كضحايا للتضليل والجهل، وإنما تعتبرهم عصاة مجرمون يجب إنزال العقاب فيهم حتى يؤوبوا ويتوبوا ويخضعوا لهذه الحركة، وهذا والله هو الجهل من هذه الحركة، فان هذه الحركة تحتاج تقويما شديدا لعدم إدراكها أن الناس ضحايا للتضليل والجهل، وأن الناس بسبب حياتهم الغير إسلامية وصلوا لهذا الحال، وأن الحل يكون بنشر الوعي والعمل على إعادة الخلافة إلى الحياة لتقوم هي بتعليم الناس أولا ونشر الخير بينهم ثم معاقبة العصاة منهم عن طريق نظام العقوبات الذي هو جزء من نظام الخلافة وليس هو نظام الخلافة، فإن عمل هذه الحركات التي تعاقب الناس يصب في صالح أعداء الله الذي يفرحون لرؤية جهلة من المسلمين يزيدون الشرخ بين المسلمين وبين تطبيق الإسلام، وذلك أن هذه الحركة بجهلها تنفر الناس من الإسلام وتطبيقه، ويصبح وجودها عقدة جديد تضاف إلى المشاكل التي ترزح تحتها الأمة الإسلامية.
وإن كان الطرح ترك الناس بسبب بعدهم عن دين الله، فإن هذا نوع من اليأس والجهل يولد حيادية قاتلة في الأمة الإسلامية، وهذا التفكير مرض وقلة وعي يحتاج صاحبه علاجا، لأنه يرى الناس فاسدين وهو الصالح، مع أنه إنسان فاسد لعدم عمله على إصلاح ما تعاني منه الأمة الإسلامية.
إن التربة الخصبة لأي حركة تعمل بين الأمة الإسلامية هي الأمة الإسلامية، فعن طريق أبناء المسلمين تكسب أفرادا يعملون معك للتغيير، وتكسب أفرادا آخرين مؤيدين لك، منعهم الخوف والجبن عن السير معك، فإن هؤلاء يجب عدم إهمالهم وإهمال تأييدهم لك، فإن هؤلاء في حالة إقامة الخلافة فإنهم سيكونون من الداعمين الرئيسين لك، ولذلك يجب عدم التفكير أبدا بجلد الأمة الإسلامية أبدا، فبدونها لا وجود لأي حزب يعمل للتغيير.
ولذلك يجب العمل على ضرب الأفكار الفاسدة بين الأمة الإسلامية وهدمها وعدم التركيز على الأشخاص، فإن التركيز على الأشخاص يوجد العداوة والبغضاء بين أبناء المسلمين، ولكن ضرب الأفكار الفاسدة يبني القناعات بين أبناء المسلمين، فحتى لو تم معاداتنا من قبل بعض أبناء المسلمين فيجب عدم اتخاذ مجموع من يعادينا عدوا لنا، فمن يعادينا من المسلمين هم على عدة أقسام:
• قسم يعادينا لجهل عنده ليس إلا، فهؤلاء يجب الاستمرار بدعوتهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر حتى لو تعرضنا للأذى منهم، وهؤلاء الأكثرية ممن يعادينا
• قسم يعادينا لان مصلحته قد تتعرض للخطر، فهؤلاء نقوم بكشف عملهم ومصلحتهم ولا نركز على شخوصهم أبدا، وذلك انه بانتهاء مصالحهم قد يتوبوا ويعودوا إلى رشدهم.
• قسم يكونون من أعوان الظلمة المجرمين فهؤلاء يتم تقريعهم بقاسي الكلام، ولكن يكون التركيز على الحكام وكبار المسؤولين لأنهم هم السبب في وجود هؤلاء، فمن تاب من هؤلاء الأتباع فهو المطلوب، ومن أصر على رأيه فنستمر بتقريعهم بقاسي الكلام وتحذيرهم من غضب الله تعالى.
• القسم الأخير هم الحكام وكبار الأتباع فهؤلاء لا مناص من كشفهم بشخوصهم حتى يعلموا أن الأمة الإسلامية تعرفهم ولا تخاف منهم وان عليهم عدم معاداة الأمة وإلا ستأتي الساعة التي يتم فيها محاسبتهم حسابا شديدا عند تغيير الأنظمة أو عند إقامة الخلافة.
أما الأكثرية من الأمة فهي لا تعادينا ولكن الخوف والجبن والإلتهاء بالدنيا يبعدهم عنا، وإن كانوا يقولون لنا: أقيموا الخلافة ونحن معكم، فهذا أمر جيد منهم وان كان فيه خذلان لنا، ولكنه جيد حال إقامة الخلافة.
في النهاية يجب إدراك أن أي حزب بدون الأمة الإسلامية لا وجود له ولا قوة له، وأن الأمة الإسلامية إذا لم تدعم أحد فإنه من المستحيل عليه إقامة الخلافة والقيام بعملية التغيير.
والسؤال هو: هل هذا يعني أن الوضع جيد؟؟؟
الوضع جيد وغير جيد في نفس الوقت
جيد من ناحية الرأي العام والوعي العام، فالأمة الإسلامية أصبحت تدرك أن الحكام خونة عملاء وجيد من ناحية أن الناس أصبحت تريد أن تحكم بالإسلام والخلافة، وجيد أن الناس تدرك أن الغرب الكافر عدو لها، وجيد أن الناس تدعم أي حركة إسلامية حتى لو كانت تسير على غير الطريق الصحيح، إذن الأمة الإسلامية جاهزة لاستقبال ولادة دولة الخلافة الإسلامية.
أما إذا أردنا أن نقول أن الوضع غير جيد فهو من ناحية عدم الالتزام والبعد عن دين الله تعالى، فعدم الاستجابة لصرخات حملة الدعوة والعمل معهم وعدم اكتراث الملايين بما يصيب إخوتهم المسلمين وسير الكثير خلف شهواتهم وحياتهم الخاصة، ووجود الكثيرين من لا يلتزمون بتعاليم الإسلام، ووجود جيوش نائمة لا تتحرك لنصرة المسلمين وتنتظر الأوامر من الحكام، كل هذه الأمور غير جيدة.
وهذه الحالة يجب أن لا تدفع لليأس أبدا بل يجب الاستمرار بدعوة الناس كموضع رئيسي للتغيير للعمل للإسلام ونصرة دين الإسلام مهما حصل، وذلك للحقيقة الراسخة أن أي تغيير بدون الأمة الإسلامية محال.
والخلاصة أن الأمة الإسلامية تبقى أمة عظيمة تبذل الكثير من التضحيات، صحيح أن فيها تنكب حاليا، ولكن الناظر إلى ثوراتها ضد الظالمين وقتالها للكفار والعودة التي بدأت تظهر عليها بشكل عام؛ العودة لدين الله، تدل أن هذه امة خير وبركة، والمطلوب هو الاستمرار بدعوتها وتوجيهها وتوجيه أي حركة وثورة فيها حتى لا تتم سرقتها أو إجهاضها أو حرفها عن طريقها الصحيح بسبب قلة الوعي، فمن الظلم القول أن الأمة الإسلامية امة نائمة لا خير فيها، فمن يقول هذا القول هو كعابد بني إسرائيل عندما جاء الملك ليهلكهم بسبب فسادهم ، فقال الملك يا رب إن فيهم عبدك فلان العابد، قال الله له: به فابدأ فانه لم يتمعر وجهه فيّ قط، وهؤلاء الذي يسبون الأمة الإسلامية ولا يعملون على التغيير هم كهذا العابد يجلدون الأمة دون أن يقدموا خطوة في إصلاح وضع الأمة الإسلامية.
أما هل كل من قصر منهم آثم وغير مخلص؟؟؟
فهذا أمر يحاسبهم عليه الله تعالى، وكل من قصر بتكليف شرعي فهو آثم شرعا، والله سيحاسبه على ذلك، ويظهر كذب الكثيرين عند عرض الدعوة عليهم بالقول أنا غير مقتنع وذلك ليهرب منك، فكذبه وعدم صدقه واضح، وأحيانا يظهر أن الكثيرين غير مخلصين العمل لله تعالى وذلك ممن يسلك طريقا غير صحيح في التغيير عند الطلب منه تصحيح مساره فيرفض ويقول أنا غير مقتنع بطريقتك هذه، ولذلك فان الحل هو الاستمرار بدعوة هؤلاء وعدم تصنيفهم بين فاسق وجاهل وغير مخلص، فأمرهم في النهاية إلى الله تعالى، وهم في النهاية جزء رئيس من الأمة الإسلامية، ونحن كحملة الدعوة نحذرهم من غضب الله تعالى إن هم قصروا أو لم يعملوا لحمل الدعوة ولكن مع الانتباه لأمور هامة جدا من مثل:
• عدم إظهار التعالي على الناس وأنهم جهلة لا يفهمون، فإن هذا يزرع الحواجز بينك وبين الناس حتى لو كانوا فعلا جهلة وشديدي الغباء.
• عدم تفسيق الطرف المقابل واتهامه بهذه التهم، فان هذا أيضا يزرع الحواجز بينك وبينه، فيكتفى بالقول أن هذا أمر الله تعالى وعليك أن تتق الله وتلتزم بهذا الأمر.
• عدم سب الناس إن ظهر منهم إعراض شديد، وذلك بالقول: "أن الدعوة مع هؤلاء الناس لا تنفع ولن تثمر أبدا، فهم أناس لا يسيرون إلا وراء مصلحتهم وشهواتهم، وأن النصر لن يتنزل على مثل هؤلاء الناس" فإن هذا القول خطير جدا وهو دليل على إصابة حامل الدعوة بالفتور والإحباط وأحيانا قد يصاب باليأس من دعوة الناس فيتوقف.
• عدم تغيير الطريقة المعتمد على ردة الفعل، وذلك مثل شخص قد يلجأ إلى إيذاء الناس بأي وسيلة مادية وذلك لصدهم الشديد له مثل أن يضرب بعض الناس المناكفين له أو يؤذيهم أو يقوم بأعمال تخريب لهؤلاء الصادين له، فان هذا دليل على أن هذا الشخص قد ملّ من الناس ويريد بالقوة تغييرهم، وهذا حصل عنده خلل في فهم الطريقة وفهم معنى حمل الدعوة فعليه أن يتق الله ويتوب ويصبر على أذى الناس وتكذيبهم له.
أما الجيوش وهي القوة العسكرية التي لم تفد الأمة الإسلامية بحروب تدافع عنها، فهي الأخرى يجب عدم اليأس منها ومن تغيير قادتها لتقف في صف الأمة الإسلامية، فقد حدثت حالة بسبب خذلان الجيوش للمسلمين بل ووقوفها مع الحكام في قمع الناس وتنفيذ مخططات الكفار، حصل عند الناس يأس منها ومن استجابتها لآهات المسلمين.
فالجيش في أي بلد هو ثروة للبلد تم بناؤه وتسليحه بالأسلحة العسكرية والتدريب على القتال، فهو ثروة يجب استغلالها، فالحكام يعملون جاهدين على السيطرة على هذه الجيوش وإغداق الأموال عليهم حتى يبقوا طوع أمرهم، ويحرصون على تعيين من يثبت إخلاصهم للحكام في مراكز القيادة، ولكن الذي يحصل منهم لليوم هو خذلان للمسلمين، فما الحل معهم؟؟؟؟
القول بتركهم وبناء قوة عسكرية فان هذه الطريقة ثبت فشلها، فان أي حركة لا تستطيع بناء قوة عسكرية توازي قوة الدولة، وقد حصل الكثير أن الدولة اشتبكت معهم وقتل الكثير من أبناء المسلمين من جراء هذه العمليات، وهذه يتم استغلالها من قبل دوائر المخابرات لقتل الكثير من أبناء الجيش لإقناعهم بحرب هؤلاء المقاتلين ويجري سفك الكثير من دماء الناس ونسبتها لهذه الجماعات لإقناع الرأي العام بإجرامهم، وهذه الطريقة لم تثبت بدليل شرعي، فهي طريقة مخالفة لشرع الله، ومن سلكها حتى لو كان مخلصا فان عدم وعيه على طرق التغيير الشرعية يجعله يعصي الله تعالى من حيث لا يدري.
أما بناء قوة عسكرية داخلية بدعم من الخارج، فان هذا أمر محرم لأن عمله سيكون مرهون بتنفيذ مخططات تلك الدول الداعمة، والدول الداعمة لا تخلو أن تكون دول كافرة أو أنظمة ظالمة في العالم الإسلامي، وهو ركون محرم للظالمين، قال تعالى {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون} وكلاهما دول الكفر أو الأنظمة في العالم الإسلامي لن تدعم أي جهة لأمر يخص إقامة الخلافة، بل ستدعمان فقط للإضرار بالإسلام وأهله وتنفيذ مخططات الكفار، فهو أمر محرم ولا يجوز بأي حال تجريبه والقول أننا سنخدع هؤلاء المجرمين بأخذ الدعم منهم وتنفيذ ما نريد، فان هذا يدل على قلة وعي وعلى عدم إخلاص في نفس الوقت فيمن يقول هذا القول.
إذن لم يبق أمامنا إلا دعوة الجيوش لنصرة قضايا المسلمين حتى لو تعرضنا للخذلان منهم، ألا ترون أننا نتعرض للخذلان من أبناء المسلمين، فهل نيأس منهم ونتركهم ونقول لا خير فيهم، فالأمر سيان، ولذلك يجب الاستمرار بدعوة أبناء الجيوش مهما حصل منهم من خذلان، ومن أصابه اليأس فليقرأ قصة أصحاب السبت فهي من تعالج يأسه من هؤلاء القوم.
والخلاصة في هذا الأمر أنه يجب الاستمرار بدعوة أبناء المسلمين وجيوش المسلمين لنصرة الإسلام وأهله، فالتغيير بدون الأمة الإسلامية محال، وطلب النصرة من الجيوش ليس ضربا من الخيال، فهو أمر قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومهما رأينا في الأمة من تقصير من أفرادها فان هذا يجب أن لا يوجد اليأس بين العاملين للتغيير، فأمر تقصيرهم وعدم إخلاصهم نتركه لله تعالى فهو من يحاسبهم عليه، ونحن علينا أن نكون ايجابيين بدعوة أبناء الأمة الإسلامية للتغيير وعدم اليأس منهم، ويجب الاستمرار بدعوة الجيوش للقيام بواجبها حتى لو خذلونا، فان من قال باليأس من أبناء المسلمين أو من قال باليأس من الجيوش، فانه لا يملك بديلا للتغيير إلا تكهنات عقلية ثبت فشلها وثبت شرعا مخالفتها لشرع الله، وان المعس والضنك الذي تتعرض له الأمة الإسلامية إنما هو عامل مساعد من الله تعالى لحملة الدعوة لينبه الأمة الإسلامية أن خلاصكم هو بإتباع ما يدعوكم إليه حملة الدعوة الذين بينكم، فاستجيبوا لهم ولا تخذلوهم.
يتبع........................
أهمية الإخلاص
أي عمل يجب أن تكون له نية متوافقة مع القصد المعروف من العمل، وإذا حصل خلل في ذلك حصل النفاق (من ناحية لغوية) في العمل، فمثلا من يقوم بأداء عبادة فان النية المطلوبة (الإخلاص) هنا تكون طاعة الله، فان يصلي الرجل بنية غير طاعة الله مثل أن يصلي ليقال عابد حصل هنا النفاق وهو إظهار عكس ما يبطن الرجل، وتغيير النية لإرضاء غير الله في القربات يسمى الرياء، ولذلك فان الله جل وعلا رتب على الرياء عدم قبول العمل من الشخص المرائي، وهو نوع من الشرك، وهو عمل قلبي لا يمكن الاطلاع عليه، إلا إذا اظهر الشخص المرائي شيئا من ريائه، أو إذا ظهر على سلوكه شيئا من ريائه، أما في الوضع الطبيعي فالرياء عمل قلبي لا يمكن الإطلاع عليه.
والآن لنأتي لأهمية الإخلاص في الأعمال، وسنركز على ناحية تغيير واقع المسلمين، فمن أهمية الإخلاص:
• الأعمال الصالحة (القربات) بشكل عام لا تقبل ما لم تكن خالصة لوجه الله الكريم، وهذا غير مختلف فيه عند جمهور علماء المسلمين.
• البحث عن الجماعة المبرئة للذمة، فإن وجد الإخلاص عند الشخص في البحث عن الجماعة المبرئة للذمة فإنه سيصل بإذن الله تعالى إلى الجماعة المبرئة للذمة، وإن حصل وأن ضل الطريق وانضم إلى جماعة غير سائرة على الطريق الصحيح، فإنه بأول نقاش جدي مع شخص منتمي للجماعة المبرئة للذمة سيترك ما هو عليه وينضم للجماعة المبرئة للذمة، أما إن عدم الإخلاص فإن الجدال والمكابرة هو ما ستجده من هذا الشخص عند نقاشه لينضم للجماعة المبرئة للذمة، ولا يعلم ما في قلب هذا الرجل إلا الله تعالى، ولذلك كان عنصر الإخلاص مهما، طبعا مع شرط أن يتم إيصال الفكرة لهذا الشخص بالحجة والإقناع والأدلة الساطعة القوية.
• التراجع عن الأخطاء مع قبول خسارة المنصب والمال في سبيل ذلك، فكثير من الأشخاص الموجودين في مراكز مرموقة في الدولة أو مراكز معينة في جماعات إسلامية، وتكون تلك المراكز تعطيهم وجاهة وقدرة على تسيير أمور حياتهم، وتدر عليهم أموالا، فإنه عند نقاشهم لينضموا إلى العمل الصحيح في التغيير فإن الرفض هو المتوقع من هكذا أشخاص، وبالذات إذا كان العمل للتغيير وهذا هو الأغلب سيحتم عليهم ترك تلك المناصب وترك تلك الحركات التي يستفيدون منها، فعنصر الإخلاص مهم جدا هنا، فإن وجد الإخلاص تركوا تلك الأمور والمناصب والمراكز من أجل إتباع الحق، وقليل ما هم هؤلاء الأشخاص، فإن أغلب هؤلاء الأشخاص تعميهم مراكزهم والجاه الذي هم فيه والأموال التي يتقاضونها من هكذا مراكز؛ فإن هذه الأشياء تعميهم عن إتباع الحق إلا من رحم الله تعالى.
• القضاء على النفاق، فالشخص المخلص لله تعالى يسعى إلى إرضاء الله تعالى لأنه يدرك العاقبة الوخيمة للنفاق بجميع أشكاله، ويدرك معنى الآية الكريمة { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا }، فلا تراه متزلفا أو منافقا أو متبعا المصلحة والمنفعة إن تعارضت مع شرع الله، وتراه يترك أي أمر لله تعالى حتى لو تعرض لخسارة أو أذى من الظالمين، لأنه يدرك أن غاية وجوده في هذه الحياة هو إرضاء الله تعالى.
• عدم التباهي وإظهار الأعمال الصالحة لنيل رضا الناس، وهذه آفة منتشرة هذه الأيام، فإنه للأسف نرى أناس يكون الهدف من أعمالهم هو التباهي بها أمام الناس، ويستخدمون أعمالهم السابقة كأدلة على صلاح أعمالهم، فإن ناقشتهم للأخطاء التي يرتكبونها قالوا لك: نحن من أطلقنا الرصاصة الأولى ونحن من فجرنا المواقع الفلانية ونحن من قدمنا آلاف الشهداء ونحن حفظة القرآن ونحن من بنينا المسجد الفلاني ونحن من أطعمنا كذا وكذا من الأيتام والفقراء ونحن ونحن، فإن هذا العمل هو تسميع منهي عنه وهو مذموم شرعا، ومن سمّع بعمله فإن الله تعالى يسمع به، قال عليه الصلاة والسلام: ((من سمّع سمّع الله به ومن راءى راءى الله به)) رواه مسلم، وهم بذلك الأمر يغطون تقصيرهم وأخطاءهم ووقوعهم في الحرام بالتباهي بأشياء قديمة، وهذه بلا شك عند من يملك أدنى مستوى من التفكير أن أعمالك الصالحة السابقة لا تبرر لك الوقوع في الحرام والانسياق للمجرمين، وهنا تظهر أهمية الإخلاص في أن ما قام به الشخص من أعمال صالحة الأصل أن يبقى هذا الأمر قدر الإمكان بينه وبين الله تعالى حتى ينال الأجر الكبير من الله تعالى عليه، وأيضا إن كان الشخص مخلصا فانه بمجرد انحراف جماعته عن الحق فان الأصل به محاسبتهم أولا فان رجعوا وإلا تركهم واتبع الجماعة المبرئة للذمة، فعنصر الإخلاص مهم جدا هنا في مثل هكذا أمور.
• مناعة من الإغراء بالمناصب والجاه والمال، وهذا أمر مهم لمن سلك الطريق الصحيح، فان الظالمين قد يلجئون إلى أسلوب الإغراء بالمنصب والجاه والسلطان لهذا الشخص لإتباعهم والسير حسب ما يريدون، فان كان الشخص مخلصا فان إغراءه سيبوء بالفشل، وان عدم عنصر الإخلاص وسيطرت الدنيا على قلب هذا الشخص، فإنه سرعان ما يترك الصحيح ويسير خلف المجرمين، ويصبح مبررا مدافعا عنهم ولكل أخطائهم.
• الإخلاص يجعل الإنسان ينظر للأجر الأخروي ولا يهتم كثيرا بالأجر الدنيوي مهما طال الزمن، وهذه من أكبر الأمور التي أراها تجعل الشخص ينحرف عن الصواب، وهو طول الابتلاء من الله تعالى، فإن كان الشخص مدركا أن ما يقوم به من عمل لتغيير واقع المسلمين هو عبادة لله تعالى وأن له الأجر الكبير على عمله في التغيير، فإنه سيستمر في هذا العمل مهما طال عليه الأمد والابتلاء ومهما تقلبت عليه الأيام والأحوال، وإن كان غير مدرك لهذا الأمر [أي غير واع على حقيقة عمله في التغيير]، أي أنه كان ينتظر أن يرى النصر بعينيه وأن الأمر قد طال فهنا قد يدخل الشيطان عليه من باب اليأس والإحباط أن هذا عمل غير مجدٍ فاتركه. صحيح أننا هنا لم نتحدث عن الإخلاص كسبب لترك العمل، ولكن الشخص بمجرد تركه لأهل الحق ومحاولة التبرير لنفسه بان ما قام به من معصية هو أمر صحيح فانه هنا يبدأ وللأسف يدخل في باب عدم الإخلاص وهي أول الطريق للانحراف عن جادة الصواب، فكثير من المستعجلين قد هلكوا بترك الصواب وذلك بعدم عملهم للفرض الملقى على عاتقهم، وبعضهم لحق الباطل وأهله، وكلهم يبرر لنفسه سوء عمله ويساعده الشيطان على تزيين سوء عمله، وهنا بطريق أو بآخر أصبح وللأسف من غير المخلصين العمل لله تعالى، إلا طبعا إن تم ترك العمل لعدم قناعة الشخص بما يقوم به من عمل (قناعة شرعية مستندة للأدلة الشرعية لا مجرد أهواء)، فان أمره في هذه الحالة يبقى لله تعالى.
يتبع إن شاء الله تعالى.....................
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/388230224852822/?type=3&theater
من أهمية الإخلاص...
عندما يحزب الأمة أمر عصيب ويبدأ المسلمون بالبحث عن الحلول لتلك المشاكل التي طرأت عليهم، وتكون هناك حلول واضحة كنور الشمس فان المخلصين يهتدون إليها؛ إما بتفكير خالص منهم، أو بسماع تلك الحلول من مسلمين آخرين، والإخلاص يحتم عليهم السير ضمن هذه الحلول لحل تلك الإشكاليات التي حصلت بين المسلمين.
ولكن بالنسبة لشخص مرتبط بدولة معينة أو بمنفعة معينة أو بمنصب معين أو يأتيه رزق من هؤلاء المجرمين وعُدم عنده الإخلاص، وكانت تلك الحلول تؤدي إلى خسارة هذا الشخص لتلك المنافع والمناصب ولتلك الأرزاق السياسية التي تشترى بها النفوس، فإن هذا الشخص لن يفكر كما نفكر بالبحث عن الحلول لمشاكل المسلمين، بل سيكون تفكيره كيف يحافظ على مصالحه، هل يرفض تلك الحلول ويقول عنها غير مجدية، هل يطرح حلولا تأتيه من الأسياد ويبدأ التبرير لها، هل يطرح حلولا تضليلية ليسكت الناس عنه، كيف يمكنه خداع الناس وجعلهم يصدقون أكاذيبه، المهم أنه في النهاية لن يفكر بحل المشكلة للمسلمين، بل سيفكر كيف يحافظ على مصلحته ولو تدمر المسلمون وبلادهم، ولو غزيت أراضي المسلمين، ولو استمر الظلم الشديد على المسلمين، وبقدر عدم إخلاصه بقدر ما يسير مع الظالمين ويصبح احد أهم أعوانهم في تنفيذ مشاريعهم، وبقدر ما تكون منطقة الإيمان عنده غير مجمدة بقدر ما يعود إلى الطريق الصحيح ولو خسر كل تلك المنافع، ولو خسر حياته.
ومن الاستقلالية في التفكير هو التراجع عن الآراء السابقة والمواقف السابقة عندما يظهر فسادها، فالمخلص يتراجع عن رأيه السابق وعن موقفه السابق حتى لو عُيِّر من الجهلة وممن كان يسير معهم، وحتى لو تعرض لخسارة أو أذى بسبب رأيه وموقفه الجديد، أما الشخص غير المخلص فإن يعاند ويكابر ويصر على رأيه حتى يبقى في نظر الأتباع الجهلة مقاتلا شرسا عن حزبه وجماعته ورأيه وموقفه الذي اكتسب الشعبية بسببه، فان كان يؤيد زعيما أو شيخا أو شخصية مرموقة فانه يستمر بالدفاع عنه ولو ظهر فساده وبانت خيانته ونفاقه، وتراه يستمر في طرح رأي معين حتى لو تبين خطأه حتى لا يخسر دعم من يقولون بهذا الرأي، ويستمر باتخاذ موقف مؤيد أو معارض اتجاه أمر معين حتى لو تبين له النقيض الصواب لهذا الموقف حتى لا يخسر منفعة أو مصلحة أو حتى لا يتعرض للأذى من الظالمين، وهكذا يظهر عنصر الإخلاص في استقلالية التفكير بتغيير الآراء والمواقف إذا ظهر خطؤها مهما تعرض له هذا الشخص من أذى أو مضرة بسبب موقفه ورأيه الجديد.
أما عوام الناس في هذه النقطة ممن لا مصلحة لهم مع أي جهة، فإن الجهل في الأعم الأغلب هو الدافع لتعنتهم على آرائهم، وأحيانا بعض الحقد على جهات معينة، وأحيانا عدم الإخلاص في البحث عن الحقائق إذا كانت طبيعة الشخص لا تهتم كثيرا بإرضاء الله تعالى بل تكون متبعة للشهوات، وفي النهاية فإن عوام المسلمين ليسوا هم العنصر الأساسي في هذا البحث، ولكن البحث منصب على من لهم تأثير في مجرى حياة الناس كحكام ومسؤولين وقادة أحزاب وفصائل مسلحة، فان عدم إخلاص هؤلاء يجر على الأمة الويلات.
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/391551664520678/?type=3&theater
يتبع إن شاء الله تعالى.......
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إنّ أَوّلَ النّاسِ يُقْضَىَ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَيْهِ، رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتّىَ اسْتُشْهِدْتُ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ حَتّىَ أُلْقِيَ فِي النّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلّمَ العِلْمَ وَعَلّمَهُ وَقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلّمْتُ العِلْمَ وَعَلّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ وَلَكِنّكَ تَعَلّمْتَ العِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِىءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ حَتّىَ أُلْقِيَ فِي النّارِ، وَرَجُلٌ وَسّعَ الله عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ المَالِ كُلّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إلاّ أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ، ثُمّ أُلْقِيَ فِي النّارِ». أخرجه مسلم. وفي رواية أخرى: [يقول أبو هريرة: ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال يا أبا هريرة: ((أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة))]
الجزء الأول في التعليق على حديث: أول من تسعر بهم النار
حديث عظيم في معانيه ويبين أهمية أن يكون المسلم مخلصا عمله لله تعالى، ولكننا هنا لن نركز على الحالات الفردية وإن كنا سننطلق منها لمن يتصدرون العمل للتغيير.
هذا الحديث يتكلم عن أعمال عظيمة، يراها الناس عظيمة ويموت أصحابها والناس تذكرهم بخير، ولكنهم يوم القيامة يكونون وقودا لنار جهنم والعياذ بالله تعالى من ذلك، والسبب في دخولهم جهنم هو عدم إخلاصهم العمل لله تعالى.
والأول هو الشهيد دنيويا، أي من يقتل ويقول الناس عنه شهيد، ولكنه يوم القيامة من أهل النار والعياذ بالله تعالى، وسبب كونه من أهل النار والعياذ بالله تعالى هو عدم إخلاصه القتال لله تعالى، فإن قتال هذا الرجل ليس في سبيل الله تعالى، بل في سبيل أمر آخر غير سبيل الله تعالى، وهذا يعني أن أي قتال في غير سبيل الله تعالى هو مذموم، سواء صرح بذلك أم لم يصرح بذلك وتم التخفي تحت راية القتال في سبيل الله تعالى، والذي يعلم السر وأخفى هو الله جل في علاه، فالحديث ذكر حالات تحدث أيام الرسول من مثل القتال ليقال أن الرجل شجاع جريء، وفي حديث آخر عن أبي موسى رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل : يقاتل شجاعة ، ويقاتل حمية ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، فهو في سبيل الله))، فهذا الحديث وغيره بين بما لا يدع مجالا للشك أن أي قتال لا يكون الهدف منه (في سبيل الله) أي لنصرة دين الله وعباد الله ومن أجل خدمة دين الله وبشكل شرعي لا يخالف الإسلام فهو في غير سبيل الله، وأي شخص يقاتل في غير سبيل الله فمصيره يوم القيامة والعياذ بالله أسود قاتم.
والآن لننظر جيدا في الحديث ، فالحديث توعد شخصا لان نيته ليست القتال في سبيل الله، فما بال من يقود حركة عسكرية أو مليشيا عسكرية ويقاتلون كلهم تحت رايته، ويخدعهم انه يريد القتال في سبيل الله وهو يريد القتال في سبيل خطة للكفار أو للعملاء أو تنفيذ مخططات شيطانية للكفار، فما مصير هذا المجرم؟؟؟؟
والأدهى والأمر أن تجد من يقاتل علانية في غير سبيل الله مثل من يقاتل في سبيل الديمقراطية والدولة المدنية أو في سبيل شيخ أو زعيم أو خرافات وترهات مثل من يقاتل في سبيل الحسين وغيره من الخرافات، فما مصير هذا القائد وما مصير أتباعه؟؟.
هنا الخطورة الأشد، فمن ذكره الحديث هو شخص فرد لوحده، لم يجرّ معه أشخاصا آخرين في جريمته، ولكننا اليوم نعاين أشخاصا يقودون مئات بل ألوف بل ملايين كالزعماء ليقاتلوا في سبيل الشيطان والطاغوت ولا يقاتلوا في سبيل الله، والأدهى والأمر أنهم يقاتلون دينهم تحت مسمى الحرب على الإرهاب وغيره، فما مصير هؤلاء وما مصير من يتبعهم؟؟؟؟.
فعلا إن الأمر عصيب، فأما الأفراد فمن خرج مقاتلا في سبيل الله وكان قائده مجرما ولا يعلم ذلك فأمر قتاله إلى الله إن خدم الكفار وهو لا يعلم، أما إن علم خيانة قائده فهو مشترك معه في الجريمة، ولا يعفيه القول انه مهدد، فان هدد بنفسه وعرضه في سبيل أن (يقتل مسلما آخر مثلا) فان له خيارا واحدا وهو أن يختار قتل نفسه، وليس له أن يقتل المسلمين بالعشرات بحجة انه مهدد بالموت من قبل القائد.
وهؤلاء اليوم كثر للأسف بين المقاتلين، فترى كثيرا من الحركات تقاتل في سبيل تنفيذ خطة لدولة أخرى، وحركة أخرى تترك القتال لنصرة المستضعفين لأن الدول الإجرامية الداعمة لا تريد لها ذلك، وتراها تشتبك مع حركة أخرى لان الدولة الداعمة تطلب منها هذا القتال بين أبناء المسلمين، وبعضهم يقاتل علنا في سبيل الديمقراطية والدولة المدنية، وبعضهم يقاتل المسلمين علنا تحت ذريعة أنهم إرهابيين، وتراه يقاتل تحت راية أمريكا أو الزعيم العلماني الخائن المجرم، وكثير منهم إن سألتهم من تقاتلون ولماذا؟؟ لقالوا لك: أننا نقاتل في سبيل الله ونريد أن نعيد حكم الإسلام، وأن من قاتلناهم من الحركة الأخرى هم من اعتدوا علينا، وأننا نقاتل هذه الحركات الإرهابية لأنها مجرمة، مع أنهم يقاتلون علنا تحت راية الطاغوت كأمريكا وأوروبا وروسيا وغيرها من الدول الصليبية الكافرة، أو تحت راية حاكم عميل مجرم خائن يحارب الله ورسوله والمؤمنين، وترى الصراحة أحيانا في التصريح بالقتال في غير سبيل الهر وترى النفاق وهو الأعم الأغلب في تبرير القتال المحرم، تحت ذرائع شتى مثل رد اعتداء أو أننا لا نستطيع القتال في هذه الظروف، وأنهم يستطيعون في ظروف أخرى، وغيرها من التبريرات التي تدل على النفاق وعدم الإخلاص والجهل أحيانا أخرى.
أما المنافق وغير المخلص فنعلم لم يوصفون بالمجرمين، وأما الجاهل فهو أيضا مجرم وذلك لأنه أقدم على أمر خطير دون أن يبحث عن الحكم الشرعي في ذلك، فالأمر الذي يخوضون فيه هو قتال قد تسفك فيه دماء المسلمين، فهلا بحث هذا الشخص عن الحركة التي يقاتل معها، من يدعمها ولماذا؟؟؟، ومن هي الحركة التي نقاتلها ولماذا؟؟؟، وهل هذه الأساليب القتالية جائزة؟؟؟ وما يجب عليه فعله أثناء المعارك؟؟؟،وماذا يجب عليه أن يفعل في حال بيان نفاق قادته أو أمرهم له بأمر محرم؟؟؟، وما هي الأمور المسموحة شرعا وما هي الأمور الممنوعة، وغيرها من الأبحاث التي تهمه كمقاتل، فان لا يبحث في هذه الأمور فهو آثم شرعا لأنه أقدم على القتال وهو لا يعلم الأحكام الشرعية المتعلقة بالقتال سواء لقتال كفار أو لقتال مرتدين أو مجرمين أو غيره من أنواع القتال.
أما القتال ضد الكفار المعلوم كفرهم صراحة والمعادين لنا، فهو جائز وصاحبه مأجور على شريطة أن يكون في سبيل الله وأن لا يكون لتنفيذ مخططات كفر قد تؤذي المسلمين وأن يكون حسب شرع الله تعالى، فصاحب هذا القتال مأجور بإذن الله تعالى، ولكننا ركزنا في البحث عن القتال الذي يدور بين المسلمين تحت ذرائع شتى.
وفي الحديث تم ذكر أن الله تعالى عرفه نعمه، عرفه المكانة التي هو فيها والقوة التي هو فيها، فلماذا لم تستغلها في طاعة الله، فمن كان يملك القوة والعساكر فهو يستطيع أن يخدم الأمة خدمة جليلة عظيمة في قتاله في سبيل الله وخدمة دين الإسلام، فكم من أشخاص عاديين مثلنا يتمنون أن تكون بين أيديهم تلك القوات والعساكر لينقضوا بها على الكافرين والمجرمين ويساعدوا المسلمين على التخلص مما هم فيه لينالوا الأجر العظيم من الله، نعم إنها نعمة عظيمة يا من تمتلك القوة في جيوش المسلمين، ويا من تمتلك القوة في المليشيات العسكرية المقاتلة، فلماذا لا تستغل هذه الأمور في القتال في سبيل الله تعالى؟؟؟؟ لماذا خنت وغدرت المسلمين لقاء مناصب ودريهمات دنيوية؟؟؟؟ لماذا خذلت المسلمين؟؟ لماذا قتلت إخوانك المسلمين؟؟؟ لماذا كنت من غير المخلصين وكذبت على آلاف الأتباع انك تنوي القتال في سبيل الله مع انك تقاتل في سبيل الطاغوت والشيطان؟؟؟؟؟ لقد كان الألوف يتمنون أن يكونوا في مثل قوتك ليساعدوا المسلمين وينالوا الأجر العظيم ولكنهم فقراء من هذا الأمر، أما أنت الذي تمتلك هذه الأمور فقد خنتها لقاء دنيا زائلة، انظر إلى نعم الله الكثيرة التي حباك الله بها من قيادة ومنصب وقوة، ومن نعم أخرى كالصحة والعافية والعقل، فلماذا لم تستخدم ذلك في سبيل الله؟؟؟؟؟ بماذا ستجيب ربك إذا رأيت أهات الثكالى وصراخ الأطفال وملايين المظلومين الذين خذلتهم يوم القيامة يقولون لله تعالى: "يا رب إن هذا ملك القوة وخذلنا، فخذ لنا حقنا من هذا المجرم"، بم ستجيب يوم القيامة؟؟؟
أما قوله في الحديث ((أول من تسعر بهم النار)) فهو دليل على شدة عذابهم بالنسبة إلى غيرهم ودليل على شدة جرمهم، فأن يبدأ العذاب بهم فهذا دليل على عظم الجرم، وإلا كان يمكن أن يقال ((ثلاثة أصناف من أهل النار)) كما ورد في أحديث أخرى ولكنه قال ((أول)) وهذا دليل على عظم جرمهم أعاذنا الله وإياكم من الشرك الأصغر ومن الرياء ومن أي عمل لا يرضي الله تعالى.
يتبع بمشيئة الله تعالى..........................
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/396914727317705/?type=3
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إنّ أَوّلَ النّاسِ يُقْضَىَ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَيْهِ، رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتّىَ اسْتُشْهِدْتُ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ حَتّىَ أُلْقِيَ فِي النّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلّمَ العِلْمَ وَعَلّمَهُ وَقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلّمْتُ العِلْمَ وَعَلّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ وَلَكِنّكَ تَعَلّمْتَ العِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِىءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ حَتّىَ أُلْقِيَ فِي النّارِ، وَرَجُلٌ وَسّعَ الله عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ المَالِ كُلّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إلاّ أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ، ثُمّ أُلْقِيَ فِي النّارِ». أخرجه مسلم. وفي رواية أخرى: [يقول أبو هريرة: ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال يا أبا هريرة: ((أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة))]
الجزء الثاني في التعليق على حديث: أول من تسعر بهم النار
أما الصنف الثاني الذي ذكره الحديث فهو العالم، ويا لأثر العالم على المسلمين، نعم العالم إن أحسن استخدام علمه كان عمله هذا خيرا عظيما للمسلمين، وإن أساء استخدام علمه كان عمله هذا وبالا شديدا على المسلمين.
ومعنى إحسان استخدام العلم هو أن يأمر بهذا العلم بالمعروف وينهى فيه عن المنكر ولا يخاف في الله لومة لائم، وذنبه إن سكت أشد عند الله من سكوت المسلمين العادين، ونفاقه عند الله أشد من نفاق عامة المسلمين للظالمين والمجرمين.
الناس في العادة تنظر للعالم نظرة احترام لهذا الشخص، وتنظر لأقواله بثقة ومصداقية كونه عالم بالدين، فأي أمر يصدر منه يكون أثره كبيرا جدا، على عكس عامة الناس أو من هم ليسوا بعلماء، ولذلك فالحسنة منه أجرها عظيم عند الله كون الكثير من الناس سيتبعونه عليها، والسيئة منها كبيرة عند الله كون الكثير سيضلون بسببها، ولذلك كانت زلته غير مقبولة ومدمرة، وكان نفاقه للمجرمين عمل مدمر وله أثر بالغ السوء على المسلمين، قال عليه الصلاة والسلام: ((إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان))
وعدم إخلاص العالم في تبليغ علمه خطير جدا على المسلمين، ويجب قبل البدء في الحديث عن خطر زلة العالم وعدم إخلاصه، أن نعرف أن تبليغ العلم في حال لزومه فريضة على المسلم، قال عليه الصلاة والسلام: ((بلِّغوا عني ولو آية))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من كتم علما يَعلمه جاء يوم القيامة مُلْجَمًا بِلِجَام من نار))، وأن نعرف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض على المسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده)) وقال: ((إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تُوُدِّع منهم)) وقال: ((والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله عز وجل أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم))
فمن هذه الأحاديث وغيرها من الأدلة الشرعية نرى أن تبليغ العلم للمسلمين واجب إذا كان هذا العلم مما يحتاجه المسلمون، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض، فمثلا لو رأى مسلم مسلما آخرا يعصي الله ويجهل أنه يعصي الله أو يعلم أنه يعصي الله، فيجب عليه في هذه الحالة تعليمه إن كان جاهلا، أو تحذيره من غضب الله تعالى إن كان عالما بالمعصية، وإن سكت عن ذلك أثم يوم القيامة، ولذلك فكتم أي علم يحتاجه المسلمون لا يجوز من ناحية شرعية، وإن وجدت المعصية دخلنا في باب وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم الجاهلين من المسلمين.
هذا الذي تحدثنا عنه عام لكل مسلم، أما العالم فأمره أشد وأخطر من عامة الناس كونه يحوز علما أكثر من غيره وكون الناس تثق به وبعلمه وكون كلامه عند الناس لا يتم الرد عليه كما يتم الرد على عوام الناس، وكون لكلامه بعض التقدير الشديد عند أبناء المسلمين، كون هذا الرأي الذي سيصدره سيتبعه عليه الكثير من أبناء المسلمين، ولذلك كان سكوته عن تبليغ العلم إن وجب، وسكوته عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إثم عظيم وأشد كثيرا من عوام الناس، وكان خطره كبيرا جدا على المسلمين.
وأحيانا يكون العالم مخلصا ولكن يمنعه الخوف من النطق بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهنا إن كان الخوف مجرد الخوف من سجن أو اعتقال أو تهديد أو وعيد أو قطع أرزاق، أو حتى وصل إلى السجن والتعذيب فلا حجة للعالم بالسكوت خوفا، وإن كان هذا العالم يملك علما لا يملكه غيره وكتمه يؤدي إلى مصائب على المسلمين، أو أنه إن أطاع الظلمة قد جر فتنا شديدة على المسلمين بسبب فتواه، فان الحالة الوحيدة الواجبة عليه هي الصبر على أذى الحكام حتى لو وصل الأمر إلى الموت لان أخذه بالرخصة يؤدي إلى مصائب عظيمة أعظم من حفظ نفسه، أما إن كان علمه يملكه الكثيرون من أبناء المسلمين وهي الحالة الأعم ويوجد الكثير من أبناء المسلمين من يعرف هذا العلم، فيجوز للعالم الأخذ بالرخصة وهي في حالة الإكراه الملجئ فقط، أي أن يقترب وضع السيف على الرقبة، أي يتم فعلا تهديده بالقتل بشكل حقيقي، أو أن يتم تهديده بإتلاف احد أعضاء جسده، أو الاعتداء على عرضه، مع أن أخذه بالرخصة أفضل له عند الله تعالى.
وحالة الإكراه الملجئ لا تصل إلى أن يصبح هذا الشخص مرافقا للظلمة يأكل معهم ويضحك معهم ويتسامر معهم، ويفتي لهم، فهذا نفاق بلا أدنى شك، ولكن إن وصل الشخص إلى هذه الحالة فان المتوقع أن يبقى في السجن أو ينفى أو يوضع في الإقامة الجبرية أو تحت مراقبة أجهزة الأمن أو يمنع من الخطابة والتدريس وما شابهه، أما أن يصبح مرافقا للحكام فهذا سقوط في النفاق والعياذ بالله.
هذا ما أحببنا أن نعرج عليه قبل الحديث عن موضوع عدم إخلاص العالم ونتائجه الخطيرة على المسلمين، فمن الصور التي يمكن أن نراها في عدم إخلاص العلماء:
• السكوت عما يفعله الظلمة والمجرمون، وهذه الحالة عامة كثيرا، فترى شخصا يسكت عن ظلم الحكام بالقول أنهم ولاة أمر، أو أن كلامه لن يفيد، أو أن كلامه سيحدث فتنة، أو أنه شخص محايد، أو أن هذه المسالة تحدث في دولة أخرى ولا شان له بها، أو أن كلامه (وهنا قد يشترك الخوف مع عدم الإخلاص) سيجر عليه الويلات من الحكام، وغيرها من التبريرات، ولذلك فليعلم هذا العالم أن سكوته عن قول الحق إثم عظيم، وأن هذا العلم أمانة في عنقه، وان الله سيحاسبه حسابا عسيرا على سكوته وعن عدم أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر.
• مساندة مشاريع الحكام وتسخير الفتاوى لها، مثل فتوى العلماء للحكام في خياناتهم، مثل من برروا السلام مع يهود بقوله تعالى: {وان جنحوا للسلم فاجنح لها} ومثل من وصفوا القوات الصليبية على أراضي المسلمين بأنهم معاهدين لا يجوز المساس بهم، ومثل من وصفوا طغاة اليوم بأنهم ولاة أمر لا يجوز الخروج عليهم، ومثل وصف كل من يحاسب الحكام بأنه خارجي يجوز قتاله وقتله وسجنه، وغيرها من الفتاوى الإجرامية في حق الإسلام وأهله
• المشاركة في مؤتمرات للنيل من الإسلام مثل مؤتمرات الحوار بين الأديان أو مؤتمرات محاربة الإرهاب، ومحاولة العلماء إيجاد كل المبررات والفتاوى الإجرامية لما يريده الحكام والغرب من ورائهم، مثل إيجاد إسلام معتدل يوافق هوى الحكام والكفار إسلام لا جهاد فيه ولا قتال وليس فيه ولاء ولا براء وليس فيه تطبيق للشريعة الإسلامية،إسلام يناسب الحكام في كل مؤامراتهم، ومثل مشاركة العلماء في مؤتمرات لتعريف الإرهاب وعلاقته بالإسلام، وان الإسلام بريء من الإرهاب وان أي عمل جهادي ضد الكفار هو بأسلوب أو بآخر عمل إرهابي لا يجوز القيام به.
• التجرؤ على الإفتاء مع الجهل عند هذا العالم، وذلك مثل شيوخ الكثير من الفضائيات والإذاعات الذي يفتون في كل أمر، ولم تعهد عن أي منهم قول لا اعلم، وليتهم يفتون في كثير من المسائل حسب الدليل الشرعي بل يفتون والجهل يظلل رؤوسهم وعقولهم وحسب أهواء الحكام.
• عدم مساندة من يعملون لخير المسلمين مثل من يعملون للخلافة، وذلك مثل عدم العمل معهم، ومثل السكوت عن أمرهم وإهمالهم، أو الأشد خطرا الدعاية ضدهم وتسفيه رأيهم، وذلك مثل علماء بدأت رؤوسهم تظهر يهاجمون الخلافة والداعين ولها ويهاجمون أي مجاهد في سبيل الله بتبريرات وفتاوى شيطانية ما انزل الله بها من سلطان، والأعم منهم يسكت ولا يدعم أهل الحق في المطالبة بما هو واجب للمسلمين.
الحديث ذكر حالة أن هذا العالم يسعى للشهرة، والشهرة هذه الأيام تحتاج نفاقا وتزلفا، وتحتاج أن يبتعد العالم عن قول الحق والصدع بها، وأغلب علماء الفضائيات من هذا النوع، فالشهرة أكثر ما يسعون له، فأهم شيء أن ترى الشيخ يتصدر برنامجا باسمه أو هو من يشرف عليه، أو تراه يؤسس موقع للفتوى، أو يؤلفون كتبا وينشرونها، وهم فرحين جدا بمكانتهم من الحكام وسؤال الناس لهم، وازدياد رواد مواقعهم وصفحاتهم، وأيضا وهذا أمر مهم الأموال التي تغدق عليهم، مما يمكنهم من العيش برفاهية كبيرة جدا، ولذلك فان الشهرة هذه الأيام بالأعم الأغلب تتناقض تناقضا تاما مع الإخلاص لله تعالى.
فالإخلاص لله تعالى يوجب على العالم الصدع بالحق وبالذات طبعا للحاكم المجرم الذي يحكم ذلك البلد الذي يوجد به ذلك العالم، فان فعل ذلك فانه لن يشتهر بل ربما سيكون من المسجونين أو من غير المعرفين على الأقل، أما أن رأيته يقف مع أهل فلسطين أو مع أهل سوريا وهو يسبح ليل نهار بولي أمره فهذا نفاق خطير جدا، يحاول صاحبه فيه خداع الناس انه مع همومهم مع انه منافق شديد النفاق لولي أمره العميل للغرب الكافر، وما أكثر هذه النوعية.
هذا وقد تكلم العلماء الربانيين سابقا أيام كان لنا دولة عن علماء السلاطين في زمانهم، أي العلماء الذين يفتون للخلفاء ولا يعترضون عليهم أو الذين يبيعون دينهم بعرض من الدنيا قليل، وتكلموا عن شروط العالم الرباني، تكلموا عن علماء الدنيا غير المخلصين عملهم لله تعالى تكلموا عنهم بكلام قاس جدا، مع أن الخلفاء حكموا بالإسلام ورعوا الرعية وقاتلوا الكفار، فكيف لو عاصر هؤلاء العلماء الربانيين علماء السلاطين اليوم، الذين يقفون مع الكفار وأعوانهم ويفتون لهم حسب الطلب، وتجر فتاواهم الموت والدمار على الإسلام وأهله، هل كانوا سيعتبرونهم من المسلمين؟؟؟؟؟
وهذه بعض أقوال العلماء الربانيين عن العالم الذي باع دينه بعرض من الدنيا، أو عن علماء السلاطين، أو عن موقف العالم الرباني من الحاكم، وهذه الأقوال يوم كان المسلمون أقوياء ولهم دولة خلافة:
فقد كان يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله يقول لعلماء الدنيا: يا أصحاب العلم قصوركم قيصرية وبيوتكم كسروية واثوابكم ظاهرية وأخفافكم جالوتية ومراكبكم قارونية وأوانيكم فرعونية ومآثمكم جاهلية ومذاهبكم شيطانية فأين الشريعة المحمدية؟؟
وقال سعيد بن المُسيّب: (إذا رأيتم العالم يغشى الأمراء فاحذروا منه فإنّه لِصٌّ).
وقال وهب ابن منبه: إن جمع المال وغشيان السلطان لا يبقيان من حسنات المرء إلا كما يبقي ذئبان جائعان ضاريان سقطا في حظيرة غنم فباتا يدوسان حتى أصبحا.
وعن زياد بن خدير قال: قال لي عمر رضي الله عنه: ((هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ قلت: لا. قال: يهدمه زلة العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين)). رواه الدارمي
وقال ابنُ الجوزي: (ومن صفات علماء الآخرة أن يكونوا منقبضين على السلاطين، محترزين عن مخالطتهم).
وقال الحسن البصري رحمه الله: عقوبة العلماء موت القلب، وموت القلب طلب الدنيا بعمل الآخرة، وأنشدوا:
وأعجب من هذين من باع دينه*** بـدنيـا سواه فهو من ذين أعجب
أما تأثير هذه النوعية الإجرامية من العلماء، أي علماء السلاطين والعلماء الغير مخلصين عملهم لله تعالى على عملية التغيير، والذين همهم الشهرة والمال:
• الإفتاء بان من يعمل للتغيير الصحيح بإقامة الخلافة انه متطرف أو إرهابي أو رجعي أو انه يسبح في الخيال، ومحاولة تشويه فكرة الخلافة ومن يعمل لها بطرق كثيرة، وفي أحسن الأحوال السكوت عن قول الحق في حق أهل التغيير الصحيح.
• إعطاء الشرعية للأنظمة الحاكمة في البلاد في العالم الإسلامي، وان الحكام ولاة أمر لا يجوز الخروج عليهم.
• إعطاء الشرعية لكل حركة تسلك مسلكا يرضي الحكام والغرب مثل الحركات التي تدعو للديمقراطية والدولة المدنية والتي تدعو لمشاركة الحكام الحكم والدخول في البرلمانات، ومثل إعطاء الشرعية للحركات التي تأخذ مالا قذرا من الأنظمة في العالم الإسلامي يجعل قراراتها رهن أمر هذه الدول، ومثل تسويغ أي عملية خيانة تقوم بها أي حركة مثل مفاوضة المجرمين والنزول على رغباتهم، وغيرها من الأمور والتي تصب كلها في إعطاء الشرعية لأي خيانة يقوم بها الحكام.
• العمل بشكل حثيث لتسويغ أي فكرة يريد الحكام تطبيقها لمحاربة أهل التغيير الصحيح، مثل الترويج للديمقراطية والدولة المدنية.
في النهاية في هذا الجزء من التعليق على الحديث، فان الله توعد من طلب الشهرة وكان مرائيا من العلماء أو ممن يبتغون شهرة ومدحا من الناس، وكان أثرهم فرديا فقط، توعدهم بأنهم أول من تسعر بهم النار، فكيف بعلماء اليوم يفتون فتاوى تضيع البلاد والعباد وتبرر للمجرمين سفك دماء المسلمين، ويتعدى خطر فتاواهم الشهرة إلى تدمير المسلمين وبيع أراضيهم واستحلال دمائهم وتثبيت المجرمين على كراسيهم، فالأكيد أن عذابهم سيكون اشد وأنكى من الذين ذكرهم الحديث والذين هم مرائين خطرهم فقط في الرياء والنفاق ولا يضرون المسلمين بالأعم الأغلب، فالحالات في الحديث أغلبها حالات فردية لا يتعدى خطرها شخص المرائي إلى غيره، بل أحيانا فإن من صوته جميل يجلب الناس للصلاة ومع ذلك توعده الله بشديد العذاب لريائه، فماذا سيكون جواب هؤلاء العلماء المجرمين يوم القيامة؟؟؟؟؟
رابط الموضوع:
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/400732013602643/?type=3&theater
يتبع بمشيئة الله تعالى.........
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إنّ أَوّلَ النّاسِ يُقْضَىَ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَيْهِ، رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتّىَ اسْتُشْهِدْتُ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ حَتّىَ أُلْقِيَ فِي النّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلّمَ العِلْمَ وَعَلّمَهُ وَقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلّمْتُ العِلْمَ وَعَلّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ وَلَكِنّكَ تَعَلّمْتَ العِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِىءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ حَتّىَ أُلْقِيَ فِي النّارِ، وَرَجُلٌ وَسّعَ الله عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ المَالِ كُلّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إلاّ أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ، ثُمّ أُلْقِيَ فِي النّارِ». أخرجه مسلم. وفي رواية أخرى: [يقول أبو هريرة: ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال يا أبا هريرة: ((أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة))]
الجزء الثالث في التعليق على حديث: أول من تسعر بهم النار
أما الصنف الثالث الذي ذكره الحديث فهو الرجل الغني صاحب المال ينفق ماله في غير قصد إرضاء الله تعالى، هذا الصنف الذي ينفق ماله من أجل أن يناله المدح الدنيوي بأنه كريم جواد من أهل الخير، هو من أول ثلاثة تسعر بهم النار.
هذا الشخص الملاحظ أن الحديث قد بين أن إنفاقه للمال كان في أبواب الخير، ولك أن تتخيل أبوابا للخير مثل بناء مسجد وبناء مدرسة وصدقة للفقراء والمساكين وعطف عليهم، وكل أبواب الخير، فان من يفعل ذلك يقدم خيرا عظيما للمسلمين ويساعد الكثير من المحتاجين، ومن قدم خيرا للمسلمين وساعدهم في قضاء حوائجهم فأجره عظيم عند الله تعالى، فقد أخرج الطبراني في الكبير وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل))
ومع ذلك بين الحديث أن هذا المنفق للمال هو من أول ثلاثة تسعر بهم النار، وذلك لأن نيته هي رضا الناس لا رضا الله، أي أن الأمر الفاسد في هذا الأمر الذي جعل هذا الرجل يفقد هذا الأجر العظيم هو أن نيته إرضاء الناس، وبما أن البشر لا يطلعون على نية أي إنسان فان المشاهد من قبل البشر أن هذا الرجل قدم خيرا عظيما للمسلمين ومع ذلك استحق أن يكون من أول ثلاثة تسعر بهم النار لأن نيته رضا الناس.
والآن لنعد لموضوعنا وهو موضوع التغيير، ونربطه بهذا الحديث، نجد أن كثيرا من الحركات الإسلامية لقلة الإخلاص عندها قد وقعت في شراك المال وشره وفتنته، وقد وقعت في هذا الشراك من عدة نواحي مثل:
• إنفاق المال من اجل إرضاء الناس وطلب مدحهم.
• رهن قرارات تلك الحركات للجهة الداعمة.
• سعي تلك الحركات وراء المال والمناصب.
الناحية الأولى
فقد رأينا أن كثير من الحركات الإسلامية التي تسلك مسلك الأعمال الخيرية مثل إطعام الفقراء والمساكين وبناء المساجد والمدارس، قد وقعت في هذا الشراك من حيث أنها تنفق الكثير من الأموال من اجل كسب تأييد الناس، وهنا نتكلم عن الحركات كجهة معنوية، أما الأفراد فأمرهم إلى الله تعالى، مع أن الحركات للأسف علمت أفرادها ابتغاء رضا الناس من هذه الأعمال، إذ أن الملاحظ في تلك الحركات أنها لا تستهدف مثلا الفقراء كفقراء إلا من كانوا مؤيدين لها أو أقارب لأتباعها أو مما يمكن أن يجر لها نفعا معينا، ونراها تركز على إشهار أعمالها وختم مساعداتها بتوقيعها، فنرى أن الفقراء من غير الأتباع والمؤيدين يذمونها ويشكون قلة مساعداتها أو عدمها.
وهنا ناحية في تمويل هذه الأعمال الخيرية، لأن الإنفاق في مثل هكذا أمور يحتاج تمويلا كبيرا، نجد أن التمويل يتم عن طريق دول أو تحت غطاء دول، مثل أن تقوم دولة معينة بإعطاء هذا المال لتلك الحركة الإسلامية لتمويل نفسها وللقيام بهذه الأعمال الخيرية، ومؤكد أن دول اليوم لا تدعم من أجل إرضاء الله تعالى، إذن يجب أن يكون هناك هدف غير رضا الله وغير خدمة الإسلام في أعمال تلك الحركات، ولو لم تدركه تلك الحركات وأفرادها، وأحيانا تقوم تلك الدول بتمويل غير مباشر لتلك الحركات مثل السماح لها بجمع التبرعات على أراضيها، ومعلوم أن هذا الأمر يتم تحت إشراف الدولة ومخابراتها، وإلا تستطيع الدولة إيقاف التمويل وملاحقة من يجمع الأموال إن أرادت فعلا قطع التمويل عن تلك الحركة الإسلامية.
وناحية أخرى في أثر تلك الأعمال على عملية التغيير، فالتغيير عن طريق القيام بأعمال خيرية لا يثمر بل هو من المعيقات لعملية التغيير، فعملية التغيير الصحيحة تكون عن طريق نشر الوعي العام بين الناس على الإسلام وأحكامه ونظام حكمه وتشكيل الرأي العام على ذلك، ليصبح تطبيق الإسلام في دولة الخلافة مطلب الناس، ثم طلب النصرة من أهل القوة والمنعة لإقامة الدولة الإسلامية.
هذه بالمختصر طريقة إقامة الدولة الإسلامية، وقد بحثناها سابقا في مشاركات سابقة، أما الأعمال الخيرية فإنها لا تقيم دولة إسلامية وذلك:
• الهدف المعلن لمن يقومون بالأعمال الخيرية هو مساعدة الناس المحتاجين، ومساعدة المحتاجين لا تقيم دولة ولا تغير فسادا ولا تتطرق للحكام الحاليين وليس فيها مشروع تغيير، فهي إذن مجرد عمل خير تقوم به تلك الحركات وما يتبعها من جمعيات.
• عملية تقديم الخير للناس تلهي الناس المحتاجين والمتضررين من النظام الرأسمالي المطبق عن عيوب النظام الرأسمالي وعن تقصير الحكام في رعاية شؤونهم، فيترك الناس النظام الرأسمالي ويتركون الحكام وتقصيرهم في رعاية الشؤون يتركون ذلك لقاء دريهمات لا تسمن ولا تغني من جوع لعلاج المشكلة القائمة بشكل جذري، فلم نسمع أن أي بلد تتواجد فيه جمعيات خيرية قد انعدم فيها الفقر مثلا بسبب الجمعيات، بل أعمالها تبقى مقصورة على فئة قليلة جدا من الناس.
• تلهي العاملين في تلك الجمعيات والذين نحسبهم من العاملين المخلصين للإسلام تلهيهم عن العمل الصحيح للتغيير، فهم يظنون أنهم بهذه الأعمال الخيرية وما يشاهدونه من مدح الناس لهم وما يشاهدون من إغاثة بعض الأسر، يظنون أنهم بذلك يقومون بخدمة جليلة للإسلام وأهله تفوق ملايين المرات ما يقوم به أهل التغيير الصحيح من أعمال.
• تلميع صور الداعمين وأغلبهم يكون من الحكام العملاء، تلميع صورهم أمام الناس، فتجد القول مثلا منحة قطرية أو سعودية أو إماراتية، وبناء مسجد أو مدرسة بتمويل قطري أو سعودي أو إماراتي، فيقوم الناس بمدح حكام تلك الدويلات العميلة للاستعمار مع أنهم عملاء للكفار.
• صرف أنظار الناس عن الحل الحقيقي لمشاكلهم وذلك عن طريق إشباع جوعات بعض المحتاجين، فمن أشبعت جوعته بعد فاقة شديدة، فانه يظن انه حصل على ما يريده في هذه الدنيا، ومن يشبع جوعة إنسان محتاج يظن انه قدم للإسلام ما لم يقدمه غيره من المسلمين، ومن يراقب أعمالهم من بعيد يرى أثرا ماديا لأعمالهم فيظن أن هذا هو الطريق الصحيح للتغيير، ويفسدون على دعاة التغيير الصحيح عملهم بالإدعاء أن عملهم لم يقدم أثرا ملموسا للإسلام، ويلتهي هؤلاء وهؤلاء عن السبب الرئيسي وراء مشاكلهم وهو الأنظمة الرأسمالية المطبقة على المسلمين، ويلتهون عن حكام المسلمين الواجب خلعهم، ويلتهون عن الحل الجذري لمشاكلهم وهو عودة الخلافة، وينفرون من الطريق الصحيح للتغيير، فهذه الأعمال تدغدغ مشاعرهم وجوعاتهم بقوة وتلهيهم عن العمل الصحيح للتغيير.
هذه النقاط تبين هدف الأنظمة من دعم تلك الحركات والجمعيات، وكما قلنا أن الأنظمة لا يوجد عندها عمل لوجه الله تعالى ويكون خالصا لنصرة الإسلام وأهله، أما تلك الحركات وأفرادها ووعيهم على أعمالهم تلك ومدى ضررها على عملية التغيير، فيبقى أمرا بينهم وبين الله تعالى، ولكن أحببنا أن نبين كيف يتم إنفاق المال في وجوه الخير في هذا الباب ولكن لجلب الشقاء للمسلمين مع أن ظاهره عمل خير.
ويجب هنا التنويه حتى لا نفهم خطأ وهو أن أعمال إطعام الفقراء والمساكين وبناء المدارس والمساجد أجره عظيم عند الله تعالى، ولكن ضمن الإطار والجهد الفردي أو الجمعي المؤقت مع عدم الارتباط بالدول العميلة للغرب مع شرط رئيسي كما ورد في الحديث وهو إخلاص العمل لله تعالى، أما أن تتصدى حركات وجمعيات لتك الأمور فهنا يكمن الضرر ، وذلك للآثار التي طرحناها لضرر تلك الحركات أو الجمعيات.
الناحية الثانية
أما الأمر الثاني الذي نحب أن نعلق عليه على أعمال الحركات الإسلامية فهو موضوع رهن قرارات تلك الحركات للجهة الداعمة، ونتكلم هنا عن الحركات الجهادية والعسكرية، فالمعلوم أن أي حركة جهادية تحتاج تمويلا لأعمالها من مثل، طعام وكساء وعلاج ومصروف لأفراد تلك الحركات، وثمن الأسلحة وهي غالية الثمن، وهنا طبعا نتكلم عن حركة عدد أفرادها ما يقارب الألف مثلا حتى تكون مؤثرة على الساحة، فتخيل كما يحتاج قادة تلك الحركة من أموال للإنفاق على الأفراد التابعين لهم، وإذا خاضت تلك الحركة أعمالا قتالية فهي تحتاج مزيد من التمويل للتعويض على ما يستهلكونه من أسلحة، وهذا الأمر في غير مقدرو تلك الحركات.
وإذا نظرنا في بعض المسلمات التي تكلمنا عنها وهي موضوع أن الحركات تحتاج مالا كثيرا، والمسلمة الثانية أن الحكام لا يدعمون من اجل عمل يقرب لله تعالى ويخدم الإسلام وأهله، بل كل دعمهم لما يغضب الله تعالى ولتنفيذ مشاريع الكفر في بلاد المسلمين، ندرك أن أي حركة تقوم على تمويل من أي دولة هي حركة خاضعة لتلك الدولة وقد رهنت قراراتها لتلك الدولة، وهذا يعني انك لن ترى من تلك الحركة إلا ما يريده الكفار للأسف من المسلمين، وهنا أصبحت تلك الحركة للأسف ذراعا بطريقة غير مباشرة للكفار في بلاد المسلمين من حيث لا يدري أفرادها الذين يظنون أنهم يخدمون الإسلام وأهله، فأخذ المال من الحكام الحاليين هو انتحار سياسي وهو خيانة لله ورسوله والمؤمنين لأنه سيفضي بشكل حتمي لتنفيذ قرارات تلك الدول، إلا طبعا إن انعتقت تلك الحركات من مال تلك الدول، وهذا أمر صعب إذا كانت الحركة قد تم بناؤها بدعم وتمويل من تلك الدول العميلة للكفار.
وهنا قد ترد نقاشات في موضوع التمويل والتسليح من مثل:
• أنه يمكن إنشاء حركات مسلحة دون دعم من الدول في العالم الإسلامي <.....> نقول أن تلك الحركات ستكون ضعيفة جدا وستكون ملاحقة بشكل قوي من قبل الكفار والظالمين، ولن تستطيع أن تحدث عملية التغيير المنشودة وذلك لتخفي أفرادها وملاحقتهم الشديدة من قبل الظالمين، وهذا طبعا إن كان لديها مشروع صحيح للتغيير، أما إن لم تكن تمتلك مشرعا للتغيير فهذا سيجعلها عبئا شديد في طريق التغيير، هذا عدى عن سفكها للدماء الحرام!!!!!
• أما في حالة الثورة وتحلل الجيش من وحدته، وشيوع الأسلحة والعتاد فهنا أيضا يجب الحذر على أي أساس يمكن تجميع الحركات المسلحة، فان كانت تلك الحركات قد تجمعت من اجل إسقاط النظام وتسليم الحكم لمخلص واع يقودهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم موجدين بذلك دولة الخلافة، ولم يسفكوا دما حراما أثناء عملهم، فإن عملهم هذا بإذن الله تعالى قد يوصلهم إلى الحكم بالإسلام، مع وجوب تأكدهم من وجود الرأي العالم على الإسلام والخلافة ومع وجوب تأكدهم من امتلاكهم السلطان الكامل بعد هزيمة النظام على تلك الأرض.
أما إن شكلوا تنظيمات عسكرية دون مشروع للتغيير بالقول نسقط النظام ثم نفكر بالمشروع، أو نسير مؤقتا على الدستور الحالي بعد إسقاط النظام حتى نستطيع التغيير، أو قبلوا الدعم من دول مجاورة لهم كي يصبحوا الأقوى على الساحة وكي يجلبوا الأفراد لهم، أو سفكوا دماء حراما، فإن عملية التغيير ستصبح مستحيلة على يد هؤلاء القوم، لأنهم يخدمون الكفار بعملهم هذا من حيث يدرون أو لا يدرون.
نعم الحالة الثورية وتفكك الجيش يمكن استغلالها، ولكن الدول المجاورة العملية عن طريق الأموال ستشتري ضعاف النفوس وتغريهم بالمال والمناصب وتهددهم، فيقبلون تلك الأموال وتبدأ عملية احتواء الثورة في ذلك البلد وذلك بعد تسرب المال المسموم إليهم والذي فيه رهن لقراراتهم لصالح المجرمين.
• قد يقول البعض نجمع الأموال من الناس ونشتري بأنفسنا السلاح<.....> فان هذا الأمر وارد منطقيا ولكنه صعب عمليا، وذلك أن الدول ستطارد تلك الحركات وكل من يمولها ولذلك يبقى تمويلها ضعيفا، وأيضا موضوع شراء السلاح النوعي الذي يحدث تغييرا عمل مستحيل لا يمكن أن يخرج عن مراقبة الدول الحالية، علاوة على التكلفة العالية له، ولذلك يبقى هذا الطرح ضعيفا من ناحية عملية وواقعية.
إذن الخلاصة أن الحركات المسلحة في الحالة الطبيعية لا يمكن لها أن تحدث تغييرا على الأرض وتقيم جماعات قوية بدون دعم من الدول الحالية في العالم الإسلامي وهذا يعني رهن قراراتها لتلك الدول، اللهم إلا في حالة تفكك الدول الحالية وشيوع السلاح فانه يمكن استخدام تلك الحالة للسيطرة على الأرض وإقامة الخلافة مع مراعاة الشروط التي تحدثنا عنها.
الناحية الثالثة
والأمر الثالث في موضوع شراك المال الخطر فهو أثر ذلك المال على تلك الحركات، فان المال بطبيعته من الشهوات القوية للإنسان، يستهوي إليه الإنسان بدافع غريزة حب البقاء، فيسعى لامتلاك المال لتحقيق مصالحه، ولكن الله جل وعلا حدد للمسلم الطرق الشرعية لكسب المال ولتنميته، واعتبر أي خروج عما شرعه الشرع يجعل الكسب حراما، فإذا أضيف إلى الكسب الحرام تنفيذ مخططات الكفار كان الإثم اشد وأعظم جرما وخيانة للمسلمين.
والملاحظ أن ما تكلمنا عنه سابقا هو المبررات التي يقول بها من يقبلون الأموال من الظالمين للقيام بأمور تخدم الإسلام حسب زعمهم، وذلك مثل إطعام الفقراء والمساكين والقيام بالأعمال الخيرية ومثل القيام بالأعمال الجهادية، ولكن الواقع الملموس لمن قبل أخذ الأموال من قبل الظالمين تري أنهم انحدروا منحدرات خطرة جدا في الخيانة والعمالة للظالمين وتنفيذ خططهم التي هي خطط للاستعمار الغربي للأسف، فكان أثر المال عليهم قويا ومحكما في ربط قراراتهم بالدول العميلة للكفار، فإنهم لما اعتمدوا بشكل قوي على دعم تلك الدول العميلة للكفار وذاقوا حلاوة المال، أصبح الانفكاك من شراك تلك الدول التي دعمتهم بالمال صعبا، ليس عليهم فقط، بل وعلى الأتباع الذي اعتادوا على شهرية معينة وخصوصية معينة كونهم أبناء تلك الحركة، فأصبح طوق المال قد وصل إلى الأتباع، وفعلا كانت تلك الحركة خادما مطيعا للكفار، وان كانت تقوم ببعض المسرحيات لتنظيف نفسها وجلب التأييد لها من الناس البسطاء بين الفينة والأخرى، هذا إذا لم تصلها الأوامر بإعلان الخيانة مبدأً.
وتأتي الشهوة الأخرى وهي من المصائب العظام ومن الشهوات القاتلة وهي المنصب التي يعدهم بها الشيطان، كرئيس سلطة أو حكومة مؤقتة أو رئاسة دولة أو... أو.... من المناصب التابعة للكفار والمنفذة لخططه الشريرة في بلاد المسلمين، فان شهوة المنصب هي أشد قوة من شهوة المال، فعن طريق المنصب يستطيع الإنسان تحقيق باقي الشهوات من نساء وأموال وقضاء مصالح وسيطرة وهيمنة وإلقاء الأوامر وقتل الخصوم وتكثير البطانة والمؤيدين والشهرة الكاذبة وغيرها من الأمور، ولذلك كان المنصب إغراء قويا جدا، وعن طريقه يستطيع الإنسان تجميع اكبر قدر ممكن من الأموال فيما لو كان خارج السلطة، ولذلك رأينا كيف أن بعض الزعماء الخونة عندما أطيح بهم كيف تم اكتشاف مليارات الدولارات تحت أيديهم أمثال بن علي ومبارك والقذافي وغيرهم، ولذلك كان المال والمنصب من الإغراءات القوية للحركات الإسلامية لإغرائها للسير في ركاب الكفار والمجرمين وتنفيذ خططهم.
وهنا يظهر عنصر الإخلاص وخدمة دين الله من تلك الحركات، فان كانت تبتغي رضا الله حقا فإنها تعلم من الأساس أن الارتباط بالظالمين حرام شرعا، وخيانة للمسلمين، فان ذاقت بعض المال ووجدت حلاوته الشيطانية فإنها تبدأ بالانحدار أكثر وأكثر حتى تتحول مستقبلا إلى حرس للكفار وسلطة تقمع المسلمين من اجل إرضاء الكفار مثلها مثل حكام المسلمين، وان رفضت فهذا يعني غضب الكفار والمجرمين وإعلان الكفار الحرب عليهم تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، هذا وليعلم أن من سار في طريق إرضاء الله تعالى فإنه سيغضب الناس وسيرضي الله تعالى وسينصره الله تعالى ولو بعد حين، وإن لم ينتصر في الدنيا فإنه سينال الشهادة، وفي هذه الحال نال إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة، أما إن سار في ركاب الكفار فقد خسر الدنيا والآخرة ولو وصل لمنصب القذافي ومبارك وغيرهم من المجرمين.
إذن اخذ المال من الدول في العالم الإسلامي لن يتم من خلاله أبدا تحقيق مصالح المسلمين وذلك لان دعمهم مشروط بتنفيذ مخططات الكفار، وإذا كان إنفاق المال في وجوه الخير وخدمة الإسلام مع الرياء حرام شرعا يودي بصاحبه في النار، فكيف بمن ينفق المال رياء مع خدمة مخططات الكفار في تأخير عودة الخلافة وفي تنفيذ مخططات الكفار في بلاد المسلمين وسفك دمائهم، كيف سيكون مصيره يوم القيامة؟؟؟.
إن الحركة الإسلامية التي تقوم للتغيير يجب أن يكون تمويلها ذاتيا من ذات الأفراد، والأعمال التي يستطيع الأفراد في أي حركة تمويلها هي الأعمال الفكرية، ولذلك كانت الحركات التي تستطيع التغيير هي الحركات الفكرية في التغيير لان تمويل الأعمال الفكرية سهل ميسور، أما الحركات العسكرية فقد قلنا عن حاجتها الشديدة للمال وتكلمنا عن الحالة الثورية، فانه لا يجوز ولا بأي حال من الأحوال قبول المال من الظالمين لان في ذلك رهن لقرارات تلك الحركات بالكفار، وهذا يعني مستقبلا تنفيذ خطط الكفار، وعدم وجود المال بين يديها الكافي للتغيير وعدم قبول المال المحرم من المجرمين سيجعل عملها ضعيفا جدا، اللهم إلا في الحالة التي تتفكك فيها الدول وينحل الجيش، فيمكن استثمار تلك الحالة ولكن أيضا بالشروط الشرعية التي تكلمنا عنها.
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
((وقد قيل))
وردت هذه الجملة في الحالات الثلاثة التي تحدث عنها الحديث، وهذا يعني أن أجرك على عملك أيها المرائي قد أخذته في الدنيا، فلا شيء لك عند الله تعالى، فاذهب وخذ أجرك ممن طلبت مديحهم وحبهم، وعندما يتعلق الأمر بمن يخدمون الكفار من حركات عسكرية أو مشايخ أو من عبيد المال فإن سؤالا آخر سيوجه لهم فوق ما هم فيه من العذاب، وهو أين من أطعتموهم في معصيتي ليدافعوا عنكم، أي من احتميتم بهم وسعيتم لإرضائهم، هل سيحمونكم اليوم من غضبي، أين شهرتكم وجاهكم وسلطانكم؟؟؟؟؟؟؟؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تبارك وتعالى: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه)) رواه مسلم، وفي رواية ابن ماجه: ((فأنا منه بريء وهو للذي أشرك)).
وعن علاقة الأتباع بالمتبوعين يوم القيامة فهذه بعض الآيات في ذلك قال تعالى: ﴿ وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ﴾ [إبراهيم: 21]، وقال: ﴿ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 166، 167]، وقال: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [سبأ: 31 - 33]، وسيقف رأس الفساد الأكبر خطيبًا في أتباعه في النار: ﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [إبراهيم: 22]، وقال تعالى: ﴿ هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ * قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ * قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ * وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ * إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴾ [ص: 59 - 64]. وقال: ﴿ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ﴾ [الأحزاب: 67، 68]، وقال: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ﴾ [فصلت: 29].
فالحذر الحذر يا من تطع الظالمين والمجرمين والكفار، فانك إن أخذت الدنيا فان المصير الأسود بانتظارك يوم القيامة، فعد إلى صوابك ورشدك قبل فوات الأوان.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=407433479599163&id=145478009128046&substory_index=0
يتبع بمشيئة الله تعالى....
يتبع بمشيئة الله................
مقالة تبين كيف أن قلة الوعي تجعل صاحبها يضحي بنفسه من اجل الباطل وينأى بنفسه عن التضحية من اجل الحق.
الكيل بمكيالين في التضحيات
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5121
نظرة على المفاوضات وتأثير قلة الوعي وانعدام الإخلاص عليها
المفاوضون بين قلة الوعي وانعدام الإخلاص
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5126
يتبع بمشيئة الله.........
لماذا ينفر الناس من العمل السياسي؟
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5165&st=0&gopid=18134&#entry18134
يتيع بمشيئة الله....
كيف تكون وحدة المسلمين
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5166&st=0&gopid=18137&#entry18137
يتبع بمشيئة الله.......
عالم اليوم غابة بلا قانون
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5180
حيرة الرجال
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5235
إنما تهلكون أنفسكم ولا تغيظونا
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5332
الحركات وأخذ واجبات الحاكم
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5397&st=0&gopid=18816&#entry18816
أيها الداعية لا تنفر من دين الله
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5430&mode=linear
القيود الفكرية المفاهيمية
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5438
ما زلنا نقع في نفس الفخ
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5449&st=0&gopid=18988&#entry18988
بيانات العلماء
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5458
مقولة سمعتها كثيرا فاحذروا من تردادها:
(هذا أسوأ رمضان مر على الأمة الإسلامية
فيرد عليه أحدهم: بل هذه أسوأ أمة مرت على رمضان)
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
الرد:
الحقيقة أن وصف رمضان بالسيئ قول لا يجوز، فرمضان شهر عبادة ولم يكن يوما شهر سوء أعاذنا الله من هذا القول.
وأما الشق الآخر "هذه أسوأ أمة مرت على رمضان" فهو أيضا قول لا يجوز، فالأمة الإسلامية قد وصفها ربنا بأمة الخيرية، وكونها تنكبت عن وظيفتها دهرا ... وهذه الوظيفة هي وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على يد الظالمين فإن هذا لا يجعلها أسوأ أمة، بل يجعل الواجب هو العمل على الأخذ بيدها نحو عودتها إلى مكانتها الطبيعية وهي أمة القران وأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على يد الظالمين.
والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم نهى عن وصف الأمة بصفات السوء، وقد قال صلى اله عليه وسلم : (من قال هلك الناس فهو أهلكَهم أو أهلكُهم)
ولكن ماذا عن الناس المسلمين الفاسدين في زماننا؟؟
صحيح أن الكثير من المسلمين لا يلتزمون شرع الله ولكن الوضع من البعد عن دين الله لا يغير صفة الأمة الإسلامية وهي أمة الخيرية وإلا لأهلكهم الله تعالى، فالمستغفرين والملتزمين والعاملين لدين الله لا ينعدمون من الأمة الإسلامية، فأعدادهم تزيد وتقل ولكنهم لا يختفون، ولذلك تبقى الأمة الإسلامية هي أمة الخيرية حتى لو قل الصالحون فيها.
ونعود فنقول فما هو الواجب إذن؟؟
إن الواجب على كل مسلم يرى نفسه من الصالحين ويكون طبعا من الملتزمين بدين الله تعالى أن يقوم بعمل الأنبياء وهو الدعوة لدين الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاسبة الحكام الحاليين والعمل على خلعهم وإقامة الخلافة على أنقاض عروشهم، حتى تقوم دولة الخلافة بإحسان تطبيقها للإسلام بنشر الصلاح ومحاربة الفساد بين المسلمين لتصبح الأكثرية في الأمة الإسلامية ملتزمة بشرع ربها، وتعمل دولة الخلافة على محاربة كل ضرب من الفساد يمكن أن ينتشر أو يولد في الدولة الإسلامية أو فيما هو داخل تحت نطاق سيطرتها؟
أما الذي يصف الأمة الإسلامية بأنها أمة سيئة أو أمة فاشلة أو أمة لا تستحق النصر فهو إما:
جاهل أو يائس أو معادي للأمة الإسلامية ولا يمكن أن يخرج عن هذه الأوصاف، فإن كان جاهلا فليتوقف عن وصف الأمة بهذه الأوصاف وليستغفر الله، وإن كان يائسا فليعلم أنه أحد الأمراض التي تحتاج علاجا في الأمة الإسلامية لأن اليأس لا يلتقي مع العقيدة الإسلامية ، وإن كان معاد للأمة الإسلامية فليعلم أن الأمة في طريقها لاقتعاد سيادة العالم من جديد رغم ما فيها من شرور وفساد وجد فيها بسبب غياب الحكم بالإسلام.
فالأمة الإسلامية أمة الخير وستعود بإذن الله تعالى لمكانتها، وهذا وعد من الله تعالى لهذه الأمة الإسلامية.
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/488962374779606/?type=3&theater
أول سياسي في الإسلام
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5471
قتلة يستبشرون بالجنة بإجرامهم
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5495
تعليقك مهم فأحسن التعليق
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5507&st=0&gopid=19263&#entry19263
قال عليه الصلاة والسلام: ((لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين)) رواه البخاري
هنا أود لفت النظر إلى شيء مهم في الحديث وهو أن من صفات المؤمن أن لا يخدع، ولكن كيف يمكن أن يكون المؤمن شخصا لا تنطلي عليه الخدع؟؟؟
• هل يكون ذلك بكثرة صلاته وصيامه؟؟
• أم بكثرة تلاوته للقرآن؟؟
• أم بالجهاد والقتال؟؟
• أم بكثرة إنفاقه في سبيل الله؟؟؟
• أم بكثرة مطالعته للسياسة وأحوال الأمة وما يحصل في العالم؟؟؟
الأكيد أن الجواب هو في النقطة الأخيرة، وهو يعني أن المؤمن حتى يكون مؤمنا حقا يجب أن يكون سياسيا، وهذا يعني أن كثرة انخداع المؤمن تعني أن ذلك بسبب عدم كونه سياسيا.
الخلاصة:
المؤمن الحق هو المؤمن السياسي.
================
الرابط على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/528991420776701/?type=3&theater
================
أول سياسي في الإسلام
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5471
================
ماذا يعني أن تكون مسلما حقا؟
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4225
هذا العنوان لا أريد طرحه لإثباته بل لإثبات بطلانه، لان تطبيق الإسلام الهدف منه إرضاء الله تعالى فقط، ومصلحة البشر في تطبيق شرع الله سواء أدركوا الحكمة منها أم لم يدركوا، قال تعالى {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} والعبادة هي لإرضاء الله تعالى وليست لإنتاج الفوائد المادية وان كان تطبيق الإسلام بشكل عام يحقق للمسلمين الرخاء الاقتصادي والقوة في الأرض، قال عليه السلام: ((حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون)).
فمثلا نرى من يقول أن من فوائد الصلاة الرياضة وتحريك مفاصل الجسد، ومن فوائد الصوم الصحة، والإتيان بدراسات بينت فائدة تطبيق الإسلام، والسؤال المخيف هو لمن يأخذ بتلك القاعدة (فوائد الأحكام الشرعية): ماذا لو وجدت دراسة تبين ضرر تطبيق الإسلام؟؟؟؟؟؟
ولكن إن نظرنا في أحكام شرعية أخرى نرى أن الفائدة المادية غير موجودة أو أن هناك ضرر مادي حسي، فأين الفائدة مثلا من التسبيح والاستغفار وقراءة القران؟؟، وأين الفائدة في إطلاق اللحية ولبس اللباس الشرعي للمرأة بشروطه الشرعية، ومن ناحية أخرى ألا يسبب الجهاد الضرر الجسدي للمجاهد من إعاقة أو قتل مع انه سنام الإسلام، ألا يسبب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأذى من سجن واعتقال وتعذيب إن كان موجها للحكام الظلمة.
إذن لو بحثنا موضوع الفائدة لوجدنا انه مجرد اجتهاد بشري ليس إلا، وان هناك أعمال تفوق الصلاة بالفائدة المادية مثل الرياضة تقوي الجسد أكثر من الصلاة وهي ليست خير من الصلاة، وإتباع حمية غذائية ورجيم معين يعطي صحة أكثر من الصيام، وقراءة بعض الكتب العلمية يعطي معلومات أكثر من ترداد الاستغفار والتسبيح، وأن المهادنة لا تؤذي الجسد مثل الجهاد.
إذن يجب النظر إلى الأحكام الشرعية فقط نظرة واحدة وهي انه يجب تنفيذها لإرضاء الله تعالى، ولنترك موضوع الفوائد سواء تحققت أم لم تتحقق، لأنه لا دليل شرعي عليها، إلا ما ورد به نص شرعي مثل قوله صلى الله عليه وسلم ((صوموا تصحوا)) وهو عند المحدثين ضعيف.
هذا خطورة هذا الأمر أنها جعلت الكثير من المسلمين عند تطبيق الأحكام الشرعية يُعملون عقولهم بالفوائد المرجوة من هذه الأحكام فان وجدوا أن عقولهم أرشدتهم لفائدة معينة طبقوا تلك الأحكام، وإن وجدوا أن عقولهم قالت لهم: أن في تطبيق تلك الأحكام مضرة تراهم يعرضون عن تلك الأحكام الشرعية، ولنأخذ أمثلة تبين كيف أن مسلمين خالفوا شرع الله لان عقولهم أرشدتهم إلى منافع معينة لترك تلك الأحكام الشرعية، ولندرك خطورة القول بأن للأحكام الشرعية فوائد.
• ترك الكثير من المسلمين لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لان الظالمين يعاقبون من يقوم بذلك، فالفائدة هي المحافظة على النفس والعمل والوظيفة بترك هذا الأمر.
• عدم انخراط الكثير من المسلمين في العمل لإقامة الخلافة لأن هذا الأمر يهدد عروش الحكام ويعاقبون من يقوم بذلك مثل النقطة السابقة، وأيضا هذا العمل يلهي عن النيل الكثير من الدنيا.
• اخذ المال السياسي من الظالمين كي يتقوى هؤلاء الجلهة على قتال ظالمين آخرين، فهم يدّعون أنهم بالمال السياسي يتقون لقتال الأعداء، مع أنهم يصبحون مع الوقت عملاء للمجرمين والكفار.
• مدح الكثير من الحكام المجرمين لأنهم حققوا رخاء اقتصاديا من جراء تطبيق العلمانية والربا في الاقتصاد، فانصرف الناس عن موضوع الحرام وركزوا على موضوع الرخاء الاقتصادي حتى وان كان خادعا.
• ترك الكثير من المقاتلين قتال الأعداء والانخراط في المفاوضات مع المجرمين والنزول عند شروطهم من باب تحقيق أمن وسلامة الناس.
وغيره الكثير من الأمثلة.
وهكذا نرى أن بحث الفائدة المادية من تطبيق الأحكام الشرعية إن تطور عند المسلم جعل كل الدين عرضة للمساومة بعروض دنيوية زائلة، وأصبح يبرر أي عمل يقوم به أو أي قول يقوله أو أي موقف يتخذه بأنه بسبب أن هذا الأمر يحقق فائدة للمسلمين، وأن نقيضه يجلب الضرر للمسلمين أو لا فائدة منه لأن عقله اخبره بذلك.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=531258583883318&id=145478009128046
نلاحظ في كثير من الدعاة أنهم يتخذون لهم بلدا تنطلق منه دعوتهم لدين الله أو لنشر الأفكار الصحيحة، ولكن الملاحظ أن هؤلاء الدعاة لا يتطرقون لعيوب النظام في البلد الذي يقطنون فيه، بل يذكرون الكثير الكثير من العيوب في الأنظمة حول العالم إلا البلد الذي يسكنون فيه، فلا ينال ذلك البلد الذي يؤويهم إلا المديح أو على أفضل تقدير السكوت عن جرائمه.
وأحيانا ولكثرة قمع الأنظمة لمشايخ ممن يتكلمون بأنصاف حقائق أو أرباع حقائق ولا يقبلون منهم إلا النفاق الكامل، تجد الكثير من هؤلاء الدعاة يتخذون من بلد آخر منطلقا لهم، وعندها تبدأ ترى الهجوم على بلدهم الأم ونقصد هنا الهجوم على النظام، ويصبح البلد الذي يؤويهم من أفضل الأنظمة فلا يذكرون عيوبه، وهكذا تشكلت عند كثير من الدعاة فكرة ان البلد الذي يؤويك يجب عليك عدم ذكر مساوئه.
هم ينطلقون من عدة أفهام كلها غير مصيبة للحقيقة، ومن أفهامهم:
• أن البلد الذي يقطنون فيه ليس له مساوئ تستحق أن تذكر.
• بعضهم ينطلق من منطلق أن حاكمهم ولي أمر يجب السمع والطاعة له وعدم التعرض له.
• بعضهم يرى أن السكوت عن نظام معين كي تتمكن من الحديث في دين الله خير من أن لا تتمكن من الحديث إن عاديت جميع الأنظمة.
طبعا جميع هذه الأفهام غير صحيحة وغير سليمة، فكل الأنظمة في العالم الإسلامي تحكم بالكفر، وكلها يجب العمل على تغييرها، وأما أن حكام اليوم ولاة أمر فظاهر أن هؤلاء معينون من قبل الكفار ولا بيعة لهم وأنهم يحكمون بالكفر، لا بل ويحاربون الإسلام، فيسقط عندها وصفهم بولاة الأمر، وأما السكوت عن ظلم نظام للحديث في ظلم نظام آخر، فإن هذا نوع من النفاق ولا يجوز بأي حال من الأحوال، ولم يرد في سيرة رسول الله صلى الهو عليه وسلم انه سكت عن بعض الكفار المجرمين من اجل أن يدعو كفارا مجرمين آخرين، فقد كان في مكة وأكثر من كان يتعرض لهم هم حكام مكة، ولذلك من أراد إصابة الهدي النبوي فيجب أن يكون أول ظلام يتعرض لهم هم الحكام الذين يحكمون البلد الذي هو فيه.
هذه الحالة نجدها منتشرة بين الكثير من الدعاة، من مصر يهاجمون قطر، ومن قطر يهاجمون النظام المصري، ومن السعودية يهاجمون قطر، ومن تركيا يهاجمون السعودية، ومن أوروبا يهاجمون حكام العالم الإسلامي ولا يجرؤون على ذكر حكام الغرب بشيء، وقس عليها الكثير من الأمثلة، وبعضهم يقطن مصر ولا يهاجم حكامها، فان انتقل إلى قطر مدح حكامها وهاجم حكام مصر، وهكذا تجد الكثير من الدعاة.
ومع أن هذه الصورة غير صحيحة، إلا أن هناك الكثير من الدعاة ممن يتطرقون أولا إلى عيوب النظام الذي يحكمهم ولا يميزون بين مجرم ومجرم، وأبرز هؤلاء هم شباب حزب التحرير، فإنك تراهم في أي بلد يكون اهتمامهم الأول نقد النظام في البلد الذي يقطنون فيه، والعمل من داخل ذلك البلد على خلع الحكام وإقامة الخلافة على أنقاض عروش الحكام، ولذلك تراهم محارَبين من كل الأنظمة، ومع ذلك فهم يتكاثرون ودعوتهم تنتشر رغم شدة التعتيم الإعلامي عليهم.
نعم هكذا يجب أن يكون حامل الدعوة يصدح بالحق أينما وجد لا يخاف إلا الله تعالى، ويكون سنده الذي يلجأ إليه هو السند الإلهي، ولا مانع شرعا من سند بشري بجانب السند الإلهي على شرط أن لا يمنعك هذا السند البشري من قول الحق وأن لا يجعلك منافقا، فان جعلك هذا السند تنافق أو لا تقول الحق، فاكتفي بالسند الإلهي محتسبا صابرا أن كل ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن الله ناصر عباده المؤمنين ولو بعد حين، وليكن الأجر الذي تنظر إليه دائما هو جنة عرضها السماوات والأرض.
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/533417380334105/?type=3&theater
سورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته صلوات ربي وسلامه عليه، ولكني هنا لا أريد أن أقدم شرحها وتفسيرها، فتفسيرها تجدونه في كتب التفسير، ولكن أريد التعليق هنا على ناحية معينة في الناس نراها اليوم وكأن البعض من حملة الدعوة لا يدركونها، وهذه الناحية هي إعراض الناس عنك عندما تكون ضعيفا وإقبالهم عليك يوم تكون لك الغلبة.
هذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبل إقامة الدولة الإسلامية في المدينة كان عدد المسلمين في العالم قليل جدا، وعندما أقيمت الدولة في بداية عهدها كان عدد المسلمين يزداد ببطء، لكن عندما توسعت الدولة وقويت شوكتها دخل الناس في دين الله أفواجا.
وهذا ما يحصل اليوم مع حملة الدعوة فإنهم يجدون صعوبة في إقناع الناس بالكثير من الحقائق وبالذات الحقائق والآراء السياسة وبالذات عن عمالة وإجرام بعض الرموز المضللة المخادعة، فيبدؤون بسب الناس ونعت كل شخص يناقشهم بالغباء المحكم وانه شديد الغباء.
في الحقيقة أن هذا وضع طبيعي ما دامت دعوتك بعيدة عن الحكم وعن مركز القرار، ودائما ستجد الأغبياء والمعاندين والذين لا يتقبلون رأيك مهما كانت حججك واضحة، ولا أظن انك ستكون أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته ومع ذلك لم يؤمن به قبل إقامة الدولة في المدينة المنورة إلا القليل، ولكن عندما أقيمت الدولة وقويت شوكتها رأيت الناس أفواجا تدخل في دين الإسلام.
وأنت ستبقى تجد المبررين والمعاندين والمهاجمين لك من المسلمين، والحل معهم لا يكون بالهجوم الشخصي عليهم أبدا حتى لو رأيتهم مبررين معاندين لك ولو كان شعارهم "عنزة ولو طارت" فالصبر الصبر في الدعوة، فهذا نوع من الابتلاء لك يا حامل الدعوة، أما مصير عنادهم وتبرريهم فنكله لله جل وعلا إن شاء عذبهم عليه وان شاء غفر لهم، نسأل الله أن يغفر لنا ولهم.
المهم هنا أن هذا وضع طبيعي مع حملة الدعوة، وغدا عندما تقوم الدولة الإسلامية ويراها الناس رأي العين ويرون الفتوحات الإسلامية فإنهم سيقبلون عليك إقبالا شديدا وترى الناس تترك التبرير وتترك المجرمين وتقبل عليك أفواجا أفواجا، وعندها الحل لا يكون بتأنيبهم على حالهم السابقة بل يكون بالقول لهم: أهلا وسهلا بالإخوة والأحباب، فإن عملك كحامل دعوة ليس المناكفة والمصارعة مع هؤلاء وإنما هدايتهم للطريق الصحيح، فأما وأنهم قد تبعوك فان هذا هو المطلوب، واجر تعبك طيلة هذه السنين هو عند الله لا يضيع وسيحفظه الله لك في يوم عصيب، سيحفظه لك لتجده نورا ومنابر من نور ومنازل قريبة من الأنبياء والصديقين والشهداء، فاصبر على إخوتك المسلمين مهما لاقيت منهم من عنت وصد وتبرير، وإياك وإياك والهجوم الشخصي على أي شخص، ولكن لا مانع من الهجوم على هذه الظاهرة ومحاولة تفكيكها وتدميرها ولكن بشكل عام وإياك والتخصيص وسب أعيان الأشخاص والأفراد.
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/538972466445263/?type=3&theater
• حسن نصرالله قاتل لأهل سوريا ولا يهم كثيرا قتاله السابق ليهود بعد شدة إجرامه.
• حماس في أحضان النظام المصري وصور السيسي تملأ غزة وميثاقها تعدل ولا يهم حاليا مقاومتها السابقة ليهود.
• الكثير من الفصائل السورية ترتع في أحضان الكفار والأنظمة الخائنة والنتيجة تدمير الثورة السورية ولا تهم كثيرا بطولاتهم السابقة.
• الكثير من الفصائل الجهادية بسبب أخطائها مهدت للكفار تنفيذ مشاريعها بسبب قلة وعيها وما زالت سائرة في غيها.
• الإخوان المسلمون اليوم علمانيون في الحكم ولا تهم معاناتهم في السابق ولا شعارهم الفضفاض "الإسلام هو الحل".
إلى كل هؤلاء ما زال أمامكم متسع من الوقت للتوبة والعودة عن أخطائكم، قبل أن يصعب حالكم ولا تتمكنوا من التوبة ويختم على قلوبكم.
وأنت أخي القارئ احذر أن تكون خاتمتك سيئة، وادع الله تعالى أن يتوفاك وهو راض عنك وأن يتوفاك وأنت على خير الأعمال.
ففي صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار، الأعمال بالخواتيم". وفي رواية للإمام أحمد في المسند صححها الأرناؤوط : "وإنما الأعمال بالخواتيم".
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/539816509694192/?type=3&theater
صلح الحديبية المظلوم!
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5652&hl=
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((يأتي على الناس زمان يخير فيه الرجل بين العجز والفجور فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور)) [رواه أحمد وأبو يعلى عن شيخ عن أبي هريرة، وبقية رجاله ثقات].
هذا الحديث يتحدث عن حالة تخيير المسلم بين أمر محرم وبين أن يجلس لا يستطيع أن يلوي على شيء، فالمطلوب في تلك الحالة هي ترك الأمر والمحرم والبقاء عاجزا، وعدم الخوض في الحرام تحت أي مبرر.
أما إن وجدت حالة ثالثة تزيل الحرام فالأصل اختيارها وعدم البقاء عاجزا.
لكن وجد أناس هذه الأيام يختارون بداية الفجور ولا يقرون بعجزهم ويعملون على محاربة من يدعو إلى الهدى والتقى.
• فمثلا عندما نرى أن حركة حماس استدرجت لتدخل سلطة أوسلو ولتسير على نفس دستور سلطة أوسلو العلماني، وتم استدراجها لحكم غزة، فالسؤال هو من العمل أو ما الحكم الشرعي في حقهم إن أرادوا إرضاء ربهم؟؟؟؟
فالحل هو ترك السلطة، وإن استطاعوا القتال قاتلوا، وإن لم يستطيعوا تحولوا إلى أناس عاديين غير مقاومين... خير لهم مليون مرة من الاستمرار في البقاء في سلطة علمانية تحكم بالكفر وتنفذ أجندات الكفار، لا بل وتسير هذه الأيام في مشاريع تصفية قضية فلسطين.
فلا يقبل منهم القول أننا قد وصلنا للحكم ويجب مسايرة الواقع، ولا نستطيع ترك السلاح حتى لا يبيدونا!!!!!.
• والحالية الثانية هي حالة ثوار سوريا، فان تصبح ثائرا على الظلم فهذا عمل عظيم، ولكن البعض تورط في الارتباط بدول عميلة للغرب كتركيا والسعودية وبعضهم سفك الدماء، فالأصل أن يقطعوا الارتباط بالدول العميلة ويستمروا بالقتال لتحرير سوريا من رجس هذا النظام العميل المجرم ويقيموا الخلافة أو يكون مصيرهم الشهادة في سبيل الله، أو يعودوا مثلهم مثل الناس العاديين لا يفعلون شيئا.
أما أن يستمروا بالارتباط بالدول العميلة وتنفيذ مخططاتها الشيطانية ويطالبوا بدولة علمانية تحت اسم دولة مدنية ديمقراطية، ويعملوا مع الدول الإجرامية على القضاء على ثورة الشام، فهذا زيادة في الإجرام من قبلهم.
• ومثلهم حالة الجندي الذي يؤمر بقتال مسلمين، فان رفض فإن مصيره الموت أو السجن، وان أطاعهم عصى الله تعالى، فالأصل أن يختار العجز على الفجور، وأن يختار أن يقتل ولا ان يطلق رصاصة واحدة اتجاه أي مسلم.
ولنا العبرة كل العبرة في قصة أصحاب الأخدود، كيف اختاروا مصيرهم الذي يرضي ربهم على الحياة في الكفر والشرك، وقد أبيدوا عن بكرة أبيهم.
فالأصل أن لا ينزلق المسلم لمزالق الشيطان، ولكن إن انزلق فهذا لا يعني أن باب التوبة قد اقفل، فيستمر بالمعصية، بل عليه التوبة ،ولو كان ثمن توبته الموت والإفناء، فموتة في طاعة خير من حياة في معصية.
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/541407072868469/?type=3&theater
المسلم والأعداء الأخفياء
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5662&hl=
عندما تخلط شيئين متناقضين، فان المخلوط الناتج سيُفقِد المخلوط الجيد صفاته ليكتسب صفات سيئة، وأما المخلوط السيء فانك ستعمل في تلك الحالة على تحسينه وسيبقى أصله كامنا فيه.
فعندما تخلط السكر بالملح، فان الخليط أبدا لن يكون حلوا، وستبقى صفة الملوحة المنفرة موجودة فيه -على فرض أن الملوحة سلبية-، وستقوم بإخفائها قليلا، ولكنها تبقى موجودة فيه، وكذلك الأمر لو خلطنا لونا أبيض مع اللون الأسود، فان اللون الأبيض سيختفي ولن يعود، وأما الأسود فلا يضيره كثيرا أن يكون شديد السواد أو رماديا داكنا، فكلاهما ألوان قاتمة.
وهذا ما يحصل مع الأفكار أيضا، فعندما يحاول البعض إيجاد إسلام يوافق الكفر أي خلط أحكام الإسلام مع أحكام الكفر لإنتاج إسلام وسطي كما يدعون، فإن الخليط الناتج سيكون كفرا في هيئة الإسلام ولن يكون إسلاما أبدا، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم جاء بها بيضاء نقية لا تشوبها شائبة، والإسلام أمر بقتال الحاكم إذا حكم بحكم كفر واحد معلوم من الدين بالضرورة، أي أن الإسلام لا يقبل ولو 1% من الكفر الصريح ويأمر المسلمين بالقتال في سبيل إزالة الـ (1%) من الكفر، فكيف يأتي أشخاص اليوم ويقومون بخلط الإسلام مع الكفر لإيجاد ما يسمونه الإسلام المعتدل وهو دين جديد أوجده المجرمون لتدمير دين الإسلام الحق.
وأيضا مثلا لا يوجد تنسيق امني مع مقاومة العدو، فلا يمكن أن يجتمعا، وإن اجتمعتا فان التنسيق الأمني سيطغى لونه القاتم على المقاومة، أما أن يبقى كل منها يحمل صفاته وهما يريدان الاختلاط (المصالحة) فهذا أمر غير وارد، فأن يطغى التنسيق الأمني على المقاومة فهذا هو الحال الموجود، وأما أن تطغى المقاومة على التنسيق الأمني -وهذا في حال وجود دول قوية تدعم المقاومة بشكل حقيقي وليس بشكل صوري- فهذه حالة غير موجودة حاليا.
وأيضا لا يمكن أن تختلط الثورة على الظلم والفجور مع اخذ الدعم من الظالمين والفجرة، فثوار سوريا الذين يريدون إسقاط ظالم عن طريق التعاون مع الظلمة الفجرة من حكام تركيا والسعودية وغيرهم، فهذا ضرب من الخيال والجهل تشوبه الخيانة، فلا اختلاط بين الأمرين، وقد رأينا كيف طغى في النهاية لون الخضوع والاستسلام والتعاون مع الظلمة والقبول بهم على الثوار كما في الحالة السورية.
وقس على ذلك الكثير، فلا يمكن أسلمة البنوك والمدارس والإعلام والحياة ... والنظام المطبق هو نظام غير إسلامي، فما دام الأساس فاسدا فإن أي محاولة لأسلمة أي ناحية من الحياة لن تنتج إلا خليطا قذرا ظاهره إسلامي وحقيقته أنه ضلال مبطن، فما دام الأساس فاسدا فإن أي بناء عليه سيكون فاسدا، فالإسلام مع الأنظمة الرأسمالية لا يمكن أن يعيشا مع بعضها البعض مع محافظة كل على خصائصه، وبما أن الرأسمالية هي النظام الحاكم، فان أي محاولة لأسلمة نواحي المجتمع كأنظمة الحياة أو محاول إيجاد التوافق بين الإسلام والضلال ستبوء بالفشل.
إن العمل على خلط النقيضين لا تصدر إلا من المهزومين نفسيا الضعفاء الجهلة بحقيقة دين الإسلام الذين يحبون الدنيا ونتائجها العاجلة ولا يحبون الاصطدام بالكفر وأنظمته وجنوده، فهؤلاء هم الذين يعملون على خلط النقيضين ليرضوا القواعد الشعبية لهم وفي نفس الوقت ليرضوا الكفار والمجرمين، ومعلوم أن إرضاء الحق والباطل في نفس الوقت غير موجود، والموجود هو أحد أضرب النفاق والعياذ بالله، ولا يخدم في النهاية إلا الكفار والظالمين.
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/545324049143438/?type=3&theater
سياسة استعمارية كلنا يعرفها ويرددها
ولكن هل تعرف أخي القارئ أن أكثر المسلمين يطبق هذه السياسة على نفسه وعلى المسلمين من حيث لا يدري؟؟؟
نعم!!!!
هل تعرف ذلك؟؟؟
لأوضح لك أكثر تخيل أن رجلا عنده عشرة من الأولاد، وتحول أحدهم إلى سارق وبعضهم إلى بلطجي وبعضهم انحرف فكره، فهل ترى الأب لعلاج المشكلة يقوم بقتل السارق والبلطجي وجلد من انحرف فكره؟؟؟؟
الجواب: أكيد لا، بل سيعمل الأب كل جهد لإصلاحهم وعودتهم أشخاصا جيدين ولن يقوم بقتلهم أو جلدهم أو ضربهم، وربما لن يقوم بعمل فيه إيذاء لهم إلا إن عرضوا امن العائلة وسلامتها للخطر الشديد، عندها ربما يصبح مضطرا لإيذائهم بعض الأذى وأخفه في سبيل تقويمهم (سياسة تأديب واحتواء وليس سياسة إفناء)، ولكن التفكير بقتلهم أو إفنائهم أو فصلهم عن العائلة سيكون الخيار الأخير.
الكفار طبقوا علينا سياسة فرق تسد بتقسيم العالم الإسلامي إلى قطع كثيرة كل قسم نصبوا عليه عميل مجرم تابع لهم ورسموا لكل بقعة حدود ووضعوا لها خرقة نتنة سموها العلم الوطني، وأصبحنا نقدس تلك الأعلام وتلك الرايات.
فمن يقول أن الكافر يستخدم سياسة فرق تسد.........
هل عمل هذا الشخص على خلع الحكام وتوحيد بلاد المسلمين؟؟
هل رفض طلب حاكمه الدفاع عن حدود بلاده إذا فكرت دولة أخرى بتوحيد الأقطار؟؟
وهل رفض قتال أخيه لأنه من البلد المجاور له؟؟
وهل رفض أن تمس يده الخرقة النجسة المسماة العلم الوطني؟؟
هل تظنون أن سياسة فرق تسد انتهت ها هنا؟؟!!
كلا ليس بعد!!!!
إن شئت أكمل القراءة....
أليس الشيعة والسنة والأكراد والأمازيغ وغيرهم كلهم من جسم الأمة الإسلامية؟؟
قد تقول لي أن بعضهم أصبحوا يؤذون المسلمين بفعالهم!!
فهل الحل معهم أن ندخل معهم في حرب ضروس وننسى عدونا الحقيقي الكافر المستعمر؟؟
هل الحل بتكفيرهم لشبهة رأي لعالم معين؟؟
هل الحل قتالهم أم العمل الجاد كما فعل الأب مع أبنائه لإصلاحهم وتقويمهم؟؟
فكروا جيدا لو أن حربا شديدة اشتعلت بين السنة والشيعة وبين العرب والأكراد كيف ستكون ردة فعل الكفار؟؟؟؟
هل سيتدخلون لإيقافها أم يعملون على إشعالها؟؟!!
هل تظنون الكفار مهتمين كثيرا بالخلافات بين المسلمين أم يعملون فقط لإشعالها؟؟
فكروا جيدا في سياسة فرق تسد في هذه الناحية؟؟؟؟
لم أنته بعد من طرح جوانب فرق تسد...!!!!!
فكروا جيدا....!!!!!
ما رأيكم بسياسة تفريق الأمة عن جيوشها وأن جيوشها ليست جزءا منها؟؟؟؟
انظروا إلى الأقوال الخطيرة من مثل:
عن الجيش المصري يقال الجيش المصرائيلي!!!
عن جيش السعودية يقال الجيش السلولي!!!
وقس على ذلك...!!!
فلنفكر جيدا هل الجيوش الذين هم من أبناء المسلمين أعداء للمسلمين؟؟؟؟؟
هل الحرب بقتالهم وتفسيقهم واتهامهم بمختلف التهم؟؟؟
هل المشكلة فيهم أم بقياداتهم؟؟؟
اعرف أن الكثيرين منهم فاسدين مجرمين تماما مثلما أن في الأمة الكثير من الفاسدين، فما الحل معهم إذن؟؟؟
فلنفكر جيدا أننا إن قلنا أن الجيوش جزء منفصل عن الأمة هل نكون بذلك طبقنا سياسة الكفر سياسة فرق تسد؟؟؟؟
والى هنا لم أنته بعد....!!!!!
ما رأيكم بسياسة فصل من يدعون للإسلام والخلافة عن جسم الأمة واتهامهم بأنهم متطرفون خياليون حالمون وربما إرهابيون مجرمون، وذلك لأنهم تخلوا عما يطلق عليه الإسلام الوسطي؟؟؟؟
هل طبقت هنا سياسة فرق تسد؟؟؟؟؟؟؟
هل الاختلافات الفكرية بين الجماعات الإسلامية مدعاة لإعلان الحرب بين تلك الجماعات؟؟؟؟؟؟؟
سؤال يجب التفكير به جيدا..!!
وأخيرا كيف نوحد المسلمين؟؟؟؟؟
لا أريد أن أنزلكم على رأيي وهو أن إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فقط من تحل كل تلك الأمور وتقضي على سياسة فرق تسد، ولا أقول لتقضي عليها بالقتل والتدمير، بل بالفكر وحسن تطبيق الإسلام تختفي كل تلك الأمور...، وعل كل هذا رأيي!!!
ومن كان عنده رأي آخر نسمع له وننصت، حتى لا تقولوا لي أني أطبق سياسة التفريق بعدم السماع للآخرين، فها أنا أسمع!!
كيف نقضي على سياسة فرق تسد بكل جوانبها؟؟؟؟؟
ننتظر الجواب!!!!!
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/549518672057309/?type=3&theater
هل المسلمون أقوياء؟
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5708&hl=
التقليد
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5709
قياس مضلل
"له سيئات ولكن له ايجابيات يجب عدم إغفالها"
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5717
الفرق بين من يسعى للنصر ومن يسعى للشهادة
• الذي يكون هدفه الشهادة فانه ينطلق بما عنده من مقدرات لقتال الأعداء حتى لو كانت غير كافية نهائيا، لأن هدفه الشهادة وتحقيقها ميسور جدا حتى لو امتلك سكينا فقط فانه يستطيع إيذاء العدو ونيل الشهادة، ومن يكون هدفه الشهادة فان موضوع الإعداد والخطط الحربية في العادة غير موجودة لديه ولا ينظر لنصر شعبه وأمته بل ينظر لشهادته هو فقط، ولذلك كانت النظرة للشهادة وتقديمها على النصر أو عدم إيلاء موضوع النصر الأهمية غير مفيد للأمة الإسلامية وان كان صاحبها ينال الشهادة في ذلك، وذلك ما نحسبه عليه ولا نزكي على الله أحدا.
• أما موضوع أن يكون النصر على الأعداء هو الهدف، فان هذا الأمر يجعل المسلم يعد العدة والخطط الحربية لمواجهة العدو، ومعروف أن العدو يجب أن يواجه بقوة مثله أو نصفه أو عشره على الأقل حتى يمكن تحقيق النصر عليه، وان كان موضوع النصر من عند الله ولا علاقة له بالعدد والعتاد، ولكن من باب "الإعداد" يجب إعداد عدد موازي أو النصف أو العشر على اقل تقدير مع إعداد العدة العسكرية والخطط الحربية، ومع وجود حاضنة أيضا للمقاتلين تكون سندا قويا لهم، وهذه الحاضنة متمثلة بالعمق الجغرافي والديموغرافي لهم وهذا لا يتصور تحققه إلا بدولة إسلامية تدعم وتمول وتسير تلك الجيوش لقتال الكفار، أما موضوع الشهادة هنا فهو تحصيل حاصل لأنه لا يوجد قتال للكفار إلا ويكون فيه شهداء من المسلمين، ولكن الشهادة ليست هي الهدف وان كان كل مسلم يتمناها، بل يكون الهدف تحقيق النصر على الأعداء.
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/557374697938373/?type=3&theater
أشخاص منتشرون بين المسلمين، عددهم كبير، وصفتهم أنهم معاندون مبررون لا يحبون إتباع الحق إتباعا لأهوائهم، تراهم يدافعون عن الظالمين المحرجمين كأردوغان وكبعض الحركات الإسلامية المرتبطة بالأنظمة مثل بعض الفصائل السورية والفلسطينية رغم بيان ضلالها بإتباع المجرمين، لا تعرف كيف تناقشهم أو تحاورهم، حتى انك لتصل لمرحلة تحدثك فيها نفسك انه لا يصلح مع هؤلاء إلا قطع الرؤوس فيطير هذا العناد وهذا التبرير للظالمين.
ولكن نقول لك: مهلا يا هذا مهلا يا هذا......!!!!!
فربما لان الجولة اليوم للكفر لا يتبعوك، ولو كانت الجولة لأهل الحق لاتبعوك وحسنت سريرتهم وأصبحوا من خيرة المسلمين، وأما سبب تسميتي لهم بالسفيانيين فهو لمشابهة قصتهم لقصة أبي سفيان بن حرب الذي عادى الرسول في مكة والمسلمون مستضعفون، وعادى المسلمين يوم أقيمت دولتهم واستمر في ذلك ومع هذا العناد القوي إلا أن الله تعالى هداه وأسلم، وحسن إسلامه وقاتل مع المسلمين وجاهد معهم، فربما هؤلاء يشبهوا أبو سفيان في شدة عناده ومحاربته للإسلام ثم إسلامه، ولا أظنك ستجد شخصا اليوم أشد عنادا من أبي سفيان الذي عادى الرسول في مكة وعاداه في المدينة، حتى بعد أن أسلم كان إسلامه أول الأمر ضعيفا حتى انه قال عندما رأى المسلمين يتراجعون في بداية غزوة حنين " الآن بطل السحر" أي انه استمر فترة وهو ضعيف الإسلام حتى بعد دخوله الإسلام، وكل من تراهم اليوم صدقني سيكونون بالأغلبية -إلا من كتب له أن يعيش في غضب الله- أفضل من أبي سفيان في موضوع رجوعهم إلى الحق بعد أن يروا عزة الإسلام وإقامة دولة الإسلام، ولا أظنهم سيستمرون دهرا في مناكفتهم للحق، وربما يهتدي الكثير منهم بعد أن يرى الصنم الذي كان يقدسه ينهار.
هذه العينة موجودة ويجب الصبر عليها يجب قرع آذانها بالحجج والبراهين الصحيحة وكشف زيف كل الزعماء الذين يقدسونهم، ولا بد لهم يوما أن يفيقوا، فقط نحتاج "نحن" من ندعوهم إلى الصبر عليهم ونسف كل الأصنام والأفكار التي يقدسونها.
المسالة مسالة صبر ووقت ليس إلا.
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/557812827894560/?type=3&theater
الوعي السياسي وعدم الانجرار وراء العواطف والمشاعر نعمة يجب حمد الله عليها بكرة وأصيلا، لأن من يرى الطامة التي فيها قليلو الوعي السياسي يدرك كم هو في نعمة يجب حمد الله عليها بكرة وأصيلا، فالحمد لله رب العالمين على كل حال.
وبعد، فإن من المصائب التي نعاني منها هي عدم تفريق الكثير من المسلمين بين النظرة الفردية للشخص وبين النظر إلى موقعه ومكانه في المجتمع، فيخلطون الأمرين فنحصل على مصائب سياسة كبيرة ونحصل على خدمة لأعداء الإسلام من حيث لا ندري.
فعلى سبيل المثال وللتوضيح، لو أن مريضا كان يعاني بين يدي وأنا أنظر إليه وأبكي عليه ولا أستطيع فعل شيء له فإني في هذه الحالة لا ألام، ولكن لو حصلت الحادثة مع طبيب على باب مستشفى وجلس ينظر إليه وهو يفارق الحياة فإنه في هذه الحالة سيكون مجرما يستحق أشد العقاب، لأنه بموقعه ومكانه كطبيب يستطيع إدخاله المستشفى وتقديم العلاج اللازم له وبذل أقصى جهد ممكن لإنقاذ حياته، وهكذا فان دموعي مقبولة ودموع هذا الطبيب هي دموع كاذبة ويستحق على فعلته اشد العقاب.
إذن لو نظرنا نظرة فردية للحالتين لوجدنا إنسان يبكي على مصاب أخيه الإنسان، فلا ألام أنا ولا يلام الطبيب، بل ربما تكون دموع الطبيب اشد من دموعي، إذن هو بنظرة فردية لشخصه كطبيب إنسان رحيم فيه مشاعر الإنسانية، ولو اكتفينا بهذه النظرة للحكم على الحالتين لوصفنا الجميع بأننا بلهاء أغبياء، ولكن لو نظرنا للطبيب على انه يستطيع تقديم العلاج وبجانبه مستشفى يعمل به ويستطيع أن يقدم للمريض المساعدة كونه طبيب ولكنه لم يفعل فانه في هذه الحالة يحكم عليه بأنه إنسان مجرم.
وهكذا نرى الجهل في هذه النظرة عندما ننظر لأردوغان مثلا، فلو نظرنا إليه نظرة فردية لوجدنا إنسان يصلي ويقرأ القران، فهو في النظرة الفردية أفضل من كثير من الزعماء الذين لا يصلون ولا يقرؤون القران، وعندما نراه يذرف الدموع على أهل سوريا وبورما نقول: "ما اشد الرحمة في قلبه"، ولكن هذه نظرة الأغبياء فقط، مع احترامي للقرّاء.
فالنظرة الحقيقية لأردوغان أن ينظر إليه كحاكم دولة عنده جيش ويستطيع أن يفعل ما لا استطيع أنا أو أي فرد بفرديته فعله، فأحاسبه على موقعه ومكانته وهي أنه حاكم.
وبالنظر لموقع أردوغان في الحكم أجد إنسانا لا يحكم بالإسلام ويمنع جيشه من مساندة أهل سوريا وأهل العراق وأهل فلسطين، وأراه يرسل جيشه للعمل في حلف صليبي يعادي المسلمين وهو حلف الناتو، وأراه يفتح القواعد العسكرية للصليبيين في تركيا، واراه يرخص بيوت الدعارة والخمور وشواطئ العراة وأراه يقيم علاقات مع ألد أعداء الإسلام الروس والأمريكان والصينيين ويهود، فمن هذه النظرة لموقعه كحاكم أجد حاكما مجرما يستحق العزل أو القتل إن لزم في سبيل تغيير الحكم في تركيا.
هكذا انظر لحاكم تركيا، ولا انظر إليه بفرديته لان هذه نظرة ساذجة جدا، وقس عليه نظرتي لقادة حماس ولكل شخص من تيار إسلامي وصل الحكم أو عنده شيء من سلطة.
فعندما أقول لأردوغان حرك جيشك لتحرير فلسطين، ويرد علي احد السذج بالقول: "حرر أنت فلسطين ولا شان لك بأردوغان"، فإن كمن يحاسب ويجرم الرجل الذي وجد المريض في الشارع ولم يتمكن من فعل شيء له حتى مات، وأثنى أشد الثناء على الطبيب الذي بكي المريض ولم يقدم له أي مساعدة.
وفي موضوع آخر فإني سأستمر بطلب النصرة لإزالة الحكام وتحريك الجيوش لتحرير البلاد المحتلة من قادة وضباط الجيش لأن مكانتهم توجب عليهم هذا العمل، ولا يستطيع غيرهم القيام بهذا العمل، ولا يقال لي: "تحرك أنت لتحرير فلسطين"، فموقع ضباط الجيش وما يمتلكونه من قوة يجعلهم هم القادرين على تحرير البلاد المحتلة ومحاربة المجرمين، وان كان لي دور فهو الاتصال بهم والطلب منهم أن يقوموا بواجبهم، ومهما قصروا فاني سأبقى فردا ضعيفا لا املك التغيير في هذا الباب إن هم قصروا في واجبهم.
وأيضا فإن موضع التغيير في إزالة الحكام وإقامة حكم إسلامي لا يكون عميلا لدول الكفر هو الأمة الإسلامية، ولا يتخيل أن يقوم كفار أو حكام خونة بمساعدتنا في إقامة حكم إسلامي، كبعض الحركات التي تأخذ دعما من الكفار أو من حكام خونة للتغيير، لذلك يجب أن تكون الجهود فقط في الأمة الإسلامية، ولذلك وجب إيجاد الأحزاب والتكتلات والجماعات لعملية التغيير، لان التغيير على مستوى الأمة لا يكون فرديا، والتغيير على مستوى الأفراد ضرب من الخيال، ولذلك كان إيجاد الأحزاب واجبا لعملية التغيير ويحرم عليها الاستعانة بالمجرمين والكفار لأنهم لن يعينوننا بل سيحبطون عملنا أو سيحرفونه.
وعلى سبيل على حسب قاعدة السببية فإن الدعاء والصلاة وصلاح الفرد لن تغير حال الأمة لأن تغيير المجتمعات لا علاقة له بالصلاح الفردي، وهكذا وعلى حسب هذه القاعدة وهي النظر لمكانة الرجل وقدرته على التغيير مهمة جدا في الحكم على الأشخاص، وفي الحكم على قدراتنا نحن كأفراد أو كجماعات أو كضباط جيش أو كحكام، فقدرة كل شخص تختلف عن الآخر على حسب مكانته، والطلب ممن لا يملك التغيير نوع من الخيال أو الوهم أو الانحراف في التفكير المؤدي إلى الإحباط واليأس في النهاية، أو إلى سلوك طرق غير شرعية مغضبة لله تعالى عندما يجد نفسه لا يحقق ما يصبو إليه بمكانته الموجود عليها.
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/560903537585489/?type=3&theater
هل يمكن تخيل أن يقدم الكفار أي عون للمسلمين؟
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5764
هناك أمور عظيمة ومصائب كبيرة لو حدثت كل واحدة منها على حدة لأهلكت المسلمين ونزلت على رؤوسهم منها المصائب، فكيف لو اجتمعت، وكيف وأنت ترى كثير من المسلمين لا يلقي لها بالا؟؟؟؟
ومن هذه الأمور:
• عدم الحكم بالإسلام من قبل الحاكم: فأي حاكم لا يحكم بالإسلام هو كافر أو ظالم أو فاسق بنص القران، وأي وصف من هذه يوجب النار لصاحبه، ويوجب على المسلمين خلع الحاكم وإيجاد حاكم يحكم بكتاب الله وسنة رسوله خلافة راشدة على منهاج النبوة، ولكن الكثير من المسلين ينظرون لحكامهم نظرة عادية جدا، لا بل قد يحبون بعضهم ويقدسونهم مثل أردوغان مثلا مع انه علماني لا يحكم بالإسلام، فاللهم عافنا مما ابتليت به هؤلاء.
• عدم تسيير الجيوش للجهاد في سبيل الله: فكثير من بلاد المسلمين محتلة وكثير من بلاد الكفر ترزح تحت حكم الكفر سنين طويلة بدون أن يفكر المسلمون بنشر الإسلام فيها إلا جهودا فردية، ويموت كثير من الكفار دون أن تصلهم رسالة الإسلام بشكل بين واضح، والكفار يعتدون على المسلمين ليل نهار، وأهل الجهاد وهم الجيوش لا يقومون بهذا الفرض، بل يقوم به أفراد ولا يكفون، وترى كثير من المسلمين لا يرون ضيرا أن لا تجاهد جيوش المسلمين لا بل ويتهمون من يقاتل الأعداء على فرض إخلاص نيته ووعيه بالإرهاب والتطرف، فكيف يأمن المسلمون وفريضة الجهاد معطلة، قال عليه الصلاة والسلام: ((ما ترك قوم الجهاد , إلا عمهم الله بالعذاب))
• طلب العون من الكفار مثل طلب العون من الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي ( دول الكفر) ومعلوم أن طلب العون من الكفار يجعل للكفار سبيلا على المسلمين وهذا أمر محرم حرمة شديدة وتجعل من يوالي الكفار والعياذ بالله منهم، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)) وترى كثير من المسلمين لا يرون ضيرا في أن يقوم حاكم يحبونه أو حركة إسلامية معينة بطلب العون من الكفار أو من أذنابهم المجرمين حكام المسلمين، فكيف يسكت المسلمون عن هذا المنكر العظيم، الذي يورث المسلمين الذل والهوان.
• اخذ الدعم من الكفار ومن الحكام الظلمة العملاء للكفار، واخذ الدعم يعني الركون للظالمين ويعني أن يوجد سبيل للكفار على المسلمين بشكل مباشر أو غير مباشر.
هذه أمور رئيسة لو اجتهد فيها المسلمون وحدها لتغير حالهم بشكل بيّن واضح، ولو وقعوا في إحداها فالذل والهوان مصيرهم، فكيف وكثير من المسلمين يقعون فيها لا بل وفي أكثر منها.
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/570854366590406/?type=3&theater
جملة نسمعها كثيرا عندما نتحدث عن البلدان في العالم الإسلامي، فعندما تتحدث عن الأردن أو عن مصر أو عن تركيا أو السعودية أو عن قطر أو عن الجزائر أو عن غيرها ينبري لك البعض من سكان تلك الدول فيقولون لك: "أنت شو دخلك ببلدنا، خليك في حالك وفي مشاكل بلدك"
هذا القول سببه جهل في الدين وهو قول محرم شرعا، فالإسلام لا يعترف بوطنيات أبدا، فالأصل أن يكون المسلمون جميعا دولة واحدة هي دولة الخلافة ولا حدود بينهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما)) هذا الحديث يطلب من المسلمين إذا كان لهما حاكمان اثنان واحد يحكم آسيا جميعها بالإسلام وواحد يحكم أفريقيا بكاملها بالإسلام فيجب أن يتخلى أحدهما للآخر عن الحكم حتى يتوحد المسلمون، وإن رفض الأمر فيجب أن يقف المسلمون مع الخليفة الأول لقتال الخليفة الثاني حتى يتم إنهاء حكمه ولو سفكت في سبيل ذلك الدماء، فما بالنا بأكثر من 60 دولة للمسلمين كلها لا تحكم بشرع الله.
هذا أولا... وثانيا إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس لها حدود، فمن يعيش في الأردن مثلا ورأى منكرا عظيما يحصل لأهل سوريا، فلا يقول: "المنكر في أهل سوريا فلا شأن لي به"، فهذه معصية كبيرة جدا، بل كل مشكلة تحصل في العالم الإسلامي مسؤول عنها كل مسلم في أن يتخذ اتجاهها موقفا شرعيا حتى لو سكت أهل تلك المنطقة عن ذلك المنكر.
ثالثا الإسلام وهو ضعيف في مكة كان يتحدث في شأن دول الكفر مثل سورة الروم تحدثت عن الروم وانتصاراتهم وهزائمهم والمسلمون ما زالت المشاكل تثقل رؤوسهم في مكة ولم يقيموا دولة لهم بعد، فلو قال قائل: "وما شأنكم بالروم وماذا سيفيدنا الحديث في شأن الروم ونحن ضعفاء؟"، ربما لاقتنع الناس بقوله، ولكن الإسلام علمنا أن معرفة شؤون الدول الأخرى واجب على المسلمين والمعرفة لا تظهر إلا بإصدار موقف لما يحصل في العالم من أحداث.
لذلك إخوتي إن تحدثت عن تركيا ونقدت حاكمها فهذا لا يعني أني من جماعة الانقلابيين أو غولن او عبدالله غل أو من أي دولة تناكف حكام تركيا، وان تكلمت عن معارضي أردوغان فهذا لا يعني اني مؤيد لاردوغان، وان تكلمت عن السيسي فهذا لا يعني أني اخونجي أو من التيارات السلفية او من دولة مناكفة لحكام مصر، وان نقدت تصرفات الإخوان في مصر فهذا لا يعني تأييدي للانقلاب وللسيسي المجرم، وان تكلمت عن ملك السعودية فهذا لا يعني أني مع قطر والعكس صحيح، وان قلت بعدم كفر الشيعة على العموم فهذا لا يعني أني شيعي، وان ايدت الجهاد ضد الكفار فهذا لا يعني أني ارهابي على حسب الطرح الامريكي او من تنظيم الدولة، وان طالبت باقامة الخلافة تاج الفروض فاني لا انتمي لتنظيم الدولة، وان ..... وان.....
عندما أتكلم عن أي منطقة حتى عن المنطقة التي أنا منها أتكلم من منطلق واحد فقط وهو باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكشف الحكام الخونة المجرمين في كل مكان ونشر أي فكرة اراها تخدم الاسلام لا غير، واني متاكد ان البعض ممن لا يستطيعون مجابهة الفكرة في أي منشور لا يرون امامهم الا التبرير... ومن التبرير "من أنت" و"لم تتحدث عن زعيمنا" و"خليك بحالك وبلدك" وغيرها من الردود، ومن تتبع هكذا ردود فهي لا تنم –مع احترامي للمتابعين- إلا عن جهل عند المتابع.
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/572496049759571/?type=3&theater
إن كشف الرموز المضللة والأفكار المضللة والأساليب السياسية التي تخدم الأعداء واجب على كل مسلم، وهو جزء من صراع المسلم لأفكار ورموز الكفر والضلال وأساليبه الخبيثة التي يمررها بيديه أو بأيدي المسلمين عن دون علم منهم، وهذا الأمر يحتاج صبرا وجلدا، لأن أتباع تلك الأفكار وهذه الرموز سيتصدون لك، وجزء كبير منهم من أبناء المسلمين المضللين، وكذلك كشفك لبعض الطرق التي تنتهجها الكثير من التيارات الإسلامية والتي تخدم الأعداء سيجعلك في موضع الاتهام مع انك في كشفك لتلك الأساليب إنما تكشف خططا للمجرمين ينفذونها عن طريق المسلمين من دون علم منهم.
الصبر والصبر فقط وعدم مهاجمة الأتباع بشكل شخصي حتى لو هاجموك بشكل شخصي، هو الحل في تدمير الرموز المضللة وصرع الأفكار الخاطئة وكشف خطط الكافر التي تتم بأيدي المسلمين والتي يستفيد منها الكفار بشكل كامل.
إن إقامة الخلافة تحتاج عملا دؤوبا بين المسلمين لتشكيل الرأي العام الخادم للإسلام ولإقامة الخلافة، وتحتاج تدمير الرموز المضللة وصرع الأفكار الخاطئة وكشف كل أساليب المجرمين والكفار سواء بأيديهم أو عن طريق المسلمين وهذا عمل واجب على كل مسلم، حتى لو تعرض للنقمة بسبب هذا الأمر، لأنه في النهاية لا يمكن عودة الخلافة وتلك العقبات بين المسلمين، ولنعلم أن أتباع هؤلاء هم من المسلمين فلا يجوز التعرض لهم مهما هاجموك وذلك بسبب جهلهم، لأنهم في النهاية سيقفون معك، واحتسب أمرك وأجرك عند الله تعالى.
وسأقوم بإذن الله ومشيئته تعالى بالتعرض لبعض هذه الأمور قدر المستطاع وبشكل مبسط:
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/574622832880226/?type=3&theater
صرع الأفكار الخاطئة
وهنا نقصد تدمير الأفكار الخاطئة تدميرا كليا ولو تعرضنا لنقمة أهلها وجمودهم عليها، فالأفكار الخاطئة كالبرنامج الخبيث توجه الشخص وجهة غير صحيحة، والفكرة الخاطئة هي الفكرة المخالفة لشرع الله تعالى، ومن الأفكار المضللة والخاطئة والتي حرفت الكثير من أبناء المسلمين وجعلتهم يقعون في الخطأ:
• الديمقراطية وهي فكرة كفر ولا علاقة لها بالشورى كما يتوهم البعض، وتعني تلك الفكرة حكم الشعب للشعب أي أن الشعب هو الذي يشرع مع أن المشرع في دين الإسلام هو الله تعالى.
• العلمانية هي فصل الدين عن الحياة وهي خاصة بالحكم، والشخص العلماني هو الذي يدعو لفصل الدين عن الحكم، فقد يكون العلماني ملحدا، وقد يكون تابعا لأي دين، وقد يكون مسلما ولكنه يرى عدم الحكم بالإسلام، وقد يكون شيخا وصل للحكم وحكم بغير شريعة الإسلام وهي حكم كفر بلا خلاف، فمثلا ترامب النصراني علماني، وكم جونج أون علماني ملحد، والسيسي علماني يكره الإسلام، وأردوغان علماني يقرأ القران ... والجامع بينهم فصلهم للدين عن الحكم، وأما شخوصهم فقد يكونون ملحدين أو نصارى أو يهود أو مسلمين، فالحكم في النهاية حكم علماني بغض النظر عن شخص الحاكم، ولكن مع الاعتبار أن المسلم إن اعتقد العلمانية فقد خرج من ملة الإسلام ولو صلى وصام.
• الإسلام لا يطبق بشكل كامل وصحيح إلا ضمن دولة الخلافة، فدولة الخلافة هي النظام السياسي الذي أمر الله بتطبيقه، فكما أن هناك نظام عقوبات ونظام اقتصادي في الإسلام، فكذلك هناك نظام سياسي أو نظام حكم في الإسلام وهو نظام الخلافة، فالتطبيق من قبل التنظيمات أو ما يدعى إمارة إسلامية ليست هي الحل الشرعي الصحيح للتطبيق الكامل للشريعة.
• التدرج ليس من الإسلام في شيء، فالشريعة الإسلامية يجب أن تطبق بشكل كامل دفعة واحدة بعد الوصول الصحيح للحكم، والتدرج محرم شرعا، أولا لأنه لم يرد دليل شرعي صحيح عليه، وثانيا لأنه يعني تطبيق الكفر إلى جانب الإسلام وهذا كله محرم حرمة شديدة، وثالثا كل من قال بالتدرج لم يتدرج أبدا وإنما تدحرج وطبق الكفر.
• المشاركة البرلمانية ليست من الإسلام في شيء كما يقول دعاة الإسلام المعتدل، لأنها تعني تشريع النظام الطاغوتي الموجود بكل بساطة، ومن شارك في أي مجلس تشريعي أو برلماني في أي دولة فقد أصبح جزء من منظومة الحكم الطاغوتي، وقد وقع في الحرمة الشديدة، علاوة على أن كل من شارك بالتجارب السابقة قد ساند الحكم ولم يغير الحكم قيد أنملة نحو الإسلام، بل على العكس من ذلك، ثبت الحكم العلماني وأمده بالحياة والدماء الجديدة.
• فكرة أن حكام اليوم ولاة أمر فكرة شديدة الخطورة وهي من أطروحات الفكر الوهابي، وهي تعني أن كل حاكم مجرم عميل للغرب يحارب الإسلام هو ولي أمر لا يجوز الخروج عليه وتعني تثبيت حكم الكفر في بلاد المسلمين، وهي فكرة غير صحيحة لأن ولي الأمر الشرعي لا يكون شرعيا إلا إن حكم بالإسلام وأخذ بيعة من المسلمين ووحد المسلمين في دولة واحدة هي دولة الخلافة، وهي لا تنطبق على أي حاكم اليوم.
وغيرها الكثير من الأفكار الخاطئة والمضللة، ولكن هنا طرقت أبرز الأفكار الخاطئة التي لو عولجت لكان الأمر على غير ما هو موجود اليوم.
نكمل إن شاء الله تعالى.
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/574623216213521/?type=3&theater
الحكام الحاليين ووجوب تدمير عروشهم وأنظمتهم
العلاقة شرعا في مع أي حاكم في الإسلام هي الطاعة بالمعروف والمحاسبة إن أخطأ، والحاكم الذي يستحق الطاعة هو خليفة المسلمين أو من يوليه ولاية حكم مثل معاون التفويض أو الوالي أو العامل ومن دونهم من الأمراء مثل أمير الجيش فلهم حق الطاعة بالمعروف والمحاسبة إن قصروا، وحتى يستحق الحاكم (الخليفة) أصلا الطاعة يجب أن يحكم بشرع الله كاملا غير منقوص وأن يأخذ البيعة من جمهور المسلمين على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في نطاق الدولة الإسلامية، فإن استوفى الشرطين كان ولي أمر شرعي تجب طاعته بالمعروف ولا يجوز الخروج عليه وفي نفس الوقت وهذه هي الأهم والتي يهملها شيوخ النفاق.. نعم الأهم محاسبته على كل تقصير في أي أمر.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خير البشر روجع بشدة من قبل الصحابة في صلح الحديبية ولم ينه الصحابة عن ذلك، وعمر بن الخطاب حوسب في عدة حوادث،... والقصص كثيرة ومعروفة، ومن هذا يستشف بعد طاعة الولي الأمر الشرعي وعدم الخروج عنه وجوب محاسبته إن أخطأ.
أما حكام اليوم بلا استثناء، فليسوا أصلا بولاة أمر ولا ينطبق عليهم موضوع المحاسبة وعدم الخروج، وذلك أنهم ليسوا ولاة أمر لأنهم لا يحكمون بشرع الله ولم يأخذوا بيعة من المسلمين على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أما موضوع عدم حكمهم بالإسلام فبين ظاهر لا يعاند فيه إلا جاهل.
أما موضوع البيعة فلم تحصل أي انتخابات لأي رئيس على أساس أن يحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بل تم انتخابهم جميعا على أساس الدستور الوضعي والمحافظة عليه، أي على أساس الحكم بشريعة الطاغوت، ولذلك من قام بانتخاب أي زعيم فهو آثم على هذا الأساس لأنه اختار شخصا يحكمه بغير شرع الله.
إذن ما الحل معهم من ناحية شرعية:
• الحل الأول هو الطلب منهم بشكل جازم أن يعيدوا السلطان للمسلمين ليختاروا خليفة لهم يطبق شرع الله.
• وان رفضوا وهذا هو المتوقع فيجب العمل الحثيث والجاد والمتواصل لخلعهم عن كراسيهم وإقامة حكم الإسلام على أنقاض عروشهم
• أما التعايش مع هكذا أنظمة فإثمه عظيم عند الله لأنه قبول بحكم الكفر والضلال والطاغوت في بلاد المسلمين.
• ومن طرق العمل لخلعهم بعد أن استفحلت شرورهم وتعمقت جذورهم وانتشر ظلهم في كل البلاد الإسلامية، من طرق العمل لخلعهم:
1- تهيئة الرأي العام أن حكم هؤلاء كفر ويجب إيجاد الحكم الإسلامي مكانهم
2- فضح أي عمل يقومون به لا يقوم على أساس الشريعة الإسلامية
3- بيان حقيقة الحكم الإسلامي الصحيح (نظام الخلافة)
4- تحريض كل المسلمين عليهم
5- بيان ارتباطاتهم بالدول الغربية وخدمتهم لمشاريع الكفر
ومن هذه الخلاصة نستشف أن كل حكام العالم الإسلامي بلا استثناء من أردوغان لملك الأردن والسعودية للسيسي وحكام تونس والمغرب والجزائر نزولا لأفريقيا وذهابا إلى باكستان وأندونيسيا وغيرهم كلهم لا يحكمون بشرع الله، وبناء عليه يجب شرعا العمل على خلعهم جميعا.
وملاحظة هنا وهي معنى الحكم الإسلامي الصحيح:
الحكم الإسلامي الصحيح هو الحكم الذي يكون أساسه العقيدة الإسلامية أي ان لا يكون هناك حكم واحد غير مبني على العقيدة الإسلامية، ونقصد هنا الإتيان بالدليل الشرعي على كل قانون يسن، ويكون الحكم الإسلامي شاملا جميع الشريعة الإسلامية؛ فيطبق في الحكم وهو نظام الخلافة، وتكون كل العلاقات الاقتصادية على أساس الإسلام وكذلك العلاقات الاجتماعية، وأساس نظام التعليم قائم ومبني على العقيدة الإسلامية، والسياسة الخارجية للدولة هي سياسة نشر الإسلام بالدعوة والجهاد، ومن أسس الحكم عدم تعدد الحكام... قال عليه الصلاة والسلام: ((ذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما))، وكذلك يتوجب أن يكون من الأسس ضم جميع بلاد المسلمين في دولة واحدة ونشر الإسلام في بلاد الكفر وفتحها، وبدون ذلك الشمول للشريعة الإسلامية في الحكم لا يعتبر الحكم إسلاميا.
وبناء عليه فكل الأنظمة الحالية غير إسلامية ابتداء من النظم السعودي والإيراني مرورا بالنظام التركي وكل الأنظمة في العالم الإسلامي، حتى الحكم في غزة رغم عدم وصوله حالة الدولة الحقيقية فهو حكم غير إسلامي ولا يمت للإسلام بصلة.
هذا وكون حكم الطاغوت أنواع فهذا لا يجعله حكما إسلاميا من درجة أقل من المطلوب كما يتوهم البعض بالقول فيه بعض الإسلام هذا أفضل من أن لا يوجد رائحة للإسلام، فالنظام المصري بقيادة السيسي علماني إجرامي يحارب كل شيء إسلامي، والنظام الأتاتوركي قبل حكم أردوغان علماني إجرامي يحارب كل مظهر إسلامي بقسوة، والنظام الأردوغاني علماني واخف وطأة من سابقه ومع ذلك فهو علماني وتجب إزالته، والنظام السعودي أو الإيراني غير إسلامي أولا لكونه يطبق بعض الحدود الشرعية على أساس أنها قوانين وليست أحكاما شرعية منبثقة من العقيدة الإسلامية وكذلك الأمر بالنسبة للنظام الإيراني يطبق القوانين على أساس أنها قوانين وليست أحكاما شرعية ملزمة، وثانيا فلا يوجد مانع عند النظامان السعودي والإيراني مثلا أن يكون الاقتصاد على غير أساس الإسلام وان تكون السياسة الخارجية سياسة لعبيد للغرب، وثالثا شكل نظام الحكم الملكي والجمهوري يخالف بالقطع نظام الخلافة ولذلك هي أنظمة غير إسلامية، وبناء عليه ومن باب وجوب إزالة المنكر وهو الحكم بغير ما أنزل الله لذلك يجب إزالة الأنظمة في العالم الإسلامية دون استثناء لأي نظام.
يتبع بمشيئة الله.....
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/574886132853896/?type=3&theater
كشف الرموز المضللة
بعد المنشور السابق في هذا الموضوع، يمكن تقسيم الرموز المضللة إلى عدة أقسام:
أولا:الحكام
ثانيا: الحركات
ثالثا: المشايخ
رابعا: الوسائل الإعلامية
خامسا: شخصيات
----------------------------
أولا:......
أما الحكام فالواجب العمل على خلعهم حتى لو لم يبدر منهم أي أمر ذي بال يشغل الساحات الإعلامية، وحتى لو هتف الشعب باسمهم وضحى بنفسه من أجلهم، وحتى لو تعرضنا لنقمة المؤيدين لهم، فالموضوع هو إزالة منكر وهو وجود حاكم يحكم بغير ما أنزل الله وإيجاد نظام الحكم الإسلامي مكانه وهو نظام الخلافة، وكلما كان الحاكم مخادعا كلما عانينا في كشفه وفضحه، وكلما كان مكشوفا مفضوحا فالعمل التغييري نحوه يكون أسهل من ناحية إعلامية ولكن قد يكون صعبا جدا من ناحية أمنية.
فالعمل لإزالة أردوغان يستوي مع العمل لإزالة السيسي وسلمان يستوي مع العمل لإزالة روحاني والبشير، فكلهم حكام لا يحكمون بما أنزل الله ويجب شرعا العمل على خلعهم، ولذلك أفردت في المنشور السابق بابا كاملا للحكام لنميزهم عن غيرهم، ولنبين وجوب خلعهم وإقامة نظام الخلافة مكانهم، وهنا مسألة وهي أن الحاكم حتى لو حرر فلسطين ووحد البلاد العربية وبقي كما هو يحكم بغير ما أنزل الله فيجب خلعه وإيجاد حكم الإسلام مكانه لأن المسألة متعلقة بعقيدتنا وشريعتنا، وللعالمين بدين الله فإن العقيدة والشريعة مقدمة على كل أمر حتى لو كان للحاكم شعبية خيالية غير متصورة، فالسكوت عنهم لإرضاء الرأي العالم المضلل إثم عظيم يبوء به كل مسلم.
ثانيا:.......
الحركات سواء كانت حركات سياسية أو حركات مسلحة أو حركات مقاومة قد تكون رمزا مضللا وعائقا أمام التغيير، مثل أن تنفذ تلك الحركات عمليات مسلحة ضد أعداء الأمة وتكسب شعبية من ذلك ولكنها في نفس الوقت مثلا تطالب بالديمقراطية وبدولة مدنية أو تعتمد في تمويلها على حكام خونة مجرمين أو تسير في مخططات الكفار والمجرمين أو غيره من الأعمال الغير شرعية من ناحية الشريعة الإسلامية.
إن التعامل مع الحركات يختلف كليا عن التعامل مع الحكام فالحكام بينت وجوب خلعهم ولو هتف الناس بحياتهم، أما الحركات فلا يدعى الناس إلى خلعها ومحاربتها وإنما:
• بيان المنهج الخاطئ الغير شرعي الذي تسير عليه الحركة هي ومثيلاتها من ناحية فكرية بحتة.
• بيان الأمر الغير شرعي الذي قامت به الحركة مثل اتفاق بينها وبين الظالمين.
• بيان الأثر الضار الذي جلبته تلك الحركة على المسلمين من جراء تصرفاتها غير الشرعية.
• بيان خطورة الركون إلى الظالمين وأموالهم.
• وان دعت الحاجة لذكر قادتها فيذكرون من باب تقريع آذانهم أن هذا عمل يدمر وان هذا لا يرضي الله تعالى وان الواجب على أفرادها محاسبة قادتها.
• الطلب من أفراد الحركة العمل على تصحيح الأخطاء التي وقعوا بها.
أما إن وصلت تلك الحركة للحكم فعندها يعامل من وصل للحكم بشخصه لا بحزبه مثلما يعامل الحكام المسلمين يعامل بنصيحته أولا فان لم يستجب يتم التحريض عليه لخلعه وإقامة نظام الحكم الإسلامي (نظام الخلافة) مكانه ولا يربط حزبه به.
إن التعرض للحركات المسلحة أو حركات المقاومة قد يجلب على الشخص سبا وشتما وربما أذى جسدي من قبل تلك الحركات، فمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فليحتسب أمره عند الله تعالى ولا ينجرن إلى أعمال مسلحة يمكن للكفار والمجرمين استغلالها للإيقاع بين أفراد الحركات وبالذات الإسلامية منها.
ثالثا:........
المشايخ أو علماء السوء عندما يكونون منافقين مجرمين يخدمون الحكام الخونة، ويخصص لهم الحكام قنوات إعلامية تبث ما ينفثونه من سموم فان العمل على كشفهم يقوم على:
• تذكيره بتقوى الله تعالى وأن يعود عن تضلليه للناس وإن لم يستجب وهذه الحالة العامة فيهم
• بيان المخالفة التي قام بها العالم في فتاواه المضللة
• بيان سكوته عن جرائم الحاكم
• بيان مسايرته للحاكم في بعض الجرائم
• بيان لفه ودورانه في بعض المسائل مثل مطالبته بمسيرات لنصرة المستضعفين بدل مطالبته بتحريك الجيوش
• بيان سكوته عن حكم الحاكم بالكفر
فالخلاصة أن الهدف هو تنفير الناس من هذا العالم المجرم المضلل للناس، ولا يدعي الناس لقتله أو إيذائه... بل كشفه وفضحه يكفي لتنفير الناس منه ومن كل فتاواه.
رابعا: .....
الوسائل الإعلامية قد تكون هناك بعض القنوات الإعلامية التي تكون تجذب ملايين المشاهدين ولكنها تنفث سموما بين الناس لا يشعر الناس بها، فالعمل الإعلامي أيضا يوجب تعرية هذه المحطة:
• بيان أن الإعلام بوق للنظام ونسف فكرة الإعلام الحر أو المحايد، فإن تم تعرية النظام تم تعرية الوسيلة الإعلامية تلقائيا.
• بيان أن واجب الإعلام نصرة قضايا المسلمين وليس الحيادية كما يتوهم البعض إلا في مواضيع تتطلب حيادية.
• تحليل الأخبار التي تبثها تلك المحطة الإعلامية وبيان كيف أنها تدس السموم بالدسم، وهذا يقتضي متابعة أخبارها وتحليلها للمتابعين من ناحية شرعية.
والهدف في النهاية هو كشف كذب تلك المحطة الإعلامية وأنها تخدم الكفار والحكام المجرمين بما تبثه من أخبار.
خامسا:.....
شخصيات على مختلف التسميات من كتاب أو مفكرين أو محللين سياسيين أو إعلاميين أو مستشارين أو غيره، وهنا إن كان لأحدهم شعبية عالية بين الناس وكانت هذه الشخصية تضلل المسلمين فالواجب أولا نصيحته بالعودة عن هذا الأمر الضار بالمسلمين وإن لم يستجب يتم كشف ما تردده هذه الشخصية من أفكار، وإن اقتضى الأمر التطرق لتلك الشخصية فلا مانع إذا كان خطر تلك الشخصية كبيرا من ناحية تضلل المتابعين له.
والخلاصة أن الهدف من كشف الرموز المضللة هو توعية المسلمين على الأكاذيب التي يبثونها وتوعيتهم لوجوب العمل لإقامة الخلافة وإعادة النظام الإسلامي وان هذه الرموز تخدعهم لإطالة عمر الباطل.
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/575014592841050/?type=3&theater
أساليب خبيثة مضللة يتبعها المجرمون
أسلوب التجريب: وهو أسلوب يتبع لتجريب الأمور المخالفة للشرع عل وعسى أن تصلح الأحوال.
ومعلوم أن تطبيق أي أمر مخالف للشرع لن نجني منه إلا الشقاء حتى لو لم نجربه اعتمادا على السنة الإلهية {ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا} فلا حاجة لي كمسلم لتجريب أمر مخالف للشرع وانتظار النتائج الجيدة، فالنتيجة لي كمسلم معروفة وهي الضنك والشقاء حتى قبل التجريب.
ولكن الإعلام الخبيث والأتباع المضللين يصرون على موضوع التجريب، وهذه بعض الأمثلة على موضوع التجريب:
• عندما وصل مرسي للحكم في مصر وسار على نفس الدستور الوضعي العلماني، النتيجة للعارفين بالسنن الإلهية معروفة سلفا حتى قبل سقوط الإخوان وتجريب سنة كاملة، فالنتيجة هي الشقاء، حيث كان الشخص عندما يتحدث عن خطأ ذلك الأسلوب ومخالفته للشرع ينبري لك الأتباع المضللون بالقول: "يا أخي أعطه فرصة قبل الحكم عليه" وكان يصمون آذانهم ولا يسمعون، والنتيجة هي فشل وإفشال وسقوط مريع ودموي للإخوان ووصول سادة الإجرام في مصر للحكم وقمع كل من يفكر بالثورة في مصر.
• في المغرب وتونس والأردن وغزة في العراق في اليمن في كل مكان وصل فيه الإخوان أو الإسلاميون للحكم على حسب المنظومة الديمقراطية وساروا على نفس الدساتير الوضعية كانت النتائج بعد وصولهم أسوأ مما هي عليه قبل دخولهم الانتخابات، فهم بعملهم هذا من حيث يعلمون أو لا يعلمون يمدون عمر الباطل ويلصق بهم النظام كل قاذوراته ويسكتون الناس عن الثورة على النظام لأن الإسلاميين بدخولهم هذا أعطوا شرعية للمجرمين، حتى أنهم في الأردن صرحوا علنا أن الثورة على الملك خط احمر، والنتيجة التي تهمنا هنا هي أن تجريب دخول البرلمانات على نفس الدساتير مع بقاء جذور النظام موجودة فإن نتيجته ضنك وشقاء وبدون تجريب.
• اجتماعات القمم العربية والإسلامية كونها تصدر من عملاء للغرب فان النتيجة سلفا تكون معرفة وهي خدمة مشاريع الكفار، حتى بدون تجريب نستطيع الحكم على هذا الأمر، وآخر قمة إسلامية في اسطنبول التي خرجت بنتيجة رفض القرار الأمريكي ظاهريا والاعتراف من قبل كل الدول في العالم الإسلامي بأكثر من 80% من فلسطين ليهود والسذج يظنونه انتصارا، والعالمين بإجرام الحكام وعمالتهم يدركون أن أي اجتماع لهم هو مصيبة أخرى على رؤوس المسلمين.
• انتظار الخير من أي زعيم لا يحكم بشرع الله، وهذه مصيبة أخرى، فترى البعض يقول: "حكمة الرئيس" و "الرئيس سيرفض.." و "أردوغان لن يقبل..." و "الملك سيدعمهم بالمال و...."، مع أن العالم بالأحكام الشرعية يدرك قبل أي عمل يقومون به أن النتيجة ستكون خدمة مخططات الكفار حتى قبل أن يقوموا بأي عمل، فلا حاجة لتجريب الحكام، فالحل معهم كما قلت في منشور سابق في نفس الموضوع هو العمل الجاد لخلع الحكام وإقامة الخلافة على أنقاض عروشهم.
• تجريب الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، فمن ظن أن هذه المرة ستختلف عن سابقاتها فهو واهم واهم، فلم يجن المسلمون من هذه المجالس إلا الشقاء، وهذه المجالس أداة بيد الدول الكبرى لتنفيذ سياستها الاستعمارية.
• تجريب اخذ الأموال من الكفار أو من الدول في العالم الإسلامي مثل السعودية وقطر وتركيا وغيره كما في الحالة السورية، فان العالم بان الظالم لا يجوز الركون إليه وان هؤلاء عملاء للكفار، يدرك أن كل من أخذ المال منهم سقط في فخاخهم مهما كان ذكيا متذاكيا، فالقول: "دعونا نجرب ولا تحكموا علينا مسبقا" هو قول ساذج مليء بالنفاق والخيانة، فهذه أمور لا تحتاج تجريب.
والمصيبة الكبرى في هذا الموضوع هي تجريب الأمر مئات المرات والسقوط مئات المرات، وتجد من يقول: "دعونا نجرب" "دعونا نعطه فرصة" "ربما هذه المرة تختلف عن سابقاتها"، فلو أن الأمر جرب مرتين مثلا مع أن هذا لا يجوز شرعا ربما لكان من ناحية عقلية أمرا مقبولا، ولكن المصيبة هي التجريب مئات المرات والوقوع في كل مرة في مصيبة أعظم واشد من سابقاتها.
يتبع إن شاء الله تعالى.....
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/575357906140052/?type=3&theater
أساليب خبيثة مضللة يتبعها المجرمون
أسلوب التأقلم مع الواقع (الواقعيون)
وهذا الأسلوب يستخدم كثيرا من قبل الحركات الواقعية لتبرير أي عمل لها مخالف للشرع، بحجة أن تغيير الواقع مستحيل أو شديد الصعوبة، فلا يبقى أمامهم إلا مسايرة المجرمين لأن ضغط الواقع يفرض عليهم ذلك.
ومن الأمثلة على ذلك:
• الركون للظالمين وأخذ المال والدعم منهم بحجة أن الواقع المظلم يفرض عليك التعامل مع المجرمين واخذ المساندة منهم وإلا فلن تستطيع المقاومة.
• السير في مفاوضات مع العدو بحجة أن ميزان القوى والواقع يفرض عليك السير في تلك المفاوضات وإلا هلكت وأهلكت شعبك.
• مشاركة المجرمين الحكم وبالذات دخول البرلمانات والقبول ببعض الوزارات، والقول أن مشاركتهم والاطلاع على أسرارهم أفضل من ترك الساحة لهم وحدهم يفعلون ما يريدون دون تدخل ممن دخلوا معهم الحكم، وهذا أفضل من الإصرار على تغيير الواقع كليا فالواقع يفرض عليهم المشاركة وإلا بقي الإسلام بعيدا عن الحكم كما يزعمون وهذه اغلبها أطروحات لحركات إسلامية، فهم يرون العمل للتغيير الجذري طرح غير واقعي نهائيا.
• نفور كثير من الناس من العمل لإقامة الخلافة بحجة أن الواقع اليوم لا يسمح لك بإقامة الخلافة.
ويلاحظ أن أصحاب هذا الطرح يكون الواقع مصدر تفكيرهم ويرون تغيير الوقع أمر شبه مستحيل ولا يدركون معنى التغيير الجذري، والفكر الشرعي عندهم شبه معدوم لذلك سرعان ما يقبلوا بأي فتات يلقى إليهم ولو كان كرسيا تحت سطوة الاحتلال وبضعة دولارات يلقمون إياها، وللإعلام دور كبير في الترويج لأطروحات الواقعيين كون الإعلام بالأعم الأغلب يخدم الكفار من وراء ستار، فشيء طبيعي أن يدافع عن أطروحات هؤلاء القوم.
وتصل الحالة بالواقعيين أن يدافعوا عن الواقع المظلم ولو كان هناك طريقا بينا واضحا للتغيير والنصر، لذلك تراهم مع الزمن يعملون على محاربة كل من يعمل للتغيير لأنه يهدد المصالح الآنية الأنانية التي وصلوا إليها من عدوهم.
والواقعيون في العادة يوجدون مشايخ لهم يحرفون الشرع ليوافق هواهم، ويستشهدون بصور وأحداث يبثونها تبين قوة العدو وشدة تدميره لبلاد المسلمين وتعظم قوة العدو كي يقال لا نريد أن يحدث لنا مثل ذلك، فلماذا لا نرضى بالواقع وهذا هو كل ما نستطيع فعله.
يتبع إن شاء الله تعالى....
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/575781746097668/?type=3&theater
---------------------
أساليب خبيثة مضللة يتبعها المجرمون
أسلوب حصر التفكير بأطروحات محددة:
أسلوب يعتمد على تخيير الناس بين أمرين: الأول باطل والثاني باطل، أو الأول إجرامي والثاني هو خطة يريد الغرب تنفيذها، والهدف من هذه الأطروحات صرف أنظار الناس عن الحل الصحيح ومن الأمثلة:
• ماذا تريد الديكتاتورية أم الديمقراطية وهم هنا يريدون صرف الأنظار عن نظام الإسلام الذي يرفض الديكتاتورية والديمقراطية.
• أيهما أفضل أن نتفاوض أم يتم إبادتنا من الكفار وهم هنا يصرفون الأنظار عن إزالة الأنظمة التي هي السبب في خذلان تلك البقعة من العالم الإسلامي ويصرفون الأنظار عن جيوش المسلمين ووجوب تحريضها لقتال الكفار.
• أيهما أفضل أن يصل الرئيس الذي يصلي للحكم أم يصل منافسه المجرم الذي يكره الصلاة وأهلها وهم هنا يصرفون الأنظار عن وجوب خلع النظام من جذوره وحصر التفكير بين شخصين اثنين ويصرفون الأنظار عن أس البلاء والشقاء وهو النظام الطاغوتي المطبق.
وأحيانا يقوم المضللون بطرح خيار ثاني سيء عندما تطرح الحل الصحيح ويعتمون على الفكرة الصحيحة، ومن الأمثلة:
• يجب إزالة أردوغان من الحكم لإقامة الخلافة فيقوم الأتباع والإعلام المؤيد بالقول: "وهل تريد أن يسيطر العلمانيون الكماليون المجرمون على الحكم" ويعتمون على فكرة الخلافة!!!
• عندما تقول أن الحل ليس بالانتفاض في فلسطين مثلا وان الحل أن تتحرك الجيوش لتحرير فلسطين فيقوم الطرف المقابل عن خبث بالقول: "إنك تريد أهل فلسطين خانعين لا ينتفضون" ويعتمون على موضوع تحريك الجيوش.
• وعندما تقول لا يجب أخذ أموال من المجرمين لأنها أموال مسمومة وهي لا تكون إلا بمقابل سياسي وفي الأغلب يكون المقابل خيانة أمتك فيرد عليك الأتباع بالقول: "وهل تريدنا أن لا نقاتل عدونا وتريدنا أن نستسلم" ويعتمون على الثمن الخياني الذي يقدمونه للكفار.
إذن المجرمون والخونة وأحيانا الناس ببساطتها لا تفكر إلا بأمر ين اثنين يتم فرض التفكير فيهما من الكفار والخونة والظالمين، فتجد صعوبة أحيانا في أقناع الناس بالحل الصحيح كون هذا الحل ليس احد الخيارات المطروحة إعلاميا أو من قبل أتباع الحركات التي انحرفت، وهنا يجب أن يكون العمل جادا لشرح الحل الصحيح وبيان زيف الحلول المطروحة من الظالمين.
يتبع إن شاء الله تعالى...
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/576357406040102/?type=3&theater
أساليب خبيثة مضللة يتبعها المجرمون
أسلوب عرض الآثار للتخويف أو للترغيب
هذا الأسلوب يقوم به المجرمون بعرض الكثير من المشاهد عن الدمار والقتل بين المسلمين مثلا ليقوموا بتخويف المسلمين من المطالبة بالتغيير ولكي يبرروا أعمالهم الخيانية وأنهم ما تنازلوا إلا لتجنيب الشعب هذه الكوارث.
وأحيانا تكون الصورة معاكسة حيث يقوم المجرمون بعرض بعض الانجازات المادية أو الاقتصادية أو التنموية لبعض المشاريع أو بعض الانجازات على الأرض كي يوهموا الناس أن الطريق التي سلكوها (الخيانة التي ساروا فيها) أدت لهذا التطور والرخاء.
ومن الأمثلة:
• عرض صور القتل والدماء في سوريا لتخويف الناس من الثورة على الحكام.
• عرض صور المقاتلات الأمريكية وعرض تقنياتها الحديثة كي يتم التصوير أن أمريكا قوة لا تقهر.
• عرض الثائرين أو المقاتلين أو المجاهدين الإسلاميين بصورة بسيطة ساذجة كي يقال أن هؤلاء لا يصلحون لشيء أمام جيش مدرب من الكفار.
• عدم عرض صور القتلى في صفوف الأعداء كي لا يتم تشجيع الكثير من المقاتلين على الانخراط في القتال كي يقول المقاتلون في أنفسهم: "أن قتالهم لم يؤد لأي نتيجة ملموسة"
• عرض مقالات عن التطور الاقتصادي لبلد يحكم بالعلمانية كي يكون مثالا لبلدان أخرى لتحذو حذوه.
• عرض الكثير من المنشآت مثل مدارس أو مستشفيات أو أي منشأة تم بناؤها أو تطويرها كي يقال انظر إلى انجازات السلطة مع أنها سلطة مجرمة تبيع البلاد والعباد للكفار.
وخلاصة هذا الأمر هي أن بعض الخونة يعملون على التأثير على منطقة المشاعر عند الناس كي يقنعوهم بما وقعوا فيه من خيانات وإجرام ومسايرة لأعداء الله، فلو طرحوا فكرتهم بشكل فكري فان الكل سيهاجمهم، ولكن إن طرحوا بعض الآثار المترتبة على خيانتهم فربما يستميلوا الناس لتأييدهم.
يتبع بمشيئة الله تعالى......
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/576823482660161/?type=3&theater
أساليب خبيثة مضللة يتبعها المجرمون
أسلوب شهود الزور
وهو أسلوب يستخدم كثيرا من المجرمين لتأييد رأيهم بآراء لأشخاص يؤيدونهم في فعلهم، فتراهم يقولون لك: قال برأينا الشيخ الفلاني والشيخ ... والعلامة الفلاني والعلامة... والمستشار العسكري الفلاني والمحلل السياسي الفلاني والكاتب والمفكر الفلاني وكلهم يؤيدوننا في رأينا، فهل كل هؤلاء مخطئون أو متآمرون وأنت فقط على صواب حتى تتهمنا بالخيانة؟؟؟؟؟؟
وأحيانا يتم إعلاميا تسريب بعض الأخبار عن وثائق مسربة أو عن تهديدات من العدو لهذه الجماعة الخائنة أو عن مديح من العدو لقوة هذه الجماعة الخائنة.
وأحيانا يتم حشد الجماهير في مظاهرات تأييد لهذه الجماعة الخائنة للقول أن ما فعلته الجماعة ليس خيانة وإنما حنكة سياسية وذكاء والتفاف على خطط العدو والدليل هذا التأييد.
إذن هذا الأسلوب هو أسلوب الإتيان بشهود زور يؤيدون هذه الجماعة في فعلتها الخيانية، أما موضوع النقاش الفكري من ناحية شرعية لما فعلته هذه الجماعة فيتم إهماله ويتم التركيز على المؤيدين ونوعيتهم وعددهم ولا يتم أبدا عرض المسألة على الأحكام الشرعية، لأن خيانتهم ستظهر بكل سهولة من أول نقاش شرعي.
ويجب الحذر هنا من تسفيه الجماهير المؤيدة لهم لأن ذلك سيخلق أعداء لك من قبل الجماهير التي تحاول إقناعها بخيانة تلك الجماعة، ويجب أيضا الحذر من تسفيه أي عالم أو أي كاتب أو أي محلل سياسي بل يجب الرد عليهم كل على حسب تخصصه ردا دون التعرض لشخصه، لأنك مثلا إن اتهمت عالما بالجهل فان الناس لن تصدقك، ولكن إن نقدت رأيه فستجد الكثير من المؤيدين لك في طرحك.
يتبع إن شاء الله تعالى.....
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/577393195936523/?type=3&theater
بعض القواعد الخاطئة أو التي تم تفسيرها بشكل خاطئ
• قاعدة "خذ وطالب": وهذه القاعدة خاطئة من جذورها وتعني خذ ما تستطيع من عدوك أو المجرمين وسالمهم وسايرهم ثم طالب بما تبقى لك من حقوق، وعن طريق تلك القاعدة تم عمل السلام مع يهود، وتمت مسالمة المجرمين والدخول في حكوماتهم، وتم التفاوض مع المجرمين والقبول بما يعطونه للخونة من فتات، وتحول المناضلون لحراس للاحتلال، وتحول الإسلاميون لمدافعين عن العلمانية، وتحول الثوار إلى معارضة شكلية للمجرمين، فهذه القاعدة تعني تنازل للعدو وأعلن أنك ستأخذ الباقي ولو بعد 1000 سنة، المهم اقبل بشروط العدو.
• قاعدة "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت": هذه القاعدة "كقاعدة وليس كآية كريمة" أعطت المبرر للإسلاميين كي يحكموا بالعلمانية بحجة أن هذا أقصى ما يستطيعونه، وهم يدعون أنهم بعد وصول الكرسي سيعملون عن طريق الكرسي لإصلاح البلاد، ولكن التجارب أثبتت أنهم بعد أن وصلوا الكرسي تعلمنوا مثل الحكام ولا فرق بينهم.
وللعلم ما هو مكتوب ليس تفسير للآية التي وردت في القران الكريم [هود 88]، ولكن الوصوليين يستخدمون الآية كذريعة وقاعدة لتنازلهم عن كل ثوابتهم، فقولنا هذا ليس تفسيرا للآية "حاشا وكلا"، بل هو رد على الوصوليين الذي يبيعون ثوابتهم بكرسي معوجة قوائمه حتى لو كان تحت الكرسي بضعة دولارات.
• قاعدة "أهون الشرين": هذه القاعدة لها أصل وأصلها عند من يأخذ بها من الفقهاء أن المسلم إن وقع بين شرّين ولا خيار ثالث أمامه إلا الوقوع في احد الشرين، فيختار أهونهما، مثل شخص خير بين الزنا وبين قتل كل أهله، فهنا قال الفقهاء يزني وهو كاره للزنا ويحمي أهله.
أما المجرمين اليوم فيستخدمون تلك القاعدة لتبرير وقوعهم في المحرمات، مثل أن يقول لك البعض من المقاومين: أمامنا خياران إما الاستسلام للعدو أو الركون للمجرمين والظالمين وموالاتهم كي يدعمونا لمقاومة العدو، وهذا خطأ محض لان أمامهم خيار ثالث وهو ترك المجرمين وموالاتهم وليس عليهم واجب القتال وهم شديدي الضعف، فيتركون الأمرين، لأن القتال مفروض على من عنده قوة، أما هؤلاء فيستخدمونها للقول: أهون الشرين أمامنا هو موالاة المجرمين كي يدعمونا، والواقع أثبت أن دعم المجرمين لهم كان من أجل الوصول لصلح مع العدو وليس دعما لإزالة العدو، وأثبت الواقع كيف أصبحوا ينافقون للمجرمين بحجة أنهم يدعمونهم، وقس عليها الكثير من الأمثلة والتي يعمل هؤلاء المجرمون فيها على تغييب الخيار الشرعي أمامهم ويوهمون عامة الناس أن أمامهم خياران اثنان لا ثالث لهما.
• قاعدة "الدين لله والوطن للجميع": هذه القاعدة تؤسس للحكم العلماني، أي أن الوطن للجميع المسلم وغير المسلم ولهم حق الحكم والتشريع على حسب الأغلبية، ومن أراد الدين فمكان الدين في المسجد أو الكنيسة ولا يدخل الدين في الحياة، أي بالمختصر هذه القاعدة تدعو للعلمانية.
• قاعدة "كما تكونوا يولى عليكم": قاعدة خاطئة وهي تعني أن شدة ظلم الحكام سببه فساد الناس، وهي خطأ من باب أن فساد الحكم سببه عدم الحكم بشريعة الإسلام وان أردنا أن نصلح النظام والحكم فيجب إزالة الحكام الذين يحكمون بغير شريعة الإسلام وإقامة الخلافة نظام الإسلام لإصلاح البلاد والعباد، ومعلوم أن الصواب فيها هو: "إذا صلح الحاكم صلحت الرعية" وعكسها غير صحيح.
وتستخدم تلك القاعدة لإلهاء الناس بصلاح أنفسهم تحت قواعد خاطئة : "أصلح الفرد يصلح المجتمع" و "أقم دولة الإسلام في نفسك تقم على الأرض" وهذا مستحيل للجميع، لأن الناس يرون أنهم يحاولون إصلاح أنفسهم ويفشلون فيقولون لماذا نعمل على إزالة الحكام والفساد منتشر فيتركون العمل لإزالة الحكام ظنا منهم أن المطلوب أن يصلح كل البشر قبل إقامة حكم الإسلام، وهذا مستحيل مستحيل مستحيل، "فلا صلاح للبشر دون تطبيق الإسلام" مهما حاولوا أن يصلحوا أنفسهم، حتى الرسول الكريم وهو خير البشرية أقام نظام الحكم الإسلامي في المدينة وبعدها بدأ صلاح المجتمع في المدينة.
• قاعدة "الكف لا يناطح المخرز": هذه القاعدة صحيحة للأفراد بفرديتهم، ولكن ليست صحيحة لمن يعملون للتغيير، فمن يطلقها في موضوع التغيير فانه يقصد أن لا تعمل لإقامة الخلافة لأن جبهة الحكام أقوى منك، وان لا تعمل للخلافة لان أمريكا ودول الكفر ستبيدك عندما تعلن الخلافة من أول دقيقة، فهم يقصدون بتلك القاعدة أن يوهنوا من عزيمة العاملين للتغيير، أو يبرروا عدم عملهم، أو هكذا يعتقدون أنهم لا يستطيعون العمل للتغيير لأن الظالمين والكفار لن يسمحوا لك بالتغيير.
أقول لهؤلاء: ومتى سمح الظالمون لأهل الصلاح بالتغيير؟؟؟
الجواب: لم يسمحوا لهم أبدا بل دائما يحاربونهم!!
وهل أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة كانت بعد السماح له من قريش والروم والفرس بالعمل أم عمل وهو مستعد لمواجهة العالم؟؟؟؟!!!!
الصواب أنك ما دمت تعمل للتغيير فإنك ستواجه من قبل الظالمين فإن وثقت بنصر الله لعباده المؤمنين وإن سرت بالطريقة الشرعية فحتما ستنتصر وستصل.
• قاعدة "الضرورات تبيح المحظورات" : قاعدة لها وجود في الشريعة الإسلامية، ولكن واضعيها وضعوها لموضوع إن وقع الإنسان في جوع شديد أو عطش شديد يفضي للموت فيجوز له حينها أكل المحرمات من اجل أن يعيش، أما اليوم فعلماء السوء عمموها فأصبح الشخص جبانا من بابا أن الضرورات تبيح المحظورات وأصبح الشخص يأكل الربا من باب الضرورة وأصبح الشخص منافقا من باب الضرورة وأصبح الشخص يتعامل مع الكفار ويقاتل إخوانه من باب الضرورة، وهكذا تم تعميمها من أجل أن يقع الإنسان في المحرمات، ولو قسناها على العموم لما بقي للشريعة الإسلامية وجود ولأصبح كل واقع في الحرام يعلل وقوعه بالضرورة.
هذه بعض القواعد وليس كل القواعد، وهذه القواعد بعضها خاطئ فاسد من الجذور، وبعضها موجود في الشريعة الإسلامية ولكن واضعي تلك القاعدة لم يفسروها كما فسرها المجرمون هذه الأيام، ولذلك يجب دراسة كل قاعدة يقيس الناس عليها أفعالهم دراستها دراسة شرعية وافية للحكم عليها بالخطأ، أو لوضع قيود لتلك القاعدة حسب الشريعة الإسلامية.
يتبع إن شاء الله تعالى.......
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/577823609226815/?type=3&theater
بعض الاستنتاجات الخاطئة التي يجب تصحيحها
• العرب والمسلمين لا يصلحون لشيء: هذه المقولة نسمعها كثيرا من الناس، وهي أن العرب والمسلمين من جراء تكرار رؤية سكوتهم وخذلانهم لبعضهم البعض، يخرج البعض بنتيجة أن العرب والمسلمين لن يقدموا شيئا، وخطورة هذه المقولة هي تقوقع من يعتقد هذه المقولة لأنه في النهاية واحد من العرب والمسلمين، فتراه يتقوقع ويقول لك: "لا فائدة من دعوتك للتغيير فالعرب والمسلمين لا ينفعون لشيء، والدليل الأحداث الأخيرة حيث خذلوا بعضهم وسبوا بعضهم وتقاتلوا، فلا فائدة من دعوتك لإقامة الخلافة بين العرب والمسلمين، فهذا جيل كله يجب تغييره".
وهذا الإنسان يجب تصحيح هذه النظرة السوداوية عنده بإقناعه بأسباب انحطاط المسلمين وتفهيمه أسباب نهضتهم، وان الواجب عليه العمل والنتائج على الله تعالى.
• الرضا بظلم النظام أفضل من الثورة عليه وتدمير البلد: هذه النظرة ينشرها النظام وأتباعه بين الناس ويتلقفها الكثير من الناس، فترى البعض يقول: "الصبر على ظلم الحاكم أفضل من ثورة على النظام المجرم وتدمير البلد، ثم لا ننجح ويصبح وضعنا أسوأ من ذي قبل ملايين المرات"
خطورة هذه المقولة هي أن حاملها يدعو للاستسلام للحكام الخونة وعدم تغييرهم، وهذا الإنسان يجب إفهامه فرضية التخلص من الحكام المجرمين الذين لا يحكمون بالشرع، وإفهامه سبب فشل أو احتواء الثورات، وان الواجب عليه العمل للتغيير بطريقة شرعية لا يوجد فيها سفك للدماء.
• التغلب على قوة الكفار غير ممكنة حاليا ولذلك يجب مسايرتهم: هذه نظرة الواقعيين وهي نظرة فيها خنوع وعدم حب للتضحية والرضا بأقل المكاسب ولو كان فتاتا يسقط من أفواه الكفار على الأرض، وصاحب هذه النظرة عادة يرى قوة الغرب وما لديهم من أسلحة فتاكة ومتطورة وينظر لحكام المسلمين وكيف أنهم ما زالوا يشترون السلاح فيخرج بنتيجة أن الحرب مع الكفار نتيجتها المسبقة هزيمة نكراء للمسلمين، ولذلك يرى أن من يساير الكفار واقعي وان من يدعو للمجابهة حالم واهم يريد تدمير البلاد.
وهؤلاء يجب التكلم معهم أولا بضرورة وفرضية التغيير، وان سبب ضعفنا وتخلفنا العسكري حكامنا لذلك يجب تغييرهم، وإفهامه الطريقة الشرعية في التغيير أنها لا تعني مليشيات مسلحة لمواجهة دول الكفر بل هدم الأنظمة والاستيلاء على كل مقدرات الدولة وإقامة نظام جديد هو نظام الخلافة، ويجب إفهامه أيضا قوة المسلمين القتالية رغم ضعف تسليحهم وجبن وهلع الكفار رغم قوة تسليحهم والأمثلة من العصر الحديث أكثر من أن تذكر.
• نحن أمةٌ ضحكتْ من جهلها الأُمم: هذه النظرة موجودة عند من يرى ويبحث عن السلبيات فقط ، فتراه يرى بعض أهل الخليج ينفقون ملايين على الطعام وهذا ينفق ملايين على الراقصات والمغنيات وهذا يقتل أخاه المسلم لخلاف مذهبي أو على سلطة علمانية تحت حراب الاحتلال... ويرى.. ويرى.. من السلبيات، فيخرج بنتيجة: "كيف تطلب مني التغيير وهذه السلبيات تملأ بلاد المسلمين، هل هكذا مسلمين يستحقون نصرا من الله".
والرد على هذا الإنسان هو بإفهامه أن ما يراه هو نتيجة تطبيق الكفر على المسلمين تخرج تلك الأمور، وان هذه الأمور يركز عليها الإعلام مع قلتها ولا يركز على الإيجابيات مع كثرتها، وان هذه الأمور يجب أن تدفعنا للتغيير لا أن نسب المسلمين وحياتهم وما هم فيه.
• الخلافة ستأتي آخر الزمان فلا داعي للعمل لها: وصاحب هذه النظرة يرى أن الخلافة بما أنها بشرى من الرسول صلى الله عليه وسلم أو إن المهدي من سيقيم الخلافة فلا داعي للعمل لها، وصاحب هذه النظرة يظن الخلافة كالغيث ينزله الله متى شاء، وهذا خطأ محض.
هذا الإنسان يجب أن يفهم أن إقامة الخلافة فرض وان الفرض من ناحية شرعية يحتاج عملا وان هذا العمل يجب أن يكون جماعيا من ناحية شرعية وعقلية، وأما متى تأتي؟ فهذا ما لا نعلمه، فكل ما علينا فعله هو العمل والله يأتي بها على أيدي أناس عاملين، وان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو خير البشرية عمل بجد وكد حتى أقام الدولة في المدينة وانه وصحابته عملوا بكل جد حتى حافظوا عليها وتوسعت في العالم، فإقامة الخلافة أمر يحتاج عملا ولا تنزل من السماء لوحدها، وان المقصر بالعمل للخلافة كالمقصر بأي فرض آخر، لا بل هي تاج الفروض لأنه يتوقف على إقامتها إقامة الدين كله.
• الخلافة ستأتي ولكن بعد زمن طويل جدا قد لا ندركه: وهذه النظرة صاحبها يائس من الأوضاع في بلاد المسلمين، فهو يراها سوداوية جدا، ولذلك لا ينكر على أي عامل للخلافة عمله، ولكنه يستبعد أن يستطيع العاملون لإقامة الخلافة إقامتها في الوقت الحاضر، وصاحب هذه النظرة يجب علاج موضوع اليأس عنده.
........
إذن جزء رئيس من عملك كحامل دعوة وكشخص عامل للتغيير تريد تصحيح أفكار الناس تصحيح هذه النظرات والاستنتاجات الخاطئة المعيقة للتغيير، ويجب عليك بفراستك معرفة ما الذي ينقص الشخص الذي أمامك، فقد يكون مقتنعا مثلا بطرحك ولكنه يائس أو محبط أو يرى المسلمين فاسدين، فعليك معرفة ما هو العائق عند هذا الإنسان لإقناعه بالصواب.
وطبعا هذه أمثلة على بعض النظرات السوداوية أو الاستنتاجات الخاطئة التي إن وجدت عند الشخص جعلته لا يعمل للخلافة وأحيانا تجعله يضع الصخور أمامك بحسن نية منه وهو يظن أنه يحسن صنعا.
يتبع إن شاء الله تعالى....
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/578277269181449/?type=3&theater
أساليب شيطانية
أحيانا الحدث لا يحكم عليه ظاهريا فقط بان يقال بان الدخول في الانتخابات التشريعية حرام ونقف عند هذا الحكم، فهناك أهداف وراء الأحداث يجب إدراكها جيدا، وهذه تعتمد على تحليل الخبر، ولا يستطيع تحليل الخبر إلا المتابع السياسي الواعي على الأحداث، أما الشخص العادي أحيانا فلا يستطيع تحليل الخبر، ويحتاج المحلل السياسي إلى متابعة يومية للأخبار ودراسة كل دولة وأركان حكمها ولمن يتبعون وما هي مصادر قوتهم ومن هم الذين يديرون الحكم حقيقة وما هي الجماعات الفاعلة على الأرض وارتباطاتها وكيفية تفكيرها وغيره الكثير من العوامل ليستطيع الشخص تحليل الخبر وإصدار تعليق صحيح على الأحداث، والشخص العادي يستطيع أن يكون محللا سياسيا وذلك إذا كان عضوا في حزب سياسي مبدئي، فانه عن طريق هذا الحزب سيتوفر له شريان يمده بالتحليلات السياسية.
وهنا لن نطرح موضوع التحليل السياسي، بل سنطرح بعض الأساليب الخبيثة أو الشيطانية التي يتبعها المجرمون والتي لا يدركها إلا الواعون والمحللون السياسيون، وعوام الناس في العادة لا تدرك تلك الأهداف بل تنخدع بظاهر الأحداث.
• الدخول في انتخابات تشريعية أو رئاسية في ظل الأنظمة الحالية لا يجوز من ناحية شرعية، ولكن لا نقف هنا ونقول أن هذا الأمر لا يجوز، فأحيانا يكون النظام في حالة خوف من ثورة عليه فيوعز النظام لبعض الأحزاب وبالذات الإسلامية منها أن تشارك في الانتخابات وتصل للبرلمان، هنا عوام الناس تظن أن الحركة الإسلامية قهرت الحزب الحاكم وأجبرته على القبول بالدخول في الانتخابات ولكن الحقيقة أن الحركة الإسلامية تنفذ خطة الحاكم في تهدئة الناس، وهنا الناس ستنتظر عدة سنوات وهي تنتظر السمن والعسل من تلك الحركة الإسلامية، فتمر السنين ولا يجدون شيئا تغير، فتبدأ الحركة الإسلامية بالقول أن الحاكم لم يمكنها وانه قد وضع أمامها عراقيل كثيرة، فيقول الناس لعلها تتمكن مستقبلا، وهكذا استطاع النظام تهدئة ثورة الناس عليه بدخول تلك الحركة في الانتخابات، وإذا هدأ الناس فان النظام سرعان ما يلفظ تلك الحركة كما يبصق الشخص الدم من فمه.
فالحركة هنا هدأت الناس عن النظام وأمدته بعمر جديد وأمدته بدماء جديدة يغلب عليها الطابع الإسلامي، وهنا استطاع النظام بسبب جهل الناس وخبث قادة تلك الحركة الإسلامية أن يهدأ الناس بطريقة غير مباشرة.
• أحيانا يكون السبب في دخول الانتخابات أن النظام العلماني قد اهترأ كثيرا وفاحت رائحته النتنة ولم يعد هناك أي حدث يقنع به الناس أنه يريد مصلحتهم، فيطلب من بعض الحركات الإسلامية الدخول في الانتخابات حتى يتأمل الناس خيرا في السنين القادمة.
• أحيانا تحصل مظاهرات ضد النظام تريد إسقاط النظام فيوعز النظام لبعض الحركات ومنها حركات إسلامية بالخروج بين المتظاهرين والسيطرة على الهتاف، فبدل المطالبة بإسقاط النظام يحول هؤلاء المجرمون الهتاف ليكون إسقاط الوزير أو حل الحكومة أو إجراء انتخابات، وهنا حرفوا التظاهرات عن هدف جيد وهو إسقاط النظام إلى هدف فرعي يمكن للنظام أن يتعامل معه ويحتويه وهو إسقاط وزير أو رئيس حكومة أو إجراء انتخابات، فيقبل الناس على تلك الحركات وبالذات الإسلامية منها وينسون موضوع إسقاط النظام، وإذا بالحركة الإسلامية تعلن في احد الأيام أنها أجرت مفاوضات مع النظام وقد رضخ لمطالب الجماهير بإجراء انتخابات، فيكون النظام عن طريق هؤلاء الشياطين قد احتوى حركة الناس من حيث لا يشعر الناس.
• في بعض المظاهرات أحيانا يوعز النظام لحركات إسلامية بالدخول فيها حتى يعتمد الناس عليها ثم يأمرها فجأة بالخروج من المظاهرات بحجة أن التظاهرات مخترقة وتسيرها جهات خارجية، وهدف هذه الحركة هو شق صفوف الثائرين ضد النظام بالقول أن الثوار بدؤوا بالتراجع عن الثورة.
• من الأساليب الشيطانية هو وجود بعض الفصائل المسلحة التي تأخذ دعما من المجرمين فتقوم بتنفيذ عمليات نوعية فيظن الناس أنها تجاهد في سبيل الله، حتى إذا قدمت شهداء وقويت شعبيتها وقضت على الحركات الصغيرة، أوعز لها الداعمون بضرورة الجلوس للتفاوض مع العدو لان قوته كبيرة، وان المفاوضات ستقدم نتائج للمقاتلين وللشعب أفضل من الاستمرار في القتال وان الظروف الدولية أجبرتهم على هذا الأمر، وان مسايرة دول العالم أفضل من معاداتها جميعا.
وفعلا تبدأ تلك الحركة بالتفاوض وإعلان الهدن وجلسات التفاوض برعاية دولية وتبدأ تبطش بأي حركة تستمر بمقارعة العدو لأنها في نظرها تهدد السلم والأمن في المنطقة، وفعلا مع الزمن تتحول تلك الحركة إلى حراس للكفر والاحتلال والمجرمين، وهذا ما حصل مع الفصائل الفلسطينية وما تسير فيه كثير من الفصائل السورية في الوقت الحالي.
ومن الأهداف الخبيثة للهدن أحيانا هو تفرغ العدو للقضاء على المخلصين من المقاتلين، فتطلب من حركة مهادنة (خائنة) أن تمدك بالمساعدة فترفض بحجة أن الله أمرها بالمحافظة على الهدن بينها وبين العدو، وتكون تلك مؤامرة وليست هدنة فيتفرغ العدو للنيل من المخلصين أو الرافضين لحلوله الاستسلامية.
• ومن الأساليب الشيطانية أيضا قيام أجهزة المخابرات بقتل مجموعة من حركة مسلحة باسم حركة مسلحة أخرى، والهدف يكون واضحا وهو جر الحركتين للاقتتال ويحصل في كثير من الأحيان الاقتتال بين الحركتين وذلك لارتباط قادة الحركتين بالمجرمين في بعض الأحيان، والأخبث من ذلك والأشد جرما أن كلا الحركتين تقران أن هذا عمل مخابراتي ولكنهم أيضا يتقاتلون من اجل مكاسب أو بسبب اعتقالات بين الحركتين.
فهم هنا يحققون للعدو هدفا إجراميا خبيثا يجعل الناس تسبهم وتسب كل من يفكر بقتال العدو ويصبح القبول بشروط العدو أهون من الاقتتال بين الحركتين.
• من الأساليب الخبيثة والتي يشارك فيها الكثير من الناس أحيانا دون وعي، خروجهم بمسيرات تصرف الأنظار عن الحلول الحقيقية للمشكلة، فما يحصل مثلا في فلسطين من اعتداءات متكررة من يهود على المسلمين... الأصل أن يتم فيه تحريك الجيوش لتحرير فلسطين وهذا هو الحل الوحيد، والذي يمنع الجيوش من التحرك الأنظمة.... إذن يجب العمل على التحريض على الحكام لخلعهم من كراسيهم، ولكن النظام والحركات الموالية له تخرج في مسيرات تسب يهود ومن يدعم يهود مثل أمريكا وتطالب الأمم المتحدة باتخاذ خطوات في هذا المجال.
هذه المسيرات صرفت الأنظار عن الحلول الحقيقة وهي تحريك الجيوش ونفست مشاعر الناس وهدأ الناس واستمر يهود في عنجهيتهم التي لن ينهيها إلا جيوش جرارة تبيد كيان يهود وكل من يواليه.
• من الفطنة أحيانا التساؤل لماذا تسمح الحكومات لحركات خيرية تطعم الفقراء والمساكين بالعمل بينما تمنع حزبا سياسيا يدعو لإسقاط النظام؟؟
قد يتبادر للذهن أن هذا لا يدعو لإسقاط النظام فلا تؤذيه وذاك يدعو لإسقاط النظام فتعتقله؟؟؟؟؟
الجواب ليس بهذه البساطة...!!!
الجواب: أن هذا الذي يقوم بأعمال خيرية يصرف أذهان الناس عن عدم رعاية النظام لأحوالهم، فمعلوم أن رعاية شؤون الفقراء والمحتاجين مسؤولية النظام، وإذا قصر النظام فالأصل محاسبته، أما أن تقوم أنت بعمل هو في الأصل من صلاحية النظام وتجعل الناس تهدأ عن النظام ولا تثور عليه، فأنت في هذه الحالة تقدم خدمة للنظام بطريقة غير مباشرة، إذن لو أردنا أن نجيب على التساؤل مرة أخرى فيكون الجواب:
من يقوم بأعمال خيرية فإنما يقوم بها بإيعاز من النظام المجرم ليصرف الناس ويليهم عن سيئات وإجرام النظام، فهو احد دعائم النظام ولكن بطريقة غير مباشرة، والحزب السياسي الذي يحاسب النظام فإنما يفضح النظام ويمهد لثورة على النظام إذن هذا يجب قمعه بقوة.
والذي لا خلاف فيه إلا عند أعمى البصر والبصيرة أن هذه الأنظمة يجب إزالتها لا ترقيع عيوبها.
------------
هذه بعض الأساليب الشيطانية، وللعلم فإن كل حادث يجب تحليله على حدة وأن لا يعمم إلا إن كان مما يعمم، فمثلا عند دخول حركة إسلامية البرلمان فإن أول أمر يجب تبيانه حرمة المشاركة في المجالس البرلمانية التي تشرع من دون الله فهذا يعمم ولا خلاف فيه، أما الهدف السياسي من ذلك فقد يكون لامتصاص غضب الناس على النظام وقد يكون لمنع ثورة وقد يكون لإطالة عمر النظام وقد يكون لتمرير مشاريع خيانية يوقع عليه الإسلاميون وقد يكون شيء آخر يفهم عند حصول الحادثة.
والنقطة الأخرى أن الحركات الإسلامية أحيانا تدرك الهدف الخبيث للنظام، وأحيانا لشدة غباء قادتها وحبهم للكراسي لا يعلمون أهداف النظام فيدخلون في برلمانات ووزارات النظام فيقوم النظام بخطته ثم يبصقهم من فمه، فتراهم يهيجون وربما يتهمون النظام بأنه مجرم لفترة من الزمن، ثم ينسون ثم يعود لاستخدامهم مرة أخرى وهكذا.... والسبب عدم مبدئية تلك الحركات وإنما سعيها وراء الكراسي، ومن الأمثلة على علم الحركات بأهداف النظام الخبيثة ما حصل مع حركة الإخوان المسلمين في الأردن عندما صرح احد قادتها أن الملك خط احمر، فهذا يدرك ما تقوم به حركته ويدرك الأهداف الخبيثة للنظام من جراء إشراك حركته في البرلمان أو الوزارات أو خروجها في مسيرة ضد بعض الوزراء لا ضد الملك.
وللعلم حصر الأساليب الشيطانية صعب... ولكن طرحت أبرز ما حصل وأبرز ما تكرر –للأسف- رغم وضوحه وضوح الشمس، ونسأل الله اللطف لأمته وأن يفضح كل المنافقين والمجرمين.
يتبع إن شاء الله.....
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/578703552472154/?type=3&theater
بعض التوجيهات
وهذه بعض التوجيهات لمن يعمل في التغيير وبالذات تغيير عقول الناس وتغيير عقول البشر، ويجب أن يعلم أن العقل البشري ليس كالحاسوب إما أن يقبل البرنامج أو لا، فهناك مئات الأبواب والطرق للدخول للعقل البشري، وأصعب شيء تواجهه هو شخص لا يريد أن يقتنع عندها لا فائدة من كل الطرق، ولذلك يجب الصبر على الناس وعلى قلة استيعاب الكثير منهم، وهذا بسبب حجم التضليل الكبير الذي مورس على الأمة الإسلامية طيلة قرون مضت، ومن هذه الأساليب التي يجب أن يعي عليها حامل الدعوة أو العامل لتغيير البشر والمجتمعات البشرية:
• استغل ووجه ولا تحبط: تحصل في الأمة مطالبات كثيرة بالحقوق، وكثيرا ما يغلب على هذه المطالبات الجهل وقلة الوعي، مثل ثورة لتغيير شخص الرئيس ومثل مطالبة الرئيس أن يتدخل ومثل المطالبة بإقالة وزير ومثل مسيرة تطالب المجتمع الدولي التدخل ومثل ثورة جياع وبطون وتوفير فرص عمل وغيرها من الأمور التي يغلب عليها الجهل وقلة الوعي، وأحيانا تكون مسيرة من قبل بعض المجرمين لتحقيق أهداف سياسية لهم.
إن التصدي لكل حركة من تلك الحركات بنسفها ونسف أصحابها بسبب الجهل وقلة الوعي أو تسييرها من قبل المجرمين هذا الأمر سيبني بينك وبين الشعب حاجزا ضخما لا يمكن التغلب عليه، فأنت دائما تحبطهم بقولك: هذا أمر لا يجوز وهذا أمر يسيره الرئيس وهذه المطالبات للمجتمع الدولي لا تجوز وهذه الأمور تخدم الكفار وهذه تجعل للكفار سبيلا علينا وغيرها، فالناس بسبب قلة الوعي عندها لن تلتفت إليك إلا كمثبط لهم ولحراكهم وإلا كشخص ينظر إليهم من قصر عاجي عندها بارع في الانتقادات فقط... عندها سيمقتونك ويلتفون أكثر وأكثر حول المجرمين والمخادعين.
إن الطريقة السليمة للتعامل مع مثل هكذا أمور يكون بـ:
1- الخطب والدروس عن فساد الحاكم ونظام الحكم، وبيان أن سبب المشكلة ليس شخص الوزير بل الرئيس والنظام الحاكم وعدم التعرض لحراك الناس، وأحيانا يمكن القيام بحراك آخر له هتافات صحيحة تبين الفعل الصواب دون مهاجمة حراك الناس الخاطئ.
2- إن خرجت مطالبات للمجتمع الدولي التدخل ضد عدو مجرم فلتكن هناك بالتوازي معها تحركات أخرى تطالب الجيوش بهدم العروش والتحرك لحل القضية والقضاء على هذا العدو.
3- إن حصلت ثورة وكانت مطالبها غير شرعية، فليعمل الواعون على المشاركة بالثورة ورفع شعارات صحيحة كي يتم توجيه الثورة قدر الإمكان.
4- إن حصلت مسيرات بأمر من الزعيم لتضليل الناس فعلاج ذلك الأمر عدم المشاركة بتلك المسيرات، ولكن حديث ودروس وخطب وبيان الحل الصحيح الذي يوجبه الشرع دون تسفيه من خرجوا بأمر الزعيم.
• حاول أن لا تنجر للمراء والجدل واكتفي برسم الخط المستقيم أمام الخط الأعوج: وهذا الأسلوب يتبع أمام شخص لا يريد الوصول للحق، فما عليك إلا أن تضع الحل الصحيح وتترك الشخص المقابل اقتنع أم لم يقتنع، لأن استمرار النقاش سيجعل الأصوات ترتفع وعندها سنكون في جولة مصارعة كلامية ليس إلا.
إن تحديد نقاط النقاش وتحديد مقياس معين للنقاش وتحديد فترة لكل شخص ليدلي برأيه وعدم وجود أطراف أخرى تحضر النقاش أو تحييدهم إن وجدوا سيجعل النقاش يثمر، وان خرج الطرف المقابل عما اتفق عليه فاتركه ولا تنجر معه في المصارعة الكلامية.
• هاجم الفكرة وإياك ومهاجمة الأشخاص إلا إن كانوا حكاما أو رموز ضلال: تحدثت سابقا عن الحكام وعن رموز الضلال ووجوب تعريتهم بأشخاصهم، أما البقية فيجب أن يكون النقاش معهم نقاش فكري، أي مهاجمة الفكرة أو الطرح الذي يطرحه ونسفه من الجذور إن كان بيّن الخطأ، وبيان الرأي الأقوى إن كان للشخص المقابل شبهة دليل شرعي، فمهما حصل من الطرف المقابل كأن أصبح عصبيا أو هاجمك بشكل شخص أو اتهم جماعتك أو بدا بالسخرية فما عليك إلا أن تتركه كما في النقطة السابقة، وإياك أن تهاجمه من الخلف أو تنشر عنه على مواقع التواصل محاولا الانتقام منه فان هذا ليس بالشيء الجيد، بل اتركه واحتسب ما تعرضت له من إساءة عند الله تعالى، فهو في النهاية ليس حاكما ولا رمزا للإجرام كي يتم مهاجمته بشكل شخصي.
• اصبر على الأذى من الناس فإن الأجر على عملك تأخذه من الله وإن هدفك هداية الناس ولك بهدايتهم أجر عظيم: وهذه مهمة جدا ويجب التنبه لها وهي أن عملك للتغيير هو بسبب أن الله أمر المسلم بدعوة إخوته الضالين المخطئين وبيان الحق لهم، فان عملت مبتغيا الأجر من الله على كل شخص تهديه أو تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، فانك ستستمر بدعوتك ولو تعرضت لأشد أنواع الأذى من الناس لأنك تعلم أن كل حرف يخرج من فمك يوزن لك يوم القيامة بالحسنات يوم لا ينفع مال ولا بنون، أما إن كان هدفك شهرة ومركزا ومديحا فان هذا فوق كونه يغضب الله تعالى، فانك ستنتكس عند أول عثرة تتعرض لها.
• العمل الفكري في التغيير بطيء: نعم يجب أن يدرك كل عامل للتغيير أن تغيير طباع البشر وتغيير الرأي العام في المجتمعات ليس بالأمر السهل، فالعقبات أمام ذلك كثيرة منها أن أغلب الناس بسيطة ليس من السهل عليها استيعاب الطروح الفكرية، وأيضا الناس أحيانا تخشى من بطش الظالمين فتعرض عنك، وأحيانا الناس تلتف حول من يقومون بأعمال مادية أو خيرية لان مشاعرهم ترشدهم لذلك ولأنهم يرون أثرا ماديا معجلا بينما التغيير الفكري أمر لا يلامس المشاعر كثيرا وأثره بعيد المنال، والناس أحيانا تراك شخصا كاذبا قبل أي نقاس لأنها ستحكم عليك كما حكمت على أشخاص سابقين خدعوها وضللوها، فتحكم عليك مسبقا كما حكمت على المخادعين بأنك تعمل لمصلحتك الشخصية، وكثرة اشتغال الناس بحياتهم اليومية وتأمين قوت عيالهم سيجعلهم يعرضون عنك حتى لا تهدد هذه الحياة التي يحيونها، ولذلك كما عانى الأنبياء سابقا عليهم الصلاة والسلام فاعلم أن طريق التغيير الفكري صعب وليس بالأمر السهل، ولا أقول ذلك لأحبطك ولكن لتعلم ما أنت مقبل عليه.
• إياك والتفريق بين أطياف المسلمين: إياك أن تميز بين المسلمين، ذلك سني أو ذلك شيعي لا يناقش، أو ذلك إسلامي وذلك علماني لا يناقش، أو ذلك وهابي متعصب لا يناقش أو ذلك صاحب مصلحة... أو.... أو .....
ناقش الجميع فلا تعرف أين سيكون الخير، ولكن بالتأكيد مع نقاش كل شخص حسب ما عنده من أخطاء، فالعلماني انسف له العلمانية من الجذور، وصاحب التوجه الإسلامي أناقشه بطريقة خدمة الإسلام الصحيحة، وصاحب المصلحة احذره أن تفتنه الدنيا عن الآخرة، حتى الكافر أناقشه بفساد عقيدته وأبين له عقيدة الإسلام الصحيحة الصافية النقية .
• ركز على نسف كل المقاييس المخالفة للشرع عند رؤيتك للشخص المقابل لا يفقه حجتك، فأنت ترى أخي أنك تخاطب الشخص بقال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول لك:
ولكن الأفضل أن نفعل ذلك....
إن نتيجة عملك ستكون مدمرة.....
ما تطرحه لن يقبله الكفار.....
هذا الزعيم أفضل من غيره من الزعماء......
وعقلي يقول لي أن كلامك غير صحيح.....
أنا أرى أن هذا الفعل أفضل من أفعالك.....
أنا أرى تقديم الصلاة في المسجد على الفعل الذي تأمرني به....
.....................................
وغيره الكثير من المقاييس التي تعتمد على الحكم العقلي وعلى التحسين والتقبيح العقلي وعلى استشراف النتائج قبل العمل وعلى وضع سلم للأولويات من ناحية عقلية وعلى فهم خاطئ لكيفية إصدار الأحكام الشرعية والاجتهاد فيها، وتدخل أحيانا في النقاش مقاييس نفعية بحتة مثل المصلحة والمنفعة، فما لم تتفق وتصل مع ضيفك أن "الحلال والحرام" هو مقياس المسلم للحكم على الأفعال ولا مقياس غيره فستبقى تدور مع الطرف المقابل دورانا لا تصل فيه لنتيجة.
وغيرها من التوجيهات الكثيرة والتي يمكن أن يستفيد منها كل من يعمل للتغيير.
يتبع ..... (الخلاصة)
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/579122565763586/?type=3&theater
كل ما عرضته هو أمثلة وليس كل شيء، هذا ليدرك الشخص الذي يعمل للتغيير أن هناك أفكارا يجب هدمها ورموزا يجب كشفها وفضحها وأساليب يجب التحذير منها وقواعد يجب تصحيح فهمها أو نسفها إن كانت بينة الخطأ وشياطين يجب الحذر في التعامل معهم ويجب تحذير الناس من مكرهم، ويجب أن يدرك العامل للتغيير أن بعد الناس عنه أحيانا ليس بسبب أنه مخطئ بل لعدم فهم الناس لطرحه، وما عليه إلا الاستمرار والكد في إقناع الناس بفكره الصحيح وعدم مهاجمة الناس واتهامهم مهما بدر منهم، والاهم أن يحتسب عمله عند الله تعالى لا يبغي منه شهرة أو مصلحة دنيوية أو مديحا من الناس.
وفي الخلاصة وضعت بعض التوجيهات لكيفية التعامل مع الطرف المقابل أثناء الحوار معه، لعل وعسى أن ينفع الله بهذا الجهد البسيط كل من يعمل للتغيير.
وما وجدتم من خطأ في الموضوع فهو مني وأسألكم النصيحة والتوجيه، وما وجدتم من خير فهو بفضل الله وكرمه ومنته وبفضل الحزب (حزب التحرير) الذي بناني وأنشأني أفضل نشأة، والحمد لله أولا وأخيرا على كل أمر.
الدعاة بين العمل الفردي والعمل الحزبي
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5808
=======
من المفاهيم المضللة التي سعت عمائم الطاغوت إلى زرعها في عقول الناس هو أن المسؤول عن فساد الحكام هو الأمة!!
فإن ظلم الحاكم وجار، صوبنا أصابع الاتهام إلى المظلوم وقمنا عليه نجلد ظهره!!
ولا يقتصر أثر هذا المفهوم المضلل على مجرد إخراج الطاغوت من قفص الاتهام ووضع الأمة مكانه، بل يحميه من أية مساءلة مستقبلية ويبقي ظلمه ساريا مستشريا إذ يطرح هذا المفهوم حلا واحدا لإزالة ظلم الظالمين وهو أن نوطد علاقتنا مع الله وننتظر...، فإن بقي حكامنا في غيهم أو ازداد، فإنها إشارة على أن عبادتنا الفردية ليست كافية وفساد طويتنا لم تتغير بدليل بقاء هؤلاء!!
فمقياس صلاح الأمة هو صلاح الحكام، ودلالة ظلم الحكام هو ظلم الرعية....
وهكذا وبمنتهى البساطة تُكفُّ كل يد تمتد إلى الحكام بالتغيير، وتقطع كل إصبع تشير إليهم بالاتهام، بل توجه كل السهام إلى صدر المعتدى عليه حصرا.
فهل حقا كما نكون يولى علينا؟
إن كان الأمر كذلك، لماذا قام الأنبياء في وجه فرعون والنمرود وأبي جهل؟!
لماذا لم يتهم عبد الله بن الزبير مسلمي الحجاز في علاقتهم مع الله عندما وقف في وجه يزيد..؟
لماذا لم يقل الحسين لأهل مكة والكوفة (كما تكونوا يولى عليكم) بدل ان يقوم لمواجهة ظلم حكامهم...؟
والحقيقة هي أن هذا النص الضعيف ما كان ليشتهر هذا الاشتهار لولا الأيادي السوداء التي تعبث بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بل وتكذب عليه جهارا نهارا.
فهذا الحديث قد ضعفه غير واحد من أهل العلم، منهم من المتقدمين الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله ومن المتأخرين الشيخ الألباني رحمه الله فقد جمع طرقه في سلسلة الأحاديث الضعيفة 1/490، وحكم عليه بالضعف. ثم قال: (والواقع يكذبه، فإن التاريخ حدثنا عن تولي حكام أخيار بعد حكام أشرار والشعب هو هو.). بل قال الشوكاني (في إسناده وضاع وفيه انقطاع).
أما من ناحية المعنى فيناقض هذا الفهم صريح القرآن وصحيح السنة وثابت نهج سلف الأمة وخلفها، هذا بالإضافة إلى الواقع المشاهد والتاريخ الذي يقرر بأن الفساد يضرب الرأس ثم يسري إلى الأطراف فيفسدها عضوا عضوا، ولا يشفى الجسد بمعالجة الأطراف ما لم يعالج الرأس ابتداء.
أدلة القرآن:
يوضح القرآن هذا المعنى بشكل بَيِّن في قوله تعالى ( وأضل فرعون قومه وما هدى )
وفي قوله (وقالوا ربَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا، رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا )
وقوله (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ۖ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ)
ولذلك نجد تركيز القرآن على اللقطات التي تسطر وقوف الأنبياء وأتباعهم في وجه ملوك السوء تحديدا، فتبرز مناظرة سيدنا موسى لفرعون وسحرته، ومجادلة إبراهيم للنمرود وآله، وتحدي شباب الكهف للملك دقيانوس وجنده....
ولم يقل أحد هؤلاء الأخيار لقومه إننا بُلينا بالفراعنة بسبب معاصينا والسبيل الوحيد للتخلص منهم هو أن نغلق علينا أبواب بيوتنا ونعبد الله في خاصة أنفسنا...!!
وبالطبع فإن أصحاب هذا الطرح عندما يتكلمون عن عبادة الله فهم لا يعنون إلا العبادة الفردية في البيت أو المسجد، فلا يتكلمون عن أوامر الله التي توجب محاسبة أمراء السوء ولا عبادة تحكيم شرائعه... وكأن هذه الأمور مستثناة من العبادة المطلوبة في مواجهة ظلم الحكام.
أدلة السنة:
أما السنة فذاخرة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بمواقف العزة التي توجب الخروج على الظلم ومحاسبة أهله، قال صلى الله عليه وسلم(إذا رأيت أمتي تهاب فلا تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منهم) كما تشير الأحاديث الصحيحة إلى أن جور الحاكم ينسحب على سائر واجبات الدين فيحلها وينقض عراها.
قال صلى الله عليه وسلم: ((لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضاً الحكم، وآخرهن الصلاة)) أخرجه الإمام أحمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير وابن حبان في صحيحه.
وكان صلى الله عليه وسلم يكثر في رسائله إلى الملوك من قول: (أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن أبيت فإنما عليك إثم الأريسيين... أو إثم القبط...أو إثم القوم الذين يحكمهم هذا الملك) وفي هذا بيان لا يبقي شبهة لمشتبه بأن إسلام الملك سيؤدي إلى إسلام قومه فينال الأجر مرتين (أجره وأجر قومه الذين أسلموا بإسلامه)، وبأن ضلاله سيضل قومه أيضا فينال إثمه وإثمهم.
ولعل الواقع المُشاهد والذي لا يكاد يحتاج إلى تدليل هو أن الحاكم إذا كان فاسدا فإنه لن يقرب إلى بلاطه الفقهاء ولا الأتقياء إنما سيتخذ من أهل الجور والهوى وعبدة المال وزراء وقراء ومستشارين، أما إعلامه فبداهة لن يسلط الأضواء على الدعاة والمجاهدين ولا أهل القرآن، بل سيعلي شأن الماجنين والماجنات، الأحياء منهم والأموات...! وسيُظهر الشعب كأنه شعب راقص فاجر مهما كان فيهم صالحون مصلحون.
مصر مثلا، كانت بلدا نصرانيا، فتحها عمرو بن العاص فصارت إحدى أبرز حواضر الإسلام، وبعد تولي العلمانيين حكمها غدت بلدا علمانيا بالرغم من ملايين المسلمين فيها.
نفس الحال ينطبق على تركيا، البلد الذي انتقل من النصرانية إبان القسطنطينيين، إلى أن أصبح عاصمة دولة الخلافة في حكم الخلفاء، واليوم هو رمز من رموز العلمانية بعد أن غير حكمه أتاتورك وأتباعه!!!
فهل أهل مصر اليوم يرضون بعلاقات حكامهم مع يهود؟!! أم هل يرضى أهل تركيا اليوم بتعاون حكامهم الآثم مع الغرب؟!!
أدلة من عهد الراشدين:
هذا وقد فهم أعظم تلامذة الرسول صلى الله عليه وسلم منه هذا الأمر جيدا فسطروه في أجمل مواعظهم وأجلِّ دروسهم.
أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه:
من ذلك ما رواه البخاري عن قصة المرأة الأحمسية التي التقت الخليفة أبا بكر رضي الله عنه فقالت (ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية؟ قال بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم..) وقد شرح ابن حجر هذا الأثر عن أبي بكر فقال، قوله : ( أئمتكم )
أي لأن الناس على دين ملوكهم , فمن حاد من الأئمة عن الحال مال وأمال .
الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه:
أما الفاروق عمر فقد أوضح هذا المعنى في عدد من النصوص، نقتطف أهمها:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "توشك القرى أن تخرب وهي عامرة، قالوا: كيف تخرب وهي عامرة ؟ قال: إذا علا فجارها أبرارها وساد القبيلة منافقوها"
وقال أيضا ((إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَزَالُوا مُسْتَقِيمِينَ مَا اسْتَقَامَتْ لَهُمْ أَئِمَّتُهُمْ وَهُدَاتُهُمْ))
علي رضي الله عنه:
وقد ذكر ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية أيضاً عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعدما أن أرسل إليه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه غنائم الفرس على كثرتها وعظمتها:
إن عمر لما نظر إلى ذلك قال: إن قوماً أدوا هذا لأمناء. فقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إنك عففت فعفت رعيتك، ولو رتعت لرتعت.
هذا كان فهم الراشدين السابقين من سلف الأمة المبارك الذي أمرنا الرسول بإتباع سنته وسنتهم وأن نعض عليها بالنواجذ فما بال أدعياء إتباع هذا النهج اليوم قد غيروا وبدلوا وحادوا عن النهج؟!!
أما فهم اللاحقين فلم يختلف عن جادة السلف في شيء:
يروي الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية مقطعا يبرز تأثر الشعب بحاكمه خيرا إن كان من أهل الخير أو غير ذلك إن كان غير ذلك.
يروي عن حكام بني أمية فيقول:
وكانت همة الوليد في البناء وكان الناس كذلك يلقى الرجل الرجل فيقول :ماذا بنيت؟ ماذا عمرت؟
وكانت همة أخيه سليمان في النساء وكان الناس كذلك يلقى الرجل الرجل فيقول: كم تزوجت؟ ماذا عندك من السراري؟
وكانت همة عمر بن عبد العزيز في قراءة القرآن وفي الصلاة والعبادة وكان الناس كذلك يلقى الرجل الرجل ،فيقول :كم وردك؟ كم تقرأ كل يوم ؟ماذا صليت البارحة؟.
الشعب نفسه يتغير بتغير همم حكامه!! ومما تقدم يتبين كم للراعي من تأثير على الرعية، فالدولة تهيمن بمفاهيمها ونظمها على جميع مرافق الحياة فيصطبغ الناس بصبغتها أو يُجبرون..
وأخيرا ينتصب الإمام ابن تيمية رحمه الله ليأكد نفس الفهم الذي حفظه من سلف أمته فيقول في مجموع فتاويه: ومعلوم أنه إذا استقام " ولاة الأمور " الذين يحكمون في النفوس والأموال استقام عامة الناس .
كل ما سبق يوضح جلية الأمر ويبين أن أصل فساد الأمم هو حكامها وسادتها، وهم مصدر صلاحها إن صلحوا، وأن تحميل بعض الخطباء والدعاة والمصلحين المسؤولية على الناس بأنهم هم سبب ما بهم من شقاء وظلم وبعد عن دين الله، فيه ظلم وتجنِّ كبير على الناس، لصالح هؤلاء الحكام الذين يندر أن يمسهم أحد بكلمة أو نصح وتوجيه، ولعل ما صح عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه في قوله:
" إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"، يحسم الأمر
هذا ولا تعارض البتة بين هذا الهدي النبوي وبين قوله تعالى ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) فالله سبحانه يقرر واقعا ثابتا وهو أن الظالمين أمة من بعض لا يتولى الظالم إلا ظالم مثله، ولكن ما شأن المظلوم الذي يكتوي بنار هذا الظالم وأوليائه وأعوانه؟!!، هل نحكم عليه أم نعينه على رفع الظلم وتغيير الطغمة التي تأكل حقه وتعطل شرع ربه كما هو توجيه الرسول ودأب أعلام الأمة ورجالها؟!
ما أكثر الشبهات التي يلقي بها الطغاة فيزرعها علماؤهم عراقيل في طريق الأمة للتغيير!!
اللهم عليك وحدك التكلان، وأنت وحدك المستعان، لا تبقي عقبة في طريق أمتنا إلا ذللتها، ولا شبهة في عقول قومنا إلا انتزعتها برحمتك ومنِّك يا حنان يا منان.
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/582213292121180/?type=3&theater
ألف باء ثورة: هكذا تنجح الثورات في تحقيق أهدافها؟
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5825&hl=
صنم الوطن
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5824&hl=
عبادة العجل في العصر الحديث
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5831
التفكير من داخل قارورة الحكم الجبري
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5857
مرض فكري يصيب بعض الأشخاص، وهو يضفي عليهم صفات تجعلهم مكروهين من قبل الناس، وتظهر عليهم علامات النفاق، وهو يشبه مرض الشيزوفرينيا (الانفصام في الشخصية)، ولكن سبب ذلك المرض الأوطان والأعلام التي صنعها لنا الكفار.
ومن الأمثلة على المرضى بهذا المرض، غضب عند شخص من فلسطين لأن فلسطيني قتله يهود وعدم اكتراثه بمئات القتلى في سوريا، وكذلك الأمر غضب شخص من اليمن لمقتل شخص في اليمن وعدم اكتراثه بمقتل مسلمي الروهينجا، وقس على ذلك الصور الكثيرة التي تراها في العالم الإسلامي.
ومن أسباب ذلك المرض:
• الحدود الوطنية والأعلام الوطنية والإعلام الوطني والشخصيات الوطنية التي تنشر هذا المرض.
• عدم فهم أن الوطنية هي رابطة جاهلية وكل ما يصدر عنها جاهلي.
• قيام الحكومات في العالم الإسلامي بالتنكيل بمسلمين من بلاد مجاورة مما يولد الكره اتجاه ذلك البلد وأهلها.
• العداءات بين بلد وآخر مما يولد الكره بين الشعبين المسلمين في هذين البلدين.
ولعلاج هذا المرض:
• الوعي أن الوطنية وجميع مخلفاتها هي من الجاهلية والكفر ولا علاقة لها بالإسلام.
• الوعي أن المسلمين امة واحدة من دون الناس وان رايتهم واحدة هي راية العقاب وان الدولة التي توحدهم وتجمعهم هي دولة الخلافة.
• الانضمام لأحزاب إسلامية مبدئية لا تعترف بحدود الوطن ولا بأعلام الوطن ولا تعترف بحدود لتنظيم أفرادها بين منطقة ومنطقة في العالم كله، وعدم الانضمام لأحزاب وطنية أو قومية أو أحزاب وطنية أو قومية بصبغة إسلامية، أو أحزاب إسلامية تعترف بالحدود والسدود وبالوطنيات والأعلام الحالية، فهذه كلها الانضمام لها يوجد هذا المرض.
أعراض هذا المرض:
• عدم اكتراث المسلم بما يصيب إخوته المسلمين في البلاد المجاورة حسب التقسيمات الوطنية الحالية
• الاستعداد لحرب إخوته المسلمين في البلاد المجاورة
• النظر نظرة دونية لإخوته المسلمين من البلاد المجاورة
• تأييد مجرمين من بلاد مجاورة... تأييدهم في قتل مسلمين أبرياء وذلك لأنهم قدموا لوطنه بعض المساعدات، مثل عمل حكومة حماس عند تأييدها لحكومة إيران وذلك بسبب دعمها لحركة حماس.
• سب شعب كامل من المسلمين وذلك لأن حكومة ذلك الشعب اتخذت مواقف سيئة اتجاه بلد آخر، مثل سب البعض للشعب السعودي أو المصري أو الإماراتي وذلك لان حكومتي تلك البلاد لها مواقف سيئة جدا اتجاه بلاد كثيرة.
هذا المرض له نتائج وخيمة على المسلمين بشكل عام، ومن نتائجه المدمرة:
• الإثم الشديد بالمناداة برابطة جاهلية حرمها الإسلام وبكل تبعاتها.
• الضعف للبلد في كل المجالات عند التمسك بالرابطة الوطنية التي تفرق المسلمين ولا تجمعهم، فأين قوة قطر أو البحرين أو الأردن أو تونس أو.... بالمقارنة لو توحدت تلك الدول وتم هدم الرابطة الوطنية.
• سهولة استفراد الكفار المستعمرين بالبلاد وهي مفرقة مشرذمة.
• بقاء البلاد المجاورة ساكتة عما يصيب إخوتهم من قتل ودمار بحجة عدم جر البلد لحرب لن يستفيد منها البلد مثل ترك الحكام الخونة لفلسطين أو لسوريا تقتل وهو ينظرون بحجة أنهم لا يريدون إدخال البلاد في دوامة حروب لا فائدة منها.
هذا المرض لن يزول بشكل كامل إلا بعد هدم كل العروش الحالية في العالم الإسلامي وهدم كل الحكومات الوطنية ودوس كل أعلامهم بالأحذية في الطرقات وإقامة نظام الخلافة في العالم ورفع رايته راية العقاب عالية خفاقة فوق ربوع العالمين، فعندها يصبح جميع المسلمين في بلد واحد وعندها وبسياسة الإسلام العادلة وعدم التمييز بين فئة وفئة لن يكون هناك فرق بين مسلم مصري او فلسطيني أو سوري أو صومالي أو أفريقي أو اسود أو أبيض إلا بتقوى الله تعالى.
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/601979056811270/?type=3&theater
مرض فكري يصيب بعض الأشخاص، وهو يضفي عليهم صفات تجعلهم مكروهين من قبل الناس، وتظهر عليهم علامات النفاق، وهو يشبه مرض الشيزوفرينيا (الانفصام في الشخصية)، ولكن سبب ذلك المرض الأوطان والأعلام التي صنعها لنا الكفار.
ومن الأمثلة على المرضى بهذا المرض، غضب عند شخص من فلسطين لأن فلسطيني قتله يهود وعدم اكتراثه بمئات القتلى في سوريا، وكذلك الأمر غضب شخص من اليمن لمقتل شخص في اليمن وعدم اكتراثه بمقتل مسلمي الروهينجا، وقس على ذلك الصور الكثيرة التي تراها في العالم الإسلامي.
ومن أسباب ذلك المرض:
• الحدود الوطنية والأعلام الوطنية والإعلام الوطني والشخصيات الوطنية التي تنشر هذا المرض.
• عدم فهم أن الوطنية هي رابطة جاهلية وكل ما يصدر عنها جاهلي.
• قيام الحكومات في العالم الإسلامي بالتنكيل بمسلمين من بلاد مجاورة مما يولد الكره اتجاه ذلك البلد وأهلها.
• العداءات بين بلد وآخر مما يولد الكره بين الشعبين المسلمين في هذين البلدين.
ولعلاج هذا المرض:
• الوعي أن الوطنية وجميع مخلفاتها هي من الجاهلية والكفر ولا علاقة لها بالإسلام.
• الوعي أن المسلمين امة واحدة من دون الناس وان رايتهم واحدة هي راية العقاب وان الدولة التي توحدهم وتجمعهم هي دولة الخلافة.
• الانضمام لأحزاب إسلامية مبدئية لا تعترف بحدود الوطن ولا بأعلام الوطن ولا تعترف بحدود لتنظيم أفرادها بين منطقة ومنطقة في العالم كله، وعدم الانضمام لأحزاب وطنية أو قومية أو أحزاب وطنية أو قومية بصبغة إسلامية، أو أحزاب إسلامية تعترف بالحدود والسدود وبالوطنيات والأعلام الحالية، فهذه كلها الانضمام لها يوجد هذا المرض.
أعراض هذا المرض:
• عدم اكتراث المسلم بما يصيب إخوته المسلمين في البلاد المجاورة حسب التقسيمات الوطنية الحالية
• الاستعداد لحرب إخوته المسلمين في البلاد المجاورة
• النظر نظرة دونية لإخوته المسلمين من البلاد المجاورة
• تأييد مجرمين من بلاد مجاورة... تأييدهم في قتل مسلمين أبرياء وذلك لأنهم قدموا لوطنه بعض المساعدات، مثل عمل حكومة حماس عند تأييدها لحكومة إيران وذلك بسبب دعمها لحركة حماس.
• سب شعب كامل من المسلمين وذلك لأن حكومة ذلك الشعب اتخذت مواقف سيئة اتجاه بلد آخر، مثل سب البعض للشعب السعودي أو المصري أو الإماراتي وذلك لان حكومتي تلك البلاد لها مواقف سيئة جدا اتجاه بلاد كثيرة.
هذا المرض له نتائج وخيمة على المسلمين بشكل عام، ومن نتائجه المدمرة:
• الإثم الشديد بالمناداة برابطة جاهلية حرمها الإسلام وبكل تبعاتها.
• الضعف للبلد في كل المجالات عند التمسك بالرابطة الوطنية التي تفرق المسلمين ولا تجمعهم، فأين قوة قطر أو البحرين أو الأردن أو تونس أو.... بالمقارنة لو توحدت تلك الدول وتم هدم الرابطة الوطنية.
• سهولة استفراد الكفار المستعمرين بالبلاد وهي مفرقة مشرذمة.
• بقاء البلاد المجاورة ساكتة عما يصيب إخوتهم من قتل ودمار بحجة عدم جر البلد لحرب لن يستفيد منها البلد مثل ترك الحكام الخونة لفلسطين أو لسوريا تقتل وهو ينظرون بحجة أنهم لا يريدون إدخال البلاد في دوامة حروب لا فائدة منها.
هذا المرض لن يزول بشكل كامل إلا بعد هدم كل العروش الحالية في العالم الإسلامي وهدم كل الحكومات الوطنية ودوس كل أعلامهم بالأحذية في الطرقات وإقامة نظام الخلافة في العالم ورفع رايته راية العقاب عالية خفاقة فوق ربوع العالمين، فعندها يصبح جميع المسلمين في بلد واحد وعندها وبسياسة الإسلام العادلة وعدم التمييز بين فئة وفئة لن يكون هناك فرق بين مسلم مصري او فلسطيني أو سوري أو صومالي أو أفريقي أو اسود أو أبيض إلا بتقوى الله تعالى.
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/601979056811270/?type=3&theater
هي الحركة التي يكون القران والسنة منهجا لها قولا وعملا لا مجرد شعارات ومزايدات
هي الحركة التي توالي الله ورسوله والمؤمنين وتتبرأ من الكفار وحكام المسلمين وكل الظالمين
هي الحركة التي تدعو لإقامة حكم الله في الأرض خلافة راشدة على منهاج النبوة
هي الحركة التي تحارب الديمقراطية والعلمانية والدولة المدنية وكل الشرائع البشرية
هي الحركة التي لا تركن إلا لله وللمؤمنين ولا تركن لكافر أو حاكم ظالم او أي مؤسسة دولية
هي الحركة التي لا تتلقى أي دعم أو مدد أو مال من أي كافر أو حاكم أو عميل مجرم أو أي جهة خارجية.
هي الحركة التي لا تسمح للمجرمين بالتدخل في شؤونها
هي الحركة التي تفض الخصومات بين أفرادها وبينها وبين الآخرين بناء على شرع الله فقط.
هي الحركة تضم افرادها بناء على اقتناعهم بالفكرة لا بناء على مال او جاه او منصب او منفعة.
هي الحركة التي تثبت على فكرتها الإسلامية ولا تتبدل أو تنحرف مع الزمن أو مع الضغوطات.
أما غير ذلك فهي حركة إسلامية غير متميزة ستسقط مع الوقت وستضر أكثر مما تنفع.
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/604259673249875/?type=3&theater
الصد عن إقامة الخلافة بين المؤامرة والقدرية الغيبية
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5915
المال الخارجي والسيطرة على القرار
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5933
الحديث حسب المناسبات نهج قراني
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=6207
-----------
جملة ما أكثر ما نسمعها من يائسين ومحبطين وأحيانا من مرجفين مشككين، جملة نسمعها عندما نهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، جملة نسمعها عندما نهم بمحاسبة المجرمين والخونة والمسؤولين إن قصروا بواجباتهم، جملة نسمعها إن أمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر، جملة يعقبها القول أن أمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر هو إطالة للسان وإثارة للفتن ونشر للتفرقة ومدفوع من الأعداء.
كل كلامك على الفاضي يقولها لك إنسان بحسن نية أو بسوء نية لينهاك عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليقول لك: لو أمرت ملايين المرات فلن يتغير الواقع، فاسكت خيرا لك، ولا تعرض نفسك للأذى.
جملة تدل على أن صاحبها مستسلم للواقع وللمجرمين ولا شأن له بهم، المهم أن يأكل ويشرب ويجنب نفسه أذى المجرمين.
لا يريدونك أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لأن ذلك بنظرهم لن يفيد، فهم يرون أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ان لم يعقبه استجابة فالتوقف التوقف وإلا اصبح كلامك على الفاضي.
لم يعوا قصة اصحاب السبت ولا قصة يونس عليه السلام ولا قصص الانبياء في التغيير، وإنما انقادوا للمرجفين والمشككين والمستسلمين في نظريتهم القاتلة "كل كلامك على الفاضي"
يعتبرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ان طال كلام على الفاضي، ويعتبرون السكوت عن المجرمين والخونة حكمة وذكاء وسلامة.
ليتهم يسكتون فيستمعون فلا يتكلمون ولكنهم يهاجمون الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر بالقول لهم اسكتوا ولا تتكلموا لأن كل كلامكم على الفاضي.
حسن عطية
https://www.facebook.com/225500671139291/photos/a.231726000516758.1073741828.225500671139291/653206975035323/?type=3&theater
Powered by Invision Power Board
© Invision Power Services