كاتب الموضوع: ام عاصم Sep 5 2022, 08:25 PM
بيان صحفي
https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/markazy/cmo_women/84107.html
(مترجم)
في 15 آب/أغسطس 2022م، أطلقت حكومة ولاية غوجورات الهندية سراح 11 رجلاً هندوسياً كانوا يقضون عقوبة السجن مدى الحياة بتهمة اغتصاب جماعي لامرأة مسلمة، بلقيس بانو، وقتل العديد من أفراد عائلتها، بما في ذلك ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات خلال عام 2002 ضد إبادة المسلمين في الدولة. كانت بلقيس حاملاً في شهرها الخامس عندما هاجمها الرجال الذين حطّموا رأس ابنتها بحجر أمامها، ما أدى إلى مقتلها على الفور، كما تعرّضت والدتها للاغتصاب أيضا. وقد تم وضع الأكاليل على رؤوس المغتصبين الهندوس المدانين وإطعامهم الحلويات أثناء خروجهم من السجن وعادوا إلى القرى المجاورة لمقرّ إقامة بلقيس الحالي، تاركين لها خوفاً على حياتها وسلامة أسرتها.
أطلقت حكومة غوجورات التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي المناهض للمسلمين بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، سراح الرجال في اليوم نفسه الذي احتفلت فيه الهند بمرور 75 عاماً على الاستقلال، حيث كان مودي يلقي خطاباً يحثّ فيه الهنود على احترام كرامة المرأة! إنّ رمزية تحرير هؤلاء المغتصبين الهندوس في هذا اليوم، تهدف بوضوح إلى إرسال رسالة مفادها أن المرأة المسلمة محرومة من حماية الدولة الهندوسية وأن حصانة أولئك الذين يقتلون المسلمين ويهينون نساءهم هو المستقبل الذي يجب على مسلمي الهند أن يتوقّعوه في ظلّ حكمها القومي الهندوسي المتطرف. في الواقع، دعا العديد من الرهبان الهندوس وقادة الهندوتفا علناً إلى إبادة جماعية للمسلمين، بينما في نيسان/أبريل من هذا العام، ألقى رئيس كهنة هندوسي في ولاية أوتار براديش خطاباً أمام تجمع حاشد خارج مسجد في بلدة خير أباد، مهدداً بخطف واغتصاب المسلمات.
هذه هي طريقة هندوتفا في العدالة، حيث يُكافأ قتلة المسلمين ومغتصبوهم بالحرية، ويتمّ منح المذنبين بنشر الكراهية السامة تجاه الإسلام والمسلمين حرية التصرف علانية، وبث بذور الفرقة والعنف. في غضون ذلك، قامت السلطات بهدم منازل المسلمين المتهمين بالدّفاع عن مجتمعاتهم ضد هجوم الغوغاء الهندوس، كما في ماديا براديش. تعيش النساء والفتيات المسلمات في الهند اليوم في خوف من الاعتداء وانتهاك شرفهن، مع العلم أن مرتكبي هذه الجرائم سيعاملون كأبطال مع الإفلات من العقاب، ولا توجد جهة تحميهن من الأذى، وسيحكم عليهن بالجرائم المروعة التي ارتكبها أعداء الإسلام بحقهن. علاوة على ذلك، فإن الحكومات الغربية تُسارع في إلقاء الأكاذيب على الشّريعة والحكم الإسلامي، متهمةً إياها باضطهاد المرأة وسرقة حقوقها، وتحتضن مودي ونظامه علناً لتحقيق مكاسب مالية، وتلتزم الصمت حيال تزييف العدالة ضد النساء كما في حالة بلقيس. ويوضّح هذا أن اهتمامهم برفاهية المرأة المسلمة إنما هو أمر مصطنع، وأن كل الحديث عن حقوق المرأة هو مجرد أداة تستخدم لنشر أجنداتهم العلمانية المعادية للإسلام بين المجتمعات المسلمة.
إنّ القيمة التي يعطيها الإسلام لحماية شرف المرأة المسلمة لا مثيل لها، وهي قيمة أجلى لأجلها نبينا الحبيب ﷺ قبيلة بني قينقاع اليهودية، كاملةً من دولته في المدينة المنورة بسبب إساءة معاملتهم لامرأة مسلمة واحدة وانتهاك لباسها الإسلامي. وهي قيمة خاض من أجلها القادة المسلمون في ظلّ الخلافة في الماضي حروباً وفتحوا أراضيَ لحمايتها والدفاع عنها، كما يتّضح من تصرفات الخليفة الوليد بن عبد الملك في القرن الثامن الذي حشد جيشاً هائلاً بقيادة العظماء، وهبّ القائد المسلم محمد بن القاسم لإنقاذ بعض النساء المسلمات اللائي سجنهن الملك الهندوسي المستبد راجا ضاهر؛ وأعمال الخليفة في القرن التاسع، المعتصم بالله، الذي أرسل جيشاً ضخماً لإنقاذ امرأة مسلمة واحدة في عمورية بتركيا قام الرومان بأسرها وإساءة معاملتها. بلّ إن العدل والحماية والوصاية على أمهات وبنات هذه الأمة لن تقوم أبداً دون عودة نظام الإسلام، حيث إنّ الخلافة على منهاج النبوة هي التي تمثل مصالحها حقاً وتدافع عن دينها وتهتم بهذه الأمة وبرفاهها وتجسيد العدالة. يقول النبي ﷺ: «الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».
د. نسرين نوّاز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير