تابعوا معنا على حلقات
ألمصدر : منتدى الزاهد
أنا أيمن القادري
ابن الشيخ أحمد رؤوف القادري مفتي قضاء راشيا في البقاع- لبنان وُلِدت في 25 حزيران 1966فأنا الآن في الثانية والأربعين من العمر.وقد بدأت تدريس مادة اللغة العربية في صيف 1988وكنت في العام الجامعي الثالث في كلية الآداب.وبعد الحصول على الإجازة عام 1990 أكملت الدراسات العليا فحصلت على الماجستير عام 1994. وكنت قبل ذلك قد تزوجت [عام 1992] وعاركت الظروف القاسية حتى حصلت على الدكتوراه وذلك عام 2006. وقد تطوَّرت في التعليم من مدرس للمراحل المتوسطة إلى مدرس للمراحل الثانوية، كما درَّست في إحدى الجامعات الإسلامية 9 سنوات، وأنا الآن منسِّق ومشرف على معلِّمي اللغة العربية في إحدى المدارس الخاصة. وأما الشعر فلي معه قصة جميلة فأنا من أسرة عاشت بين الأوراق وعاثت في أضلعها الحروف ومزَّقت من لياليها الكلمات. وأكثرُ مَن أسكرَني السكرَ الحلالَ مِن دنان الإبداع: أبي. فكان يترنَّم أمامي بأبيات الشعر العذبة في كل حين حتى حفظت منها ما حفظت وكان يروي لي أعذب القصص عن شعراء العرب حتى باتوا النجوم التي تجول فوق مخدتي إذ أنام... وكان رجل موقف، .. ودفع الأثمان الغالية، وسدَّدت شيئاً من هذه الفواتير! لكنه غرس فيّ ما هو أهمّ من المال، غرس شجرة الإخلاص للقضية..
وكتبتُ الشعر عام1982 ولي من العمر 16 عاماً: وكان العام الذي اجتاحت فيه دويلة اليهود لبنان في ظل الصمت العربي المألوف!!
ألمصدر :منتدى الزاهد
الشاعر: أيمن القادري
صُراخُكِ في الظلماء زلزلَ مضجعي ... وأيقظ آلامي التي هجعتْ معي
صراخكِ من تحتِ التراب يهزُّني ... يدوّي دوياً باتَ يخرِقُ مسمعي
تُدمدِمُ جدرانُ المقابرِ كلِّها ... تردّد أصداءَ النداء المروِّعِ
فتاةٌ بحدّ السيفِ ماتتْ شهيدةً ... ولم تثأرِ الأعرابُ أو تتوجَّع
وأصبحَ جثمانُ الفتاةِ على الثرى ... تمزَقُه الأنيابُ دونَ تورّعِ
ولم تلقَ من يرضى بدفنِ ضلوعها ... إلى أن حَنا سيلٌ بكاها بأدمعِ
فغارتْ إلى عمقِ التُرابِ وأخلدتْ ... إلى النومِ أجيالاً بغير تقطّعِ
فما أزعجَ الآنَ الفتاةَ وردَّها ... إلى عالمٍ تخشاهُ خِشيةَ مصرعِ؟
صُراخُكِ سرٌّ فاكشِفي عن نقابِه ... أأندلسُ الحمراءُ رفقاً بأضلعي
لقد كان يُحييني قيامُك حرّةً ... فلمّا نهضتِ اليوم تمتمتُ:ارجعي
أجيبي.. أجيبي.. مالِقلبِكِ موجَعاً ... وما لأنينِ الليل قاسي التفجُّعِ؟
أجابتْ بصوتٍ كاد يخنقُه الأسى ... ولكنّه ضارٍ كرعدٍ مُلعِلعِ:
«لقد قتلوني يوم داسُوا كرامتي ... وأُسقيتُ سُمّاً كان مُرَّ التجرُّعِ
وأُسلمتُ للأعداءِ كالنعجةِ التي ... تُزَفُّ إلى ذئب خَميصٍ مجوَّعِ
فلمّا رضيتُ القتلَ لم يرضَ قاتلي ... وكلّفني رُعباً وذُلَّ تضرُّعِ
كذا بين غربيِّ وأبناءِ يعرُبٍ ... قضيتُ وَرُدْتُ القبرَ دون مشيِّعِ
تمرُّ على قبري جيوشٌ كثيفةٌ ... تفتّشُ عن مجدي القديمِ المضيَّعِ
- - -
وها أنذي.. دارتْ كؤوسُ مُدامةٍ ... على جَدَثي في مَحفِلٍ مُتجمِّع
أرى في النَّدامى كلَّ من هو قاتلي ... فواعجباً، يأتون من غير برقُعِ
على قبرِ من الأمس كانت شهيدةً ... تُسَلُّ السيوفُ اليومَ، يا لِلتوجُّعِ
فأختى هي اليومَ التي شيءَ ذبحُها ... فيا قُدسُ هذا مَذبح الغرب فاركعي
أتَوْا بكِ في الأغلال كَلْمى كليلةً ... ولم تُمهَلي للصبح حتى تُوَدِّعي
وواكبَكِ الأعرابُ.. ويحي! ظنَنْتُهم ... يريدون قتلَ الخاطفِ المتلفِّع
ظننتُ جراحَ الأمسِ قد هتفَتْ بهم ... ظننتُ صخورَ البيدِ قد بدأتْ تعي
ولكنْ.. أرى الأعرابَ ساروا بقربها ... لتُدركَ أنْ ليس الفِرارُ بمطْمعِ
لقد أسلموها... يا لِهوْلِ مصيبتي ... لقد أسلموها فابكِ يا قلبُ واجزَعِ
أتُقتَلُ قُربي بين أهلٍ ومعشَر ... ولا أُطلِقُ الآهاتِ في كلّ بَلْقَعِ؟»
- - -
صُراخُك مرٌّ والجراحِ ثخينةٌ ... نقضُّ منامَ الحرِّ في كلِّ مضجعِ
ولكنْ.. قتلَ القدسِ إن حلَموا به ... سيغدو هو الكابوسَ عند التطَلُّعِ
تمرّ الليالي في أشدِّ صروفها ... ولكنّ شمسَ القدس لم تتقوقَعِ
ستُحرقُ بنيانَ الطُغاة بنارها ... وتُلقى بهم في مدفَنٍ لم يُوَسّعِ
متى دَفَنَ التاريخُ حكَّامَ أمتي ... سيُلقي الرُّفاتَ القبرُ كالمتوجِّعِ
فكوني صراخاً للجهاد مدوَياً ... وهُزّي لواءَ الحقّ باليد وارفعي
أيا صرخةَ التحرير ضُجّي وكبّري ... ويا أمّةَ الإسلام بالأمرِ فاصدعي ?
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
بارك الله بالشاعر وبالناقل
جزاكما الله خيرا
Powered by Invision Power Board
© Invision Power Services