من هنا وهناك
المختار من رسائل المجموعات البريدية
كنا قد نشرنا في بعض المنتديات مختارات من رسائل" مجموعة طالب عوض الله البريدية " و " رسائل مجموعة أحباب الله البريدية " المختارة، وقد اقترح علينا أحد الأخوة مشكورا أن نفرد للرسائل المختارة بابا ينشر فيه كل ما نختار من الرسائل، وقد رأينا وجاهة وجهة نظره، فنبتدأ بنشر كافة المختارات في هذا الباب، راجيا من الأخوة في هيئة الاشراف تثبيت هذا الموضوع ضمن المكان المخصص وبارك الله فيكم. وقد تم اختيار رسالة الأستاذ راغب شعبان أبو شامه ( ومن أعرض عن ذكري ) وسنقوم تباعا بمشيئة الله تعالى باختيار المواضيع الهامة في رسائل المجموعة، علماً بأن الرسائل تنشر في مجموعة طالب عوض الله البريدية وفي مجموعة أحباب الله البريدية
ومن أعرض عن ذكري
بقلم : الأستاذ راغب شعبان أبو شامه
الحمد لله رب العالمين ،الحمد لله على نعمة الإسلام، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، الحمد لله الذي وهب لنا من لدنه رحمة وجعلنا من حملة رسالته وهديه للعالمين أجمعين ، الحمد لله الذي ثبّتنا على طاعته وأعاننا على نبذ عصاته ومعصيته، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، المبعوث رحمة للعالمين ، ليخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد ، سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه، حمل الأمانة وبلّغ الرسالة ونصح للأمة، وعلى آله وصحابته الأبرار الأطهار الأخيار ، الذين بذلوا المهج والأرواح لإظهار هذا الدين وأهله وإعزاز هذا الدين وأهله ، وماتوا وهم على ذلك ، لربهم طائعون ، ولدينه ورسالته مبلغون ، ولشرعه مطبقون، وتقبل ربّي أعمال من سار على نهجهم واهتدى بهداهم إلى يوم الدّين ، ومكنهم مما مكنت به عبدك ونبيك في الأرض ، واجعلهم خير خلف لخير سلف،، فسبحانك ربي لا إله إلا أنت ،،، يا أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروا نعمته عليكم إن جعلكم أمة القران الذي أنزله الله تعالى مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم الذي اصطفاه من رسله ليبينه لامته الذين اصطفاهم من الأمم أن كتابكم أعظم الكتب وان رسولكم أفضل الرسل وان دينكم أقوم الأديان وإنكم خير أمة أخرجت للناس فاشكروا الله على هذه النعمة واعرفوا قدرها وقوموا بواجبها فان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم وإنّ من نعمة الله عليكم أن انزل هذا القران الكريم على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين أنزله الله على النبي صلى الله عليه وسلم ليبين للناس منزل عليهم ولعلهم يتفكرون ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِه )ِ ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) ( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) فيه تبيان لكل شئ وموعظة وشفاء لما في الصدور و مصدق لما بين يديه من الكتب ومهيمن عليه، وقال عز وجل فيه: ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود والأشبه انه موقوف على ابن مسعود ( إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم إن هذا القران حبل الله والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يزيغ فيستعتب و لا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الترداد ) أيها المسلمون إن هذا القران مجدكم انه مجد هذه الأمة وعزها وكرامتها وسعادتها في الدنيا والآخرة من طلب المجد بغيره خذل ومن طلب العزة بغيره ذل ومن طلب الكرامة بدونه أهين ومن طلب السعادة بسواه شقي إن هذا لهو الحق واستمعوا إلى قول الله عز وجل: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى.وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى. قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً. قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾ جاء في تفسير ابن كثير: ومن أعرض عن ذكري" أي خالف أمري وما أنزلته على رسولي أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه فإن له معيشة ضنكا أي ضنك في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس فإن له معيشة ضنكا قال: الشقاء. وما حال المسلمين الذي هم عليه منذ أن غّيّبت أحكام الله تبارك وتعالى إلا دليلا على أن المسلمين لا فلاح ولا نجاح ولا عزّة ولا كرامة لهم في دينهم ولا دنياهم إلا جعلوا دين الله وأحكامه نبراسا لهم في كل فعل أو قول، فالناس كانوا في ذلة فأعزّهم الله بدينه، فما أن تركوه واحتكموا إلي غيره أذلهم ربّ العزّة والجبروت، ورحم الله سيّد قطب حيث قال: (من ترك شيئا من أمور الشرع أحوجه الله إليه).فقد تركنا ما فيه الأمان فعشنا في خوف، وتركنا ما فيه الطمأنينة فعشنا في قلق واضطراب عظيمين، وتركنا ما فيه العزّة فصرنا في ذيل القافلة يسودنا عّبّاد البقر الحجر والشجر ويقودنا الأراذل من الناس . فتلك قاهرة المعزّ لا أمن ولا أمان، كثر فيها الفقر والحرمان وملاحقة أهل الشهادتين، وتلك الشيشان تُهتك الأعراض فيها وتراق الدماء، وفي كوسوفا وكشمير والصين يّسام المسلمون كلّ أنواع الشقاء والعذاب.. وهاهي فلسطين قبل من قبل من أهلها حلول الخنوع واتفاقيات الذلة والمهانة فكان حالنا فيها كما نعلم ونرى: ذلّ ومهانة وتضييع للكرامة بعد التنازل والتفريط في جلّها لبني يهود وعندما يحتار المسلمون فيها ويسيروا على غير هدى وبصيرة تراهم يلتمسون الحلول لقضاياهم عند أصحاب الشرعة الدولية ومجلس أمنهم، فهل نسيتم أم تناسيتم أن من تبتغون الحلول عندهم هم ذاتهم من قتلوا وهتكوا وأهانوا وأذلوا كل من قال بكفرهم ولم يسع سعيهم وعارضهم ولم يقبل بهم أربابا من دون الله؟ أليس الغرب كلّه مجمع على قتل المسلمين أو السكوت عنه على أقل التقدير؟ أليس الغرب هو الذي أهان نبيّ الرحمة صلوات ربي وسلامه عليه وأوغل في سبّه وشتمه؟ ثم نسمع أصواتا من هنا وأصواتا تجيبها من هناك تطالب بالحلول بناء على الشرعة الدولية وقوانينها؟ فهل يّلتمس العدل عند ظالم؟ وهل يُلتمس طري الصلاح عند أهل الكفر والضلال؟ أم تُلتمس العزّة والكرامةُ عند من لا دين ولا خلاق له؟ أيها الكرام: فلسطين وأهل فلسطين هم كما باقي بلاد المسلمين هي نقاط صراع ومصالح، نقاط صراع بين أهل الكفر مجتمعين وبين الإسلام ونقاط مصالح بين دول الكفر بعضها البعض أيّها يسودُ فيها وينهبُ من خيراتها على حساب أهلها ودمائهم وأعراضهم!! ولا يُنكر ذلك إلا من أراد أن يُغطي الشمس بالغربال والأدهى من ذلك والأمرّ أن من أعانهم ويعينهم على غايتهم تلك عالما أو جاهلا هم بعض أبناء المسلمين ذلك بأنهم يُطالبون بالحلول الغربية ويستدعونها ناسين أو متناسين قول الله تبارك في علاه ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ولا تعنينا ال،ائع ولا الحجج عند من أرادوا أن يلتصقوا بالواقع فما عادوا يستطيعون رفع رؤوسهم ليروا بنور الله تبارك في علاه، وكان الواجب عليهم حين سمعوا دعوة الحق من دعاة الحق أن يلتزموها ويأخذوا بها إن كانوا يريدون الحقّ واتّباعه…: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ الإخوة الكرام،، مرّت فلسطين بما علمتم وتعلمون من خطط ومؤامرات واتفاقيات وتفاهمات، فمنها على سبيل المثال لا الحصر إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية التي وضُحت أهدافها وبان عوارها، وقبلت- إن لم يكن هذا أصل عملها- بالتفريط في جلّ فلسطين لبني يهود ثم توالت الأحداث ليعلم بعدها القاصي والداني أن من ادعوا تحرير البلاد والعباد أوغلوا في تسليم البلاد لأعدائها وكانت الدماء الزكية الطاهرة وسيلة للتعمية على الناس ليصل أولئك المفرطون إلى ما يريدون من إتمام البيع والتفريط وبين الأولى والثانية لقاءات واتفاقيات فمن أوسلو إلى كامب ديفيد إلى طابا فشرم الشيخ وغيره ثم انتقلوا إلى مرحلة قديمة بحلة جديدة مبهرجة علّ الناس يقبلوا بها، فدعوا إلى انتخابات ديمقراطية في فلسطين المحتلة الأسيرة فاقدة الإرادة والسيادة والحياة..فانبرى المخلصون يرفعون الصوت عاليا محذّرين ومنبهين من الفخ الذي نُصب والشرك الذي دُبّر بليل لفلسطين وأهلها، مبينين خطر الأمر وسوء العاقبة، فسمع من سمع وأدبر من أدبر وعاند من عاند، غير أن الإدبار والعناد لو كانا في سبيل الله وغضبة لله لكان خيرا، إلا أنهما ما كانا إلا رغبة وطمعا رغبة بالتغيير وطمعا بالحصول على شيء من الفتات الذي أذن لهم به بنو يهود، فلا الطمع كان بناء على شرع الله، ولا التغيير أُسّس على أحكام الله تبارك في علاه علماً أو جهلاً فلبس الناس لبوس البؤس والعناء والشقاء أكثر مما كانوا فيه، وكيف لا وقد جانبوا الحق ووضعوه خلف ظهورهم واتبعوا أهواءهم؟ وأوغل بنوا يهود في ظلمهم وغيّهم وطغيانهم أكثر مما كانوا عليه، ولا يُستغربُ ذلك منهم فقد صدق فيهم ربنا تبارك في علاه ولا زال الناصحون لدين الله يجهرون بالحق ويصدعون به ناصحين مخلصين، نبراسهم ما قال صلى الله عليه وسلم: «كلا والله ولتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً أو تقصرنه على الحق قصراً» (أبو داود والترمذي وابن ماجه) لا يخشون في الله لومة لائم ثم ينتقل أهل فلسطين اليوم إلى مرحلة أخرى من مراحل اللعبة السياسية متمثلة بتشكيل ما يسمى حكومة الوحدة الوطنية بناء على ما أطلق عليه ( وثيقة الأسرى ) التي دار جدل كبير حولها، ومعلوم من بنودها أن الاعتراف ببني يهود على أرض فلسطين هو أساسها ولا يعنينا زخرفُ القول فيها وبناء عليها سيعود الطرفان المتخاصمان المتنازعان ليتفقا على حكومة واحدة تجمعهم، ولا تقوم على أسس شرعية!! ألم يكن سبب الفراق بداية هو الإصلاح ومحاربة الفساد والنهوض بفلسطين وأهلها والخروج من الظلمات التي وضعهم فيها من كانوا على رأس السلطة؟؟ فما الجامع بينهم وأين الوعود والتمنيات أيها المسلمون؟ أين ما كانوا يصدحون به ويعدون بأن يكون!! فكيف يجتمع الغث والسمين، وكيف يجتمع داعي الخير وداعي الشرّ وكيف؟؟ إن شكل حكومة الوحدة الوطنية أو أيّ شكل كان لهذه الحكومة تحت ظّلّ الاحتلال وحرابه، ما هي إلا محاولة للخروج من المآزق التي كانت والتي ستبقى والتي جلبها إلينا من ارتضوا بالذلّ والخنوع وبيع آخرتهم بدنيا غيرهم وهاهم ينتقلون بفلسطين وأهلها من نفق إلى نفق، ومن مستنقع إلى آخر أسوأ منه، ويوغلون في بيع الدماء الطاهرة الزكية التي سالت على ترابها كما يوغلون اليوم ببيع الأعراض والتخلي عن العفة والأخلاق برعايتهم وتشجيعهم للتعرّي والفساد تحت ما يسمى بمسابقات عرض الأزياء في فلسطين !! وكأنّ فلسطين وأهلها يراد لهم أن يرقصوا ويغنوا على جراحاتهم وعظيم معاناتهم وينسوا أصل قضيتهم وهي غياب شرع الله عنهم وعن بلادهم كما عن باقي بلاد المسلمين وما ذلك إلا لأن الحلول عندهم كلها قائمة على غير هدى وعلى غير شريعة الحق تبارك في علاه، وتذكروا قول سيدنا عمر حين قال( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله واعلموا أن الإسلام، أن دين الله يأمر المسلمين أن يقيموا الدولة الإسلامية التي تجمع المسلمين كلهم تحت راية إمام واحد يحكمهم بكتاب الله وسنة نبيه، واعلموا أن عذر العجز عن القيام بحكم الله هذه لا يبيح لمسلم أن يعصيه في البحث عن حلول غيره. فإن الله لا يُعبدُ من حيثُ يُعصى نصحناهم وما زلنا لهم من الناصحين أن أخرجوا أنفسكم من هذه الظلمات التي بعضها فوق بعض والتي لن تستطيعوا أن تروا النور من خلاها فالشرّ كلّ الشر في ثناياها، من فوقها ومن تحتها، فما كان قائما على شرعة الناس لا فلاح فيه، فما بالكم بما هو قائم على أساس شريعة الغرب كيف ستكون عاقبته بالله عليكم؟؟ أسسوا أعمالكم أيها المسلمون على التقوى فهي خير، وانبذوا ما كان من غير دين الله فلن يوصلكم إلا لجرف هاو!! يقول تعالى: ﴿وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً﴾ [الجن/16] وأختم بحديث عن حذيفة بن اليمان رضي اله عنه قال ((كان الناس يسألون رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت: يارسول الله إنا كنا في جاهليه وشر فجاءنا الله بهذا الخير ,فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال :نعم قلت: هل بعد ذالك الشر خير قال: نعم وفيه دخن قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت :فهل بعد ذالك الخير من شر؟ قال: نعم دعاه إلي أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت: يارسول الله صفهم لنا فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت:فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال:تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت: فإن لم يكن لهم جماعه ولا أمام؟ قال:فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك. والحمد لله رب العالمين
راغب أبو شامه
الحاقدون المفترون هم جزء من الفتنة والامتحان
بقلم : حاتم ناصر الشرباتي
قال تعالى: (اللهُ يَتَوَفى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالتي لمْ تَمُتْ في مَنامِها فَيُمْسِكُ التي قضى عَليْها المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأخرى إلى أجَلٍ مُسَمىً إنَّ في ذلِكَ لآياتٍ لِقوْمٍ يَتفكرونَ)[[1]]
إنَّ قصة الفتية الذين فروا بدينهم من بطش وجبروت الطغاة، هي قصة تتكرر كل يوم وفي كل مكان، وفي كل الأمم والشعوب والأقوام. (إنَ أصحاب المبادئ والمعتقدات الصحيحة في كرب وشدّة وبلاء دائم، منذ أن خلقَ اللهُ الخلقَ إلى يومنا هذا، وذلك أنّه ما من أمة أو شعب أو قوم إلآ ولهم عقائد يعتنقونها، وأفكار يحملونها، وأحكام ينظمون بها أمورهم، إرتضوا لأنفسهم هذه العقائد والأفكار والأحكام وألفوها على مرور الزمن، واستعدوا للدفاع عنها، وذلك أنها غدت جزءاً من حياتهم، وهذه سنة الله في خلقه لم تتخلف في الأمم والشعوب والأقوام، لــــذا فإنّه ما من نبي أو رسول جاء لقومه بعقائد وأفكار وأحكام جديدة مغايرة لما هم عليه إلا ورفضوه وما يدعوهم إليه، وكذبوه وآذوه، فنال كل نبي أو رسول من صنوف الأذى وألوان العذاب ما نجده في كتاب الله تعالى: (وَلقدْ كذِبَتْ رُسُلٌ مِنْ قبْلِكَ فصَبَروا عَلى ما كذِبوا وأوذوا حَتى أتاهُمْ نصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكلِماتِ اللهِ وَلقدْ جاءَكَ مِنْ نبَإى المُرْسَلينَ)[[2]] وحيث أنَّ أتباع الأنبياء والرُّسُل يحملون الدعوات من بعدهم، فهم كذلك يتعرضون للأذى والتعذيب)[[3]] قال تعالى: (وَالسَمآءِ ذاتِ البُروجِ ! وَاليَوْمِ المَوْعودِ ! وَشاهِدٍ وَمَشْهودٍ ! قتِلَ أصْحابُ الأُخدودِ ! النّارِ ذاتِ الوُقودِ ! إذ هُمْ عَليْها قعودٌ ! وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلونَ بالمؤمنينَ شُهودٌ ! وَما نقموا مِنْهُمْ إلآ أنْ يُؤمِنوا بِاللهِ العَزيزِ الحَميدِ ! الذي لَهُ مُلكُ السَمَواتِ والأرْضِ واللهُ على كُلِ شَئٍ شَهيدٌ ! إنَّ الذينَ فتنوا المؤمِنينَ والمُؤمِناتِ ثمَّ لمْ يَتوبوا فلهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلهُمْ عَذابَ الحَريقَ !)[[4]] (ولما جاء في الحديث الشريف عن خباب بن الأرت : (... قال: كان الرجل قبلكم يُحفر له في الأرض، ويجعل فيه فيُجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق بإثنتين، وما يصدّه ذلك عن دينه، ويمشّط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه... )[[5]] فحامل المبدأ الصحيح مشعل هداية للناس من رسل وأنبياء أو من أتباعهم ومن إهتدى بهديهم وسار على نهجهم، فإنه لا يهادن ولا ينافق، ولا يخضع لضغوط الإمتحان والفتنة.)[[6]]
وقد نال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونال أصحابه من أذى قريش وقبائل العرب ماهو معروف ومشهور، لكنّ الأنبياء والرُّسُل وكذلك أتباعهم من بعدهم ما كانوا ليتركوا حمل الدّعوة وتليغ الشَّرائع والأحكام خضوعاَ للعذاب والأذى، بل كانوا يصبرون ويصبرون على ما يلاقونه حتى يحكم الله بينهم وبين أقوامهم، وما عُرفَ أنّ نبياً أو رسولاً أو أتباع نبي أو رسول تركوا حمل الدّعوة وتخلوا عن حمل الأمانة خضوعاً للإمتحان والتعذيب، فالصبر على العذاب والأذى سنة لا تتخلف في كل من يحمل الدّعوة الحق من أنبياء ورسل واتباعٌ على مر العصور والدّهور).[[7]]
(إنَّ حمل الدّعوة يعني بالتأكيد ضرب العقائد والأفكار والأحكام المألوفة لدى الناس، واستبدال عقائد وأفكار وأحكام أخرى بها، كما يعني التعرض للأذى والعقاب والإمتحان والفتنة، وما يجب حياله من التحلي بالصبر وتحمل المكاره، وانتظار الفرج من رب العالمين. فالبلاء والعذاب أمران لا بد من حصولهما أثناء حمل الدّعوة، كما أنّ الصبر والتحمل أمران لا بد من وجودهما لدى حامل الدّعوة، وعندما تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم للتعذيب من أهل الطائف توجه إلى ربه داعياً مبتهلاً، كما روى محمد بن كعب القرظي):[[8]]
(اللهم إليك أشكوا ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين: أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى قريب يتهجمني، أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل علي غضبك..)[[9]]
(إنّ الفتنة والإمتحان التي يتعرض لها حملة الدّعوة كانت وتكررت وستكون وتتكرر، فما دام تعاقب الليل والنهار فسيكون هناك جلادون ومن يجلدون، وحامل الدّعوة يتحدى ولا بد الجلادين العُتاه، يتحدى المجتمع "وقادته والناس كافة" بعقائده وأفكاره ومفاهيمه وأحكامه وأعرافه وتقاليده، كما يتحدى الحكام والجلادين، ثابتاً على المبدأ، مسفهاً العقائد والأفكار والأحكام والمفاهيم والعادات والأعراف، صابراً على الأذى والعذاب والبلاء الذي سيتعرض له نتيجة ثباته على المبدأ. لذا فقد صنفه الرسول صلى الله عليه وسلم في صف واحد مع سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، مصداقاً لقوله تعالى: (كُلُ نَفسٍ ذائِقةُ المَوْتِ وَإنّما توَفونَ أُجورَكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ فمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّارِ وَاُدْخِلَ الجَنَّةَ فقدْ فازَ وَما الحَياةُ الدنيا إلآ مَتاعُ الغُرورِ)[[10]]
وحتى يتم أمر الله تعالى فإنّ الأعداء يفتحون السجون والمعتقلات، ويشهرون العصي والسياط، ويحاربون حملة الدعوة بقطع الأرزاق وحتى بقطع الأعناق، يعلنون الحرب على حملة الدعوة في كل المجالات، ليحولوا بينهم وبين حمل الدعوة والثبات عليه والإستمرار فيه ، فَمَنْ فتِنَ ومن ترك حمل الدعوة استجابة للضغوط فقد سقط، وحقق المفتون والساقط لأعداء الدعوة وأعداء الله ما يصبون إليه ويطمحون فيه.)[[11]]
(وكما ثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدعوة وعلى حملها، فقد ثبت صحابته رضوان الله عليهم ثباتاً لا نظير له، والأمثلة على ذلك كثيرةً ومعروفة ومشهورة، وما قصة تعذيب بلال في بطحاء مكة وثباته على الحق، وما قصة آل ياسر وتعذيبهم برمضاء مكة وصبرهم بخافية على أحد، وكتب السيرة تقص علينا قصص ثباتهم على حمل الدعوة، كما تقص علينا أساليب التعذيب التي استعملها طغاة مكة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع صحابته من بعده.)[[12]]
وكما ثبت الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته على المبدأ فلم يهنوا ولم يضعفوا، فكان منهم بلال وآل ياسر وسمية وخبيب وغيرهم صابرين محتسبين، فقد ثبت قبلهم فتية الأخدود كما أعلمنا الله في سورة البروج، الذين صبروا على العذاب وثبتوا على المبدأ حتى فاضت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها مستبشرة بلقائه، وقد أعطانا الرسول صلى الله عليه وسلم نماذج صادقة من الثبات على الحق، وهم أصحاب عيسى بن مريم عليه وعليهم السلام الذين نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب، فلم يهنوا ولم يُفتنوا، بل صبروا وثبتوا.
كما أن ممن ثبت على المبدأ أخوة لنا عذبوا حتى الموت فلو يهنوا ولم يضعفوا، لا بل صبروا وصمدوا محتسبين حتى فاضت أرواحهم الطاهرة الزكية إلى بارئها مستبشرة بلقائه، كما حصل مع العلامة "سيد قطب" ومن سبقه من قتلى الثبات على المبدأ الحق ومن لحقهم بعد ذلك من إخوانهم الذين استشهدوا على يد عبد الناصر وخلفائه من حكام مصر. وكما حصل مع قتيل الثبات على المبدأ الحق "عبد الغني الملاح" الذي استشهد عام 1963 في بغداد تحت تعذيب حكام البعث له. وكذلك "ناصر سريس وبديع حسن بدر" ورفاقهم من شهداء الثبات على المبدأ الذين قتلهم وسحلهم في الشوارع طاغية ليبيا معمر القذافي. والمهندس "ماهر الشهبندر" ورفاقه من الشهداء الذين قتلهم طاغية العراق صدام حسين.. ولا يغيب عن البال الفتنة الكبرى التي تظهر في السجن والتعذيب والقتل والتنكيل بجثث الشهداء في سجون طاغية أوزباكستان ودول وادي فرغال. واستهداف المجاهدين من شباب حزب التحرير في العراق بالخطف والقتل والتنكيل بالجثث..... كل هؤلاء وغيرهم كثير ممن سبقهم ومن أتى بعدهم، لقوا ربهم وهم على عهدهم لم يتزعزع لهم إيمان، ولم تلن لهم قناة، ولم يحنوا هاماتهم للطغاة، لم يُفتنوا بل اختاروا الثبات على المبدأ والتحدي به. اليست كل نفس ذائقة الموت؟ أليس لكل أجل كتاب؟
كما أنّ اخواناً لنا كانوا ولا يزالوا متعرضين للفتنة والإمتحان، يلاقون كل أصناف الفتن والعذاب في سجون الطغاة في اوزباكستان، وفي سجون رعاة البقر الأمريكان في معتقلات غوانتنامو في كوبا، وفي كل مكان، فمنهم من قضى نحبه شهيداً صابراً محتسباً، ومنهم من ينتظر ثابتاً على المبدأ متحدياً الطغاة. وأخيراً إخواننا الملتجئون للكهوف والمغر في أفغانستان الصابرة، والحرب الصليبية الغاشمة التي تصب عليهم حمم الموت والعذاب والإبادة، صابرين محتسبين غير مفتونين متحدون أصحاب الفيل وحلفائهم من شرار الناس، لم يخضعوا ولم تلن لهم قناة. قال تعالى: (مِنَ المُؤمنونَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدوا الله عَليْه فمِنْهُمْ مَن قضى نحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتظِرُ وَما بَدّلوا تبْديلاً)[[13]]
وفي الوقت الذي يتعرض له حملة الدعوة للفتنة والامتحان والقتل والتعذيب والسجون والمطاردة في كافة بلاد العالم الاسلامي فيتعرض حملة الدعوة لفتنة أشد وطئة وهي قيام نفر مضلل من أبناء الأمة بمهاجمة حملة الدعوة والتشهير بهم ومحاولة النيل منهم بالكذب وتأليف الكتب واطلاق الاشاعات المغرضة مما يلفت النظر لعمالة هؤلاء المرتزقة لأعداء الله وقبولهم أن يكونوا أعوانا لأهل الكفر على حملة الدعوة، مما توقعه الحزب في كتابه ( مفاهيم حزب التحرير ) المطبوع عام 1953 :
والكفاح السياسي يقتضي أن نعلم أن الاستعماريين الغربيين ولا سيما البريطانيين والأمريكان يعمدون في كل بلد مستعمر إلى مساعدة عملائهم من الرجعيين الظلاميين ، ومن المروجين لسياستهم وقيادتهم الفكرية ، ومن الفئات الحاكمة ، فيهرعون إلى إسداء المعونة لهؤلاء العملاء في مختلف الأقاليم ، لوقف هذه الحركة الإسلامية ، وسيمدونهم بالمال ، وغير المال ، وبكافة القوى التي تلزمهم للقضاء عليها ، وسيقوم الاستعمار مع عملائه بحمل علم الدعاية ضد هذه الحركة التحريرية الإسلامية ، باتهامها بمختلف التهم : بأنها مأجورة للاستعمار ، ومثيرة للفتن الداخلية ، وساعية لتأليب العالم ضد المسلمين ، وبأنها تخالف الإسلام ، وما شابه ذلك من التهم . ولهذا يجب أن يكون المكافحون واعين على السياسية الاستعماريـة ، وعلى أساليبها ، حتى يكشفوا خططها الاستعمارية داخليا وخارجيا في حينها ، لأن كشف خطط الاستعمار في حينها يعتبر من أهم أنواع الكفاح
.(14)
____________
[1] الزمر: ( 42 ).
[2] الأنعام: ( 34 ).
[3] عويضه – محمود عبد اللطيف، حمل الدعوة – واجبات وصفات -، الصفحات (100-101)، بتصرف.
[4] البروج: ( 1 – 10 ).
[5] رواه البخاري وأحمد و النسائي و أبو داوود.
[6] المصدر السابق، بتصرف.
[7] المصدر السابق، الصفحات ( 102 – 106 )، بتصرف.
[8] عويضه – محمود عبد اللطيف، حمل الدعوة – واجبات وصفات -، الصفحات (102-106)، بتصرف.
[9] رواه أبن هشام في السيرة، ورواه البغوي في التفسير، ورواه الطبراني في المعجم الكبير عن طريق عبد الله بن جعفر.
[10] آل عمران: ( 185 ).
[11] المصدر السابق، صفحه ( 109 )، بتصرف.
[12] المصدر السابق، صفحه ( 113 )، بتصرف.
[13] الأحزاب: ( 23 ).
(14 ) مفاهيم حزب التحرير
منقول بتصرف عن كتاب : موسوعة الخلق والنشوء – حاتم ناصر الشرباتي
الاثنين 5 ذو القعدة 1432 هـ 03/10/2011 م رقم الإصدار: ص / ب ن 96 / 011
بيان صحفي
ذراع الكفار اليُمنى في فلسطين، سلطة دايتون – مولر، تسمح بمواقع الإلحاد والتجسس والإباحية وتحجب موقع حزب التحرير لرفضه تفريط السلطة بفلسطين لليهود!
أصدرت السلطة الفلسطينية في 26/9/2011 من خلال النائب العام قرارا بإغلاق الموقع الإلكتروني الخاص بالمكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين في تناقض واضح مع القرار الذي أصدره وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات د. مشهور أبو دقة القاضي بالتوقف عن حجب أي موقع إلكتروني أو أي مراقبة لخطوط الهاتف الثابت أو الخليوي، مما يؤكد أن قرار الوزير بعدم المنع يطبق فقط على مواقع الطعن في الدين، والمواقع الإباحية والتجسسية والإلحادية التي تفتك خاصة بصغار السن من أهل فلسطين.
إننا في حزب التحرير- فلسطين نؤكد أننا سنتخذ الخطوات المناسبة للرد على هذا المنع، ونؤكد على موقفنا من سياسات السلطة الخيانية تجاه أرض فلسطين المباركة، فالسلطة الفلسطينية التي تنازلت عن معظم فلسطين لليهود من خلال الاتفاقيات الإجرامية التي أبرمتها مع دولة الاحتلال اليهودي لم تَرُقْ لها مواقف حزب التحرير الواضحة تجاه ضلالات السلطة وخياناتها وتغوّل أجهزتها الأمنية فاتخذت قرار إغلاق الموقع العفيف الطاهر، وهي بهذا تقلد قوم لوط {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} ظنّاً منها أن هذا سيجعلنا نغير أو نبدل من مواقفنا الشرعية المشرفة، ولكن هيهات هيهات.
لقد ساء السلطة ومن ورائها أمريكا وأوروبا ويهود قناعاتُ الأمة التي أعلنت من خلال ثوراتها أنها متمسكة بفلسطين كاملة وتطالب بتحريرها من البحر إلى النهر، فوسوس لهم شيطانهم أن يضللوا الأمة بأن مطلب أهل فلسطين هو دولة هزيلة على الأراضي التي احتلت عام 67 فقط، وأن أهل فلسطين يدعمون السلطة في اعترافها بشرعية كيان يهود على معظم فلسطين ويدعمون توجهها في الذهاب للأمم المتحدة للتأكيد على هذه الشرعية تحت مسمى القبول بدولة فلسطينية وهمية على الورق كاملة العضوية في الأمم المتحدة (وكر التآمر على المسلمين)، فكان حزب التحرير لهم بالمرصاد وفضح وسوساتهم الشيطانية، فكان قرارهم بإغلاق الموقع.
ألا فلتعلم السلطة ومن وراءها من الكفار أن حزب التحرير ضاربةٌ جذورُه في الكرة الأرضية ولم يؤثر فيه اضطهاد الدول الكبرى وحروبها التي شنت على الحزب ودعوته، بل ازداد همة وصلابة وقوة وانتشاراً، وازداد إيمانا فوق إيمان بفكرته وأن الله مؤيده وناصره ومبلغه غايته التي يرضى عنها ساكن السماء والأرض، خلافة على منهاج النبوة تجلب الخير للبشرية وتقتص من الظالمين والمحتلين، ألا فلترعوِ هذه السلطة الآثمة، خير لها لو كان أزلامها يعقلون.
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}
موقع حزب التحرير
www.hizb-ut-tahrir.org
موقع المكتب الإعلامي
www.hizb-ut-tahrir.info موقع المكتب الإعلامي - فلسطين
www.pal-tahrir.info تلفون: 0598819100
بريد إلكتروني:info@pal-tahrir.info
__._,_.___
بارك الله في الأخ ( فضل الله ) على التفاعل
والحقيقة أنّ تصرفات تلك السلطة الرعناء نابع من سلطة من أتى بها، ومن المفهوم بداهة أن قيام تلك السلطة وعملها كان بموجب اتفاقيات أوسلو، فهي مقيدة برعبات وأوامر يهود واالأمريكان ولصالحهم. ووجود دايتون ومن ثم مولر على رأس الأجهزة الأمنية القمعية يشير وبلا أدنى ارتياب لذلك.
دون كيشوت فلسطين
الدكتور ماهر الجعبري
عضو المكتب الاعلامي لحزب التحرير - فلسطين
تحولت قضية فلسطين في أذهان الساسة الرسميين وفي إعلامهم الساذج إلى حالة خيالية، يجدّفون فيها في بحر من الأساطير السياسية، وهم يتابعون اللهث خلف وهْم الدولة الفلسطينية، بعدما أسَرتهم ألقاب الفخامة والمعالي، وبعدما تأرجحت عيونهم صعودا ونزولا، يتلألأ أمامها بريق البسط الحمر، تُفرش لهم في مطارات العواصم، وبعدما لاحقتهم كاميرات الإعلام تَصنع منهم نجوما في أفلام أسطورية: ظنوا أنفسهم قادة وزعماء، تماما كما ظن دون كيشوت نفسه في أسطورته الشهيرة.
وتوافق أن كانت أتباع الحركات السياسية الطفولية بحاجة إلى نسج خيالات تداعب مشاعرها المحبطة من مسيرة التخاذل والانبطاح الطويلة التي خاضتها السلطة، وإلى بطولات تغطّي على سجل التنسيق الأمني مع المحتل، الذي هو وصمة عار في جبين من حوّل سلاحه عن المحتل إلى شعبه، فخرجت الجموع، أو أُخرجت، لتصفق لدون كيشوت الفلسطيني بعدما عاد من معاركه الخيالية.
تقول الرواية الأسطورية أن دون كيشوت هو رجل نحيف طويل بالغ في قراءة كتب الفروسية فظن نفسه فارسا، ثم عاش دور الفروسية في حالة خيالية انقطع بها عن الواقع. وانبرى يحاكي دور الفرسان الجوالين يضربون في الأرض لنشر العدل ونصرة الضعفاء، بعدما عمد إلى فلاح ساذج من أبناء بلدته وهو سانشوبانزا، فاوضه على أن يكون تابعا له، وحاملا لشعاره، ووعده بان يجعله حاكما على إحدى الجزر حين يفتح الله عليه، وصدّق التابع البسيط السيد الأسطوري، تماما كما صدّقت بعض الأبواق الإعلامية والرموز الحركية دون كيشوت فلسطين، وخرج التابع على حماره خلف سيده الفارس، وخرجت الجموع تغني لدون كيشوت فلسطين في شوارع رام الله ونابلس.
هي حالة من البطولة الواهمة تتمثل اليوم في رئيس السلطة الفلسطينية الذي ظنّ نفسه عائدا من حروب الفتح ومن معارك تحرير البلاد عندما وطئت قدماه أرض رام الله المحتلة والمستباحة من قبل دبابات احتلال لئيم، وقَبِل الناس بهذا المشهد الوهمي، وقبلوا أن يصفقوا خلف فرقة العاشقين، تردد ألحانا دونكيشوتية ولّى زمانها عندهم: "هبت النار والبارود غنى"، إذ لم تعد هنالك نار تهب في الواقع بعدما أطفأتها أجهزة أمنية دربها دايتون وتعهدها مولر، وتمت مصادرة البارود، وتمت مطاردة كل من بقي على يديه من آثاره شيئا، وظلت فرقة العاشقين تغني، وظلت الناس تصفق لحالة من البطولة الخيالية، هروبا من واقع الهزيمة السلطوية والانبطاح السياسي والفكري.
واستطاع دون كيشوت فلسطين أن يجد تابعا مخلصا يحمله معه في رحلاته الأسطورية، وكانت الوكالة الإخبارية على موعد، فقبل رئيس تحريرها أن يحمل شعار دون كيشوت ويسير خلفه، ولعلّه حصل على وعد بحكم جزيرة سلطوية أو وزارة، تماما كما حصل تابع دون كيشوت على وعد من سيده.
تغنى رئيس التحرير بالرئيس الذي تغير ولا يريد التفاوض ولا يحب التفاوض، بينما ظل الرئيس الدون كيشوتي يتحدث في لحظاتِ واقعيتِه أنه لا يرى غير المفاوضات بديلا، وكتب محرر الوكالة السياسي عن الهداف، الذي عدّه نسرا يلاحق فريسته، أو شاعرا غجريا أو طائر الفينيق، وهو يقوم بعمليات إنزال خلف خطوط الطول والعرض، ولحق به من كتب "الرئيس حارس مرمى!! ..أحلى من الجول والله"، وتبعه من قال قصائد المدح السياسي من مثل "خطاب الرئيس عباس بداية لمعركة شرسة".
وطبعا ترك دون كيشوت تابعه سانشو المسكين يقاتل المدنيين لأنهم دون مستوى بطولات دون كيشوت، وجنّد دون كيشوت فلسطين تابعه الإعلامي لمعاركه الإعلامية التي لا يصح أن يخوضها كفارس مغوار لأنه لا يقاتل إلا الفرسان، وتحمل التابع المسكين ما يتحمل التابع الإعلامي من تقاذف كلامي ومن استصغار ومن هبوط إعلامي مدوٍ.
في الأسطورة خاض دون كيشوت معركة طواحين الهواء عندما توهّم أنها شياطين، ثم خاض معركة الأغنام التي ظنّها زحف جيش جرار وتخيل نفسه تحت وابل من أحجار الرعاة وفقد فيها بعض ضروسه. وفي السياسة الفلسطينية خاض دون كيشوت معركة وقف الاستيطان وظل يصيح على الشجرة ولم يجد من ينزله عنها، ثم خاض معركة المصالحة مع "الخصوم" في غزة، ثم خاض معركة شرسة على منصة الأمم المتحدة، وهو يتلقى التصفيق الحار حتى صدّع رأسه، وهو صامد مقاوم لا يلين أمام ذلك التصفيق. خاض تلك المعارك الخيالية بينما ظل يؤكد في الواقع المخزي أنه لن يسمح بانتفاضة ثالثة ولا باستخدام القوة ضد أعداء الأمة، وظل في الأنظار الطفولية بطلا تُنسج له قصائد المديح وتُغنّى له أشعار الثورة الدونكيشوتية.
ورغم أسطوريّة بطولات دون كيشوت إلا أن نقّاد الأدب يبرزون فيها الصراع بين مثاليّة تتطلع إلى الخير والحق وبين واقعية نفعية مصلحية، لكنّ الحالة الدونكيشوتية الفلسطينية تلتحم اليوم مع بعضها في الأسطورة الرسمية، حيث أصبح الحق ما يراه الرئيس، ومن ثم يبرر التابع الإعلامي ذلك المنطق، تماما كما برر "سكويلر" في قصة مزرعة الحيوان التحول الثوري، وأتقن تغيير الألوان وتصوير الأسود أبيض في الأحلام الطفولية.
وفي ذروة السكرة الخيالية، يسمع دون كيشوت فلسطين أصواتا صادعة تخرجه من حالة اللاوعي الأسطوري، وتقض مضجعه، فيضيف إلى البطولات السابقة بطولة معركة قانونية وهمية، إذ يوعز للنائب العام عنده أن يصدر قرارا بحظر موقع إعلامي لحزب التحرير في فلسطين لأنه يمارس "التحريض المتواصل على السلطة الفلسطينية ومؤسساتها ورموزها"، وهو تحريض يزعج متابعي البطولات الدونكيشوتية، ويخرجهم من سكرة الأسطورة إلى الواقع الأليم.
ويبقى صلاح الدين حقيقة تاريخية، ويبقى السلطان عبد الحميد مشرقا في وعي الأمة، ويبقى دون كيشوت حالة من البطولة الواهمة تلفظها الأمة، التي تعيش حالة وعي ثوري متصاعد، وتبقى فلسطين على موعد مع قائد من جنس الأمة لا من نسج خيالات غربية
يمتلك الجعبري الدقة في التعبير والابداع في التصوير
ولكن هذا التعبير يكون اجمل لو التفتنا الى مواقف الصحابة الحقيقية
ويكون التصوير ابلغ لو تحدثنا عن الولاة والخلفاء الذين كانوا يخاطبون الغمام ويضربون بيد من حديد على الكفرة الئام
ولكنه وله ذلك لا يريد ان يقرن محمود القزم حتى بالتمثيل والتصوير والتعبير
حقا بارك الله فيكم
«جمعة النصر لشامنا ويمننا» تكشف التوجه الصحيح لمسار ثورتهما
أفاد بيان صادر عن المجلس التنسيقي لشباب ثورة التغيير "تنوع": "إنه... وتطبيقاً لحديث ودعاء أشرف الخلق محمد الذي قال فيه: «اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا»... تم توحيد اسم الجمعة القادمة بأنها "جمعة النصر لشامنا ويمننا" يوم 30 أيلول/سبتمبر الجاري، كما تم الاتفاق على توحيد الشعارات ورفع الأعلام اليمنية في ساحات الثورة السورية، ورفع الأعلام السورية في ساحات الثورة اليمنية".
إن تسميةَ الجُمَع أسلوبٌ درج عليه المتظاهرون ليعبروا به عن أفكارهم وتطلعاتهم، وليجمعوا به العقول والنفوس على قضيتهم، وليعطوا زخماً لانتفاضاتهم؛ لذلك يتم الحرص منهم على حسن التسمية. وبما أن هذه التسميات تكشف التوجه الفكري للمتظاهرين، وتطورها يكشف مدى إصرارهم على تحقيق أهدافهم؛ لذلك يراقبها الغربُ والحكام العملاء له القلقون منها على مصيرهم. والأصل في هذه التسميات أن تكون متجانسة من ناحية فكرية ومشاعرية، تعبُّ من مشرب واحد لا من مشارب متعددة. فتسمية إحدى الجمع بـ"جمعة الله معنا" و"جمعة لن نركع إلا لله" و"جمعة بشائر النصر" و"جمعة حماة الديار"... تتناسب مع عقيدة الأمة الإسلامية وتوجهها الفكري، ولا تتناسب مع تسمية "جمعة الحماية الدولية" و"جمعة توحيد المعارضات"، كونها تستعين بالكافر الغربي المستعمر، وكون المعارضة الخارجية علمانية التوجه؛ لذلك يجب أن يحرص المتظاهرون على حسن اختيار التسمية وتوظيفها في خدمة دينهم وأمتهم. ثم إن الغرب ومعه الحكام العملاء له يرصدون هذه التسميات ليعرفوا ما وراءها. فمن تسميات: "جمعة الصبر والثبات" و"جمعة الموت لا المذلة" و"جمعة الحماية الدولية" و"جمعة توحيد المعارضات" حاول هؤلاء أن يفهموا أن الثورة تشهد ضياعاً وانسداداً وشعوراً بالإحباط؛ وهذا ما شجع الأسد وأذنابه للقول بأن الثورة في طريقها إلى الانتهاء.
أمـا تسـمية هذه الجمعة بـ "جمعة النصر لشامنا ويمننا"، وأنها جـــــاءت تطبيقاً لحديث ودعاء الرسول ، فإنها نعم التســــمية، ونعم التوجه، وكأن مـــن اختارها قَبِلَ أن يقوده الرسول في هذه الجزئية، والمفروض علينا كمســــلمين أن تكــــــون قيادة الرســـول لنا في كـــــــل شــيء. وإنه، وحتى يتحقق الانسجام في هذه الدعوة المباركة ندعو المتظاهرين في كل مـن ســـوريا واليمن لأن يضعوا جانباً الأعلام الوطنية ويرفعوا جمـيعاً راية رسول الله المسـماة براية "العُــقـاب" ذلك العــــلم الأســـــــود المكـــتوب عـــــلـــيه باللون الأبيض: " لا اله إلاّ الله محمد رسول الله " فيكون ذلك أصدق تعبير عن الالتزام بحديث الرسول ؛ لأن ما عداه من أعلام هي رايات عميّة عصبيّة يحرّمها الشرع.
نعم، لقد جاءت تسمية هذه الجمعة بـ "جمعة النصر لشامنا ويمننا" لتعبر تعبيرًا صادقاً عن حيوية هذه الأمة، وإننا نبارك لأهلنا في ساحات التحرير والتغيير هذه الروح العظيمة التي تتجاوز حدود التقسيم الخبيثة وتعبر عن وحدة الأمة الإسلامية ووحدة قضيتها؛ فالمشكلة التي يعاني منها أهل سوريا وأهل اليمن، وكل بلاد المسلمين هي هذه الأنظمة الاستبدادية البوليسية التي تعطل حكم الله وتبعد الإسلام عن واقع الحياة، وتفرض على الأمة نظام حكم ونظام حياة يتصادم مع عقيدتها ويتنافى مع شخصيتها وإننا في حزب التحرير نؤكّد على وجوب تحديد القضية للمتظاهرين لأنه بتحديدها يتحدد الهدف ويتحدد القول والعمل وتحدد المطالب والشعارات، ونأمن على الثورة من الانحراف إلى غايات مريضة كطلب "الحماية الدولية"، ونأمن على الثورة من الخطف من هؤلاء. وإن القضية المصيرية للمسلمين في كل بلد من بلاد المسلمين هي إزالة هذه الأنظمة الخائنة لله ولرسوله ولدينه ولأمته، وإقامة الحكم بما أنزل الله عن طريق إقامة الخلافة الراشدة الثانية.
أيها المسلمون الثائرون في شام الخير ويمن البركة:
إن كل من يشهد بشهادة "لا اله إلاّ الله محمد رسول الله" ليعلم أن لله حقاً في عنقه بإقامة حكمه وبيعة خليفة للمسلمين، ومن هذه الشهادة ندعوكم إلى تحديد هدفكم جلياً، وأعلاء صوتكم مدوياً: [ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ] ألا ترون أن ما وقع به إخوانكم في مصر وتونس وليبيا من تخبط أنساهم فرحتهم بسقوط طغاتهم، وأن قبولهم لأفكار الباطل أن تقود ثورتهم جعلهم لا يغيرون شيئاً حتى الآن، وأن ثورتهم الأولى تحتاج إلى ثورة أخرى تقوم على ما ندعوكم إليه لردها من مختطفيها وهم الغرب وأذناب جدد له.
أيها المسلمون الثائرون في الشام واليمن المباركتين:
إن كل من يشهد بشهادة "لا اله إلاّ الله محمد رسول الله" ليعلم أن التأسي برسول الله فرض، وسيرة الرسول تعلمنا أنه لما اشتد الأذى برسول الله والمؤمنين معه، قام النبي بطلب النصرة ليقيم الدولة ويحقق الشوكة ويحمي المسلمين، ولم يقصد كسرى أو قيصر يطلب منهم حماية دعوته، أو إعانته لإقامة دولته، ولم يدعُ قبائل تعارض قريشاً في زعامة العرب لتعينه في مسعاه، ولم يخف حقيقة ما جاء به من إقامة للدين أو يؤجل إعلانه خوفاً من المجتمع الدولي... بل كان لا يستضيء بنار المشركين، ويدعو القبائل لاتباعه ونصرته، وعلمنا الطريق الشرعي لنصرة ثورتنا باستنصار أهل القوة من أبناء ديننا وجلدتنا. نعم إن الواجب على المسلمين في سوريا وفي اليمن... أن يتحدوا على مطلب شرعي واحد، وعلى نداء شرعي واحد للجيش وضباطه وصف ضباطه وجنوده المخلصين ليطيحوا بعصابة الحكم المجرمة ويقيموا على أنقاضها الخلافة في الشام، وجعلها عقر دار الإسلام، وعندها ينقذون المسلمين في سوريا واليمن ومصر وتونس وليبيا وكل بلاد المسلمين بجعلها بلاداً واحدة تستظل بخلافة راشدة واحدة.
أيها المسلمون الثائرون في بلاد الشام واليمن:
إننا في حزب التحرير نشهد شهادة الحق، شهادة " لا اله إلاّ الله محمد رسول الله " ونجزم أن لا حل للأزمة في سوريا إلا بالإسلام، وبالخلافة تحديداً، فهي الفرض، وهي الحل، وهي المستقبل، ونسأل الله سبحانه أن يفتح قلوبكم وعقولكم للعمل معنا آملين من الله تعالى أن يحقق لهذا الدين ولهذه الأمة السناء والرفعة، والاستخلاف والتمكين، بإقامة الخلافة الراشدة الثانية التي وعد بها الرسول ، وآملين أن تكون الشام عقر دارها.
قال تعالى: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ].
03 من ذي القعدة 1432
الموافق 2011/09/30م
حزب التحرير ولاية سوريا
الحياد السويسري
بقلم : فهد عامر الأحمدي
قامت في أوربا عشرات الحروب الطاحنة
وغزا نابليون وهتلر معظم القارة
وأحرقت الحربان العالميتان معظم الدول
ومع ذلك لم يعتد أحد على سويسرا
وظلت لخمسمائة عام واحة سلام وسط جحيم ملتهب
وهذه الأيام يتكتل العالم في أحلاف اقتصادية وسياسية وعسكرية
ومع هذا ترفض سويسرا الانضمام لأي حلف أو منظمة عالمية
بما في ذلك الاتحاد الأوربي ومنظمة الأمم المتحدة؟
هذه العزلة والحيادية الصارمة تذكرنا مباشرة
ببروتوكولات حكماء صهيون
التي تتحدث عن (مكان آمن) يحمي ثرواتهم من الحروب
التي يشعلونها بأنفسهم
(مكان آمن) ويعمل في نفس الوقت على استقطاب ثروات العالم
بحيث يصبح لقمة سائغة في فم اليهود
متى ما قامت ثورتهم العالمية!!
في كتاب (أحجار على رقعة الشطرنج) يتحدث وليام جاي
عن دور اليهود في ظهور نابليون وهتلر
وفي نفس الوقت سعيهم لعدم الاعتداء على سويسرا
وفي كتاب (حكومة العالم الخفية) يشرح شيريب فيتش
كيف ان يهود العالم استثنوا سويسرا من مخططهم
لإثارة الفوضى والحروب لحماية أموالهم داخلها
واكسابها سمعة الملاذ الآمن لاستقطاب اموال الجوييم
(وهو الاسم الذي يطلق على غير اليهود) !!
ورغم اعترافي بأن الفرضية تبدو خيالية
إلا أن الواقع يتوافق معها على الدوام
فسويسرا كانت ومازالت الوجهة المفضلة
للثروات المهربة منذ القرن السادس عشر
ومنذ 400 عام والثروات تتراكم فيها
- مابين أرصدة مجهولة
- وأموال مسروقة
- وثروات لم يعد يطالب فيها احد!!
وعامل الجذب الاساسي في سويسرا هو الحياد والسرية
فالسويسريون اتخذوا مبدأ الحياد منذ عام 1515
بعد هزيمتهم النكراء من الجيش الفرنسي
وحينها وضعوا دستورا للحياد
يرفض الميل مع هذا الجانب او ذاك
ولا حتى بإبداء الرأي أو التعاطف
(هل سمعت مثلا رأي سويسرا بخصوص احتلال العراق
أو حصار غزة أو حتى تفجيرات نيويورك؟)
وحتى اليوم ماتزال سويسرا ترفض الانضمام
الى منظمة الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي
أضف لهذا لم توقع أي معاهدة لتسليم المجرمين
او تبادل المعلومات الأمنية مع أي دولة
(وهو مايجعلها بمثابة جنة لطغاة العالم الثالث)
أما الأغرب من هذا كله
فهو أن سويسرا لا تملك حتى جيشا من شأنه استفزاز الآخرين
وتملك فقط قوة دفاع مدنية
وعددا هائلا من اتفاقيات عدم الاعتداء
ولهذا بالرغم من حيادية و سلمية هذا البلد فإن السويسريين من أكثر المدنيين امتلاكاً لصنوف الأسلحة التي يخزنونها في بيوتهم التزاماً بالسلم و الحياد و لغياب جيش منظم يذوذ عنهم و يحمي حماهم !!!
أما عامل الجذب الاقتصادي الذي ساهم بالفعل
في بناء سمعة سويسرا كملاذ آمن فهو
قانون السرية المصرفية
الذي يصعب اختراقه
فالقانون السويسري
يمنع الاطلاع أو إفشاء أي معلومات مصرفية
لأي سبب وحجة
أضف لهذا أن البنوك هناك تتعامل بنظام مشفر
يزيد عمره الآن عن مئتي عام لا يتيح حتى للموظفين
معرفة أصحاب الحسابات التي يتعاملون معها
وفوق هذا كله يملك العميل
حرية إيداع ثرواته بأسماء مستعارة
او استبدال الاسماء بارقام سرية لا يعرفها غيره.
واذا اضفنا لكل هذا خمسمائة عام
من المصداقية والحرفية المصرفية
نفهم كيف أصبحت سويسرا
ملاذا للأثرياء والطغاة واللصوص
من شتى أنحاء العالم!!
والآن أحسبوا معي نتائج كل هذا على مدى خمسة قرون:
فرغم ان الحياد والسرية هما ما يميزان النظام السويسري
الا انهما ايضا قد يعملان على
حجز الثروات في سويسرا الى الأبد
فحين يموت احد العملاء أو الطغاة
قد تمنع السرية المصرفية والحيادية الصارمة
من عودة الرصيد الى مصدره الأصلي
فبعد هزيمة ألمانيا مثلا بقيت فيها الى اليوم ثروات منسية
لقادة المان قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية
وحتى يومنا هذا تعيق الميزة السويسرية (في الحياد والسرية)
إعادة الملايين التي نهبها ماركوس من الفيليبين
وسيسيسيكو من زائير
وأباشا من نيجيريا
وزعماء الانقلابات العسكرية في العالم العربي وأمريكا اللاتينية
وفي المحصلة .. تشكل اليوم الثروات المجهولة والمنسية
جزءا كبيرا من رصيد سويسرا العام
الأمر الذي انعكس على المواطن السويسري
الذي يتمتع بأعلى مستوى من الرفاهية ورغد العيش!!
بقي ان أشير الى حادثة استثنائية وحيدة
قد تفسر علاقة المنظمات الصهيونية
بالجهاز المصرفي في سويسرا:
فبضغط من اللوبي اليهودي الامريكي
اعترفت سويسرا لأول مرة بوجود أرصدة مجهولة
تخص يهود قتلوا في الحرب العالمية الثانية
وقبل عشرة أعوام وافقت ليس فقط على اعادة تلك الاموال
بل والفوائد المتراكمة عليها منذ 1940.
السؤال الموازي هو :
كم يبلغ حاليا حجم الثروات المنسية
(لغير اليهود) في البنوك السويسرية
وكم وصلت فوائدها حتى اليوم !!؟
الجواب تجدونه في البروتوكول السادس
والخامس عشر لحكماء صهيون!!
مرسل من الدكتور وجدى غنيم
gwagdy@gmail.com
قواعد أمريكية.. فيصل القاسم ..
طب يا أخي جاوبني
د. عادل محمد عايش الأسطل
كنت ومنذ الزمن الماضي، أسمع بأن هناك على أرض قطر، قواعد عسكرية أمريكية، وبالتحديد في منطقة السيليًة، وقد سميت القواعد على اسم المنطقة التي تقع فيها، وكان من الأفضل أن سميت على اسم الأمير نفسه، وهو من الطبيعي والمعقول جداً، أن تسمى القواعد الأمريكية – الغربية - بأسماء عربية، ولكن الذي أربكني هو حجم القواعد نفسها، وثقلها ورهبتها، فللوهلة الأولي، حينما اطلعت على بعض الصور الخاصة، بتلك القواعد الأمريكية المخيفة، ظننت أنها صور وألعاب كمبيوترية أُعدت للأطفال، بعد أن كان طفلٍ لي يشاهدها بطريق صدفة، وانتظرت حتى يحركها بطريق أزرار الكيبورد، كما في كل مرة، ولكنها لم تتحرك، مما دعاني إلى التقرب منها، والتمعن فيها، وإذ بها عبارة عن مجموعة صور لقواعد عسكرية ضخمة، تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، فيها ما لعين رأت، ولا خطرت على قلب بشر، تصميمات خارقة، إنشاءات وبنايات، رادارات وطائرات من مختلف العوائل والطرز، دبابات ومصفحات وناقلات جند، وجنود وكوماندوز وبلاك ووتر، وبلاك إير، وبلاك فاير، ومجندين ومجندات وأجواء غاية في الرومانسية والروعة، ليس يطالها إي عدّ أو إحصاء.
واعتقد جازماً، أن ليس في الولايات نفسها، على مثل هذه الشاكلة من القواعد، ولا حتى على أراضي حليفها الاستراتيجي "إسرائيل"، حتى ظننت أن لا مكان لشعب قطر أن يقيم في قطر، ولا حتى أميرها، لعلة أن ليس هناك متسع له ولأولاده في المستقبل، يستريحون فيه، ولن يكون هناك متسع لخاطرٍ يهب، ولا رِجلٍ تدب، خاصة في قرية قزمية المساحة كقطر، ورأيت أن لو استمعوا إليً، أن لو كان هناك تبادلاً في للأراضي بين قطر والولايات المتحدة، فذلك من الأمور الحسنة والمستحسنة، فهناك في الولايات المتحدة الكثير من الصحاري الواسعة، والتي بها جمال أيضاً، ولا حرج في ذلك ولاعيب، فقد كان هناك سوابق في التبادلات بين الدول، كان هناك ولا يزال، تبادلات تجارية كثيرة تحصل بين الولايات المتحدة والصين، على سبيل المثال لا الحصر، وكذلك جرى الحديث كثيراً عن إمكانية تبادلات مختلفة، بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل، وخاصةُ حول تبادل السمسم المقشور، بغير المقشور.
قاعدة السيلية العسكرية التي تستضيفها قطر، غرب العاصمة الدوحة، هي أهم بنية تحتية عسكرية، تقيمها الولايات المتحدة، في عموم المنطقة، وفي زمن قياسي بالنسبة لحجمها، تستخدمها القيادة المركزية الأمريكية، كمقر رئيسي، لإمداد وتهيئة الجيوش والمعدات العسكرية واللوجيستية، اللازمة للاستخدام في كل زمان ومكان، وكانت الولايات المتحدة قد بدأت استخدامها بقوة منذ العام 2002، حينما شرعت بالبدء في مناورات متتالية، تهيئةً لغزو العراق، بعد غزوها للأراضي الأفغانية، ومهددة بالتالي كل من إيران وسوريا، ومن تسول له نفسه، وإلى إشعار آخر.
وكذلك بالنسبة لقاعدة العيديد الجوية، فقد قامت الولايات المتحدة، ببناء مركز قيادة وقاعدة حراسة هي الأحدث في العالم، منذ العام 2002، وكانت تقارير صحيفة نيويورك تايمز، قد أشارت وقتها "إن الهدف الرسمي لتأسيس قاعدة بهذا الحجم، هو للتحضير لعملية كبيرة، سينفذها الجيش الأميركي، وقال مسئولون أمريكيون، أن هذه المرة الأولى التي يمارس كبار القادة، أمر الحرب خارج الولايات المتحدة.
أشترك المئات من الموظفين وكبار القادة الأمريكيين من القيادة المركزية رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال "تومي فرانكس" وقادة من مشاة البحرية والبحرية والقوات الجوية وقادة العمليات الخاصة في المنطقة. في العمليات التمرينية والمناورات، بشكلٍ غير مسبوق. وهذا يدلل على التأكيد باعتبارها، إحدى القواعد الأمريكية، والأكثر أهمية، فهي قاعدة جوية عسكرية أمريكية - ومركزاً للجاسوسية ورجال CIA، والعديد من متعلقات قوات التحالف وموجودات عسكرية أخرى، وهي تستضيف مقر القيادة المركزية الأمريكية، ويوجد بها أيضاً، المقر الميداني للقيادة العسكرية المركزية للمنطقة الوسطى من العالم، التي تشمل آسيا الوسطى وحتى القرن الأفريقي، كما يوجد بها مقراً تابعاً لسلاح الجو الملكي البريطاني.
وقد سبق واستضافت قاعدتا مطار الدوحة الدولي والعديد الجويتين، أسراباً كثيرة من الطائرات الأمريكية المقاتلة وطائرات الشحن والحاملة للدبابات وغيرها، فالدوحة تعتبر محور النقل الجوي العسكري الأمريكي إلى جميع دول المنطقة بلا استثناء.
وكانت بدأت قطر منذ 1995، تستضيف بعضاً من القوات الجوية المكلفة بالإشراف على منطقة حظر الطيران في جنوب العراق. وتحولت القواعد إبان فترة التسعينات إلى واحدة من أكبر مخازن الأسلحة والعتاد الأمريكي في المنطقة، استعداداً للعدوان على العراق.
وكان للقيادة المركزية الأمريكية في المنطقة الوسطى CENTCOM قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، أربعة مرافق خاصة بها في قطر، بالإضافة إلى حقها باستخدام أربعاً وعشرين مرفقاً تابعة للقوات المسلحة القطرية، وكانت معدات وتجهيزات فرقة مدرعة ثقيلة قد تم تخزينها في موقعين منفصلين، الأول في السيلية، والثاني في مكانٍ ما جنوب غرب الدوحة.
وكانت قد انتقلت القيادة الجوية للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية CENTCOM من السعودية إلى قطر ما بين عامي 2002 و2003، ومقرها قاعدة العديد الجوية، حيث أنفقت قطر ما يزيد عن نصف مليار دولار، لتحديث قاعدة العديد، وغيرها من القواعد مقابل "الحماية" العسكرية الأمريكية للدولة الخليجية الصغيرة.
ومن ثم، انتقل المقر الميداني للقوات الخاصة، التابعة للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية للمنطقة الوسطى، إلى قاعدة السيلية القطرية عام 2001. وحضنت السيلية بعدها المقر الميداني للقيادة المركزية الأمريكية للمنطقة الوسطى المذكورة أعلاه، وقد تمت عملية نقل المقر الميداني تحت ستار التمرين العسكري "نظرة داخلية" Internal Look، الذي كان في الواقع تمريناً على خطة قيادة العدوان على العراق Operation Iraqi Freedom، وأن هذا التمرين جرى خلال العام 2002، وقد كانت خطة غزو اللأراضي العراقية رهن التنفيذ.
أذكر، أنه بمجرد أن قامت شركة إماراتية، بمحاولة شراء أسهم، تعمل بموجبها، على تشغيل ميناء - فرعي - في الولايات المتحدة، قامت الدنيا في الداخل الأمريكي، ولم تقعد، وفي الحال أسقط المشروع، وأُلغيت العقود كافة.
ونرى من تناقضات الأمير ما نرى، يوم ينفخ بأوداجه، نصرةً للشعب الفلسطيني، ودفاعاً عن حقوقه المشروعة، ويوم نراه منفرج الأسارير، وضاحكاً مستبشراً، بقدوم زعيم صهيوني، أو قائداً أمريكي، فقد يعزى هذا لطبيعة الحال، من سماحة الإسلام والمسلمين، والكرم الحاتمي العربي الأصيل.
ويتهامس العارفون بشئون الحكام العرب، ويقولون، لماذا نعيب على بعض حكام العرب، في فعلٍ فعله حاكم، في الوقت الذي لا يجرؤ فيه أحد، أن يعبر عن قناعاته الفكرية الشخصية، ومواقفه السياسية الذاتية، لدى حاكم آخر، في ضوء معرفتنا جميعاً، كيف حصل زعماء العرب وقادته، على عروش البلاد ورقاب العباد؟
كل تلك المتناقضات، كما نراها واضحة تمام الوضوح، لمن هو خارج الإمارة، فكيف من هو بداخلها؟ وكيف لي أن أصدق، أن آلافاً مؤلفة ممن هم في الداخل، يعلمون علم اليقين بذلك وأكثر، ولا يفندون شيئاً منها؟ ومنهم مع احترامي، السيد الفاضل، والإعلامي الكبير د. فيصل القاسم، وهو يحييكم من الدوحة، عاصمة الإعلام العربي وحتى الغربي، وبكل حرية وديموقراطية شفافة، وأكثر شفافية من الشفافة ذاتها، أن يأتي يوماً على ذكرها، أو يأتينا بشيء منها، ويُرينا بحنكته وعزيمته القوية، ومن خلال إعلام الدولة الحر، أن يكشف تفاصيلها، ولما هي موجودة على الأرض القطرية، ولأي سبب؟ وجدوى وجودها من عدمه؟ ومتى سترحل أو ستفكك كل هذه المستوطنات العسكرية – المشروعة - من قبل المحتل والمارق الأمريكي؟
طب يا أخي جاوبني!
ولكن مادمنا نعتبر أنفسنا في دائرة الإنصاف، فإنه ليس غريباً على أمير قطر أن يستضيف قواعد عسكرية أمريكية في بلاده، وإن كانت بهذا الحجم، خاصةً وأنها دواءً ونفوعاً، للأمير وإمارته، ولا يُعد ذلك سابقةً صدرت عنه، فهناك سوابق لا تعد ولا تحصى، لدى الزعماء العرب، وأظنه بعد كل هذا، بأنه أخف ضررأً مما يتقبله ويفعله، زعماء عرب آخرين، رغم أن مثل هذه القواعد، لو أتت آلة جهنم بكلها وكليلها، ما خلعت منها صرارة واحدة، والله غالب على أمره.
جبهة العمل المقاوم – جمع
المكتب الإعلامي
http://www.jam3.org/newsite/details/11684
مرسل من الدكتور وجدي غنيم
gwagdy@gmail.com
الغرب يحاول ركوب موجة الثورات العربية
يحاول الغرب توظيف إمكاناته الضخمة في البلدان العربية لركوب موجة الثورات العربية الشعبية والتحكم في زمامها، فهو يملك كل الأدوات التي تلزمه لفعل ذلك، فلديه نفوذ كبير يعود للعهد الاستعماري المباشر، وله من العملاء والاستثمارات في البلدان العربية ما يسهل عليه استخدامها لتحقيق مصالحه في أسوأ الظروف، وهو ما يجعله يهرع إلى بلادنا للحفاظ على مصالحه كلما اقتضى الأمر، كما يستمع له الكثير من ضعفاء النفوس من الناس العاديين الذين يظنون أن لا غنى لهم عن الاستعانة بالغرب من أجل إنجاح ثوراتهم.
لا شك أن الثورات العربية التي تحدث في المنطقة كشفت عن قوة حقيقية لإرادة الشعوب العربية، وأبرزت قدرتها على التغيير بعدما كان يُنظر إليها على أنها شعوب شبه ميتة ولا حراك فيها.
وقد تجلت إرادة الشعوب لأول مرة منذ عقود في نجاحها بإسقاط الأنظمة، وخلخلتها، وكسر احتكار السلطة، ورفع سياسات الإذلال التي مورست ضد المجتمعات زمناً طويلاً.
وبالإضافة إلى أن هذه الثورات قد كسرت حواجز الخوف عند الجماهير، فهي كذلك أوجدت لديهم أعرافاً جديدة تتعلق بالعمل السياسي طالما كانت غائبة أو مغيبة عنه ردحاً طويلاً من الزمن.
ومن هذه الأعراف التي أفرزتها هذه الثورات تلك الجرأة السياسية التي شهدناها في المحاسبة وعدم التسليم بسهولة بالبدائل المفروضة أو التي يتم ترويجها.
ومنها أيضاً الاستمرارية في تطوير مطالبها وذلك من خلال الارتقاء في المطالب والانتقال فيها من مستوى إلى آخر أعلى منه.
وبما أن الشعوب الثائرة هي شعوب مسلمة فإن الإسلام –وإن كانت شعاراته قد غُيِّبت عن المشهد الثوري- إلا أنه بقي يعمل كقوة كامنة ومحركة للجماهير نحو التغيير ورفض الخنوع والاستسلام للأمر الواقع.
قد يقال إنه بما أن كثيراً من قادة الثوار هم من العلمانيين والوطنيين فالثورة إذاً هي ثورة معادية للإسلام، قد يقال ذلك، لكننا نقول إن هذه الثورة هي ملك لكل الجماهير وليس لقادتها فقط، فالذي شارك فيها والذي ساهم في إنجاحها هم عامة الناس، وهم في غالبيتهم من المسلمين المتدينين بالفطرة، ولولاهم لما نجحت الثورات في إسقاط الأنظمة.
إن نجاح الشعوب العربية في ممارسة إرادتها العامة بهذه السهولة قد أفزع الغرب وأدهشه في آن واحد، فراح يُحاول أن يُمسك بزمام تلك الثورات قبل أن تخرج عن السيطرة، ويفقد امتيازاته في المنطقة.
فتحركت أميركا وفرنسا وبريطانيا بشكل عاجل، وسعت إلى تطويق الثورات وتجييرها، واضطرت إلى خوض صراع فيما بينها للحفاظ على نفوذها فيها، فعبثت بمقدرات وثورات الشعوب العربية وأفسدتها.
وقد ظهر تصارعها فيما بينها جلياً في ثورة ليبيا حيث كان لبريطانيا وفرنسا موقفاً مغايراً تماماً للموقف الأميركي فيما انقسمت سائر المواقف الدولية الأخرى بين هذين الموقفين. فالإنجليز دفعوا الفرنسيين إلى الصدارة في مواجهة الموقف الأميركي الذي ظهر تردده إزاء ما يجري في ليبيا حيث تُقدِّم أميركا رِجْلاً وتؤخر أخرى، فتارة تقوم بقيادة القوات الدولية، وتارة تترك القيادة لحلف الناتو، وأحياناً تُشارك في العمليات العسكرية بكثافة، وأحياناً أخرى تتراجع وتتلكأ في المشاركة.
ويبدو أن موقفها هذا مبني على أمرين:
الأول: محاولة تفويت الفرصة على الأوروبيين (البريطانيين والفرنسيين) الذين كانوا يريدون ترتيب الأوراق في ليبيا بسرعة وبدون منغصات.
الثاني: كونها لا تملك نفوذاً متميزاً في ليبيا كالذي تملكه أوروبا فيها، وهي نفسها قد اعترفت بذلك.
فأميركا إذاً في موقفها هذا وهو القبض على العصا من منتصفها تريد أن يكون لها نصيب من الكعكة الليبية لا سيما وأن ليبيا تعوم على بحيرة من النفط. إن هذا العامل بالذات هو الذي يعرقل عملية الحسم في ليبيا.
أما بالنسبة للصراع الأميركي الأوروبي في الدول الأخرى التي تشهد الثورات، ففي تونس حسمت الثورة بسرعة لصالح الأوروبيين ورتبت أوراقها بطريقة سلسة بعيداً عن أعين الأميركيين. وفي مصر حسمت الثورة بسرعة من خلال الجيش لصالح الأميركيين لخلوها من تأثير نفوذ أوروبي فاعل فيها. بينما لم يُحسم الصراع في كل من ليبيا واليمن بسهولة وذلك بسبب وجود النفوذين فيهما وإن كان النفوذ الأميركي فيهما أقل من النفوذ الأوروبي. وقد برز في ليبيا دور المخابرات الأميركية والبريطانية ودور القوات الخاصة البريطانية بشكل واضح أثناء اندلاع الثورة وتحولها إلى حرب أهلية. وفي اليمن برزت التدخلات الأميركية والبريطانية من خلال الرعاية المشتركة الأميركية والبريطانية أولاً، ثم الأميركية والأوروبية ثانياً، للمفاوضات بين الحكومة اليمنية والمعارضين لها. كما برزت من خلال تدخل الدول الخليجية والتي تعمل لصالح الإنجليز في الأزمة اليمنية، وهذه التدخلات الدولية هي أمر لم يخف على أحد من المتابعين للأحداث.
وأما في سوريا فالقبضة الأمنية الشديدة للنظام الحاكم، واستعداد النظام لارتكاب المجازر الجماعية ونزول الجيش إلى المدن كل ذلك يؤشر على أن الوضع في سوريا حساس جداً بالنسبة لأميركا، لأن سقوط النظام السوري قد يقلب الأمور في المنطقة رأساً على عقب، وبالتالي فإن سقوطه معناه انتهاء النفوذ الأميركي كلياً من سوريا، وهذا قد يدخل المنطقة بأسرها في فوضى عارمة لا تملك أميركا ولا غيرها القدرة على ضبطها، خاصة وأن سوريا تعتبر واسطة العقد في الشرق الأوسط كونها مجاورة (لإسرائيل) ولبنان والأردن والعراق وتركيا، وتغير النظام فيها قد يؤدي إلى الإطاحة بالنفوذ الأميركي في جميع هذه البلدان، وهو أمر تبدو عواقبه وخيمة على الأميركان وعلى غيرهم من المستعمرين؛ لذلك نجد أن أميركا منذ بداية الانتفاضة في سوريا وهي تبعث برسائل عديدة تؤكد فيها على فكرة عدم ورود تدخلها، أو تدخل حلف الناتو في سوريا مهما كانت الأحداث ساخنة، وهو ما أعطى لنظام الأسد المبرر لزيادة سفك الدماء لقمع الثورة كونه مطمئنًا إلى عدم وجود أي تدخل دولي فاعل ضد النظام السوري.
وأما دور بريطانيا في سوريا فهو دور يعتمد على عملائها في المنطقة، ويظهر هذا الدور من خلال الدعم الإعلامي اللامحدود للثوار بقيادة هيئة الإذاعة البريطانية وملحقاتها. وتأمل بريطانيا أن تتمكن من الإطاحة بنظام الأسد ليحل مكانه نظام جديد تتحكم فيه من خلال عملائها القدامى من الأحزاب الذين ما زالوا مرتبطين بها سياسياً، فهي من المؤكد أنها تتوق لتغيير الأوضاع في سوريا، وستفعل بالتالي كل ما بوسعها لهذا التغيير.
بيد أن انقطاع النفوذ البريطاني مدة طويلة عن سوريا ممكن أن يؤدي إلى نجاح الثوار في بناء دولة غير موالية لها أو لغيرها من الدول الغربية، وهو ما قد يمهِّد لقيام دولة إسلامية حقيقية فيها ربما تكون فاتحة خير للعالم الإسلامي بأسره.
وركوب الغرب لموجة الثورات العربية لم يقتصر على الجوانب السياسية والعسكرية بل تعداه الى الجوانب الاقتصادية والمالية، ففي اجتماع قمة مجموعة الثماني التي انعقدت يومي 26 وَ27/ أيار (مايو) الماضي في دوفيل بفرنسا تم تبني فكرة إغراق الحكومات في مصر وتونس بالقروض الربوية لتوجيهها وفقاً للمفاهيم الرأسمالية في الاقتصاد والديمقراطية في الحكم.
فضخت الدول الرأسمالية الكبرى ما يزيد عن العشرين مليار دولار لاحتواء تلك الحكومات وربطها بالشروط الاقتصادية المميتة، لإبقاء تلك الحكومات تئنّ تحت وطأة الاقتصاد الرأسمالي الربوي، وليبقى اقتصاد تلك الدول مربوط بإحكام بعجلة الاقتصاد العالمي بقيادة أميركا وأوروبا.
وادّعى صندوق النقد الدولي بأن مصر وحدها تحتاج إلى مساعدة فورية بنحو 12 مليار دولار لإغلاق ما وصفه بالثقوب في الميزانية الحكومية وفي العجز في التجارة الخارجية، وأقرضها ثلاثة مليارات بفائدة ربوية مقدارها 3%. وقال الصندوق بأن التضخم المالي في مصر ارتفع إلى 20%، وبأن العجز في الميزانية اقترب من 10% من الإنتاج.
وأمّا في تونس فقد طالب رئيس وزرائها الباجي قائد السبسي مجموعة الثماني بدعم مالي لتونس قدره 25 مليار دولار على مدى خمس سنوات، واستنجد بالمجموعة الدولية مطالباً إياها بتحمل مسؤولياتها لإخراج تونس من الحلقة المفرغة المتمثلة في أنّ الفقر وارتفاع البطالة يؤديان إلى بروز التطرف واستعمال ظاهرة الهجرة حسب قوله.
وهكذا فالغرب إذاً لم يترك المنطقة وشأنها، ولم يترك الثورات ومخاضها، بل انه تدخل في كل صغيرة وكبيرة من مستجداتها، وحاول إقحام نفسه في أدق تفاصيلها، كل ذلك من أجل إجهاضها وتفريغها من محتواها وتوجيهها نحو الوجهة التي يريد.
لكن حساب البيادر يختلف عن حساب الحقول، فهذه الثورات ذاتية المنطلق جماهيرية الطابع، من الصعب تدجينها وتغيير مسارها، لأنها ليست كالانقلابات العسكرية التي كان الاستعمار يتلاعب بها، ويعبث برجالها. فالثورات شعبية غير موجهة ولا مفبركة، وإنها وإن كانت تفتقر للفكر السياسي المبدئي، فهي ما تزال في ريعان شبابها، وهي سائرة في اتجاهها الصحيح نحو رفض الخنوع والاستسلام والتبعية، نحو الإسلام السياسي المفضي إلى إقامة دولة الإسلام دولة الخلافة بإذن الله تعالى، وهو الأمر الذي من شأنه أن يوصلها سالمة إلى بر الأمان.
قال تعالى )وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (
منقول عن : مجلة الوعي، العدد 295-296-297 ،(عدد خاص و مميز) السنة السادسة والعشرون ،شعبان ورمضان وشوال 1432هـ ، تموز و آب و أيلول 2011م
2
5- إن هذه السياسة الأميركية بدأت تتضح ثمارها من خلال ظاهرتين:
الأولى: تطعيم الحركات الإسلامية بأفكار علمانية على النمط الغربي، فقد صرح بعض أعضاء الحركات الإسلامية في الكويت ومصر، ومن قبل في الأردن، أن لا مانع من أن يضم الحزب المسمى (إسلاميًا) أعضاءً من المواطنين غير المسلمين. وصرح عضو إسلامي بارز في مصر أن شعار (القرآن دستورنا) هو «شعار عاطفي لا يعبر عن منهجنا للعمل السياسي»... أي أن أميركا تحاول أن تجعل الأحزاب الإسلامية كالأحزاب المسيحية في الغرب. فمثلاً حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، حزب الاتحاد المسيحي الاشتراكي... وهكذا أي أن تكون أحزاباً تذكر الدين في اسمها ولكنها في العمل السياسي علمانية الطابع والتفكير مع بعض المشاعر الدينية إذا اقتضتها ظروف خاصة.
الثانية: محاولة الإدارة الأميركية الاتصال ببعض الحركات الإسلامية، وقد أصبح هذا الأمر مكشوفاً تنشر عنه الصحف ووسائل الإعلام الأخرى، كالاتصالات مع بعض الحركات في مصر وسوريا والكويت ولبنان وفلسطين.. التي كانت تتم مع مسؤولين رسميين أميركيين أحياناً، ومع وفود من الكونغرس أو رجال الأعمال الأميركيين أحياناً أخرى. ولقد دخلت أوروبا على خط الاتصالات مع بعض الحركات الإسلامية بالعلن أحياناً وبنصف العلن أحياناً أخرى. ومن ذلك ما خطه الدبلوماسي الأميركي إدوارد دجرجيان عن اللقاءات السرية مع بعض قادة جماعات إسلامية معتدلة في كتابه: «خطر وفرصة: رحلة سفير أميركي في الشرق الأوسط». حيث يقول فيه: مثالان يخطران على بالي: حسن الترابي وراشد الغنوشي .
1- الترابي يزور الخارجية الأميركية… سراً
«في بداية التسعينات عندما كنت مساعدًا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، زارني حسن الترابي في مكتبي، وهو زعيم سياسي سوداني بارز كان في بداية حياته السياسية عضوًا في حركة الإخوان المسلمين (ثم انشق عنها بذكاء وأصبح مستقلاً لكونها جامدة ومتخلفة فكريًا). عندما زارني الترابي في مكتبي في واشنطن، كان يرتدي بذلة فاخرة من ثلاث قطع، وكان يتصرف بطريقة لا تختلف عن كبار رجال الأعمال المحنكين في الشرق الأوسط الذين عرفتهم في بيروت. وخلال حديثنا، لاحظت أنه يملك معرفة كبيرة وعميقة لمعظم قضايا الشرق الأوسط وعلاقة الولايات المتحدة والغرب بتلك القضايا. هذه ليست مفاجأة إذا علمنا أنه يحمل دكتوراه (في القانون) من السوربون، ويتحدث بطلاقة مدهشة الفرنسية والإنجليزية (والألمانية) ولكن المثير لي حقًا أنه تحدث عن ضرورة إزالة الخلاف بين الشيعة والسنة وتوسيع حقوق المرأة في العالم الإسلامي، كما تحدث بايجابية وثقة عن وجود «ديمقراطية إسلامية»!! إنه نفس الشخص الذي أسس المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي الذي كان يقوده وهو يرتدي ملابسه السودانية التقليدية وعمامته واستضاف زعماء حركات متطرفة من جميع أنحاء العالم».
2- والغنوشي أيضًا… يراسل أميركا سرًا !!
«وبالمثل، بعد أن ألقيت خطابي في «الميريديان هاوس» وصلتني رسالة طويلة من راشد الغنوشي، وهو قيادي إسلامي (إخوان مسلمين) معارض للنظام التونسي هرب إلى لندن في سنة 1989م ليفر من حكم بالسجن المؤبد، وعبّر الغنوشي في رسالته لي عن سعادته بأن خطبتي تضمنت أن الولايات المتحدة لا تعتبر الإسلام نفسه عدوًا. وهذا بعض ما كتبه لي: «المسلمون لا يوجد لديهم مشاعر كراهية لكم كأميركان ولا لوضعكم كقوة عظمى. ولكننا نريد حريتنا في بلداننا. نريد الحق في أن نختار النظام الذي نرتاح له. نريد أن تكون علاقتنا معكم مبنية على الصداقة وليس التبعية أو الخضوع. هناك إمكانية لتبادل الأفكار والمعلومات بيننا، وتبادل المعلومات والثقافات في عصر تحكمه قواعد المنافسة والتعاون بدلًا من قواعد السيطرة والخضوع».
يقول دجرجيان «لقد كنت على علم تام أن هدف الغنوشي غير المباشر هو كسب تعاطفي للحصول على فيزا لدخول الولايات المتحدة الأميركية والتي رفضنا باستمرار في وزارة الخارجية منحه إياها، ولهذا عكست عباراته بدهاء ما تريد الولايات المتحدة أن تسمعه من زعيم إسلامي مشهور، طبعًا.. إذا كان هناك أي سبب أو دليل ملموس للاعتقاد أن رسالته تعبر عن حقيقة أفكاره!! ولكنه، مثل الترابي الذي يحترمه الغنوشي كثيرًا، كان لديه دائمًا وجه آخر. فهو يساند الثورة الإسلامية الإيرانية التي قادها آية الله الخميني بل ويردد مصطلحات الخميني التي تصف أميركا بـ«الشيطان الأعظم». كما وصف إدارة بوش الأب بـ «أعظم خطر على الحضارة والدين والسلام العالمي». وخلال حرب عاصفة الصحراء ساند الغنوشي صدام حسين بقوة للأسف».
ما هو الاعتدال في نظر الغرب؟
أولاً: أصدر «معهد أميركان إنتربرايز» الأميركي دراسة تحت عنوان «محاولة للبحث عن الإسلاميين المعتدلين» نُشرت في مجلة «كومنتري» الأميركية في فبراير 2008م، وقد نشر موقع «تقرير واشنطن» ملخصاً لها:
ما هو الإسلام المعتدل وأين نجده؟
تشير كلمة «معتدل» إلى كمية أو درجة أقل من الشيء. فعلى سبيل المثال فإن اليساري المعتدل، ليس بعيدًا جداً عن اليسار. فهل «المسلم المعتدل» ليس مسلماً تقياً ورعاً؟.
أخذْ الأمر على هذا النحو يعني الإقرار بأن الإسلام يتناقض مع الغرب. وأن القضية هي الكراهية الشديدة. وبذلك يمكن أن نقبل ضمناً أن الإرهاب هو نتيجة طبيعية للولاء التام للعقائد الإسلامية، وهو القياس الذي من المفترض أن نرفضه حسبما أشارت الدراسة.
وتحاول الدراسة النفاذ إلى فكرة «الإسلام المعتدل» عبر طرح قناعات جديدة لتثبيت المعايير الغربية لـ«الإسلام المعتدل» التي لا تختلف في الأصل عن المعايير التي وضعتها دراسة «راند»؛ كون هذه المعايير تنبع من مصدر فكري غربي واحد. حيث تقول الدراسة: «إذا كانت معركتنا ضد الإرهاب تقوم على أن المسلمين يجب أن يصبحوا أقل إيماناً وتقوى، فإن فرص النجاح ستكون ضئيلة وسيئة. ما نريده لا يتعلق بحماس المسلمين لقناعاتهم الدينية وإنما يتركز على أرضية قبول أو رفض التعددية».
وفي إطار الإجابة على تساؤل «أين نجد الإسلام المعتدل؟» أشارت الدراسة إلى أربع مجموعات من المسلمين المعتدلين:
المجموعة الأولى: تشمل المواطنين العاديين في البلدان الإسلامية الذين يمارسون شعائر دينهم دون أن تتمركز السياسة في حياتهم. ولا يشاركون في أعمال العنف، وفي الغالب لا يدعمونها.
المجموعة الثانية: «المعتدلون» وتشمل الأنظمة، حيث يتضمن «الاعتدال» التحالف مع الغرب.
المجموعة الثالثة: تضم ليبراليين علمانيين يتعاطفون مع القيم السياسية والثقافية للغرب...
المجموعة الرابعة: تضم مجموعات متنوعة من الإسلاميين الذين يصفون أنفسهم بأنهم ضد العنف.
وترى الدراسة أنه على الرغم من أهمية المجموعتين الأولى والثانية فإنهما لا تلعبان دوراً مهماً في محاربة «الإرهاب». وربما يوجد بين المجموعتين الثالثة والرابعة مصادر قوة جديدة في هذه الحرب حيث يُعتبر الليبراليون العلمانيون المجموعة ذات الصلة الأكبر بالديمقراطية والقيم الغربية. وتضيف الدراسة أنه لسوء الحظ، لا تحظى وجهات نظرهم بالولاء، خصوصاً عندما تقف ضد قوة الحركات الإسلامية الصاعدة والمتزايدة بقوة. ويتضح ذلك في مصر وفي السلطة الوطنية الفلسطينية (خسارة فتح في انتخابات 2006م لصالح حماس).
ثانياً: يقول خليل العناني في موقع «تقرير واشنطن» الأميركي: «لا يزال الغرب مسكوناً بهاجس التطرف الإسلامي، ولا تزال الكثير من مؤسسات ومراكز الأبحاث الأميركية تقوم بالعديد من الدراسات والأبحاث حول كيفية تحقيق مواصفات «الإسلام المعتدل» وتشير الدراسة إلى أن نقطة البدء الرئيسية التي يجب على الولايات المتحدة البدء بها في بناء شبكات من الإسلاميين المعتدلين تكمن في تعريف وتحديد هوية هؤلاء الإسلاميين. وفي هذا الصدد تشير الدراسة إلى أنه يمكن التغلب على صعوبة تحديد ماهية هؤلاء المعتدلين من خلال اللجوء إلى التصنيفات التي وضعتها بعض الدراسات السابقة التي قام بها بعض باحثي معهد «راند» مثل دارسة شارلي بينارد «الإسلام المدني الديمقراطي»، ودراسة أنجل رابسا «العالم الإسلامي بعد أحداث 11 سبتمبر».
ولهذا الغرض فقد وضعت الدراسة بعض الملامح الرئيسية التي يمكن من خلالها تحديد ماهية «الإسلاميين المعتدلين»، حسب المعايير الغربية، أهمها ما يلي:
1- القبول بالديمقراطية: يعتبر قبول قيم الديمقراطية الغربية مؤشراً مهماً على التعرف على «الإسلاميين المعتدلين»، فبعض الإسلاميين يقبل بالنسخة الغربية للديمقراطية، في حين أن البعض الأخر يقبل منها ما يتواءم مع المبادئ الإسلامية خصوصاً مبدأ «الشورى» ويرونه مرادفاً للديمقراطية.
كما أن الإيمان بالديمقراطية يعني في المقابل رفض فكرة الدولة الإسلامية التي يتحكم فيها رجال الدين، لذا يؤمن «الإسلاميون المعتدلون» بأن لا أحد يملك الحديث نيابة عن «الله».
2- القبول بالمصادر غير «المتعصبة» في تشريع القوانين: وهنا تشير الدراسة إلى أن أحد الفروق الرئيسية بين الإسلاميين «الراديكاليين» و«المعتدلين» هو الموقف من مسألة تطبيق الشريعة. فالتفسيرات التقليدية للشريعة لا تتناسب مع مبادئ الديمقراطية، ولا تحترم حقوق الإنسان، وتدلل الدراسة على ذلك من خلال مقال للكاتب السوداني عبد الله بن نعيم قال فيه إن الرجال والنساء والمؤمنين وغير المؤمنين لا يمتلكون حقوقًا متساوية في الشريعة الإسلامية.
3- «احترام حقوق النساء والأقليات الدينية»: وفي هذا الصدد تشير الدراسة إلى أن «المعتدلين» أكثر قبولاً بالنساء والأقليات المختلفة دينياً، ويرون بأن الأوضاع التمييزية للنساء والأقليات في القرآن يجب إعادة النظر فيها؛ نظراً لاختلاف الظروف الراهنة عن تلك التي كانت موجودة إبان العصر النبوي الشريف. وهم يدافعون عن حق النساء والأقليات في الحصول على كافة المزايا والحقوق في المجتمع.
4- «نبذ الإرهاب والعنف غير المشروع»: وهنا تؤكد الدراسة على أن «الإسلاميين المعتدلين» يؤمنون، كما هو الحال في معظم الأديان، بفكرة «الحرب العادلة»، ولكن يجب تحديد الموقف من استخدام العنف، ومتى يكون مشروعاً أو غير مشروع؟.
وفي نهاية هذا الجزء تضع الدراسة مجموعة من التساؤلات، أشبه بمقياس للفرز بين «الإسلاميين المعتدلين»، وأولئك الذين «يتخفون وراء مقولات الاعتدال والديمقراطية كما هو الحال مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر»، على حد قول الدراسة.
هذه الأسئلة هي بمثابة اختبار لإثبات مدى اعتدال أي جماعة إسلامية من عدمه وتتمثل فيما يلي:
- هل الجماعة تتساهل مع «العنف» أو تمارسه؟، وإذا لم تكن تتساهل معه فهل مارسته في الماضي؟.
- هل الجماعة تؤيد الديمقراطية باعتبارها «حق» من حقوق الإنسان؟.
- هل تحترم الجماعة كافة القوانين والتشريعات الدولية لحماية حقوق الإنسان؟.
- هل لديها أية استثناءات في احترام حقوق الإنسان (مثل الحرية الدينية على سبيل المثال)؟.
- هل تؤمن بأن تغيير الديانة أحد «حقوق الإنسان»؟.
- هل تؤمن بضرورة أن تطبق الدولة قانوناً جنائياً (الحدود) يتطابق مع الشريعة الإسلامية؟.
- هل تؤمن بضرورة أن تفرض الدولة قانوناً مدنياً متلائمًا مع الشريعة؟، وهل تؤمن بحق الآخرين في عدم الاحتكام بمثل هذا القانون والرغبة في العيش في كنف قانوني علماني؟.
- هل تؤمن بضرورة أن تحصل الأقليات الدينية على نفس «حقوق» الأغلبية؟.
- هل تؤمن «بحق» الأقليات الدينية في بناء دور العبادة الخاصة بهم في البلدان الإسلامية؟.
- هل تؤمن بأن يقوم النظام القانوني على مبادئ غير دينية؟.
حلفاء محتملون: علمانيون وليبراليون ومتصوفة
وتشير الدراسة إلى أن هناك ثلاثة قطاعات مهمة في العالم الإسلامي قد تمثل «نواة جيدة» لبناء شبكات من «الإسلاميين المعتدلين» من أجل مواجهة «المتطرفين الإسلاميين». وهذه القطاعات هي (العلمانيون والإسلاميون الليبراليون والمعتدلون التقليديون بما فيهم المتصوفة).
أما فيما يخص العلمانيين فتشير الدراسة إلى أن التيار العلماني في العالم الإسلامي، خصوصاً في البلدان العربية، يعاني من الضعف والتهميش؛ نظراً للعلاقة الوثيقة التي نشأت بين العلمانية والنظم الشمولية. وتشير الدراسة إلى وجود ثلاثة أنواع من العلمانيين:
أولها العلمانيون الليبراليون وهم الذين يؤيدون تطبيق القوانين العلمانية في الدول الإسلامية. وهم يؤمنون بالقيم العلمانية الغربية التي تقوم على ما يسمى بـ«الدين المدني».
أما النوع الثاني من العلمانيين فتُطلِق عليه الدراسة اسم «الأتاتوركيين» نسبة إلى العلمانية التركية، التي تحرم أي مظاهر للدين في الحياة العامة كالمدارس أو الأماكن العامة. وهي أقرب ما تكون للنموذج الفرنسي والتونسي، وخير مثال على ذلك موقفهم من قضية الحجاب.
أما النوع الثالث فتطلق عليه الدراسة «العلمانيون السلطويون» وقائمتهم تشمل البعثيين والناصريين والشيوعيين الجدد.
وعلى الرغم من علمانيتهم الظاهرة إلا أن هؤلاء قد يتمسكون ببعض الرموز الدينية من الناحية الشكلية فقط من أجل كسب التعاطف الشعبي.
• أما الإسلاميون الليبراليون، فعلى الرغم من أنهم يختلفون مع العلمانيين في أيديولوجيتهم السياسية، إلا أنهم يحملون أجندة فكرية وسياسية تتلاءم تمامًا مع القيم الغربية، وهم يأتون من أوساط الإسلاميين التحديثيين.
وترى الدراسة أن هؤلاء لديهم نموذج خاص من الليبرالية الإسلامية يتواءم مع الديمقراطية الليبرالية الغربية خصوصاً فيما يتعلق بالديمقراطية وشكل الدولة وحقوق الإنسان والتعددية السياسية.
بل أكثر من ذلك، إن موقفهم من مسألة تطبيق الشريعة «متقدم وبنّاء»، على حد وصف الدراسة، حيث ينظرون إلى الشريعة باعتبارها منتجًا تاريخيًا وأن بعض أحكامها لم يعد يتناسب مع الوضع الراهن...
• أما «الإسلاميون التقليديون» والصوفيون، فتشير الدراسة إلى أنهم يشكلون الغالبية العظمى من سكان العالم الإسلامي، وهم يعبرون عن الإسلام المحافظ، ويؤكدون على السير على خطى السلف، والتمسك بالجانب الروحي للإسلام. وهم يعتمدون على المذاهب الأربعة في فهمهم للإسلام.
نظرة على أفكار بعض قادة الحركات المعتدلة
1- حزب النهضة التونسي: حاول زعيم حركة النهضة في تونس راشد الغنوشي أن يبدد مخاوف يبديها الليبراليون (دعاة الحرية) في تونس من وصول حركة النهضة للسلطة، وفرضها قيودًا إسلامية على النموذج الغربي لحياتهم، وقال وفقًا لما أوردته صحيفة تايمز البريطانية: «إن حركة النهضة الإسلامية لو وصلت إلى الحكم في تونس فإنها ستحافظ على تونس كوجهة سياحية، وإنها لن تمنع الخمور أو النساء من ارتداء البكيني في الشواطئ». وقال الغنوشي «لقد زرت عاصمة السياحة في تونس، مدينة الحمامات، والتقيت بالعاملين في القطاع وأصحاب الفنادق فيها، وسألوني عن رؤيتي للسياحة، فقلت لهم إن الاسلام ليس ديناً منغلقاً، ونحن نريد لبلدنا أن يكون منفتحًا على كل الدول، قلت لهم سنفعل ما بوسعنا لإنجاح الموسم السياحي، ونريد جذب السياح قدر المستطاع، ولكننا في الوقت ذاته قلقون على التقاليد المحلية، ونسعى لوضع وسط».
ووفقاً للتقارير الصحافية فإن الغنوشي أكد بالقول إن «هذا لا يعني أننا نشجع الخمور، فهذا حرام ولا نريده، ولكن لا يمكن أن نتعامل مع الناس بالقوة ولكن بإقناعهم، فهدفنا ليس وقف الخمور ولكن تقليل الطلب عليها».
>>>>>>>>>>
>>>>>>>>>>>>>>>>3
وأضافت الصحيفة أن الغنوشي نفى وجود أي خطط لحركته للسعي من أجل مجلس تأسيسي أو نيته ليصبح رئيسًا أو حتى رئيس وزراء، وقال «أريد الابتعاد عن السياسة والتفرغ للعمل الاجتماعي والفكري».
2- حزب العدالة والتنمية التركي: يقول أردوغان: «إن حزب العدالة والتنمية ليس حزباً محلياً، بل هو نموذج عالمي سيثبت للعالم أن الإسلام والديمقراطية يلتقيان ولا يتصارعان». وفي طريقه صوب هذا الحلم التركي استطاع حزب العدالة توسيع قاعدة مؤيديه وجذب أنصار من خارج التيار الإسلامي يؤمنون بحكومته وبرنامجه ويدافعون عنه.
ويتحدث عبد الله غل عن حزبه موضحاً: «ليس لدينا ما نخفيه، والناس صوتوا لصالحنا وهم يعرفون من نحن، ونحن لا ننكر أننا مسلمون ملتزمون بديننا، شأننا في ذلك شأن ملايين الأتراك في هذا البلد، ولا ننكر أننا كنا يوماً ما جزءًا من حزب له توجهه الإسلامي، لكننا أعلنا على الملأ أننا طورنا من أفكارنا، بعدما تعلمنا من التجارب التي مررنا بها، ومارسنا نقداً ذاتيًا لمسيرتنا وأفكارنا، وترجمنا موقفنا الجديد في برنامج حزبنا الذي أردنا به أن يكون حزباً محافظاً يدافع عن القيم الأساسية في المجتمع، وينطلق من موقف المصالحة مع ما هو ثابت ومستقر، وليس الصدام أو الاشتباك معه، وإذا كان الأوروبيون قد أسسوا أحزاباً ديمقراطية مسيحية، فلماذا لا نتأسى بتجربتهم في الديمقراطية ونشكل أحزاباً ديمقراطية إسلامية، إننا نعارض فكرة الدولة الدينية، ولا نتحدث عن دولة إسلامية بالمفهوم الشائع، ولكننا ندعو لإقامة دولة ديمقراطية حقيقية تحترم حريات الناس وكراماتهم وعقائدهم، بغير تفرقة أو تمييز».
ويضيف غل: «إننا نحترم دستور البلاد الذي ينص على الالتزام بالعلمانية، لكننا وجدنا أن المصطلح أصبح فضفاضاً بحيث يحتمل تأويلات كثيرة وبعضها متعارض، بوجه أخص فهناك علمانية مخاصمة للدين وللحريات، وأخرى متصالحة مع الدين ومدافعة عن الحريات، ونحن مع هذه الأخيرة على طول الخط، ونرفض كل تطرف، إسلامي أو علماني».
3- الحركة الإسلامية السودانية:
شهدت الندوة التي نظمها منتدى الجاحظ بمقره في العاصمة التونسية يوم 13 مايو 2011م الماضي لطرح ومناقشة أفكار الدكتور حسن الترابي الأخيرة جدلًا كبيرًا. وقد ذكر الأستاذ صلاح الدين الجورشي من الآراء الأخيرة للترابي ما يلي:
الحريات الفردية والعامة: ففي قضية الحريات الفردية والعامة ناقش الترابي طبيعة الدولة، وكان من الأوائل في الفكر السياسي الإسلامي الذين تبنوا مفهوم المواطنة، ودعوا إلى المساواة بين أبناء الوطن الواحد. وتطبيقًا لهذه الآراء أسس الترابي أول تنظيم مفتوح لعضوية غير المسلمين، وأكد على ذلك في القانون الأساسي للجبهة القومية الإسلامية، واعتبر أن من حق غير المسلم الترشح لكل المناصب السياسية، بما في ذلك رئاسة الدولة، وأعلن أن حكم الردّة لا أصل له شرعًا، وأن من حقّ المواطن تغيير دينه. وفي مجال الأخلاق العامة اعتبر الترابي أن المجتمع هو الذي يضبط تلك الأخلاق وليس القانون والنظام العام، وأن مدخل التغيير ليس السلطة أو القانون بل هو المجتمع.
قضية المرأة: وفي قضية المرأة قال الجورشي إن الترابي عرف بمحاربته للفصل بين الجنسين، وطالب بإعادة النظر في قضية غض البصر، وقفز فوق الركام الكبير للفقه الإسلامي حول المرأة، وأعطاها حقها كاملًا، بما في ذلك إمكانية ترؤسها للدولة، وبلغ به الأمر حد ملامسة بعض القضايا التي فيها نص مثل شهادة المرأة، التي اعتبرها مساوية لشهادة الرجل، بل إنها في كثير من الأحيان أقوى وأكثر أهمية وأشد وقعًا.
وفي قضية زواج المسلمة من غير المسلم اعتبر الترابي أن من حق المسلمة أن تتزوج غير المسلم، وذكر الجورشي أن منطلق القضية كان سؤالًا ألقته إحدى الزنجيات الأميركيات، التي أسلمت حديثًا على الدكتور الترابي تستفسره: هل عليها أن تترك زوجها أم تبقى معه؟ فكان جواب الترابي أن تبقى معه. ثم تطور هذه الموقف لينسحب على جميع المسلمات. واعتبر الجورشي أن موقف الترابي أو فتواه بخصوص جواز زواج المسلمة من غير المسلم حلًا لمشكلة تعاني منها عشرات الآلاف من الفتيات المسلمات المتزوجات من أجانب أو من غير المسلمين. وبالنسبة للحجاب اعتبر الترابي أن الحجاب هو الذي يغطي الصدر. وبالنسبة للصلاة فقد أجاز إمامة المرأة شريطة أن تكون هي الأعلم في المجموعة التي ستقوم بإمامتها.
الإسلام لن يصل إلى الحكم عن طريق الاعتدال أو المعتدلين!
إن أميركا خبيرة في سرقة الثورات، وقد رسمت وترسم خطةً خبيثةً وشَرَكاً لئيماً توقع فيه الحركات الإسلامية في حبائل مؤامراتها فتشركها في الحكم عن طريق لعبة الانتخابات (الديمقراطية)، وعندها تصبح هذه الحركات جزءاً من هذه الأنظمة، وبالتالي تعمل على المحافظة على الأنظمة بدل أن تعمل على تغييرها، لتجمِّل بذلك الأنظمة الوضعية الفاسدة القائمة في بلاد المسلمين فضلاً عن أن هذه الحركات ستغير جلدها بالتدريج ما دامت أصبحت جزءًا من النظام، وهذا من أخطر ما في المشاركة في النظام الديمقراطي العلماني الرأسمالي، حيث تدخل الحركة الإسلامية فيه بشعار الإسلام، وتعد أنصارها وتمنيهم بتطبيق الإسلام، فتلجأ الحركة الإسلامية إلى التبرير وصناعة المشكلات والغرق فيها حتى توهم الأمة بالرضا بالأمر الواقع، ويستمر بها الحال حتى تكون طاغوتاً آخر حكم باسم الإسلام مع أن الديمقراطية من الأساس هي ضد الإسلام؟!
إن الذي وقعت فيه الحركة الإسلامية في السودان، هو محاولة وصولها إلى تطبيق الإسلام عن طريق الكفر، وهذا لا يمكن؟ لأن ماكينة الكفر لا تولد إلا كفراً، والديمقراطية هي نظام كفر عقيدته فصل الدين عن الحياة، وهو يقوم على جعل السيادة للشعب، وليس للشرع، لذلك فالديمقراطية هي حكم البشر وليس حكم ربِّ البشر.
كذلك فإن أميركا استطاعت أن تؤخر حكم الإسلام عن السودان، باعتماد الحركة الإسلامية التي أصبحت فيما بعد «المؤتمر الوطني» للنظام الجمهوري، الذي لا علاقة له بالإسلام، فكانت محصلة حكمها تمزيق السودان إلى جزئين وإقامة دولة ذات صبغة نصرانية في جنوبه، وما زالت أميركا تطمح في المزيد من تمزيق السودان عن طريق الحكم الديمقراطي!!
لذلك فإن الإخوان المسلمين في مصر وحزب النهضة في تونس في خطر عظيم لأن أميركا تجهز لهما مذبحة كما ذبحت مبارك، وكما تعمل على تدمير السودان، ولكن حتى يتم الذبح من الوريد إلى الوريد تكون أميركا وحلفاؤها قد أخروا قيام نظام الخلافة الشرعي، بل سيزيدون تأخيرها عندما يوصلوا الأمة إلى اليأس من الحركات الإسلامية التي خدعتهم بأنها تريد تطبيق الشريعة الإسلامية، من دون أن تعلم الأمة أن النظام الجمهوري الديمقراطي هو سبب الظلم وهو ضد شريعة الإسلام بل يحول دون تطبيقها، ومهما ادّعى مدع أنه سيطبق الإسلام بالديمقراطية فهو كاذب. فالإسلام عدل والديمقراطية عين الظلم، لأنها الاحتكام للبشر وقوانين الطاغوت وليس لخالقنا عز وجل. والله سبحانه يقول عن الإنسان (إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)، ويقول لمن يحتكم إلى غيره (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ).
إن أميركا تحاول أن تطفئ جذوة الإسلام المشتعلة في صدر الأمة، وأن تعوق تيارها الجارف نحو تطبيق الإسلام بنظام الخلافة، وذلك بأن تُظهِر لنا أن الإسلام وصل إلى الحكم بوصول الحركات الإسلامية التي تصل بها أميركا إلى الحكم.
إن نظام الحكم في الإسلام نظامٌ متميز لا يقبل التشويه أو التضليل، بل هو نظام الخلافة الذي يُحكَم من خلاله بما أنزل الله، فهو الذي ارتضاه الله لعباده وفرضه عليهم، وطبقه رسوله صلوات الله وسلامه عليه، وسار عليه الخلفاء الراشدون من بعده وكُلُّ خليفة عادل بعدهم. وهذا النظام سيعود بإذن الله مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه الإمام أحمد «... ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة».
إنه على الرغم من أن الاشتراك في أنظمة الحكم الوضعية والحكم بغير ما أنزل الله، يجعل الحاكم كافراً إذا اعتقد عدم صلاح الإسلام للحكم (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)، ويجعله فاسقاً ظالماً إذا لَم يحكم بالإسلام ولكنه يعتقد صلاحه (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الْفَاسِقُونَ)، أي أن أقل ما يقال فيمن سيشترك في الحكم بغير ما أنزل الله، إنه فاسق ظالم، ومع أن هذه قاصمة للظهر، إلا أن في الأمر خطورةً أخرى وهي أنها خدمة للسياسة الأميركية في المنطقة، فيكون هذا الاشتراك ظلماتٍ بعضها فوق بعض.
ولا يقال إن أميركا قد سمحت لعملائها أن يشركوا الحركات الإسلامية في الحكم الوضعي خدمةً للإسلام والمسلمين!، أو أن أميركا وافقت مرغمة من هذه الحركات بأن خشيت بطشها فوافقت على التفاوض معها وإشراكها في الحكم!، لا يقال هذا بل إن عامة الناس وبسطاءهم، ناهيك عن المفكرين والسياسيين، يعلمون أن أميركا تفاوض هذه الحركات وتشركها في الحكم لخدمة مصالح أميركا ومصالح عملائها الحكام في المنطقة، ولإدخال النهج الغربي على هذه الحركات، والاستحواذ عليها، وليس لكي يُطَبَّقُ الإسلام في واقع حياة المسلمين، ألم يقل كارلوتشي ذلك كما ذكرنا في بداية البحث؟
إن هذه الثورات العظيمة التي انتظمت الأمة يجب أن نحصنها بالحذِّر من الاستهانة بمخططات أميركا وعموم الغرب الكافر، ومن الشَّرَكِ الذي تنصبه للمسلمين وبخاصة التنظيمات الإسلامية، فلا ننخدع بالتصريحات المنمقة، والمفاوضات الملفقة، بل نوصد الأبواب في وجه الدول الكافرة المستعمرة بزعامة أميركا، فهم السم الزؤام والمرض القتّال (وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ).
وختامًا نقول: إن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بشَّر الأمة الإسلامية بأن خلافتها لا بد قائمة بإذن الله، وإنها لمنتصرةٌ بمدد الله، ليس فقط على زعيمة الكفر أميركا بل وعلى شريكتها في العدوان على بلاد المسلمين بريطانيا، ومِنْ قَبْلُ إزالة ربيبتهم دولة يهود، ثم النصر كذلك على كل متربص بالمسلمين أينما كان.
ثم إن ثوراتنا الميمونة يجب أن تختم بمكافأة الشهداء، وهم لا يمكن أن نكافئهم إلا بتحقيق ما قدموا أرواحهم رخيصة له، وهو رفع الظلم بالعدل، والعدل لا يكون إلا بنظام الإسلام، أما النظام الجمهوري الديمقراطي (حكم الشعب) فهو الباب الذي يأتي بالطواغيت ويولدهم ويكثرهم؛ لأن الإنسان أكثر من ظالم (ظلوم)، ويعمل الحكام باللعبة الديمقراطية على تقريب من لهم الحظوة في الحزب على حساب الشعب، ويبدأ مسلسل الظلم من جديد. وحقيقة فإن النظام الديمقراطي يوجد الصراع بين الأحزاب على الثروة والسلطة، أما الشعب فيخدع على أنه يحكم نفسه بنفسه مع أنه يكون خاضعًا في التشريع لغير الله، ولا يجد من الحكام الديمقراطيين حتى الفتات بل يكلف بالضرائب الباهظة.
والعدل يكون بنظام الخلافة الذي هو امتداد لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالخليفة هو خليفة رسول الله عليه الصلاة والسلام في الحكم، فهو يكون في مراقَبة مستمرة ومحاسَبة على كل صغيرة وكبيرة من الأمة الإسلامية حتى يحقق المقصود من حكم الناس بعدل الإسلام لا الاستعلاء عليهم والظلم لهم. ودولة الخلافة لها دستور كالذي سار عليه الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. لذلك إيمانًا منا بالله وبفرض تحكيم شرعه، ووفاء لدماء الشهداء يجب إقامة نظام الخلافة بدستوره العظيم، ونبذ أميركا وأفكارها التي عن طريقها تجعلنا مستعبدين لنزوات رويبضاتها، وحكم قادة الإجرام فيها، قال تعالى: (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)
والله المستعان.
*عضو مجلس الولاية لحزب التحرير
ولاية السودان
منقول عن : مجلة الوعي، العدد 295-296-297 ،(عدد خاص و مميز) السنة السادسة والعشرون ،شعبان ورمضان وشوال 1432هـ ، تموز و آب و أيلول 2011م
إجرام حكام المسلمين استمرار لإجرام الاستعمار الغربي
أبو محمد – فلسطين – غزة
إن من أعظم الجرائم التي ارتكبهاالغرب بقادته ومؤسساته المختلفة هو دعمهم لحكام المسلمين في مختلف البلاد، فها هوالغرب أدرك أن كلفة الاستعمار العسكري فادحة جدًا، بل وزادت فداحتها دوليًا بعدانتهاء الحرب العالمية الثانية وسعي أميركا ممثلة بالاستعمار الجديد لإخراجالاستعمار القديم المتمثل بأوروبا وخصوصًا فرنسا وبريطانيا من بلاد المسلمين لتحلمحله.
إن خروج هذا الاستعمار من بلاد المسلمين لم يحدث إلّا بعد أن قسمها ووضعتوابع له متمثلة بمجموعة من الحكام وأوساط اقتصادية وثقافية تساند هؤلاء الحكاموتدعمهم بالقض والقضيض، فاستمر الاستعمار متخذًا أشكالًا شتى وصورًا كثيرة من أهمهاالاستعمار الاقتصادي والفكري والسياسي المتمثل بالحكام ومعهم جيوش من العملاءالفكريين وقوى الأمن التي مارست القهر على أبناء الأمة المخلصين الساعين للتخلص منالتبعية الغربية.
لذلك كانت هذه التيارات التابعة فكريًا وسياسيًا للغرب، وكانمن الطبيعي أن يلجأ أمثال هؤلاء الحكام إلى قمع الأمة مستخدمين أجهزة أمنية فاقإجرامها كل تصور، بل وميزت بلاد المسلمين والعرب منهم خصوصًا بفرق خاصة تحمي كلنظام، ففي العراق وسوريا حرس جمهوري، وفي إيران حرس ثوري، وفي ليبيا كتائب القذافيوهكذا دواليك... فهذه الأنظمة لم تكن يومًا تستمد شعبيتها وقوتها الحقيقية منالأمة، وإنما لجأت لجزء من القوة ثقفتهم بثقافة خاصة وجعلت منهم نخبًا عسكريةمهمتها حفظ النظام أولًا وأخيرًا وليس حفظ البلاد التي لا يستمدون شرعيتهممنها.
وعلى الرغم من كل هذه القوى التي وجدت فإن القوى الفكرية والسياسية التيشايعت الحكام قد انهزمت هزيمة فكرية منكرة، وانعدم أثرها على المسلمين، وأصبحتديكورًا تابعًا لأنظمة الحكم تأخذ حكمها، فيما بقيت الأجهزة الأمنية والفرقالمختارة من الجيوش سندًا يسلط على رقاب الأمة خوفًا من تحركها.
وعلى الرغم منوجود أجهزة القمع لدى هذه الأنظمة فإن الغرب يعلم تمامًا أنه لا قبل لهؤلاء الحكامبحفظ أنفسهم وعروشهم البالية دون سند غير طبيعي يأتي من الخارج، ويكفي أن نذكر علىسبيل المثال سوريا وهي التي كانت منبع الانقلابات والانقلابات المضادة، فإنه لماأتى حافظ الأسد ومن بعده ابنه إلى الحكم وكان مرتكزًا في حكمه على طائفة، فإنهما لميستمرا في الحكم لأربعة عقود دون منازع بسند طبيعي بل بسند خارجي، متمثل بعمالةنظامهما لأميركا التي حمت ولا زالت تحمي هذا النظام
إن هذا الجرم الذي ارتكبهالغرب الذي قضى على دولة الخلافة ثم نصب حكامًا عملاء له على رقاب المسلمين الذينأذاقوهم وبال أمرهم لهو جرم كبير لا تمحوه الأيام والليالي.
فالغرب، أميركاوأوروبا، هم الذين أوجدوا هذه الأنظمة الإجرامية على صدور المسلمين، وهم الذينأمدوا الأنظمة الحالية بأسباب الحياة، لذلك كان إجرام هؤلاء الحكام استمرارًالإجرام هذه الدول الاستعمارية التي قضت على نظام الخلافة، والتي احتلت بلادالمسلمين ثم أكملت سيطرتها عليها بوضع هؤلاء الأصنام من الحكام متخذين القتلوالتعذيب والتشريد لشعوبهم وسيلة لحفظ أمنهم وأمن أسيادهم.
والناظر في تاريخ دعمالدول الغربية لهذه الأنظمة يرى بوضوح كيف أن هذه الأنظمة ارتبطت ارتباطًا عضويًابالاستعمار، بل كانت واجهة لهذا الاستعمار وامتدادًا له.
وإن أردنا أن نفصلقليلاً في جرائم الحكام على أيدي المستعمرين، فيكفينا أن نمر على من أسس الأجهزةالأمنية التي جعلت أولى مهماتها قمع أبناء الأمة حفاظًا على الأنظمة التي تحميمصالح الدول الاستعمارية.
• ففي الأردن الذي أقطعته بريطانيا لأبناء الشريف حسينلقاء خدماته للإنجليز وعمله على هدم دولة الخلافة، جاءت بريطانيا بكلوب باشا لكييرئس الجيش العربي الأردني.
• وفي البحرين كمثال شغل أيان هندرسون وهو رجلاستخبارات بريطاني لمدة أعوام مسؤولية الأمن وحفظه في البلاد إبقاء للنظام الحاكمهناك.
• وفي سوريا التي لعبت في ما يسمى بـ (الحرب على الإرهاب) دورًا كبيرًا فيتقديم الخدمات لأميركا في محاربة ومنع المجاهدين من التسلل للعراق وحبسهم عن أنيكونوا ظهيرًا لإخوانهم المجاهدين في العراق.
• وفي بلاد الخليج والمغرب كانلهذه الأنظمة الفضل الأكبر في التعاون مع أجهزة الاستخبارات الأميركية وتمكينها منالعمل في البلاد بحجة مكافحة (الإرهاب)، وتسليم الأميركيين لقوائم بأسماء الناشطينالمناوئين لهم من أبناء الأمة المخلصين.
• أما في السلطة الفلسطينية فكانللأميركان النصيب الأكبر من الإشراف على تدريب وقيادة قواتها الأمنية بدأ بالجنرالالأميركي السيئ الصيت الجنرال دايتون ومن خلفه وهو الجنرال مولر.
أما في المجالالسياسي فقد كان الحكام في بلاد المسلمين صوتًا وأداة لمشاريع أسيادهم، عدا عنالصفقات والمشاريع الاقتصادية المشبوهة مع الشركات الأجنبية كشركات النفط وشركاتالسلاح التي أصبحت صفقاتها مع الحكام من أكبر الصفقات في العالم إنقاذًا لهذهالشركات ودولها من الإفلاس وتقليل نسب البطالة، وتصديرها وسائل القمع والتعذيبوانتزاع المعلومات من المعتقلين لهذه الأنظمة.
إن التخلص من الحكام بأشخاصهم لايكفي لتغيير الواقع أبدًا.
فالدول الغربية التي عملت لعقود مع هذه الأنظمة لمتدخر وسيلة أو جهدًا في ربط تابعيها مباشرة معها، من خلال إيجاد عملاء في أوساطالسياسيين والاقتصاديين وكبار ضباط الجيش خصوصًا من خلال الصفقات والمناوراتالمشتركة والتعاون العسكري والأمني، بل إن نشاط هذه الدول قد امتد لكثير من الحركاتوالأحزاب في بلاد المسلمين بل وطالت اتصالاتهم حتى بعض العلماء من علماءالسلاطين.
وطبيعي لكل حكم لا يستند إلى الأمة، وهي السند الطبيعي، أن يستندللسند الخارجي، بينما يقوم بقمع محكوميه لكي يستمر على رأس نظام يمكن الغرب منتنفيذ سياساته.
فكل إجرام الحكام إنما هو جزء من إجرام الغرب بحق المسلمين، فهوالذي هدم خلافتهم وقسم بلدانهم وولى عليها عملاء له يحفظون مصالحه ويمنعون الداعينمن إعادة الحكم بما أنزل الله، بل إن الغرب نفسه قد ساهم إما من خلال عملائه أوبنفسه مباشرة بتمكين الحاكم له من الإجرام بحق أبناء المسلمين، سواء في القمعالسياسي أم نهب الثروات أم المشاركة في الخطط السياسية والمشاريع الغربية التي تحققمصالحهم.
لذلك فان من أهم شروط أي تغيير حقيقي أن تقطع يد الغرب المستعمر منبلاد المسلمين، سواء أياديه المباشرة أم التي اصطنعها من فئة الحكام والمروجين لهم،وحينها سيكون مآل الأمور إلى إقامة نظام من جنس الأمة يكون فيه الحاكم مطبقًا لماتحمله الأمة من أفكار ومقاييس وقناعات، لا متسلطًا على رقاب الأمة بقوة المالوالبطش كي يستمر في حكمه.
إن شعار إسقاط النظام والذي يرفع في هذه الثورات يجبأن يعني إسقاط الأفكار التي يقوم عليها النظام واستبدالها بمجموعة أخرى من الأفكارو المفاهيم متمثلة بقواعد يبنى عليها النظام الجديد وتكون أساسًا للدستور وللحكموالدولة.
إن أهم الأفكار التي تقوم عليها الدول وتخط بناء عليها قوانينها هيالدساتير، لذلك فان أحد أهم معاني إسقاط الأنظمة إنما يكون في تغيير الدساتيرتغييرًا جذريًا مستندًا إلى فكر الأمة وإلى مفاهيمها المنبثقة عن العقيدة الإسلاميةفقط وفقط، فهل يكفي هنا أن يقال بأن الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع، فهذا معناهأن يشرك مع الإسلام ما هو غيره، وكأنه اتهام قبيح للإسلام بأنه لا يكفي لإيجاد حلولللمشاكل المتجددة في المجتمع، أو كأنه مصدر من المصادر المتنوعة يتساوى فيه حكمالله الكامل الشامل الحق مع حكم البشر الناقص المعوج.
وكذلك فان وضع دستور جديدللبلاد يقوم على أساس الإسلام وحده لا يمكن أن يتم إلا بالانعتاق من رجالات النظامالقديم ووسطه السياسي المنافق. فإسقاط النظام هو إسقاط الأفكار التي يقوم عليها،وإسقاط رجالات النظام من مفاصل الدولة والتأثير فيها ممن تلبسوا بهذه الأفكاروكانوا لها سندًا، وإسقاط الوسط السياسي وظل الحكم البائد من مثل التجمع الدستوريفي تونس والحزب الوطني في مصر وحزب البعث في سوريا... من خلال إبعادهم عن معتركالتأثير في النظام الجديد وكشف فضائحهم أمام الملأ فوق ما هم فيه من انكشاف
أمامكونات التغيير الحقيقي فتقوم على ما يلي:
• إن التغيير الحقيقي لا يمكن أن يتمإلّا بإزالة الانعتاق من تبعية الغرب المستعمر والمتمثلة في الأوساط السياسيةوالفكرية والاقتصادية وكبار قادة العسكر والجيش المدافعين عن الوصاية الأجنبيةوالتبعية للدول الغربية.
• ويكون كذلك بمنع الدول الغربية من التدخل عبرسفاراتها والتي أضحت بعضها بمثابة القلاع داخل الدول وسفرائها، وأشبه بالمندوبينالسامين يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة، ويجتمعون بمن شاءوا ويزورون من شاءوا وتعج بعضسفاراتهم بآلاف الموظفين.
• وتكون كذلك بإلغاء جميع المعاهدات المخالفة للإسلاموأولها المعاهدات مع كيان يهود، والمعاهدات التي تكرس التبعية لأميركا وأوروبا،سواء أكانت معاهدات ثقافية أم اقتصادية كاتفاقية الكويز، أم سياسية كمعاهدة كامبديفيد، أم عسكرية كمناورات النجم الساطع في مصر.
• وكذلك تكون باستبعاد أيةتبعية عسكرية للغرب كمنع وإيقاف المساعدات العسكرية الأميركية لمصر و التي هي أحدأهم أشكال التبعية لأميركا في مصر، فكما أنه لا يمكن لبلاد أن تنتصر إن كان طعامهامستوردًا ولا تعتمد في إنتاجه على نفسها، فكذلك لا يمكن لأمة أن تنتصر إن كانسلاحها سلاحًا أميركيًا أو غير ذاتي.
• ويكون كذلك بوقف مفاعيل دراسات مراكزالأبحاث والمنتديات الفكرية التي يروج لها الغرب ويدعمها بحجة نشر الثقافةالأميركية أو تعزيز الديمقراطية أو تعزيز قيم الحرية والعدالة بالمفاهيم الغربية،أو مشاريع إفساد المرأة أو المحافظة على حقوق الإنسان بحسب الفهم الغربي لهذهالحقوق.
• ومن وسائل التبعية الغربية الاستثمارات الأجنبية، حيث إنها كثيرًا ماتكون عبارة عن مشاريع نهب وسلب لثروات البلاد، وأداة لممارسة الضغوط على الأنظمةوحتى الشعوب من أجل تحقيق غاياتها، وكثير منها ارتبط بعلاقات وصفقات مشبوهة مع فئةالحكام من أجل تيسير أعمالهم وتمكينهم من النهب بلا رقيب.
بمثل هذا التفكير يكونالتغيير الحقيقي، يكون ابتداء بإزالة التبعية الغربية وإسقاطها وإسقاط رموزهاوأولهم الحكام ثم الأحزاب المتواطئة مع الغرب والسياسيين المروجين لمشاريعه،والمراكز الثقافية الممولة منه، والسفارات التي أصبحت دولًا داخل الدول، وأهم منهذا كله الأفكار الغربية التي يروجها الغرب وعملاؤه في بلاد المسلمين
منقول عن : مجلة الوعي، العدد 295-296-297 ،(عدد خاص و مميز) السنة السادسة والعشرون،شعبان ورمضان وشوال 1432هـ ، تموز و آب و أيلول 2011م
يوسف قزاز
ما زال الرئيس المخلوع يحضر إلى جلسات المحكمة بالكثير من مظاهر الهيبة التي لا تليق به . إن مجرد متابعة تلك الترتيبات ورؤية الحراسات والسرير المتحرك وغيرها تستفز كل المصريين الشرفاء , ناهيك عن ذوي الشهداء الذين دفعوا أرواحهم في سبيل التخلص من فرعون العصر . لا أدري كيف يستطيع هؤلاء تحمل تلك المعاملة لذلك المجرم , وكيف يستطيع القاضي أن يصرف عن ذهنه كل أفعال مبارك التي امتدت لثلاثين عاما دون أن تتحرك فيه مشاعر المصريين الشرفاء من ذوي الشهداء , وملايين الذين جرى تعذيبهم في معتقلات مبارك التي استمرت طوال تلك المدة دون رقيب أو حسيب.
والسؤال الذي يجب طرحه وبشدة : هل كانت تتوفر لضحايا نظام مبارك أدنى درجات الحقوق البشرية ؟ بل هل كان هناك شيء اسمه محكمة أو قضاء أو محامين أو وسائل إعلام أو منظمات مدنية أو ...أو ... وهل ما كان يطلق عليه محكمة أمن الدولة لا يستحقه مبارك وزبانيته من باب المعاملة بالمثل على أقل تقدير ؟
إن مبارك يستحق أن يقدم لمحاكم عديدة من أمن دولة , إلى محكمة جرائم الحرب , إلى محكمة إبادة جماعية , إلى محكمة جرائم ضد الإنسانية , بل ينبغي أن يتم استحداث نظام محاكمة خاصة تليق بشخص مارس كل أنواع الإجرام مثل مبارك وزبانيته لعلها تستطيع الإحاطة بكل جرائم مبارك في حق مصر قبل كل المصريين , وفي حق العدالة قبل كل المظلومين , وفي حق الإنسانية قبل حقوق كل البشر . (إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)
مع إطلالة كل يوم جديد تتكشف للعامة من المصريين بل ومن كل الناس حقائق جديدة عن هذا الديكتاتور المخلوع . فبالإضافة لنهب مصر أرضا وشعبا , وجعل نصف سكانها يعيشون تحت مستوى خط الفقر كان عداؤه للإسلام واضحا , وعدم صلاته إلا رياءا وفي المناسبات الرسمية وإدمانه الكحول و... و ... وغيرها من المسلكيات التي تخص نجله ( جمال ) الذي كان يسعى لوراثة والده . وأما الحقيقة البارزة التي تميز بها والتي بجب ألا تنسى فهي أنه كان الحضن الدافيء لليهود لدرجة أنهم لم يستطيعوا إخفاء مشاعرهم نحوه.
كيف يستطيع المواطن المصري البسيط أن يحتمل رؤية مبارك بهذه الأبهة في جلسات محاكماته وهو يستذكر سنوات عجاف امتدت لثلاثين عاما , تحمّل خلالها ما تعجز الجبال عن تحمله , وصبر كما لم يصبر أحد من الشعوب الأخرى في هذا العصر , بل إنه (مبارك) قد جلب لمصر العار الذي يريد المصريين محوه من ذاكرة العرب والمسلمين ليس ابتداءا بأهل غزة وفلسطين , ولا انتهاءا بالعراق وأهله المكلومين.
إن المطلوب من القضاة أن يحترموا مشاعر شعبهم قبل أن يقيموا وزنا لأي أمر آخر , فهم يعلمون قبل غيرهم من أبناء مصر حجم الكارثة التي جلبها مبارك وزبانيته على مصر وأهلها وليس مقبولا منهم مثل هذه المسيحية مع هذا المجرم , فهو لا يستحق تكريما ولا حفاوة لا في جلسات محاكماته ولا في طريقة إحضاره إلى المحكمة ولا في سرير مرضه المزعوم ولا غير ذلك من الكثير مما يستفز مشاعرنا قبل مشاعر المصريين , وإن القضاة يجب أن ينحازوا إلى الحق والعدل قبل كل شيء , وأن يراعوا مشاعر أهلهم أهل الشهداء الذين سقطوا على أرض مصر على مدى ثلاثين عاما , وتكللوا بكوكبة شهداء التغيير . وأن يراعوا مشاعر الذين قضوا أعمارهم في ظلمات وعذابات سجون مبارك لا لشيء سوى أنهم خالفوا الطاغية في نهجه الإجرامي والخياني . وبغير ذلك فإن غضب الشعب سيطال كل من يزدري مشاعر الناس كائنا من كان , ومهما كان موقعه فاعتبروا يا أولي الأبصار.
منقول عن : مجلة الزيتونة
بأي ميزان نزن أردوغان؟!
إبراهيم الشريف *
إن أمة ترضع العزة من آي قرآنها وعاشت قرونًا تتفيء ظلالها ، لا يمكن أن تكبت عقود الحكم الجبري إحساسها النابض بها وشوقها العظيم إليها؛ لذلك فالأمة تتلمس الطريق إلى عزتها لحظة بلحظة وتتحسسه في كل موقف قد تفوح منه بعض رائحتها، ولكن لما غُيبت المقاييس الأصيلة، تاهت بالأمة الدروب ولهثت مضبوعة وراء من ضلوا بها عن السبيل، من زعماء عزفوا جيدًا على وتر المشاعر فأطربوا أسماعها وأسروا قلوبها ولكنهم زيفوا إحساسها-إلا من رحم الله منها-، مثلما كان يفعل عبد الناصر، ومثلما فعل صدام ومثلما كان يفعل عرفات أحيانًا ..
وها نحن أولاء اليوم أمام حالة تأييد مشاعري متنامية لرئيس الوزراء التركي رجب أردوغان، حتى صار بعضهم يشبهه بالسلطان محمد الفاتح أو بحفيد العثمانيين وغير ذلك من التشبيهات، وبغض النظر عن المدى الذي وصلت إليه فإنها حالة يجب الوقوف عليها.
فمن المواقف التي يحسبها له من يصفه بالسلطان أردوغان: موقفه مع شمعون بيرس وانسحابه من مؤتمر دافوس، وعدم السماح بمشاركة (إسرائيل) في المناورات العسكرية المشتركة لحلف الناتو التي أقيمت في تركيا، وتصريحاته ضد (إسرائيل) بعد أسرها لسفينة "مرمرة" وقتلها 9 أتراك في المياه الدولية، ثم "تجميد" العلاقات التجارية العسكرية والدبلوماسية ومطالبتها بالاعتذار ورفض تقرير بالمر.... ويعتبرونها مواقف مشرفة في ظل هذه الأوضاع وأنها أكثر المستطاع وتبدد ولو شيئًا من مسلسل الذل والإهانة الذي تعيشه الأمة، ويعتبرون الرجل زعيمًا يستحق أن يمتطي صهوة القيادة وتنساق الأمة خلفه مؤيدة لخطواته ومباركة لانجازاته..
والحقيقة أن قراءة الواقع السياسي يجب أن تكون قراءة واعية مجردة عن المشاعر، والحكم عليه يجب أن ينبني على قواعد ثابتة، بمعنى أنه يجب أن نفهم الواقع كما هو لا كما نحب، وأن الحكم عليه يجب أن ينبني على العقيدة الإسلامية لا أن ينبت في مراكب تتلاعب بها الأمواج والرياح، وإلا فقدنا وعينا وتم سوقنا إلى المهالك ونحن نهلل ونستبشر، نرى الأمر نحسبه عارضًا ممطرنا فإذا هو ريح فيها عذاب أليم!
وإنه لا ينبغي أن تسمح الأمة لأحد بخداعها وإدخالها في حالة تستنزف من طاقاتها وقدراتها ووقتها وأملها ثم تعود مخذولة يائسة، خاصة وأن بين يديها كتاب ربها الذي أنزله هدى ونور فلا تضل ما اتخذت مقاييسها وأحكامها منه وبنت أفكارها على أساسه.
وللوقوف على حقيقة مواقف أردوغان بخصوص قضية فلسطين المحتلة مثلاً، نسأل هل يتحرك أردوغان في مواقفه من منطلق إسلامه أو من أجل إسلامه أم من منطلقات أخر؟، فهل أردوغان لديه مشكلة مع (إسرائيل) التي تحتل أرض الإسراء والمعراج؟ وما طبيعة هذه المشكلة؟
الواقع المشهود أن أردوغان لا يرى مشكلة في احتلال حوالي 80% من فلسطين، بل ويعتبر (إسرائيل) دولة شرعية، ولا يزال يعترف بحقها في الوجود على أرض الإسراء والمعراج، وينادي بحل الدولتين الأميركي، ويحرض حماس على الاعتراف علنًا بـ(إسرائيل)!، وإنما يرى المشكلة فقط في المستوطنات لأنها تشكل عقبة أمام "السلام" (حل الدولتين-خطة تصفية قضية فلسطين وإنهاء الصراع).
وعندما تحدث عن حرب غزة تهرب تمامًا من زاوية النظر الإسلامية واعتبر أن حديثه في دافوس جاء من منطلق إنساني-وليس من منطلق الواجب الإسلامي-، وعندما استقبلته الجماهير بعد انسحابه من دافوس وطالبته بقطع العلاقات مع (إسرائيل) رفض معللا ذلك بأن إبقاء العلاقات أولى من قطعها، هذا رغم المذبحة التي ارتكبها كيان الإرهاب والإجرام في غزة ولما يمر عليها أسبوعان بعد.
ولو كانت لدى أردوغان مشكلة مع (إسرائيل) بعد حرب غزة لما جلس بجانب بيرس أصلا ولما كانت حادثة انسحابه حفاظًا على كرامة تركيا كما قال لأنه لم يعط فرصة الحديث كما بيرس، كما أن أردوغان سارع ودون طلب منه بإرسال طائرتي إطفاء للمساعدة في إخماد حريق الكرمل (قرب حيفا المحتلة) وعزّى بقتلى الحريق ولما تجف دماء الأتراك التسعة بعد !.. وبعد صدور تقرير بالمر لم يعلن أردوغان عداءه للاحتلال بل رهن عودة "الصداقة" بالاعتذار فقط، واعتبر أن عدم الرد العسكري على جريمة مرمرة يعبر عن عظمة تركيا!
إن الإسلام الذي هو مقياس الحكم على الأفعال والأشخاص يفرض وبشكل قاطع إعلان حالة الحرب مع هذا الكيان المغتصب قولاً واحدًا، ويعتبر الاعتراف به جريمة كبرى في دين الله، وإقامة أي نوع من العلاقات السرية أو العلنية خيانة عظمى للأمة الإسلامية ولمسرى رسول الله الذي تنخر أساس مسجده الحفريات ليل نهار، ولم تتوقف حملات محاولات تهويده لحظة واحدة.
فأردوغان لا ينظر أبدًا لفلسطين ولأهل فلسطين من زاوية الإسلام وإنما من زاوية مصالح انتخابية وإقليمية نفعية بحتة، ولمن عميت عليه حقيقة منطلقات أردوغان في التعامل مع فلسطين ومع دولة الاحتلال أذكره بأن أردوغان وبعد حرب غزة كان ينوي تأجير 216كم ² من أراضي تركيا لشركة يهودية لمدة 44 عامًا بحجة نزع ألغام، وكان تعقيب سفير (إسرائيل) لدى أنقرة "Gaby Levy" : (إنه لمن الأهمية بمكان لكل يهودي أن يحضر لهذه الأراضي التي حضر إليها أجدادنا وأجداد أجدادنا ) ]المصدر: صحيفة حريات بتاريخ 26/05/2009[، ولما واجهت أردوغان معارضة قال: (أنظر إننا نحل مشكلة البطالة، أولا تحب ذلك! هل نرفض شركة أجنبية لأنها من هذا الدين أو ذاك المال لا دين ولا قومية له)! ]المصدر: صحيفة راديكال بتاريخ 24/05/2009.[ على عكس السلطان عبد الحميد رحمه الله تعالى الذي كان ينظر من زاوية الإسلام ورفض كل إغراءات يهود المالية وقال قولته المشهورة ووقف موقفه المشهود.
ولا تتضح مرجعية أردوغان من تعامله مع قضية فلسطين وحسب، فعلاقته بزعيمة الشر في الكرة الأرضية وعدوة الإسلام والمسلمين "الولايات المتحدة الأميركية" علاقة تحالف معلن ضد ما يسمونه الإرهاب "الإسلام"، وقد قام أردوغان بتسليم قيادات مجاهدة لأميركا مثل الشيخ عبد الهادي العراقي بعد أن وافق على طلبه اللجوء السياسي في تركيا، كما أن تركيا عضو في حلف الناتو وتسلمت قيادة الحلف الذي يشن حربًا صليبية في أفغانستان، وقد امتدحه المجرم بوش وامتدح تجربته (تجربة العلمانية المعتدلة) وطلب تعميمها في المنطقة!
كما أن أردوغان طلب من أميركا نشر أسطول طائرات بدون طيار على أراضي تركيا بحجة محاربة الأكراد ولكنها في الحقيقة ستكون منطلقًا لقتل المسلمين في العراق إذا ما انسحبت منه، وكان حزبه قد وافق على استخدام أميركا لقاعدة انجرليك الجوية في حربها على العراق وأفغانستان والتي تقول منظمة اتحاد علماء أميركا عنها أن أميركا تخزن فيها 90 صاروخًا نوويًا، ووافق على نشر رادار لحلف الناتو في تركيا، تحت غطاء كثيف من التصريحات التي داعبت مشاعر كثيرين ممن يحبون الإسلام ويبحثون عن رائحة العزة بلا وعي.
ومن الملاحظ أن كل تحركات أردوغان في المنطقة تحظى بدعم حليفته أميركا، فنراه يكيل التصريحات و"يجمّد" –وليس يقطع- العلاقات مع (إسرائيل) ويتحدث عن تحركات لأسطول البحرية التركية ويعتبر تقرير بالمر كأنه لم يكن ويثير زوبعة، ولا نرى رفضًا ولا تأنيبًا ولا تهديدًا رسميًا من أميركا لتركيا بل نرى مزيدًا من التحالف والتوافق خصوصًا حول موضوع سوريا وإعطاء بشار الفرصة تلو الفرصة.. والواضح أن أميركا اتخذت من أردوغان عرّابًا جديدًا لسياستها في المنطقة، ولتضغط من خلاله على (إسرائيل) لوقف عنجهيتها وإحراجها المتكرر لأوباما الضعيف، وحسب صحيفة يني شفق فإن بوش الابن قرر جعل أردوغان عمودًا فقريًا للمشروع الأميركي في المنطقة وطلب منه أن يرسل وعاظًا وأئمة إلى أنحاء العالم الإسلامي ليبشروا بنموذج الإسلام المعتدل التركي (العلمانية المعتدلة)] يني شفق 30-1-2004[
إن أردوغان الذي تستقبله الجماهير في مصر مطالبة بالخلافة ويردها محببًا إليها العلمانية ومكرهًا إليها الخلافة لا يمكن أن يعبر عن إحساس الأمة الحقيقي النابض بالإسلام، فهو علماني وفي حزب علماني ويقود دولة علمانية وتعهد باحترام العلمانية ومبادئ أتاتورك وعدم تقديم تنازلات بشأنها، هذا الحزب الذي ينص في مقدمة برنامجه السياسي على أن : (حزبنا يعتبر مبادئ أتاتورك والإصلاحات أهم وسيلة لرفع الرأي العام التركي إلى مستوى الحضارة المعاصرة)، ثم يطير إلى تونس ليعيد الكرة هناك ويبشر بعلمانيته المعتدلة ويقول بأن الديمقراطية والعلمانية لا تتعارضان مع الإسلام بزعمه! بدعوى أن العلمانية تقف على مسافة متساوية من جميع الأديان، فساوى بذلك بين الإسلام وغيره وجعل السيادة لغير الإسلام في الدولة، وكأن الله لم ينزل قرآنًا ليحكم به ويكون ظاهرًا على الدين كله.
فهذه القرابين التي يقدمها أردوغان لأميركا بترويجه لأفكارها ومشاريعها في بلاد الثورات، ومحاربة العمل السياسي لإقامة الخلافة، وقربان إلغاء قانون تجريم الزنا وجعله مباحًا، أمام معبد الاتحاد الأوروبي لن تزيده إلا بعدًا عن الأمة وستنقشع غيوم تضليله بأسرع مما يتصور.
وإذا تحدثنا عن تجربة أردوغان ونجاحها في تحسين الاقتصاد كما يقال، فإن هذا النجاح لم يكن مبينًا على أسس صحيحة ولا أسس ترضي الله، ومثال تأجير أراض تركية ليهود لمدة 44 عامًا واضح فيه العقلية الأردوغانية النفعية العلمانية، وتحسن الاقتصاد في تركيا إنما بمساعدة حليفتها أميركا لتهيئتها لدخول الاتحاد الأوروبي والانسلاخ عن العالم الإسلامي، وذلك لما لأميركا من مصلحة اختراق الاتحاد الأوروبي بدولة حليفة مثل تركيا.
إن المسلمين بما أكرمهم الله من قرآن كريم وسنة مطهرة وتاريخ حافل بالعزة والكرامة وقيادة المسرح الدولي، يجب أن لا يرضوا إلا بما يرضي الله، وليس بما يسمح به الواقع ولا يغضب أعداء الله، فإن في هذا خطر شديد على سفينة الإسلام، ولو كان أردوغان يسير أصلاً في الاتجاه الصحيح ثم قصرت به الهمة عن القيام بكل ما يلزم لعذرنا قليلاً من يهللون له، ولكن الواضح أن اتجاه سير أردوغان هو عكس الاتجاه الصحيح أصلاً، بل هو باتجاه أميركا عدوة الإسلام والمسلمين، فلم يعادي أعداء الله بل والاهم فوالى أميركا ووالى (إسرائيل) وعزز وجودها و ساهم في قتال المسلمين في العراق وأفغانستان، وجعل من نفسه صنم العلمانية الحديث.
وإن عصمة الأمة في التمسك بحبل ربها، والتمسك بدين ربها يكون بعدم الرضا عن أي نظام سوى نظام الإسلام، وعدم اتخاذ مقاييس إلا مقاييس الإسلام في الحكم على الأفعال والأشخاص، وعدم تأييد وموالاة أي حاكم لا يحكم بما أنزل الله ويوالي أعداءه مهما ادعى وتفنن في ادعاءاته، فإن اتخذنا ميزانًا للحكم على الأشخاص والأحداث غير ميزان الإسلام ضللنا وسخط الله علينا، وأما إذا ما اتخذنا ميزان الإسلام ميزانًا هدانا الله السبيل ورضي عنا وأرضانا ويسّر لنا إقامة دولة القرآن التي تحفظ الإسلام وتطبقه وتنشره وتعلي شأن المسلمين، وتستعيد ثرواتهم المنهوبة وكرامتهم المسلوبة
.
آثار التدخل الغربي في الثورات العربية وخاصة ليبيا
بعد أن بدأ الضعف الكبير يستشري في شرايين الدولة العثمانية نتيجة لبعض الإساءات في تطبيق الأحكام الشرعية تارةً، ولاستكلاب الغرب الحاقد عليها تارةً أخرى، فقد استغل الغرب الأوروبي الكافر هذا الضعف لكي ينتصر داخليًا على كل النزاعات والصراعات والحروب الداخلية الأوروبية، وليلتقي من خلال الاتفاق على أهداف ومصالح مشتركة خارج القارة الأوروبية، والانصراف إلى مراقبة واستغلال الظروف والأوضاع المتردية التي كانت تعاني منها الدولة العثمانية دولة الخلافة كسلطة قائمة وحامية للمشرق العربي الإسلامي.
لقد بدأ العمل للنيل من الدولة العثمانية بدءًا من الحصول على الامتيازات والحصانات التي منحتها الدولة الإسلامية لمعظم الدول الأوروبية في مختلف الفترات التاريخية وإعطائهم الوصاية على رعايا الدول الأوروبية المقيمين داخل حدود الدولة العثمانية، ومثال ذلك اتفاقية الدولة العثمانية مع فرنسا عام 1535م وإنكلترا عام 1579م، وهولندا عام 1598م، وروسيا القيصرية عام 1700م والسويد ونابولي (إيطاليا) والدنمارك وغيرها من الدول، ثم كان التدخل في شؤون الدولة العثمانية تحت ذريعة حماية حقوق الأقليات المسيحية في الشرق العربي الإسلامي، ثم احتلالًا للأقاليم العثمانية والتي كانت تتمتع بقسط واسع من الاستقلال الذاتي في ظل سلطة رمزية اسمية للدولة العثمانية عليها.
هذه التدخلات الغربية والتنازلات من الدولة العثمانية أغرت الدول الأوروبية الاستعمارية بشن الحروب العدوانية على دولة الخلافة وتضييق الخناق عليها، إلا أن الدولة الإسلامية بقيت تحاول السيطرة على ولاياتها؛ ومثال ذلك طلب السلطات العثمانية من باشوية ولاية الجزائر العثمانية إعلان الحرب على فرنسا التي كانت تتمول من الموانىء الجزائرية بسبب إغلاق الأسواق الأوروبية بوجه تجارتها. وقد كانت باشوية ولاية الجزائر العثمانية قد أيدت وساندت الثورة الفرنسية، وكانت تزود فرنسا بالقمح الجزائري، وأقرضت حكومة الثورة بدون فائدة مبلغًا قدره مليونًا من الفرنكات عام 1796م، في حين كانت الدول الأوروبية برمتها تفرض حصارًا محكمًا على فرنسا الثورة، ولكن فرنسا تنكرت لهذا الجميل وجهزت لاحقًا حملة عسكرية واحتلت الجزائر عام 1830م وتونس عام 1881م...
ثم كان حصار الأسطول الحربي الأميركي لموانىء ولاية ليبيا العثمانية أثناء المناوشات والمعارك التي دارت خلال أعوام 1801م - 1805م في النزاع المسلح بين سلطات باشوية ولاية ليبيا العثمانية والولايات المتحدة الأميركية، وذلك نتيجة امتناع السفن الأميركية من دفع الزيادات المقررة من قبل تلك السلطات على الرسوم المستوفاة من البواخر والسفن التي تمر أو ترسو في موانئ الولاية مما أدى إلى أسر الليبيين السفينة الحربية الأميركية (فيلاديلفيا) مع بحارتها وجنودها؛ حيث اضطرت الولايات المتحدة للدخول في مفاوضات مع باشوية ولاية ليبيا وعقدت معاهدة صلح معها لإطلاق سراح بحارتها وجنودها، واضطرت إلى دفع تعويضات مالية كبيرة إلى باشوية ولاية ليبيا العثمانية في تلك الفترة...
كما وفرضت (فرنسا - إسبانيا) منذ أوائل القرن العشرين حمايتها المشتركة على المغرب خلال السنوات (1908م-1912م) حيث احتلت إسبانيا مناطق الريف شمال المغرب والصحراء الغربية (الساقية الحمراء ووادي الذهب) إضافة إلى احتلالها منذ القرنين الرابع عشر والخامس عشر وحتى الآن لبعض المدن الساحلية المغربية ومنها مدينتي (سبتة ومليلية) المغربيتين والجزر المغربية الصغيرة المتناثرة سواء المحاذية منها للساحل الشمالي للمغرب أو الجزر المغربية التي تقع قبالة السواحل المغربية في المحيط الأطلسي كجزر الكناري وغيرها من الجزر الأخرى التي تعتبر جغرافيًا وتاريخيًا جزءًا من السواحل الغربية للمغرب.
كما قامت إيطاليا باحتلال ليبيا عام 1911م نتيجة الضعف الذي كانت تعاني منه الدولة العثمانية الأمر الذي اضطرت معه إلى التنازل عن ليبيا بموجب معاهدة (أوشي) عام 1912م.
كذلك قامت إنكلترا باحتلال مصر عام 1882م والسودان عام 1899م والسواحل الجنوبية لشبه الجزيرة العربية التي كانت جزءًا من (جنوب اليمن - عدن) عام 1838م والسواحل الشرقية لشبه الجزيرة العربية بفرض الحماية على المشيخات الصغيرة في الخليج العربي كالبحرين عام 1820م والإحساء والقطيف عام 1871م فمسقط وساحل عمان عام 1892م و الكويت عام 1899م... وباقي أجزاء الدولة الإسلامية التي لم تستطع في نهاية المطاف الصمود أمام جحافل الغرب الكافر الحاقد الذي تربص بها الدوائر فأسقطها وأزالها وأسقط معها منبع العزة للمسلمين والذي يتمثل بدولة الخلافة، هذا الكيان العظيم الذي صمد في وجه كل الصعاب لما يزيد عن 1400 سنة.
تلك نبذة تاريخية تبين لكل ذي بصر وبصيرة عن منهجية التعامل الغربي ضد الأمة الإسلامية منذ بدايات الحروب الصليبية وحتى يومنا هذا.
إذًا فقد تم تقسيم كعكة الدولة الإسلامية على الدول الأوروبية بعد الحرب العالمية الأولى، والأميركية والأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية. وأخذت كل دولة حصتها لتسرق منها ما تشاء من تلك الحصة وتزرع فيها عملاءها وأعوانها حتى تطبق السيطرة ولا تترك متنفسًا لأي محاولة للتحرير.
لكن الولايات المتحدة الأميركية وبحكم قوتها العسكرية والاقتصادية وسقوط الاتحاد السوفياتي (روسيا) بعد انهيار الشيوعية أفسح لأميركا أن تتصدر قيادة العالم وبلا منافس، فبدأت أميركا ترسم سياسات جديدة للمناطق التي تم تقسيمها سابقًا لتعيد هيكلة النفوذ على الدول الضعيفة فيكون لها نصيب الأسد على حساب النفوذ الأوروبي في المنطقة.
فكانت حرب الخليج الثانية (1991م) إيذانًا ببداية الانقضاض والقضم الأميركيين لمناطق المصالح الحيوية الأوروبية في العالم. لم يعد العراق منطقة تستحق عند السوفيات الدفاع عنها حين انطلق عدوان (عاصفة الصحراء) عليه؛ تشهد على ذلك ليونة سياسة ميخائيل جورباتشوف ووزير خارجيته إدوارد شيفارنادزه في مداولاته في مجلس الأمن التي أفضت إلى سلسلة القرارات من660 الى 678 (القاضي باستعمال القوة العسكرية ضد العراق)، فيما يشهد على عكسه سعي الرئيس فرانسوا ميتران -حتى آخر لحظة- إلى تجنيب العراق هذه الحرب.
حين انتهت الحرب إلى ما انتهت اليه، وأعقبها الحصار الطويل القاتل، كانت مصالح أوروبا (فرنسا وألمانيا خاصة) أكبر المتضررين بعد العراق والبلدان العربية الفقيرة. وأثناء عملية إخراج النفوذ الأوروبي من شرق المتوسط العربي، كانت مركبة النفوذ الأميركي المضاد تزحف حثيثًا نحو مناطق أخرى في أفريقيا لتحكم عليها الإطباق حيث كان لابد من زعزعة النفوذ الفرنسي والأوروبي إجمالًا عن طريق الحروب والقلاقل، كما في رواندا وبوروندي والبحيرات العظمى، بعد صومال فارح عيديد!، من أجل استنزاف ذلك النفوذ والزج بقواه في مصهر تناقضات لا تقبل التسوية ولا يستقيم معها نفوذ أو يستقر.
ثم كان حصار ليبيا والسودان لمنع تدفق الطاقة إلى جنوب أوروبا. غير أن ذلك وحده ما كان يكفي لإزاحة النفوذ الأوروبي كليًا، وكان لابد من مشروع أميركي إقليمي شامل يشمل المنطقة جميعها ويدمج مناطق النفوذ الأوروبي فيها تحت عنوان التعاون الإقليمي.
إن بروز الربيع العربي، وقتل الصمت لدى الشعوب العربية الإسلامية تجاه حكامهم العملاء دفع بعجلة تغيير الأوراق بالنسبة لتابعية الدول لأميركا. فباتت أميركا من جهة تريد استغلال الوضع الراهن لتغيير الوجوه في بلاد الثورات من تابعية أوروبية لتابعية أميركية، وباتت أوروبا تحاول وباستماتة إبقاء عملائها أو حتى تغيير واحد مكان واحد للصمود أمام المد الأميركي على مستعمراتها. وكذلك كانت تحاول أن تلعب لعبة أميركا نفسها بتحويل النفوذ الأميركي في بعض البلاد إلى نفوذها كما في مصر وسوريا.
صحيح أن أوروبا وبقيادة بريطانيا تمكنت من كسب الثورة التونسية وتوجيهها كما تريد، وأن أميركا استوعبت ثورة مصر ولو جزئيًا وامتصت بعض الغضب الشعبي لتكسب الوقت الكافي لها لاستنفاد كل هذا الغضب، إلاّ أن وضع ليبيا قد بات للعيان أنه صراع أميركي أوروبي مستميت لكسب ثروات هذا البلد البترولية الخيالية وما لها من تأثير على اقتصاد هذه الدول العملاقة.
إنّ الصراع الدولي على ليبيا واليمن بدأ يأخذ أشكالًا جديدة قد تصل معها إلى مرحلة كسر العظام، فأميركا لم تترك من جهدها جهدًا في دس أنفها في شؤون ليبيا واليمن والتي تعتبرها أوروبا جزءًا من مناطق نفوذها، وما يُدلّل على ذلك المناقشات الساخنة التي تجري في أروقة البيت الأبيض والكونغرس، فالمتابع لهذه المناقشات يُلاحظ انقسامًا شديدًا بين كبار السياسيين الأميركيين على ما يجب أن يكون عليه الموقف الأميركي من تلك القضايا.
ففريق يُنادي بضرورة انسحاب أميركا من قيادة التحالف الغربي العدواني تجاه ليبيا بحجة أنّ ليبيا بلد يقع ضمن النفوذ الأوروبي الخالص ولا طائلة من سحب ليبيا من الأوروبيين، بينما فريق آخر يُنادي بضرورة التدخل وذلك لتحقيق أمرين:
الأول: منع الأوروبيين من الاستفراد بالملفات الشرق أوسطية لا سيما استفرادها في ملفات دول كليبيا واليمن المحسوبتين على أوروبا.
والثاني: محاولة إحلال النفوذ الأميركي في تلك المناطق محل النفوذ الأوروبي ولو كانت الكلفة عالية.
وبين هذين الرأيين يتخبط أوباما وإدارته في طريقة التدخل في محاولة منه لجسر الهوة بين مواقف الفريقين.
أمّا بريطانيا وفرنسا فألقتا بكامل ثقلهما في ليبيا واليمن، واعتبرتا تدخلهما فيهما بمثابة حياة أو موت، ولذلك نجدهما تُنفقان الأموال الباهظة فيهما بالرغم من وضعهما الاقتصادي الصعب وضرورة إجراء تقشف في الإنفاق.
إنّ مجرد الصراع على من يتولى قيادة التحالف العدواني ضد ليبيا هو بحد ذاته صراع على من يملك نفوذًا أكبر في ليبيا.
إنّ بريطانيا حسمت أمرها في مسألة تغيير القذافي في ليبيا وعلي عبدالله صالح في اليمن، ولا مجال لديها لإبقائهما في السلطة، فهما قد استهلكا واستنفدا ما هو مطلوب منهما، وهي تُحاول ترتيب خلفاء لهما يكونون من عملائها، واستعانت بريطانيا في تحقيق هدفها هذا بفرنسا، ونسّقت معها الخُطا، واعتبرت أن نجاحها في اليمن وليبيا هو نجاح لأوروبا، وإنّ فرنسا بصفتها الدولة الأهم في أوروبا فلا بد من إشراكها معها في مهمتها تلك، ولا بُد من إعطائها نصيبًا من كعكتها، وذلك لقطع الطريق على أميركا التي لا تقبل المشاركة وتريد الاستحواذ بمفردها على الكعكة كلها.
وأمّا أميركا فاتخذت الجانب المخالف لبريطانيا وفرنسا في تلك القضيتين، فبما أنّ بريطانيا وفرنسا قرّرتا تغيير الأنظمة التابعة لأوروبا في ذينك البلدين، فإنّ أميركا وعلى عكسهما تُريد إطالة عمر القذافي وعلي عبد الله صالح في سدة الحكم، لتخريب المخططات الأوروبية، ولمحاولة إيجاد موطئ قدم لها فيهما، ولعل هذا ما يُفسر تلكؤ أميركا في إجراءات الإطاحة بالقذافي.
وما يُدلّل على هذا الرأي تصريحات المسؤولين الأميركيين المضطربة والمتناقضة في هذا الشأن.
لقد دفع الوضع الراهن في ليبيا كُلاً من أميركا وأوروبا إلى استغلال كل ثغرة موجودة فيها للانقضاض على هذه الدولة النفطية الغنية، وإن المبكي للعين والمحزن للقلب أن الدول العربية وبمساعدة حكامها العملاء قد مهدت للغرب جسر العبور إلى ليبيا واحتلالها احتلالًا فعليًا واقتصاديًا والسماح لهم بالتدخل العسكري في ليبيا لإسقاط القذافي.
يمكن القول إن ما هو حاصل في ليبيا الآن هو نتيجة مخطط غربي تواطأت معه جامعة الدول العربية، هدفه أولًا الانتقام من نظام القذافي المجرم- الذي لم يشفع له عند أسياده في الدول الغربية أنه دفع أكبر دية في التاريخ مقابل ضحايا تفجير «لوكربي»، وأنه سلم البرنامج النووي الليبي على طبق من ذهب للدول الغربية.
وثانيًا الطمع الغربي الواضح في موارد وثروات الشعب الليبي. فكما هو واضح فإن الدول الغربية جاءت إلى ليبيا لتسيطر على هذه الثروات، وما يترتب على هذا التدخل من نتائج ستكون عواقبه لا شك وخيمة على الشعب الليبي، فالشعب الليبي سيقع تحت استعمار اقتصادي مقيت، حيث إن جميع الأموال التي اختلسها القذافي وأسرته وأودعها في البنوك الغربية سوف تصادرها الدول الغربية المشاركة في فرض الحصار على ليبيا، كفاتورة أولى لهذا التدخل، ومن ثم سوف تفرض هذه الدول على الحكومة الليبية القادمة تزويدها بالنفط والغاز الليبي بثمن بخس دراهم معدودة، هذا ناهيك عن أن هذه الدول الغربية -وعلى رأسها فرنسا والولايات المتحدة، وبعد أن أبادوا الجيش الليبي بشكل غير مبرر- سوف تقوم باستنزاف الأموال الليبية بحجة إعادة تسليح الجيش الليبي من جديد.
ما بات واضحًا هو أن الأميركان وحلفاءهم نجحوا في الضغط على أعضاء المجلس الانتقالي في ليبيا، من خلال سياسة العصا والجزرة: إما نترككم للقذافي ولن تحلموا بأن يعترف بكم أحد ولن يزودكم أحد بالسلاح، وإما أن تقبلوا تدخلنا وتحفظوا مصالحنا وعندها يرحل القذافي.
ومن ناحية أخرى ومن أجل إتمام هذا السيناريو الخبيث وضعت الدول الغربية القذافي في الزاوية، ولم تترك أمامه خيارات تضمن له عدم الملاحقة؛ لذلك أجبروه على القتال حتى النهاية لأن مشهد الرئيسين العراقي والصربي ماثل أمام عينيه، وعليه لم يكن أمام المجلس إلا الإذعان للمطالب الغربية، فهذا المجلس بلع الطعم الأميركي، رغم أنه يدرك أن الانتصار على القذافي ليس في حاجة إلى جر الجيوش وفرض منطقة حظر طيران، وبذلك قبل بالعروضات الأوروبية وكذلك الأميركية مقابل الاعتراف به دوليًا كما حصل باعتراف أكثر من 30 دولة منها دول كبرى به على أنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب الليبي.
نحن الآن أمام طاغية ليبي يستعين بقوات مرتزقة من الحفاة العراة في مواجهة معارضة مسلحة بقيادة المجلس الانتقالي وأمام مجلس انتقالي يستعين كذلك بقوات مرتزقة مدججة بالصواريخ والطائرات وتحمل اسم حلف الناتو الذي يضم أكثر من أربعين دولة. فمنحنى الصراع قد انتقل من كونه تحريرًا من طاغية مجرم قاتل تافه إلى نزاع على السلطة، والتي ستكون بنهاية المطاف لواحدة من هذه الدول الكبرى أميركا، أو فرنسا، أو بريطانيا.
ولنا في تاريخ ليبيا عبرة، ففي عام 1943م جرى تقسيم ليبيا المستعمرة الإيطالية السابقة إلى ثلاثة كيانات بعد الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء. واحد تحت اسم ولاية برقة وكان من نصيب بريطانيا، والثاني فزان من نصيب فرنسا، والثالث طرابلس التي أقامت فيها الولايات المتحدة قاعدة هويلس العسكرية الشهيرة.
إنّ طاغية ليبيا بمجازره الدموية، وأولئك الحكام بعدم نصرتهم أهل ليبيا وإنقاذهم من ذلك الطاغية، هم شركاء في جريمة تهيئة الأجواء لتدخل الدول الغربية عسكريًا بعد أن تدخلت سياسيًا بقرار مجلس الأمن 1973 بحجة الإنقاذ الإنساني لأهل ليبيا، في الوقت الذي لا تعرف فيه هذه الدول أي إنسانية إلا أن تكون مدفوعة الأجر، وليس أي أجر، بل الأجر الفاحش الذي يحقق مصالحها في بلاد المسلمين.
لقد آن لهذه الأمة الإسلامية الراقية أن تعيد بَصْمَتها في اللعبة السياسية العالمية، وتستعيد دورها لتفرض هي بنفسها وجودها الفعال بين هذه الأمم بدل أن تبقى ألعوبة بيد الاستعمار يأخذها كيف شاء. فكيف لهذه الأمة أن تهنأ بالعيش وهي ترى إخوانها في كل مكان يذبحون صباح مساء على يد حكامهم تارةً أو التحالف تارةً أخرى، ألم نسمع قول الله تعالى: (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ)، ألم نسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ»البيهقي، ألم تَعِ هذه الأمة أن مصيبتها في حكامها... ثم في سكوتها عن بوائق هؤلاء الحكام الظلمة وطغيانهم، ما يؤدي إلى أن يصيبها ما يصيبهم من عذاب، ليس في الآخرة فحسب، بل حتى في الدنيا.( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)... إنّ هؤلاء الحكام في سبيل كراسيهم المعوجة الزائفة لا يتورعون عن سفك الدماء، وخدمة الأعداء وبيع البلاد والعباد.. إن عروشهم هي نعيمهم، فطاغية ليبيا يعلم أن الناس لا يريدونه وأن بريطانيا التي أوصلته للحكم بعد أربعين سنة لفظته بعد ما استنفد دوره، وله عبرة في أشياعه من قبل.
إنه إن كان من شيء يُعَوّل عليه في هذه الظروف القائمة فإنها الأمة الإسلامية وجيوشها الجرارة، فبها وحدها يمكن استدراك الأمر حيث تتحرك لتنقذها من الطاغية القذافي، وتعيد البسمة إلى أهل ليبيا، وبذلك تقطع الحجة التي اقتحم الغرب بها أجواء ليبيا وأرضها بطائراته وصواريخه. ولكن أنى للمسلمين في ليبيا ذلك في ظل هكذا أنظمة حكم محيطة بها؟ فالأمر يحتاج إلى دولة إسلامية تعيد الحق إلى نصابه وتقطع دابر التدخل الغربي فيها.
لقد آن لهذه الأمة أن تعي الدور الذي أوكله الله لها بشهادتها على الناس، لقد آن لها أن تأخذ دورها الذي أراده الله لها(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)، آن لها أن تقيم دولة الخلافة التي هي فقط من سيحرس البلاد والعباد ويقصم ظهور الأعداء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» النسائي، آن لها أن تدرك أنها لن تستطيع رفع الظلم عن نفسها في ظل الأنظمة الوضعية والحكام الرويبضات.
ولكن قُوّة الشدّة علامة الفرج، ولن يغلب عسر يسرين، وظلمة الليل يتبعها انبلاج الفجر، وإنّ للإسلام هزات شداداً ستأتي الظالمين وأعداء الاسلام من حيث لم يحتسبوا...
قال تعالى: (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)
منقول عن : مجلة الوعي، العدد 295-296-297 ،(عدد خاص و مميز) السنة السادسة والعشرون ،شعبان ورمضان وشوال 1432هـ ، تموز و آب و أيلول 2011م
الأربعاء 21 ذو القعدة 1432 هـ 19/10/2011 م رقم الإصدار: ص / ب ن 98 / 011
بيان صحفي
السلطة الفلسطينية تسعى لنشر الدّياثة وتتحدى مشاعر المسلمين برعايتها لمباراة كرة قدم نسائية في دورا
تحت رعاية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تقوم السلطة بالتحضير لمباراة تجمع المنتخب النسائي الفلسطيني بالمنتخب النسائي الياباني، والتي ستقام يوم الخميس 20/10/2011م على ملعب دورا، وقد حشدت السلطة لذلك مقدراتها واصفة الحدث "بالمهرجان الكبير"!، كما جنّدت لذلك مديريات التربية والتعليم في محافظة الخليل التي طلبت من كافة معلمي التربية الرياضية المشاركة في هذا الكرنفال وحثت الطلاب على الذهاب إلى ملعب دورا لتشجيع المباراة، ودعت للترويج لهذا اللقاء وتذليل كل الصعوبات أمام الفتيات للتواجد في ملعب دورا لحضور اللقاء، وقررت تخصيص الإذاعة الصباحية ليومي الأربعاء والخميس للتحدث عن أهمية هذا الحدث الرياضي والدعوة لحضور المباراة وتشجيع العنصر النسوي على المشاركة في هذا الموضوع.
إن السلطة لا تدّخر جهداً في السعي لإفساد أهل فلسطين وسلخهم عن قيمهم الإسلامية خدمة للأجندات الغربية الكافرة، ومشاركة منها في الحرب المعلنة على الإسلام تحت ستار الحرب على "الإرهاب!"، فهي قد وقفت من قبل وراء أحداث مماثلة من مثل رعايتها لمسابقة ملكة الجمال وتنظيمها لعشرات الحفلات الغنائية والاحتفالية المختلطة تحت شعارات عدة، وعقدت مباريات نسائية سابقة، وهي في كل تلك النشاطات تزعم الحرص على المرأة ودورها في المجتمع وفي مشروع "التحرير"!، وهي في حقيقتها تحرص على إفسادها ونزع قيم العفّة منها لتكون عامل إفساد للمجتمع الذي تسهر السلطة على تدميره. إن الخط العريض الذي وضعه الكفار وتنفذه السلطة بتفانٍ هو كسر كل المحرمات والمحظورات عند أهل فلسطين، وانتهاك مقدساتهم وقيمهم الإسلامية والخلقية، تحت شعارات علمانية دخيلة.
إن الدول الكافرة وبتعاون تام من السلطة تقوم بغزو حضاري شرس على أهل فلسطين، هدفه إحلال الحضارة الغربية المنتنة مكان الإسلام في عقول الجيل الناشئ والمرأة وسائر المجتمع، ولذلك هم يصبّون الأموال صباً على المؤسسات المشبوهة، وقد انتشرت هذه المؤسسات انتشار الجراثيم، ظاهرها حسن المقصد وباطنها حرب حاقدة على قيم الإسلام، قيم العفّة والطهارة والبعد عن الفاحشة وكل ما يوصل إليها، فتكاثرت دُور الطفل، ومؤسسات المرأة، والترفية، والرياضة، والفن، والتبادل الثقافي، حتى أصبحت فلسطين نهباً لكل فاسد مفسد، وإننا نهيب بأهل فلسطين أن يتفحصوا عمل كل مؤسسة وجمعية وفريق نشأ وينشأ في محيطهم وفي بلادهم، فإن كثيراً منها تسرق أبناءهم إلى معسكر القيم الغربية الكافرة، وتبعدهم عن الإسلام بأساليب ماكرة خبيثة.
إن السلطة بإصرارها على هذه المباراة وأمثالها تتحدى الله ورسوله والمؤمنين، فهي تخالف أحكام الإسلام وتسعى لكشف العورات والاختلاط ونشر الفاحشة والرذيلة وتتحدى مشاعر أهل فلسطين وتسعى لنشر الدّياثة بين رجالهم حين يشاهدون أعراضهم تتكشف أمام الأجانب في ألهية جريمة زعموا أنها تعطي صورة حضارية عن أهل فلسطين المسلمين المرابطين!! (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ).
إن المرأة في الإسلام عرض يجب أن يصان، وفي صونها تسترخص الأنفس والأرواح قال عليه السلام: (من قتل دون أهله فهو شهيد)، تلبس لباس العفة والطهارة التزاما بأوامر الله ونواهيه وصوناً للمجتمع من عوامل الفساد والإفساد، وتنشئ بتقواها لله جيلاً نقياً من كل شائبة.
إننا أمام هذه المنكرات العظيمة نعلن نحن وأهل فلسطين رفضنا واستنكارنا لإقامة هذه المباراة النسائية المنكرة، وكل عمل على شاكلتها، وزجّ أبنائنا الطلاب والطالبات في أتون هذا المنكر، وننكر جهود السلطة الآثمة في حربها على قيم الإسلام وأحكامه، كما ندعو كافة الوجهاء والمؤثرين وأولياء الأمور لرفع الصوت بالإنكار ورفض إشراك أبنائنا في هذه المنكرات، فما لمعصية الله وتعلم ثقافة العري والاختلاط نرسل أبناءنا وبناتنا إلى المدارس!.
إن الواجب على أهل فلسطين العمل على منع وقوع هذا المنكر وأمثاله ومقاطعة القائمين عليه وإيصالهم رسالة واضحة مفادها: "إننا أهل هذه البلاد أهل إسلام ونخوة نرفض كشف عورات بناتنا وتمييع شبابنا ومحاربة إسلامنا، ولن نسكت ولن نسمح لفئة ضالة باعت نفسها رخيصة للشيطان أن تفسد أبناءنا وأن تنشر الرذيلة في بلادنا".
(وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
موقع حزب التحرير
www.hizb-ut-tahrir.org
موقع المكتب الإعلامي
www.hizb-ut-tahrir.info موقع المكتب الإعلامي - فلسطين
www.pal-tahrir.info تلفون: 0598819100
بريد إلكتروني:info@pal-tahrir.info
--
نداء حار إلى الأمة الإسلامية
بقلم :عاهد ناصرالدين
أيتها الأمة الكريمة
في الوقت الذي تعاني منه الأمة الإسلامية من العواصف والأعاصير، تهب على بلدان العالم العربي رياح التغيير التي تبشر بولادة جديدة للأمة الإسلامية ؛فها هي الأصوات ترتفع في مصر وتونس وليبيا والبحرين واليمن وسوريا تأبى الظلم والذلة والمهانة والتبعية والعبودية .
منذ تسعين عاما تم هدم دولة الخلافة على أيدي الانجليز والفرنسيين والخونة من حكام المسلمين الذين تواطؤوا مع الكفار؛ ففقدت البشرية أعظم أمر، وتحكم النظام الرأسمالي في العالم ، وعشعشت الحضارة الغربية في أذهان كثير من أبناء المسلمين ، وغيرت من سلوكهم ، وعلى جميع الأصعدة؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
وخسر المسلمون بفاجعة سقوط خلافتهم هيبتهم من صدور أعدائهم ؛ مما جرّأ أعداؤهم عليهم ، فأعملوا في رجالهم القتل وفي نسائهم الغصب وفي أطفالهم الأمراض وجعلوا بلادهم مختبرا لأسلحتهم المحرمة دوليا كاليورانيوم المنضب وغيره.
وضاعت ثروات الأمة؛ فأُغرِقت بلاد المسلمين في المديونية، وابتعد المسلمون عن أحكام الشرع ولم يتقيدوا بها.
فَالقلبُ يذوبُ كَمدا والفؤادُ يعتصرُ أَلما والعينُ تبكي حُزناً وهي ترى الكثيرَ من بناتِ ونساءِ المسلمين لا يَرتدينَ الزيَّ الشرعيَّ المطلوب شرعا المفروض من رب العالمين .
وأصبح من يقاتل في سبيل الله ليخرج عدو الله إرهابيا متطرفا يستحق المطاردة والتدمير؛ فتاهت عقول بعضهم واحتارت .
أصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إرهابا وجريمة لا تُغتفر .
ساءت أوضاع كثير من بلاد المسلمين وهي تعاني من أعداء الله ؛ ففلسطين, وكشمير, وقبرص, وتيمور الشرقية ما زالت محتلة .
والعراق وأفغانستان مقطعة الأوصال، والسودان , ينحدر وضعه من سيئ إلى أسوأ وحل الضعف والذل والهوان وغاضت أحكام الإسلام من الأرض وانبعث الصراخ من الآفاق ،من الثكالى ، من الأرامل، من الأوجاع ، من الآلام ،انتهكت محارم المسلمين وديست الكرامة .
بسقوط الخلافة أنّت بلاد العالم الإسلامي من أقدام الساسة الغربيين ،وممن أساءوا للعقيدة الإسلامية ؛ الذين يصولون ويجولون في بلاد المسلمين ، ولا يغادر هذه البلاد زائر إلا ويأتي غيره بفكرة شيطانية خبيثة هي أسّ الداء ومكمن البلاء ، وهم بجموعهم يبرز عليهم أمر واحد هو محاربة الإسلام والمسلمين باسم الإرهاب والتطرف والأصولية ، وما زالت الحرب مستمرة ، وما زال القتل الوحشي مستمر مستحر في أفغانستان وباكستان والعراق وفلسطين .
فلسطين التي لم تُحل قضيتها فحسب؛ بل تزيد تعقيدا يوما بعد يوم، واليهود يراوغون ويصرحون بحل الدولتين أو دولة ونصف.
كل ذلك إما أن يكون بمحاربة صريحة أو بخبث ودهاء ومعسول الكلام، في محاولة لتغطية الدماء الزكية التي سفكها ويسفكها أعداء الأمة في أفغانستان والعراق وباكستان .
كل ذلك يجري والأمة ليس لها كيان سياسي ولا إرادة سياسية ولا قرار سياسي نابع من كتاب الله وسنة الرسول – صلى الله عليه وسلم -.
كل ذلك يجري وبلاد المسلمين مستعمَرة ومجزأة إلى عدة دويلات حتى وصلت إلى نحو خمس وخمسين دويلةً، نَصَّبوا على كل منها حاكماً يأمرونه فيأتمر وينهونه فينتهي، لا يملك أن يتخذ قرارا ولو بالذهاب لحضور مؤتمر ، ورسموا لهم سياسةً تقتضي أن يبذلوا الوسع لتطبيقها على المسلمين ، حتى أنهم أضاعوا فلسطين الأرض المباركة، مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه .
لقد عاث الكفر في أرض المسلمين الفساد، وسام المسلمين سوء العذاب، وبالغ في إظهار عداوته لله ولرسوله وللمؤمنين.
لأن المسلمين قعدوا عن نصرة دينهم والقضاء على أعدائهم فأمعن الكفار فيهم ، إذ لم يروا أن المؤمنين لبعضهم كالجسد الواحد، وليس لهم قائد له الإرادة السياسية يملك بها اتخاذ القرار المناسب؛ فأتبعوا فلسطين بالشيشان وبأفغانستان ، وبالبوسنة وبكسوفا وبالسودان وبالجزائر ومن ثم بالعراق ولبنان .
دنسوا كتاب الله سبحانه على مرآى ومسمع الأمة عيانا ، وأهانوا شخص رسول الله في أكثر من موضع ، وهانت الأمة في عيون أعدائها من أراذل الخلق حتى أصابها الوهن{يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها قال قلنا يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ قال أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قال قلنا وما الوهن قال حب الحياة وكراهية الموت}
أمة الإسلام
هل آن الأوان لأحفاد عبد الحميد ومحمد الفاتح وخالد وصلاح الدين وأبي عبيدة أن يعيدوا أمجاد أجدادهم العظام بإقامة الخلافة التي تحرر البلاد والعباد وتقيم الدين وتحمي البيضة والكرامة ، بلى والله لقد آن وإلا فمن للمسلمين اليوم في مشارق الأرض ومغاربها غير الخلافة ؟
من للمسلمين اليوم وهم يقّتلون صباح مساء في العراق وفلسطين وكشمير والشيشان وأفغانستان غير الخلافة ؟ من للمسلمين اليوم وأعراضهم منتهكة ونساؤهم يستصرخن صباح مساء وامعتصماه واإسلاماه واخليفتاه غير الخلافة ؟
من للمسلمين اليوم ليعيدهم إلى صدارة الأمم فيحملوا رسالة الإسلام رسالة هدى وخير للبشرية جمعاء غير الخلافة
إن واجب الأمة أن تقلب الموازين الباطلة وأن تغيِّر وتنكر على من يهدر أموالها ويبددها ويوردها موارد الهلاك؛ فلم يبق من عذر لبقاء الأمة تحت حكم هؤلاء الرويبضات صامتة؛ فقد أذاقوها أصناف العذاب وحرموها من أدنى أسباب الحياة علاوة على الحياة الكريمة، لقد بات العمل لاستعادة الخلافة الراشدة من جديد وإقامة كيان للمسلمين بحق أولى من الماء والهواء ؛فبالخلافة تحيا الأمة وبالخلافة تُعز وتُنصر.
أمة الإسلام
إنك تمتلكين العقيدة الصحيحة ، العقيدة الإسلامية ،وباستطاعتك أن تخرجي من هذا الوضع الأليم، ولقد تمكنت من كسر حاجز الخوف ، وارتفع الصوت عاليا رافضا حكام الجور؛ فهلا اشتغلت بالقضية المصيرية وإيجاد كيان سياسي ، وذلك بالعمل على تنصيب خليفة على المسلمين في دولة واحدة, دولة الخلافة الإسلامية ، وهي آتية بإذن الله – عز وجل ،قال تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55
وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - (إن أول دينكم نبوة و رحمة و تكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله. ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعه الله جل جلاله ثم يكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي و يلقي الإسلام بجرانه في الأرض يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض لا تذر السماء من قطر إلا صبته مدرارا و لا تدع الأرض من نباتها وبركاتها شيئا إلا أخرجته )
أمة الإسلام
لقد وصفك الله تعالى بأنك خير أمة أخرجت للناس ، لا ترضين بغير الحق منهاجاً وطريقاً،إن رأيت باطلا عملت على إبطاله ،وإن رأيت حقا عملت على إحقاقه،وتتخذينه شعاراً وسبيلاً ، قال تعالى :{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } سورة آل عمران 110
أمة الإسلام
رياح التغيير هبت عليك ؛فهلا اغتنمتيها ؛فلا بد من التغيير الجذري، ولا بد من حمل الدعوة الإسلامية ، ولا بد من إعادة الخلافة مع العاملين الذين يتقون الله – عز وجل - وقد قال تعالى : {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28.
فهل آن الأوان أن يدرك المسلمون أن القضية المصيرية للمسلمين في العالم أجمع هي إعادة الحكم بما أنزل الله ، عن طريق إقامة الخلافة بنصب خليفة للمسلمين يُبايع على كتاب الله وسنة رسوله ليهدم أنظمة الكفر، ويضع أحكام الإسلام مكانها موضع التطبيق والتنفيذ ، ويحول البلاد الإسلامية إلى دار إسلام ، والمجتمع فيها إلى مجتمع إسلامي ، ويحمل الإسلام رسالة إلى العالم أجمع بالدعوة والجهاد .
هل آن الأوان أن نعيد سيرة الأولين ؛ سيرة هارون الرشيد الذي يفتح رسالة من ملك الروم : من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب أما بعد : فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق ، فحملت إليك من أموالها وذلك لضعف النساء وحمقهن ، فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك وافتد نفسك وإلا فالسيف بيننا !
لم يكن لدى الرشيد من الوقت ما يكفي لطلب ورقة يكتب فيها ردا على هذا المتطاول فخطّ على ظهرها كلمات قليلة تغني عن ملايين الكلمات التي نسمعها اليوم من التنديد والشجب والاستنكار،وتغني عن مواثيق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي .
(( مِنْ هَارُونَ أَمِيرِ المؤْمِنِينَ إِلى نُقْفُورَ كَلبِ الرّومِ !
قَرَأتُ كِتَابَكَ يَا ابنَ الكَافِرَةِ ! وَالجَوَابُ مَا تَرَاهُ دُونَ مَا تَسْمَعُه )) .
يا أمة الإسلام هل آن الأوان أن نعيش بعزة وكرامة ؟؟
{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }فاطر10.
أيتها الأمة الكريمة
هل تكون ثورتك المباركة بوابة للتغيير الجذري، ووقفا للمد الغربي الاستعماري، وانطلاقا لجحافل التحرير، تحرير المسجد الأقصى وفلسطين والعراق، وتوحيد بلاد المسلمين في دولة واحدة ؟؟
هل الدساتير المستوردة المطبقة في بلادنا منذ أن أُسقطت الدولة الإسلامية على يد المستعمر وإلى يومنا هذا، والتي تجعل التشريع من اختصاص الشعب مُمَثَّلاً بما يسمى بالسلطة التشريعية والتي يطالب الثائرون اليوم بتعديلها وتصحيحها ، هل هذه الدساتير تعبر عن هوية الأمة الإسلامية، أم هي تؤسس من جديد للاستتباع للنمط الغربي في الحكم والسياسة وطريقة العيش؟
هل النظام الاقتصادي الرأسمالي الذي تكرسه هذه الدساتير تحت عناوين حرية التملك وحرية العمل والاقتصاد الحر… هل هو المخرج من النكبات الاقتصادية والمعاشية التي تعانيها الأمة اليوم؟ أليس هذا النظام الذي تتربع على عرشه أميركا ودول الغرب هو الذي جلب الويلات على العالم، بما فيه شعوب الغرب نفسها؟! ولا سيما في السنوات الأخيرة التي شهدت الأزمة المالية العالمية والتي حولت مئات الملايين من الناس من أغنياء إلى فقراء معدمين، ولولا أن الغرب جعل سائر العالم مزرعة له لانهار اقتصاده وأصبحت حضارته أثراً بعد عين.
هل الحرية الشخصية التي تصونها هذه الدساتير والتي تطلق سلوك الإنسان من أي قيد روحي أو خلقي أو إنساني تتوافق مع الهوية الإسلامية التي تتميز بها هذه الأمة؟
وهل الإعلام المخرب للعقول والمفسد للأذواق والمدمر للأخلاق والعاصف بالعفة والطهارة يمكن أن يكون مقبولاً في العالم الإسلامي؟
ما الذي يمكن أن تقدمه الترقيعات التي يسمونها إصلاحات والتي ينادى بها الآن في تونس ومصر وليبيا وغيرها من مخرج من الخضوع الشامل للغرب سياسياً واقتصاديا وعسكرياً وإعلامياً وصناعياً وتكنولوجياً وتعليمياً…؟
وما المنقذ من الذل والهوان أمام كيان يهود، حيث لازالت السلطة المصرية تستأذن هذا الكيان لإرسال فرق من الجيش إلى سيناء من أجل حمايته وحماية أنابيب الغاز الذي ينهبه من مصر؟!
كيف يمكن للعالم الإسلامي الممزق إلى كيانات قطرية أن يعيش في عالم التكتلات الكبرى المهيمنة، سواء أكانت تكتلات عسكرية كحلف شمال الأطلسي، أم كانت تكتلات اقتصادية كالعملاقين الأميركي والصيني وكالاتحاد الأوروبي؟
التغيير الحقيقي لا يحصل بدحرجة الرؤوس الكبيرة وحسب، بل يبدأ بالفكر ويستمر بالفكر والعمل ويحصد بوصول برنامج سياسي حقيقي إلى سدة الحكم، لإعادة صياغة المجتمع والدولة صياغة جديدة تنتج لنا حياة جديدة بطريقة عيش جديدة، ثقافةً وحكماً واقتصاداً واجتماعاً وتعليماً وقضاءً وإعلاماً وسياسةً خارجية، تقطع كل صلة بالحضارة الغربية التي اكتوى العالم بلهيبها واحترق بنارها وحروبها واختنق بدخانها الأسود وتعفّن بنتنها وسُحِق باقتصادها وتاه بضلالها .
إنه خيار واحد لا غير، الإسلام من حيث هو مبدأ، عقيدةً وشريعةً، فكرةً وطريقةً، ومزجاً بين الروح والمادة، حضارةً متألقة زاهرة على أساس روحي عميق راسخ.
حُكماً يجعل السلطان للأمة لا لحزب ولا لعصابة ولا لعائلة ولا لطائفة ولا لمجلس عسكري ولا لحيتان المال، حيث يُبايع خليفة للمسلمين على السمع والطاعة، يرعى شؤون الناس، وحيث يحاسَب الحاكم من قبل الرعية ومجلس الأمة المنتخب ومن قبل الأحزاب السياسية والصحافة والإعلام، وحيث لا حصانة لأحد من الحكام والمحكومين من الخضوع لأحكام الشرع والقضاء، تنفيذاً لأمر الله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }.
واقتصاداً يرمي إلى إشباع الحاجات الأساسية للناس فرداً فرداً إشباعاً كاملاً، ويمكّن من شاء منهم أن يحقق سائر حاجاته الكمالية، باعتباره جزءاً من مجتمع يعيش طريقة معينة من العيش، اقتصاداً يحسن تحديد ما هو من الملكية العامة وما هو من الملكية الفردية تحديداً محكماً بعيداً عن أهواء الرأسماليين ووحوش المال وبعيداً عن نقمة طبقة الكادحين المسحوقين التي أنشأها النظام الرأسمالي.
اقتصاداً يوجب على الدولة توزيع المال بين الرعية على نحو يحفظ التوازن بينهم بعيداً عن أوهام المساواة والشيوعية، تنفيذاً لقوله تعالى {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ }.
واجتماعاً، يضبط اجتماع الرجل بالمرأة بعيداً عن الاختلاط الماجن والمستهتر، في ظل أحكام الإسلام التي حددت اللباس الشرعي للمرأة والرجل وشرعت الأحكام التي تجعل العلاقة بينهما في الحياة العامة وخارج إطار الزوجية علاقة إنسان بإنسان لا علاقة ذكورة وأنوثة، فتسود الطهارة والعفة والمروءة والشهامة المجتمع، بدلاً من الرذيلة التي نشرتها العلمانية والحرية الشخصية والحرية الإعلامية في عالمنا اليوم.
وقضاءً يلغي الفصل بين محاكم شرعية وأخرى مدنية تحكم بغير ما أنزل الله تعالى، فيكون القضاء كله في الأحوال الشخصية والمعاملات المالية والجنايات والقضايا السياسية… قضاء شرعياً يحكم بين الناس بشرع الله، ما عدا القضايا الروحية والعائلية لغير المسلمين الذين لا يجوز أن يُفتنوا عن دينهم ولا أن يجبروا على الأحكام الفردية التي شرعها الإسلام للمسلمين.
وتعليماً يهدف إلى بناء شخصية إسلامية بعقلية ونفسية إسلاميتين، فيساهم في صيانة المجتمع بعلاقات إسلامية صرفة، ويحرص على اكتساب العلوم التي تلزم للمجتمع والدولة للقيام بأعباء الحياة وتأمين وسائلها وأسبابها، ويؤمّن للأمة أسباب القوة الاقتصادية والتقنية والعسكرية، والسلامة الصحية، وازدهار العمارة ووسائل الرفاهية والراحة…
وإعلاماً يهدف إلى صيانة المجتمع وتعزيز ثقافته وهويته وإطلاق الطاقات الفكرية والذهنية على أساس روحي، ويلتزم مقاييس الحلال والحرام، ويحمل الإسلام رسالة إلى العالم، ولا سيما في زمن أضحت فيه الفضائيات سلاحا ً أمضى من الصاروخ والمدفع والبندقية.
إعلاماً يصون عفة المجتمع بدلاً من تدمير العفة والطهارة الذي تمارسه عشرات الفضائيات العربية اليوم.
وسياسة خارجية تنظر إلى العالم على أنه إنسانية اشتاقت إلى معاني السعادة والهداية والرقي التي لا تتأتى إلا من خلال طريقة عيش تؤسَّس على الإيمان بالله تعالى خالقاً ومدبراً؛ فتضع الإنسان على طريق إشباع حاجاته وغرائزه وفق أوامر الله تعالى ونواهيه، فتمزج بين الروح والمادة، وهي نظرة الإسلام الذي يرى الخلق جميعاً عيال الله، فيحمل المسلمون رسالتهم إلى العالم باتجاه أن يكون العالم عالماً واحداً في ظل شريعة الرحمة، بعيداً عن النظرة الاستعمارية التي أفسد الغرب بها العالم وملأه بالمآسي، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }
هذا هو التفكير الذي ينبغي للذين اكتشفوا قدرتهم على التغيير من أبناء أمتنا، ولاسيما أولئك الشبان الذين فاجأوا العالم بصاعقة دكت عرش فرعون بلمح البصر، بعون الله.
هذا هو التفكير الذي يليق بأمةٍ قال الله تعالى فيها {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }، وقال {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شهيداً} .
يا علماء خير أمة أخرجت للناس
إن لكم مكانة كبيرة ومنزلة رفيعة وفضلا عظيما ،أخاطبكم في أعظم أمر تمر بها الأمة الإسلامية منذ فاجعة سقوط الخلافة عام 1342هـ .
ولا يخفى عليكم يا أصحاب العلم والفضيلة ما آلت إليه الأمة الإسلامية بعد أن تحكم النظام الرأسمالي في العالم .
وأمام عدم الحكم بما أنزل الله لا بد من وقفة بل وقفات؛ فأنتم القادة، وأنتم أمل الأمة في عودتها إلى سابق عهدها من العزة والمنعة والرفعة، وأنتم هداتها إلى طريق الأمن والأمان كلما كثرت الفتن واشتدت الأزمات.
أمام تقدم أعداء الأمة في طريق تغيير هوية الأمة ومحو أصالتها وتمييع شبابها بخطى حثيثة.
هلا وقفتم إلى جانب إلى جانب أمتكم وبينتم وجوب التغيير الجذري بإعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وإنهاء الحكم الجبري، ليكون السلطان للأمة وتتحقق السيادة للشرع.
يا أهل القوة والمنعة أبناء هذه الأمة الكريمة
هل تقفون إلى جانب أمتكم ؟؟
هل تعملون لنصرة دين الله- عزوجل- ؟
هل تعيدون سيرة الأولين الفاتحين ؟ فأنتم بيضة القبان في هذه الثورات المباركة.
يا جيوش الأمة الإسلامية متى تتحركون نصرة لدينكم وخالقكم ؟
ألا يكفينا مهازل ونكبات ؟
ألا تستجيبون لنداء الحق وداعي الله ولكم الجنة ؛فقد خصَّ الله – عزوجل- المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،خصهم بالمدح والفضل وعلو المكانة والمنزلة لنصرتهم دينه وصبرهم على حملها،وتحمُّلهم الأذى{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100.
إن النصرة لدين الله – عز وجل - تحتاج إلى رجال وأي رجال, رجال لهم شهامة ونجدة كأمثال سعد بن معاذ و أسيد بن حضير والبراء بن معرور.
أيتها الأمة الكريمة
لقد تجاوز استعداد المسلمين كلّ ما هو مألوف من الصمت وعدم الخروج على هؤلاء الحكام إلى رفع الصوت عاليا ورفض الأنظمة الجبرية التي تحكم بالحديد والنار.
وإن الأمة أمام مشهد جديد وفجر جديد وشمس مشرقة ، استطاعت بعون الله تعالى وبحركة ذاتية من أبنائها أن تخلع فراعنة ذوي أوتاد طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، فاكتشفت أنها قادرة على تغيير واقعها، وأن تخلع كل حاكم مغتصب لسلطان الأمة، وأن تقول للظالم أنت ظالم، واستبشرت ببشارة نبيها محمد- صلى الله عليه وسلم « سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله» (المستدرك).
أصبحت الأمة تؤمن بقدراتها على التغيير والتفكير بما يتجاوز لقمة العيش وأعباء المدرسة والطبيب… إلى التفكير في السياسة وأنظمة الحكم والاقتصاد البديلة عن الأنظمة البالية التي أزكمت رائحتها الأنوف .
والحقيقة أن كل هذا يجري في ظل الصراع الدائر بين الكفر والإيمان والحق والباطل، وفي ظل تحكم الدول الكافرة في بلاد المسلمين، وفي ظل الأنظمة الحاكمة التابعة للغرب، وفي ظل ازدياد اندفاع الأمة الإسلامية وتوجهها نحو إسقاط هذه الأنظمة والعودة إلى الحياة الكريمة في ظل الإسلام دين الله – عزوجل-
وفي ظل ازدياد توق الأمة للعيش في ظل الخلافة، وفي ظل قوة الإسلام القادمة والتي يتحدث عنها الأعداء في الغرب بشكل مستمر تحت عناوين الخط الأيديولوجي الإسلامي أو الإسلام السياسي أو الجهاد ؛ فإننا نرى ونسمع ما يبثه الإعلام لحرف الأمة عن توجهها ومسارها الصحيح.
من أجل ذلك تلجأ شياطين وسائل الإعلام إلى إلهاء الأمة عن توجهها وإلى التحريف والتضليل وليِّ أعناق المعلومات حتى تتلاءم مع الأهداف التي وضعتها الجهات الداعمة والمسيطرة والمالكة للمؤسسات الإعلامية.
وإن من أخطر ما يقوم به الإعلام في هذه الحرب الشرسة على الإسلام والمسلمين ، إدخالَ أفكار الكفر كالديموقراطية والقومية والوطنية والترويجَ للدولة المدنية والدعوةَ لتحرير المرأة وأضرارِ الزواج المبكر – على حد زعمه - وأضرارِ كثرة الإنجاب، ونشرَ الحريات، والدعوةَ لإزالة الحواجز بين الجنسين وحقوق الطفل والإنسان،ولا ننسى أنها تعمل على إحباط وإجهاض كل عمل يفيد ويُنهض الأمة الإسلامية، حتى تبقى الأمة الإسلامية وبلاد المسلمين تبعا للكفار.
فهلا جعلنا هذه الثورات بوابة للتغيير الجذري في حياة المسلمين، بل في حياة البشرية لعودة الإسلام لقيادة العالم من جديد، والسير نحو العزة والتمكين.
إن هذه الثورات تبشر بدنو قيام الخلافة بإذن الله سبحانه وتعالى، فسارعوا للعمل مع حزب التحرير لإقامتها على منهاج النبوة، متبعين طريقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فاعملوا معنا لحشد النّاس في المساجد والأسواق والشوارع والبيوت لإيجاد حركة عارمة للمطالبة بالخلافة فقط.
وهلم بنا ندعو آباءنا وإخواننا وأبناءنا وأعمامنا وأزواجنا من القوات المسلحة للقيام بواجبهم الذي فرضه عليهم سبحانه وتعالى، وهو إعطاء النصرة لـحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة، التي ستنهي حكم الظالمين، وتفتح صفحة جديدة للبشرية ملؤها السلام والعدل والرخاء.
{ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ، وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِين}.
نداء إلى ثوار ليبيا المجاهدين
محمد حمد جاسم الجبوري – العراق
إن الثورات العربية المعاصرة،التي قدحت في بداية الأمر في تونس وامتدت إلى مصر واليمن وليبيا وسورية، ما زالتمشتعلة ولن تنطفئ إن شاء الله إلا على حرق المبدأ الرأسمالي الذي طبقه علينا الغربقسراً بنواطيره وحكامه (الملك الجبري) والذي يحكمنا بحضارته العلمانية الرأسماليةالهابطة، والتي أدت وتؤدي إلى كوارث ودمار ونهب خيرات الشعوب وإبقاء الهيمنةالغربية جاثمة على صدر الأمة وإبعاد الإسلام عن الحكم ونظامه نظام الخلافة الراشدةالثانية على منهاج النبوة.
إن استغلال ثورة ليبيا ما هو إلا شكل من أشكال الاستغلال وركوب الموجة بشكل علني كي يسقط الغرب والحكام العملاء له استمرار هذهالثورات في بقية منطقتنا، وهو أسلوب من أساليب طعن الثورات والالتفاف عليها، وهوأمر يستدعي الوقوف عليه وتأمله لأخذ العبرة والعظة منه، وعدم الوقوع في فخاخه وخططهوأساليبه ووسائله، ومنها السيطرة الإعلامية المهولة له في إدارة دفة الثورات وسياق أهدافها لمصلحته، والعمل على عدم ظهور فكر إسلامي يقود ولو قسماً منها؛ خوفاً من أن تمتد النار إلى مبادئه ونظامه وحكامه العملاء القائمين حراساً عليها، ولكي لا تتحررالأمة وتستأنف نظام الخلافة على منهاج النبوة مرة أخرى لقيادة الأمة نحو تطبيق الإسلام تطبيقاً جذرياً شاملاً في العصر الراهن، بعدما ألغاها على يد ربيب اليهود (أتاتورك) عام 1924م ووضع النظام الرأسمالي موضع التطبيق بدلاً من أحكام الإسلامونظام الخلافة، وبعد ما قسم المنطقة إلى أكثر من خمسين بلداً ووضع الحواجز فيمابينها ووضع حكاماً يسوسون الأمة بشتى أنظمة الكفر لمصلحته مستبدلاً نظامه الساقط الذي لا يعرف قيمة خلقية ولا روحية ولا إنسانية بجوهرة الإسلام.
لقد جعل الغربالأمة الإسلامية ممزقة وفرض عليها التحاكم لنظامه العلماني الذي يقوم على مقياس المنفعة فحسب، والحياة عندها ملعب سباق وتنافس وتقاتل وتصارع في سبيل الحصول علىهذه المنفعة التي لا تعرف التراحم فيما بين الناس، فلو كانت الثورة إسلامية إيمانيةلما وقعت مرة أخرى في أحضان الغرب. إن إدراك الثوار أن خلاصهم ليس بتبديل أشخاص أوبعض بنود الدستور أو القانون، وإنما يكون بتبديل النظام الرأسمالي المطبق عليهم بنظام إسلامي، عندها فقط يكون مسار الثورة قد توجه نحو الخلاص الفعلي من براثن الغرب وحكامه العملاء أمثال زين العابدين بن علي وحسني مبارك وعلي صالح وبشارالأسد... وإلا فإنهم سيلحقون بهم بإذن الله قريباً عندما ستتحرك الأمة للخلاص منهمومن نظامهم العفن ودساتيرهم العلمانية كما تخلصت من سابقيهم وبالتالي الرجوع إلى الفكر الإسلامي والعقيدة الإسلامية ونظام حكم الخلافة الراشدة الثانية على منهاجالنبوة.
من هنا نوجه نداء حاراً إلى إخواننا الثوار أن يتحرروا من كل خائن عميل يتعامل مع دول الكفر بريطانيا وأميركا وفرنسا وإيطاليا وغيرها من دول الغرب الكافر،وأن يشدوا أزر بعضهم ويتعاونوا مع كل من يعمل لقيام دولة الخلافة الراشدة الثانيةعلى منهاج النبوة، ويتخلصوا من كل قذافي جديد بلباس آخر وثوب آخر وأسلوب آخر؛ إذالإسلام علمنا أن الاستعانة بالغرب الكافر في عملية التغيير حرام ولا يجوز شرعاًحيث قال تعالى في قرآنه الكريم }ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا{ فهو قدحرم الولاء للكفار ولا يجوز طلب المساعدة منهم لأنها مشروطة بشروطهم التي تعيدالاستعمار مرة أخرى إلى أرض المسلمين.
فعلى الثوار الانتباه ومراقبة المجلس الوطني الانتقالي الذي يقود الثورة؛ فإنه مليء بالأخطار القاتلة وسادر بالعمالة منقمة رأسه إلى أخمص قدميه. فإن الاعترافات الدولية لم تكن لتؤيده لولا أنه يسير علىنهج من سبقوه، ولولا أنه قبل بشروطهم وإرضاء أطماعهم الاستعمارية في كنوز الأمةالموجودة في ليبيا لما أيدوه أبداً. لقد أعلنوا شروطهم للمساعدة صراحة والمجلس الانتقالي أخفى موافقته على كل شروطهم نفاقاً. ولو قرأتم هذا الخبر لتيقن عندكمالأمر: بتاريخ 01/09/2011م ذكر موقع ميدل إيست أونلاين الإلكتروني: "أشارت صحيفة ليبراسيون الفرنسية أن فرنسا قد تكون أبرمت اتفاقاً مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي في بداية النزاع يمنحها 35% من النفط الليبي فيما قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أن "لا علم له بذلك".
وحصلت الصحيفة على رسالة تحمل تاريخ 3نيسان/إبريل موجهة من المجلس الوطني الانتقالي إلى أمير قطر يقول فيها المجلس إنه وقع اتفاقاً يمنح 35% من إجمالي النفط الخام إلى الفرنسيين مقابل الدعم الكامل والدائم لمجلسنا. ورداً على سؤال من إذاعة أرتي الخميس قال وزير خارجية جوبيه: «لاعلم لديه بمثل هذه الرسالة. معتبرًا في الوقت نفسه أنه من المنطقي أن تحظى الدول التي ساندت الثوار بامتيازات في عملية إعادة الإعمار وأضاف: "إن المجلس الوطني الانتقالي قال بشكل رسمي إنه سيعامل الذين ساندوه بأفضلية في إعادة الإعمار ما يبدولي أمراً منطقياً عادلاً».
إن أي اعتماد على قدرات الدول الغربية هو هدر للثورةوضياع لحق الله والأمة، وهو طريق مسدود يؤدي إلى الهاوية بهؤلاء العملاء وإلى تجددالمآسي في بلاد المسلمين. إن هذا الغرب سيأخذ على عاتقه تصفية كل اتجاه نظيف شريف في الثورة والإبقاء على العملاء الخالصين لسياساته ليحافظ على مصالحه في ليبيا. هذاما جرى من قبل ويجري الآن والشقي من لا يتعظ، فالغرب لا عهد له ولا ميثاق ولا شرف،هكذا كان وما يزال وسيبقى، فهو عدو الإسلام الأول، وهو الذي أبعده عن الحكم ومايزال وهذا ظاهر للعيان ولا يغفل عنه إلا كل أعمى لا يهتدي سبيلاً.
والتجربة التي شاهدناها في كل تصرفات الغرب الخبيثة أن الغرب لا يهدف إلا إلى تحقيق مصالحه قبل كلشيء، وهو يقبل بالقليل في بداية الأمر ليصبح كل شيء في يده في المستقبل؛ ولذلك فكل قليل أو كثير مضل ومضر بمصالح الأمة ومصالح ديننا الذي هو عصمة أمرنا في الدنياوالآخرة .
إن الغرب يمتلك شبكات تبني العملاء وتوصلهم إلى الحكم تحت أسماءوشعارات مختلفة ومتخفية. وسلوك هؤلاء ومفاهيمهم هي التي تقرر استقامتهم على الطريقةأو انحرافهم. والمسلمون عليهم أن يقيسوا هؤلاء ويزنوهم بمقياس وميزان الشرع. لا أنيؤخذوا بتصريحاتهم التمويهية ولا بطبعة الصلاة على جباههم فإن الله سبحانه لا يعبأبمن لا تكون أعمالهم كلها منطلقة من الإيمان بالله ولا بمن لا تكون أعمالهم كلهاbخالصة لوجهه الكريم. فكل من لا يحمل الفكر الإسلامي النقي ويعمل وفق طريقة الرسول لإقامة الخلافة الإسلامية لا يمكن الثقة به في قيادة الأمة ونهضتها من كبوتهاوتحريرها من سيطرة الأخطبوط الغربي الجاثم على رقابها. والذي ينظر اليوم إلى مايحدث في ليبيا من ارتماء كلي في أحضان الغرب يحق له أن يتنبأ أن الحكام الجددلليبيا لن يكونوا أحسن سيرة من القذافي.
إن شباب حزب التحرير المجاهدين العاملين الصادقين لهم خبرتهم السياسية وتربيتهم الإسلامية الكبيرة في فهم الإسلام وطريقةإعادته إلى الحكم تماماً كما أقامه عمل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الأطهار رضي الله عنهم وهؤلاء هم أحق بمد اليد إليهم وإعانتهم في عملهم الذي سيعيد للمسلمين سيرتهم الأولى: خلافة راشدة على منهاج النبوة.
إن الإسلام أمرنا أن نكفر بالطاغوت وأن لانتبعه وأن لا نتعاون معه أو نشاركه في ثوراتنا. فثوراتنا هي ضد الطاغوت نفسه ومن تبعه من الحكام العملاء والخونة لله ولرسوله وقدأمرنا الله سبحانه وتعالى أن نكفر بالطاغوت في نص الكتاب العزيز، وأن ننصر الله ورسوله والمؤمنين قال تعالى: }يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تَنصُرُواْٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ { وقال تعالى: }لاَّ تَجِدُ قَوْماًيُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوۤاْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْأَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْبِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُخَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ ٱللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ {وقال تعالى: } وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْإِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُمْ بَعْدَٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ {
والله سبحانه وتعالى قد حدد شروط نصره للمؤمنين بقوله تعالى: }يٰأَيُّهَاٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ { وبقوله }وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنكَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ { فالآيات والأحاديث فيهذا الباب كثيرة، وهي تبين أن النصر له أحكامه وشروطه التي يجب الأخذ فيها قالتعالى: }إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ { فلا نصرولا إظهار للدين ولا تبديل للأوضاع بحسب ما يريده الله سبحانه وتعالى إلا بامتثا لأوامره واجتناب نواهيه والحمد لله رب العالمين.
منقول عن : مجلة الوعي ،العدد 298 ، السنة السادسة والعشرون ،ذو القعدة 1432هـ ، تشرين الأول 2011م
****
حزب التحرير:على أهل فلسطين منع السلطة من الاستمرار في عقد مباريات قدم نسائية
على خلفية قيام السلطة بعقد مباريات قدم نسائية بين فرق محلية وغربية في مدن الضفة الغربية وجه حزب التحرير في فلسطين نداء إلى أهل فلسطين طالبا منهم أن يدركوا أنفسهم وبناتهم وشبابهم ويقولوا للسلطة ورجالاتها قولا بليغا ويمنعوا منكراتها حتى ترعوي السلطة وتتراجع عن شنيع فعالها حسب وصف البيان الصحفي الصادر من مكتبه في فلسطين والذي وزع في الأراضي الفلسطينية هذا اليوم الأربعاء.
وقال الحزب في ندائه "إننا في حزب التحرير نتوجه إلى أهلنا في فلسطين المباركة، أهل المسجد الأقصى المبارك، فنقول: أتقبلون بأن تقوم السلطة بإحضار الفتيات شبه العاريات من اليابان ومن السويد وكافة دول الكفر الحاقد على الإسلام والمسلمين وتجوب بهم مدن فلسطين ليلعبن كرة قدم مع بنات من فلسطين لم يردعهن دينهن عن لعب الكرة أمام الرجال ويختلطن بالديّوثين؟، أتقبلون الدّياثة وإشاعة الفاحشة والرذيلة فيكم؟ هل هذه هي فلسطين؟! هل هذه هي أكناف بيت المقدس؟! أليست السلطة التي ترعى الفواحش بين ظهرانيكم دخيلة عليكم؟" حسب تعبيره
واتهم الحزب في بيانه السلطة بعدم الاستماع لوجهاء محافظة الخليل الذين نصحوا وحاسبوا بعض المسئولين وأصرت على عقد المباريات "بالرغم من استنكار واعتراض وجهاء محافظة الخليل لدى مكتب المحافظ ورئيس بلدية دورا ومديرية تربية جنوب الخليل على عقد مباراة كرة قدم نسائية في مدينة دورا يوم الخميس 20/10/2011، إلا أن السلطة أصرت على عقدها، ثم أتبعتها بعقد مباراة أخرى في اليوم التالي، الجمعة، في قرية الكرمل شرق مدينة يطا بين فتيات من الكرمل وفريق إناث سويدي، متحديةً أهل فلسطين ووجهاءها مجاهرةً بالمعصية..".
واتهم الحزب السلطة بضرب واعتقال المحتجين على عقد المباريات في يطا وقراها وقال "إن الوجهاء والمشايخ وأهالي يطا والكرمل لمّا علموا أن السلطة مُصرّةٌ على الاستمرار في المعصية ونشر الرذيلة رغم محاسبة وجهاء محافظة الخليل، ولمّا علموا أن السلطة أحضرت الفتيات السويديات كاشفاتٍ لعوراتهن ليلعبن على ملعب الكرمل، خرجوا من مسجد بلال بن رباح في مسيرة حاشدة ضمت الوجهاء وأساتذة الجامعات والمدرسين باتجاه الملعب بعد صلاة الجمعة لإنكار هذا المنكر ورفض عقد المباراة بين أهليهم، وقد أسمعوا صوتهم للموجودين في نادي الكرمل، وعندما همّوا بمغادرة النادي وجدوا أن الشرطة استدعت الأجهزة الأمنية بعد التنسيق مع اليهود يرافقها البلطجية والجواسيس ليعتدوا على الناس بالهراوات والسكاكين وإطلاق الرصاص!!"
وأضاف الحزب أن أفراد الأجهزة الأمنية "داهموا المنازل والمحالّ التجارية والمدارس بحثاً عن المشاركين في مسيرة الاحتجاج من شباب حزب التحرير وأقاربهم، ولا تزال حملة المداهمات والاعتقالات مستمرة حتى إعداد هذا البيان." حسب البيان الصحفي.
26/10/2011
__._,_.___
From:
"إصدارات المكتب الإعلامي" pal.tahrir.media@gmail.com
الأربعاء، 28 ذو القعدة، 1432 هـ 26/10/2011 م رقم الإصدار: ص / ب ن 99 / 011
بيان صحفي
السلطة تنسّق مع اليهود وتستنفر البلطجية والجواسيس لفرض مباراة كرة قدم نسائية وتضرب وتعتقل وجهاء يطا المحتجين على إشاعتها لأسباب الفاحشة والرذيلة!
بالرغم من استنكار واعتراض وجهاء محافظة الخليل لدى مكتب المحافظ ورئيس بلدية دورا ومديرية تربية جنوب الخليل على عقد مباراة كرة قدم نسائية في مدينة دورا يوم الخميس 20/10/2011، إلا أن سلطة الإثم أصرت على عقدها، ثم أتبعتها بعقد مباراة أخرى في اليوم التالي، الجمعة، في قرية الكرمل شرق مدينة يطا بين فتيات من الكرمل وفريق إناث سويدي، متحديةً أهل فلسطين ووجهاءها مجاهرةً بالمعصية ومتعاونة على الإثم والعدوان مع الاحتلال اليهودي، وجندت أوباشها وأزلامها وبلطجيتها والجواسيس لفرض المباراة ولقمع واعتقال الذين احتجوا ورفضوا هذه الرذيلة.
إن الوجهاء والمشايخ وأهالي يطا والكرمل لمّا علموا أن السلطة مُصرّةٌ على الاستمرار في المعصية ونشر الرذيلة رغم محاسبة وجهاء محافظة الخليل، ولمّا علموا أن السلطة أحضرت الفتيات السويديات كاشفاتٍ لعوراتهن ليلعبن على ملعب الكرمل، خرجوا من مسجد بلال بن رباح في مسيرة حاشدة ضمت الوجهاء وأساتذة الجامعات والمدرسين باتجاه الملعب بعد صلاة الجمعة لإنكار هذا المنكر ورفض عقد المباراة بين أهليهم، وقد أسمعوا صوتهم للموجودين في نادي الكرمل، وعندما همّوا بمغادرة النادي وجدوا أن الشرطة استدعت الأجهزة الأمنية بعد التنسيق مع اليهود يرافقها البلطجية والجواسيس ليعتدوا على الناس بالهراوات والسكاكين وإطلاق الرصاص!!
لم يكتف رجال السلطة وأزلامها بالاعتداءات على الناس المحتجين وإصرارهم على عقد المباراة وحضورها ومشاهدة الفتيات خاصة الفتيات السويديات "بالشورت" وهن يركضن خلف الكرة، لم يكتفوا بذلك، بل وصف الذي تولّى كِبَرَهُ منهم (وهو مشبوه معروف) وجهاءَ وأساتذة ومدرّسي وأكارم يطا والكرمل "بالغوغاء المعزولين"، وصف لا يليق إلا بقائله، وبالأجهزة الأمنية والبلطجية الذين داهموا المنازل والمحالّ التجارية والمدارس بحثاً عن المشاركين في مسيرة الاحتجاج من شباب حزب التحرير وأقاربهم، ولا تزال حملة المداهمات والاعتقالات مستمرة حتى إعداد هذا البيان.
إن تصرفات وأقوال السلطة وأزلامها تشبه تماما ما قام به قذافي ليبيا ومبارك مصر وبن علي تونس وبشار سوريا وعلي اليمن، وكأن السلطة وأزلامها لم يستوعبوا الدرس ولم يعتبروا بما جرى للقذافي ومبارك وبن علي وأزلامهم، فهذه الأمة ومنها أهل فلسطين لن تنسى مَن ظلمها وأشاع الفاحشة فيها وكالَ لها التُّهم، واعتقل وعذّب أبناءها لأنهم أنكروا المنكرات وطالبوا بالحقوق ورفضوا إشاعة الفاحشة فيهم، "وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ"
وإننا في حزب التحرير نتوجه إلى أهلنا في فلسطين المباركة، أهل المسجد الأقصى المبارك، فنقول: أتقبلون بأن تقوم السلطة بإحضار الفتيات شبه العاريات من اليابان ومن السويد وكافة دول الكفر الحاقد على الإسلام والمسلمين وتجوب بهم مدن فلسطين ليلعبن كرة قدم مع بنات من فلسطين لم يردعهن دينهن عن لعب الكرة أمام الرجال ويختلطن بالديّوثين؟، أتقبلون الدّياثة وإشاعة الفاحشة والرذيلة فيكم؟ هل هذه هي فلسطين؟! هل هذه هي أكناف بيت المقدس؟! أليست السلطة التي ترعى الفواحش بين ظهرانيكم دخيلة عليكم؟
ألم يكْفِكم أن السلطة تحولت من حركة تحرر وطني إلى مجموعة مرتزقة تحرس أمن الاحتلال مقابل أموال دول المانحين الذين دعموا الاحتلال اليهودي!؟، كيف ترضون لها أن تتحول إلى مجموعة ديوثين يشجعون على كشف العورات والاختلاط والرذيلة؟! أيرضى رجل كريم أن تلعب ابنته كرة قدم أمام الرجال؟!، أيرضى رجلٌ غيورٌ وقورٌ يخاف الله أن يشاهد الفتيات شبه العاريات وهن يعبثن بالكرة؟! أليس من يحاول إدخال هذه الثقافة إلى عقر داركم مشبوهاً يعمل لصالح الكفار؟
إن الواجب عليكم أن تدركوا أنفسكم وبناتكم وشبابكم وتقولوا للسلطة ورجالاتها قولاً بليغاً وتمنعوا منكراتها، حتى ترعوي هذه السلطة وتتراجع عن شنيع فعالها، وحتى نستحق نصر الله فيهيئ لنا ولأمة الإسلام خليفة راشدا يحرك الجيوش ويحرر فلسطين من الاحتلال اليهودي ويرفع عنا غمة السلطة الظالمة.
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}
موقع حزب التحرير
www.hizb-ut-tahrir.org
موقع المكتب الإعلامي
www.hizb-ut-tahrir.info
موقع المكتب الإعلامي - فلسطين
www.pal-tahrir.info
تلفون: 0598819100
بريد إلكتروني:info@pal-tahrir.info
__._,_.___
من حزب التحرير- ولاية مصر:
لا علاقة لنا " بحزب التحرير المصري الصوفي " أو " حزب التحرير الجديد الشيعي "،
نحن حزب سياسي يعمل لإقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة
لاحظنا عند توزيع منشوراتنا ومواد الحزب الدعائية، أن بعض وسائل الإعلام تخلط، بقصد أو بغير قصد، بين حزب التحرير - ولاية مصر والذي أسّسه العالم الجليل، وأحد علماء الأزهر، القاضي، الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله قبل نحو ستين عاما، وحزب التحرير المصري الصوفي الذي أسّسه محمد أبو العزائم قبل نحو خمسة أشهر، أو" حزب التحرير الجديد الشيعي " الذي أسسه الدكتور أحمد النفيس قبل أسابيع.
وتفاديا لهذا الخلط، وحتى تنزل وسائل الإعلام منازلها، بحيث لا يختلط الأمر عند الناس، فإننا في حزب التحرير - ولاية مصر نوضح ما يلي:
1. إن حزب التحرير - ولاية مصر هو حزب سياسي مبدؤه الإسلام ولا شيء غير الإسلام، وهو يعمل لإقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة، التي تحكم بما أنزل الله، وتطبق شرع الله في الأرض، وتستأنف الحياة الإسلامية، وتوحد بلاد المسلمين في دولة واحدة، ليعود للمسلمين عزّههم ويحتلوا الصدارة بين الأمم.
2. إن حزب التحرير قد تأسس على يد القاضي الشيخ تقي الدين النبهاني سنة 1953م، أي قبل هذين الحزبين بنحو ستين عاما، وهو يدعو منذ ذلك الوقت لقضية المسلمين المصيرية وهي إقامة الخلافة الإسلامية الراشدة، وحيثما ذكرت الخلافة ذكر حزب التحرير، وحيثما ذكر حزب التحرير ذكرت الخلافة.
3. إن حزب التحرير ليس حزبا صوفيا ولا شيعيا ولا غير ذلك من الأحزاب، بل هو حزب سياسي مبدؤه الإسلام، ولا يتبنى غير أحكام الإسلام، وهو من الأمة ويعمل معها وفيها بغية إنهاضها النهضة الصحيحة لتعيش عيشا إسلاميا في دار الإسلام، وقد اتخذ الإسم منذ تأسيسه ليدل على تحرير المسلمين من التبعية للغرب الكافر وأفكاره وأنظمته.
4. إن حزب التحرير لا يستخدم العنف والوسائل المادية لتحقيق أهدافه، بل طريقته في ذلك سلمية، وهي طلب النصرة من أصحاب القوة والمنعة في الأمة، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم عندما طلبها من أنصار المدينة.
5. إن حزب التحرير لا تربطه صلة لا من قريب ولا من بعيد " بحزب التحريرالمصري الصوفي " الذي أسسه أبو العزائم أو " حزب التحرير الجديد الشيعي " الذي أسسه أحمد النفيس، والذين تسمّوا باسمنا رغم الإختلاف المتباين والواضح في الطريقة والغاية.
6. إننا فوق هذا ندعوا هذين الحزبين وغيرهما أن ينبذوا دعوى الديمقراطية والليبرالية والقومية التي يدعون إليها والتي تخالف العقيدة الإسلامية والأحكام الشرعية، وأن يستبدلوا هذا الإسم الذي ارتبط بحزب التحرير منذ عام 1953م، وأن يعملوا لإيجاد شرع الله في الدولة والمجتمع، بدل الترويج لأفكار الغرب بقصد أو بغير قصد، فإن الله سبحانه وتعالى سوف يسألهم ويحاسبهم عن ذلك يوم القيامة.
( وأنّ هذا صِراطي مُستقيمَاً فَاتّبِعوهُ وَلا تَتّبِعوا السُبُلَ فَتَفَرّقَ بِكُمْ عًنْ سَبيلِه ).
7. وإننا ندعو أهلنا في مصر وفي سائر بلاد المسلمين ليعملوا مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الإسلامية التي فرضها الله عليهم والتي بها وحدها خلاصهم، وأن ينبذوا ما سوّقه الغرب الكافر لنا من الديمقراطية والليبرالية والعلمانية والقومية والوطنية.
الّلهمّ إنا قد بلّغنا الّلهمّ فاشهد
﴿ واللهُ غالِبٌ على أمْرِهِ ولكِنَّ أكْثَرَ النّاسِ لا يَعلَمون ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية مصر
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index....nts/entry_15227
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأزهر: اراقة دماء المواطنين المسالمين تسقط شرعية السلطة
القاهرة 31 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) - أيد الأزهر الشريف اليوم الاثنين الانتفاضات الشعبية التي أطاحت بعدد من القادة العرب وطالب من بقوا منهم في الحكم بإصلاح سياسي واجتماعي ودستوري "طوعا" مشددا على أن أي حاكم ليس بوسعه الآن "أن يحجب عن شعبه شمس الحرية."
وفي بيان تلاه شيخ الأزهر أحمد الطيب على الصحفيين قالت أقدم مؤسسة للتعليم الديني السني في العالم العربي والإسلامي إن "الشعوب العربية تخوض نضالا مشروعا من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية."
وأضاف الأزهر أن "شرعية السلطة الحاكمة من الوجهة الدينية والدستورية تعتمد على رضا الشعوب واختيارها الحر من خلال اقتراع علني يتم في نزاهة وشفافية ديموقراطية باعتباره البديل العصري المنظم لما سبقت به تقاليد البيعة الإسلامية."
وخلال الشهور الماضية عقدت عدة اجتماعات في الأزهر شارك فيها علماء دين ومثقفون ومفكرون مصريون نوقشت خلالها تطورات الربيع العربي وانتهت مناقشاتهم إلى إصدار البيان الذي حمل عنوان "بيان الأزهر والمثقفين لدعم إرادة الشعوب العربية".
وطالب البيان الدول العربية بتطبيق ما انتهى إليه "تطور نظم الحكم وإجراءاته في الدولة الحديثة والمعاصرة وما استقر عليه العرف الدستوري من توزيع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والفصل الحاسم بينها ومن ضبط وسائل الرقابة والمساءلة والمحاسبة بحيث تكون الأمة هي مصدر السلطات جميعا."
وقال البيان إن الإرادة الشعبية هي "مانحة الشرعية وسالبتها عند الضرورة."
وأضاف "الإخلال بشروط أمانة الحكم وعدم إقامة العدل... (يجيز) عزل المستبد الظالم إذا تحققت القدرة على ذلك وانتفى احتمال الضرر والإضرار بسلامة الأمة ومجتمعاتها."
وتابع "تعد مواجهة أي احتجاج وطني سلمي بالقوة والعنف المسلح وإراقة دماء المواطنين المسالمين نقضا لميثاق الحكم بين الأمة وحكامها ويسقط شرعية السلطة ويهدر حقها في الاستمرار."
وفيما يبدو أنها إشارة إلى سوريا واليمن ناشد البيان الجيوش "أن تلتزم بواجباتها الدستورية في حماية الأوطان من الخارج ولا تتحول إلى أدوات للقمع وإرهاب المواطنين وسفك دمائهم."
وقتل ألوف المتظاهرين وأصيب عشرات الألوف في مواجهات مع السلطات في كل من تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا والبحرين منذ بدء احتجاجات الربيع العربي. وشاركت جيوش عربية إلى جانب الشرطة في محاولات قمع الانتفاضات.
وفي نفس الوقت طالب البيان القائمين بالانتفاضات بأن تكون تحركاتهم سلمية.
وقال "يتعين على قوى الثورة والتجديد والإصلاح أن تبتعد كليا عن كل ما يؤدى إلى إراقة الدماء وعن الاستقواء بالقوى الخارجية أيا كان مصدرها ومهما كانت الذرائع والتعللات التي تتدخل بها في شؤون دولهم وأوطانهم.
"وإلا كانوا بغاة خارجين على أمتهم وعلى شرعية دولهم. ووجب على السلطة حينئذ أن تردهم إلى وحدة الصف الوطني."
وقال البيان إن الانتفاضات "انتصرت في تونس ومصر وليبيا ولا تزال محتدمة في سوريا واليمن."
ولم يشر البيان إلى احتجاجات البحرين التي تقوم بها الأغلبية الشيعية في المملكة.
وقال البيان "يناشد علماء الأزهر والمثقفون المشاركون لهم النظم العربية والإسلامية الحاكمة الحرص على المبادرة إلى تحقيق الإصلاح السياسي والاجتماعي والدستوري طوعا والبدء في خطوات التحول الديموقراطي فصحوة الشعوب المضطهدة قادمة لا محالةَ."
وأضاف "وليس بوسع حاكم الآن أن يحجب عن شعبه شمس الحرية. ومن العار أن تظل المنطقة العربية وبعض الدول الإسلامية قابعة دون سائر بلاد العالم في دائرة التخلف والقهر والطغيان وأن ينسب ذلك ظلما وزورا إلى الإسلام وثقافته البريئة من هذا البهتان."
وقبل شهور أصدر الأزهر وثيقة أيد فيها أن تكون مصر بعد الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط دولة مدنية لا دولة دينية مثلما كان سائدا في أوروبا في العصور الوسطى بحسب قول الوثيقة.
منقول
: http://news.maktoob.com/article/6598124
المكتب الإعــلامي لحزب التحرير - ولاية اليمن
التاريخ الهجري 12 من رجب 1431 - التاريخ الميلادي 2010/06/24م - رقم الإصدار:ح.ت.ي 40
التوسع في زراعة القات تدمير للإنسان والأرض والمياه
معضلة يمنية لا حل لها إلا في دولة الخلافة[color="#FF0000"][/color]
رسالة إلى توكل كرمان خاصه والى نساء اليمن عامه
م. موسى عبد الشكور الخليل فلسطين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في يوم الجمعة الماضي التاسع من ذي القعدة 1432ه الموافق السابع من تشرين الاول \اكتوبر 2011م تم الاعلان عن منح جائزة نوبل للسلام للسيده توكل كرمان وزميلتها ، وفي لقاء لها مع قناة بي بي سي الفضائية عقب الاعلان قالت توكل كرمان انها حصلت على الجائزة لاتها ناضلت ضد الاستبداد والفساد ، ولانها تدعو الى الديمقراطية والدولة المدنية والمواطنة المتساوية بين الرجل والمراة ، وقالت انها تدعو ايضا لحوار الحضارات وقبول الاخر والى نبذ العنف والى السلام.
وفي لقاء اخر لها في برنامج بلا حدود في قناة الجزيرة اكدت القيادية في التجمع اليمني للاصلاح - الاخوان المسلمون -على كل تلك الافكار المطروحة وعلى حقوق المراة في المجتمعات العربية ، وعلى الحرب ضد الارهاب
وكذلك وعلى اثر الجائزه بعثت توكل كرمان تهنئة أخوية الى باراك اوباما الرئيس الامريكي وايضا تهنئة (((أخوية))) الى هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية ردا على تهنئتهما حيث قالت في رسالتها سعادة الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المحترم سعادة وزيرة الخارجية الأمريكية هلري كلنتون المحترمة
تحية(( أخوية)) ملؤها الحب والسلام
وقالت " لقد مثلت تهنئتكم ايضا تعبيراً عن التزام أمريكا وشعبها العظيم برعاية ودعم تلك القيم والمبادئ، وبشكل خاص اعترافا بالشباب اليمني الذي يقود مسيرة التغيير الديمقراطي في اليمن من خلال ثورته التي أذهلت العالم بسلميتها ولاتزال تقدم المزيد من الادهاش والاعجاب .
إنني لفخورة بشراكتنا في الدفاع عن الحقوق الديمقراطية وحقوق المرأة خلال الفترة الماضية ، وأعتز أنني عملت خلالها في شراكة إيجابية مثابرة وجادة من أجل تلك المبادئ والحقوق الإنسانية باعتبارها قيما إنسانية عالمية ، ويسعدني القول أنني سأحرص على استمرار وتطوير تلك الشراكة في الحاضر والمستقبل بما يكفل تحقق تلك المبادئ "وقالت في رسالتها" إنني لأدعو الولايات المتحدة الأمريكية التي طالما وجدتها نصيرة للمظلومين وراعية للحقوق الديمقراطية في العالموذهبت توكل كرمان المحتشمة بالخمار الاسلامي الى ابعد من ذلك حين قالت في لقاء نشر على احد مواقع الانترنت بانها لاتمانع ان يصل الى مقعد الرئاسة مواطن من يهود اليمن التزاما بحق المواطنة المتساوية ،علما ان جائزة نوبل للسلام كثيرا ماتعطى لمن يناضلون لتكون كلمة الغرب هي العليا في مجتمعاتهم
انك تتحدثين عن امريكا وتمدحييها وكانك في كوكب اخر ونحن وكاننا لا نعرف امريكا وافعالها في العراق والفغانستان وفلسطين واليمن وباكستان فهل نسيتي العولقي الذي قتلته امريكا ظلما وعدوانا بالقرب منك ام انك تؤيدين ما تفعله وتوافقين عليه وهل اوباما وهيلاري محترمان بسياستهما ؟؟
انه لامر مستغرب ان يصدر من مسلم او مسلمة المنادات بالديمقراطيه الكافره المخالفه لشرع الله فالديمقراطيه يا توكل ليست العمليه الانتخابيه وحريه الراي والحديث كما تعلمين ويعلم السواد الاعظم من الناس فهي نظام غربي الديمقراطية التي سوقها الغرب الكافر إلى بلاد المسلمين هي نظام كفر، لا علاقة له بالاسلام، لا من قريب، ولا من بعيد. وهي تتناقض مع أحكام الإسلام تناقضاً كلياً في الكليات وفي الجزئيات، وفي المصدر الذي جاءت منه، والعقيدة التي انبثقت عنها،والأساس الذي قامت عليه، وفي الأفكار والأنظمة التي أتت بها. لذلك فانه يحرم على المسلمين أخذها، أو تطبيقها، أو الدعوة لها تحريماً جازماً. فالديمقراطية نظام حكم وضعه البشر، من أجل التخلص من ظلم الحكام، وتحكمهم بالناس باسم الدين. فهو نظام مصدره البشر، ولا علاقة له بوحي أو دين. والديمقرطيه هي من الرأسماليه والرأسماليه في نظام علماني كافر لم ياتي الا ليفصل الدين عن الدوله ناهيك عن محاربته للاسلام. والديمقراطية التي يتوقع البعض من المسلمين انها من الاسلام لعدم فهمهم للاحكام الشرعيه ويعتبرون الديمقراطيه هي الشورة ويحملون الايات القرانيه ما لا تحتمل قال تعالى أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إلى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إلى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإلى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً) (61) سورة النساء انصحك بالرجوع لكتاب الشيخ عبد القديم زلوم على الرابط http://www.hizb-ut-tahrir.org/PDF/AR/ar_books_pdf/democratya.pdf
وانه لامر مستغرب اكثر ان يصدر من مسلم او مسلمة الاخوة مع الكفار فان ما قلتيه بالنسبة للاخوة بينك وبين اوباما - فهل اوباما مؤمن - واخوتك مع هيلاري كلنتن كلام خطير جدا فانك تعلمين ان الاخوه الاسلاميه لا تكون الابين المسلمين والتآخي لا يمكن أن يتم بين شخصين يؤمن كل منهما بعقيدة مخالفة للأخرى فلا يجوز أن تقول إن أخي فلان النصراني أو أخي فلان اليهودي فاليهود والنصارى ليسوا اخوة للمسلمين يقول القرطبي في آية " إنما المؤمنون أخوة " أي في الدين والحرمة لا في النسب ولهذا قيل إن أخوة الدين أثبت من أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب وكذلك فمن مقتضيات الاخوة الموالاة بين المؤمنين وعدم موالاة الكفار قال تعالى " لا يتخذ المؤمنين الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء ". فاين اخوتك من هؤلاء الكفار واخوة الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابه في المدينه؟؟الا تعلمين ان الاخوة مع اوباما كالاخوة مع ابي جهل وابي لهب بل اسوء لانا اجهل كان رجلا صاحب موقف !!!انني انصحك بالتدقيق في كل لفظ "ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وحديث الرسولإن الرجل ليتكلم بالكلمه لا يلقي لها بالاً يهوي بها سبعين خريفاً
اما دعوتك للمساواة بين الرجل والمراة فهذا كلام غريب عنا كمسلمين لم يطالب به احد الا في زمن الخيانات من قبل حكام اليمن وباقي حكام المسلمين الذين حكموا غير دين الله الذي يهدي للتي هي اقوم فالمناداه بحقوق المراة ان هضمت تكون بالتغيير على من هضم الحق وهم الحكام وليس بالاتيان باحكام من الامم المتحده او القوانين الغربيه او من اوسلو فالاسلام كامل يهدي الى الحق قال تعالى ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم
وكيف تقبلين بان يحكم اليمن يهودي وصل الى الحكم في اليمن المدني الديمقراطي كما تقولين فهل يحكم اليهودي بالاسلام وبشرع الله ام بقوانين اسرائل العلمانيه اليهوديه ؟؟ وهل هذه هي الدوله المدنيه التي دعوت لها دوله يهود في اليمن ام دولة يمنيه امريكيه وهل الدوله المدنيه هي دولة القران ؟ وهل اعطاك الغرب الكافر هذه الجائزه لانك طالبت بدوله تحكم شرع الله على منهاج محمد صلى الله عليه وسلم والذين اساءوا له ؟
ان مصطلح الدولة المدنيه .الذي.. لم يسمع الناس بمصطلح الدولة المدنية الا حديثا،وهو مصطلح في أساسه مبني على العلمانية التي تفصل الدين عن الحياة بحسب نظام الحكم الديمقراطي. إلا ان واضعوه كانوا يعلمون حساسية المسلمين من العلمانية فزينوه وجملوه لخداع الناس على انه يعني دولة مؤسسات حديثة متطورة يتساوى فيها المواطنون امام القانون الذي يختارونه دون تمييز في العرق او اللون او الدين، وانها دولة حرية لا مكان لقانون الطوارىء او مثله فيها، وانه لا يفرض شخص او حزب رأيه على غيره، وأنه يجب احترام الآخر، فصناديق الإقتراع هي الحَكَم، واصبحوا يتغنّوا بهذا المصطلح. وامعانا في الخداع صار يروج لهذه الدولة على انها دولة مدنية ذات مرجعية اسلامية !!إن هذا التسويق هو خدعة من النظام الذي لا زال بين ظهرانيكم لتمرير فكرة الدولة المدنية الديمقراطية التي تفصل الدين عن الدولة لإقصاء الاسلام عن الحكم، فلا يجوز أن يكون الاسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع يؤخذ منه بالتشهّي ثم يخضع لاستفتاء أغلبية بشرية في صناديق اقتراع مجلس الشعب بحسب اهوائهم، بل يجب أن يكون هو التشريع كله بدستوره وأحكامه، وهو الذي يجب أن يُطبّق كاملا كما انزله الله سبحانه وتعالى، ( إنِ الحُكمُ إلأّ لِلّه ).
انه لا يوجد تعريفان او مفهومان للدولة المدنية والديمقراطية، مفهوم عندهم ومفهوم عندنا ليضل به كثير من الناس،انه مفهوم واحد كما بينه أصحابه واصطلحوا عليه وإنهم هم اصحاب الديمقراطية والعلمانية الرأسمالية،
ولنعود للجائزه يا توكل يا من تقولين ان الجائزه نصر كبير وهنا اتسائل هل تبدلت المفاهيم عندكم يا من وصى بكم الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف إذا مر بكم أهل اليمن يسوقون نساءهم ويحملون أبناءهم على عواتقهم فإنهم مني وأنا منهم فهل اصبح نصر المسلمين يبدا من أوسلو العاصمة النرويجية "صاحبة الذِكر السيء بالمفاوضات السرية بين منظمة التحرير وكيان يهود"، فلله دركم يا أحفاد الفاتحين والمجاهدين كيف تبدأ الانتصارات من أوسلو البلد الكافر المحارب للاسلام المشارك في الحرب على الارهاب و الذي قبل بالاساءة لرسول الله ا؟؟.
يا توكل إن قبولك الهدية هو نصر للمفاهيم الغربية المناقضة للإسلام لأنك تنادين بالدولة المدنية التي هي دولة علمانية تحكم بالكفر وليست دولة إسلامية ونصر للديمقراطية التي أصبحت تنادين بها, الم يعجبك الإسلام يا كرمان ؟؟, ولتعلمي ان الدين الاسلامي كاملا ولا يوجد به نقص حتى تاخذي من الديمقراطيه والمدنيه إننا لسنا بحاجة إلى توجيه أو دعم من غير المسلمين فعندنا كتاب الله وسنة نبيه فهل تبدل بكلام جورج وميشائيل, وكذلك فالعون يطلب من المسلمين بعد الله ومن اقرب قوة اسلاميه عندكم وهي الجيش المسلم في اليمن او من جيش مسلم اخرلينهي حكم علي المجرم قال تعالى في الخطاب الذي يشمل الرجال والنساء " وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله
إن هذه الهدية سياسية وليست كأي هدية يجوز قبولها من كافر ولكنها هديه متعديه الى ما هو ابعد من جائزه ففي طياتها مخطط لافساد المرأة اليمنية العفيفه ذات الطبيعه النقيه التي لم تصل اليها ايدي الغرب الكافر وانت يا كرمان ستكونين الجسر الاول لعبور الأفكار الغربية التي ستكون ضحيتها المراة المسلمه في اليمن والجسر التي ستعبر عليها افكار الديمقراطية والدولة المدنية والمظاهر الغربيه والانحلال الخلقي .............أما ترضيين بالإسلام الذي ما زال يحافظ على المراة اليمنيه المسلمه؟ اما ترضينه حكماً ومنهاجاً ؟؟؟ الم يعجبك افكار الاسلام التي استمرت اربعه عشرة قرنا مطبقه وحافظت على المراة ؟؟, الم تقرئي تاريخ المسلمين وانتصاراتهم , الا تفتخرين لمن تقدم على هؤلاء الأوروبيين في كل ميادين الحياة
انني ارجوا ان لا أشك يوما في اختيارك لنيل الجائزه أن هناك صفقه سريه معك, أو أن تكوني قد تنازلت عن بعض أحكام الإسلام, وأصبحت تحملين أفكار المدنية والديمقراطية المناقضه للاسلام
يا كرمان الست بالمسلمة الملتزمة التي ضحت وثارت عن وعي منطلقه من اسلامها الذي يامرها بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر الست من رفع شعار التغيير وفق منهج الله فاستمري عليه وقودي نساء اليمن ولكن لا تلتفتي لم يحاول سرقه انجازاتكم امريكا واوروبا ويحاول شرائك بهديه او جائزه خبثه ملغومه ومسمومه انني لا اعتقد ان امر الجائزه الفاسده ينطلي عليك فان مثلك لا يلدغ من جحر الكافرين !
ان جائزه نوبل ليست من الإسلام في شيئ وهي تدل على نفاق الغرب الكافر في نظرته فهو يصفع ويقتل ويدمر في العالم الاسلامي كما يشاء فهل يقبل منه هديه أليست الأخوة الإسلامية هي الرابط بين المسلم في اليمن والمسلم في العراق كيف تقبلين بهديه من قاتل أخاك المسلم في اليمن اول امس العولقي رحمه الله ويقتل المسلمين اخوانك في العراق وغيرها؟ام انك تقبلين ممن قتل أخوانك المسلمين في فلسطين؟ كيف تقبلين بهديه ممن يدعم ويسلح من يقتل المسلمين في الشيشان وافغانستان وباكستان ام إن فرحتك ستكون على جراح من قتل من المسلمين على أيدي الكفار الأوروبيين والأمريكان الذين هم مله واحده لكن باساليب مختلفه ووجوه حالكه اخرى فهل تقبلين ذلك ؟؟؟
انني أتمنى أن لا تذهبي لاستلام الجائزة مهما كانت, وان توجهين خطاباً من صنعاء برفض الهدية التي يشم فيها رائحه النفاق والكفر, وبذلك لتكوني مثالاً لكل من يهدي إليه من هدايا الغلول السياسيه وتقولين لهم" انتم بهديتكم تفرحون "
ان جائزة نوبل للسلام منذ صدورها الأول عام 1901م لا تعكس سوى رؤية مانحيها المحاربين للاسلام فالجائزة منذ وضعت لم تكُن محل اهتمام من المسلمين وبعيدة عنهم؛ لأن معايير الجائزه ليست معايير اسلاميه، بل نابعه من فصل الدين عن الحياة والإقرار بالديمقراطية الطاغوتيه المخالفه لشرع الله فطوال 77 عاماً لم تُمنح تلك الجائزة لمسلم، وكان أول حاصل عليها أنور السادات في العام 1978م مناصفة مع مناحيم بيجن رئيس وزراء كيان يهود بعد قيامه بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، التي يسعى المسلمون ومنهم المصريون للانعتاق من ربقتها، ويتمسك بها سياسيو كيان يهود أيما تمسك وهم أشد الناس نقضاً للعهود والمواثيق! ومن بعده لياسر عرفات عام 1994م إلى جانب كل من إسحق رابين وشمعون بيريز بعد انطلاق المفاوضات مع يهود بمدريد في العام 1990م والمفاوضات السرية في أوسلو عام 1991م التي وقعت في واشنطن عام 1993م وأضاعت ما تبقى من فلسطين مقابل الحصول على 22% من مساحة فلسطين مفرقة. وشيرين عبادي عام 2003م ومحمد البرادعي عام 2005م لدوره المشئوم في الحرب على العراق ومحمد يونس عام 2006م. ومع أن الجائزة جائزة سلام! فقد منحت لأوباما في العام 2009م وهو غارق في الحروب حول العالم ورائد للقتل إذ تسيل الدماء بإمضاء يده، وكانت آخر جرائمه أنور العولقي الذي قتل في ظل قانون الغاب. ومنحت عام 2010م للمعارض الصيني ليو شياو بو الموالي للغرب، كما منحت من قبله للمعارض الصيني الآخر الـدالاي لاما عام 1989مإن فوز هذا أو ذاك بجائزة نوبل بشكل عام وللسلام بشكل خاص لا تعني سوى الدخول إلى دائرة أنور السادات وياسر عرفات والبرادعي ومن مثلهمممن باعوا وفرطوا في مبادئهم وافكارهم وارضهم لصالح الغرب الكافر فالمانحين للجائزة لهم معايير ومفاهيم مناقضة لنا كمسلمين تمام التناقض. انظري إلى من استلم جائزة نوبل للسلام من قبلك انظري لافعاله وكيف تم اختيارة ماذا نفعته في الآخرة ولماذا آخذها
إن رفضك للهدية من أوسلو سيكون موقفاً لكل المسلمين ستبلغين به الجنة باذن الله , وهو رفض لسياسات الغرب الكافر التي تعيث بارض الاسلام فسادا وان رفضك للهدية هو رفض للحروب الصليبية حملاتهم المتعاقبة على بلاد الاسلام" وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" وهو وقوفا اما الطاغوت الامريكي والجبروت الاوروبي
ولتعلمي يا توكل إن ما عجل بجائزتك هو رعب الغرب من نساء اليمن المسلمات الطاهرات الذين يشاركن الرجل في العمل السياسي والتغير وهم محجبات وظهورهن بالوعي السياسي وإصرارهن العنيد القوي للتغيير مما أكد للغرب ودل على أن مفاهيم هذه النساء نابعة من المفاهيم الإسلامية التي تحملها, فقد بدد الصورة التي رسمت للمرأة المسلمة عندهم حيث أنهم يقولون بان الحجاب كبت للمراءة وحرمان لها وظلم لها ويمنعها من المشاركه في العمل السياسي ونعتوها بأنها متخلفة فجاءت الثورة اليمنية بمشاركة النساء المحجبات لترد عليهم فبددت ما عملوا على ايجاده من مفاهيم مغلوطة عن نساء المسلمين منذ زمن, وبين أن المراة في اليمن غير مكبوتة وواعية سياسياً بخلاف نساء الغرب اللاهثات وراء المتع الجسدية فقد قلبتم مفاهيم الغرب والذي بدا يتهاوى ويقلع من بلادنا ان استمرت ثورتكم وباذن الله انكم منصورون لخروجكن بالحجاب في المظاهرات ضد الظلم فكان للمراءة المسلمة حضور إسلامي سياسي وليس حضورا كأي امراءة أخرى في أي مكان اخر فكان خروجها الى الشوارع مذهلا الغرب ووقف حائرا للصفعه التي تلقاها من نساء اليمن ولكن الغرب شيطان لا يمل ولا يكل فاختارك على عين بصيرة فالحذر الحذر يا كرمان فهذه الجائزه هي الخطوة الأولى نحو إفساد المرءة اليمنية وتحويلها كالمراة الغربيه لافساد الاسرة والمجتمع ونشر الفساد وبداية لدخول المجتمع اليمني
ويا نساء اليمن لقد ارجعتم مفاهيم الإسلام عن المراة للصدارة فانتم شقائق الرجال وفيكم السياسيات واصحاب الاعمال والمثقفات لكن حقوق وعليكم واجبات اقرها الاسلام فيا نساء اليمن احذروا المخطط الغربي لحرفكم عن دينكم يا نساء اليمن إن عيون الغرب ترنوا لإزالة العفة عنكم يا نساء اليمن امنعوا كرمان من اخذ الجائزة وانتظروا جائزة السماء, جائزة الخالق الجبار الذي بيده النصر ينصر من يشاء وهو على كل شيئ قدير
والى والد كرمان وزوجها نقول ان بامكانكم منعها من استلام الجائزه من الكفار ويمكنها ان تصل الى ما تتمنى ان لم تذهب وستكبر فيي عيون اهل اليمن وان لم تصل في الدنيا ففي الاخره وهناك الفوز العظيم والله لا يضيع اجر من احسن عملا ويولى الصالحين
يا كرمان لا تلتفتي الى من يدعمك ويبارك لك هذه الجائزه ولو كان ابوك وزوجك واخاك او ممن يحسبون على الانظمه او من امثال الشيخ سلمان العودة علماء السلطين الذي بارك توكل كرمان لحصولها على الجائزة وقال انها جائزة لنا جميعا! حسبما نشرت وكالة ناس موبايل
ونقول لعلماء اليمن انكم تحملون أمانةً غظيمه أثقلُ عليكم من غيركم لعلمكم فعليكم بمنع توكل كرمان من قبول جائزه الكفار لان معانيها تخدم الكفار فعليكم قول الحق والدعوة لاستئناف حكم الله في الأرض وتوحيد بلاد المسلمين تحت راية العقاب، راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، بإقامة دولة الخلافة وتنصيب خليفة واحد للمسلمين ومبايعته على الحكم بالإسلام، إن اليمن ما زالت لديه الفرصة ليحظى بشرف إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية والتي ستعم الكرة الأرضية بأكمله
يا كرمان انصحك بالوقوف في صف المؤمنين العاملين المخلصن وتسخير كل الطاقات لخدمه الاسلام واهله والعمل لاعاده حكم الاسلام وتحقيق وعد الله بالاستخلاف بالارض حيث قال تعالى : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) 55 النور وحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت
ان جائزه نوبل لا تعنينا بشئ وهي متعلقه برضى الغرب الكافر ومواطنيه فهل يعقل ان يرضى الغرب الكافر بجوائزه ومنحه عن مسلم مخلص يدعو لتحكيم الاسلام والحصول على الجوائز التي نسعى اليها في الدنيا والاخره وهي رضوان الله تعالى والنصر القريب
واختم فاقول ان على توكل كرمان ان ترجع وترد هذه الجائزه فورا وتلقي بها في وجوة كبار اوسلو والغرب القاتل للمسلمين في كل مكان فهي ضحك على الذقون واستخفاف بالعالم المنافق كلة وهي نفاق في نفاق هداك الله يا توكل لتحكيم الاسلام في كل امور حياتك قبل فوات الاوان
واخيرا ان جائزة نوبل للسلام ليست وسام شرف وإن الأعمال الحقيقية التي تستحق الجوائز في الدنيا بأن تكتب في أنصع صفحات التاريخ وفي الآخرة هي توحيد البلاد الإسلامية في كيان واحد تحت راية العقاب رايه محمد صلى الله عليه وسلم من جديد واستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة والقضاء على كل كيان من الكيانات العميله وإعادة حكم الله إلى الأرض مجدداً فالقائمون بتلك الأعمال هم الذين يستحقون نيل الجوائز في الدنيا والآخرة وفي ذلك فاليتنافس المتنافسون .
م. موسى عبد الشكور الخليل فلسطين
المتباكون على القذافي
د.إبراهيم حمّامي
يصعب فهم هذا التباكي المصطنع على القذافي والمصير المحتوم الذي كان ينتظره، لا نعني هنا تباكي البعض ممن يعتبرونه بطلاً قومياً رغم الاثباتات والدلائل على عكس ذلك، عذا البعض المتناقص من أتباع اليسار العربي المتهالك، لكن من نقصدهم هنا هؤلاء الذين حملوا راية الدين الاسلامي فجأة ليتحدثوا عن معاملة السير وأخلاق الاسلام، هؤلاء الذين تناسوا وعن عمد عشرات السنوات من القتل والتنكيل والتشريد على يد الطاغية، وتناسوا وعن عمد تضحيات الشهب الليبي للخلاص من هذا الطاغية، ليحاولوا وبيأس مفضوح التركيز على مشهد واحد هو مشهد القذافي وهو ذليل، المشهد الذي بلا أدنى شك شفى صدور قوم مؤمنين!
لن نخوض في ماضي الطاغية وجرائمه فهي أكبر من تتسع لها المجلدات، لكن نسجل هنا بعض الملاحظات والحقائق رداً على المتباكين لنقول:
1) التركيز على حادثة قتل أو "اعدام القذافي" كما اسماها البعض ليس من باب الحرص على احقاق الحق، فالحق أبلج
2) لم يكن القذافي أسيراً حتى يتغنى البعض بحقوق الأسرى، بل كان مجرماً محلياً ودولياً فاراً من وجه العدالة
3) بل كان أكثر من ذلك فهو قاطع طريق جاهر وعلناً بأنه سيلاحق الجميع بيت بيت ودار دار وزنقة زنقة ليقضي عليهم، وبالتالي لو أراد المتباكون والمتمحكون بالدين الاسلامي احقاق الحق لأوقعوا عليه حد الحرابة
4) المقاتلون الليبيون ليسوا جيشاص منظماً يخضع لقواعد القتال، بل هم مدنيون امتشقوا السلاح للدفاع عن أرضهم وعرضهم ضد طاغية سفاح
5) يجمع الليبيون بمختلف مشاربهم على الفرحة بهذا الانجاز – أي تمكينهم من الطاغية – ولا يشذ عن ذلك الأمر إلا دائرة القذافي الضيقة والقومجيون اياهم
6) لقد قدم الشعب الليبي في سبيل الوصول لحريته ما يقرب من 3% من عدد سكانه بين شهيد وجريح خلال نصف عام من ثورته، بالتأكيد لن نبكي على مقتل من أجرم بحقهم
7) أما محاولة هذا أو ذاك التشبيه والمقارنة والقول ماذا كان سيحدث لو قتلت حماس شاليط وسحلته، فنقول أن هذا التشبيه المقصود والمتعمد لا علاقة له بالأمر لا من قريب ولا من بعيد كما أوضحنا في شأن الأسير، لكن المقاربة الأقرب هي مقتل قاطع طريق آخر في غزة هو سميح المدهون الذي جاهر بدوره بجرائمه فكان مصيره جينها كمصير القذافي اليوم
8) لا نتوقع من أفراد فقدوا أعز أحبابهم أن يتعاملوا بحنية وعطف ورحمة كما استعطفهم القذافي، بل نتوقع منهم ضربه بالأحذية والصرامي وأكثر، وهذه ردة فعل بشرية طبيعية من أناس ذرفوا الدموع والدم من لا رحمة القذافي وأبنائه
9) وحديث الأخلاق والهمجية والمزاودة على الثوار يسقط تماماً أمام حقيقة أنهم لم يقوموا وهم في ذروة ونشوة انتصارهم بتصفيات في الشوارع ولا اعتداءات على الممتلكات ولا عمليات انتقامية حتى من أقرب المقربين من القذافي من أمثال الطلحي وأحمد ابراهيم ومذيعي الفتنة وغيرهم، وهو ما لا يروق لمن يحاولون تصيد وترصد الأخطاء
10) إن كنا لا نفهم هذا التباكي إلا أننا لا نتوقع غيره من الذين ناصبوا الشعب الليبي العداء طوال الأشهر الماضية، واستماتوا في محاولات تشويه ثورته واختراع القصص والأباطيل عنها، ووصمها بمسميات من مثل ثوار الناتو
11) أما القول أن التصرف كان خارج إطار القانون فنذكر كل هؤلاء أن الشرعية اليوم وباعتراف العالم هي للمجلس الوطني الانتقالي والذي رصد مكافأة بالملايين لمن يعتقل أو يقتل القذافي، لأنه وببساطة مجرم سفاح قاطع طريق
12) طالب هؤلاء وغيرهم بلجنة تحقيق دولية في مقتل القذافي، وهذا حق لا غبار عليه، لكننا نطالب أيضاً بلجان ولجان تحقيق في جرائم القذافي، وكذلك في دوافع من يدافعون عنه حتى اللحظة ومصلحتهم في ذلك
13) ولنتذكر أن القذافي كان مهدور الدم من قبل أحد أكبر علماء هذا العصر وهو الشيخ القرضاوي، ولنتذكر أنه لا يوجد ولا عالم مسلم واحد دون استثناء عارض القرضاوي أو ايد القذافي أو تباكى عليه أو خطّأ من قاموا بقتله
14) وأخيراً لمن يتمسحون اليوم بالدين الاسلامي وأحكامه، وحتى بعض افتراض أنه كان اسيراً وهو ليس كذلك، فإن الشرع الاسلامي سقول في هذا الأمر ما يلي: "فلا شك في مشروعية قتل الأسير من المرتدين حتى ولو كان يتلفظ بالشهادتين لأن التلفظ بهما لا يعصم دم المرتكب لناقض لهما ‘ وإن زعم بأنه نطق بهما على سبيل التوبة فإن التوبة لا تقبل منه إلا قبل القدرة عليه ‘ لقوله تعالى في شأن المحاربين {إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم } فاستثنى التائب قبل القدرة عليه من جملة من أوجب عليه الحد المذكور في الآية
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
فقد قرن بالمرتدين المحاربين وناقضي العهد المحاربين وبالمشركين المحاربين وجمهور السلف والخلف على أنها تتناول قطاع الطريق من المسلمين والآية تتناول ذلك كله ؛ ولهذا كان من تاب قبل القدرة عليه من جميع هؤلاء فإنه يسقط عنه حق الله تعالى .(مجموع الفتاوى - (7 / 85)
وأما قبول التوبة من المرتد بعد القدرة عليه فإن ذالك يفضي إلى تعطيل الحدود
كما قال شيخ الإسلام
(أما إذا تابوا بعد القدرة لم تسقط العقوبة كلها ؛ لأن ذلك يفضي إلى تعطيل الحدود وحصول الفساد ؛ ولأن هذه التوبة غير موثوق بها ؛) مجموع الفتاوى–
(10/374)
فقتل الأسير من المرتدين مشروع وإن قال : "لا إله إلا الله" لأنه لم يقاتل على هذه الكلمة وإنما قوتل على ارتكاب ناقض آخر وقد فات قبول توبته من هذا الناقض بالقدرة عليه.
هو مجرم طاغية قاطع طريق مهدور الدم – والله لا نبكيه ولا نرثيه – ولو كره الكارهون.
هو اليوم بين يدي عادل لا يظلم عنده أحد، ونسأله سبحانه أن يٌلحق به باقي الطغاة ممن يجرمون اليوم في حق شعوبهم، وأن يحشر كل من يدافع عن القذافي ويتباكى عليه معه يوم القيامة – آمين آمين آمين
لا نامت أعين الجبناء
From: DrHamami@Hotmail.com
Dr Hamami" <articles@drhamami.net>
الثورة ضد الاستعمار أم معه !
الدكتور ماهر الجعبري
عضو المكتب الاعلامي لحزب التحرير - فلسطين
بينما تموج الأرض تحت أقدام الحكّام الذي ظلّوا يحرسون مصالح الغرب ودوله الاستعمارية طيلة العقود الماضية، تعلن الجماهير في البلاد الثائرة أنها تريد إسقاط النظام، ولكنّ النظام ليس مجرد شخص الرئيس، بل هو أيضا سياسة حكمه ومرجعيته وشبكة العلاقات التي يتحرك فيها وحدوده الجغرافية، وفي ظل تركيز الإعلام وبعض حركات المعارضة على إسقاط أشخاص الحكام، يبرز التساؤل:
هل ينجح الغرب الاستعماري في الانقضاض على الثورات وحرفها عن مسارها ؟ وهل يتمكن من إعادة التكوّن والتشكّل عبر مجالس ثورية أو عسكرية أو عبر حركات معارضة تعيد ترسيخ نفوذه تحت مسميات ثورية كما حصل في القرن الماضي عندما تربع هؤلاء الرؤساء على العروش تحت شعارات الثورة والتحرر من الاستعمار ؟
إن الواقع المصاحب لهذه الثورات والمتمخض عنها يشير إلى حالة من صراع الإرادات بين قوى تريد التحرر الكامل من الاستعمار بكل أشكاله ومن كل أعوانه، وبين قوى تقبل إعادة إنتاج الاستعمار تحت مسميات جديدة.
في تونس، باركت فرنسا وأمريكا انتخابات أفرزت "حركة إسلامية" ترفع الإسلام شعارا بينما تمارس الديمقراطية (العلمانية) نهجا، وتقبل بنسج العلاقات مع نفس الدول الاستعمارية التي وظّفت بن علي الهارب، وهي تتحرك ضمن حدود الدولة الوطنية متمثلة نهج تركيا (التي لا تخجل من علاقاتها الاستراتيجية مع دولة الاحتلال اليهودي، ولا من انخراطها في حلف النيتو الذي يذبّح المسلمين).
وفي مصر أعاد المجلس العسكري سيرة مبارك فحصر الثورة ضمن حدود سايكس بيكو وظل يتفرّج على قتل المسلمين في ليبيا، وحمى سفارة دولة الاحتلال اليهودي، وجدد قنوات الاتصال معه، وظل يمدها بالغاز، بينما ظلت الناس تفجّر تلك الأنابيب وتقتحم السفارة المشؤومة، وفي الوقت نفسه، تستعد أمريكا للتعامل مع حركة إسلامية تقبل لعبة الديمقراطية، مما يشير إلى أن أمريكا لا تنوي ولم تقبل الانسحاب من الساحة المصرية أمام عنفوان الثورة.
وفي ليبيا، اختلطت أوراق المجلس الانتقالي بمخططات حلف النيتو، ولما عبّر رئيسه عن مشاعر مسلمي ليبيا الطبيعية بأنهم يريدون تطبيق الشريعة، تحرّكت مخاوف الغرب الاستعماري، واعتبروا ذلك التصريح مناقضا لشراكتهم في القضاء على نظام القذافي.
وفي اليمن يستمر الصراع السياسي والإعلامي بين حكومة وبين معارضة من جنسها تحاول حشر الثورة ضمن مسارها، ويتمركز الصراع حول أشخاص الحكام الجدد لا حول مفهوم الحكم الجديد، فيما يجهد الغرب في إعادة ترتيب أوراق من يحكم تحت عينه وبصره من جديد، وترقب الأمة انفجار الثائرين ضد الحكام وضد تلك المعارضة التي تريد سرقة الثورة.
وفي سوريا تشكل مجلس انتقالي يعيش في أروقة الحكام ويتحرك ضمن مجالهم وحسب مخططات جامعة الدول العربية، التي تضم نفس الأنظمة التي تثور الأمة ضدها، في تناقض يصعب حل لغزه دون اللف والدوران حول الثورة.
إذن، هنا يكبر التساؤل حول تحركات وتصريحات بعض الرموز العلمانية التي تدعي أنها مع الثورات، إذ كيف تتنفس الثورة مفاهيم الاستعمار الثقافي والسياسي الغربي وتعيش في أحضان الحكام وفي المحافل الدولية ؟ وهل يمكن أن تبقى الثورةُ ثورةً إذا نسّقت مع الغرب تغيير الأنظمة ؟ وإذا أبرزت أنظمة يريدها الغرب الاستعماري الذي تثور الأمة ضده ؟
هو مشهد متناقض يزداد فظاعة كلما تقدم الثائرون للأمام، وخصوصا أن هنالك من حركات المعارضة وغيرها ممن يعمل على تزيين هذا النهج المناقض للثورة.
إن دين الأمة هو الإسلام الذي يحرر الناس من كل عبودية لغير الله، بينما "دين" الغرب الاستعماري هو الديمقراطية-العلمانية التي تُعبّد الناس للبشر الذين يشرّعون لهم، وتعبّدهم للدول المهيمنة على ساحة العلاقات الدولية، وتعبّدهم للمؤسسات الدولية التي أنشأها الغرب لتنفيذ مصالحه، من مثل هيئة الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية وغيرها.
وإذا لم تتحرر الأمة من الغرب سياسيا واقتصاديا وفكريا فلا يمكن أن يدّعي أحد حينها أن هنالك ثورة ضد الاستعمار، بل الوصف الطبيعي لحالة العيش ضمن آفاق الغرب الاستعماري أنها "ثورة" مع الاستعمار لا ضده ! وهذا ما لا يمكن أن يرضى به الثائرون المضحّون.
لقد انطلقت الثورات ضد الحكام لأنهم عملاء للدول الاستعمارية، ولأنهم ظلوا يحرسون حدود سايكس بيكو بل وحدود دولة الاحتلال اليهودي، فكيف يمكن قبول منطق الدولة الوطنية ضمن حدود سايكس بيكو التي تسيطر على عقليات المعارضة التي تزاحم الثوار على زمام الثورة ؟ وكيف يمكن أن تنحبس الثورة ضمن خطوط اختلقها استعماريّين: فرنسي وبريطاني ؟
ولقد انطلقت الثورة ضد الأوضاع السياسية والاقتصادية المزرية التي أنتجها رضوخ الأنظمة السابقة للمؤسسات الدولية الاستعمارية ولشروطها، فكيف يمكن أن تعيد الثورة قضيتها لأروقة تلك المؤسسات وهي التي أهلكتها من قبل؟ وكيف يمكن لثاثرة يمنية أن تقبل تسلّم جائزة من مؤسسة "استعمارية"؟
إن السياسة الخارجية في الإسلام الذي هو دين الأمة ومبدؤها السياسي تتمحور حول حمل الخير للبشرية من خلال الدعوة الإسلامية، لا حول حمل أوساخ العلمانية للأمة من خلال ترويج الديمقراطية والدولة المدنية، وهي التي أفرزها صراع تاريخي بين "دولة الكنيسة" وبين قوى التغيير في الغرب إبان فترة تخلّف أوروبا، وهو صراع لم تعشه الأمة الإسلامية على الإطلاق، فكيف يمكن أن تستورد ثورة الأمة منتجات ثورة الغرب ؟ بدل أن تحمل للغرب والعالم الخير والهدى وتصدر له مفاهيمها الناهضة !
إن قبول منتجات الغرب "الثقافية" هو تأكيد لمنطق الهزيمة وسير على نهج تقليد المغلوب للغالب، ولا يمكن في هذه الحال أن تتحرر الأمة من الاستعمار، وطالما أن هنالك دعاة لهذا التقليد من المنهزمين والمغلوبين أمام حضارة الغرب فلا تحرر ولا ثورة على الاستعمار.
صحيح أن السياسة الخارجية تستخدم المناورات السياسية، ولكن المناورة لا تعني تغيير المبادئ وقبول سياسات الغرب، لأن ذلك النهج ليس مناورة بل هو تنازل حضاري وهزيمة ثقافية، لا تتوافق مع قوة الثورة.
كيف يمكن للثائرين على الاستعمار الغربي أن تكون لهم علاقات سياسية مع دول ذلك الاستعمار سواء أكانت على مستوى الفرد أو الحزب أو الدولة ؟
لقد ترسّخت أسس السياسة الخارجية في الخلافة من منظور وعي خاص ومن منطلق فهم كيانات الدول، حيث تنظر للدول على أساس ما تحمل تلك الدول من مبادئ وسياسات تجاه الدولة الإسلامية:
فالدول الاستعمارية فعـلاً كبريطانيا وأميركا وفرنسا والدول التي تطمع في بلادنا كروسيا، لا يصح أن تنشأ معها أية علاقات ديبلوماسية ولا أن تفتح لها أوكار تجسس في بلاد المسلمين، لأنها دول "محاربة حكماً"، ولذلك تُتخذ معها جميع الاحتياطات السياسية والعسكرية بناء على ذلك. وبدهيّ أن تمنع المعاهدات العسكرية منعاً باتاً، وبالتالي لا يمكن لثورة أن تتمخض عن نظام يقبل بفتح القواعد العسكرية للدول الاستعمارية أو تأجيرها، أو أن يتحالف أو يتشارك مع حلف النيتو.
أما الدول المحـاربة فعلاً "كإسرائيل" مثلاً فيجب أن نتخذ معها حالة الحرب أساساً لكافة التصـرفات، ولا يمكن لثورة ضد الاستعمار أن تفرز نظاما يقبل بعلاقات دبلوماسية مع الاحتلال.
أما الكيانات السياسية القائمة في بلاد المسلمين فهي كلها كيانات غير شرعية، ولا تتعامل معها دولة الخلافة على أساس حقها بالوجود المستقل، إذ لا تعترف بكيانات سايكس بيكو ولا تعترف أن لهم شؤونا داخلية خاصة بهم، ولذلك لا يمكن النظر لأي ثورة على أنها شأن داخلي لذلك البلد، ولا يمكن أن يطالب الثائرون بحق تقرير مصير خاص بهم دون الأمة ومن ثم يدعون الانتماء لتلك الأمة.
طبعا هذا لا يعني أن الدولة الإسلامية تعيش في عزلة عن العالم، وفي حالة حرب على دول الأرض قاطبة، بل هنالك دول لا تطمع في بلاد المسلمين وليست في حالة حرب معها، فتعيش معها الدولة عيشا طبيعيا. ومن نافلة القول أنه يجوز عقد معاهدات حسن جوار، ومعاهدات اقتصادية، وتجارية، ومالية، وثقافية، ومعاهدات هدنة، وأن الدولة الإسلامية تشارك في إغاثة الشعوب خلال النكبات، وتمد جسور التواصل معها على أساس حمل الخير لها.
ولكنها لا تفعل ذلك من خلال المنظمات الاستعمارية إذ لا يمكن أن تنخرط بها دولة تعبر عن ثقافة الأمة التحررية، ولا أن تشترك فيها، سواء كانت دولية مثل هيئة الأمم، ومحكمة العدل الدولية، أو إقليمية مثل الجامعة العربية، أو منظمة التعاون الخليجي.
هذه هي معالم السياسة الخارجية التي تُحدث تغييرا جوهريا في الأمة وتعيد صياغة "العلاقة" مع الغرب على الأسس الصحيحة، وتمكن الأمة من التحرر من الاستعمار وتجعل الثورة ضده لا معه.
وهي معالم تؤدي إلى خلق أعراف دولية جديدة خارج سياق القانون الدولي الذي فرضته الدول الاستعمارية، وتؤدي إلى فتح حوار عالمي ثقافي حول مفاهيم العدل والخير في العالم بدل استمرار هيمنة مفاهيم الغرب المغلوطة، عندها لن ينجح الغرب الاستعماري ولا أعوانه في الانقضاض على الثورات وفي حرفها عن مسارها، وستلفظ الأمة كل أشكاله وألوانه ولا تتكرر حالة القرن الماضي من إعادة إنتاج أنظمة تحرس مصالح الغرب تحت مسميات ثورية وتحررية؟
المسجد الأقصى ومخططات التخريب والتهويد...
قراءة توثيقية
مصطفى عطية جمعة
منذ سقوط القدس الشرقية في أيدي اليهود عام 1967م، والصهاينة يسعون إلى تنفيذ مزاعمهم الدينية حول الهيكل، وحول تهويد القدس، وسنقوم برصد أبرز الاعتداءات على الأقصى ومحيطه في نقاط مركَّزة، من أجل المزيد من التعرف التفصيلي على هذه الاعتداءات.
فعند سقوط المدينة، قامت إسرائيل بتغيير معالم القدس في الطرق وعملت على إزالة الأحياء والحارات العربية؛ بدعوى تيسير زيارة اليهود لحائط المبكى؛ فأزالت حارة المغاربة التي تُجاوِر المبكى، وبدأت في إجراء الحفريات حول المسجد الأقصى وتحته بدعوى البحث عن آثار هيكل سليمان، وهو ما هدد المسجد الأقصى في أساساته؛ فجرى توسيع الشوارع التي تخترق خط الهدنة، وتعبيدُها من جديد، وهدم 135 منـزلاً عربياً في حي المغاربة مقابل حائط المبكى، ثم افتُتِح القِطاع اليهودي في القدس الغربية وتم دمجه في القدس الشرقية، وحُلَّ مجلس البلدية العربية، وألحق ببلدية القدس، ودُمِجَت كل القطاعات المدنية العربية في منظومة الحكم الإسرائيلي[1]، في الوقت الذي انتابت اليهودَ في العالم عامة، وفي إسرائيل خاصة حالةٌ من الهوس الديني بسبب «نجاحهم المفاجئ، والعجيب في الوصول إلى المدينة القديمة (القدس الشرقية).
لقد خاضت إسرائيل الحرب ضد مصر لأسباب بالغـة الأهميـة متعلقةٍ بالأمـن، لكن إسرائيل ما إن خرجت منتصرة على جميع الجبهات، حتى بدت النتيجة الأشد مغزىً في عقول ومشاعر الإسرائيليين واليهود الآخرين؛ وهي أنَّ أطماعهم ليست قابعة في سيناء، بل في القدس»[2].
لقد وصل الاستهتار بإسرائيل إلى أنها أقامت عروضاً عسكرية في القدس، عام 1968م، وقد صدر قراران من الأمم المتحدة في العام نفسه يأسفان لهذه التجاوزات، ولكن إسرائيل لم تأبه لهما.
واتخذت اليونيسكو - بحكم أنها مؤسسة دولية تتبع الأمم المتحدة تُعنَـى بالحفاظ علـى الثقـافة والتراث في العالم - قرارها في خريف عام 1968م بمطالبة إسرائيل بالحفاظ على الممتلكات الثقافية (الحرم القدسي والآثار الإسلامية) في القدس القديمة، وأكد مجلس الأمن في قراره رقم (267) في 3/ 7 / 1969م، على أهمية توقُّف إسرائيل عن إجراءاتها لتغيير وضع القدس، ولكن إسرائيل لم تنصع، ومن أمثلة تحدياتها السافرة: تحويلها «المدرسة التنكزية» - وهي إحدى مدارس القدس الشهيرة التي أنشأها المماليك عام 729هـ - إلى مركز للشرطة العسكرية، دون أي نظر لطبيعتها الأثرية والثقافية[3].
وسبق لعصابات اليهود أن قصفوا المسجد الأقصى بالقنابل إبَّان حرب عام 1948م؛ حيث استشهد بعض المصلين فيه، وعقب احتلال القدس عام 1967م.
وصرح وزير الأديان الصهيوني وقتها في مؤتمر ديني كبير عُقِد في القدس بأن: «أرض الحرم مُلْكٌ يهودي بحق الاحتلال وبحق شراء أجدادهم لها منذ ألفي سنة»[4].
وقد وقَّع وزير مالية إسرائيل في تلك الفترة قراراً باستملاك الحي المعروف باسم الحي اليهودي في القدس القديمة المحتلة؛ لقربه من المسجد الأقصـى؛ والحقيقة أن هـذا الحي - كما يقـول علماء الآثار التوراتيون - مكمِّـل لحـائط المبـكى، وكذلك يدَّعي التوراتيون أن التتمة الشرقية لحائط المبكى تقع تحت المسجد الأقصى، وأن القسم الجنوبي منه على مستوى أساساته.
وهذا ادعاء شديد الخطورة؛ لأنه يعني هدم الأقصى؛ لإقامة الهيكل.
وقد كان اليهود يدَّعون بعد حرب 1967م أن هدم الأقصى سينهي تعلُّق المسلمين بالقدس، وهو ما يسهِّل نسيان القضية وإنهاءها تماماً من وعي المسلمين[5].
إن مراسم الاحتفالات عند حائط المبكى، والتخلصَ العاجلَ من حي المغاربة، وضمَّ القدس العربية، تمثِّل في عقول الإسرائيليين «إعلاناً ثانياً من الاستقلال السياسي والعاطفي، يضاهي إعلان قيام دولة إسرائيل في مايو 1948م، واعتبـر الرأي العام الصهيـوني ضمِّ القدس عملاً لا يُقبَل التفـاوض عليه ولا يمكن الرجوع عنه»[6].
وفي 16 أغسطس استولى الحاخام الأكبر في إسرائيل «راف فسيم» بصورة علنية على منبر كلية البنات العربيات القريبة من حائط المبكى، وجعل منه داراً للمحكمة الربانية، مدعياً أن هذه الدار كانت مجاورة لهيكل سليمان قديماً[7].
وهذا يعني مواصلة نهج محاصرة الحرم القدسي من كل الجهات، على أمل الانقضاض عليه.
وفور احتلال القدس الشرقية هرع «بن غوريون» في (8 حزيران 1967م) إلى حائط المبكى، وتطلَّع باشمئزازٍ إلى إشارة «البراق» المحفورة بالسيراميك وقال: «يجب إنزال هذا الشعار» فأُنزِل في الحال. ثم سارع زهاء مئتي ألف صهيوني إلى المسجد الأقصى عبر طريق البراق الشريف وأدوا صلاة نزول التوراة، كما أدخل اليهود إلى الحرم الإبراهيمي خزانة فيها نسخة من التوراة (المحرفة) وبعض الكتب الدينية، وصلى اليهود في ساحة الحرم الإبراهيمي ستة أيامٍ متتالية، وانسحبوا منه بعد معارضات شديدة من المسلمين، ولكنهم أبقوا على الخزانة بكتبها[8].
كما دعا الحاخام العسكري الأكبر «سلومو غورين» في أغسطس عام 1967م المؤمنين من اليهود للصلاة في صحن الأقصى المبارك، وكان سيدعو صراحة خلال هذه الصلاة إلى إعادة تشييد الهيكل مكان الأقصى، ولكن خشيَت الحكومة الإسرائيلية من ثورة المسلمين، فألغت الدعوة[9].
ونجد أن جريدة نيويورك تايمز قد نشرت في 11 حزيران عام 1968م، خريطة مشروع إعادة بناء الأماكن المقدسة، وقد اختفى الحرم القدسي منها، وحل محلَّه صورةٌ لهيكل سليمان المزعوم[10].
الحفريات أسفل المسجد الأقصى:
سارت خطط اليهود في الحفريات - وقد سبقت الإشارة إلى بعضها - بهدف إضعاف أساسات المسجد الأقصى ومن ثَمَّ تصدُّعه وتهاويه؛ ففي 18 يوليو عام 1967م، بدأت الحفريات في آخر حائط المبكى الشمالي، وأُعلِن عن العثور على بقايا بناءٍ مجهولٍ (اتضح فيما بعد أنه من الآثار الإسلامية)، ثم واصلوا الحفر تحت المحكمة الإسلامية الشرعية المجاورة للأقصى شمال حائط المبكى. وفي يوليو عام 1967م، استقدم المنقِّبون بلدوزراً للتنقيب بجانب أساسات الأقصى، وقاموا بنسف بعض البيوت الملاصقة للأقصى بمتفجرات عالية القوة. فاحتج على ذلك رئيس اللجنة الإسلامية العليا ورئيس الأوقاف وقتها الشيخ حلمي المحتسب، وأرسل رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكن الأخير لم يعطِ الأمر اهتماماً.
جدير بالذكر أن اليهود يزعمون أسطورة عجيبة، ويؤمنون بها إيماناً مطلقاً، وهي أن تحت المسجد الأقصى ثلاثة أسوار، ضمنها غرفة مغطاة بالذهب الصافي، وأن هذه الغرفة حاوية للوصايا العشر التي خلَّفها النبي موسى، - عليه السلام -، وتدعى الغرفة: «قدس الأقداس» ولا حقَّ في دخولها إلا للحاخام الأكبر؛ فإن دخلها سواه وجب قتلُه[11]، وشاء الله أن يحفظ الأقصى، وظهر كذب هذه المزاعم عام 1998م، بالإعلان عن عدم وجود أي آثار تدل على الهيكل، وقد أعلن في يوليو عام 1998م فريق من علماء الآثار العاملين في دائرة الآثار الإسرائيلية بطلان الادعاء بأن: داود التوراتي، هو الذي أنشأ القدس، وقال العالم «روني ريك»: « آسف لأن السيد داود والسيد سليمان لم يظهرا في هذه القصة»، وترتب على ذلك رحيل فِرَق البحث الغربية والإسرائيلية إلى أماكن أخرى. ثم ظهر - بناءً على ذلك - اتجاه جديد يدعو إلى فصل العلاقة بين الآثار التاريخية وما جاء في الكتاب المقدس، باعتبار أن الكتاب المقدس التوراتي كتابٌ ديني روحي، بينما الآثار ملموسات مادية، ومن رواد هذا الاتجاه العلماء: «لاب، ودوفو، وديغر، وفرانكن، وهم رجال دين عاملون بالآثار»[12].
• وفي 29 / 1 / 1976م، أصدرت مجموعة الصلح الإسرائيلية في القدس قراراً استفزازياً يقضي بحق اليهود في أداء طقوسهم الدينية في ساحة المسجد الأقصى.
• وفي 30 / 7 / 1980م، صدر إعلان ضمِّ القدس سياسياً للدولة العبرية، وإعلانِها عاصمة موحَّدة أبدية لإسرائيل.
• وفي 28 / 8 / 1981م، قام موظفو الشؤون الدينية الإسرائيلية بحفر نفقٍ شمال حائط المبكى تحت المسجد الأقصى.
• وفي 25 / 7 / 1982م، تم اكتشاف مخططٍ أعده ياؤول ليرنر - أحد أتباع الحاخام المتطرف «مائير كاهانا» قائد حركة كاخ - لتدمير قبة الصخرة المشرفة.
• وفي 10 / 3 / 1983م، حاولت كتلة غوش أمونيم اليهودية الإرهابية السيطرة على الأقصى بالقنابل والرشاشات.
• وفي 8 / 10 / 1990م، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب مجزرة بحق المصلين في المسجد الأقصى، وذلك إثر قيامها بإطلاق النار عليهم في ساحات الأقصى بعد أداء الصلاة؛ حيث قتلت حوالي عشرين شخصاً وجرحت 150 آخرين.
• وفي 24 / 9 / 1996م، قامت سلطات الاحتلال بافتتاح النفق الثالث تحت منطقة الحرم القدسي عشية عيد الغفران اليهودي، ويمتد هذا النفق حوالي 400 متر تحت المجمع العربي الإسلامي مجاوراً لأساسات المسجد الأقصى.
• وفي 1 / 6 / 2000م، يفاوض اليهود الفلسطينيين لإعطائهم قرية أبو ردس بديلاً عن القدس[13].
حريق المسجد الأقصى:
في شهر أغسطس عام 1969م حدث حريق المسجد الأقصى، وهو الذي يعد الحلقة الأشد في مسلسل استهداف المسجد الأقصى، ومن المهم التوقف عنده بشكل تفصيلي، لمعرفة حجم الكارثة، ومدى التآمر اليهودي فيها.
فقد أقدم شاب أسترالي الجنسية، مسيحي الديانة يدعى: «دنيس مايكل روهان» على إحراق المسجد الأقصى في وضح النهار، بسكب مواد حارقة في أماكن متعددة في المسجد: (القبة، منبر صلاح الدين، السلالم)، وامتدت النيران إلى الأعمدة والمفروشات بسرعة، ولولا مسارعة المسلمين حول الأقصى لإطفاء الحريق، وحضورُ سيارت الإطفاء من الخليل ورام الله، لقضى الحريق على المسجد بأكمله؛ وخاصة أن سيارات الإطفاء الإسرائيلية وصلت بعد الحريق بساعة، في حين أن المسجد يقع في وسط المدينة.
وعندما وصلوا لم يكن لديهم أجهزة إطفاء حديثة لمكافحة الحرائق ولا المواد الكيميائية اللازمة لهذا النوع من الحرائق، وما أكثرها في إسرائيل! فاستعملوا وسائل الإطفاء العادية؛ وهي خراطيم المياه.
لقد انتشى اليهود سعادة بعد سماعهم نبأ الحريق، وأسرعوا إلى ارتياد المسجد الأقصى شباناً وفتيات بالملابس الخلاعية؛ حيث أخذوا يرقصون ويلتقطون الصور. في حين ارتبكت السلطات اليهودية بادئ الأمر؛ حيث ادَّعوا أن الحريق ناتج عن احتكاك الأسلاك الكهربائية في المسجد، وهو ما اتضح زيفه؛ لأن الأسلاك معزولة تماماً طبقاً لتقارير هندسية، وأن المسجد فيه احتياطات فنية ضد كل حريق.
وتبيَّن بعد ذلك حجم المهزلة التي صنعتها إسرائيل، وكيف أنها صاغت فصولاً من هذه الدراما المصنوعة من أجل إيهام العرب أنها بعيدة تماماً عن هذا الفعل؛ فقد صرَّح مفتي القدس في الآونة الأخيرة الشيخ «سعد الدين العلمي» أن السلطات الإسرائيلية أخذت منه بالقوة مفتاح أحد أبواب المسجد، في فترة سابقة، وثبت بعد ذلك أن الفاعل «دنيس» دخل المسجد بفتح أحد أبوابه، كما أن تعدُّد أمكنة الحريق في المسجد، يدل على أن هناك أشخاصاً آخرين كانوا مشتركين في الحادث، وذكر شهود عيان أنهم خمسة وليس واحداً.
وقد اشتدت ثورة العرب في القدس وما حولها، وهو ما دفع السلطات الإسرائيلية إلى أن تعلن أنها قبضت على الفاعل بعد سويعات من الحادث؛ وكأنها كانت على علم مسبق به.
وأعلنت الشرطة أن الفاعل مسيحي من أستراليا، وأنه حضر إلى إسرائيل وأقام بها منذ خمسة أشهر في إحدى المستعمرات، وهي مستعمرة «كيبوتس أولبان» التي تبعد أربعة وستين كيلو متراً إلى الشمال من تل أبيب، وأنه مختلٌّ عقلياً، ويعاني من هوسٍ ديني بسبب تأثُّره بأفكار متشدِّدة من جماعة يهودية، تدعى: (كنيسة الله) وكان عمره ثمانية وعشرين عاماً وقتئذٍ، وقد صرَّح والده في أستراليا بأن ابنه لم يكن على علاقة بـأي حــزب أو جمــاعة دينــية أو سياسية طيلة حياته. وفي المحاكمة تظاهر «دنيس» بالجنون، وراح يتحدث عن أشياء خيالية، وروايات دينية، وزعم أنه أحرق الأقصى تنفيذاً لأمر من الله، وزعم أنه عضو نظامي في جماعة (كنيسة الله) منذ ثلاث سنوات، وأنه يؤدي لها 10 ? من دخله المادي (وهي ضريبة توراتية). وراح يسرد روايات طويلة من التوراة عن قبائل إسرائيل العشر الموزعة الآن في العالم، وغير ذلك من الأساطير؛ غير أن هذا الكلام يضاد ما ذكره السفير الأسترالي عن «دنيس»، وما ذكره والد دنيس عن ابنه.
وقامت هيئة المحكمة بتحويل المتهم إلى أطباء نفسيين إسرائيليين، فأصدروا تقارير تثبت وجود حالة من الشذوذ النفسي والانحراف في شخصية دنيس (ازدواج شخصيته)، وهو ما استدعى وَضْعَه في إحدى المصحَّات للعلاج، وجاء حُكْم المحكمة بأن دنيس غيرُ مذنب، ويوصى بوضعه في مستشفى للأمراض العقلية[14].
خطط تهويد الأقصى وما حوله:
نتيجة المخططات اليهودية المتتابعة، ووسط تقاعسٍ عربيٍ إسلاميٍ، نجحت المخططات اليهودية في تهويد القدس، ومن خلال الأرقام تظهر النتائج جليةً واضحةً؛ ففي عام 1917م - وكانت خطط التهويد في بدئها - كانت نسبة الأراضي التي يملكها العرب في القدس (90 %)، وأربعة بالمئة فقط لليهود، وكانت نسبة السكان العرب في المدينة (75 %)، في مقابل (25 %) لليهود، والمجموع الكلي للسكان (40.000) نسمة.
أما إحصاء عام 1994م، فتصل نسبة الأراضي التي يملكها العرب في القدس إلى (10 %) ويحاولون الحفاظ على (4 %) أخرى، بينما يملكون اليهود النسبة المتبقية (86 %). وأصبحت نسـبة السكان العـرب فـي القـدس (26 %) في مقابل (74 %) لليهود، ومجموع سكان القدس كلها (587.000) نسمة[15].
كما توسع المخطط اليهودي في المشروع الأخير الذي صدَّق عليه وزير الدفاع «إسحاق مردخاي» منذ سنوات لإقامة القدس الكبرى بالمفهوم الإسرائيلي؛ حيث تصل مساحتها إلى (600 كم2) أو ما يعادل (10 %) من مساحة الضفة الغربية كلها، والسعيُ إلى تهويد المدينة المقدسة كلِّها، عبر ربط المستوطنات الواقعة في المنطقة الشرقية وخارج حدود بلدية القدس مع المستوطنات داخل حدود بلدية القدس ومن ثَمَّ تحويل القرى العربية إلى مناطق محاصرة، مع إقامة أحزمة من الشوارع والأنفاق لربط هذه المستوطنات، وحَفْزِ اليهود على الإقامة في القدس؛ لمواجهة الزيادة العربية الكبيرة بسبب كثرة المواليد؛ حيث يحارب العربُ اليهودَ بسلاح الإنجاب، وتتوقع الدراسات السكانية أن يكون العرب أغلبية في القدس في حدود عام 2050م؛ حيث يشير بحث إسرائيلي إلى أن نسبة نمو السكان اليهود في القدس وصلت (140%) في مقابل (257%) لدى العرب، وذلك منذ عام 1967م[16].
وازداد الأمر خطورة، مع الإعلان عن خطة «الحوض المقدَّس» التي تستهدف جَمْع المواقع الدينية اليهودية المزعومة في القدس، والتي لا يمكن التنازل عنها، في إطار جغرافي واحد، في مساحة تقدَّر بـ (2. 5 كم2)، ومن المقرر إنجازها عام 2010م. كما اعتمدت السياسة اليهودية سياسة قدسية المكان؛ بهدف الاستيلاء على مواقع تاريخية في المدينة، وبالذات في ما يطلقـون عليـه الحـوض المقدس، وتحـويلها - بحكم القانون - إلى أماكن مقدسة يهودية، وفي إطار هذه السياسة حولت بلدية القدس أكثر من 326 موقعاً إلى أماكن مقدسة داخل المدينة[17].
أما سياسة تهويد الأقصى فهي تضم منظومة من السياسات، نعرض أبرزها:
- سياسة ما فوق سطح الأرض (ساحات المسجد الأقصى):
وتشمُل إجراءاتِ منع البناء، ومنع الترميم إلا بأذونات عبر إجراءات تعجيزية، وصدورَ قرار ما يسمى بمحكمة العدل العليا بأن ساحة الأقصى تحت السيادة الصهيونية، والتخطيط لبناء كنيسين يهوديين في الزاويتين الشمالية: الغربية والشرقية.
- سياسة ما تحت ساحة الأقصى:
وهي من أعلى سياسات التهويد وتيرةً ومعظمها يجري في الخفاء، ومنها: حفر شبكات أنفاق متشعبة يصل طول بعضها إلى (600م)، وبعضها يخطَّط له أن يصل إلى مقارِّ المباني الحكومية داخل المدينة. وبناءُ كنيس من طابقين في الزاوية الجنوبية الغربية، وتفريغُ الأرض لكشف أساسات الأقصى، واستخدامُ المذيبات الكيماوية للتأثير على أساسات المسجد، وإنشاءُ مبنى «قافلة الأجيال» الذي يحوي عدة غرف تتحدث عن التاريخ اليهودي. كما يسعون إلى بناء كنيس غرب ساحة الأقصى على مساحة (50 م). كما قاموا بتركيب عشرات كاميرات المراقبة على أسوار المسجد لمراقبة المصلين، وتركيب أجهزة خاصة حول الساحات تُصدِر شحنات كهربائية لتفريق تجمعات المصلين داخل ساحات المسجد[18].
وكذلك هناك مخطط خطير يراد بالأقصى مستقبلاً يتضمن النظريات الآتية التي يمكن تنفيذ إحداها:
1 - نظرية الأعمدة العشرة:
وتدعو إلى بناء عشرة أعمدة بعدد الوصايا العشر قرب الحائط الغربي من المسجد الأقصى؛ بحيث تكون الأعمدة على ساحة المسجد حالياً، ومن ثَمَّ يقام عليها الهيكل.
2 - نظرية الشكل العمودي:
تطالِب هذه النظرية بإقامة الهيكل قرب الحائط الغربي من المسجد الأقصى بشكل عمودي؛ بحيث يصبح الهيكل أعلى من المسجد مع ساحة المسجد من الداخل.
3 - نظرية الترانسفير العمراني:
وتقوم هذه النظرية على فكرة حفر مقطعٍ التفافي حول مسجد قبة الصخرة بعمقٍ كبيرٍ، ونقلِ المسجد كما هو خارج القدس، وإقامةِ الهيكل مكانه.
4 - نظرية الهيكل الكامل:
وهي تدعو إلى هدم الأقصى برمَّته، وإنشاء الهيكل مكانه[19].
أما سيناريوهات القدس بوصفها عاصمة مستقبلية للدولة الفلسطينية، فتدور حول أربعة سيناريوهات، وهي:
السيناريو الأول:
ظهر عام 1995م، ويدعو إلى تدشين عاصمة للفلسطينيين خارج القدس بمساحة (10) آلاف دونم، أما الأقصى والبلدة القديمة فيكوِّنان حياً من أحياء القدس اليهودية، على أن تدار من قِبَل مجلس منتخَب من الديانات الثلاث، ويرأس المجلسَ رئيسُ البلدية اليهودي، ونائبه يكون رئيسَ بلدية القدس العربية المفتوحة.
السيناريو الثاني:
برز عام 1994م، وجوهره أن القدس مدينة واحدة مفتوحة للجميع، يرأسها يهودي. وتقسم إلى أحياء تُدار في شكل حكم ذاتي، لكنها تتبع البلدية الكبرى، أما الأماكن المقدسة - بما فيها الأقصى - فتدار من قِبَل الأديان المختلفة.
السيناريو الثالث:
تبلورَ عام 1995م، ويدعو إلى إنشاء بلديتين: عربية ويهودية، تتبعان لبلديةٍ أعلى. والأحياء العربية تحصل على شبه استقلال ذاتي، أما الأماكن المقدسة للمسلمين - وخاصة الأقصى - فتدار بصورة مشتركة: فلسطينية أردنية يهودية.
السيناريو الرابع:
ظهر عام 2000م، وعرضه «إيهود باراك» في «كامب ديفيد 2» على الرئيس الراحل ياسر عرفات، ويقضي بأنَّ ما تحت الأقصى يكون لليهود، وما فوقه يكون للعرب، على أن ينشئ معبدين يهوديين في ساحة الأقصى في الزاويتين: الشمالية الغربية والشمالية الشرقية[20].
وبَعْدُ: هذه هي الصورة المستقبلية التي يخطط لها اليهود في فلسطين، بينما نحن نكتفي بدور المتلقي أو المستقبل، ضمن سياسة رد الفعل، لا الفعل، والله المستعان.
________________
[1] تهويد فلسطين، إعداد وتحرير: د. إبراهيم أبو لغد، ترجمة: د. أسعد رزق، منشورات: رابطة الاجتماعيين بالكويت، ومركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، فبراير 1972م، ص 384.
[2] تهويد فلسطين، مرجع سابق، ص383.
[3] راجع المعلومات السابقة في: فلسطين والقدس في التاريخ، إدارة المعلومات والأبحاث، بوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، 1408هـ - 1987م، ص159 -160.
[4] حريق المسجد الأقصى، د. ميشال غريب، المكتبة العصرية، بيروت، 1970م، ص32، نقلاً عن جريدة الأخبار القاهرية عددي: 22 - 25 أغسطس 1969م.
[5] جريدة الأنوار اللبنانية، 26 / 8 / 1969م.
[6] تهويد القدس، ص393.
[7] جريدة الأنوار، 26 / 8 / 1969م.
[8] جريدة الجمهورية المصرية، والفاينشيال تايمز البريطانية، في 24 أغسطس 1969م
[9] جريدة لوفيغارو الفرنسية، عدد (18)، / 8 / 1967م.
[10] جريدة نيويورك تايمز، 11 / 6 / 1968 م.
[11] جريدة الأهرام (القاهرية)، والحياة البيروتية، في 24 / 8 / 1969 م.
[12] انظر: القدس والآثار، م س.
[13] راجع المعلومات والتواريخ المذكورة أعلاه في كتاب: حاضر العالم الإسلامي (الآلام والآمال)، د. توفيق الـواعي، مكتبة المنار الإسلامية، الكويت، ط1، 1421هـ - 2000م، ص127.
[14] راجع: حريق المسجد الأقصى، ص 38 45؛ حيث ضمَّن روايات موثقة عن جرائد عربية وأجنبية، مثل: المحرر (بيروت)، الغارديان (بريطانيا)، الأهرام (القاهرة)، لوموند (باريس) وغيرها.
[15] حاضر العالم الإسلامي، ص127.
[16] المشروع الصهيوني لتهويد القدس، د. خليل التفكجي، مجلة المجتمع، الكويت، العدد 1756، يونيو 2006م (ملف القدس وأربعين عاماً في قبضة الأفعى)، ص15.
[17] الحوض المقدس: أحدث مخططات السيطرة على القدس، عبد الرحمن فرحانة، مجلة المجتمع، الكويت، العدد 1756، يونيو 2006م (ملف القدس وأربعين عاماً في قبضة الأفعى)، ص19.
[18] المصدر السابق، ص20.
[19] المصدر السابق، ص20.
[20] المصدر السابق، ص20.
نقل مجلة الزيتونة عن :منارة الشريعة
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا تغذ السير لترتيب عميل جديد في سوريا بدل عميلها القديم الذي سقط أو كاد
فسارعوا أيها المسلمون لكنس العميلين وأقيموا حكم الإسلام الذي يحيي البلاد والعباد!
عُقد مساء الأربعاء 16/11/2011 اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في الرباط، وقبل ساعات منه عُقد المنتدى العربي التركي، وكان البارز في الاجتماعين هو الموضوع السوري... وقد سبق اجتماعَ الرباط اجتماعٌ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة في 12/11/2011...
وكما قرر اجتماع القاهرة آنف الذكر تعليق مشاركة النظام السوري في اجتماعات الجامعة لعدم تنفيذه المبادرة العربية في 2/11/2011 التي كانت قد أمهلت النظام السوري أسبوعين للتنفيذ، كذلك فقد قرر اجتماع الرباط متابعة الموضوع بإعداد "بروتوكول" لإرسال مراقبين حول ما يجري في سوريا، وأمهلوا النظام السوري ثلاثة أيام أخرى ليعطي رأيه في هذا "البروتوكول"!
والملاحظ في كل اجتماعات الجامعة المتتالية مؤخراً هو إمهال النظام السوري مرة بعد مرة، وذلك إلى أن تتمكن أمريكا من تهيئة عميل جديد يسير بالدولة المدنية العلمانية التي يسير عليها العميل الحالي مع إدخال مساحيق تجميل زائفة على العميل الجديد!
أيها المسلمون:
لقد صدرت هذه القرارات لتعلن أن حكم بشار قد انتهى دولياً، والبحث بعدها سيجري عن حاكم عميل بديل آخر، والباقي تفاصيل... ولأن النظام السوري هو صناعة أمريكية منذ الوالد والولد، لذلك فإن أمريكا تحرص على أن تكون هي التي تختار البديل الجديد الذي يحقق لها مصالحها كما حقق لها نظام الأسد مصالحها من قبل... وهكذا فإن البحث في الأزمة السورية أصبح يغذ السير في الحديث عن البديل، ووزراء خارجية العرب ومن ورائهم رؤساؤهم، ومن وراء هؤلاء الرؤساء أسيادُهم من الأمريكان الذين ينشطون في إعداد العميل الجديد مكان العميل القديم، ثم أوروبا التي تدور حول أمريكا مُدركةً أن حظها في سوريا هو الأقل، لذلك فهي تنشط مؤيدة لأمريكا لتبقى في صورة التغيير الجديد، مستغلةً أية فرصة سانحة للحصول على المزيد!... كل هؤلاء وأولئك يستحوذ عليهم هاجس الإسلام، فهم يخشون أن يمسك المسلمون المخلصون بزمام الأمور في بلاد الشام، فلا يقف أمامهم لا العميل القديم ولا الجديد ولا من أنتجهما، بل يقيمون حكم الإسلام الذي يعيد الأمن والأمان لأهل الشام ومن حولها، ويقطع دابر الكفار المستعمرين وعملائهم قطعاً لا مردَ له...
أيها المسلمون: إنه لقولٌ فصل وما هو بالهزل، وإن الشام على مفترق طرق:
فإما أن تصدقوا مع الله فتخلصوا القول والعمل وتمسكوا بزمام الأمور وتقيموا حكم الإسلام في أرض الشام، الخلافة الراشدة، التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بها فقال «أَلاَ إِنَّ عُقْرَ دَارِ الإسلام الشَّامُ» أخرجه الطبراني في مسند الشاميين، وبذلك تعزوا وتسعدوا وتضيئوا أرض الشام وبلاد الإسلام، بل والعالم، بعدل الإسلام وأمنه وأمانه...
وإما أن تنجح أمريكا باستبدال عميل بعميل، وتستمر في عهد اللاحق الدولةُ المدنية العلمانية التي أقامها السابق مع بعض مساحيق التجميل التي لا تغني من الحق شيئا...
وهذا لن يكون بإذن الله ما دام فرسان الإسلام قائمين بالحق لا يضرهم من خالفهم، فشمروا عن سواعدكم، فقد أصبح النصر قاب قوسين أو أدنى، فنظام بشار إلى انهيار، وهو كمنسأة سليمان ينتظر دفعةً تُلقيه أرضاً، ولن تستطيع أمريكا ولا أوروبا رفعه عن الأرض، ناهيك عن أن تقيمه واقفاً على قدميه!
أيها المسلمون الثائرون في سوريا: إن حزب التحرير لكم من الناصحين ، فهو منكم ومعكم، فاثبتوا على الحق الذي أنتم عليه، ولا تنخدعوا بشعارات أعداء الإسلام في الدولة المدنية العلمانية، ولا بديمقراطيتهم التي تحلل وتحرم من دون الله، ولا تخشوهم فالله أحق أن تخشوه... واعلموا أن العدو الأكبر للإسلام والمسلمين في كل ديارهم هو الغرب الكافر المستعمر الذي يصر على إبعاد الإسلام عن الحياة والحكم. وما هؤلاء الحكام المهترئون الذين يريدون أن يفاوضوكم على مستقبل سوريا إلا ظل لهم...
وإننا في حزب التحرير لن نألو جهداً في نصحكم، فنحن مع ديننا على طريقة رسولنا الكريم، فكونوا معنا واعلموا يقيناً أنه لن ينجينا في الدنيا والآخرة إلا أن يكون العمل خالصاً لله على الطريقة الشرعية التي يرضاها سبحانه. فالأمة عندها من القدرات ما يمكنها من أن تستغني بها عن مد اليد إلى أعدائها لمساعدتها.
كما أنناندعو أحرار الجيش في سوريا والضباط الذين مازالوا تحت إمرة النظام وهم مكرهون أن يلتقوا على إزالة هذا النظام المجرم، وتفويت الفرصة على الغرب وعلى عملائهم من حكام العرب، وأن يجعلوا عملهم خالصاً لوجه الله سبحانه فيمدوا يدهم إلى يد الحزب ليعقدوا النصرة له، فيقام الحكم بما أنزل الله تعالى، الخلافة الراشدة الثانية، قال تعالى: ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ).
21 من ذي الحجة 1432
الموافق 2011/11/17م حزب التحرير ولاية سوريا
ستشرق روسي : "الربيع العربي"سينتهي بقدوم الإسلاميين إلى السلطة
بيت لحم-معا- يعتبر رئيس معهد "الاستشراق" التابع لأكاديمية العلوم الروسية فيتالي ناعومكين، أن "الربيع العربي" يشرف على الانتهاء بقدوم الإسلاميين إلى السلطة في جميع بلدان الشرق الأوسط تقريباً، ذلك ما تؤكده الانتخابات التونسية الأخيرة.
وقال ناعومكين لوكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء اليوم الثلاثاء: "أصبح جلياً، أن "الربيع العربي" يغير الحكومات العلمانية إلى حكومات إسلامية".
ويقول ناعومكين: لقد جرت في تونس يوم الأحد الماضي انتخابات المجلس التأسيسي، الذي يتوجب عليه وضع دستور جديد للبلاد وتحديد ملامح لحياتها السياسية المستقبلية وتشكيل حكومة انتقالية. ووفق النتائج الأولية حصل حزب "النهضة" الإسلامي على أكبر نسبة من المقاعد النيابية من بين الأحزاب الأخرى. وقد أشرف على سير الانتخابات في تونس عدد هائل من المراقبين الدوليين، على اعتبار أن تونس كانت البلد التي انطلقت منه إلى مجمل بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الاحتجاجات المناهضة للسلطات، والتي دخلت التاريخ تحت اسم ثورات "الربيع العربي".
ويضيف المستشرق أنه في يوم الأحد ذاته أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أن ليبيا ستعيش وفق الشريعة الإسلامية، وسيلغى أي قانون يتعارض معها. وتعهد عبد الجليل بإلغاء قانون منع تعدد الزوجات، الذي أصدرته حكومة القذافي في وقت سابق.
ولفت ناعومكين إلى "خروج سلسلة الأنظمة العلمانية وحلول محلها سلسلة الأنظمة الإسلامية، مشيرا إلى أن الجزائر تبقى الدولة العلمانية الوحيدة إلى جانب سورية التي مازالت صامدة بعد أيضا".
وقالت "أنباء موسكو" ان خسائر الربيع العربي تقدّر ب50 مليار يورو وتشير تقارير غربية أصدرتها مجموعات استشارية، أن الاضطرابات الشعبية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط المعروفة بـ"الربيع العربي"، كلفت المنطقة العربية أكثر من 50 مليار يورو.
وتشير تقارير غربية أصدرتها مجموعات استشارية، أن الاضطرابات الشعبية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط المعروفة بـ"الربيع العربي"، كلفت المنطقة العربية أكثر من 50 مليار يورو.
ويقول تقرير صادر عن مجموعة استشارات "جيوبوليسيتي" إن أكثر الدول العربية تضرراُ كانت مصر وسورية وليبيا، في وقت حذر فيه التقرير من ازدياد ضرر تداعيات "الربيع العربي" إذا لم يتم توفير برنامج دعم إقليمي للدول المتضررة.
في غضون ذلك، استفادت المنطقة إجمالا من "الربيع العربي" نتيجة ارتفاع أسعار النفط، الذي عاد بأكبر المكاسب على الدول المنتجة للنفط والتي لم يصل إليها "الربيع العربي" بعد.
ويضيف التقرير: "مع أنه لا توجد أرقام دقيقة حول الكلفة الاقتصادية لتلك الانتفاضات، إلا أن حساب المكاسب والخسائر للمنطقة، يشير إلى فائدة اقتصادية لدول معينة، أي أن حصيلة ارتفاع أسعار النفط لدى الدول المنتجة أكبر بكثير من خسائر الدول التي شهدت انتفاضات.
ويقدر التقرير الذي أوردت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" مقتطفات منه، الخسائر الناتجة عن القلاقل في الناتج المحلي الإجمالي لكل من مصر وليبيا وتونس وسورية والبحرين واليمن بمبلغ 20.56 مليار دولار، وفي النفقات المالية العامة لهذه الدول بمبلغ 35.28 مليار دولار، بالرغم من أنه يقر بغياب الكثير من البيانات والمعطيات الاقتصادية.
وأضاف التقرير أن إجمالي الإنفاق العام انخفض بصورة كبيرة متزامناً مع تراجع في الإيرادات بنسب وصلت إلى 77 في المائة باليمن و84 في المائة بليبيا.
وفي غضون ذلك، لم تأخذ هذه التقديرات في الاعتبار الخسائر البشرية والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والمشروعات وخسائر الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
كما تقول مصادر أوروبية إن عقوداً بكلفة 25 مليار دولار ستوقع مع شركات تركية، تعمل في القطاع الإنشائي، لتعيد ما دمرته الحرب الشعبية في ليبيا بين القوات الموالية للقذافي وقوات المعارضة.
في المقابل، زادت عائدات الدول النفطية خاصة الإمارات والسعودية والكويت، حيث ارتفعت عائدات الميزانية العامة للإمارات بنسبة 31 في المائة، فيما زادت عائدات السعودية بنسبة 25 في المائة.
وحسب رأي الخبير، فإن وصول الإسلاميين عملياً إلى السلطة أمر لا مفر منه في تونس، التي ستعلن نتائج الانتخابات فيها قريباً، وكذلك في مصر وليبيا، وفي اليمن أيضا حيث ترأس الإسلاميون الاحتجاجات الشعبية المعارضة.
وأضاف ناعومكين: "في اليمن، على الأغلب، سيرحل الرئيس وسيكون هناك نظام إسلامي، وفي سورية إذا ذهب بشار الأسد سيكون الأمر ذاته، وفي مصر أيضاً الأمر محسوم فيها للإسلاميين. يبقى السؤال حول ما إذا سيكون الإسلاميون المسيطرون معتدلين أم متطرفين".
وأوضح الخبير أنه في البلدان التي سيتسلم السلطة فيها ممثلو التيارات الراديكالية كـ"الإخوان المسلمين" ستكون القوانين مصاغة "على هدى الشريعة الإسلامية، كما هو الحال في السعودية"، ويعتبر ناعومكين، أن ذلك يعني التخلي عملياً عن القوانين العلمانية. وفي البلدان التي سيحكمها الإسلاميون المعتدلون - على سبيل المثال كحزب "النهضة" التونسي - ستتخلل التشريع قوانين إسلامية. وستؤثر الشريعة، بشكل خاص، على مسائل الوراثة والزواج دور المرأة في المجتمع، وعلى إنتاج وتناول المشروبات الكحولية وغيرها من المسائل.
ويعتبر ناعومكين أن النخبة العسكرية هي البديل الوحيد للإسلاميين في بلدان الشرق الوسط. وقال: "لا يستثنى في البلدان التي تجري فيها التحولات العميقة بما فيها ليبيا، أن يكون البديل للإسلاميين في الوصول إلى سدة السلطة، إما النخبة العسكرية أو الفوضى العامة، وأنا أعتقد أن مثل هذا الاحتمال يجب عدم إغفاله من الحسبان، لأن العسكريين والإسلاميين هما القوتان الأكثر تنظيماً في بلدان الشرق الأوسط حتى الآن".
نشر الأربعـاء 26/10/2011 (آخر تحديث) 27/10/2011 الساعة 07:48
منقول عن : وكالة معاً الاخبارية
http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=432762
كواليس المخابرات الأطلسية في ليبيا
إن باب التغيير في بلاد المسلمين قد فتح؛ فتحه المسلمون ولن يغلقه الغرب. والغرب إذا كان من قبل قابضاً على مقدرات المسلمين، فإنه اليوم خائف بل هلع من أن تكف هذه الثورات يده وتطرده ثم تلاحقه إلى عقر داره، خاصة وأنها على حدوده. وبسبب مفاجأة أحداث التغيير للجميع لم يستطع المكر الأوروبي أن يخفي تدخله في ليبيا وهذا من علامات الضعف. وإن ما يحدث في ليبيا ينبئ بأن الثورة على القذافي تحتاج إلى ثورة عليها لأنها تشبهه في كل شيء.
نشرت صحيفة الحياة في 10/07/2011م تحت عنوان:
"استخبارات: ثوار ليبيا تبدأ تطهير صفوفهم من المتشددين"
المقال التالي:
كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية أمس، أن الثوار الليبيين يُجرون تدقيقاً في عشرات، وربما مئات من المقاتلين المنضوين في صفوفهم، في إطار حملة لمنع إسلاميين متشددين من تكوين موطئ قدم لهم في الثورة ضد نظام القذافي. وأضافت أن أي كتيبة للثوار لا تكون خاضعة لسيطرة القيادة المركزية للمجلس الوطني الانتقالي بحلول بداية آب (أغسطس) المقبل سيتم اعتبارها منظمة إجرامية.
وكان منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية دانيال بنجامين قال في مقابلة مع «الحياة» قبل أيام،إن إدارة الرئيس باراك أوباما ترصد انتقال متشددين إلى ليبيا، وإن ذلك يشكّل مصدرقلق.
وكشفت «التايمز» أن المجلس الوطني الانتقالي شكّل دائرة للاستخبارات يعمل فيها جهاديون سابقون لديهم خبرة في أفغانستان، وأن هؤلاء يشرفون على رصد والتحكّم بدور الناشطين الإسلاميين في صفوف الثورة.
وزعمت الصحيفة أن تحقيقاتها أكدت أن دائرة استخبارات الثوار أُنشئت بعلم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، وأنها منعت قيام معسكرات تدريب غير شرعية، كما أعادت مقاتلين أجانب إلى بلدانهم، ووضعت أيضاً تحت المراقبة قادةً من الثوار، بما في ذلك سجناء سابقون كان الأميركيون يعتقلونهم في خليج غوانتانامو.
وقالت إن وحدة الاستخبارات، وهي جزء من فرع الأمن الداخلي للثوار، تأسست قبل شهر، وإن مهماتها، إضافة إلى التصدي لحملات التخريب التي يقوم بها عملاء القذافي، تتضمن مراقبة الناشطين الإسلاميين الذين سبق أن قاتلوا في العراق وأفغانستان، والذين يعملون حالياً في صفوف الثوار، إضافة إلىمراقبة عمليات التدريب والتثقيف الأيديولوجي في وحدات المعارضة.
ونقلت عن عبدالباسط الشهيبي (44 سنة) وهو أحد قادة جهاز استخبارات الثوار في بنغازي: رجل الـ «CIA» قال لي: «نحن خائفون من هؤلاء الناس»، في إشارة إلى متشددين محتملين في صفوف الثوار. والشهيبي سافر للجهاد في أفغانستان في بداية التسعينات، وعمل لاحقاً بائع عقارات في مدينة مانشستر (شمال إنكلترا). وأضاف: «قلت له أن ليس عليه أن يخشى،فنحن سنهتم بهذا الأمر».
وذكرت الصحيفة أن دائرة الأمن الداخلي للثوار سعت خلال الشهر الماضي إلى إغلاق معسكرات تدريب يُشتبه في أنها تُدار خارج سيطرة المجلس الوطني الانتقالي، خشية أن تكون تُستخدم لأهداف سلبية سياسية أو أيديولوجية. وتابعت أن الدائرة نجحت أيضاً في وضع 32 كتيبة من أصل 40 كتيبة للثوار عن القيادة المركزية للمجلس الانتقالي.
وقال الشهيبي: «الأمر يصير خطيراً ... فهناك كتائب يتم إنشاؤها في كل مكان ويقودها الذين ينشئونها. بعد رمضان، كل كتيبة تكون خارج سيطرةالقيادة (المجلس الانتقالي) سيتم اعتبارها منظمة إجرامية. إذا لم نسيطر على الأمرالآن سنجد أن في كل مدينة 40 أو 50 أو 60 معسكراً مختلفاً».
وذكرت الصحيفة أن دائرة أمن الثوار منعت أيضاً مقاتلين أجانب من الالتحاق بالثورة. وقالت إن الشهيب يكشف مقاتلَيْن أردنيين على الجبهة قرب أجدابيا وتولى ترحيلهما. ونقلت عنه أنه شكرهما وأبدى امتنانه لما قاما به، و «لكن عليكما الرحيل إلى بلدكما. لا أعرف أي فيروس يمكن أن يكون في عقلهما».
وزعمت أن أمن الثوار أوقف إسلامياً من الثواريدعى أبو سفيان بن قمو، الذي سبق أن اعتقله الأميركيون في غوانتانامو بعد توقيفه في باكستان بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001م. واعتُقل بن قمو في ليبيا بعد تسليمه إلى نظام القذافي، لكن تم الإفراج عنه عام 2008م وعاد إلى بلدته درنة في شرق البلاد. وذكرت «التايمز» أن بن قمو أوقف الشهر الماضي بعدما عرف أمن الثوار أنهrيثير مشاعر معادية للغرب في صفوف الثوار.
منقول عن مجلة الوعي، العدد 298 ، السنة السادسة والعشرون ،ذو القعدة 1432هـ ، تشرين الأول 2011م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحضارة الغربية تحتضر فلاتحيوها !
د. ياسر صابر
لم يكن يفطن فوكوياما إلى أن ديمقراطيته التى إعتبرها نهاية التاريخ سوف تجابه بأهلها ، ولم يكن يدر بخلده أن الألاف من شعبه سوف يخرجون يوماً أمام " وول ستريت " ليهتفوا بسقوط ديمقراطية الواحد بالمائة التى تحكم التسعة والتسعين بالمائة الباقية. ولم يدرك فوكوياما أن دولته حين بدأت مشروع حرب النجوم لم تكن تمكنت بعد من غزو العقول ، وبأنها حين نزلت على سطح القمر لم تكن فهمت بعد الحياة على الأرض .
إن نشأة الرأسمالية كنظام حياة لم تكن ولادة طبيعية لعملية فكرية مستنيرة بل كانت ردة فعل على الواقع الأليم الذى عاشه الغرب فى عصوره الوسطى ، ومن هنا كانت الرأسمالية تحمل أسباب فنائها فى أحشائها منذ أن وجدت ، وماكانت البشرية بحاجة لتصبح رهينة هذا المبدأ الإستعمارى لما يزيد عن مائتى عام حتى تتحقق من أنه لايصلح للإنسان .
إن أى مبدأ يقوم على أساس خاطىء لابد أن يسقط مهما طال به الزمن وبالرغم من أن الرأسمالية قد إستنفذت صلاحيتها منذ زمن إلا أنها إستطاعت أن ترقع نفسها حتى أصبحت ثوباً مهلهلاً ، وبعد أن إستطاعت أن تتخلص من الإشتراكية وجدت نفسها على نفس الطريق الذى هوت إليه الأولى كما تقول صحيفة " هاندلز بلات " الهولندية فى عددها الصادر يوم 26.08.2008 حيث تقول " إن صيف 2008 سوف يدخل التاريخ بوصفه اللحظة التى تشهد سقوط المبدأ السياسى الأخير فى القرن العشرين ، فبعد 20عاماً من إنتصار الرأسمالية على الشيوعية يبدو المنتصر حينئذ منهزم اليوم ليسجل أن معسكرى الحرب الباردة قد فشلا " .
فعلى المستوى الإقتصادى الذى يعتبر عصب هذا المبدأ عانى الغرب أزمات كان أولها عام 1929 ، والتى أجبرتهم على القيام بإجراءات كانت بمثابة نسج الخيوط التى إلتفت حول رقبة هذا النظام لترديه صريعاً ، فقاموا بإبتداع نظام نقدي حولَ الإقتصاد إلى مجرد أرقام ليس لها وجود فى أرض الواقع ، وإستمرت هذه الأزمات الإقتصادية تترى حتى وصل أخرها فى صيف 2008 . وقد عمل الغرب حثيثاً على صياغة خطط إنقاذ إلا أنها لم تكن إلا صباً للزيت على النار المشتعلة وإزدادت الأزمات تأزماً . ولأن الغرب أصبح منهكاً عسكرياً فأصبح غير قادر على ضخ أموال حقيقية فى إقتصاده عن طريق شن الحروب كما كان يقوم فى السابق بمص ثروات الشعوب التى يستعمرها.
وعلى مستوى الحكم فإن ديمقراطيتهم تعانى منذ النصف الثانى من القرن المنصرم من أزمة عدم القدرة على الحكم مما دفع مفكريهم إلى محاولة صياغة مرحلة مابعد الديمقراطية ، إلا أنها مازالت نظريات غير قادرة على التطبيق ولم تعمل على تضييق الفجوة الكبيرة التى تتسع بين الشعوب والأنظمة الحاكمة والتى بدأت تنذر بثورة شاملة فى الغرب بدأت إرهاصاتها بالفعل فى كثير من العواصم الغربية.
أما على المستوى السياسى فلم يعد الغرب قادراً على صناعة العملاء كما كان يصنعهم فى السابق ، فعملاء الغرب من حكام المسلمين الذين صنعهم فى خمسينيات القرن المنصرم قُدموا لشعوبهم كأبطال ومحررين فأستطاعوا أن يخدعوا الأمة ردحاً طويلاً من الزمن حتى إكتشفت الأمة عمالتهم ، أما اليوم فإن "كرزاياتهم" لم تعد تملك السيطرة على الأرض التى يقفون عليها ، ولاأمنهم الشخصى فى غرف نومهم . وعلى الصعيد العسكرى فإن أمريكا قائدة المعسكر الرأسمالى والتى تملك أكبر قوة مادية على الأرض لم تستطع بهذه القوة أن تواجه ثلة مؤمنة من أبناء الأمة الإسلامية لم يمتلكوا من السلاح سوى أسلحة بدائية ، وبالرغم من ذلك فقد مرغوا أنف أمريكا فى تراب العراق وافغانستان ، ولولا خيانة حكام المسلمين ومايمدون به أمريكا والغرب من مساعدات على كل الأصعدة ماوطئت أمريكا وحلفاؤها شبراً واحداً من بلاد المسلمين.
أما مجتمعاتهم فحدث ولاحرج فإن نظرتهم للحياة القائمة على المنفعة قد صنعت من البشر وحوشاً يأكل القوى فيها الضعيف ، وقد بحثوا عن السعادة فى غير مظنها ، فركدوا وراء شهواتهم بحثاً عنها فلم يجدوها حتى إنتهى بهم الحال إلى أن يتزوج الرجلُ الرجلَ ، وتتزوج المرأةُ المرأة ، وهجرت المجتمعات الغربية فكرة التناسل والتكاثر وبناء الأسرة فأدى هذا إلى شيخوخة مجتمعاتهم ، حتى أن هناك شعوباً كاملة مهددة بالإنقراض مثل الشعب الألمانى الذى يتوقع أن ينقرض فى أقل من 40 عاماً من الأن . وبالرغم من رفاهية العيش التى يتمتعون بها إلا أن أمراضهم النفسية تتفاقم بشكل مطرد حتى أن 165مليون من سكان الإتحاد الأوروبى يعانون من أمراض نفسية حسب أرقامهم.
وعلى المستوى الفكرى فبالرغم من تمكن الرأسمالية من الإنتصار على الشيوعية وهزيمة المعسكر الشرقى هزيمة فكرية إلا أن هذا الإنتصار تحول إلى هزيمة قاسية ماأن بدأ الغرب صراعه المباشر مع الإسلام منذ بداية التسعينيات من القرن المنصرم . وقد تمثلت هذه الهزيمة فى فشله الذريع لكسب قلوب أو عقول المسلمين لحضارته ، فلجأ إلى عملائه فى العالم الإسلامى حتى يفرضوا هذا بالقوة فأنفقوا المليارات وفتحوا السجون وتفننوا فى أساليب التعذيب والملاحقة والتضييق وكل ماتمخض عنه العقل الغربى من أساليب قذرة عله يبعد المسلمين عن عقيدتهم إلا أنه فشل فى ذلك فشلاً ذريعاً ، وكانت ملياراتهم حسرة عليهم . ولم يكتفى بذلك بل عمد إلى مناهج التعليم ليغيرها كما يريد فأزال منها ماأزال ووضع فيها مايحلو له ، ومع ذلك خرجت الأجيال التى درست هذه المناهج أكثر إرتباطاً بعقيدتها من جيل الأباء بل كانت هذه الأجيال الشابة هى من خرجت على أنظمتها . والهزيمة الفكرية التى مُنى بها الغرب لم تقتصر على بلاد المسلمين بل عانى منها فى عقر داره على أيدى أبناء المسلمين الذين يعيشون فى الغرب والذين حملوا الإسلام حملاً مبدئياً صارعوا به الحضارة الغربية فى عقر دارها ، فقدموا للغرب البديل الحضارى ووضعوا أيدى الغرب على عوار مبدئهم فأدى ذلك إلى دخول كثير من الغربيين فى الإسلام ، فأظهر الغرب وجهه الحقيقى وحقيقة حضارته ، فأنقلب عليها فكمم الأفواه وإقتحم البيوت وتجسس على أبناء المسلمين الذين يعيشون على أرضه ، ولم يكتفى بذلك بل قام بتغيير قوانينه وبالغ فى منعه أى مظاهر لها علاقة بالإسلام كمنع الحجاب ومنع بناء المآذن ، وقام بتجييش إعلامه لتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
إن الغرب يدرك أنه لايملك القدرة على منع الإسلام من أن يعود ليحكم من جديد ، كما أنه يدرك تمام الإدراك أنه لايقدر على أى مواجهة عسكرية مع الأمة لأن نتائجها محسومة ولكن كل مايحلم به الغرب هو تأجيل اليوم الذى يعود فيه الإسلام إلى الحياة ، لهذا علينا أن نعى هذه الحقائق بأن حضارة الغرب الرأسمالية قد دخلت غرفة العناية المركزة .
والسؤال المطروح : من يعمل على إحياء الحضارة الغربية ؟
إن إبعاد الإسلام عن الحكم هو إحياء للحضارة الغربية ، لأن الإسلام هو البديل الحضارى الذى يحل مشاكل البشر وهو الأمل للأمة ليخلصها من جور الحضارة الغربية ، لأن الإسلام ممثلاً فى دولته هو الذى سيرفع أجهزة التنفس الصناعية من على وجه الحضارة الغربية ليعلن رسمياً وفاتها ودفنها لترتاح البشرية من ظلمها. لذلك على أبناء الحركة الإسلامية أن يرتفع وعيهم ويدركوا أن وصولهم إلى الحكم دون الإسلام يمثل طوق النجاة الذى ينقذ الغرب من الغرق فلايمنحوه إياه ، بل عليهم أن يعملوا لإيصال الإسلام إلى الحكم ولايقبلوا بأى مساومات مهما كان ثمنها ، ويرفضوا الحوار مع الغرب تحت أى مسمى من المسميات ، ويجعلوا هذا الحوار مع بعضهم البعض ليتفقوا على الطريقة الصحيحة للتغيير التى قام بها المصطفى صلوات الله وسلامه عليه لأنها هى الوحيدة التى نزل بها الوحى وغيرها لن يوصل إلى التغيير.
ألا فليعلم فوكوياما بأن الإسلام الذى يشق طريقه إلى العقول والقلوب هو الذى سيريح البشرية من جور الرأسمالية التى ظلمت الإنسان ، وسوف يبلغ الإسلام الدنيا من شرقها إلى غربها لأن الحق لابد أن يدمغ الباطل ويزهقه.
" أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" التوبة 109
dr.saber22@yahoo.com
www.twitter.com/dryassersaber
منقول عن : مجلة الزيتونة
بسم الله الرحمن الرحيم
ادلة خيانة المجلس العسكرى وتآمره على الثورة
الشيخ الدكتور وجدي غنيم
مقدمة:
• هذا المجلس العسكرى تعيينه باطل لان الذى عينه هو المخلوع حسنى وما دام مخلوعا فكل قراراته باطلة لان ما يترتب على باطل فهو باطل.
• الذى اعلن تعيين هذا المجلس فى الاعلام وفى الجريدة الرسمية هو نائب حسنى المخلوع وهو اللواء عمر سليمان وهو ايضا باطل لان حسنى المخلوع هو الذى عينه قبل خلعه.
• لماذا لم يعلن حسنى المخلوع تخليه عن السلطة بنفسه ووكل عمر سليمان نائبه وقتذاك فى الحديث نيابة عنه؟.
• هذا المجلس بقيادة الطنطاوى يمتلكون اكثر من 400 شركة تجارية تتربح بخلاف الاراضى وبدلات الولاء التى كانت تمنح لهم شخصيا.
• هذا المجلس حول المصانع الحربية الى انتاج السخانات والبوتاجازات والثلاجات.
• ظهر حسنى المخلوع مع هذا المجلس العسكرى اثناء الاحداث وهم فى غرفة العمليات.
• حلقت طائرة عسكرية فوق المحتشدين فى ميدان التحرير لتخويفهم.
ادلة خيانة المجلس العسكرى:
1. ظل هذا المجلس مساعد ا ومؤيدا للمجرم حسنى طوال فترة حكمه ولم يعترض على خيانته او ينقلب عليه وهو يرى فساده وظلمه وخيانته.
2. ظل المجلس اكثر من 17 يوما يرى القتل والتنكيل بالشباب فى ميدان التحرير والمحافظات دون ان يفعل شيئا.
3. فور تولى المجلس السلطة وفى اول بيان له وجه الشكر الى حسنى المجرم شاكرا له ما قدمه لمصر!!!!!.
4. كذب الطنطاوى وشهد شهادة زور فى المحكمة لصالح حسنى المجرم المخلوع لينقذه من مسؤلية قتل اكثر من 850 شهيد واكثر من 5,000 جريح ومعاق.
5. وعد المجلس بتسليم السلطة خلال 6 شهور وفى كل مرة يؤجل بدون سبب طمعا فى السلطة وطمعا فى افشال الثورة.
6. وجه المجلس دعوة لاستفتاء الناس على 6 مواد ثم اضاف هو من عنده 60 مادة.
7. لم يلغ قانون الطوارىء بل فعله.
8. لم يلغ المحاكم العسكرية للمدنيين.
9. لم يلغ احكام المحاكم العسكرية السابقة فى العهد البائد على المدنيين واوضح مثل لذلك هو حالتى.
10. مازال يصدر الغاز الى الكيان الصهيونى وكان يستطيع ان يتعلل بالثورة فيوقف التصدير او يلغى الاتفاق ويدفع تعويضا مثلا.
11. ما زال المجلس يحاصر اخواننا فى غزة لحساب الكيان الصهيونى.
12. ما زال المجلس العسكرى يعيق وصول الامدادات والمساعدات الى اخواننا المحاصرين فى غزة واوضح مثل هو اعاقة قافلة اميال من الابتسامات 7 من الدخول لغزة عبر معبر رفح بل اغلق معبر رفح طوال ايام عيد الاضحى.
13. تعيين وزراء من العهد البائد كانوا متورطين مع المخلوع حسنى المجرم.
14. مازال المجلس يدعوا القيادات السابقة من العهد البائد ومن الحزب الوطنى لالقاء محاضرات.
15. لم يعين اى شاب من شباب الثورة وهم الاولى فهم مؤهلين وهم الذين ضحوا.
16. يتصرف وكانه هو الذى قام بالثورة وضحى.
17. يعين محافظين غير مرغوب فيهم وعندما ثار الناس (جمد) تعيين محافظ قنا وهذه اول مرة نسمع فيها كلمة جمد.
18. يمنع نزول الشرطة لكى تمارس وظيفتها حتى الان ليتيح للعصابات والبلطجية تفزيع الناس عقابا لهم على الثورة وحتى يترحم الناس على العهد البائد طلبا للامن والامان ولا تظهر الشرطة الا عند ضرب الناس او تعذيبهم او سحلهم بعد الموت والقائهم فى الزبالة.
19. كرم المجلس المتآمر امن الدولة الذى افسد البلاد والعباد بترقيته من امن الدولة الى امن الوطن.
20. اعطى فرصة لمباحث امن الدولة لفرم وحرق الاوراق والمستندات التى تثبت ادانتهم وتورطهم فى افساد البلاد والعباد.
21. استجاب المجلس لمظاهرة بالمئات للصليبيين وافرج عن قس وامراءة مسيحية محكوم عليهما بحكم محكمة ولم يفرج عن الاخ / ابو يحيى بالرغم من خروج الالاف من المسلمين المطالبين بذلك.
22. لم يستجب لطلبات الاخوة برفع الظلم عنى والغاء الحكم الصادر ضدى بخمس سنوات وانا خارج البلاد منذ 10 سنوات بالرغم من التوقيعات والتى بلغت ثلاثة ارباع المليون.
23. ابقى على قيادات التليفزيون والجرائد الذين كانوا فى خدمة نظام حسنى المخلوع كما هم فى مناصبهم ويمارسون نفس الكذب والتضليل والنفاق.
24. اقام المجلس سورا حول سفارة الكيان الصهيونى لحمايتهم.
25. اعلن الكيان الصهيونى ان المجلس وعده بانه لن يكون هناك اى تغيير فى اى شىء سابق.
26. شكل محكمة عسكرية حكمت بالسجن 6 شهور مع ايقاف التنفيذ على الاخوة الذين اقتحموا سفارة العدو الصهيونى.
27. حرر المجلس المتآمر اليهود العالقين فى سفارة العدو وحماهم حتى وصولهم الى الكيان الصهيونى فى الوقت الذى قتل فيه اليهود جنودنا على الحدود المصرية بعد اقتحام الحدود وكانت فرصة ان ارادها ان يلغى كل اتفاقات ومعاهدات بعد نقضهم لها باقتحام الحدود وقتل الجنود.
28. لم يفعل شيئا ازاء مقتل الجنود المصريين على الحدود.
29. لم يحل حسنى المجرم الى محكمة عسكرية بل حاكمه بمحكمة عادية فى الوقت الى يحيل الناس المدنيين الى المحاكم العسكرية.
30. لم يطالب باسترداد الاموال المنهوبة والمهربة من حسنى الحرامى وزوجته واولاده واعوانه للخارج.
31. اعطى فرصة شهرين للمجرم حسنى واولادة وزوجته والوزراء والحرامية لتسوية حساباتهم وتهريبها قبل ان يحولهم الى المحاكمة.
32. يحاول وضع مبادىء فوق الدستور تضمن له الحصانة والسيطرة وتضمن عدم تطبيق الشريعة الاسلامية.
33. مازال القتل والتعذيب مستمرا:
1. عصام عطا (قتل).
2. معتز سليمان (قتل).
3. احمد عاطف (خطف اسبوع).
4. شريف الروبى (خطف 4 ايام).
34. يتحكم فى عصام شرف وحكومته:
1. قبل عصام شرف استقالة يحيى الجمل فاعترض المجلس ولم يقبل الاستقالة.
2. تقدم المجلس بالاستقالة بعد احداث قتل الجنود المصريين فلم يقبل المجلس العسكرى الاستقالة.
3. قرر عصام شرف وحكومته سحب سفيرنا من الكيان الصهيونى اعتراضا على قتل جنودنا فرفض المجلس العسكرى.
35. اعطى المجلس العسكرى الاوامر للجيش والشرطة بضرب وسحل المعتصمين السلميين فى ميدان التحرير والتعامل معهم بكل اشكال القسوة وعدم الرحمة بفقا العيون والقتل ثم يكذب ويقول انه لم يعطى الاوامر فمن الذى يقتل اذا؟!!!!.
حسبنا الله ونعم الوكيل فى هذا المجلس المتآمر على الثورة والخائن لمبادئها.
---------------------------------
وجدى غنيم
23 نوفمبر 2011
المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية مصر | 25 من ذي الحجة 1432 هـ الموافق 21/11/2011 م
بيان صحفي
المجلس العسكري يتخبط في رعاية شؤون الناس بسبب التبعية لأمريكا من أجل الالتفاف على الثورة وإجهاضها
في خضم تصاعد الغضب عند الناس والذي بدأ يتوهج بسبب سوء ما آلت إليه أحوالهم، وبعد أن رأوا أن الثورة قد اختطفت أو كادت، وأن النور الذي رأوه في آخر النفق قد اختفى، خرجوا يتظاهرون للسبب الذي أخرجهم أول مرة، ألا وهو إسقاط النظام الذي لا يزال يحكم عبر القوانين نفسها، بل زيد عليها وثائق حاكمة وقوانين تثبت أركان النظام السابق، ليعود أشرس مما كان عليه.
وقد فوجئ الناس باستخدام العنف في ميدان التحرير من قبل الشرطة المدعومة من المجلس العسكري الذي ادّعى أنه حامٍ لثورتهم، وكذّب هذا الادّعاء دماءُ هذه الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى، وكان الأولى للمجلس العسكري أن يهبّ لنصرة الناس جميعا بالحق والعدل، ولا يكون ذلك إلا بتطبيق شرع الله عليهم.
وكانت أمريكا قد عيّنت مؤخرا ويليام تايلور "سفيرا خصوصيا لمتابعة وإدارة واحتواء الثورة في مصر وتونس وليبيا" واختارت لمهمته اسماً برّاقاً هو "المنسّق الخاص للتحولات الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط"، وهو على اتصال دائم بالمجلس العسكري، ينسق الخطوات التي تقرّها أمريكا بخصوص أهل مصر المسلمين وإحكام سيطرتها عليهم. ويبدو أن الدماء التي أريقت هي نتائج مهامّه الأولى لحين الانتهاء من الانتخابات التشريعية والرئاسية التي خدعت كثيرا من الناس والأحزاب، والتي رسمت أمريكا طريقها لتُخرج من رحم النظام السابق نظاما أكثر حيوية وشراسة، ويلبس قناعا يخدع الناس ويظنّون به خيرا، وذلك من خلال نظام علماني ديمقراطي جديد، يطبق تشريع البشر من خلال مجلس الشعب، ويبعدهم عن تطبيق شرع الله رب البشر. ومن المعلوم أن مايك مولن رئيس أركان الحرب الأمريكي كان يقوم بعشرات الزيارات المكوكية أثناء الثورة وبعدها، ويرسم خارطة طريق للنظام في مصر، لإدارة واحتواء الثورة من خلال غرفة طوارئ أنشأتها أمريكا لهذا الغرض.
إن حزب التحرير في مصر يدين هذا العنف الذي يقتل الناس بغير حق، ويحمّل المجلس العسكري الحاكم ومن ورائه أمريكا مسؤولية ذلك، ويطلب منه الانعتاق من التبعية لأمريكا، بل ويقوم بطرد هذا المنسّق الخاص مع زمرته في السفارة الأمريكية، وما السفارة "الإسرائيلية" عنهم ببعيدة.
أما القول بأن مصر بحاجة إلى حكومة إنقاذ وطنيّ، فما هو إلا اجترار لحكومة عصام شرف، واستهتار بالدماء الزكية التي أريقت، طالما تستند إلى الدستور والقوانين السابقة وتخرج من المشكاة نفسها، وإن الخلاص الحقيقي لن يكون إلا بتغيير شامل للأنظمة والقوانين، ليحل محلها شرع الله الذي تطبقه دولة الخلافة ويعلن الجيش نصرته وحمايته لها.
إن جميع مشاكل مصر، في الحكم والاقتصاد والتجارة والتعليم والصحة والصناعة والزراعة والسياسة الخارجية والجيش، وكل ما يتعلق برعاية شؤون الناس، يمكن حلّها فورا بتطبيق الدستور الإسلامي الكامل الذي أعده حزب التحرير، والذي هو جاهز للتطبيق الفوري، ولا يحتاج ذلك إلا أن يعطي المجلس العسكري النصرة لحزب التحرير، ويكونوا الأنصار الجدد، بعد أن ينعتقوا من الولاء لأمريكا، ويعلنوا الخلافة الإسلامية الراشدة والتي سيفرح لها جميع أهل مصر والأمة الإسلامية جمعاء، فالله معنا وهو ناصرنا وهو على كل شيء قدير.
(ويَمْكُرُونَ ويَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ)
المصدر: المكتب الإعلامي لحزب التحرير
الأربعاء، 27 ذو الحجة، 1432 هـ 23/11/2011 م رقم الإصدار: ص / ب ن 101 / 011
بيان صحفي
يحسبون كل صيحة عليهم
أجهزة السلطة الأمنية تختطف طلاب الجامعات لأنهم يستبشرون بالثورات!
في الوقت الذي فشلت فيه السلطة على المستوى السياسي والمالي وفي تحقيق الأمن للناس وحمايتهم من اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين في كافة أرجاء فلسطين، تطلق العنان لأجهزتها الأمنية للبطش بالناس واختطاف أبنائهم من طلاب الجامعات، وتستدعي عددا من شباب حزب التحرير في محافظة قلقيلية وبعض مناطق الشمال، إلى مقارها الأمنية في محاولة لجمع المعلومات الاستخباراتية لمصلحة أمريكا التي تشرف على الأجهزة الأمنية ولمصلحة كيان يهود.
ففي منتصف الأسبوع الماضي قامت الأجهزة الأمنية في الخليل باعتقال نحو عشرين طالبا من جامعة البولتكنك، وقدمتهم يوم الخميس الماضي للمحكمة بتهمة (الإخلال بالسلم الأهلي وإثارة النعرات الطائفية...)، وتم توقيفهم خمسة عشر يوماً، في توقيت مقصود يتزامن مع الامتحانات النصفية!!
وفي الأيام الماضية اعتقلت الأجهزة الأمنية اثنين من شباب حزب التحرير، طلاب في جامعة النجاح وحققوا معهم على خلفية بيان من كتلة الوعي في الجامعة (الإطار الطلابي لحزب التحرير)، يتحدث عن الثورات في العالم العربي وفي العالم الغربي، وكأن الجنرال مولر المشرف على الأجهزة الأمنية أغاظه الحديث عن ثورات العالم العربي التي تسعى للتخلص من الطغاة ومن الهيمنة الغربية عموما والأمريكية خصوصا على المنطقة، وأغاظه أكثر الحديث عن الثورات في أمريكا والغرب حيث ورد في بيان كتلة الوعي "فهبَّ أهل الحضارة الرأسمالية في أكثر من (1000) مدينة في العالم على رأسها مدينتا نيويورك وواشنطن داعين لاحتلال وول ستريت والإطاحة بها، فقد جاءت حملتهم تحت شعار "لنحتل وول ستريت"، وشعار "فلنقض على جشع وول ستريت قبل أن تقضي على العالم" فأوعز الجنرال الأمريكي باعتقال الطلاب.
إن على السلطة الفلسطينية أن تُقنع أهل فلسطين كيف يهدد بيان يستبشر بالثورات وبسقوط الرأسمالية، كيف يهدد هذا البيان الأمن والسلم الأهلي ويثير النعرات؟! فإن لم تفعل، ولن تفعل، فإنها تشهد على نفسها أنها أداة طيعة لقوى الكفر قاطبة، وعلى رأسها الأمريكان واليهود.
إن الأجهزة الأمنية التي تهرب إلى مقارها عندما تتحرك قوات الاحتلال لاعتقال الناس أو عندما تتحرك قطعان المستوطنين لحرق المساجد والمزارع وتعتدي على الناس، تستأسد هذه الأجهزة على الناس العزل، الذين يقولون ربنا الله ثم استقاموا، وتتصرف معهم تماما كما تتصرف قوات الاحتلال، من (شبْحٍ) وتعذيب وتهديد وتلفيق للتهم الباطلة، كما حصل أن هددوا أحد المعتقلين فخيّروه بين العمل معهم كجاسوس "مندوب" أو يلفقوا له تهمة حيازة سلاح!، وأخرجوا آخر من السجن بعد اعتقال 48 ساعة وعندما ابتعد أمتارا عن الباب اعتقلوه مرة أخرى!، ومن غير المستبعد أن يصل بهم الأمر أن يغتالوا الشخص ثم يضعوا بجانبه سكينا لتبرير قتله، تماما كما كانت تفعل قوات الاحتلال!!
ونقول لأهل فلسطين، ارفعوا أصواتكم وأنكروا اعتقال أبنائكم بغير جريرة إلا أن يقولوا ربنا الله، وإلا أن يستبشروا بالثورات في المنطقة العربية، وثورة الشعوب الغربية ضد النظام الرأسمالي. ارفعوا أصواتكم، وانتزعوا حقوقكم التي جعل الله لكم، ودافعوا دفاعاً مستميتاً عن قيامكم بأحكام الله، ولا تسمحوا لسلطة أو نظام مهما طغى وتجبر أن يُسكت أصواتكم، واعلموا أن من يقوم لحاكم متسلط جائر يأمره وينهاه فيُقتل وهو على ذلك، فهو بإذن الله مع سيد الشهداء حمزة.
وكونوا مطمئنين لوعد الله بقيام الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي ستستأصل الاحتلالات كلها من بلاد المسلمين ومعها أدوات الاحتلال وملحقاته.
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا}
موقع حزب التحرير
www.hizb-ut-tahrir.org
موقع المكتب الإعلامي
www.hizb-ut-tahrir.info موقع المكتب الإعلامي - فلسطين
www.pal-tahrir.info تلفون: 0598819100
بريد إلكتروني:info@pal-tahrir.info
هكذا قدم المسلمون للعالم
د.بدر عبد الحميد هميسه
قدم المسلمون نموذجا حضارياً للعالم في الاكتشافات والاختراعات التي ما زالت البشرية إلى الآن تنهل من معينها وترتوي من فيضها ,ولقد تميزت هذه الحضارة بالوسطية والتوازن , ذلك التوازن العجيب بين علاقة الإنسان بربه وعلاقته بالبشر من حوله، وكذلك علاقة البيئة التي يعيش فيها بكل ما تحويه من كائنات وثروات.
وهذه إطلالة على بعض الاكتشافات والاختراعات التي قدمها العلماء المسلمون للبشرية ومنها:
1- اكتشاف الوزن النوعي للمواد الصلبة والسائلة:
لقد اخذ العرب عن الإغريق وأرشميدس فكرة. الوزن النوعي للمواد ولكنهم توسعوا فيها إلى أقصى حد وطوروها وصنعوا لها موازين خاصة متطورة فابتكر الرازي ميزانا دقيقا سماه (الميزان الطبيعي) ووصفه في كتابه (محنة الذهب والفضة) كما ابتكر الخازن ميزانا متطورا يمكنه وزن الأجسام في الماء والهواء على السواء وقد كان اهتمام المسلمين بالوزن النوعي لاكتشاف نقاء المعادن وإذا كانت مختلفة أو مغشوشة وخاصة المعادن النفيسة. ولكنهم توسعوا بعد ذلك في هذا الميدان فأصبحوا يصنعون الجداول للوزن النوعي لكل شيء في الحياة.. ابتداء من الذهب والفضة والزئبق والياقوت والزمرد والازورد والعقيق إلى الحديد والصلب والحجارة. كما شملت أبحاثهم في السوائل كل شيء ابتداء من الأحماض والماء إلى الحليب بجميع أنواعه وزيوت الطعام.. وبهذا كانوا يعرفون نسب تركيب كل مادة من عناصرها المختلفة.
وقد جاء في كتاب (عيون المسائل) لعبد القادر الطبري جداول للوزن النوعي لكثير من المواد المعروفة في عصور الإسلام. كذلك قام البيروني والخازن بعمل جداول المواد. فمن ذلك على سبيل المثال إن الوزن النوعي للذهب الخالص حسب جداول البيروني 26 ر 19 وحسب الخازن 25 ر 19 وحسب الأرقام الحديثة 26 ر 19 وهذا مثل هذا عن دقة المسلمين في تجاربهم. ومن أغرب التجارب التي أجراها عباس بن فرناس حساب الوزن النوعي لجسم الإنسان.. ومقارنته بالوزن النوعي للطيور وخاصة الصقور.. وكان مقصده من ذلك إن يعرف حجم الجناحين الذين يصنعهما لحمل جسمه والطيران في الهواء.
وجدير بالذكر أن هذه الطريقة التي أبتكرها عباس بن فرناس المتوفي سنة 884 م هي التي تتبع اليوم في تربية أجسام الرياضيين وإعدادهم للمسابقات العالمية.. وفي المعاهد الرياضية الكبرى موازين تقوم على نفس الفكرة أي وزن الجسم في الهواء ثم في الماء.. فإذا وجدوا إن نسبة الشحم إلى العضلات في الجسم اكبر من اللازم نصحوه بعمل رجيم شديد أو يحرم من الدخول لبطولة الرياضية.
2- المسلمون وأشعة الليزر :
قدماء اليونانيون ظنوا أن أعيننا تُخرِج أشعة مثل الليزر والتي تجعلنا قادرين على الرؤية, أول شخص لاحظ أن الضوء يدخل إلى العين ولا يخرج منها كان في عالم رياضي وفيزيائي وفلكي مسلم, وهو الحسن بن الهيثم. حيث اكتشف أن الإبصار يحدث بسبب سقوط الأشعة من الضوء على الجسم المرئي مما يمكن للعين أن تراه.. ولكن العين لا تخرج أشعة من نفسها.. وإلا كيف لا ترى العين في الظلام ؟ و اكتشف ابن الهيثم ظاهرة انعكاس الضوء، وظاهرة انعطاف الضوء أي انحراف الصورة عن مكانها في حال مرور الأشعة الضوئية في وسط معين إلى وسط غير متجانس معه. كما اكتشف أن الانعطاف يكون معدوماً إذا مرت الأشعة الضوئية وفقاً لزاوية قائمة من وسط إلى وسط آخر غير متجانس معه, ووضع ابن الهيثم بحوثاً في ما يتعلق بتكبير العدسات، وبذلك مهّد لاستعمال العدسات المتنوعة في معالجة عيوب العين, ويعتبر الحسن بن الهيثم أول من انتقل بالفيزياء من المرحلة الفلسفية للمرحلة العملية [ from a philosophical activity to an experimental one ]
3- المسلمون والطيران :
قبل آلاف السنوات من تجربة الأخوان رايت في بريطانيا للطيران.. كان هناك شاعر وفلكي وموسيقي ومهندس مسلم يدعى \"عباس بن فرناس\" قام بمحاولات عديدة لإنشاء آلة طيران, في عام 825 قفر من أعلى مئذنة الجامع الكبير في قرطبة مستخدما عباءة صلبة غير محكمة مدعمة بقوائم خشبية, كان يأمل أن أن يحلق كالطيور.. لم يفلح في هذا ولكن العباءة قللت من سرعة هبوطه.. مكونة ما يمكن أن نمسيه أول “باراشوت” وخرج من هذه التجربة فقط بجروح بسيطة, في 875 حين كام عمره 70 عاماً.. قام بتطوير ماكينة من الحرير وريش النسور ثم حاول مرة أخرى بالقفز من أعلى جبل هذه المرة, وصل هذه المرة إلى ارتفاع عال.. وظل طائرا لمدة عشر دقائق.. لكنه تحطم في الهبوط!.. كان ذلك بسبب عدم وضع “ذيل” للجهاز الذي ابتكره كي يتمكن من الهبوط بطريقة صحيحة, مطار بغداد الدولي وفوهة أحد البراكين في المغرب تم تسميتهما على اسمه.
4- المسلمون والمنظفات :
الاغتسال والنظافة متطلبات دينية لدي المسلمين, ربما كان هذا السبب في أنهم طوروا شكل الصابون إلى الشكل الذي مازلنا نستخدمه الآن!.. قدماء المصريين كان عندهم أحد أنواع الصابون.. تماما مثل الرومان الذين استخدموها غالبا كـمرهم!, لكنهم كانوا العرب هم من جمعوا بين زيوت النباتات وهيدروكسيد الصوديوم والمواد الأروماتية مثل الـ “thyme oil” .كان أحد أكثر خصائص الصليبيون غرابة بالنسبة للمسلمين كانت أنهم لا يغتسلون!.. الشامبو قدم في انجلترا لأول مرة حينما قام أحد المسلمين بفتح احد محلات الاستحمام بالبخار في “بريتون سيفرونت” في عام 1759 ..
5- المسلمون والتقطير :
التقطير ووسائل فصل السوائل من خلال الاختلافات في درجة غليانها, اخترعت في حوالي العام 800 م. بواسطة العالم المسلم الكبير “جابر بن حيان” , الذي قام بتحويل “الخيمياء” أو “الكيمياء القديمة” إلى “الكيمياء الحديثة” كما نعرفها الآن.. مخترعا العديد من العديد من العمليات الأساسية والأدوات التي لانزال نستخدمها حتى الآن؛ السيولة, والتبلور, والتقطير, والتنقية, والأكسدة, والتبخير والترشيح.. جنباً إلى جنب مع اكتشاف الكبريت وحمض النيتريك, اخترع جابر بن حيان أمبيق التقطير – تستخدم الانجليزية لفظ alembic وهو مشتق من لفظ “إمبيق” العربي – وهو آلة تستخدم في عملية التقطير.. مقدماً للعالم العطور وبعض المشروبات الكحولية ويذكر الكاتب أن ذلك حرام في الإسلام , استخدم ابن حيان التجربة المنظمة ويعتبر مكتشف الكيمياء الحديثة.
6- المسلمون والهندسة المعمارية :
تعد الأقواس مستدقة الطرف من أهم الخصائص المعمارية التي تميز كاتدرائيات أوروبا القوطية, فكرة هذه الأقواس ابتكرها المعماريون المسلمون. وهي أقوى بكثير من الأقواس مستديرة الطرف والتي كان يستخدمها الرومان والنورمانيون, لأنها تساعدك على أن يكون البناء أكبر وأعلى وأكثر تعقيداً.. إقتبس الغرب من المسلمين أيضاً طريقة بناء القناطر والقباب. قلعات أوروبا منسوخة الفكرة أيضاً من العالم الإسلامي, بدءا الشقوق الطولية في الأسوار, وشرفات القلعة.. وطريقة الحصن الأمامي وحواجز الأسقف.. والأبراج المربعة.. والتي كانت تسهل جدا حماية القلعة.. ويكفي أن تعرف أن المهندس المعماري الذي قام ببناء قلعة هنري الخامس كان مسلم.
7- المسلمون والحسابات الفلكية :
كانت حسابات الفلكيون المسلمون دقيقة جدا حيث أنه في القرن التاسع.. حيث حسبوا محيط الأرض ليجدوه 40,253.4 كيلومتر وهو أقل من المحيط الفعلي بـ200 كيلومتر فقط! , رسم العالم الإدريسي رسما للكرة الأرضية لأحد الملوك في عام 1139 ميلادية.
8- المسلمون والأرقام الحسابية :
نظام الترقيم المستخدم في العالم الآن ربما كان هندي الأصل.. ولكن طابع الأرقام عربي وأقدم ظهور له في بعض أعمال عالمي الرياضة المسلمين الخوارزمي والكندي حوالي العام 825, سميت “Algebra ” على اسم كتاب الخوارزمي “الجبر والمقابلة” والذي لا يزال الكثير من محتوياته تستخدم حالياً.. الأفكار والنظريات التي توصل لها علماء الرياضيات المسلمين نقلت إلى أوروبا بعد ذلك بـ300 عام على يد العالم الإيطالي فيبوناشي.. الـ” Algorithms” وعلم المثلثات نشأوا في العالم الإسلامي.
9- المسلمون وكروية الأرض :
في القرن التاسع عشر قال الكثير من علماء المسلمين أن الأرض كروية, وكان الدليل كما قال الفلكي “ابن حزم” أن الشمس دائما ما تكون عمودية على نقطة محددة على الأرض , كان ذلك قبل أن يكتشف جاليليون ذات النقطة ب500 عام.. [ نلاحظ أن ابن حزم لم يعدم لقوله هذا عكس ما حدث مع جاليليو من الكنيسة.
10- المسلمون والجراحة :
العديد من الآلات الجراحية الحديثة المستخدمة الآن لازالت بنفس التصميم الذي ابتكرها به الجراح المسلم “الزهراوي” في القرن العاشر الميلادي.. هذه الآلات وغيرها أكثر من مائتي آلة ابتكرها لازالت معروفة للجراحين اليوم, وكان “الزهراوي” يجري عملية استئصال الغدة الدرقية Thyroid . وذكر “الزهراوي” علاج السرطان في كتابه التصريف قائلا: متى كان السرطان في موضع يمكن استئصاله كله كالسرطان الذي يكون في الثدي أو في الفخد ونحوهما من الأعضاء المتمكنة لإخراجه بجملته ,إذا كان مبتدءاً صغيراً فافعل. أما متى تقدم فلا ينبغي أن تقربه فاني ما استطعت أن أبرىء منه أحدا. ولا رأيت قبلي غيري وصل إلى ذلك ” وهي عملية لم يجرؤ أي جراح في أوربا على إجرائها إلا في القرن التاسع عشر بعده أي بتسعة قرون, في القرن الثالث عشر الميلادي.. طبيب مسلم آخر اسمه “ابن النفيس” شرح الدورة الدموية الصغرى.. قبل أن يشرحها ويليام هارفي بـثلاثمائة عام, اخترع علماء المسلمين أيضاً المسكنات من مزيج مادتي الأفيون والكحول وطوروا أسلوباً للحقن بواسطة الإبر لا يزال مستخدم حتى الآن.
11- المسلمون وطواحين الهواء :
اخترع المسلمون طواحين الهواء في عام 634 م.. وكانت تستخدم لطحن الذرة وري المياه في الصحراء العربية الواسعة, عندما تصبح جداول المياه جافة, كانت الرياح هي القوة الوحيدة التي يهب من اتجاه ثابت لمدة شهور, الطواحين كانت تحتوي على 6 أو 12 أشرعة مغطاة بأوراق النخل, كان هذا قبل أن تظهر طواحين الهواء في أوروبا بخمسمائة عام!.
12- المسلمون والتطعيم :
فكرة التطعيم لم تبتكر بواسطة جبنر وباستير ..ولكن ابتكرها العالم الإسلامي ووصلت إلى أوروبا من خلال زوجة سفير بريطانيا في تركيا وتحديدا في اسطنبول عام 1724 , الأطفال في تركيا طعِّموا ضد الجدري قبل خمسون عاما من اكتشاف الغرب لذلك!.
فهل يعود المسلمون إلى سالف عهدهم ؟ . يقودون العالم نحو حضارة جديدة تجمع بين العلم والإيمان وتمازج بين التقوى والإبداع , ويكونون كما قال الحكيم :
لسْنا وَإنْ أحسَابُنا كرُمَتْ * * * يَوْماً عَلى الأحْسابِ نَتَّكِلُ
نَبْنِي كما كانَتْ أوَائِلُنا * * * تَبْني وَنفعَلُ مِثلَ ما فَعَلُوا
نقل مجلة الزيتونة عن المشكاة الإسلامية
حرام عليكم
د. حكيم المصراتي
.. كان دائما هناك
في شاشات الفضائيات، في نشرات الأخبار، في الصحف والمجلاّت، في المذياع والقنوات المحليّة، على الأوراق المالية، في المدرسة والجامعة، في المحلات والأسواق، في دورات المياه وفي حافظات الأطفال..
كان دائما هناك، كما الماء والهواء، لم يكن ثمة موضع في ليبيا بإمكانه النجاة من صور القذافي أو من مقولاته..
نعم، كان هناك منذ نعومة أظفاري، ففي المدرسة الابتدائية تعلمنّا أن التاريخ ينقسم الى مرحلتين فقط، مرحلة ما قبل التاريخ ثم تليها ثورة الفاتح من سبتمبر العظيمة، وتعلمنا أن (بابا معمر) لا يقل أهمية عن (بابا سنفور)، وأن قوته لاتقل عن قوة (غرانديزر) و(رعد العملاق) الذي جاء ليحمينا..
في نشرة الأخبار كان هناك - منذ الأزل - ذاك الصوت الكئيب التعيس الذي يصيبك بالفالج النصفي قائلا: من الفصل الأول.. من الكتاب الأخضر، تليها الأخبار المفصلة والبداية دائما: استقبل (الأخو) قائد الثورة.... و ودّع (الأخو) قائد الثورة..
في مراهقتنا، تعلمنا أنه هو المراهق الأوحد، فقد أحاط نفسه بكتيبة من الشقراوات على طريقة الأساطير الإغريقية، لا للحماية طبعا، ولكن ليبعث رسالة كيميائية للشعب الليبي مفادها أنه الفحل الوحيد هنا، أدونيس الذي تتهافت النساء لحمايته، معتقدا أن شعر رأسه - الذي لايختلف كثيرا عن كومة قش - كفيل بسلب لبّ كل رعبوبة دعجاء..
مرت المراهقة على خير، وبدأت أناملنا تتحسس بفضول تلك الكرة القابعة بين أكتافنا، فاكتشفنا أنها جمجمة، وأن بها عقلا يستحق الاستخدام ونفض الغبار عليه، وفجأة، وقبل أن نفكر في التفكير، ظهر لنا وجه القذافي من مكان ما، عاقدا يديه على صدره، مسعّرا وجهه إلى علّ، ومرتديا إحدى ستائر (سيدار) المزركشة، ظهر لنا على أنه المفكر الوحيد، والمعلم الأوحد، الأديب والشاعر والفنان وراقص الباليه ومهندس النظرية العالمية الثالثة..
لم يكن ثمة من يجرؤ على ادعاء التخصص في مجال ما، فقد كان يفهم اللعبة السياسيّة أفضل من أساتذة (هارفارد)، ويشخص الأمراض أفضل من أطباء (كامبريدج)، ويتحدث في الأدب العالمي أفضل من فطاحل (أُكسفورد)، ويسلّك البالوعات أفضل من الحاج (جمعة)..
قضّ مضجعه (أبو الحروف) الذي ضاقه أن يوصف بأنه أطول من المدّ وأهدأ من السكون وأسرع من لمح العين، فقررأن يلعب دور غريمه (خربوط) ويغير المسميات دون إحم أو دستور، فألبس (أوباما) العمامة، وجعل من شكسبير الشيخ زبير، وفكك الديمقراطية الى طاولات وكراسي..
لم ينجو شيء من قبضته، غيّر أسماء الشهور والسنوات، واستبدل تاريخ هجرة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) بتاريخ وفاته، وأنكر السّنة وتهكم على الشفاعة، وحرّف القرآن، وتوصل الى الحل النهائي لأوجاع الانسانية في كتابه الأخضر، الذي فاجأنا فيه باكتشافات علمية ساحقة لم ينتبه لها أحد، منها أن المراة تحمل وتنجب بينما الرجل لايمكنه ذلك..
لم يكتف (الزعيم والقائد) بهذا، بل فكر وقدّر، وتذكر أنه لم يتحدث بعد في الألوان، فحمل برميلا من الطلاء الأخضر وسكبه على رأس الشعب المسكين..
كنا نعيش حالة (اخضرار) حادة، فالأعلام خضراء، والأختام خضراء، والكتب خضراء، والسيارات خضراء، والواجهات خضراء، وجثث ضحاياه خضراء، كل شيء كان أخضرا باستثناء الأرض، فهي الوحيدة التي بقيت صفراء مكفهرة تعاني الإهمال والتصحر..
لو فتحت التلفاز لوجدته يتحدث، ولو فتحت المذياع لسمعت صوته عبر الأثير، ولو طالعت الصحيفة لوجدت صورته أمامك، ولو فتحت القرآن الكريم (الطبعة الليبية) لوجدت كلمة (الناس) مكتوبة بخط يده، ولو فتحت دولاب غرفتك لخرج لك من إحدى الأدراج..
هكذا كان (معمر القذافي)، شبحٌ يطاردك في اليقظة والمنام، ديناصورٌ جوراسي يرفض الانقراض، لطالما تندّر الليبيون هامسين أن القذافي يحتفظ بسلحفاة وليدة ليتأكد إذا كانت تعيش –فعلا- مائتي عام..
لعل ما ذكرته آنفا يبررُ ردة فعلي وأنا أسمع خبر مقتله على أيدي ثوارنا الأشاوس، فقد صرت أبحلق كما المصعوق في شاشة التلفاز بين مصدق ومكذب، كان برفقتي صديق ياباني، اتسعت حدقتاه مثلي وبات يردد كلمات يابانية على وزن (مش معقولة)، طلبت منه أن يقرصني في ذراعي لأستيقظ من الحلم، أطلق شتيمة يابانية على القذافي، ولا أدري إن كانت شتيمة أم لا، لكنها بدت لي كذلك، ثم قال لي أن هذه نهاية كل طاغية أجرم في حق شعبه..
كلمات صديقي الياباني أكدت لي ما أشاهده، إنه القذافي يا قوم، القذافي الذي كان ملء السمع والبصر، يستجدي الرحمة من الثوار، رغم كونه عرّاب المقولة الشهيرة (لا شفقة لا رحمة) والتي طبقتها كتائبه بإخلاص..
كان القذافي يمسح دماءه بيده، وينظر إليها غير مصدق، كان يراها للمرة الأولى، ولسان حاله يسأل، كيف يمكن لدماء (ملك الملوك) أن تسيل؟ لقد ظنّ أن الدماء التي لابد أن تسيل هي دماء الشعب فقط..
نعم، صدق أو لاتصدق، معمر القذافي مات..
لقد صار بين يدي العدالة المطلقة، حيث لا محاكم صوريّة ولا مؤتمرات شعبية، لن يجد اليوم حارساته الشقراوات، ولا لجانه الثورية، ولا أمنه الخاص، ولا أصدقائه الأفارقة، لن يجد بانتظاره سوى محاكمة إلهية شعارها (لا ظلم اليوم)، واستقبال لن يحسده عليه أحد..
انتهى الكابوس بنهاية شاعرية عادلة، وأسدل الستار على ملحمة بطوليّة ستضاف إلى كتب التاريخ، وسُتدرّس لأجيال يأتون بعدنا، يفخرون بأنهم أحفاد من ثاروا قديما على زاحف متوحش اسمه معمر القذافي، و بأنهم جيرانٌ لآخرين ثاروا على بقية الديناصورات في ربيع عربي مزهر،،
سنطوي –أخيرا- صفحة القذافي رغم ثقل وزنها، راجياً المولى أن نستبدل كلمة (الثورة) بكلمة لذيذة جذابة هي (الدولة)..
وأقول لمن يشربون الشاي ويأكلون (الكرواسون) تحت مكيفات الهواء المنعشة، الذين يتهمون الثوار بالدموية متشدقين بمواثيق العدالة وحقوق الإنسان، أقول لهم أين كانت (فزعتكم) الإنسانية تلك قبل بضعة أشهر فقط، حينما شربتم نخب مقتل (بن لادن) الأعزل مع سبق الإصرار والترصد، بطريقة قال عنها (أوباما) شخصيا أنها كانت بشعة، وإلقاء جثته لأسماك المحيط في هتك واضح وصريح لكل الأعراف الدولية، لم ينبس أي مثقف غربي أو عربي ببنت شفة، بل لهجت ألسنتكم بالدعاء على الإرهابيين، واحتفلتم حتى ساعات الصباح الأولى بانتصار (ماما) أمريكا على الإرهاب..
ثم لمَ تحمّلون الثورة الليبية أكثر مما تحتمل؟ ألم تكن كل الثورات التي أنجبت ديمقراطياتكم الغربية مغموسة في الدماء وتسودها نزعة الانتقام؟ حتى الثورة الانجليزية التي أعقبت شلالات دم الحرب الأهلية، والتي سميت تجاوزا بالثورة (المجيدة)، اعتبرها علماء التاريخ انقلابا أكثر منها ثورة، ومع ذلك حدث خلالها ما حدث من حمامات دماء، في ايرلندة على الأقل..
ولمَ نذهب بالذاكرة بعيدا؟ هل نسيتم أن عاصمة الرومانسية والجمال (باريس) قد حدثت في شوارعها اعدامات جماعية لأكثر من تسعة آلاف فرنسي عميل للنازية قبل ستين عاما فقط، كان الرجال والنساء يجلبون من بيوتهم، ويضربون في الشوارع وتحلق رؤوسهم، ثم يعدمون عراة على رؤوس الأشهاد، والشعب من حولهم يشرب النبيذ ويتناول البسكويت، ومقاطع الفيديو موجودة على موقع اليوتيوب، شاهدوها عساها تنعش مبادئكم الانسانية قليلا..
هل نسيتم (موسوليني) وحرمه المصون؟ وماذا عن (شاوشيسكو) وعجوزه سليطة اللسان؟
فهمنا اللعبة جيدا ومللنا منها، ونعرف بالضبط متى ترتدون ربطات العنق وترسمون تعابير الاشمئزاز على وجوهكم رافعين شعارات حقوق الإنسان لاستخدامها كمطرقة على رأس الحكومة القادمة، فإما تنازلات وعقود، وإما التهديد بالمحكمة الجنائية آناء الليل وأطراف النهار..
القذافي قُتل في ساحة حرب والمعركة حامية الوطيس، وليس في منزله الآمن مثل (بن لادن)، القذافي ساعد في مقتله بعد أن خرج على الثوار بشكل مفاجيء ومربك ممتشقا سلاحه، ولم يُعدم بخطة مدروسة مع سبق الإصرار والترصد، وكلنا سمعنا كيف كان الثوار يصرخون في هستيريا واضحة غير مصدقين أنهم أمام هذا المجرم..
القذافي قتل في مواجهة مع شعب منهك نفسيا وجسديا بعد أن ذاق ويلات القتل والاغتصاب والتدمير، ولم يقتل بأيدي فرقة أمريكية من القوات الخاصة المدربة على ضبط النفس والأعصاب، أحد الثوار الذين شاركوا في قتل القذافي تم اغتصاب أخته أمام أبيه المكبّل، بعدها تم إعدام عائلته بدم بارد، فعن أي عقل تتحدثون؟ اشربوا الشاي رجاءً قبل أن يبرد..
وقبل أن أغرب عن وجوهكم، ثمة كلمة أخيرة أوجهها لمن (تبقى) من القادة العرب، الربيع العربي قد أوضح بشكل لايقبل اللغط أنكم قد درستم في ذات المدرسة، فاتبعتم جميعا نفس الأسلوب، مع اختلافات طفيفة، ربما مردّها إلى اختلاف مقاعدكم الدراسية، فلاشك أن (بن علي) و (مبارك) كانا من طلبة المقعد الأمامي، أما (القذافي) و (بشار) فكانا من بلطجية المقاعد الخلفية، و اللزج (صالح) في منتصف الصف..
لا داعي لأن تبرهنوا من أي مقعد أتيتم، فقط انظروا جيدا ومليّا في جثة (عميدكم) ملك الملوك وصقر أفريقيا الذي كان يسلي عنكم في (قممكم) العربية، بادروا إلى (فهم) الدرس اليسير ودعوا عنكم العناد وما تعلمتموه في مدرستكم تلك، قبل أن (يفوتكم القطار)، وتفاجأون بأنفسكم تحت قبضة شعوبكم صارخين في استجداء:
حرام عليكم!!
د. حكيم المصراتي
منقول عن : مجلة الزيتونة
ماذا يعني تطبيق الشريعه
الحلقه الثالثه:
م. موسى عبد الشكور
ان عقل الانسان السوى يتمتع بقدرات كبيرة وباستطاعته البحث والوصول الى نتائج صحيحه وشموليه لمقدرته عن ما يحيطه وهذا العقل مشترك بين جميع بني البشر الاسيوي او الافريقي او الاوروبي او غيره ولذلك كان العقل هو المرجع الذي يجب استخدامه في بحث الكون والانسان والحياة والعقل البشري عند بني البشر يقر قواعد كثيره أي يقرها الانسان اينما كان مثل "مستحيل وجود النتائج دون أسبابها" وان الاثر يدل على وجود المؤثر "وفاقد الشيئ لا يعطيه " والمخلوق محدود وعاجز " الى غير ذلك من القواعد الصحيحه التي يقر بصحتها جميع بني البشر
والمحدود هو الذي يخضع لحدود معينة في الزمان والمكان، فوجوده وصفاته خاضعة لزمان معين، ومكان معين، فهي لا تتجاوز ذلك، فمن صفاته النقص والعجز "عن القيام بامور شتى" والاحتياج الى الغير ، وهذه هي صفات المخلوق ذاته. بينما الخالق على العكس من ذلك، فهو لا يخضع في ذاته للزمان ولا للمكان، ولا يخضع في صفاته كذلك للزمان ولا للمكان، لأنه يتصف بالكمال المطلق والقدرة المطلقة والا لا يكون خالقا
ومن هنا كان البحث في الكون والانسان والحياة يمكن اجراءه من قبل العقل البشري ليكون بحثه شاملا ليتمكن من التعامل مع محيطه بشكل سليم
فعند البحث في الكون والانسان والحياة وواقع كل منها نجد أنها عاجزة عن ايجاد نفسها ، وأنها ناقصة في كل جانب من جوانبها، وأنها محتاجة لمن يدبّرها. وهذا ظاهر لكل ذي عقل وعين بصيرة:
فالكون هو مجموعة الاجرام السماويه من نجوم وكواكب واقمار مهما تعددت وتباعدت وتفاوتت في الأحجام، وكل جرم منها محدود فالارض محدوده لها حدود وبدايه ونهايه ومحيطها معروف ثابت لا يتغير ولها مسار محدد لا تتخطاه وما يبطبق على الارض ينطبق على غيرها من الكواكب والنجوم وهي خاضعة لنظام دقيق تسير عليه، والذي لا تملك تبديله او تغييره ولا تملك تغيير نفسها شكلا او مضمونا فهي محدوده ,اذا هي مخلوقه أي الكون بمجموعه مخلوق
والانسان لا يتجاوز الامكانات المحددة فيه لكل جانب من جوانبه الجسمية والعقلية والنفسية والحركية، فهو لا يستطيع رؤيه خلفه وامامه في ان واحد ولا يستطيع ان يرى خلف الحائط ولا يستطيع ان يمشي على الماء او ان يطير في الهواء وكذلك عقل الانسان فهو محدود لا يستطيع مثلا ضرب ثلاثه ارقام مع ثلاثه ارقام اخرى وقدرته على الحفظ محدوده وقدرته الاستيعابيه محدوده وهو بحاجة في سعادته الحقة لتنظيم حياته الى غيره، وهو ضعيف في صغره لا يستغني بنفسه عن احد اذا هو محدود وعاجز وكل محدود مخلوق
والحياة التي هي المده الزمنيه التي يعيشها الانسان فهي لا تتجاوز مظهرها الفردي في نموها وحركتها على الكائنات الحية، كما لا تتجاوزه في بدئها وانتهائها. فهي محدوده ومظهرها فردي تنتهي بالفرد لذلك هي محدوده وكل محدود مخلوق بداهة فهي مخلوقه
ولهذا فان التفكير السليم يجزم ان الوجود، أي الكون والانسان والحياة، قد حدث بعد أن لم يكن موجوداً، فهو ليس أزليا وأنه مدين في وجوده لغيره، وأن هذا الغير هو الذي اوجدها اي خالق خالقه. لانه محدود اذا فالكون مخلوق لخالق
وهنا يقودنا التفكير الى التساؤل عن وجود هذا الخالق فيحصره في الاحتمالات التاليه : فهو إما أن يكون مخلوقا بفعل غيره، بان خلقه احد او الاحتمال الاخر بان خلق نفسه بنفسه، ، وإما أن يكون وجوده واجباً أزلياً لم يوجده احد
وعند تمحيص هذه الاحتمالات نصل الى النتيجة العقلية القطعية، فلا بد ان نناقش هذا الاحتمال الاول فنجده باطلاً، لأن المخلوق محدود و محدوديتة تعني حاجته في وجوده لغيره . وهذا يجعل الخالق مخلوقاً وهذا مستحيل،اذا هذا الاحتمال باطل
كما يستحيل في نفس الوقت أن يخلق الخالق نفسه، لأنه قول مرفوض عقلاً فكيف يكون خالقا ومخلوقا في نفس الوقت . وعليه فلا يبقى الا الاحتمال الاخير وهو ان الخالق ليس محدوداً لعدم حاجته في وجوده لا لغيره ولا لنفسه، فوجوده ليس حادثاً أي ليس مخلوقا ، أي ان وجوده أزلي لا أول له، أبدي لا نهاية له، وهذا الوجود هو ما يطلق عليه بالوجود الواجب، او الأزلي لأنه ليس حادثاً. وهذا الخالق، الواجب الوجود، كما يراه الاسلام، هو الله تعالى.
والوجود الممكن هو الذي قد يحصل وقد لا يحصل وأما الوجود الواجب فهو الوجود القائم دون اي فعل سابق ودون أي أثر للاحتمال فيه لأنه لا يخضع للزمان ولا للمكان، فيوصف بالأزلي الأبدي، الذي لا يعتمد في وجوده على شيئ وهو الله تعالى الواجب الوجود الذي اوجد الكون والانسان والحياة
فبهذا التوضيح ندرك الانسان هذا الوجود، ويعرف نفسه فيه، ويحدد علاقاته في إطار هذا الإدراك له، فتحل العقدة الكبرى. ويحصل الانسان على الاجابات التي يطرحها باستمرار عن ما يحيطه عن الكون: من أين أتى، وكيف يدبّر، وماذا بعده؟ والإنسان: من أين نشأ، وما هو نظامه، والى أين مصيره؟الحياة: من أين صدرت، وكيف تستمر، والى أي وقت تستمر؟ وبهذا الحل الفكري لما يسمى العقدة الكبرى التي اذا حلت وجد الانسان لكل سؤال عنده جوابا شافيا له ولكل تساءل حول جزئيات كل طرف من أطراف الوجود الثلاث، أي الكون والإنسان والحياة.
المجلس العسكري عـاريـاً ؛؛ واللعب على المكشوف ..
بقلم ضياء الجبالي
وإنهاءً لأي جدال أو ريبة .. أعلن المجلس العسكري رأيه واختياره واضحاً وصريحاً .. أنه مع البطش والنهب والفساد لإكمال تدمير مصر ؛ وأنه يحمي ويمثل شركاءه في عصابة المخلوع ؛ وأنه يأتمر بأمرهم وبأمر إسرائيل ..
وبذلك فلم يعد أمام أي فرد في الشعب المصري أية فرصة للتشكيك في أن المجلس العسكري يحمي نفسه ويحمي باقي شركاءه في عصابة المجرم المخلوع ..
كما تأكد للعالم أجمع تواطؤ كل قادة أحزاب المعرضة المصرية والإعلام المصري مع المجلس العسكري ؛ مقابل الرشاوى المليونية التي يدفعها لهم المجلس العسكري ؛ ليسكتوا ويتعاموا ويتغابوا عن سرقات مليارات مصر المنهوبة ؛ ومقابل الأمن والحماية لهم من سلاح البلطجية الحكومي ؛ مع السماح لهم بتلقي التمويل والمعونات الدولية ؛ من أجل القيام بدورهم المطلوب في أكمال تدمير مصر ؛ بمنافقة المجلس العسكري وتبرير أخطائه .
حتى أصبح مجرد تكرار نفس هذا الكلام من قبيل تحصيل الحاصل ..
وبالتالي فقد وجب أن تتوقف جميع المطالبات للمجلس العسكري بإجراء أي إصلاح أو تنفيذ أي مطلب من مطالب ثورة يناير أو من مطالب الشعب المصري .. لأن المجلس العسكري قد أوضح وأكد أجندته للجميع ؛ وبما يدع أدنى مجالٍ لأي شك ؛ أو تبرير ..
فالقتل والسحل ؛ والقنص والاعتقال ؛ والنهب ؛ وانعدام الأمن ؛ وتصدير الغاز ؛؛؛ باتت كلها حقائق واضحة ودامغة ؛ أصبحت معها مطالبة المجلس العسكري بأية طلبات شعبية ؛ مجرد نوع من العبث الممجوج ؛ واللهو الفارغ .. فلن ينفذ المجلس العسكري سوى خطته الموضوعة ؛ ومن لا يزال لا يصدق ذلك فهو ليس سوى أحمق ؛ أو متواطئ ؛ أو مرتشي .
وبذلك بات الآن اللعب على المكشوف .. وعادت ريما إلى عادتها القديمة .. وهذا هو الجمل وهذا هو الجمال .. وهذا هو المجلس العسكري وعصابته ؛ وهذا هو الشعب المصري وثورته ومطالبه ..
وعلى كل من ينتظر أي خير ٍ من المجلس العسكري أن يخرس ويكف عن التشدق بذلك ؛ ولتكف كل المحاولات العبثية لاستمرار خداع وتضليل شعب مصر بأية مسكنات ..
فلا محاكمة ولا يحزنون ؛ وما هذه المحاكمة سوى تمثيلية وإهانة سخيفة لخداع الشعب المصري وتضليله .. وانتخابات مجلس النهب ما هي إلا رشوة علنية من رشاوى قواد المعارضة المعرصين لإعادة إحكام قبضة المجلس العسكري على رقبة مصر .. والأولى والأجدر أن يسقط الشعب المصري من جميع حساباته جميع قواد المعارضة المرتشين الأنذال ؛ بعزلهم ومحاكمتهم على بيع مصر ..
وها هو قد عاد أسلوب القتل والتصفية الجسدية القديم المعروف والمشهور في مصر ليسود ثانية أمام أعين الجميع ؛ بالسحل ؛ والقنص ؛ والاعتقال ؛ والاغتيال ؛ والرعب ؛ وحبوب السكتات القلبية المعروفة والقديمة في مصر ؛ وحبوب السرطانات المختلفة ؛ والتي تم اغتيال الكثيرين بها من قبل ؛ وأمام أعين جميع الخرس والبكم والعمي ؛ الذين يتغابون ويتعامون ويتناسونها ؛ والتي تزود اسرائيل بها حكومات مصر للتخلص ممن تريد .. في تعاون وتنسيق كامل وواضح ومؤكد مابين المجلس العسكري وإسرائيل ..
ليتأكد للجميع أن القذافي ومبارك وطنطاوي وعنان وبشار وماهر وصالح ؛ جميعهم ما هم إلا مجرد مجموعة من الأسماء المختلفة لمجرمين لصوص ؛ يقتلون ويسرقون ويدمرون ويبيعون شعوبهم وأوطانهم .
فلتكف ولتخرس المطالبات الوهمية الحمقاء التي يتم تقديمها للمجلس العسكري ..
ومن يريد تحرير مصر من المجلس العسكري فالطريق واضح ومعروف ؛ أعلنه ويعلنه الكثيرون من أبناء وشباب مصر الشرفاء ..
فقد اختار المجلس العسكري بجرائمه البشعة المتتالية ؛ وبغبائه المنقطع النظير ؛ طريق مواجهة شعب مصر ؛ وما عاد أمام شعب مصر سوى الجهاد والمطالبة بمحاكمة المجلس العسكري وجميع معاونيه المعروفين ؛ على كل جرائمهم وجرائم عصابة المجرم اللص المخلوع الذي يحميه ويأتمر بأمره المجلس ..
ولله الأمر جميعاً ؛ والله المستعان ..
ضياء الجبالي
تعقيب
تحية طيبة وبعد
اذا عرف الداء وشخص المرض يبقى على الطبيب الحاذق ان يعالج المرض .والنظام ايها الاخوة ليس شخصا واحدا ليسقط وينتهي نظامه وليس خلع الرئيس واجراء انتخابات واتيان رئيس غيره فالنظام سلطات ثلاث:
السلطة القضائية والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية . والمسئلة ليست استبدال حاكم بحاكم بل يجب خلع النظام من جذوره واستبداله بنظام جديد:نظام الاسلام المتمثل بدولة الخلافة.... فالخلافة ايها الاخوة هي المخرج الوحيد لما تعانيه الامة جميعها...فيا اخ ضياء الجبالي الى الدعوة الى الخلافة
الخلافة هي الحل الوحيد
بسم الله الرحمن الرحيم
جواب سؤال
حول أثر الأزمات الاقتصادية على مصير اليورو ومصير الاتحاد الأوروبي
السؤال:
في مساء يوم 12/11/2011 أعلن سلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي استقالته ومن قبله بثلاثة أيام وبالتحديد في مساء يوم 9/11/2011 أعلن جورج باباندريو استقالته من رئاسة الحكومة اليونانية بسبب الأزمة المالية والاقتصادية التي تعصف ببلديهما وعلى رأسها أزمة الديون السيادية، وبعدما صادق برلمان بلديهما على إجراءات تقشفية وعلى وضع بلديهما تحت رقابة صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية لتنفيذ تلك الإجراءات ضمن ما سمي بخطة الإنقاذ الأوروبية. وبجانب أزمتي هذين البلدين اللتين تفاعلاتا في الأيام الأخيرة هناك أزمات مشابهة قد حصلت في أيرلندا والبرتغال وإسبانيا وهي مستمرة منذ أكثر من سنتين، حتى إن أزمة الديون السيادية بدأت تمتد إلى فرنسا، وهي إحدى كبريات دول منطقة اليورو مثلما هي إحدى كبريات الاتحاد الأوروبي. وكل هذه الدول التي تشهد الأزمات بشكل لافت للنظر واقعة في منطقة اليورو. والسؤال هو ما مدى تأثير هذه الأزمات على مصير اليورو وعلى بقاء منطقته التي تضم 17 دولة من أصل 27 دولة داخل الاتحاد الأوروبي؟ بل السؤال يتجاوز ذلك إلى مصير الاتحاد الأوروبي برمته؟!
ثم هل لذلك تأثير على مواقف الدول الكبرى الأخرى: أمريكا وروسيا والصين، وعلى بريطانيا العضو في الاتحاد ولكنها ليست في منطقة اليورو؟
الجواب:
1- لقد أثرت أزمة الديون اليونانية السيادية على منطقة اليورو بسبب التخوف من تخلف اليونان عن سداد ديونها التي تبلغ حوالي 350 مليار يورو، أي ما يعادل 482 مليار دولار. وهذه الديون تفوق ناتجها المحلي بمقدار 160% حتى وصل العجز إلى 13,6% في موازنتها، مع العلم أن مستوى العجز المسموح به أوروبيّاً هو 3,5%. وقد طلبت المفوضية الأوروبية وصندوق النقد الدولي من اليونان تطبيق إجراءات تقشفية ضمن ما يسمى بخطة الإنقاذ الأوروبية، ولكن باباندريو أراد أن يتراجع عن تطبيق المزيد منها فدعا إلى إجراء استفتاء على تلك الإجراءات وأيده 5 وزراء في حكومته منهم وزير المالية. ولكنه اضطر إلى التخلي عن فكرة إجراء الاستفتاء بعدما استدعاه الأوروبيون إلى مدينة كان الفرنسية وحذروه من أن بلاده لن تحصل على أموال إضافية إذا لم ينفذ خطة التقشف. وفي 11/10/2011 وافق الدائنون الدوليون بصرف الدفعة السادسة لليونان ومقدارها 8 مليارات يورو. وفي 10/21/2011 قرت الحكومة المزيد من تدابير التقشف متحدية المتظاهرين ودخول البلاد في حالة شلل عام نتيجة إضراب عام واحتجاجات عنيفة في أثينا.
2- ومن المعلوم أنه قد أعلن رسميا في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2008 عن بدء الركود والانكماش في أوروبا بعيد انفجار الأزمة المالية العالمية من مركزها بأمريكا، فبدأت تظهر الأزمات المالية والاقتصادية واحدة تلو الأخرى من أزمة أسواق الأسهم المالية وانهيار الشركات والبنوك ومحاولة الدول إنقاذها بضخ الأموال الطائلة في جسدها مما شكلت عبئا ثقيلا على الدول دون أن تعالج المشكلة، حتى إن ذلك اعتبر أحد أسباب أزمة الديون السيادية، أي أن هذا العلاج قد سبب زيادة في المرض وأنتج عوارض ليست جانبية فحسب بل رئيسية، وبرزت أزمة اليورو عندما بدأت قيمته بالانخفاض مقابل العملات الرئيسة العالمية وخاصة الدولار، وآخرها وليست الأخيرة انفجرت أزمة الديون السيادية، أي أزمة ديون الدول التي تعني أن دخل الدولة وناتجها المحلي أقل من الديون المترتبة عليها والتي تصدرها كسندات خزينة. فعندما يصبح دخل الدولة وناتجها المحلي أقل من قيمة هذه الديون التي هي على شكل سندات لأسباب عديدة والتي تشتريها الدول الأخرى والبنوك والمؤسسات المالية العالمية، فإن هذه الدولة تُعد عاجزة عن سداد ديونها فتنخفض قيمة السندات وترتفع قيمة الفائدة عليها وكذلك قيمة التأمينات، فيزداد الدين العام وتنعدم الثقة في هذه السندات، فلا يَعُد أحد يُقبِل على شرائها، بل يَعمد إلى التخلص منها، لأن الدولة صاحبة السندات لا تقدر على سدادها فيظهر العجز لديها، وبذلك تنفجر الأزمة التي تؤثر على اقتصاد البلاد برمته، بل على استقرارها السياسي، وعلى وضع حكوماتها. وهذا ما حصل مع إيطاليا مؤخرا، وقد أدى إلى سقوط حكومة برلسكوني كما حصل مع اليونان فأدى إلى سقوط حكومة باباندريو.
3- إن فرنسا وألمانيا تعملان على حل مشاكل منطقة اليورو، ولكن يظهر أن بينهما خلافات اعتبرت جوهرية في كيفية إدارة الأزمة وكيفية معالجتها، وفيمن يُقبَل اقتراحه! سيما وأن موضوع الاقتصاد يصطدم بموضوع السيادة للدول. ففرنسا وألمانيا تعتبران ذاتيهما رأسين كبيرين وقائدين للاتحاد الأوروبي. فهناك تنافس سيادي خفي بينهما على من يكون صاحب القرار وصاحب الكلمة في هذا الاتحاد. فقد عبرت عنه في تاريخ سابق أورليك جويروت رئيسة مكتب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في برلين بقولها الموجه لدول الاتحاد: "إذا جئتم من اتجاهين مختلفين تماما فمن المؤكد أن تصطدموا ببعضكم. لكن آمل أن يكون هناك حوار بناء". (رويترز 20/5/2011)
وهكذا فإن الخلاف بين فرنسا وألمانيا قد ظهر في المعالجات المعروضة من كل منهما، فإن فرنسا عرضت تأسيس حكومة اقتصادية كعلاج لتلك الأزمات، ولكن ألمانيا عرضت تأسيس إدارة اقتصادية تعنى بإنشاء هياكل وأطر عمل وتفرض عقوبات، ولم توافق على الحكومة الاقتصادية لأنها تعطي انطباعا بأن جهة عليا خارجة عن إرادة الحكومات الأوروبية تملي سياسة اقتصادية معينة على الجميع مما يعني إثارة حفيظة الدول الأخرى بأن ذلك ينقص من سيادتها. ولذلك فإن هذا الاقتراح لم ير النور. وهناك اختلاف حول موضوع التنمية الاقتصادية، فقد أجرت ألمانيا تعديلات صعبة لتفعيل عملية التصدير التي تسبب اختلالات في الموازين التجارية لا يمكن تحملها في أنحاء أوروبا، وبخاصة وأن ألمانيا تسجل فوائض تجارية كبيرة بينما الدول الأخرى ومن بينها فرنسا تظهر عجزا تجاريا بمليارات اليوروهات. لذلك طلبت فرنسا من ألمانيا تعزيز الطلب المحلي وخفض الضرائب لتشجيع الواردات بينما تطلب ألمانيا من الدول الأخرى أن تحذو حذوها وتطالبها بخفض الأجور. ومن الخلاف أيضا في المعالجات صندوق الاستقرار الأوروبي وزيادة دعمه، فقد قامت ألمانيا بزيادة حصتها فيه من 123 مليار يورو إلى 211 مليار يورو بعدما وافق البرلمان الألماني على ذلك يوم 29/9/2011. مما يدل على أن ألمانيا متشبثة ببقاء اليورو وتعمل على استمراره بدعم دول منطقته المكونة من 17 دولة. وقد تعهدت الدول الأوروبية بتعزيز ميثاق الاستقرار الذي يفترض أن يحد من العجز لكنه انهار مع الأزمة. ومن مقترحات ألمانيا تجميد الدعم المالي للدول التي تسمح للعجز أن يرتفع في ميزانيتها ارتفاعا كبيرا، وقد فكرت فيه المفوضية الأوروبية ولكن رأت أن ذلك لا يحل المشكلة وإنما يبقيها. واقترحت ألمانيا كذلك تجميد حقوق التصويت لهذه الدول لمدة سنة على الأقل في موضوع القرارات التي تتخذ على مستوى الاتحاد الأوروبي مما يعطل دور الدول التي تواجه صعوبات في الاتحاد. واقترحت ألمانيا أيضا أن تحذو الدول الأخرى حذوها لتحديد سقف العجز في دساتيرها ووضع إجراءات لإعلان إفلاس الدول التي تعاني من مديونية كبيرة والتي لا يكون لها خيار سوى الخروج من منطقة اليورو...
غير أن هذه المعالجات تتطلب تغييرا في معاهدة لشبونة التي تحكم الاتحاد الأوروبي والتي خرجت بعد ولادة عسيرة بسبب الاختلاف الحاد بين دول الاتحاد التي تعمل على أن تبقي لنفسها السيادة كدول مستقلة داخل الاتحاد وهي غير مستعدة للتنازل لمصلحة الجميع، ولذلك فليس من السهل إقرار المقترح الألماني. وآخر اقتراح ألماني طرحه وزير مالية ألمانيا فولفغانغ شويبلة عندما دعا إلى "نقل المزيد من اختصاصات السياسة المالية المحلية في دول منطقة اليورو إلى المستوى الأوروبي لحل أزمة الديون السيادية" حيث أشار إلى أن "لدى البنك المركزي الأوروبي استقلالية تؤهله لانتهاج السياسة التي تراعي مصلحة المجموع وأن لا تتم مراعاة دولة على حساب الآخرين". ولكنه أضاف قائلا: "إنه لم يتم حتى الآن الاتفاق على سياسة أوروبية مالية مشتركة". (دي بي آي 12/11/2011) وقد اعترف بما تواجهه اليونان ووصف ذلك بأنه "جبل من المشكلات". وقد وردت في السابق تصريحات لأنجيلا ميركل رئيسة وزراء ألمانيا تحذر فيها من مستقبل منطقة اليورو وتؤكد على أن "ألمانيا لا تريد أن تفلس أية دولة لأن ذلك يعني إفلاس الجميع". وقد كررت ذلك مجددا في 14/11/2011 قائلة أمام مؤتمر لحزبها الديمقراطي المسيحي في مدينة لايبتسغ: "إن أوروبا تعيش أصعب الأوقات منذ الحرب العالمية الثانية... وإذا فشل اليورو فإن أوروبا ستفشل". مما يدل على وجود الهواجس تجاه اليورو وتجاه تماسك منطقة اليورو.
إن كثرة اقتراحات الألمان وتحذيراتهم بجانب زيادة دعمهم لصندوق الاستقرار الأوروبي والموافقة على رفع ميزانية هذا الصندوق من 440 مليار يورو إلى ترليون يورو ليدل كل ذلك على مدى اهتمامهم بمعالجة المشكلة وعلى مدى حرصهم على بقاء الوحدة النقدية الأوروبية اليورو وعلى الحفاظ على منطقة اليورو بل على استمرار الاتحاد الأوروبي. فيفهم من ذلك أن ألمانيا لن تتخلى في المدى المنظور عن اليورو وعن منطقته وعن الاتحاد الأوروبي. مع العلم أن اليورو يعتبر سر نجاح هذا الاتحاد وسقوطه يعني سقوط الاتحاد أو فشله.
4- ومن جانب آخر فإن هذه الأزمة منحت الفرصة لأمريكا حتى تستغلها من ناحية لتبعد الأنظار عن وضعها المالي والاقتصادي المتأزم وكونها هي بالأصل مصدر الأزمة بالدرجة الأولى، ومن ناحية ثانية لتزعزع ثقة الأوروبيين باتحادهم وبعملتهم حيث تعمل على إسقاطه أو إفشاله مع عملته اليورو حتى تحول دون أن يكون لأوروبا تأثير دولي ينافسها سواء في الاقتصاد أو في السياسة الدولية، بل تريد أن تجعلها تابعة لها وتسير في ظلالها. ولذلك تقوم بالعمل على مساعدتها لدرجة معينة حتى تبقيها تابعة لها أو تجعلها تسير تحت مظلتها. وقد رفضت أمريكا في قمة العشرين التي انعقدت في بداية هذا الشهر الجاري مقترحات بزيادة أموال صندوق النقد الدولي إلى الضعف للتحرك نحو حل أزمة منطقة اليورو، وقد صرح وزير ماليتها تيموثي غيثنر قبيل انعقاد وزراء مالية دول قمة العشرين: "إنه يؤيد دعم الصندوق لأوروبا ولكن هذه الأخيرة لديها من أموال ما يكفي لحل مشاكل ديونها". وقال: "إن الولايات المتحدة من الدول الحريصة على مواصلة الضغط على الأوروبيين لاتخاذ إجراءات أكثر حزما لإنهاء أزمة الديون المستمرة منذ عامين". (الجزيرة 14/10/2011)
ثم إن شركات التصنيف الائتماني المشهورة مثل مؤسسة ستاندرد آند بورز وموديز وفيتش هي شركات أمريكية تلعب دورا في زعزعة الثقة بأوضاع تلك الدول المالية، حيث خفضت تصنيفاتها لكل من إسبانيا والبرتغال وإيطاليا واليونان وكذلك خفضت شركة موديز في 7/10/2011 تصنيفها لعدد لا بأس به من البنوك الأوروبية بلغ عددها 21 ومن بينها بنوك كبرى. وقد قدر صندوق النقد الدولي خسائر البنوك التجارية الأوروبية من أزمة اليورو بنحو 200 مليار يورو منذ العام الماضي. إضافة إلى خسائر في موجوداتها تقدر بنحو 100 مليار يورو. وعند إعادة النظر في التصنيف ينظر إلى ارتفاع البطالة أيضا في البلاد التي تزداد طرديا مع الأزمة المالية وإلى ارتفاع مديونية القطاع الخاص والعجز في الميزانية.
5- وأما موقف بريطانيا وهي عضو كبير في الاتحاد الأوروبي فهي تقف في زاوية على حافة الأطلسي تنظر منها إلى أوضاع أوروبا وتعمل على أن تقي نفسها من كوارث هذا الاتحاد ومن تداعيات الأزمة المالية التي ضربتها أيضا، وهي لا تريد أن تشارك في الحلول لمشاكل الاتحاد بقدر ما تبحث عن المغانم والمكاسب منه. وهي لم تدخل منطقة اليورو فلم تتخلَّ عن عملتها ولا تبدي رغبة في تبنيها، فأمر اليورو لا يعنيها كثيرا. وهناك أصوات تخرج من بريطانيا تدعو للخروج من الاتحاد الأوروبي حتى لا يضغط عليها أحد لتتبنى اليورو أو لتندمج أكثر في هذا الاتحاد. وقد بدأت "تتشفّى" من أصحاب الاتحاد حيث صرح وزير خارجيتها وليم هيغ بأن "اليورو سيصبح لحظة تاريخية للحماقة الجماعية" وشبه منطقة اليورو " بمبنى يحترق من دون أبواب للخروج" وقال أنه يكرر وجهة نظره التي أعرب عنها عام 1998 عندما كان زعيما لحزب المحافظين. وقال محرضا الألمان حتى يتخلوا عن منطقة اليورو: "إنه يتعين على الألمان أن يقدموا دعما للدول الأعضاء الأضعف مثل اليونان طوال حياتهم!" (بي بي سي 28/9/2011) وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون: "إن أزمة اليورو تشكل خطرا ليس على الاقتصاد الأوروبي فحسب وإنما على الاقتصاد العالمي برمته". (بي بي سي 2/10/2011) وسياسيو أوروبا يدركون مدى لؤم بريطانيا، فقد أشار جوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية إلى ذلك قائلا: "إن على دول الاتحاد التي لا تؤيد الانضمام إلى اليورو ألا تعمل على التصدي للدول التي تريد أن تتقدم في هذا الطريق". (الجزيرة 10/11/2011) ومع ذلك فإن بريطانيا لا تعتزم الخروج من الاتحاد الأوروبي ما دام قائما، لأنها تعمل على تحقيق مكاسب اقتصادية منه بجانب مكاسب سياسية على النطاق العالمي عندما تعمل على جر أوروبا لاتخاذ قرارات تصب في صالحها. بل إن خروجها مضر بها وهي التي سعت لسنين طويلة حتى تمكنت من دخوله. ولذلك صرح رئيس وزرائها كاميرون قائلا: "إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يصب في مصالحها القومية. إذا وجدنا أنفسنا خارج الاتحاد الأوروبي فسنكون في وضع مشابه لوضع النرويج، أي أننا سنكون معرضين لتأثير جميع القرارات التي تصدرها بروكسل، لكننا لن نتمكن من المشاركة في اتخاذ القرارات". (ايتار تاس الروسية 14/11/2011) وفي الوقت نفسه يرفض التخلي عن السيادة البريطانية عندما دعا إلى: "تسليم جزء كبير من صلاحيات المفوضية الأوروبية في بروكسل إلى الحكومات القومية" فبريطانيا لا تريد الخروج من الاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه لا تريد الدخول في منظومة اليورو!
6- وأما الصين وروسيا فمن مصلحتهما بقاء اليورو، وذلك للوقوف في وجه أمريكا وفي وجه دولارها واستبدادها في اقتصاد العالم إلا أنهما لا يفعلان الكثير من أجل ذلك لأن موقف منطقة اليورو بجانب موقف الاتحاد الأوروبي ككل ليس إيجابيا تجاههما فما زالت هذه المنطقة والاتحاد تفرض عليهما قيودا في حركتهما التجارية والاقتصادية؛ مثل تحرك تجارهما وشركاتهما في أوروبا وفي دخول بضائعهما إليها. ولهذا لا تتحمسان كثيرا لمساعدتها. ولذلك لم يشر الرئيس الصيني هو جينتاو الذي حضر قمة العشرين الأخيرة في باريس يومي 3 و4 من الشهر الجاري، لم يُشر إلى عزم الصين على زيادة استثماراتها في أوروبا وشراء سندات الخزينة لدول منطقة اليورو وخاصة للدول المتعثرة الخمسة إيطاليا واليونان والبرتغال وإسبانيا وأيرلندا وقد اشترت القليل منها مراضاة لأوروبا، بل قال رئيسها جينتاو خلال لقائه الرئيس الفرنسي ساركوزي على هامش قمة العشرين أنه "ينبغي على أوروبا حل أزمتها معتمدة على نفسها". (رويترز 6/11/2011) مشيرا بذلك إلى رفض الصين الضمني لدعم أوروبا التي طلبت منها أي من الصين الدعم لصندوق الاستقرار الأوروبي الذي رفعت قيمته إلى ترليون يورو وتعمل على رفعه أكثر من ذلك. في حين أن الصين دعمت الاقتصاد الأمريكي بشرائها 1,14 ترليون دولار سندات خزينة أمريكية وقد اشترت ما قيمته أكثر من ترليون دولار أسهما لشركات أمريكية ولديها احتياطات من العملة الأمريكية بمقدار 3,2 ترليون دولار كما تذكر الإحصائيات. بالمقابل تمنحها أمريكا تسهيلات تجارية كبيرة. إلا أن التأثير السياسي التي تقدر أن تمارسه أمريكا عليها، فتجعلها تدعم الاقتصاد الأمريكي، هذا التأثير السياسي تفتقده أوروبا تجاه الصين...
7- وعلى ضوء ذلك فإن الاتحاد الأوروبي واقع تحت وطأة الأزمات المالية والاقتصادية بسبب النظام الرأسمالي، وهو واقع أيضا تحت تهديد السقوط والتفسخ بسبب هذه الأزمات المستمرة التي إذا وقعت في مكان لا تصيب أصحابه فقط وإنما يعم شرها المعمورة كلها بسبب ربط العالم كله بشبكة النظام الرأسمالي الذي يئن الناس تحت وطأة أزماته ويعانون الأمرّين من تداعيات هذه الأزمات، وهذا النظام لا يمكن إصلاحه من داخله، لأن أساسه فاسد، فلا يمكن أن يخرج منه اقتصاد صالح، فوجب البحث من خارجه، بل وجب البحث عن نظام صحيحح يستند إلى عقيدة صحيحة توافق فطرة الإنسان.
إن العالم بحاجة إلى نظام صحيح الأساس والفروع، وهذا لا يكون إلا في النظام الذي وضعه خالق الكون، رب العالمين، الذي يعلم ما يصلح مخلوقاته، ويجعلهم يعيشون حياة اقتصادية مطمئنة ويغير هذا النظام يبقى الإنسان قلقاً شقيا { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا }
19 من ذي القعدة 1432
الموافق 2011/11/15م
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
رغم منع السلطة؛ شباب حزب التحرير في الخليل يعقدون محاضرتهم في ذكرى الهجرة النبوية
عقد شباب حزب التحرير- الخليل محاضرتهم بعنوان "نصرة .. فهجرة ... فدولة" وذلك في مسجد خباب بن الأرت بعد صلاة المغرب من يوم الجمعة 2-12-2011م حيث كان من المقرر أن تنعقد المحاضرة في صالة جواهر أول عيصى إلا أن بلطجية السلطة وجهوا تهديدات لصاحب الصالة بمداهمة الصالة وتحطيم محتوياتها إذا ما تم عقد المحاضرة فيها، وحاولوا اصطحابه معهم إلى مقارهم.
ولكن إصرار القائمين على العمل وإسناد المؤيدين لهم مكنهم من إتمام العمل في المسجد المذكور رغم محاولات المنع، حيث امتلأ المسجد بالحاضرين والمدعوين من وجهاء وأكاديميين وغيرهم.
وابتدأت الفعالية باعتذار عريف المحاضرة عن نقل مكان المحاضرة نظرا لمنع الأجهزة الأمنية انعقادها في الصالة، ثم قدم المحاضر الذي أتى على مفهوم النصرة موضحا أهميتها وأنها الطريق الشرعي الموصل لإقامة الدولة مدللا على ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وإصراره على التمسك بطلبها من أهلها رغم ما لاقاه من أذى في سبيل ذلك.
وقارن المحاضر بين أهل القوة آنذاك والجيوش اليوم التي هي بيضة القبان في نجاح الثورات وتحقيقها لغاية الأمة الحقيقية إن انحازت هذه الجيوش إلى عقيدتها وأمتها، معيبا على هرطقات المستهينين بطلب النصرة معتبرا ذلك محاولة منهم لإبعاد صوت الحق عن الجيوش بذرائع اختلاف الواقع وغياب الخيرية في هذه الجيوش،
وأوضح المحاضر أن الهجرة كانت تنفيذا واضحا لدلالة النصرة والتزاما بعقدها ولم تكن الهجرة كما صورها البعض هروبا وفرارا من البطش والأذى، بل كانت مؤذنة بميلاد دولة الإسلام الأولى.
وبين المحاضر حاجتنا اليوم إلى بيعة ثالثة، منتقدا محاولات الخلط بين التأريخ الهجري وبداية الهجرة وما تقوم به أنظمة الحكم القائمة بإعلان العطل الرسمية في هذه المناسبة، في الوقت الذي تحارب فيه من يسعون إلى إقامة الخلافة اقتداء بطريقة النبي صلى الله عليه وسلم صاحب الذكرى.
ثم أتى المحاضر على الأوضاع السائدة قبل الهجرة وبعدها وما واكب ذلك من أمور موضحا مدى التشابه الحاصل اليوم في ظل الثورات التي تجتاح بلاد المسلمين وبين الظروف التي كان يحياها دعاة الإسلام قبيل الهجرة، منتقدا دعوات الديمقراطية والدولة المدنية وفكرة الترقيع والإصلاح التدريجي لأنظمة واجبة الهدم لا الترميم كما هو حاصل اليوم من إيصال الإسلاميين إلى الحكم دون أن يصل الإسلام معهم.
ثم أجاب المحاضر على أسئلة الحاضرين وختمت المحاضرة بالدعاء إلى المولى عز وجل أن يعيد العام الهجري القادم على الأمة في ظل دولة الخلافة، وسط ثناء الحضور على المحاضرة القيمة الطيبة.
منقول : المكتب الاعلامي لحزب التحرير في فلسطين
http://anonymouse.org/cgi-bin/anon-www.cgi/http://www.pal-tahrir.info/events111/3881-رغم-منع-السلطة؛-شباب-حزب-التحرير-في-الخليل-يعقدون-محاضرتهم-في-ذكرى-الهجرة-النبوية.html
بسم الله الرحمن الرحيم
الثورة الإرتدادية الثانية في مصر
بقلم: احمد ابو قدوم
ما يحدث الآن في مصر من ثورة ارتدادية جديدة على بقايا النظام البائد، يدل على ان العملية التجميلية للأنظمة القبيحة لم تجدِ نفعا، فبعد ان هزّ الزلزال الذي ضرب بعض الأنظمة الجبرية القمعية، أركان الحكم وأطاح بالعمود الرئيس للأنظمة وهو رأسها، استطاعت القوى الغربية بمساعدة عملائها في هذه الأنظمة أن يلتفوا على الثورات عن طريق نقل اركان النظام القديم الى صفوف الجماهير المطالبة بالتغيير، وقاموا بعملية تجميل لصورة الحكام الإنتقاليين الجدد القدامى، لكنهم نسوا أنّ طبقات الماكياج لا تدوم طويلا وبمجرد ملامسة الماء لها تذوب وتكشف ما تحتها، وبأسرع مما كانوا يخططون ويتوقعون اكتشف الناس هذه الوجوه المزيفة، فبدأت الثورة الارتدادية الثانية بعد الأولى التي اطاحت برأس الهرم في مصر، وقد حاول الحكام الجدد وبنفس اسلوب من سبقهم أن يقمعوا هذه الثورة، لكن ردة الفعل من الجماهير كانت أقوى، فقد اسقطت الجماهير حاجز الخوف من الأجهزة القمعية التي تتسلح بها هذه الأنظمة، وعمت الثورة الآن كل المدن المصرية.
لكن الذي يجب أن يعلمه الناس والأنظمة أن الثورات انطلقت نتيجة الإحتقان الذي تولد عند الأمة نتيجة التراكمات من الظلم والقهر الذي مارسته هذه الأنظمة،وأن أي حاكم جديد سيأتي إذا لم يرافق مجيئه تغيير ملموس في طبيعة النظام الذي سيطبقه، وتغيير ملموس في نمط الحياة للناس، فإن الثورات الإرتدادية ستستمر حتى يسود النظام الصحيح هذه المجتمعات،وان الالتجاء الى نفس النظام القديم بمسميات جديدة سيبقي الباب مفتوحا لثورات لا تعرف الكلل أو الملل، فعامة الناس يشعرون بالظلم والقهر، ونتيجة ذلك قاموا بثورتهم، فمن سيتصدر لقيادتهم ان لم يكن صاحب مشروع نهضوي، فإنه سيفشل وسينقلب الناس عليه.
وقد كثر النقاش هذه الأيام حول مفهوم الدولة الدينية والدولة المدنية، وقد اتفق اغلب اصحاب المشاريع الإسلامية والعلمانية - المصرح لها بالعمل - على مشروع الدولة المدنية، بإضافة طفيفة من قبل الإسلاميين عليها وهي ان تكون بمرجعية اسلامية، ومفاهيم الدولة المدنية والدينية لا تعنينا نحن المسلمين لا من قريب ولا من بعيد، ولا يوجد في القاموس الإسلامي مثل هذه المصطلحات، لأن الإسلام قد تميز بنظام حكم لا يوجد له شبيه في أي مبدأ أو دين آخر، وقد تمثل هذا النظام بنظام الخلافة الذي أرسى قواعده رسولنا صلى الله عليه وسلم بوحي من الله، ولم يؤخذ هذا النظام من الأديان الأخرى أو من الدول التي كانت سائدة في ذلك الوقت كدولة فارس والروم، ولأننا ملزمون باتباع كتاب الله وسنة نبيه القولية والفعلية في شؤون العبادات والأخلاق والمعاملات والإقتصاد والإجتماع والحكم وغيرها، فإن هذا يقتضي منا نحن المسلمين أن لانقبل بغير هذا النظام،وقد تضافرت الأدلة على وجوب ذلك والتي لا يتسع المقام لذكرها هنا، وقد طبق هذا النظام ثلاثة عشر قرنا من الزمان لم يسعد الناس مسلمين وغير مسلمين إلا في ظله،وقد كان أصحاب الأديان الأخرى يواجهون الإضطهاد والقتل والتشريد من قبل أهل دينهم، فلما جاء الإسلام انصفهم وفرض أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، باستثناء العقائد والعبادات فإنه تركهم وما يعتقدون وما يعبدون،لذلك دخل أكثرهم الإسلام طوعا لا كرها {لا إكراه في الدين}، بل ان اصحاب الأديان الأخرى عندما كانوا يضطهدون كانوا يلجأون الى الدولة الإسلامية.
لذلك فإن الثورات الإرتدادية ستستمر لأن البديل المطروح من قبل القائمين على الحكم في هذه البلاد هو هو لم يتغير وإن غيرت مسمياته، والإسلام الذي يحل مشاكل الناس مغيب، وسيكتشف الناس أن تغيير الحكام لا يعني تغيير الأنظمة، وقد قامت ثورات في دول المنظومة الإشتراكية سابقا، لكن لعدم وجود البديل الصحيح لها، لم تجد أمامها إلا النظام الرأسمالي لتطبقه فزادت ضغثا على إبالة، وهاهم شعوب الدول الرأسمالية الكبرى وخاصة أمريكا تنتفض على النظام الرأسمالي الذي جعل فئة قليلة جدا من الرأسماليين يتحكمون في مصائر الشعوب، وباقي الناس يعيشون اما موظفين برواتب بالكاد تفي حاجاتهم الأساسية، او عاطلين عن العمل يفتشون عن لقمة عيشهم بين النفايات، ولسوف تستمر هذه الثورات عندهم وعندنا إلى أن يتغير النظام الرأسمالي الديمقراطي الذي وضعه ويضعه البشر، ويطبق الإسلام الذي أنزله رب البشر على خير البشر، لهذا يجب على حملة الدعوة الإسلامية ان يغذوا السيرلإيصال الإسلام وليس المسلمين فقط الى سدة الحكم، كي تتحقق على أيديهم بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه ستكون بعد هذا الحكم الجبري خلافة على منهاج النبوة. /
نحن وخطأ انشتاين
عبد العزيز كحيل
استوقفني هذا الخبر يوم نشره في23-9-2011واسترعى اهتمامي ودعاني إلى التعليق عليه:
توصّل فريق من العلماء في سويسرا إلى اكتشاف جديد، قد يقود إلى إعادة النظر في بعض قوانين الطبيعة، بعدما أظهرت تجربة أن بعض الجسيمات الدقيقة يمكنها أن تنتقل من مكان إلى آخر بسرعة أكبر من سرعة الضوء التي يعتبرها العلماء الحد الأقصى للسرعة الكونية.
وأكد العلماء أن الجسيمات قطعت مسافة تصل إلى730كيلومتراً، أي حوالي453.6ميلاً، تحت الأرض بين مركزين للأبحاث أحدهما في سويسرا والآخر في إيطاليا وصلت مبكراً بجزء من الثانية، قبل الموعد الذي حدده العلماء لوصولها، استناداً إلى قياسات اعتمدت على سرعة الضوء.
ونشر علماء المركز الأوروبي للأبحاث النووية نتائج التجربة التي استخدمت فيها أجهزة قياس ورصد فائقة الدقة، لرصد سرعة15ألف"نيوترينو"، أثناء انتقالها من مركز"سيرن" في سويسرا إلى مركز أبحاث"غران ساسو"، قرب العاصمة الإيطالية روما.
وبحسب نتائج الدراسة فقد فاقت سرعة تلك الجسيمات سرعة الضوء بنحو20جزء من المليون من الثانية، أي ما يعادل60 "نانو ثانية."
وفي تعليقه على التجربة، قال استاذ بجامعة"برن" في سويسرا: "هذه نتيجة مفاجئة تماماً"، مشيراً إلى أنها"يمكن أن تحدث تأثيراً كبيراً على الفيزياء الحديثة، الأمر الذي يتوجب معه إجراء مزيد من الأبحاث المعمقة في هذا المجال."
وأضاف رئيس فريق إعداد التقرير، قائلاً: "بعد شهور طويلة من الدراسات ومراجعة النتائج، لم نتوصل إلى أي تأثيرات يمكن أن تكون قد تسببت في إحداث تغيير بالقياسات."
وأكد أن العلماء في"مشروع أوبرا" سوف يواصلون أبحاثهم و"سيتطلعون أيضاً إلى البحث عن قياسات مستقلة جديدة، بهدف التوصل إلى تقييم حقيقي لطبيعة هذه الملاحظة."
ويبدو أنّ الاكتشاف الجديد سيشكل معول هدم لنظرية"النسبية الخاصة" لعالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين، التي توصل إليها عام1905، و تعتمد على قاعدة أن سرعة الضوء هي أعلى سرعة في الكون، وأنها سرعة ثابتة وليست نسبية.
من جانبه وصف رئيس قسم فيزياء الجزئيات بجامعة"أوكسفورد نتائج التجربة بقوله إنها"لافتة للنظر جداً جداً، إذا ما كانت صحيحة"، وأضاف أنه"إذا ثبتت صحة هذا الاستنتاج، فإن ذلك سيشكل ثورة في علوم الفيزياء التي نعرفها"- انتهى الخبر.
- هكذا يتفانى العلماء في الغرب في البحث والاستكشاف وإعادة النظر، لا يملّون من التجربة لتوسيع نطاق المعرفة بالكون لتسخيره والتوسّع في عمارة الأرض ، فما حظّ البلاد العربية والاسلامية من ذلك؟ إذا قارنّا بين ميزانية البحث العلمي وميزانية أجهزة الأمن( وهذه من أسرار الدولة بطبيعة الحال) أصابتنا الدهشة بل غمرنا الدوار، ذلك ان الأنظمة الحاكمة لها أولوية قصوى دائمة مقدّسة هي البقاء في السلطة والاستعداد الدائم لمواجهة عدوّها الأوّل المتربّص بها ، وهو الشعب، بالإضافة إلى الجيران"الأشقّاء"،وأين مكانة الباحث من مكانة قوّات مكافحة الشغب في ظلّ الاستبداد الذي يعتبر عمل المخابر ومراكز البحث ترفًا أو مصدرَ خطر؟
لكن هل هذا عذرٌ كاف لينعدم في ديارنا الباحثون ويتجمّد المستكشفون ويتضاءل عدد العلماء لتتوسّع أعداد المطربين واللاعبين والفكاهيّين؟ ألا ينبغي التنادي لحشد القوى المدنية الأهلية لتدارك الوضع وتوظيف الطاقات الإبداعية في مشروعات بحثية على أيّ مستوى مُتاح ؟
-وألاحظ أن الغرب منهمكٌ في البحث في العلوم الكونية ولا علاقة له بالعلوم الدينية لأنّه – في الواقع – لا دين له ، بينما نحن ليس لنا حضور في الكونيّات رغم أنّها جزء من المعرفة التي أُمرنا بتحصيلها ،لكنّنا انهمكنا في المباحث الشرعية حتى تلك التي أُشبعت بحثا منذ قرون وطُبخت ونضجت واحترقت، فما زالت جيوش من العلماء وطلبة العلم تؤلّف الرسائل والمجلّدات في جلسة الاستراحة وإفراد السبت بالصيام وخلود والديّ الرسول صلى الله عليه وسلم في النار !!!ويعتبرون انّهم يؤدّون واجب البحث والاجتهاد لتبصير الأمّة وخدمة قضاياها!!!وهذا الوضع دليل على التخلّف والتمادي فيه والابتهاج به.
-الباحثون الذين نقلتُ كلامهم يتّصفون بخلق التواضع، فرغم أنّ ما توصّلوا إليه قد يغيّر مجرى العلوم الفيزيائية والحياة العلمية كلها إلاّ أنّهم لو يُبدوا أيّ غرور و لا عُجب ،ولا تباهَوا بذلك بل أكّدوا أن نتائج أبحاثهم ما زالت في طور الفرضية وأنّهم ينتظرون مزيدا من التجارب من زملائهم لتأكيد الاكتشاف‘ وهذا جانب إنساني مُشرق لم يحرم الله منه أحدا من خلقه، يذكّرنا بما عليه الحكّام العرب من عجرفة ،إذ يضخّمون"منجزاتهم"وكأنّهم قد أتوا بما لم تستطعهُ الأوائل، ويملأون الدنيا ويشغلون بالناس بذلك ولا يقبلون نقدا، ولا يتركون إمكانية للتصحيح وكأنّ التاريخ انتهى عندهم.
-هل أخطأ أينشتاين ؟ ما توصّل إليه العلماء يجعل احتمال ذلك واردا، وهذا يعني أنّ النظريات العلمية الأكثر صلابة قد لا تشكّل حقائق نهائية، ويبقى مجال التوسّع المعرفي مفتوحا، يضيف اللاحق للسابق، ويبني هذا على ما افترضه ذاك أو أنجزه، ولو كان اينشتاين حيّا لابتهج بها الاكتشاف وتعلّم من غيره، فماذا عنّا نحن؟ لسنا-مع الأسف-في العير ولا في النفير كلما تعلق الأمر بالبحث العلمي والاختراع وبناء الحضارة، بل وحتى بأخلاقيات العلم، لأنّنا ما زلنا نترنّح في دائرة البقاء على قيد الحياة، يتهدّدنا الجوع والخوف، ننفّس عن ذلك بذكر أمجاد الماضي وأنّنا سبقنا الغرب بجابر بن حيان والخوارزمي وابن النفيس وامثالهم من الروّاد، وبهذا تزيد مأساتُنا ولا تنقص، لأنّ مشكلتنا الآن مع الحاضر لا مع الماضي، فمتى يبرع المسلمون في مخبر البحث ومحراب الصلاة سواء؟ فإنّ في كليهما نجد الله تعالى ونعبده ونسبّح بحمده ونلهج بذكره.
منقول عن : مجلة الزيتونة
حوار في جريدة الشروق الناطق الرسمي لحزب التحرير تونس
1-يبدو أن حركة النهضة تسعى للمساعدة على الاعتراف بكم هل يعتبر هذا دعوة غير معلنة لتوسيع دائرة العائلة الإسلامية في تونس تمهيدا لمرحلة قادمة قد تكون فيها الدولة دينية؟
*أولا لا دولة دينية في الإسلام البتة ودولة الإسلام هي دولة بشرية لا قداسة ولا حصانة فيها لأي شخص من الأشخاص
أو جهاز من الأجهزة.فلا قياس على ما عرفته أوروبا من فظائع باسم الدين.ثانيا ما صرح به الأستاذ راشد الغنوشي من حقنا في العمل العلني القانوني لا غرابة فيه والعكس هو الغريب
ونذكر الجميع أن الدولة الإسلامية هي البشرى التي ستتحقق قريبا ونحن نرجو لإخواننا في النهضة التعويل
على المبدأ والأمة...لا على علمانية انتهى تاريخ صلاحيتها...محليا وعالميا
2-هل غيّر حزب التحرير غير المعترف به خطابه بعد نتائج المجلس الوطني التأسيسي ووصول حركة النهضة إلى مربّع الحكم؟ ما هي أسس خطابكم؟
2*حزب التحرير حزب مبدئي وخطابه هو تجسيد لمبدئيته من ناحية ولمسؤوليته عن الأمة من ناحية أخرى فهو يتبنى مصالحها ويكشف المؤامرات التي تحاك ضدها
ولا يهادن ولا يوالي أعداء الأمة ولكنه في نفس الوقت خطاب يتعلق بشؤون الناس وشأنهم العام...والانتخابات التي وقعت هي في جانب كبير منها فصل مؤامرة استعمارية توهم الناس
بالتغيير وتسلبه منهم وفي هذا الصدد يهمنا كشف الأدوات مهما كان اسمها(إسلامية أو علمانية وطنية أو قومية).
3-لماذا يخشاكم التونسيون ويخشون ما يسمّونه"تشددكم"الديني ألم تسعوا لتغيير هذه الصورة؟
3*الشعب يخاف من علمانية ضديدة للدين والأمة وقد فضحتها الصناديق الانتخابية أما نحن أبناء هذه الأمة فإننا ننطلق من عقيدة المسلمين ونأخذ بأيديهم ليجنوا ثمار هذه العقيدة
أي ما ينبثق عنها من أحكام شرعية تضمن لهم طيب العيش وحسنة الدنيا والآخرة ولذلك فنحن نعيش مع الناس عيشا طبيعيا ونجد منهم احتضانا وتأييدا عجيبا فعن أي خوف تتحدث ؟
نعم يخافنا الغرب وأولياؤه لأن الإسلام بعدله سيضرب النظام الرأسمالي في المقتل
4-ما الذي يربط حزب التحرير بحركة النهضة والحركة السلفية في تونس؟
4*نحن حزب التحرير ولسنا حركة النهضة ولسنا السلفيين..حزب التحرير قائم بذاته يدعو الجميع إلى مشترك العقيدة والشريعة والأمة والخلافة فمن جعل همه هو هذا فهو منا قريب
ومن تنكب وتنكر وبدل وغير فنصارعه فكريا ونرشده.نحن نعرّف أنفسنا لا بمغايرة الآخرين بل بما نحن عليه من فكر ووعي واستنارة
5-ألا توجد اتصالات بينكم وبين أحزاب التحرير في بقية الدول العربية وما الذي لمستموه في موقف الغرب والولايات المتحدة الأمريكية منكم؟
*حزب التحرير كيان واحد يتبنى قضايا الأمة المصيرية وأعلاها مقاما دولة الإسلام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة...أما وجود الحزب هنا أو هناك في هذا
البلد أو ذاك فهو من باب تولي شؤون الناس كماهي واقعة وماثلة في تلك البلدان..يشرح ما يشرح ويفضح ما يفضح ويسعى إلى قيادة الأمة في ذلك المكان الذي يشتغل فيه
ونحن في تونس أعلم الأحزاب بشؤون هذا البلد مفصلة ونقدم لها بدائل تحقق الرعاية الكفاية والرفاه ولا نتعالى على الناس.
6-بماذا تتمايزون عن السلفيين رغم الالتقاء بينكم وبينهم في مطلب إقامة دولة إسلامية؟
*السلفيون تيار فكري مفتوح ظهر في البلاد الإسلامية وهو يبحث لنفسه عن تعبيرة سياسية(حزبية أو جمعياتية)والبعض الأخر يرفض التحزب والتكتل..أما الدولة الإسلامية
دولة الخلافة فهي أم الفرائض تعني الجميع ولا مزايدة فيها من أحد على أحد وحزبنا قد سخر نفسه لبيان تفاصيل احكام هذه الدولة و إقامتها وذلك شرف له.
دولة الإسلام يحتفل بها جميع المسلمين و
في العالم كل رأس سنة فهجرة الرسول صل الله عليه وسلم إلى المدينة كانت بإجماع الكل:إقامة الدولة الإسلامية الأولى
وعمر بن الخطاب مضرب الأمثال في العدل والرعاية لم يكن رئيس جمعية ولا زاوية بل كان رئيس دولة ذات جغرافية مديدة وأداؤها أبهر العالم ما يلزم لفهمه إقامة أكاديميات
وجامعات.
7-تشهد الحركة السلفية في تونس بعد الثورة تصاعدا متناميا، ما هي الأسباب وراء هذا التصاعد وهل لهؤلاء السلفيون ارتباط بحركة النهضة علما أن البعض يعتقد أن حركة النهضة في ارتباط وثيق مع الحركة السلفية التونسية حيث رفع السلفيون(بما فيهم من أجنحة متشدّدة وتكفيرية)في مناسبات كثيرة شعارات ولافتات النهضة رغم نفي قادتها لهذا الأمر؟
7*أولا الحركة السلفية في تونس متنوعة وقسم منها تسعى السعودية إلى توظيفه لتبرير الواقع وتأييد الحكام ومنع الثورات وجعل الإسلام محايدا بل مناصرا للظلم والظالمين
وقسم أخر يناصر الشريعة ولا يهادن الحكام...أما حركة النهضة فهي معلومة في الوسط السياسي والإعلامي...ولا أتصور أن هناك تنسيقا وان وجد فيجب أن يكون علنيا
8-هل ترى أن تملّص حركة النهضة من السلفيين يدخل ضمن أسلوب النهضة في اعتماد ازدواجية الخطاب؟
من حق كل حزب أو حركة أن يدافع عن منهجه لا عن منهج الأخرين
9-من هم السلفيون التونسيون وماذا يريدون وكم يبلغ عددهم وما هو خطابهم وأين يتواجدون وما هي الأسباب الاجتماعية والاقتصادية التي ساهمت في ظهورهم وانتشارهم؟
9*اسأل أصحاب هذا التيار يجيبوك..أول أسباب ظهور الحركات الإسلامية هو إقصاء الإسلام من الحكم بإرهاب الدولة ثم بإرهاب فكري نرى العلمانيين اليوم يمارسونه
بالاستعلاء والاستخفاف والوصاية على الناس واستفزاز الفكر الإسلامي بل و المسلمين رغم أن دعاة العلمانية على درجة كبيرة من الهزال الفكري ووزنهم الشعبي ضعيف جدا.
10-فيما يختلف السلفيون التونسيون عن غيرهم من السلفيين في ليبيا ومصر والأردن والعربية السعودية وغيرها من الدول العربية والإسلامية؟
10*البلاد الإسلامية كلها محكومة بتوجه عظيم نحو الإسلام بقي على العاملين أن يرشدوا فكرهم ويسددوا قولهم ويثبتوا الغاية دون تسلط ولا غلظة ودون تكفير ولا تنفير.
والحمد لله الساحة الإسلامية بدأت تتوازن والغرب مرعوب أن يؤول ذلك إلى خلافة راشدة على منهاج النبوة
11-هل يمكن لحركة النهضة التي عاشت لعقود طويلة من الزمن في مربّع الاحتجاج والسجون والمنافي بسبب نضالها ضدّ أنظمة بورقيبة وبن علي أن تنجح في استيعاب الحركة السلفية ضمن جمهور مناصريها؟
لماذا كل الأسئلة عن السلفية ؟ يبدو أن الفزّاعة القادمة سيكون هذا عنوانها..إخواننا السلفيون*
على كل حال اظهروا نضجا ووعيا أكثر من العلمانيين المتهافتين البكّائين الناحبين على فكر بشروا به الناس عقودا فبان أنه مرفوض
مبغوض عاجز أوصل الناس إلى هذه الخيبة والفضيحة الكبرى فنحن لم نر عنفا ممنهجا أو مقصودا...ويبدو أن الفوضى أصبحت هي
من أجندا أعداء الطرح الإسلامي فالضعيف يلوذ دوما إلى التهريج.
12-بعد الفوز غير المتوقّع لحركة النهضة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي بنسبة هامة ووصولها إلى مربّع الحكم، هل تعتقد أن الحركة الإسلامية في تونس تحثّ الخطى نحو إعادة تشكيل الدولة لإكسائها بكساء ديني وتدخل تونس بذلك طورا جديدا يلحقها بالدول الدينية؟
12*خلّوا بيننا وبين الناس ولا تكونوا وكلاء عنهم اتركوا الصراع الفكري يأخذ مداه وسيتبيّن لكم أن الدولة الإسلامية هي مما علم من الدين بالضرورة وأن
الفكر العلماني لا يناسب فكر الأمة ولا وجدانها ولا تاريخها ولا حضارتها ولا حتى حقوقها المهدورة..فالدين أخي ليس كساء ودثارا بل الدين لهذه الأمة مبدأ وهو فوق الجميع
فوق الدولة وفوق الأحزاب وفوق الفقهاء وفوق رجال السياسة هو يحدد الواجب والأمة تستجيب أفرادا وأحزابا.
13-هل سينعكس إعلان قيام دولة إسلامية في ليبيا على التوجه السياسي المستقبلي لحركة النهضة وحلفائها وما مدى انحياز أو إعجاب حركة النهضة بالنموذج الإسلامي التركي؟
13*ما لم يفهمه حكام البلاد العربية وبعض النخب أن هذه الثورات هي مقدمة ثورة إسلامية كبرى وأن البلاد الإسلامية هي في حكم الواحد وان تشتتت..
فوجدان الأمة فيها واحد وتطلعات شعوبها واحدة..أكيد أن ما وقع في تونس أثر في ليبيا ومصر وما يقع في أحدهما أو كلاهما يؤثر على تونس ورغبة أشقائنا في تحكيم الإسلام
يعطي انطباعا بأن الاتجاه العام سوي وعلى الجميع حسن قراءة المرحلة والمنطقة وإلا ظلّوا على هامش التاريخ.أما الغرب فهو يدرك أن الإسلام سيحكم قريبا وهو يسعى
فقط إلى تقليل الخسائر عليه
14-هل تعتقد أن الأطراف الخارجية الفاعلة وأساسا الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ستسمح بتواصل وجود الحركة الإسلامية في تونس وتغيير هوية الدولة والمجتمع؟
عيب أن تصور تونس هذا البلد الطيب الذكي على أنه حديقة خلفية14*
للغرب المستعمر الكافر ننتظر موافقته على مصيرنا وما يهم حقوقنا وأرزاقنا...الأصل في هوية الدولة والمجتمع أن تكون إسلامية غير قابلة للاستئناف ولا التعقيب ولا الفيتو وعلى المخلصين
لهذه الأمة أن يخوضوا معركة التحرر الفكري والسياسي بنفس قوة وحماسة التحرر العسكري والمادي وإلا فإن هذه الثورات ستكون إعادة توزيع للأزمات
15-كيف ترى المستقبل السياسي في تونس؟
15*المستقبل السياسي في تونس بإذن الله سيفاجئ كل العملاء والذين لا ذمة لهم ولا همة فشباب تونس قادر أن يتمم هذه الثورة إلى مآلها الطبيعي
ليرضى عقبة ابن نافع وأسد بن الفرات والإمام سحنون والشيخ الطاهر بن عاشور الذي اعتبر الخلافة أم الفرائض والتفريط فيها تفريط في الأمة...
والغرب قادم على أزمات
ومصائب والمعولون عليه سيجدون أنفسهم متروكين منبوذين.فليكيف الجميع كيانهم ووجدانهم و مصالحهم وفق هذه المرحلة الجديدة..
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب منقلبون"
مع الشكر
رضا بالحاج
الناطق الرسمي لحزب التحرير تونس
منقول عن مجلة الزيتونة
قاتل أم ضحية ؟
فهمي هويدي
لا نريد أن يقدم ضابط الشرطة الصغير قربانا لإغلاق ملف قتل 43 مصريا من الذين تظاهروا واعتصموا في ميدان التحرير،
صحيح أن الملازم أول محمد صبحي الشناوي هو الفاعل في جريمة إطلاق النار على عيون المتظاهرين، لكنه ليس المتهم الأول في الجريمة لأن الشرطة تتحرك بأوامر وتعليمات.
بالتالي فصاحبنا هذا كان مجرد أداة. وما كان له أن يفعل فعله إلا لأن تعليمات صدرت إليه بذلك ممن هو أعلا منه. أو أن التعليمات تسمح له بذلك.
وفي الحالتين فهناك «محرض» على الجريمة، هو المتهم الأول في هذه القضية وفي غيرها من القضايا المماثلة.
هذا المتهم لابد أن يكون شخصية مهمة في الجهاز الأمني. وهذه الأهمية تجعله دائما قابعا في الظل بعيدا عن المساءلة وفوق القانون. وأفضل وسيلة لصرف الانتباه عنه وإخراجه من دائرة الاشتباه هي تلبيس التهمة لواحد من الصغار، والتضحية به لامتصاص غضب الرأي العام والإيحاء بأن العدل يأخذ مجراه.
لقد نشرت الصحف أن الضابط تم حبسه لـ15 يوما. وكان قد اختفى وغير محل إقامته بعد أن فضحه التسجيل المصور. إذ سلم نفسه لوزارته التي أبلغت النائب العام بأنه جاهز للمثول أمام النيابة، التي كانت قد أصدرت أمرا باستدعائه للتحقيق معه.
ولا بد أن نسجل هنا بأن الفضل في تحريك القضية يرجع إلى شبكة التواصل الاجتماعي، التي ما إن تلقفت صورته حتى عرضتها على الملأ، مصحوبة بتعليق أحد رجاله الذين أشادوا بكفاءة «الباشا» في إصابة «عين أم» بعض المتظاهرين.
وما إن ظهرت صورته حتى تطوع من حدد عنوان بيته ورقم هاتفه، وتطوع آخرون بتخصيص مبلغ خمسة آلاف جنيه لمن يلقى القبض عليه. الأمر الذي أصابه بالذعر ودفعه إلى الاختفاء. ولو لم يحدث ذلك لطمس الموضوع ولقيدت القضية ضد مجهول، شأن غيرها من القضايا المماثلة.
للدقة فإن التسجيل المصور لم يفضح الضابط وحده، لكن الأهم من ذلك أنه فضح وزارة الداخلية وكذب تصريحات وزيرها، الذي ما برح يصرح بأن رجال الأمن لم يطلقوا الرصاص على المتظاهرين. المطاطي منه والخرطوش أو الرصاص الحي. وحاول أن يقنعنا بأن كل الجرائم التي وقعت يتحمل مسئوليتها «الطرف الثالث» الذي يضم عناصر من العفاريت والجن والأشرار، الذين دأبوا علي قتل المتظاهرين وعلى رجال الأمن أنفسهم، ثم الاختفاء بعد ذلك.
الصور أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن ضابط الأمن المركزي كان يحمل سلاحا، وأنه أطلق رصاصاته على المتظاهرين، وأن بعض جنوده استحسنوا فعلته، وأنه كان يوجه رصاصاته صوب وجوه المتظاهرين. ولا يتصور أحد أن ذلك الضابط الصغير كان وحده المسلح. أو أنه تطوع من جانبه بإطلاق النار على المتظاهرين. لكنه كان واحدا ممن أرسلوا إلى الميدان لمهمة محددة وتكليفات واضحة. كان إطلاق النار على المتظاهرين من بينها.
وهذه التكليفات وجهت إلى كل الضباط الذين أرسلوا حينذاك إلى الميدان بدعوى «تأمينه». وكل واحد منهم كان يحمل سلاحه الذي صرف له ومعه خرطوشه. ولا يتخيل أحد أن يكون الملازم الشناوي هو الوحيد الذي استخدم ذلك السلاح، لأن سقوط القتلى يعني أن آخرين فعلوا نفس الشيء، ولكن شاء حظ الملازم الشناوي أنه كان الوحيد الذي تم تصويره. وتناقلت المواقع صورته وهو يطلق الخرطوش على أعين المتظاهرين¡ وسمعنا بآذاننا صوت من شجعه على كفاءته في التصويت.
كما لا يتخيل أحد أن يكون الذي جرى قد حدث مرة واحدة، لأن القتلى كانوا يتساقطون كل يوم، بما يعني أن الرصاص ظل يطلق على المتظاهرين كل يوم من جانب الشناوي وأمثاله.
هذه الخلفية تسوغ لنا أن نقول إنه ليس من العدل ولا من الأمانة أن يتم تلبيس العملية للضابط الصغير، في حين يظل الذين أصدروا إليه التعليمات بمنأى عن التحقيق والمساءلة.
بل أزعم أن حصر المسألة في شخصه والسكوت على الذين أصدروا إليه الأوامر يعد تدليسا على الرأي العام وتسترا على المتهمين الأصليين القابعين في الأبراج العالية.
ليس ذلك فحسب، وإنما هو يبعث برسالة إلى أولئك الكبار لكي يواصلوا مهمتهم في قتل المتظاهرين وقمعهم، ويطمئنهم إلى أنهم سيظلون في أمان وفي أسوأ الظروف فإن غيرهم سيدفع الثمن.
ليس عندي دفاع عنه الملازم الشناوي الذي لا زال في العشرينيات من عمره، لكني أدعو إلى وضع قضيته في إطارها الصحيح من خلال مساءلة الذين دفعوه إلى ارتكاب جريمته. وإذا ما تم ذلك وأرشد الشاب عن الذين حرضوه شاهدا أو ضحية.
صحيفة السبيل الأردنيه الاثنين 10 المحرم 1433 – 5 ديسمبر 2011
http://fahmyhoweidy.blogspot.com/201...g-post_05.html
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا يعني تطبيق الشريعه
م. موسى عبد الشكور
الحلقه الرابعه :
قلنا ان النظر الى الاشياء المحسوسة التي يعيها الانسان يؤكد وجود خالق خلقها ودبّرها أي أوجد الاشياء من عدم بعد أنْ لم تكن موجودة. فكل كوكب من الكواكب ونجم من النجوم في هذا الكون، وكل جانب في الانسان، وكل مظهر من مظاهر الحياة، يقدم الدليل تلو الدليل، وبصورة قطعية لا تحتمل الشك، على وجود الله الخالق المدبر. ذلك لأن هذه الاشياء محتاجه الى غيرها سواء في ذاتها او صفاتها او مساراتها او نظمها وانها مخلوقه
هذا بالنسبة للعقل، أما بالنسبه للشرع،" فان النصوص التي وردت لمجرد التأكيد ان هذه الرسالة السماوية تعتمد على العقل طريقاً للايمان، حتى اذا ثبت أنها جاءت من عند الله، ازداد المؤمن بها ككل وكجزئيات ايماناً على ايمان " فقد نظر القرآن الكريم، "المصدر الأول للاسلام"، فقد ظهر من الآيات العديدة المؤكدة لهذا المعنى. ففي سورة آل عمران، آية 190، نجد قوله تعالى "إن في خلق السموات والارض، واختلاف الليل والنهار، لآيات لأولي الألباب". مما يستثير العقول لتدبّر هذه الاشياء الكونية وما فيها من نقص في ذواتها، وعجز في تحركاتها وقدراتها، واحتياج فيها لغيرها. كما نجد في سورة الروم، آية 22، قوله تعالى "ومن آياته خلق السموات والارض، واختلاف ألسنتكم وألوانكم"، مما يضيف بعض جوانب الانسان الى مظاهر الكون في استثارة التفكير والتدبّر واستعمال العقل. ونجد هذا في قوله تعالى في سورة الغاشية، آيات من 17 الى 20 "أفلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت، والى السماء كيف رفعت، والى الجبال كيف نصبت، والى الارض كيف سطحت". والآيات 5 و 6 و 7، فقد لفتت النظر الى الانسان وحده. إذ يقول تعالى "فلينظر الانسان ممَّ خلق، خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب" .. فهذه الآيات وأمثالها تطالب الانسان أن لا يمرّ بالاشياء المحسوسة من حوله دون تفكر وتمعّن وتدبّر سواءا فيها او في كل ما يتعلق بها. لأنه بذلك يصل الى الاستدلال القاطع بأن الخالق المدبر موجود، ويكون استدلاله قاطعاً لأنه استند الى اشياء يقع عليها الحس فيصل الى نتائج قطعية وحتمية. الأمر الذي يجعل الايمان بالله ليس ايمان الشك وانما الايمان الراسخ بعد أن أجهد العقل بكل تجرّد ونزاهة واستخدم الأدلة والبينات العقلية والحسية بكل دقة وأمانة. وليس ايمانا موروثا من الاباء
وبالرغم من هذه النتائج القطعية في الايمان العقلي الا انه يبقى جانبان مهمان لا بد من تسليط الضوء عليهما حتى لا يشوشا على هذا الايمان القطعي. ألا وهما تدخل الفطرة والوجدان فيه، وقصور العقل عن إدراك غير المحسوسات لان العقل لا يستطيع البحث الا في الواقع الذي يقع عليه حسه أي حواسه الخمسه
وبالرغم من هذه النتائج القطعية في الايمان العقلي الا انه يبقى بين أيدينا جانبان مهمان لا بد من تسليط الضوء عليهما حتى لا يشوشا على هذا الايمان القطعي. ألا وهما تدخل الفطرة والوجدان فيه، وقصور العقل عن إدراك غير الحسّيات وغير المعقولات.
والفطرة هي طبيعة الانسان التي خلقه الله عليها من كونه كائناً حياً لديه غرائز وحاجات عضوية تدفعه للقيام بالاعمال . كما لديه عقل يوجّه تلك الغرائز والحاجات ويضبطها لتسير وفق مسارات معينة. وهذا العقل وتلك الغرائز والحاجات العضوية تحكمها حدود معينة لا تتجاوزها لا في ذاتها ولا في مهماتها. ومن هنا قيل ان الفطرة البشرية تقرّ بالبداهة بأن الانسان عاجز وناقص ومحتاج لغيره، وهي بالتالي تقرّ بأن الانسان مخلوق لخالق.
فالفطرة الانسانيه تتدخّل في الايمان فلا شك ان الخالق المدبر مما ترشد اليه فطرة الانسان السوية وطبيعته النقية التي كما أسلفنا تعلن عن حقيقة الذات الانسانية وما فيها من نقص وعجز واحتياج في ذاتها وصفاتها الى الخالق المدبر. ولكن الخطورة في ترك الفطرة مصدراً يحتَكَم اليه وحده في الايمان تكمن في كونها تعتمد على الوجدان وحده في ذلك. والوجدان لا يجوز ان يكتفى به في الايمان، لأنه مجموعة من المشاعر والعواطف التي تزدحم بالخيالات والأوهام، مما يضفي على الايمان ما يسمى بالحقائق، وما هي الا أوهام. مما يقود المؤمن الى الكفر او الضلال .. وإلا فمن أين جاءت عبادة الاصنام، ومن أين ازدحمت في النفوس الخرافات والترّهات. انها نتيجة لخطأ الوجدان الذي تُرك وحده سبيلا للايمان، فأضاف لله سبحانه صفات تتناقض مع الألوهية، كأن تكون له سبحانه اعضاء كالبشر، او يمكن تجسّده في مادة كإنسان او حيوان، أو يمكن التقرب منه بعبادة مادة من اشياء الكون او المخلوقات الحية. وذلك كله يوقع في الكفر او الشرك إن لم يقف عند الأوهام والخرافات التي تتنافى مع الايمان السليم. ولهذا نرى كيف ان الاسلام ألزم باستخدام العقل مع الوجدان، وعدم ترك الوجدان وحده في ذلك. وأوجب على الانسان المسلم ان يستعمل عقله ويجعله الحكم في الايمان بالله تعالى، ولم يقبل منه التقليد في ذلك. والا فما معنى قوله تعالى "إن في خلق السموات والارض، واختلاف الليل والنهار، لآيات لأولي الألباب".
وأما قصور العقل عن ادراك ما فوق الحسيات والعقليات، وكيف يحتكم اليه مع هذا القصور في الايمان بالله تعالى. فهذا القول فيه خلط في ادراك حقيقة مهمة العقل في الايمان. صحيح ان العقل عاجز عن ادراك ما وراء الحسيات والعقليات لأن قدراته لا تتجاوز هذه الحدود، ولذلك لا يمكنه ادراك ذات الله تعالى، لأنه سبحانه وراء الحسيات من كون وانسان وحياة. ولكن مهمة العقل في الايمان محصورة في وجود الخالق،- وليس ادراك او بحث ما هيه الخالق- وهو وجود مدرَك تبعاً لإدراك وجود المخلوقات الداخلة في حدود إدراكه. ولا علاقة لمهمة العقل بذات الخالق لأنها وراء العقل والحس. وهكذا تذهب هذه الشبهة وتنتفي ليس بإلغائها فقط بل بجعلها سبباً من اسباب قوة الايمان ذاته. وذلك لأن هذا الادراك التام لوجوده تعالى قد تحقق عندما جعلنا ايماننا به سبحانه عن طريق العقل. وكذلك تحقق الشعور اليقيني بوجوده تعالى عندما ربطنا بين الشعور والعقل عند هذا الادراك، ولم نترك الشعور بمفرده. وهو الحال الذي يزيدنا ايماناً على ايمان ويجعلنا نسلّم بكل ما قصّر عقلنا عن إدراكه ما دام لا يملك الا المقاييس البشرية في قدرته لإدراك ما قصر عنه، كإدراك ذات الله تعالى او ادراك بعض المخلوقات كالملائكة والجن، ما دام ايماننا بوجود هذه المخلوقات قد جاء عن طريق ثبت أصله بالعقل.
اما انه يجب اجتماع العقل مع الفطرة للاقرار بوجود الخالق فان ذلك خشية أن يقف الايمان عند الجانب العاطفي او الوجداني او الغرزي، دون ان يشمل العقل. ولذلك قيل بعدم الاحتكام الى الوجدان وحده في الايمان، بل لا بد من مصاحبة العقل له ليأمن الزلل والوقوع في الكفر او الضلال.
ويتشكل الوجدان من مجموعة العواطف والمشاعر والميول التي تمارس الغرائز والحاجات العضوية وظائفها من خلالها. فغريزة التدين كإحدى الغرائز لديها ما يناسبها من هذه المشاعر، من تقديس وتعظيم وعبادة، فتبعاً لتداخل مشاعر الغرائز الاخرى مع مشاعر التدين، وهي كلها في كيان واحد، فانه يحصل الاختلاط على الانسان في الامور. فغريزة البقاء، وحبها للذات وميلها للدفاع عن النفس ورغبتها في التمتع بالحياة وأشيائها، تقوم بدفع الانسان للدفاع عن نفسه عندما يتخيل ان شيئاً من المخاطر يهدد هذا البقاء، او ان شيئاً يحفظه، فيجعله موضع تقديس وعبادة، وكما يحصل في تقديس بعض الحيوانات او مظاهر الكون. وهذا ظاهر حتى الآن لدى بعض الشعوب .التي تعبد الببقر او اشمس او القديسين. ومن هنا كان لا بد من تدخل العقل ليمنع هذه الخيالات او الاوهام من أن تبعد الايمان عن الطريق المستقيم.
اما بالنسبه للعقل البشري فهو مخلوق وقاصر ولكنه قادرا على ادراك وجود الخالق المدبر فكان طريقاً للايمان. وأما قصوره عن ادراك ذات الخالق فلا صلة له بالايمان ما دام الايمان بوجود الخالق وليس بحثا في ذاته. ومن هنا كان ادراك ان العقل مقصر عن ادراك ذات الخالق مدعاة للاطمئنان بصحة استخدام العقل كطريق للايمان بالوجود
والعقل عاجز عن ادراك ما يتجاوز حدود الاشياء الحسية والامور العقلية، لأن ادراكه محصور بحدود هذه الاشياء، ويحتاج ان يكون الشيء محسوساً حتى يدركه، وأن يكون الأمر معقولاً حتى يدركه لأن عملية الادراك في العقل لا تنجز مهمتها الا اذا انتقل الشيء المحسوس الى الدماغ بواسطة جهاز الحواس في الانسان ثم يجري العقل أي الربط بين هذا الشيء المحسوس والمعلومات المختـزنة سابقاً لدى العقل، وعندها يصدر عنه ادراك للشيء فيصدر حكمه عليه بأنه كذا او كذا
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا يعني تطبيق الشريعه
م. موسى عبد الشكور
الحلقه الرابعه :
قلنا ان النظر الى الاشياء المحسوسة التي يعيها الانسان يؤكد وجود خالق خلقها ودبّرها أي أوجد الاشياء من عدم بعد أنْ لم تكن موجودة. فكل كوكب من الكواكب ونجم من النجوم في هذا الكون، وكل جانب في الانسان، وكل مظهر من مظاهر الحياة، يقدم الدليل تلو الدليل، وبصورة قطعية لا تحتمل الشك، على وجود الله الخالق المدبر. ذلك لأن هذه الاشياء محتاجه الى غيرها سواء في ذاتها او صفاتها او مساراتها او نظمها وانها مخلوقه
هذا بالنسبة للعقل، أما بالنسبه للشرع،" فان النصوص التي وردت لمجرد التأكيد ان هذه الرسالة السماوية تعتمد على العقل طريقاً للايمان، حتى اذا ثبت أنها جاءت من عند الله، ازداد المؤمن بها ككل وكجزئيات ايماناً على ايمان " فقد نظر القرآن الكريم، "المصدر الأول للاسلام"، فقد ظهر من الآيات العديدة المؤكدة لهذا المعنى. ففي سورة آل عمران، آية 190، نجد قوله تعالى "إن في خلق السموات والارض، واختلاف الليل والنهار، لآيات لأولي الألباب". مما يستثير العقول لتدبّر هذه الاشياء الكونية وما فيها من نقص في ذواتها، وعجز في تحركاتها وقدراتها، واحتياج فيها لغيرها. كما نجد في سورة الروم، آية 22، قوله تعالى "ومن آياته خلق السموات والارض، واختلاف ألسنتكم وألوانكم"، مما يضيف بعض جوانب الانسان الى مظاهر الكون في استثارة التفكير والتدبّر واستعمال العقل. ونجد هذا في قوله تعالى في سورة الغاشية، آيات من 17 الى 20 "أفلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت، والى السماء كيف رفعت، والى الجبال كيف نصبت، والى الارض كيف سطحت". والآيات 5 و 6 و 7، فقد لفتت النظر الى الانسان وحده. إذ يقول تعالى "فلينظر الانسان ممَّ خلق، خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب" .. فهذه الآيات وأمثالها تطالب الانسان أن لا يمرّ بالاشياء المحسوسة من حوله دون تفكر وتمعّن وتدبّر سواءا فيها او في كل ما يتعلق بها. لأنه بذلك يصل الى الاستدلال القاطع بأن الخالق المدبر موجود، ويكون استدلاله قاطعاً لأنه استند الى اشياء يقع عليها الحس فيصل الى نتائج قطعية وحتمية. الأمر الذي يجعل الايمان بالله ليس ايمان الشك وانما الايمان الراسخ بعد أن أجهد العقل بكل تجرّد ونزاهة واستخدم الأدلة والبينات العقلية والحسية بكل دقة وأمانة. وليس ايمانا موروثا من الاباء
وبالرغم من هذه النتائج القطعية في الايمان العقلي الا انه يبقى جانبان مهمان لا بد من تسليط الضوء عليهما حتى لا يشوشا على هذا الايمان القطعي. ألا وهما تدخل الفطرة والوجدان فيه، وقصور العقل عن إدراك غير المحسوسات لان العقل لا يستطيع البحث الا في الواقع الذي يقع عليه حسه أي حواسه الخمسه
وبالرغم من هذه النتائج القطعية في الايمان العقلي الا انه يبقى بين أيدينا جانبان مهمان لا بد من تسليط الضوء عليهما حتى لا يشوشا على هذا الايمان القطعي. ألا وهما تدخل الفطرة والوجدان فيه، وقصور العقل عن إدراك غير الحسّيات وغير المعقولات.
والفطرة هي طبيعة الانسان التي خلقه الله عليها من كونه كائناً حياً لديه غرائز وحاجات عضوية تدفعه للقيام بالاعمال . كما لديه عقل يوجّه تلك الغرائز والحاجات ويضبطها لتسير وفق مسارات معينة. وهذا العقل وتلك الغرائز والحاجات العضوية تحكمها حدود معينة لا تتجاوزها لا في ذاتها ولا في مهماتها. ومن هنا قيل ان الفطرة البشرية تقرّ بالبداهة بأن الانسان عاجز وناقص ومحتاج لغيره، وهي بالتالي تقرّ بأن الانسان مخلوق لخالق.
فالفطرة الانسانيه تتدخّل في الايمان فلا شك ان الخالق المدبر مما ترشد اليه فطرة الانسان السوية وطبيعته النقية التي كما أسلفنا تعلن عن حقيقة الذات الانسانية وما فيها من نقص وعجز واحتياج في ذاتها وصفاتها الى الخالق المدبر. ولكن الخطورة في ترك الفطرة مصدراً يحتَكَم اليه وحده في الايمان تكمن في كونها تعتمد على الوجدان وحده في ذلك. والوجدان لا يجوز ان يكتفى به في الايمان، لأنه مجموعة من المشاعر والعواطف التي تزدحم بالخيالات والأوهام، مما يضفي على الايمان ما يسمى بالحقائق، وما هي الا أوهام. مما يقود المؤمن الى الكفر او الضلال .. وإلا فمن أين جاءت عبادة الاصنام، ومن أين ازدحمت في النفوس الخرافات والترّهات. انها نتيجة لخطأ الوجدان الذي تُرك وحده سبيلا للايمان، فأضاف لله سبحانه صفات تتناقض مع الألوهية، كأن تكون له سبحانه اعضاء كالبشر، او يمكن تجسّده في مادة كإنسان او حيوان، أو يمكن التقرب منه بعبادة مادة من اشياء الكون او المخلوقات الحية. وذلك كله يوقع في الكفر او الشرك إن لم يقف عند الأوهام والخرافات التي تتنافى مع الايمان السليم. ولهذا نرى كيف ان الاسلام ألزم باستخدام العقل مع الوجدان، وعدم ترك الوجدان وحده في ذلك. وأوجب على الانسان المسلم ان يستعمل عقله ويجعله الحكم في الايمان بالله تعالى، ولم يقبل منه التقليد في ذلك. والا فما معنى قوله تعالى "إن في خلق السموات والارض، واختلاف الليل والنهار، لآيات لأولي الألباب".
وأما قصور العقل عن ادراك ما فوق الحسيات والعقليات، وكيف يحتكم اليه مع هذا القصور في الايمان بالله تعالى. فهذا القول فيه خلط في ادراك حقيقة مهمة العقل في الايمان. صحيح ان العقل عاجز عن ادراك ما وراء الحسيات والعقليات لأن قدراته لا تتجاوز هذه الحدود، ولذلك لا يمكنه ادراك ذات الله تعالى، لأنه سبحانه وراء الحسيات من كون وانسان وحياة. ولكن مهمة العقل في الايمان محصورة في وجود الخالق،- وليس ادراك او بحث ما هيه الخالق- وهو وجود مدرَك تبعاً لإدراك وجود المخلوقات الداخلة في حدود إدراكه. ولا علاقة لمهمة العقل بذات الخالق لأنها وراء العقل والحس. وهكذا تذهب هذه الشبهة وتنتفي ليس بإلغائها فقط بل بجعلها سبباً من اسباب قوة الايمان ذاته. وذلك لأن هذا الادراك التام لوجوده تعالى قد تحقق عندما جعلنا ايماننا به سبحانه عن طريق العقل. وكذلك تحقق الشعور اليقيني بوجوده تعالى عندما ربطنا بين الشعور والعقل عند هذا الادراك، ولم نترك الشعور بمفرده. وهو الحال الذي يزيدنا ايماناً على ايمان ويجعلنا نسلّم بكل ما قصّر عقلنا عن إدراكه ما دام لا يملك الا المقاييس البشرية في قدرته لإدراك ما قصر عنه، كإدراك ذات الله تعالى او ادراك بعض المخلوقات كالملائكة والجن، ما دام ايماننا بوجود هذه المخلوقات قد جاء عن طريق ثبت أصله بالعقل.
اما انه يجب اجتماع العقل مع الفطرة للاقرار بوجود الخالق فان ذلك خشية أن يقف الايمان عند الجانب العاطفي او الوجداني او الغرزي، دون ان يشمل العقل. ولذلك قيل بعدم الاحتكام الى الوجدان وحده في الايمان، بل لا بد من مصاحبة العقل له ليأمن الزلل والوقوع في الكفر او الضلال.
ويتشكل الوجدان من مجموعة العواطف والمشاعر والميول التي تمارس الغرائز والحاجات العضوية وظائفها من خلالها. فغريزة التدين كإحدى الغرائز لديها ما يناسبها من هذه المشاعر، من تقديس وتعظيم وعبادة، فتبعاً لتداخل مشاعر الغرائز الاخرى مع مشاعر التدين، وهي كلها في كيان واحد، فانه يحصل الاختلاط على الانسان في الامور. فغريزة البقاء، وحبها للذات وميلها للدفاع عن النفس ورغبتها في التمتع بالحياة وأشيائها، تقوم بدفع الانسان للدفاع عن نفسه عندما يتخيل ان شيئاً من المخاطر يهدد هذا البقاء، او ان شيئاً يحفظه، فيجعله موضع تقديس وعبادة، وكما يحصل في تقديس بعض الحيوانات او مظاهر الكون. وهذا ظاهر حتى الآن لدى بعض الشعوب .التي تعبد الببقر او اشمس او القديسين. ومن هنا كان لا بد من تدخل العقل ليمنع هذه الخيالات او الاوهام من أن تبعد الايمان عن الطريق المستقيم.
اما بالنسبه للعقل البشري فهو مخلوق وقاصر ولكنه قادرا على ادراك وجود الخالق المدبر فكان طريقاً للايمان. وأما قصوره عن ادراك ذات الخالق فلا صلة له بالايمان ما دام الايمان بوجود الخالق وليس بحثا في ذاته. ومن هنا كان ادراك ان العقل مقصر عن ادراك ذات الخالق مدعاة للاطمئنان بصحة استخدام العقل كطريق للايمان بالوجود
والعقل عاجز عن ادراك ما يتجاوز حدود الاشياء الحسية والامور العقلية، لأن ادراكه محصور بحدود هذه الاشياء، ويحتاج ان يكون الشيء محسوساً حتى يدركه، وأن يكون الأمر معقولاً حتى يدركه لأن عملية الادراك في العقل لا تنجز مهمتها الا اذا انتقل الشيء المحسوس الى الدماغ بواسطة جهاز الحواس في الانسان ثم يجري العقل أي الربط بين هذا الشيء المحسوس والمعلومات المختـزنة سابقاً لدى العقل، وعندها يصدر عنه ادراك للشيء فيصدر حكمه عليه بأنه كذا او كذا
هل ينهار الإتحاد الأوروبى ؟
د. ياسر صابر
حين نشأت الجماعة الأوروبية عام 1951 بين ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا ولوكسمبورج بدأ الحلم يراود الساسة الأوروبيين بالوحدة الشاملة فتطورت هذه الجماعة الأوروبية إلى سوق أوروبية مشتركة . بعد ذلك بدأت المؤسسات الأوروبية تتبلور حتى إنتهت بالخطوة الهامة بظهور الإتحاد الأوروبى وتوحيد عملته فى 17 دولة من دوله. ومنذ ظهور اليورو وإختفاء العملات المحلية بدأ الحلم الأوروبى يتعاظم شيئاً فشيئاً وظن الساسة الأوروبيون أن اليورو سوف ينافس الدولار وربما يزيحه من أمامه كمنافس . ثم بعد ذلك توسعت دول الإتحاد الأوروبى لتصل إلى الرقم الحالى وهو 27 دولة وذات تعداد سكانى يصل إلى 500 مليون نسمة يتنقلون بحرية كما تتنقل تجارتهم وأموالهم دون قيود بين هذه البلدان .
إن تكتلاً سياسياً كهذا جدير أن يتحول إلى قوة سياسية وإقتصادية ضخمة يكون لها تأثير كبير فى السياسة الدولية ، إلا أن مانراه الأن أن الإتحاد الأوروبى يعانى من مشاكل كبيرة يمكن أن نطلق عليها أزمة حقيقية ولايعرف سياسيوه كيفية الخروج منها ، هذه الأزمة تواجه بشكل كبير عملته الموحدة اليورو بعد أزمة الديون المتفاقمة التى تئن تحت وطأتها اليونان وإيطاليا والبرتغال وأسبانيا وتحاول دول الإتحاد الأوروبى الأن حل مشكلة الديون هذه ، إلا أنها لاتعرف كيف ؟ لأن حل أزمة الديون بديون جديدة لايمثل حلاً بقدر مايمثل تأزماً للمشكلة.
هل ولد الإتحاد الأوروبى ضعيفاً ومالذى أدى إلى تعثره بالشكل الذى يهدد بقاءه ؟
إن خروج أوروبا مدمرة بعد الحرب العالمية الثانية جعلها فى أمس الحاجة إلى مساعدة أمريكا فى إعادة بنائها وهذا ماتم فى خطة مارشال التى كان لها عظيم الأثر فى هيكلة طبيعة العلاقة بين أمريكا وأوروبا وقد خرجت أمريكا من هذه المرحلة وهى تملك أدوات ضغط كثيرة داخل القارة العجوز . وبالرغم من ذلك شكلت الوحدة الأوروربية هاجساً للخوف لدى الولايات المتحدة ، لأن الأخيرة تدرك أن أوروبا يمكن أن تصبح قوة كبرى تهدد الولايات المتحدة وتنافسها على مصالحها حول العالم . فعمد ساسة أمريكا على إتخاذ الخطوات الهامة التى تضعف هذا الإتحاد الأوروبى وتجبره أن يلزم بيت الطاعة الأمريكى فقامت أمريكا مباشرة بمحاولات توسيع الإتحاد الأوروبى بضم دول أوروبا الشرقية إليه وقد نجحت بالفعل فى ذلك . ولأن أمريكا تملك نفوذاً كبيراً على دول أوروبا الشرقية إستطاعت أن يكون تأثيرها على الإتحاد الأوروبى من خلال هذه الدول كبيراً وهذا ماأدى بالفعل لإضعاف هذا الإتحاد وجعله مشغولاً بمشاكله أكثر من إنشغاله بسياسته الخارجية.
لقد إصطدم الحلم الأوروبى فى الوحدة بعقبات كثيرة منذ ولادته
أولها مبدئى والذى يتمثل فى نظرة الغرب الرأسمالية التى تجعل مقياسهم فى الأعمال هو المنفعة ، وهذا جعل كل دولة تنظر للإتحاد الأوروبى من خلال هذه النظرة الضيقة وكم من الفوائد ستعود عليها بوجودها فيه ، ولم تستطع مصلحة الجماعة أن تتغلب على مصلحة الدول منفردة مما هدد بقاء هذا الإتحاد. وهذا مما جعل دولة كبريطانيا تضع قدماً داخل هذا الإتحاد وأخرى خارجه ، وظهر هذا جلياً فى القمة الأوروبية الأخيرة حين تشاجر ساركوزى مع كاميرون.
ثانيها العصبية القومية التى يصعب على أوروبا التخلص منها ، فالعداء والحروب الطاحنة بين الشعوب الأوروبية خلقت حاجزاً كبيراً يصعب هدمه فالفرنسى ينظر للألمانى نظرة عداء والهولندى لجاره الشرقى نظرة إزدراء حتى الألمانى الغربى ينظر لأخيه الشرقى على أنه عالة عليه وأصبح الألمانى الشرقى يرى نفسه فى بون وميونيخ أجنبياً . وهذه المشكلة جعلت شعوب أوروبا تتململ من فكرة الإتحاد هذه فالألمانى يرى نفسه كالبقرة التى تدر حليباً ليشربه الإيطالى الذى لايعمل ، وشعوب فرنسا وألمانيا وغيرها ترى أنها مطالبة بأن تقتسم من قوت يومها لتحل مشكلة شعب كاليونان وهذا أدى بدوره لتنامى دور اليمين المتطرف الذى يحارب فكرة الإتحاد الأوروبى .
ثالثها وهى مشكلة عامة أصابت المبدأ الرأسمالى حيث وصل نظامهم الإقتصادى إلى مرحلة اللاعودة حيث إتسع الخرق على الراقع وأصبح الإقتصاد الحقيقى يشكل 20 بالمائة من حجم الإقتصاد بينما الباقى إقتصاد وهمى عبارة عن أرقام وهذا مما يفاقم مشكلة الديون الأوروبية لأن أى محاولة لتجاوزها تكون على حساب الإقتراض من جديد وهذا مايبدو لهم فى الأفق ، فتقل بالتالى العشرون بالمائة هذه على حساب الثمانين بالمائة . أضف إلى ذلك شيخوخة المجتمع الغربى التى جعلته ينفق أكثر مما ينتج وهذه المشكلة تمثل قنبلة موقوتة يمكن أن تصرع الغرب فى أى لحظة.
كل هذه العوامل تؤكد أن فرص إنهيار الإتحاد الأوروبى أكبر بكثير من فرص بقائه وبالتالى تبخر حلم الوحدة الأوروبية لأنه لم ينشأ على أساس صحيح . والأساس الصحيح الذى يمكن أن تقوم عليه وحدة بين الشعوب هو الذى أتى به الإسلام ألا وهو أساس العقيدة ، فالعقيدة الإسلامية قد وحدت شعوباً من أعراق مختلفة وألوان ولغات مختلفة وقامت هذه الوحدة متمثلة فى الخلافة التى إحتضنت فى ظلها شعوباً من أندونيسيا إلى المغرب ومن تتارستان إلى قلب إفريقيا وبلغت رقعة هذه الدولة مايزيد عن 22 مليون كيلو متر مربع فى آن واحد ، ومع ذلك حافظت على تماسكها ووحدتها ومازالت هذه الوحدة باقية إلى يومنا هذا بالرغم من قيام الغرب الكافر بإزالة الوحدة السياسية بين الأمة بهدم خلافتها بعد إتفاقية سايكس بيكو وتنصيب عملاء له ليعملوا على الحفاظ على هذه الحدود المصطنعة .
لهذا على أبناء الأمة الإسلامية أن يعوا من خلال التجربة الأوروبية أن الوحدة الممكنة هى التى تقوم على أساس العقيدة وهذه لاتتوفر إلا عند الأمة الإسلامية ، فليجعلوا تغييرهم الحقيقى بعد هذه الثورات لإزالة الحدود المصطنعة التى صنعها الغرب لإعادة وحدة الأمة السياسية من جديد وحتى يُضرب المثل للغرب جميعاً كيف تكون الوحدة الحقيقة وعندها نستطيع أن نقدم نموذجاً حضارياً للبشرية يخلصهم مما هم فيه الأن من ورطة الرأسمالية.
منقول عن : مجلة الزيتونة
بسم الله الرحمن الرحيم
الثورة وأخذ النصرة
أسعد منصور
مقدمة
عندما انتفض الناس في تونس ومن ثم حذا حذوهم أهل مصر في وجه الأنظمة المستبدة والإجرامية وبدؤوا بالاحتجاج بشكل عفوي وتمكنوا من إسقاط الطاغيتين بن علي وحسني مبارك فأطلق على تلك الانتفاضات ثورات. وتلتهما الانتفاضة في ليبيا التي تحولت إلى حركة مسلحة، وكذلك الحركة الاحتجاجية المستمرة في اليمن وقد انتقلت إلى سوريا فأطلق على كل هذه الاحتجاجات والانتفاضات في البلاد العربية الثورات العربية باسم كل بلد اندلعت فيه.
فهذا الوضع جعلنا نفكر في معنى الثورة وما المقصود منها وكيفية قيادتها وكيفية قطف ثمارها وعلاقة النصرة بها وما مصطلح سرقة الثورة أو الالتفاف عليها أو على الثائرين أو الاندساس عليهم أو معنى حرف سير الثورة أو الانقلاب على الثورة؟
تعريف الثورة
لقد جرى تعريف الثورة عقب حدوث الثورة الفرنسية بأنها عبارة عن "قيام الشعب بقيادة نخب وطلائع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة". وكان هذا التعريف تعبيرا عما حدث في فرنسا وليس هو نتيجة دراسة معمقة لأن يصبح تعريفا جامعا مانعا. وقد أخذ الشيوعيون بهذا التعريف إلا أنهم استبدلوا عبارة النخب والطلائع المثقفة بعبارة الطبقة العاملة. وقد عرفها البعض بأنها الخروج عن الوضع الراهن سواء إلى وضع أفضل أو أسوأ من الوضع القائم. والخروج ضد المحتل وقتاله لإخراجه من البلاد سمي أيضا ثورة، كالثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي والثورة الفيتنامية ضد الفرنسيين أولا ومن ثم ضد الأمريكيين. وكذلك الانقلابات العسكرية في بعض البلاد سميت ثورات كثورة 23 يوليو في مصر وثورة 14 تموز في العراق. وتطلق الثورة على ما عدا ذلك مثل الثورة العلمية في أوروبا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر وقد تلازمت مع عقيدة فصل الدين عن الحياة حيث نُحي الدين جانبا وقُدّس العلم وجُعل هو مصدر الحقيقة فأحدثت تغييرا شاملا في كافة المجلات ونواحي الحياة وأثرت على جميع أنحاء العالم. وبجانب ذلك حصلت الثورة الصناعية عندما تم اكتشاف الآلة نتيجة هذا التقدم العلمي فأحدثت انقلابا شاملا في استعمال الوسائل في العالم سواء وسائل الإنتاج أو وسائل المواصلات أو المعدات العسكرية وغير العسكرية وغير ذلك من المجالات. والثورة التكنولوجية التي أرّخ البعض لبدايتها نهاية القرن التاسع عشر وتطورت في القرن العشرين حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في أيامنا هذه، فأحدثت انقلابا في العالم لم تشهده البشرية. ولذلك عرف البعض التكنولوجيا بأنها طريقة التفكير في استخدام المعارف والمعلومات والمهارات بهدف الوصول إلى نتائج لإشباع حاجة الإنسان وزيادة قدراته. ولذلك اعتبروا الأجهزة الالكترونية الحديثة كنتائج للثورة التكنولوجية التي أحدثت انقلابا في عالم الاتصالات وتبادل المعلومات وفي مجالات الصناعة والزراعة والطب وغيرها وما زالت مستمرة لتشمل كافة نواحي الحياة.
فعلى ضوء ذلك نفهم مصطلح الثورة في أي مجال من المجالات بأنها تلك "الحركة البشرية الانقلابية التي تحدث تغييرا مؤثرا في حياتهم"، وإلا لا يقال لها ثورة حسبما يفهم من استخدام هذا الاصطلاح، فنرى أن هذا التعريف أدق واشمل من غيره حتى يكون التعريف جامعا مانعا. فهي حركة بشرية انقلابية أي تقلب النظام القائم وتأتي بنظام جديد وهذا النظام الجديد يحدث تغييرا مؤثرا في حياة البشر. ربما يكون شاملا يشمل كافة نواحي الحياة أو يشمل قطاعات هامة منها فيكون في كلتا الحالتين تغييرا مؤثرا. سواء كانت هذه الثورة سياسية أو غير ذلك من أنواع الثورات. ولكننا نحن هنا في صدد البحث في الثورات السياسية والثورات التي تقلب النظام القائم في المجتمع وتحدث تغييرا مؤثرا فيه.
وعندما يجري الحديث عن الثورة لتغيير نظام الحكم يتبادر إلى الذهن الحركة الشعبية ضد النظام القائم. لأن ذلك ظاهرها وواقعها، وهذا ما انطبع في أذهان الناس عندما دعا لها دعاتها وعندما تم تعريفها على أنها حركة شعبية. وكذلك قيام حركات شعبية بالفعل في العديد من أنحاء العالم نتيجة الاحتقان والكبت لدى الناس عند انتشار الفساد وعند تعرضهم للظلم وتكميم الأفواه وهضم حقوقهم والدوس على كرامتهم واهانتهم وغير ذلك من الممارسات الجائرة للنظام القائم بكل مؤسساته وأركانه ورجاله. فربما تنفجر جموع الناس فجأة دون سابق إنذار من جراء تلك الممارسات والأعمال التعسفية من قبل النظام القائم. فهي تشتعل في مكان ما ولكنها سرعان ما تعم كافة أنحاء البلاد. ومن ثم تقوم الجهات والتيارات المختلفة لتتبناها أو لتركب موجتها أو للعمل على حرفها عن مسارها سواء كانت تلك الجهات نخب مثقفة أو حركات نشأت من جديد على اثر الثورة أو أحزاب وتنظيمات كانت موجودة أصلا وهي تعمل منذ زمن لتغيير النظام. فتعمل لتجميع الناس حولها لتعبر عن مطالبهم ولتقودهم حتى تحدث تغييرات مؤثرة وأساسية في حياتهم وربما تكون جذرية. فيطلق على هذه الحركة التي تستهدف قلب النظام السياسي الحالي وتغييره بنظام جديد ثورة. والأساس في الثورة أن تأتي بنظام أفضل من سابقه لأن الناس ما قاموا وضحوا إلا ليأتوا بنظام أفضل وإلا يكون قيامهم عبثا أو أنهم لم يهتدوا للنظام الأفضل.
والحركة الانقلابية الصحيحة هي التي تغير المجتمع بتغيير مفاهيم الناس ومشاعرهم والنظام الذي يحكمهم بفكر صحيح. وهذا لا يكون إلا بالعمل الفكري السياسي بحيث تتجاوب الأمة معه. ويجب أن يكون بالعمل السلمي ولا تستخدم فيه القوة لأنه يهدف إلى تغيير مفاهيم الناس ومشاعرهم لأنك تريد أن تقنع الناس وتجعلهم يتبنون هذه الأفكار من ذات أنفسهم من دون إكراه. ولكن عملية المباشرة بإسقاط النظام القائم أو تغييره حسب الفكر الجديد فالأصل أن تتم بشكل سلمي أيضا، لان الناس عندما يقتنعوا من ذات أنفسهم بالفكر الجديد الذي سيقوم عليه النظام الجديد فإنهم سوف يقومون بتغيير النظام بأيديهم إلا إذا كان سلطان البلد ليس بأيديهم أو أن يكون الذي في الحكم يملك قوة قادرة على أن تتصدى للثورة. وبذلك يصعب إسقاطه فعندئذ تحدث المواجهة. ولذلك احتاط رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمر في بيعة العقبة الثانية إذا ما حدثت مقاومة من البعض فسميت تلك البيعة ببيعة الدم. ولكن لم تحدث مقاومة من الآخرين فبقيت سلمية من أولها إلى آخرها. وربما لم يحدث في العالم عبر التاريخ مثل هذه الحركة الانقلابية السلمية من بدايتها إلى نهايتها حتى وصولها إلى الحكم.
ماهية الثورة
ربما تحدث الثورة بالقوة المادية وربما تحدث بالعمل السلمي فاستخدام القوة ليس شرطا فيها كما هو ملاحظ في الواقع. وإنما المسألة هي حدوث انقلاب على النظام القائم للإتيان بنظام مغاير يؤمل منه أن يحدث نتائج أفضل. ولكن ربما تأتي الحركة الانقلابية بنظام أسوأ من سابقه أو تأتي بنظام يساويه في السوء، ولكن تعتبر ثورة حسب التعريف. وسبب ذلك عدم اهتداء الناس لنظام أفضل أو عدم اهتدائهم للنظام الأحسن والأفضل، أو للمؤامرة على الثورة والتحايل عليها أو سرقتها كما يقال، وخاصة من قبل رجال النظام السابق أو من قبل أعوانهم.
اشتعال الثورة
يلاحظ على الثورات أنها تبدأ بحركات احتجاجية من قبل الناس بسبب أوضاع سيئة ألمت بهم من قبل النظام القائم. فيبدأ الناس يطالبون بتغيير هذه الأوضاع وتحسين أحوالهم وإذا لم يلب النظام مطالب الناس فان الحركة الاحتجاجية متعددة الأشكال لن تهدأ بل ستزداد وستتفاقم الأمور عليه حتى تقوضه أو تسقطه. ومن الحماقة لجوء النظام إلى البطش والقوة لإخماد هذه الحركات أو لسحقها من دون أن يعالج الأمر بشكل جدي أو جذري. لأن النظام قائم على رعاية شؤون الناس فهو موجود لهم ولخدمتهم فلماذا يقوم بسحقهم؟! بل يجب عليه أن يعالج الأمر فإذا كانت مطالب الناس تتعلق بحقوقهم وبخدمتهم يجب أن يلبيها لهم، وعدم تلبيتها ظلم وجريمة. وإذا ما حدث تغير في مفاهيم الناس وقناعتهم ومقاييسهم وجب على النظام أن يقوم بعملية فكرية عميقة وجذرية وأن يخوض صراعا فكريا مع الأفكار الجديدة أو الدخيلة. وحصول مثل ذلك يدل على أن الفكر القادم أقوى من الفكر القائم عليه النظام أو أن النظام يعيش في غفلة ولم يقدر الوضع، أو انه لم يقدّر عاقبة دخول تلك الأفكار فيعالجها من البداية بشكل فكري أو انه لا يملك القدرة على مواجهة هذه الأفكار الجديدة أو الدخيلة لأسباب متعددة. والناس إذا ما أصروا على ما مطالبهم وبدؤوا يقدمون التضحيات وقد كسروا حاجز الخوف من بطش النظام فسرعان ما تتحول الحركات الاحتجاجية إلى ثورة تستهدف إسقاط النظام. لقد حصلت في مصر عدة حركات احتجاجية سابقا ولكن كانت تتوقف بعدما يقوم النظام ويسحقها كما حصل عام 1977. ولكنها لم تستهدف إسقاط النظام كما حصل مؤخرا. فما حصل في الحركة الاحتجاجية الأخيرة أن الناس بدؤوا يطالبون بإسقاط النظام لأنهم أدركوا أن سبب مشاكلهم هو النظام وهذا تطور نوعي يدل على زيادة في الوعي والإدراك لدى الناس عما كان في السبعينات من القرن الماضي. وإن لم يتحقق بعد إسقاط النظام وقد أسقطت بعض أجزائه لعدم اكتمال الوعي فان الثورة ما زالت قائمة وتحتاج إلى إنضاج أي إلى التوعية التامة. وينطبق الحال على تونس وعلى غيرها. وهذا ما نلاحظه على الحركات التي تتصدر قيادة الناس وتعبر عن فكرهم وعن مشاعرهم. فنرى أن الوعي لم يكتمل لديها. فلم يتبلور لديهم النظام البديل. والبعض منهم لم تتجل لديه الإرادة المصممة أو الصادقة والشجاعة الكاملة للتحدي رغم إدراكهم بشكل عام للنظام البديل وهو الإسلام. ولكن نستطيع أن نعتبرها مرحلة من مراحل الثورة نحو إحداث تغيير جذري وذلك عندما يتبلور لدى الناس النظام البديل وتوجد لديهم القناعة التامة به والإرادة الصادقة والشجاعة الكاملة لإقامته ويثقوا بالمخلصين على أنهم قادة وقادرين على إدارة شؤونهم على أحسن وجه. فاستعداد الناس للتضحية من أجل التغيير بل قيامهم بذلك يعتبر نجاحا لا يستهان به ولا يجوز التقليل من قيمته. وخاصة عندما نعلم أن الثورات لا تحقق أهدافها بسرعة ربما تستمر سنين كما سنرى عندما نستعرض بعض الثورات.
الفرق بين الثورة والجهاد
لدينا مفاهيم معينة تضبط كل حالة لوحدها، فدفاع المسلمين عن بلادهم ضد الغزاة أو ضد المحتلين للبلد ومقاومتهم والعمل على إخراجهم لا يسمى ثورة عندنا بل هو جهاد فمن الخطأ أن يقال الثورة الجزائرية بل الجهاد في الجزائر ولكن الكفار وعملائهم تعمدوا هذه التسمية لإبعاد الأنظار عن المفهوم الإسلامي الذي يعني طرد المحتلين من البلاد وتطهيرها منهم ومن أثاراهم ودنسهم والدفاع عن بيضة الإسلام حتى تعود عليه سيادة الإسلام ويعود السلطان لأهل البلد المسلمين. فالجزائر كانت تحكم بالإسلام فكان نظامها إسلاميا وسلطانها كان بيد المسلمين فجاء المستعمر وأراد أن يزيل حكم الإسلام عنها ويفرض عليها نظامه الرأسمالي الديمقراطي الذي يستند إلى العلمانية أو اللائكية ويبسط سلطانه ونفوذه عليها. فهب الناس مجاهدين لإخراج هذا المستعمر والعودة إلى نظامهم الإسلامي. ولكن المستعمر الخبيث عرف كيف يفعل فأتى بعملاء له خاصة من الذين تشبعوا بثقافته وحولوا الجهاد إلى حركة وطنية ومن ثم سلمهم المستعمر الحكم عند خروجه ليحكموا البلد حسب النظام الذي وضعه لهم. وما زالوا يحكمون البلاد بهذا النظام الغربي. فالفرنسيون احتلوا البلد وفرضوا نظامهم وثقافتهم بالقوة وابعدوا النظام الإسلامي واستبدلوه بنظامهم العفن الذي ما زال يشيع الفساد والخراب والانحلال وكل ما هو سيئ في البلد. فإذا قام أهل الجزائر وثاروا على هذا النظام وقلبوه واستبدلوه بنظام الإسلام نقول قد حدثت ثورة في البلد فعندئذ يأتوا بالخير. فعندما يستلم قيادة الشعب أناس من عملاء الاستعمار تشبعوا بثقافة المستعمر حتى إذا خرج هذا المستعمر بقوته المسلحة يبقى بقواه الأخرى من أشكال الهيمنة الثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية وذلك عن طريق حشد من العملاء في هذه المجالات الذين استطاع أن يكسبهم. وهذا ينطبق على كل بلد إسلامي حصل فيه جهاد ضد المحتلين ابتداء من تركيا حيث كان الناس يجاهدون بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله لطرد المحتلين الانكليز والفرنسيين واليونانيين بأمر من الخليفة للحفاظ على نظام الإسلام وأمان المسلمين، فقام أتاتورك بخيانة الخليفة الذي أرسله لهذا الغرض وتعاون مع الانكليز ليهدم الخلافة ويسقط نظام الإسلام ويستبدله بالنظام الغربي الكافر وقام بانقلابات سميت باسمه في كل مجالات الحياة من نظام الحكم إلى أدنى شيء في المجتمع حتى وصل إلى تغيير في اللغة وتغيير أسماء العائلة والألقاب واللباس. وعمل على القضاء على كل ما له اثر من الإسلام في البلد واستبداله بالنظام الغربي الكافر بمساعدة الكفار المستعمرين فكان ذلك مخالفا لما يريده الناس بل ثاروا ضده فسحقهم فلا يعتبر عمل أتاتورك ثورة وإنما هو خيانة وتعامل مع المستعمرين وتلبية لمطالبهم وضد مطالب الشعب وضد إرادته. فحركته ليست ثورية، فلم تنبع من رغبة الشعب، وإنما هي قلب للنظام الذي ارتضاه الشعب ولم يقبل به بديلا، واتى بنظام مغاير له فأتى بكل ما هو سيئ فأرجع تركيا إلى الوراء وجعلها بلدا تابعا للمستعمر بعدما كانت أعظم دولة في العالم هي والبلاد الإسلامية الأخرى، وأفسد حياة المجتمع إلى أبعد الحدود. وعندما احتل الانكليز فلسطين وجاءوا باليهود وركزوا وجودهم فيها حتى تمكنوا من إقامة دولة أعلن ما سمي بالثورة الفلسطينية وأبعد مفهوم الجهاد وصبغت بالصبغة الوطنية والعلمانية لتقوم بما يريده المستعمر من القبول بكيان يهود إلى العمل على حمايته إلى تأسيس نظام مستورد من الغرب على شاكلة الدول العربية بعيدا عن الإسلام. وذلك في خطة خبيثة من المستعمرين الذين أوعزوا إلى عملائهم لتأسيس هذه المنظمات حتى تخدع الناس وتقبل بمشاريع المستعمرين. وفي الحرب ضد الاتحاد السوفيتي قبل الغرب بان تسمى جهادا ويسمى المقاتلون مجاهدين وذلك لشحذ همم المسلمين في العالم اجمع واستغلالهم لقتال السوفيات حتى تتحقق مآرب أمريكا والغرب بهزيمة الاتحاد السوفيتي والشيوعية على يد المسلمين. ولكن الغربيين الآن يصفون الجهاد ضدهم بأنه حرب إرهابية والمجاهدين بأنهم إرهابيون. فنلاحط أن مفهوم الثورة ضد المحتل يعمل على صبغه بالطابع القومي أو الوطني مع صبغة علمانية.
استعراض بعض الثورات
نريد أن نستعرض بعض الثورات بشكل مختصر لنتوصل إلى نتائج تهمنا في هذا الموضوع ولندرك طبيعة الثورات وما يحدث فيها لان هناك أمور متشابهة تحدث فيها.
الثورة الإيرانية
الثورة الإيرانية لعب فيها دوران دور الصراع الأمريكي الإنكليزي على البلد ودور تذمر الناس من ظلم الشاه واستبداده فمنذ الخمسينات من القرن الماضي بدأ الصراع الأمريكي الانكليزي هناك فقامت ما عرف بثورة مصدق الذي والى أمريكا بالخفاء ولكن خذلته أمريكا عندما اتفقت مع بريطانيا على إرجاع الشاه مقابل أن تسمح بريطانيا للشركات الأمريكية بدخول إيران وأرادت أمريكا أن تركز أقدامها حتى تبسط نفوذها كاملا على إيران في المستقبل. ولذلك بدأت تدعم كل الحركات التي تعمل على إسقاط الشاه. فعندما اشتعلت الثورة في نهاية السبعينات من القرن الماضي رأينا انه قد دخلها كل من هب ودب من حركات يسارية وقومية وليبرالية بجانب الحركات الإسلامية إلا أن شخصية الخميني التي اكتسبت عراقة ولمعانا وجاذبية وهو ما يعرف بالكاريزما والتفاف الناس حوله وعدم لمعان الشخصيات السياسية الأخرى، ولأسباب تتعلق بالصراع الدولي حيث وقفت أمريكا وراء الخميني بعدما اتفقت معه عندما رأت فيه القدرة على قيادة الشعب لإسقاط الشاه ونظامه الموالي لبريطانيا أكثر من الشخصيات الأخرى التي لم تكن مقبولة شعبيا وغير مجمع على قيادتها، ولأنها أي أمريكا تبنت أسلوب استغلال الدين في تلك الحقبة لتتمكن من إسقاط الشاه وإزالة النفوذ الانكليزي. وحاول الشاه أن يسحق الثورة بالقوة إلا أن أمريكا بدأت تضغط عليه واستطاعت أن تحيد الجيش وأجبرت الشاه على مغادرة البلاد وسلم الحكم مؤقتا لشاهبور بختيار ولكن أمريكا أجبرت شاهبور بختيار على أن يسلم الحكم للخميني بعد عودته من فرنسا.
الثورة الأمريكية
ما يعرف بالثورة الأمريكية فقد بدأت بحركات احتجاجية منذ عام 1773 أولا ضد المستعمر الانجليزي لفرضه الضرائب الثقيلة وما سمي بالقوانين الجائرة على سكان المستعمرات وانتهت بحركة مسلحة ابتداء من عام 1775 بعدما بدأ المستعمر يستخدم القوة لإجبار الناس على دفع الضرائب والانصياع للقوانين الانكليزية الجائرة التي رفضها الناس وانتهت عام 1783 بإعطاء بريطانيا الاستقلال لها. وقد قام الفرنسيون بدعمها سرا في البداية إلى أن قويت الثورة فصاروا يدعمونها علنا لكونهم كانوا يخوضون حروبا على المستعمرات مع الانكليز، وقد خرجوا للتو من هزيمتهم من كندا أمام بريطانيا بعد حرب دامت سبع سنوات. فكانت ثورة ضد ممارسات الإمبراطورية البريطانية التي كان الكثير من السكان الوافدين من رعاياها، ومن ثم تطورت إلى العمل على الخلاص من حكم الإمبراطورية وإقامة دولة مستقلة لهم بنظام جديد وان كان يستند إلى فكر المستعمر نفسه الذي ينتمون له ألا وهو المبدأ الرأسمالي. إلا انه نظام مطور عن النظام الرأسمالي. ولذلك عندما منحتها بريطانيا الاستقلال وان خسرتها كمستعمرة ولكنها لم تخسرها فكريا فمبدئها الرأسمالي هو الذي أصبح سائدا فيها. فاعتبرت ثورة على أساس أنها أحدثت انقلابا مغايرا في البلد عن سابقه أحدث تأثيرا هاما في حياة البشر حيث لم تكن أمريكا دولة وكانت بلاد مستعمرة من قبل الانكليز فأزالت سلطانهم وأوجدت سلطانا جديدا ودولة جديدة وشكلت شعبا جديدا. وأقامت نظاما جمهوريا جديدا مغايرا للنظام الانكليزي الملكي فتعتبر أول جمهورية في العالم الحديث وان استندت من ناحية فكرية إلى الفكر الرأسمالي الديمقراطي الذي يتبناه الانكليز والغرب عامة.
الثورة الفرنسية
الثورة الفرنسية بدأت بتحركات احتجاجية على ظلم الملك ونظامه عام 1789 وتطورت إلى حركة دموية وتم التوصل إلى حل وسط بإقامة الملكية الدستورية عام 1792 ولكن لم تتوقف فاندلعت مرة أخرى واعدم الملك وأعلن عن إقامة النظام الجمهوري عام 1794 وشكلت حكومة إدارة مؤقتة، وعرفت بالجمهورية المتشددة التي لا تقبل أثرا للعهد السابق وأتت بنظام جديد مختلف تماما عن النظام البائد. ولكن بعد ذلك تراجع المد الثوري وعاد ما سمي بالبرجوازيين المعتدلين وسيطروا على الحكم وانقلبوا على الثورة ووضعوا ما سمي بالدستور المعتدل وتحالفوا مع الجيش إلى أن قاموا بانقلاب بقيادة الضابط نابليون بونابرت على ما سمي بحكومة الإدارة عام 1799 وعين كأول رئيس للجمهورية التي أعلنت. وبعد 5 سنوات من ذلك وافق مجلس الشيوخ الفرنسي على تنصيب نابليون إمبراطورا. وكل ذلك حدث بعدما اشتهر نابليون بحمايته للثورة كقائد عسكري في باريس فحمى حكومة الإدارة عام 1795 ضد الثورة المضادة التي قادها الملكيون. وفي عام 1797 أصبح القائد الفعلي للبلاد. وبعد سنتين ألغى حكومة الإدارة كما أسلفنا. ولم يعد النظام الجمهوري إلى البلاد إلا بعد هزيمة نابليون عام 1815.
الثورة الروسية
في عام 1905 انطلقت المظاهرات الاحتجاجية بشكل سلمي للمطالبة بالحرية والديمقراطية التي اشترك فيها حوالي 200 ألف في بطرسبرغ. وقامت قوات الأمن التابعة للقيصر بقتل المئات منهم لتفريقها وإخمادها بالقوة. وقد اندلعت مرة أخرى بشكل سلمي من قبل العمال والجنود ضد الأوضاع الاقتصادية من ارتفاع الأسعار وانخفاض الأجور وازدياد نسبة البطالة وضد خوض الحرب العالمية الأولى بجانب الحلفاء، وقد أخمدت. إلا أنها استؤنفت مرة أخرى في الأشهر الأولى من عام 1917 إلى أن اضطر القيصر إلى التنازل عن العرش وتسليم السلطة للأمير جورج ليفوف في 15/3/1917 ولكن الاحتجاجات الإضرابات لم تهدأ وقد استطاع الشيوعيون بقيادة لينين أن يتصدروا الثورة ويحولوها لطرفهم لأنهم كانوا أصحاب مبدأ يعملون على إيصاله إلى الحكم، وقد اسقطوا هذه الحكومة وشكلت حكومة أخرى في تموز من نفس العام واستطاعوا أن يسقطوها ويسقطوا النظام القيصري بعدما استطاعوا أن يكسبوا الجيش، إلى أن توجت بالانتصار لصالحهم في تشرين الثاني/نوفمبر من نفس العام، وذلك بعدما حولوها إلى حركة ثورية مسلحة بجانب كسبهم للجيش الذي قام بانقلاب عسكري أدى إلى سقوط النظام وإعدام القيصر وعائلته. وكان لألمانيا دور في دعم لينين وحركته حتى تخرج روسيا من التحالف المشكل ضدها من قبل بريطانيا وفرنسا في الحرب العالمية الأولى. ولكن الذين لم يقبلوا بالنظام الاشتراكي بدؤوا بالثورة المضادة، وقد دعمتهم بريطانيا وفرنسا إلا أن النظام الجديد بقيادة الشيوعيين استطاع أن يقضي عليهم عام 1920.
الثورة الانكليزية
وما يسمى بسرقة الثورة أو الاندساس عليها أو العمل على حرف مسارها شيء حقيقي قد تجلى في الثورة الانكليزية التي اندلعت عام 1642 حتى عام 1646 ولكن لم تحقق أهدافها وقد فر الملك تشارلز الأول عام 1647 فاندلعت الثورة مرة أخرى عام 1648 ولكن الملك عاد مرة أخرى إلى أن اعدم عام 1649 ونفي نجله الملك تشارلز الثاني وقد اندس على الثورة اللورد أوليفر كرومويل فثبت وجود سيادة العائلات العريقة وأصحاب المال ومنهم العائلة المالكة بصورة أخرى عندما لم يلغ النظام الملكي ويعلن الجمهورية كما كان يطالب الشعب ويقبل بوجود الملكية محددة الصلاحيات ولم يلغ سيطرة العائلات العريقة والثرية. حتى إن هذه الانجازات لم تثبت بسبب عدم تصفية الملكية وحكم العائلات العريقة وظلت الفوضى والإضرابات مستمرة حتى عام 1689 عندما عزل الملك جيمس الثاني وصدر إعلان الحقوق من قبل البرلمان الانكليزي الذي ينص على أن حق الملك في التاج مستمد من الشعب الممثل في البرلمان وليس من الله، ولا يحق للملك أن يلغي القوانين أو يوقف تنفيذها أو أن يصدر قوانين جديدة إلا بموافقة البرلمان ولا يفرض ضرائب جديدة ولا يشكل جيشا جديدا إلا بموافقة البرلمان وحرية الرأي والتعبير مكفولة ومصانة للبرلمان.
نتائج هذا الاستعراض
من استعراض الثورات القديمة والثورات الحديثة التي ما زالت مستمرة في العالم العربي ولم تؤت أكلها بعد ويجري التآمر عليها نستطيع أن نستنتج الأمور التالية:
1. الثورات يدخلها كل من هب ودب وكل طرف يعمل على جذبها لطرفه، ويندس بينها من أركان النظام القائم الذي ثار عليه الناس لتغييره ومن العملاء الجدد، فيركبون الموجة ويمتطون الثورة، فهي محفوفة بالمخاطر.
2. الثورة لا تحقق أهدافها بسهولة وإنما تطول وتمر في مراحل وتجري فيها مساومات. وربما تقبل بأنصاف الحلول لصعوبة الظروف التي تسيطر عليها وخاصة عندما يتمكن العملاء من أن يصبحوا قادة لها، بجانب وجود قيادات ضعيفة من بين الثائرين لا تحدد هدفها أو لا تصر عليه.
3. كثيرا ما تتحول الثورة إلى حركة مسلحة بعدما تبدأ بالاحتجاجات السلمية على تردي الأوضاع وعلى الظلم والاستبداد وعلى هضم الحقوق وتفشي الفساد والمحسوبية واهانة كرامة الإنسان، فتسفك فيها الدماء وتختلط الأمور على الناس.
4. احتمال تدخل الدول الأجنبية التي لها مصالح في إنجاحها أو إفشالها وتبدأ بالعمل على شراء الذمم ليكون لها قدم في البلاد.
5. تختلط فيها أفكار كثيرة ومشاعر مختلفة وتطرح فيها حلول متعددة وإن كان هدفها العام إسقاط النظام والإتيان بنظام أفضل. فتظهر عقبات أمام سيادة الفكر الصحيح ويواجه أصحابه صعوبة في جعل الناس يتقبلوه لوحده دون غيره. لأنهم يرون مشاركة أصحاب الأفكار الفاسدة معهم في الثورة فلا يقللون من شأنهم.
6. كثيرا ما يكون للجيش دور في حسم الأمور سواء بالتحرك مباشرة أو بوقوفه على الحياد حتى يسهل إسقاط النظام، والذي يكسب الجيش لصالحه يمكنه أن يقود الثورة ويأتي بالنظام الذي يريده.
الثورة وطريقة الوصول إلى الحكم
إننا نقول إنه يجب الوصول إلى الحكم عن طريق الأمة فالطريقة أي الكيفية الثابتة هي الوصول إلى الحكم عن طريق الأمة. فالأمة هي التي تعطي الحكم لان السلطان للأمة وهي التي تمنحه لمن تشاء من أبنائها. والثورة هي أسلوب لتغيير النظام من قبل الأمة، فإذا ثارت الأمة وأسقطت النظام نسعى عن طريقها لأن نستلم الحكم حتى نحدث الانقلاب الكلي والتغيير الجذري في الحياة وفي المجتمع وفي الدولة. وقد قمنا وشجعنا الناس على الانتفاضة والثورة السلمية في وجه الأنظمة المستبدة حتى نستطيع أن نأخذ النصرة من ممثلي الناس الثائرين ومن أهل الحل والعقد ومن أهل القوة. وإذا تحول الأمر إلى ثورة مسلحة فنعمل أيضا على كسب الثائرين لفكرنا ولنصرتنا. فالطريق هي اخذ الحكم عن طريق الأمة لإحداث الانقلاب الشامل والتغيير الجذري.
وما يسهل سرقة الثورة أو حرفها هو عدم وجود وعي تام لدى الناس فتندس عليهم قيادات مزيفة لتسرق الثورة أو لتحرفها وهذا ناتج عن عدم تحديد الناس للنظام الذي يريدونه وعدم إدراكهم لفكر واضح بديل وعدم تمييزهم بين القيادة المخلصة عن غيرها، فعندئذ يصعب على القيادات المخلصة أن تمسك بزمام الأمور في ظل الهرج والمرج وتقنع الناس لتنقاد لها. فعند فقدان ذلك يصبح الجو مائعا وملائما لاندساس كل شخص عليها. ففي مثل هذه الثورات يدخلها المخلص وغير المخلص، وكل تنظيم يبدأ بالعمل على جعل فكره هو الذي يسود ويعمل على أن يكون هو القائد فهي مجال فسيح للخير وللشر. وتبدأ الدول الأجنبية بالتدخل بصور مختلفة وتعمل على كسب العملاء أو تعمل على جعل عملائها هم الذين يستلمون زمام الأمور ويصبحوا قادة ومن ثم حكاما وذلك بإبرازهم بصور شتى ومنها وسائل إعلامهم. فالانتفاضات والثورات في البلاد العربية التي اشتعلت بشكل عفوي على الظلم والاستبداد وهضم الحقوق وهدر الكرامات واهانة الناس واحتقارهم وتعذيبهم وعلى الفساد المستشري في البلاد ودعت إلى إسقاط الأنظمة والقائمين عليها لم تبرز الإسلام كنظام بديل ولا غير، رغم أن الثائرين أو المنتفضين هم مسلمون بأغلبيتهم الساحقة. وصار همُّ الناس المشترك إسقاط النظام والقائمين عليه ومحاسبتهم وإعادة الكرامة والحقوق إلى أهلها دون بيان الكيفية لذلك ومن دون بيان البديل بشكل واضح. ولهذا استطاع رجال النظام السابق أو ممن هم من مخلفاته أن يندسوا بين المنتفضين وقد قبلهم الناس بسبب عدم وعيهم التام وقبلوا حكومتهم بجانب المجلس العسكري الحاكم. وبدأ الجدل يدور حول النظام القادم أهو إسلامي أم علماني. وقسم من الجماعات الإسلامية والمفترض منها أن تصر على تطبيق الإسلام تنازلت بعض الشيء فلم تتخذ الموقف الحاسم. وتحاول وسائل الإعلام أن تلعب دورا في المعركة وأكثرها لصالح عملاء الفكر الأجنبي العلماني وللسياسة الأجنبية. ولكنها تبقى وسائل لا يمكن أن تؤثر إذا أصرت الجماعات الإسلامية على مطلبها المتعلق بمجيء الإسلام وتحكيمه ففي النهاية سيظهر ذلك والناس ستدرك ما هو موجود على الأرض مهما عملت وسائل الإعلام على التعمية وعلى التضليل وإخفاء الحقائق وإبراز كل ما هو زائف وباطل.
الخلاصة
ومع كل ذلك فعلينا أن نعمل على كسب الثورة لصالحنا ببث فكرنا بين الناس وطرح حلولنا وتقديم النظام البديل نظام الخلافة الراشدة وعرض قيادتنا عليهم، فنعمل على أخذ النصرة ممن بيدهم القوة ومن قادة الثورة ومن المؤثرين فيها. لأن طريقنا هي أخذ الحكم عن طريق الأمة.
ولكن الطريق الأسلم والأمتن والأفضل في التغيير وقلب النظام هي طريق الرسول صلى الله عليه وسلم وهي العمل على إقناع الناس بالفكر الذي تحمله حتى يقوم قادتهم بالتخلي عن الحكم وتسليمه لصاحب الفكر الجديد. فقد أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحدث ذلك في مكة ولكن قادتها رفضوا. وقد حاول مع بلاد وقبائل أخرى فمنهم من اشترط شروطا لم يقبلها الرسول ومنهم من رفض عرضه من البداية. ولكن تحقق ذلك في المدينة عندما تقبلت غالبية الناس الإسلام وقبله أهل القوة وأهل الحل والعقد ووجد له الرأي العام. وان كانت الطريقة تبدأ من إعداد الكتلة التي ستحمل الدعوة وتقود الأمة وبناء هذه الكتلة بناء سليما ككتلة الصحابة رضوان الله عليهم ومن ثم تنطلق نحو التثقيف الجماعي للأمة بجانب استمرار التثقيف المركز لحملة الدعوة والقيام بخوض الصراع الفكري مع كافة الأفكار المخالفة للإسلام ومحاربة كافة الأطروحات والحلول المناقضة للإسلام بجانب الكفاح السياسي، والعمل على سيادة المبدأ الإسلامي في الأمة بشكل واضح ومحدد ومبلور بشكل يجعل الأمة تتبناه وإيجاد الرأي العام عنه المنبثق عن الوعي التام ومن ثم العمل على قيادة الأمة خلف الحزب قيادة منفردة لا تختلط بها قيادات غير مخلصة ومن ثم محاولة أخذ النصرة ممن يمثلون الأمة من أهل الحل والعقد وممن بأيديهم القوة من القادرين على حسم الأمور وبذلك نكون قد بنينا أمة على عين بصيرة وأوجدنا مجتمعا إسلاميا تسوده الأفكار والمشاعر الإسلامية ويحكمه نظام الإسلام الذي يتمثل بدولته دولة الخلافة، وبذلك نتقي شر الفتن والتجاذبات وتدخل الدول الأجنبية واندساس المنافقين والموالين للكفار بمختلف مسمياتهم وتياراتهم وننقي المجتمع من الأفكار والمشاعر غير الإسلامية وهذه هي الطريقة الشرعية التي سار عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء أمة على فكر واحد وإقامة الدولة على هذا الفكر فأوجد مجتمعا راقيا بعد أن أخذ النصرة من قادة الناس الذين آمنوا بهذا الفكر ووثقوا بقيادته من دون أن يريق قطرة دم واحدة فأهل المدينة آمنوا به وآووه ونصروه، فلم يقبل بوجود فكر آخر مع فكره ولا تنظيم آخر مخالفا لتنظيمه فعمل على سيادة الإسلام وحده بشكل صريح من دون تحالفات مع قوى معارضة ومن دون تنازلات، وقد حاولت قريش خداعه على شاكلة إقامة نظام وطني وذلك بان تجعله ملكا على مكة في ظل نظامها مع تعايش دينها مع دينه. وكذلك القبائل الأخرى التي اشترطت لنصرته على أن يكون لها الملك والأمر من بعده، فرفض كل ذلك فأصر على مطلبه بان يؤمنوا به رسولا من عند الله الواحد الأحد ويتبعوا ما جاء به من عند ربه، وأعلن موقفه إما أن يظهر الله هذا الدين وحده وسيادته في الدولة وفي المجتمع وإما الهلاك والموت دونه. واليوم نرى من يسمون بالإسلاميين يقبلون بأقل من أن يكونوا ملوكا أو رؤساء في ظل نظام الكفر ويتنازلون عن سيادة الإسلام ويعملون على التعايش مع المبادئ والأفكار والتنظيمات المخالفة للإسلام مظهرين مخالفتهم لدينهم ولطريقة رسولهم صلى الله عليه وسلم في التغيير والوصول إلى الحكم معرّضين مصير أمتهم للخطر ومنع سيادة مبدئهم في الدولة والمجتمع.
فعلينا أن نستمر في الطريق الأسلم والشرعي، وعلينا أن نعمل على توجيه الثورات نحو الوجهة الصحيحة، ونعمل على كسبها وأخذ النصرة من أهلها حتى يتحقّق الوعد الرباني بنصر هذه الأمة. {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
12/11/2011م
منقول عن : مجلة الزيتونة
الثلاثاء 10 محرم، 1433 هـ 06/12/2011 م
موافقة النظام السوري على بروتوكول الجامعة العربية:
لعب على الوقت بعد فشله في كسر إرادة الناس
صرح الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي يوم الاثنين في 05/12/2011م أن دمشق ردت بإيجاب على مبادرة جامعة الدول العربية المقترحة بشأن إرسال مراقبين، وقال مقدسي للصحفيين في دمشق إن "الحكومة السورية ردت بإيجابية على موضوع المبادرة التي تهدف إلى إنهاء ثمانية أشهر من العنف في سوريا وفق الإطار الذي يستند إلى الفهم السوري لهذا التعاون" لقد جاء هذا الإعلان عن الموافقة المشروطة التي لا تغير من الموقف السوري شيئاً بعد سقوط أكثر من 1000 شهيد من شهداء المهل العربية، ومحاصرة واقتحام المدن بالدبابات وقصف البيوت على ساكنيها بقذائف المدفعية بصورة يفضح النظام فيها نفسه أن شعبه هو عدوه الحقيقي وليس (إسرائيل) كما يفتري. جاء هذا الإعلان وسلاح النظام مازال مشرعاً للقتل في عمليات لا تهدأ من مدينة إلى مدينة. فما حقيقة هذه الموافقة الخادعة الكاذبة؟ وما الذي جعله يجبر عليها؟
إن المراقب لما يجري في سوريا يرى أن النظام السوري يسير وفق خطة جهنمية يشكل هو طرفها الداخلي، وتقوم على أن ترتكب مخابراته وشبيحته أفظع جرائم الإنسانية بحق الشعب المؤمن الأعزل: فتقوم بتعقب وقتل رؤوس الثورة لإجهاضها، وبقتل أكبر عدد من الناس والعسكريين على السواء لمنع امتداد اشتعالها، وبممارسة أبشع أنواع التعذيب والإذلال وبشكل مكشوف لزرع الخوف والاستسلام في نفوس أهلها، والتهديد بالحرب الأهلية والطائفية الممتدة إلى الخارج للتخويف من إسقاط نظام بشار البائس... أما أمريكا التي صنعت نظام بشار ووالده، فهي الطرف الخارجي الأبرز، ومعها صنائعها من دول مجلس الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وتركيا إيران. وهذا الطرف يكمل سلسلة التآمر على المسلمين في سوريا بإعطاء النظام السوري المهلة تلو المهلة للقضاء على الثورة، وبالتخويف من حرب أهلية في الداخل، وبإمكانية امتدادها إلى المنطقة حيث التقى لسان بشار وبايدن نائب الرئيس الأمريكي على لوك نفس الكلام، وبمنع قيام أي عمل دولي ضد النظام السوري وذلك عبر تفويض تركيا تزعم هذا الخيار بينما هي أكثر المماطلين. وهذان الطرفان تتكامل خطواتهما لإطالة مرحلة النزع الأخير للنظام حتى يتم تأمين البديل!
إن الثورة بقيت مستمرة بالرغم من كل إجرام النظام والتآمر الدولي عليها، بل زادت اشتعالاً وعزيمة على تغيير النظام وازدادت معها انشقاقات الجيش بشكل خطير على النظام حتى باتت تهدده فعلاً خاصة بعد قيام الجنود المنشقين بالدفاع عن المتظاهرين والدخول مع الأمنيين والشبيحة في معارك لا يأمن فيها هذا النظام البشع من مزيد من الانشقاقات تهدد وجوده. هذا الذي أجبر النظام السوري على التزحزح عن موقفه حتى وهو تزحزُحٌ على غير سواء، وليست جامعة الدول العربية ولا القرارات الدولية التي يأمن منها. فالنظام السوري لا يأخذ موقفه بناء على قرارات الجامعة بل بناء على فشله في كسر إرادة الناس، وقد وردت أخبار عن اتصالات روسية أمريكية تعمل على تدبير وضع الأسد وآله بعد سقوطه. وحتى الجامعة العربية فإنها تأخذ موقفها بعد رصد صمود الناس وعدم قدرة النظام على فرض إرادته عليهم، وستلعب دورها في عملية إيجاد البديل بعدما تأكد للجميع قرب سقوط النظام، وهذا ما يفسر دخولها على الخط متأخرة.
أيها المسلمون الثائرون الصابرون الصامدون صمود الجبال الرواسي:
إن صمودكم وتحملكم ما لا تتحمله الجبال من إجرام هذا النظام البائد، يضاف إليه ما يحدث في الجيش من انشقاقات هو الكفيل وحده بالقضاء عليه. وإن ما ترفعونه من شعارات إيمانية من مثل:"الله أكبر" و"لن نركع إلا لله"، واتخاذ المنشقين أسماء الصحابة لكتائبهم من مثل: "كتيبة خالد بن الوليد" و"كتيبة أسامة بن زيد"، وانطلاق المظاهرات من المساجد في أيام الجمع وغير أيام الجمع، ومشاركة العلماء فيها بحيث يطالهم ما يطال الناس من الاعتقال والقتل والإذلال... كل ذلك ليبشر بخيرية هذه الثورة. وإن هذه الثورة إذا ما ربطت بالعمل للتغيير الذي يرضي الله سبحانه وتعالى، ووفق الإطار الذي يستند إلى عبادته وحده وإظهار دينه على الدين كله؛ فإن هذا يمكنكم من تحويل البلاء السيئ الذي أوقعكم فيه النظام إلى ابتلاء حسن يكال لكم فيه الأجر كيلاً من الله تعالى، ويجعلكم في مقدمة الشعوب الثائرة على بصيرة وهدى من ربها وليس على عمى وهوى؛ فتدخلون التاريخ بحق، وتربحون الدنيا والآخرة ورضوان من الله أكبر إن شاء الله تعالى.
أيها المسلمون إن النظام السوري لن يكون صادقاً معكم ولو لمرة واحدة في حياته، وهو يريد أن يلعب لعبة الوقت عليكم؛ لأنه يعلم أنه لا يستطيع أن يوقف آلة القتل ضدكم وإلا قضي عليه، وهو من فصيلة مصاصي الدماء الذين لا يحيون إلا على دماء الشعوب. وإنه وإن كان إيمانكم بالله سبحانه وتعالى هو مبعث صمودكم وكسركم لإرادة النظام؛ فاجعلوا من نظامه سبحانه هو خشبة خلاصكم وسفينة نجاتكم، وكونوا أصحاب مشروع عالمي بإقامة الخلافة الراشدة التي بشّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تكون في آخر الزمان وبشر بالشام أنها تكون عقر دار الإسلام. أيها المسلمون الصابرون كونوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلا إِنَّ رَحَى الإِسْلامِ دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ دَارَ، أَلا إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ، فَلا تُفَارِقُوا الْكِتَابَ، أَلا إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَقْضُونَ لأَنْفُسِهِمْ مَا لا يَقْضُونَ لَكُمْ، إِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ، وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ:"كَمَا صَنَعَ أَصْحَابُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، نُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرَ، وَحُمِلُوا عَلَى الْخَشَبِ، مَوْتٌ فِي طَاعَةِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ".
مشروع الدولة الفلسطينية خطة أميركية ليست فكرة فلسطينية ولا عربية
رؤية سياسية
أحمد الخطواني
قد يستغرب البعض القول بأن مشروع الدولة الفلسطينية هي خطة أمريكية،ويظنون أنها فكرة فلسطينية أو عربية، قد يستغرب البعض القول بذلك، لكنالغرابة تزول عندما يتبين بالأدلة والوقائع أنها فعلاً خطة أميركية قديمة،وليست كما يُروّج لها بأنها مطلب فلسطيني أو عربي، ولا كما يُقال عنهابأنها خطة أميركية حديثة العهد برزت فقط منذ عهد إدارة بوش الابن، التيروجت للفكرة بحماسة، وتبنتها، واعتبرتها رؤية خاصة بالرئيس الأميركي نفسه،نعم إنها ليست كذلك على الإطلاق، بل هي في حقيقتها خطة سياسية أميركيةقديمة وجاهزة، وقد وضعتها أميركا موضع التطبيق منذ قرار تقسيم فلسطين فيالعام 1948م، وليست منذ عهد الرئيس بوش الابن كما يُشاع.ولا نبالغ إن قلناإن فكرة الدولة الفلسطينية هذه هي أخطر فكرة مرّت على تاريخ القضيةالفلسطينية، وأكثرها تضليلاً، بحيث أن الكثير من العوام، والكثير من أفرادالحركات الذين ظهر عليهم الإخلاص، قد انجروا لها، واقتنعوا بها، فكانت هذهالفكرة من ناحية دولياً هي المبرر السياسي الأفعل، والمسوغ القانونيالأنجع، للإقرار بتمليك معظم فلسطين لليهود، وللاعتراف بحق الكيان اليهوديالخالص في البقاء على أرض فلسطين، واستيطانها.
إنها في الواقع ليست مجردفكرة أو مشروع بل هي مؤامرة أمريكية بحتة منذ نشوئها، فلم يتحدث بها منقبل لا العرب ولا الفلسطينيون، بينما وضعتها جميع الإدارات الأمريكيةالمتعاقبة في صميم استراتيجياتها، لدرجة أنها أصبحت بالنسبة لتلك الإداراتصنواً للدولة اليهودية، فحيثما ذكرت دولة يهود ذكرت معها الدولةالفلسطينية. لذلك كان لزاماً على السياسيين المخلصين فضحها و كشفها بوصفهامؤامرة أميركية ويهودية خطيرة وخبيثة، وكان لا بد بيان مدى خطورتها ليس علىأهل فلسطين والعرب وحسب، وإنما على الأمة الإسلامية جمعاء.
أما بيان ذلك فيمكن إثباته من خلال مرور الخطة تاريخياً عبر المراحل التالية:
المرحلةالأولى : بدأت هذه المرحلة منذ استيلاء دولة يهود على حوالي 78% مما يسمىبأرض فلسطين التاريخية، وهو الجزء الجنوبي الغربي من بلاد الشام، ففي قرارالتقسيم الصادر في العام 1947م تبنّت أميركا وبقوة فكرة إقامة الدولةالعربية المنفصلة والمستقلة إلى جانب الدولة اليهودية، ودعمت القرار 181الذي يقسم فلسطين إلى دولة يهودية وأخرى عربية، ومنذ ذلك الوقت تبنت الدولةاليهودية، واعتبرتها جزءا من إستراتيجيتها في منطقة ما يسمى بالشرقالأوسط، باعتبارها تحقق أساس مشروعها الاستعماري في المنطقة، بينما كانالمستعمر القديم ( الإنجليز) قد تبنوا من قبل فكرة الدولة الفلسطينيةالعلمانية الواحدة على كل أرض فلسطين والتي تجمع اليهود و المسلمين والنصارى في كيان واحد على شاكلة الدولة اللبنانية.
وهاتان الفكرتانالدولتان والدولة الواحدة هما فكرتان استعماريتان يهدفان إلى تمكين اليهودمن السيطرة على فلسطين، ومن ثم تمكين الغرب من تثبيت نفده بشكل دائمي فيها.
لكن الصراع بين المستعمر القديم ( الانجليز ) والمستعمر الجديد ( الأمريكان ) أدّى إلى تمسك كل طرف بفكرته لكي يمارس كل منهما نفوذه على أهلالمنطقة، لا سيما وأن فلسطين هي أخطر بقعة تقع في قلب المنطقة العربيةوالإسلامية، ومن يسيطر عليها يسيطر على المنطقة بأكملها. المرحلة الثانية: جاءت هذه المرحلة بعد قرار التقسيم بعشر سنوات تقريباً، وبدأت تحديداً فيالعام 1959م في أواخر عهد الرئيس الأمريكي "أيزنهاور"، حيث طرحت أميركامشروعها بشكل واضح ومحدد عن الدولة الفلسطينية تحت عنوان ( الكيانالفلسطيني )، وكانت الضفة الغربية و قطاع غزة في ذلك الوقتتحت سيطرةالأردن و مصر، فعرض أيزنهاور مشروعه لإقامة كيان فلسطيني فيهما في العام 1959م ، وبذلك تكون أميركا أول من دعت رسمياً إلى إقامة الدولة الفلسطينيةوتكون بذلك قد سبقت الفلسطينيين الداعين إلى إقامتها بحوالي 50 عاما. فماتدعو إليه الفصائل الفلسطينية هذه الأيام، وبمختلف توجهاتها، هو عينه ماكانت تدعو إليه إدارة أيزنهاور في نهاية الخمسينيات وبنفس ذلك الطرح.
فلماذاإذاً لم تتبنّ هذا المشروع الفصائل الفلسطينية المتلهفة اليوم على إقامةالدولة الفلسطينية في الضفة و القطاع في العام 1959م وقد عرضتها عليهمأميركا بشكل واضح. و كان الفرق الوحيد عما يتبنونه اليوم أن مشروع أيزنهاورفي ذلك الوقت والذي حمله المبعوثون الأمريكيون فيه اختلاف يسير عن المطروححالياً، وهو أن الضفة الغربية و قطاع غزة التي يراد إقامة كيان فلسطينيفيها يُستثنى منها القدس والذي خُطط لتدويلها في المشروع الأميركي، وهذاالتدويل لمدينة القدس هو ما يتمنى دعاة الدولة الفلسطينية الحصول عليه فيهذه الأيام.
وباشرت أميركا عملياً بتطبيق مشروعها قي ذلك الوقت، فدعتعملائها الثلاثةفي مصر والسعودية و العراق جمال عبد الناصر والملك سعودوعبد الكريم قاسم في العام 59م للترويج للمشروع، وتأييد إقامة الدولةالفلسطينية في الضفة وغزة، وكان عبد الناصر جاهزا ً لإعطاء غزةللفلسطينيين، لكن الملك حسيناً هو الذي كان يمثل العقبة الكأداء أمام تحقيقالمشروع. وبدأ هؤلاء بالضغط على الأردن وكان قاعدة إنجليزية صلبة، ومايزال، ووقف النظام الأردني حجر عثرة أمام تطبيق هذا المشروع كون الأردنيسيطر على الضفة الغربية التي تمثل المساحة الأكبر في المشروع. فرفض الملكحسين بشراسة بالغة فكرة إقامة دولة فلسطينية، والتنازل عن الضفة الغربيةللفلسطينيين خشية على عرشه، وحفاظاً على النفوذ البريطاني الذي يسنده،وبالرغم من أنهم ضغطوا عليه، وهدّدوه وتوعدوه، وأغروه وتملقوه، لحمله علىالموافقة على المشروع لكنه أبى وأصر على الرفض.
وكانت حجة رجال أميركاللفلسطينيين و للعرب تستند على أن الدولة الفلسطينية هي الحل الوحيد العمليالممكن لقضية فلسطين، وأن هذا الحل هو الذي يوجد السلام والأمن فيالمنطقة، وان إسرائيل قوة كبيرة وجدت لتبقى، وأن الدول العربية، و جيوشها،اعجز من أن تزيل دولة) إسرائيل ).
هذه هي الفكرة التي جاء بهاأيزنهاور، و لقّمها لعملائه من الحكام العرب في هذه الدول، فقال لهم: عليكمأن تهضموا فكرة وجود (إسرائيل) وبالمقابل تقيموا كيانا فلسطينيا، ثم بعدذلك عليكم أن ترفعوا أيديكم عن الفلسطينيين، وعن القضية الفلسطينية. وفيهذا الخطاب تمهيد لما أتوا به من بعد، وهو جعل منظمة التحرير هي الممثلالشرعي والوحيد للفلسطينيين.
وأما الفلسطينيون فخوطبوا في هذا المشروعبمنطق آخر فقيل لهم : عليكم أيها الأشاوس الفلسطينيون أن تتولوا أموركمبأيديكم، فالدول العربية لن تنفعكم، فاقبلوا بالكيان الفلسطيني كمرحلةأولى، ثم بعد ذلك فكروا بتحرير ما تبقى من فلسطين المغتصبة!!.
وقام عبدالناصر في العام 1959م بابتداع أساليب جديدة لإسناد الفكرة - وكان أشدهمتأييدا لفكرة الدولة الفلسطينية وأكثرهم نشاطا لها - فدعا لإقامة ما يُسمىبالجمهورية العربية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وذلك على نمطالجمهورية العربية المتحدة في مصر وسوريا ، وجنّد الفلسطينيين الذين يسكنونفي قطاع غزة والذي كانوا تحت حكمه، لتأييد الفكرة والتأثير على فلسطينييالضفة الخاضعين للحكم الأردني. و اتصل بالهيئة الفلسطينية العليا في القدس،واحتضنها، وساعده في ذلك الملك سعود. ولم يكتف عبد الناصر بذلك بل إنه عرضمشروع أيزنهاور هذا على الجامعة العربية في مؤتمرها في القاهرة في نفسالعام 1959م.
المرحلة الثالثة : استمراراً للمرحلة الثانية وفي العام 1960م عُقد مؤتمر "شتورا" في لبنان، وضغط عبد الناصر وعملاء أمريكا فيالمؤتمر على رئيس وزراء الأردن آنذاك "هزاع المجالي" الذي حضر المؤتمرنيابة عن الملك حسين، ووافق تحت الضغط على إقامة الكيان الفلسطيني في الضفةالغربية و قطاع غزة، فكان عقابه أنه بعد عودته إلى الأردن قتل فورا فيعمّان، وبقتله أحبطت بريطانيا و الملك حسين الخطة. وقد كشف رئيس الوفدالأردني في مؤتمر شتورا موسى ناصر حقيقة الموقف الأميركي من فكرة الدولةالفلسطينية فقال : " إن الولايات المتحدة الأمريكية قدّمت اقتراحا لإنشاءالكيان الفلسطيني، و تبنته السعودية، وعرضته على الجامعة العربية".المرحلةالرابعة : بدأت هذه المرحلة في العام 1961م بمجيء جون كندي إلى الحكموتبنيه لنفس المشروع، وقيامه بتفعيله، وذلك بإرساله لرسائله المشهورة فيالعام 1961م إلى رجال أميركا الثابتين في المنطقة في ذلك الوقت وهم الملكسعود وعبد الناصر وعبد الكريم قاسم وأضيف إليهم فؤاد شهاب في لبنان. وعقدوامؤتمراً جديداً في القاهرة في العام 1961م، وضغطوا على الملك حسين ثانيةلحمله على القبول بالفكرة، وللزيادة في الضغط جرى ترتيب جديد في نفس الليلةالتي كان يجري فيها المؤتمر، حيث اجتمع السفير الأمريكي في عمّان برئيسالوزراء الأردني بهجت التلهوني، وضغط علية ليقبل بالدولة الفلسطينية،ويُحرج الملك، وكاد أن يقبل لولا أن الملك هدّده إن قبل بالقتل كما قُتلسلفه هزاع المجالي من قبل ، فخاف وتراجع.
إن هذه الوقائع المتتالية تؤكدبأنه كان هناك ضغطا أمريكيا شديداً على الملك حسين للقبول بالدولةالفلسطينية، لكنه لم يرضخ لهذا الضغط،أصر على التحدي، وبمعنى آخر لم تقبلبريطانيا بترك مشروعها والأخذ بالمشروع الأميركي ولو أدّى بها الأمر إلىخوض صراع مكشوف مع حليفتها.
المرحلة الخامسة: ولما فشلت جميعتلكالمحاولات الأمريكية في الضغط على الملك حسين لحمله على القبول بفكرةالدولة الفلسطينية، استخدمت أميركا أخيراً ورقتها الرابحةفي ذلك الوقت وهي ( الأمم المتحدة )، فقامت المنظمة الأممية بتشكيل ما يسمى بلجنة التوفيقفي العام 1962م، حيث ضغطت هذه اللجنة باسم الأمم المتحدة على الأردن و علىالملك حسين لكي يقبل بإقامة الكيان الفلسطيني، ولكنها فشلت أيضاً في انتزاعموافقة الملك حسين على إقامة الدولة الفلسطينية. المرحلة السادسة : في هذهالمرحلة قامت السعودية بتجربة حظها للضغط على الملك حسين ومن ورائهبريطانيا، فاستخدم الملك سعود احمد الشقيري – أول رئيس لمنظمة التحريرالفلسطينية – حيث كان وزيرا في الحكومة السعودية، استخدمه الملك سعود وبالتنسيق مع عبد الناصر لإحراج الملك حسين، فذهب إلى الأردن وهاجم الملكحسين، وصرّح الشقيري بتصريحات نارية قال في إحداها : "اغسلوا أيديكم منفلسطين ومن القدس"، و قال عن اللاجئين بان" ليس لهم إلا التعويض"، و قال عنالقدس بأنها "سوف تُدول". وكانت هذه التصريحات تمثل السياسة الأمريكية بكلتجلياتها. لكن الملك حسيناً تنصل من هذه التصريحات، ورفضها، وسلّط عليهوصفي التل الذي هاجمه، ورفض أفكاره رفضا كاملا.
المرحلة السابعة : استخدمت أميركا في هذه المرحلة البابا بولص السادس وكان عميلا لها، فأوفدتهفي زيارة إلى الأردن ليضغط على الملك حسين، وليقبل بفكرة تدويل القدسبذريعة أن فيها أماكن دينية وكنسية وما شاكل ذلك، لكن الملك حسيناً تخلصأيضا من هذا الضغط، ورفض فكرة التدويل.
إن هذا التشبث الأميركي بفكرةالدولة الفلسطينية في ذلك الوقت المبكر يدل على مدى أهمية الفكرة بالنسبةلأميركا، كما يدل على مدى اقتناع عملائها بالفكرة التي قتل بسببهادبلوماسيون، وهُدّد آخرون بالقتل.
المرحلة الثامنة : في شهر ديسمبر( كانون أول ) من العام 1964م رعى جمال عبد الناصر إنشاء هيئة التحريرالفلسطينية برئاسة الشقيري، بعد أن ترك الوزارة في السعودية، وجاءت به مصر،و نصّبته رئيسا لهيئة التحرير الفلسطينية، والتي سُميت فيما بعد بمنظمةالتحرير الفلسطينية، وأوكل عبد الناصر لهذه الهيئة تحقيق هدف فصل الضفةالغربية عن الأردن، أي رفع يد الملك حسين عنها، وإقامة كيان فلسطيني مستقلفيها باستثناء القدس وبيت لحم باعتبارهما يُراد لهما أن تكونا منطقة دوليةبحسب الخطة الأمريكية، ثم حاول الإنجليز أن يردوا على هذه الأطروحاتالأمريكية المتتالية، فأرسلوا عميلهم العريق الرئيس التونسي بورقيبة، فقامبزيارة إلى الضفة الغربية ورّوج لفكرة الدولة الفلسطينية العلمانية التيتجمع اليهود و المسلمين و النصارى في كيان واحد، وكانت هذه هي الخطةالبريطانية المحكمة في مواجهة الخطة الأمريكية. وأدّى هذا الصراع بينالخطتين إلى فشلهما وعدم نجاح أي منهما.
استمرت المحاولات و الضغوطالأمريكية على الملك حسين، ومن فرط هذه الضغوط، وشدتها، وللتخلص من أعبائهاالثقيلة عليه، قام الملك حسين في العام 1967م، بتسليم الضفة الغربيةلليهود، وكانت له خطابات كثيرة في الأعوام 1966 و 1965م، تهدد بذلك، حتى أنهناك خطابا ألقاه وهو يتلعثم في الكلام، وذلك بعد وصوله من لندنباللغةالإنجليزية، وكان مترجماً بلغة ركيكة، ثم بعد ذلك أقام المهرجانات في عدةمدن، وبيّن أن المسالة فيها حرب، وهدد بتسليم القدس والضفة الغربية.ثم قامفعلاً بتسليمهما لليهود في الخامس من حزيران من عام 1967، وبذلك تملص منفكرة إقامة الدولة الفلسطينية عليها، فكان أفضل بالنسبة إليه أن يسلمهالليهود بدلاً من أن يسلمها للفلسطينيين لإقامة دولة عليها لحساب أميركا.
ثم بعد ذلك ظهرت حركة فتح، ونادت بالكفاح المسلّح واستهوت أفئدة من العربوالفلسطينيين، وكانت مدعومة من دول الخليج ومن الكويت بالذات وكذلك من مصر،ووجدت في عمان منطلقاً حقيقياً لها، وقبل بها الملك حسين، وتبنى ياسرعرفات فكرة بورقيبة الإنجليزية وهي فكرة الدولة الفلسطينية العلمانية علىكل ارض فلسطين، ونجحت حركة فتح بهذه الدعوة، وبخلطها للكفاح المسلح،واستهوت قلوب الكثيرين، وامتلكت أهلية شعبية مكّنتها من انتزاع قيادة منظمةالتحرير من احمد الشقيري التابع لأمريكا، ونُصب ياسر عرفات زعيم حركة فتح،رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية وأزيح احمد الشقيري، و استلمت المنظمةبعد ذلك ثلة من عملاء الإنجليز .
المرحلة التاسعة : لكن أمريكا في هذهالمرحلة لم تسكت، فالصراع ما زال على أشده بين المستعمر الجديد و المستعمرالقديم، فهددت أميركا الأردن بإقامة دولة فلسطينية في عمان، و بإعطاء جنوبالأردن من معان و الجنوب إلى السعودية، وإقامة الكيان الفلسطيني في الأردنثم مده إلى الضفة الغربية، وبدا أن أمريكا مصممة على فكرة الدولةالفلسطينية بشكل غريب. وهذا بدوره أدّى إلى خوف الملك حسين من أن تقدمأمريكا على فعل ذلك، وضيع عرش الهاشميين إلى الأبد، وما يساعدها في تحقيقذلك الكثافة السكانية العالية للفلسطينيين في الأردن، فارتعدت مفاصل الملك،وقام بالتنكيل بالفلسطينيين، وذبحهم في مذابح جماعية في أيلول الأسود و فيأحراش عجلون و جرش في العامين 1970 و 1971، وبذلك تم طردهم من الأردن،وتخلص من هواجسه ومن خطورة إمكانية إقامة دولة فلسطينية على أنقاض عرشه.
المرحلةالعاشرة : لم تتوقف أميركا في هذه المرحلة عن مساعيها لإقامة الدولةالفلسطينية إن خفّ عنفوانها، ففي 4/4/1975 قام جورج مكفرن مرشح الحزبالديمقراطي للرئاسة الأمريكية بزيارة القدس، وخاطب اليهود ونادى بإمكانيةقيام الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة، وهاجم بصراحة المشروعالإنجليزي، وقال: "أما بالنسبة للدولة العلمانية التي تضم مسلمين ومسيحيين و يهود فليست هدفا سياسيا و أنها مجرد حلم".
المرحلة الحاديةعشرة : في العام التالي وبسبب الضغوط الأميركية، أقرت الجامعة العربية بانمنظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وفيهذا الإقرار مضايقة شديدة للملك حسين الذي كان يزعم انه يمثل الفلسطينيينفي الضفة الغربية و في القدس، وهذه المضايقة كانت مقدمة لرفع يده عنالفلسطينيين.
المرحلة الثانية عشرة : وفي العام 1976، وبدفع من الساداتالذي ورث عبد الناصر في الحكم في بداية السبعينات من القرن الماضي، وكانعميلاً أمريكاً مكشوفاً، قام بالضغط على الجامعة العربية لرفع مكانةالمنظمة، وجعلها عضوا كامل العضوية فيها مثلها مثل أي دولة عربية أخرى بحيثلا يبقى أي مجال لسيطرة الملك حسين على الفلسطينيين.
المرحلة الثالثةعشر : في هذه المرحلة،ومع وصول رونالد ريغان إلى الحكم، طرح ريغان مشروعهعلى المنطقة والذي عُرف باسم "مشروع ريغان" ، لكنه خشي من ذكر لفظ الدولةالفلسطينية باعتبار أن الظروف لم تكن مساعدة آنذاك، فقال عوضا عن ذلك : "يجب إعطاء الفلسطينيين حق تقرير المصير". وإعطاء الفلسطينيين حق تقريرالمصير في كل الأعراف الدبلوماسية، وفي الغرب بشكل خاص تعني إقامة الدولة. ثم تُرجم هذا المشروع مباشرة في نفس الشهر وفي نفس العام 1982م في قالبعربي تحت اسم مشروع فاس الذي أفرزه اجتماع الزعماء العرب في مدينة فاسالمغربية، وأقروا في مؤتمرهم ذاك مشروع ريغان باسمه العربي الجديد، ثمأضافوا عليه فكرة إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزةليصبح المشروع الأميركي مشروعاً عربياً خالصاً.
المرحلة الرابعة عشر : إن شدة الضغوطات الأميركية التي مورست على الملك حسين لحمله على التخلي عنفكرة التمسك بالضفة الغربية، وبسبب ضعف الدور الإنجليزي في المنطقة، جعلتهفي العام 1988م يعلن رسمياً انه تخلى تماما عن تمثيل الفلسطينيين في أيةمفاوضات مقبلة مع (إسرائيل)، وأنه بات يعترف كزملائه من حكام الدول العربيةبان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
إن هذهالضغوط الشديدة التي مارستها الإدارات الأميركية المتعاقبة من العام 1959م وحتى العام 1988م على بريطانيا والملك حسين آتت أكلها أخيراً ، فتخلى الملكحسين بشكل رسمي عن الضفة الغربية، و تبع ذلك التخلي السياسي فصل قانونيوإداري بين الضفة الشرقية والضفة الغربية. ثم أعقب ذلك وفي نفس العاماعتراف منظمة التحرير الفلسطينية عبر اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني فيالجزائر بقراري 242 و 338 اللذان يقرّان بوجود دولة إسرائيل، ويطالبان فقطبالأراضي التي احتلت في العام 67 فقط وهي الضفة الغربية و قطاع غزة. وبذلكتخلت منظمة التحرير تماما عن الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948م.
ثم بعد ذلك بأشهر قليلة صرّح عرفات واحداً من أهم تصريحاته في ستراسبورغفي فرنسا قال فيه : "إنني قد تركت حلم إقامة الدولة الفلسطينية العلمانيةعلى كامل تراب الوطن الفلسطيني و اقبل الآن بالدولة الفلسطينية في الضفةالغربية و قطاع غزة".
ومنذ ذلك التاريخ تم تهيئة المنطقة بعملاء أميركاوعملاء بريطانيا بفكرة الدولة الفلسطينية، لكن الجديد الذي طرأ في هذهالمرحلة هو اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، حيث تم خلط بعض الأوراق، وخرجتقوى جديدة على الساحة الفلسطينية غير القوى العلمانية وهي القوى الإسلامية،فكان لا بد من مشوار جديد، و طويل، لترويض الحركات الإسلامية كما روضت منقبل الحركات العلمانية، فكان لا بد من عشرين سنة أخرى لتتم فيها عمليةالترويض الجديدة ولغاية إخراج فكرة الدولة الفلسطينية إلى الوجود.
وهانحن وبعد عشرين عاما منذ عام 1988 وحتى العام 2008 مأصبحت بعض الحركاتالإسلامية شأنها شأن الحركات الوطنية تطالب بالدولة الفلسطينية في الضفةالغربية و قطاع غزة، أي في الأراضي المحتلة عام 1967م وذلك تحت ذريعة إعلانالهدنة الطويلة، أو ما شاكلها من ذرائع ، وهذا معناه أن هذه الحركاتالإسلامية قد وقعت - وللأسف الشديد - فيما وقعت فيه الحركات العلمانية منقبل، واعترفت بشكل مباشر أو غير مباشر بالكيان اليهودي، وقبلت بإقامةالدولة الفلسطينية على الأراضي التي احتلت في الرابع من حزيران عام 1967م،وتكون بذلك قد ساعدت في تحقيق الرؤية الأمريكية من خلال قبول الفلسطينيين
هل ينهار الإتحاد الأوروبى ؟
د. ياسر صابر
حين نشأت الجماعة الأوروبية عام 1951 بين ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا ولوكسمبورج بدأ الحلم يراود الساسة الأوروبيين بالوحدة الشاملة فتطورت هذه الجماعة الأوروبية إلى سوق أوروبية مشتركة . بعد ذلك بدأت المؤسسات الأوروبية تتبلور حتى إنتهت بالخطوة الهامة بظهور الإتحاد الأوروبى وتوحيد عملته فى 17 دولة من دوله. ومنذ ظهور اليورو وإختفاء العملات المحلية بدأ الحلم الأوروبى يتعاظم شيئاً فشيئاً وظن الساسة الأوروبيون أن اليورو سوف ينافس الدولار وربما يزيحه من أمامه كمنافس . ثم بعد ذلك توسعت دول الإتحاد الأوروبى لتصل إلى الرقم الحالى وهو 27 دولة وذات تعداد سكانى يصل إلى 500 مليون نسمة يتنقلون بحرية كما تتنقل تجارتهم وأموالهم دون قيود بين هذه البلدان .
إن تكتلاً سياسياً كهذا جدير أن يتحول إلى قوة سياسية وإقتصادية ضخمة يكون لها تأثير كبير فى السياسة الدولية ، إلا أن مانراه الأن أن الإتحاد الأوروبى يعانى من مشاكل كبيرة يمكن أن نطلق عليها أزمة حقيقية ولايعرف سياسيوه كيفية الخروج منها ، هذه الأزمة تواجه بشكل كبير عملته الموحدة اليورو بعد أزمة الديون المتفاقمة التى تئن تحت وطأتها اليونان وإيطاليا والبرتغال وأسبانيا وتحاول دول الإتحاد الأوروبى الأن حل مشكلة الديون هذه ، إلا أنها لاتعرف كيف ؟ لأن حل أزمة الديون بديون جديدة لايمثل حلاً بقدر مايمثل تأزماً للمشكلة.
هل ولد الإتحاد الأوروبى ضعيفاً ومالذى أدى إلى تعثره بالشكل الذى يهدد بقاءه ؟
إن خروج أوروبا مدمرة بعد الحرب العالمية الثانية جعلها فى أمس الحاجة إلى مساعدة أمريكا فى إعادة بنائها وهذا ماتم فى خطة مارشال التى كان لها عظيم الأثر فى هيكلة طبيعة العلاقة بين أمريكا وأوروبا وقد خرجت أمريكا من هذه المرحلة وهى تملك أدوات ضغط كثيرة داخل القارة العجوز . وبالرغم من ذلك شكلت الوحدة الأوروربية هاجساً للخوف لدى الولايات المتحدة ، لأن الأخيرة تدرك أن أوروبا يمكن أن تصبح قوة كبرى تهدد الولايات المتحدة وتنافسها على مصالحها حول العالم . فعمد ساسة أمريكا على إتخاذ الخطوات الهامة التى تضعف هذا الإتحاد الأوروبى وتجبره أن يلزم بيت الطاعة الأمريكى فقامت أمريكا مباشرة بمحاولات توسيع الإتحاد الأوروبى بضم دول أوروبا الشرقية إليه وقد نجحت بالفعل فى ذلك . ولأن أمريكا تملك نفوذاً كبيراً على دول أوروبا الشرقية إستطاعت أن يكون تأثيرها على الإتحاد الأوروبى من خلال هذه الدول كبيراً وهذا ماأدى بالفعل لإضعاف هذا الإتحاد وجعله مشغولاً بمشاكله أكثر من إنشغاله بسياسته الخارجية.
لقد إصطدم الحلم الأوروبى فى الوحدة بعقبات كثيرة منذ ولادته
أولها مبدئى والذى يتمثل فى نظرة الغرب الرأسمالية التى تجعل مقياسهم فى الأعمال هو المنفعة ، وهذا جعل كل دولة تنظر للإتحاد الأوروبى من خلال هذه النظرة الضيقة وكم من الفوائد ستعود عليها بوجودها فيه ، ولم تستطع مصلحة الجماعة أن تتغلب على مصلحة الدول منفردة مما هدد بقاء هذا الإتحاد. وهذا مما جعل دولة كبريطانيا تضع قدماً داخل هذا الإتحاد وأخرى خارجه ، وظهر هذا جلياً فى القمة الأوروبية الأخيرة حين تشاجر ساركوزى مع كاميرون.
ثانيها العصبية القومية التى يصعب على أوروبا التخلص منها ، فالعداء والحروب الطاحنة بين الشعوب الأوروبية خلقت حاجزاً كبيراً يصعب هدمه فالفرنسى ينظر للألمانى نظرة عداء والهولندى لجاره الشرقى نظرة إزدراء حتى الألمانى الغربى ينظر لأخيه الشرقى على أنه عالة عليه وأصبح الألمانى الشرقى يرى نفسه فى بون وميونيخ أجنبياً . وهذه المشكلة جعلت شعوب أوروبا تتململ من فكرة الإتحاد هذه فالألمانى يرى نفسه كالبقرة التى تدر حليباً ليشربه الإيطالى الذى لايعمل ، وشعوب فرنسا وألمانيا وغيرها ترى أنها مطالبة بأن تقتسم من قوت يومها لتحل مشكلة شعب كاليونان وهذا أدى بدوره لتنامى دور اليمين المتطرف الذى يحارب فكرة الإتحاد الأوروبى .
ثالثها وهى مشكلة عامة أصابت المبدأ الرأسمالى حيث وصل نظامهم الإقتصادى إلى مرحلة اللاعودة حيث إتسع الخرق على الراقع وأصبح الإقتصاد الحقيقى يشكل 20 بالمائة من حجم الإقتصاد بينما الباقى إقتصاد وهمى عبارة عن أرقام وهذا مما يفاقم مشكلة الديون الأوروبية لأن أى محاولة لتجاوزها تكون على حساب الإقتراض من جديد وهذا مايبدو لهم فى الأفق ، فتقل بالتالى العشرون بالمائة هذه على حساب الثمانين بالمائة . أضف إلى ذلك شيخوخة المجتمع الغربى التى جعلته ينفق أكثر مما ينتج وهذه المشكلة تمثل قنبلة موقوتة يمكن أن تصرع الغرب فى أى لحظة.
كل هذه العوامل تؤكد أن فرص إنهيار الإتحاد الأوروبى أكبر بكثير من فرص بقائه وبالتالى تبخر حلم الوحدة الأوروبية لأنه لم ينشأ على أساس صحيح . والأساس الصحيح الذى يمكن أن تقوم عليه وحدة بين الشعوب هو الذى أتى به الإسلام ألا وهو أساس العقيدة ، فالعقيدة الإسلامية قد وحدت شعوباً من أعراق مختلفة وألوان ولغات مختلفة وقامت هذه الوحدة متمثلة فى الخلافة التى إحتضنت فى ظلها شعوباً من أندونيسيا إلى المغرب ومن تتارستان إلى قلب إفريقيا وبلغت رقعة هذه الدولة مايزيد عن 22 مليون كيلو متر مربع فى آن واحد ، ومع ذلك حافظت على تماسكها ووحدتها ومازالت هذه الوحدة باقية إلى يومنا هذا بالرغم من قيام الغرب الكافر بإزالة الوحدة السياسية بين الأمة بهدم خلافتها بعد إتفاقية سايكس بيكو وتنصيب عملاء له ليعملوا على الحفاظ على هذه الحدود المصطنعة .
لهذا على أبناء الأمة الإسلامية أن يعوا من خلال التجربة الأوروبية أن الوحدة الممكنة هى التى تقوم على أساس العقيدة وهذه لاتتوفر إلا عند الأمة الإسلامية ، فليجعلوا تغييرهم الحقيقى بعد هذه الثورات لإزالة الحدود المصطنعة التى صنعها الغرب لإعادة وحدة الأمة السياسية من جديد وحتى يُضرب المثل للغرب جميعاً كيف تكون الوحدة الحقيقة وعندها نستطيع أن نقدم نموذجاً حضارياً للبشرية يخلصهم مما هم فيه الأن من ورطة الرأسمالية.
منقول عن : مجلة الزيتونة
نصيحة لإخواني الحداثيين
منجي المازني
وأنا أتصفح جريدة الشعب استوقفني مقال بعنوان "الشعب ينتخب ظاهرة بانتظار التحول إلى الحقيقة" بتاريخ 12
نوفمبر2011 للسيد محمد الحمّار الذي لا يؤمن بحزب ديني وضد منح التأشيرة لحركة النهضة. وقبل البدء في التحليل والرد على ما جاء في المقال أود أن ألفت الانتباه إلى أن جريدة الشعب وهي لسان الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يمثل كل أطياف المجتمع التونسي ما كان ينبغي لها أن تسمح بنشر مواضيع تتعلق بالقضايا السياسية وتنحاز إلى فئة دون أخرى. فالإتحاد هو مؤسسة نقابية منتخبة من طرف الطبقة الشغيلة للدفاع عنهم والتعبير عن مشاغلهم. فكما أن الإسلام هو قاسم مشترك بين كل التونسيين وعليه لا يسمح لأي طرف أن يحتكره أو أن يكون ناطقا باسمه فنرجو من إخواننا الحداثيين أن يطبقوا هذه القاعدة على الاتحاد. أم أن الجماعة يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.
يقول كاتب المقال "لقد نبهنا منذ شهور إبان ثورة 14 جانفي من أن حل المشكلة الدينية في تونس أو في كامل الوطن العربي الإسلامي ليس في الاعتراف بتيار أو حركة دينية مثل حركة النهضة". فمن خلال هذا الطرح نلاحظ أن الكاتب مازال يعيش على وقع ما قبل 14 جانفي ومازال يظن أنه يملك الحقيقة والأغلبية الاستبدادية ومازال يصنف الأشياء ويفصلها على هواه. يقول الكاتب "إن منح حزب النهضة التأشيرة للعمل السياسي العلني زاد في تعقيد المشكلة الدينية" فالمسألة، التي يعتبرها مشكلة، ما تعقدت إلا في خياله. فمهما أوتي الإنسان من عبقرية خارقة للزمان والمكان لا يمكنها أن تؤهله لتبوء منصب توزيع التأشيرات على هواه يمنحها لمن يريد ويمنعها عن من يريد. فهذه المسائل لا تخضع للأهواء. وإنما تخضع لإرادة الشعب ونحن في زمن "الشعب يريد ...".
ويتساءل الكاتب فيقول "لماذا يختار شعب مثل تونس ظاهرة مرضية لتحكمه؟". فإذا كانت حركة النهضة تمثل ظاهرة مرضية وانتخبها الشعب بنسبة 41 % فلماذا لم تتحصل الأحزاب الحداثية التي ينتمي إليها الكاتب، والتي تمثل الحالة الصحية في نظره، على 50 % أو 59 % المتبقية. كما أن الظاهرة في الأصل هي حالة عابرة وطارئة ولا تمثل أصل الأشياء. فالأحزاب والحركات السياسية الدينية، والتي يعتبرها الكاتب ظاهرة، تواجدت عبر كل مراحل التاريخ الإسلامي وعلى مدى 14 قرنا. أما الحداثة فما سمعنا بها إلا في هذا القرن ولم ترد على البلاد الإسلامية إلا مع الاستعمار ولم تنتشر إلا في ظل الاستبداد. فمن يا ترى يمثل ظاهرة وفي نفس الوقت مرضية.
وخلاصة القول يرفض الكاتب إعطاء تأشيرة لحزب ديني على أساس القاعدة الحداثية "الدين لا يتدخل في السياسة". ولكن الحقيقة غير ذلك. فالدين أو المعتقد هو ما يعتقده الإنسان وما يؤمن به من أفكار وإيديولوجيات ومثاليات سماوية أو وضعية لتكون مثالا لتسيير كل شؤونه في هذه الحياة. وإلا فما قيمة هذا المعتقد. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر سورة الكافرون وهو يخاطب المشركين "لكم دينكم ولي دين" بمعنى أن المشركين لهم دين اسمه الشرك والشيوعيين لهم دين اسمه الشيوعية والحداثيين لهم دين اسمه الحداثة والمسلمين لهم دين اسمه الإسلام... بهذا المعنى كل إنسان في هذا الكون له دين وهو متدين بدينه الذي يؤمن به. وكل مكونات المجتمع تتدافع بطريقة ما لتتبنى في الأخير منهج أو مثالية أو دين لتسيير شؤونها. فالحداثيون يناقضون أنفسهم فهم من جهة يؤمنون بالحداثة لتسيير شؤون الناس وبالتالي تدخل دين الحداثة في السياسة ولكنهم لا يؤمنون بتدخل دين الإسلام في السياسة.فمشكلة الحداثيين أنهم يريدون أن يكونوا الخصم والحكم في نفس الوقت وفي كل وقت ولا يريدون أن يتأقلموا ويتصالحوا مع الواقع ومع الحقيقة.
ومن خلال إطلاعي على ردود أفعال النخبة الحداثية لاحظت أن هذه الفئة على قلة عددها مازالت تنظر إلى هذا الشعب، رغم ما أبداه من نضج سياسي ودراية بخفايا الأمور، نظرة فوقية ونظرة استعلائية ومازالت تظن نفسها الوصي المؤتمن على هذا الشعب. وأن هذا الشعب، الذي صنع هذه الثورة التي كانت منطلق ومهد الربيع العربي، يظل في نظرهم قاصرا ومحتاجا لكفالتهم. فما كل هذا التعالي؟ فحري بهذه الفئة أن تراجع نفسها وتعيد حساباتها من جديد. فقراءة الواقع قراءة سليمة هي البداية وهي الخطوة الأولى للمضي قدما في الطريق الصحيح. وإذا كان بعض إخواننا الحداثيين لا يستطيعون العيش إلا مع الحداثة وفي ظل الحداثة التي رفضها الشعب فليذهبوا إلى بلد ينتج هذه الحداثة وليعيشوا فيه فرحين مسرورين. فهذه الأرض لا تنبت هذه النبتة حتى ولو استعملنا في سبيل ذلك كل الإمكانات التقنية والمالية والبشرية المتاحة في سبيل تخدير وتمييع هذا الشعب وتغيير قناعاته.
منقول عن : مجلة الزيتونة
لماذا تساند روسيا نظام الأسد؟
فيتشسلاف يورين
صعدت الحكومة الروسية مؤخراً من لهجتها إزاء النظام السوري، غير أنها ما زالت تعارض قراراً دولياً يدين قمع المدنيين في سوريا ويمهد لعقوبات على دمشق. فما هي خلفيات هذه السياسة الروسية؟ فيتشسلاف يورين في إجابة عن هذا السؤال.
تقف سوريا اليوم على حافة الحرب الأهلية، وخطر التمزق الداخلي يحدق بها، هذا ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخراً عن الأوضاع في سوريا. إجتماع لافروف مع مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، كاثرين آشتون، في 17 تشرين الثاني/نوفمبر بيّن مجدداً، أن روسيا لا تزال متمسكة بالنظام السوري. ولكن هذا التمسك بنظام الأسد له أيضاً حدوده. ويعتمد استمرار هذا الدعم على تطور الأمور؛ أي إن كان الكرملين يرى أن الرئيس بشار الأسد لا يزال مسيطراً على زمام الأمور أم لا، كما يقول المحلل السياسي الروسي ميخائيل فينوغرادوف، مدير جمعية "سانت بطرسبرغ للسياسة" المستقلة في موسكو.
وكان الرئيس الروسي دميتري ميديديف قد حذر بشار الأسد، عندما نصحه بالحوار مع المعارضة السورية، خوفاً من أن يكون مصيره "محزناً". ولكن روسيا وقفت حتى الآن ضد عقوبات دولية بحق سوريا، مستخدمة بذلك حق النقض "فيتو" في مجلس الأمن، كما جرى في تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، حيث عارضت موسكو قراراً يدين النظام السوري وأعمال القمع التي تمارسها قوات الأمن السوري ضد المحتجين من المدنيين. حينها دعا لافروف نظام بشار الأسد للحوار مع المعارضة ونبذ العنف. الذي تخشاه موسكو، كما اعربت مرارا، هو أن يؤدي أي قرار يدين سوريا في مجلس الأمن إلى تدخل عسكري في سوريا كما كان عليه الحال في ليبيا.
العلاقات الروسية السورية
ويقول فيتشيسلاف نيكانوف من مؤسسة "بوليتيكا" المقربة من الحكومة الروسية، إن سوريا لم تَعد شريكاً استراتيجياً لروسيا، مصلحة روسيا الآن هو الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط، وبإمكان روسيا الآن أن تُظهر نفوذها في مجلس الأمن عن طريق استخدام حق الفيتو.
غير أن المسألة ليست فقط مسألة استعراض عضلات أمام المحافل الدولية، فروسيا لها أيضاً مصالح إقتصادية في سوريا، وهي بالنسبة لها في هذا الحال أهم من ليبيا، كما يقول الخبير ميخائيل فينوغرادوف. ومن بين هذه المصالح الإقتصادية صفقات بيع أسلحة بين البلدين. كما أن آلاف السوريين حصلوا سابقاً على الشهادات العليا في الإتحاد السوفييتي ويتقنون اللغة الروسية. ومن هنا تلعب العلاقات السورية الروسية في مجال التعليم دوراً مهماً، مع أنها قلت في السنوات الماضية الأخيرة.
صفقات أسلحة منذ العهد السوفييتي
أما على الصعيد العسكري فلا تزال دمشق من أهم المشترين للمعدات الحربية والأسلحة الروسية في الشرق الأوسط، لكن المحلل السياسي الروسي والخبير في المجال العسكري ألكساندر غولتس، يرى أن صفقات الأسلحة هذه لم تعد تلعب دوراً هاماً، وإن هذا التعاون في المجال العسكري ينحصر حالياً في صيانة أسلحة ومعدات إشترتها سوريا من الإتحاد السوفييتي في الماضي. ويضيف غولتس أن ذروة التعاون العسكري بين البلدين كانت في سبعينات القرن الماضي، حيث كانت هذه الصفقات مربحة بالنسبة لدمشق. آنذاك؛ أي إبان الحرب الباردة، كان الإتحاد السوفييتي يبيع بنادق الكالاشنيكوف لحلفائه بأسعار زهيدة، فحصلت سوريا أيضاً على أسلحة بثمن زهيد. وحتى في عام 2005 أسقطت روسيا ديونا عن سوريا بقيمة حوالي عشرة مليارات دولار، وهي ديون من صفقات أسلحة اشترتها سوريا من الإتحاد السوفييتي، من بينها دبابات عسكرية سوفييتية من طراز ت 72 إشترتها دمشق في عهد الرئيس السوفيتي ليونيد بريجنيف وتستخدمها حالياً في قمع الاحتجاجات الشعبية.
مصالح روسيا في المنطقة
ولكن أهم ما يصب اليوم في مصلحة الروس هو القاعدة الاستراتيجية البحرية الروسية المتمركزة في طرطوس على ساحل البحر الأبيض المتوسط. هذه القاعدة تستخدمها روسيا، حسب ما يقول الخبير الروسي غولتس، لإمداد سفنها الحربية في المحيط الهندي بالوقود والغذاء ولإجراء تصليحات صغيرة على السفن. وإلى جانب هذه القاعدة العسكرية، هناك جانب عاطفي لموقف روسيا تجاه سوريا، كما يقول المحلل السياسي الروسي فينوغرادوف من جمعية "سانت بطرسبرغ للسياسة". فحسب رأيه فإن الأوساط السياسية في روسيا ترى بأن موسكو قدمت تنازلات كثيرة في الشأن الليبي. ويضيف المحلل الروسي أن النخبة السياسية في روسيا لا تخشى من أن تنتشر شرارة "الربيع العربي" في روسيا، ولكنها لا تقبل بالمزيد من الثورات العربية وبإعادة السيناريو الليبي ثانية في بلد عربية أخرى.
وبالرغم من هذا كله يبدو أن روسيا الآن لم تعد تستبعد أياً من الخيارات. فمعارضو نظام الأسد سافروا مرات عدة إلى موسكو، منهم رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون، الذي أجرى مؤخراً هو ووفد المجلس الوطني محادثات مع وزير الخارجية الروسي لافروف. غير أن موسكو لم تستجب لطلب غليون بحث الرئيس السوري على التنحي، وإن كان ميديديف قد أشار في تشرين الثاني/ أكتوبر المنصرم وبصراحة ووضوح، إلى أن على الحكومة السورية تنفيذ إصلاحات جذرية في البلاد، وإلا فإن عليها أن ترحل.
عن موقع قنطرة
فيتشسلاف يورين
ترجمة: نادر الصراص
مراجعة: عبده جميل المخلافي
حقوق النشر: دويتشه فيله 2011
منقول : مجلة الزيتونة
مصر: ميناء "الأدبية" يستقبل 20 ألف طن قنابل مسيلة للدموع "جديدة" أمريكية وبريطانية الصنع
السويس – محمد مقلد: علمت "المصريون" من مصادر بهيئة موانئ البحر الأحمر، أن ميناء الأدبية بالسويس، سوف يستقبل فى غضون الساعات القليلة القادمة إحدى السفن العملاقة التابعة لشركة "انتركارجوا" العالمية محملة بـ20 ألف طن قنابل غاز مسيلة للدموع.
وقال المصدر، إن الرسالة الخاصة بهذه الشحنة تكشف عن أن القنابل صناعة أمريكية وبريطانية من نوعية (سى اس- سى ان- سى ار) وهى نفس شحنة القنابل التى تم استيرادها قبل أحداث التحرير الأخيرة بـ15يومًا.
وأوضح أن استخدام ميناء "الأدبية" لاستقبال هذه الشحنة- علمًا بأن دخول مثل هذه الشحنات من المعتاد أن يكون عبر ميناء العين السخنة- يرجع إلى أن هذا الميناء فى غالب الأحيان يكون بعيدًا عن أعين المراقبين.
وكانت المواجهات الدامية التى شهدها ميدان التحرير وشارع محمد محمود قبل أسبوعين قد أدت إلى مقتل نحو 42 شخصًا وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف، وسقط كثيرون إثر حالات اختناق نتيجة التعرض لقنابل الغاز التى تواترت أنباء أنها تحمل غازات سامة.
وفى الأسبوع الماضى، أكدت منظمة العفو الدولية أن شركات أمريكية زودت مصر بثلاث شحنات من الغازات المسيلة للدموع منذ ثورة 25 يناير. وأشارت إلى أنه على الرغم من التعامل العنيف لوحدات حكومية مع المتظاهرين، فإن شحنة أسلحة أمريكية بها غازات مسيلة للدموع وصلت وزارة الداخلية المصرية فى 26 نوفمبر الماضى.
وقال عضو المنظمة بريان وود، إن الولايات المتحدة كانت تعلم بحقيقة الوضع فى مصر عندما وافقت على تصدير هذه الأسلحة، داعيًا إلى إصلاح قوات الأمن المصرية أولاً قبل تزويدها باحتياجات عسكرية من الخارج.
المصريون 14-12-2011م
معركة النقاب: حلقة جديدة من التّدافع المُسْتمِرّ
كتبه راشد المزليني
لم تبدا الحركة الاحتجاجية للطلبة المعتصمين بكلية الاداب بمنوبة باعتصام سلمي، بل كان الاعتصام نتيجة لتحركات عديدة بدات بالحوار و مرت بالوقفات الاحتجاجية و الاجتماعات العامة، كانت كلها مرفوضة من قبل العميد و حاشيته.. فارتقى المحتجون في سلم الاحتجاج و اعلنوا اعتصاما مفتوحا لتحقيق مطلبين: اقامة مصلى بالكلية و السماح للمنقبات بالدراسة و اجتياز الاختبارات.. مع ابداء مرونة في التفاوض مع شانئيهم.
النقاب قضية طلابية و قضية اسلامية..
الوقوف الى جانب الطالبات المنقبات و الدفاع عن حقوقهن المشروعة هو نصرة لقضية من قضايا الطلبة، فحريّ بكل طالب مهما كان توجهه ان ينصر هذه القضية، و بالاخص من انتدب نفسه مدافعا عن الطلبة و حقوقهم.. و من جهة اخرى نجد قضية المنقبات قضية اسلامية بالاساس، ملقاة على عاتق الطلبة الاسلاميين بالتحديد، مهما كان راي المسلم في النقاب وجوبا او استحبابا(هناك قولان لاهل العلم في المسالة)، فالامر اكبر من ذلك.. حرمات تنتهك و تداس و اعراض تكشف عنوة.. و تركهن في هذا الموضع هو من الخذلان المبين و التسليم المنهي عنه.. و منع النقاب في الجامعة خطوة في طريق منعه في اماكن اخرى بل خطوة في طريق منع الحجاب اذ الامر تدافع و صراع بين فئتين: شعب مسلم و قلة علمانية استولت على مراكز القرار في غفلة من المسلمين.. و لئن لم يدفع الشعب هذه الفئة و ينتزع حقوقه دفعته هي و انتزعت حقوقه.. فتكون بذلك قضية الطالبة المنقبة قضية كل مسلم تونسي يجب عليه نصرة اخواته كل من موقعه و كل حسب طاقته، و كل من سمع بهذه القضية و لم يحرك ساكنا يصدق فيه قول الشاعر: لامست أسماعهم لكنها *** لم تلامس نخوة المعتصم
الثورة متواصلة...
هرب بن علي و ترك لنا احلافه و ايتامه ليواصلوا نفس الحرب التي بداها الهالك بورقيبة و سعّرها خَلَفُه..حرب استئصالية للاسلام.. و الثورة مستمرة ضد هؤلاء فقد ثار عليهم الشعب اكثر من مرّة في معركة المقدسات الاسلامية.. و واهم من يظن ان المعركة مع هؤلاء تنتهي بفض اعتصام منوبة.. فالقضية كما سبق قضية كل المسلمين فكل مسلم مطالب بنصرة الطالبة المنتقبة.
العميد و الحاشية..
اتضح للجميع ان العميد و حاشيته يخدمون خلفياتهم الحزبية و الايديولوجية، فمنع طالبة منقبة من اجتياز الاختبار (مع التاكد من هويتها من قبل امراة) ناجم عن حقد يساري متطرف للاسلام و المسلمين.. خسروا السياسة في ميدانها فنقلوا معركتهم و هزيمتهم الى الجامعة. و هؤلاء قلة متفرنسة متغربة اختلط لديها مفهوم الحضارة فاصبحت لا تفرق بين حضارة تطير فيها الطائرة وبين حضارة يطير فيها الجلباب والنقاب..
مرأة جمعيات الدفاع عن المرأة..
لا ادري اين ذهبت منظمات حقوق الانسان و بالاخص جمعيات الدفاع عن المرأة.. ما ان تطفو على السطح قضية من قضايا المرأة المسلمة العفيفة.. الا و تختفي تلك المنظمات و الجمعيات و تدخل في سبات عميق و نوم طويل فلا تسمع لهم همسا و لا حسيسا.. صمّوا اذاننا بالدفاع عن المرأة و حقوق المرأة، الا ان هذه الشعارات سرعان ما تتلاشى و تندثر حينما تطالب المرأة المسلمة باحدى حقوقها و منها: حق المنتقبة في الدراسة بالنقاب.. الا يعد هذا قيدا اعاق حرية امرأة و انتم مطالبون بتحريرها، ام ان تحرير المرأة عندكم هو تحريرها من اخلاقها و حيائها و حشمتها و نزعكم لحجابها و ثيابها و وأْدكم لعفافها ؟ و هذا يؤكد امران:
1)زيف و كذب الشعارات التي ترفعها تلك الهيئات، و هي في الحقيقة هيئات تخدم اهدافها الخبيثة واجندات غربية و ليست في خدمة المرأة. 2)سياسة الكيل بمكيالين المنتهجة من قبل هذه الهيئات تجاه مرأة دون مرأة، و هي مطالبة بصياغة تعريف للمرأة التي تدافع عنها.. و يسقط هنا شعارهم المُفدّى "المساواة بين المرأة و الرجل" فهم لم يُسَوُّوا بين بني جنس واحد فكيف سيسوُّون بين جنسين؟.
الاتحاد العام لطلبة تونس و الواقع المخزي..
لو كان الاتحاد مستقلا و ممثلا شرعيا وحيدا للطلبة(كما يحلو لاعضائه تسميته) لكان اول من دافع عن الطالبات المنقبات فالقضية تمس حقا من حقوق الطلبة، لكنه يابى الا ان يكون مطية لليسار المتطرف و اداة بيد بعض الاحزاب يخدمون به مصالحهم الضيقة، و حتى لا اظلم البعض فالاتحاد يضم في صفه الاخير البعيد عن التاثير بعض الشرفاء و المناضلين و المغفلين ايضا. و هاته الاحداث تسير بالاتحاد الى الهاوية، و تزيد من الهوّة بينه و بين الطلبة، فقد خان قضية الطالبات المنقبات في كلية سوسة ايضا ووقف ضدها.. و لا شك ان مواقفه السلبية ستكون سببا في اختناقه و تُسرع في احتضاره خصوصا مع خروج منافسه العملاق من قمقمه.
صحافة ام سخافة !؟
لم تتربى وسائل الاعلام الرسمية بعدُ، و لم تستفد من درس الثورة.. فالصحفي الماجور الذي سبح بحمد بن علي لسنوات، و رباه سيده على الكذب و النفاق، لا نستغرب قلبه للحقيقة و خيانته لميثاقه الصحفي في كل مرة يكون فيها الاسلام طرف صراع.. و هم محتاجون الى ثورة في انفسهم يقطعون بها مع تاريخهم المخزي و يغيرون بها واقعهم المرير.
خطوات عملية لنصرة الطالبات المنقبات..
اذكرها في عجالة على سبيل الذكر لا الحصر:
*اطلاق صفحات و مجموعات اجتماعية و مواقع الكترونية و منتديات للتعريف بالقضية و حشد المؤيدين لها.
*اطلاق حملات توعوية بين الطلبة الذكور و الاناث حول حقوق الطالبة المنقبة.
*اطلاق حملات توعوية بين الطلبة لفضح المسؤولين المانعين لحقوق الطالبات المنقبات مع ابراز تاريخهم المخزي فهم غالبا ما يكونون اما مطبعين او مناشدين او تجمعيين... *القيام بوقفات احتجاجية لنصرة القضية من قبل الطلبة في الاجزاء الجامعية الاخرى. *القيام بوقفات احتجاجية خارج الجامعة من قبل المؤيدين للقضية من افراد الشعب و الشرفاء من المنظمات الحقوقية.
*السعي الى نشر القضية في وسائل الاعلام المحلية و العالمية. *تاسيس لجنة خاصة و دائمة للدفاع عن القضية داخل الجامعات و المعاهد... تتكون اساسا من الطلبة مع بعث فروع لها.
*الدعوة الى لبس النقاب في صفوف الطالبات و غيرهن مع تبيين الحكم الشرعي في لبسه و اقامة الادلة على ذلك.
*تكثير اعداد المنقبات عند الحاجة و لو مؤقتا من قبل الاناث(محجبات و غير محجبات) داخل الكلية للضغط على المانعين.
و اختم بابيات تحية للمعتصمين:
أخي يا شَبابَ الفِدَا طَالمَا *** خَضعنَا لَكـيـدِ الشقَــا الأَســــوَدِ
وَمرَّت عَلينَا سِيــاطُ العـَذابِ *** مُرورَ الذُبابِ على الجَلمـــَدِ
فَلَنْ نَخضَعَ اليَـومَ للظَالمِيـن *** وَلم نَستكـِنْ للعَنــَا الأنكـــَدِ
فـقــدْ آنَ للـجــَورِ أن يـَنـتــَهِي *** وقــَد آنَ للــعـــَدلِ أن يَبتَــدِي
فشل العمليات " التجميلية "
سيف الدين عابد
في عالم الطب المعاصر كثرت عمليات التجميل وتعددت أشكالها، لكنها اشتركت في أنّ الهدف منها إما أن يكون إخفاء تشوّه جسدي خَلقي أو طارئ، أو لرغبة من الشخص في إحداث شيء من التغيير في الشكل لعضو من أعضاء جسده...
من هذه العمليات ما ينجح ومنها ما يفشل ومنها ما يؤدي إلى مضاعفات غير محمودة تزيد التعقيد والتشويه وإن كانت نسبتها ضئيلة إحصائياً.
وفي زماننا الغريب العجيب هذا الذي أصبح فيه الحليم حيراناً تمّ جلب هذا المصطلح ليصبح مناطُهُ هو الواقع السياسي والأنظمة السياسية التي ثارت الشعوب لإسقاطها ما أدّى إلى تداعي خبراء الجراحات التجميلية وحشد طاقاتهم وخبراتهم في التعامل مع مسائل التضليل السياسي والإعلامي في محاولات مستميتة للحفاظ على ما عملوا على بنائه واستقراره عقوداً طويلة...
كما استدعوا " أوراق الاحتياط " التي يحتفظون بها لمناسبات كهذه من سياسيين وأحزاب ليبرالية وإسلامية من تلك التي رعاها الغرب وتشرّبت أفكاره ورتعت في مراعيه، فكل نوع منها – بلا ريب – له استخدام زماناً ومكاناً يسدّون به ثغرات ويمتصون عن طريقه نقمات.
وكما حاولت بريطانيا وفرنسا إجراء جراحة تجميلية لنظام ابن علي في تونس، فأتت برجال النظام ذاته وأسندت إليه مهمة تضليل الناس وإيهامهم أن النظام سقط برحيل ابن علي، فكانت أدوات الجراحة التجميلية تلك رموز من النظام ذاته إضافة إلى الأحزاب العلمانية ومدّعي المشروع الإسلامي، كحزب النهضة، الذي لا أظنه ق أفلح ي إخفاء وجهه على حقيقته حين طالب بنظام مدني ديمقراطي وبعلمانية جزئية، حينها فهم جلّ الناس أنّ النظام بقي على حاله ولم تتغيّر إلا " بعض " الوجوه
وهنا أستطيع القول بفشل هذه العملية الجراحية التجميلية وإن أصرّ بعض المفتونين والمأفونين بنجاحها أو حتى عدم حصولها ابتداءً لأن منهم من لا يرى "اللعبة" التي يراد لعبها على الساحة التونسية من قبل رعاة النظام السابق – المستمر وجوداً إلى الآن – من دول غربية تحرص كلّ الحرص على استمرار نفوذها...
وقد تتأخر نتائج العملية تلك ظهوراً للناس – عامة الناس – وما ذلك إلا لأن بعض العمليات والإجراءات المتعلقة بها قد يطول زمن ظهور نتائجها وعوارضها بعض الشيء.
وكذا حصل في مصر وغيرها من البلاد التي ثار أهلها ثورة المظلوم على ظالمه والمغلوب على من قهره واستباح حرماته طوال عقود طويلة!!
ففي مصر أيضاً أعتبر أن تلك الجراحة التي قامت بها أمريكا بمعاونة من سخّروا أنفسهم لخدمتها وتحت أقدامها قد فشلت أيضاً، وما أدلّ على ذلك من الثورة الثانية التي دعا إليها المصريون " للحفاظ على الثورة ومكتسباتها " ممن يعملون على سرقتها، ويقصدون المجلس العسكري الذي هو ركن ركين من أركان نظام مبارك، وكذا رجالات السياسة الذين استخدمهم المجلس العسكري كوزراء ورؤساء وزارة!!
والمتتبع لأحداث مصر يجد أن الغضب لا يزال عارماً، والرفض للمجلس العسكري وسياساته قائماً، كما لا يزال الناس في ريب من أمرهم فيما يتعلق بالأحزاب - بغالبيتها – وارتباطاتهم إما بالمجلس العسكري والنظام السابق مباشرة أو بتبنيها لأفكار ومنهجيات لا تتمايز عن ما عهده الناس أيام مبارك ولا تختلف عنها، ولم يجدوا في كثير من طروحات الأحزاب ( الإسلامية ) ما يشفي غليلهم ويطفيء نار ثورتهم لناحية أنها طروحات ليبرالية وعلمانية ولا تمسّ حياة الناس بشكل سليم صحيح صحّي، ولا تلبي معاني نمط العيش الملتزم بدين الله الذي تطالب به نسبة لا بأس بها في المجتمع المصري، فضلاً عن أنّ حقيقة الأمر لتلك الطروحات والمنهجيات منافية ومخالفة لدين الله حين تقوم على أساس أن التشريع والأمر كلّه للبشر من دون ربّ البشر وتلك هي الديمقراطية والدولة العلمانية التي يطلقون عليها – تضليلا – الدولة المدنية التي تتسابق الأحزاب على تبنّيها أساساً للنظام والمجتمع.
والمتتبع كذلك للشأن المصري يجد أن الدماء لم تتوقف عن السيلان في شوارع مصر، والانتهاكات قائمة، والسجن والتعذيب لم يتوقف، وبلطجية النظام – بشتى المسميات التي يحاولون التلطّف بها – على حالهم غير أنهم اليوم بلبوس عسكري نظامي.
وبالأمس شاهد الملايين شدّة بأس المجلس العسكري – ولمّا يرفعوا عن وجهه ضمادات العملية التجميلية بعد – حين قامت قوّاته بقتل المتظاهرين و " سحل " الناس في الشوارع ومنهم فتاة انتهكوا عرضها وفضحوا سترها بعد ضربها!!
أما في سوريا - عقر دار الخلافة بإذن الله تعالى - فلا أظن أن طاغيتها بعدما فعل الأفاعيل بأهلها أهلٌ لجراحة تجميلية، فقد تخلى عنه أسياده كلّهم - أو كادوا - ولا يصلح معه ولا مع حزبه ولا كلّ نظامه شيء من الترقيع أو التجميل، والسبب عظمة الشعب ودرجة تحمّلهم الهائلة التي يكاد العقلُ أن لا يصدّقها، ولأن نظام بشار لم يترك شاردة ولا واردة تمسّ حقوق الناس وحرماتهم إلا اقترفها بشكل بشع يعجز اللسان عن وصفه، فهو في طريقه الى الاندثار، ولن يبقى في سوريا إلا أحرارها الذين سطّروا ملاحم من البطولات سيذكرها التاريخ وسيروونها ونرويها معهم لأحفادنا كدليل على أن الظلم مهما طال أمده لا بدّ أن يكون مآله الزوال والهلكة.
فمن يريد أن يعبّد الناس لحزب أو لبشر من أراذل الخلق فلا بدّ أن تكون نهايته شنيعة تذكرها الأجيال وتلعن أصحاب تلك النهاية.
فكلّ ذلك – وغيره – مؤشر على فشل تلك العمليات التي حاول الغرب ورجاله وأحزابه في بلادنا إجراءها للأنظمة القمعية التي ثار عليها الثائرون، والفشل – مع وجود حيثيات تفصيلية كثيرة له – غير أن له سبب واحد هو العنوان الأعرض في المسألة:
وهو أن الغرب يعمل عن طريق أعوانه الإبقاء على أنظمة حملت في جعبتها حلولاً لمشاكل وقضايا لا وجود لها في بلاد المسلمين، بل هي مشاكل مستوردة من الغرب – العلمانية والديمقراطية بما فيها من معالجات لعلاقات الإنسان وفق ضوابطها الغربية – ويريدون من المسلمين أن يعتبروها قضيتهم ويعملوا على التعاطي معها،
ناسين أو متناسين – هم والأحزاب التي تسير على خطاهم شبراً بشبر في بلاد المسلمين – أن هذه الشعوب لا يصلح لها إلا ما اختاره ربهم لهم وفرضه عليهم: دينه وأحكامه ونظام الحكم الذي لا يخرج إلا من رحم هذا الدّين العظيم...خلافة راشدة على منهاج النبوّة.
وهذا أمر " استراتيجي " في حياة، ولحياة، المسلمين الذين لا يرضون عن دين الله بديلاً لا يحتمل التلاعب ولا التضليل ولا التبديل ولا الإستهتار.
منقول :مُدوّنة طريق العزّة
سيف الدّين عابد
مُدوّنة فكرية سياسية تهتم بشؤون الأمة الإسلامية
ttp://tareekalezzah-saifuddin.blogs...g-post_19.html
ما هكذا تورد الإبل يا إخوتنا في الإسلام!!!
رسالة موجهة لجماعة الاخوان المسلمون:
من المفارقات المُستهجنة أن رأي الإخوان في مصر أنّ ( الدخول في الانتخابات مصلحة شرعية) وما دامت هكذا فعدم الاشتراك في الانتخابات حرام لأنه يعطل مصلحة شرعية، وفي الأردن قاطعت الجماعة الانتخابات ودعت الناس لمقاطعتها مما يعني أنهم برأي إخوانهم قد ارتكبوا الحرام بدعوتهم لمقاطعة الانتخابات لتعطيلهم المصلحة الشرعية المزعومة !!!! عجبا والله منطقهم السقيم !!! ... فأي من فرعي الجماعة على حق وأيهم على باطل ؟ والى متى يستمرون في المهاترات ولي أعناق النصوص الشرعية وتطويعها في لتناسب المصلحة في فتاوى مصلحيه شاذة لا يمكن أن تكون اجتهادا للمخطئ اجر واحد وللمصيب أجران، بل هو جرأة على دين الله، فتشريع الأحكام للبشر من المحرمات التي تدخل في جريمة التحاكم للطاغوت، وهي جزء من الديموقراطية الكافرة التي تعتبر الشعب مصدر السلطات....
وفي فلسطين فإن التغاضي عن الحقائق الشرعية والواقعية في الصراع بين الكفر والإسلام أدى لاستدراج بعض الإخوة في فلسطين من التهدئة إلى الانتخابات على أساس دستور علماني، ومن الانتخابات على أساس دستور علماني إلى احترام القرارات الدولية، ومن احترام القرارات الدولية إلى الموافقة على وثيقة الأسرى، ومن الموافقة على وثيقة الأسرى إلى حكومة الوحدة الوطنية، ومن حكومة الوحدة الوطنية إلى إخراجهم من الوزارة، ولا زال المسلسل مستمراً.
قبل الدخول في أية انتخابات هل سألوا أنفسهم :، هل فلسطين دولة خلافة لها دستور إسلامي ،أليسوا حركةً إسلاميةً؟ ألا يسعون لتكون كلمة الله هي العليا؟
ونسمع عن كلام عن اتفاق على إعادة بناء منظمة التحرير، والذي نعرفه، وتعرفه الدنيا كلها، أن منظمة التحرير منظمة علمانية، تطالب بقيام دولة علمانية في فلسطين، وأن منظمة التحرير هي التي اعترفت بإسرائيل، وتخلت عن أكثر من ثمانين بالمائة من فلسطين، وقبلت باتفاقيات المذلة والاستسلام. فعلى أي أساس يطالبون بإعادة بناء منظمة التحرير؟ هل منظمة التحرير حركة ملتزمة بدين الله أم هي علمانية ؟ ثم ما هو الموقف إذا تم إعادة بناء منظمة التحرير بالانتخاب -كما نسمع- ثم اختارت الأغلبية التخلي عن فلسطين والرضى بالاعتراف بإسرائيل؟
وهذا يفتح الباب للسؤال الأكبر: ما هي المرجعية التي تحكم؟ أهي أغلبية الأصوات؟ أم الحكم الشرعي ؟ وأرجو ألا يرد عليّ أحد، بأن فلسطين لها خصوصيتها، وأن أهل فلسطين أدرى بها من غيرهم، فأولاً فلسطين هي قضية كل مسلم، كما أن كل قضايا المسلمين هي قضايا كل مسلم في فلسطين، وثانياً أنا لا أتحدث عن تفاصيل وخبايا، أهل فلسطين أدرى بها من غيرهم، ولكني أتحدث عن أصول الإسلام والشريعة، أتحدث عن حاكمية الشريعة، وأتحدث عن رفض التنازل عن حبة رمل واحدة من ديار الإسلام.
وها هي حماس قد خاضت انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني وفازت بأغلبية المقاعد مما وضعها في جريمة التحاكم للطاغوت وديموقراطية الرضوخ لرأي الأغلبية وأيضا في مصيدة تقلد الوزارة تحكم بقوانين الكفر وتتخلى بالتالي عن شعار ( الاسلام هو الحل ) لتجل محله فعليا مبدأ ( الديموقراطية هي الحكم ) ولذا فإني أقول لإخواننا في كل مكان: يا إخوة الإسلام يا إخوة الرباط :: الزموا مصاحفكم، الزموا شرع الله لا تخالفوه، لا تستضيئوا بنار الديموقراطية والا فهي الحالقة التي تحلق الدين.
ونحن نعلم علم اليقين أن الطاغوت - إذا أحيط به وخشي علي سلطانه من حملة الدعوة ممن يعلون لعودة دولة الخلافة الاسلامية - قد يولي الإخوان الوزارة ليلبس علي الناس باسم الإسلام وليضرب الجهاد باسم الإسلام؟ ألم يحدث أن تولي الإخوان بعض الوزارات في الأردن في ظل دستور كافر وقانون كافر، حتى أن أحدهم تولي وزارة العدل فأصبح بذلك هو المسئول الأول عن تنفيذ القوانين الكافرة في البلاد؟ فأي مصيبة بعد هذا؟ ألا تري أن هذا كله يستوجب أن نحذِّر منه وأن نبيِّن جذوره؟، و(الدين النصيحة).
عن كثير بن قيس قال : كنت جالساً عند أبي الدرداء رضي الله عنه في مسجد دمشق، فأتاه رجل فقال: يا أبا الدر داء ! أتيتك من المدينة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدث به عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فما جاء بك تجارة؟ قال: لا. قال: ولا جاء بك غيره؟ قال: لا.
قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء؛ إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً؛ إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).( [1])
الأخوة الأعضاء:
وأمة الإسلام ما زالت بخير ما دام فيها علماء أتقياء يُنكرون المنكر ويخشون الله في القول، فبارك الله في العلماء الأتقياء ورثة الأنبياء ، فبارك الله في كل من يتقي الله في القول والعمل، محافظا على التقيد بالشرع، مُنكراً محاولات تحريف أحكامه.
كنا قد نشرنا في رسائلنا كلمة د. عصام العريان (الديمقراطية داخل الإخوان حقيقة مستقرة ) مع (همسة عتاب ) [2]وقد وصلنا رد الدكتور وجدي غنيم عليها بتسجيل صوتي بعنوان ( لا يا دكتور عصام العريان ) ( [3]) فبارك الله فيه وجزاه الله خير الجزاء إن شاء الله.
وفي الملحقين المرفقين ردين من الدكتور الشيخ وجدي غنيم لجماعة الإخوان وللدكتور سعد الكتاتني بالذات حول فتاواهم الشاذة حول شرب الخمور وفرض الحجاب والديمقراطية . والمرفق الثاني موجه للشيخ ياسر برهاني والدعوة السلفية حول عدم التمسك بالثوابت والدعوة للديموقراطية.
وبعـــد: - فنشكر للشيخ الدكتور وجدي غنيم مواقف الرجال الأتقياء ، نحسبه إن شاء الله مخلصاً تقياً ولا نزكي على الله أحدا،ُ ونأمل منه أن يركز مستقبلا على ما يلي:
1 - أن يعلن الإخوان توبتهم من جميع هذه الانحرافات علي الملأ، فالتوبة السر بالسر، والعلن بالعلن، وقال تعالي (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيَّنوا، فاؤلئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) ( [4] ) البقرة. فلابد لصحة التوبة من الإصلاح والبيان.
2 - وأن يعلنوا براءتهم من هؤلاء الطواغيت وشرائعهم الكافرة، قال تعالي (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله، كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتي تؤمنوا بالله وحده)([5]
3 - وأن يعلن الإخوان كفرهم بالدساتير والقوانين الوضعية والديمقراطية والانتخابات البرلمانية، وأن يتخلوا عن جميع الممارسات المتعلقة بهذا.
4 - وأن يؤمن الإخوان بوجوب نبذ هؤلاء الطواغيت وأن يدعوا أتباعهم لهذا. مع اعتبار ذلك من أهم واجبات العمل. وأن يعلم الإخوان أن ذلك ليس من النوافل أو المستحبات وإنما هو أحد أركان عقيدة التوحيد وأحد ركني شهادة (لا إله إلا الله)، وهو ركن الكفر بالطاغوت الذي لايتم إيمان العبد إلا به، قال تعالي (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ) ( [6] ).
7 - وأن يعمل الإخوان بالقاعدة الأصولية ( الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي ) من وجوب العلم قبل العمل، ووجوب الرد عند التنازع إلي الشريعة لا إلي ما تهوى الأنفس ، ووجوب النزول علي حكم الله ورسوله صلي الله عليه وسلم، ورد كل ما خالف الشريعة من أقوال وآراء مهما كانت منزلة قائلها.
8 - وأن يحيي الإخوان فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داخل الجماعة، فهي من العواصم التي تحول دون الانحراف والتمادي فيه. وعليها عُلقت خيرية هذه الأمة، قال تعالي (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) ( [7] ) ، وإهمال هذه الفريضة موجب لسخط الله ولعنته، قال تعالي (لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون)([8] ).
9- نبذ العمل الفردي وأعمال الترقيع التي تطيل عمر الفساد والتحول للطريقة الشرعية وهي طريقة التغيير الجذري، وكما قال المرحوم ( سيد قطب ):
( أنه يجب البدء من الخلافة وتغيير المجتمع والانتهاء بالفرد وليس العكس:
إنّ الجهد الأصيل والتضحيات النبيلة يجب أن تتجه أولاً إلى إقامة المجتمع الخيِّر.. والمجتمع الخيِّر هو الذي يقوم على منهج الله.. قبل أن ينصرف الجهد والبذل والتضحية إلى إصلاحات جزئية، شخصية وفردية، عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فإنه لا جدوى من المحاولات الجزئية حين يفسد المجتمع كله، وحين تطغى الجاهلية، وحين يقوم المجتمع على غير منهج الله، وحين يتخذ له شريعة غير شريعة الله. فينبغي عند ئذ أن تبدأ المحاولة من الأساس، وان تنبت من الجذور، وأن يكون الجهد والجهاد لتقرير سلطان الله في الأرض.. وحين يستقر هذا السلطان يصبح الأمر والمعروف والنهي عن المنكر شيئاً يرتكن إلى أساس.
وهذا يحتاج إلى إيمان. وإلى إدراك الحقيقة هذا الإيمان ومجاله في نظام الحياة. فالإيمان على هذا المستوى هو الذي يجعل الاعتماد كله على الله، والثقة كلها بنصرته للخير ـ مهما طال الطريق ـ واحتساب الأجر عنده، فلا ينتظر من ينهض لهذه المهمة جزاء في هذه الأرض، ولا تقديراً من المجتمع الضال ولا نصرة من أهل الجاهلية في مكان.
إن كل النصوص القرآنية والنبوية التي ورد فيها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانت تتحدث عن واجب المسلم في مجتمع مسلم، مجتمع يعترف ابتداء بسلطان الله ويتحاكم إلى شريعته .
فأما المجتمعات الجاهلية التي لا تتحاكم إلى شريعة الله، فالمنكر الأكبر فيها والأهم، هو المنكر الذي تنبع منه كل المنكرات: هو رفض ألوهية الله برفض شريعته للحياة.. وهذا المنكر الكبير الأساسي الجذري هو الذي يجب أن يتجه إليه الإنكار قبل الدخول في المنكرات الجزئية التي هي تبع لهذا المنكر الأكبر وفرع عنه وعرض له..
إنه لا جدوى من ضياع الجهد.. جهد الخيرين الصالحين من الناس.. في مقاومة المنكرات الجزئية، الناشئة بطبيعتها من المنكر الأول: منكر الجرأة على الله وادعاء خصائص الألوهية، ورفض ألوهية الله برفض شريعته للحياة.. لا جدوى من ضياع الجهد في مقاومة منكرات هي مقتضيات ذلك المنكر الأول وثمراته النكده بلا جدال.
على أنه إلام نحاكم الناس في أمر ما يرتكبونه من منكرات؟ بأي ميزان نزن أعمالهم لنقول لهم: إن هذا منكر فاجتنبوه؟ أنت تقول: إن هذا منكر، فيطلع عليك عشرة من هنا ومن هناك يقولون لك: كلاً! ليس هذا منكراً، لقد كان منكراً في الزمان الخالي! والدنيا «تتطور» والمجتمع «يتقدم» وتختلف الاعتبارات.)
ملحق 1. عصام العريان: الديمقراطية داخل الإخوان حقيقة مستقرة
أكد الدكتور عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، أن الديمقراطية داخل الجماعة حقيقة مستقرة، وتاريخ الإخوان ناصع بالممارسات الديمقراطية،
وعن الحوار مع شباب الإخوان قال د. العريان: إنه لا يوجد خلاف مع الشباب؛ لأنهم أبناؤنا وإخواننا، ولهم الحق أن يطرحوا رؤيتهم، ومن حقهم علينا أن نستمع إليهم، فلا أحد يستطيع أن يحجر على أحد، هذا فضلاً عن أننا نستمع لمخالفينا فكيف لا نستمع لأبنائنا".
وحول علاقة الإخوان بالإخوة المسيحيين، أكد العريان أن الإخوان لا ينظرون إلى الأقباط كمواطنين درجة ثانية، وإجبارهم على دفع "الجزية" كما يزعم البعض، مضيفًا أن الإمام الشهيد حسن البنا قرر قاعدة فقهية جديدة للمواطنة؛ لتعيش الشعوب العربية والإسلامية تحت شعار وطني، حين قال "نظام الجزية لم يعد له مجال في الفقه الإسلامي الحديث".
وقال: لقد تلقينا دعوات للانضمام للحزب على قاعدة المواطنة من شباب مسيحي ونخب مسيحية على أننا مواطنون وليس على أننا جماعة إسلامية وهم جماعة مسيحية، مشيرًا إلى أن علاقة الإخوان بغير المسلمين واضحة عبر التاريخ؛ حيث نشر الإمام البنا في مذكراته كيف كان يتعامل مع جارته اليهودية.
وأضاف أن الإخوان كانوا يزورون الكنيسة باستمرار، حتى أجبر النظام السابق الكنيسة على عدم استقبالنا، موضحًا أن الإخوان يتعاملون مع الدولة والمواطنين على أنهم شركاء في هذا الوطن، ويدعون الجميع إلى بناء دولة مدنية دون تمييز.
وحول حزب( الحرية والعدالة) الجديد، أكد د. العريان أن الحزب سيكون مستقلاًّ، لا يتلقى توجيهاته من أحد ومرجعيته دستورية طبقًا للمادة الثانية من الدستور، وسيناقش غيره من الأحزاب، يتفق مع البعض ويختلف مع الآخر، وأن الجماعة ستقوم برسالتها كهيئة إسلامية شاملة.
منقول عن : رابطة الطلاب المسلمين في لبنان
( المكتب الطلابي في الجماعة الاسلامية )
http://www.alrabita.info/forum/showthread.php?t=32189
أيضا موجود في : موقع الدكتور صلاح سلطان
http://www.salahsoltan.com/articles/recommendation/1564-d-essam-el-erian-of-democracy-within-the-muslim-brotherhood-fact-stable.html
المصدركما ورد في موقع د. صلاح سلطان كان
( موقع إخوان أون لاين)
همسة عتاب:
لا حول ولا قوة إلا بالله أنزل علينا الكتاب ولم يجعل له عوجا
وشرع لنا الدين القيم وألزمنا بإتباعه وعدم مخالفة أمره أو تحريف أحكامه !!!
أعجب لأمركم أخوتنا في الدين !!!
أدين ديمقراطي تريدون، أم دين عصري يُرضي أهل الصليب ويُغضب ربّ العالمين ؟
أما تتقون الله !!!
قال تعالى في فرضية الجزية : ( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ”) – التوبة 29-
وقال تعالى في إخوتكم المسيحيين (!!!): (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) - البينة 6 –
وعودة لدين الله الصافي الغير محرف يا إخوتنا في الدين. اني لكم ان شاء الله ناصح أمين
أخيكم : طالب عوض الله
Sunday, April 3, 2011 3:07 AM
( ملحق 2 )
لا يا دكتور عصام العريان الشيخ وجدي غنيم
8 أبريل 2011
http://www.youtube.com/watch?v=eJIceRO6cac
( ملحق 3 )
إتق الله يا دكتور سعد الكتانتي / مرفق
http://www.youtube.com/watch?v=oWwl5zNkc40
( ملحق 4 )
كفاكم تنازلات يا شيخ ياسر برهاني
http://www.youtube.com/watch?v=0DEKLOnJB9s&feature=related
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=35457
[1] - أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والإمام أحمد بن حنبل من حديث أبي الدرداء وهو حسن بمجموع طرقه وهذا الحديث فيه داود بن جميل مجهول ، وشيخه كثير بن قيس ضعيف، لكن الحديث له شواهد.
وممن حسنه أيضا من العلماء : الحافظ ابن حجر وتلميذه السخاوي وابن القيم والشيخ الألباني رحمهم الله أجمعين.
[2] - سترد لاحقا كملحق
[3] - ملحق 2
[4] - البقره ( )
[5] - الممتحنة ( )
[6] - البقره ( 256 )
[7] - آل عمران ( 110 )
[8] - المائدة ( 78-79 )
http://www.facebook.com/profile.php?id=100001543500174
حزب يدعو قيادة حماس لاستنصار جيوش دول الطوق وللتوقف عن مناشدة المجتمع الدولي
دعا حزب التحرير حركة حماس للتوقف عن مناشدة المجتمع الدولي معتبرا أن "المعركة مع الاحتلال اليهودي المجرم ليست قانونية"، ووجه ما أسماه "رسالة نصح لأخوتنا في حركة حماس" قائلا "آن لكم أن تصدعوا بوجهة الاستنصار الصحيحة، وهي جيوش الأمة، وأن تدعوها للتحرك للقيام بواجبها الجهادي لخلع هذا الاحتلال، وخصوصا في أجواء الثورات التي تزلزل أركان الأنظمة العربية ... فانصروا الله ينصركم".
جاء ذلك ضمن تعليق صحفي نشره موقع المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين تحت عنوان: "أيها الأخوة في حماس: ما لكم تخطئون وجهة الاستنصار عند كل جريمة يهودية؟"، وذلك في تعقيب على ما نُقل من تصريح للدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، طالب فيه "المجتمع الدولي لإنقاذ الأرض الفلسطينية من السرقة"، ودعا فيه بحر الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة والبرلمانات العربية والإسلامية والدولية إلى الصدع بموقف جاد وحقيقي وإعلاء الصوت والموقف في مواجهة "القوانين العنصرية الإسرائيلية".
واعتبر حزب التحرير "أن دولة الاحتلال اليهودي لا تكترث بالتهديدات القانونية، وخصوصا وهي تدرك تماما أن هنالك عباءة أمريكية عريضة جاهزة لستر عورتها القانونية كلما انكشفت في المحافل الدولية". وأضاف الحزب "أن المؤسسات التي تضم الأنظمة العربية المتخاذلة عن نصرة فلسطين من مثل الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي هي شريكة في جرائم الاحتلال، من خلال ستر عورات الأنظمة المتخاذلة عن نصرة فلسطين، ومن خلال ترويج مبادرات التطبيع مع الاحتلال كما فعلت الجامعة العربية".
وأضاف "أن الأمم المتحدة هي التي شرّعت الاحتلال على أرض فلسطين، وهي أداة في يد أمريكا والقوى الدولية التي تعتبر أمن دولة يهود فوق كل اعتبار كما صرح أوباما".
ومن ثم تساءل حزب التحرير "فأي جدوى من هذا الاستنصار لكل تلك الجهات المتآمرة ! وماذا يمكن أن يتمخض عن تلك "المعارك القانونية" الواهمة أمام جرائم الاحتلال ؟"، واعتبر "أن إيقاف مسلسل الجرائم اليهودية لا يتم إلا عندما تتحرك جيوش المسلمين في معركة فاصلة تخلع هذا الاحتلال من جذوره".
وختم تعليقه بالقول "وفي سياق إحسان الظن بكل مسلم، هل يتوقع المسلمون أن المستقبل سيكشف عن تصريحات جديدة تقول: "قيادة حماس تدعو جيش مصر وجيوش دول الطوق للتحرك العاجل لإنقاذ الأرض الفلسطينية من الاحتلال اليهودي وجرائمه" ؟
18-12-2011
المصدر – موقع المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين
أمريكا ترحب بالحوار المشروط مع الحركات الإسلامية (المعتدلة)
بقلم الأستاذ: أحمد الخطواني
صرّحت وزيرة الخارجية الأمريكية بأنها تُرحب بالحوار مع الإسلاميين، وسبقت تصريحاتها هذه تصريحات أخرى لعدة مسؤولين أوروبيين تُرحب أيضاً بالحوار معهم، وبإلقاء الضوء على تلك التصريحات الأمريكية نجدها تصريحات فوقية متغطرسة مشحونة بالشروط التعجيزية ومع ذلك كله نجد أن الحركات الإسلامية المقصودة بتلك التصريحات وللأسف الشديد قد رحبت بها.
فالوزيرة الأمريكية تتحدث عن الحوار بوقاحة وعنجهية لا تحتمل فتقول: "إن الإسلاميين ليسوا جميعاً سواسية وإن ما تقوم به هذه الأحزاب الإسلامية أكثر أهمية من الأسماء التي تطلقها على نفسها"
فهي منذ البداية تحاول التمييز بين الحركات الإسلامية لا تقبل منها إلا تلك الحركات التي تطلق الأسماء والشعارات الإسلامية الشكلية فيما هي تُطبق في أفعالها الحقيقية السياسات الديمقراطية الغربية.
ثم بعد ذلك التمييز السافر الوقح، تبدأ كلينتون بفرض شروطها السمجة وكأنها هي صاحبة الأمر في البلدان الإسلامية فتقول معددة تلك الشروط: "إن عليها الالتزام بمعايير نبذ العنف واحترام القانون واحترام حقوق المرأة والالتزام بحرية التعبير"
هكذا وبكل صلافة تفرض على الحركات الإسلامية معاييرها المرفوضة رفضاً صارخاً من قبل كل المجتمعات الإسلامية وأياً كانت هذه المجتمعات.
ثم لا تكتفي بذلك بل تضيف شروطاً اخرى على شكل مصالح أمريكية وغربية يجب على الحركات الإسلامية الحفاظ عليها وهي: "ضمان تدفق إمدادات الطاقة وضمان أمن حلفاء واشنطن والحرب على تنظيم القاعدة" فأمريكا وعلى لسان وزيرة خارجيتها تريد من الحركات الإسلامية ومن الحكومات التي ستشكلها في المستقبل أن تحافظ على تدفق النفط إلى أمريكا والغرب وأن تضمن أمن ملفاتها في المنطقة أي أمن (إسرائيل) بشكل خاص وأن تحارب معها أو قـُل تحارب نيابة عنها تنظيم القاعدة!
ثم تجمل كلينتون قولها بأن أساس ذلك كله يجب أن يكون إرساء قاعدة الفكر الغربي الديمقراطي وليس الإسلامي فتقول: "الديمقراطية في الشرق الأوسط ستُمثل بمرور الوقت قاعدة لتحقيق هذه الأهداف".
هذا هو الترحيب الأمريكي المشروط بالحركات الإسلامية فالحركات التي ترحب بالحوار معها وفقاً لهذه الشروط عليها الالتزام بهذه الأجندة الأمريكية وتنفيذها بصرامة وإلا فلا حوار معها.
إن شروط هذا الحوار لقبول الحركات الإسلامية في الحكم تعني بكل بساطة تخلي الحركات أولاً عن تطبيق الشريعة الإسلامية وتعني ثايناً الالتزام بالحريات والديمقراطية بحسب المفهوم الغربي وما يؤدي ذلك من تحلل المجتمع وإفساده ونشر كل أنواع الرذائل فيه تحت شعارات حرية المرأة وحرية التعبير، وتعني ثالثاً وأخيراً الحفاظ على مصالح أمريكا الحيوية في المنطقة وأهمها حماية أمن كيان يهود وضمان استمرار تدفق النفط إلى أمريكا والغرب.
إن هذه الشروط في الواقع ما هي سوى إملاءات أمريكية تعسفية إن قبلتها الحركات الإسلامية فإن ذلك سيحولها إلى حركات هزيلة عميلة تابعة لأمريكا بنسبة مائة بالمائة، فلا يقبل بها إلا عدوُّ نفسه.
فإذا كان الوصول إلى السلطة لا يتأتى إلا من خلال هذه الاشتراطات الأمريكية المهينة فبئست هذه السلطة وخاب من سعى لها.
إن أبجديات العمل السياسي لدى أي حركة إسلامية يجب أن يرتكز أولاً وأخيراً على قاعدة محاربة أمريكا وقطع كل العلاقات معها على الفور، وعدم السماح لها بالتدخل في أي شأن من شؤون الأمة والدولة في أي بلد من البلدان الإسلامية. وهذا يقتضي اتخاذ الحركات لأمريكا عدواً مركزياً لها وللأمة بحيث يجب على شعوب الأمة أن تتخذ معها إجراء الحياة أو الموت في مواجهتها الشاملة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وغير ذلك.
http://siyasa1.blogspot.com/2011/12/blog-post_18.html
خالد مشعل مخاطبا الشيخ القرضاوي ''ما تقوله عن سوريا يخدم إسرائيل''
الجزائر: العربي زواق / الوكالات
نُسب لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ''حماس''، خالد مشعل، المقيم في سوريا، استياءه واستغرابه من مواقف الشيخ يوسف القرضاوي التي يدعو فيها السوريين إلى الثورة، مناشدا القرضاوي
إلى تحكيم ضميره والتحرر من الضغوط التي تمارس عليه.
أوضح مشعل موقفه، وفق موقع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية نقلا عن جريدة العرب تايمز، بالقول إن ''حكام العالم العربي باعوا قضيتنا، وأبرز شيوخهم تخلوا عن أهلنا، ولم تجد حركة حماس سوى الرئيس بشار الأسد ليحميها ويدعمها ويقف إلى جانبها، وحين طردنا الحكام العرب آوتنا سوريا، وحين أقفلت أبواب المدن في وجهنا فتحت لنا سوريا قلبها وحضنت جراحنا، لذا أقول للشيخ القرضاوي من منطلق المحب المعاتب، اتق الله يا شيخ في فلسطين، فسوريا هي البلد الوحيد الذي لم يتآمر علينا ويدعمنا، وما تقوله عن وحدتها الدينية يصيب قلب كل فلسطيني بالحزن ويخدم إسرائيل ولا أحد غير إسرائيل''.
وتابع خالد مشعل قائلا: ''إن الشيخ القرضاوي يتحدث عن الأحداث في سوريا كما لم يتحدث عن الأحداث التي جرت في مصر، فهناك دعا إلى الوحدة بين الأقباط والمسلمين وبين السلفيين والإخوان وبين المذكورين وبين العلمانيين، وهنا في سوريا يدعو إلى القتال بين السوريين''، وختم مشعل كلمته المنشورة في ''العرب تايمز'': ''إننا في حركة المقاومة الإسلامية حماس نشهد أنه لا مسلم قدّم لفلسطين ما قدمه لها بشار الأسد، ولا أحد ضحى وخاطر بحكمه وببلده من أجل فلسطين ورفضا للتضييق على المقاومة الفلسطينية كما فعل بشار الأسد، وعلى الشيخ القرضاوي إن لم يكن لديه معطيات حقيقية عن سوريا أن يستمع إلى الشعب السوري وإلى علماء الدين من أبنائه ليعرف أن في هذا البلد يملك أهل السنّة من الحرية والكرامة والعزة بالله ما لا يملكه غيرهم في بلاد عربية أخرى''.
واتصلت ''الخبر'' بالقيادي في حركة ''حماس'' إسماعيل رضوان، للاستفسار حول تصريحات مشعل، وأكد عدم علمه بهذه التصريحات التي قال عنها إنها غير دقيقة، وتحدث عن مبدأ الحركة بعدم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية لأي دولة.
ميدانيا لم يغيّر توقيع الحكومة السورية على بروتوكول الجامعة العربية لإنهاء الأزمة في سوريا، من الواقع ميدانيا، إذ تواصلت الاحتجاجات بمختلف المدن السورية المضطربة، كما تواصلت وبنفس الحدة المواجهة الأمنية بها، وحسب الناشطين السوريين وتنسيقيات الثورة بها
، فإن عدد ضحايا يوم أمس وهو اليوم الوالي للتوقيع على البروتوكول، قد بلغ 11 قتيلا، وقد سجل هذا العدد من الضحايا بالعديد من المدن والقرى الساخنة خاصة بدرعا وإدلب وحماة، وقبل هذا بيوم أي في اليوم الذي شهد التوقيع بين الجامعة وحكومة دمشق، سقط في المواجهات التي دارت أساسا بين الجيش السوري والمنشقين عنه والذين أصبحوا يعرفون بالجيش السوري الحر، 120 قتيل، ثمانون منهم من المنشقين، وهو رقم يوحي بأن الأزمة أعمق مما هو متصور.
وحسب توضيحات الهيئة العامة للثورة السورية، فإن 72 منشقا قتلوا في كنصفرة بإدلب، وسحبت جثثهم للتخلص منها وإخفائها، في حين قال نفس المصدر إن ثمانية منشقين بينهم ضابط برتبة مقدم قتلوا في الحسكة، أما بقية القتلى من المدنيين فقد سقط منهم 34 قتيلا في كل من دمشق ودير الزور ودرعا وحماة والحسكة وحمص التي شرعت قوات الجيش في تطويقها بالكامل، فهل الأمور بالفعل، كما ذهب العديد من المحللين، أن الاتفاق العربي لن يفعل شيئا يذكر لتغيير تصعيد إراقة الدماء في سوريا، لأن جيوبا من التمرد المسلح أصبحت تلقي بظلالها على الاحتجاجات السلمية.
في ظل هذه الأجواء نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر رسمي أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر قانونا يقضي بإعدام الذين يدانون بتوزيع الأسلحة ''بقصد ارتكاب أعمال إرهابية''، وقالت الوكالة إن القانون يقضي ''بأن يعاقب بالإعدام من وزع كميات من الأسلحة أو ساهم في توزيعها بقصد ارتكاب أعمال إرهابية''، على أن ''يعاقب الشريك والمتدخل'' بالإعدام أيضا، كما جاء في هذا القانون أيضا ''يعاقب بالأشغال الشاقة خمسة عشر عاما كل من أقدم على تهريب السلاح وبالأشغال الشاقة المؤبدة إذا كان تهريب السلاح بغرض الاتجار به أو ارتكاب أعمال إرهابية''.
منقول عن : الخبر 21-12-2011م
http://www.elkhabar.com/ar/monde/274760.html
خالد مشعل مخاطبا الشيخ القرضاوي ''ما تقوله عن سوريا يخدم إسرائيل''
الجزائر: العربي زواق / الوكالات
نُسب لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ''حماس''، خالد مشعل، المقيم في سوريا، استياءه واستغرابه من مواقف الشيخ يوسف القرضاوي التي يدعو فيها السوريين إلى الثورة، مناشدا القرضاوي
إلى تحكيم ضميره والتحرر من الضغوط التي تمارس عليه.
أوضح مشعل موقفه، وفق موقع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية نقلا عن جريدة العرب تايمز، بالقول إن ''حكام العالم العربي باعوا قضيتنا، وأبرز شيوخهم تخلوا عن أهلنا، ولم تجد حركة حماس سوى الرئيس بشار الأسد ليحميها ويدعمها ويقف إلى جانبها، وحين طردنا الحكام العرب آوتنا سوريا، وحين أقفلت أبواب المدن في وجهنا فتحت لنا سوريا قلبها وحضنت جراحنا، لذا أقول للشيخ القرضاوي من منطلق المحب المعاتب، اتق الله يا شيخ في فلسطين، فسوريا هي البلد الوحيد الذي لم يتآمر علينا ويدعمنا، وما تقوله عن وحدتها الدينية يصيب قلب كل فلسطيني بالحزن ويخدم إسرائيل ولا أحد غير إسرائيل''.
وتابع خالد مشعل قائلا: ''إن الشيخ القرضاوي يتحدث عن الأحداث في سوريا كما لم يتحدث عن الأحداث التي جرت في مصر، فهناك دعا إلى الوحدة بين الأقباط والمسلمين وبين السلفيين والإخوان وبين المذكورين وبين العلمانيين، وهنا في سوريا يدعو إلى القتال بين السوريين''، وختم مشعل كلمته المنشورة في ''العرب تايمز'': ''إننا في حركة المقاومة الإسلامية حماس نشهد أنه لا مسلم قدّم لفلسطين ما قدمه لها بشار الأسد، ولا أحد ضحى وخاطر بحكمه وببلده من أجل فلسطين ورفضا للتضييق على المقاومة الفلسطينية كما فعل بشار الأسد، وعلى الشيخ القرضاوي إن لم يكن لديه معطيات حقيقية عن سوريا أن يستمع إلى الشعب السوري وإلى علماء الدين من أبنائه ليعرف أن في هذا البلد يملك أهل السنّة من الحرية والكرامة والعزة بالله ما لا يملكه غيرهم في بلاد عربية أخرى''.
واتصلت ''الخبر'' بالقيادي في حركة ''حماس'' إسماعيل رضوان، للاستفسار حول تصريحات مشعل، وأكد عدم علمه بهذه التصريحات التي قال عنها إنها غير دقيقة، وتحدث عن مبدأ الحركة بعدم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية لأي دولة.
ميدانيا لم يغيّر توقيع الحكومة السورية على بروتوكول الجامعة العربية لإنهاء الأزمة في سوريا، من الواقع ميدانيا، إذ تواصلت الاحتجاجات بمختلف المدن السورية المضطربة، كما تواصلت وبنفس الحدة المواجهة الأمنية بها، وحسب الناشطين السوريين وتنسيقيات الثورة بها
، فإن عدد ضحايا يوم أمس وهو اليوم الوالي للتوقيع على البروتوكول، قد بلغ 11 قتيلا، وقد سجل هذا العدد من الضحايا بالعديد من المدن والقرى الساخنة خاصة بدرعا وإدلب وحماة، وقبل هذا بيوم أي في اليوم الذي شهد التوقيع بين الجامعة وحكومة دمشق، سقط في المواجهات التي دارت أساسا بين الجيش السوري والمنشقين عنه والذين أصبحوا يعرفون بالجيش السوري الحر، 120 قتيل، ثمانون منهم من المنشقين، وهو رقم يوحي بأن الأزمة أعمق مما هو متصور.
وحسب توضيحات الهيئة العامة للثورة السورية، فإن 72 منشقا قتلوا في كنصفرة بإدلب، وسحبت جثثهم للتخلص منها وإخفائها، في حين قال نفس المصدر إن ثمانية منشقين بينهم ضابط برتبة مقدم قتلوا في الحسكة، أما بقية القتلى من المدنيين فقد سقط منهم 34 قتيلا في كل من دمشق ودير الزور ودرعا وحماة والحسكة وحمص التي شرعت قوات الجيش في تطويقها بالكامل، فهل الأمور بالفعل، كما ذهب العديد من المحللين، أن الاتفاق العربي لن يفعل شيئا يذكر لتغيير تصعيد إراقة الدماء في سوريا، لأن جيوبا من التمرد المسلح أصبحت تلقي بظلالها على الاحتجاجات السلمية.
في ظل هذه الأجواء نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر رسمي أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر قانونا يقضي بإعدام الذين يدانون بتوزيع الأسلحة ''بقصد ارتكاب أعمال إرهابية''، وقالت الوكالة إن القانون يقضي ''بأن يعاقب بالإعدام من وزع كميات من الأسلحة أو ساهم في توزيعها بقصد ارتكاب أعمال إرهابية''، على أن ''يعاقب الشريك والمتدخل'' بالإعدام أيضا، كما جاء في هذا القانون أيضا ''يعاقب بالأشغال الشاقة خمسة عشر عاما كل من أقدم على تهريب السلاح وبالأشغال الشاقة المؤبدة إذا كان تهريب السلاح بغرض الاتجار به أو ارتكاب أعمال إرهابية''.
منقول عن : الخبر 21-12-2011م
http://www.elkhabar.com/ar/monde/274760.html
منظمة التحرير تحذر من عودة القضية إلى أحضان الأمة الإسلامية
الدكتور مصعب ابوعرقوب
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير / فلسطين
اعتبرت د.حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "أن حملة التطهير العرقي التي تشنها قوة الاحتلال ومؤسساتها الرسمية على الوجود الفلسطيني في مدينة القدس على وجه الخصوص هي جزء من القرار السياسي الإسرائيلي بنقل المعركة إلى الأرض، وتحويل الصراع الى صراع ديني".
تصر منظمة التحرير الفلسطينة على التشبث بالدور الذي وجدت من اجله ، فقد اوجدها الاستعمار الغربي لتقزيم قضية الارض المباركة من قضية امة اسلامية احتلت ارضها ومقدساتها الى قضية حدود وحواجز ومستوطنات ..وجعل الغرب الكافر من المنظمة ممثلا " شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني " حتى تتمكن المنظمة من بيع فلسطين والتنازل عن مقدساتها برسم اهل فلسطين وممثليهم.
و المنظمة كأداة في يد الغرب تعتبر عودة الصراع الى حقيقته ( صراع بين الامة الاسلامية والغرب ويهود) تهديدا يجب تجنبه ، ولا يستغرب ذلك من السلطة ومنظمة التحرير فوجودها قائم ضمن شبكة من التامر على الامة الاسلامية ومنظومة من الكيانات المصطنعة التي تضمن بقاء الكيان اليهودي وتعمل على منع الامة الاسلامية من التحرر واقامة الخلافة الراشدة التي ستوحد المسلمين وتحرر أرضهم وتحمل الاسلام رسالة نور للعالم .
فالغرب الذي اوجد منظمة التحرير كأداة لفصل الارض المباركة عن الامة الاسلامية وتقزيمها في قضية وطنية فصائلية ضيقة، حريص على ان لا تتطور الاحداث ليعود الى الصراع الى وضعه الحقيقي لان ذلك سيؤدي لاحقا وحتما الى ازالة الكيان اليهودي من جذوره كما تشهد على ذلك الحقائق التاريخية والسياسية ، فوجود منظمة التحرير مرتبط عضويا بالتشخيص الخاطئ لطبيعة الصراع وبالتضليل والمكر وحرف بوصلة المسلمين عن طبيعة الصراع الحقيقة والية حله الحقيقية ، والتحذير من " الصراع الديني " لا يترجم الا ضمن الحرص على الكيان اليهودي والخوف على ادوات الاستعمار في بلادنا .
فالغرب كطرف حقيقي في الصراع مع امة الاسلام يخشى من وقوف الامة عقديا صفا واحدا امام مخطاطاته ومصالحه الاستعمارية، فيحذر دوما من الصراع الديني فقد حذر كارتر من الحرب الدينية اذا لم تقسم السودان و أعربت وزيرة الخارجية السابقة ورئيسة المعارضة في كيان الاحتلال اليهودي تسيفي ليفني عن خشيتها من أن "الصراع السياسي بين إسرائيل والفلسطينيين من الممكن أن يتحول إلى نزاع عقائدي لا يمكن إيجاد حل له".
ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية كاداوت للاستعمار تنفذ أوامره وتعتاش على تمويله وعلى الوهم الذي تصنعه ليل نهار ، تحذر من عودة الصراع الى اصله لان ذلك يفقدهم شرعية وجدهم المستمدة من فصل قضية فلسطين عن الامة الاسلامية ، فقد طالب أحمد قريع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة "التحرير" حسب وكالة معًا المجتمع الدولي التدخل العاجل والحاسم لتجنب حرب دينية واقعة لا محالة إذا استمر كيان يهود في سياسته العدوانية في القدس، و كرر رئيس السلطة الفلسطينية -في تصريحاته للصحفيين في عمان- تحذيراته مما أسماه "الحرب الدينية"، كما نقلت القدس العربي في 1/3/2010. وقال "أعلنت بصراحة في أوروبا كأن إسرائيل تريد أن تشعل حرباً دينية في المنطقة".
وتحت وطأة الثورات المباركة تزداد تصريحات قادة الكيان اليهودي وضوحا لتضع النقاط على الحروف وتزيل بقايا الستار الذي اسدلته على طبيعة الصراع بينهم وبين الامة الاسلامية ، ، فقد اعتبر نتنياهو –أثناء استعراضه لخارطة الشرق الأوسط في لقاء له مع بيرس مورغان عبر سي أن أن- أن كيان يهود يعيش وسط مجموعة جيران من الدول العنيفة، ورداً على سؤال مورغان عما اذا كان نتنياهو يتمنى لو كانت "اسرائيل" في مكان ما مثل لوكسمبورغ فيعيش اليهود حياة سهلة، أجاب نتنياهو، مبيناً الدور الاستراتيجي الذي يلعبه كيان يهود كدرع للدول الغربية، "إن الناس هنا –منطقة الشرق الأوسط- يتطلعون ليس لإخراجنا فقط بل لا يريدون وجوداً غربيا في أوروبا، هؤلاء يحلمون بإعادة إقامة الخلافة".
الا فلتعلم منظمة "التحرير الفلسطينية" التي خاضت معارك التفاوض فاسلمت فلسطين ليهود لقمة سائغة وباتت تحرس كيانهم وتسهر على حماية مستوطنيهم ،الا فلتعلم ان فلسطين جزء من عقيدة الامة الاسلامية فتحها الفاروق عمر رضي الله عنه ، وحررها الناصر صلاح الدين ..في حروب شنتها امة عظيمة تدين بالاسلام ، تقدمت جحافل جيوشها صوب قبلة المسلمين الاولى للنصر او الشهادة في سبيل الله ، مجسدة بذلك الطريقة الشرعية الوحيدة لاستعادة الارض المباركة،طريقة ستسلكها الامة الاسلامية عند اقامة الخلافة الراشدة الثانية ....فهل من مثل هذه الحروب ترتعدون وتحذرون ؟؟؟.
شبيحه الجامعه العربيه تحت الطلب
ومهل للنظام السوري والدور الخياني ؟؟؟؟
المهندس:موسى عبد الشكور - الخليل
مهل تعقبها مهل ويتخللها القتل والدمار ’مهل تتوج باتفاق بين الجامعه العربيه والنظام الدموي السوري ياخذ من خلالها الضوء الاخضر تلو الاخضر للاستمرار في مسلسل الدمار والقتل تحت اعين المراقبين العرب فقد تم اعطاء النظام السوري الدموي الصفه الشرعيه والقانونيه في اقتراف المزيد من المذابح حتي يستقر الحال لامريكا بتغيير راس النظام او ابقائه فخلال تلك المهل وقعت مئات المجازر الدموية' في جميع انحاء سوريا اخرها مذبحة الجنود المنشقون في ادلب واباده عائلات بكاملها ان من يعطي مهله لقاتل دون ان ياخذ على يديه ويمنعه مع قدرته على منع الجرائم يعتبر قاتل مثله فالجامعه العربيه ممثلة برئيسها العربي فهو شبيح مثل شبيحه سوريا الذين بايديهم القرار وادوات الذبح والدمار بل ان العربي ومن حوله هم قائد الشبيحه ويتلقى الاوامر من حكومة الولايات المتحدة حيث تصدر الأوامر لمعظم أعضاء الجامعة العربية ولأمينها العام أيضا فالجامعه العربيه مسؤوله عن مذابح الاسد فباستطاعتها عمل منطقة عازله كبنغتزي في ليبيا الا انها ترفض باوامر من امريكا فهي مؤسسة خيانيه تحت الطلب تعمل بالوكاله لامريكا فالعربي رئيس شله المرتزقه التي تنفذ اجندة امريكيه بامتياز فطلبت تدخل مجلس الأمن لحماية المدنيين الليبيين دون أن ترى المسلمين في سوريا ولم تلتفت اليهم الا بعد ان رفعوا شعار الجامعه العربيه تقتلنا فبدات تبحث عن عميل جديدا يخرج على مقاس امريكا في سوريا لتسليمه الحكم هذا العربي الامريكي الصنع سمع باذنيه صرخات وصيحات صدر من المسلمين في سوريا منذ ثمانيه اشهر واسلاماه وامعتصماه اين العرب اين المسلمين من الشيب والنساء والاطفال ولا مغيث ولا احد يجيب مع ان المسلمين من حولهم يستمعون ويشاهدون هم وضباطهم وجنودهم صرخات لامست اذانهم لاكنها لم تلامس نخوة المعتصم وبعد ضغوط من الشارع في العالم الاسلامي تسعى الجامعه العربيه لتؤدي لاستكمال دورها الخياني المخطط له من قبل من اوجدها لاحتواء الموقف وحرفه عن التوجه الصحيح وتنادي بحل سحري لتخفيف الضغط عن الحكام وتنفيس الشارع الملتهب واللف والدوران لابقاء النظام السوري مع بعض التجميل والمكياج الامريكيوعلى صعيد اخر تمارس الجامعه العربيه مهنه الدعاره السياسيه حيث تعمل مع الأنظمة العربية والغربية وتركيا على ترويض الحركات الاسلاميه وتقسيمها الى معتدلين ومتطرفين ، حيث كانت الصفة الثانية تضغط على هذه الحركات للحصول على مزيد من الانبطاح وتقديم التنازلات والقبول بالمشروع الامريكي واحتواء الثورات لانتاج شكل مركب لمشروع إسلامي ليبرالي مشترك مشوه وفاسد كالنموذج التركي الذي تنسق معه لاستنساخ تجربته في دول العالم الاسلامي فهي تهيئ الاجواء للاجتماعات الامريكيه مع الحركات الاسلاميه كما روضت قادة فلسطين فارموا في احضان كيان يهود وحصلت الكارثه وبالرغم من وجود هذه الجامعه وكذلك منظمه المؤتمر الاسلامي اللتين تدعيان تجميع العرب والمسلمين وتوحدهم ولكنها لم تنتخ خيرا لاحد سوى الغربيين !! اذا فاين يكمن الخلل؟ وهل ادت الجامعه العربيه دورها وهل وقفت مع المستغيثين ام ضدهم وماذا كان دورها في الثورات ؟ وهل انشات لتوحيد المسلمين ام لتفريقهم او ترويضهم ؟ ولكي نجيب لا بد لنا من نبذه تاريخيه عن هذه الجامعه لقد تبنى الغرب القومية العربية لتكون معولاً لهدم الإسلام، وليضرب بها الإسلام، فظهرت فكرة القومية العربية ونشأت على اساسها جمعيات كثيرة كجمعية العربية الفتاة وما تفرع عنها، والجمعية القحطانية، وجمعية العهد، والجمعية العربية ...إلخ، فأصبح النصارى العرب يتغنون بأمجاد الأمة العربية وبأشعار ومنشورات وكتب ألفوها.وبالتعاون مع الغرب الكافر فقد انحلّ عقد المسلمين وتبعثر بعد الحرب العالمية الأولى ، وتم إلغـاء الخلافة العثمانية رمز الوحدة الإسلامية، وقسمت بلاد الإسلام إلى مستعمرات حكمها الإنجليز والفرنسيون والإيطاليون،وتم تقسيم العالم الإسلامي إلى دويلات صغيرة ذليلة. أصبح لكل واحدة منها رئيس ووزراء ودستور ونشيد وطني وجيش فتحقق التمزق والفرقة بين المسلمين على الاساس القومي الذي كان سائدا في أوروبا التي عانت منه ، فجاءت وصدِرت هذا الفكر إلى العالم الإسلامي، وبدأت بتكوين التحالفات والتكتلات العالمية التي ظهرت في الحرب العالمية الأولى ثم في الثانية، لقد وقع المسلمون في صدمة عنيفة نتيجة هذه الهزيمة المنكرة. فبدأت تظهر مصطلحات جديدة صاحبت هذا التغيير في واقع الأمة لتحل مكان المفاهيم التي كانت سائدة في ظل دولة الإسلام ولسد هذا الفراغ بدأت تظهر مفاهيم ومصطلحات جديدة نابعة من مفهوم واحد وهو مفهوم الوطن كبديل لمصطلح دار الاسلام والقوميه وما يلحق بها من مفاهيم وأخذت الاتجاهات الوطنية والإقليمية تجد لها صدى بين شعوب العالم الإسلامي تحت شعارات: الاستقلال، والحرية، ومكافحة الاستعمار، إلى جانب الاتجاهات الإسلامية التي ظهرت لتوحيد المسلمينفقد اسست السعـودية والعـراق واليمن عام 1937م. وبدات الاقاليم الاخرى تحت ما يسمى بالاستقلال والانفلات من الدول المستعمره كما يدعون ووجد العرب انفسهم مستهدفون بعد ان غابت الدوله العثمانيه واكتشافهم انهم كانوا جسرا لعبور الاستعمار ومعولا في هدم الخلافه الاسلاميه فبدات الامه بالتحرك للوحده خاصه وان هناك لغه واحده ودين واحد وبقعه جغرافيه تجمعهم وبرزت مشاريع تدعو للوحدة في بعض الأقطار العربية قبل مشروع الجامعة العربية واثناء الحرب العالميه الثانيه خشيت بريطانيا من ألمانيا التي كانت تحاول استثارة العرب ضدها بإطلاق الوعود. فخشيت بريطانيا انفلات الأمر من يدها، كما خشيت أن يتجه العرب إلى الاتجاهات الإسلامية التي توحدهم ، وهم بحكم وضعهم ولغتهم من الممكن أن يسلّم لهم العالم الإسلامي بالزعامة. هذا بالإضافة إلى أن بريطانيا كانت ترغب في إقامة منطقة نفوذ اقتصادية في الشرق الأوسط كله، فرغبت بالتالي في تمهيد الطريق أمام تقارب العرب فيما يشبه الحلف أو التضامن يسهل عليها التعامل معهم،واستغلالهم لجانبها ومن هنا كانت فكره انشاء الجامعه العربيه هذه الفكره الانجليزيه الخبيثه ولاقت هذه الفكره رواجا بعد ان تبنتها الدول العربيه والاجنبيه ودعمتها لتصبح الام والرجاء لوحده العرب فولدت الجامعه العربيه وكان صاحب هذه الفكره هو(أنتوني إيدن وزير خارجية بريطانيا) أنذاك, حيث ألقى بياناً سياسياً في 29-3-1941 في لندن قال فيه إن الكثيرين من العرب يرغبون في أن تتمتع الشعوب العربيه بنصيب من الوحده أكبر من النصيب الذي تتمتع به الأن, والعرب يأملون منا المُعاضده في بلوغ هذه الوحده, ولا يجوز لنا أن نغفل أي نداء يُوجهه إلينا أصدقاؤنا بهذا الصدد, وأنه يبدوا لي أنه من الحق الطبيعي أن توثق الروابط الثقافيه والإقتصاديه والروابط السياسيه أيضاً بين الأقطار العربيه, وستعاضد حكومة جلالة الملك معاضدة تامه أي مشروع ينال المُوافقه العامه ورحبت الصحافه البريطانيه والأمريكيه وعدد من الصُحف اليهوديه نفسها بخطبة المستر إيدن, فقالت صحيفة هأرتس اليهوديه في عددها الصادر في 3/4/1941 إن حركة الوحده العربيه لا تتعارض مع الحركه الصهيونيه وبعد هذا البيان مُباشرة عهدت الحكومه البريطانيه الى الجنرال كلايتون مديرعام إستخبارات الجيش البريطاني في الشرق الأوسط بالتحرك وإجراء الإتصالات اللازمه بالزعماء العرب وحُكامهم حينذاك من أجل تنفيذ هذا المشروع الخبيث, مُتعهداً لهم بتقديم المساعده والمُسانده اللازمه في سبيل قيام مجلس يضم الدول العربيه وقد عبر ايدن بكلمه شعوب عربيه امعانا بالتجزئه مع ان كلمة الشعب تعود للدم فلا يقال الشعوب العربيه فالشعب العربي واحد. لايتجزء كباقي الشعوبووضع لهذه الجامعه دستور وقوانين للحفاظ على وجودها والمحافظه على تشرذم العرب وبالتالي العالم الاسلامي. وهي فكره ظاهرها الرحمه وباطنها العذاب تحتضن التجزئه للدول التي إنبثقت عن اتفاقية سايكس وبيكو,فلا تعود للوحده من جديد كما كانت من قبل فأسمتها جامعة الدول العربيه ولقد حددت بريطانيا (ثلاثة أهداف) لهذه الفكره الشيطانيه:الهدف الأول: هو فصل العالم العربي عن العالم الإسلامي ومنع وحدة العالم الإسلامي من جديد وصار يُعبرعن هذا الشرخ بمُصطلح الأمتين العربيه والإسلاميه كُل من يستخدم مُصطلح الأمتين (العربيه والإسلاميه) إنما يُخالف (القرأن الكريم) ويتبنى كلام المستعمر الكافر ( إن هذه أمتكم أمة واحده وأنا ربكم فاعبدون )الهدف الثاني: هو أن تتولى هذه الجامعه تسليم فلسطين لليهود من أجل قيام الكيان اليهودي فيها وذلك بإنتزاعها من أهلها الذين جاهدوا لافشال المشروع الغربي , وإجهاضه في مهده منذ عام ( 1919)ثورة البُراق الأولى, حيث قامت هذه الجامعه في عام 1948 بإدخال جيوشها إلى فلسطين بحُجة إنقاذها ونجدة شعبها, وكانت هذه الجيوش تحت إمرة جنرال إنجليزي حاقد على الإسلام وهو كلوب باشا, وبالفعل قامت جيوش الجامعه بإنتزاع 78% من مساحة فلسطين من اهلها بعد أن خدعوهم وبأنهم جاءوا ليُنقذوهم ويُنقذوا ارضهم وبتسليمها لليهود حسب الحدود التي وضعها الإنجليز للتقسيم فكان انشاء الجامعه كمقدمه لانشاء كيان يهود وحامي له ولقد قامت هذه الجيوش بإجلاء الفلسطينيين من مُدنهم وقراهم بحُجة أن هذا الجلاء سيكون مؤقتا ولبضعة أيام, وفيما بعد تولت هذه الجيوش بالانسحاب وتوفير الحمايه لهذا الكيان, وكانت الجامعه بمثابة حاضنه قويه له وفرت له كل أسباب النمو والنجاح,وبعد أن وقعت معه اتفاقية رودس في عام 1949 وكانت هذه الإتفاقيات التي عرفت بإتفاقية الهُدنه بمثابة إعتراف رسمي من هذه الجامعه بهذا الكيان اللقيط حتى إذا جاء عام 1967 قامت هذه الجامعه بتسليم الجُزء المُتبقي من فلسطين لليهود ,وبتسليم سيناء والجولان وبذلك جعلت هذه الجامعه من الكيان اليهودي صاحب الولايه على المنطقه وسيدها وصار الجندي اليهودي الجندي الذي لا يُقهر زورا وبهتانا وبفضل هذه الجامعه وهذا يفسر لماذا لم تتحرك الجامعه حركة جديه تجاه الثورات ولم تحرك هذه الجامعه ساكناً أمام ما يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ اكثر من ستين عاما من مذابح ومجازرعلى يد اسرائيل؟, ولماذا لا تكترث لما يقوم به اليهود من أجل هدم المسجد الأقصى؟ ولماذا تنفذ تعليمات أمريكا بفرض الحصار الإقتصادي على الشعب الفلسطيني الأن؟ ولماذا لا تقيم أمريكا لهذه الجامعه اي وزن؟ ولا اي إعتبار لا في السياسه الإقليميه ولا الدُوليه الاكحذاء في رجلها؟الهدف الثالث : وهوالهدف الذي صُنعت من أجله هذه الجامعه هو منع الوحده السياسيه بين أجزاء العالم العربي الذي كان في ظل دولة الإسلام يُشكل وحدة جغرافيه واحده وجزء من العالم الإسلامي قبل إتفاقية سايكس بيكو, فكان لا بُد من إقامة حارس أمين على هذه التجزئه وتثبيتهاوفي عام 1990 قامت ما تُسمى بالجامعه العربيه من أجل توفير الغطاء العربي الشرعي اللازم لشن عُدوان على العراق وشعبه وتدمير إمكانياته,لأن الجيش العراقي قام بقصف الكيان اليهودي بالصواريخ ولأن العراق قام بالتعدي على ميثاق الجامعه بقيامه بتوحيد جزءا من بلاد المسلمين مع العراق, فجُن جُنون الغرب والجامعه العربيه فكيف للعراق أن يتجاوز الخطوط الحمراء في المنطقه ؟وكذلك من خلال الدور المُخزي, ضد الأمة في (العراق), ومُساندة أعداء الأمه في عدوانهم عليه جهاراً نهاراً,فمعظم أراضي دول الجامعه كانت قواعد عسكريه لإنطلاق قوات وجيوش العدوان على العراق, بل ولقد أعطت الشرعيه لإحتلاله من قبل الصليبيه الحاقده حيث اعترفت بالحكومه التي جاءت على ظهر الدبابات الامريكيه,فضمتها إلى عضويتها,وهذه الجامعه تلتزم الصمت إزاء ما يفعله الإحتلال وعُملائه في العراق بل إن امريكا تتفاوض مع إيران حول مسقبل العراق دون اي إعتبار لما يُسمى بالجامعة العربيه.لذلك فإنها مشروع إستعماري, مفرقه للعرب وحارس أمين للتجزئه, وحاضنه للكيان اليهودي اما في فلسطين فلماذا لا تقوم هذه الجامعه بتجييش الجيوش لتحريرها وحماية المسجد الأقصى ولماذا لإ تستجيب لإستغاثة نساء وأطفال وشيوخ فلسطين الذين يستغيثون صباحا ومساء, كما وان الجامعه قامت بفرض الحصار الظالم التي فرضته أمريكا والدول العربيه على فلسطين وعلى العراق قبل إحتلاله والذي إستمر إثنى عشرعاما, وكانت متشدده بفرض هذا الحصار الجائر أكثر من امريكا.واليوم تلعب الجامعه دورا اسوء حيث تعمل على تكريس الاستعمار والعماله وهي تحاول وضع حكام على مقاس امريكا وتاره تطلب تدخل مجلس الأمن لحماية المدنيين الليبيين وتارة تطلب حمايه عربيه وتارة تسكت عن المجازر و ترى ذبح المسلمين في سوريا واليمن وتصمت في وجه القتلة وهي تنظر في عيون الضحايا وتارة فعلى أي نظام تسير هذه واي ميثاق يحكمها ؟أن ميثاق الجامعه ينص على إتخاذ القرارات الصادره عنها بالإجماع وليست بالأغلبيه حتى لايتفق أعضائها على شيء إلا قرار تحرير الكويت, والذي يُعطي الشرعيه لشن عدوان أجنبي على إحدى الدول الأعضاء في الجامعه وإحتلال جزيرة العرب من قبل القوات الصليبيه الغازيه تم إتخاذه بالأغلبيه من أجل إعادة فصل هذين الجزئين اللذان إلتحما, وكان هذا الفعل تجسيد حقيقي للهدف الذي صُنعت من أجله وهو تفريق المسلمين في دول عميله ضعيفه وها هي اليوم تتفق على اعطاء مهله للنظام الدموي في سوريا لقد حاولت الحكومة البريطانية، بتشكيل الجامعة العربية، إيقاف تقهقرها في بلادنا أمام التقدّم الأميركي، والاستعانة بهذه الجامعة ما أمكن للحفاظ على مصالحها ونفوذها المهدّد من قبل الأميركيين، ثم استبعد البريطانيين، ومكّنت الأميركيين من الاستيلاء على تركتهم الكيان الإسرائيلي، وجامعة الدول العربية! فهاهي اليوم في خدمة الأميركيين، ومخططاتها وها هي حكوماتها تتقاسم الأدوار مع الأميركيين والإسرائيليين، سواء في فلسطين أم في العراق أم في السودان والصومال او في ليبيا او سوريا او اليمنلقد سعى الانجليز إلى تكريس التجزئة في العالم الاسلامي بإقامة جامعة الدول العربية، وهي التي كانت متأكّدة من سعي الأمة إلى الوحدة، فقد تضمّن ميثاق الجامعة مبادئ ما يلي:الاعتراف بسيادة واستقلال كلّ من الدول الأعضاء بحدودها القائمة حدود سايكس بيكو! والاعتراف بالمساواة التامة بين الدول الأعضاء والاعتراف بحقّ إبرام المعاهدات والاتفاقات مع غيرها! وليس هناك إلزام لانتهاج سياسة خارجية موحّدة! وعدم تحقيق أي شكل حقيقي من أشكال الوحدة، بل يرينا أيضاً كيف أنّ هذه البنود صارت تشمل الكيان الإسرائيلي، خاصة البند الذي ينصّ على: "عدم اللجوء إلى القوة في فضّ النزاعات والخلافات"! فصراع الوجود مع العدو الصهيوني تحوّل إلى مجرّد "نزاع وخلاف" يمكن معالجته داخل المجموعة الواحدة، وكانه خلاف بين الزوجين عندما قالوا ان الصلح خيران التمسك بميثاق الجامعه,هو تقديس وإحترام لما فعله الإستعمار في بلادنا, فزوال الجامعه من الوجود ضروره لأنه من عوائق نهوض الأمه وتوحدها, وإنصهارها في امة واحدة وما هي إلا مرض زرع في جسد الأمه ادى الى العجز والشلل فما فائدة هيئة سياسية اسمها الجامعة العربية، لا تستطيع أن ترسم سياسات الدول التي تمثلها، أو حتى تشارك في رسم هذه السياسات لأن دولها مستقلة ذات سيادة ولا تقبل أن يشاركها أحد في تحديد مواقفها أو أولوياتها؟ ما معنى هذا الكيان الذي يجمع كافة الدول العربية، ولا يستطيع في حالة نشوب صراع مسلح بين اثنتين من أعضائه ألا يتدخل في محاولة لفض النزاع ولا تملك أن تفرضه على أي منهما؟ ما فائدة الجامعه اذا لم يستطع أن تحل أزمة احتلال العراق ولا أزمة احتلال الكويت من قبل بل وسلمتها لامريكا ، ولم يحرك ساكناً أمام حرب جنوب السودان ثم تقسيمه ، ولا حتى أزمة دارفور، ولا مشكلة البوليساريو التي جمدت الحدود بين المغرب والجزائر، ولا استطاعت أن تنهي احتلال الجولان، ولم يوقف نزيف الدماء على أرض فلسطين؟ ولم تتدخل لحل مشكله الصومال ولا حل مشكله المسلمين في سوريا واليمن ان مهزلة القمم العربية وميثاق الجامعة العربية وعدم تحقق الوحده هو مدعاة لحلها ويدل على ان الأساس الذي بُنيت عليه هذه الجامعة كان خطأ كبيرا والخدمات والحماية للكيان اليهودي من قبل اعضاء الجامعه واترباطها بالجماعات اليهودية المحتلة لأرضنا روابط ً قوية والمحافظه على الانظمه العميله ليدل على التواطئ مع امريكا ويدل على المشاركه في مجازر سوريا واليمن. ان الجامعه العربيه قد ادت دورها باكمل وجه وحسب ما خطط لها من قبل بريطانيا عندما اسست وبعدها عندما تبنتها امريكا !!! فهي مؤسسة من مؤسسات الأمم المتحدة والتي هي بدورها إحدى مؤسسات الإدارة الأمريكية تتحكم فيها وتسيرها وفقا لأهدافها ومخططاتها المنسجمة مع مصالحها ، بل هي الأداة الطيعة لتمريرها وتنفيذها. بقياده عميل امريكا نبيل العربي عمرو موسى من قبله حيث ان انها مؤسسه طيعة لخدمة القوى العظمى التي تريد الهيمنة على العالم بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص حيث لا يمكنها التحرك أو العمل إلا حين يراد لها ذلك وإلا فكيف يفسر عجزها على عقد قمة عربية منذ الثورات او ما يسمى بالربيع العربي وقد أصبحت مهمة الجامعه العربيه أشبه بـ مركز اتصال يقوم بالوساطة بين أمريكا والحكام وبعض قادة الثورات بدلا من أن تطالب الجامعة المسلمين بانهاء الحكام واقامة دوله اسلاميه على انقاضها فهي ينفذ الإملاءات الأميركية واملاءات اوروبا لاستماله الاحزاب المعتدله او العلمانيه لاحتوائها فهي منحازه للغرب الكافر وامريكا ضد امتها ووجودها مخالفه للشرع الاسلامي ويحرم العمل والانضمام لهذه الجامعه لانها قائمه على اساس القوميه العربيه المنتنه التي نها الاسلام عنها ولان اهدافها غير شرعيه وميثاقها مخالف للشرع الاسلامي وتحافظ على التجزئه للعالم الاسلامي واستقلاليه اعضائها فهي لا تريد وحده لاحد فهي توالي اليهود والنصارى وتدعم مخططاتهم في العالم الاسلامي وتخدم مصالح الدول الغربيه وتمكن الكفار من اراضي المسلمين وتعطي الشرعيه لذبح المسلمين وعلى هذى فالعمل مع هذه الجامعه والانضمام لها ومناصرتها او الارتماء في احضانها وطلب العون منها حرام شرعا وهو كالطلب من الكفار كطلب العون من امريكا وهو حرام شرعا ومن هنا فان الجامعه العربيه فاسده وباطله وازالتها فرض وازاله للمنكر , واقامه الخلافه الاسلاميه على انقاضها وانقاض اعضائها. فلا يجوز لمسلم ان تقبل أي شيئ من الجامعه العربيه العميله فالحذر الحذر فالوضع في سوريا هو أن أمريكا هي التي ترعى هذا النظام منذ عهد الرئيس البائد حافظ، فقد استطاع هذا النظام أن يحفظ أمن دولة يهود أربعة عقود، وأن يحقق مصالح أمريكا في العراق ولبنان.ومن هنا فان اللجوء والاستعانه لا تكون الا بالله ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْوَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وقال ) وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ﴾
المهمة الحقيقية لحكومة الجنزوري
الاربعاء 21 ديسمبر 2011
بقلم: أحمد منصور
في شهر يونيو الماضي التقيت في العاصمة تونس مع رئيس الحكومة المؤقتة الباجي قايد السبسي، وهو أحد رجال الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة البارزين والمخضرمين، عمل معه في عدة وزارات منذ الستينيات من القرن الماضي أهمها وزارة الداخلية وقد اعترف السبسي في لقائي معه بأن كل الانتخابات التى جرت في عهد بورقيبة وبن علي هي انتخابات مزورة، غير أن أهم ما قاله السبسي في مقابلتي معه هو أن المهمة الأساسية لحكومته هي وضع خطة الطريق بل تحديد مسار الحكومة القادمة من بعده لخمس سنوات على الأقل، وهذا يعني أن السبسي، والفريق المتعاون معه، كان يدرك أن الشعب التونسي قرر التغيير والتغيير يعني المجيء عبر الانتخابات بفريق جديد كانت التلميحات تشير إلى أنه سيكون من الاسلاميين وتحديدا من حركة النهضة التي شرد رجالها في أنحاء العالم ومن بقي منهم سجن داخل تونس واستمر هذا الوضع ثلاثة عقود كاملة من عام 1981 وحتى 2011 الجاري، حيث أفرج عن المعتقلين منهم وعاد المطاردون بعد نجاح الثورة التي اندلعت قبل عام من الآن وتحديدا في السابع عشر من ديسمبر الماضي.
قضى الباجي قايد السبسي عشرة أشهر يضع القيود الاقتصادية والسياسية لمن سيأتي من بعده، وكانت النتيجة هي إغراق البلاد في مزيد من الديون، وتقييدها في مزيد من الاتفاقيات، أما العقبة الكبيرة التي وضعها أمام الحكومة القادمة بعدما حققت حركة النهضة الفوز الكاسح في الانتخابات وكلفت بتشكيل الحكومة هي قرار بزيادة رواتب كل موظفي الدولة ـ حوالي نصف مليون موظف ـ بزيادة تقدر بمليار دينار تونسي في وقت تواجه فيه الموازنة والخزينة حالة صعبة للغاية، الأمر الثاني هو ترقية معظم موظفي الدولة، حتى الضباط المتهمين بقتل الثوار تم ترقيتهم، كما أجرى تغييرات هائلة في السلك الدبلوماسي للدولة بحيث يصعب على من يأتي وزيرا للخارجية إجراء أي تغيير على اعتبار أن التغييرات التى أجريت هي حديثة و العادة ألا يتم إجراء تغييرات للموظفين إلا كل أربع سنوات، كما أجرى تغييرات هائلة في إدارات الدولة المختلفة ووضع رجال بورقيبة وبن علي في القمة بحيث يصعب على من يأتي أن يدخل في متاهة الصراعات الادارية في ظل أن الوزراء تقريبا كلهم لم يسبق لهم العمل داخل دوائر الدولة إما كانوا في السجون أو مطاردين أو من المغضوب عليهم في ظل نظام بن علي، وقد أكد السبسي على ما قام به حينما قال في كلمة له أمام مؤتمر «تبادل خبرات المرحلة الانتقالية» الذي عقد في العاصمة تونس في 13 ديسمبر الماضي، حيث قال «إن الحكومة التي سيعلن عن تشكيلها قريبا ستجد تركة من التحديات في انتظارها» وقد أكد على الجانب الاقتصادي المقيد بقوله: «حكومتنا أعدت برنامجا اقتصاديا يقطع مع أي مرجعية ايديولوجية ولهذا اعتقد أن المجموعة الوزارية الجديدة ستواصل تنفيذ هذا المخطط الذي أعدته شبكة من الخبراء التونسيين».
هذه المقدمة الطويلة للهدف الرئيسي للمقال تؤكد باختصار على المهمة الأساسية والحقيقية لحكومة الجنزوري في مصر، هي نفس المهمة تقريبا التى قامت بها حكومة السبسي في تونس لرجل من نفس الطراز ولكن في مصر الثورة، فبعدما قام المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري بإقالة حكومة المنطفئين وهي حكومة عصام شرف جاء برجل من زملائه القدامى وأحد رجال مبارك المخضرمين الذين لعبوا دورا أساسيا في بيع ممتلكات الشعب وهو كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق ففي عهده وخلال ثلاث سنوات بيعت من أملاك الشعب 133 شركة من شركات القطاع العام، ووضع الأساس لمشروع من أفشل المشاريع الاقتصادية في مصر ليس من حيث الفكرة ولكن من حيث التطبيق وهو مشروع «توشكى»، لكن لأن ذاكرة الشعوب ضعيفة، وتقييم الناس بالانطباعات وليس بحقائق الأعمال ولأن كل من أقاله مبارك نظر إليه على أنه من معارضيه وأنه من الشرفاء نظيفي اليد دون تمحيص حقيقي في الملفات.
فقد ساد هذا الانطباع العام عن الجنزوري متناسيا أعماله طوال أكثر من خمسة عشر عاما عملها مع مبارك ونظروا فقط إلى أن مبارك قد أقاله دون دراسة الأسباب أو التعرف عليها. وما يؤكد على أن الجنزوري جاء حتى يحقق نفس النتائج التي حققها السبسي هو أن الجنزوري يتصرف ويتحدث وكأنه جاء ليبقى إلى الأبد وأنه سيضع السياسات لسنوات قادمة ويتعاقد من أجل الاستثمارات القادمة في الوقت الذي من المفترض أن حكومته التى ستبقى ستة أشهر فقط جاءت لتسيير الأعمال وليس للبقاء للأبد، لكنها باختصار جاءت لتضع طوقا حديديا اقتصاديا وسياسيا وإداريا ودبلوماسيا في رقبة أي حكومة قادمة حتى لو أسسها الخلفاء الراشدون وليس الإخوان المسلمون، وتجعلها عاجزة أمام الشعب ومقيدة أمام الخارج فالوضع الاقتصادي في مصر مزرٍ للغاية بل «غير متصور» حسب وصف الجنزوري نفسه.
وقد أكدت التقارير على أن الحكومة المنتخبة القادمة سوف تجد نفسها طوال عامين أمام قروض قصيرة الأجل عالية الفائدة علاوة على الديون طويلة الأجل التي وصلت في حد الدين الداخلي وحده إلى أنه أصبح موازيا للدخل القومي للبلاد حسب آخر التقارير التي نشرت يوم الأربعاء الماضي، وهذا ما دفع حكومة الجنزوري إلى أن تطرح يوم الاثنين 19 ديسمبر أذونات للخزينة تقدر بخمسة مليارات جنيه بفائدة عالية جدا تقدر بـ 14.06% على أذون ثلاثة أشهر و15.14% على أذون تسعة أشهر ومع ذلك لا تجد من يشتريها بسبب عزوف البنوك عن الشراء وكذلك عدم الثقة في الحكومة، وهذا حسب الخبراء اتجاه يزيد من مخاطر الوضع الداخلي، إذن المهمة الأساسية لحكومة الجنزوري واضحة، وعلى الشعب العظيم الذي قام بهذه الثورة العظيمة أن يدرك حجم المخاطر التي تحيق بها وأن يتخلى عن عاطفته وانطباعاته في تقييم الأشخاص وأن يقف عند حد أدوارهم وإنجازاتهم وليس عن الانطباعات التي تروج عنهم، وأن يدرك أن المستقبل لا يصنعه رجال الماضي، إن الشهور الستة القادمة المهمة الأساسية فيها هي تكريس سياسة الطوق الحديدي لأي حكومة قادمة حتى تبقى أسيرة لنظام مبارك وسياساته وسياسات رجاله مهما كانت وعودها للشعب.
المصدر: جريدة الوطن
“حزب التحرير” الإسلامي في تونس.. أي مستقبل؟
علي عبد العال
صحفي مصري مهتم بشؤون الحركات الإسلامية في مصر والعالم
منذ انتهاء حكم زين العابدين بن علي والسؤال عن المكونات الإسلامية في تونس وحجمها ومدى انتشارها وعوامل قوتها وتنوعاتها يطرح نفسه بقوة، وذلك للوقوف على حجم هذا المكون الذي يُنتظر له أن يكون فاعلا جديدا على الساحة السياسية والاجتماعية في الفترة القادمة.
حزب “التحرير” الإسلامي أحد أهم هذه المكونات الإسلامية في البلد العربي الذي تشهد ساحته تغييرات جذرية. وهو (التحرير) حركة أو “تكتل” إسلامي سياسي عابر للحدود، يدعو إلى إقامة الخلافة الإسلامية الراشدة “على منهاج النبوة” ليتوحد المسلمون تحت مظلتها.
وينظم هذا التكتل نفسه كحزب سياسي ينشط في كافة المجالات، وخاصة المجال السياسي والإعلامي والفكري، ويرى أن على المسلمين أن يتخلصوا من الحدود القومية التي تفصل بين دولهم.
تأسس حزب التحرير عام 1953 في مدينة القدس الشرقية (تحت الحكم الأردني)، على يد القاضي الفلسطيني، تقي الدين النبهاني، بعد تأثره بأحوال العالم الإسلامي آنذاك إثر سقوط الخلافة العثمانية في تركيا عام 1924. فهو يرى أن نكبة فلسطين، ما كانت لتحصل لو كانت دولة الخلافة الإسلامية قائمة وشرع الله مطبق. وكان النبهاني ـ الذي توفي عام 1979 في بيروت ـ على علاقة جيدة بعدد من قادة ومفكري حركة الإخوان المسلمين في مصر إلا أنه لم ينضم إلى اليهم.
ينتشر حزب التحرير في مختلف بلدان العالم تقريبا، وينشط بين الأقليات المسلمة في الدول الأجنبية، لكنه محظورا ومطاردا من قبل معظم أنظمة الحكم في البلدان العربية والإسلامية.
المحتويات
· 1 “التحرير” في تونس
· 2 مسلسل من الملاحقات والمحاكمة
· 3 بعد سقوط بن علي
· 4 القوة الحالية والحجم الحقيقي على الأرض
“التحرير” في تونس
وإذا كان “حزب التحرير” مشرقي المولد، إلا أن أدبياته الأولى وأفكاره بدأت تصل إلى المغرب العربي في أوائل الثمانينات، من خلال بعض الطلبة الدارسين في جامعات ومعاهد أوروبا فضلا عن بعض المغاربة الذين ذهبوا إلى أفغانستان وباكستان. وتعد تونس من أوائل بلدان المغرب العربي التي وصل إليها حزب التحرير وبدأ نشاطه فيها.
ففي يناير/كانون ثان من العام 1983 وفي عهد الرئيس بورقيبة، عقد عدد من الإسلاميين المؤمنين بفكر الحزب ـ والذين كانوا على مدار سنوات منخرطين في نشاطاته ـ الاجتماع التأسيسي الأول لهم، وأعلنوا عن تأسيس الفرع التونسي للتحرير، وأصدروا في أعقاب ذلك دورية سرية أطلقوا عليها اسم “الخلافة” ووزعوها داخل المساجد للتعريف بأفكارهم.
وينسب إلى هذه النشرة السرية دور كبير في بث أفكار “التحرير” ليس في تونس وحدها بل في كافة دول المغرب العربي تقريبا.
واعتمادا على المعلومات القليلة المتوفرة، فقد تولّت قيادة الحزب في هذه المرحلة المبكرة من ظهوره مجموعة (مدنيّة ـ عسكرية) بالتوافق فيما بينها، ومن رموزها: الطاهر العيادي، ومحمد فاضل شطارة، ومحمد جربي. وكانت إستراتيجية الحزب تقوم على غرس أكبر قدر ممكن من العناصر داخل الجيش, لتتمكنّ في نهاية المطاف مجموعة من الضبّاط الإسلاميين من الانقضاض على السلطة من الداخل.
وتقول التقارير التي تناولت هذه الفترة إن المجموعة التي مثلت اللبنة الأولى للتحرير في تونس خططت للاستيلاء على السلطة بالقوة، بهدف تأسيس دولة إسلامية، وذلك بعدما نجحت في استقطاب عشرات من ضباط الجيش، الذين أمدوهم بالذخائر الحربية والأسلحة الخفيفة استعدادا لقلب نظام الحكم، إلا أن السلطات تمكنت من الوصول إليهم وتصفية مخططهم في وقت مبكر.
وقد تمّ اعتقال وملاحقة معظم قياديي الحزب وبينهم عدد من العسكريين، في النصف الثاني من عام 1983 بتهمة تشكيل جمعية سياسية، والانتساب إليها، وحضور اجتماعاتها، وتحريض عسكريين على الانتساب إلى هذه الجمعية. ومثل آنذاك أمام المحكمة العسكرية ثلاثون عضوا وصدرت أحكاما بالسجن وصلت إلى ثماني سنوات على عدد من القادة والكوادر، من بينهم (محمد جربي) زعيم حزب التحرير في تونس.
مسلسل من الملاحقات والمحاكمة
ظلت السلطات التونسية تتوجّس خيفة من تغلغل هذا الحزب داخل مؤسسات الدولة, لذلك ربطت السلطات عدة مرات بين نشاطاته ومحاولات انقلابيّة لإسقاط نظام الحكم، أحدها عام (1986). وهو ما جر على أعضاء وكوادر التحرير فيما بعد مسلسل من الملاحقات والمطاردات لم ينته إلا بنهاية رأس النظام الحاكم نفسه.
ففي مارس/آذار1990 تمّ تقديم مجموعة كبيرة من أعضاء الحزب ضمت 228 عضوا إلى المحاكمة بتهمة توزيع منشورات في المساجد. وأعقبها محاكمات أخرى في الأعوام 1994 ، و1996 .
وبعد صدور قانون مكافحة الإرهاب عام 2003 قدر حقوقيون ومحامون معدل الإحالات التي طالت الإسلاميين أسبوعيًا على القضاء بهذه التهم في حدود 10 إحالات أسبوعيا.
وفي سبتمبر 2006 قضت محكمة الدرجة الأولى في تونس العاصمة بسجن ثمانية أشخاص أربع سنوات وأربعة شهور بعد إدانتهم بالانتماء إلى منظمة محظورة (حزب التحرير) وعقد اجتماعات من دون الحصول على ترخيص، فيما قررت إخلاء سبيل خمسة معتقلين، لعدم وجود أدلة كافية على علاقتهم بالتنظيم. وقال أقرباء للمتهمين إن السلطات صادرت كتباً ونصوصاً لدى تفتيش بيوتهم في “حي التحرير” و”حي التضامن”.
وفي مارس 2007 جرت محاكمة 8 من أفراد الحزب. لكن شهد العام 2008 عدد كبير من المحاكمات بحق عشرات من أعضاء حزب التحرير، ومنها القضايا التي حملت أرقام (10890 ، 4148) وأحيل في كل واحدة منها العشرات من شباب التحرير، بتهم: المشاركة في إعادة تكوين جمعية لم يعترف بوجودها، وعقد اجتماعات غير مرخص بها، وإعداد محل بقصد عقد اجتماع غير مرخص، وحمل نشرة من شأنها تعكير صفو النظام العام.
أواخر مارس/آذار 2008 تم إلقاء القبض على مجموعة من 12 عضوا بالحزب تتراوح أعمارهم بين 18 و56 وجرى احتجازهم في حالة تحفظ بإدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية دون إحالتهم إلى المحاكمة، وأوردت منظمة “حــرية و إنـصاف” أسماءهم
وفي يوليو 2009 قضت محكمة تونس الابتدائية بسجن 19 من أعضاء الحزب، تراوحت أعمارهم بين 30 و45 عاما، لفترات بين 11 و14 شهرا نافذة.
بعد سقوط بن علي
كان حزب التحرير من أول المكونات الإسلامية في تونس التي شاركت في الاحتجاجات التي سبقت سقوط بن علي وبعد رحيله. فإن كان هناك شبه إجماع على نفي أي دور للإسلاميين في الاحتجاجات التي أدت إلى هروب الرئيس التونسي من البلاد، وهذه حقيقة. إلا أنه يمكن للباحث المدقق رصد بعض المشاركات من قبل إسلاميين في الشارع، وإن جرت بدون انتماءات في هذه الفترة، ولم يحرص أصحابها على الظهور في المشهد أو الكشف عن هويتهم وشعاراتهم، على عكس اليساريين.
خاصة وأن أعضاء هذا الحزب، لا يتميزون بمظهرهم أو لباسهم وتصرفاتهم عن باقي الناس، على غرار غيرهم من الجماعات الإسلامية. فهم غير ملتحين في الغالب، ويرتدون اللباس الحديث، كباقي أفراد الشعب التونسي. لكن كان نشاطهم يكشف عن نفسه داخل مساجد بعض الأحياء، من خلال الكلمات التي ألقوها لحض الناس على دعم التظاهرات وخلع النظام المستبد وإعلان الخلافة الإسلامية.
بعد فرار بن علي من البلاد مباشرة، قام شباب حزب التحرير في أحياء شعبية منها حي “التضامن” وحي “التحرير” بمسيرات حاشدة. وانطلقت أحدى المسيرات من جامع “السلام” بمنطقة “العمران الأعلى” وكانت تنادي باستبدال حكم بن علي بنظام الخلافة، وكانوا يهتفون “لا قومية ولا وطنية نريدها خلافة إسلامية”.
وأصدر الحزب بيانا دعا فيه إلى العمل على تحكيم الإسلام، قال فيه “إنّ الحلّ في دولة الإسلام العظيم حيث لا حصانة لرئيس ولا مرؤوس”. وأضاف إنّنا في حزب التّحرير ندعوكم ونناديكم أنّه آن أوان الجدّ لنقوم لله قومة نعبده لا نُشرك به شيئا. آن لكل ذي بصـر منكم أن يدرك أن الحل الجذري للحالة التي أوصلنا إليها هذا النظام هو بالعمل لإقامة دولـة الخـلافة الراشدة.
كما دعا الحزب أهل تونس إلى اقتلاعَ النظام الوضعي الجائر من جذوره ورموزه وقلع النفوذَ الغربي وأدواتِه وعملاءَه المطبوعين بثقافته من البلاد.
وفي ظل الفوضى الأمنية التي سادت الشارع التونسي والانفلات الذي عملت عليه بعض الأجهزة الموالية للرئيس المخلوع، شكل شباب الحزب في الكثير من أحياء تونس لجان محلية توزعت لحماية الأحياء السكنية، واتخذت هذه اللجان من المساجد مقرات لها، وقد انضم لهم عدد من الضباط والكثير من الجنود التفوا جميعا وقاموا باستعمال مكبرات الصوت في المساجد لإعطاء التعليمات للسكان ومن انضم إليهم.
القوة الحالية والحجم الحقيقي على الأرض
لكن بالرغم من كل ذلك ما زال لا يعرف الحجم الحقيقي للحزب على الأرض، الذي أضطر أنصاره للعمل السري طيلة عقود في ظل نظام علماني متشدد، ولا مدى قدرته على أن يكون من بين القوى الفاعلة في الفترة القادمة.
وهو كغيره من الحركات الإسلامية بات يعتمد كثيرًا على شبكة الإنترنت في نشر دعوته وأفكاره، إذ تعد الشبكة العنكبوتية منصته الإعلامية لمخاطبة العالم. وقد أحصت إحدى الدراسات أكثر من 150 موقعا على الشبكة لحزب التحرير بين مجلات إلكترونية، ومنتديات للحوار بين المنتمين للحزب والمتعاطفين معه عبر العالم، كلها تروج لأفكاره المتمحورة حول فكرة الخلافة المركزية وتطبيق الأحكام الإسلامية.
وخلال أحد النقاشات على شبكة، في أعقاب فرار بن علي، سأل أحدهم: “هل يطلق حزب التحرير أو ينشأ مكتبا إعلاميا بشكل عاجل في تونس؟ وهل يبادر بعض شباب الحزب المهجرين للعودة إلى تونس ليعلوا صوت الخلافة؟.
فأجاب آخر: أبشر فإن حزب التحرير في تونس فاعل وخطواته متنامية بإذن الله وهو يقود بعض الأحياء الشعبية مثل حي التحرير والتضامن وابن خلدون.
وفي مقال كتبه مدير المكتب الإعلامي المركزي للحزب على مستوى العالم، تحت عنوان “إلى أين يا تونس؟” قال عثمان بخاش وهو لبناني: “أيها المسلمون: إن بيننا وبين عودة الإسلام (الخلافة) أقلَّ من شعرة!! وحملة الدعوة من شباب حزب التحرير يعملون لها في الليل والنهار، فدوروا أيها المسلمون حيث دار حملة الدعوة”.
واصفا الرئيس المخلوع بأنه كان “حربة مسمومة عطلت القرآن وأماتت السنة المشرفة”، فعل وفعل بـ “حَمَلَة الإسلام والدعوة من شباب حزب التحرير وغيرهم”، الذين كانوا حتى هذه اللحظة “يقبعون في سجون تونس الرهيبة الإجرامية”.
فجاءت كلماته كأنها توجيه لأعضاء الحزب للتحرك، فنظموا يوم (15/1/2011) مسيرة سلمية جابت شوارع العاصمة لإطلاق السجناء، وتوجهت هذه المسيرة إلى سجن (9 إبريل) سيء السمعة. وكان ملتقى المشاركين بالمسيرة في مساجد الأحياء المحيطة بالسجن، وذلك قبل أن تقدم السلطات على إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي.
كما وجهوا خطابهم إلى الجيش التونسي ودعوه إلى “إنقاذ أهلنا في تونس والعراق وباكستان والعراق من يد الأمريكان والإنجليز”.
وكانت المنتديات الإسلامية أوردت صورا لتجمع من المصلين في أحد الشوارع الكبيرة وقالت هؤلاء هم شباب حزب التحرير يؤدون صلاة العصر قبالة المسلك الصحي “حي الحديقة ” إثر المسيرة التي قاموا بها، وهو مشهد نادر الحدوث في تونس، إلا أنه كان على ما يبدو إذانا بعهد جديد تأمل الفصائل والمكونات السياسية والدينية فيه، أن يتغير وجه هذا البلد العربي معه إلى الأبد.
منقول : صحيفة الشاهدhttp://arabic.alshahid.net/columnists/34473
بسم الله الرحمن الرحيم
مراقبو الجامعة العربية في سوريا:
صم بكم عمي، بل هم كالأنعام،
بل هم أضل سبيلاً
تظاهر أمس الجمعة في 2011/12/30 م، تحت اسم " جمعة الزحف إلى ساحات الحرية "، ووسط إصرار لافت على تحدي النظام السوري والمطالبة بإسقاطه، تظاهر مئات آلاف السوريين ظناً منهم أن وجود المراقبين العرب بين ظهرانيهم سيشفع لتحركاتهم السلمية أن لا تُصبغ بالدم! لكن هذا النظام الفاجر واصل إجرامه بحق شعبه المؤمن الأعزل أمام أنظار العالم، ومن غير أي اعتبار لوجود هؤلاء المراقبين الذين يعتمدون عليه للقيام بمهمتهم في توفير وسائل تنقّلهم ووسائل اتصالهم وحمايتهم الشخصية، والمحاطين بالأجهزة الأمنية الذين ينقلونهم من منطقة إلى منطقة كدليل الأعمى الأصم.
وهكذا سرعان ما انكشفت أكذوبة المراقبين العرب إلى سوريا وكثر الحديث عن فشلها وسوء أدائها والنقد الموجه إليها وكأن الناس كانوا يعوّلون عليها خيراً أو يعقدون عليها أملاً بينما هي نتاج الجامعة العربية العميلة التي أعطت نظام الإجرام في سوريا مُهلاً دموية متوالية، توالت معها قوافل الشهداء ونداءات الاستغاثة من شعب مسلم مظلوم يذبح (وخاصة في حمص) ولسان حاله يقول: " أين أنتم أيها المسلمون ؟! ألسنا مثلكم مسلمين ؟! أرضيتم عيشاً رغيداً بين الأهل والولد وأسلمتمونا لظالم عدو لله ولرسوله ولدينه وللمسلمين ينهش لحومنا ويستبيح دماءنا وأعراضنا؟! لنا الله ولن يضيعنا .. ونحن أمانة في أعناقكم فلا تضيعوا أماناتكم وتضيعونا ".
إن من يرتجي خيراً من لجنة كهذه هو مريض وَهْمِه، وطالب للخير من عديمه، فلا قوافل الشهداء هدأت، ولا دبابات النظام البائس المجرم ومدافعه ارتحلت، وكأني بالشاعر الأريب يريد أن يسمع الناس صوته حين قال:
"لا يلام الذئب في عدوانه إن يكُ الراعي عدوَّ الغنم"
وليس أدل على تواطؤ بعثة المراقبين من تصريحات رئيسها محمد أحمد الدابي أن أعضاء الوفد لم يروا شيئاً مخيفاً في مدينة حمص، ولم يكتفِ بذلك بل طالب بإمهال فريقه وإعطائه مزيداً من الوقت فقال لوكالة رويترز:" يجب أن تنتبهوا أن هذا هو اليوم الأول، ونحتاج إلى وقت" متغافلاً أن أي مهلة تعطى إنما تعطى للنظام السوري ليستمر في حصد أرواح الناس وارتكاب مجازر جديدة رأى الدابي بوادرها مع رفاقه الذين راحوا يتخفون في بيوت المتظاهرين هرباً من أزيز رصاص الأمن والقناصة الذين تمركزوا على أسطح المباني بعد إخفاء الدبابات التي دكت البيوت فوق ساكنيها. أما أهلنا في حي بابا عمرو بحمص فقد رفضوا لقاء أفراد البعثة لوجود ضابط من المخابرات السورية برفقتهم ليخرج علينا ممثل الشيطان جورج مقدسي بقوله إن مهمة اللجنة تقتصر على المراقبة والرصد لا التفتيش!
إنه لا غرابة في موقف الدابي هذا، فقد ارتضى وصحبه أن يكونوا شهود زور بل هم عميان زور يتراقصون على دماء شعبٍ مسلمٍ من نفس دينهم، ضد حاكم جائر فاجر. أما مارك تونر - المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية - فقد دعا النشطاء إلى التحلي بالصبر على خلفية اتهامهم البعثة في ثاني يوم لها بأنها عديمة الفعالية. إن تصريح تونر هذا يتناغم مع تصريح الدابي (رجل المهمات الصعبة والضابط المتقاعد في الجيش السوداني الذي سبق أن ترأس لجنة مشابهة للتحقيق في أحداث دارفور لإنقاذ البشير من تهمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب!) وتصريح الدابي هذا يتناغم مع موقف النظام السوري المجرم ويخدمه.
أيها المسلمون في سوريا الأبيّة عقر دار الإسلام:
هذه هي اللعبة فافهموها ولا تنخدعوا بها، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجل بالفرج، وأن يكرمنا بأهل قوة من الجيش تطيح بحكم طاغية الشام ليقوم حكم الله فيها عبر دولة الخلافة الراشدة، وما ذلك على الله بعزيز، وإننا لننتظر منهم بأن يمدوا اليد إلى حزب التحرير ليكونوا أنصار الله في عملية التغيير الحقيقية هذه التي يحصر الـحزب همّه بإقامتها كونها المخلّص الوحيد للمسلمين من جميع مآسيهم.
قال تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ}
06 من صـفر 1433
الموافق 2011/12/31م حزب التحرير
ولاية سوريا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
www.hizb-ut-tahrir.info
هو حزب سياسي مبدؤه الإسلام. فالسياسة عمله، والإسلام مبدؤه، وهو يعمل بين الأمة ومعها لتتخذ الإسلام قضية لها، وليقودها لإعادة الخلافة والحكم بما أنزل الله إلى الوجود وحزب التحرير هو تكتل سياسي، وليس تكتلاً روحياً، ولا تكتلاً علمياً، ولا تعليمياً، ولا تكتلاً خيرياً، والفكرة الإسلامية هي الروح لجسمه، وه...
تبريرات قوية، لاستئناف عملية ارتكاب الأخطاء !
د. عادل محمد عايش الأسطل
في تهاوٍ مفاجئ لعاطفة السلطة الوطنية الفلسطينية، من خلال إعلانها عن موافقتها، لعقد مفاوضات جديدة ومباشرة، و"بدون شروط مسبقة" مع الجانب الإسرائيلي، والهدف هو التمهيد للاجتماع المقبل و"المخطط له" بين الرئيس الفلسطيني "أبو مازن" ورئيس الوزراء الإسرائيلي"بنيامين نتانياهو" بالرغم من إحجام السلطة عن عقد المزيد من المفاوضات ومنذ شهور طويلة، حتى تستجيب سلطات الاحتلال للمطالب الفلسطينية، والتي تم اختزالها في وقف العمليات الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية.
هذه المفاوضات المزمع إجراؤها في العاصمة الأردنية "عمان" كانت جاءت برعاية الملك الأردني "عبد الله الثاني" وبهندسة وزير خارجيته "ناصر جودة"، بعد نجاحه كما يبدو في مساعيه لعقدها، كجزء كان مقرراً مع ممثلي اللجنة الرباعية، مع اقتراب انتهاء المهلة المحددة التي كانت حددتها، يوم 25 من الشهر الجاري، التي أعلنت عنها الرباعية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين، بالرغم من حساسية التوقيت، لاسيما بالنسبة لعملية المصالحة الفلسطينية، حيث من المتوقع، أن المسئولين في حركة حماس، لن يكون بوسعهم تقبلها، في ضوء العلم المسبق، بأنها لن تأتِ بجديد، وربما ستحمل السلطة الفلسطينية مزيداً من الحرج، في الوقت الذي كانت تصرّ فيه على عدم التجديد لمفاوضات قادمة، حتى توفي إسرائيل باستحقاقات السلام وبوقف الاستيطان، وكانت عارضت السلطة الفلسطينية بشدة، وحركة فتح أيضاً، في فترةٍ سابقة، إجراء أية اتصالات فلسطينية – إسرائيلية، كانت تعقد من قِبل سياسيين وأكاديميين من الطرفين على فترات متقطعة، بهدف تقريب وجهات النظر الفلسطينية والإسرائيلية، وبأمل العثور على حلول مناسبة للقضايا العالقة بينهما، لعلة إضرارها بالموقف الفلسطيني الرافض للعودة إلى المفاوضات، بالرغم من أن الجانب الفلسطيني "الرسمي"، لم يوقف إطلاقاً، اللقاءات مع الإسرائيليين وخاصةً على المستويين الأمني والوزاري.
ومن ناحيةٍ أخرى، فقد كانت هناك أيضاً قناعات مشابهة لمعارضين فلسطينيين، لمسئولين في قيادة السلطة الفلسطينية، بأن لا تفاؤلاً ذا قيمة بشأن هذه اللقاءات أو هذا الاجتماع، كما يُطلق "تخفيفاً" لمصطلح المفاوضات المباشرة، على عكس مكتب "نتانياهو" الذي أعرب مدير مكتبه الإعلامي "يوعاز هندل"، عن شكره للملك الأردني ووزير خارجية المملكة، عن مبادرته إلى عقد الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي اجتماعات مباشرة، وفقاً لمخطط اللجنة الرباعية" حيث يعتقد آمالاً، من أن هناك فرصة كبيرة، للتوصل إلى انفراجٍ مهمٍ، من شأنه اقتناع الرئيس "أبو مازن" بالعودة إلى المفاوضات، بعد أن أبدى بأنه غير مجتهد أو مهتماً كما يجب بالسلام، بحجة أنه لا يريد أن يستسلم تحت الضغوط الإسرائيلية والأمريكية، التي رحبت على لسان وزيرة الخارجية "هيلاري كلينتون" بهذه المبادرة، ورأت أن من الأهمية بمكان، أن كلا الجانبين، سوف يستفيدان من هذه الفرصة، ودعت إلى إبداء مواقف إيجابية، وبذل الجهود اللازمة، للوصول إلى تفاهمات مهمة خلال هذا الاجتماع، في محاولة للتغطية على الآراء الأقل أملاً، من إحداث أو إحراز أي نوعٍ من شأنه، الدفع قدماً بعملية السلام، التي كانت تراوح مكانها على مدى عقدين من الزمن، وخاصةً حين بدا ذلك من جانب "إسحق مولخو" الذي سيرأس الفريق الإسرائيلي لتلك المفاوضات، الذي قلل من الآمال المعلقة نتيجة اللقاء، لكنه اعتبر الحدث ذاته، بأنه إيجابي ومن شأنه أن يؤدي إلى خطوات أخرى أكثر تقدماً، وخاصةً حين يتأكد اللقاء الثنائي، الذي سيجمع بين الرئيس" أبومازن" ورئيس الوزراء الإسرائيلي "نتانياهو". وأيضاً كان هناك وجهة نظر مشابهة، لوزير الحرب الإسرائيلي"إيهود باراك" الذي كان عبر عن عدم ثقته، من حصول نتيجةً إيجابية خلال تلك اللقاءات، بيد أنه لم يُخفِ بأنها تكتسب أهمية للدعم الدولي، وتهيئ المجال أمام فتح الطريق لتجديد المفاوضات بسرعةٍ أكبر.
لم يكن باراك وحده غير متفائل بهذه الاجتماعات، فقد قدّرت أوساط سياسية إسرائيلية بأن المفاوضات الحقيقية والمباشرة، لن تتجدد قريباً، ولن تحمل هذه التحركات فتح طريق، للعودة إليها، لعدم وجود بيئة مواتية، من شأنها إحداث مفاجأةٍ ما، لعلة أنه ما زالت هناك فجوات واسعة بين الطرفين، وثوابت لا يمكن بأي حال، لأي من الطرفين التنازل عنها، وكان عبر عن ذلك، وزير الخارجية "أفيغدور ليبرمان" حينما استبعد أن يكون هناك حلاً أو توصلاً لاتفاق سلام، في الوقت الحاضر أو في المستقبل المنظور.
كان من المبررات، التي أدت إلى قبول الجانب الفلسطيني لعقد هذا الاجتماع، هو إمكانية الضغط على الطرف الإسرائيلي، خاصة وأن الجانب الفلسطيني، في حالة تأهب للعودة وبقوة، إلى متابعة الحملة الدبلوماسية، لدي المؤسسات الدولية، بهدف الرغبة في نيل الاعتراف الأممي بدولة فلسطينية، وذلك في الفترة التي تلي يوم 25 يناير/كانون ثاني من هذا الشهر، أي عند انتهاء المدة، التي كانت حددتها اللجنة الرباعية بثلاثة أشهر، لعودة الطرفين لمواصلة المفاوضات المباشرة، في ظل معظم التقديرات المحلية والدولية، بفشل جهود الرباعية الدولية وفي ضوء تعاملها مع ملفات القضية "الغير متوازنة" بفتح الطريق للعودة إلى المفاوضات المباشرة، بعد أن كان الجانب الفلسطيني، قد استجاب للرباعية الدولية ولجهات دولية أخرى، بتجميد تلك الحملة، لإتاحة الفرصة للعودة إلى طاولة المفاوضات، التي تعتبر من أهم الطرق المثلى لتحقيق تلك الرغبة.
كذلك فإن هناك مبرر آخر، وهو أن الهدف وراء هذه اللقاءات، هو البحث في ملفي الأمن والحدود فقط، وليس الهدف هو العودة للمفاوضات السياسية، وكأنهما شيئان منفصلان، ولا يفوت أن نذكر أن منها، تلك الآمال المعلقة بشأن قيام الجانب الإسرائيلي بفهم أهمية الحدث، ويسارع إلى القبول بشروط خارطة الطريق، التي وضعتها الإدارة الأمريكية، منذ عقدٍ من الزمن، وألا تضيع الحكومة الإسرائيلية هذه الفرصة. كما أعلن عن ذلك صراحةً، رئيس طاقم المفاوضين الفلسطينيين د. "صائب عريقات" مع تقديره بأن هذا الاجتماع لن يفتح الطريق للعودة إلى المفاوضات المباشرة، محملاً المسؤولية، للحكومة الإسرائيلية، كونها لا تستجيب للمجتمع الدولي، في ما يختص بمواصلتها العمليات الاستيطانية، ولم تعلن صراحةً بالاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية، على أساس حدود عام 1967.
لاشك بأن أي خطوة من هذا النوع، باتجاه دولة الاحتلال، تعتبر خطوة في الاتجاه الخطأ، خاصةً وأنها تأتي من خارج الجامعة العربية التي كانت اتخذت قراراً في اجتماعاتها السابقة، من أنها تؤيد مواقف السلطة الفلسطينية، بعدم الدخول في مفاوضات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، حتى تكون هناك تلبية لاستحقاقات السلام، ومنها وقف الاستيطان، ومن ناحيةً أخرى فإن هذه الخطوة إنما تنبئ عن فراغ صبر الطرف الفلسطيني، بل وعدم تحمله غياب المفاوضات المباشرة، أو برضوخه للجنة الرباعية والولايات المتحدة، لا سيما وأن هناك الكثيرين من الساسة والمحللين، يعتبرون أن جملة القضايا المهمة، فقط تحتاج إلى الهدوء والصبر للحصول على تنازلات ذات معنى، ومن ناحيةٍ أخرى، فقد يكون لتلك الخطوة آثاراً غير محمودة، لا سيما وأنها تمثل تقويضاً لمواقف السلطة الفلسطينية، التي طالما اتسمت وبخاصةً في الفترة الأخيرة بالثابتة، وترى اليوم على حالة تبدو فيه أكثر مرونة، مما يفقدها مصداقيتها في خطوات مستقبلية أخرى، خاصة وأن المسئولين الفلسطينيين، لا يمكنهم إنكار العلم بالمراوغات الإسرائيلية من ناحية، وعدم صدقية اللجنة الرباعية من ناحيةٍ أخرى، بهدف الالتفاف على مشاريع وخيارات السلطة المختلفة، وأبرزها حالياً على الساحة، هو اتجاهها قِبل المنظمات الدولية، في سبيل وأدها بالكلية، ومن ثم العودة إلى المربعات الصفرية، إضافةً إلى أن مثل تلك الخطوة، إنما تعطي الضوء الأخضر، للاحتلال الصهيوني على تكريس سياسته المتغطرسة في مفاوضاته مع القيادة الفلسطينية، وتشجيعه على مواصلة ممارساته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، التي تطاله في دمائه وممتلكاته ومقدساته.
من: adel astal <adelastal@yahoo.com>
http://groups.yahoo.com/group/TALEB_AWAD_ALLAH/
حفيد حسن البنا*: الإخوان المسلمون مستعدون للديمقراطية
باريس - أ ش أ -
أكد هانى رمضان حفيد الامام حسن البنا مؤسس جماعة "الاخوان المسلمون" أن الجماعة مستعدة ومؤهلة للديمقراطية".
وقال رمضان الذى يدير أحد مراكز تعليم القرآن بجنيف بسويسرا فى حديث لصحيفة "لوموند" فى عددها الصادر الخميس انه وبعد عدة أيام من سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك فى الحادى عشر من فبراير الماضى توجه على الفور إلى مصر التى كان ممنوعا من دخولها حيث " اندهش من المناخ الذى كان يسود ميدان التحرير".
وأضاف انه قام أيضا بزيارة مقر الجماعة الجديد بالمقطم حيث التقى مع المرشد العام للاخوان المسلمين محمد بديع وأيضا المرشد السابق محمد مهدى عاكف .
وقال انه "عندما تقابل أحد أعضاء هذه الجماعة تدرك أن الثوب الذى يعمل الغرب على أن يلبسوه لهم وهو ثوب المتعصبين الذين يستعدون لاقامة ديكتاتورية إسلامية لا يناسبهم ولا يتماشى معهم على الاطلاق".
واستطرد أن "محمد بديع وأعضاء الجماعة يتبنون نهجا حديثا ويتقدمون خطوة بخطوة فى إطار من إحترام الجميع"..وضرب مثالا بأن التعددية كانت فكره عارضها الامام حسن البنا "لانه كان يعتقد أنها مجرد لعبة من قبل البريطانيين " إبان الاحتلال الانجليزى لمصر" ولكن اليوم الأمر تغير وأن هذا المبدأ " التعددية " معمول به والدليل على ذلك أن حزب الحرية والعدالة التابع للجماعة يتولى منصب نائب الرئيس به قبطى.
وعما إذا كانت جماعة "الاخوان المسلمين" يمكنها قبول تولى شخص قبطي منصب رئيس الجمهورية..أكد هانى رمضان "نحن نثق فى الشعب " المصرى " فى إختيار قادته".
وفيما يتعلق بإمكانية تشكيل حزب الحرية والعدالة أو التيار الاسلامى بمعنى أشمل للحكومة الجديدة بعد حصولها على الأغلبية فى البرلمان على ضوء نتائج المرحلتين الأولى والثانية فى الانتخابات التشريعية..استبعد حفيد حسن البنا تماما "أى خطر بشأن التمييز ضد الأقليات"..مضيفا أن الاخوان المسلمين سيتمكنون من تشكيل حكومة تضم كافة الأطياف.
واعترف رمضان بأن الجماعة التى أسسها جده حسن البنا تواجه تحديا..مشيرا إلى أنه إذا ما استطاع الاخوان المسلمون أن يصلوا إلى السلطة ويعود ذلك بالنفع على المجتمع وبشكل سريع فإن "قوى سياسية أخرى ستتولى المسئولية".
---------- Forwarded message ----------
From: Khalil Ht <ht.khalil@gmail.com>
Date: 2012/1/5
Subject: حفيد حسن البنا: الإخوان المسلمون مستعدون للديمقراطية
http://www.egynews.net/wps/portal/news?params=154372
- هو هاني سعيد رمضان والده الأستاذ سعيد رمضان كان الرجل الثاني في الجماعة بعد صهره الشيخ المؤسس حسن البنا، كان يُصدر مجلة ( المسلمون ) من مصر ثم أنتقل لسويسرا اثر ملاحقته من عبد الناصر في قضية محمود عبد اللطيف وزملائه رحمهم الله وصارت تصدر من هناك...... طالب عوض الله.
فيروس النفاق الخليجي والحركات الإسلامية العربية - فيديو
محمد تامالت
http://www.youtube.com/watch?v=ecjShYtSB5s
وصلني ممن لا أعرفه ويقول إنه من بدون الكويت، صور لخالد الدويسان سفيرها وأقدم سفير في بريطانيا على الإطلاق. صور يقول صاحبها إنها التقطت خلال عشاء خيري حضره هذا السفير وهو يتعاطى الخمر الممنوع بيعها وشربها في الكويت. لم أستغرب كثيرا لهذا الأمر فقد سبق لي أن شاهدت الدويسان يشرب الخمر، كما أن دبلوماسيا اوروبيا أبدى أمامي منذ أيام دهشته لمشاهدة نفس السفير يحتفل باقتراب أعياد الميلاد في حفل أقامته سفيرة البوسنة، قائلا: كيف يمكن لسفيرين مسلمين أن يسكرا هكذا أمام الملأ.
وكان جوابي أن الإسلام الشكلي وحده لا يكفي للتحلي بالأخلاق الإسلامية وأن كثيرا من غير المسلمين يتحلون بأخلاق أقرب إلى الإسلام من أخلاق الكثير من المسلمين. فلو أن دولة غير البوسنة كفنزويلا مثلا كانت هي عضو مجلس الأمن حين عرضت قضية الدولة الفلسطينية عليه حديثا لأيدت اقامة هذه الدولة على عكس البوسنة الدولة المسلمة التي رفضت الاعتراف بفلسطين رغم أن العرب هم الذين ساعدوها واعترفوا بها خلال صراعها مع الصرب، ولو أن اليابان كانت هي جارة العراق اليوم لكان ذلك مدعى لها لمساعدته بدل التآمر عليه كما تفعل الكويت وأخواتها.
ليس اقبال الدبلوماسيين الخليجيين على تعاطي الموبقات المحرمة في بلدانهم شيئا جديدا علي فقد عرفت بحكم عملي الصحفي الكثير من هؤلاء. رأيت سفيرا قطريا يصلي الجماعة ورائحة الخمر تفوح من فمه، وآخر كويتيا وصل به ادمانه للخمر أن ذهب مخمورا إلى القصر الرئاسي في البلد المضيف وآخر سعوديا شاهدته يشرب الخمر في حفل دبلوماسي غير عربي ومعه الملحق الديني المكلف بالإشراف على تسهيل سفر المعتمرين والحجاج ونشر المذهب الحنبلي-الوهابي. وقد حدث أن أوقفت صحيفة البلاد التي تملكها حركة الاخوان المسلمين في الجزائر مقالي الأسبوعي قبل عشر سنوات بسبب مقال تعرضت فيه إلى الفضائح الجنسية لابراهيم السهلاوي المدير الحالي للإدارة العربية في الخارجية القطرية وشقيق محمود السهلاوي المسؤول السابق في قناة الجزيرة.
وليس موضوعي في هذا المقال شرب هذا للخمر وحب ذاك للدنيا، وانما أنطلق من هذه الأمثلة لأناقش موضوعا أكثر أهمية وهو النفاق المتلبس لبوس الإسلام الذي انتشر في دول الخليج خصوصا واستوردته الحركات الإسلامية في غير هذه الدول كالفيروس الذي تستورده مع جهاز الكمبيوتر المستعمل فيبقى نائما في جهازك ثم يتحرك حين يجب له أن يتحرك.
علي أولا أن أوضح أنني اذ أنتقد الحركات الإسلامية وأشرّح دواخلها المرضية لا أنتقد الإسلام الذي لا يمثله بشر حي مهما كان، بل إنني بذلك أدافع عنه من خطر النفاق الإسلاموي مثلما كنت ولا زلت أدافع عنه ضد خطر الانحراف العلماني فالنفاق سيقتل روح الاسلام ويبقي الشكل فقط بل وسيدفع الناس الى الردة. وليس أكثر خطرا على الإسلام من تسطيحه وتحويله الى هيكل كهنوتي يصبح فيه رجل الدين معصوما لا يجوز انتقاده ولا التعرض لأفكاره الهدامة التي تجلب الخراب وتنفر الناس من الإسلام، ولن تجد اسرائيل أفضل من عالم دين كالقرضاوي ولا من اعلام أفضل من الجزيرة يروض الجماهير باسم الدين أو باسم الحرية لصالح قطر التي تحكمها أمريكا التي تحكمها اسرائيل.
علي كذلك أن أوضح أن أي هجوم على الإسلاميين اليوم أو في المستقبل لا يعني الدعوة الى مصادرة حق الشعب في الاختيار أو التلاعب بخياراته، فكما أوضحت في مقالي السابق "كيف توقعت سقوط بن علي" فإنني دافعت بشراسة أشهرا قليلة قبل ثورة تونس الأخيرة عن هويتها الإسلامية أمام مسؤولين في ذلك البلد في وقت كان غيري يتملقهم من أجل الحصول على اجازة صيفية في شواطئ تونس، وجادلت خالد نزار والعربي بلخير ومحمد تواتي والكثيرين من جنرالات انقلاب 1992 في الجزائر في عدم شرعية انقلابهم.
علي أيضا أن أبدي الاحترام اللازم لكل شعوب الخليج التي لا أقصدها حين أتحدث عن النخب الفاسدة فيها والحكومات المرشحة للانهيار، وقد فعلت ذلك في عز الأزمة الكروية بين الجزائر ومصر في مقالي: "فوائد الحرب الجزائرية المصرية" الذي دعوت فيه صراحة إلى أن تنتهي تلك الأزمة بكشف فساد حكومة مصر ونخبتها وكذلك حكومة بلادي ونخبتها وحرصت حرصا شديد على أن لا يشمل نقدي البسطاء المخدوعين من الشعبين الذين استخدموا وقودا لنار كانت مهيأة لتحرقهم من أجل بعث الروح في مشروع التوريث. وكما أحمد الله أنه انتقم لدم شهداء الجزائر الذين شتمهم أبناء مبارك ومثقفوهم فسقط الطاغية وأبناؤه فإنني أدعو الله اليوم ألا يكون دم شهداء مصر قربانا للبرادعي خادم اسرائيل أو عمرو موسى خادم الطغاة أو غيرهما يوصلهم الى الحكم على جثث الغلابى والمساكين
ولأعد إلى موضوع المقال، موضوع الدور الإسلامي والإسلاموي المتصاعد اليوم: وجد الإسلام لينشر التوحيد ومعه قيم العدل والحرية والمساواة، ولولا ذاك لما كان أول من اعتنقه فقراء قريش وعبيدها والطيبون من الأغنياء المتوسطين فيها، بينما كان سادة قريش آخر من اعتنق الاسلام بعد فتح مكة: وليس ذلك إلا لأن الاسلام هدد نفوذهم بمساواته بين عبد حبشي وسيد من سادة مكة. عندما تختفي هذه القيم الإنسانية النبيلة من فهم الإسلاميين أو غيرهم للإسلام وتصبح اطالة اللحية مسألة يقينية أما الاستعانة بالإمبريالية الصليبية الصهيونية لإرجاع الاستعمار فتكون مسألة خلافية ويتصدى للدفاع عنها حاخامات وباباوات يطلق عليهم مسمى الشيوخ؛ عندما يحدث ذلك يخرج الإسلام من كونه أداة لنشر التوحيد والعدل إلى أداة كهنوتية تستخدم في تخدير الشعوب كما يتمنى أعداء الدين أن يتحول. والتوحيد في حقيقة الأمر هو اخراج للعباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ولا يمكن أن يحدث هذا إلا بتحقيق الحرية التي ليس على ضرورتها دليل أحسن من سماح الخالق للشيطان بمعارضته وامهاله له حتى يوم القيامة لبسط نفوذه ان استطاع ولن يستطيع.
وعندما يصبح الإسلام هيكلا اجتماعيا يحاول سدنة الكهنوت أن يحافظوا عليه غير عابئين بالمفاسد الاجتماعية التي تنخره من الداخل يتسلل المرض الى الجسد فيسقطه حتى ولو كان هذا الجسد يبدو في كامل صحته. وعندما تتحول الحدود المذكورة في القرآن أو تلك التي اخترعها الناس ونسبوها إلى الشريعة من غير دليل نقلي وعقلي يعتد به؛ عندما تتحول تلك الحدود إلى سيف على الضعيف يستثنى منه القوي وتتحول من أداة لإقامة العدل إلى أداة لنشر الظلم، يبدأ الناس في التنصل من الإسلام شيئا فشيئا بالردة لمن استطاع وبالنفاق لمن لم يستطع. وبذلك يصبح من يزعم أنه حريص على اقامة الشريعة اعدى أعدائها لأن الناس لا يفرقون في الغالب بين خطايا الكهنوتيين الذين يزعمون أنهم الوكلاء الشرعيون للإسلام وبين مبادئ الاسلام الذي جاء به محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.
وفي دول الخليج العربية خير مثال على حدوث هذا الأمر، فرجال الدين حولوا الدين مع الوقت الى أداة حكم مطواعة يستخدمها الحاكم منذ العقد الشهير بين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب الذي سمح للدولة بالتحكم في رقاب الناس بسيف السياسة وبسيف الدين. حلف حول قرنين بعد ذلك أبناء ثلاث قبائل عربية (العتبان والمطران والعجمان المنضوين في جماعة اخوان من طاع الله) الى مقاتلين مستميتين في ميليشات عسكرية أهدت الحكم لعبد العزيز آل سعود لأنها كانت ترى فيه الخليفة الراشد، ثم انقلبت عليه بعد استيقاظها من ذلك الحلم الجميل واكتمل استيقاظها من الحلم على وقع قنابل الطائرات البريطانية التي ضربت تلك القبائل وهزمتها وقضت على حلمها في اسقاط حكم آل سعود الذي ساعدت على اقامته.
وسيأتي يوم يذكر التاريخ بإنصاف وبعيدا عن نفوذ البترودولار تفاصيل أكثر عن المجازر التي ارتكبها عبد العزيز وميليشياته لإحكام السيطرة على امارات حائل والحجاز والشرقية وغيرها ومن تلك المجازر مجازر النيصية والوقيد والجثامية عام 1921 ومجزرة الطائف سنة 1924 ومجزرة نجران سنة 1934 التي قاد الحملة عليها سعود بن عبد العزيز الذي توج ملكا بعد ذلك. هذا بالا ضافة طبعا الى المجزرة التي خلفها الجيش السعودي والطيران البريطاني سنة 1929 في معركة السبلة التي قضت على "اخوان من طاع الله" فقتلت أكثرهم وقادت زعماءهم (فيصل الدويش وسلطان بن بجاد) الى سجن سعودي مميت توفيا فيه في ظروف مريبة قيل أن سببها دس السم لهما. وكذلك فعل الملك عبد العزيز مع ضيدان بن حثلين قائد العجمان الذي حيده في معركة السبلة مغدقا عليه الوعود ثم انقلب عليه بعد أن قضى على المعارضين في عتيبة ومطير.
ومع الوقت تقزمت بقايا جماعة "اخوان من طاع الله" وحل محلها هيكلان دينيان بديلان، أولهما هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي أسسها الملك عبد العزيز عام 1940 أي بعد ما يقارب العشر سنوات من انتصاره على معارضيه من صقور الحركة الوهابية في السبلة وتحويله الباقين الى جنود في جيشه أو مطاوعه في هيئة الأمر بالمعروف. وثاني الهيئتين هيئة كبار العلماء التي تأسست سنة 1971 من أجل مأسسة مشيخة المذهب الحنبلي-الوهابي التي تصدت للحركة القومية الناصرية وآن لها أن تصبح بديلا للأزهر المصري بعد أن كانت منافسة له.
واذا كانت قدرة هيئة كبار العلماء على تصحيح انحرافات الحاكم وتقويمها ترتبط بمدى قوة أو ضعف شخصية أعضائها ومدى شعبيتهم، فإن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولدت ضعيفة منذ البداية. فسيفها كان مسلطا في الغالب على الضعيف على عكس جماعة "اخوان من طاع الله" الذين بلغ من نفوذهم أن قاموا يوم كانوا أقوياء بإجبار الملك عبد العزيز نفسه على قص ثوبه عملا بالحديث النبوي القائل (ما تحت الكعبين ففي النار). فالهيئة اليوم لا ترغب ولا تستطيع العمل خارج اطار شرطة الآداب الذي وضعه الحاكم فلا يمكن مثلا أن تراقب نهب المال العام وهو عمل يدخل في صميم اختصاصها.
وتثور بين الفينة والأخرى صيحات السخط من اقتصار عمل الهيئة المخولة بأداء وظيفة الحسبة (أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) على مراقبة الانحرافات الجنسية بين ضعاف المواطنين وعدم قدرتها لا هي ولا جهاز الشرطة على اعتقال أمير سعودي واحد مشتبه به في قضية فعل فاضح أو هتك عرض أو ما شابهه. بل إنه كثيرا ما يحلو لبعض أمراء آل سعود أن يتحدوا هذه الهيئة كما فعل الأمير الوليد بن طلال حين سمح لقناة M6 الفرنسية بتصوير سكرتيراته اللواتي يرتدين ألبسة غير محتشمة داخل مكتبه في برج المملكة الذي لا تستطيع الهيئة دخوله الا باستئذان كما صرح بذلك أخيرا مسؤول في قنوات روتانا أعلن أن رجال الحسبة طلبوا منه الاذن لإيقاف حفلة غنائية.
ولا نجد هذا الاستئذان في عشرات القضايا التي تلفقها الهيئة سنويا لمواطنين بسطاء تقتحم محلاتهم ويعتدى على أملاكهم ويساقون في سيارات الجمس بسبب تافه أو بآخر. والحقيقة أن كون أمراء آل سعود بعيدين عن أي شكل من أشكال العقاب يعفيهم حتى من الوقوع تحت طائل الحدود التي أقرتها الشريعة الإسلامية، فمنذ نشوء المملكة العربية السعودية سنة 1932 وحتى قبل ذلك حين كان عبد العزيز يسمى سلطان نجد والحجاز لم يحدث أن أقيم حد شرعي على أمير واحد من ال سعود سواء من أبناء عبد العزيز وأحفاده أو من أبناء اخوته واخواته ال22
ويمكن أن نستثني من هذه القاعدة ثلاثة أمراء لا غير، فيصل بن مساعد قاتل الملك فيصل ومشاعل بنت فهد التي قتلها جدها محمد بن عبد العزيز (الملقب بمحمد أبو شرين) بعد اتهامها بالزنا، و فهد بن نايف حفيد الملك سعود بن عبدالعزيز الذي قتل مراهقا يدعى منذر القاضي ثم ضغطت العائلة الحاكمة على عائلة ضحيته حتى عفت عنه فلم يقم عليه الحد في ما يصفه السعوديون أنفسهم بالمسرحية السخيفة التي كان هدفها امتصاص غضب الشارع السعودي من انتفاء العدل في اقامة الحدود الشرعية. لذلك تنتشر بين السعوديين مقولة منسوبة لسلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع الحالي والمسؤول عن الانضباط داخل العائلة المالكة وهي مقولة: "ابن سعود ما ينحد" أو آل سعود لا يقام عليهم الحد، وهي مقولة تبدو صحيحة فلو كان الحد الشرعي يتحرى العدل في السعودية لجرت عقوبة حد الحرابة على الوليد بن طلال صاحب قنوات روتانا-دعارة بتهمة اشاعة الفاحشة بدل أن يتعرض لمثل هذه العقوبة البنغالي الفقير الذي يروج أشرطة جنسية أو يبيع حبوب الكبتاجون المخدرة.
وقد سألت مؤخرا أحد السعوديين الملتزمين ظاهرا والمعروف باختراقه لمواقع النت وأجهزة الكمبيوتر هل يستحق أمثاله ممن يسرقون أشياء مهمة ممن يخترقون أجهزتهم عقوبة قطع اليد خصوصا وأن شروط القطع من حرز ونصاب وغيرها متوفرة فلم يجبني إلى الأن ولا أظنه يفعل، أو ربما يجيب بالتعلل بشرط انتفاء الشبهة الذي يستخدمه القضاة الفاسدون عادة لإسقاط حد السرقة عن علية القوم وشيوخهم وأمرائهم. ولعل من الأمثلة المضحكة المبكية على ذلك قطع يد سارق الجوال وترك سراق المال العام كقاضي محكمة المدينة المنورة الشهير الذي أشرف سنة 2010 على رئاسة لجنة صفقات فاختلس منها وشركاءه 600 مليون ريال (ما يعادل 225 مليون دولار) ثم قال انه كان تحت تأثير السحر واتهم الجني بسرقة الأموال وتمت تبرأته على هذا الأساس.
وهنالك مئات الأمثلة على التلاعب بالحد الشرعي واستخدامه على الضعيف دون القوي أبسطها قضايا اعدام الخدم المستقدمين من أندونيسيا وبنغلاديش والدول الإسلامية الفقيرة ويقابلها عدم اخضاع غيرهم لهذه الحدود كالممرضتين البريطانيتين اللتين قتلتا زميلتهن سنة 1997 واضطرت الحكومة السعودية الى اطلاق سراحهن تحت ضغط الحكومة البريطانية.
وبغياب قانون عقوبات مدون وعدم استقلال القضاء وخضوعه لسلطة رقابية نزيهة تصدر أحكام قضائية سخيفة لا علاقة لها بالشريعة الإسلامية تحت مسمى التعزير، فتصل العقوبات أحيانا إلى بضع آلاف جلدة وهو ما لم يحدث أن عمل به الرسول صلى الله عليه وسلم أو أي من خلفائه الراشدين. ويمكن تحت هذا النظام التعسفي غير الإسلامي المتخفي تحت العباءة الإسلامية المكذوبة أن يصدر خمسة قضاة ينظرون في قضية واحدة بشكل منفصل خمسة أحكام مختلفة: الأول بالبراءة والثاني بالغرامة والثالث بالجلد والرابع بالسجن والخامس بالإعدام
والسعودية ليست المثل الخليجي الوحيد على انتفاء العدل في نظام العقوبات الشرعي أو الوضعي، ففي الامارات عيسى بن زايد أل نهيان الذي أعفي من العقاب بعد تعذيبه لموظف أفغاني بدعوى أنه كان تحت تأثير المخدر، وفي الكويت طلال بن ناصر آل صباح الذي تم تعليق حكم اعدام صدر عليه بعد أن كثرت فضائحه وجرائمه من تعديات أفضت الى الموت والى العاهات المستديمة (كحال المطرب المصري أحمد عدوية الذي قطع الشيخ ناصر عضوه التناسلي) الى بيع المخدرات وغيرها. وكذلك تم في قطر تجميد حكم اعدام عدد من شيوخ آل ثاني ومنهم محمد بن خليفة بن سعود والذين قتلوا ابن عمهم غانم بن جاسم بن فهد، والمرحوم غانم متزوج من أخت زوجة فواز العطية الدبلوماسي القطري المعتقل دون محاكمة منذ سنتين بأمر من حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر بسبب كتاب ألفه يتهم فيه أحد أجداد أل ثاني بسرقة أموال اليتامى من صغار آل ثاني آنذاك.
وأحيانا تلفق جرائم الشيوخ لضباط صغار كما حدث في الكويت في قضية محمد غزاي الميموني المطيري الذي مات تحت سوط أحد أبناء أل صباح ووالده مسؤول كبير في وزارة الداخلية وألصقت القضية بضباط من الوزارة.
ويكاد التيار الديني مع الوقت في السعودية وفي غيرها يتحول الى شاهد زور لا يكاد يحلم بتبوؤ عشر المكانة التي كان يحظى بها شيوخ الدين أيام الملك فيصل فضلا عن أيام محمد بن عبد الوهاب وفيصل الدويش التي هي اليوم من الأيام الخوالي. لذلك قام ملك السعودية بعزل شيخ مثل صالح اللحيدان من رئاسة مجلس القضاء الاعلى وأظهره التلفزيون السعودي يسلم عليه ببرود شديد بعد انتقاد اللحيدان لما سمي بإصلاحات الملك، وتروج اليوم أنباء عن تخطيط خالد التويجري رئيس الديوان الملكي لتجريد اللحيدان من آخر منصب رسمي له هو عضويته في هيئة كبار العلماء.
وخالد الذي مكن ابوه عبد العزيز التويجري الملك عبد الله من الوصول الى الحكم بعد أن حول الحرس الوطني من ميليشيات قبلية ضعيفة الى جيش مواز للجيش النظامي هو أحد الأعداء اللدودين للتيار الحنبلي-الوهابي الذي يرى في خالد وفي أبيه وفي الراحل غازي القصيبي أعداء للإسلام. وتدور اليوم معركة خفية بين التويجري وبين بعض رموز التيار الديني يساهم في اذكائها وزير الداخلية وولي العهد نايف بن عبد العزيز وابنه محمد اللذان نجحا في كسب ود وولاء التيار السلفي عموما باستثناء ذلك المحسوب على تنظيم القاعدة، ويسخر السلفيون السعوديين من خالد التويجري فيسمونه عمر بن عبد العزيز التويجري ردا على حملة اعلامية يديرها لتصوير نفسه أمام الناس راعيا لحقوقهم وحانيا على الضعيف والمسن منهم.
ذلكم هو الإسلام الشكلي الظاهري، اسلام الواجهة البراقة والقشرة الذهبية الذي يكرسه هذا التيار الخليجي عن وعي أحيانا وعن سذاجة أحيانا أحرى، اسلام تمنع فيه الموسيقى في رمضان ويسمح فيه ببيع الخمر، اسلام يجلد تحت ظله من يتحرش بفتاة وتنتشر تحت فيئه الدعارة الأورو-شرقية والعربية حتى وصل الفجور حد استقدام العاهرات بتأشيرات حج وعمرة. وعلى ذكر تحريم الموسيقى والصورة قبلها يأتي ذكر شهادة المخرج السوري مصطفى العقاد صاحب فيلم الرسالة الذي تسبب في ادخال الكثيرين للإسلام وهداية بعض ضلال المسلمين حين ذكر أن السعودية منعت تمويل فيلمه بل وحاربته بدعوى أن الصورة حرام ولم يموله غير الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي كفره قاتلوه بمبررات سخيفة كقولهم انه لا يصلي على الرسول حين يذكره، ولم ينكر هؤلاء على شيخهم عايض القرني عدم صلاته على محمد عليه الصلاة والسلام حين يذكره في مقالاته المنشورة في الشرق الأوسط وغيرها؛ وهذا هو اسلامهم: اسلام نفاقي يحل للقرني ما يحرمه على القذافي.
وهكذا يحرم فقهاء الخليج الغناء في اقصاء تام لأية نظرية مخالفة حتى ولو كان صاحبها علما من أعلام السلفية كابن حزم، لكنهم يعجزون عن اسكات صوت محمد عبدو لأنه صديق الأمراء أو اجبار الدولة على التخلي عن مهرجان الجنادرية لأنه نشاط يشرف عليه الحرس الوطني ذلك الجيش القبلي الذي هو فوق أي قانون. ويحرم نفس الفقهاء الاحتفال بأي عيد إلا عيدا الفطر والأضحى ولكنهم يعجزون عن ابداء رأي صريح في العيد الوطني، لأن التشكيك في أن الاحتفال بالعيد الوطني حلال تشكيك في راعي هذه المناسبة الذي هو الدولة السعودية.
وفي غياب مشروع مجتمع متكامل صلب قادر على مواجهة مشاكل العصر وحريص على العدل والحرية حرصه على اللحية والمسواك، في غياب مشروع يقلب الفكرة على كل أوجهها ولا يتبناها إلا اذا رآها فعلا موافقة للشرع وللعقل وللمصلحة العامة فإن فعل دافع عنها مهما كانت الظروف، في غياب كل ذلك فإن علينا أن ننتظر عقودا من الزمن كي يقتنع رجال الدين بمفاهيم حداثية يرفضونها اليوم محرمين لها دون دليل محكم كما اقتنعوا بأن الصورة ليست حراما وفتحوا عشرات القنوات التلفزيونية بعد أن كانوا يحاربون السينما والتلفزيون والأطباق الفضائية. ولتقبع الأمة في كهف الجهل والخوف من اغضاب رجال الدين حتى يحرر هؤلاء أنفسهم من أفكارهم البالية المحسوبة ظلما على الاسلام ثم تتحرر الأمة تحررا جزئيا بسيطا بطيئا بتحررهم الجزئي البسيط البطيء.
ان الفتوى في العالم الإسلامي عموما وفي الخليج خصوصا تحولت إلى مانيفستو سياسي يستخدمه الحاكم المتغلب للبقاء في الحكم ولتصفية خصومه في الداخل والخارج مستغلا سذاجة هذا العالم وجهله بأمور الدنيا وتواطأ ذاك وطمعه في مباهج تلك الدنيا. فالرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان حارس البوابة الشرقية ضد المجوس الروافض حين كان يقاتل الخميني ثم تحول بفتوى من عبد العزيز بن باز الى كافر "ما دام لم يتبرأ من مبادئ البعثية الإلحادية" بعد أن قام بدخول الكويت، ورغم أنه لم يبد يوما تراجعه عن أفكاره البعثية إلا أنه تحول إلى شهيد لأن الشيعة قتلوه. وكذلك القذافي تحول الى طاغوت يجب قتله بفتوى من القرضاوي الذي كان يحج اليه طلبا للعون والدعم، هذا القرضاوي الذي أقام الدنيا ولم يقعدها على مجاهدي طالبان عندما هدموا تمثال بوذا ولم يصدر فتوى شرعية يحرم فيها استضافة قطر لقاعدتي السيلية والعديد التي يقتل منها المسلمون في العراق وأفغانستان. اسلام ذو معيار ازدواجي يرى في قوات الناتو التي تقتل المسلمين في أفغانستان محررة في ليبيا.
وعلي هنا أن أوضح بشكل صريح أنني وحتى يومين قبل أحداث ليبيا كنت ضد نظام القذافي بل حدثت بيني وبين سفيره في لندن عمر جلبان مشادة كلامية عليها شهود كثر بسبب انكاره لحق الليبيين في الحرية، أما وقد تدخل الناتو فلم تعد تلك ثورة ما دام خيارها استبدال المستبد بالمستعمر
ان تسييس الفتوى بهذا الشكل هو سبب امتناع علماء البلاط عن تكفير الشيعة حين كان يحكم ايران من سمى نفسه بشاهين شاه أو ملك الملوك وهي تسمية كفرية على الارجح، ثم تحول هؤلاء العلماء الى تكفير الشيعة بعد ثورة الخميني ولا شك انه اذا سقط نظام ايران الحالي وحل محله نظام صديق لأمريكا ولدول الخليج فإن فتاوى تكفير الشيعة سوف تختفي بشكل بارز. والأمر نفسه مع صوفية تركيا التي تسوق وسائل الاعلام الممولة خليجيا لشخص حكامها الحاليين وتدفع بعض الأطراف الخليجية بتركيا الى حرب مع ايران تستفيد منها أمريكا واسرائيل وتراق فيها دماء التركي والإيراني وربما العراقي والسوري والأردني والمغربي بينما يمولها الخليجي بفائض أرباح البترول الناتجة عن ارتفاع أسعاره بسبب الحرب كما كان الحال أيام الحرب العراقية الإيرانية؛ فإذا انتهت الحرب وشعر حكام الخليج بخطر تركي ما انبرى علماؤهم لتكفير حكام تركيا الصوفية المشركين المبتدعة الضلال القبوريين القائلين بوحدة الوجود والتجسد وكل ما يشتهي ولي الامر الخليجي.
ان الفقه الذي هاجم عبد الناصر بسبب استعانته بالسوفيات لبناء سد أسوان وتسليح الجيش المصري هو نفسه الذي سمح بالمجيئ بالقوات الأمريكية الى بلاد الحرمين وبقتال الروس نيابة عن أمريكا في أفغانستان، انه ذات الفقه الذي أوهم المسلمين بأن تحرير القدس يبدأ من أفغانستان وليس من مصر بلد الظواهري أو السعودية بلد ابن لادن أو الأردن بلد عبد الله عزام الذي كان يؤلف القصص عن كرامات المجاهدين الذين كان الواحد منهم يحثو التراب على الطائرة الروسية فتنفجر.
وإن الفقهاء الذين كفروا القذافي وصدام والخميني لكي يسوغ شرعا اعلان الحرب عليهم والاستعانة بالكفار ضدهم هم أنفسهم الذين امتنعوا عن تكفير بورقيبة وبن علي الذين حاربا الإسلام في تونس لأنهما من أصدقاء تلك الدول. ولعل من العجيب أن الشيوخ الذين انكروا على ابن باز فتواه بالسماح للقوات الأمريكية بالتواجد في السعودية أفتوا بعد ذلك بأن الاستعانة بقوات الناتو ضد نظام القذافي حلال
ان حكام الخليج للأسف الشديد وخصوصا منهم زوج موزة حاكم قطر ينظرون إلى العالم على أنه بلاي ستيشن أو لعبة يتم من خلالها تغيير أنظمة العالم ليس لخدمة شعوبها ولا لخدمة الإسلام بل لخدمة طموحاتهم الشخصية في اضعاف الدول المنافسة والتمكن من الظفر بتوكيل أمريكي لإدارة الشرق الأوسط وكأن الشرق الأوسط فرع صغير لشركة تنتج السيارات أو عيادة لنفخ الشفاه بالسليكون أو مطعم للهمبرغر. ومن يستمع للتسجيل السري المسرب حديثا لأمير قطر ورئيس وزرائه وهما يتأمران قبل عدة سنوات من أجل اسقاط النظام السعودي الجار يدرك أن هؤلاء يفكرون بهذه الروح الطفولية غير المسؤولة تفكير الطفل الذي يحرق بيت الجيران لأنه يريد أن يتمتع بمنظر النيران التي تفرحه وتفجع جيرانه.
لذلك لم أفاجأ وأنا أعرف هذه الحقيقة بسفير قطر في لندن خالد المنصوري يسأل ولي العهد الأردني السابق الحسن بن طلال في ندوة عن أمن الشرق الأوسط عن رأيه في استضافة قطر لكأس العالم ثم لرد الحسن عليه ساخرا: ومتى ستنظم بلادكم موسم الحج؟. انها طريقة مرعبة في التفكير الصبياني غير المسؤول تشبه ما فعلته صحيفة الشرق الاوسط حين وصفت بدء الاضطرابات في دمشق وحلب بعد طول انتظار بأنه تسخين، وكأن ما يحدث في سوريا سباق ماراطوني وليس مأساة يراق فيها دم بريء من الجانبين.
أومن الإسلام أن تحرق بيت أخيك لأنه يهدد مصالحك ويهدد مصالح أمريكا، أو من الإسلام أن تضع أموالك في البنوك الغربية وتفتح بلادك على مصراعيها لغير المسلمين وتفرض على المسلمين تأشيرة لا يمكن الحصول عليها في الغالب. أمن الإسلام أن تحاسب النظام السوري والليبي على أخطائه وتسكت عن الظلم الواقع على الشيعة في البحرين وفي شرق السعودية لأنهم روافض مجوس يستحقون "الدعس على خشومهم والتوطي في بطونهم" كما يردد الآلاف من الخليجيين في ديوانياتهم وفي مواقع النت والتلفزيونات وبرامج المحادثة الصوتية.
عندما ألقت بثينة شعبان المسؤولة عن الإعلام في النظام السوري محاضرة قبل سنوات أنكرت عليها شخصيا الحديث عن الطائفية في العراق وتجاهل الطائفية في بلادها خصوصا من أبناء القرداحة وضواحيها. لكن هل يعني انكاري للنفوذ العلوي الطاغي في سوريا أن أسكت اليوم عن الصيحات الطائفية التي تنادي بإنقاذ "اخواننا السنة" من الروافض وتصور ما يقع اليوم بأنه حرب من الكفار الشيعة على المسلمين أهل السنة والجماعة؟
عندما يدعو عدنان العرعور الشيخ السوري المتسعود هو وقنواته التلفزيونية التي يمولها النائب الكويتي وليد الطبطبائي والأمير السعودي خالد بن طلال إلى أن تخرج حلب ضد الأسد حتى ولو مات منها مئة ألف دون أن يرسل أبناءه ليكونوا من بين من يتمنى موتهم، وحين يهدد بفرم لحم أبناء النظام ورميهم للكلاب، فإنه لا يقل اجراما عن رامي مخلوف أو ماهر الأسد الذين يتهمهما بسرقة السوريين وقتلهم. عندما يتحول الخليجيون عن معارضة فساد حكوماتهم الى معارضة نظام الأسد وعن استنكار اعتقال الألاف من غير تهمة في سجون الحاير وعليشة وذهبان والرويس والقطيف وأبها والدمام والجوف وغيرها الى استنكار سجن السوريين وغيرهم فإن ذلك يظهر كم هي مقيتة وعمياء تلك الطائفية التي لم يدع إليها الإسلام بل دعا إليها شيوخ الضلال من الطرفين السني والشيعي. لذلك لا عجب أن أغلب القنوات التلفزيونية والمواقع التي تشعل نار الطائفية ممولة من رجال أعمال وسياسيين شيعة وسنة ينتمون إلى دول الخليج بالتحديد.
كيف يهب مسلم خليجي لنصرة أخته السنية في سوريا ويتجاهل ما ذكرته جمعية الحقوق المدنية والسياسية السعودية عن قيام ضباط من المباحث والسجون بالتعدي على نساء واطلاق تهديدات ذات ايحاءات جنسية، ماذا يقول رجل الدين السني المسلم عن قول أحد ضباط سجن ذهبان السعودي للناشطتين السياسيتين نجلاء الرومي وهيفاء الاحمدي "انني اشتهيكما" وقول أخر لغيرهما "أنت الآن تحت تصرفي، أستطيع أن أفعل بك ما أشاء ولن يعلم بك أحد". لماذا يسكت علماء السوء الذين يمنعون الاختلاط في الشارع عن خلوة ضباط ومجندين ذكور بنساء مسجونات في قضايا سياسية مثل هيلة القصير، نجلاء الرومي، هيفاء الأحمدي، حصة الزهراني، نجوى الصاعدي، حنان الكثيري، وفاء اليحيى، أروى بغدادي وأخريات؟
ما هو موقف رجال الدين السعوديين من كسر يد عزة الزهراني قبل أسابيع لأنها طالبت بمحاكمة ابنائها أو اطلاق سراحهم ومنهم المعتقل بتهمة الارهاب فارس آل شويل الزهراني الذي ورغم اتهامه بالإرهاب لم تتم محاكمته الى الآن منذ القبض عليه قبل خمس سنوات وكأنه لا يعاقب من أجل الإرهاب بل من أجل مقولته الشهيرة: "جنسية ابن سعود تحت قدمي"، وكم في سجون الخليج من دخلها بتهمة الارهاب ولا علاقة له بها فهو معارض سياسي لا ارهابي. ما هو موقفهم من سجن خالد الراشد خمسة عشر سنة لأنه دعا الى مظاهرة لطرد السفير الدنماركي بعد الرسوم المسيئة للرسول، خمسة عشر سنة منها خمسة سنوات بسبب تهديد الأمن العام وعشر سنوات بسبب الاعتراض على الحكم. ما هو موقفهم من سجن سعود الهاشمي ثلاثين سنة بسبب دعوته للإصلاح، وما هو موقفهم من سجن آلاف من الدستوريين والجهاديين والصحويين والاصلاحيين وغيرهم دون تهم وهل يقر الإسلام ظلم الناس باسم حماية الأمن والأمان.
ان رجل الدين حين يحس بالقداسة يفعل ما يشاء فينفق الأموال بسفه كما فعل القرضاوي في شهر عسله مع زوجته الثانية، ويدعو "لفخامة الرئيس برويز مشرف" عميل أمريكا بامتياز كما فعل عبد الرحمن السديس، ويحرم الجهاد في العراق لأنه غير مقدور عليه كما فعل عبد المحسن العبيكان الملقب بمفتي الحاكم الأمريكي بريمر، ويحرم الدعاء بنصرة حزب الله على اسرائيل لأنه حزب شيعي كما فعل عبد الله بن جبرين ويصف أهالي المسجونين الذين يعتصمون لإطلاق سراح أبنائهم بأنهم أبواق فتنة كما فعل توفيق الصايغ. وشتان بين هؤلاء وبين علماء كابن حنبل وابن تيمية والعز بن عبد السلام ممن قد لا نتفق كليا مع آرائهم ولكننا نحترم تمسكهم بأفكارهم وهو من عاشوا في السجن أو المنفى أو ماتوا فيه؟
إن الإسلامي الذي لا يحارب العنصرية بل ويجد لها تخريجا فقهيا اسلاميا يبرر التقسيمات الموجودة في الخليج التي تقسم الناس الى قبيلي وخضيري وصلبي وكاولي وهتيمي وتهامي وزبيري وقصمنجي وصانع وخال وتكروني وطرش بحر وحضري وبدوي وقروي وبيسري ولحجي وصفر سبعة وحوطي وعوج دخان وعبد، ان مثل هذا الإسلامي لن يختلف عن أبي جهل الا في شكل لحيته وشاربه وثوبه القصير. ان الاسلامي الذي يتعصب لخليجيته ويخشى عليها من اليمني والعراقي الفقير فيه خلق جاهلية وان الاسلامي الذي يرضى بظلم البدون في الكويت والسعودية والامارات وبالفارق الطبقي بين الأحياء الراقية في الغدير وغرناطة والمرجان والبندر والحمراء والأحياء الفقيرة في غليل والكرنتينا والبطحاء والسويدي ومنفوحة وبإقامة الحدود على الفقير دون الغني والضعيف دون الفقير يحتاج إلى مراجعة فهمه للإسلام.
لذلك لا يخلو الاسلام الخليجي من تفرقة مقيتة بين الخليجي وغير الخليجي وبين الخليجي حامل جنسية احدى الدول الأعضاء الست وبين حاملي باقي الجنسيات بل إن التفرقة تكون داخل البلد نفسه. لذلك يشتكي السعوديون مثلا من نفوذ أبناء مدينة القصيم الذين يشكلون العدد الأكبر من سلك القضاء والافتاء والامامة وحتى المناصب التنفيذية، وتصف قبيلة قبيلة اخرى بأن أبناءها "سراقين نعول" أو "أكالين خابور الثور" أو "نهابين الحجاج" أو من أصحاب "ضيفي والا ضيف المرة" وغيرها من الصفات المشينة التي يسكت عنها عالم الدين خانعا مستسلما لمفاهيم قبلية بالية يحرص الحاكم على تشجيعها واذكاء نارها لكي تدوم الفرقة ويتسنى له الحكم.
وفي قضية تفريق الازواج لغياب تكافؤ النسب كما يزعمون وتواطئ القضاء المفترض أنه يستمد أحكامه من الشريعة مع هكذا ممارسات، خير دليل على أن الإسلام ليس حقا دستور الخليجيين في كل معاملاتهم الدنيوية كما يزعمون، ولو عاش بينهم بلال أو صهيب أو سلمان لما زوجوه لأنه عندهم عبد مملوك.
كيف يكون الإسلامي الخليجي اسلاميا وهو يرى أخته في الإسلام والمواطنة تدعو الناس إلى التبرع لها بلحم حمار لأكله لأنها لا تجد ما تأكله ويرى ألاف الشيوخ والأمراء يحصلون على رواتب من الدولة دون عمل ويوزعونها على ملذاتهم وعلى أخويائهم وخدمهم الذين يطلق عليهم الخليجيون تسمية جوهر, وجوهر في الخليج يرمز لكل أنواع الانحرافات فهو خادم الأمير ومساعده وحارسه وسيفه على رقاب الناس وهو الذي يؤمن له المسكر والعاهرة وكل المحرمات.
وكيف لا تتأثر الحركات الإسلامية خارج الخليج بهذا المد النفاقي وهي تستمد الدعم المالي وحتى الفكري من هذا المنبع الراكد الأسن، لنا في اسلاميي مصر الذين يتناحرون وينحرون بلدهم هم وغيرهم للوصول الى الحكم خير مثال. ولنا في راشد الغنوشي زعيم تونس الجديد شر قدوة حين لا يجد ممن يختارهم لحكم تونس "الإسلامية" غير أصهاره وأقاربه وليس ذلك شيئا جديدا عليه فقد ضربت ابنته سمية هي وأعضاء تنظيم الاخوان في لندن المشرفين على النشاطات الإسلامية التي كان يمولها رئيس بلدية لندن السابق كين لفنستون مثلا في اقصاء المسلمين من غير الاخوان من الصوفية والسلفية الى الشيعة والعلمانيين.
ان التاريخ سيكتب أن التغييرات التي حدثت في دول الخليج وفي غيرها من الدول العربية والتي حققت حدا ما من المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية كانت بسبب مباشر أو غير مباشر له علاقة بجهود الحركات القومية والعلمانية لا بسبب الحركات الإسلامية رغم ان الإسلام سبق في التأسيس للعدالة الاجتماعية مفكري أوروبا القرون الوسطى وهذا حقا شيء مؤسف. وإن الحركات الإسلامية العربية بحاجة الى تحقيق انفصال فكري وعملي يسبقه استقلال مادي وتنظيمي عن دول الخليج لكي تبدأ في النظر بشكل أكثر عقلانية وتفتحا وانسجاما مع روح الاسلام المحمدي لا اسلام القبلية والعصبية، وهذا موضوع بحث آخر.
من عادة حكام السعودية أن يدعوا كل سنة الآلاف من السياسيين والإعلاميين ومن شابههم لأداء فريضة الحج على نفقة الشعب السعودي، وممن يدعى الى الحج مدمنون للخمر ومنحرفون وأناس لا تصلي ولا تصوم يضيفون في القصور والفنادق فيظهرون التوبة ثم يعودون لغيهم بعد الحج. تقول نكتة ان أحد هؤلاء المنافقين ذهب لرجم الشيطان فظهر ابليس أمامه حزينا منكسرا يكاد يبكي وقال: حتى أنت يا صديقي ترجمني.
From: Gadir Yakubi <gadir.yakubi@live.se>
: / بَرلمان الضِرار .. وإخوان العسكر
بقلم د. طارق عبد الحليم
لا شك أنّ الإتجاه الإسلاميّ كله قد أصيب بعارِ ذلك الموقف الخَسيس الخائن الذي وقفته تلك الجماعات المحسوبة عليه في أحداث الثورة. ولاشك أن تلك الجماعات المحسوبة على الإتجاه الإسلاميّ قد فقدوا مِصداقيتهم وإسلاميتهم وشرفهم وكرامتهم، وكلّ أمل في خيرٍ يأتي على أيديهم. فهم سياسيون بكل ما تحمل هذه الكلمة من خُبْثٍ وخَبَثٍ، ومن نفاقٍ ونفعيةٍ، لا يردَعَها دينٌ، ولا يثنيها شَرفٌ أو خُلق.
البرلمان الذي سَيشّكله إخوان العسكر، وسَلفيوا الوطنيّ، هو "برلمان ضرار"، يراد به الخير ظاهراً، وهو يحمل الخَبَث والعَفَن باطناً. ونحن، والعالم كلّه، يعلم أنهم ما فازوا بأغلبيةٍ إلا بخداعِ الشّعب، وارتداء لِباس الإسلام، والحديث بلسانه، نفاقاً وتَغريراً. ثم انقلب عليهم الشّعب، وعَرفوا تآمرهم مع عَسكر السوء، ورؤوا جُبنهم وتَخنّث أفعالهم في التّخلف عن أي نشاطٍ ضِد العَسكر. ولإِن كان عبيد العباسية قد قبضوا ديناراً أو دولاراً، ليهتفوا لأسيادهم، فقد قبض إخوان العَسكر، وأذنابهم من سلفيوا الحزب الوطنيّ، أجرَهم كراسيّ وسُلطة ظاهرة، ستكون عليهم حَسرة يوم القيامة إن شاء الله.
مجلس الضِرار البرلماني، الإخوانيّ السّلفي العَسكريّ، لا يفترق في توجهاته وانتماءاته عن مجلس 2005 المُباركيّ، الذي كان لإخوان العسكر فيه 88 مقعداً، وكان وقتها لا يزال السلفيون يعيشون تحت لِحاف الأمن الدافئ عملياً، متوشحين بقضية التوحيد ظاهرياً، قبل أن يلقوا وشاحهم وراء ظهورهم. الفارقُ الوحيد هو أنّ ظاهر هذا البرلمان حقٌ وباطنه باطل، بينما كان مجلس 2005 ظاهره باطلٌ وباطنه باطل. لذلك كان ذاك مجلساً كافراً، وهذا مجلساً ضِراراً.
إخوان العسكر يرفضون أن يتولى رئيساً مؤقتاً، من مجلس الشعب الذي يُسيطر حِزبه على أغلبيته، ويصرون على أن يتم عمل الدستور قبل إنتخاب أي رئيس، موقتاً أو دائماً، بحُجّة أوهى مِما يمكن أن يقبله رَضيع، وهي أنه ليس هناك قواعد لإختيار هذا الرئيس، ولو كان مؤقتاً! والواضح أن هؤلاء المتواطئين يريدون أن يستمر سيناريو الإعلان الدستورى الذي أصدره العسكر بعد أن غيّروا فيها 90% من بنودها، وما هذا إلا لأنّ هؤلاء قد التزموا بصِفقتهم الصّفيقة مع العَسكر، وسيدافع هؤلاء عن هذا الإلتزام ولو بما لا يوافق عقلاً أو منطقاً.
على كلّ حال، فإنّه يجب أن نتساءل اليوم، كيف نَمسحُ العَار الذي جاء به هؤلاء الخَونة المُنتسبين للتيار الإسلاميّ، على التيار الإسلاميّ؟ كيف يمكن أن نعيد ثقة الناس في التيار الإسلاميّ ومنتسبيه حقيقة لا نفاقاً، بعد أن أصاب هذا الإعصار النفاقيّ أركان التيار، وهَدَم جُدرانه، وترك قَواعِده مَكشوفة أمام العلمانيين وأعداء الإسلام للهجوم عليه، بما جَنت أيدى هؤلاء.
لاشك أنّ الطريق إلى ذلك يجب أن يسير في إتجاهين متوازيين، سلبيّ وأيجابيّ. أولهما، عدم التواني في فَضحِ إخوان العسكر، وكشف تآمرهم، وفضح نواياهم، وشرح المعنى المُستتر وراء تَصرفاتهم، وبيان أنها ليست تكتيكاً كما يظن بعض السذج الواهمين من أصحاب فكرة إحسان الظن، بل إنها سياسة مقصودة مرتبة متفقٌ عليها، يراد بها الوصول إلى هدف معين، ولو على حساب الإسلام وثوابته. وهذا الفَضْح والبيان، واجبٌ عينيّ على كلّ من عرف بما يجرى، وفَهِم تداعياته على الإسلام الصحيح، وتطبيقه في بلادنا.
والإتجاه الثاني هو إنشاء إتجاه موازٍ، يقدم مَعَالم الطريق الصَحيح، وبيان أسسه وأركانه، وشرح مرتكزاته وثوابته وأفكاره، وإيضاح خطواته ومساره، بما لا يدع مجالاً لشكٍ أو رَيبة لمرتابٍ، سواءاً بالقول الخَطابيّ أو الكَلمة المَقروءة أو البيان المُشاهد.
وهذان الإتجاهان، يجب أن يسيرا بكل قوة ووضوح بأسرع وقتٍ ممكن. وقد كان هذا الموقعُ حريصاً منذ بداية الثورة على أن يسير في خط الإتجاه الأول، مبيناً ومحذراً، رغم ما لاقاه من هجومٍ ممن لم يدرك الحقيقة وابعادها من الشباب المُغرّر بهم، سواء المنتمين إلى الإخوان أو السلفيين.
ولا شك أن هذا التَوجّه، وأصحابه، سيعانون من حربٍ شَعواء شَرِسة، سيقودٌ كِبرها برلمانُ الضرارِ سياسياً، حيث يعلم هؤلاء أنهم لن يحظوا بشعبية مرة أخرى بعد تواطئهم مع المجلس العسكريّ الكفريّ، كما سيقودها العسكر، وقواته الشَيطانية أمنياً، بمباركة مَجلسِ الضّرار الإخوانيّ بَاطنا، وشَجْب التصرفات الأمنية ظاهراً. وسيسمى أصحاب هذا الإتجاه بالخوارج والعملاء والمخربين، وكلّ ما ألِفْنا من ألقابٍ رميَ بها الحق من قبل.
منقول : أرض كنعان الاخبارية
http://knspal.net/arabic/index.php?act=Show&id=32975
إلى الشيخ القرضاوي نقول:
إن الشريعة الاسلامية هي الثابت الوحيد في هذا العالم,
والمتغير والزائل هو أنظمة الكفر الغربية
في برنامج الشريعة والحياة بالأمس والذي كان تحت عنوان "الشريعة الاسلامية, معناها ومبناها" تحدث الشيخ القرضاوي بأمور خطيرة لا تبقي للشريعة الاسلامية لا معنى ولا مبنى!!!
1- سأل عن الثابت من الشريعة والمتغير
2- تكلم عن التدرج في تطبيق الشريعة
3- ثم سئل عن حكم الشرع فيما تقوم به دول الخليج من تقديم القروض والمساعدات للدول الغربية لإنقاذها من أزمتها المالية, بدل أن تساعد بلادا مسلمة هي بأمس الحاجة كمصر وتونس والسودان.
تكلم بأمور أخرى ولكن نكتفي بالوقوف على هذه الثلاث, والله المستعان على مشايخ آخر زمان.
المسألة الأولى أجاب عليها بالآتي: قال أن الثابت من الشريعة هو ما ثبت بالدليل القطعي, وذكر على ذلك مثالا فذكر أحكام الميراث, ثم تكلم كعادته بكلام خطير, قال إن جُل الشريعة من الأمور الظنية الخلافية والمتغيرة وأن الثابت منها الذي لا يتغير هو بعض الأحكام القطعية. هذا الكلام يعني أن الشريعة الاسلامية بشكل عام يمكن أن يكون لها في كل زمان أو مكان مضمون وشكل غير الآخر, ونحن هنا نتحدث عن جُل أحكام الاسلام, وهذا ينسجم مع قول الشيخ "أن الأحكام تتغير بتغير الزمان والمكان" ما يعني عمليا لو طبيق هذا الكلام, أن للاسلام مضامين وأشكال مختلفة في كل عصر ومكان, فلا شكل محدد للاسلام, ولا لون وطعم ثابت, بل هو يتشكل مع الزمان والمكان ولا يُشكل الزمان والمكان!!!
ما هذه الشريعة المائعة يا شيخ قطر, ما هذا الدين العظيم الذي حولته بفكرك المنهزم إلى ثوب فضفاض يتسع لكل أوساخ الأرض ومخلفات الحضارات والنظم الوضعية؟ ألا تتقي الله؟ أو تستحي من عباده؟ الم تدرك بعد أن الاسلام يعلوا ولا يعلى عليه.
إن الشريعة الاسلامية بمجملها قطعية وليست ظنية وثابتة لا تتغير وممن ينكرها أو يجحده جملة كافر تماما كمن ينكر وجوب الحكم بالاسلام أو إقامة الصلاة أو ينكر حرمة الزنا أو الربا, ولو كانت معظم تفاصيل أدلتها الفرعية ظنية, والسبب في ذلك يرجع إلى أن الشريعة الاسلامية ورغم ظنية معظم أدلتها التفصيلية إلا أنها تنحصر في إطار ثابت لا تخرج عنه, ويبقى نفسه شكلا ومضمونا بشكل عام بغض النظر عن المكان والزمان, بل إن الاسلام جاء ليشكل الزمان والمكان وفق منهجه هو, ليخرج الناس من كل أشكال الجاهلية والنظم الوضعية ليعيشوا في ظل قيم ربانية ثابتة لا تتغير أبدا, لأن الاسلام قائم على حقائق قطعية في تصوره للوجود, وهذا ينعكس على منهجه في ثبات شكله ومضمونه, الاسلام والعقل يرفضان فكرة أن الحق نسبي, هذه فكرة شيطانية خبيثة وخاطئة ومخالفة للواقع, لا تبقي للناس أي أساس ثابت يقفون عليه, بل تيه وضلال, فالحق في نظر العقل, هو شيء محدد ملموس, وهو كل فكر صحيح مطابق للواقع قامت عليه الأدلة القاطعة, ولا ينقض هذه الفكرة الاختلاف الفقهي, بل على العكس تماما بل هو يؤكدها, أولا لأن الإختلاف الفقهي يبقى في إطار دلالة اللفظ والسياق حسب قواعد اللغة العربية, وهذه ثابتة لا تتغير, فالفظ العربي المستخدم للتعبير عن معاني الوحي قرآنا وسنة, لا يمكن تأويله على مائة معنى, ولا علاقة بتاتا لمعنى ودلالة اللفظ والسياق بالزمان والمكان, بل فهمه محصور فقط بالمعاني التي استعمل العرب اللفظ للتعبير عنها, فقد يكون للفظ معنى واحد, كالفظة إله, وقد يكون للفظ معاني ودلالات متقابلة, مثل القرء أو بدا, وقد يكون من الألفاظ التي تحمل معاني متعددة مثل لفظة العين, ولكن هذا لا يعني أن يأتي شخص جاهل أو عميل يعطيه حكام السوء وصف شيخ أو عالم ليعطي للفظة القرء معنى جديد من عنده لم يستعمله العرب, فيجعل القرء مثلا, ساعة من نهار, فتصبح عدة المرأة ثلاث ساعات, تطلق قبل الظهر وتتزوج بعده كي يكون الاسلام مرنا ومتحركا ومنسجما مع حضارة العهر الغربية التي لوثت فكرك وقلبك يا شيخ الجزيرة, الجزيرة التي لا تفتأ تروج للدولة المدنية الديمقراطية وتعمل على تشويه الدولة الاسلامية.
الاسلام يا شيخ الاسلام الأوروبي, هو الثابت الوحيد في هذه الحياة, وهذا مالم تدركه أنت, لأن ثقتك بالله اهتزت وركونك للظالمين قد طال أمده.
لتعلم أيها الشيخ أن المتغير الزائل, هو الأنظمة الوضعية من ديمقراطية وعلمانية وحضارة غربية مفلسة سَمَمت كل شيء. إن الألفاظ التي تحمل معان متعددة ليست فقط محصورة في معان محددة حسب اللغة والشرع, بل إن الذي يرجح معنى على آخر في الآية أو الحديث هو اللغة العربية والشرع وليس أهواء الذين لا يؤمنون. حرام وحلال محمد صلى الله عليه وسلم هو الحلال والحرام الى يوم الدين.
الأمر الثاني الذي يؤكد على الثبات في المنهج الاسلامي, هو أن العقيدة الاسلامية بوصفها فكرة كلية عن الكون والانسان والحياة تشكل أساس الاسلام, وبوصفها قاعدة فكرية ثابتة تحدد نظرة الانسان إلى كل شيء في الحياة, وتضع قواعد وضوابط لكل علم ومنحا ومنهج في هذه الحياة, فالقطعي يا شيخ, ليس ما قَصُر عليه عقلك في نظرته, حيث لم تجد لضرب مثل عليه سوى أحكام الميراث, بل هو يشمل كل قواعد وأسس أنظمة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالة والسياسة الداخلية والخارجة وشكل الحكم وقواعده, وسياسة التعليم و أصول القضاء, ما يجعل للمجتمع الاسلامي شكلا ومضمونا وطعما ونكهة ثابة في كل العصور, مجتمع الهداية الربانية والشرع اللإلهي, المجتمع الوحيد الذي تتحقق فيه الطمأنينة والاستقرار الحقيقي, والذي يوجد الانسجام في حياة البشر فيعالج فطرتهم بشكل متوازن لا إفراط فيه ولا تفريط.
النقطة الثانية التي تكلم الشيخ عنها هي فكرة التدرج في تطبيق الشريعة, فقال بجواز أن نطبق الاسلام بالتدرج, بل قال بوجوب ذلك, لأن ذلك من سنن الحياة, ثم إن الاسلام نزل بالتدريج.
ليس غريبا على من يقول أن للاسلام كل يوم لون ونكهة وأن شريعته متغيرة ومرنة متطورة, ليس غريبا على من يفهم الاسلام هكذا أن يقول بالتدرج!!!
نقول للشيخ ولغيره أن الاسلام نزل أول أمره على مراحل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم لحكمة ذكرها الله في كتابه ولم يترك المجال مفتوحا لتأويلات شيطانية تعبث بدين الله. فقد بين الله أنه أنزل الاسلام على سيدنا محمد - ص- مفرقا ومنجما ليثبت به فؤاده, هذه واحدة.
ثم الثانية يا شيخ, إن ما نزل في السنة السابعة أو العاشرة للهجرة من شريعة ودين لم يكن الرسول -ص- ولا صحابته الكرام من بعده, لم يكن ليقبل من القبائل التي تدخل الاسلام أن تتدرج في تطبيقه, بل كان يشترط عليها التنفيذ الكامل, فحين تفاوض مع ثقيف لم يقبل إلا إلتزاما وتطبيقا كاملا ودفعة واحدة دون أي تأخير رغم إلحاح ثقيف على فكرة التدرج, فلم يقبل إلا الخضوع الكامل للشرع, وإن وافقهم في الأسلوب من حيث من يهدم الصنم.
والثالثة يا (فضيلة الشيخ) هي أن الأدلة القطعية التي تحفظها جيدا, فرضت على المسلمين تطبيق كل الاسلام دفعة واحدة, ودون تدرج او تسويف. فقد وردت عشرات الآيات التي تؤمر أمرا واضحا جازما أن ينفذ المسلمون كل أوامر الله ونواهيه دفعة واحدة ودون تسويف ولا إنتقاء, ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه, وما نهاكم عنه فأنتهوا....) ثم قال في مكان آخر (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم...)
ثم جزم وحسم الأمر كي لا تبقى حجة لأحد فقال (فاليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) لا نفهم كيف تجرؤ على دفع المسلمين لمخالفة أمر الله!!! فالله سبحانه يقول خذوا كل ما جاء به الرسول -ص- وحضرتك تقول لا, لا داعي لذلك, الله يقول أن من لا يخضع بشكل كامل لما جاء به محمد -ص- أنه ليس بمؤمن, وانت تقول لا, المؤمن يجب عليه أن يأخذ ما جاء به محمد -ص- بالتدريج وحسب الظروف, من دون ضابط ولا قاعدة واضحة ولا مفهوم محدد, ما يميع قضية الاسلام, وتصبح طاعة الله مسألة نسبية تخضع للتأويلات والظروف وتقدير البشر حسب أهوائهم متى نطبق وماذا وكيف!!!
ثم أيها الشيخ, إن الله الذي يُجري الدماء في عروقك قبل أن يَجري فيها نفط الخليج المنهوب المسلوب من طغمة الفساد من فوقك ومن حولك, الله الذي ستقف بين يديه قريبا, يقول محذرا ومنبها المسلمين من الوقوع في الهلاك بمخالفة أمر واحد له, وأن من يفعل ذلك ستصيبه فتنة وسيصيبه عذاب أليم, ثم تأتي أنت لتقول للناس لا تخافوا, أقبلوا على معصية أوامر الله بالجملة وليس بالمفرق, الله أكبر على ما تصفون!!! كيف تجرؤ على ذلك, بدل أن تُهوّن على المسلمين معصية الله, كان الأولى بك أن تدعوهم لمخافته ولزوم أمره, وكان الأولى بك يا شيخ أن تدعوهم لعدم الخوف من الظالمين الذين لا يملكون من أمرهم شيء ومآلهم إلى مزبلة التاريخ وإلى سعيرا قمطريرا, على هؤلاء يكون التمرد وليس على أحكام الله أيها الشيخ, أم أنكم تخافون من القريب العاجز, وتأمنون من القوي البعيد, الجبار المنتقم والذي يحول بين المرء وقلبه وهو أقرب إليك من حبل الوريد (أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
المسألة الثالثة وهي بخصوص ما يفعله حكام الخليج الذين يعيش الشيخ على فتات ما يسرقونه من أموال المسلمين, حيث سئل الشيخ من متصل من مصر حول حكم الشرع في تقديم حكام الخليج أموال طائلة لدول الغرب الكافر التي تحارب الاسلام ليل نهار على شكل قروض ومساعدات, في الوقت الذي يتضور فيه المسلمون جوعا في مصر وتونس والسودان والصومال.
فماذا كان جواب الشيخ المتخم بالأموال المسروقة يأخذها رشوة من حكام الخليج, ليحرف دين الله وليفتي كما تريد لا أقول قطر, فمن هي قطر أصلا, بل من يحرك ويُسير قطر من أوروبا, قال هذه الدول أدرى أين تضع أموالها ومع من تتعامل!!!
ليس غريبا على من يفهم الشرع بحسب ما تقدم أن يُحلل ويُحرم كما يشاء. من قال يا شيخ أن هذه الأموال أموالهم؟!!! هل أخرجها الله من باطن الأرض لتكون مالا يبذره العاهرون والفاسدون؟!!! ولكي يسرقها أمام أعيننا غرب كافر لئيم؟!!! ثم في أي آية أو حديث وجدت دليلا على تقديم مساعدة المستعمرين على مساعدة المسلمين المثقلين بالجراح والجوع؟!!!
هذا ولا شك هو دين أعور الدجال الذي تفهمه وتنظر من خلاله, وليس دين محمد -ص- فالثروات في باطن أرض المسلمين في دين محمد –ص- هي ملك لكل المسلمين, وهم أحق الناس بها, ولا يجوز حتى لخليفة المسلمين أن ينفقها كيف يشاء, فكيف بالرويبضات العملاء؟!!! قال محمد –ص- "المسلمون شركاء في ثلاث, الماء والكلأ والنار".
هؤلاء لا يتصرفون يا شيخ كحكام, هؤلاء عبيد مأمورون ولا يملكون من أمرهم شيء, وهم ليس أكثر من أدوات للغرب الكافر الذي نصبهم وأوكل إليهم حراسة الكفر الذي أقامه في بلادنا قهرا, وحماية الحدود التي مزقت بلاد المسلمين, وحماية كيان يهود من غضبة الأمة, ولكن لتعلم يا شيخ آخر زمان, أن لآخر الزمان خلافة عز عائدة لا محالة ولو كره أسيادك, هكذا شاء ربك وستكون على منهاج النبوة, تماما كما كانت في عهد الأكرمين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي, وستقتلع عروش الظالمين من جذورها المتعفنة, وستكمل المهمة التي بدأتها شعوب الأمة المباركة, فتطهر الأرض من كل كفر وفساد وسلطان للكفر, وستثبت الشريعة الاسلامية لصحاب العقول الصغيرة قبل الكبيرة, أنها كما كانت في عهد رسول الله –ص- شكلا ومضمونا, حيث كانت قد بدأت غريبة وستعود غريبة كما بدأت, فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسَدتهُ حضارة الغرب الكافر وعملائه, وسيصلحون بما يحملونه من فكر مستنير وفهم سديد وإيمان شديد بإذن الله, ما أفسدته مدرستك التوفيقية التلفيقية من فكر لوث فكر المسلمين وفهمهم أيها الشيخ.
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
منذرعبدالله || 09-01-2012
رد على مقولة
" الإسلام يقر الحرية الشخصية"
زعم بعض مشايخنا أن الإسلام يقرالحرية الشخصية بل إنه قد جاء بها، فلست أدري والحال هذه، هل الحرية الشخصية تندرج تحت العبودية لله وتحت (إن الحكم إلا لله) وتحت( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وتحت( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني...)، أم أن هؤلاء قد اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً، أم أنهم قد نافقوا، أم أنهم قد كفروا...
أمر غريب فعلاً، كيف يتجرأ هؤلاء أن يعلنوا عن أنفسهم وهم في قلب بلاد المسلمين، ما كان الأمر ليكون لولا أن خلفه ما خلفه ومن خلفه. لنتذكر أن أكبر الخيانات اعاد حكامنا ومن خلفهم على تمريرها أثناء مشاركة (الإسلاميين ) في الحكومات، مثل الاتفاقية العسكرية الهامة والمشهورة بين تركيا وإسرائيل، فقد حصلت أثناء حكومة أربكان، واتفاقية وادي عربة الخيانية حصلت والاخوان المسلمون يشكلون ثلث مجلس النواب الأردني... والآن مللنا تكرار المعزوفات المحرمة التي يتلوها علينا صبح مساء أقطاب العمل الإسلامي الذين نجحوا أو نجحت جماعاتهم في البرلمانات التونسية والمصرية والمغربية وكل ما هو على الطريق حالياً، فهم لا يفتأون يعيدون علينا أن الإسلام يقر ويقرر ويحمي ويرعى ما يسمونه الحرية الشخصية!!! لذلك يزعم (المشايخ الكرام) نسأل الله لهم إما أن يهديهم وإما أن يمسخهم، يكررون علينا أنهم لن يفرضوا الحجاب ولن يمنعوا عري السائحين والسائحات ولن يمنعوا الخمر ولن يتدخلوا فيما يحصل في المناطق السياحية في منطقة الحمامات في تونس أو شرم الشيخ في مصر ولا في الفنادق ... وكذلك فالمواطن حريته الشخصية مضمونة داخل بيته يفعل ما يشاء سواء يشرب الخمر أو يزني أو يمارس القوادة... وكذلك ينادون ليل نهار بما تشترطه هيلاري كلينتون من أن الديمقراطية خط أحمر وحرية المرأة وحقوقها خط أحمر... فماذا أبقوا من الإسلام بالله عليك أيها المتابع، وهذا فقط في بعض شؤون الإسلام، فكيف إذا تحدثنا عن نظام الحكم و نظام الاقتصاد والمال ونظام العقوبات... فهذا كله تمت تنحيته عند إسلاميي أمريكا واوروبا منذ زمن بعيد وقدموا فيه المواثيق والعهود لأئمة من اليهود والنصارى ليرضوا عنهم....
والآن انظروا إلى الطامة أدناه... فماذا يا ترى سيكون موقف إسلاميينا الجدد ومشايخ الإسلام الجديد العصري المتطور المتمدن (المودرن)، هل سيتحفوننا بالحرية الشخصية التي زعموا ( وخسئوا في زعمهم) أن الإسلام ضمنها! أو سيجدون طريقة للالتفاف فيقولون نعرض الأمر على الاستفتاء!!! أم أنهم سيختبئون خلف أصابعهم و يزايدون على العفة والشرف والطهارة ليقولوا دعوا هؤلاء يفعلون ما يشاءون فأمتنا لا تحتاجهم وتنبذهم، وهكذا يمرر ون خياناتهم لله ورسوله والمؤمنين كما اعتادوا قبل الآن في قضايا عديدة، انظروا يا أمّة الإسلام من الذي يطاب بحقوقه وحريته... وفي إحدى أمهات وعواصم بلاد المسلمين، فما هو موقف الإسلام الجديد المتجدد عند هؤلاء الذين وصلوا ويصلون إلى الحكم اليوم... ما موقفهم وموقف الشرع بنظرهم من هذه الفعلة، اللواط والأشنع من ذلك أن يكون معلنا والأكثر شناعة أن يقواون إنه حق ومن حقوق الإنسان، ويهونون من شأن مرتكبيها فيسمونهم مثليين... غداً يتأكد من لم يـاكد بعد إلى أين يتجه الإخوان والسلفيون والغنوشيون والأردوغانيون... فاللهم يا مقلب القلوب لطفك يا رب وثبت قلوبنا على الإيمان بك وعلى طاعتك
__________________________________________________________________
http://www.jam3.org/newsite/details/21105
من ثمار " الحرية الشخصية "
بعد أن توعدهم الثوار بالأحذية..
"الشواذ" يأجلون وقفتهم بالتحرير
توعد المعتصمون بميدان التحرير، "مجموعة من الشواذ"، قرروا إقامة وقفة احتجاجية للمطالبة بحقوقهم والاعتراف بحقوق الشواذ فى مصر.
وكشف المعتصمون، عن نيتهم فى منع إقامة تلك الوقفة وعدم السماح بتواجدهم داخل ميدان التحرير، وأنهم فى حالة رؤيتهم ستكون "الأحذية والحجارة" هى وسيلة منعهم.
وأكدوا، رفضهم التام لتلك المطالبة التى لا تمت بصلة للحرية والتى تشوه صورة ميدان التحرير، وتثبت تعرضه لهجمة شرسة بهدف تشويهه، لذلك فمن غير المستبعد أن تكون تلك الوقفة الخاصة بالشواذ أحد هذا المخطط ، حسبما نشرت جريدة المصريون.
ونتيجة تلك التهديدات، قرر بعض الشواذ تغيير خطتهم من خلال دعوات نشروها على الفيس بوك، ونقل وقفتهم الاحتجاجية من التحرير والاجتماع فى بعض الكافتيريات على أن تكون 1 يناير 2013، هو يوم الإفصاح عن هوياتهم والمطالبة بحقوقهم حتى تكون الأوضاع استقرت وقتها بحسب بيان لهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا سكت العالم عن مجزرة حماه الكبرى حتى اكتملت فصولها اليوم
بقلم: محمد علي شاهين
تعود بنا الذاكرة إلى الثاني من شباط 1982 لنستعيد أحداث مجزرة حماه الكبرى على مدى سبعة وعشرين يوماً من القصف والإبادة والقتل والمداهمات والاعتقالات، وسط صمت عربي ودولي يصل إلى درجة التآمر على شعب حرّ أعزل يأنف الذل ويعشق الحريّة.
فنتساءل بعد عشرة أشهر من ثورة الكرامة وقد ادّخر الشرير الاثم لولده. لماذا سكت العالم عن مأساة العصر عام 1982 حتى اكتملت فصولها اليوم؟
ألا تستحق تلك المجزرة المروّعة وقد انقضى عليها ثلاثة عقود إلى وقفة تأمّل يستيقظ بها ضمير العالم؟
يبدو أنّ رأس النظام استطاع وهو يخمد أنفاس شعبه ممارسة الباطنيّة السياسيّة بدهاء في علاقاته الخارجيّة، وأن يلعب لعبة مزدوجة بين الشرق والغرب، مستفيداً من الحرب الباردة، وتناقضات المحورين الشريرين الذين تقاسما مناطق النفوذ في العالم، وقدّم لهما خدمات ترضي أطماعهما، فضمن سكوت المعسكرين على جريمة قتل (10 ـ 40) ألف إنسان غالبيتهم العظمى من المدنيين في حماه، واختفاء (10 ـ 15) ألف مواطن سوري منذ بداية المجزرة، وهجرة أعداد لا تحصى من السوريين الأحرار على مدى حكمه الطويل.
لم ينس أهل حماه كيف ألقى جنوده الأطفال من الشرفات، وقذفوهم بقوّة إلى الجدران، وبقروا بطون الحوامل، وحرموا الجرحى من تلقي العلاج في المستشفيات، وقطعوا أيدي النساء لسلب ما في معاصمهن من أساور ذهبيّة، أمّا الآثار النفسيّة التي خلّفتها المجزرة فليس من اليسير محوها من ذاكرة عصيّة على النسيان.
وقدّم نفسه للعرب كمقاوم عنيد، ومدافع عن حقوق الفلسطينيين واللبنانيين، فلم تنطل دعواه إلاّ على المغفّلين، وهو الذي أباد أسراً فلسطينيّة بكاملها، وقتلت منظّماته بالوكالة الآلاف في حرب المخيّمات بجنوب لبنان.
وادّعى بأنّه لاعب رئيسي لا يمكن الاستغناء عنه في حرب الخليج الأولى بسبب علاقته الحميمة مع إيران، ليبتزّ دول الخليج، قبل أن يوقع النظام العراقي السابق مع إيران اتفاق الجزائر.
وأنّه يملك مفتاح الاستقرار في المنطقة بسبب علاقته الحميمة مع المنظمات الفلسطينيّة والأقليات الشيعيّة في الدول العربيّة.
وأنّه بديل المتطرفين الإسلاميين، وكابح جماح السلفيين والقاعدة، وأنّ لديه خبرة غير مسبوقة في ترويض الإخوان المسلمين كبرى الحركات الإسلاميّة السنيّة في سورية.
وأنّه الضمانة الوحيدة لاستمرار حالة الهدوء والاستقرار في منطقة الجليل الأعلى وشمال فلسطين، وجبهة الجولان، وكذلك جبهة جنوب لبنان، وأنّه يستطيع تحريك بعض الفصائل الفلسطينيّة في غزّة والضفّة الغربيّة متى أراد.
وأنّه الضامن لحقوق المسيحيين والأقليات مادام في السلطة، وهم الذين تقلّص عددهم في عهده بسبب الهجرة السياسيّة والاقتصاديّة أكثر من نصف مليون نسمه، وفتح باب التطوّع في الجيش للمسيحيين، وعيّن يوسف شكور رئيساً للأركان، وكان يمنح العقارات المجانيّة لبناء الكنائس.
وأنّ نظامه قادر على توقيع الصلح مع إسرائيل في الوقت والمكان المناسب، وفرضه على الشعب السوري بعد ترويض السوريين، وإخماد أنفاسهم بالقوّة.
وكانت أمريكا تفضّل التعامل مع حاكم فرد على التعامل مع رئيس منتخب بشكل ديمقراطي، فغضّت الطرف عمّا جرى في حماه، ولم تحمّل المسؤولية الجنائية لجريمة واضحة المعالم للمسؤولين عن المذابح ولم توجّه التهم إليهم.
ولم يتحمّس الفرنسيون ولا الإسبان لملاحقة رفعت الأسد عما فعله في حماة، وتركوه يستمتع بدفء شواطئ ماربيا، والتسوّق في شارع الشانزليزيه بكل اطمئنان.
وضمن حافظ الأسد سكوت الاتحاد السوفييتي (سابقاً) بمنحه قاعدة بحريّة في طرطوس، وتحالفه مع الحزب الشيوعي (جناح بكداش)، واشترى الأسلحة المنسّقة والمستعملة (الخردة) من الجيش الروسي بأعلى الأسعار.
ولطالما كانت حماه عصيّة على الصليبيين منذ دخولهم بلاد الشام حتى رحيلهم عنها، ورأس الحربة في صراع المسلمين مع الصليبيين في الماضي، فليغضّوا الطرف عمّن يذلّها ويضطهد شعبها بالوكالة.
ومن أين تجد الولايات المتحدة وروسيا ومن يدور في فلكهما رئيساً بمثل هذه الصفات والمزايا التي لا يجود الزمان بها على سوريّة إلاّ قليلا.
إذن فليسكت الجميع عن انتهاكات حقوق الإنسان السوري، ولو أبيد سكان حماه عن بكرة أبيهم، وليغضّوا أبصارهم عن هدم المساجد ولو بلغ عددها ثمانية وثمانون مسجداً، وعن تدمير آثار وأوابد مدينة تاريخيّة عريقة مثل مملكة حماه الأيوبيّة.
وتكرّر المشهد في ثورة الكرامة على أيدي القتلة والشبيحة، وتطابق أسلوب القمع والقتل في عهد الوريث، فروّع الأطفال والحرائر، وانتهكت الأعراض، وهدّمت مساجد وصلوات يذكر فيها اسم الله، وأزهقت الأرواح، وانتقل التعذيب من الأقبية إلى الساحات والشوارع جهاراً، وارتكبت جرائم ضدّ الإنسانيّة في وضح النهار، وهذه صور المجرمين المتورّطين تملأ الدنيا.
وأعيدت فصول المسرحيّة فقلبت الحقائق واتهم بتدبير الأحداث التكفيريون والقاعدة والمندسون في عهد الابن، كما اتهم الأب الحقود شباب الإخوان المسلمين وأمر بإعدامهم بالقانون 49 لعام 1980الذي لا يزال سارياً.
ومن يعيد قراءة هذه المسرحيّة لا يجد فرقاً كبيراً بين الفصل الأوّل والأخير من هذه التراجيديا القذرة التي يمارسها النظام الأسدي على مدى سنوات عمره الطويل.
ويبقى السؤال المحيّر لماذا سكت العالم عن مجزرة حماه الكبرى عام 1982 كلّ هذه السنين الطوال، ولماذا لم يتحرّك العالم لوقف نزيف الدم حتى الآن، والضرب على أيدي القتلة، رغم وصول عدد الضحايا إلى ما وصل إليه؟
ربّما لأنّ الضحايا مسلمون!!
تباشير فجر جديد بدأت تشرق في سماء أمّة العرب في عصر الصحوة، تعجز آلة القمع والإرهاب والقبور الجماعيّة عن قمعها مهما طال الزمن وعظمت التضحيات.
وطوبى للغرباء.
نقل : مجلة الزيتونة عن مجلة الغرباء
بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيه العابدين على بعض مداخل الشياطين
عبد العزيز كحيل
من أخبث طرق الشيطان للتشويش على المؤمنين أصحاب الالتزام والعبادة والاستقامة إشعارُهم بالفوقيّة والأفضليّة على غيرهم، خاصّةً المقترفين منهم للمعاصي المعاقرين للذنوب، فقد يتدرّج بهم في هذا الطريق حتّى يفسد نياتهم ويلوّث مقاصدهم فيضيع منهم الثواب وهم لا يشعرون، وهذه الحيلة الشيطانيّة غاية في الدقّة والخفاء بحيث ينخدع بها أرباب العبادات لأنّها تتسلّل إلى النفوس بسلاسة متدثّرة بأثواب الغيرة على الدين والانتصار للحقّ والفضائل والأخلاق، وشيئاً فشيئاً يرى ذلك العابد نفسه أفضل من أولئك المذنبين، فيحتقرهم ويستصغرهم فيقوده ذلك إلى تزكيّة نفسه والحكم لها بالبراءة والخيريّة، وتلك هي الخطوة الأولى في الانزلاق والتساقط، فإن لم يُزح حجاب الغفلة عن بصيرته، وتمادى في ذمّ الآخرين بمعاصيهم أوشكت نفسه أن تتحوّل إلى وثن يعبده – وهو يظنّ أنّه يعبد الله – وإلى صنم يطوف حوله – وهو يحسب نفسه مستمسكاً بأهداب الشرع منتصراً للإيمان –.
وقد كتب في بيان هذا المعنى العلماء، وجلاّه أطبّاء القلوب الربانيون، وطوّف بأرجائه الوعّاظ والمربّون، فأتوا بالنفائس واللطائف لكنّ أبلغ ما وجدته في هذا الباب كلام بليغ مؤثّر للإمام ابن القيّم يقول فيه:
"تعييرك أخاك بذنبه أكبر إثماً من ذنبه، ففي تعييرك هذا تبدو صولة الطاعة وتزكيّة النفس والمناداة عليها بالبراءة من الذنب، ولعلّ انكسار الّذي عيّرته بذنبه وازراءه على نفسه وتخلّصه مما أصابك من كبر وعُجب وادّعاء ،ووقوفه بين يدي ربّه ناكس الرأس خاشع الطرف منكسر القلب أنفع له من صولة طاعتك ومنّك بها على الله.
ألا ما أقرب هذا العاصي من رحمة الله وما أقرب ذلك المدلّ من مقت الله، فذنب تذلّ به لديه أحبّ من طاعة تدلّ بها عليه، ولأًن تبيت نائماً وتصبح نادماً خير من أن تبيت قائماً وتصبح معجباً، فإنّ المعجب لا يصعد له عمل.
وإنّك إن تضحك وأنت معترف خير من أن تبكي وأنت مدلّ، وأنين المذنبين أحبّ إلى الله من زجل المسبّحين المدلّين، ولعلّ الله سقاه بهذا الذنب دواء استخرج به داءً قاتلاً هو فيك وما تشعر".
صدق الامام رحمه الله، فماذا تُغني عبادات عابد وطاعات مطيع إذا خالجها الكبر والعُجب والادعاء؟ وماذا تُفيده طقوس يؤدّيها بعد أن اسودّ قلبه بهذه الأدواء الفتّاكة التي تأتي على الأعمال الصالحة فتجعلها هباء منثورا؟ فكم من سراج أطفأته الريح وكم من قُربة أفسدها العُجب، وانكسار القلب مقصد شرعي كما بيّن العارفون ، وإصلاح السرير’ مقدّمة ضرورية لإصلاح العلانية، وهذا تحصين داخلي لمن سلك طريق الاستقامة ،والمرء إذ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويذكّر الناسي، ويزجر العاصي، ويدعو المدبر، ويقيم المتعثّر، ينبغي أن يفعل ذلك وهو متواضع لله شاكر له أن هداه - وكان يمكن أن يكله إلى نفسه – يُبغض الذنب ويرحم المذنب، ولا يأمن مكر الله أبدا، فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلّبها كيف يشاء، والمعصوم من عصمه الله من الزلل، وما التوفيق إلا بالله وحده، ويحرص المؤمن الكيّس الفطن ألاّ يخلط بين الغيرة على محارم الله وبين تزكية النفس والإعجاب بالطاعة الذي يجرّ إلى كبر القلب حتى ولو كان صاحبه يلبس الأسمال ويُظهر التواضع بجسده وقوله، بل يجب أن يجمع من وفّقه الله إلى الاستقامة بين الخوف على نفسه وبين رحمة الخلق، وقد نُسب إلى السيد السيح عليه السلام قولُه: "لا تنظروا إلى ذنوب العباد كأنّكم أرباب وانظروا إليها كأنكم عبيد، فالناس رجلان: مُبتلَى ومُعافَى، فارحموا أهل البلاء واسألوا الله العافية"،
فصاحب العمل الصالح قد تصدر منه الكلمة الغليظة ونبرة الاستعلاء إذا غفل عن الاستعاذة من الشيطان، فهنا يوشك أن يوكَل إلى نفسه، ويُصبح أسوأ حالا من المذنب الذي لَدَغَه انحرافُه فطفق يؤنّب نفسه ويستصغر ذاتَه ، وهذه الحال هي عين العبودية، والله تعالى يغفر لمن تاب وأناب بصدق ولو غلبَه ضعفُه البشري فعاد إلى الذنب وعاد، وما زال يعود ويتوب، والله أعلم بأحوال السرائر وإليه حسابها.
وما أجمل منظر المؤمن الملتفت إلى نفسه بالتربية والمراقبة والمحاسبة والحثّ على مزيد الطاعات من غير ان يبرح مربّع التواضع لله وللخلق واتّهام النفس والتماس الأعذار للمسلمين، وحريّ بنا ان نفقه هذه القاعدة ونعمل بها، فإنّ الجمال قد ندر.
ولا تستقيم أحوالنا إلاّ إذا التزمنا الرونق الاسلامي والأبّهة الإيمانية، فذاك أبعد شيء عن مفسدات الاستقامة من كبر وعُجب وغرور، وإنّ قومًا يعبدون الله على غير دراية بهذه القاعدة الجوهرية قد أرخصوا ثمن العبادة الحقّة فهبطت قيمة الطاعة في ميزان الإيمان، ويُخشى أن يشملهم هذا القول الرباني يوم القيامة : "وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون" – سورة الزمر 47، فقد كانوا يحسبون انهم على جانب عظيم من التقوى وحظّ وافر من الثواب، لكن يكتشفون بين يدي الله حين تُنشر الدواوين وتوضع الموازين أنّ سوء أدبهم مع الله وحال قلوبهم أثناء الطاعة وازدراءهم للمبتَلين قد ذهب بحسناتهم أدراج الرياح.
ولله تعالى في خلقه شؤون، وفي تدبيره عجائب، فقد يوفّق من شاء إلى الاستقامة من خلال معصية، إذا علم – وهو سبحانه وتعالى أعلم – أنّ قلب العاصي لم تلوّثه معصية الجارحة، فيسلك العبد طريق الذنب وتقوده الأقدار إلى البرّ والتقوى، وهذا في الناس كثير، وصدق من قال : "ربما فتح لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول، وربما كتب عليك المعصية فكانت سببا للوصول"، وقد جاء عمر بن الخطاب شاهرا سيفَه ليقتل النبي صلى الله عليه وسلم، فرجع من بيت اخته ينطق بالشهادتين ليصبح هو الفاروق الذي تُضرب به الأمثال في كلّ شعب الخير، وقبل ذلك كان المستعجلون يرجّحون إسلام حمار الخطاب على إسلام عمر !!!، وهذا الرسول صلى الله عليه وسلّم يبلغ من القيام والصيام والإنفاق والتبتّل مبلغا لا يضاهيه فيه صالح ولا صدّيق ومع ذلك يرحم العاصي الذي يُقام عليه الحدّ وينهى عن سبّه لأنّ ذلك يُعين الشيطان عليه.
إنّ الغيرة على الدين وأحكامه وحرماته وحدوده دأبُ المؤمن وديدنُه وعلامة واضحة على صدقه، فيجب تحصينها من هجمات الشيطان المتكرّرة عبر حظوظ النفس وأهوائها الخفية، وأفضل طريقة للتحصين تذكير النفس أن استقامتها محض عطاء من الله تعالى، فإن لم تكن في مستوى هذا العطاء بالتواضع وداخلَها المنّ فقد يسلبها إياه بين طرفة عين وانتباهتها، فتَجتالُها الشياطين وترمي بها في مستنقع المعصية لتسلك منحدر أولئك الذين كانت تزدريهم بجهلها، وعلى المسلم أن يداوم على الذكر المأثور: "يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك"، فهو يعرّفه بحدود عبوديته وتفاهة قدرته و يردّه إلى الله ردّا جميلا، ذلك أن القلب الثابت ليس للغرور فيه ظلّ ولا خيط رفيع، والغرور باب الشرّ ونافذة السوء ومفتاح الضلال، أمّا المشهد البهيج الجميل المثير فيكمن في القلب التقيّ النقيّ المخبت الذي لا يزيده القرب من الله بالطاعات إلا تواضعا واستصغارا للذات ورأفة بالمسلمين الظالمين لأنفسهم، يتمنّى أن يغمرهم الله بفيض رحمته ويمسح هو أثقالهم بيده الحانية، ذاك هو القلب المنشرح الذي تعلوه ابتسامات الإيمان وتحرّكه هزّة ورعشة وانتفاضة غيرةً على الدين ورحمةً بالمذنبين.
منقول عن : مجلة الزيتونة
مجدولين حسونة ... القضاء سلاح الجبناء
د. إبراهيم حمّامي DrHamami@Hotmail.com
19/01/2012
الصحافية مجدولين حسونة تكتب: "نقابة الأطباء في جنين تبلغني "هاتفيا" أنها ستقوم برفع دعوى ضدي للنيابة العامة بسبب التحقيق الأخير الذي كشفتُ فيه إهمال طبيبة في مستشفى الرازي أدى إلى موت أم وطفلتها من قرية يعبد ... ويبدو أن الطبيبة المُهملة عرفت أن الحديث يدور عنها في التحقيق، فرفعت شكوى للنقابة "لا أدري ما مضمونها"، وبدورها ستقوم النقابة بمحاكمتي قضائيا".
كان ذلك رداً على تحقيق يكشف عن حادثة إهمال طبي في وضح النهار راح ضحيته أم وطفلتها! (نص التقرير والتحقيق مرفق).
القضاء في الضفة الغربية المحتلة ازدواجياً، تحول إلى سلاح يشهره العملاء والجبناء في وجه أبناء الشعب الفلسطيني، القضاء في الضفة الغربية المحتلة ازدواجياً يلاحق الشرفاء والنبلاء، استخدموه لتجريم المقاومة والمقاومين، تحججوا به للقول أنه لا اعتقال سياسي، رفعوه في وجه الأساتذة من أمثال د. عبد الستار قاسم، ويشهرونه اليوم لتكميم الأفواه، لتكون الصافية مجدولين حسونة مثال اليوم الصارخ عن تحول القضاء من مؤسسة تقتص من المجرمين، إلى أداو في يد المتسترين.
وبدلاً من أن يكون القضاء سلاحاً للمظلومين والمضطهدين وأصحاب الحق، حولته سلطة أوسلو المشؤومة إلى سلاح بيدها ويد عمّالها، أي إلى سلاح للجبناء غير القادرين على مواجهة الحقيقة وعلى مواجهة أبناء شعبنا.
لمن استغرب أو لمن لا يعرف...
مجدولين حسونة هي اعلامية وصحافية فلسطينية شابة من بلدة بيت أمرين قضاء مدينة نابلس – الضفة الغربية المحتلة ازدواجياً من الاحتلال وأذناب الاحتلال – تخرجت من جامعة النجاح الوطنية بمرتبة الشرف والأولى على قسم الصحافة والاعلام، تعرف عن نفسها بنفسها وببساطة لتقول: " صحافية حرة لا أنتمي لأي مؤسسة إعلامية بسبب القيود المقيتة"، ورغم تلك القيود ورغم التضييق والملاحقة والكبت، انطلقت مجدولين من مبدأ تضعه شعاراً لها يقول: "صاحب الفكر الحر لا بد له أن يؤدي ضريبة مواقفه بنفس راضية محتسبة" مضيفة "المثقف أول من يقاتل وآخر من ينكسر".
ولأنها طبّقت ما تقول واقعاً على الأرض كان لابد لها من أن تدفع الثمن، شأنها شأن كل فلسطيني في الضفة الغربية يرفض الواقع المذل، ويعلي صوته في وجه الظلم، ويفضح الفساد والافساد، لا يُستثنى من ذلك أحد، فطغاة فلسطين من أتباع وموظفي الاحتلال، لا يعجبهم أحد، ويخافون من همسة أو نفس، كمن يتخبطهم المس من الجن.
في شهر أغسطس/آب الماضي اعتقلها الأمن الوقائي في الضفة الغربية - التابع والخانع لسلطات الاحتلال- لأنها كتبت ما لم يعجبهم، يومها "استضافوها" ليهزوها ويرعبوها، لم يفلحوا، وتضامن معها أحرار فلسطين في الضفة الغربية المحتلة ازدواجياً، حاولوا كسرها فبدأوا باستدعاء اخوتها الواحد تلو الآخر، ولم ينجحوا!
عن محاولتهم البائسة تلك يقول د. إمديرس القادري: "في البداية قاموا بإستدعائها عبر الإتصال الهاتفي لكي تمثل امامهم في أوكارهم السوداء التي أصبحت تملأ أرجاء مدن وقرى وبلدات الضفة ، ولكن مجدولين العنيدة بالحق لم تلب الإستدعاء ، قاموا على أثر ذلك بإستدعائها مرة أخرى خطيا وعبر كتاب ، فما كان منها إلا أن بصقت على كتبهم وألقتها في وجوههم التي تنضح بالتعامل والتنسيق مع عدونا الصهيوني الذي يأتمرون بأوامره و ينصاعون بكل ذل لتعليماته، ولذلك وكما جرت العادة فقد لجأ ” الأشاوس ” إلى اعتقال شقيقاها للضغط عليها وعلى أمل أن تلين، وتتراجع ، وتخاف ،وتتوقف بالتالي عن مواصلة معركتها ضدهم .
نقابة الصحفيين الفلسطينية الكرتونية اكتفت بالإدانة والشجب ، ووعدت بمتابعة الأمر مع أشباه الرجال العاملين في هذه الأجهزة لتقديم الإحتجاج على ما تتعرض له العضوة مجدولين من متابعة ،وملاحقة ،وتهديد، وإرهاب لها ولأسرتها ، فبوركت هذه الجهود وليس بوسعنا سوى تقديم ” الشكر ” لهذه النقابة على تفانيها في الدفاع عن أعضاءها ومنتسبيها "!.
اليوم تتكرر تلك الأفعال المشينة لسلطة مشينة، بملاحقتها قضائياً، أو على أقل تقدير التهديد بملاحقتها قضائياً، فقط لأنها مارست عملها الصحافي، ونشرت تقريراً مهنياً مُوثقاً ومُدعمّاً، عن الاهمال الطبي في أحد مستشفيات الضفة الغربية، وهي التي سبق لها أن حصلت على جائزة الصحفي المتقصي لأفضل تحقيق صحافي مكتوب لفئة الشباب ما دون سن 25 ضمن جائزة الصحافي المتقصي للعام الماضي، والذي حمل عنوان "الطب في فلسطين ... حقل للتجارب وجرائم بلا أدلة "، أي أنها كتبت في مجال تعرفه وتبدع فيه أكثر من غيرها، وبمهنية عالية استحقت عليها يوماً جائزة.
وبدلاً من التحقيق في ما ورد من اهمال أودى بحياة أبرياء، وبدلاً من أن تتوارى سلطة العار خجلاً وذلاً من أفعالها وأفعال من تأتمنهم على حياة البشر، وبدلاً من معاقبة المسؤولين، وجه كل هؤلاء سهامهم نحو الصحافية الشابة، تركوا الأصل والمضمون، ولاحقوا الناشر والمحذر.
تقول مجدولين عن التهديد الأخير بالملاحقة القضائية: "عندما كتبتُ في السياسة، وإنتقدتُ ممارسات ...لا علاقة لها بالوطنية ولا بالدين، وعندما تحول قلمي بقناعةٍ مني إلى صرخة من خلف قضبان سجون بناها حُكام بلادي ووضعوا فيها أبناء شعبي ، حاولت السلطة إعتقالي .. وعندما كتبتُ عن قضايا إجتماعية وجرائم لم أجد من يضع حدا لها، وترجمتُ دمعة يتيم نزلت بسبب سماسرة لأرواح البشر إلى كلمات تروي معاناته ، قرروا محاكمتي...".
الرد على الزمرة والطغمة في الضفة الغربية ومن يتبعها لا يكون إلا بمزيد من كشفهم وفضحهم وتعريتهم، وليس بالسماح لهم بالاستفراد بإعلامية شابة ليمارسوا ساديتهم الجبانة.
تحقيق مجدولين المهني كان من الممكن أن يبقى داخلياً في الضفة الغربية، كان من الممكن أن يكون محدود الانتشار، لكن اليوم ورداً على ممارسات البلطجية والشبيحة في سلطة العار التابعة للاحتلال في الضفة الغربية، ننشر نص بحثها وتقريرها، وإن كان اسم الطبيبة المسؤولة لم يرد في التقرير، فإن امسها معروف وعليه شهود، فإن استمر التغول باسم ما يسمى نقابة الأطباء في جنين، فإن اسم الطبيبة ربما أصبح اشهر من نار على علم، هي ومن يحميها ويتستر عليها، ليست شهرة أكاديمية أو علمية أو مهنية، بل شهرة من نوع آخر لا يحسدون عليها.
ننشر التقرير أو الملف، مع اليقين التام أن هناك غيره من الملفات الأخرى في المجال الطبي والصحي، أو في غيره من المجالات.
إن أقل المقبول هو الاعتذار للصحافية مجدولين حسونة عن هذا الجبن في التعامل، وفتح تحقيق علني بعد ايقاف الطبيبة المسؤولة، ومحاسبة كل من أمر بفتح تحقيق وتحويلها للقضاء.
ننشر التقرير، بداية لا نهاية!
لا نامت أعين الجبناء
خطأ طبي يودي بحياة أم وطفلتها
الأطباء يخفون الملفات التي تدينهم، والشاهدة على الجريمة تروي التفاصيل
تحقيق: مجدولين حسونة
قد لا يكون جديدا على الشعب الفلسطيني ذلك الإهمال الذي يحصل في المستشفيات الخاصة والعامة مِن قِبل الأطباء، ففي كثير من الحالات تكون الأدلة التي تدينهم واضحة، لكن خللا ما يحدث فلا يُعاقب الطبيب المُخطئ على فعلته، ولا يأخذ القانون مجراه، وينتهي الأمر بضياع حق المواطن الذي تحول إلى ضحية لم تعد تثق بالكادر الطبي والقضاء لعدم إنصافهم لها.
من بين هؤلاء الضحايا كانت فاتن أبو بكر (30 عاما) التي توفيت أثناء ولادتها في مستشفى الرازي التخصصي، نتيجة إهمال الطبيبة المشرفة عليها، ومتابعة حالتها عبر الهاتف، لتلحق بها إبنتها بعد يوم من وفاتها.
انتصار أسعد السيلاوي من قرية زبوبا قضاء جينين كانت شاهدة على جريمة وفاة فاتن، رأت بِعينها كيف ماتت دون أن تجد بجانبها طبيبا ليُنقذ حياتها، وسمعت بأذنها كيف أخفى الأطباء أوراق وفحوصات من ملف فاتن تدينهم وتثبت إهمالهم .
الطبيبة تابعت الولادة على الهاتف والنتيجة: وفاة الأم وطفلتها
ولادةُ عن بُعد، هكذا يمكن أن نسميها، الطبيبة المشرفة على حالة فاتن، كانت تتابع ولادتها على الهاتف رغم الاتصالات المكثفة التي أجراها أحمد أبو بكر زوج المرحومة، والممرضات "حسب رواية الشاهدة"، والتي أخبروها فيها أن حالة زوجته سيئة وتحتاج لعملية فورا.
يقول زوج المرحومة\ :" دخلت زوجتي مستشفى ( الخاص ) في جينين، في السابعة صباحا بناءا على طلب الدكتورة المشرفة عليها، حيث أشارت علينا بذلك عندما كنا في عيادتها قبل يوم من وفاة زوجتي، وفي الثامنة صباحا جاءت الدكتورة المشرفة وقالت لي أن الحالة مستتبة وبإمكاني مغادرة المشفى لكني رفضت، ومن ثم ذهبت ولم تعد إلا بعد وفاتها، بعدها بقيت زوجتي ساعات دون إشراف وبدأت حالتها تسوء وطلبت أن تلد بعملية، فاتصلت بطبيبتها وأخبرتها بخطورة وضعها، لكنها لم تأتي لتتابع حالتها وقالت لي أنها بخير وأنها تتابع الحالة مع القابلات على الهاتف، لكن وضع زوجتي كان يسوء أكثر فأكثر، ولا أدري بأي قانون إنساني ومهني يمكن الحكم على مريضة إن كانت بصحة جيدة أم لا من خلال الهاتف؟! ولم تأتي إلا بعد وفاة زوجتي، ولدي كشف بمواعيد الاتصالات التي أجريتها مع الدكتورة التي أهملت بحق زوجتي تثبت اتصالي بها عدة مرات، والأطباء يشهدون على عدم حضورها.
بعد ذلك قاموا بإعطائها طلق اصطناعي مما أدى لانفجار السائل في الرحم ومن ثم الوفاة، ولم تأتي الطبيبة المشرفة، وبعد وفاتها قامت الدكتورة منار العبوشي بشق بطنها واستخراج الطفلة على عاتقها وكانت غير ميتة إلا أنها توفيت في اليوم الثاني لوفاة والدتها".
ويضيف :" بعد كل هذا الإهمال الواضح خرجت اللجنة التي حققت بالموضوع شكليا بأن سبب الوفاة هي جلطة على الرئة، رغم أن كل الدلائل والشهود يثبتون العكس، أنا تدمرت كُليا بعد وفاة زوجتي وخسارة طفلتي، وأطفالي الستة أصبحوا أيتام، من سيأخذ لنا حقوقنا ؟".
شاهدة على الجريمة
شاء القدر أن تتواجد انتصار السيلاوي بنفس غرفة المرحومة فاتن، يفصلها عنها قاطع صغير حسب وصفها، حيث كانت مرافقة لزوجة أخيها التي تنتظر مولودا، وكانت فاتن بصحة جيدة كما رأتها، وبعدما أعطيت الطلق الاصطناعي ولم تجد من يُتابعها ساء وضعها بشكل مفاجئ، لتنتقل روحها إلى رحمة الله دون أن يكون بجانبها لا طبيب ولا ممرضة على حد تعبيرها.
تقول انتصار:" بعدما لفظت فاتن أنفاسها الأخيرة جئن الممرضات ونادينَ الأطباء، في البداية وصل الدكتور (س) وبعد فحصها قال بالحرف الواحد للدكتورة منار العبوشي التي وصلت بعده :" لقد خَسرنا المريضة، لماذا تأخرتم عليها؟ كان يجب أن تجرون لها عملية منذ أكثر من ساعتين، فأجبن الممرضات أن الخطأ بسبب الدكتورة المشرفة عليها من قبل الولادة لأنها هي المسؤولة عن ولادتها وكان يجب أن تحضر لكننا إتصلنا عليها عدة مرات وكانت تقول لنا أنها لا تستطيع أن تترك عيادتها لأنها مليئة بالمراجعين".
وتضيف:" سمعت الممرضات يحاولن الاتصال بها أكثر من مرة لتأتي، لكنها لم تحضر إلا بعدما بدأوا بإخراج الجنين من بطن الأم الميتة (خارج غرفة العمليات)، وعندما وصلت صُدمَت بما حصل ولم تقترب من المرحومة ولم تشارك بالعملية، وكان الطاقم الطبي يحملها المسؤولية بسبب عدم اكتراثها للتواجد مع المريضة، حيث قال لها الدكتور (س): "خسرنا المريضة بسبب تأخركِ عليها" ، كما عاتبتها الممرضة(ر) وهي تبكي قائلة لها :" لقد دمرتِ عائلة بأكملها، كيف ستنامين الليل؟"، وقد بررت الدكتورة المُهمِلَة تأخرها أنها كانت متابعة للمريضة على الهاتف، وأن حالتها كانت طبيعية".
وتتابع:" عندما رأيت دم فاتن وصل لسرير زوجة أخي صار عندي فضول لأرى أكثر، قاموا بتغيير الشراشف المليئة بالدم، وتنظيف المكان وكأن شيئا لم يحدث، وحذروا من إخبار أقاربها بوفاتها في ذاك الوقت خشية صدمتهم بفقد الأم وابنتها، وحمل الدكتور (م) الطفلة من قدمها والدم ينزل منها، وألقى بها على سرير زوجة أخي دون مراعاة لمشاعرها، مما أدى إلى إصابتها بالذعر وبعدما كان مقرر لها أن تلد ولادة طبيعية تم تحويلها لعملية بسبب الخوف الذي حصل لها من وفاة فاتن وتصرفات الأطباء وكأنهم عصابة ".
إخفاء الملفات
لم يكتفي الطاقم الطبي بموت فاتن وإبنتها بل قرروا إخفاء الحقيقة ومسج الأدلة التي من شأنها أن تدين الطبيبة المشرفة عليها كنوع من التضامن مع الجلاد ضد الضحية.
انتصار سمعت وشاهدت حديث الأطباء قبل الإعلان عن وفاة فاتن حيث قال أحدهم:" إخفوا هذه الأوراق من الملف، لأنها ستسبب لنا مشاكل، ومن ضمن الأوراق التي أخفوها نتيجة الفحوصات وتخطيط القلب الذي أجري لها قبل وفاتها والتي تُثبت أنها كانت طبيعية قبل الوفاة".
وتضيف انتصار: " عندما واجهتهم بما فعلوه وصرخت بهم أخرجوني من الغرفة غصبا عني، حيث أنهم من شدة ذعرهم لم ينتبهوا لوجودي وسماعي لكل ما حصل، وقد أغمي عليّ بسبب رؤيتي لما فعلوه، خاصة عندما وضعوا القطن في بطن فاتن، ورؤيتي لكمية الدم الهائلة التي نزفتها، وأنا شخصيا مستعدة لمواجهتهم بالمحكمة بكل كلمة قالوها، وبيني وبينهم كتاب الله ".
الطبيب الشاهد: "إن لم يُسجن الأطباء سيستمر مسلسل الإهمال"
الدكتور نضال أبو بكر المدير السابق لمستشفى الرازي في جينين سَخِرَ من الأسباب التي وضعتها اللجنة للوفاة قائلا:" أصبحت الجلطة الرئوية سببا معد مسبقا لكل حادثة إهمال طبي تسببت بالوفاة، وإذا لم يُعاقب الأطباء المقصرين ويُحاكَموا وتصادر أموالهم التي يهتمون بها أكثر من حياة المرضى فلن يكون هناك أي رادع لبقية الأطباء وسيستمر مسلسل الإهمال الطبي".
ويضيف :" المرحومة كانت كل ولاداتها الستة السابقة طبيعية، ولم تكن تعاني من شيء قبل ولادتها، علميا عندما ينفجر السائل في الرحم لن يستطيع أحد إنقاذها، وعندما استدعوني لرؤية الحالة كانت قد توفيت وكان هذا حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر، والجلطة الرئوية سبب غير مُقنع للوفاة، ويمكن القول أن تأخر الطبيبة المشرفة كان سببا رئيسيا في تدهور صحتها ومن ثم وفاتها، فعندما وصلت لإنقاذ المرحومة كانت قد توفيت، ولم تكن الطبيبة المسؤولة عن ولادتها موجودة عندها " أي أنها لم تكن في المشفى لتقوم بواجب مريضتها" ، والذي أنقذ الطفلة هي الدكتورة منار العبوشي ".
الدكتورة منار العبوشي التي أنقذت الطفلة بعد وفاة والدتها قالت أنها تواجدت عند المريضة بعد سماعها في مكبرات الصوت ضرورة وجود الأطباء لحالة طارئة، وبعدما تأكدوا من وفاة الأم قامت بإنقاذ الطفلة، لكنها لم تنتبه إن كانت طبيبة المرحومة متواجدة أم لا، وقالت:" لا أذكر إن كانت الدكتورة المشرفة على المرحومة موجودة أم لا، لكن عندما بدأت عملية إخراج الطفلة كانت أمامي، قبل ذلك لا أذكر لربما لأن الوضع كان مُربك جدا ".
الطبيبة المتهمة بالإهمال بعدما نفت وجود خطأ من قبلها خلال مقابلة معها على الهاتف، طلبت منا الحضور للعيادة لإبداء رأيها بما حصل، ولم تعترف بالتسجيل الصوتي، لكنها رفضت الحديث معنا عندما توجهنا لعيادتها، وأغلقت فمها خشية أن يظهر صوتها بالتسجيل، وحاولت أخذ الكاميرا ومسجل الصوت بالقوة .
إكتملَ النِصاب... ما الذي ينتظرهُ القضاء؟
بعد وضوح هذه الأدلة، وشهادة أطباء وأطراف رأوا بأنفسهم الجريمة، تستغرب عائلة فاتن كل ذلك الوقت الذي يستغرقه القضاء لمعاقبة الجاني، وتأمل والدتها من المحكمة أن تأخذ القضية على محمل الجد ولا تحكم لصالح الأطباء فقط لأنهم أصحاب نفوذ وهم لا سند لهم، كما تشير إلى أن وكيل النيابة الذي حقق معها كشاهدة في القضية، أخبرها أن المستشفى لم يقوم بتبليغ النيابة العامة والمحكمة بحادثة وفاة فاتن كما يحصل في الحوادث المشابهة حيث تُشرح الجثة وبناءا على نتائج التشريح يظهر سبب الوفاه.
الدكتور اسحق البرقاوي، المحامي الموكل بهذه القضية يقول أنهم رفعوا القضية إلى محكمة جينين منذ عدة أشهر، وقد استدعت المحكمة بعض الأطراف، ولا زال العمل جاريا بالقضية، لكن لا نتيجة مؤكدة على أرض الواقع لغاية الآن .
طبيبة تتابع مريضتها على الهاتف، لا تكترث بكم الاتصالات التي تُخبرها أنها في خطر لأنها غير قادرة على ترك عيادتها الخاصة المليئة بالزبائن، ومستشفى خاص لا يتوفر فيه طاقم طبي بديل في حال حدوث طارئ، ولا يقوم بتبليغ المحكمة أو الشرطة بالحادثة كي يتلاشى تشريح الجثة وإظهار الحقيقة . أوراق تدين الطبيبة يتم سحبها من الملف لإخفاء الجريمة، وشاهدة تروي تفاصيل ما جرى، الضحية أم لا تتجاوز الثلاثين ربيعا، وطفلة عمرها يوم، وأبناء صغار صاروا أيتاما بتوقيت الإهمال الذي لا يتوقف.
نتانياهو: أمريكا ستوقف مساعدتها العسكرية لمصر فى حال إلغاء "كامب ديفيد"
كتب محمود محيى
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو أن الولايات المتحدة الأمريكية ستوقف المساعدات الأمريكية لمصر فى حال تم إلغاء معاهدة السلام الموقعة بين تل أبيب والقاهرة بمنتجع "كامب ديفيد" عام 1979 من جانب أى نظام مصرى جديد سيتولى الحكم فى مصر.
وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية إن نتانياهو ثمن الاتفاقية خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، مؤكدا أن اتفاق السلام مع مصر له قيمة بالنسبة للبلدين، وأوضح أن مشاعر العداء فى الشارع المصرى أصبحت ذخرا سياسيا بالنسبة للمصريين.
وأضاف نتانياهو أن المشكلة الأمنية التى تواجهها إسرائيل عقب المتغيرات فى المنطقة آخذة فى التصاعد وقد تستمر سنين، مما يلزم الجيش الإسرائيلى بتعزيز قدراته الدفاعية والهجومية على الفور، موضحا فى الوقت نفسه أن تكاليف ذلك ستكون باهظة للغاية، مؤكدا أنه لا يمكن تعزيز قوة جيش إسرائيل دون ضمان اقتصاد قوى.
وفى سياق آخر حمل رئيس الوزراء الإسرائيلى بشدة على الفلسطينيين، مؤكداً أنهم لا يفون بالالتزام بعدم كشف النقاب عن فحوى اللقاءات الإسرائيلية الفلسطينية الأخيرة فى الأردن.
وقال إنه تم الاتفاق مسبقاً على ذلك إلاّ أن صائب عريقات لا يكف عن الكلام ويواصل طرح المزيد من الشروط، مضيفا، فى سياق تقريره الذى قدمه اليوم، الاثنين، إلى لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست إنه مستعد للذهاب إلى رام الله للاجتماع مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلا أن عباس ليس مستعداً لعقد مثل هذا اللقاء.
اليوم السابع 16-01-2012م
http://www3.youm7.com/News.asp?NewsID=579311&SecID=65&IssueID=0
تقرير إسرائيلي: الإسلاميون سيضطرون للاعتدال معنا عند توليهم الحكم في مصر
كتب- محمد محمود
قال تقرير نشره موقع "نيوز وان"، الإخبارى الإسرائيلى: إن الإخوان والسلفيين سيضطرون إلى اتباع سياسة معتدلة تجاه إسرائيل، مع توليهما مقاليد الحكم فى مصر، على عكس مواقفهما السابقة، إبان عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك.
وأضاف التقرير قائلاً أن التصريحات المتكررة التى يدلى بها حزبا "الحرية والعدالة" الإخوانى، و"النور" السلفى، عن اتفاقية السلام، ومطالبهم بمراجعتها ستخضع لاختبار حقيقى بعد انعقاد مجلس الشعب، وتشكيل الحكومة المصرية القادمة، لافتًا إلى أن هناك عددًا من الأسباب التى تدفع الحزبين للاعتدال فى مواقفهما تجاه تل أبيب.
وتابع، الإخوان والسلفيون سيحاولان تأكيد حقيقة هامة، بعدم قيادة مصر للمخاطرة بحرب مع تل أبيب، ما سيجلب كارثة على البلاد لن تختلف خطورتها عن خطورة حرب 1967م، مضيفًا أن الحزبين سيرغبان فى تهدئة كل من المجلس العسكرى والشعب المصرى، بالتأكيد على تجنب الصراع العسكرى مع إسرائيل.
وأشار التقرير إلى أن الإخوان المسلمين والسلفيين حصلا على غالبية الأصوات بمجلس الشعب، ليس بسبب رغبتهما فى محاربة تل أبيب، وإنما بسبب الفقر الذى يعانى منه المصريون، ورغبتهم فى تحسين اقتصادهم وظروفهم المعيشية.
وقال إن الإخوان أقاموا اتصالات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى مؤخرًا، بالرغم من أن واشنطن تقاطع وتحظر الاتصال بحركة المقاومة الإسلامية حماس، التى خرجت من الإخوان، وأضاف أن الجماعة ترغب فى الحصول على الشرعية من الغرب وضمان استمرار المعونة الأمريكية والأوروبية لمصر، وهو الأمر المربوط باستمرار السلام مع تل أبيب.
وربط التقرير الإسرائيلى انتعاش اقتصاد مصر باستمرار السلام مع تل أبيب، مضيفًا، أهدأ حدود مع مصر، هى الحدود الإسرائيلية، لكن برغم هذا، على تل أبيب أن تستعد لأى احتمالات سيئة.
ا http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=96323
المصريون 16-01-2012م
فاكس سوزان ثابت
تسببت سوزان ثابت قرينة الرئيس السابق حسنى مبارك فى أزمة أمنية لنفسها وسياسية لعدد من أعضاء الكونجغرس الأميركى بعد أن اتصلت بهم مساء الخميس 5 كانون الثاني الجارى تطالبهم على أساس الصداقة القديمة بينهم وبين عائلتها أن يتدخلوا فورا لإنقاذ زوجها من مصير ينتظره بالإعدام الذي طالبت به النيابة المحكمة التي تحاكم زوجها ونجليها.
وذكرت صحيفة "روز اليوسف" المصرية أنه ترتيبا على المعلومات المتداولة حاليا فى أروقة السياسة الأميركية فإن مكالمات سوزان كانت عادية بينما كان الفاكس الذى تلى المكالمات هو السبب الرئيسى فى الإحراج البالغ والتهديد الصريح منها للأجهزة الأميركية حيث أرسلت سوزان من الفاكس 3 نسخ موحدة لثلاث شخصيات بارزة بالكونغرس معروف عنها أنها كانت على علاقة وطيدة بعائلتها.
الفاكس جاء فى 4 صفحات كتبت بأسلوب وصفته المصادر بالاستراتيجى ذى الطابع التهديدى وفيه حكت سوزان وكأنها تذكرهم بما قدمه مبارك أيام حكمه للولايات المتحدة الأمريكية وقد أشارت فيه بوضوح صريح إلى أنها نفذت للإدارة الأمريكية عشرات المشروعات فى مصر التى كان مبارك لا يوافق عليها رسميا وأنها كانت تفضل الشركات ورجال الأعمال الأمريكان لنيل المناقصات المصرية الكبرى وكانت تساعد السفراء الأميركيين فى مصر وحكت سوزان أنها كانت قناة الاتصال الأهم بين الإدارات الأميركية المختلفة وبين زوجها وحكمه.
وهددت سوزان فى الفاكس بشكل غير مباشر بأنها ستفضح في حال صمت أميركا عن مطالبة النيابة المصرية بإعدام زوجها الأسرار الخفية للمصالح الأمريكية فى مصر كما كشفت في الفاكس طريقة تجسس المخابرات المركزية الأميركية على الرئيس المصري وكيف أنها ومبارك والعائلة كانوا يعرفون أن هناك غرفة معينة بقصرهم مراقبة وأن مبارك عندما كان يريد إيصال رسالة معينة لأميركا كان يدخل لتلك الغرفة ويتحدث بالقصد فيما يريد كشفه.
كما هددت سوزان بكشف عملاء أميركا فى مصر بالأسماء وأكدت لهم أن لديها قائمة بأسماء وزراء فى حكومة أحمد نظيف الأخيرة كانوا عملاء للأجهزة الأميركية والأوروبية فى مصر منهم يوسف بطرس غالى وزير المالية الهارب الذى عمل لحساب أميركا علانية بعلم مبارك على حد تعبيرها.
وفجرت سوزان مفاجأة كبيرة عندما ذكرت فى الفاكس أن لديها نسخًا من شيكات مالية صرفها عملاء الولايات المتحدة فى آخر حكومة خدمت تحت نظام زوجها وأن مبارك كان يعرفهم ويأمرهم بتمرير معلومات معينة لأميركا حتى يستفيد منهم.
وكانت الصدمة التى كشفت عنها سوزان فى الفاكسات إعلانها عن ملكية تسجيلات تليفونية وأخرى عن لقاءات تمت بين زوجها وممثلين عن الإدارة الأميركية اتفقوا فيها مع مبارك خلال شهرى كانون الأول 2010 وكانون الثاني 2011 على مساعدته ونظامه على تصفية الثورة المصرية إذا وقعت وخلال ساعاتها الأولى وأنها طالبتهم بأن يطلبوا ممن تظهر أصواتهم فى التسجيلات العمل على مساعدة زوجها في وضعه الحالي.
كما أشارت سوزان إلى امتلاكها البروتوكولات التى سجلت فى لقاءات سرية تمت بين شخصيات أميركية وبين نجلها جمال مبارك مؤكدة أن فكرة توريث جمال مبارك كانت في الأصل فكرة أميركية – إسرائيلية وليست فكرتها هى كما أشيع وهددت أنها ستفضح حوارات الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش مع جمال مبارك وهو يعده بالوقوف بجانبه عندما يحين الوقت لتنصيبه رئيسا لمصر وأن بوش نادى جمال مبارك خلال لقائه معه فى إحدى تلك الزيارات السرية التى قام بها جمال لواشنطن وقابل خلالها جورج بوش بلقب الرئيس.
وذكرتهم سوزان بأنها كانت المتحكمة الأولى فى بوابة الحدود مع غزة وأنها بناء على طلب زوجات الرؤساء الأميركيين ومنهم ميشيل أوباما كانت تأمر بتمرير المساعدات إلى قطاع غزة وأنها استجابت من قبل لطلبات من زوجات زعماء الكونغرس وأخريات زوجات لسياسيين بريطانيين وعرب فى هذا الشأن وأنها لم تقف أمام أى مصالح أمريكية فى مصر ويجب رد الجميل لها.
وفى مفاجأة أخرى أثارت سوزان لأول مرة معلومة ملكيتها لقائمة أسماء 2000 شخصية مصرية كانت بين أكثر الشخصيات المصرية تأثيرا فى الوظائف المرفقية المصرية وأن هؤلاء على حد كشفها كانوا يحملون الجنسية الأمريكية بعلم مبارك مؤكدة أن زوجها كان يترك لأميركا حرية الحصول على مساعداتهم لمساندة المصالح الأميركية بشكل غير مسبوق فى التاريخ السياسي المصري مطالبة بتدخل الإدارة الأميركية فورا لإبعاد مبارك عن حبل المشنقة وعدم تركه يواجه مصير الإعدام مؤكدة أنها لن تقف صامتة.
المثير أن الشخصيات الأميركية نقلوا الفاكس وفحوى الحوار مع سوزان خلال دقائق قليلة لأجهزة أميركية عليا حيث أصبح بعدها فاكس سوزان ضمن الأسرار الأميركية لدرجة طباعته فى شكل إفادات خبرية من جهاز المخابرات المركزية الأميركية مع تحذير عن وجود إمكانية تسرب معلومات سرية أميركية سيادية وغير مسبوقة عن عمليات أميركية تمت فى مصر فى عهد مبارك تعرفها سوزان ثابت.
الجدير بالذكر أن سوزان قد هاتفت وأرسلت العديد من الفاكسات فى ليلة 5 كانون الثاني 2012 إلى كل من ألمانيا وفرنسا وموسكو والسعودية وقطر والإمارات والبحرين وطالبت بتدخل زعماء تلك الدول حتى لا تتطور الأمور وتصل إلى حد الحكم على مبارك بالإعدام كما تطالب النيابة العامة المصرية وقد وعدتها بشكل شبه رسمي شخصيات سيادية بتلك الدول بالوقوف بجانبها وأنهم يرفضون مبدأ المطالبة بإعدام مبارك.
From: سيد أمين <albaas10@gmail.com>
نعم أيها الأخوة:
هذا نموذج ننقله لكم لكي تشاهدوا مدى انحطاط وقذارة حكام الأمة ومدى انحطاط وقذارة عائلاتهم ومن يحيط بهم. ننقل لكم فاكس زوجة فرعون مصر السابق بدون تعليق !!!
أنور مالك: "شاهدتُ انتفاضة مدنية استُخدمت فيها جميع وسائل القمع والترهيب
لم يكن من المصادفات أن عضو فريق المراقبين العرب في سوريا، الذي انسحب من البعثة وأماط اللثام عن حقيقة دورها، هو ناشط حقوقي جزائري حصل على اللجوء السياسي في أوروبا وهو يُصارع بعض القوى المتنفذة في بلده إلى درجة أنه كاد يقود وزيرا مشهورا إلى المحاكم السويسرية.
لكن أنور مالك الذي صارت الفضائيات تنتظر دورها لإجراء مقابلات صحفية معه، لا يوافق على أن خلفيته الحقوقية هي فقط التي جعلته يستقيل من عضوية بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا، فعندما التقيته وسألته عن الدوافع التي حفزته على إعلان انسحابه رد على الفور "لو تجرد أي مراقب من عواطفه وذهب إلى المدن السورية لتدوين كما لو أنه روبوت، لنبتت له مشاعر جديدة أقوى ولما تحمل الإستمرار في لعب دور شاهد الزور".
"شاهد الزور"... إنها الكلمة المفتاحية التي تفسر الكابوس الذي ظل يطارد نوار قبل الإقدام على عمليته التي قوضت كل ما بناه الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه الأخير، وظلت أجهزته تركب أجزاءه بدقة متناهية طيلة أسابيع.
وقال أنور الذي التقته swissinfo.ch في العاصمة القطرية "انسحبت لأني وجدت نفسي عنصرا في مسرحية ترمي لحماية النظام والتغطية على الجرائم التي يرتكبها في حق المدنيين. وما شاهدته في المدن السورية التي زرناها هو انتفاضة شعبية مدنية استُخدمت فيها جميع وسائل القمع والترهيب. كنت شاهدا أخرس، مُقيدا، لا أقدر على قول أي شيء بينما أنا أرى القنص المكثف أمام عيني. لم تكن تلك هي المهمة الأصلية، فنحن ذهبنا في مهمة سلام، مهمة مراقبة لتنفيذ بروتوكول مكتوب وواضح، لكن وجدنا أنفسنا نحمي النظام".
swissinfo.ch: لكن اللجنة قالت إنها استعرضت صورا وخرائط للمدن والمواقع التي حدثت فيها مواجهات، فهل تشكك أيضا في وجود تلك الصور والخرائط؟
أنور مالك: لا أشكك فهي موجودة فعلا، لكنها سُلمت لنا من أجهزة النظام وقد أنجزها المحافظون وهي تحتوي على أسماء أحياء نجهلها تماما، فهي لا تُقدم ولا تُؤخر. لقد ذهبنا إلى سوريا بحقائب فارغة ولم نعد منها بشيء.
وماذا عن مدى صعوبة الإتصال بالمواطنين السوريين؟
أنور مالك: إنها صعوبات كبيرة لكنها من صنفين، الأول يتعلق بالأحياء الموالية مثل حي الزهراء وحي الأرمن حيث سمع المراقبون السب والشتائم ليس لهم فقط وإنما للسيدة عائشة والصحابة، أما الثاني فهو الأحياء المنتفضة التي لم نشعر فيها بأي ضغط سوى شكاوى المواطنين الذين يأتون إلينا لتوسيطنا لدى السلطات من أجل معرفة مصير أبنائهم وبناتهم. ماذا تشعر حين تأتيك سيدة وتقبل جبينك ويديك وتسألك أن تساعدها على التعرف على المكان الذي توجد فيه ابنتها المخطوفة؟ أو تأتيك سيدة أخرى لتترجاك أن تساعدها على دفن ابنها القتيل الذي لا تعرف أين هي جثته؟
المعارضة كانت تهاجم دور فريق المراقبين ألم يتسبب ذلك في تعريضكم لأي إيذاء من المحتجين؟
أنور مالك: لم نتعرض إلى أي نوع للإساءة من المعارضة. أقمنا في فندق "سفير" ولم يستطع أحد من المواطنين الإقتراب منه عدا حالات قليلة. لقد كان من المفروض أن يكون لنا مكتب خاص وأدوات عمل مثل جهاز الفاكس ووسائل الإتصال الأخرى لكي نستطيع الإستماع إلى الطرفين، الموالون والمعارضون، لكن لم نجد شيئا من ذلك. بل على العكس أتونا بسيدة موالية لتمثل دور المحتجة، لكننا اكتشفنا الحيلة.
قيل أيضا إن الفريق كان مربوطا إلى غرفة عمليات فما مدى صحة ذلك؟
فعلا قالوا ذلك، لكن اتضح أن الأمر يتعلق بمكتب عادي فيه مجموعة أشخاص معظمهم سودانيون منهم العقيد أكرم وهو مساعد لرئيس البعثة الفريق اول الركن السوداني محمد احمد مصطفى الدابي، لكن واجهتنا صعوبات كبيرة في التواصل، إذ اضطررنا لاستخدام البريد الألكتروني أداة وحيدة للإتصال، وهذا البريد بطيء بطءا شديدا في سوريا، إذ يحتاج التحميل إلى وقت طويل. باختصار مكاتبنا هي غرفنا في الفندق، وبعد اجتماعنا مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعدتنا السلطات السورية بمكاتب مجهزة بأجهزة فاكس في كل مدينة، لكن لم نر شيئا من ذلك.
هل تتوقع أن ينسحب مراقبون آخرون بعد استقالتك أنت؟
لا أستبعد ذاك خاصة من الأعضاء المستقلين الذين لهم ضمير... هناك ضابط مغربي غادر سوريا قبلي بيوم واحد، وضابط تونسي كان يحتج منذ اليوم الأول على الصعوبات التي واجهناها، ولما دخلت إلى مكتب الفريق الدابي لأشعره بقرار المغادرة وجدت لديه عضوا في الفريق من جيبوتي وآخر من مصر يرغبان بالمغادرة، لكنهم غادروا بصمت في اعتقادي ربما لأن بعضهم تلقى أوامر من منظمته بالسكوت. ولا ننسى أن أغلبية أعضاء الفريق هم من ممثلي الحكومات فهم إما ضباط في المخابرات أو سفراء سابقون، وهؤلاء لا ينسحبون من فريق المراقبين سوى بعد موافقة دولهم.
ذكر التقرير أن فريق المراقبين ساهم في تأمين إيصال الأغذية إلى بعض المناطق المحاصرة، فهل هذا صحيح؟ أنور مالك: بلى، قمنا بتأمين الأغذية لمنطقة السلطانية وحي بابا عمرو، لكن ذلك كان خارج إطار البروتوكول ولم يحدث سوى مرة واحدة، فضلا عن أن الكميات لم تكن كافية. وقد كنت حاضرا عندما صار المحافظ يبتزنا قائلا "تعاونتُ معكم في ما هو غير قانوني"، وهو يسعى في الحقيقة إلى إملاء شهادات مزيفة علينا.
لكن الفريق الدابي قال كلاما آخر واتهمك بأنك لم تغادر الفندق طيلة المدة؟
هذا رد سخيف يدل على سخافة المهمة التي أسندت إلى الفريق، فهو يزعم أني لم أغادر غرفتي بينما ظهرتُ في صور كثيرة بثتها المحطات التليفزيونية، ومن بينها قنوات سورية، إلى جانبه. أنا لم أغادر إلا يوم الجمعة 6 يناير. قبل ذلك كتبت رأيي بحرية على صفحات فايس بوك وبقيت أربعة أيام لا أفعل شيئا، قبل أن أقرر المغادرة. كنت أنتظر تصحيح المسار لكنهم خيبوا ظني.
من "هم"؟
- سأعطيك مثالا: حاولت الاتصال أمس (الخميس 12 يناير 2012) بنبيل العربي في القاهرة فأحالوني على مدير مكتبه، وكان السؤال الذي طرحه علي هو "لماذا لم تُرجع العهدة إلى الجامعة؟" وكان يقصد بالعهدة السترة المميزة ذات اللون الأحمر التي كان يرتديها أعضاء الفريق، فأجبته: هل هذا هو أهم جانب في القصة؟ مع العلم أني اجتمعت مع الفريق الدابي وقلت له قبل مغادرتي دمشق: انتظرني على قناة "الجزيرة" مساء اليوم، وكانت تأشيرة الدخول إلى قطر المثبتة على جوازي مبنية على دعوة من القناة.
كيف وجدت ردود فعل السوريين على استقالتك؟
مُذهلة، فقد أطلقوا اسمي على شارع نزار قباني في حمص ورأيت التحيات مكتوبة على لافتات نقلت صورها الفضائيات، وأغتنم هذه الفرصة لأرد على التحية والتكريم بأحسن منهما عبر "سويس أنفو". لقد أعطوني قيمة أكبر مما قدمت، وهذا ما سيحفزني على مواصلة العمل على إحقاق الحق في هذا البلد العربي المنكوب.
مراسلة خاصة من الدوحة-swissinfo.ch
اللهم أهلك الطاغية بشااار ومن والاه ومن تبعه ،،،، اللهم إجعلهم يتمنون الموت ولا يلقونه ،،،، اللهم جمد الدماء في عروقهم ،،، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك اللهم انزل عليهم غضبك وسخطك يا رب العالمين اللهم ذل بشار واعوانه
يارب العالمين
حامل الدعوة موصول حبله بربه
جواد عبد المحسن الهشلمون
اليأس : هو نقيض الرجاء في قول الحق سبحانه وتعالى {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }يوسف87.
قال ابن عباس (إن المؤمن من الله على خير يرجوه في البلاء ويحمده في الرخاء), فلا يحصل اليأسُ الذي هو عدم الرجاء من رحمة الله إلا إذا اعتقد الإنسانُ أن الله غير قادرٍ على الكمال أو غير عالمٍ بجميع الأحوال وأنه جل وعلا غير كريم بل هو بخيل وكل واحدةٍ من هذه الثلاثة أمور توجب الكفر لوحدها, فإذا كان اليأسُ لا يحصل إلا عند حصول أحد هذه الأمور أو كلها فإن اليأسَ لا يحصل إلا لمن كانَ كافراً وصدق الله العظيم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَاب الْقُبُورِ}الممتحنة13.
وقد جاء عن عبد الله بن مسعود أن اليأس من الكبائر, وكذلك القنوط وسوء الظن فكان لا بد من التفريق بين هذه المصطلحات:-
1) اليأس: قالوا فيه: إن اليأسَ هو عدم رجاء وقوع شيءٍ من الرحمة له فكأنه يقول قد دعوت الله كثيراً فلم يستجب لي بأن يرفع عني هذا الهم بل زاد وقد دعوت الله أن يهلك الأعداء فلم يهلكهم, واما الرجاء كما أخبر عنه ربنا جل وعلا {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }الكهف110, يعني أن الإعتقاد وحده لا يكفي بل لا بد من القيام بكل الفروض والأوامر والانتهاء عن كل النواهي ومن ثم يحصل الرجاء.... كالذي حرث وزرع وأخذ بالأسباب, يكون على رجاءٍ من الله أن ينبت زرعه ويستجيب لدعائه,وليس الرجاء كالتمني, فلا صام ولا صلى ولا زكى,ولا تلبس باعباء حمل الدعوة والعمل لاستئناف الحياة الاسلامية ولم يأخذ بالأسباب الشرعية ثم يتمنى على الله الأماني.
2) وأما القنوط فهو: عدم رجاء وقوع شيءٍ من الرحمة له مع انضمام حالةٍ هي أشدُّ منه في التصميم على عدم الوقوع, وتنعكس آثار هذا اليأس في الوجه والملامح والتصرفات ويفهم هذا الأمر من قوله تعالى {قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ}الحجر55, وطلاقة الوجه تَنُمُّ عن فرح قد انعكس على الوجه, واليأس إن انعكست آثاره على الوجه فهو القنوط.فكان القنوط هو آثار اليأس وانقطاع الرجاء الذي ظهرت آثاره على الوجه
3) وأما سوء الظن فهو: عدم رجاء وقوع شيءٍ من الرحمة له والتصميم على عدم الوقوع ويزيد عليها أنه مع عدم رحمته له يشدد له في العذاب وسوء الظن لا يتعلق إلا بمنافق أو بمن ظن أن الله لا يحيي الموتى وظن أن الله لن ينصر رسله وصدق الله العظيم {وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ{22} وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ{23}فصلت.
إن سوء الظن هو حال المنافق أو من تزعزعت عقيدته وأصبح إيمانه متعلق بيسره, فإذا أصابه العسر اختل إيمانه وتشكك في قدرة الله وقوته بعكس المؤمن المحتسب الصابر الموقن بقوله عز وجل{مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ} النحل , فيدرك اعتقادا أن ما عند الله أقرب له مما في يده اعتقاداً جازماً وهذا هو حسن الظن بالله عز وجل الموجود في قلوب الؤمنين حين قال لهم الناس {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }آل عمران173, وحسن ظنهم بالله واطمئنان قلبهم لقضاء الله عز وجل دفعهم للقول{هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً }الأحزاب22.
إن الصحابة حين حملوا الدعوةَ إلى الله عز وجل كان سلاحهم وعدتهم وعتادهم حسن الظن بالله بأنه ناصرهم ومؤيدهم ورازقهم فهم السائرون بوعد الله وهم المنصورون بوعد الله وهم المحسنون الظن بالله, وحال كل من حمل من بعدهم مثل ما حملوا هو هذا, لا يختلف عنه من أن الله ناصرهم ومؤيدهم ورازقهم وحاميهم وأنهم في كنف الله ومعيته وأنهم ضمن إطار أوامره ونواهيه يتبعون الهدى ويبتعدون عن الهوى, فقد روى مسلم عن جابر بن عبد الله أنه سمع النبي صلى الله عليه واله وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول ( لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل ).
إن اطمئنان القلب لقضاء الله عز وجل وحسن الظن به هو الزاد لحامل الدعوة الذي يعينه في حمله ولتبعات هذا الحمل, فهو الموعود من الله بالنصر والتمكين وهو صاحب البشارة والوعد, فرغم الواقع السيء الذي يراه حامل الدعوةِ من تفرق الصديق وتكالب الأعداء والخوف والسجن والقتل والتشريد, ورغم ضيق الحال, يبقى حبل الرجاء مع الله هو هو لا تؤثر فيه كل هذه الأحوال لوجود الإعتقاد الجازم بأن الله يدافع عن الذين آمنوا وأنه جل وعلا خاطبنا فقال{ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ}المائدة, فلا يمكن للكفار وحلفائهم أن يطعنوا في هذا الدين أو يحرفوه وانما يحاولون الفت في عضدالمسلمين.
إن القضية التي يحملها حامل الدعوة إلى الله هي تبليغ رسالة الله إلى عباد الله لهدايتهم بغلبة الحجة وليس بغلبة القهر, فبدأت الدعوة في عالمٍ كله فساد وضلال وجميع القوى المادية فيه بأيدي أهل الشرك والكفر, وصمدت هذه النبتة الوليدة للهزات العنيفة في مكة وصبرت على كل أنواع الأذى من أعدائها وخصومها, فما هي إلا سنين قليلة حتى دانت لها الأمم ودخلت في دين الله أفواجاً.
\ان العقيدة الإسلامية وما بني عليها من مفاهيم مثل مفهوم الرزق والأجل والشفاء والمرض والنصر والسعادة هي التي تحدد ضوابط السلوك في كل أحواله فمفهوم الرزق عندالمسلم في حال الفقر كمفهوم الرزق في حال الغنى, ومفهوم السعادةِ عنده في كربه هو نفسه في حال رخائه, فإنه يطلب رضوان الله بتمسكه بأوامره ونواهيه بغض النظر عن هذه الأحوال الطارئة.
إن الخلط بين المفهوم والحال يوصل الكثير من الناس إلى وضعٍ ينقطع فيه رجاؤهم فتفتر عزيمتهم وتقل استجابتهم بل ويدفنوا رؤوسهم في التراب, لأنهم نظروا إلى حالهم وحال عدوهم فحكموا على الواقع بمعزل عن مفاهيمهم فكانت النتيجة يأسهم مما هم فيه من ضعف. فالقوة و الضعف و الصحة و المرض و الغنى و الفقر أحوال يمر بها الانسان بوصفه آدمي و المسلم كذلك و هذه الأحوال لا تؤثر على حامل الدعوة ولا على عقيدته ؛ فحاله في اليسر كحاله في العسر و قوة حمله في منشطه كقوة حمله في مكرهه فالاسلام و الدعوة إليه و أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر هي كل همه في جميع أحواله, فلا يساوم على مفاهيمه في حال ضعفه إن حصل له الأذى ولا ينهزم إن عُذب أو ينافق من أجل تحقيق مصلحة .
إن المفاهيم قد بنيت على العقيدةِ الإسلامية ولا يمكن أن تنفصل عنها ونحن مطالبونَ بأن نضبط سلوكنا وفقاً لها بغض النظر عن الواقع او الحال لأنه متغير متقلب, فالقوي يضعف والضعيف يقوى, والقليل يكثر والكثير يقل وهكذا.
فمفهوم الرجاء عند حامل الدعوة هو حسن الظن بالله فيحمده في حال الرخاء ويرجوه في حال البلاء وحبله موصول مع ربه في كل حال وصدق الله العظيم{مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}العنكبوت5, وقوله {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }الكهف110, فإذا انعدم الرجاء وجد اليأس قطعاً, فإن نهاية الدنيا عند من لا يؤمن بالله هي خسارته أو فقده لولدٍ أو لحبيب وتتوقف الدنيا بنظره فيملها أو تمله...., بعكس المؤمن الذي يرجو الله ويتوكل عليه فإن قوله دائماً إنا لله وإنا إليه راجعون {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157}البقرة , فوقوع المصيبة في المال أو الولد أو فقده لحبيب لا يخرجه من دائرة رجائه بربه وصدق الله العظيم {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً{56} أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً {57}الإسراء, فحتما حين تقع عليه المصيبة يرجو الله أن تكون كفارة له وسبباً له حتى ينال رضوان الله بصبره عليها. فكان البلاء بالنسبة لحامل الدعوة هو جزءٌ لا يتجزأ من حمله للدعوة الإسلامية, فلا يوجد حمل للدعوة الإسلامية بدون بلاء, وكذلك المؤمن فإن البلاء بالنسبة له هو جزء من إيمانه وصدق الله العظيم {الم{1} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ{2}العنكبوت, فيقابل هذا البلاء بالصبر رجاءً يرجوه من ربه لأنه وحده هو كاشف الضر, فأُنس حامل الدعوة بربه يضفي عليه الطمأنينة والثقة, فهو وإن كان في مضائق الشدة والمحن والكروب يبقى أنسه بربه, ورجاؤه بوعده راسخا راسخا وإن بكت العيون حزناً وألماً...
لقد وعدنا الله عز وجل بالنصر والتمكين والغلبة فقال عز وجل {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ{171} إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ{172} وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ{173}الصافات, فكانت غاية التكريم حين نسبهم الله إليه في قوله {وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ{173} فكان الفرق بين أن تنسب نفسك إلى جند الله فتقول مثلاً أنا من جند الله, وبين أن ينسبك الله إليه بقوله {وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ{173}, وهذا غاية البلاغة في الخطاب واعلى مرتبة الاكرام, ويعني أنه لا يوجد إحتمال صدق وكذب بل إحتمال صدق فقط, وهذا هو الوعد الحق الذي نعتقده والذي أخبرنا عنه ربنا عز وجل حين قص علينا قصة موسى وحسن ظنه بربه واعتقاده الراسخ بنصر ربه له وأن ما عند الله أقرب له مما عنده.
إن القصة وإن كانت تخبر عن نبي الله موسى فإنها لنا تذكرة حتى يحصل اطمئنان القلب الفعلي بأن نصر الله للصابرين الصادقين آت لا محالة.... فقد خرج موسى بقومه طاعة لربه حين اوحى اليه (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) (63) ثم خرج فرعون وجنوده يتبعونهم وصدق الله العظيم {فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}الشعراء61, ففرعون خلفهم والبحر أمامهم وليس لهم من أمرهم شيء والخوف يسكن قلوبهم ولا يفارقها فقالوا {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}, ولكن موسى الذي تلقى الوحي من ربه لا يشك لحظة ومَلء قلبه الثقة بربه واليقين بعونه والتأكد من النجاة وإن كان لا يدري كيف تكون النجاة او متى او اين, فهي لابد كائنة فالله هو الذي يوجهه ويرعاه, قال قول الواثق {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}الشعراء62, كلا في شدة وتوكيد.
هذا قول موسى وقول كل حامل دعوة يدعو بدعوةِ الحق ويصدع به لا يخاف من مخلوق مطلقاً ما دام في كنف الله {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}الشعراء62, تبقى هي الكلمة الفصل حين تشتد الخطوب وتضيق الحلقات فإن الله غالب على أمره وهو الذي يعين ويحمي حملة دعوته,فنصرهم موجود ينتظر امر الله له بالمجيء لهم فانه مشتاق لهم اكثر من اشتياقهم له.
روى البيهقي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه و سلم مثلت لي الحيرة كأنياب الكلاب وإنكم ستفتحونها فقام رجل فقال يا رسول الله هب لي ابنة بقيلة قال هي لك فأعطوه إياها فجاء أبوها فقال أتبيعها قال نعم قال بكم قال احكم ما شئت قال ألف درهم قال قد أخذتها قالوا له لو قلت ثلاثين ألف لأخذها قال وهل عدد أكثر من ألف) وحدث سلمان الفارسي قال ضربت في ناحية من الخندق فغلظت علي ورسول الله {صلى الله عليه وسلم} قريب مني فلما رآني أضرب ورأى شدة المكان علي نزل فأخذ المعول من يدي فضرب به ضربة لمعت تحت المعول برقة ثم ضرب به ضربة أخرى فلمعت تحته برقة أخرى ثم ضرب به الثالثة فلمعت برقة أخرى قلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا الذي رأيت لمع تحت المعول وأنت تضرب قال أوقد رأيت ذلك يا سلمان قلت نعم ,قال أما الأولى فإن الله فتح علي بها اليمن وأما الثانية فإن الله فتح علي بها الشام والمغرب, وأما الثالثة فإن الله فتح بها علي المشرق
فكان أبو هريرة يقول حين فتحت الأمصار في زمان عمر وزمان عثمان وما بعده افتتحوا ما بدا لكم فوالذي نفس أبي هريرة بيده ما افتتحتم من مدينة ولا تفتحونها إلى يوم القيامة إلا وقد أعطى الله محمدا {صلى الله عليه وسلم} مفاتيحها قبل ذلك
لقد قيل هذا الحديث والمسلمون يحفرون الخندق واعاقتهم صخرة فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذا الحديث وهو يعالجها,فجاءت هذه البشرى في اضيق واشد الاحوال على المسلمين حيت رمتهم العرب عن قوس واحدة,فكان قول الرجل وطلبه هو قول الواثق بنصر الله بغض النظر عن الحال الذي هو فيه,وما علم احد من اين او كيف او متى يجيء النصر,وحالنا كحال هذا الرجل لا نشك ولا نسأل ولا نمل من التكرارطاعة لله ما دمنا نسير على النهج.
ان طلب النصرة حكم شرعي تلبس به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فعرض نفسه على القبائل واحدة تلو الاخرى وما مل وما كل وما قال قد فعلت واكتفيت وقد فشلت,بل كان واثقا بان الله ناصره ومؤيدة وما زاده رفضهم له الا ايمانا وثقة,وحالنا اليوم كحاله صلى الله عليه وآله وسلم فلا يعني عدد مرات الفشل الشك فيما نحمل ا و ان نفتر ونمل, بل هو حكم شرعي واجب اداؤه نؤديه طاعة لله ويجيء النصر من الله من حيث لا نحتسب كما جاء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
إن حامل الدعوة لا يمكن أن يسيء الظن بالله قطعاً ؛ لأنه ينهل من الفكر الصافي الذي ينبع من العقيدة الاسلامية التي ربطت الأرض بالسماء فمن كان حبله قد وُصل بالسماء و آمن بأن الله هو الخالق الرازق المدبر المحيي و المميت و أنه هو القادر الناصر و أنه في كنف الله دوماً ، فكيف يعتري القلق من كانت هذه حالة و قلبه مطمئن بأن الله ناصره ..؟؟
..
التضليل الفكري
جواد عبد المحسن الهشلمون
التضليل: من ضلل، تعمد إخفاء بعض الأمور لئلا يهتدي الناس إلى الحقيقة ، و التضليل السياسي هو تضليل عامة الناس والشعوب وذلك ببث الأفكار المضللة والخاطئة لئلا تهتدي الشعوب والجماهير إلى الحقيقة ,لذلك يجب التنبيه لمزيد من الوعي على كل ما يذاع وينشر من دسائس الفكر والتضليل السياسي المركز ، الذي يمارسه المتلاعبون بالعقول في شكل ينم عن استهتار بعقول المسلمين واستخفاف بالناس بدون حدود في محاولة لاستغباء عامة الناس واستغلال طيبتهم وعفويتهم الصادقة
فالخطر الحقيقي الذي تواجهه الأمة ليس كامناً في أن يكون لهذه الأمة أعداء ، ، بل يكمن في أن يكون لها أصدقاء وقادة سذج سطحيو التفكير او متواطؤن مع الكافر ضد امتهم.
ان الكفر هو الكفر ، والإيمان هو الإيمان ، كل منهما يسير في خط ، ولا يلتقيان أبداً ، والكفر عدو للإيمان مهما تلوّن وغيّر وجهه مصداقاً لقوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ .. } ( (الانفال) ) ، وقوله : { ..وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ .. } ( (البقرة) ) ،. والباطل لا يقوى على الحق أبداً إذا تمّسك أتباع الحق به وصبروا وصمدوا على ذلك . فكما واجه عليه السلام الحرب الفكرية ، وحرب الكذب والاتهام ، والحرب المادية ، كذلك واجه حرب التضليل بهذا النور الإلهي السامي.
لقد اتخذ هذا الأسلوب من الحرب ضد المسلمين في ( العصر الحديث ) ، تماماً كما اتخذ قديماً ، لقد اتخذ في أوائل القرن لهدم صرح الدولة الإسلامية العثمانية ، " عندما وجّه الكفار أنظار المسلمين إلى فكرة القومية ليصرفوهم عن الوقوف على السبب الذي أضعف دولتهم حتى غدت رجلاً مريضاً ، وكانت الفكرة القومية بشقيها العربية والطورانية من الخناجر المسمومة التي أصابت مقتلاً في جسم الدولة ". وضلّلوا المسلمين بفكرة القوانين الغربية لإدخالها في قوانين الدولة على اعتبار أنها سبب في تقدم الشعوب الأوروبية ، وضللوها كذلك بحمل المعول أو الخنجر لقتل هذا الرجل المريض بدل إعطائه الدواء لشفائه وساعدهم الجهلة او الطامعون من ابناء المسلمين.
ولا يزال هذا الأسلوب الخبيث من الحرب الماكرة ضد الإسلام وضد العمل الإسلامي يتخذ وسيلة لصرف المسلمين عن جادة الصواب ، أو الإيقاع بهم في شراكه ، وذلك حتى يصرفهم عن هدفهم في إعادة الإسلام إلى واقع الحياة باستئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامة دولة الإسلام ، فلم يقف عداء الكفار عند هدم هذه الدولة ، بل يعملون بكل الوسائل والأساليب الخبيثة من التضليل لإجهاض العمل الإسلامي لإعادة الإسلام .
إن خطر الحرب المادية ضد حملة الدعوة بشتى أصنافها من اعتقال ، وتعذيب ، وتشريد، وقهر ، وحرمان من وظائف وغير ذلك ، تعتبر أقل خطراً من أساليب التضليل إذا قورنت بها . وذلك أن أساليب الحرب المادية ضد حملة الدعوة ، وثبات حملة الدعوة برغمها تزيد الأمة قناعة بهم وبأفكارهم ، ويزداد تعاطفها تجاههم وخاصة أن فكرتهم هي من صلب عقيدتها .
أما خطر التضليل _ إذا لم تنتبه الأمة له _ فإنه يحدث شرخاً بين الأمة ودينها ، وبين الأمة ومن يتبنون مصالحها من حملة الدعوة,و أما الأساليب التي يتبعها الكفار بشتى مللهم هذه الأيام ضد أبناء العمل للإسلام فإنها عديدة ومتنوعة نقف عند بعضها :-
( مسألة الدولة الإسلامية :
لقد اتبع الغرب والكفار بشكل عام أساليب عدة لتضليل المسلمين عن هذه الحقيقة الراسخة ، وعن فكرة العمل لاستئنافها في أرض الواقع . ومن هذه الأساليب إنشاء أو تشجيع تجمعات إسلامية تدعو إلى الأخلاق ، أو العبادات أو تهتم بجانب العقيدة وتنقيحها دون الأحكام ، أو تهتم بطباعة الكتب وتحقيقها كل ذلك عن طريق عملائه من حكام المسلمين بهدف ترسيخ فكرة فصل الدين عن الحياة ، وتضليل المسلمين عن الهدف الأسمى والمشكلة الكبرى التي سببت لهم كل الآلام وهي غياب " دولة الإسلام " . فتقوم هذه الدول برعاية هذه التجمعات ، وفتح المراكز لها داخل البلاد ، ودعمها مادياً ومعنوياً وإعلامياً ، وفتح المجال لها خارج البلاد العربية أو الإسلامية، لتتابع حركة التضليل ضد أبناء المسلمين خارج البلاد. ولا يخفى على كل مسلم ما تقوم به بعض الحكومات من تقديم ملايين الدولارات لخدمة هذه الأعمال، وهم في نفس الوقت يحاربون العمل لإعادة الحكم بما أنزل الله حرباً لا هوادة فيها ولا رحمة ، وكان آخر ما صدر كتاب (حزب التحرير والتضليل السياسي)لعدنان الصوص.
(الأسلوب الثاني )حرب فكرة الدولة الإسلامية ويتمثل في كتّاب لا يتقون الله ، يقولون بأن فكرة الدولة الإسلامية كانت في فترة زمنية معينة وانتهت بانتهائها وهي ليست من أحكام الإسلام وإنما هي أسلوب يجوز تعدّده ، ويجوز تجديده حسب العصر كما يجوز أخذه من أنظمة أخرى مثل النظام الجمهوري وعدم امكانية قيام الخلافة وتطبيق الاحكام من جلد وقطع في القرن الحادي والعشرين
فحرب هذه الفكرة _ فكرة الدولة الإسلامية _ هو الأخطر بين هذه الأساليب فهو أسلوب تبني الفكرة نفسها ، عن طريق إعلان قيام حكومات في بعض بلاد المسلمين ، والإدعاء بأنها حكومات إسلامية . وقد أستخدم هذا الأسلوب لامتصاص حماس الناس الديني ، وتوجيهه وجهة خاطئة وإجهاض العمل المخلص في مناطق معينة وقد أخذ من وقت المسلمين ومن جهودهم الشيء الكثير ، وكانت ثمرته خالصةً لدول الكفر كما حصل في السودان والصومال .
( الأسلوب الثالث : إدخال الحركة الإسلامية العاملة في مسألة الحرب المادية ,وهنا تعمد إلى استخدام العمل المادي ، ويتم الإيقاع بها لتصطدم مع أبناء الأمة وتصبح في مواجهة معها كما حصل ويحصل اليوم في اليمن وليبيا ومصر وفلسطين والاردن وسوريا والخلاف بين الداخل والخارج وهذا الأسلوب فيه من الخطر الشيء الكثير على الحركة وعلى العاملين فيها بل وينقلهم من دائرةالاخلاص الى دائرة التواطىء مع الكافر كما حصل في الصومال,فلقد امسى شريف شيخ احمد على غير ما اصبح وغيره الكثير الكثير.
( الأسلوب الرابع) : محاربة فكرة العمل السياسي عن طريق التضليل الفكري .
وهذه الحرب لهذه الفكرة جاءت بعد دراسة واستنتاج ، حيث استنتج الكفار أن العمل غير السياسي لا يؤثر في الواقع السياسي شيئاً وهذه النظرة في محلها ، فالعمل الإسلامي إن لم يكن سياسياً ، أي يتبنى مصالح الناس ويسعى من خلال ذلك لإيجاد دولة ترعى شؤون الناس بالإسلام فلا قيمة له شرعاً ولااثر له في أرض الواقع . فالحقيقة أن الحرب على هذه الفكرة إنما هي حرب على المخلصين من أبناء الدعوة ، لأنه لا إخلاص دون عمل سياسي حقيقي، أي دون رعاية مصالح المسلمين وتبنيها .
( الأسلوب الخامس) من أساليب التضليل : الإغراءات للإيقاع بالحركة وإدخالها في دائرة الفساد في نظام الحكم الكافر ,فعندما تقبل الحركة لنفسها عن طريق أساليب التضليل أن تشارك في أنظمة الكفر كدخول الوزارات ، وتشريع الأحكام الوضعية وتمرير القرارات السياسية الخطرة من خلال تواجدها في البرلمان ، لأنها تفقد بعد ذلك ثقة الأمة بها لتلوثها بفساد النظام وظلمه . كما حصل في تركيا وفلسطين و الأردن ولو بمعارضة اتفاقية وادي عربة لان معارضتها قد جاءت بوصفها جزء من النظام من خلال الاشتراك في الوزارة والبرلمان ، وكما حصل في السودان مع الترابي وأتباعه .
. هذه أهم الأساليب التي يتبعها الكفر في حربه التضليلية الكافرة ضد أبناء الأمة المخلصين وضد العمل لاستئناف الحياة الإسلامية . وإن هذه الأساليب الماكرة المدروسة بعناية وتدبير وتخطيط ، لتحتاج إلى دراية ووعي في كيفية مواجهتها ، وتحذير العاملين في الحركات الإسلامية من خطرها ، وتحذير الأمة بشكل عام ، فكيف السبيل إلى ذلك ؟؟ .
وقبل ذكر الأمور التي نواجه بها هذا الخطر العظيم نقول : إن هذه هي سياسة المبدأ الرأسمالي الكافر في محاربة الإسلام ، وخاصة العمل لإنهاض الأمة الإسلامية باستئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامة الدولة الإسلامية ، وهذا ليس غريباً أن يصدر من هذه الملة وهذا المبدأ بالذات ، فالحق تعالى يقول في وصف الكفر بشكل عام :: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ } ( (الانفال) وقال{ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}(التوبة ) وقال : { كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ - اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ - لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ } ( (التوبة) وقال : { وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ (البقرة)
إن المبدأ الرأسمالي يرى في قيام دولة الإسلام واستئناف الحياة الإسلامية مقتله ونهايته الاقتصادية والمبدئية والسياسية,لذلك فإنه يتبع سياسة لا هوادة فيها في حرب الإسلام وحرب العمل للإسلام .
أما كيف يواجه المسلمون هذه الحرب القذرة ، الضالّة المضلّة ، فإن عليهم أن أولاً : ترسيخ مفاهيم العقيدة الصحيحة في أذهان المسلمين بشكل عام ، وعند حملة لواء التغيير بشكل خاص . وذلك بتقوية الإيمان في قلوب الأمة ، أي تقوية الصلة بالله عز وجل ، وتذكيرها بقدرته ، وعظمته ورعايته لأمة الإسلام بشكل مستمر . وأن عظمة الله هي أقوى من عظمة الكفار مجتمعين . وترسيخ مفاهيم النصر في أذهان المسلمين ،. وكذلك ترسيخ مفاهيم الرزق ، والقضاء والقدر ، وربطها في الناحية العملية في الحياة بالإضافة لتقوية الصلة بالله عز وجل ، وتعزيز مفاهيم العقيدة الصحيحة في العقول والنفوس . وترسيخ الكراهية للكفار في قلوب المسلمين ، بصفتهم بعيدين عن الله ،وان هذا العداء قائم على اساس عقائدي ،وانهم يسعون للقضاء عليها وطمس نورها ومعالمها من فوق الأرض . فهذه المفاهيم الصحيحة من العقيدة إن رسخت في عقول المسلمين وقلوبهم كانت ستاراً واقياً قوياً من أيّ ضعفٍ أو خلل أو محاولة اختراق من قبل الكفار ,وتجعلهم كذلك يعلنون الحرب على الكفار لما يحملون من شر على أمة الإسلام ، ولما يخططون ويمكرون للقضاء عليهم . ويدفعهم هذا أيضاً للعمل بكل حزم وعزم للخلاص من هذا الكافر المجرم .
ثانياً : يجب على المفكرين وحملة الدعوة خاصة شنّ حرب هجومية لا هوادة فيها على فكر الغرب وعقيدته الفاسدة بما تحمل من فصل الحياة عن الدين والإيمان وان لا يكونوا في موقع الدفاع، وهذه الحرب على قيمه وأخلاقه وأعماله وربطها بهذه العقيدة وما أنبثق عنها من فكر سقيم ,فبعد بيان فساد العقيدة الرأسمالية عقلاً وواقعاً ببيان واضح يبيّن ما بني عليها من أحكام فاسدة سقيمة كالنظام السياسي ، والنظام الاقتصادي ، والنظام الاجتماعي وما افرزته من انعكاسات حللت مجتمعاته وبيان الواقع الأليم الذي يعيشه الرأسماليون من حياة شقيّة ، ويبيّن حجم الجرائم والمفاسد المنتشرة في بلاد الغرب بسبب فكرة (الميكافيلية ) التي تبرر لهم الوسائل القذرة من أجل تحقيق منافع مادية وضيعة ، ويبيّن للناس أعمال الغربيين الحيوانيّة في بلاد الأرض ، وقيمهم المادية الوضيعة ، التي تهدف إلى مص دماء الشعوب ونهب خيراتها ، وإلى بذر الشرور والفساد والحروب ، والمجاعات وكل الأعمال الساقطة الوضيعة ، ويوضع الإصبع على أعمال معينة في مناطق معينة فمثلاً يلفت نظر المسلمين إلى أعمال أمريكا في العراق وفي أفغانستان وفي فلسطين وغيرها من مناطق وهذا يعني الانتقال من الدفاع الى الهجوم.
ثالثاً : بيان حقيقة الفكر الإسلامي في مقابل الفكر الغربي . وفي هذا يوقف عند كل مسألة من المسائل فيوقف عند العقيدة ، فيبيّن عقيدة الإسلام في مقابل عقيدة الغرب ، كيف أن الأولى مبنيّة على العقل ، وتقنع كل عقل إنسانيّ على وجه الأرض ، وتقيم عليه الحجة ، وتوافق الفطرة السليمة ، فتقرر ما في الإنسان من ضعف وحاجة ، وميل للتقديس والعبادة . بينما تقوم عقيدة الغرب على الحل الوسط ، فلا هي وقفت مع الحق ، ولا هي وقفت مع الباطل فهي عقيدة لا تقنع عقلاً ولا توافق فطرة .
ثم تستعرض الأحكام العملية لفكر الإسلام مقابل الفكر الغربيّ ، فيستعرض النظام السياسي وتبيّن صحة إحكامه واستقامتها فالكفار يحرصون على حرب الإسلام فكراً وعملاً حرصهم على الحياة ، ويتفننون في ذلك ، ويخترعون الأساليب والألاعيب التي تخفى أحياناً على كثير من الناس ، وهذا يحتاج إلى درجة عالية من التنبه واليقظة المستمرين ، وإلى الوعي الراقي على أحكام الإسلام وعلى مجريات الحدث السياسي .
-- شهيد لواء الخلافة اسامة برهان ادريس - بابا عمرو
http://www.youtube.com/watch?v=sCCk0-dg2ps&feature=player_embedded#!
http://www.youtube.com/watch?v=D6HjQKx5bIA&feature=related
سلامات، يا مشروعنا الوطني
د. فايز أبو شمالة
هل سمعت أيها العربي عن المشروع الوطني؟ وهل تعلم أن القضية الفلسطينية قد صارت مشروعاً، نعم؛ هكذا، وبكل وعي وإدراك لخطورة التسمية، يصر بعض المسئولين الفلسطينيين على وصف ضياع فلسطين بأنه مشروع، ولكنهم أضفوا عليه بريقاً لفظياً، حين ألحقوا بالمشروع لفظة "وطني" فصار اغتصاب أرض فلسطين، وتشريد الملايين لاجئين، وصارت القضية الفلسطينية المقدسة: تندرج تحت مسمى "المشروع الوطني"
مشروع! يا للعجب، يتفاخر المسئولون الفلسطينيون بأنهم أصحاب مشروع، وأنهم يعملون لإنجاح المشروع، وأنه يتفاوضون من أجل ضمان سلامة المشروع، حتى صارت دماء ألاف الشهداء، وعذابات عشرات آلاف الأسرى والجرحى؛ صار كل ذلك زيتاً لتشحيم عجلات المشروع، ليقف القائد الفلسطيني الملهم يقول: سحقاً للمقاومة المسلحة لأنها ضد مشروعنا، وبقاء الانقسام يضعف مشروعنا، والتعنت الإسرائيلي أضر بمشروعنا، والربيع العربي لا يخدم مشروعنا، وسقوط حزب "كايدما" في الانتخابات الإسرائيلية لم يكن في صالح مشروعنا!.
مشروع! لم يعد الحديث السياسي الفلسطيني يدور عن تحرير فلسطين، ولا عن تدمير دولة الغاصبين، ولا عن استرداد الأرض المحتلة، واختصر السياسيون الفلسطينيون طموحات شعب وتضحياته في لفظة "المشروع" الذي قد يكتب له النجاح، وقد يتبعثر هباء منثوراً.
لا تنسى أيها الفلسطيني أن لكل مشروع مستثمراً، ومجلس إدارة، ورئيساً، ولكل مشروع مقاولاً؛ يقوم بالعمل وفق حسابات الربح والخسارة، ولكل مشروع فنيين ومهندسين وعمال تنفيذيين، ومثلما لكل مشروع بداية، فإن له نهاية، سيتم بموجبها تسليم المشروع إلى الجهة الممولة والمانحة، ليبدأ طاقم العمل في البحث عن مشروع آخر، أكان وطنياً أو ربحياً.
سارع أيها الفلسطيني إلى تأسيس مشروعك الوطني، فهو أكثر المشاريع إدراراً للمال، واحرص يا صاح على أن يظل مشروعك الوطني قائماً، ولا ينتهي، كي تضمن تواصل تدفق المال إلى رصيدك، وأكثر من الشعارات البراقة الخلابة، وتجمد عن فعل أي شيء، واترك حسابك يتوسع في البنوك بمقدار توسع المستوطنات الإسرائيلية، ولا تنس أن تلقي قصيدة مديح وافتخار للأسرى خلف القضبان، كي تضمن حرية التنقل على الحواجز الإسرائيلية، وانتبه إلى أهمية الدمعة، وحاول جاهداً أن تذرفها على روح الشهيد، كي تضمن المزيد من التصفيق والتأييد، وفي النهاية، تعلم فن الاستثمار في صناعة الشعار.
إليك أيها الفلسطيني فقرة من مقال الوزير السابق الدكتور سفيان أبو زايدة، المنشور في يناير 2012، تحت عنوان "استعداد فتح للانتخابات واختبار دحلان" يقول: "لو تم فحص حسابات البعض من قيادات السلطة، والوصول إلى ما لديهم من أموال وعقار ربما سيحدث اهتزاز في سعر الدولار؟
فمن أين لهم كل هذا؟ وكيف جمعوه؟ وأي مشروع استثماري أو احتكاري أو استعماري يمكن أن يصب مالاً في جيوب المسئولين مثل المشروع الوطني؟ ويا ألف سلامة على الدولار الأمريكي من الاهتزاز، ليته يبقى قوياً كي يهنأ أصحاب المشروع، طالما اختار البعض من الشعب الفلسطيني طريق الصمت حتى فضلة الراتب في آخر الشهر.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
الله يحميهم و يحفظهم و يجعلهم من جنود الخلافة الراشدة
حامل الدعوة موصول حبله بربه
جواد عبد المحسن الهشلمون
اليأس : هو نقيض الرجاء في قول الحق سبحانه وتعالى {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }يوسف87.
قال ابن عباس (إن المؤمن من الله على خير يرجوه في البلاء ويحمده في الرخاء), فلا يحصل اليأسُ الذي هو عدم الرجاء من رحمة الله إلا إذا اعتقد الإنسانُ أن الله غير قادرٍ على الكمال أو غير عالمٍ بجميع الأحوال وأنه جل وعلا غير كريم بل هو بخيل وكل واحدةٍ من هذه الثلاثة أمور توجب الكفر لوحدها, فإذا كان اليأسُ لا يحصل إلا عند حصول أحد هذه الأمور أو كلها فإن اليأسَ لا يحصل إلا لمن كانَ كافراً وصدق الله العظيم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَاب الْقُبُورِ}الممتحنة13.
وقد جاء عن عبد الله بن مسعود أن اليأس من الكبائر, وكذلك القنوط وسوء الظن فكان لا بد من التفريق بين هذه المصطلحات:-
اليأس: قالوا فيه: إن اليأسَ هو عدم رجاء وقوع شيءٍ من الرحمة له فكأنه يقول قد دعوت الله كثيراً فلم يستجب لي بأن يرفع عني هذا الهم بل زاد وقد دعوت الله أن يهلك الأعداء فلم يهلكهم, واما الرجاء كما أخبر عنه ربنا جل وعلا {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }الكهف110, يعني أن الإعتقاد وحده لا يكفي بل لا بد من القيام بكل الفروض والأوامر والانتهاء عن كل النواهي ومن ثم يحصل الرجاء.... كالذي حرث وزرع وأخذ بالأسباب, يكون على رجاءٍ من الله أن ينبت زرعه ويستجيب لدعائه,وليس الرجاء كالتمني, فلا صام ولا صلى ولا زكى,ولا تلبس باعباء حمل الدعوة والعمل لاستئناف الحياة الاسلامية ولم يأخذ بالأسباب الشرعية ثم يتمنى على الله الأماني.
وأما القنوط فهو: عدم رجاء وقوع شيءٍ من الرحمة له مع انضمام حالةٍ هي أشدُّ منه في التصميم على عدم الوقوع, وتنعكس آثار هذا اليأس في الوجه والملامح والتصرفات ويفهم هذا الأمر من قوله تعالى {قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ}الحجر55, وطلاقة الوجه تَنُمُّ عن فرح قد انعكس على الوجه, واليأس إن انعكست آثاره على الوجه فهو القنوط.فكان القنوط هو آثار اليأس وانقطاع الرجاء الذي ظهرت آثاره على الوجه
وأما سوء الظن فهو: عدم رجاء وقوع شيءٍ من الرحمة له والتصميم على عدم الوقوع ويزيد عليها أنه مع عدم رحمته له يشدد له في العذاب وسوء الظن لا يتعلق إلا بمنافق أو بمن ظن أن الله لا يحيي الموتى وظن أن الله لن ينصر رسله وصدق الله العظيم {وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ{22} وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ{23}فصلت.
إن سوء الظن هو حال المنافق أو من تزعزعت عقيدته وأصبح إيمانه متعلق بيسره, فإذا أصابه العسر اختل إيمانه وتشكك في قدرة الله وقوته بعكس المؤمن المحتسب الصابر الموقن بقوله عز وجل{مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ} النحل , فيدرك اعتقادا أن ما عند الله أقرب له مما في يده اعتقاداً جازماً وهذا هو حسن الظن بالله عز وجل الموجود في قلوب الؤمنين حين قال لهم الناس {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }آل عمران173, وحسن ظنهم بالله واطمئنان قلبهم لقضاء الله عز وجل دفعهم للقول{هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً }الأحزاب22.
إن الصحابة حين حملوا الدعوةَ إلى الله عز وجل كان سلاحهم وعدتهم وعتادهم حسن الظن بالله بأنه ناصرهم ومؤيدهم ورازقهم فهم السائرون بوعد الله وهم المنصورون بوعد الله وهم المحسنون الظن بالله, وحال كل من حمل من بعدهم مثل ما حملوا هو هذا, لا يختلف عنه من أن الله ناصرهم ومؤيدهم ورازقهم وحاميهم وأنهم في كنف الله ومعيته وأنهم ضمن إطار أوامره ونواهيه يتبعون الهدى ويبتعدون عن الهوى, فقد روى مسلم عن جابر بن عبد الله أنه سمع النبي صلى الله عليه واله وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول ( لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل ).
إن اطمئنان القلب لقضاء الله عز وجل وحسن الظن به هو الزاد لحامل الدعوة الذي يعينه في حمله ولتبعات هذا الحمل, فهو الموعود من الله بالنصر والتمكين وهو صاحب البشارة والوعد, فرغم الواقع السيء الذي يراه حامل الدعوةِ من تفرق الصديق وتكالب الأعداء والخوف والسجن والقتل والتشريد, ورغم ضيق الحال, يبقى حبل الرجاء مع الله هو هو لا تؤثر فيه كل هذه الأحوال لوجود الإعتقاد الجازم بأن الله يدافع عن الذين آمنوا وأنه جل وعلا خاطبنا فقال{ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ}المائدة, فلا يمكن للكفار وحلفائهم أن يطعنوا في هذا الدين أو يحرفوه وانما يحاولون الفت في عضدالمسلمين.
إن القضية التي يحملها حامل الدعوة إلى الله هي تبليغ رسالة الله إلى عباد الله لهدايتهم بغلبة الحجة وليس بغلبة القهر, فبدأت الدعوة في عالمٍ كله فساد وضلال وجميع القوى المادية فيه بأيدي أهل الشرك والكفر, وصمدت هذه النبتة الوليدة للهزات العنيفة في مكة وصبرت على كل أنواع الأذى من أعدائها وخصومها, فما هي إلا سنين قليلة حتى دانت لها الأمم ودخلت في دين الله أفواجاً.
\ان العقيدة الإسلامية وما بني عليها من مفاهيم مثل مفهوم الرزق والأجل والشفاء والمرض والنصر والسعادة هي التي تحدد ضوابط السلوك في كل أحواله فمفهوم الرزق عندالمسلم في حال الفقر كمفهوم الرزق في حال الغنى, ومفهوم السعادةِ عنده في كربه هو نفسه في حال رخائه, فإنه يطلب رضوان الله بتمسكه بأوامره ونواهيه بغض النظر عن هذه الأحوال الطارئة.
إن الخلط بين المفهوم والحال يوصل الكثير من الناس إلى وضعٍ ينقطع فيه رجاؤهم فتفتر عزيمتهم وتقل استجابتهم بل ويدفنوا رؤوسهم في التراب, لأنهم نظروا إلى حالهم وحال عدوهم فحكموا على الواقع بمعزل عن مفاهيمهم فكانت النتيجة يأسهم مما هم فيه من ضعف. فالقوة و الضعف و الصحة و المرض و الغنى و الفقر أحوال يمر بها الانسان بوصفه آدمي و المسلم كذلك و هذه الأحوال لا تؤثر على حامل الدعوة ولا على عقيدته ؛ فحاله في اليسر كحاله في العسر و قوة حمله في منشطه كقوة حمله في مكرهه فالاسلام و الدعوة إليه و أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر هي كل همه في جميع أحواله, فلا يساوم على مفاهيمه في حال ضعفه إن حصل له الأذى ولا ينهزم إن عُذب أو ينافق من أجل تحقيق مصلحة .
إن المفاهيم قد بنيت على العقيدةِ الإسلامية ولا يمكن أن تنفصل عنها ونحن مطالبونَ بأن نضبط سلوكنا وفقاً لها بغض النظر عن الواقع او الحال لأنه متغير متقلب, فالقوي يضعف والضعيف يقوى, والقليل يكثر والكثير يقل وهكذا.
فمفهوم الرجاء عند حامل الدعوة هو حسن الظن بالله فيحمده في حال الرخاء ويرجوه في حال البلاء وحبله موصول مع ربه في كل حال وصدق الله العظيم{مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}العنكبوت5, وقوله {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }الكهف110, فإذا انعدم الرجاء وجد اليأس قطعاً, فإن نهاية الدنيا عند من لا يؤمن بالله هي خسارته أو فقده لولدٍ أو لحبيب وتتوقف الدنيا بنظره فيملها أو تمله...., بعكس المؤمن الذي يرجو الله ويتوكل عليه فإن قوله دائماً إنا لله وإنا إليه راجعون {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157}البقرة , فوقوع المصيبة في المال أو الولد أو فقده لحبيب لا يخرجه من دائرة رجائه بربه وصدق الله العظيم {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً{56} أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً {57}الإسراء, فحتما حين تقع عليه المصيبة يرجو الله أن تكون كفارة له وسبباً له حتى ينال رضوان الله بصبره عليها. فكان البلاء بالنسبة لحامل الدعوة هو جزءٌ لا يتجزأ من حمله للدعوة الإسلامية, فلا يوجد حمل للدعوة الإسلامية بدون بلاء, وكذلك المؤمن فإن البلاء بالنسبة له هو جزء من إيمانه وصدق الله العظيم {الم{1} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ{2}العنكبوت, فيقابل هذا البلاء بالصبر رجاءً يرجوه من ربه لأنه وحده هو كاشف الضر, فأُنس حامل الدعوة بربه يضفي عليه الطمأنينة والثقة, فهو وإن كان في مضائق الشدة والمحن والكروب يبقى أنسه بربه, ورجاؤه بوعده راسخا راسخا وإن بكت العيون حزناً وألماً...
لقد وعدنا الله عز وجل بالنصر والتمكين والغلبة فقال عز وجل {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ{171} إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ{172} وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ{173}الصافات, فكانت غاية التكريم حين نسبهم الله إليه في قوله {وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ{173} فكان الفرق بين أن تنسب نفسك إلى جند الله فتقول مثلاً أنا من جند الله, وبين أن ينسبك الله إليه بقوله {وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ{173}, وهذا غاية البلاغة في الخطاب واعلى مرتبة الاكرام, ويعني أنه لا يوجد إحتمال صدق وكذب بل إحتمال صدق فقط, وهذا هو الوعد الحق الذي نعتقده والذي أخبرنا عنه ربنا عز وجل حين قص علينا قصة موسى وحسن ظنه بربه واعتقاده الراسخ بنصر ربه له وأن ما عند الله أقرب له مما عنده.
إن القصة وإن كانت تخبر عن نبي الله موسى فإنها لنا تذكرة حتى يحصل اطمئنان القلب الفعلي بأن نصر الله للصابرين الصادقين آت لا محالة.... فقد خرج موسى بقومه طاعة لربه
حين اوحى اليه (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) (63) ثم خرج فرعون وجنوده يتبعونهم وصدق الله العظيم {فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}الشعراء61, ففرعون خلفهم والبحر أمامهم وليس لهم من أمرهم شيء والخوف يسكن قلوبهم ولا يفارقها فقالوا {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}, ولكن موسى الذي تلقى الوحي من ربه لا يشك لحظة ومَلء قلبه الثقة بربه واليقين بعونه والتأكد من النجاة وإن كان لا يدري كيف تكون النجاة او متى او اين, فهي لابد كائنة فالله هو الذي يوجهه ويرعاه, قال قول الواثق {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}الشعراء62, كلا في شدة وتوكيد.
هذا قول موسى وقول كل حامل دعوة يدعو بدعوةِ الحق ويصدع به لا يخاف من مخلوق مطلقاً ما دام في كنف الله {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}الشعراء62, تبقى هي الكلمة الفصل حين تشتد الخطوب وتضيق الحلقات فإن الله غالب على أمره وهو الذي يعين ويحمي حملة دعوته,فنصرهم موجود ينتظر امر الله له بالمجيء لهم فانه مشتاق لهم اكثر من اشتياقهم له.
روى البيهقي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه و سلم مثلت لي الحيرة كأنياب الكلاب وإنكم ستفتحونها فقام رجل فقال يا رسول الله هب لي ابنة بقيلة قال هي لك فأعطوه إياها فجاء أبوها فقال أتبيعها قال نعم قال بكم قال احكم ما شئت قال ألف درهم قال قد أخذتها قالوا له لو قلت ثلاثين ألف لأخذها قال وهل عدد أكثر من ألف) وحدث سلمان الفارسي قال ضربت في ناحية من الخندق فغلظت علي ورسول الله {صلى الله عليه وسلم} قريب مني فلما رآني أضرب ورأى شدة المكان علي نزل فأخذ المعول من يدي فضرب به ضربة لمعت تحت المعول برقة ثم ضرب به ضربة أخرى فلمعت تحته برقة أخرى ثم ضرب به الثالثة فلمعت برقة أخرى قلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا الذي رأيت لمع تحت المعول وأنت تضرب قال أوقد رأيت ذلك يا سلمان قلت نعم ,قال أما الأولى فإن الله فتح علي بها اليمن وأما الثانية فإن الله فتح علي بها الشام والمغرب, وأما الثالثة فإن الله فتح بها علي المشرق
فكان أبو هريرة يقول حين فتحت الأمصار في زمان عمر وزمان عثمان وما بعده افتتحوا ما بدا لكم فوالذي نفس أبي هريرة بيده ما افتتحتم من مدينة ولا تفتحونها إلى يوم القيامة إلا وقد أعطى الله محمدا {صلى الله عليه وسلم} مفاتيحها قبل ذلك
لقد قيل هذا الحديث والمسلمون يحفرون الخندق واعاقتهم صخرة فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذا الحديث وهو يعالجها,فجاءت هذه البشرى في اضيق واشد الاحوال على المسلمين حيت رمتهم العرب عن قوس واحدة,فكان قول الرجل وطلبه هو قول الواثق بنصر الله بغض النظر عن الحال الذي هو فيه,وما علم احد من اين او كيف او متى يجيء النصر,وحالنا كحال هذا الرجل لا نشك ولا نسأل ولا نمل من التكرارطاعة لله ما دمنا نسير على النهج.
ان طلب النصرة حكم شرعي تلبس به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فعرض نفسه على القبائل واحدة تلو الاخرى وما مل وما كل وما قال قد فعلت واكتفيت وقد فشلت,بل كان واثقا بان الله ناصره ومؤيدة وما زاده رفضهم له الا ايمانا وثقة,وحالنا اليوم كحاله صلى الله عليه وآله وسلم فلا يعني عدد مرات الفشل الشك فيما نحمل ا و ان نفتر ونمل, بل هو حكم شرعي واجب اداؤه نؤديه طاعة لله ويجيء النصر من الله من حيث لا نحتسب كما جاء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
إن حامل الدعوة لا يمكن أن يسيء الظن بالله قطعاً ؛ لأنه ينهل من الفكر الصافي الذي ينبع من العقيدة الاسلامية التي ربطت الأرض بالسماء فمن كان حبله قد وُصل بالسماء و آمن بأن الله هو الخالق الرازق المدبر المحيي و المميت و أنه هو القادر الناصر و أنه في كنف الله دوماً ، فكيف يعتري القلق من كانت هذه حالة و قلبه مطمئن بأن الله ناصره ..؟؟
..
.
لو كانوا يعقلون أو يخجلون لما قالوا ما قالوا
يا ويحهم يفضلون نظام حكم فرنسي على منهاج رب العالمين؟!!!!!
أليس شرع ربنا كاملاً؟!!!
أليس هو منهاج حياة يصلح لكل زمانٍ ومكان؟!!!
أم أنهم لا يقرأون قول رب العزة
"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ
يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ
وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا"
الجماعة الإسلامية تفضل نظام الحكم "الفرنسى"
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=93629
كتب- عمر القليوبى
قال عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، إنهم يدرسون حاليًا نظام الحكم الأفضل لمصر فى الفترة الحالية مع ميل داخل قواعد الجماعة للنموذج الفرنسى فى إعطاء صلاحيات لكل من الرئيس والبرلمان فى تسيير الحياة السياسية.
وأضاف الزمر فى تصريحات لـ"المصريون" أن هذا النظام وتوزيع الاختصاصات بين الرئيس والبرلمان يحقق أكثر من هدف ويمنع البلاد من العودة إلى الديكتاتورية مجددًا ويقطع الطريق على تمتع الرئيس بصلاحيات وصفها بـ"الأسطورية" تعيد تكرار سيناريو الرئيس المخلوع حسنى مبارك.
وأوضح أن هذا النظام يعطى نوعًا من التوازن للحياة السياسية ويضمن الفصل بين السلطات وعدم هيمنة إحداهما على الأخرى كما كان معمولاً به خلال العقود الستة الأخيرة من تحول السلطة التنفيذية إلى فرس الرهان، لافتًا إلى أن النظام البرلمانى سيبدد مخاوف بعض القوى السياسية والليبرالية فى مصر من الأغلبية الإسلامية داخل البرلمان، حيث يضمن هذا النظام تمتع جناحى السلطة بصلاحيات تمنع تغول إحداهما على الأخرى. وأضاف أن هذا النظام سيؤكد رغبة الإسلاميين فى تحقيق توافق مع أغلب القوى السياسية حول شكل النظام السياسى المصرى.
وأكد القيادى الإسلامى، أن الهيئة البرلمانية للجماعة الإسلامية وحزب "البناء والتنمية" ستدخل فى حوار موسع مع العديد من القوى السياسية يمينية ويسارية وإسلامية حول شكل النظام السياسى وستسعى لإيجاد توافق بين كل هذه القوى باعتبار أن التحديات التى تواجه مصر تحتاج لتضافر جهود أبنائها.
المصريون 31-12-2011م
أولويات المرحلة في العمل والخطاب*
1- ثورة مباركة
تعلمون أن الثورات بدأت عفوية ونتيجة للتراكمات الهائلة من الفساد والظلم وتعلمون أن هذه الثورات قد زعزعت عروش الظالمين وأسقطت بعضهم. الثورة فتحت بذلك الأبواب المغلقة بإحكام, وحركت الحياة السياسية الراكدة منذ دهر في الأمة.
2- الثورة على نفوذ الغرب وليس على الحكام فقط
الثورة في حقيقتها ليست فقط على الحكام العملاء, بل هي ثورة على الغرب المستعمر الذي هدم نظام الاسلام وأقام على أنقاضه هذه الحكومات العميلة ترعى مصالحه في بلادنا وتحافظ على الأوضاع التي أقامها ولتعمل ليل نهار للحيلوة دون وحدة الأمة ونهضتها وتحررها من سلطانه. لذلك يجب أن نركز هذه الحقيقة ونبرزها للناس, ليتحدد العدو الحقيقي للأمة, فنعمل على قلع نفوذه والتحرر من سلطانه.
استنادا الى ذلك فلا يجوز أن نفكر مجرد تفكير أن نستعين بالغرب لتغيير الأوضاع أو إصلاحها, لأنه هو العدو الحقيقي وهو السبب في كل ما نعاني منه, ثم أن هذا لن يؤدي إلى تغيير, بل إلى تجميل الواقع المرير وإدامته, وكأننا نقول للغرب: نبقى خاضعين لنفوذك على أن تحسن لنا ظروف الإستعمار وهذا للأسف ما قبلت بها بعض الجماعات المسماة اسلامية في مصر وتونس وليبيا والمغرب, قبلت بشروط الغرب التي تحفظ له هيمنته على بلادنا, فقبلت المساومة على الاسلام, ورضيت أن يبقى الحكم للكفر ودساتيره وقبلت أن تلتزم السياسة الغربية والنفوذ الغربي(بيت الطاعة الغربي في زواج آثم ملعون) وقبلت أن تلتزم معاهدات الخيانة مع يهود.
3- محاولات الغرب وعملائه احتواء الثورة
سعى الغرب وعملائه لاحتواء الثورة والسيطرة عليها وتوجيهها, وقد نجح في أمور وفشل في أخرى, ولكنه يواجه متاعب كبيرة في إحكام السيطرة الكاملة, وإن الأمل كبير بالخلاص من سلطانه عما قريب بإذن الله.
4-الأمة تكسب جولة من الصراع
لقد انتصرت الأمة في هذه المعركة أو الجولة من الصراع مع الغرب ودفعته للتراجع إلى الوراء ليحصن مواقعه المتأخرة, هو لم يهزم في الصراع, ولكنه خسر هذه الجولة وليست خسارته خسارة مخالفة لمجرى الأحداث والتاريخ, بل هي هزيمة في سياق التحول التاريخي لصالح الأمة والتراجع الإستراتيجي للدور الحضاري والسياسي الغربي في منطقتنا وفي العالم ككل.
5- وجوب مضاعفة حملة الدعوة لأعمالهم في هذه المرحلة
المطلوب منا وبناء على ما تقدم أن نضاعف الجهود كحملة دعوة, وأن نستغل الظروف الجديدة التي كسرت أبواب السجن بل جدرانه, وأن نستفيد من هذه الثقة التي تولدت عند الأمة بعد نجاحها في مواجهاتها مع الطواغيت وإسقاط العديد منهم وكسب عدد من الجولات في الصراع, وما نشأ من تحرك وتفاعل سياسي جعل التربة والمناخ صالحين جدا لنتقدم في تقديم مشروعنا واضحا محدد كبديل عن الأوضاع القائمة.
6-لا مشروع سوى الاسلام
الكل يلمس أن لا بديل واضح لدى الثوار والشعوب سوى الشعارات العامة الغير واضحة وهذا يمثل خطرا على الثورة, لأن الغرب اللئيم يستفيد من هذا الفراغ ومن عدم الوضوح ليطرح بدائله التي تبقي الأمة خاضعة له وبعيدة عن الاسلام كطريقة عيش ووجهة نظر في الحياة. ولا بد هنا من بلورة المشروع الاسلامي وبشكل واضح محدد, ولا بد من نسف كل الأفكار الاستعمارية الخبيثة والتي لا تهدف لإنهاض الأمة, ولا إلى تحسن ظروفها وأوضاعها, بل تهدف إلى حرف الأمة عن مسارها الصحيح الذي يحقق لها نهضتها وما تصبوا إليه من تغيير حقيقي, فالغرب وعملائه يهدفون من خلال طرحهم لأفكار الديمقراطية والدولة المدنية والتدرج في تطبيق الاسلام وفكرة الاسلام المعتدل(المنحرف) يهدفون من خلال هذه الطروحات الكافرة إلى منع الاسلام من العودة إلى الحكم خوفا على نفوذهم ومصالحهم, بل خوفا على حضارتهم العفنة المأزومة والتي سيقضي عليها الاسلام بالضربة القاضية بمجرد أن تقوم دولته. فهذه الأفكار ليست فقط أفكار خاطئة أو مغلوطة أو غريبة عن الأمة أو غير منتجة, بل هي أفكار إستعمارية تهدف إلى إدامة هيمنة الغرب على مصير الأمة كي لا تقوم لها قائمة.
7- التركيز على أن دور أهل القوة محوري في حسم الصراع لصالح الأمة
لا بد في هذه المرحلة من التركيز على أهمية دور أهل القوة في انتصار الأمة وإيجاد الثقة عند الناس أن أهل القوة يمكن كسبهم أو كسب جزء مهم منهم قادر على حسم الصراع لصالح الأمة, وأن نضرب على ذلك الأمثلة الواضحة وكيف أن الثورة نجحت في إسقاط بن علي ومن ثم مبارك بشكل سلس سريع بسبب تحييد أهل القوة (بغض النظر عن الأسباب) وكيف كان المشهد معاكس لذلك في كل من ليبيا واليمن وسوريا بسبب أن القوة المسلحة لم تتخلى عن حماية النظام رغم انشقاقات فيها ولكنها لم تكن كافية لحسم المعركة لصالح الثورة.
8-الفرق بين تطبيق الاسلام وتحقق النهضة في الأمة وشروط كل منهما
لا بد أن ندرك الفرق بين شروط إستئناف الحياة الاسلامية وما يتطلبه ذلك من مقدمات, وبين شروط النهضة وما تتطلبه من مقدمات والعلاقة بينهما. استئناف الحياة الاسلامية عن طريق إقامة الخلافة يقتضي منا فقط أن نقيم حزبا سياسيا مبدأي يحمل الاسلام فكرة وطريقة بشكل نقي واضح محدد ثم يعمل الحزب على تحديد هدفه وطريقة عمله بشكل واضح. ثم يعمل على جمع جماهير الناس على تبني مشروعه ومناصرته فيركز لديهم الأفكار الأساسية التي تتعلق بالحكم الاسلامي والحياة الاسلامية ووجوب أن يكون التغيير على اساس الاسلام وأحكامه وليس على أساس أفكار الغرب ومناهجه.
ويعمل لجعل فكرة الخلافة بوصها الطريقة التي تجسد المشروع رأيا عاما عند الناس منبثقا عن وعي عام يدفعهم للسير مع الحزب عملا أو مناصرة أوتأييدا. ثم العمل بجانب ذلك على كسب ولاء وتأييد أهل القوة للمشروع, فإن تحققت هذه الشروط الثلاث –حزب مبدأي – رأي عام مؤيد لمشروعنا منبثق عن وعي عام ثم كسب أهل القوة لصالح مشروعنا- نكون قد أوجدنا شروط التغيير وإقامة الحكم الاسلامي بإقامة الخلافة, ونكون بذلك شققنا الطريق للسير نحو النهضة الشاملة.
إن النهضة أشمل وأوسع من مجرد إقامة الحكم الاسلامي, بل لا بد من تركيز الاسلام فكرة وطريقة وإنشاء أجيال وأمة تفهم الاسلام فهما نقيا صافيا لا تشوبه شائبة, فلا يبقى أثر يرى لفلسفة يونانية, أو فارسية أو هندية, ويمحى كل أثر للثقافة الغربية.
حين يوجد ذلك وحين يوجد في الأمة وسط سياسي واع مخلص يتجاوز عدده الملايين ويأخذ الإسلام دور التركيز والعراقة تكون قد تحققت النهضة الشاملة, وعندها سينعكس ذلك على كل مناحي الحياة الثقافية والسياسية والإقتصادية والاجتماعية والعسكرية والمدنية وعلى تطور العلم. عندها تملك الأمة الاسلامية العالم بأسره وتقوده نحو الخير والصلاح, وتشرع في إصلاح ما أفسدته القيادة الفكرية الغربية ودوله الجشعة, وبذلك فقط يعم الخير العالم وينتشر الصلاح ويتراجع الظلم والفساد لينحسر كليا بإذن الله, وهذا فرض وواجب على المسلمين وليس طمعا بسلطان أو سيادة, ولا حبا بالهيمنة, ولا عطفا على الناس, بل هذا العمل هو أعظم واجب حمله الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيدا عليكم) وقال (وقالتوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) وقال (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
نسأل الله العون والثبات والقبول, والنصر على الأعداء والتمكين لدينه في الأرض.
___________________________________________________
* هذا المقال هو محاضرة "حلقة شهرية" ألقيتها في مركز حزب التحرير في طرابلس
منذر عبد الله 27-01- 2
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من حزب التحرير - سوريا إلى علماء المسلمين
في 15 ربيع الأول 1433هـ الموافق 07/02/2012م أصدر مئة وسبعة من علماء المسلمين بياناً بشأن ما يحدث في سوريا ضمّنوه فتاوى بحرمة دماء المسلمين وسائر حقوقهم، وأنه لا يجوز لمنسوبي الجيش السوري والأمن قتل أحد ولا الاستمرار في وظائفهم، ودعوا إلى دعم الجيش الحر، ودعوا الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف جادة من النظام السوري ومن الدول المساندة له كروسيا والصين، كذلك دعوا إلى توحيد صفوف المعارضة من أجل أن يبنوا دولتهم على أساس العدل وحفظ الحقوق وإقامة الحريات وإقامة المؤسسات التي تحفظ وحدة البلد ومصالحه، وأعلنوا تأييدهم كل جهد يحقن دماء الشعب السوري وصولاً إلى انتخابات حرة تضمن تداولاً رشيداً للسلطة وتعوّض الضحايا...
إنه من الجيد أن يصدر بيانٌ من علماء من مختلف بلاد المسلمين متجاوزين الحدود ما يؤكد على أن قضايا المسلمين واحدة؛ ولكن من المستهجن أن يخلو البيان من أي حل إسلامي، وكأنما يراد بذلك إرضاء جهات لا يرضى عنها الله سبحانه وتعالى، والمقصود بهذه الجهات: دول الغرب الرأسمالي الكافر، وأنظمة الحكم التي تحكم بغير ما أنزل الله. وكان الواجب ببيان علماء المسلمين أن يكون جامعاً مانعاً صريحاً جريئاً يضع النقاط على الحروف فيعبر عن موقف الإسلام الحقيقي تجاه ما يجري في سوريا وسائر بلاد المسلمين، ويرسلوا فيه دعوة صادقة إلى المسلمين كافة ليقفوا الوقفة الصادقة مع ربهم ودينهم، ويعلنوا فيه أن الأمة الإسلامية واحدة في قضاياها وسلمها وحربها، ولا تفرقها سدود ولا حدود، ولا أنظمة مزروعة تفرقهم لمصلحة دول الغرب التي تتكالب علينا تكالب الذئاب على الغنم.
إننا في حزب التحرير - سوريا نتوجه إلى العلماء لنذكرهم، بدايةً، أنهم ورثة للنبي صلى الله عليه وسلم وأمناء على دينه، وقد أخذ الله عليهم الميثاق لَيُبَيِّنُنَّ الحق للناس ولا يكتمونه، ولنذكرهم بأن الله يراهم ويسمعهم. ومن الأحكام الشرعية التي يأثم علماء المسلمين إن كتموها فلم يُبيِّنوها الأحكام القطعية التالية:
• إن الواجب الشرعي على علماء المسلمين أن يعلنوا بشكل واضح لا لبس فيه أن المطلوب شرعاً من المسلمين في سوريا هو إسقاط النظام السوري كونه قبل كل شيء نظاماً لا يحكم بالإسلام.
• إن الواجب الشرعي على علماء المسلمين أن يبينوا أن طريقة التغيير يجب أن تكون بحسب طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن يكون التغيير نظيفاً يحققه المسلمون كل المسلمين، علماؤهم ووجهاؤهم وعامتهم وأهل القوة فيهم، بأيديهم؛ فهم من يملكون قوى التغيير الحقيقية والفعلية داخل البلد.
• إن الواجب الشرعي على علماء المسلمين أن يبينوا لأهل القوة في سوريا أن عليهم واجبين شرعيين هما: حماية أهلهم ونصرة دينهم من أجل إقامة دولة الخلافة الإسلامية كما فعل أنصار الله ورسوله والمؤمنين في المدينة المنورة.
• إن الواجب الشرعي على علماء المسلمين أن يبينوا أن المطالبة بالدولة المدنية أو العلمانية اللادينية هي دعوة باطلة لأن أنظمتها أنظمة كفر يحرم أخذها أو تطبيقها أو الدعوة إليها.
• إن الواجب الشرعي على علماء المسلمين أن يبينوا حرمة التدخل الأجنبي في بلاد المسلمين سواء أكان من أمريكا ودول أوروبا التي تدعي نفاقاً أنها تؤيد أهل سوريا، أم من روسيا والصين التي تجاهر بالعداء ضدهم، فكل هؤلاء مجمعون على معاداة الإسلام ومحاربته، ولكن كل على طريقته.
• إن الواجب الشرعي على علماء المسلمين أن يبينوا حرمة المطالبة بتدخل مجلس الأمن الدولي لتأمين الحماية الدولية؛ لأن قوانينه قوانين كفر وأهدافه مربوطة بأهداف الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا.
هذا، وإن على علماء المسلمين إذا أرادوا أن يكونوا ربانيين أن يعلنوا أن حالة المسلمين في جميع بلادهم واحدة، وبالتالي فإن الحل الشرعي لها واحد، وأن الأنظمة الطاغوتية التي تحكم المسلمين بغير ما أنزل الله يجب إسقاطها وإقامة دولة الإسلام مكانها.
أيها الأفاضل من العلماء في بلاد المسلمين كافة:
لقد آن الأوان لأن تقولوا كلمة الحق بعد طول سكوت، وأن تعملوا على إقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة الثانية الموعودة بعد طول انتظار، وعسى أن يكون عقر دارها الشام التي باركها الله... فاجعلوا لأنفسكم حظاً في هذه اللحظة الحرجة من هذا المخاض الذي ينتظر مولود دولة الإسلام. قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
17 من ربيع الاول 1433
الموافق 2012/02/09م
حزب التحرير
ولاية سوريا
http://hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_16352
الإسلام بين رهبة الغرب ورغبة الشعب
أ.حسن عبد الحميد
الخلاف بين المنهج الإسلامي والفكر الغربي خلاف جوهري وأساسي ولايمكن أن يلتقي النهجان أبدا إلا إذا تخلى أحدهما عن منهجه؛ ونهاية الخلاف إذا أدى إلى صراع لا تكون إلا بانتصار أحد المنهجين على الآخر وقد نبّه القرآن إلى هذه الحقيقة فقرر بحسم (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، ومما يزيد الأمور سوءا في هذه المرحلة التاريخية التي نعيشها أن الحضارة الغربية يقودها التحالف القائم بين الصهيونية العالمية المستندة إلى اليهودية والمحافظون الجدد ذوي الأصول الفكرية القائمة على البروتستانتية، وتدعمهم في هذه المعركة التي يديرونها ضد الإسلام كل الكنائس بمختلف أصولها وتوجهاتها في الغرب، والغرب اصلا يبحث عن عدو ينازله ويحشد طاقات شعوبه بغرض مواجهته، وعندما انتهت الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشيوعي في تسعينيات القرن الماضي؛ خرج علينا منظرو الغرب بنظرية صراع الحضارات، ومؤداها أن الإسلام هو الحضارة التي يجب مواجهتها والقضاء عليها في الفترة التي تلت سقوط المعسكر الشيوعي. هذه حقائق ينبغي أن ينتبه لها المسلمون في هذه الفترة التاريخية التي نعيشها؛ حتى يوفروا جهودهم وطاقاتهم نحو المعركة الرئيسة لا المعارك الفرعية التي يشغل بها البعض الأمة في هذه المرحلة.
إن نظرة الغرب للإسلام والمسلمين نتاج تراكمات ثقافية وحضارية تكونت عبر قرون تعود إلى فترة الحروب الصليبية وذلك ما يقرره مفكرو الغرب أنفسهم؛ إذ يقول (ديفيد بلانكس) و(مايكل استرو) في كتاب لهما صدر في عام 1999م : ( إن جذور رؤية الغرب الراهنة للإسلام والمسلمين تعود إلى القرن الحادي عشر الميلادي الذي شهد بداية الحروب الصليبية والمراحل الأولى لنشأة الهوية الغربية الحديثة... إن الأوروبيين في تلك الفترة كانوا محاصرين بحضارة أكثر قوة وتقدما وهي حضارة الإسلام، وإنهم فشلوا في هزيمة هذه الحضارة خلال الحروب الصليبية كما رفضوا فهمها لكنهم شعروا دائما بتهديدها الحضاري والديني لهم، لذا لعب الإسلام دورا أساسيا في تشكيل الهوية الأوروبية ومن ثم الحضارة الغربية الحديثة).
وفي العصر الحديث يمضي مفكرو الغرب على ذات المفاهيم حول الإسلام وصراعه مع الحضارة الغربية؛ إذ يقول المستشرق برنارد لويس في كتاب له صدر عام 2003م بعنوان ( ماذا حدث خطأ؟ الصراع بين الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط) يقرر فيه (إن نظرة الإسلام والمسلمين للغرب والولايات المتحدة في الفترة الراهنة يحكمها شعورهم بالمهانة الدولية بعد سقوط حضارتهم، وهذا يجعلهم يحقدون على الغرب). وبرنارد لويس هذا أحد مستشاري الإدارات الأمريكية المتعاقبة إلى الآن.
إن نتائج الانتخابات الأخيرة التي تمت في كل من مصر وتونس والمغرب عقب ثورات الربيع العربي؛ تمخضت عن تأييد كبير لكل من يحمل شعار الإسلام، وهذا ما أكدته مؤسسة جالوب الأمريكية في استطلاع لها جرى في عام 2007م إذ كشف الاستطلاع أن أكثر من 70% من الشعب المصري يؤيد تحكيم الشريعة الإسلامية وأن حوالي ثلثي المصريين يطالبون بجعل الشريعة المصدر الوحيد للتشريع. وشعار (الشعب يريد إسقاط النظام) لا ينحصر في إسقاط أشخاص الرؤساء السابقين وتنصيب حكام إسلاميين مكانهم، بل يعني إسقاط كل ما ارتبط به الرؤساء السابقون من سياسات وعلاقات، وإنهاء حالة الهيمنة الغربية على مصالح ومقدرات الأمة وإعادة الاعتبار لقيم الأمة في الاجتماع والإعلام التعليم والفن والسياحة... وثمة تحذير للإسلاميين الفائزين في تلك الانتخابات من التخلي عن حمل الإسلام كبديل حضاري يعيد صياغة الأنظمة السياسية والاقتصادية والعلاقات الدولية حتى لا يتحولوا إلى ساسة دراويش تتلاعب بهم القوى الدولية وتسقطهم فيما سقطت فيه من أوحال، ومن ثم يسقطون في أعين الناس ويفشلون في تجاوز أزمات سياسية داخلية لا قبل لهم بها. والخلافة الإسلامية قادمة بإذن الله تعالى شاء الغرب أم أبى بخطوات ثابتة نحو قيادة البشرية من ظلم الفلسفات الوضعية إلى عدل المحجة الإسلامية.
منقول عن مجلة الزيتونة
منقول عن المشكاة الإسلامية
سوريا: بين المؤامرة والتحدي
د. علاء شماسنة
لا شك أن الثورات العربية جاءت مفاجئة لصانع القرار الغربي، بل جاءت بسرعة لم يتوقعها، وإن إسقاط الأنظمة الموالية له باتت حقيقة تقبلها بعد تهاوي النظام التونسي و من بعده المصري، فأخذ يتعامل مع هذا الواقع الجديد فهو لا يستطيع أن يقف أمام جحافل الثورة الشعبية وأمام تلاطم الأمواج العاتية التي تنادي بالحرية ودحر الفساد.
فسوريا كغيرها من بلاد المسلمين باتت تتوق إلى الحرية والإنعتاق من عبودية النظام الفاسد، فقد عاشت عقوداً طويلة تحت الظلم و الاضطهاد و القهر، فكانت شرارة الثورة التونسية ومن بعدها المصرية باعثاً جديداً وحافزاً قوياً لدحر شبح الخوف والذل الذي سيطر على قلوب الناس، فكسر الشعب الحاجز الذي يحول بينه وبين الحرية و الكرامة وانتفض الشارع معلناً ثورته على نظام دموي حكم البلاد و العباد بالقوة و الجبروت، ولم يثنه إلى الآن آلة التعذيب والقصف و الدمار وسقوط عدد كبير من الشهداء وما قامت به السلطات وشبيحته.
فالثورة للشعب السوري هدف لا حياد عنه و تطلع لا بد منه، فلا رجعة إلى الوراء لأنها تتضمن خسارة الهدف وفقدانه والرجوع إلى حياة الذل و الهوان وتصفية كل حر وشريف قام بهذه الثورة أو شارك فيها، فالشعب السوري لا يملك سوى إكمال مشواره ومواصلة تقدمه بخطى ثابتة وإن كانت بطيئة.
وفي هذه الثورة المجيدة ظهر واضحاً وعي الشعب السوري المسلم فيما يجري من أحداث وما يريد تحقيقه من أهداف كإسقاط النظام كاملاً بكل رموزه، وتجلى هذا الوعي برفضه تدويل القضية وجعل الساحة السورية مسرحًا للصراعات الغربية و التدخلات الأجنبية وإن كان هناك أصوات شاذة تنادي بالتدخل وتدويل القضية.
فإصرار هذا الشعب دون كلل أو ملل أصاب النظام السوري بالجنون و الهستيرية فاستخدم كل ما يملك من وسائل و أساليب القمع وما في جعبته من مصائب و مكائد ليلقيها على هذا الشعب الأعزل ومارس وما زال الكذب والدجل و الإعلام المفبرك المضلل لتشويه الحقائق على ارض الواقع ، فخلق واقعاً غير موجود يبني عليه نتائج معدة مسبقاً، فاختلق التفجيرات ومن يقف وراءها وراح يعزف على وتر الممانعة المزعوم ورعايته لتنظيمات إسلامية كحزب الله و حماس وأن ما يحدث الآن إنما هو مؤامرة عالمية لضرب دوره في المنطقة ولخدمة إسرائيل .
إلا أن مصيبة الشعب السوري لم تقف على هذا النظام و حده فقط بل تعدته إلى مشاركة من تسمى نفسها جامعة الدول العربية النظام بالقتل و الجريمة بحق هذا الشعب الأعزل بل إن تدخلها جاء بعد قطع بشار وزبانيته شوطاً كبيراً من القتل و الدمار والاعتقال وسيل الدماء وفشله في إخماد هذه الثورة، جاء لإعطاء النظام مزيداً من الوقت و مخرجاً يظهر فيه تعاون هذا النظام مع التحقيقات فيضفي عليه صفة البراءة من الأحداث. إن ما يجري من أحداث في سوريا واضح للعيان ليس بحاجة إلى مراقبين من أجل توثيقه فصور آلاف الشهداء من النساء والأطفال والرجال والشيوخ وما فعلته شبيحته كفيل بتحريك هذه الجامعة العربية لنصرة إخوتنا في سوريا بل كفيل بإعلان الحرب على هذه العصابة التي تفتك بالشعب المسلم وهذا يثبت عدم صدق نوايا جامعة الدول العربية وأنها تعيش في زمن الأنظمة المهترئة، وأنها تابعة للغرب وأن مسعاها هو تدويل القضية بحجة فشل دورها والسماح للتدخل الغربي في هذا البلد المسلم مع قدرتها على نصرة هذا الشعب.
فعن أي مبادرة سياسية تتحدث الجامعة ولماذا إعطاء النظام الفرصة تلو الأخرى؟! إذا كان الشعب قرر إسقاط النظام و إجتثاثه!! وعن أي مخرج سياسي تطالب به النظام وتعنته وتعسفه يزداد يوماً بعد يوم بل لم يعترف بأن من يقوم بهذه الثورة يطالبون بالحرية و الكرامة وإنما هم حثالة من الإرهابيين كما يدعي.
وما الدور السياسي الذي تلعبه حركة حماس الذي يتمثل بالقيادي خالد مشعل والشعب يرفض نهائيا الحوار مع هذا النظام الفاسد والقاتل هل بقي أحد يصدق بأن هناك دور للممانعة في قاموس هذا النظام وهل بقي أحد لم يدرك أن رعايته للتنظيمات المسلحة ما هو إلا ورقة ضغط يستخدمها كيف شاء في التوقيت الذي يريده.
نعم الوضع في سوريا معقد والأيدي الخفية التي تقف وراءه تزيده تعقيداً وتدهوراً ، فالأوضاع في سوريا تأخذ منحاً سياسياً سريعاً وخطيراً يتطلب الوعي بأهمية الأحداث و ما ستؤول إلية المنطقة.
وهذه رسالة نوجهها للشعب السوري المسلم الحر بأن الحرية والتحرر من الحكم الجبري طريقه شائك وقد يطول فهو غير مفروش بالورود فلا يضعف من همتكم سقوط آلاف الشهداء وما يفعله النظام و شبيحته فإنما النصر صبر ساعة وان من يسقط من قتلى إنما هم شهداء أًحياء عند ربهم يرزقون يحشرون مع الأنبياء و الصديقين وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فنصحه فقتله" فطوبى لهم.
فهذه ضريبة الحرية و التحرر من الحكم الجبري. فقد بشر الرسول عليه السلام بعد هذا الحكم الجبري بالخلافة الراشدة. فأنتم جند الشام فالتاريخ شاهد على صنيعكم فستكونون حماة لدولة الإسلام فاستبشروا خيراً فان الأمة في طريقها للوحدة وتحطيم قيود الذل والهزيمة ولو كره المنافقون من الأمة ولو أنفق الغربيون كل أموالهم في منع تحقيق ذلك كما قال تعالى "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون" فوحدة المسلمين بحاجة لتضحية، فتضحياتكم هذه وتحرركم إنما هو في سبيل هذا الهدف العظيم فاصبروا واثبتوا فالنصر قادم ويرونه بعيداً و نراه قريباً.
منقول عن : مجلة الزيتونة
موقف جماعة الإخوان المسلمين
من تطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الخلافة
نعم هذا هو موقف جماعة الإخوان، وإن كان هذا غير صحيح وأنه رأي أفراد وليس رأي الجماعة، لمَ لا تصدر جماعة الإخوان المسلمين رأيها كجماعة بصراحة وتتركها للأفراد
1. مصر: «الإخوان» تؤكد التزامها بمعاهدة السلام مع إسرائيل
http://www.alriyadh.com/2011/12/12/article691060.html
2. الإخوان المسلمون في مصر يطمئنون إسرائيل بأنهم يفهمون أهمية معاهدة السلام
http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2011/12/08/226020.html#.TuD_OP1IKMc.facebook
3. الأخوان المسلمون في المغرب : لن نطبق شرع الله
http://www.youtube.com/watch?v=o06RbGbCzNQ
4. غل: نصحتُ حماس بالاعتراف بإسرائيل
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/CEAE637E-D658-45B7-A0A3-9CF4963236A4.htm?GoogleStatID=9
5. مراقب الاخوان في سوريا ينفي عملهم للخلافة
http://www.youtube.com/watch?v=-3eBsZH8zV8&feature=player_embedded
6. العوا : أنا ضد عودة الخلافــة الإسلاميـة
http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2011/06/01/125690.html
أين موقف الإخوان من تصريحات العريان؟؟؟؟؟؟؟؟
قال العريان في تصريحات لـ "بي بي سي"، إن من حق كل مصري ومصرية مسلم أو مسيحي أن يتقدم لنيل ثقة المصريين بالترشح لرئاسة مصر، وأن الباب مفتوح لجميع المرشحين لرئاسة مصر ولكل مَن يجد في نفسه القدرة على الترشح ويستطيع كسب ثقة الناس ولديه برنامج حيوي وفاعل لنهضة البلاد.
رئيس حزب الحرية والعدالة يقول:
لاخلاف بين العقيدةالإسلامية والمسيحية!!!
http://www.youtube.com/watch?v=67SbhMfanco&feature=player_embedded
مسكين .. " خالد مشعل " !!
بقلم د . رفعت سيد أحمد
* نعم .. مسكين هو الأخ أبو الوليد (خالد مشعل) .
* ومسكين أيضاً رفيق جهاده (إسماعيل هنية) .. وقبلهما كل العزاء لحركة (حماس) ، ومجاهديها الشرفاء .
* أما لماذا ؟ فلأن المشهد الذى رأيناه ، يوم الاثنين 6/2/2012 فى الدوحة يثير الأسى أكثر مما يثير الغضب ، حين توسط رجل إسرائيل وأمريكا الأول فى الخليج (حمد : حاكم قطر) كل من خالد مشعل ومحمود عباس ليوقعا اتفاقاً جديداً لتشكيل حكومة جديدة تحت حراب المحتل ، وليس لبدء مرحلة ثورية تعيد الأرض التى تسيطر عليها هذه الحكومة ، وتليق بربيع الثورات العربية الذى ما فتىء يتغنى به هؤلاء الثلاثة صباح مساء فى مشهد شديد البؤس!! .
* لقد كان مشهداً حزيناً للغاية .. أن ينهى خالد مشعل ؛ حياته السياسية والجهادية (كما أعلن من قبل !!) بإتفاق هزلى لحكومة يرأسها أبو مازن صاحب العلاقات المديدة والوطيدة مع قادة الكيان الصهيونى منذ اتفاق أوسلو 1993 وحتى اليوم ، وأن ينحنى إسماعيل هنية - قبل ذلك بأيام - ليقبل يد يوسف القرضاوى مفتى حاكم قطر الخصوصى ، والذى أفتى بالقتل للحكام العرب ، إلا حكام الخليج (سبحان الله !!) رغم أنهم أشد استبداد وتبعية وفساداً ، يقبل يده وهو الفلسطينى الحر الذى لا ينحنى إلا لله ؛ لهو الأمر الذى يدعو إلى الأسى والحزن .
* أما الحزن الأكبر لفلسطين الحبيبة ، ولحركاتها المجاهدة التى كنا نحسب هؤلاء من قادتها : لقد سكتت فيها ، ويبدو إلى أمد طويل ، أصوات المدافع والرصاص المقاوم ، إنه أمر محير والله ، تنتصر (الثورات) فى البلاد العربية وتسكت فى فلسطين .. هل ثمة رابط ، أم هى الصدفة ؟ هل ثمة مؤامرة هناك ، أم هى ظروف اللحظة وضغوط الزمن ؟ .
* لقد تحدثنا ، وكلنا أمل مع انتصار الثورة المصرية (25 يناير 2011) أنه بسقوط (حسنى مبارك) ، " الكنز الاستراتيجى " للعدو الصهيونى ، فإن فلسطين ستشتعل وأن لحظة الانتفاضة الثالثة قد اقتربت ، والمقاومة ستقوى لأن حلفاء إسرائيل العتيدين قد رحلوا ؛ ومرت الأيام ، فإذ بالأنظمة التى سقطت واُستبدلت بقوى إسلامية (إخوانية تحديداً) سواء فى تونس أو ليبيا ثم مصر واليمن ، تتراجع بعدها فلسطين إلى الخلف درجات ، وإذ بالأنظمة الجديدة تكاد تعترف بإسرائيل ، لولا بعض الحياء ؛ بل وتلتقى بالمسئولين ورجال المخابرات الأمريكان القريبين مصلحة ورؤية من إسرائيل ، بترحاب وبلا شروط (انظر لقاءات الإخوان فى مصر بـ 7 من كبار رجال المخابرات والسياسة الأمريكية) ، وانظر لقاءات راشد الغنوشى فى واشنطن ودافوس باليهود والإعلام الصهيونى ، وانظر لقاءات بن كيران المغربى فى دافوس بالإذاعة الإسرائيلية ، وأنصحك ألا تعد اللقاءات الحميمية لإسلاميى سوريا وثوارها المزعومين برجال المخابرات الفرنسية والأمريكية وبالإعلام الصهيونى وبرنار ليفى .. فما أكثرها !! ، وتبدل الحال وقدم – وسيقدم – إسلاميو الثورات الجديدة ، للأمريكان والصهاينة فى الملف الفلسطينى ما لم يجرؤ حسنى مبارك وباقى الرؤساء المخلوعين على تقديمه لهم ، وكله باسم الإسلام والثورة ، وهما بالقطع بريئين مما يفعل هؤلاء !! .
* فى هذه الأجواء جاء المسكين (خالد مشعل) ليقدم آخر أوراقه فى قطر وما كان يليق به أن يفعل بنفسه ، وبـ (حماس) و(فلسطين) ذلك ، لقد كان الأجدى ، والأجمل له أن يختم رئاسته للمكتب السياسى ، بأن يستقيل وهو يدعو إلى الجهاد ، وليس لإقامة حكومة فلسطينية برئاسة (صديق للإسرائيليين) داخل سجن إسرائيلى كبير اسمه (الضفة وغزة) ، فهل يا ترى كان خالد مشعل يدرك ما يفعل ؟ هل كان يعلم أنه ينهى حياته السياسية بما لا يليق بها كفلسطينى حر مجاهد ؟ أم أنه قد جاءه أمر من التنظيم العالمى للإخوان أن يفعل ، ففعل دون تذكر ولو للحظة أن فلسطين لدى أهلها أقدس من تنظيمه الإخوانى العالمى ، وأنها الأولى بالسمع والطاعة منه ، وأنها فوق ذلك كله لاتزال محتلة ، وأنها ليست فى ترف تشكيل حكومات وهمية فى وطن محتل ، تحت رعاية أمراء يعملون فى خدمة واشنطن وتل أبيب ، حكومات أسيرة برئيس إسرائيلى الهوى !! ثم إن المحبين لفلسطين ، داخلها وخارجها ، يستغربون من تضمين اتفاق فلسطينى – فلسطينى ، لاسم أمير قطرى بداخله هو (ولى العهد تميم بن حمد) ، ويسألون هل توجيه الشكر له ، لجهود قام وهو (طفل سياسى) فيما يتصل بالشأن الفلسطينى العظيم ، أم هو شكر لأمواله ، خاصة وهذه الأموال قد فعلت فعلها مع آخرين قبلهم من شيخ الفتاوى ؛ شيخ قاعدة العديد ، إلى نائب الكنيست الإسرائيلى – المفكر العربى وفقاً لمصطلح الجزيرة المثير للسخرية - عزمى بشارة وأسست له مركزاً للدراسات يستقطب فيه الخبرات والثورات والمعلومات ورجال المعارضة العرب وآخرهم رجال المعارضة السورية !! ، استقطابهم بهدف تفكيك الوطن المصرى ثم الليبى والآن السورى وتدميره !! فهل كان ذكر الأمير – ولى العهد – وحضور الأب كشاهد على الاتفاق وفى توقيت الصفعة الكبرى التى وجهت إلى مؤامرة الخليج بقيادة قطر والسعودية داخل مجلس الأمن الذى ذهبوا إليه لتدويل الملف السورى ، جاء الاتفاق لكى يرد الاعتبار لدويلة قطر التى اهتزت الأرض تحت أقدامها بعد فشل مخططها ؟ وهل يليق بمجاهد كبير – مثل خالد مشعل- قضى الشطر الأكبر من عمره فى حماية الدولة السورية ودعمها أن يفعل ذلك ؟ ، هل يليق به وبحركته وبإسلامه الحنيف ، الذى علمنا شكر من أسدى إلينا الجميل ، ألا يذكر كلمة واحدة عن الدولة صاحبة الفضل عليه وعلى حركته حين استقبلته وحمته عندما طرده عربان الخليج !! .
مسكين خالد مشعل ؛ لقد أنهى حياته بما لا يليق بها ولكن المسكين أكثر هو هذا الشعب الفلسطينى وتلك القضية التى سيتم دفنها وإلى الأبد بأيدى الأنظمة الجديدة ، التى تدعى الثورية والتى لن تحصل فلسطين منها إلا على الكلام وفتاوى القرضاوى الميتة والمعلبة والتى لم يعد يستجيب أحد إليها لفقدانها المصداقية !! إنها أنظمة لا تزيد عن الأنظمة القديمة سوى فى (اللحية) وإذا لم يدرك المجاهدون الحقيقيون فى فلسطين ، أبعاد المخطط الذى يستهدفهم والمؤامرة الكبيرة التى تتم باسم قضيتهم ، وإذا لم ينادوا بالثورة ضد هذا العفن الذى يقوده الخليج المحتل (ياللغرابة اتفاق مشعل – أبو مازن كان على بعد نصف ميل من قاعدة العديد الأمريكية !!) .. إذا لم يؤسسوا لاتفاق وطنى جديد قائم على المقاومة ، واستراتيجية للتحرير والعودة وليس للحكم وتقسيم الدوائر والأمن داخل الزنزانة الإسرائيلية .. إذا لم يكسروا جدران هذه الزنزانة أولاً .. ثم يشكلوا بعد ذلك حكومتهم كما يشاءون .. إذا لم يبدأوا الآن ربيع انتفاضتهم الثالثة ، إذا لم يفعلوا واكتفوا بأموال حمد وموزة وتميم ؛ وفنادق المخابرات المصرية الفاخرة ، فقل على القضية مثلما قلنا عن " أبو الوليد وأبو العبد " .. السلام !!
"السياسة الضريبية جرم اقتصادي وليد جرم وفشل سياسي"
محاضرة سياسية عقدها شباب حزب التحرير في الخليل
تبنيا لمصالح الأمة وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر عقد شباب حزب التحرير- الخليل محاضرة سياسية أمس الأحد 26-02-2012 بعنوان (السياسة الضريبية جرم اقتصادي وليد جرم وفشل سياسي) في ديوان آل بدر، حضرها حشد كبير من الوجهاء والأكاديميين والسياسيين وأصحاب المصانع والشركات والتجار.
استهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم رحب العريف بالضيوف الكرام، وتساءل عن الأموال التي تجبيها السلطة الفلسطينية لمصلحة من تجبى؟ وأين تذهب؟ وهل أهل فلسطين الذين يعيشون تحت الاحتلال والمثقلين بالأعباء قادرون على قانون الضريبة الجديد؟ وماذا تقول شريعتنا الغراء في ذلك؟... تاركاً الاجابة للمحاضر ليجيب على هذه التساؤلات وغيرها.
تحدث المحاضر الأستاذ راغب أبو شامة بداية عن السياسة الاقتصادية عند أيّ كيان سياسيّ في العالم وبين أنها لا تنفصل مطلقاً عن النظام السياسي العام لذلك الكيان، فهي سياسة من ضمن المنظومة السياسية المتكاملة للدول، بل إن النظم الاقتصادية والاجتماعية وباقي نظم الحياة إنما ينبع تصوّرها الواضح في الكيانات السياسية بعد وضوح النظام السياسي ذاته وبلورته واستحضار الأساس الذي يقوم عليه، وهو العقيدة، فأنظمة الدول تنبثق عن عقيدتها السياسية ولا تنفك عنها بحال، فهي من جنسها.
وتعرض المحاضر لحال السلطة الفلسطينية قائلاً: إنّ السلطة الفلسطينية قامت على أساس التوافق بينها وبين كيان يهود المتعلق بتقسيم فلسطين إلى دولتين، ومع ذلك فإنها ككيان سياسي كامل متكامل غير موجودة: لا سياسيا ولا جغرافياً ولا أمنياً فليس لها سيادة ولا ولاية، كما صرح بذلك مسؤولو السلطة أنفسهم فقالوا (أن فلسطين خاضعة للاحتلال ولا زالت)، وكما اعترف عباس وحسين الشيخ أن اليهود سحبوا الصلاحيات من السلطة، كما بين المحاضر أنّ الشعوب التي ترزح تحت الاحتلال لا تخضع لقوانين الضرائب على أشكالها واختلافها.
وأضاف أن الملاحظ بوضوح أنّ السياسة الضريبية في فلسطين قاصرة، لأن النظام السياسي ذاته قاصر عن كلّ معاني الرعاية، فمشكلة النظام الاقتصادي ليست آتية من باب أنّ هذا القانون أو التشريع الضريبي خاطئ أو في غير محله، بل هو قانون يُجرم في حق الناس وأموالهم، فهو نظام اقتصادي للجباية وليس للرعاية، فالضرائب تصل في مجموعها- بشكل مباشر وغير مباشر – من 35-40 % من دخل المواطن وهي عامل من ضمن عدة عوامل في السياسة الاقتصادية الفاشلة التي هي وليدة تراكمات سياسية واقتصادية أثبتت فشلها في رعاية شؤون الناس.
وتطرق المحاضر إلى اتفاقية باريس التي عقدتها السلطة الفلسطينية مع " كيان يهود" سنة 1994، وأبرز ما جاء فيها، ثم انتقل إلى ما حصل في عهد حكومة فياض، نتيجة السياسة الاقتصادية المجرمة:
- زادت أسعار المواد الغذائية والأساسية أربعة أضعاف
- حصل تراجع في القطاع الزراعي من 8% - 12%
- يدفع المواطن ضريبة بدون أن يشعر أنها ضريبة، فمثلاً: عند شرائك (ربطة خبز) واحدة أنت تدفع ضريبة مقدارها 15% من ثمنها أو يزيد.
وبين المحاضر أنّ الحضارة الإسلامية هي الرائدة في مجال تنظيم الموارد المالية للأمة الإسلامية، وقد عرفت البشرية في دولة الخلافة أول هيئة للمالية على نفس النمط الذي يسود الآن في أرقى الدول المتحضرة وهذه الهيئة الرائدة كانت تسمى 'بيت المال'.
وأضاف: لقد كانت الخيرات العظيمة التي تدفقت على بيت مال المسلمين كثيرة، وأتى على ذكر بعض الأموال التي تدفقت إلى بيت مال المسلمين في فترة زمنية محددة من مال الخراج، فكان المجموع 315,100,000 درهم فضة، و10,117,000 دينار ذهب، وذلك من خلال شاشات عرض سهلت على الحضور التواصل مع المحاضر.
وفي الختام أكد المحاضر على أنّ المكس هو أخذ أموال الناس ظلماً، أي دون مقابل، مثل من يأخذ الضرائب على المارة والمسافرين من غير أن يكون ذلك مقابل منفعة تعود على المأخوذ منهم، وهو من الكبائر والعياذ بالله تعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا يدخل الجنة صاحب مكس)، والمكس في الأصل الخيانة.
وأضاف أن المسلم في ظلّ حكم الله ليس على ماله غير الزكاة، والدولة تنفق على المسلمين من بيت المال، فتكفل الحاجات الأساسية لجميع الأفراد من مأكل ومسكن وتطبيب وتعليم وملبس، فإن لم تكفِ أموال بيت المال تأخذ (من فضل مالِ الأغنياء منهم) التي تزيد عن حاجاتهم الأساسية لتعطيها للفقراء، هذه "الضريبة" تكون: "في حال الضرورة" من فضل مال الأغنياء، غير دائمة، ولا تكون مطلقاً على الفقراء.
ثم أجاب المحاضر على أسئلة الحضور والتي ركز من خلالها أننا لسنا من دعاة "الترقيع" لهذا النظام الذي أثبت فشله، بل تمادى هذا النظام في جرائمه السياسية والاقتصادية ولا يهمنا هنا تعديل قانون أو إلغاؤه، ذلك أن مصيبتنا في وجود هذا الكيان من أساسه وأننا كمسلمين يجب أن تنحصر مطالبتنا وينحصر عملُنا (بتحكيم شرع الله تعالى الذي أمرنا به)، طالبا من الحضور إنكار هذا المنكر ورفع صوتهم عاليا.
ثم بعد ذلك عُرض فيلم وثائقي عن حضارة المسلمين بعنوان (عندما يحكم المسلمون بشرع الله ودينه هذا ما يحصل). وأنهى عريف المحاضرة بالدعاء للمسلمين.
27/12/2012
لو كانوا يعقلون أو يخجلون لما قالوا ما قالوا
يا ويحهم يفضلون نظام حكم فرنسي على منهاج رب العالمين؟!!!!!
أليس شرع ربنا كاملاً؟!!!
أليس هو منهاج حياة يصلح لكل زمانٍ ومكان؟!!!
أم أنهم لا يقرأون قول رب العزة
"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ
يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ
وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا"
الجماعة الإسلامية تفضل نظام الحكم "الفرنسى"
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=93629
كتب- عمر القليوبى
قال عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، إنهم يدرسون حاليًا نظام الحكم الأفضل لمصر فى الفترة الحالية مع ميل داخل قواعد الجماعة للنموذج الفرنسى فى إعطاء صلاحيات لكل من الرئيس والبرلمان فى تسيير الحياة السياسية.
وأضاف الزمر فى تصريحات لـ"المصريون" أن هذا النظام وتوزيع الاختصاصات بين الرئيس والبرلمان يحقق أكثر من هدف ويمنع البلاد من العودة إلى الديكتاتورية مجددًا ويقطع الطريق على تمتع الرئيس بصلاحيات وصفها بـ"الأسطورية" تعيد تكرار سيناريو الرئيس المخلوع حسنى مبارك.
وأوضح أن هذا النظام يعطى نوعًا من التوازن للحياة السياسية ويضمن الفصل بين السلطات وعدم هيمنة إحداهما على الأخرى كما كان معمولاً به خلال العقود الستة الأخيرة من تحول السلطة التنفيذية إلى فرس الرهان، لافتًا إلى أن النظام البرلمانى سيبدد مخاوف بعض القوى السياسية والليبرالية فى مصر من الأغلبية الإسلامية داخل البرلمان، حيث يضمن هذا النظام تمتع جناحى السلطة بصلاحيات تمنع تغول إحداهما على الأخرى. وأضاف أن هذا النظام سيؤكد رغبة الإسلاميين فى تحقيق توافق مع أغلب القوى السياسية حول شكل النظام السياسى المصرى.
وأكد القيادى الإسلامى، أن الهيئة البرلمانية للجماعة الإسلامية وحزب "البناء والتنمية" ستدخل فى حوار موسع مع العديد من القوى السياسية يمينية ويسارية وإسلامية حول شكل النظام السياسى وستسعى لإيجاد توافق بين كل هذه القوى باعتبار أن التحديات التى تواجه مصر تحتاج لتضافر جهود أبنائها.
المصريون 31-12-2011م
الإسلام قوة
http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=666045&issueno=12147
هذا ما كشف عنه الربيع العربي: قوة الإسلام السياسي، فبعد أفول الحركة القومية بنكسة 1967، وطموحات الوحدة العربية بانسلاخ سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة، وانهيار الحركات اليسارية بسقوط المنظومة السوفياتية شرقا، وفشل الاشتراكية غربا، خلت الساحة للأحزاب الإسلامية فأبدعت في اجتياحها. كشف الربيع العربي أيضا عن ضعف العلمانيين والديمقراطيين والليبراليين، حيث إنهم عجزوا عن الالتحام في كتلة فعالة، وتبين أنهم مجرد نخبة «بتاع صالونات»، يحتسون فيها شرابهم ويستمعون لبتهوفن وموتزارت والشعر الحداثي، وعندما تضيق بهم الأرض يلوذون بفلذة أكبادهم: باريس وفيينا ولندن. لم تمتد جذورهم في أعماق شعوبهم. أين ذلك من استعداد الإسلاميين للصمود والاستشهاد على النحو المهيب الذي رأيناه في سوريا. أصبحت الأحزاب الإسلامية الأحزاب الشعبوية الوحيدة.
نجحوا، لا سيما في مصر، بتغلغلهم في الأحياء الفقيرة، وما أكثرها، وهناك راحوا يقومون بما لم يقم به العلمانيون، بمد أيديهم لمساعدة المستضعفين والمحرومين والعاطلين، فوفروا لهم خدمات طبية واجتماعية وخيرية. وبتبني الحياة الديمقراطية والبرلمانية، بتشجيع القوى الغربية، استأثروا بأصوات الناخبين، وتسنموا الحكم. مبروك عليهم، وكما نغني في العراق بالأعراس «شايف خير وتستاهلها!».
لكن النجاح في الحكم أصعب من الوصول إليه، هل سيستطيعون حل مشاكلنا الكبرى؟ فإعطاء الفقير رغيف خبز وحفنة أسبرين أسهل بكثير من توفير عمل له. مشكلة مصر، والكثير من بلداننا، كثرة السكان، وتفشي البطالة بين المتعلمين. على «الإخوان» أن يدركوا ذلك ويدركوه جيدا، ولا يتحاشوه بإلقاء المسؤولية على القدير القادر، وهذه مشكلتهم، فإيمانهم يحث المسلم على الزواج، والزواج بأكثر من واحدة حيث يجد سبيلا ويعدل، وبالإنجاب لنتباهى بأولادنا بين الأمم. هل سيستطيع «الإخوان» تجاهل هذا الركن أيضا من برامجهم ويستحصلون على فتاوى تنظم العائلة وتحدد النسل وتبيح وتشجع موانع الحمل؟
إذا استطاعوا ذلك فسيحرزون نصرا تاريخيا، بيد أن نصرا آخر في متناول يدهم وتأمر به شريعتهم، ألا وهو القضاء على الفساد، أولا بإقناع الجمهور بأن الرشوة إثم سيحاسبون عليه يوم القيامة، إن لم يكن في يومنا هذا، وثانيا أن يقتنعوا هم بذاتهم بأن سرقة أموال الدولة إثم أكبر، وأن يستطيعوا الاقتداء بما فعله صدام حسين في أيامه الحلوة الأولى عندما بث الجواسيس على الموظفين والمقاولين للكشف عن تجاوزاتهم ونشر نوع من الإرهاب ضدهم، هذه هي الجاسوسية الحلال: الكشف عمن يرتشي ويختلس وليس عمن يفكر وينشر.
بقي إنجاز آخر عليهم تحقيقه، وهو أن يتذكروا كيف وصلوا هم إلى الحكم؟ وصلوا بالديمقراطية والحرية والجهاد المدني. القنابل والاغتيالات وحرق القاهرة لم توصلهم للحكم. القضاء على الإرهاب وفكرة نشر الإسلام بالسيف وإصلاح المجتمع بالثورة ومحاربة الصليبيين الأوروبيين هدف آخر في إمكانهم غرسه في نفوس كل المسلمين وغير المسلمين، ومثل ذلك يقال عن قمع الطائفية والتمييز الديني والاثني، عليهم أن يعيدوا للإسلام ما كان عليه زمن الخلفاء والعثمانيين، يوم أصبح التعايش الديني والطائفي بيننا موضع حسد الأوروبيين
في سورية الاسد ممنوع الكلام والاحتجاج وكذلك العلاج والدواء
لندن ـ 'القدس العربي': في سورية بشار الاسد، الكلام والتظاهر والاحتجاج ليس ممنوعا فقط، بل الدواء والعلاج الصحي، فمنذ بداية الانتفاضة والنظام يشن حربا على المؤسسات والافراد الذين يحاولون تقديم العناية الصحية واسعاف الضحايا، هذا ما يقوله الكاتب جوناثان ليتل في تقرير خاص نشر الجزء الاول منه في ملحق صحيفة 'الغارديان'.
ومن داخل المدينة المحاصرة حمص التي وصفها بأنها 'مدينة التعذيب' حيث ينقل عن صيدلي في حي بابا عمرو الذي شهد اعنف هجمات وعقوبة من النظام السوري، قوله 'من الصعب ان تكون طبيبا او صيدلانيا في بابا عمرو'، مشيرا الى ان العاملين الصحيين من الممرضين والممرضات يتعرضون يوميا للاعتقال في حي القصير القريب من بابا عمرو، فقد تم قتل الطبيب الوحيد فيه وهو عبد الرحيم امير بدم بارد في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) على ايدي المخابرات العسكرية، عندما كان يحاول علاج جرحى هجوم عسكري على الرستن القريبة من حيه.
وفي حالة اخرى يصف ممرض في المستشفى الوطني في حمص اعتقل في شهر ايلول (سبتمبر) الماضي التعذيب الذي تعرض له حيث عصبت عينيه، وضرب بجنزير، وجلد وعانى من صعقات كهربائية وشبح من السقف بحبل مربوط بيد واحدة ولمدة خمس ساعات. ومع كل هذا يقول الممرض 'انا محظوظ على انهم لم يعاملوني بطريقة سيئة، فلم يكسروا انفي ولا عظامي' ويضيف ان ازلام النظام يقومون احيانا باهانة الممرضين والسخرية منهم حيث اوقفت سيارة اسعاف تابعة للهلال الاحمر السوري وهي تحمل جرحى حيث قالوا للمرضين 'سنطلق النار عليهم وتقومون انتم باسعافهم بعد ذلك'.
ويقول ان المستشفيين'الوطنيين' الوحيدين في حمص هما تحت سيطرة القوات الامنية التي حولت غرفهما والطوابق الارضية الى زنازين تعذيب. كل هذا في وقت تتعرض فيه العيادات والمستشفيات الخاصة التي تعتبر الملجأ الوحيد للجرحى لقصف دائم. ويقول ليتل ان ممرضا اخبره في واحد من المراكز الطبية يقع في قلب الحي القديم لبابا عمرو ان المركز يتعرض لقصف مستمر حيث تظهر عليه اثار القصف على الجدران والشبابيك والاسرة. ويقول انه لا يوجد في المركز هذا سوى ممرضين اللذين قالا انه لا يتم ادخال سوى الحالات الخطيرة ولا يترك الجرحى هنا الا لساعات قليلة هي مدة العلاج لان القوات الامنية تداهم المركز بشكل دوري وتقوم باعتقال اي شخص موجود في المكان، وتطالب القوات الامنية الاطباء بالتوقيع على تعهد بعدم قبول اي جريح اصيب اثناء التظاهرات. ويقول ممرض انه منذ ان وطد جيش سورية الحر وجوده في الحي اصبح بالامكان احضار الجرحى واحيانا ما ينقل الاطباء للمركز كي يجروا عمليات.
فقبل خمسة ايام احضر جريح وقد تمزق بطنه، وعمل الفريق على انقاذه لكنه كان بحاجة الى عملية طارئة ولطبيب متخصص كي يجري العملية لكن الحي كان محاصرا بشكل شديد مما جعل احضار الاخصائي امرا مستحيلا، وفي النهاية مات الجريح. ويقول الكاتب ان ابو حمزة الذي يعمل في المركز جراحا ماهرا ويحاول معالجة الحالات التي تصل الى غرفة الطوارئ لكنه بحاجة الى الاجهزة والمواد الطبية، فالمركز لا يوجد فيه تخدير ولا اجهزة تصوير ولهذا لا يمكنه اجراء عمليات لاي حالة تحتاج الى عملية كي يتم انقاذها. ويتحدث ابو حمزة بمرارة عن عجزه امام حالات تحتاج الى جراحة قائلا ان وجوده مثل عدمه. ويقول ابو حمزة انه كان يعمل في بداية الانتفاضة في المستشفى العسكري الذي راقب فيه كيف كانت قوات الامن تعذب الجرحى، واحيانا كان بعض الاطباء والممرضين هم من يقومون بالتعذيب والذين قال ان اسماءهم معروفة للمعارضة. ويقول انه عندما حاول رئيس الاطباء في المستشفى منع هذه الممارسات اصبحت تمارس في الخفاء. ويقول ابو حمزة انه عالج يوما مريضا في غرفة الطوارئ، وفي اليوم الثاني نقلوه الى غرفة التصوير ـ سي تي - بسبب نزيف في الدماغ والذي لم يكن يعاني منه عندما حضره اول مرة، و'عندها عرفت انهم فعلوا له شيئا في الليل ومات بعدها، فالجراح التي عالجتها لم تكن قاتلة'. ولشعوره بهول ما يحدث قام سرا بشراء كاميرا صغيرة من بيروت وبمساعدة ممرض قام بتصوير حالات التعذيب وحولها الى فيلم حيث يمكن مشاهدة خمسة مرضى عراة بشكل كامل، وعليهم شراشف المستشفى وارجلهم مقيدة ومعصوبة اعينهم، ويقوم طبيب برفع الاغطية عنهم حيث تظهر على جسد اثنين منهم علامات ضرب على صدرهما، نتجت عن عمليات جلد، وتظهرالى جنب الجرحى طاولة التعذيب وعليها ادواته، حزام مصنوع من عجلات السيارات وادوات اخرى مثل عصا كهربائية.
ويقول ابو حمزة انه عندما حضر للغرفة ناشدوه بأن يحضر لهم الماء، ومن بينهم كان اثنان في حالة اغماء بسبب اصابتهما بفشل كلوي، ولاحظ ان مريضا منهم كان يعاني من غرغرينا. ويقول ابو حمزة انه عندما تحدث مع طبيب اخر لمعالجة المصاب بالغرغرينا، استقال من عمله كي ينضم للمعارضة. وفي حالة اخرى عايشها ابو حمزة في بابا عمرو ووثقها في شريط الفيديو تصور جريحا اصيب برجله في قصف على الحي وحاولوا نقله الى مركز سري لكن الجيش اعترض السيارة ونقل مع اخر في عربة مصفحة الى المستشفى العسكري، وهناك تعرض للضرب بصينية شاي وربط حبل حول رجله المصابة، ومارسوا عليه ابشع انواع التعذيب. ويقول ان الرجال الذين كانوا يعذبونهم لانتزاع معلومات منهم كانوا يقولون لهم 'تريدون الحرية، خذوها، هذه هي الحرية'.
ويقول ان ابن عمه مات تحت التعذيب اما هو فقد نقل الى غرفة العمليات وحولوه مباشرة الى زنزانة وترك فيها بدون مراقبة لجرحه الذي التهب وقطعت رجله بعد ستة ايام. ويعلق الكاتب ان احداثا كهذه ليست معزولة فبعضها تعبر عن سادية واخرى عن حماس زائد كما انها لم تظهر بسبب الانتفاضة فهي اجراءات معروفة ومنظمة قبلها ـ حيث ينقل عن ابو سليم الذي عمل كطبيب عسكري لمدة عامين في المخابرات والذي قال 'ما هي مهمة الطبيب العسكري في المخابرات؟' ويجيب 'الاولى هي ان تبقي على الجريح حيا لمواصلة التحقيق معه وتعذيبه، اما الثانية ففي حالة فقد السجين الوعي فعليك ان تعالجه كي تتواصل عملية التحقيق والثالثة مراقبة تقديم ادوية وحقن المعتقلين تحت التعذيب، اما المهمة الرابعة فهي كتابة طلب بنقل من هم في حالة خطيرة ووصلوا الى مرحلة حرجة للمستشفى للعلاج، وفي هذه الحالة فالطبيب لا يستطيع اتخاذ القرار، فدوره يتوقف عند كتابة تقرير يشرح فيه حالة السجين ويقدمه الى الضابط الموكل بالتحقيق معه وهو الذي يقرر' ويضيف ابو سليم الذي يعمل الآن في مركز طبي مؤقت مع المعارضة ان كل طلبات النقل كان يتم الاستجابة لها اما الآن فالحالات المهمة تنقل اما الباقون فيتركون ليموتوا
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\21qpt965.htm&arc=data\2012\02\02-21\21qpt965.htm
2012-02-21
أمريكا تتلف المصحف الشريف شلّ اللهُ أيديَهم
ما زالت أمريكا ماضيةً في طريقها المنحطّ، لتثبت للعالم أجمع، أنها أسوأ حضارة عرفتها البشرية منذ فجر التاريخ، فكان آخرَ قبيحِ أعمالِها، إتلافُ كتب دينية من بينها عدد كبير من المصاحف الشريفة بطريقة مسيئة ودنيئة، على يد مجموعة من الجنود الأمريكان في أرض أفغانستان المسلمة.
إن هذا التصرف ليس حالة شاذة عن السلوك الأمريكي الذي عهده العالم أجمع، وذاق الملايين من الناس مرّ أفعالهم، وشاهدوا قبيح جرائمهم، فهذا هو الأصل فيهم، لا أخلاق تمنعهم، ولا دين يردعهم، بل "حرية" عفنة جرّت على البشرية حضارةً أعفن، استباحوا من خلالها كل مقدس، وداسوا على كل عرض.
إن تدنيس المصاحف الشريفة على يد "المرتزقة" الأمريكان، يذكّرنا بمسلسل من الأعمال التي ما عهدتها البشرية يوماً، فقد تجاوزوا فيها كلَّ حدٍّ، وطغوْا على كل خُلق أو عرف، فليس "أبو غريب" أفظعها سوءاً، ولا تبوُّل الجنود الأمريكان على جثث القتلى الأفغان عنا ببعيد، والتي لم يمض عليها أكثر من شهر، ولا ننسى إحراق القس الأميركي "تيري جونس" المصحف الشريف بفلوريدا في أبريل/ نيسان الماضي، الأمر الذي أشعل جذوة الإيمان في نفوس الأفغان، فطافوا البلاد احتجاجاً وتنديداً، فكانت نتيجة شجاعتهم هذه، استشهاد عشرة منهم على أيدي القوات الغازية المجرمة وأصابت عشرات آخرين بجروح. ودون أن ننسى جرائمهم في أفغانستان وباكستان والعراق، وغيرها من دول العالم.
لقد آن الأوان للأمة الإسلامية أن تدرك أن الأنظمة القائمة متواطئة في جريمة أمريكا وعدوانها على مقدساتها، وإننا في حزب التحرير نناشد أمة الإسلام، وخاصة أهل القوة فيها أن يضعوا أيديهم بيدنا لإعلاء كلمة الله بإقامة دولة الخلافة التي فيها عز المسلمين في الدارين.
﴿ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ﴾
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
الفقر بين الإسلام والرأسمالية
(مفهوماً ومعالجة)
إن من أعظم المصائب التي لحقت بأمة الإسلام في هذا العصر عقب غياب الحكم بما أنزل الله وبعد وقوعها فريسة للكافر المستعمر، ما حل بأبنائها من فقر واحتياج وعوز لم تشهد مثله من قبل رغم ما تعجّ به بلادها من ثروات وخيرات هائلة، منها الزراعية، ومنها المائية، ومنها الظاهر، ومنها الدفين كالطاقة التي هي عصب الحياة الصناعية وروحها، ومنها ما يتعلق بعمقها الجغرافي، ومنها ما يتعلق بعمقها البشري. أضف إلى ذلك أنها تحيا في عصر التقنية والتطور المادي وسرعة الاتصال ويسر المواصلات. رغم كل هذا تجدها -أي الأمة الإسلامية- تصنف في عداد الأمم الفقيرة، بل المنحطة التي تعتاش على فتات الأمم الكافرة والدول المستعمرة.
أسباب وجود الفقر:
إذا ما تجاوزنا وصف واقع الفقر الذي كثر واصفوه، وأخطأ مشخصوه، وقل معالجوه العلاج الصحيح الشافي، وأردنا أن نلقي نظرة نجمل فيها أسبابه نجدها في أمور أهمها:
1. غياب الحكم بما أنزل الله في شؤون الأمة عامة، وفي الحياة الاقتصادية خاصة، إذ استبدل الكفر جميعاً بأحكام الإسلام كافة، فغدت الأمة في مشارق الأرض ومغاربها تخضع لأحكام الكفر التي جرّت عليها ويلات تتلوها ويلات، ومصائب تعقبها مصائب، وكانت مصيبة الفقر أبرزها.
2. تجزئة الأمة الواحدة ذات الكيان الواحد والحاكم الواحد إلى كيانات متعددة مختلفة منتافرة، مما فرق شمل خيراتها ومواردها وجعلها نهباً لفئات متسلطة، يَـدَّعون أنهم حكام وما هم بحكام، وحرمها من تكامل اقتصادي يغنيها عن العالم أجمع، بل يؤهلها لتسنم مجدٍ لا يُشق له غبار.
3. الاستعمار الذي ما زال يجثو على صدرها، ويلقي بظلاله على جميع جوانب حياتها، ولا سيما الجانب الاقتصادي، حيث أصبحت بلاد المسلمين إحدى مصالحه الحيوية التي يستعد للدفاع عنها والتشبث بها ولو كلفه ذلك الغالي والنفيس، فكانت -وكما تقول أميركا- جزءاً من أمنها القومي، وأبرز معالم هذا الاستعمار:
أ- نهب المواد الخام وموارد الطاقة.
ب- استخدامها أسواقاً لسلعهِ ومنتوجاتهِ، والتفنن في ذلك حتى أدخل معظم الدول القائمة في العالم الإسلامي في ما يسمى بمنظمة التجارة الدولية، حيث رفع الجمارك وتقليص دور الدولة في التجارة الخارجية.
ج- وضعها في قفص المديونية، فلا توجد دولة من هذه الدول إلا وقد وقعت في المديونية للمؤسسات الاستعمارية.
د - تطبيق أحكام النظام الاقتصادي الرأسمالي عليها، فاستباحت الربا، والاحتكار، والتسعير والشركات المساهمة، والتأمين، وتغير مفهوم الملكية لديها واختلفت أسبابها وطرق تنميتها، ومفهوم التجارة الخارجية.
هـ - اشتغالها بالأزمات التي تستدعي تمويلاً يستنـزف خيرات البلاد دون أن تحقق نتيجة ترجى.
و- جعل وجهة نظر المستعمر في الحياة وفي الاقتصاد قِـبْـلةَ المسلمين في حل مشاكلهم الاقتصادية، والتي تتلخص في القروض والضرائب وتقليص دور الدولة في رعاية شؤون الناس، والذي يعرف بالخصخصة وفتح البلاد أمام الاستغلال أو الاستثمار الأجنبي وتأجير البلاد كقواعد عسكرية... إلخ.
4. غياب مفهوم رعاية الشؤون عن الدولة وعن الأمة، إذ إن الدولة في الإسلام تعني رعاية شؤون الناس داخلياً وخارجياً أفراداً وجماعةً، وهذا أمر كان مفهوماً عند الحكام ومن ناب عنهم، فاستقاموا وجهدوا في تحقيقه على أحسن وجه. وكان أيضاً مفهوماً عند الأمة التي ما توانت في محاسبتهم كلما رأت منهم تقصيراً أو تجاهلاً لشأن من شؤونها، إلا أن الأمر قد انقلب رأساً على عقب، فجاءنا حكام لا يعرفون إلا رعاية شؤون أنفسهم، والمحافظة على مصالح ساداتهم الكفار المستعمرين، والتسلط على الناس وإذلالهم وأكل حقوقهم، فأوجدوا جواً مفعماً بالظلم والجهل والفقر، فغاب عن الناس مفهوم الرعوية، فغدوا يرون البلاد والعباد ملكاً لهؤلاء الحكام يتصرفون فيه تصرف المالك بملكه، ولا يرون لأنفسهم حقاً عليهم، بل رأوا أنفسهم مسؤولين عن شؤونهم الخاصة والعامة، ولا أدل على ذلك من ترنحهم في الفقر والهوان دون أن يلتفتوا إلى حكامهم لمطالبتهم بما يصلح حالهم. والأدهى من ذلك أن ترى وجوههم تعلوها البهجة والسرور والعرفان بالجميل، إذا ما فطن الحاكم لبعض مآسيهم، وتصدق عليهم بفتات ما نهب منهم.
النظرة الرأسمالية للفقر
ينطلق الرأسماليون في نظرتهم للفقر من نظرتهم للمشكلة الاقتصادية التي يسعون لحلها ويسمونها نظرية الندرة النسبية للسلع والخدمات، والتي تنص على كثرة الحاجات وقلة وسائل إشباعها، أي عدم كفاية السلع والخدمات الموجودة في هذا الكون لإشباع حاجات الإنسان المتجددة والمتزايدة إشباعاً كلياً. فالمشكلة عندهم إذن هي الحاجات والموارد وليس الإنسان، أي هي توفير الموارد لإشباع الحاجات، وليس إشباع حاجات كل فرد من الأفراد، فخلطوا بذلك بين علم الاقتصاد والنظام الاقتصادي، فكانت الدراسات الاقتصادية تدور حول العمل على زيادة ما يستهلكه مجموع الناس من السلع والخدمات. أضف إلى ذلك أنهم عرّفوا الحاجة بأنها الرغبة، فكل ما ترغب فيه فأنت تحتاجه، ولم يميزوا بين حاجات أساسية فطرية في الإنسان وهي المأكل والملبس والمسكن، وبين حاجات كمالية تتغير وتتطور كلما تقدمت المدنية، وهذا هو السر في ادعائهم ازدياد الحاجات. وذهبوا إلى ما هو أخطر عندما اعتبروا هذه الرغبة هي مقياس المنفعة في الشيء، فالرغبة في الشيء هي التي تجعله نافعاً اقتصادياً أو غير نافع.
ومن هذه النظرة التي تقوم على أساس الندرة النسبية للسلع والخدمات، وأن الحاجة هي الرغبة، وأن هذه الخدمات تتغير تبعاً للتطور المادي والمدني، عرفوا الفقر بأنه عدم القدرة على إشباع الحاجات من سلع وخدمات، وأنه يختلف باختلاف الأمم والأشخاص، فهو شيء نسبي اعتباري، فالأمم المنحطة تكون حاجات أفرادها محدودة في السلع والخدمات الضرورية، فيكون الفقر فيها عدم القدرة على الحصول على هذه السلع والخدمات. في حين أن الأمم المتمدنة المتقدمة مادياً تكون حاجات أفرادها كثيرة يحتاج إشباعها إلى سلع وخدمات أكثر، فيعتبر الفقر فيها غير الفقر في البلدان المتأخرة، فمثلاً يعتبر عدم إشباع الحاجات الكمالية في أوروبا وأميركا فقراً، في حين لا يعتبر عدم إشباع الحاجات الكمالية مع إشباع الحاجات الأساسية في مصر والعراق مثلاً فقراً، وهذا خطأ محض لأنهم جعلوا الفقر شيئاً اعتبارياً وليس حقيقياً، وهذا مخالف لواقع الفقر الذي لا يختلف باختلاف زمان أو مكان، أو بتقدم مدني أو انحطاط، ولأن التشريع أي تشريع موضوع للإنسان لا بد أن ينظر للإنسان عند وضع المعالجات للمشاكل بوصفه إنساناً يتكون من حاجات عضوية وغرائز لا بوصفه فرداً.
ولم تقف الرأسمالية عند الخطأ في تعريف الفقر، بل أنها أوجدته وساعدت في تكريسه عند نظرتها إلى توزيع الثروة، إذ يرون إنها تتم ضمن طريقتين: الأولى حرية التملك، فبعد توفير الموارد والثروات لمجموع الناس، يترك لهم حرية التملك، دونما تحديد لأسباب معينة له، أو إشارة إلى طرق تنمية معينة له، وهذا حتماً يؤدي إلى تركيز الثروة وحصرها في أيدي فئة قليلة، وحرمان فئات أخرى منها، أي يؤدي إلى سوء توزيع الثروة، فشاعت الاحتكارات الرأسمالية التي تعدت سيطرتها حدود المجتمعات الرأسمالية إلى باقي أنحاء العالم، فاستبد المنتجون بالمستهلكين وشاع الفقر والحرمان.
أما الطريقة الثانية عندهم لتوزيع الثروة فهي الثمن، فالثمن عندهم هو المنظم لتوزيع الثروة على أفراد المجتمع، فيقولون إنه القيد الذي يجعل الإنسان يتوقف عن الحيازة والاستهلاك عند الحد الذي يتناسب مع موارده. وبذلك يكون الثمن بارتفاعه لبعض السلع وانخفاضه لبعضها، وتوفر النقد عند البعض وعدم توفره عند الآخرين، يكون منظماً لتوزيع الثروة على المستهلكين، ويكون نصيب كل فرد من ثروة البلاد ليس بمقدار حاجاته الأساسية، وإنما هو معادل لقيمة الأعمال التي ساهم بها في إنتاج السلع والخدمات، أي بمقدار ما يحوز من مال.
وبهاتين القاعدتين حرية التملك والثمن يكون النظام الاقتصادي الرأسمالي قد قرر أنه لا يستحق الحياة إلا من كان قادراً على المساهمة في إنتاج السلع والخدمات أو امتلاكها بأي سبب يناسبه، أما من كان عاجزاً لأنه خُلِقَ ضعيفاً، أو لضعف طرأ عليه، فلا يستحق أن ينال من ثروة البلاد ما يسد حاجاته، وكذلك يستحق التخمة والسيادة والسيطرة على الغير بماله كل من كان قادراً على ذلك لأنه خُلِقَ قوياً في جسمه أو عقله، أو كان أقدر من غيره على الحيازة بأي طريق من الطرق.
أما تصورهم لحل مشكلة الفقر والقضاء عليه فهو على النحو التالي:
ما دامت المشكلة الاقتصادية هي محدودية الموارد، وتناقصها بالنسبة للحاجات المتزايدة غير المحدودة؛ كان تصورهم للحل هو توفير هذه الموارد، أي السلع والخدمات، بمعنى آخر هو رفع مستوى الإنتاج، أي زيادة ما يستهلكه الناس، مجموع الناس، لا الأفراد، فبرز عندهم ما يسمى بحجم الإنتاج الأهلي، وينظم هذا التوزيع بجهاز الثمن، فيترك للأفراد نوال ما يستطيعون من هذه الثروة كل بحسب ما يملك من عوامل إنتاجها، سواء حصل الإشباع لجميع الأفراد أو حصل لبعضهم دون البعض الآخر. وهذه معالجة خاطئة لا تؤدي إلى القضاء على فقر الأفراد ولا إلى رفع مستوى معيشتهم جميعاً؛ لأن الحاجات التي تتطلب الإشباع هي حاجات فردية مع كونها حاجات إنسان، ولأن معالجة فقر البلاد لا يعالج مشاكل فقر الأفراد فرداً فرداً، ولكن معالجة فقر الأفراد وتوزيع ثروة البلاد عليهم يؤدي حتماً إلى زيادة الدخل الأهلي، ولأن العوامل التي تؤثر في حجم الإنتاج وزيادة الدخل الأهلي يكون بحثها في علم الاقتصاد، أي في بحث المادة الاقتصادية وزيادتها، أما الفقر فبحثه متعلق بتوزيع الثروة بين الناس وهو ما يسمى بالنظام الاقتصادي.
أما نظرة الإسلام إلى الفقر فقد انطلقت من الاعتبارات التالية:
1. المشكلة الاقتصادية التي تواجه المجتمع هي توزيع ثروة البلاد الداخلية والخارجية على جيمع أفراد الأمة فرداً فرداً، بحيث يضمن إشباع جميع الحاجات الأساسية لجميع الأفراد إشباعاً كلياً، وتمكين كل فرد منهم من إشباع حاجاته الكمالية.
2. حاجات الإنسان الأساسية من حيث هو إنسان هي: المأكل، والملبس، والمسكن، وهي لا تزيد، وإنما الذي يزيد ويتجدد هو حاجاته الكمالية، فالزيادة في الحاجات التي تحصل مع تقدم الإنسان في حياته المدنية إنما تتعلق بالحاجات الكمالية لا الحاجات الأساسية، وهذه يعمل لإشباعها ولكن عدم إشباعها لا يسبب مشكلة، بل الذي يسبب المشكلة هو عدم إشباع الحاجات الأساسية. هذا من جهة الحاجات، أما من جهة الموارد أي الأموال والجهود التي يسمونها السلع والخدمات الموجودة في العالم، فإنها كافية لإشباع الحاجات الأساسية والكمالية أيضاً.
3. زيادة الدخل الأهلي برفع مستوى الإنتاج هو أمر متعلق بواقع البلاد من حيث الموارد والثروات، ويبحث فيه علم الاقتصاد، ولا علاقة له بتوزيع الثروة الذي يبحث فيه نظام الاقتصاد. فهناك فرق بين علم الاقتصاد ونظام الاقتصاد.
وانطلاقاً من هذه الاعتبارات، نظر الإسلام إلى الفقر نظرة واحدة لا تختلف باختلاف زمان أو مكان، أو بانحطاط مدني أو تقدم، فاعتبره عدمَ إشباع الحاجات الأساسية إشباعاً كاملاً، وقد حدد الشرع هذه الحاجات الأساسية بثلاث هي: المأكل، والملبس، والمسكن، قال تعالى: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة 233]، وقال عز وجل: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ} [الطلاق 6]، وروى ابن ماجه عن أبي الأحوص قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهنّ كسوتهنّ وطعامهنّ»؛ وعليه فالحاجات التي يعتبر عدم إشباعها فقراً هي الطعام والكسوة والمسكن، أما ما عداها فيصنف ضمن الحاجات الكمالية التي لا يشكل عدم إشباعها مشكلة. وبناءً على هذه النظرة لمشكلة الفقر وضع الإسلام معالجات مباشرة وفورية للقضاء عليه، وحماية الأمة من مخاطره، تتمثل في توفير ما يسد حاجات الفقير مباشرة، وتحديد الجهات التي تتحمل مسؤولية ذلك، ووضع الإسلام أيضاً سياسة اقتصادية مثلى، يجنّب تطبيقُها والالتزامُ بها الأمةَ الفقرَ ويحميها منه، حيث تتساوق هذه السياسة ونظرته للمشكلة الاقتصادية، وتجعل من الفرد محوراً تدور حوله جميع أحكامها، حيث راعت فيه ثلاثة جوانب: الأول كونه إنساناً له حاجات أساسية يجب إشباعها جميعها إشباعاً كاملاً.
أما الجانب الثاني فباعتبار فرديته، وذلك أن الحاجات الأساسية هي حاجات أفراد معينين وليست حاجات جماعة. وأما الجانب الثالث فباعتباره مرتبطاً مع غيره بعلاقات معينة تسير تسييراً معيناً، أي باعتباره يعيش في مجتمع معين له طراز خاص من العيش.
وهكذا يرى الإسلام أن الفقر ليس مشكلة أفراد عجزوا عن إشباع حاجاتهم الأساسية فحسب، بل يراه أيضاً مشكلةً تتعلق بالمجتمع من حيث الأثار التي يتركها، من مثل التفاوت الفاحش بين الأفراد في حيازة الثروة وإشباع الحاجات ما يُشعِرُ بوجود الطبقات، ومن حيث الآثار الاقتصادية الخطيرة التي يخلفها، وأهمها تلك التي تتعلق باستغلال ثروات البلاد وحرمان الجماعة من طاقات الأفراد، ومن حيث الفساد الذي يطرأ على علاقات الناس بعضهم ببعض من سرقة ونهب وحسد وتباغض مما يترك آثاراً سلبية على الأمن والاستقرار، وهكذا نرى أن الفقر هو مشكلة أفراد يعيشون في مجتمع معين له طراز خاص من العيش، فكان علاجه يتراوح بين العلاج المباشر وبين السياسة الاقتصادية التي هي أحكام شرعية تضمن الوقاية من الفقر والعلاج غير المباشر له. فهَاكُمُوها مختصرة:
المعالجة المباشرة:
وتكون من جانبين، الجانب الأول: فيما يتعلق بالفرد نفسه، حيث حثَّ الإسلامُ الفردَ على الكسب وعلى طلب الرزق، بل جعل السعي لكسب الرزق فرضاً على القادر المحتاج، روي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صافح سعد بن معاذ، رضي الله عنه، فإذا يداه قد اكتبتا، فسأله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ذلك فقال: أضربُ بالمر (الحبل) والمسحاةِ لأنفقَ على عيالي، فقبَّلَ (صلى الله عليه وآله وسلم) يدَه، وقال: كفان يحبهما الله تعالى.
أما الجانب الثاني: فقد جعل الشرع إعانةَ الفقير على غيره، حتى يتوفرَ له ما يشبع هذه الحاجات الأساسية، وقد فصلها على النحو التالي:
أ - أوجبها على الأقارب الذين يكونون رَحِماً محرّماً له، قال تعالى: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ} [البقرة 233]، أي على الوارث مثل المولود له من حيث الرزق والكسوة.
ب - إن لم يكنْ له أقارب ممن أوجب الله عليهم نفقة قريبهم انتقلت إلى بيت المال في باب الزكاة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من ترك مالاً فلورثته، ومن ترك كلاًّ فإلينا» والكـــلّ الضـــعيف الذي لا ولدَ له ولا والد، وقال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} [التوبة 60].
ج - إنْ لم يَفِ قسمُ الزكاة من بيت المال في حاجات الفقراء والمساكين كان واجباً على الدولة أن تنفق عليهم من أبواب أخرى من بيت المال.
د - إن لم يوجد في بيت المال مالٌ يجب على الدولة أن تفرضَ ضريبة على أموال الأغنياء وتحصلها لتنفقَ على الفقراء والمساكين منها، فسدُّ حاجات الفقراء فرض على جميع المسلمين، قال عليه الصلاة والسلام: «أيُّما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤٌ جائع فقد برئتْ منهم ذمةُ الله تبارك وتعالى» رواه أحمد. وقد ألزم الرسولُ (صلى الله عليه وآله وسلم) الأنصـارَ بإعالة المهـاجرين الفقـراء، وقال تعـالى: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات]، فكل ذلك يدل على أنه فرض على جميع المسلمين، وما كان فرضاً على جميع المسلمين كان على الخليفة بما عليه من واجب رعاية شؤونهم أن يحصل المال منهم؛ ليقوم بما هو فرض عليهم. والذين تجب عليهم النفقة من أقارب الفقير ويدفعون الضريبة من المسلمين هم من كانوا في حالة غناء، أي من استغنوا عن غيرهم، ويعتبر الشخص في غَناء إذا كان ممن تُطلَب منه الصدقة، أما من نهي عن الصدقة فلا؛ لقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى»، والغنى كما حدده الفقهاء هو ما يقوم بقوت المرء من قوت مثله، وبكسوتهم كذلك وسكناهم وبمثل حاله من مركب وزي، روى مسلم عن جابر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا يقول فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك» ونفقة الإنسان عن نفسه هي سده لكفاية حاجاته التي تتطلب إشباعاً، وليست كفاية حاجاته الأساسية فحسب؛ وذلك لأن الشرع أوجب عليه نفقة زوجته بالمعروف، وقد فسر بأنه حسب حالها وأمثالها، قال تعالى: {رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة 233] فتكون نفقته على نفسه أيضاً بالمعروف.
السياسة الاقتصادية أو ما نسميه المعالجة غير المباشرة للفقر:
أولاً: الملكيات
وإذ قسّم الإسلام الثروات في هذه الدنيا على ثلاث فئات: الفرد والجماعة والدولة، وكان الاعتبار الأول في هذا التقسيم هو توزيع الثروة بين الناس؛ فقد أقر الإسلام بحاجة الإنسان الفطرية لحيازة الثروة، فلم يمنعه من حيازتها، ولم يمنعه من السعي لها وتنميتها والتصرف بها، ولكن ضمن أسباب مشروعة تمنع الاضطراب والفساد الذي يسود علاقات الناس بسبب تفاوتهم في القوى الجسمية والعقلية وفي الحاجة إلى الإشباع. فكما أن الإسلام منع إلغاء الملكية أو تحديدها بِالكمّ فإنه أيضاً حارب حرية التملك، وجاء بتشريعات وتوجيهات تصون مالَ الفرد وتحفطه من اعتداءات الآخرين. وجعل الإسلام أموالاً أو أعياناً معينة مشتركة بين الناس ومنع الفرد من حيازتها، فجعلهم ينتفعون بها بشكل جماعي، وجعل للدولة ملكية تخضع لتدبير الخليفة يخص بعض الأفراد بشيء منها حسب ما يرى، وذلك كالجزية والفيء والخراج وغيرها، وتمكنها من رعاية شؤون الناس التي على رأسها توفير الحاجات الأساسية للفرد.
ثانياً: أحكام الأراضي
وأبرزها إحياء الـمَوَات، فكل فرد من أفراد الرعية إذا أحيا أرضاً لم يظهر عليها أنه جرى عليها ملك أحد من إحاطة أو زرع أو عمارة أو نحو ذلك تملَّـكها، لما روي عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: "مَن أحيا أرضاً ليست لأحد فهو أحق"، ولم يكتفِ الإسلام بذلك بل نص على جواز إقطاع الأفراد والأرض العامرة الصالحة للزراعة التي تعود ملكيتها للدولة، وهذا ما فعله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأجمع عليه الصحابة بعده.
وإمعاناً في الحرص على استغلال الأرض، أجبرَ الإسلامُ مالكَها على استغلالها، بأن نصّ على أخذها منه وإعطائها لغيره إذا ما أهملها ثلاثَ سنين، قال عمر بن الخطاب: «ليس لمحتجر حق بعد ثلاث سنين»؛ لأن الشرع جعل لملكية الأرض معنىً غيرَ ملكية الأموال الأخرى المنقولة وغير المنقولة، إذ جعل ملكيتها للزراعة، فإذا عُطِّلتْ المدةَ التي نص الشرعُ عليها ذهب معنى ملكيتها عن مالكها. ولا يخفى على أحد ما في هذه الأحكام من محاربة للفقر بتمليك الأفراد عنصراً هاماً من عناصر الثروة وهي الأرض دون مقابل، وإجبارهم على استغلالها.
ثالثاً: أحكام الشركات
فقد أجاز الإسلام الشركة، واشترط في صحتها وجود البدن، ولم يشترط على شريك البدن امتلاك المال، وجعل الخسارة على المال لا على البدن. فأوجد فرصة عظيمة لمن لا يملك إلا جهده أن يوفر لنفسه مصدر رزق يسد منه حاجاته. فالعقد في الشركة منصبّ على القيام بعمل ماليّ بقصد الربح. فلا بد من القيام بعمل، أي لا بد من شريك بدن ولا بد من قصد الربح.
رابعاً: إعطاء الفقراء من أملاك الدولة كالغنائم والأملاك العامة
وهي أن يُعطى الفقراء مالاً منقولاً و غير منقول، لا ليقضيَ الأفرادُ حاجاتهم بشكل مؤقت، بل من أجل تمليكهم الثروة التي تضمن سداد حاجاتهم بشكل مستمر، أي تمليكهم وسائل قضاء حاجاتهم. ويكون هذا أكثر ما يكون عندما يُرى تفاوتٌ بين الناس في الملكية، أي عندما ينحصرُ المال في أيدي فئةٍ من الناس، قال تعالى: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ} [الحشر 7]، وهذا ما فعله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بفيء بني النضير.
خامساً: منع الحمى في المنافع العامة
والحمى هو المكان المحمي الذي لا يجوز أن يرعى فيه غيرُ مَن حماه، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا حمى إلا لله ولرسوله»، والحمى المنهي عنه يشمل أمرين: الأول: الأرض الميتة التي لكل واحد من الناس أن يحيِيَها ويأخذَ منها، والثاني: ما هو من الملكية العامة من مثل الماء والكلأ والنار، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من منع فضل الماء ليمنعَ به فضل الكلأ منعه الله فضلَه يوم القيامة». أما الدولة فلها أن تحميَ من الأرض الموات وما هو داخل في الملكية العامة لأي مصلحة تراها من مصالح المسلمين، على شرط أن يكون ذلك على وجه لا يُلحق الضرر بأحد. أما الأفراد فلا يجوز لهم ذلك.
سادساً: منع كنـز الذهب والفضة
ولعله من أبرز الأحكام التي جاءت لمعالجة سوء التوزيع بصورة غير مباشرة. والكنـز يعني جمع المال أي النقد بعضه إلى بعض لغير حاجة، وهذا يؤدي إلى تقليص المشاريع الاقتصادية مما يؤدي إلى البطالة والتي بدورها تؤدي إلى الفقر. قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِـزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة 34].
سابعاً: منع الإسلام الربا
وواقع الربا أن هذه الفائدة التي يأخذها المرابي هي استغلال لجهد الناس، وهي جزاء من غير بذل جهد، ولأن المالَ الذي يؤخَذ عليه ربا مضمونٌ غير معرض للخسارة، وهو غير استغلال المال بالشـراكة والمضـاربة وغيرها، قال تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة 275]. وفي الوقت الذي منع فيه الربا، حث الإسلام على الإقراض والاستقراض؛ لأن المحتاج للمال إما أن يحتاجه لأجل العيش وقد سدها الإسلام بضمان العيش لكل فرد من أفراد الرعية، وإما أن يحتاجه لأجل مشروع إنتاجي وقد سدها الإسلام بإقراض المحتاج دون ربا، روى ابن حبّان عن ابن مسعود أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «ما من مسلم يقرض مسلماً قرضاً مرتين إلا كان كصدقة مرة»، فإقراض المحتاج مندوب، والاستقراض مندوب أيضاً؛ لأن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يستقرض.
وإذا ما قُضِيَ على البنوك الربوية يبقى بيت المال وحده الذي يقوم بإقراض المال لأصحاب المشاريع بلا فائدة، بعد التحقق من إمكانية الانتفاع بالمال، وهذا ما فعله عمر مع فلاحي العراق.
ثامناً: منع الاحتكار
والاحتكار هو جمع السلع انتظاراً لبيعها بأسعار غالية بحيث يضيق على أهل البلاد شراؤها، وهو حرام في جميع الأشياء سواء أكانت طعاماً أم غيره. روي عن أبي أمامة قال: «نهى رسول الله أن يحتكر الطعام»، وفي صحيح مسلم أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «لا يحتكر إلا خاطئ»، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهم كان على الله أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة». والاحتكار يشكل أخطاراً كبيرة على المجتمع، منها عدم تمكين ضعيفي الحال من تحصيل حاجاتهم بسبب الغلاء، مما يوجد تفاوتاً بين الناس، ويشهد لذلك واقع الأمة بل واقع العالم أجمع اليوم، الذي تحتكر خيراته بضع شركات.
تاسعاً: منع الدولة من التسعير
والتسعير هو أن يأمر السلطانُ أو نوابُه أو كلُّ مَنْ ولي أمراً من أمور المسلمين أهلَ السوق أن لا يبيعوا السلع إلا بسعر كذا، فيُمنعون من الزيادة حتى لا يغلوا الأسعار، أو النقصان عنه حتى لا يضاربوا غيرهم، وهذا كله حرام لما روى أحمد عن أنس قال: «غلا السعر على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: يا رسول الله، لو سعرت، فقال: إن الله هو الخالق، القابض، الباسط، الرازق، المسعر، وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبني أحد بمظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال»، فالتسعير مظلمة فهو حرام. وأبرز آثار التسعير أنه يفتح سوقاً خفية يبيع فيها الناس بيعاً مستوراً عن الدولة بعيداً عن مراقبتها، وهي ما يسمونها بالسوق السوداء، فترتفع الأسعار ويحوز السلعة الأغنياء دون الفقراء.
وغلاء الأسعار إما أن يكون بسبب احتكارها وهذا قد حرمه الإسلام، وإما أن يكون ناتجاً عن ندرتها، والخليفة في هذه الحال مأمور برعاية مصالح الناس فعليه أن يسعى لتوفيرها، وبهذا يكون قد منع الإسلامُ الغلاءَ دون الحاجة إلى التسعير.
عاشراً: منع الإسلام الفرد من أن يهب أو يهدي أو يتصدق إلا فيما يبقى له ولعياله غنى
روى الدارمي عن جابر بن عبد الله قال: "بينما نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا جاءه رجل بمثل البيضة من ذهب أصابها في بعض المغازي (قال أحمد: في بعض المعادن، وهو الصواب)، فقال: يا رسول الله، خذها مني صدقة، فَوَاللهِ مالي مالٌ غيرها. فأعرضَ عنه، ثم جاء من ركنه الأيسر فقال مثل ذلك، ثم جاءه من بين يديه فقال مثل ذلك، ثم قال هاتها مغضباً، فحذفه بها حذفة لو أصابته لأوجعه أو عقره، ثم قال: يعمد أحدكم إلى ماله لا يملك غيره فيتصدق به ثم يقعد يتكفف الناس، إنما الصدقة عن ظهر غنى، خذ الذي لك، لا حاجة لنا به، فأخذ الرجل ماله".
هذه هي بعض الخطوط العريضة من السياسة الاقتصادية في الإسلام، والتي بها ننقذ الأمة بل العالم من براثن الفقر والعوز والحاجة، ولا يمكن أن تطبق هذه السياسة إلا في ظل دولة الخلافة الراشدة القادمة بإذن الله، فالأمة في أمَسِّ الحاجة لها، بل العالم أجمع؛ يقول تقرير للأمم المتحدة إن مليار شخص في العالم محرومون من الأساسيات، أي الحاجات الأساسية، ومنها الماء، وإن 20% من سكان العالم يستهلكون 86% من ثرواته.
نقل : مجلة الزيتونة عن مجلة الوعي
إشكاليات الحكومات الملتحية
حــســن الــحــسـن
hasan.alhasan@gmail.com
في ظل اكتساح بعض الحركات الإسلامية للانتخابات الجارية في عدد من الأقطار العربية، ينتقل المشروع الإسلامي الذي تتبناه هذه الحركات إلى مرحلة الاحتكاك الجدي بالسلطة من موقع مباشرة الحكم ولو شكلياً، ما يضع المشروع الذي يرفع شعار «الإسلام هو الحل» على المحك أمام الجماهير التي تتطلع بشغف إلى نظام قائم على العدل والحق المستمد من أحكام الشرع الحنيف.
إلا أن أكبر تحدٍ يواجه هذه الحركات يكمن في خوضها هذه التجربة في إطار المشروع الديمقراطي المدني الوطني التعددي بغطاء دولي، بدل مشروع الخلافة ووحدة الأمة وحاكمية الشريعة والمفاصلة مع النفوذ الاستعماري الثقافي والسياسي والاقتصادي. مما يعني أن نجاح التجربة أو فشلها سيؤدي بالنتيجة إلى تكريس نظام رفضوه وحاربوه واعتبروه نقيضاً للمشروع الإسلامي الأصيل.
فقد ارتضت هذه الحركات الانخراط الفاعل في الواقع القائم على علاته، والذي تتحكم فيه قوى محلية ودولية مناوئة للإسلام كنظام بديل للنظام الرأسمالي. وأشاعت بين الجماهير استناد مشروعهم إلى رؤية تعتمد الإصلاح الجزئي على طريق الإصلاح الكلي في منهج لين متدرج، يتجنب الصدام مع المجتمع أو القوى المؤثرة فيه، ويتخفف من أحمال النصوص الشرعية بتأويلها عند الحاجة من خلال التقريب بين الواقع والنصوص مسايرة للظروف فيما عرف بفقه الواقع.
وتبنى هذا التيار، الملقب بــ «الوسطي والإصلاحي والواقعي والمرحلي والمتدرج والمعتدل» عملياً فلسفة «الحكومة الملتحية»، تلك التي أسس لها وزير الأوقاف المغربي الأسبق الدكتور عبد الكريم المدغري، الذي يعتبر إيجاد الحكومة الإسلامية الشكلية ضرورة مرحلية للوصول إلى الحل الإٍسلامي الشامل، مقراً بأن الحكومة الملتحية «لن تتعدى تدبير المال والاقتصاد في بنيته وشروطه الحالية، وتوجيهاته الرأسمالية الليبرالية، وتعليمات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وتركيبة الاقتصاد الربوي... وأنها لن يكون لها من الإسلام إلا اللحية بحكم الضرورة وما تفرضه الأوضاع الداخلية والخارجية.»
فغاية الحكومة الملتحية تقديم مشروعها من خلال شعارات إسلامية، ومن خلال التزام أصحابها بالهدي الظاهر كإطلاق اللحى للتدليل على عمق التوجه نحو الالتزام بأحكام الشريعة، مقتصرين عند الشكل في مرحلة انتقالية تهيئ المجتمع للوصول إلى مجتمع إسلامي شامل. ولذا لا داعي إلى “التشدد” في تطبيق الحدود أو حظر الربا أو منع السواح من ممارسة أنشطتهم المعتادة في الملاهي والشواطئ والمقاهي، ناهيك عما يقتضيه الإسلام من أحكام ومواقف تجاه تحرير فلسطين وأهلها وتجاه إلغاء الاتفاقيات الباطلة المعقودة مع الكيان الغاصب لها أو طرد النفوذ الغربي من بلاد المسلمين. فالقيام ببعض ذلك فضلاً عنه كله سيستجلب تحرك القوى المناوئة للحل الإسلامي الشامل داخلياً وخارجياً، وهو ما لا يمكن تحمل عواقبه بحسب تقديرهم.
يبدو مشروع “الحكومة الملتحية” مغرياً لأول وهلة، سيما مع تعسر جهود أصحاب مشروع التغيير الجذري الشامل في تحقيقه. إلا أن ثمة عوائق جوهرية تعترض السير فيه فضلاً عن تسويقه يمكن تلخيصها بما يلي:
أ - يتناقض هذا المشروع من حيث المبدأ مع ما استقر من مسلمات في عقول وقلوب أبناء الأمة من منهج الرسول صلى الله عليه وسلم الرافض كل عروض المساومة على الدين، كله أو جزء منه لقاء السلطة والجاه والثروة، حتى في أشد أوقات المحنة والاستضعاف للفئة المؤمنة. فقبول المساومة في القضايا المصيرية، كإلغاء تحكيم الشريعة، والقبول باتفاقية كامب ديفيد، والتعاطي بالربا، والسماح بالسياحة الفاضحة، يؤدي إلى تشتت الناس وتساؤلهم عن أسباب لوم الأنظمة السابقة إذن، كما يجعل الإسلام الذي كانوا يدعون إليه الناس قبل وصولهم للسلطة غيره الآن، مما يوقع هؤلاء بتناقضات تطعن بمصداقيتهم.
ب - إن تسليم أصحاب فكرة الحكومة الملتحية بمعطيات الواقع كأساس للبناء عليه يوصد أبواب العلاج الصحيح للمشكلات التي تعاني منها مجتمعاتنا وبلادنا، إذ إنها مترابطة بشكل عضوي، اقتصادياً وثقافياً وسياسياً واجتماعياً وأمنياً. وهكذا فإن التعاطي مع المشاكل التي تجابهها ليبيا أو تونس أو اليمن مثلاً، من خلال منظور وطني ضيق يؤدي بطبيعة الحال إلى قصور في إيجاد العلاج لكثير من المشاكل، ويؤدي بالتالي إلى الاعتماد على المعونات والخبرات الأجنبية التي ترعاها القوى الاستعمارية الطامعة، تلك المعونات التي ترهن البلاد والعباد لصالح مانحيها.
ج - لقد ثبت فشل نموذج الحكومة الملتحية فعلاً عند تطبيقه سواء في إيران أو السودان. فتحولت الأولى إلى دولة قومية طائفية تعج بالمشاكل، وتمثل نموذجاً منفراً، يسير بشكل مضطرد نحو انفجار داخلي يكاد يغير معادلة الملالي القائمة برمتها. وأما السودان فقد انشطر قسمين، وزادت معاناته وكثرت ويلاته، وبات في مهب الريح، وتم تحميل كافة تلك المآسي للمشروع الإسلامي السوداني، الذي باتت تدور حوله العديد من علامات الاستفهام.
د - يؤدي نموذج “الحكومة الملتحية” إلى تضييع الإسلام كنظام حكم، وإلى ضرب مصداقيته وهز الثقة فيه، حيث يصبح مجرد وجود حاكم ملتح أو متدين أو مرتبط بتنظيم إسلامي، يقتضي لدى الرأي العام لزوماً اعتبار تلك الحكومة إسلامية. وبالتالي يتم تحميل المشروع الإسلامي وزر أخطاء الأشخاص وقصور النظم الوضعية المطبقة رغم عدم علاقتها بالإسلام أصلاً.
هـ - إن اعتبار الحكومة الملتحية مقدمة مرحلية لتطبيق الإسلام لاحقاً بشكل كامل هو مجرد وهم يعيه كل من له أدنى إلمام بماهية المجتمعات وكيفية تغييرها وإحداث نهضة فيها. وبالتالي فإن فشل هذه الحكومات سيمنح الذريعة لكل مغرض وطاعن بالإسلام اعتبار أن “الإسلام هو الحل” مجرد شعار لا حاجة للذهاب به بعيداً بحجة أنه قد تم تجريبه فعلاً وثبت فشله، وبأنه أعجز من أن يعالج المشكلات القائمة في عالم مترابط ومعقد.
وـ إن منطق إلغاء التحاكم للشريعة بذريعة الوصول للحكم بها لاحقاً يتعارض بشكل واضح مع الشريعة ذاتها التي حذرت من الانحراف البسيط فما بالك بإلغاء التحاكم إليها أصلاً، وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ]كقوله تعالى أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ . ولقد أوجب[بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ الإسلام على الأمة الخروج على الحاكم الذي ينحرف عن الإسلام في جزء منه ناهيك عن إقصائه كله.
زـ إن اعتماد الحكومة الملتحية كنموذج يفضي عملياً إلى صرف الأمة بعيداً عن المثال المطلوب، فإحلال إسلام شكلي يهدئ من غليان الأمة وينفس رغباتها ويفقدها حماستها، ويوهمها بأن هذا هو جل ما يمكن أن يقدمه الإسلام، ما يعني التحايل على مشاعر الناس مع استمرار النظم الوضعية كما هي بثوب إسلامي، ناهيك عن احتمال ارتداده إلى الصورة العلمانية الصرفة لاحقاً بذريعة إخفاق المشروع الإسلامي.
ح - عادة ما تصبح المشاريع السياسية المؤقتة مشاريع دائمة، فضغوط الواقع والانتقال بين التجارب يولد قناعات جديدة لدى المنخرطين فيها، سيما أنهم يريدون معالجة مشاكل لا يمكن حلها بشكل صحيح مع وجود القوانين والأنظمة القائمة. فالارتباط بالمشاريع المؤقتة والحلول الهجينة يولد معايير براغماتية تعتبر التطلع لتحقيق المثال ضرباً من خيال لا داعي له. مثلاً، تجربة أردوغان في تركيا أصبحت في حد ذاتها مضرباً للمثل ونموذجاً يحتذى لدى أتباع هذا التيار، مع أنه بات هو نفسه يدعو أقرانه في مصر وليبيا وتونس إلى قبول العلمانية واعتبارها النموذج المطلوب، فيما كانت تُروج أصلاً كمجرد مقدمة لإقامة “حكومة محجبة” على طريق استعادة الخلافة الراشدة. كذلك تجربة المنظمات الفلسطينية التي رضيت بدولة على جزء من فلسطين كمرحلة انتقالية على طريق التحرير الكامل، وإذا بها تتحول إلى حل نهائي يُحارب كل من يقف ضده.
ط - إن السير في هذا المشروع يعني ضمناً إثبات نظرية الغرب بأن حضارته قد انتصرت عملياً، وبأن أي نظام آخر بما فيها الإسلام لا يستطيع أن يعيش في العصر الحديث إلا من من خلال استلهامه أسباب الحياة من النظام الغربي. فهل هذا صحيح!؟ وهل هذا هو ما يطمح إليه رواد التيار الإصلاحي الواقعي المعتدل؟
ي - أخيراً وليس آخراً، إن المنهج الإصلاحي التدريجي المرحلي قد يتناسب بنظر القائلين به مع مرحلة ما قبل الثورات، إذ كان يمكن اعتباره بالمنطق السائد حينها خطوة متقدمة في ظل انسداد أفق التغيير، سواء بسبب القبضة الأمنية الحديدية أو بسبب خمول المجتمع واستسلامه للأنظمة الجائرة. أما وأن الشعوب قد كسرت قيدها وتمردت على واقعها وثارت على طغاتها وبدأت تمارس اختيارها الحر لممثليها وحكامها، بعد أن دفعت ثمناً غالياً لذلك، عندها يصبح هذا المنهج متخلفاً عن الواقع نفسه، ناهيك عن أنه يكبل إرادة الشعوب بقيود لا معنى لها، فيكتم تطلعاتها ويعرقل طموحاتها بمعايير ومفاهيم انتهت صلاحيتها. ولذلك فإن الأمانة تقتضي من هؤلاء أن يفوا بما اختارتهم الشعوب من أجله، فتحكيم الشريعة وتحرير فلسطين وإزالة الحدود الوهمية وإلغاء حالة التبعية للغرب اقتصادياً وأمنياً وسياسياً وثقافياً هو التزام أساسي بمدلول شعار “الإسلام هو الحل” الذي دفع الناس لتأييدهم وتفضيلهم على من سواهم، وإن عدم التزام هذه القضايا يحول هذا الشعار إلى مجرد وسيلة rللوصول إلى السلطة لا أقل ولا أكثر.
مجلة الوعي العدد 302، السنة السادسة والعشرون ، ربيع الأول 1433هـ ، شباط 2012م
فلسطين في زمن الثورات في البلاد العربية
الدكتور ماهر الجعبري
يسلط هذا المقال الضوء على قضية فلسطين في سياق الثورات القائمة بعد التمهيد بلمحة تاريخية موجزة تلخّص وضع القضية، ومن ثم يصل إلى الموقف الحالي والعمل المطلوب.
أصل القضية
من المعلوم تاريخياً أن قضية فلسطين بدأت بتآمر بريطانيا منذ إصدارها وعد بلفور، وتشجيعها وتسهيلها لهجرة يهود إلى فلسطين، وذلك من أجل أن تحقق رؤيتها المتمثلة في دولة علمانية ديمقراطية في فلسطين للعرب واليهود، والتي كان يعبر عنها القذافي بطرفة «إسراطين». ثم دخلت أميركا على خط القضية منذ منتصف القرن الماضي، وأعلنت عن رؤيتها بعد اجتماع ممثليها الدبلوماسيين في الشرق الأوسط في إسطنبول عام 1950م بإيجاد دولة عربية وأخرى يهودية، وقررت أن تتفرد بمعالجة القضايا الساخنة، وبدأت أميركا تحث هيئة الأمم المتحدة على تنفيذ مشروع تقسيم فلسطين إلى دولتين، ومن ثم عمل عبد الناصر في مصر على تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية لتحقيق هذا الغرض.
وظل حل الدولتين رؤية أميركية راسخة، وتوالت محاولات رؤساء أميركا لإخراجه، تحت وقع رفض المسلمين للاعتراف بكيان يهود، وفي أجواء صراع الإرادات بين أميركا وبريطانيا (إبّان قوة تأثير الأخيرة في الساحة الدولية)، إلى أن هيمنت أميركا على الموقف الدولي بعد حرب الخليج الثانية في ظل إدارة بوش الأب، وبالتالي هيمنت رؤيتها لحل القضية، ومن ثم تشكلت اللجنة الرباعية الدولية على أساس هذا الحل، وأعادت الفصائل الفلسطينية تشكيل أدبياتها على أساسه، ودخلت حركات المقاومة الإسلامية والعلمانية ضمن لعبة العلاقات الدولية المنضبطة بهذا الإيقاع الأميركي، وصار الحديث عن العملية السلمية وعن دولة فلسطينية في حدود 67 مجاورة لدولة (إسرائيل) أمراً طبيعياً في الإعلام العربي والفلسطيني وفي الخطاب «الوطني»، العلماني منه «والإسلامي».
الوضع الدولي الحالي
لم يكن لقضية فلسطين أن تحظى بأولوية في السياسة الأميركية في ظل الملفات الحرجة التي تتعاطى معها الإدارة الأميركية (الأزمة الاقتصادية العالمية، أفغانستان والعراق، تحرك أوروبا والصين وروسيا لمنافسة أميركا في قضايا مختلفة، ثورات العرب إلخ)، ومع ذلك ظلت أميركا تتفاعل معها في مظاهر حراك سياسي حول القضية في حدود مصلحتين، الأولى: كي تحافظ على الإمساك بأوراق اللعبة كاملة، فتقطع الطريق أمام أي قوة دولية أخرى بأن تنازعها في هذا التفرد بأوراق الحل، ولذلك ظل مؤتمر موسكو الذي حاولت روسيا عقده متعثراً، وقَبِل الاتحاد الأوروبي بالاقتصار على تمويل السلطة الفلسطينية، في انتظار التحرك الأميركي. والثانية: من أجل ترقيع الصورة المهشمة لأميركا في ذهنية الأمة الإسلامية، وتلك الصورة الهابطة، مضاف إليها مشاهد الدعم والتأييد الدائم من قبل أميركا لدولة الاحتلال اليهودي، تلك الصورة التي ظلت مصدر إلهام لتحرك الأمة الإسلامية نحو التغيير الجذري والتحرر من هيمنة أميركا. ولذلك أوصت العديد من الدراسات الاستراتيجية بالسعي لإنجاز حل الدولتين، لعل أميركا حينها تستعيد شيئاً من معاني الحضور المعنوي كقوة عادلة ومتوازنة بين طرفي الصراع حول فلسطين (كما جاء مثلاً ضمن دراسة زينو باران الصادرة عن مركز نيكسون في واشنطن عام 2004م تحت عنوان :Hizb ut Tahrir- Islam›s Political Insurgency)، ولذلك خاطب السفير الأميركي السابق في دولة الاحتلال اليهودي مارتن أنديك في تصريحات له كيان يهود بالقول، “إذا كنتم تحتاجون الولايات المتحدة، فإن عليكم في هذه الحالة أن تأخذوا المصالح الأميركية في الاعتبار”. (نشرتها جريدة القدس بتاريخ 21/4/2010م)
وبالطبع لم يجد كيان يهود حاجة ملحة للتصالح مع أنظمة عربية منبطحة تماماً ولا يصدر عنها إلا مبادرات مفاوضات وتطبيع، وخصوصاً بعد أن تم احتواء فصائل المقاومة في سلطة تجد نفسها منشغلة في تأمين الخدمات للناس من خلال استجداء التمويل الغربي، مع الاستجابة لأجندات ذلك التمويل. واستمر تعنت دولة الاحتلال اليهودي وبشكل صلف، حتى ذهب وزير الخارجية المتغطرس ليبرمان بقوله إن السلام هو مجرد “وهم”. وهكذا ظلت إدارة أوباما غير مستعدة للضغط الكافي على دولة الاحتلال اليهودي من أجل حسم الحل حتى الآن، فلجأت للموازنة بين التحديات التي تواجهها والمصالح الاستراتيجية التي تتطلع لتحقيقها، واختارت منهجية إدارة الأزمة في ظل تلك المعطيات، ولم تتقدم عملياً نحو الإنجاز تحت وقع ترتيب الأولويات.
الوضع الفلسطيني
بعد انشطار السلطة إلى سلطتين، وتورط حماس في «وحل» السلطة والتزاماتها، عاش الإعلام الفلسطيني حالة من الاستقطاب وصلت انعكاساتها إلى تفاصيل حياة الناس بما فيها ترتيبات فريضة الحج في خريف 2008م، وظن البعض أنه استقطاب على أساس حالة جهادية وأخرى تفاوضية، أو بين مشروع مقاومة ومشروع مساومة، بينما ظلت كلتا السلطتين في الواقع أسيرة الحلول الدولية، وتمحورت الرؤية لديهما على أساس مشروع حل الدولتين التي تنادي به أميركا. كما اختفت أعمال المقاومة في الضفة الغربية فيما اقتصرت على ردود الفعل في غزة وضمن سقف محدود للغاية.
ومع سيلان الدماء على أيدي الفصائل الفلسطينية، حصل شرخ فيما بينها وانكسر البلور الثوري، كما عبر بعض الإعلاميين الفلسطينيين، وتمخضت عن مرحلة الصراع الدموي بين فتح وحماس حالة من القمع الأمني لدى السلطتين، كانت بالطبع أشد وأقسى لدى سلطة فتح، حيث أشرف على تدريب أجهزتها الأمنية الجنرال الأميركي دايتون، الذي وقف خطيباً في واشنطن في 7/5/2009م يشرح مشروعه الأمني في فلسطين، ويبين دوره التنسيقيّ الناجح ما بين أجهزة الأمن، ويُرسّخ ترويض الجيل الفلسطيني الأمني الجديد بقوله «ما فعلناه هو بناء رجال جدد»، وهو يقتبس كلمات ضابط فلسطيني كبير يخاطب أفراد الأجهزة الجدد في حفل تخريج أمني: «لم تأتوا إلى هنا لتتعلموا كيف تقاتلون إسرائيل». ويعقّب دايتون بقوله «ويا له من تغيّر، وأنا لا أتباهى بهذا، فقد جعل هذا التغيّر ضبّاطاً في الجيش الإسرائيلي يسألونني في أغلب الأحيان: كم من هؤلاء الرجال الجدد تستطيع أن تصنع؟»
ومع نهاية العام 2008م، تصاعد الجدل بين الفصائل الوطنية في فلسطين حول قدسية منظمة التحرير الفلسطينية في سياق من يمثّل الشعب الفلسطيني: فبينما اقترح البعض إيجاد مرجعية بديلة عنها، أصرّ البعض الآخر على أن المنظمة هي الإطار الجامع للقضية الفلسطينية. واستمرت التجاذبات الفصائلية حولها في كل محاولة لتحريك ما سمي ملف المصالحة. كما استمرت الصراعات بين غزة والضفة الغربية حول «الحكومة الشرعية» ورئيسها، بل وطفت بين الحين والآخر صراعات داخلية في الضفة الغربية على كعكة حكومة رام الله.
وفيما استمرت «جعجعة» الحوار الوطني الفلسطيني دون طحن، تشكلت حكومة يهودية أوضح عداء وأكثر صداماً، بل وأعلن قادة الدولة اليهودية بشكل استفزازي عن خطط لضرب إيران لمنعهم من امتلاك القوة النووية، وظلت أحلام أو أوهام القيادات الفلسطينية تصطدم بإجراءات عدائية من قبل الاحتلال الذي لم يقم وزناً حتى لتلك القيادات التي سارت معه لتحقيق مصالحه الأمنية.
وظلت حكومة سلام فياض مستمرة في تنفيذ رؤيتها لإقامة مشروع الدولة الفلسطينية التي لا تتجاوز بحال مشروع بلدية كبيرة الحجم لتقديم الخدمات، وانشغلت في محاولات «البناء المؤسسي» الذي استشرى فيه الفساد، وفي تنظيم الجباية الضرائبية لتحقيق الديمومة المالية مع توقع تراجع فرص التمويل مستقبلاً، وذلك بموازاة تطوير وتمكين الأجهزة الأمنية من أداء دورها. وانشغلت ساحة الضفة الغربية بأعمال إعلامية سطحية من مثل انطلاق الاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة وذلك في آذار 2009م، مع ما تضمن من نشاطات تطبيعية، ومن ثم باشرت السلطة ومن يدور في فلكها من الفصائل والشخصيات السياسية والعامة مجموعة من النشاطات التي استهدفت التأثير على وعي الناس ومخزونها الثقافي وقناعاتها، من مثل مسابقات ملكة جمال فلسطين ومباريات كرة القدم النسائية.
وقد حظي فياض (ومشروعه المتمثل في دولة البلدية الكبيرة) بدعم إعلامي عالمي حيث رصدته مجلة التايمز الأميركية من ضمن الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم، كما نشرت صحيفة الحياة يوم 1/5/2010م. ونقلت المجلة الأميركية عن توني بلير قوله إن فياض «عمل خلال السنوات الثلاث الـماضية على تقوية الـمؤسسات الحكومية الفلسطينية وأجهزة الأمن، على رغم الصعاب والـمعوقات السياسية، الأمر الذي لاقى الترحيب والتقدير في أوساط الرأي العام”.
ثورات العرب وتغير الموازين
في ظل الأجواء التي تجلّى فيها انبطاح الفصائل الفلسطينية أمام مشروع حل الدولتين، ووقف أعمال المقاومة الفعلية، والتغوّل الأمني الذي كان أشد فظاعة لدى سلطة رام الله، وجمود المشهد السياسي مع انشغال أميركا وصلف قادة يهود وعجز الأنظمة العربية، ومع تكرر محاولات تمرير برنامج سياسي تفاوضي تحت مسمّى المصالحة، وتعثرّها أمام ملفات المنظمة والانتخابات والحكومة والملف الأمني.
في ظل هذه الأجواء فاجأت الأمة الجميع بثورات متعاقبة، فتغيرت تلك الأجواء التي كانت تطمح إلى مبادرة أميركية جديدة. فقد جمدت أميركا الأوضاع بخصوص هذه القضية عند الحالة التي آلت إليها، بانتظار ما يمكن أن تسفر عنه الأحداث في المنطقة ككل. كما وجدت الفصائل الفلسطينية نفسها أمام وقائع جديدة، فحركة فتح وسلطتها في رام الله فقدت أحد دعاماتها بعد سقوط نظام مبارك ورحيل عمرو سليمان عن مسرح القضية. أما حركة حماس، فهي من جهة تحس بنشوة إثر تمخّض الانتخابات في كل من تونس ومصر عن فوز لحركات في «عمقها التنظيمي»، شمل حركة النهضة في تونس وحزب الحرية والعدالة الذي أسسه الإخوان في مصر، ولكنّ حماس من جهة أخرى تعاني من أزمة إلى حد ما أمام موقفها المضطرب والمهزوز من الثورة السورية.
ويبدو أن هذه الأجواء قد دفعت الأطراف الفصائلية المختلفة إلى التغاضي عما تسببت به من آلام ومحن لهذا الشعب وهذه القضية، فبادرت إلى لملمة الأوضاع ولم شمل الأطراف في إطار منظمة التحرير، سيما أن المشروع السياسي الاستراتيجي لهذه الجماعات لا يتجاوز سقف المشروع الأميركي بإقامة دولتين لشعبين على أرض فلسطين. ولذلك طفا الحديث عن انضواء مختلف التيارات بما فيها حماس والجهاد في إطار المنظمة لإعادة بث الروح في جسد المنظمة الميتة. وبعد عام على الثورات بات الموقف السياسي فيما يتعلق بقضية فلسطين يتميز بالمعالم التالية:
على الصعيد الدولي: لا زالت أوراق قضية فلسطين مبعثرة على طاولة أميركا تغطّيها حزمة من الملفات الدولية العديدة، وقد تمخضت محاولات تحريك الملف من خلال المعركة الدينكيشوتية التي خاضها رئيس السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة عن سراب. وبالطبع فإن دخول أميركا هذا العام في حالة البطة العرجاء في أجواء الانتخابات سيؤكد جمود المشهد الفلسطيني على حاله بلا تغيّر ملموس على الساحة الدولية، وخصوصاً أن كافة الملفات الحرجة التي تقض مضجع أميركا لا زالت مفتوحة. وليس متوقعاً أن تنجح أوروبا في استعادة بعض أوراق القضية، وخصوصا أن أوراق الربيع العربي أكثر إلحاحاً، وهي ساحة أهم للصراع الأميركي-الأوروبي على المصالح.
على الصعيد العربي والإقليمي: لم تتمخض الثورات حتى الساعة عن تغيير جوهري في المعادلة، وفي العلاقة مع الاحتلال من قبل دول الطوق، بل تم التأكيد على جميع الاتفاقيات المخجلة مع هذا الكيان الغاصب. ولا يغير من هذا كثيراً اقتحام سفارة يهود في القاهرة و الاحتجاجات أمام سفارتهم في عمان وتفجير أنابيب الغاز المصرية لـ(إسرائيل). كما استمر الصمت على جرائم الاحتلال من قبل المجلس العسكري المصري. وتحرك ملك الأردن مجددًا لبث الروح في العملية التفاوضية فجمع الأطراف الفلسطينية و(الإسرائيلية) مع ممثل الرباعية في عمان، في مشهد أجوف لا طائل منه.
المفارقة المفجعة تمثلت في موقف الحركات الإسلامية التي قبلت نهج مغازلة الغرب وطمأنته على مصالحه والإقرار بهذا الكيان المسخ (على نحو أو آخر) وباحترام الاتفاقيات الموقعة معه. فلم تستثمر هذه الحركات ثورات الأمة وفوزها بالانتخابات من أجل إعادة صياغة العلاقة مع اليهود على أساس أنها حالة حرب مع محتل ترفض الأمة وجوده، ولا تعترف الأمة بقضية متعلقة بحدوده، بل تكررت التطمينات من رموز الحركات الإسلامية في مصر حول التزام اتفاقية كامب دافيد، مما أضفى نوعاً من الطمأنينة لدى قادة الاحتلال اليهودي حول المستقبل المنظور للنظام السياسي الجديد في مصر. أما سوريا فتبقى المفصل الساخن الذي قد يقلب الطاولة، وأفصحت قيادات يهود عن تخوفاتها في سوريا كما جاء على لسان إيهود باراك، مما يفضح بالطبع منطق الممانعة في سوريا.
على صعيد الفصائل الفلسطينية: بدل أن تشعل ثورات العرب الأعمال الجهادية، وبدل أن تدعو قادة الفصائل الثائرين أن يُحمّلوا الأنظمة المتمخضة عن الثورة مسئولياتها لتحرير فلسطين، تمخضت المقاومة عند فتح وحماس وغيرها من الفصائل عن المقاومة الشعبية السلمية، التي تصاعد الحديث عنها بعد لقاء عباس-مشعل الأخير في القاهرة. وظلّت الفصائل الفلسطينية تنتهج أسلوب طبخ الحجارة في قدر ماء، لا يسمن ولا يغني من جوع، وهي تحرّك مشاهد سخيفة تحت نفس العنوان «المصالحة»، وتشغل الناس بملفات ترتيب الشأن الداخلي من انتخابات وحكومة ومنظمة دون جديد على الساحة الدولية، ودون وعي على ما آلت إليه أجواء الأمة بعد الثورة.
وهكذا تبقى قضية فلسطين -فصائلياً- محشورة ضمن أنفاق الحوار الفلسطيني، وضمن ملفات القاهرة السابقة من تشكيل لجان وحديث عن «المنظمة» و»الحكومة» و»الأجهزة الأمنية» «والانتخابات». وتبقى أزمة تشكيل حكومة جديدة قائمة في ظل استمرار التجاذبات وتضارب المصالح الشخصية والحزبية، وفي ظل عقلية المحاصصة وعقلية «قبض أثمان» النضال، واسترداد فواتير الشهداء الذين سقطوا وهم يقاومون الاحتلال اليهودي.
أخيراً فإنه يجدر القول بأنّ المطلوب من الجميع اليوم هو دعم الثورات التي تطيح بالأنظمة العربية (وهي التي وقفت تحمي كيان يهود طويلاً)، ومن ثم ربط قضية فلسطين بالأمة وبكيانها المرتقب على أنقاض الأنظمة، الذي سيحرر الجيوش من هيمنة الحكام لكي تتحرك لواجبها الجهادي فتقضي على الكيان اليهودي بقوة العسكر، لا أن تحاصره بألاعيب السياسة لاسترداد أقل من 18 بالمئة منه، ساعتها يكون العمل مجدياً وشرعياً ويثيب الله عليه، ولا يكون تجديفاً باطلاً في مراكب rالدول الاستعمارية الكبرى.
منقول عن : مجلة الوعي: العدد 302، السنة السادسة والعشرون ، ربيع الأول 1433هـ ، شباط 2012م
صحيفة:
حان الوقت لمهاجمة إيران؟
http://www.aljazeera.net/news/pages/078d0a36-f994-4f3f-a75b-93caee83c798?GoogleStatID=9
- تعليق: الجواب ما أقرت به الكاتبة في نهابة المقال: "وأخيرا هناك اتفاق بأن العقوبات التعجيزية هي الطريقة المؤثرة في سلوك إيران" -
قد يكون هناك اتفاق أكبر بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول كيفية معالجة المسألة الإيرانية، كما يشير بعض المراقبين. هكذا استهلت كريستيان ساينس مونيتور مقالها ردا على التساؤل الذي طرحته في البداية: هل حان الوقت لمهاجمة إيران؟ وقالت الصحيفة إن قمة أوباما-نتنياهو يمكن أن تخرج بقرار حاسم.
وأشارت إلى أن أوباما يرحب بنتنياهو في البيت الأبيض اليوم، بينما يرجح أن يجري الرجلين أهم المباحثات، وأهميتها تكمن في أن الموضوع الذي سيهيمن على النقاش هو إيران.
وقالت الصحيفة إن اللقاء يمكن أن يحدد ما إذا ستكون هناك ضربة عسكرية على منشآت إيران النووية في وقت ما قبل الانتخابات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
والموضوعات ذات الأولوية الكبيرة ستشمل الوقت اللازم للعقوبات التعجيزية التي تقول أميركا وإسرائيل إنهما ما زالتا تأملان أن بإمكانهما إقناع إيران بتغيير مسارها بشأن طموحاتها النووية، والمرتقب والمتوقع من المباحثات الدولية مع الإيرانيين والتي يتوقع استئنافها الشهر القادم، وكذلك الخطوط الحمراء لكل زعيم والتي إذا ما تُخطيت فإنها ستؤدي إلى عمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وأشارت الصحيفة إلى قول بعض الخبراء بأن العلاقة بين أوباما ونتنياهو أقل توترا في الواقع مما توحي به البداهة التقليدية، ويقول بعض آخر إن هذه التوترات بينهما حول إيران ليس لها كثير علاقة بالشخصية، وإنما لها علاقة أكبر بالتقييمات المختلفة على كل جانب فيما يتعلق بتوقيت الاضطرار إلى وقف إيران عسكريا. كما أن إسرائيل من المحتمل أن تشعر بحاجة إلى التحرك أسرع من أميركا.
وفي هذا يقول دينس روس -وهو المبعوث الأميركي لفترة طويلة في الشرق الأوسط- إن الأمر مسألة جدول زمني. وهذا الجدول الزمني له علاقة أقل بمكان البرنامج النووي الإيراني، وعلاقة أكبر بالنقطة التي عندها تفقد إسرائيل القدرة على العمل العسكري.
واختلاف آخر هو كيفية فهم الحكومتين للتهديد الإيراني، فبالنسبة لإسرائيل وجود إيران نووية سيشكل تهديدا وجوديا، بما أن بعض القادة الإيرانيين دعوا إلى إزالة إسرائيل من الوجود، وبما أن إيران تمتلك الآن صواريخ يمكن أن تصل إلى إسرائيل.
أما بالنسبة لإدارة أوباما فإن التهديد الرئيسي من إيران نووية سيكون في كيفية ضمانها مجيء شرق أوسط نووي، وهو ما سيزيد بدرجة كبيرة احتمال وقوع حرب نووية.
ويقول روس الذي يعمل حاليا في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن خبرته الأخيرة في الإدارة الأميركية تشير إلى وجود اتفاق أكبر بين الحكومتين حول كيفية التحرك بشأن إيران مما يشير إليه بعض المراقبين. فهناك ملامح مشتركة أساسية فيما يتعلق بالأهداف، بمعنى أن إيران ينبغي ألا يكون لديها أسلحة نووية، وهناك تقارب فيما يتعلق بأفضل الوسائل بأن هذا ينبغي أن يتم عبر وسائل دبلوماسية إذا أمكن ذلك. وأخيرا هناك اتفاق بأن العقوبات التعجيزية هي الطريقة المؤثرة في سلوك إيران.
بسم الله الرحمن الرحيم
سورية: الوحش والغابة والعصابة
عبد العزيز كحيل
يستحي المرء في هذه الأيام أن يكتب عن سورية العزيزة وهو يمسك بالقلم في غرفة دافئة ليدبّج مقالا ينتصر للثورة والأبرياء المضطهدين ويستنكر جرائم النظام البعثي الطائفي ، وماذا عساه ان يكتب وأحرار الشام يكتبون تاريخهم بالدم وهولا يملك سوى يراع عادي ، يقطر دما- نعم - ويعتصر صاحبه ألمًا، لكنّه في حال غير ما يعانيه الأحرار والجرائر والأطفال والعجائز في طول سورية وعرضها من حرب إبادة حقيقية تدور رحاها منذ عام كامل، لكني قرّرت ان أكتب كلمات هي جهد المقلّ ليعلم أحبّتي هناك وفي كلّ مكان أنّنا هنا في الجزائر نعايش ثورتهم وكأنها ثورتنا ،وتكاد صدورنا تنفجر من الغيظ من هول ما نرى ونسمع من جرائم الأسرة الحاكمة في دمشق الفيحاء، ونحن عاجزون عم مدّ يد العون لإطعام الجائعين الذين قُطعت عنهم المؤن والمصابين المحرومين من العلاج واليتامى الهائمين على وجوههم وإخواننا في الدين أو في الإنسانية المهجّرين قسرا من بيوتهم في عزّ الشتاء القارس، وليس لهم من ذنب سوى رغبتهم في الحرية واسترداد بلدهم من قبضة الأسرة الحاكمة باستبداد وظلم وفساد.
إنّنا نبصر وحشًا ضاريًا لا يعرف دينا ولا قيما ولا أخلاقا ولا عهودا ، تحوّل، مثل أبيه، إلى آلة للبطش والقتل ، يتصرّف وكانّه في غابة مستباحة لا تحكمها قوانين ولا شرائع ولا نُظُم، يجد فيها أعوانا على الظلم ، يساعدونه بوسائل شتّى على إركاع سورية بل تخريبها ليبقى هو وأسرتُه وحاشيته في السلطة، وما زال يسوّق خطابًا مفلسا مشحونا بذرائع مضحكة كالمؤامرة الكونية والمقاومة والممانعة والعصابات الإرهابية القليلة العدد التي تدخل بحرية من البرّ والبحر والجوّ ليلا ونهارًا رغم أن سورية واحدة من أكثر دول العالم خضوعا لنظام بوليسي مخابراتي يُحصي الأنفاس فضلا عن الحركات.
في هذه الغابة المحكومة بقانون الغاب وحده وبما هو أشدّ منه بشاعة، عصابةّ تحيط بالوحش الدموي المفترس، تزيّن له جرمَه وتطاوعُه على إبادة الشعب المسالم المظلوم، وتسوّغ له القمع الدموي المنقطع النظير بذرائع الطائفية حينا، والمصلحية حينًا آخر، والدين أيضا في أحيان أخرى، وهذا أشدّ ما في الأمر، لأنّ المسلمين ينتظرون من عالم الدين أن يجهر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويرفع صوته بالنكير على القويّ المعتدي والحاكم الظالم ،ويصطفّ مع الأمّة ومطالبها وآلامها وآمالها كما هو شأن العلماء العاملين الذي يدرّس سيرتهم في المساجد ويؤلّف فيها الكتب، فإذا تخلّى عن واجب الصدع بكلمة الحقّ ونصرة المظلومين وزجّ بنفسه في مخطّط إحراق البلاد وغدا بوقا للنظام االفرعوني المستبدّ كان لذلك وقع شديد وأنذر – إلى جانب عوامل أخرى – بانتهاء عهد الكلمة ليحمل المضطهَدون السلاح مُكرَهين دفاعًا عن النفس ، ولن يسكت حينئذ السلاح إلاّ بسقوط الطاغية ونظامه.
وإنّما مازالت العصابة متجبّرة بسبب استنادها إلى قوى تدعّمها بدوافع شتّى، كالجامعة العربية التي تهتمّ لشأن النظام ولا تبصر معاناة الشعب، ومثل المجامع الشيعية التي تتحرّك لدواع طائفية صرفة، وقد فقَذ حزب الله بذلك ما كان له من مصداقية عند أهل السنة في جميع البلدان، وسقطت معه دعاوى المقاومة والممانعة، وتخلّى الرأي العام العربي والاسلامي عن دعم إيران سياسيًا أمام الضغوط الغربية، أمّا النظام الطائفي في العراق فقد نزع عنه ورقة التوت التي كان يحاول إخفاء سوءاته بها وانكشف اصطفافه الطائفي حتى للسذّج المغفّلين، ومع هؤلاء الفيتو الروسي والصيني الذي يضحّي – تماما مثل الفيتو الأمريكي الدائم بشأن فلسطين – بالمبادئ والحقوق والدماء من أجل المصالح، بل إن المراقب الحصيف يلحظ التلكؤ الغربي في الحالة السورية الذي لا يمكن تفسيره إلا كحفاظ على النظام البعثي لحماية الكيان الصهيوني والحيلولة دون وصول القوى الاسلامية والوطنية المخلصة إلى السلطة كما هو منتظر.
فماذا بقي للشعب السوري ؟ إنّه الله تعالى، الذي منّ عليه بالثورة المباركة كما فعل من قبل مع تونس ومصر وليبيا، والسوريون مؤمنون بوعد الله ونصره، ويكفي ملاحظة الشعارات التي يرفعونها للتأكّد من ذلك، رغم أنف أدونيس وغلاة العلمانيّين اللّادينيّين ، ولم يُثنهم تشييع جنائز أبنائهم يوميا طيلة عام كامل عن التظاهر والصمود ومواجهة آلة القتل الوحشية لأنّهم وصلوا إلى نقطة اللّاعودة، وكلّ توقّف لحراكهم يُعتَبر انتحارًا للشعب كلّه، ولا شكّ أن كثيرين من السوريين وممن يتألّمون لمصيبتهم يرون ان التدخّل الأجنبي لحماية الناس والبلاد – رغم علاّته وتبعاته المعروفة، ورغم التوجّس منه - أفضل من التقتيل الجماعي المتواصل للأبرياء، ولنا أن نتصوّر تطوّر الأحداث لو تمكّن الوحش والعصابة من التغلّب على الموقف واستردّ أنفاسَه ورمّم بناء النظام، لن تقتصر الخسارة حينذاك على سورية وحدها بل سيكون هناك تهديد مباشر للثورات العربية التي انتصرت وتلك التي تدفعُها التجربة السورية - عند نجاحها- بزخَم كبير وتُعجّل بها في أكثر من قُطر عربي ، ولعلّ هذا ما جعل أغلبية الأنظمة في المنطقة تتوجّس من الثورة السورية وتتآمر عليها في الخفاء والعلن وتمدّد عمر السلطة البعثية بأنواع من المُهَل والخطط والتصريحات الدبلوماسية النارية والباردة الخاوية من الأفعال والحركة.
إنّ الثورة السورية مدرسة متفرّدة ورائدة أعطت من الدروس والمواقف ما لا يوجد في غيرها، فقد جعل الله تعالى – وهو صاحب الفضل على الثورات العربية – محنة إخواننا في تونس ومصر قصيرة رغم موكب الشهداء والمصابين، وجلب لليبيّين عونًا خارجيًا كان ضروريا لتجنيد الشعب الأعزل إبادة محقّقة كان يتوعّده بها الطاغية المجنون ، أمّا سوريا فالعالم يتفرّج عليها وكأنّه يتلذّذ بدماء الأبرياء مادام النظام يحمي الكيان الصهيوني ويحفظ المصالح الجيوستراتيجية لأكثر من طرف، بل يعتبره البعض سياجا واقيا يمنع الاسلاميّين من اكتساح المنطقة كلّها عبر الديمقراطية التي يزعم الغرب ومعه القوميون المزيّفون انهم يقدّسونها، في هذه الظروف يجب إشعار الإخوة في الشام أنّ الجماهير العربية معهم، تعضدهم بالتظاهرات الضخمة والاعتصامات والضغط على الأنظمة المتخاذلة ، واظنّ أن العبء الأكبر يقع على البلاد التي نجحت فيها الثورة، ولقد تميّز الموقف في تونس وليبيا بالإيجابية، أمّا مصر فكان يُنتظَر منها أكثر ممّا رأينا، لكن يبدو أنّ هوى المجلس العسكري والحكومة القائمة ليس مع الثورة لا هنا ولا هناك ، ومع ذلك يُمكن للبرلمان أن يتّخذ خطوات أكبر لردع النظام السوري وتأييد الشعب، لكني أنتظر التحرّك الأقوى من جماعة الإخوان المسلمين، فالقضية السورية - كمسألة إسلامية وعربية وإنسانية ولأسباب أخرى معروفة – قضيتُها المباشرة، ومعركتها في سورية كمعركتها في مصر وفلسطين وغيرهما، والجماعة تستطيع أكثر من غيرها تعبئة الجهود وحشد الجماهير والتأثير في القرار السياسي و في الجوار الإقليمي بشكل يخدم الثورة في سورية ويقدّم الدعم المادّي والمعنوي للأهالي ويزيد من عزلك النظام الذي لا يجوز ان يُعطيه أيّ طرف مهما كان فرصة لالتقاط أنفاسه واستجماع قوّته فضلا عن البقاء وفق السناريو اليمني الذي بخس الشعب والثوار وخذلهم.
إنّ سورية إلى انتصار بإذن الله ، وستتعافى من جراحاتها وتمحو آثار النظام الطائفي الباغي، وليست المشكلة اليوم في السوريّين الأبطال ولكن فينا نحن العرب والمسلمين، فهل فعلنا – كشعوب – ما يجب علينا؟ وهل بذلنا ما ينبغي من جهد؟ ماذا سنقول غدًا لأسرة حمزة الخطيب وغيره من الفتيان والفتيات الأبرياء الذين حصدت أرواحَهم آلة القتل في غابة الوحش؟ لكن عزاءنا أن الوحش سيُهزم ويُقاد إلى المحاكم ليُسأل عن جرائمه ضدّ الانسانية، وذلك مصير عصابته من الأسرة الحاكمة والطائفة المتنفذة وحاشية السوء من " علماء " وإعلامييّن ونحوهم، ويومها لن تعود سورية غابة، بل تكون – كما عهدناها – جنّة فيحاء غنّاء، وستفرح حمص ودمشق وحماه ودرعا وحلب ودير الزور والزبداني وكلّ ربوع الشام.
" إنّ موعدهم الصبح ، أليس الصبح بقريب "
منقول عن : مجلة الزيتونة
خبران من سوريا الشام حماها الله
.
نظام الأسد يجرد جنوده من القذائف الصاروخية خشية تمردهم
منشقون: الجيش يعتمد على القصف من خارج المدن
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=664815&issueno=12139
القاهرة: هيثم التابعي
قالت مصادر في مدينة حمص السورية لـ«الشرق الأوسط» أمس إن نظام الرئيس بشار الأسد أصبح يجرد جنوده من القذائف الصاروخية عند تقدمهم من المناطق المأهولة بالمدينة، خشية انشقاقهم، وإنه بات يعتمد على قصف عشوائي من خارج المدينة، وأفاد جنود منشقون حديثا من الجيش السوري النظامي التابع للأسد بأن السلطات قررت خفض تسليح جنودها في خطوط المواجهات مع الجيش السوري الحر قرب المدن الرئيسية ومنها حمص.
وأوضح الجنود أن الأسلحة الصاروخية الصغيرة وقذائف الـ«آر بي جي» (المضادة للدروع) تم سحبها من الجنود بشكل تام في المناطق التي تشهد مواجهات قرب المناطق المأهولة بالسكان، خاصة في حمص، خشية انشقاق الجنود أو وقوع الأسلحة بأيدي الجيش الحر. وقبل أربعة أيام انشق نحو 2500 جندي سوري في منطقة سراقب بمحافظة إدلب الحدودية في شمال سوريا، وأظهرت مقاطع الفيديو على موقع «يوتيوب» الجنود وهم يمسكون بأسلحتهم، ويرددون قسما خاصا بالولاء للثورة السورية في أحد أحياء إدلب وسط تشجيع المواطنين. وأوضح الجنود الذين انشقوا حديثا، وتحدثوا لـ«الشرق الأوسط» عبر الإنترنت من مناطق متاخمة لمدينة حمص أمس، أن الأسلحة الخفيفة، ومنها القذائف الصاروخية، تم مصادرتها منهم فور الاقتراب من مدينة حمص قبل نحو 3 أسابيع، وأنهم تمركزوا على وحدات المدافع المرابطة خارج حمص بعد أن انضمت لهم راجمات الصواريخ وأسلحة ثقيلة أخرى مما استخدمت مؤخرا في حمص في محاولة لقمع الثورة التي تدخل شهرها الحادي عشر.
وقال الجنود، الذين انشقوا من منطقة القصير قرب مدينة حمص أثناء تبديل وحدات الجيش لمقاتليها ليلا، إن الجيش السوري أصبح أكثر اعتمادا على تكتيك مهاجمة المدن من الخارج، اعتمادا على الأسلحة الثقيلة بالمدافع وراجمات الصواريخ وقذائف الدبابات من على بعد يصل إلى 30 كلم، حتى يتجنب أي مواجهات مع الجيش السوري الحر، وبالتالي السماح للجنود النظاميين بالانشقاق. ولفت الجنود، الذين رفضوا الإفصاح عن أسمائهم خشية تعرف السلطات على أسرهم والتنكيل بها، إلى أن الجيش السوري النظامي لا يقابل بترحاب في أي مكان؛ عكس ما كان يحدث في بداية الثورة حين كان الأهالي يمدونهم بالطعام والشراب، وهو ما قالوا إنه لم يعد يحدث على الإطلاق. ويعتمد الجيش السوري الحر في قتاله مع الجيش النظامي على أسلوب الكر والفر، وهو ما يتضمن سرعة الحركة والانقضاض الخاطف على وحدات الجيش السوري النظامي باستخدام أسلحة صاروخية خفيفة، وقذائف الـ«آر بي جي» التي تستخدم لإعطاب الآليات العسكرية خاصة الدبابات. ويقول مراقبون إن نظام الأسد يخشى من انشقاق الجنود بأسلحتهم الخفيفة حتى لا تذهب للجيش الحر. وقال مصدر سوري مطلع في القاهرة، إن وجود عناصر الأمن والاستخبارات السورية وسط الجنود السوريين تزايد في الفترة الأخيرة، وإن عناصر الأمن، التي تدين بالولاء المطلق لنظام الأسد، أصبحت نسبتها عنصرا أمنيا لكل 12 جنديا، خاصة على راجمات الصواريخ ومواقع المدفعية. وأوضح المصدر، الذي دخل حمص أكثر من مرة في الأيام الأخيرة، أن عناصر الأمن تلك لديها أوامر بقتل من يتردد في إطلاق الصواريخ أو المدافع، وهو ما شدد على أنه تكرر كثيرا في الآونة الأخيرة وفقا لشهادات جنود منشقين.
__________________________________________________ __________________________________________________ ________
أكبر المنشقين عن الجيش السوري رتبة:
الأسد يريد تدمير حمص لإعلانها عاصمة لدولته الطائفية
العميد فايز عمرو قال لـ "الشرق الأوسط" : إن النظام استخدم كل الوحدات العسكرية..
والجيش منهك ويعاني نقصا في الذخائر
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=664763&issueno=12139
أنطاكيا (جنوب تركيا): «الشرق الأوسط»
أكد العميد الركن فايز عمرو، أكبر المنشقين رتبة عن الجيش السوري، أن النظام يعيش «مرحلته قبل الأخيرة»، وأن هدفه الأساسي الآن هو إحراق حمص من أجل إعلانها عاصمة لدولة طائفية رفض أن يسميها، في إشارة إلى الطائفة العلوية التي تنتشر على الساحل السوري وفي قرى حمص.. وقدم العميد عمرو الذي كان يرأس المدرسة الفنية الجوية في حلب قبل انشقاقه ولجوئه مع أفراد عائلته إلى تركيا لـ«الشرق الأوسط» مشاهدات مثيرة عن الوضع داخل النظام السوري مفادها أن أعضاء في مجلس الشعب هم قيد الإقامة الجبرية، وأن جميع المسؤولين ممنوعون من دخول السفارات، وأن الجيش يعاني من الإرهاق ونقص الذخائر، كاشفا عن أن ذخائر ناقلات الجند قد نفدت فتوقفت عن القتال نحو أسبوعين قبل وصول شحنة ذخائر روسية. وأعلن عمرو أن الكثير من الضباط يرغبون بالانشقاق، لكن الأمن الذي ترك الشوارع والتحق بالوحدات العسكرية يحصي على الضباط أنفاسهم. وفي ما يأتي نص الحوار:
* متى اتخذت قرار الانشقاق عن النظام؟
- منذ لحظة استخدام الدبابات لأول مرة ضد المدنيين في درعا وحمص، اتخذت قراري، لكن كان بإمكاني أن أفيد الثورة من خلال موقعي. ولما وصلت الأمور إلى حد الاضطرار إلى إعطاء الأوامر بإطلاق النار على أبناء شعبي نفذت قراري، وهناك الكثير من الضباط الذين لديهم الموقف نفسه.
* كيف هو وضع الجيش حاليا؟
- الجيش في حال يرثى لها. كل قائد كتيبة دبابات، يوجد إلى جانبه الآن وفي مقر قيادته 3 أو 4 من أفراد الأمن الموثوقين من قبل النظام. هناك بعض الضباط من الطائفة العلوية كانوا على وشك الانشقاق لكن هذه المخاوف منعتهم. الأمن أصبح موزعا على كل تشكيلات الجيش إلى حد أنه لم يعد هناك من عناصر كافية لقمع المتظاهرين، فحتى كل مفرزة فيها عناصر من الأمن، وكل منطقة يقود العمليات فيها ضابط أمن عسكري أو ضابط أمن جوي.
* الجيش السوري يقول إنه يواجه عصابات مسلحة لا مدنيين! - أنا أتحدى أكبر استخبارات العالم أن تثبت أن هناك عصابات مسلحة. لم يصل إلى داخل سوريا أي قطعة سلاح غير الكلاشنيكوف التي حصلنا عليها من المنشقين عن النظام، أو التي اشتريناها من جنوده. هناك أسلحة سربت عن طريق حزب الله إلى المعارضين تتضمن خلطات فاسدة، كقذائف الـ«آر بي جي» التي لا تنطلق، والذخائر المحشوة بمادة الـ«تي آند تي» المتفجرة التي تنفجر بمطلق النار عند استعمالها.
حتى الشهر الخامس من الانتفاضة لم يكن ثمة سلاح في أيدي المدنيين، لكن النظام أجبرهم على ذلك. إنه يجهز لإنشاء إمبراطورية في الساحل، وهو يحرق حمص ليعلنها عاصمة لدولته هذه. حمص تواجه خطر إبادة حقيقيا.
* أنت كنت في حلب، فلماذا برأيك لم تشملها الانتفاضة حتى الآن؟
- لسببين، المجتمع الحلبي جاهل ومسحوق ثقافيا ودماغه مغسول. 90 في المائة من مجتمع حلب لا يمتلك الكفاءة. كل شيء مهيأ لهم، مجتمع بعيد كليا عن السياسة إلا النخبة التي لا يعول عليها. والسبب الثاني هو الفعاليات الاقتصادية، فالنظام سمح في حلب بالممنوع، لكن الناس بدأت تحس الآن باقتراب الضربة الأمنية منهم، وأتوقع أن تتغير الأمور في حلب جذريا في الأيام والأسابيع المقبلة. لكن علينا أن ننتبه أن ريف حلب مشتعل منذ اللحظة الأولى، لكن الإعلام لا يعطيه حقه.
* ما هي مشاهداتك من الداخل للوضع الأمني ووضع النظام؟
- هناك مجازر لا يعلم بها الناس في الخارج حتى الآن. في حمص أنا أجزم بأنه سقط خلال الانتفاضة الأولى للمدينة نحو 2000 شهيد. سيارات القمامة عملت خلال أربعة أيام على نقل الجثث، وإطفائيات حمص نظفت الشوارع، ثم تمت تصفية كل من ساهم بهذه العملية. أما مجزرة تل النصر، فقد سقط فيها نحو 190 شهيدا خلال تشييع 20 شهيدا.
* ماذا عن الوضع داخل النظام؟
- من خلال اجتماعاتي الشهرية مع كبار الضباط، لاحظت أن التفكير الأمني طاغ لدى هذا النظام. تفكيره أمني لدرجة أنه لم يعترف حتى الساعة بوجود حراك شعبي. وهذا النظام يهدد كل من معه، بأن المطلوب ليس فقط رأس بشار الأسد، بل النظام بأكمله.
* ما تأثيرات التطورات الدولية الأخيرة على موقف النظام؟
- إن كل موقف دولي يهز أركان النظام. فعندما تطلب الولايات المتحدة تنحي الأسد يهتز، لكن عندما تقول إنها ليست في وارد التدخل عسكريا يقوى. تصريح واحد منهم يقصر عمر نظامه أشهرا. النظام مهتز ولن يتمكن من الاستمرار طويلا، وأنا أدركت ذلك من خلال التعاميم التي يرسلها، ووضع الجيش مهزوز فحتى الطعام ينقصه أحيانا، والجنود باتوا يقبضون على المدنيين ويضعونهم معهم في الحواجز ليناموا معهم ليحتموا بهم من الضربات.
* ماذا قصدت بالتعاميم؟
- أنا أعرف أشخاصا من مجلس الشعب هم تحت الإقامة الجبرية الآن، ممنوع عليهم أن يغادروا من مكان إلى آخر إلا بتصريح من الأمن. السفر إلى الخارج قطعا ممنوع. منذ شهر ونصف الشهر صدر تعميم بـ70 مادة تمنع القيام بأي شيء تقريبا إلا بموافقة أمنية. الدخول إلى السفارات أصبح ممنوعا على أي كان.
* ماذا عن الوضع الميداني للجيش؟
- النظام يعيش المرحلة قبل الأخيرة، وهو مستعد لقتل 20 مليون سوري على أمل الاستمرار. قوته العسكرية منتشرة في كل أنحاء سوريا، لم تتبق وحدة عسكرية لم تتحرك، بما فيها وحدات التدريب الجامعي، وفي معسكر الضمير الجامعي تمت تصفية ضباط وجنود رفضوا المشاركة في قمع المظاهرات. الدفاع المدني استخدم، وكذلك الجيش الشعبي. والنظام يسحب قوات كبيرة نحو الساحل وفي رأسه شيء ما، ومعلوماتي شبه المؤكدة أنه يتجه لإعلان قيام دولة طائفية لا أريد أن أسميها.
* حكي هذا الكلام بشكل مباشر خلال الاجتماعات؟
- تلميحا، لكن أنا كقائد عسكري أفهم.
* هل هناك سلفيون يقاتلون إلى جانب الجيش الحر؟
- كل من يقول بوجود سلفيين في سوريا مخطئ..الجيش الحري قاتل ومعه بعض المدنيين المنضمين إليه.
* ومن «القاعدة»؟
- أعوذ بالله. ملف «القاعدة» المسؤول عنه في سوريا اللواء أديب نمر سلامة من أيام الغزو الأميركي للعراق، هو يؤمن سفرهم إلى هناك وعودتهم إلى سوريا.
* هل صحيح ما يقال عن نقص في الذخائر؟
- لو لم تأت الباخرة الروسية المحملة بالذخائر لكان النظام في أزمة. الآليات التي تحمل الرشاشات الثقيلة فقدت ذخيرتها من مخازن الجيش، ولم يستخدمها لنحو أسبوعين إلى أن وصلت الشحنة الروسية.
* هل صحيح ما يقال عن وجود مستشارين روس وإيرانيين في سوريا؟
- الروس موجودون، ولديهم عقود بمئات ملايين الدولارات لتطوير أنظمة في الجيش، والخبراء الإيرانيون موجودون. في محطة جندر (الكهربائية) وحدها يوجد 50 خبيرا وهي كلها لا تحتاج إلى خبير واحد. في حلب يوجد إيرانيون وفي بعض القرى الشيعية شمال حلب. حتى أنهم صاروا يحلقون لحاهم للتمويه، والرحلات القادمة إلى سوريا بمعظمها تحوي إيرانيين، وهناك قسم دخل عن طريق لبنان.
* هل من دور مباشر لهم؟
- قطعا، خصوصا في التعذيب. لقد استوردنا 3 أنواع من التعذيب منهم ككسر الرقاب والحرق والمساكب.
* كيف غادرت سوريا؟
- غادرتها برحلة استمرت 3 أيام كانت محفوفة بالمخاطر. كنت أود الذهاب عبر لبنان، لكن لبنان محكوم من حزب الله وعلمت بأنه جرى تسليم الكثير من الجنود المنشقين إلى النظام.
* وعائلتك؟
- استطعت تأمين إيصالهم إلى مكان آمن خارج سوريا قبل رحيلي.
* ما هي مخططاتك الآن.. هل ستكون رئيسا للهيئة الاستشارية للجيش الحر كما يقال؟
- لا أطماع لي، نحن نحاول رص الصفوف وتوحيد العمل. لست آتيا لأي منصب ولا لشيء.. نحن نحاول وقف المجازر اليومية المرتكبة بحق شعبنا.. هناك من يحاول إيجاد شرخ طائفي، كما حصل عند اغتيال الكاهن المسيحي في حماه، وأنا أجزم بأن النظام هو من اغتاله بعد مراقبة دقيقة.
* ما الدافع؟
- لقد كان يحاول تجنيد أبناء البلدة مع الشبيحة لقمع الانتفاضة.. لكن أحدا لم يقبل منهم.
عصابات الهاجانا رسمت خطة أيار 1946 للشروع بأول استيطان
قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الأمم المتحدة مهّد الطريق أمام مبدأ آيزنهاور
http://www.azzaman.com/index.asp?fname=2012%5C03%5C03-06%5C799.htm&storytitle=
د.ماهر الجعبري
ظلّت تتنافس علي الساحة الدولية رؤيتان "للحل": رؤية بريطانية قائمة علي حل الدولة الواحدة التي تجمع العرب واليهود، فتكوّنت بذرتها مع إصدار بريطانيا للكتاب الأبيض لسنة 1939، وترسّخت مع الأحداث، وصولا إلي مشروع بورقيبه. وهي تصاعدت في سياق عرقلة تقدّم المشروع الأمريكي للحل، والقائم علي حل الدولتين (مع تدويل القدس). ويعتبر قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة في العام 1947 ممهدا لتلك الرؤية الأمريكية، التي تبلورت بوضوح مع منتصف القرن الماضي، عندما خرجت أمريكا من عزلتها، ثم قررت أن تتفرد بمعالجة الملفات الساخنة، حسب توصيات دبلوماسييها في الشرق الأوسط خلال مؤتمرهم في استانبول عام 1950. وبعد تبلور "مبدأ إيزنهاور" (وغايته ملء الفراغ الذي تركه زوال نفوذ بريطانيا وفرنسا من الشرق الأوسط)، بدأت خطوات أمريكا العملية لمحاولة تنفيذ الحل أواخر حكم أيزنهاور (1959 ــ 1960)، عندما تبنّي الرئيس الأمريكي آيزنهاور توصيات مؤتمر استانبول.
واستمر الصراع السياسي الرأسمالي علي المصالح وعلي النفوذ، وكان لكل طرف رجالاته وعرّابوه من الحكام ومَن دار بفلكهم من الرجالات والتنظيمات، وقامت إستراتيجية أمريكا نحو القضية الفلسطينية علي حصرها بين "عرب فلسطين" واليهود. وضمن ذلك الصراع، ظلّت القضية علي الساحة الدولية تتمحور حول إقامة قاعدة ضد المسلمين تحول دون إعادة الخلافة، ولمنع تواصل بلاد المسلمين الجغرافي، وذلك في إطار الصراع الحضاري مع الإسلام.
وعلي مذبح ذلك الصراع، ظل أهل فلسطين وقودا لناره الحارقة طيلة عقود طويلة، حيث تحركّت ماكينة الإجرام الصهيونية مشحونة بطاقة الغرب الصليبي، وأراقت عصاباتها المجرمة دماء المسلمين في مذابح متكررة، كانت تفرش أرض فلسطين بجماجم المسلمين تمهيدا لنشأة الكيان اليهودي، وذلك في ظل تقاعس حكام وقادة العرب الذين تسلّموا مقاليد الأمور من جنرالات استعمار نصّبهم يحرسون مصالحه بعد رحيل قواته.
في مقهي بوابة دمشق
قبل الحرب الأولي المسماة "بالنكبة"، كانت قيادات العصابات الصهيونية قد أعدت الخطط العسكرية منذ مطلع عام 1945، ورسمت عصابات الهاجانا خطة سُمّيت خطة أيار 1946. وبدأت المذابح قبل الحرب عام 1947، منها ما تمثّل في أعمال تفجيرية للحافلات، كما حصل في حيفا ورام الله في 12/1/1947، ومنها ما تمثل في تفجير قنابل، كما حصل في مقهي بوابة دمشق في القدس في 29/12/1948، ومنها هجوم عصابات الهاجانا وغيرها علي القري والمدن الفلسطينية، مثل مذبحة قرية الشيخ في قضاء حيفا في 31/1/1947 التي استشهد فيها أكثر من 600 من الأطفال والشيوخ والنساء، ومذبحة يازور في 22/1/1948، ومذبحة دير ياسين غربي القدس في 9/4/1948، ومذبحة حيفا في 22/4/1948 (مذابح في فلسطين)، وهدفت تلك الجرائم والاعتداءات إلي بثّ الرعب والخوف في أهل فلسطين، من أجل دفعهم علي هجرة قراهم ومدنهم، لتسهيل إقامة الدولة اليهودية علي أنقاضهم.
وقبل الحرب شكّلت جامعة الدول العربية جيش الإنقاذ الفلسطيني وربطته بالحاج أمين الحسيني (!)، كخداع للأمة للركون إليه. وكانت الجامعة العربية قد شكّلت "اللجنة العسكرية الفنية" في أيلول من العام 1947 لتقويم الوضع القتالي، فخرجت بنتيجة تبرز قوة العصابات اليهودية (!)، وتحدّث رئيس اللجنة اللواء إسماعيل صفوت (صفوة) قبل الحرب (محذرا أو مخذّلا!) أنه لا يمكن التغلّب علي اليهود بقوات غير نظامية، ويُنقل عنه قوله "أنه ليس باستطاعة الدول العربية أن تتحمل حربا طويلة"، مما يدلل علي أن جامعة الدول العربية كانت مستعدة للهزيمة، وتهيئ الناس لها، وقررت في ظل تلك النتيجة يوم 12 ــ 4 ــ 1948 تحريك الجيوش العربية إلي فلسطين للإخراج المسرحي. وبعدما قررت الحكومة البريطانية إنهاء الانتداب البريطاني علي فلسطين منتصف الليل بين يومي 14 و15 من أيار 1948، أعلن المجلس اليهودي عصر يوم 14 من أيار في تل أبيب قيام "دولة إسرائيل" ليصبح ساري المفعول في منتصف الليل، وبدأت الحرب عقب ذلك الإعلان (النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود).
هزيمة الجيوش السبعة
وبالطبع لا تعدم الأمة الجنود المخلصين والأبطال، فاحتدمت المعارك في البداية واستمرت بما يهزم عزيمة اليهود، فتدخلت القوي الدولية (أمريكا وبريطانيا) عبر مجلس الأمن، وفرضت الهدنة الأولي في 11/6/1948 لمدة أربعة أسابيع، وقد تضمنت حظر تزويد أي طرف بالأسلحة، فيما كانت الغاية منها تمكين العصابات اليهودية من الحصول علي السلاح من بريطانيا والولايات المتحدة، وهذا ما تم بالفعل (حرب 1948)، وهو ما تأكد مع استئناف المعارك من جديد في 8/7/1948، حيث "كان للجيش الإسرائيلي اليد العليا واتخذت المعارك مسارا مختلفا وتعرضت القوات العربية لسلسلة من الهزائم" (بدء الهدنة الأولي في فلسطين، النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود).
وانتهي القتال في 7/1/1949، وتمكنت العصابات والمليشيات الصهيونية المسلحة، التي تشكلت علي أرض فلسطين من المهاجرين مثل البلماخ والإرجون والهاجانا والشتيرن إضافة للمتطوعين اليهود، من هزيمة سبعة جيوش (من مصر والأردن، والعراق، وسويا، ولبنان، والسعودية إضافة للمقاتلين الفلسطينيين)، علي نحو فاضح. وقد كان إيقاع الهزائم الفظيعة مقصودا لقتل الروح المعنوية عند الأمة، وينقل صاحب كتاب (النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود) حديثا لوزير الدولة البريطاني (هيكتور نيل) يؤكد ذلك، حيث قال بعد الهدنة الأولي: "لا بد من استئناف القتال وإراقة الدماء في فلسطين ليُسلم العرب بالأمر الواقع ويعترفون بكيان دولة إسرائيل".
وبعد التوقيع علي أربعة اتفاقيات متتابعة للهدنة ما بين شباط وحتي تموز من العام 1949، وتحديد الخط الأخضر في 7/3/1949، أصبحت لليهود دولة قائمة علي الأرض، وصارت رأس حربة للاستعمار الغربي، وصارت تشارك في حملة العداء علي الأمة الإسلامية، كما حصل في العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956، حيث دفعت بريطانيا وفرنسا دولة اليهود لمهاجمة مصر، وشارك جيش اليهود مع كل من الجيش البريطاني والجيش الفرنسي في الحرب عليها، مما يكشف عن أن إسرائيل نشأت وظلت كأداة استعمارية لضرب الأمة الإسلامية وتحقيق مصالح الدول الغربية: كان هدف بريطانيا وفرنسا من تلك الحرب حل مشكلة قناة السويس، وتأكيد الجاهزية لحماية دولة اليهود في كل حرب مع المسلمين. وفيما كانت أمريكا تعارض ذلك الهجوم حماية لمصالحها وعميلها (لدرجة أن الموقف عرّض الحلف الأطلسي للتصدع)، إلا أن دولة اليهود نفّذته، مستغلة ظرف انشغال أمريكا بالانتخابات. وكانت الدولة اليهودية تستهدف من بعد تلك الحرب إجبار مصر علي الصلح منفردة عن الدول العربية. (العدوان الثلاثي من بيان حزب التحرير بتاريخ 10/11/1956)
وفي سنة 1963، كانت دولة اليهود تصرّ علي تحويل مجري نهر الأردن (حيث كانت قضية المياه من القضايا الاستراتيجية لذلك الكيان، وظلت كذلك حتي اليوم)، فصارت سوريا تهدد بإشعال حرب شاملة, وتوافقت مع العراق علي ذلك، وبينما استعدت الدولتان للهجوم في حالة تحويل مجري نهر الأردن، سعت أمريكا لمنع حدوث تلك الحرب جريا خلف مصالحها، فحركت جمال عبد الناصر ليعالج الموقف، عبر عقد مؤتمر القمة العربي الأول: ونشطت أمريكا من خلال مؤتمرات الحكام العرب لإحباط التوجه نحو حرب جديدة، وأكد الحكام العرب في مؤتمراتهم (1964 و1965) عدم النيّة للحرب: إذ تضمن مؤتمر القمة العربي العادي الثالث الذي عُقد في الدار البيضاء في المغرب في أيلول 1965 "تأييد نزع السلاح وحل المشاكل الدولية بالطرق السلمية" (تاريخ القمم العربية)، كما أكّد جمال عبد الناصر ضمن خطابه المشهور في المؤتمر الفلسطيني عام 1965 أنه لا يريد أن يحارب (التعليق السياسي لحزب التحرير بتاريخ 7/11/1966).
حرب جديدة مصطنعة
وكانت دولة اليهود تخطط لمهاجمة سوريا، لتفرض عليها معاهدة عدم اعتداء في العام 1965، ولكي ترفع الروح المعنوية لليهود، لكنّ الخطة لم تتم في حينها، حيث أرسلت أمريكا مبعوثا خاصا لمنعها من الحرب ومحاولة إرضائها، كي تُبقي أمريكا علي دفع مشروعها لفلسطين ضمن طريقه المرسوم، فاستجابت "إسرائيل" بتأجيل الحرب لا بإلغاء خطتها بشأنها (التعليق السياسي ــ حزب التحرير بتاريخ 18/9/1965).
وضمن الأجواء التنافسية بين أمريكا وبريطانيا حول قضية فلسطين، ظهرت بوادر حرب مصطنعة جديدة ــ خططت لها بريطانيا ــ قبل عام من حدوثها، بعدما ظلت أمريكا تدفع باتجاه الحل حسب رؤيتها بحل الدولتين، فيما حاولت بريطانيا عرقلة الحل والدفع نحو رؤيتها بحل الدول الواحدة (كما جددتها في مشروع بورقيبة عام 1965)، وفي ظل الحالة السياسية "الدفاعية" من بريطانيا، خططت بريطانيا للحرب للتخلص من الضغوط السياسية بحيث يقوم الأردن بتسليم الضفة الغربية، ومن أجل جرّ مصر نحو الحرب ليتورط جمال عبد الناصر في هزيمة تزلزله، وخصوصا أنه كان يدفع في اتجاه إنشاء الكيان الفلسطيني حسب المشروع الأمريكي، فكان لا بد من إضعاف شعبيته بين الناس.
وقد أخذ حزب التحرير يحذّر من تلك المؤامرة ومن عواقبها ضمن مجموعة من إصدارته في العامين 1966 و1967: ففي تعليق سياسي أصدره بتاريخ 13/7/1966، وضّح فيه سياق المهرجانات الضخمة التي أقيمت في الأردن لتأييد الملك حسين في مقابل الشقيري رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وبدت في تصريحات الملك حسين مؤشرات تراجعه عن تأييد إنشاء منظمة التحرير، وذلك تحت شعار الحرص علي وحدة الضفتين الشرقية والغربية، وتمجيدها، وصار يبيّن أن الشقيري (ومَن وراءه، ويعني جمال عبد الناصر) يريد فصل الضفة الغربية. وفيما كان الأردن يحذّر من فصل الضفة الغربية لأجل مشروع الكيان الفلسطيني، كان علي الحقيقة يخطط لتسليمها في سياق العمل لمشروع بورقيبة وإنشاء كيان موحد حسب رؤية بريطانيا، ولذلك فُهمت تلك المهرجانات أنها لخلق الأجواء التي تبرر تسليم الضفة الغربية لليهود، وأدرك الواعون وجود "محاولات من الأردن للاتفاق مع إسرائيل لاصطناع هجوم علي الضفة الغربية لجر عبد الناصر للحرب فيها من أجل ضرب الجيش المصري وتسليم الضفة الغربية لإسرائيل"، وأن تلك الخطابات والمهرجانات كانت مؤشرا علي بدأ الخطوات الأولية لتنفيذ هذا الاتفاق. وبيّن حزب التحرير ــ قبل الحرب ــ أن الكيفيّة التي سيتم فيها تسليم الضفة الغربية لليهود هي القيام بعملية حرب مصطنعة تتم فيها هزيمة الجيش الأردني واحتلال "إسرائيل" للضفة الغربية أولا، كرهان لتحويل القضية لهيئة الأمم المتحدة، ومن ثم من أجل إعادة النظر في قضية فلسطين. وكرر حزب التحرير كشف المخطط البريطاني في إشعال الحرب، وأوضح سياقات أعمال أمريكا لإحباطه، في أكثر من إصدار مع نهاية العام 1966، كما حصل مثلا في تعليقه السياسي علي اعتداء اليهود علي بلدة السموع الصادر في 23 ــ 11 ــ 1966، وفي تعليقه السياسي الذي صدر بتاريخ 27/11/1966، علي حالة التوتر الشديد والمظاهرات الصاخبة التي اجتاحت الأردن بعد حادث السموع والتي سقط فيها عدد من القتلي والجرحي، حيث طغي علي أذهان الناس أن ذلك العدوان اليهودي كان مقدمة لعدوان اكبر لتسليم الضفة الغربية لتنفيذ مشروع بورقيبة، ثم أكّد ذلك قبل شهر من الحرب في تعليقه السياسي بتاريخ 7/5/1967
ثورات العرب بين الخلاص بالإسلام واستمرار التبعية للغرب
ثورات العرب بين الخلاص بالإسلام واستمرار التبعية للغرب
قدمت نتائج الانتخابات التي جرت وما تزال تجري في مختلف أقطار العالم الإسلامي (الجزائر، فلسطين، تركيا، تونس، ليبيا، مصر، المغرب) دليلاً ملموساً على إخفاق الغرب في استنساخ تجربته في بلاد المسلمين وبالفشل في إقناع المسلمين بالتخلي عن دينهم ونبذه، رغم هيمنته السياسية والاقتصادية عليهم. ويمكن تلخيص إخفاق الغرب في مشروعه هذا بالأسباب التالية:
أولها: إن المسلمين عاشوا في ظل الإسلام قروناً طويلة معتبرين أن حياتهم لا تكون إلا به وأن مهمتهم في الحياة هي حمل رسالته، على خلاف ما كان الحال عليه في الغرب، الذي ارتضى أن يفصل الدين عن الحياة منذ أمد بعيد، بعد أن ثبت لديه عدم قدرته على مواكبة الحياة ومستجداتها، وبالتالي لم يعد يشكل الدين في حياة شعوب الغرب إلاّ طقوساً لا تمس واقع حياتهم ونظم عيشهم.
ثانياً: بدأت فكرة فصل الدين عن الحياة في الغرب بما سمّي بالإصلاح الديني على يد فلاسفته ومفكريه، ثم تطور الأمر في خضم صراع مرير مع الأنظمة الحاكمة باسم الكنيسة بانتصار هؤلاء المفكرين في مشروعهم الذي يعتبر فصل الدين عن الحياة ضرورة لتحقيق النهضة والتقدم. فيما يعتبر المسلمون عامة والعرب بخاصة وعلماؤهم ومفكروهم على وجه التحديد أن سبب مجدهم وعزتهم ونهضتهم هو الإسلام لا شيء سواه، وأنه لم يكن يوماً عائقاً لديهم نحن«للتقدم والازدهار، على العكس من ذلك، فقد استقر في أعماق نفوسهم القول المأثور قوم أعزنا الله بالإسلام فمتى ابتغينا العزة بغير الإسلام أذلنا الله". فقد كان الإسلام عامل تحرر من الجاهلية والجمود والأعراف السقيمة، وشكل الأساس لما حققته من نهضة مادية وفكرية، على خلاف ما شكلته النصرانية في الغرب من عامل تخلف على يد طبقة رجال الدين"، في عصور التحجر والظلم والظلام التي شاع فيها تعطيل التفكير حتى تبقى« الشعوب خانعة لمن يتحكم فيها باسم الرب.
ثالثاً: كان التحول في الغرب ذاتياً وداخلياً دون تدخل خارجيّ، ليلبي احتياجات المجتمع وتطلعات مفكريه. على عكس العالم الإسلامي الذي يفرض عليه الغرب فرضاً إقصاء الدين عن الحياة بمختلف الوسائل والأساليب. فيما يقاوم المسلمون حملات التغريب هذه، بل ويتطلعون إلى تحرير أنفسهم من هيمنة الغرب بمختلف أشكالها من خلال استئناف الحياة الإسلامية بتطبيق دينهم في حياتهم ونظم حكمهم لتستقيم لهم شؤون الدين والدنيا.
إلا أنه رغم إخفاق الغرب في مشروع تغريب العالم الإسلامي وفرض العلمنة الصرفة عليه ونبذ الدين وازدرائه، فإن الغرب ما زال مصراً على اعتماد فرض فصل الإسلام عن الحياة كحجر الزاوية في سياساته تجاه المسلمين. ولذلك فإنه يعمل بنفس طويل وعلى مدى أجيال وبأكثر من أسلوب لتنفيذ مشروعه الذي لا يلين فيه ولا يستكين عنه.
لقد ابتدأ الغرب مشروع علمنة الأمة من خلال محاولات حثيثة في استقطاب عدد من أبناء المسلمين، ليكونوا رأس الحربة في الهجوم على الإسلام والحط من قدره والطعن بأحكامه والتشكيك بصلاحيته للحكم تحت ذرائع شتى. لهذا رعى الاستعمار الغربي في أمهات العواصم العربية التي خضعت لسلطته المباشرة فريقاً من المثقفين كرفاعة الطهطاوي وطه حسين وأتباعهما الذين ضبعوا بالحضارة الغربية، فأخذوا يبثون سمومهم في الأمة بعد أن هيّأ لهم الغرب الدعم المادي والمعنوي. وقد كان لهؤلاء تأثير كبير بين أوساط المتعلمين لفترة من الزمان، لكنه ما لبث أن اضمحل بالتدريج مع صحوة الأمة وعودتها إلى الإسلام، حتى لم يعد لهذا الفريق أي رصيد ذي شأن بين جماهير أبناء الأمة.
ومن أبرز ما حاوله الغرب في هذا الإصلاح الديني"«الإطار كذلك هو محاولة استنساخ تجربته الخاصة التي ابتدأت بحركة في أوروبا للحدّ من تأثير النصرانية في مجتمعاته ولتحجيم دور رجال الكنيسة، كمقدمة لفصل الدين عن الحياة. فقد شهدت أوروبا خلال القرنيين الخامس عشر والسادس عشر الميلادي ولادة حركات طالبت بإصلاح ديني يواكب التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، أنتجت فيما بعد الصيغة العلمانية والديمقراطية القائمة عندهم.
في هذا السياق ظهر في الأمة فريق لبس لبوس الغيورين على الإسلام، تولى بناء منهج محرف يخلط الإسلام بغيره بحجة مسايرة العصر ومواءمة أحكام الدين لما استجد من أحداث باسم التجديد، قاد هذا التيار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا. فصدقهم الكثيرون من أبناء المسلمين المخلصين الذين انتهى بهم المطاف لاحقاً ليصبحوا في صف وخصوماً شرسين للمشروع الإسلامي الأصيل. وقد ساهمت الحركة واحد مع العلمانيين الماسونية التي انتسب إليها روّاد هذا الفريق في عملية الهدم والتخريب بعد أن أفسدت عقائد هؤلاء النفر وأمدتهم بكل ما يحتاجونه من دعم سياسيّ ومعنوي لضرب الإسلام كنظام حكم ونمط فريد للحياة.
وقد تنبه لخطورة هذا الفريق منذ البداية عدد من في الدولة العثمانيةشيخ الإسلامعلماء الأمة، وهو ما أشار إليه صراحة مصطفى صبري وأما الدعوة الإصلاحية المنسوبة الى محمد عبده فخلاصتها أنه زعزع الأزهر عن«بقوله: فقرب كثيراً من الأزهريين إلى اللادينيين ولم يقرب اللادينيين !! جموده على الدين إلى الدين خطوة، وهو الذي أدخل الماسونية في الأزهر بواسطة شيخه جمال الدين الأفغاني، كما أنه شجع قاسم أمين على ترويج السفور في مصر." (الأعمال الكاملة لمحمد عبده جمع محمد عمارة (1/133-134))
ومع تطور الأحداث وحصول تغيرات في الأمة التي نبذت في مجملها ثقافة الغرب، كان المنهج الإصلاحي الذي يعتمد تغيير الدين وتغييبه باسم الدين هو الاستراتيجية التي اعتمدها الغرب لصرف الأمة عن نهضتها بالنموذج الصحيح للإسلام، الذي يفرض الوحدة الكاملة بين أقطارها وبتحكيم الشريعة فيها، وبتحرير بلاد المسلمين المحتلة من خلال الأمة وليس فريقاً عاجزاً منها، وفي توزيع الثروات فيما بينها بحسب ما تقتضيه الأحكام الشرعية المفصلة، وليس بحسب التقسيمات الوطنية والقطرية الضيقة.
إنّ ما يظهر للعيان في سياق ثورات الشعوب المسلمة في البلاد العربية هو محاولات محمومة ومركزة لتتويج منهج الأفغاني وعبده في الحكم باسم الإسلام الوسطي المعتدل" لقطع الطريق على إجراء تغيير حقيقي وجذري على أساس« الإسلام. وهي محاولة لاستبدال الأنظمة الاستبدادية العلمانية التي استنفذت أغراضها وحان وقت التخلص منها، بإلباسها عباءة الإسلام الرأسمالي المزيف، المبني على نظريات مائعة وفذلكات فارغة، تبقي الأمة دائرة في فلك الغرب، وخاضعة لنفوذه ومعاييره، ومرتبطة بتوجهاته لتحقيق مصالحه.
لقد أدركت الأوساط المتنفذة في بلادنا والمدعومة من الغرب بأن الأمة تتطلع إلى حكم الإسلام، ولذلك عملت على حرف الأمة عن توجهها هذا من خلال إبراز أصحاب منهج "الإسلام الوسطي المدني الديمقراطي المعتدل"، الذين يدفعون بشدة إلى إقامة دول مدنية وطنية تكرس الانقسام الاستعماري الحاصل بين أبناء الأمة الواحدة وإلى ديموقراطية تؤصل لإقصاء الشريعة. غافلين أو متغافلين عن أن الأمة بواقع أنظمتها ودولها الحالية مُصمَّمة على نحو لا يمكنها الانعتاق من همينة الغرب مع بقائها دولاً وطنية ولو أرادت، وستبقى أمة يتيمة غريبة عن إسلامها طالما ظل النهج الديمقراطي الغربي هو الإطار المفروض عليها.
لذلك كان واجباً التخلص من الأنظمة الحاكمة واستبدالها بنظام دولة الخلافة التي تحكم الشريعة وتوحد الأمة. وإلا فإن الغرب سيظل متحكماً في اقتصادها وأمنها وسلاحها، ولن يتوانى عن التدخل في شؤونها باسم حقوق الإنسان وحقوق الأقليات وحقوق الطوائف، فيما لا يملك القائمون على الأنظمة المدنية الديمقراطية الوطنية القائمة الاعتراض على ذلك بحكم اندماجهم بالنظام الدولي وانتمائهم إلى المنظمات التابعة له، واعترافهم بمواثيقها ونظمها التي تفرض الخضوع للدول الكبرى وللحضارة الغربية.
وعلى الذين يفرحون برضى الغرب عنهم، وبقبولهم أن يصل اسم الإسلام إلى السلطة لا أحكامه وقوانينه ودستوره، أن يتقوا ربهم وأمتهم في دينهم الذي يساومون عليه من أجل أن يرضى بهم عدوّهم الذي قضى على خلافتهم ومزّقهم وسامهم الذلّ والهوان على يد طغاة عتاة فرضهم عقوداً طويلة عليها؛ ثمّ ها هو يتظاهر بعد كل المؤامرات والجرائم التي ارتكبها بحق ديننا وأمتنا أَلَمْ]وبلادنا أنه يهمّه سلامتنا وحريتنا ومستقبلنا. ونذكرهم بقوله تعالى: يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ [فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ
لذلك كله نرى أنه ما من سبيل أمام المسلمين إلا أن يتداعوا قولاً وعملاً إلى التمسك بحبل الله الذي يرسم ميثاقاً واضح المعالم للأمة، يجعل من إقامة الخلافة الإسلامية تاج الفروض وفي مقدمة الأولويات، لتتوحد أقطارهم في ظلها ويطبق شرع الله فيها، ويعيش المسلمون حياتهم وفق نظم الإسلام السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا وفق القوانين الوضعية والنظم المستوردة. وعلى الإسلاميين الذين يمالئون الغرب ويستعطفونه ويسارعون لنيل رضاه، ويتداعون إلى إقامة الدولة المدنية الوطنية الديمقراطية، أن يرعووا عن مثل هذه الدعوات المشبوهة التي تعتبر بحق خيانة لله فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ]ولرسوله، حتى لا ينطبق عليهم قوله تعالى: مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى [مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ
منقول عن : مجلة الوعي: العدد 302، السنة السادسة والعشرون ، ربيع الأول 1433هـ ، شباط 2012م
معاريف:
الهجوم على ايران مصيبة
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\06qpt962.htm&arc=data\2012\0 3\03-06\06qpt962.htm
2012-03-06
سيستغرق وقتا حتى تتسرب التفاصيل الحقيقية والهامة عن لقاء نتنياهو واوباما، اذا كانت ستتسرب على الاطلاق، ولكن منذ الان واضح أن الخلافات في الرأي بين امريكا واسرائيل بقيت على حالها. كما أن ثمة غير قليل من التوافقات، ولكنها مفهومة من تلقاء ذاتها. نعم، اوباما وبيبي متحدان في الرأي بانه محظور السماح لايران بالوصول الى قدرة نووية. نعم، اسرائيل وامريكا تتفقان بان لاسرائيل الحق في تجسيد سيادتها واتخاذ الاعمال الوقائية للدفاع عن نفسها ولكن هنا ينتهي هذا. من هنا، تبدأ مساحة سائبة مظلمة من عدم التوافق والاشتباه المتبادل.
الامريكيون يخشون بان القرار في اسرائيل قد اتخذ منذ الان. وهم يلاحظون مؤشرات دالة عديدة. بعض من محافل التقدير الامريكية يعتقدون بان النية الاسرائيلية للهجوم في ايران في الصيف ليست مناورة فقط، وانه لا توجد هنا لعبة ذكية تتمثل بـ 'امسكوني' بل قصة حقيقية تماما. من الجهة الاخرى، يعرف الامريكيون بنيامين نتنياهو على نحو ممتاز ويعرفون بان عنده، حتى عندما يكون قد قرر، فانه لم يقرر بعد. لا شيء نهائي ابدا. كل قرار هو بالاجمال الاساس للذبذبة التالية، حتى في اللحظة الاخيرة، وكذا بعدها. يحتمل أن في المسألة الايرانية ميزة نتنياهو هذه تلعب في صالحه. في هذه المسألة، لا ينبغي التوفير في الترددات. المشكلة هي أنه لدى نتنياهو ما يرجح في النهاية الكفة هو ما يخيفه أكثر. وهنا، يقول الامريكيون تبدأ المشكلة. فهم لا يريدون حقا ان يكونوا رهائن لهذا الامر. وهم حقا لا يريدون ان يكونوا متعلقين بمخاوف نتنياهو.
الرئيس باراك اوباما استخدم أمس كل ما لديه كي يقنع نتنياهو بان هجوما اسرائيليا في ايران في الصيف القريب القادم لن يحقق الهدف، بل العكس، وسيكون مصيبة متواصلة ذات تأثيرات تاريخية على اسرائيل ومستقبلها. كما ان أوباما ألمح بذلك في خطابه أمام ايبام قبل يوم من ذلك، حين تحدث عن 'ثرثرات الحرب الزائدة' التي أدت الى ارتفاع كبير في أسعار النفط، والتي تساعد ايران في تمويل النووي لديها تلميح شديد الوضوح بالمفاعل في بوشهر. بعد ذلك ذكر النصيحة الشهيرة اياها لترومان، 'تحدث برقة وامسك بيدك بعصا غليظة'. من ناحية الامريكيين نتنياهو يتحدث بصوت عالٍ ويمسك بعصا صغيرة. المشكلة هي أنه من شأنه أن يحاول استخدامها.
وداخل الغرفة حاول اوباما اقناع نتنياهو بان لامريكا توجد عصا غليظة حقا. تلميحات تلقيناها الاسبوع الماضي حين انكشف امر القنبلة الامريكية الجديدة التي تخترق التحصينات امام الصحافة في توقيت دقيق.
نتنياهو، بالمقابل، حاول الادعاء بان الحجم لا يهم، بل التوقيت. رئيس الوزراء عرض على الرئيس اوباما معلومات جديدة، بعضها نشر وبعضها لم ينشر، وبموجبها النووي الايراني اكثر تقدما مما هو معروف والايرانيون يمكنهم ان يقرروا في كل لحظة 'الانقضاض' على النووي ـ الامر الذي من شأنه أن يمسك بالغرب وهو غير جاهز ويساعد آيات الله على الانتصار في السباق نحو القنبلة. في مثل هذه الحالة، قال نتنياهو لاوباما، حتى لو قررت العمل، فالاوان يكون قد فات. امريكا العظمى ايضا لا يمكنها أن تسمح لنفسها بمهاجمة دولة يوجد لديها صاروخ نووي بعيد المدى.
هذه الفوارق في الفهم، بين نتنياهو واوباما بقيت على حالها. اوباما، بقدر ما هو معروف، لم يتعهد بهجوم امريكي في ربيع 2013. ولكنه تعهد بالفعل الا تصل ايران الى النووي. اما هذا فلا يكفي نتنياهو على الاطلاق. اوباما شرح لنتنياهو لماذا الخط الاحمر الامريكي بعيد جدا عن الخط الاحمر الاسرائيلي. وقد سمح لنتنياهو بان يفهم القدرات العسكرية لامريكا والمح بانه في الولاية الثانية سيكون أسهل عليه بكثير ادخال امريكا في مغامرة عسكرية اخرى. نتنياهو أنصت، ولكنه لم يقتنع تماما. وهكذا بحيث أن كل شيء، في واقع الامر، بقي ذات الشيء. الشتاء يقترب من نهايته، الربيع سيظهر قريبا، وهذه المرة لا ينطوي على تفاؤلات ورائحة ازهار في الهواء، بل على تشاؤم قاتم ورياح حرب.
معاريف 6/3/2012
رياض الأسعد
الثورة السورية يتيمة ولا أحد يقف إلى جانبها
أكد قائد "الجيش السوري الحر" العقيد المنشق عن الجيش السوري رياض الأسعد أنّه حتى الساعة "لم يتلقَ الجيش أي مساعدات عسكرية من أي جهة لا رسمية ولا غير رسمية ولا إقليمية ولا دولية، ولا يوجد إلّا كلام"، وأضاف: "كل ما نسمعه هو مجرد كلام كما لا يوجد أي مساعدة، من أي طرف كان، فالشعب السوري يتيم، والثورة في سوريا يتيمة لا أحد يقف إلى جانبها"، لافتاً غلى أن "تسليح "الجيش الحر" يأتي "من الداخل السوري، وغالبية المنشقين أتوا مع أسلحتهم، والبقية يتم شرائها من الداخل السوري، من الجيش نفسه".
الأسعد، وفي حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، تحدّث عن تمويل "الجيش السوري الحر"، فقال: "لم يمدّنا أحد بالمال، إلّا بعض السوريين الشرفاء من الذين يعيشون في الخارج، يقدمون لنا مساعدات بسيطة جداً، ونحن نستخدمها لشراء الأسلحة من جيش (الرئيس السوري بشار) الأسد، لأن معظم ضباطه يسعون وراء المال وهم يتصرفون كالتجار، وفي حال توافر المال فهم يبيعون السلاح من مخزوناتهم"، وأضاف: "حتى الآن تمكن الجيش "من مواهة الجيش النظامي في أماكن متعددة من خلال سلاحنا الخفيف والمتوسط، ولكن ينقصه الكثير من الأسلحة".
وردًا على سؤال عن "تقييم التعاطي التركي مع "الجيش السوري الحر"، وهل أنقرة هي من يُخفف الإندفاعة الأميركية"، أجاب: "تركيا إلى الآن موقفها غير واضح، ونحن لا نفهمه تماماً، لكن نحن نتفهم ذلك فلديها حساباتها وهي عضو في حلف الـ"ناتو"، لا يمكنها التصرف خارج "الناتو"، ولذلك قد نعذرها، وبالفعل موقف تركيا غير واضح". كما رد على سؤال عن موقف واشنطن بالقول: "نسمع منها كلامًا دون أي فعل، وحتى مواقفها تتذبذب وهي مترددة، فالتردد هو سمة الموقف الأميركي حتى الآن".
وعن التنسيق مع المجلس الوطني السوري، أجاب الأسعد: "لدينا مآخذ كبيرة على "المجلس الوطني السوري"، ولا يوجد تنسيق في شكل كامل، هناك بعض التواصل، ولكن أيضاً المجلس الوطني "أقوال من دون أي أفعال"، حتى الآن لم نرَ منه أي دعم عملاني نهائياً".
وردًا على سؤال عن عديد "الجيش الحر"، أجاب الأسعد: "الأعداد كبيرة جداً في الواقع، بسبب عدم إلتحاق غالبية المجندين بالجيش، ونسبة الملتحقين لا تزيد أخيرًا عن خمسة في المئة، ومن أصل خمسة وخمسين ألفاً لم يلتحق الّا ستة الآف مجند، فعدد الإنشقاقات يتزايد في شكل كبير جداً ما يؤدي الى ازدياد الأعداد في صفوفنا في شكل مضطرد".
وفي شان وجود "القاعدة في سوريا، قال: "القاعدة" فزاعة إستخدمتها كل الأنظمة، (الزعيم الليبي الراحل معمر) القذافي حذّر منها، وفي مصر واليمن أيضاً، ومن المعلوم أن النظام السوري إستخدم "القاعدة" في العراق من خلال العميد أديب سلامة رئيس فرع المخابرات الجوية في حلب الذي أشرف على دخول "القاعدة" الي العراق، وهذا أمر معروف، وتم بتكليف رسمي، ولذلك لا تعدو "القاعدة" عن شماعة أو فزاعة، يتم التلويح بها لإخافة الشعوب والدول الغربية، والشعب السوري بمجمله يرفض "القاعدة" ويرفض التعاطي معها".
http://www.nowlebanon.com/arabic/NewsArticleDetails.aspx?ID=371699
هل ستبقون ثورة إخوتكم يتيمة ولا يقف أحد معهم ؟
هل ستبقون أخوتكم تحت سطوة هؤلاء الحكام الطغاة ممن لا يتقي الله فيهم ؟
حسبنا وحبهم الله رب العالمين
وشاهت وجوه الظالمين
أخيكم : طالب عوض الله
ألمستشفيات في حمص اصبحت مراكز للتعذيب يشارك فيها الاطباء والممرضون
في سورية الاسد ممنوع الكلام والاحتجاج وكذلك العلاج والدواء
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\21qpt965.htm&arc=data\2012\0 2\02-21\21qpt965.htm
2012-02-21
لندن ـ 'القدس العربي': في سورية بشار الاسد، الكلام والتظاهر والاحتجاج ليس ممنوعا فقط، بل الدواء والعلاج الصحي، فمنذ بداية الانتفاضة والنظام يشن حربا على المؤسسات والافراد الذين يحاولون تقديم العناية الصحية واسعاف الضحايا، هذا ما يقوله الكاتب جوناثان ليتل في تقرير خاص نشر الجزء الاول منه في ملحق صحيفة 'الغارديان'.
ومن داخل المدينة المحاصرة حمص التي وصفها بأنها 'مدينة التعذيب' حيث ينقل عن صيدلي في حي بابا عمرو الذي شهد اعنف هجمات وعقوبة من النظام السوري، قوله 'من الصعب ان تكون طبيبا او صيدلانيا في بابا عمرو'، مشيرا الى ان العاملين الصحيين من الممرضين والممرضات يتعرضون يوميا للاعتقال في حي القصير القريب من بابا عمرو، فقد تم قتل الطبيب الوحيد فيه وهو عبد الرحيم امير بدم بارد في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) على ايدي المخابرات العسكرية، عندما كان يحاول علاج جرحى هجوم عسكري على الرستن القريبة من حيه.
وفي حالة اخرى يصف ممرض في المستشفى الوطني في حمص اعتقل في شهر ايلول (سبتمبر) الماضي التعذيب الذي تعرض له حيث عصبت عينيه، وضرب بجنزير، وجلد وعانى من صعقات كهربائية وشبح من السقف بحبل مربوط بيد واحدة ولمدة خمس ساعات. ومع كل هذا يقول الممرض 'انا محظوظ على انهم لم يعاملوني بطريقة سيئة، فلم يكسروا انفي ولا عظامي' ويضيف ان ازلام النظام يقومون احيانا باهانة الممرضين والسخرية منهم حيث اوقفت سيارة اسعاف تابعة للهلال الاحمر السوري وهي تحمل جرحى حيث قالوا للمرضين 'سنطلق النار عليهم وتقومون انتم باسعافهم بعد ذلك'.
ويقول ان المستشفيين'الوطنيين' الوحيدين في حمص هما تحت سيطرة القوات الامنية التي حولت غرفهما والطوابق الارضية الى زنازين تعذيب. كل هذا في وقت تتعرض فيه العيادات والمستشفيات الخاصة التي تعتبر الملجأ الوحيد للجرحى لقصف دائم. ويقول ليتل ان ممرضا اخبره في واحد من المراكز الطبية يقع في قلب الحي القديم لبابا عمرو ان المركز يتعرض لقصف مستمر حيث تظهر عليه اثار القصف على الجدران والشبابيك والاسرة. ويقول انه لا يوجد في المركز هذا سوى ممرضين اللذين قالا انه لا يتم ادخال سوى الحالات الخطيرة ولا يترك الجرحى هنا الا لساعات قليلة هي مدة العلاج لان القوات الامنية تداهم المركز بشكل دوري وتقوم باعتقال اي شخص موجود في المكان، وتطالب القوات الامنية الاطباء بالتوقيع على تعهد بعدم قبول اي جريح اصيب اثناء التظاهرات. ويقول ممرض انه منذ ان وطد جيش سورية الحر وجوده في الحي اصبح بالامكان احضار الجرحى واحيانا ما ينقل الاطباء للمركز كي يجروا عمليات.
فقبل خمسة ايام احضر جريح وقد تمزق بطنه، وعمل الفريق على انقاذه لكنه كان بحاجة الى عملية طارئة ولطبيب متخصص كي يجري العملية لكن الحي كان محاصرا بشكل شديد مما جعل احضار الاخصائي امرا مستحيلا، وفي النهاية مات الجريح. ويقول الكاتب ان ابو حمزة الذي يعمل في المركز جراحا ماهرا ويحاول معالجة الحالات التي تصل الى غرفة الطوارئ لكنه بحاجة الى الاجهزة والمواد الطبية، فالمركز لا يوجد فيه تخدير ولا اجهزة تصوير ولهذا لا يمكنه اجراء عمليات لاي حالة تحتاج الى عملية كي يتم انقاذها. ويتحدث ابو حمزة بمرارة عن عجزه امام حالات تحتاج الى جراحة قائلا ان وجوده مثل عدمه. ويقول ابو حمزة انه كان يعمل في بداية الانتفاضة في المستشفى العسكري الذي راقب فيه كيف كانت قوات الامن تعذب الجرحى، واحيانا كان بعض الاطباء والممرضين هم من يقومون بالتعذيب والذين قال ان اسماءهم معروفة للمعارضة. ويقول انه عندما حاول رئيس الاطباء في المستشفى منع هذه الممارسات اصبحت تمارس في الخفاء. ويقول ابو حمزة انه عالج يوما مريضا في غرفة الطوارئ، وفي اليوم الثاني نقلوه الى غرفة التصوير ـ سي تي - بسبب نزيف في الدماغ والذي لم يكن يعاني منه عندما حضره اول مرة، و'عندها عرفت انهم فعلوا له شيئا في الليل ومات بعدها، فالجراح التي عالجتها لم تكن قاتلة'. ولشعوره بهول ما يحدث قام سرا بشراء كاميرا صغيرة من بيروت وبمساعدة ممرض قام بتصوير حالات التعذيب وحولها الى فيلم حيث يمكن مشاهدة خمسة مرضى عراة بشكل كامل، وعليهم شراشف المستشفى وارجلهم مقيدة ومعصوبة اعينهم، ويقوم طبيب برفع الاغطية عنهم حيث تظهر على جسد اثنين منهم علامات ضرب على صدرهما، نتجت عن عمليات جلد، وتظهرالى جنب الجرحى طاولة التعذيب وعليها ادواته، حزام مصنوع من عجلات السيارات وادوات اخرى مثل عصا كهربائية.
ويقول ابو حمزة انه عندما حضر للغرفة ناشدوه بأن يحضر لهم الماء، ومن بينهم كان اثنان في حالة اغماء بسبب اصابتهما بفشل كلوي، ولاحظ ان مريضا منهم كان يعاني من غرغرينا. ويقول ابو حمزة انه عندما تحدث مع طبيب اخر لمعالجة المصاب بالغرغرينا، استقال من عمله كي ينضم للمعارضة. وفي حالة اخرى عايشها ابو حمزة في بابا عمرو ووثقها في شريط الفيديو تصور جريحا اصيب برجله في قصف على الحي وحاولوا نقله الى مركز سري لكن الجيش اعترض السيارة ونقل مع اخر في عربة مصفحة الى المستشفى العسكري، وهناك تعرض للضرب بصينية شاي وربط حبل حول رجله المصابة، ومارسوا عليه ابشع انواع التعذيب. ويقول ان الرجال الذين كانوا يعذبونهم لانتزاع معلومات منهم كانوا يقولون لهم 'تريدون الحرية، خذوها، هذه هي الحرية'.
ويقول ان ابن عمه مات تحت التعذيب اما هو فقد نقل الى غرفة العمليات وحولوه مباشرة الى زنزانة وترك فيها بدون مراقبة لجرحه الذي التهب وقطعت رجله بعد ستة ايام. ويعلق الكاتب ان احداثا كهذه ليست معزولة فبعضها تعبر عن سادية واخرى عن حماس زائد كما انها لم تظهر بسبب الانتفاضة فهي اجراءات معروفة ومنظمة قبلها ـ حيث ينقل عن ابو سليم الذي عمل كطبيب عسكري لمدة عامين في المخابرات والذي قال 'ما هي مهمة الطبيب العسكري في المخابرات؟' ويجيب 'الاولى هي ان تبقي على الجريح حيا لمواصلة التحقيق معه وتعذيبه، اما الثانية ففي حالة فقد السجين الوعي فعليك ان تعالجه كي تتواصل عملية التحقيق والثالثة مراقبة تقديم ادوية وحقن المعتقلين تحت التعذيب، اما المهمة الرابعة فهي كتابة طلب بنقل من هم في حالة خطيرة ووصلوا الى مرحلة حرجة للمستشفى للعلاج، وفي هذه الحالة فالطبيب لا يستطيع اتخاذ القرار، فدوره يتوقف عند كتابة تقرير يشرح فيه حالة السجين ويقدمه الى الضابط الموكل بالتحقيق معه وهو الذي يقرر' ويضيف ابو سليم الذي يعمل الآن في مركز طبي مؤقت مع المعارضة ان كل طلبات النقل كان يتم الاستجابة لها اما الآن فالحالات المهمة تنقل اما الباقون فيتركون ليموتوا
مخاطر إطالة الأزمة السورية
راغدة درغام (الحياة)
اقتربت الإدارة الأميركية هذا الأسبوع الى التحدث بلغة مشابهة للحكومة الروسية عند وصف مخاطر المعارضة للنظام السوري بأنها تنطوي على بعد تطرف إسلامي يتطلب انحسار الدعم للمعارضة. هذا بعدما كانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وصفت مواقف روسيا والصين من الأزمة السورية بأنها «حقيرة» و «جديرة بالازدراء». موسكو، منذ البداية، حذرت من صعود الإسلاميين الى السلطة وتحدثت عن «الإخوان المسلمين» و «السلفيين» بلغة «الإرهابيين» أو «المتطرفين» الذين يريدون إسقاط النظام بالقوة المسلحة. واشنطن، من جهتها، اعتبرت «الإخوان المسلمين» إسلاماً معتدلاً وضربت بعرض الحائط المزاعم الروسية لأشهر عدة ثم استفاقت فجأة الى مخاوفها من «القاعدة» وأيمن الظواهري وكذلك من «حماس» بسبب تصريحات لهما دعمت إسقاط النظام في دمشق... أحد الأسباب وراء تراجع إدارة أوباما بهذا القدر المذهل من «الوقاحة» – تماشياًَ مع ترداد هذه الكلمة في المهاترات الديبلوماسية في الفترة الأخيرة – هو أن إسرائيل عادت لتعارض إسقاط النظام في دمشق.
هذا يعني ان المحور الذي يضم روسيا والصين وإيران والنظام السوري يضم أيضاً إسرائيل الآن، وعبر إسرائيل يتم إضعاف المعارضة الأميركية لهذا المحور الغريب والمثير. ففي هذا المحور تلتقي الشيوعية بالسلطوية المستبدة في دمشق بالعقائدية الدينية عبر ملالي طهران وحكام إسرائيل، أما المحور المضاد فإنه بدوره يحتوي على الأضداد، إذ يضم دول مجلس التعاون الخليجي، ودول حلف شمال الأطلسي، والمعارضة السورية بوجهها العلماني وبوجهها الديني المتمثل بالإخوان المسلمين وغيرهم.
معركة المحورين خطيرة جداً خصوصاً على سورية، لكن إفرازات الحروب التي تُشن وستُشَّن بالوكالة متعددة وذات عواقب على أكثر من لاعب. فزئبقية المواقف تهدد باستنزافات، ووهن العزيمة يفتح أبواب التصعيد ويزيد قوى التطرف تطرفاً.
أجواء دول مجلس التعاون الخليجي تفيد بأن الأمور تتجه الى مواجهة خليجية – إيرانية – روسية على أراضي سورية بما يشبه ما حدث في أفغانستان أيام الحرب الباردة. فلقد تم اتخاذ قرار إسقاط النظام السوري بصفته حيوياً للنفوذ والهيمنة الإقليمية للجمهورية الإيرانية الإسلامية. وقيادات دول مجلس التعاون عقدت العزم على مواجهة كل وأي من يدعم بقاء النظام السوري في السلطة.
قبل أسبوعين، كانت هذه المواجهة أساساً مع روسيا وكذلك الصين بصفتهما الدولتين اللتين استخدمتا الفيتو المزدوج لمنع مجلس الأمن من دعم خطة جامعة الدول العربية للانتقال السياسي في سورية. بعد تصريحات كل من رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والتي شككت بالمعارضة السورية وأوضحت عدم الثقة بها أو الرغبة في تسليحها، أصبحت المواجهة الخليجية ذات جبهتين: روسية/صينية، وأميركية.
البعض في دول مجلس التعاون الخليجي يرى ان وكالة الاستخبارات المركزية cia لن تقف متفرجة وأنها ستدخل شريكاً في المواجهة بجانب تجمع دول مجلس التعاون الخليجي، كما فعلت سابقاً في أفغانستان، يشعر هذا البعض ان إدارة أوباما ستلعب أوراقاً متضاربة لا ثقة بها، لا سيما أثناء المرحلة الانتخابية، لكن الولايات المتحدة في نهاية المطاف ستقف مع التجمع الخليجي تماماً كما فعلت في أفغانستان عندما كان الهدف المشترك إسقاط الاتحاد السوفياتي عبر بوابة أفغانستان.
الآن، يبدو التصور قائماً على إسقاط النفوذ الإيراني وهيمنة الملالي عبر البوابة السورية – فهي مسمار العجلة. هذا يتطلب بالتأكيد موقفاً تركياً لمصلحة قرار المواجهة مع المحور الروسي - الإيراني - السوري. تركيا لن تدخل طرفاًَ مباشراً في الحرب بالوكالة في الساحة السورية. لكن الحدود التركية – السورية ستستقبل اللاجئين، وتفتح معسكرات إنسانية، وتؤمّن وسائل توزيع السلاح الذي ستموّله دول الخليج. ووفق تصوّر دول الخليج، حتى أوروبا ستنجر الى الاختيار ما بين المحورين بعد بدء الحرب بالوكالة بغض النظر عن قدر ترددها وتراجعها الآن.
مواجهة إيران في سورية لم تكن في حساب دول الخليج لو لم يثر الشعب السوري ولو لم يرتكب النظام في دمشق أخطاء فادحة. الآن، ان الطرفين في حاجة الى بعضهما الآخر: المعارضة في حاجة الى دول الخليج بكل معنى الكلمة كي تتمكن من تحقيق هدفها الأساسي وهو إسقاط النظام. والدول الخليجية في حاجة الى استمرار المعارضة السورية وتمكينها كي يتحقق إسقاط النظام في دمشق وعبر إسقاطه يتحقق هدف تكبيل الهيمنة الإيرانية وانحسار النفوذ الإيراني في الساحة العربية. هكذا تلتقي مصلحتان باختلاف كل منهما عن الأخرى: المصلحة الشعبية السورية، والمصلحة الخليجية الإقليمية لتطويق إيران.
لا أحد يتصوّر ان هذه المواجهة ستكون نزهة قصيرة بل الأرجح انها ستنطوي على فوضوية إقليمية ومفاجآت. الرهان في الأساس هو على ان النظام في دمشق بات محاصراً، لا أدوات لديه للاستمرار ولا إمكانات. كل ما لديه هو دعم روسي معنوي وسياسي وبعض الدعم المادي والعسكري الآتي اليه من إيران وربما من حزب الله من لبنان. وبالتالي، ووفق هذا التصوّر، فإن الركن الأساسي في إستراتيجية المواجهة هو الاستنزاف – استنزاف النظام السوري، واستنزاف النظام الإيراني في سورية.
ووفق هذا التصوّر، مع مرور الوقت ومع وضوح العزم لدى دول مجلس التعاون في المضي بهذه المواجهة بلا تردد مهما كان، ستعيد روسيا والصين النظر ولن تستمرا في دعم النظام في دمشق. وعليه، فإن التصوّر قائم على توقّع فوضى ومواجهة دموية واستمرار الوضع على ما هو عليه لأشهر، إنما في نهاية المطاف، سيزول النظام.
أصحاب هذا التصور يأخذون عنصر «حزب الله» في الحساب وكذلك عنصر إسرائيل وتأثيره في السياسة الأميركية. إنهم يتوقعون ان يكون «حزب الله» طرفاً في الحروب بالوكالة بحيث يكون أداة لمصلحة المحور الروسي - الإيراني - السوري لشن حرب استنزاف مضادة في الساحة الخليجية. يتوقعون أيضاً ان يؤدي استمرار الأزمة السورية الى تصاعد التطرف بين صفوف الإخوان المسلمين والسلفيين والى تزايد فرص دخول «القاعدة» طرفاً في النزاع.
فإذا طالت الأمور، سيرتد الخوف من التطرف الإسلامي على كل من روسيا والولايات المتحدة إذ عند ذاك سيتكون ائتلاف التطرف وينمو ويصبح «نمراً مفترساً»، وفق ذلك التصوّر. وبالتالي، فإن المصلحة الروسية والصينية والأميركية والأوروبية تتطلب إدراك مخاطر إطالة الأزمة السورية واتخاذ قرار الإسراع الى إنهائها عبر تبني إستراتيجية الانتهاء من النظام بصورة أو بأخرى. فإذا كانت الوسيلة على نسق نموذج اليمن، أي بحصانة خروج من السلطة، فليكن. أما إذا كان القرار التمسك ببقاء النظام، فالرد الخليجي هو ان قراره هو المواجهة حتى إسقاط النظام في دمشق.
حروب الاستنزاف لا تتوقف على ساحات الحروب بالوكالة وإنما لها أيضاً جانب استنزاف للدول التي هي طرف في اتخاذ قرار هذه الحروب وبالتالي، ان الدول الخليجية مرشحة للاستنزاف بأكثر من طريقة ووسيلة وميدان. وهي تدرك ان استنزافها لن يكون مادياً فقط وإنما هناك إعدادات لاستنزافها بحروب بالوكالة في ساحاتها. ولذلك ترى ان المنطقة مقبلة على فوضى. لكنها اتخذت القرار – قرار مواجهة إيران في الساحة السورية شاءت روسيا أو أبت، شاركت الولايات المتحدة أو تراجعت.
الورقة الأصعب في الحسابات هذه هي الورقة الإسرائيلية. فإسرائيل من جهة توحي بأنها على وشك ضرب المفاعل النووي في إيران، وهي من ناحية أخرى في شبه شراكة مع ملالي طهران مع روسيا المرافعة عن إيران عندما يتعلق الأمر بسورية. ثم ان إسرائيل بالأمس القريب كانت توقفت عن التحدث عن خوفها من صعود الإخوان المسلمين الى السلطة في دمشق، ثم عادت الى التخويف منهم.
قد يكون تبعثر المعارضة السورية عاملاً في إعادة النظر إسرائيلياً، لكن اختزال كامل المعارضة الى إعادة التمسك بالنظام في دمشق مثير للريبة. بالتأكيد ان إسرائيل ترى في مصلحتها استمرار نظام ضعيف في دمشق، إنما المريب هو ان إسرائيل تدرك تماماً ان هذه المعركة هي الآن حول إيران. فإذا بقي النظام في دمشق ازدادت طهران قوة ونفوذاً إقليمياً. فلماذا ترى إسرائيل ان هذا في مصلحتها. ولماذا لا ترى الولايات المتحدة ان هذا ضد المصلحة الأميركية على المديين القريب والبعيد؟
إذا كان الجواب هو الإدراك الآن ان صعود الإسلاميين الى السلطة في مصر وتونس وليبيا واليمن والمغرب وربما سورية هو السبب، ان الرد المنطقي هو ان المحطة السورية هي الفرصة المواتية لوقف قطار صعود الإسلاميين الى السلطة. وهذا يتطلب حنكة سياسية، إقليمية ودولية، تراعي كل المخاوف والاعتبارات ضمن إستراتيجية واعية من شأنها أن تؤدي الى وقف نزيف الشعب السوري، والى إيقاف لعبة الحرب الباردة، والى إعادة لمّ الشمل الدولي.
معالم وأدوات مثل هذا الاتفاق واضحة للجميع. إحدى الأدوات تكمن في العودة الى طاولة الاستراتيجيات للتفاهم ما بين الدول الكبرى بمشاركة وثيقة وعميقة من كبار الدول الخليجية وجامعة الدول العربية. هناك وسيلة تشجيع للانشقاقات السياسية والديبلوماسية والعسكرية – بالذات انشقاق كبار الجنرالات من الطائفة العلوية – مع التفاهم مسبقاً على نوعية الشراكة في الحكم الجديد. هناك الحصانة ومقابلها أداة المحاكمة لأركان النظام الذين لهم أدوار في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. هناك خيار التواصل مع غير الإسلاميين في المعارضة السورية وبالذات النساء اللواتي اطلعن على ما أتى به صعود الإسلاميين الى السلطة في مصر وتونس وليبيا واليمن – وهنّ الآن أدوات تغيير ناضجة وضرورية في سورية يجب أخذهن في الحساب. هناك الكثير الكثير من الأدوات لو توافرت النيات الحسنة.
المبعوث الأممي العربي الى سورية، الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان قد يكون أداة مفيدة في صقل هذه الخيارات. أما إذا كانت مهمته التوسط التقليدي، فإنه سيسقط ضحية شراء الوقت وسيكون مصيره الفشل – الفشل على أشلاء مئات وآلاف آخرين من الشعب السوري الذي يقع الآن بين مخالب الاستبداد ومخالب الاستخدام في حروب استنزاف دموية.
بسم الله الرحمن الرحيم
حزب التحرير في سوريا:
نداء حار إلى أهلنا في سوريا، وعلمائها، وأهل القوة فيها، وإلى الأمة الإسلامية جمعاء
مع بزوغ فجر يوم الخميس في 2012/3/15م تدخل الثورة المباركة في سوريا عامها الثاني؛ وقد كان العام الفائت عاماً مأساوياً بكل معنى الكلمة، ارتكب فيه النظام السوري الآثم جرائم مروّعة أثبت فيها أنه العدو الأول للشعب السوري المؤمن، وفي المقابل أثبت هذا الشعب أنه حي بإيمانه، فضرب أروع الأمثلة في الصبر والثبات وتحمل التضحيات والإصرار على تغيير هذا النظام ورميه في مزبلة التاريخ؛ فروّى بدمائه الطاهرة أرضه المباركة، بعد أن سحق الخوف تحت قدميه عازماً الإرادة على سحق طاغوت الشام ونظامه الأمني السادر في الإجرام وكل من معه من شبِّيحة أمنيين ونبِّيحة إعلاميين، وكل من يحميه من نظام دولي جائر، وقانون دولي وضعي يحمي الظالم ويعين على المظلوم.
وحده الإيمان بالله تعالى هو الذي أوجد هذه القدرة الفائقة على تحمل التضحيات، وهذا الإصرار على تغيير النظام لدى الشعب السوري فرد على محاولات تركيعه بصيحات "لن نركع إلا لله" ورد على محاولات حرفه إلى العلمانية بقوله "هي لله.. هي لله" وتسمت كتائب الجيش المنشقة بأسماء الصحابة فأصبح المسلمون كل المسلمين داخل سوريا وخارجها يتنسمون عبق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "عُقْرُ دَارِ الإِسْلامِ بِالشَّامِ" وكما كان هذا بشير خير للمسلمين كان نذير شؤم ومصدر خوف لدى الغرب الذي يدرك أن ثوار الداخل يسيطر عليهم التوجه الإسلامي بخلاف المعارضة الخارجية العلمانية التي لا تمتلك شعبية تمكنها من قيادة المرحلة المقبلة لمصلحته.
ويطيب لنا في حزب التحرير في سوريا أن نوجه نداء حاراً سائلين الله أن يلقى آذاناً صاغية وقلوباً واعية:
نداء إلى أهلنا في سوريا المباركة:
لقد حطمتم بإيمانكم وصبركم وتضحياتكم كل أطواق الخوف والجبن وقهر الرجال الذي مارسه النظام السوري البائس عليكم لأكثر من أربعين سنة، وفضحتم كل منافق وعميل حتى صار الناس إلى فُسْطَاطَيْنِ: فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لاَ نِفَاقَ فِيهِ، وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لاَ إِيمَانَ فِيهِ. وسطرتم في عام واحد ما أحيا الأمل لدى الأمة جميعها بعودة دولة الخلافة وتاريخها المشرق... فهنيئاً لكم ما تفعلون، وبوركتم بكل ما يبارك الله به عباده المخلصين. وإننا في حزب التحرير نؤكد عليكم أن تجعلوا من الإسلام الحنيف وحده أساساً لثورتكم كي تكون نابعة من عقيدتكم وقائمة على أساسها، لا على أساس علمانية فاجرة أو ديمقراطية كافرة فهي ليست ثوبكم بل ثوبكم هو الإسلام وحده؛ ولذلك ندعوكم مخلصين أن لا تجعلوا غير إقامة الخلافة هدفاً لثورتكم، وأن تحذروا من الوقوع فيما وقع فيه إخوانكم في تونس ومصر وليبيا واليمن الذين سرقت ثورتهم وبيعت دماء شهدائهم فأصبحت الثورات تحتاج إلى ثورات.
ونقول للذين لم يتحركوا بعدُ من أهلنا في سوريا ضدَّ طاغية الشام: إلامَ تنتظرون؟! هل تقبلون أن يهان الدين فتقصف المساجد، وتمنع الصلوات، وتعطل الجُمُعات، وتمزق المصاحف؟! إذا لم تثوروا لدينكم ولا لأعراض أخواتكم ولا لقتل أقاربكم وأبناء دينكم فلأي شيء تثورون؟! إنكم بمجرد انحيازكم إلى دينكم وأهلكم في ثورتهم في سائر المناطق لن يبقى لهذا النظام المجرم أي أرض يطأ عليها. إنه واجبٌ شرعيٌ يلزمكم القيام به ولا خيار لكم فيه، وإلا فإن الله سبحانه خاذل من يخذل دينه وأمته.
نداء إلى علماء سوريا:
إن الله سبحانه قد أخذ عليكم الميثاق لتبينُنَّ الحق للناس ولا تكتمونه، وإن أول ما عليكم تبيانه في سوريا هو وجوب إسقاط النظام الكافر لإقامة حكم الله مكانه. وكم تزداد المسؤولية عليكم عندما تنطلق المظاهرات من المساجد ومن بعد صلوات الجُمَع، فكونوا القادة الحقيقيين للناس، والتزموا طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التغيير فأنتم الأَوْلى بها، وحذروا الناس من دعوات الضرار التي تنادي بالديمقراطية والعلمانية والدولة المدنية، وتطالب بالتدخل الأجنبي وتستجدي الحلول من أعداء الأمة في مجلس الأمن الدولي، فهذه دعوات فتن لا حلّ لها إلّا بالإيمان الصادق الذي أخبرنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث رواه أحمد: "أَلاَ وَإِنَّ الإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ" ومن غير العلماء يحمل مسؤولية كشف هذه الفتن وتعريتها وبيان الإيمان الحق فيها؟
نداء إلى أهل القوة المخلصين من المسلمين في الجيش السوري:
لقد كشف انشقاقكم عن عصابة الحكم عن معدن نفوسكم الأصيل حيث رفضتم أوامر النظام بذبح أهلكم، وكانت تسميات كتائبكم تيمناً بأسماء الصحابة الكرام دليل حبكم لله ولرسوله ولصحابته ولدين الإسلام العظيم. وإننا نرى أن حلقات المكر من دول الغرب وأدواتها من حكام المنطقة قد امتدت إليكم، لذلك نحذركم من دعوى تسليحكم من قِبَل أعداء الإسلام فإن فيه مساومة على دينكم ومبادئكم، فحاذروا أعداء الله ومن يطوف عليهم في بلدانهم وسفاراتهم من المعارضات الخارجية العلمانية المشبوهة، ولا تعطوا قيادتكم لأحد من أولئكم. وليعلم جميع المخلصين من أهل القوة المسلمين في الجيش السوري (المنشقين والذين لم ينشقوا بعد) أن هناك واجباً شرعياً يفرض عليهم أن تتوحد جهودهم مع جهود الضباط العاملين حقيقة لإقامة الخلافة في الجيش السوري، وهو الواجب عينه الذي قام به أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو إسقاط حكم الطاغوت الموجود الآن في الشام وتسليم الحكم لحزب التحرير الذي أعد نفسه لإقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة من أجل الحكم بما أنزل الله.
نداء إلى الأمة:
لقد خاطبكم الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بأنكم أمة واحدة وأنكم خير أمة أخرجت للناس، وخاطبكم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنكم أمة واحدة من دون الناس يجير أدناكم أقصاكم وأنكم يد واحدة على من سواكم... ولكم في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فصل الخطاب: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِماً عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ امْرَأً مُسْلِماً فِى مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلاَّ نَصَرَهُ اللَّهُ فِى مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ» (أحمد).
إننا في حزب التحرير نسأل الله أن يُبلِّغَ نداءنا هذا كل مؤمن وكل منصف وكل ذي قلب، ونسأله تعالى أن يعجّل نصره وفرجه لأهل سوريا ويجعل كيد الظالمين في نحورهم، ويجعل تدميرهم في تدبيرهم، ويجعل لنا في نهاية هذه الأزمة فرحتين: فرحة سقوط الطاغية، وفرحة إعلان الخلافة الراشدة. إنه وليّ ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين.
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾
حزب التحرير - ولاية سوريا
22 من ربيع الثاني 1433
الموافق 2012/03/15م
__._,_.___
ما لا تقوله الرأسمالية العولمية
د. علي محمد فخرو
هذا الانبهار بكل ما يقوله الفكر الرأسمالي العولمي، وعلى الأخص في صورته النيولبرالية الجديدة المتوحشة، وهذا الخضوع لإملاءات أدوات ذلك الفكر من بنك دولي ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي ومدرسة شيكاغو وأترابها الأوروبية ô هذا الانبهار والخضوع يحتاج لمراجعة من قبلنا في بلاد العرب .
دعنا نأخذ مثال الإصرار الكامل بترك الأمور الاقتصادية، بما فيها بناء اقتصاد إنتاجي قادر على التنافس مع اقتصادات الدول الصناعية المتقدمة، تركه للقطاع الخاص الوطني وللاستثمارات الأجنبية دون تدخُّل من الدولة. هذا المنطق تدحضه أية دراسة تاريخية لمسيرة نمو وصعود وعولمة القطاع الصناعي في الدول الرأسمالية الصناعية. فجميع الدول الصناعية الأوروبية والأمريكية قد مارست سياسات الدًّعم المباشر وغير المباشر لصناعاتها في بدايات قيام تلك الصناعات، بل وحمتها من المنافسة الخارجية بشتًّى الإجراءات وعلى رأسها التعرفة الجمركية العالية على البضائع المستوردة المماثلة لبضائعها المصنَّعة محلياَّ. ووصل الأمر في دول مثل انكلترا إبَّان مجدها الإمبراطوري الى استعمال القوة العسكرية والاحتلال الاستعماري لفرض ذلك. ولم يتوقَّف الدَّعم ولم تنته الحماية إلاً بعد اطمئنان تلك الدول على أن صناعتها قد باتت قادرة على المنافسة .
وينطبق الأمر على الدول الحديثة العهد بالصناعة كالدول الآسيوية. فدول من مثل اليابان وكوريا ما كانت لتصبح بهذه المكانة الصناعية العالمية المنافسة، بل والمقتحمة، لولا اعتمادها في مراحلها الأولى على دعم الدولة. وما كان لشركة سيارات مثل تيوتا اليابانية أو سمسونغ الكورية الجنوبية أن تصبحا منافستين عالميتين لولا اشكال كثيرة من الدعم والحماية التي قدَّمتها تلك الدول .
ولماذا نذهب بعيداً في التاريخ ونحن نسمع المناقشات الحامية في لجان منظمة التجارة العالمية بشأن حماية بعض الدول الغنية المتقدمة لمنتجاتها الزراعية في وجه ما تستورده من الدول الزراعية الفقيرة. بل وفي هذا الأسبوع تتحدث وكالات الأنباء عن شكوى الدول الأوروبية ضدَّ شركة صناعة الطيران الأميركية بوينغ لحصولها على أنواع من الدًّعم من قبل الحكومة الأمريكية لتستطيع التغلُّب في منافستها لشركة صناعة الطيران الأوروبية إير باص .
الهدف من هذا السَّرد المختصر لتاريخ رأسمالي طويل هو تذكير الحكومات العربية، وعلى الأخص حكومات دول الفوائض البترولية في الخليج العربي، بأنها إذا كانت تحلم بقيام صناعات أساسية تعتمد التكنولوجيا المتقدمة، مثل السيارات والإلكترونيات، فإنها يجب أن تتمعَّن في التجربة الآسيوية التي ما كانت لتنجح لولا الالتحام الكامل بين جهود الدولة وجهود القطاع الخاص. إن ذلك الالتحام اعتمد على وجود نظام حكم كفؤ ورشيد واعتمد على إنجازات محدًّدة .
من هذه الإنجازات نظام ادخار وطني وصل إلى حدود تعبئة ثلث الدَّخل الوطني للمشاريع الاقتصادية المجدية غير المظهرية والتفاخرية التي نجدها مثلاً في بعض دول الخليج. والكلام هنا عن اقتصاد إنتاجي عيني وليس عن اقتصاد مالي يقوم على المضاربات العبثية في العقار والأسهم. من هذه الإنجازات الانتقال من استيراد التكنولوجيا المتقدمة إلى تبيئتها ثم تطويرها وإنتاجها. وما كان ذلك ليتمَّ لولا تغييرات جذرية في نظام التعليم لتخريج قوى عاملة كفؤة ومنضبطة ولولا دعم سخي لمراكز بحوث متقدمة تساهم في إنتاج المعرفة وفي عملية التطوير. فاذا أضيف إلى ذلك توزيع معقول لثمار ذلك الإنتاج الصناعي وترسيخ ثقافة الجديًّة في العمل والإتقان يتبيَّن حجم الجهود التي بذلتها الدول لمساعدة القطاع الإنمائي الاقتصادي على الوقوف على قدمه .
في كتاب للكاتب الكوري الأصل هاجون شانغ عن أساطير التجارة الحرًّة وأسرار تاريخ الرأسمالية يقول بأنه آن الأوان لقلب الحكمة التي تدًّعيها النيولبرالية الجديدة وتنشرها في الدول النامية رأساً على عقب. فأقوال من مثل أن التجارة الحرَّة تعطي الدول النامية حرية الإختيار، أو أن تواجد الشركات الدولية الكبرى يحسٍّن روح المنافسة لدى الشركات الوطنية، أو أن تقليد ممارسات شركات الدول المتقدمة أمر ضروري ومفيد، أو أن فقر الدول هو بسبب كسل شعوبها، أو أن أفضل الشركات هي التي لا دخل للدولة بها إلخ .. مثل هذه الأقوال يجب أن تراجع وتنقد ويتمُّ تجاوزها. ذلك أن الأزمات الاقتصادية والمالية سواء الإقليمية أو العولمية منذ تسعينات القرن الماضي قد أثبتت بما لا يقبل الشك بأن هذا التفكير وهذا النظام فيهما الكثير من نقاط الضَّعف الخطرة .
إن النقطة الأساسية في هذا الموضوع هو ما تثبته الأيام من أن حجر الزاوية في أية تنمية مستدامة شاملة هو في الاعتماد على الذَّات، دون أن ينفي ذلك التعاون مع الآخرين. إنه اعتماد ينطلق من تشخيص للواقع المحلي والانطلاق من متطلباته على مستوى الأقطار العربية من جهة وعلى مستوى الوطن العربي كله من جهة ثانية. إن أركان الفكر الاقتصادي الرأسمالي العولمي، الذي جعلت منه الليبرالية الجديدة ديناً لا يقبل الجدال، تهتزُّ في دول المنشأ، فهل سنمارس عادتنا التي اشتهرنا مع الأسف بها ونكون آخر من يساهم في إجراء مراجعة نقدية موضوعية لذلك الفكر ؟ نرجو أن يكون الجواب بلا وذلك قبل فوات فرصة الحقبة البترولية التاريخية التي نعيشها.
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\14qpt697.htm&arc=data\2012\03\03-14\14qpt697.htm
تفاحة بداخلها قرحة ( آه ثم آه .. يا حسن نصر الله / 5 من 5 )
بقلم : مصطفى منيغ
... ضُعْفُ إنسان تجلى فيك وأنت تميل لحليفك وهو على باطل ، وتُعطي لضميرك عطلة وهو آجلا أو عاجلا لتأنيبك واصل ، إذ عدد شهداء سوريا المقاومة في تزايد بسببكما معا ، أنت ومن آزرته قولا وفعلا ذاك المُبعد عن الصواب وعن مصيره المشؤوم غافل.
لم تكن مضطرا أيها الأخ حسن المحترم للانحناء أمام قامة "بشار" الخشبية ، وما كان عليك أن تحسبها بالخشيبات المستعان بها من طرف المبتدئين في العد ، لو فكرت في الأتباع المتعاطفين مع قضيتك الأولى ... تحرير باقي الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي المذل ، كما كنت تدعي جاعلا من لبنان خاليا من الوطنيين الغيورين ، ومن الدولة ، بالمفهوم الكامل والشامل للدولة ذات سيادة ، مملوءا فقط بك وبمن زودوك بما يبعدك عن المواطنة الملتزمة بالإخلاص للوطن الأصلي تسير وفق أعرافه وقوانينه ومؤسساته الشرعية ، الدولة التي لا يمكن لمواطن كيفما كان ، المنتسب لها ، أن يتعالى عليها ، بالأحرى أن يفعل ذلك بأمر من دولة أخرى همها الأكبر نصرة ملة قائمة على مذهب لا يرى سوى معتنقيه على حق .
... خسرتَ كل شيء في لحظة ، وتيك نتيجة منطقية يحصدها كل زارع لذرة " بلاستيكية" في أرض وهمية ، طال الزمان أم قصر سيكتشف أن المسرحية التي تقمص دور البطولة فيها ، سيسدل عليها الستار ، وتندثر ما روج فيها من أفكار ، وسينتهي الأمر ، مع اشراقة وعي ساد المساحة التي سبق وعمها إشعاع اصطناعي أراد تقليد ضوء المبدأ الراسخ لدى المومنين الحقيقيين الذين استعدوا بما ملكوا للتصدي لظاهرة أثرت لحين .
...ألاف الأكف تُرفع خمس مرات في يوم المسلم الورع التقي كلها تضرع في خشوع أصحابها إلى الباري جل وعلا الحي القيوم ذي الجلال والإكرام أن يحمي سوريا الأحرار .. سوريا تسعة ألاف شهيد .. سوريا الجيش الحر .. سوريا المعارضة الموحدة .. سوريا المستقبل المشرف .. سوريا الكرامة والعزة والعدالة والمجد والسمو والرفعة .. سوريا الرجال الفضلاء والنساء الفاضلات ، الذين بأبنائهم قبل جدران دورهم استشهدوا ولسانهم يردد الله أكبر ، أن يحمي سبحانه وتعالى سوريا منك يا "أخ حسن" ومن سخرك لمساندة ذابحي الأبرياء، حتى عدت الداعية " المسخرة".
... بدّلْتَ طربوش لبنان الأصيل بعمامة .. قِيَاسُها يغطي جسد امرأة .. موضوعة على رأس تطل من وسط جبهته شعيرات كفأر يتحسس الجو ناشدا الفرار، وسروال لبنان الفضفاض المميز بجلباب من جعلتهم قبل مواطنيك أحباب ، بل أدخلتهم وجدانك وسببت بوجودهم لوطنك الخراب تلو الخراب ، أمام استنكار البعيد عنك ثم القريب فالأقرب . حولتَ نغمة لبنان التي ربت في حواسنا الأمان من ناي تصدح به حنجرة عندليب الحرية إلى مزمار مزروع في منقار بشار الغراب، حتى الفرح الحقيقي من فوق ثغر الحب و الجمال بسبب صنيعك غاب ، ولول قوة لبنان المستمدة من قوة أبنائها الشجعان ، القائمين بين أحضانها أو المنتشرين عبر القارات في كل مكان ، لأذبتها بنيران إيران ، حتى يحتار العائدون إليها مستفسرين في استغراب إن كانوا وصلوا بيرون أم هذه طهران ؟؟؟.
... الخلاصة ، وحتى لا أزودك بما يقض مضجعك أكثر .. على أمل أن تتراجع .. حتى لا تستزيد من تجرع دماء يلزمك بتجرعها تحالفك مع " بشار" لتصيب مقامك بالوجع ، اكتفى بهذا القدر المختصر .. وأتركها لك شعارا ستسمعه من حولك يتردد أكنت داخل غار .. أو مهما غيرت الديار .. إن تماديت بموقفك وزاولت رفقة بشار.. على السوريين الأحرار الحصار.. أنك بالمقارنة مع لبنان ك "تفاحة بداخلها قرحة" .
مصطفى منيغ
www.mounirh1.blogspot.com
.
"ميوعة" الأميركيين شجعت الأسد على شن هذه الحرب التدميرية!!
ستفشل مساعي الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي أنان، وستستنزف المناورات والألاعيب ما بقي من مبادرة الجامعة العربية، وسيستمر النظام في خيار العنف والقوة العسكرية لحل الأزمة السورية المتفاقمة، فعندما يشعر بشار الأسد بأن هناك استبعادا لأي عمل عسكري، على الأقل على غرار ما جرى في ليبيا، أو التلويح به، فإنه أمر طبيعي أن يتصرف بهذه الطريقة وأن يدير ظهره لكل محاولات ومساعي حل هذه الأزمة بالوسائل والأساليب السلمية.
إن ما قاله وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي حضره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من أن الموقف المتخاذل والمتراخي من قبل الدول التي أفشلت قرار مجلس الأمن وصوتت ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في ما يتعلق بالشأن السوري قد منح نظام بشار الأسد الرخصة للتمادي في ممارسة كل هذه الوحشية ضد شعبه، صحيح كل الصحة. فهذا النظام لا يعرف إلا منطق القوة ولا يرضخ إلا له، وهو يعتبر «المناشدات» ضعفا لا بد من استغلاله لحسم الأمور بسرعة وقوة.
في البدايات عندما كانت مواقف تركيا أكثر هجومية، وكان فرسان القيادة التركية الثلاثة رجب طيب أردوغان وعبد الله غل وأحمد داود أوغلو يتناوبون على إطلاق التصريحات النارية، بقي هذا النظام يحرص كل الحرص على ألا يلجأ إلى الدبابات والصواريخ والمدافع والحرب المدمرة المكشوفة. وقد عزز هذا الحرص أن الموقف الأميركي والأوروبي كان لا يزال غير واضح، حيث كانت هناك مخاوف من ردود أفعال ذات طابع عسكري، لكن بعدما تراجع الموقف التركي وبعدما بات الأميركيون والأوروبيون يرددون أن سوريا تختلف عن ليبيا وأن العمل العسكري بالنسبة إليها سيبقى مستبعدا ما دامت لا تزال هناك قناعة بأن الضغط الدبلوماسي والاقتصادي هو بمثابة الخيار الأمثل لحماية السوريين من نظامهم، تغير كل شيء، وبدأت هذه الهجمة العسكرية المدمرة التي لا تزال متواصلة ومستمرة.
صحيح أن السيناتور الأميركي الجمهوري جون ماكين قد دعا إلى شن ضربات انتقائية ضد سوريا تقودها الولايات المتحدة، وصحيح أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان قال - من قبيل الإشارة إلى ضرورة تسليح «الجيش الحر» - إن من حق الشعب السوري أن يدافع عن نفسه. وحقيقة لو أن هذا قوبل بمجرد الصمت من قبل باراك أوباما وباقي أركان الإدارة الأميركية لجعل بشار الأسد يعد للألف قبل أن يلجأ إلى كل هذا التصعيد الهستيري، لكن عندما يبادر مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي إلى القول إن أوباما لا يزال ملتزما ببذل الجهود الدبلوماسية لإنهاء العنف في سوريا، وإن الرئيس الأميركي وحكومته لا يشاطران ماكين رأيه، فإن هذا قد فُهم في دمشق على أنه عجز يعطي فرصة لجيش النظام ليستخدم أقصى أشكال القوة لتدمير المدن «المتمردة» والقضاء قضاء مبرما على الثورة السورية.
إن هذا جانب.. وأما الجانب الآخر الذي جعل النظام السوري يتمادى في التصعيد العسكري واستخدام أقصى درجات العنف الأهوج فهو أن الولايات المتحدة ومعها الدول الأوروبية كلها بقيت مكبلة بـ«الفيتو» الصيني والروسي، مع أنها كان - ولا يزال - بإمكانها أن تستخدم الأسلوب نفسه الذي استخدم في كوسوفو وساحل العاج، ثم إنها كانت - ولا تزال - قادرة على أن تتعاون مع تركيا لإيجاد أمكنة آمنة في المناطق المتاخمة للحدود التركية يلجأ إليها «الجيش الحر» ويلجأ إليها السوريون الفارون من مدنهم وقراهم خوفا من بطش الجيش النظامي. لكن هذا لم يحصل، مما شجع بشار الأسد أيضا على كل هذا التمادي خاصة أنه رأى أن هناك ثغرات كثيرة في موقف الجامعة العربية.
لا توجد أي معلومات بالنسبة لهذا الأمر، لكن ما يمكن استنتاجه هو أن هناك اتصالات مباشرة أو غير مباشرة بين النظام السوري ومسؤولين إسرائيليين، وأنه ربما تكون هناك تفاهمات، استنادا إلى ما كان قاله رامي مخلوف من أن «أمن إسرائيل من أمن سوريا»، مما جعل نظام بشار الأسد مطمئنا إلى أنه لن يكون هناك أي لجوء لأي عمل عسكري لا من قبل الولايات المتحدة ولا من قبل غيرها، وأنه بإمكانه أن يستخدم كل ما لديه من إمكانيات لحسم الأمور بسرعة ويضع العرب والعالم والغرب والشرق أمام الأمر الواقع على غرار ما فعله والده في عام 1982.
إن هذا النظام لا يتراجع إلا أمام التهديد والقوة العسكرية، والمؤكد أنه لو لم يصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1559 الذي يؤكد «مجددا» على دعمه «القوي» لسلامة لبنان الإقليمية وسيادته واستقلاله السياسي داخل حدوده المعترف بها دوليا، وعزمه على ضمان انسحاب جميع القوات غير اللبنانية من أراضيه، لكانت دولة «عنجر» لا تزال قائمة حتى الآن، ولكان رستم غزالة لا يزال حاكما بأمره في هذا البلد، ولكانت سلسلة الاغتيالات مستمرة ومتواصلة لتشمل من تبقى من القيادات والرموز الوطنية.
وكذلك فإن الكل يعرف أن هذا النظام في عهد (الوالد) حافظ الأسد بقي يصر على «استضافة» عبد الله أوجلان على الأراضي السورية، وبقي يستخدمه ويستخدم مجموعاته المسلحة - كما هو الوضع الآن - ضد الجيش التركي والمؤسسات التركية، إلى أن طفح كيل أنقرة في عام 1998، ونفد صبرها ووجهت إنذارا نهائيا بأن قواتها ستصل خلال 48 ساعة ليس إلى دمشق وإنما إلى درعا على الحدود الأردنية إذا لم يجر طرد هذا «الإرهابي» من سوريا، وهذا ما حصل، وعندها لم يقتصر الأمر على مجرد الطرد فقط، بل تعداه إلى تسليم زعيم حزب العمال الكردستاني «التركي» إلى الأتراك تسليم اليد، فكانت نهايته السجن في زنزانة في أحد السجون التركية.
وأيضا فإن ما لا يعرفه البعض هو أن الهدوء الذي بقي ينعم به الاحتلال في هضبة الجولان حتى في ذروة تألق المقاومة الفلسطينية مرده أن إسرائيل كانت قد حذرت الرئيس السابق حافظ الأسد عندما كان لا يزال وزيرا للدفاع بأن ردها سيكون في قلب دمشق إن لم تقم السلطات السورية بـ«واجبها» وتحول دون تسلل أي فدائي عبر خطوط وقف إطلاق النار إلى هذه الهضبة المحتلة، وحقيقة أن هذا هو ما بقي قائما ومستمرا منذ احتلال عام 1967 وحتى الآن مع استثناء أيام حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973 وبعض المناوشات العسكرية التي سبقت تلك الحرب.
إن هذا النظام «يخاف ولا يختشي» كما يقال، لذلك فإنه لم يفكر حتى مجرد التفكير في معاودة السعي لأي إنتاج نووي بعد الغارة الإسرائيلية المدمرة على منشآت تلك المحاولة المبكرة في المنطقة الشرقية، ثم إن المعروف أن السلطات السورية قد بادرت إلى إغلاق كل معسكرات التدريب المخصصة لحركة حماس وغيرها من المنظمات الفلسطينية بعد غارة قامت بها الطائرات الإسرائيلية على مركز تدريب فدائي في منطقة عين الصاحب القريبة من دمشق، وكل هذا بالإضافة إلى حادثة اختراق الصوت فوق القصر الرئاسي في «القرداحة» التي طوت صفحة تصريحات استهلاكية عن احتمال اللجوء لـ«الحرب الشعبية الطويلة الأمد» لتحرير هضبة الجولان المحتلة، وكل هذا يعني أنه ما كان على الولايات المتحدة وعلى الأوروبيين الاستمرار في استبعاد اللجوء إلى العمل العسكري، وأنه كان عليهم أن يلتزموا الصمت على الأقل كي يبقى نظام بشار الأسد يلتزم بالحد الأدنى من العنف ولا ينتقل إلى هذه الحرب التدميرية المسعورة
http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=668108&issueno=12161
بسم الله الرحمن الرحيم
وردتنا هذه الرسالة بالبريد ننشرها بتحفظ لأهمية الموضوع الوارد بها ...... وبدون تعليق
مع تحيات: طالب عوض الله
الوثيقة السرية للدولة الإماراتية
رسالة إلى الشيخ خليفة بن زايد
قبل البدء بالرسالة أود أن أُعلم من لا يعلم حقيقة يجهلها بعض الناس وهي أن الشيخ خليفة بن زايد يحمل بين جنبيه قلباً صافياً وروحاً كريمة حتى أن المقربون من الأسرة الحاكمة يقولون بأن الشيخ خليفة كان أكثر كرماً وعطاءً من الشيخ زايد نفسه في حياته، ولهذا السبب أوجه هذه الرسالة إليه لأستثير مكنون نفسه وليعلم ما يحدث في البلاد وما يدور في خَلد المواطنين من أبناء الإمارات الذي سائهم بعض التصرفات من بعض الجهات التي كانوا يحسبون أنها تحرص على أمنهم وسلامتهم!
يا شيخ خليفة ...
إن ما يحدث في أقصى "شعم" يعرفه من يقطن "سلع"، والعطسة يعطسها الإنسان في رأس الخيمة يسمعها الناس في أبوظبي، فالبلاد صغيرة، والأسرار تكاد تكون معدومة لأن البلاد مخلوطة فيها الكثير من اللخبطة، فلا توجد في الحقيقة أسرار في دولة الإمارات لأن سكانها قليل والدولةصغيرة والكل يعرف الكل، فهذا ابن عمه في جهاز أمن الدولة، وهذا ابن خاله في وزارة الداخلية، وهذا أخوه في البترول، وذاك ابن جاره يعمل عند الشيخ الفلاني، والجار الآخر وزير، والثاني سفير، وابن الخالة عميد في الجيش، وابن العمة عقيد في الشرطة، وابن جار الجار في البلدية، ناهيك عن الأجانب الذين هم في كل مكان، والذين يعلكون أسرار الدولة في المحافل كما يُعلك اللبان.
خذ بعض الأمثلة من مواطن عادي يسمع دون أن يسأل:
- إن أمر تجارة المخدرات في الدولة يعرفه الكثير، فهم يعرفون من أين تدخل المخدرات الدولة، ومن يُدخلها، وكم حصّة هذا الإدخال، وما هي النسبة التي يأخذها "سموّه" لتمرير هذا السم الذي يفتك بشباب البلاد، فالشرطة تعرف، وأمن الجمارك يعرفون، وجهاز أمن الدولة يعرف.
- مصانع الخمور في عجمان والفجيرة ورأس الخيمة، الكل يعرف ملّاكها، والكل يعرف الفنادق والإستراحات التي تستقبل البنات والأولاد القُصَّر لشرب الخمر وهتك العرض، والكل يعرف من يمتلك هذه الفنادق وهذه الإستراحات التي لا يجرؤ أفراد الشرطة على تفتيشها أو دخولها أو حتى الكلام عنها.
- تبييض الأموال وغسيلها، وما أدراك ما تبييض الأموال، فأنا كمواطن عادي بسيط أعرف بأن النسبة التي يأخذها "الشيخ فلان" لإدخال الأموال عن طريق المطار تبلغ (50%)، وآخر يأخذ 30% لأنه أقل رتبة، وكثير من التجار يعرفون الحسابات البنكية في الإمارة الفلانية والفلانية والتي يأخذ "أصحاب السمو" فيها نسبة (40%) من مجموع التحويل البنكي الذي لا يستطيع أحد أن يكشفه.
- بيوت الدعارة في أبوظبي ودبي معروفة مشهورة، واسأل عنها أي سائق تأكسي، فالسائح في بلادنا حين يستقلّ سيارة الأجرة فإن السائق الباكستاني أو الهندي أول ما يسأله: تريد بنات! الداعرات يلاحقن السواح الخليجيين خاصة في أسواق دبي، سوق الكرامة وسوق الجملة وغيرها من الأسواق. الشرطة والأمن يعرفون هذه البيوت، وبعضهم يرتادها بشكل منتظم، والكل ساكت، والمضحك أن بعض هذه الدور تُقفَل في رمضان احتراماً لقدسية الشهر!
- العقارات في بلادنا صارت نهب الأجانب، وخاصة في الإمارت الشمالية، وبعض الإمارت باع فيها الحاكم حتى المدارس العامة ليبني عليها الهندوسي أو السيخي العمارات والمحال التجارية، وفي هذه الإمارة وغيرها: تُسحب الأراضي من المواطنين، ولا أتكلم عن أراضي المنح، بل الأراضي المملوكة التي ربما ورثها المواطن عن أبيه، يسحبها "صاحب السمو" ليبني عليها أو ليبيعها على الهندوسي أو البوذي ثم يُعطي المواطن قطعة أرض لا تساوي عُشر ثمن الأرض المغصوبة! هذا إذا أعطاه شيئا!
- الأسلحة التي تدخل البلاد وتُباع للأفغان والأفارقة وغيرهم، أجهزة أمن الدولة تعرف من أين تدخل، وتعرف من يُدخلها، ولكنها تسكت لأن "الشيخ فلان" محتاج إلى السيولة، بل حتى السفارات الأجنبية تعرف هذا الأمر وتغض الطرف عنه! نرسل أبنائنا ليموتوا في أفغانستان ونحن نبيع الأسلحة للأفغان!
- في بعض الإمارت ينافس "صاحب السمو" المواطنين في أرزاقهم، وبعض "أصحاب السمو" يُجبرون المواطنين على مشاركتهم في تجارتهم وأرزاقهم بإدراج اسمهم في شركاتهم! فالتاجر المواطن يعمل ويكد ليل نهار، و"صاحب السمو" يأخذ نصيبه من الأرباح وهو جالس في بيته! مع العلم بأن "صاحب السمو" هذا لا يمكن أن يجرؤ على مشاركة الهنود أو الأجانب في تجارتهم، فهؤلاء عندهم سفارات تحميهم، أما ابن البلد فلا بواكي له. وكم أرض سُحبت وكم تجارة خسرت بسبب "صاحب السمو" وأبناءه! لقد كان الأجانب يبحثون عن الكفيل المواطن في التجارة، والآن أصبح بعض المواطنين يبحثون عن الشريك الهندي أو الغربي ليضمنوا سلامة تجارتهم من السطّو الغير مسلّح من قِبل "سموّه"!
- في بلادنا قواعد عسكرية أمريكية وبريطانية وفرنسية، وعندنا تهديدات إيرانية، ونشتري أسلحة بطريقة جنونية، ولكن جيشنا مُعدّ اعداداً جيداً للحفلات وشاعر المليون وحضور المباريات لتشجيع النوادي المملكوة "لأصحاب السموّ"! فيُعطى الجندي إجازة بعد حضوره لهذه الحفلات كما يُعطى الجندي في الدول الأخرى إجازة بعد خوضه المعارك! إذا كان هذا حال جيشنا، فمن هو الحامي الحقيقي لبلادنا!
- التركيبة السكانية وما أدراك ما التركيبة السكانية، الكل يعلم بأن سبب هذا الخلل في التركيبة السكانية هم "أصحاب السمو" الذين بنوا العمارات الشاهقة وآلاف المجمعات السكنية فاضطروا لاستيراد سكان لها! كيف تُحل هذه المشكلة إذا كان "أصحاب السمو" هم من يبيعون التأشيرات على الأجانب ويقدمون لهم التسهيلات ليدخلوا البلاد ويشغلوا هذه الشقق والبيوت الفارغة! أبناء الإمارات لم يصلوا المليون بعد، ونسبتهم في بلادهم أقل من (17%) أما الهنود فأربعة ملايين على أقل تقدير، والآن جائنا الصينيون بعد الروس والإنجليز، والباكستانيون والأفغان والبنغال عندنا من زمان. ولعل البعض سمع عبارة الهنود الشهيرة المتداولة بينهم عن اسم هذه الدولة "دولة الإمارات الهندية المتحدة"! وللهندي كل الحق في هذه التسمية، كيف لا وهو يُعامل أفضل من معاملة ابن البلد في بعض الإمارات، بل إنه هناك من الهنود من يعملون رؤساء لقسم الموارد البشرية في المؤسسات الحكومية! بمعنى أن الهندي هو من يوظّف المواطن وهو من يعطيه العلاوات والترقيات! بعض المواطنين المساكين أصبحوا يطلبون الواسطة عند الهنود لتشغيلهم في مؤسساتهم الحكومية!
- مسكين ابن الإمارت، ليس له مكان في بلده، فلا يستطيع أن يذهب إلى حديقة عامة، ولا إلى بر أو بحر أو سوق دون أن يزاحمه الأجانب، وخاصة الهنود. شواطئ دبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة والفجيرة وأم القوين وخورفكان أصبحت للهنود فقط، حتى إخواننا العرب الوافدين لا يستطيعون الذهاب إلى هذه الأماكن في العطلات الرسمية! والهندي لا مذهب له ولا أدب ولا حياء ولا يحشم العوائل ولا يقيم للقيم الإجتماعية أي وزن، والذي يسلم من الهنود فإنه لا يسلم من الغربيين الذين يتعرّون على الشواطئ في منظر تتقزز منه النفوس السويّة، لذلك يضطر كثير من المواطنين أن يُجلسوا أبنائهم في بيوتهم وقت العطلات أو أن يسافروا خارج الدولة ليستطيعوا إخراج بناتهم الصغار! بيوت العزاب الهنود أصبحت في كل حي وشارع في جميع إمارت الدولة، فكيف يأمن الناس على بناتهم وأبنائهم الصغار! الواحد منا لا يخرج من بيته إلا وقلبه شديد الخفقان حتى يرجع، كيف لا يخاف وعشرون هندي أعزب يعيشون في جاور بيته!
- في إمارة دبي: يأخذون المال من المواطن إذا أراد أن يقود سيارته في شوراع بلاده، وبعض "أصحاب السمو" يعدون هذا إنجازاً يفاخرون به! هذه البلاد التي مشى فيها الآباء والأجداد وقادوا فيها الإبل ثم السيارات لسنوات، اليوم ندفع "سالك"! بلادنا، سياراتنا، بيوتا، أعمالنا، ندفع المال لنصل من بيتنا إلى عملنا، ومن عملنا إلى السوق! ماذا تركوا لقطّاع الطريق! كل شيء زاد ثمنه في دبي، لكن الرواتب نقصت، والسبب هو الديون التي على كاهل الشركات الحكومية والتي يريدون أن يدفعها أبناء دبي الذين لا دخل لهم بهذه الديون. دبي الآن أصبحت تحت رحمة البنوك البريطانية! الكل يعرف هذا، ومع ذلك يكذبون في الإعلام ويقولون بأن البلاد تتقدم اقتصادياً!
- جهاز أمن الدولة وُضع لتحقيق أمن المواطن، وهذا الجهاز الآن أصبح سيّء السمعة بسبب تضييقه على كثير من المواطنين، فالعاملون فيه لا أخلاق لهم ولا دين، وبعضهم مجنّسين منذ بضع سنوات يأتون بأبناء القبائل ليهينوهم في مكاتبهم! ابن الإمارات - أباً عن جد - يهينه "الكلاتي" الذي لا يُحسن التحدث بالعربية! الدولة الوحيدة في العالم التي لا يستطيع أبناءها أن يعملوا في وظيفة إلا بوافقة أمنية هي دولة الإمارات، وهذه المصيبة لم تكن موجودة في عهد زايد، من أين أتت لنا هذه المصائب! لماذا نحتاج إلى خبراء مصريين وأردنيين وتوانسة في جهاز أمن الدولة ليدربوا من لا عقل لهم على إهانة أبناء البلاد! هل نفع هؤلاء الخبراء بلادهم حتى ينفعوا بلادنا! لقد عشنا في عهد زايد على العزة والكرامة فلماذا نُهان الآن في عهد أبناءه! بعض من تم التحقيق معهم في هذا الجهاز هددوهم بالإتيان بأهليهم! هل نحن في الإمارات أم في سوريا! وبعض موظفي أمن الدولة يتحرشون بنساء المواطنين ويهددونهن عبر الهاتف! لكن نقول: هؤلاء ليسوا رجال، لو كانوا رجالاً لقتلوا من تجرأ على أهليهم! إنسان يهينني في أهلي ويبقى حياً! ما هكذا عهدنا الرجولة.
- حلقتم لحى الرجال في الجيش والشرطة، ومنعتم المنقبات من العمل في بعض الإمارات، وقمتم بتسفير كل إمام يحبه الناس أو يريد تعليم الناس الخير، ومنعتم المواطنين من أن يخطبوا الجمعة، وراقبتم المساجد وحِلَق العلم، ومنعتم تعليم القرآن والحديث إلا بموافقة أمنية، وضيّقتم على الشباب الملتزم ومنعتموهم من كثير من حقوقهم الوطنية، مع العلم بأن المخانيث ودور الدعارة وأماكن الفجور منتشرة في الدولة لا يضايقها أحد! لقد صار بعض المواطنين يقولون: ليت الحكومة تساوي بيننا وبين المخانيث في الحقوق! هل تريدون أن يصبح جميع شباب الإمارات من المخانيث! ثم ماذا! ماذا لو دخلت إيران البلاد بجيوشها، من يحاربها! مساجد الشيعة، وكنائس النصارى، ومعابد الهندوس والبوذيين واليهود (نعم عندنا معابد يهود في دبي وأبوظبي) لا يراقبها أحد ولا يضايقها أحد، أما مساجد المسلمين فهي التي تُراقب، مع أنهم يسبّون النبي صلى الله عليه وسلم في الكنائس والمعابد، ويسبّون زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مساجد الرافضة، والكل ساكت وكأن الأمر لا يعنيهم! أهم شيء أن لا يتعلم الناس دينهم أو يدرسوا قرآنهم أو يسمعوا حديث نبيّهم بدون موافقة أمنية!
- المدارس! وما أدراك ما المدارس! لا ندري هذه الوزارة من يقودها، وإلى أي هدف يقودها! أتيتم بشركة أسترالية لتعمل في تحسين التعليم في البلاد! هذه الشركة وضعت موقعاً على الإنترنت في استراليا تستقبل طلبات التوظيف، وهي تقبل كل استرالي يتقدم بطلب، بغضّ النظر عن مؤهلاته وشهاداته. خذ مثالاً لولد استرالي عمره 21 سنة يعمل خبير تربية في مدرسة من مدارس العين، حينما سألناه عن وظيفته قبل أن يعمل خبيراً في دولتنا ليحدد مسار عقول أبنائنا ويخطط لمستقبل بلادنا، قال: كنت أعمل نادلاً في بار! شاب عمره 21 سنة يعمل في خمّارة باستراليا يأتي عندنا خبير تربية يستلم (45 ألف درهم) وعندنا الكثير من المدرسين المواطنين الذي قضوا عشرون أو ثلاثون سنة في التدريس، أي قبل أن يولد هذا الطفل الخبير الأسترالي! وآخر (استرالي) كان يعمل سائق شاحنات، وواحد كان عاطلاً عن العمل طوال حياته، وآخر أمّيّ لا يحسن القراءة باللغة الإنجليزية، هؤلاء ليست عندهم شهادات ولا خبرات، بل قدّموا في موقع هذه الشركة فوافقت عليهم لأن الوزارة تريد عدداً محدداً من الخبراء حتى تغطي المدارس، وتريدهم استراليين شُقر! من المسؤول عن هذه المهزلة! أما الجامعات والمعاهد فأخبارها تطول، والإنجليزي والأمريكي فيها يصول ويجول، وابن البلد الخائف على مستقبل دولته محجور عليه مكسور مع أنه أقدر وأجدر ويصلح أن يكون خبير تربية في بريطانا أو أمريكا. للعلم: قام بعضهم بتقديم طلب وظيفة في موقع هذه الشركة الاسترالية، فوضع اسماً مستعاراً، ووضع شهادة مزوّرة، وطلب راتباً معيناً، ووضع صورة مزوّرة، فقبلوا طلبه ووافقوا على شروطه ولم يطلبوا حتى مقابلته، وأعطوه موعداً للترحيل إلى مبنى الوزارة في أبوظبي!
- نحن نريد أن نفهم شيئاً: هل المناصب الوزارية لعبة! رجل اليوم وزير تربية وفي اليوم الثاني يبادل وزير الصحة منصبه فيصبح هذا محل هذا! كثير من الناس عندهم تحليل لهذا الموقف الغريب، فقالوا: كانوا في اجتماع، فأخذ هذا حقيبة الآخر بالغلط، فقال له: بدل ما ترجّع الحقيبة، خذ أنت وزارتي وأنا آخذ وزارتك! أليس في الدولة رجال غير حنيف والقطامي!
- أما وزارة الصحة، فلا ندري ما نقول عنها! مستشفياتنا أصبحت مقاصب يُقطّع فيها المرضى بسبب عدم كفائة الأطباء، ولذلك أكثر الناس يذهبون إلى المستشفيات الخاصة، والذين لا يستطيعون الذهاب إلى المستشفيات الخاصة يقفون طوابير أمام أبواب المستشفيات الحكومية، وتعطيهمالمستشفيات مواعيد بعد أشهر بسبب الزحمة! أي زحمة! ومن الذي خلق هذه الزحمة! المواطنة تذهب لتربي في المستشفى الحكومي فيقولون لها: ما عندنا شواغر في الغرف! تذهب إلى الغرب فإذا احتلال آسيوي! هذه مستشفيات حكومية أم هندية! أين تذهب المواطنة لتضع طفلها المواطن المسكين الذي ليس له مكان في بلاده حتى قبل ولادته! كنا نتعالج ببلاش أيام زايد، وكانت هناك دائماً غرف وأماكن للمواطنين، والآن لا بد من تأمين أو تدفع دم قلبك لتعالج ابنك المواطن المريض! إحدى الموظفات الهنديات قالت لمواطنة في مستشفى حكومي: "اذهبي وربّي في بيتك، ما فيه غرف"! واتضح أن هناك ثلاثة غرف فاضية في المستشفى حجزتها الهندية لأخواتها الهندوسيات اللاتي يتوقعن أن يضعن الحمل بعد أسابيع! من المسؤول!
- المافيا الهندية دخلت البلاد ومقرها دبي، وكذا المافيا الروسية، والآن المافيا الصينية التي تعداد أفرادها أكثر من تعداد سكان الدولة، يعني المافيا الصينية تستطيع احتلال الدولة خلال ساعات! من أدخل هذه المافيا البلاد! كثير من المواطنين يعلمون بأن "الشيخ فلان" مشارك رئيس المافيا الهندية في تجارته، والتسهيلات من عنده، والمافيا الروسية شاركهم فلان، ولا أعرف من هو شريك المافيا الصينية! نحن ناقصين عصابات!
- راتب لاعب كرة لم يتخرج من الثانوية أضعاف أضعاف راتب الدكتور المواطن الذي درس أكثر من عشر سنوات في تخصصه وقضى عشرين سنة في عمله يخدم أبناء بلده! راتب الجندي الذي لم ينهي الإعدادية أعلى من رواتب المدرسين المواطنين في الإمارت الشمالية! طفل كان يدرس عند مدرّسه قبل سنة الآن يقبض أكثر منه! ذاك يلعب كرة وهذا يشجّع في الملعب، وكلاهما يقبضان أكثر من الدكتور والمدرّس!
- الأموال التي تُنفق على نوادي أبوظبي ودبي تكفي لإنهاء مشكلة الفقر في الإمارات الشمالية، لا أقول فقر الأجانب، بل حتى فقر المواطنين، فالإمارات فيها الكثير من المواطنين الفقراء الذين بالكاد يجدون قوت يومهم والذين يعيشون على معونات جيرانهم وأهل الخير في البلاد! نحن سادس دولة في تصدير النفط في العالم، والبرميل اليوم فوق المائة دولار، كيف يكون عندنا فقراء! أين تذهب الأموال! لاعب كرة أجنبي يُدفع له مائة مليون! يعني مائة بيت لمائة أسرة مواطنة! هذا لاعب واحد! لاعب قذر وسخ نصراني لا أخلاق عنده ولا أدب نعطيه كل هذه الأموال، وآبائنا وأمهاتنا يسقط عليهم السقف في غرف النوم المهترئة القديمة! المشلكة أننا ما اكتفينا بنوادي بلادنا حتى ذهبنا نشتري النوادي خارج الدولة وندفع المليارات التي تحتاجها البنى التحتية في بعض الإمارات! هناك مناطق كثيرة يعيش أهلها على المولدات الكهربائية الخاصة، وهناك الكثير من الأماكن ليس فيها خدمات أساسية، ونحن ندفع مئات الملايين للاعب كرة!
- نريد أن نفهم: ما دخلنا نحن ومتحف "اللوفر" الفرنسي! نحن قبل أربعين سنة كنا رعاة غنم، والآن عندنا متحف اللوفر الفرنسي ومضمار الفراري! بعض آبائنا لا زالوا يرعون الغنم ويخرفون النخيل، وبعض أمهاتنا لا زلن يحلبن الماعز ويخصفن! بالله ما لنا نحن وحفلات الأوبرا! ثم نسمع من يقول: لا بد من الحفاظ على التراث! أي تراث! تراثنا: إبل وغنم وصيد سمك وغوص وزراعة نخيل وخس ورويد وجتّ، وطعامنا كان العوال والجاشع والعومة، أين هذا من الأوبرا! حتى صيد الصقور أخذناه من الإنجليز، فهو ليس من تراثنا! الدلّة التي نجعلها في كل مكان كانت تأتينا من الهند أو سوريا، العقال من سوريا والعراق والبحرين، نحن لم يكن عندنا شيء، كنا جزء من عُمان، حتى ملابسنا كانت من الهند، وطعامنا من الهند وإيران وباكستان والعراق، ليس عندنا تراث، نحن دولة عندها 40 سنة فقط. ارحمونا. إن كنتم تريدون التراث فدونكم هذا الدين الإسلامي العظيم، فهو خير تراث ورثته البشرية، وأي شيء غيره: لا قيمة له. لماذا لا يكون ديننا هو تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا التي توارثناها كابراً عن كابر!
- لماذا كل يوم عندنا حفلة! وكل يوم عندنا فعالية! وكل يوم عندنا مناسبة! هذه الحفلات والمناسبات يُنفق عليها الملايين! الناس أولى بهذه الأموال. هناك الملايين من فقراء المسلمين في كل العالم ينظرون إلينا ونحن نحتفل كل يوم بما لا يعنينا! حتى "العيد الوطني" صار عبئاً على الناس! نحن مسلمون ليس عندنا سوى عيدين: عيد الفطر وعيد الأضحى، لا يجوز أن نحتفل بغيرهما. الآن تُعطون إجازات لأعياد النصارى في بلادنا: عيد الميلاد (الكرسمس) ثلاثة أسابيع إجازة، وعيد الأضحى يومين! ما كنا نأخذ إجازة للكرسمس في عهد زايد! جميع إجازات المدارس أصبحت توافق أعياد النصارى، هل هذه صدفة! أم أنها من بركات خبراء وزارة التربية الأجانب!
إن ما يحصل في البلاد أمر لا يرضاه عاقل، والغريب أن الحكومة تسجن الإنسان الناصح المُشفق، أما الكذاب المنافق الذي تعوّد التصفيق والرقص والتملّق، فهذا يُكرَّم ويُعطى الأموال والمناصب! إن من أعظم أسباب زوال الدول: أن يُكرم اللئيم ويُهان الكريم وأن يُفسد فيها أهل الترف، وهذه تونس وليبيا ومصر والعراق واليمن وسوريا أمام أعيننا، فلماذا لا نتّعض!
إن القوانين الجديدة التي تصدر في بلادنا تحاكي عهد الظلم والخزي في مصر وليبيا وتونس وسوريا، وأجهزة الأمن في بلادنا تحاول تقليد أجهزة الأمن في هذه البلاد، والكل يعلم بأن سبب سقوط هذه الحكومات هو هذه الأجهزة الأمنية التي كانت تُهين الناس وتدوس على كرامتهم، فالحر يصبر على الفقر والجوع والعطش ولكنه لا يصبر على الظلم والقهر وإهدار الكرامة.
أهل الفضل والخير معروفون في البلاد، وأهل العلم والعقل يعرفهم الجميع، والمصيبة أن هؤلاء هم من يُهانون ويُسجنون لا لشيء إلا لأنهم نصحوا وتكلموا في أمور يعرفها الجميع! ما يقوله هؤلاء لا يخفى على أكثر الناس، وما لم يقولوه يعرفه الكثير من الناس، ولو شئت لقلت لكم ماذا قال "الشيخ فلان" لزوجته في غرفته البارحة! فالخدم ما يقصّرون.
ليست هناك أسرار في الدولة، ولولا خوفي على بلادي لسمّيت الأسماء، ولبيّنت البنوك، ولنشرت أرقام الأرصدة التي تُستخدم لتبييض الأموال، ولعرّف الناس بالمطارات والموانئ التي يدخل منها السلاح والأموال المهربة والمخدرات، ولذكرت أسماء الأمراء والشيوخ والمسؤولين الأجانب في السفارات الغربية وأصحاب الشركات المحلية والدولية الذين يجمعون الأموال على حساب أمن دولتنا، ولسمّيت التجار "وأصحاب السمو" و"المعالي" الذين يشاركون اليهود في التجارة داخل دولتنا وفي فلسطين. هذه ليست معلومات سريّة كما يظن بعض المسؤولين النائمين، بل هيمعلومات يعرفها الكثير من الناس. يكفي أن تجلس مع مسؤول أو مدير أو سفير أو وزير أو جليس أحد الشيوخ في مقهى في أوروبا أو آسيا ليعطيك جميع أسرار الدولة بعد الكأس الثاني! وإن لم تأخذ المعلومات من المسؤول المخمور، تأخذها من العمالة الآسيوية أو العربية النصرانيةالتي لا يهمها أمن الدولة ولا أمانها ولا أسرارها. ليس هناك سفير دولة غربية إلا ويعرف جميع أسرار الدولة، وكلهم يسكرون ويعربدون.
إن الغباء الذي ظهرت به أجهزة أمن الدولة لا يمكن أن يُحتمل، والناس أصبحوا لا يثقون في المسؤولين لما يسمعونه ويرونه من تهم توجه إلى أناس يعرفهم الجميع. إنسان ملتزم معروف في البلاد يُتهم بالزنا أو بشرب الخمر! أماكن الزنا وشرب الخمر معروفة، وهي للأسف ليست جريمة في بلادنا والكل يعرف ملّاكها ومرتاديها، ولكن ظن هؤلاء الأغبياء بأنهم يشوهون سمعة هؤلاء الأفاضل بمثل هذه التهم السخيفة التي لا يصدقها الطفل في بطن أمه! مثل هذه الأفعال تجعل الناس يحتقرون هذه الأجهزة ومن ورائها من المسؤولين، والكل يعرف من هم المسؤولون! فهذه الأفعال تُسيء إلى "أصحاب السموّ" قبل أي إنسان.
شركة "فوالة" من أنظف وأفضل الشركات الوطنية في الدولة، وأصحابها معروفون بالنزاهة والنظافة والإستقامة: هذه الشركة تُقفل بسبب عدم النظافة حفاظاً على صحة الناس! أقيموا وزارة صحة مثل الناس قبل أن تدعوا الحفاظ على الصحة العامة! مثل هذا لا يخرج إلا من عقل قذر! تركتم الكافاتيريات ومطاعم الهنود التي هي مجمعات سكنية للصراصير والجرذان (هناك مطاعم قذرة جداً قرب مبنى الداخلية) وأتيتم إلى أفضل الأماكن وأشدها حرصاً على النظافة واتهمتموها بمثل هذه التهم! إذا لم تكن عندكم عقول فالناس ليسوا مجانين.
أهل العلم والفكر الذين شرّفوا الإمارات في المحافل الدولية والأوساط العلمية تُسحب عنهم جنسياتهم! لماذا! ومن أعطى البعض حق سحب الجنسية! هل هي لعبة! كُتب الدكتور "علي الحمّادي" وصلت أوروبا وأمريكا وأستراليا والناس يتدارسونها، وهي من أكثر الكتب مبيعاً في بعض الدول العربية، هذا الرجل معروف في أوساط العلماء والمفكرين، كيف يُعامل بهذه الطريقة! ماذا يقول العقلاء في العالم العربي والغربي عن الإمارات إذا كان مثل هذا تُسحب منه الجنسية و"خالد حريّة" و"عبد الله بوالخير" يعملون معهم لقاءات تلفزيونية! المخانيث مكرّمون والعقلاء والأدباء تُسحب عنهم الجنسية! إعلامنا الرسمي يصرح بأن "عبد الله بو الخير" يمثل الدولة في الحفلات الخارجية! مخنّث يمثّل الدولة، والرجال تُسحب جناسيهم ويُسجنون وتُقفل محالهم وتحلق لحاهم ويُمنعون من الكلام! هل هذه هي الأخلاق العربية والعادات والتقاليد الموروثة عن الآباء والأجداد! والله لم يكن آباءنا وأجدادنا يهينون الرجال ويُكرمون المخانيث! لم يكن زايد ليرضى بهذا!
أهل العلم والدين والإستقامة والخلق والنصح والعقل والمروءة والشهامة من أبناء البلاد من أئمة المساجد وخطبائها وأهل العلم فيها والأدب من أبناء القبائل والعائلات المشهورة المعروفة الذين همّهم الأول هو الحفاظ على مكتسبات الدولة وأمنها واستقرارها، هؤلاء تطلبهم أجهزة أمن الدولة لاستجوابهم وإهانتهم والإستخفاف بهم، والمخانيث والقوّادون والفسّاق والفجّار والخمّيرة والسكّيرة والزواني والعاهرات والداعرات وتجّار الأسلحة والمخدرات يعيثون في البلاد الفساد بلا رقيب ولا حسيب!
يا شيخ خليفة ...
الشيء الوحيد الذي فعلته أنت وإخوانك والذي ظهر فيه الخير: أن الناس باتوا يترحّمون على أبيك أكثر من أي وقت مضى. فكلما رأى أهل البلاد شيئاً لا يعجبهم ترحّموا على زايد، وما لا يعجبهم كثير هذه الأيام، البلاد في انحدار بعد أن كانت في ازدها، والناس يُهانون بعد أن كانوا يُكرَّمون في عهد أبيك، وعقد الدولة آخذ في الإنفراط، لا بسبب المواطنين، ولكن بسبب كثرة الأجانب الذين لا همّ لهم إلا جمع الأموال وتحويلها إلى بلادهم ولو أدى هذا إلى تدمير اقتصاد البلاد وتقويض دعائم أمنه، وبسبب تعامل بعض أجهزة الدولة مع أناس يكن لهم الكل التقدير والإحترام.
يا شيخ خليفة ...
كنا في عهد زايد نباهي بدولتنا الأمم، والآن أصبحنا ندسّ رؤوسنا في التراب من كثرة المخازي التي نراها، والتي أصبح غيرنا يعيّرنا بها، فإلى متى، وكم نصبر، وماذا تنتظر يابن زايد حتى تأمر بإصلاح البلاد وإرجاع الحقوق وإكرام الرجال وإحقاق الحق وإبطال الباطل، فنحن نتمنى أن نحبك كما أحببنا زايد، ولكن ما حصل في عهدك لا يطمئن، ومثل هذا الكلام لا يقوله إلا ناصح مُشفق على بلاده، ولا يغرّنّك ما يقول المنافقون والإنتهازيون والوصوليون من حولك، فلو كان فيهم خير لنفعوا غيرهم، ولكنهم لا ينفعون إلا أنفسهم، ولا هَمَّ لهم إلا جمع الثروات بطرق ملتوية فيها الكثير من الضرر على البلاد حيث يلتهمون الحصص في المناقصات والمشاريع الحكومية حتى تعجز الميزانية عن تغطية حصصهم، ثم ينفقون هذه الأموال في دور الدعارة في آسيا وأوروبا، وهؤلاء من أكثر الناس إفشاءً لأسرار القصور.
يا شيخ خليفة ...
أنا مواطن عادي، لست ملتزماً كثيراً بالدين، ولست مسؤولاً كبيراً، ولا موظفاً في مكان حساس، فأنا "على قد حالي" ومع ذلك أعرف من أسرار الدولة ما يعرفه الكثير من أبناء الوطن، وأغار على سمعة الدولة مثلما يغار أكثر أبناء الوطن، وأحافظ على أمن الدولة مثل كثير من أبناء الوطن، ولكنني لا أرضى الظلم مثلما لا يرضاه كثير من أبناء الوطن، ولا أحب الكذب الذي تمارسه أجهزة أمن الدولة وبعض الصحف مثلما لا يحب ذلك كثير من أبناء الوطن، ولا أحب النفاق مثلما لا يحبه كثير من أبناء الوطن. دولتنا صغيرة، ونحن نعرف بعضنا البعض، ونعرف أحوال الناس وطبائعهم وأخلاقهم، فأي كذبة تُلصق بأي إنسان فإننا نعرف حقيقتها لأننا نعرف الناس، والآن أصبحت هناك وسائل كثيرة للإتصال، فالإنسان العادي يستطيع أن يدخل الإنترنت أو الهاتف الذكي ويقرأ كل ما يريد، ويعرف ما شاء من المعلومات عن أي قضية. الكذب حبله قصير، والآن هذا الحبل ينقطع بكل سهولة. الكذب عيب لا يتستحنه الرجال، حتى الكافر لا يستحسن الكذب، ونحن نربأ بحكومتنا وشيوخنا عن مثل هذا، ونريدهم أن يأخذوا على أيدي الكذابين الذين يعملون في الوزارات وأجهزة الدولة، لأن هذا يضر بسمعة الدولة ومكانتها. ما كان زايد يكذب، ولذلك كنا نحبه.
يا شيخ خليفة ...
لقد ترك أبوك لك ولإخوانك رصيداً كبيرا من المحبة في قلوب أبناء هذا الوطن، ولكن للأسف أصبحتم تسحبون من هذا الرصيد دون أن تودعوا فيه شيئاً، فأصبحت المحبة تقل شيئاً فشيئا، ونحن لا نريد أن تكون علاقتنا مع أبناء زايد إلا المحبة، ولذلك نتمنى أن لا تحيدوا عن سياسته الحكيمة في إدراة البلاد والعباد، فقد كان حريصاً على استقرار البلاد، وكان مُكرماً للرجال، مُحباً لأهل الخير، مُبغضاً للمنافقين والإنتهازيين، فكان الرجل منّا يقول له ما شاء فلا يُنكر عليه، بل كان يسمع ويسمع ويسمع ثم يأمر بما يُصلح الناس والحال، ولم يكن يسجن أو يسحب جنسية من ينصح، فهذه ليست سيرته ولا عمله، وهذا العمل دخيل على الدولة، ونحن نعلم أنه أتانا من الخارج، ولا نريد هذا، بل نريد أن يأمن المواطن على نفسه وأهل بيته، وأن يقول الحق في بلاده، وأن تُحفظ حقوقه، وأن لا يخاف في بلاده إلا الله.
يا شيخ خليفة ...
نحن لا نريد أن نخاف حكومتنا، بل نريد أن نحبها، والحب لا يأتي بالتخويف بل يأتي بكسب القلوب، والبعض يعتقد بأن الحب يأتي بملئ الجيوب، وهذا لا يعتقده عاقل، فلا يملأ عين ابن آدم إلا التراب، فمهما أعطيت الإنسان من مال فإنه لا يرضى لأنه يريد المزيد، ولكن الإنسان الحر العاقل يرضى بالمعاملة الحسنة التي تأسر قلبه. أما إهانة الرجال فلا تولّد إلا الأحقاد والضّغائن التي لا تذهب إلا بالإنتقام، فأشد شيء على الحر المهانة، وهي أسهل ما تكون على العبيد، ولذلك نقول: إن معاملتكم لمن هم حولكم من المنافقين والوصوليين لا يجوز أن تكون هي نفس المعاملة مع من هو بعيد عنكم ممن آثر الكرامة على النفاق، فالدولة فيها أحرار، وهؤلاء ابتعدوا عن قصوركم لأنهم لا يرضون أن تنالهم كلمة تجريح أو حتى نصف كلمة، فنفوسهم أبية لا ترضى الذل. المشكلة أن بعض صغار "الشيوخ" لم يخالطوا الناس ولم يروا الأحرار فظنوا أن كل الناس عبيد مثل الذين حولهم، وهذا ما وقع فيه أبناء القذافي، فنحن لا نريد لأبناء شيوخنا أن يكونوا مثل أبناء ذلك المجنون. هناك من أبناء الوطن من هو مستعد لأن يبيد الأخضر واليابس ولا يُمسّ بكلمة تنال من كرامته، وهؤلاء لن تجدوهم في قصوركم أو حولها، ولكنهم موجودون في البلاد ويعرفهم كثير من الناس. هؤلاء هم عدّة الدولة عند الشدائد، أما المنافقون والوصولين فهم مع كل من يدفع أكثر، والذين خانوا صدام في العراق كانوا من أقرب المقربين له، ولذلك قال كلمته التي لم يقل أصدق منها في حياته" :لقد سمّنت الكلاب وجوّعتُ الذئاب". لو هجمت علينا إيران غداً فإن أعدائكم هم الذين حولكم ممن يقولون اليوم فيكم الشعر ويجمدونكم ويسجدون لكم، أما إيران فلن يقاتلها إلا من لم تروهم من الأحرار من أبناء البلاد الغيورين على وطنهم، وهؤلاء أكثرهم من أهل الإلتزام بالدين كما هو الحال في العراق وأفغانستان وفلسطين والشيشان، وكما حصل في الكويت حينما هرب الكل وبقي أهل الدين يقاتلون عن بلادهم وحريمهم.
يا شيخ خليفة ...
والله لو كان هؤلاء الملتزمون العقلاء في أمريكا أو أوروبا لوزنوهم بالذهب، ولو كانوا عند اليهود لكانوا هم الوزراء والقادة، ولكنهم في الإمارات لا يلقون حتى المعاملة الحسنة، بل يُضيَّق عليهم ويُمنعون من كثير من حقوقهم. أنا لستُ منهم، ولكنني أعرف الكثير منهم، وهم رجال يستحقون كل التقدير والإحترام، ويستحق من يضايقهم أن يُضرب بالنعال على أم رأسه لأنه يضر البلاد ويخلخل أمنها ويوسع الهوة بين الحكومة والشعب ويزرع بذور الشك والريبة بأجهزة الدولة التي كانت دائما مبعث فخرنا واعتزازنا. إن الطريق التي تسير فيها الدولة هي ذات الطريق التي سارت فيها مصر وسوريا وتونس وليبيا.
البعض يقول بأن هؤلاء من الإخوان المسلمين، ونحن نقول: وما الضير أن يكونوا من الإخوان المسلمين! هذا التفكير عفى عليه الزمن، فرئيس مجلس الوزراء التونسي من الإخوان، والإخوان اكتسحوا الساحة المصرية في الإنتخابات، فغداً سوف يأتيكم وزراء ورؤساء دول من الإخوان، فماذا ستقولون لهم، وكيف ستستقبلونهم! دولتنا ليس لديها مشكلة مع الإخوان، مشكلة الإخوان كانت مع حكومة مصر، ونحن نعلم بأن أجهزة الإستخبارات المصرية هي التي حاولت تشويه صورة الإخوان في كل مكان، وقد فشلت لأنها أجهزة فاشلة، والدليل: ما يحدث الآن في مصر وتونس والمغرب، ولكن الذي لا نجد له تفسيراً هو: كيف استطاعت أجهزة الأمن المصرية أن تؤثر على المسؤولين في بلادنا! أنا لست من الإخوان، ولكننا كنا نتعوّذ من الشيطان كلما زار "حسني مبارك" بلادنا، فكنا نتوقع أن تحدث مصيبة كلما غادر، فهذا الخبيث هو الذي أفسد الأمة العربية كلها، لا مصر فقط، وليس الإخوان هم من أفسد الأمور. الإخوان أرادوا الخير لمصر، وهو أراد لها الدمار، وقد دمّر اقتصادها وحياة المصريين فيها، فهل يريد البعض في بلادنا أن يمشي على خطى هذا الخبيث! الإخوان هم الذين درّسونا في المدارس بعد أن هربوا من مصر ابان حكم الطاغية "جمال عبد الناصر"، فهم أساتذتنا وهم معلّمونا وهم مربّونا وإن كنا لا نتبع جماعتهم إلا أننا لا ينبغي أن ننسى فضلهم علينا، وقديماً قيل: "من علّمني حرفاً صرت له عبدا"، فنحن كنا بين صياد سمك أو راعي غنم، فتعلمنا على أيدي هؤلاء الكتابة والقراءة وسائر العلوم.
يا شيخ خليفة ...
نحن لا نريد أموالاً ولا عقارات ولا عمارات ولا سيارات ولا بيوت فارهة ولا يخوت ولا وظائف كبيرة، ولا حتى زيادة رواتب إذا كان كل هذا على حساب كرامتنا. نحن نريد كرامتنا. لا تمسوا كرامتنا ولا تمسوا ديننا وخذوا ما شئتم من البلاد وخيراتها
[/color]
عِتابُ الدَّيْن
للمقنَّع الكندي
أَلَـم يَـرَ قَـومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة = وَأُعـسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا
فَـما زادَنـي الإِقـتارُ مِنهُم تَقَرُّباً = ثُـغورَ حُـقوقٍ ما أَطاقوا لَها سَدّا
وَفـي جَـفنَةٍ ما يُغلَق البابُ دونها = مُـكـلَّلةٍ لَـحماً مُـدَفِّقةٍ ثَـردا
وَفـي فَـرَسٍ نَـهدٍ عَـتيقٍ جَعَلتُهُ = حِـجاباً لِـبَيتي ثُـمَّ أَخدَمتُه عَبدا
وَإِن الَّـذي بَـيني وَبَـين بَني iأَبي = وَبَـينَ بَـني عَـمّي لَمُختَلِفُ جِدّا
أَراهُـم إِلـى نَصري بِطاءً وَإِن هُمُ = دَعَـوني إِلـى نَـصرٍ أَتـيتُهُم شَدّا
فَـإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم = وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدا
وَإِن ضَـيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم = وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا
وَلَـيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُ = دَعـوني إِلـى نَـصيرٍ أَتَيتُهُم شَدّا
وَإِن زَجَـروا طَـيراً بِنَحسٍ تَمرُّ بي = زَجَـرتُ لَـهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِم سَعدا
وَإِن هَـبطوا غـوراً لِأَمـرٍ يَسؤني = طَـلَعتُ لَـهُم مـا يَسُرُّهُمُ نَجدا
فَـإِن قَـدحوا لي نارَ زندٍ يَشينُني = قَـدَحتُ لَـهُم في نار مكرُمةٍ زَندا
وَإِن بـادَهوني بِـالعَداوَةِ لَم أَكُن = أَبـادُهُم إِلّا بِـما يَـنعَت الرُشدا
وَإِن قَـطَعوا مِـنّي الأَواصِر ضَلَّةً = وَصَـلتُ لَـهُم مُنّي المَحَبَّةِ وَالوُدّا
وَلا أَحـمِلُ الـحِقدَ الـقَديمَ عَلَيهِم = وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقدا
فَـذلِكَ دَأبـي فـي الحَياةِ وَدَأبُهُم = سَجيسَ اللَيالي أَو يُزيرونَني اللَحدا
لَـهُم جُـلُّ مالي إِن تَتابَعَ لي غَنّى = وَإِن قَـلَّ مـالي لَـم أُكَلِّفهُم رِفدا
وَإِنّـي لَـعَبدُ الضَيفِ ما دامَ نازِلاً = وَمـا شـيمَةٌ لي غَيرُها تُشبهُ العَبدا
عَـلى أَنَّ قَـومي ما تَرى عَين ناظِرٍ = كَـشَيبِهِم شَـيباً وَلا مُردهم مُرداً
بِـفَضلٍ وَأَحـلام وجـودِ وَسُؤدُد = وَقَـومي رَبـيع في الزَمانِ إِذا شَدّا
فن القيادة
بين المقنع الكندي وحكام اليوم
سألني صديق عن اسم ناظم قصيدة ( عتاب الدّين )، فسألت نفسي عن سبب بحث صديقي عن اسم الشاعر ناظم القصيدة !!! فرجعت لصديقي – وهو شاعر - مستفسراً، فأجابني بحثت لأنّ هناك من ينسبها لشعراء الجاهلية، وبالقصيدة مكارم لا تكون إلا عند المسلمين... وجوابك أكَّدَ لي ذلك، فالمقنع الكندي هو أحد شعراء العصر الأموي اسمه هو محمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر بن الأسود بن عبد الله الكندي، ينتسب على قبيلة كندة وهي من اعرق القبائل اليمنية وأشهرها والتي عرفت بسيادتها، ولد بوادي دوعن في حضر موت.
هنا سرحت بعيداً لليمن السعيد وحاكمه الذي يكتم أنفاس شعبه ويقتلهم لطلبهم تغيير النظام، حيث طالعتنا مصادر الإعلام عن مقتل المئات وجرح الآلاف من أبناء الأمّة في اليمن بالأمس القريب من قبل القناصة وعناصر النظام، وحاكم اليمن يُعلن الطوارئ ثمّ ينسحب ويرحل تاركاً البلد ليخلفه طاغية عتل ذنيم !!!
أما في ليبيا بلد المجاهد عمر المختار فقام حاكمها المجرم ألقذافي منكر السنّة النّبوية لعنه الله بضرب المدن بالطائرات والصواريخ والمدافع وتدمير المدن على رؤوس ساكنيها، عفواً وللتوضيح وحتى لا تذهبوا بعيداً فالمدن المقصودة هي المدن الليبية التي يقوم أهلها بجريمة المطالبة بحقهم الشرعي في محاسبة الحكام والمطالبة بتغييرهم ونظامهم للفساد، وتكون نتيجة عدو الله وعدو شعبه القتل. وقبلها كانت التقارير عن مليارات فرعون مصر المطرود لاحقاً محمد حسني مبارك لا بارك الله فيه التي جمعها من سرقات واختلاسات خزينة مصر وغالبية شعبه جياع عُراة حُفاة !!!
أما حاكم تونس الخضراء فلم يُغادر البلد مطرودا مذموما حتى جمع ما جمع من أرصدة بالمليارات في البنوك علاوة على شحنة من الذهب الرنان. ومثلهم في الفساد ونهب أرزاق العباد مثل جميع حكام وقادة العرب الكاتمون على أنفاسنا الناهبون أموالنا في العراق وسوريا والسعودية والسلطة الفلسطينية وأينما وُجد نواطير ومخاتير في العالم الإسلامي بلقب حكام ممن فضائحهم تزكم الأنوف، جميعهم فاسدون لا أستثني منهم أحداً!!!
المقنع الكندي يستدين ويعاتبه أهله لأنه استدان في حين أن ديونه في أشياء تكسبهم حمدا، وقادة اليوم ينهبون الملكية العامة لتزداد أرصدتهم في البنوك تلك الأرصدة التي أرقامها بالمليارات !!!
أمّا في الشام وما أدراك ما الشام فالمجازر اليومية طالت الشيوخ والنساء واستهدفت الأطفال من ذاك الحاكم ألنصيري الكافر المعتبر الشعب السوري رقيق وخدم في بلد هو في حقيقته مزرعة ورثها عن المجرم الهالك أباه لعنه الله وأباه وكل من حاباه والملتحف بغطاء الحماية والتأييد من الغرب والشرق علاوة على حكام العرب والمسلمين ومشايخ السوء أصحاب الفتاوى الضالة والسمعة السيئة.
المقنع الكندي لا يحمل الحقد على أهله فزعيم القوم لا يُعقل أن يحقد على قومه !!! وحكام اليوم يضربون شعوبهم بالقنابل والصواريخ ويقتلونهم ويُشردونهم في الأرض.
أي بلاء نحن فيه يا أمّة الإسلام ؟ أين فيكم نخوة المعتصم ؟ ألم تسمعوا آهات الجرحى وولولة العذارى ؟ ألم يهز عواطفكم صور الأشلاء والجنازات في الصحف والفضائيات ؟
وأترككم مع عمر أبو ريشة ونخوة المعتصم:
اسمعي نوح الحزانى واطربي *** وانظري دم اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها *** تتفانى في خسيس المغنم
رب وامعتصماه انطلقت *** ملء أفواه الصبايا اليتّم
لامست أسماعهم لكنها *** لم تلامس نخوة المعتصم
أمتي كم صنم مجدته *** لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلام الذئب في عدوانه *** إن يك الراعي عدو الغنم
فاحبسي الشكوى فلولاك لما *** كان في الحكم عبيد الدرهم
نعم : لولا سكوت الأمة على هدم الخلافة ما تمكن الكافر المستعمر من تقسيم بلاد المسلمين لحارات ومخترات يحكمها هؤلاء الحكام الأنذال أعداء الله وأعداء أمتهم، أمّا وقد قامت حديثا ثورات تطالب بالتغيير فلتتنبهوا أنّ التغيير الحقيقي المطلوب هو عودة دولة الخلافة الراشدة، فبها وحدها عز الدنيا والآخرة. انتبهوا أن يصرفنكم عن العمل لعودتها صارف.
أخيكم : طالب عوض الله
نظام مبارك يخوض الانتخابات
كتب الأستاذ سيف الدين عابد:
غوغائية الحركات التي تزعم أنها تعمل للتغيير في مصر بعد الثورة تنمّ إما عن جهل مدقع بالسياسة ومعاني التغيير في مصر، أو تنمّ عن تواطؤ مريب بينها وبين رموز نظام مبارك الهدف منه التسلل إلى المناصب بغضّ النظر عن طموحات الشعب الذي انتخبهم ظنّاً منه أنهم يقودون عملية تغيير جذري
شمولي في مصر.
ودليل ذلك وجود مرشحين محسوبين على نظام مبارك، والذي لم يسقط بعد، إن لم يكونوا من أهم رموزه بالفعل، وهم:
مدير جهاز المخابرات العامة السابق، عمر سليمان (75 عاما)، عُيّن في 22 يناير 1993 رئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية وقد عينه مبارك قبل الإطاحة به نائباً لرئيس الجمهورية يوم 29 يناير 2011 في خطوة لامتصاص غضب الشارع المصري الثائر ضد النظام لكن بلا جدوى. وقد كلف سليمان بالعديد من الملفات الشائكة طوال حقبة حكم الرئيس مبارك، حيث أشرف على تدابير الأمن الداخلي والعلاقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل والفلسطينيين. ووجهت اليه تهم بالضلوع بعمليات تعذيب ضد معتقلين يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة أرسلتهم الولايات المتحدة من أفغانستان إلى مصر.
كتبت الصحفية الأمريكية Jane Mayer في كتابها The Dark Side في سياق انتقادها لما تقترفه الإدارة الأمريكية من أعمال قذرة أن "سليمان الذي يدير ومنذ عام 1993 جهاز المخابرات العامة المصرية الذي يعتبره المصريون بأنه جهاز قمعي مخيف , وبناء على دوره الأمني , تتخذه المخابرات المركزي شريكا لها في تنفيذ " المهمات الغير عادية " خصوصا ما جرى في سياق تنفيذ البرنامج السري الذي تم في إطاره ملاحقة واصطياد " الإرهابيين الإسلاميين " من جميع أنحاء العالم وجلبهم إلى مصر وتكليف سليمان شخصيا لانتزاع اعترافات منهم عن طريق التعذيب الشديد الغير مصرح به على الأراضي الأمريكية وفقا لقوانينها الشكلية .
وقال الكاتب Stephen Grey في كتابه Ghost Plane أن سليمان " ومنذ تسعينيات القرن الماضي على علاقة مباشرة ووثيقة بمسئولي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية المتعاقبين, ويتمتع بالموقع الأول في برنامج تبادلات المعلومات الاستخبارية الأمريكية-المصرية الهامة والتي تجري على يد جهازي المخابرات في البلدين . وقد وصفه السفير الأمريكي السابق Edward S. Walker الذي كان معتمدا في مصر بأنه: رجل ذكي جدا وحصيف جدا ولكنه استتبع فيما بعد بأن له وجها آخر: سلبي جدا يتعامل به مع الشعب المصري, فهو رجل كتوم متمرس في تعذيب السجناء بنفسه".
كتب الصحفي الأمريكي Ron Suskind عن هذا التنسيق في إحدى مقالاته المنشور بتاريخ1.2.2001 والمعنونة تحت:
New Egyptian VP Ran Mubarak´s Security Team Oversaw Torture
بأن عمر سليمان" كان رجل التنسيق الأول للاتصالات بين الطرفين الأمريكي والمصري وفق برنامج ((ترحيل الأشخاص))ومنذ سنوات عدة , وقد تم إرسال جميع المعتقلين الإسلاميين الذين تعجز رجال مخابراتنا من خلال وسائل التحقيق المتاحة لديهم لانتزاع اعترافات مطلوبة منهم إلى مصر وتسليمهم إلى عمر سليمان شخصيا ليشرف بنفسه على تعذيبهم لانتزاع هذه الاعترافات المطلوبة ".
وهناك أيضاً المرشح أحمد شفيق (70 عاما)، وهو من رموز المؤسسة العسكرية المصرية، وكان يشغل منصب قائد سلاح الجو المصري ثم وزير الطيران المدني حتى اندلاع الثورة، وقد عينه الرئيس مبارك رئيساً للوزراء لفترة وجيزة قبل إجباره على التنحي.
وهناك أيضاً ركنٌ من أركان نظام مبارك وهو عمرو موسى (76 عاما)، وهو سياسي مخضرم وله شعبية بين أوساط المصريين، وشغل منصب وزير الخارجية إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. قبل أن يصبح رئيساً للجامعة العربية لعشرة سنوات ما بين 2001 وحتى 2011. وهو الذي خدم مبارك ونظامه في أهم مؤسسة سياسية سياديّة في الدولة، وزارة الخارجية، على مدى سنين طويلة نفذ خلالها سياسات مبارك ونظامه وكرّس معاني التبعية السياسية لأمريكا، ووطّد العلاقات مع كيان يهود المغتصب.
ثمّ لمّا شغل منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية حمل حُزمة التخاذل كلّها عن مجموع أعضاء الجامعة العربية ومثّل سياسات أنظمة عربية مجتمعة ولم يعمل خلال عشر سنوات عملاً من شأنه تمثيل مصالح الشعوب بقدرا مثّل مصالح الأنظمة!!
وجود هؤلاء المرشحين إن دلّ على شيء فإنما يدل على مدى الانحطاط السياسي والوعي السياسيّ عند الأحزاب " الإسلامية " وغيرها من الذين خاضوا الانتخابات بوجود أركانِ نظامٍ ثار الشعب عليه ليخلعوه ويرفعوا عنهم ظلمه وجبروته المسيطر عليهم لعقود. وعلى الشعب المصري أن يدرك أن الثورة لم تؤتِ أكلها، ولم تتحقّق مطالبهم باسقاط النظام، وأن المكائد لا زالت تُحاك وتُدبّر لهم، وأنه إن لم يعمل على الثورة على كلّ ما يمثل النظام - نظام مبارك الذي لا يزال قائماً - فإنه راجع بوجه أقبح مما كان عليه وأشد فتكاً، لأنه برجوعه بهذه الوجوه يكون قد أخذ العبرة ووضع لنفسه برنامجاً سياسياً يُخمد من خلاله أيّ تململ سياسي مستقبلي قد يظهر على الناس، وسيقوم باجراءات استباقية يقضي على أيّ حركة في مهدها والأحزاب الاسلامية وحتى الأفراد منهم الذين يخوضون الانتخابات إن لم يكونوا على علم بهذا فهم ليسوا أهلاً للمسؤولية والقيادة، وإن كانوا يعلمون فالكارثة أعظم وأنكى.
مُدوّنة طريق العزّة - سيف الدّين عابد
مُدوّنة فكرية سياسية تهتم بشؤون الأمة الإسلامية
http://tareekalezzah-saifuddin.blogspot.com/2012/04/blog-post_13.html
تجديد العلاقة الملتبسة بين «الإخوان» والجيش في مصر
http://international.daralhayat.com/internationalarticle/381804
سعود المولى *
في مطلع العام 1946، اتصل عدد من الضباط المصريين بتنظيم «الإخوان المسلمين» وطرحوا التعاون، بل الاندماج في تنظيم واحد. ووفق شهادات موثّقة ومذكرات لعدد من الضباط الأحرار (منهم خالد محيي الدين وعبد اللطيف البغدادي وعبد المنعم عبد الرؤوف وحسين حمودة وكمال الدين حسين وأحمد حمروش)، فإن الضباط السبعة الذين شكلوا أول خلية للنظام الخاص التابع لـ «الإخوان» (الجهاز السري المسلح ورئيسه عبد الرحمن السندي) بين ضباط الجيش المصري، هم: عبد المنعم عبد الرؤوف، حسين حمودة، جمال عبدالناصر، كمال الدين حسين، سعد توفيق، صلاح الدين خليفة، خالد محيي الدين... وبعض الروايات يعيد الاتصالات الأولى لـ «الإخوان» بالجيش إلى عام 1940 (مذكرات أنور السادات ومحمد نجيب).
ويبدو أن العلاقة بين الضباط الأحرار و «الإخوان» مرت بمحطات تاريخية من المفيد استعراضها: فهناك من جهة أولى معلومات تؤكد ولادة الضباط الأحرار في 1939-1940، وهو تاريخ تأسيس النظام الخاص بـ «الإخوان»، وهناك من جهة ثانية وفي الفترة نفسها (1939)، تكليف الإمام حسن البنّا الضابط محمود لبيب تأسيس تنظيم سماه «الجنود الأحرار» (وكانت بياناته توقّع أحياناً باسم «الضباط الأحرار»). وقد صدر عن هذا التنظيم في كانون الأول (ديسمبر) 1941 عريضة إلى الملك حملت مطالب أحرار الجيش، وخصوصاً منع ما يتعارض مع الإسلام، ومنح الجندي الحق في الامتناع عن القيام بأي عمل يناقض الشرع، وإلغاء معاهدة 1936. وكان عبد المنعم عبد الرؤوف وحسين حمودة أول من قاد هذا التنظيم، ثم ضمّا إليه (بحسب مذكراتهما وشهادات غيرهما) جمال عبدالناصر وكمال الدين حسين وسعد حسن توفيق وخالد محيي الدين وصلاح الدين خليفة، وهؤلاء شكلوا الخلية الأولى الأساسية للضباط الأحرار، قبل أن تضم لاحقاً البغدادي وعبدالحكيم عامر وأنور السادات وثروت عكاشة وإبراهيم الطحاوي وصلاح سالم وحسين الشافعي وحسن إبراهيم وتوفيق عبده إسماعيل، وفق أنور السادات، الذي يؤكد هو وعبدالناصر أن الضباط انضموا إلى تنظيم محمود لبيب، وأنهم في مرحلة تالية عرضوا على البنّا خطة لإبادة الجيش البريطاني عند عودته من العلمين. وقال عبدالناصر مرة إنه هو مؤسس التنظيم وليس محمود لبيب، وكذلك قال السادات إنه هو المؤسس، وإنه سلم المهمة لناصر بعد اعتقاله.
إلا أن اللحظة الثالثة التاريخية هي بلا شك لحظة حرب فلسطين وما تلاها، حيث يمكن القول إن تنظيم الضباط الأحرار اتخذ شكله النهائي بقيادة عبدالناصر، بدءاً من عام 1949، بعد اغتيال حسن البنّا ووقوع الإخوان تحت سيف الملاحقة والاضطهاد وحصول فراغ كبير في قيادتهم بسبب عدم التمكن من انتخاب مرشد يحل محل البنّا حتى آخر 1951.
ويبدو أن المرحلة التي تلت الحرب العالمية الثانية شهدت تطوراً في وضع هؤلاء الضباط باتجاه الابتعاد عن الإخوان المسلمين: ففي كتاب السادات «أسرار الثورة المصرية»، نقرأ ملاحظة مهمة تتعلق بهذا الأمر، حيث يقول إنه وقعت في شباط (فبراير) 1946 حوادث الجامعة المشهورة، فأثارت حماسة الضباط للحركة الشعبية وحقدهم على السلطة. وفي خلال الأيام التي تلت هذه الحركة، وقعت المهادنة بين إسماعيل صدقي وجماعة الإخوان المسلمين، فأيدت هذه المهادنة دعوة الضباط الاحرار إلى عدم الارتباط بأي جماعة خارج نطاق الجيش، إذ وضح في أثنائها التناقض بين ضباط الجيش الذين كانوا كأفراد على صلة بالإخوان المسلمين وبين الإخوان كجماعة لها سياستها التي أوحت لها في ظرف من الظروف أن تُهادن حكومة صدقي ضد حركة الشعب. وقال السادات أيضاً إن مهادنة الإخوان لحكومة اسماعيل صدقي لم تُرْضِ الضباط، الذين اعتبروها انحرافاً عن الوطنية المثالية. وجاءت بعد ذلك حرب فلسطين، حيث يتفق الجميع أنها أدت إلى تفكك الهيكل التنظيمي للضباط الأحرار. ويؤكد عبدالناصر ذلك، ويقول إن الحرب فرقتهم في وحدات متباعدة، كما أدت إلى استشهاد العدد الكبير منهم وإلى تخلف البعض على الطريق وإلى اتصال البعض الآخر بالملك. ويبدو أن منتصف عام 1949 كان موعداً لإعادة تأسيس تنظيم الضباط الأحرار، حيث جرى التحقيق في 25 أيار (مايو) 1949 مع عبدالناصر، الذي قال إنه خرج من التحقيق إلى منزل عبد الحكيم عامر «حيث بدأنا وضع خطتنا في ذلك اليوم، وفي نهاية الشهر كان شمْلُنا قد اجتمع». إذاً، إعادة التأسيس جرت باستقلال عن الإخوان ولكن ليس من دون صلة وثيقة معهم.
تردّي علاقة الضباط بالإخوان
ولعل بداية التردي في علاقة الضباط بالإخوان تعود إلى المرحلة التي تلت الحرب العالمية الثانية وما تولد عنها من أوضاع سياسية جديدة بعد انتصار بريطانيا وهزيمة ألمانيا، وطبيعة الصلة الناشئة بين كل من الدولة المحتلة من جهة، والقصر من جهة ثانية، والأحزاب السياسية المصرية وفي طليعتها الوفد واليسار من جهة ثالثة. ولعل الجانب الأبرز يعود إلى اضطراب وضع الإخوان في آخر عام 1946 ومطلع عام 1947، بسبب الأزمة الداخلية العنيفة التي أصابتهم، والتي أدّت فيها جماعة النظام الخاص دوراً سلبياً، فقد أدى تزويج البنّا شقيقته الكبرى من عبد الحكيم عابدين إلى فتنة، حيث أن بعض قدامى المؤسسين خافوا من منافسة عبد الحكيم لهم في مناصبهم البارزة في الدعوة، لما له من مواهب تؤهله للبروز في المجتمع بعد أن أصبح صهراً للمرشد العام. وأدى ذلك إلى استقالات وإلى اعتكاف مجموعات بدأت تجتمع خارج الإطار التنظيمي، إلى أن صدرت قرارات طرد حسين عبد الرازق (شقيق علي عبد الرازق مؤلف كتاب «الإسلام وأصول الحكم») وإبراهيم حسن (الذي جمع السادات والبنا في عيادته) وأحمد السكري (أول القادة التاريخيين للإخوان بعد البنا) وكمال عبد النبي... وغيرهم، وذلك في 1/3/1947. ووفق محمد نجيب وأنور السادات، فإن هذه الأزمة كانت بداية الاستياء لدى الضباط الذين فقدوا الثقة بالنموذج المثالي للإخوان، ولا يمكن الفصل بين هذه الأزمة الداخلية وحقيقة ارتباطها بالموقف الإخواني المهادن لحكومة صدقي والمعارض للوفد، حيث يبدو أن المنتفضين المطرودين كانوا من الوفديين الصرحاء داخل الإخوان. إلا أن ما جرى لم يقطع الصلة، بسبب حاجة الضباط للإخوان كسند شعبي في حركتهم الثورية، ففي شباط (فبراير) 1946 قال عبدالناصر في اجتماع للجنة الضباط الأحرار إنه يتوقع خيراً كثيراً من الإخوان.
أما الإخوان فيقولون إنه في أيلول (سبتمبر) 1949 ظهر خلاف كبير بين الضابطين البارزين في تنظيم الضباط الأحرار: عبد الرؤوف وعبدالناصر، فعبدالناصر يريد الإسراع في الانقلاب، ويريد فتح التنظيم (الضباط الأحرار) أمام ضباط الجيش عموماً وإن لم يكونوا ملتزمين بالإخوان المسلمين، ولا بالخُلق الإسلامي الكريم! فيما عبد الرؤوف ملتزم بالبيعة مع الإخوان وبالطاعة لتعليمات مكتب إرشاد الجماعة، ويطالب بقصر عضوية التنظيم على الضباط الإخوان، وعدم انضمام أي ضابط آخر له.
إذاً، وفق الإخوان، فقد استقلّ عبدالناصر بتنظيم «الضباط الأحرار» بعد عام 1950، وانفصل عن قيادة الإخوان المسلمين، وضمّ إليه من غير الإخوان عدداً من الضباط، مثل: عبد الحكيم عامر، وزكريا محيي الدين، وصلاح سالم، وجمال سالم... وغيرهم. وأمام هذا الأمر، رأت قيادةُ جماعة الإخوان المسلمين الاستمرار في ربط الضباط الملتزمين بالجماعة، وجعلت لهم قيادةً خاصة مرتبطة بقيادة الجماعة. وبما أن عبدالناصر انفصل عن قيادة الجماعة، وبما أن عبد الرؤوف كان في سيناء وتتعذر عليه ممارسة مهام القيادة وصلاحياتها، لذلك أسند مكتب الإرشاد قيادةَ الضباط الإخوان في الجيش للمقدم أركان حرب أبو المكارم عبد الحي.
من هذا التلخيص الموجز، نعرف أن تنظيم «الضباط الأحرار» (الذي أنجز ثورة عام 1952 في مصر)، كان بحسب الإخوان تنظيماً إخوانياً أساساً، وأنه ظل إخوانياً صِرفاً حوالى خمس سنوات، منذ تأسيسه عام 1946 حتى استقلال عبدالناصر به عام 1950.
لكن لقاءات الإخوان بعبدالناصر نشطت بعد حريق القاهرة (26 كانون الثاني/ يناير 1951)، فتكثفت الاجتماعات لدراسة سبل التعجيل بالثورة، وتناولت أهداف الانقلاب والأمور المترتبة عليه، لجهة من سيتولى الحكم والموقف من الأحزاب ومصير الملك، كما نوقشت قدرة الضباط على القيام بالانقلاب من الناحية العسكرية ودور الإخوان في هذا الانقلاب، إضافة إلى ردود الفعل المحتملة داخلياً وخارجياً. وفي التفاصيل أيضاً أن عبدالناصر طلب عقد لقاء عاجل مع الإخوان في 18 تموز (يوليو)، فتم ذلك ليلاً في منزل عبد القادر حلمي، وكان مع عبدالناصر عبد الحكيم عامر وكمال الدين حسين إلى جانب حسن العشماوي وصالح أبو رقيق وصلاح شادي. وقد سافر بعد هذا اللقاء كل من عبد القادر حلمي وصالح أبو رقيق وفريد عبد الخالق وحسن العشماوي للقاء المرشد العام (حسن الهضيبي) لإطلاعه على التطورات (انكشاف تنظيم الضباط الأحرار للبوليس السياسي ومطلب عبدالناصر ورفاقه التعجيل بإنجاز انقلاب سريع)، وقد أعطى المرشد موافقته المشروطة على الانقلاب.
إذاً، قامت الثورة في 23 تموز 1952 بتنسيق كبير بين عبدالناصر والإخوان المسلمين، وكان الضابط الإخواني عبد المنعم عبد الرؤوف هو الذي حاصر الملك في قصره بالإسكندرية وأجبره على التنازل (عنوان كتاب مذكراته: أجبرت فاروق على التنازل). وفي 26 تموز، صاغت الهيئة التأسيسية للإخوان بيانها الشهير للإعراب عن فرحتها بنجاح الحركة المباركة لضباط الجيش في تحرير مصر. وفي مطلع آب (أغسطس) وفي أول ظهور له منذ وفاة ابنه، صلَّى والد حسن البنّا في المركز العام للإخوان وخاطب المصلين قائلاً: «أيها الإخوان، اليوم تحققت رسالتكم، إنه فجر جديد لكم ويوم جديد للأمة»...
انقسام «الإخوان»
إلاّ أن شهر العسل لم يدم طويلاً، ففي 30 تموز 1952، جرى اللقاء الأول بين الهضيبي وعبدالناصر في منزل صالح أبو رقيق، وفي هذا اللقاء رفض عبدالناصر طلب الهضيبي التشاور مع الإخوان في الأمور السياسية الرئيسية قبل اتخاذ أي قرار نهائي، وقال عبدالناصر يومها «إنه لا يقبل وصاية من أي جهة على الثورة». وبسبب هذا الموقف، بدأ الانقسام داخل الجماعة بين مجموعة تؤيد الحكومة (أحمد الباقوري-عبد الرحمن السندي-صالح العشماوي-محمد الغزالي-البهي الخولي) ومجموعة بقيادة المرشد حسن الهضيبي تتخذ منها موقف السلبية إن لم يكن العداء. وبعد إبعاد علي ماهر والإمساك بالحكومة الجديدة، جرى إعتقال ومحاكمة مجموعة الضباط من مجلس قيادة الثورة المرتبطين بالجماعة (عبد المنعم عبد الرؤوف وحسين حموده ومعروف الحضري وغيرهم).
وحين صدر قانون حل الأحزاب (16 كانون الثاني/ يناير 1953)، لم بقابله قيادة الإخوان بارتياح، خصوصاً أنها كانت تشهد منذ فترة انقساماً داخلياً حول موضوع الحزبية والسياسة، وبتحديد أكبر، منذ صدور قانون تنظيم الهيئات والأحزاب في 9 أيلول (سبتمبر) 1952. وبدا أن تيارين يتنازعان صفوف الجماعة: الأول يقول إن الإخوان يجب تسجيلهم كحزب سياسي، لأن السياسة جزء من مناهجهم، وثانيهما يقول إن الإخوان ليـسوا حزباً سياسياً، لكنهم هيئة إســلامية تقـوم على أسس إسلامية لا تنــطبق علـيها اـلـتقسيمات التي تنادي بها النظم القـائـمة، وكان المرشد الهضيبي من أصحاب الرأي الأخير، وكان غريباً أن يتبنى هذا الرأي من كان غارقاً في السياسة منذ مطلع الأربعينيات.
وكان قرار حل الأحزاب (16 كانون الثاني 1953) استثنى الإخوان، وتعامل معهم باعتبارهم حزب الثورة أو الغطاء الشعبي لها، وبدا ذلك واضحاً أيضاً عند قرار تشكيل «هيئة التحرير» وطلب ضباط الثورة من قيادة الإخوان الاندماج في «هيئة التحرير». وهذه النقطة عرضها محمد نجيب باعتبارها أحد أسباب استثناء الإخوان من قرار حل الأحزاب السياسية. ووفق رواية لصلاح شادي، فإن قرار تشكيل «هيئة التحرير» ودخول الإخوان فيها نوقش في اجتماع كبير جرى نهاية كانون الأول (ديسمبر) 1952 في منزل عبد القادر حلمي وحضره منير دلة، فريد عبد الخالق، صالح أبو رقيق، حسن عشماوي، وصلاح شادي من الإخوان، وجمال عبدالناصر، عبد الحكيم عامر، كمال الدين حسين، صلاح سالم، عبد اللطيف بغدادي، أنور السادات، وأحمد أنور من الضباط الأحرار. وينقل شادي عن ناصر قوله في الاجتماع، إن رغبته هي أن تنصهر جماعة الإخوان داخل هيئة التحرير فلا يعود لها شكلها المعروف وإنما تذوب بقيادتها في الهيئة الجديدة كتنظيم جديد تدخله جميع الأحزاب من دون حساسيات تمنع حالياً انضمام أي منها إلى هيئة الإخوان المسلمين.
هذا الاجتماع هو من أخطر الاجتماعات وليس مجرد لقاء عابر في بيت صديق، وتشهد على خطورته كمية ونوعية الحضور من الجانبين، والرأي الخطير الذي طرحه جمال عبدالناصر ورفضه الإخوان. ولعل مبرر الرفض يعود إلى حذر الهضيبي وشكوكه تجاه نوايا عبدالناصر ورفاقه، فقد رأى المرشد أن الهيئة الجديدة لن تمثل فكراً جديداً بل ستكون تكتلاً حكومياً يريد عبدالناصر استخدامه جمال عبد الناصر.jpg لإذابة الإخوان. ويبدو أن الإخوان كانوا يريدون أن يظلوا وحدهم في الساحة، فهم رحبوا بقرار حل الأحزاب، وخافوا من قرار إنشاء «هيئة التحرير»، في حين أن النظام كان يريد استخدام الإخوان كحزب شعبي مؤيد لهم. وحين ظهر أن الإخوان يتعاملون مع النظام باعتبار أنهم أصحاب فضل عليه، وأن النظام يتعامل مع الإخوان باعتبارهم من أهل البيت وأن عليهم الانضواء تحت سياسات الدولة من دون استقلالية فكر أو عمل، بدأ التناقض وبدأ الصراع يأخذ أبعاده الحقيقية. ويبدو من تصرفات الإخوان وكلامهم في تلك المرحلة أنهم كانوا يعتبرون الجيش والضباط غير قادرين على حكم البلاد وعلى بناء حكومة إسلامية، وأن عملهم يقتصر على التمهيد لذلك عبر قيامهم بالانقلاب وترك الأمور من ثم للإخوان... وما أشبه الليلة بالبارحة.
* كاتب لبناني
الديمقراطية قبل الشريعة والاستقلال قبل الاثنين
http://www.aljazeera.net/pointofview...GoogleStatID=2
- والله لقد وصل بنا الحال إلى أغربه وأعجبه وأحطّه، إلى أين ستقودنا ضلالات هؤلاء "المفكرين"؟! -
فهمي هويدي
نريد أن نقحم الإسلام والشريعة في سوق المزايدة، حيث ما عاد واردا التساؤل عما إذا كنا معهما أو ضدهما. ذلك أن السؤال الصحيح هو كيف نفهم الاثنين ومن أي باب ندخل إليهما، وما موقعها في أولويات تحديات اللحظة الراهنة.
(1)
"
اختزال التدين في بعض المظاهر والطقوس والتبسيط الشديد في فهم دور الدين، والغيبوبة شبه التامة عن معطيات الواقع وأولوياته، من السمات الأساسية التى تميز تفكير قطاع عريض من السلفيين
"
هذا الأسبوع ظهر شاب ملتح على شاشة التلفزيون، وقال في حوار معه إن الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح المرشح الرئاسي "ضد الشريعة". رغم أن الجميع يعلمون أن الرجل كان ناشطا إسلاميا قبل أن يولد الشاب المتحدث. ويوم الجمعة الماضي احتشد نظراء له في ميدان التحرير للتضامن مع المرشح حازم أبو إسماعيل، وكان من بين هتافاتهم أن "الشعب يريد شرع الله"، وفي تونس أنزل واحد منهم علم البلاد واستبدل به علما آخر أسود اللون، يرى البعض أنه علم الخلافة الإسلامية. وخرجت مظاهرة ضمت عدة آلاف دعت إلى إقامة دولة مدنية، فردت عليها آلاف أخرى بمظاهرة مقابلة دعت إلى إقامة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة. وحذر وزير الداخلية التونسي علي العريض، وهو ناشط إسلامي من أركان حزب النهضة قضى 15 عاما في سجن النظام السابق من تداعيات ذلك التراشق.
إذ نشرت له صحيفة "لوموند" الفرنسية (في 21/3) مقالة أدان فيه سلوك من أنزل العلم، وذكر أن قلة من السلفيين لجؤوا إلى العنف في مسعاهم لإقامة دولة إسلامية في تونس، فاشتبكوا مع الجيش على مقربة من مدينة صفاقس، وكانوا ثلاثة شبان صغار السن. وقد ألقي القبض عليهم مع عشرات من أتباعهم. وقال إن هؤلاء وأمثالهم يشعرون بأنهم أقوياء إزاء ضعف مؤسسات الدولة بعد قيام الثورة، وقد حصلوا على السلاح من مخازن الجيش أثناء الفوضى التي عمت البلاد. وخلص العريض في مقالته إلى القول بأن دعاة العنف بين السلفيين هم الخطر الأبرز الذي يواجه تونس في الوقت الراهن، وأن المواجهة معهم قادمة لا ريب.
عنف الحركة السلفية ليس معروفا في مصر، لكن له تاريخا في الجزائر وليبيا وتونس. لكن العقلية واحدة إلى حد كبير عندنا وعندهم. وصاحبنا الذي رفع الأذان أثناء جلسة مجلس الشعب في مصر، ورفاقه الذين رفضوا الوقوف احتراما للسلام الجمهوري والنشيد الوطني، هؤلاء لم يختلفوا كثيرا عن الشاب الذي أنزل علم بلاده ورفع بدلا منه علما أسود. فظن أنه بذلك أقام دولة الخلافة في المغرب العربي.
اختزال التدين في بعض المظاهر والطقوس والتبسيط الشديد في فهم دور الدين، والغيبوبة شبه التامة عن معطيات الواقع وأولوياته، من السمات الأساسية التي تميز تفكير قطاع عريض من السلفيين، علما بأن هؤلاء أتيح لهم أن ينتشروا في أجواء الفراغ الكبير الذي عانت منه بلادنا، في ظل التجريف السياسي الذي استصحب تغييب حركات الرشد الديني التي تبنت المنهج الوسطي. ساعد على ذلك الانتشار أن مجتمعاتنا العربية متدينة بطبيعتها، فضلا عن التبسيط الذي اتسمت به الأفكار السلفية بتركيزها على الأشكال والمظاهر. إذ باللحية والجلباب أو النقاب يصبح المرء مؤهلا للانخراط في الحركة وحائزا على جواز المرور إلى دوائرها. وليس سرا أن هذه المجموعات تتلقى دعما ماليا جيدا من أقرانهم في دول الخليج، خصوصا التجار منهم الذين ينذرون زكواتهم لصالح تلك الدعوة.
(2)
إذا استثنينا مسألة لجوء بعض السلفيين إلى العنف في تونس، فسنجد أن ثمة تشابها من أكثر من وجه بين الحاصل هناك وما يجري في مصر، فالمجتمع متدين ومحافظ في البلدين. كما أن النظام القمعي ساد كلا منهما، وإقصاء حركات الاعتدال الديني تم عندهم وعندنا، حتى إغلاق منارة جامع الزيتونة في تونس قابله تأميم الأزهر في مصر.
"
رفضت النهضة مزايدة الآخرين على هوية الدولة، واكتفت بالنص الوارد في الدستور على أن تونس دولة حرة لغتها العربية ودينها الإسلام، وأعلنت أنها ارتضت ذلك حرصا على تحقيق الوفاق الوطني
"
ولأن السلفيين كانوا خارج السياسة ولم يكونوا معنيين بها، فإن الأمن غض الطرف عنهم فى البلدين، مما ساعد على انتشارهم في الأوساط الشعبية. وحين قامت الثورة في البلدين ظهر المجتمع على حقيقته، وبرز السلفيون على الواجهة، وتحولوا إلى قوة شعبية معتبرة، رغم أنهم في تونس لم يشاركوا في الانتخابات وبقوا في الشارع. أما في مصر فإنهم بمشاركتهم في الانتخابات من خلال ائتلافهم خطوا خطوة إلى الأمام، ودخلوا إلى حلبة المشهد السياسي.
حين بدأت في تونس خطوات وضع الدستور، ثار الجدل حول هوية الدولة. فدعا فريق إلى إقامة الدولة المدنية، وارتفعت أصوات السلفيين داعية إلى الدولة الإسلامية وتحكيم شرع الله. وهو نفسه الحاصل في مصر. ورغم أن الأمر لم يحسم في مصر فإنه في تونس حسم على الوجه التالي: في أكثر من مناسبة أعلن الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة صاحبة الأغلبية في البرلمان أو الجمعية التأسيسية أن تونس بلد مسلم قبل الحركات الإسلامية وبعدها ولا يحتاج في ذلك إلى شهادة من أحد.
ورفضت الحركة مزايدة الآخرين على هوية الدولة، واكتفت بالنص الوارد في الدستور على أن تونس دولة حرة لغتها العربية ودينها الإسلام، دون الإشارة إلى مرجعية الشريعة للقوانين التي تصدر. وأعلن الناطق باسم "النهضة" أنهم ارتضوا ذلك حرصا على تحقيق الوفاق الوطني وتجنبا لإثارة الشقوق في صفوف المجتمع.
في حوار مع الشيخ راشد الغنوشي في تونس قال لي إن الحركة حين تبنت ذلك الموقف لم تتزحزح عن التزامها بالهوية الإسلامية للمجتمع. لكنها كانت تصوب النظر نحو الوفاق الوطني المطلوب للنهوض بذلك المجتمع. كانت أعينها على الأمن الذي ينبغي أن يستتب وعجلة الاقتصاد التي ينبغي أن تدور، وطوابير العاطلين الذين يتعين توفير فرص العمل لهم، والمؤسسات الديمقراطية التي يجب أن تنهض، ومحيطها المغاربي الذى خسرنا كثيرا بسبب ابتعادنا عنه، ولم يكن ممكنا أن ترحل كل تلك المشكلات لصالح استمرار العراك حول صياغة دور الإسلام في مجتمع يعد الإسلام من ثوابته ومسلماته.
(3)
الصورة في مصر أكثر تعقيدا، سواء بسبب أزمة النخبة التي رسبت في مادة الوفاق، أو بسبب وضع البلد السياسي والالتزامات الخارجية التي تقيد حركته حتى تكاد تكبله. ذلك أن تمزق الصف الوطني يبدو واضحا لكل ذي عينين جراء طموح الأغلبية وسوء تقديرها من ناحية، وتعنت الأقلية ومراراتها من ناحية ثانية. وكان من التداعيات البائسة التي ترتبت على ذلك التمزق والتراشق أن فلول النظام السابق انتهزت فرصة اشتباك الطرفين وتقدمت إلى صدارة المشهد السياسي لتلعب دور المنقذ الذي يحمي حمى الوطن. وهو ما شهدناه مؤخرا في قوائم المتقدمين للتنافس على رئاسة الجمهورية.
ومما يؤسف له أن الأغلبية الإسلامية التي انتخبت في مجلس الشعب خوفت المجتمع ولم تطمئنه. فأداء الإخوان لم يكن مقنعا ولم يكن وفاقيا. وبدا من سلوكهم أنهم معنيون بحضور الجماعة ودورها أكثر من عنايتهم بلم شمل الصف الوطني وتعزيز تماسكه.
"
أداء الإخوان لم يكن مقنعا ولم يكن وفاقيا, وبدا من سلوكهم أنهم معنيون بحضور الجماعة ودورها أكثر من عنايتهم بلم شمل الصف الوطني وتعزيز تماسكه
"
كما أنهم فهموا خطأ حدود مسؤولية الأغلبية، حتى تصوروا أنها الممثل الشرعي والوحيد للمجتمع. أما السلفيون فقد بدا أن مسألة تطبيق الشريعة همهم الأول إن لم يكن الأوحد. وتصور بعضهم أنهم بدورهم الممثل الشرعي الوحيد للملة على الأرض. ولأنهم قادمون جدد إلى المسرح السياسي فقد تمترسوا حول شعار تطبيق الشريعة، وبدا أنهم غير مستعدين للحوار حول كيفية تنزيله على أرض الواقع وصيغ ذلك التنزيل والمقاصد المرجوة منها.
آية ذلك أنهم -مثلا- يدعون إلى تغيير المادة الثانية من الدستور لكى تنص على أن أحكام الشريعة الإسلامية -وليس مبادئها- هي المصدر الأساسي للتشريع. ورفض بعضهم ما قلته ذات مرة من أنه عند المفاضلة بين الاثنين، فالإشارة إلى مبادئ الشريعة أو مقاصدها أوفى وأصوب من النص على الأحكام. ليس فقط لأن مصطلح المبادئ مستقر في الدستور ويصلح أرضية للوفاق والتلاقي مع الآخرين المختلفين، ولكن أيضا لأن إلى جوارنا دولا تطبق الأحكام ولا تلتزم بالمبادئ التي هي الأهم والمنشودة في النهاية. حتى إن منها ما يطبق الحدود الشرعية -أو يدعي ذلك- في حين يهدر المقاصد التي منها العدل والحرية والمساواة. وقد أوقفت الحوار ذات مرة ياسأ من إقناع واحد منهم حين سألته أيهما أهم عندك: الحرية أم الحدود؟ فرد على مستنكرا وقائلا: أتريد أن تفرط فى حدود الله؟!
من أوجه التعقيد الأخرى في المشهد المصري التي تفرض تماسك الجماعة الوطنية وتضغط بشدة على أولوياتها -ولا نظير لها في تونس- تلك الالتزامات الخارجية التي قلت إنها تكبل البلد، وتتمثل في عبء علاقات مصر بالولايات المتحدة ومعاهدة السلام مع إسرائيل. وهي الالتزامات التي أزعم أنها تحولت إلى "عاهات" سياسية ينبغى التعامل معها بحكمة تصوبها بما يرفع تعارضها مع المصالح العليا للوطن أو مع الأمن القومي العربي.
(4)
هذه الخلفية التي تضفي خصوصية على المشهد المصري تجعلنا نعيد النظر في أولويات الملفات والعناوين التي يتعارك حولها المثقفون والقوى السياسية في مصر. لذلك تمنيت أن نكف عن المزايدة على هوية البلد والعبث بها.
فالأولون يفرقون الصف ويفسدون أكثر مما يصلحون، والآخرون يحاربون طواحين الهواء. وجدل الطرفين وعراكهم يشتت الصف الوطني من ناحية، ويهدر الأولويات التي ينبغى أن يحتشد من أجلها الجميع.
"
الإرادة المصرية هو القضية الأولى التي يتعين على الجميع أن يلتفوا حولها، حيث لا معنى لأي جدل حول الهوية أو الشريعة طالما أن الوطن لا يملك قراره
"
لقد قال الدكتور يوسف القرضاوي ذات مرة إن الديمقراطية مقدمة على الشريعة، وهو ما أوافق عليه تماما وإن كنت أضيف أن استقلال الوطن مقدم على الاثنين، ذلك أنني أزعم أن استقلال الإرادة المصرية هو القضية الأولى التي يتعين على الجميع أن يلتفوا حولها، حيث لا معنى لأي جدل حول الهوية أو الشريعة، ولا قيمة لأي إنجاز على هذين الصعيدين طالما أن الوطن لا يملك قراره في قضاياه المصيرية. وكما أن المرء يرفع عنه التكليف إذا فقد عقله. فكذلك الوطن يرفع عنه التكليف إذا سلبت إرادته.
إن معركة استرداد الإرادة الوطنية ومقاومة أمر التبعية والإلحاق بالخارج ينبغي إنجازها قبل الانتقال إلى بند آخر في جدول أعمال الجماعة الوطنية المصرية. وحين تغيب هذه الحقيقة عن إدراك أو برامج ممثلي القوى السياسية المختلفة فذلك يعني أحد أمرين، إما أنهم ذاهلون عن تحديات المرحلة وأولوياتها، أو أنهم هازلون وليسوا جادين فيما يقولون ويفعلون، وفي الحالتين يصبحون عبئا على العمل الوطنى وليسوا رافعة أو عونا له.
حكومات انهارت بسبب أزمة اليورو
http://aljazeera.net/ebusiness/pages...GoogleStatID=9
أسقطت الأزمة المالية في منطقة اليورو ثماني حكومات، آخرها الحكومة الهولندية قبل أن تطيح بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لصالح منافسه المعارض لإجراءات التقشف فرانسوا هولاند.
ففي فبراير/شباط 2011 عاقب الناخبون حزب فيانا فيل الحاكم في إيرلندا بزعامة رئيس الوزراء السابق بريان كوين وجاؤوا برئيس وزراء جديد هو إندا كيني. والحكومة الجديدة هي ائتلاف يضم حزب فاين جايل المحافظ وحزب العمال.
وفي البرتغال منيت الحكومة الاشتراكية بزعامة جوزيه سوكراتس بهزيمة في الانتخابات البرلمانية في يونيو/حزيران 2011، في مواجهة الأزمة الاقتصادية الحادة، لكن الحكومة الجديدة بزعامة رئيس الوزراء المحافظ بيدرو باسوس كويلهو تتعرض لضغوط هي الأخرى. وتستمر البرتغال أزمة معقدة لمنطقة اليورو.
وفي إيطاليا استقال رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني في نوفمبر/تشرين الثاني 2011. وبعد نضال طويل بأغلبية ضئيلة في البرلمان وملاحقة فضائح جنسية وقضايا فساد له، إلى جانب الضغوط الهائلة من الأسواق المالية والتفكك في معسكره في نهاية المطاف، لم يكن أمامه خيار آخر سوى الاستقالة. ويقود مفوض الاتحاد الأوروبي السابق ماريو مونتي حكومة انتقالية بالبلاد.
وفي نهاية 2011 تخلى رئيس الوزراء اليوناني جورج بابانديرو من حزب باسوك عن القيادة. وخلفه في المنصب نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق لوكاس باباديموس. وبعد فترة وجيزة وافق وزراء مالية منطقة اليورو على قروض إنقاذ مالية طارئة، دونها كانت اليونان ستعلن إفلاسها. ومع هذا، فإن الانتخابات التي تتسم بالانقسام لاختيار برلمان جديد لن تسهل من تشكيل ائتلاف حاكم جديد.
ولم يكن الوضع مختلفا بالنسبة لإسبانيا. فقد أثرت الأزمة بصورة كبيرة على نتائج الانتخابات البرلمانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2011. وفاز حزب الشعب المحافظ، بينما عاني الاشتراكيون -الذين حكموا البلاد لأكثر من سبع سنوات- من هزيمة مهينة. ويشغل ماريانو راخوي، زعيم حزب الشعب، منصب رئيس الوزراء حاليا خلفا للاشتراكي خوسيه لويس رودريغز ثاباتيرو.
وفي سلوفاكيا، واجهت رئيسة الوزراء إيفيتا راديكوفا -من الحزب المسيحي الديمقراطي- أول تصويت برلماني في أكتوبر/تشرين الأول 2011 بشأن توسيع آلية الاستقرار المالي الأوروبية، بتصويت بالثقة، وخسرته. وفي مارس/آذار الماضي فاز الديمقراطيون الاشتراكيون بانتخابات برلمانية مبكرة، وتولى زعيمهم روبرت فيكو رئاسة الوزراء.
وتتولى حاليا حكومة يمين الوسط بزعامة يانيز يانسا مقاليد السلطة في سلوفينيا منذ بداية العام الجاري بعد انهيار الحكومة السابقة بسبب فشلها في الحد من تصاعد الدين الحكومي. ويتعين على سلوفينيا، تحت حكم يانسا، التحكم في الموازنة العامة للبلاد التي تعاني من عجز كبير.
وفي الشهر الماضي سقطت حكومة الأقلية في هولندا بعد أن ثار الجدل بشأن تدابير التقشف. واضطر رئيس الوزراء المنتمي ليمين الوسط مارك روته إلى تقديم استقالة حكومته. ومن المقرر إجراء انتخابات جديدة بالبلاد.
الأحد، 29 جمادى الآخرة، 1433 هـ 20/05/2012 م رقم الإصدار: ص / ب ن 108 / 012
بيان صحفي
السلطة الفلسطينية الذليلة تستنفر الفرق الرياضية للتطبيع مع الاحتلال بدلا من استنفار الجيوش للتحرير
في ذكرى النكبة تنظم السلطة الفلسطينية مباريات كرة قدم دولية تستمر نحو عشرة أيام، وتحمل شعارا "من النكبة إلى الدولة" بمشاركة فرق أجنبية وفرق من الأردن وتونس وموريتانيا وكردستان العراق وإندونيسيا وباكستان، وإننا في حزب التحرير نستهجن إرسال هذه الفرق الرياضية إلى فلسطين تحت حراب الاحتلال وبإذن منه، بدلا من إرسال الجيوش لتحرير فلسطين من هذا الاحتلال اليهودي المجرم ونؤكد على ما يلي:
إن النكبة كانت يوم أن أطبق الاحتلال اليهودي على معظم أرض فلسطين، وهي ما عرفت بالأرض التي احتلت عام 1948، وهجر الاحتلال السكان بعد أن ولغ في دماء أهل فلسطين وهجرهم من ديارهم وبيوتهم وأراضيهم، وقد تنازلت السلطة بموجب الاتفاقيات الخيانية التي عقدتها مع يهود عن هذه الأرض التي تشكل نحو ثمانين بالمئة من أرض فلسطين، فمن يريد إحياء ذكرى النكبة وفق شعار "من النكبة إلى الدولة" عليه أن يعمل على تحرير تلك الأراضي لا أن يصر على التنازل عنها للمحتل ويدعي إقامة دولته الهزيلة المزعومة على الأراضي التي احتلت عام 1967.
إن من يتباكى على ما حصل في النكبة كان عليه أن يستنفر جيوش العالم الإسلامي ومنه العربي لتحرير فلسطين كلها التي احتلت في النكبة والتي بعدها، لا أن يستنفر الفرق الرياضية لدخول فلسطين تحت حراب الاحتلال وبإذن منه فيحصل التطبيع مع الاحتلال وتحصر فلسطين في الأراضي التي احتلت عام 1967.
أما الدول التي أرسلت فرقها الرياضية لتدخل فلسطين تحت حراب الاحتلال وبإذن منه، مستغلة انبطاح السلطة وتفريطها لتطبع مع الاحتلال، فإننا نقول لهم: إن الأمة الإسلامية وأهل فلسطين لن يغفروا لكم هذه الخيانة لله ولرسوله والمؤمنين، فأرض فلسطين المباركة بحاجة لجيوشكم المجاهدة لتقضي على كيان يهود وتخلصها وأهلها والمسجد الأقصى من الاحتلال ومن ظلم السلطة، أليس هذا واجبكم الذي فرضه الله عليكم؟
وإننا نقول لأهلنا وإخواننا في باكستان الذين عُرفوا بحب الإسلام وحب الجهاد وحب الخلافة، كيف تسكتون على جرائم القيادة السياسية والعسكرية في باكستان؟ كيف تسكتون على تعاونهم مع أمريكا في حربها ضد إخوانكم داخل باكستان وضد إخوانكم في أفغانستان؟ وكيف تسكتون على اختطافهم أبناءكم مثل الدكتورة عافية صديقي وتسليمها للأمريكان واختطافهم شباب حزب التحرير من أمثال الدكتور عبد القيوم والناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان نفيد بوت، وتعذيبهم في سجون سرية؟! أتسكتون عليهم وهم يتآمرون على فلسطين وأهلها فيرسلون أبناءكم الرياضيين تحت حراب الاحتلال وللتطبيع معه ولإعانة السلطة في ظلمها وتفريطها بفلسطين؟!
إن جيش باكستان العظيم الذي حارب الهندوس بضراوة لقادرٌ على القضاء على دولة يهود وتحرير فلسطين من الاحتلال، كيف لا وهو من أقوى الجيوش في المنطقة الإسلامية عقيدة وعددا وعدة، وباكستان دولة نووية قادرة على إرهاب أعدائها وقادرة على جمع المسلمين تحت لوائها إذا استلم قيادتها قائدٌ مخلص ورفعت لواء الإسلام وبايعت خليفة للمسلمين، وهذا ما يعمل عليه حزب التحرير بينكم، فأعينوه وانصروه تفوزوا بخير الدنيا والآخرة.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ}
موقع حزب التحرير
www.hizb-ut-tahrir.org
موقع المكتب الإعلامي
www.hizb-ut-tahrir.info موقع المكتب الإعلامي - فلسطين
www.pal-tahrir.info تلفون: 0598819100
بريد إلكتروني:info@pal-tahrir.info
قضية فلسطين
انبثاق المشروع الأمني وانطلاق مسيرة التطبيع
الدكتور ماهر الجعبري
عضو المكتب الاعلامي لحزب التحرير / فلسطين
يأتي هذا المقال - ضمن سلسلة "قضية" فلسطين- ليعرض تطور مشروع الحكم الذاتي الذي تمخض عن اتفاقية أوسلو إلى مشروع أمني لحماية الاحتلال بتدخل أمريكي سافر، إضافة إلى فتح المجال "لإسرائيل" لمباشرة الاختراق التطبيعي للأمة.
تمخضت قنوات الاتصالات السرية التي انهمكت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في فتحها مع "إسرائيل"، عن مشروع حكم ذاتي حسب التصور الذي طرحه رابين منذ العام 1989، حسب اعترافات مهندس اوسلو نفسه محمود عباس، فيما ظلت "إسرائيل" تمارس المفاوضات على كافة المسارات بتباطؤ مستهدفة التطبيع الاقتصادي ورافضة لمبدأ الانسحاب من الأرض.
أما على الأرض فقد استمر الكيان اليهودي في جرائمه على مستوى الجيش وعلى مستوى المغتصبين، مما أشعل حب الجهاد والاستشهاد عند المسلمين، وبث الرعب عند اليهود، وأرهق كيان المحتل، فتضاعفت حاجة "إسرائيل" لدور أمني بين الفلسطينيين لمجابهة ذلك الزخم الجهادي وتلك الروح الرافضة لقبول كيان الاحتلال فوق أرض فلسطين المباركة. وذكر محمود عباس (في كتابه طريق اوسلو) أن الجولة الثامنة من مفاوضات أوسلو السرية (حزيران 1993)، تضمنت نقطة تقتضي أن منظمة التحرير تدعو إلى وقف الانتفاضة، وأن الجلسة الختامية (آب 1993) تضمنت طلبا ملحا من زينغر (المفوض من رابين) في صيغة سؤال لأحمد قريع عن إمكانية وقف الانتفاضة. إلا أن منظمة التحرير لم تكن قادرة على السيطرة على الوضع شعبيا وسياسيا، ولا على التأثير على الرأي العام. ولكن تلك الحاجة "الإسرائيلية" انعكست بوضوح في الاتفاقات التي تلت وفصّلت إعلان المبادئ في أوسلو.
ظلت الأجواء الجهادية الشعبية في تصاعد وروح الاستشهاد في تسامٍ، بينما تابعت المنظمة لهثها نحو مزيد من الانبطاح أمام "إسرائيل"، وكررت نهج الاستخذاء أمام كل جريمة يهودية، كما تغاضت من قبل على جرائمه السابقة، وكما ردت من قبل على جريمة اغتيال "أبو جهاد" بمزيد من الانبطاح نحو الصلح. وتماهت المنظمة مع حاجة أمريكا لاستعادة ملف القضية إلى حِجرها، (بعدما كانت اتفاقية أوسلو (الأولى) أوروبية المنشأ)، فرتبت أمريكا لتوقيع اتفاقية أوسلو الثانية (اوسلو (2) القاهرة 4/5/1994).
وإذا كانت اتفاقية اوسلو الأولى قد اختزلت قضية فلسطين سياسيا من مشروع تحرر إلى مشروع حكم ذاتي مسخ يعفي الاحتلال من مسئولياته، فإن اتفاقية أوسلو الثانية قد أطلقت المشروع الأمني لحراسة ذلك الاحتلال.
وبالتوقيع على تلك الاتفاقية، ضاعفت المنظمة آثامها وضمّت لسجلها كبائر جديدة، بعدما استجابت لحاجة "إسرائيل" للدور الأمني الوسخ (للتصدي لانطلاق العمليات الاستشهادية). وكانت وكالة رويترز قد نقلت في العام 1990 أن رئيس مجلس المستوطنين اليهود في فلسطين وضع خطة لقمع الانتفاضة مستنداً إلى ما يقوم به "جيش لبنان الجنوبي" (جيش لحد)، وأنه طلب من وزير "الدفاع الإسرائيلي" تشكيل ميليشيات فلسطينية مسلحة تتولى قمع الانتفاضة في الضفة وغزة (مجلة الوعي-العدد 40). وهو النموذج الذي كان يبدو صعب المنال في حينه ! ولكنه تحقق ! ولذلك فإن شمعون بيرز يتحدث (في كتابه شرق أوسط جديد) عن مستوى التنازلات من قبل منظمة التحرير الفلسطينية في اتفاق القاهرة (1994) بالقول "لقد حصلنا على تنازلات ما كنا لولاها نستطيع إبرام اتفاقية"، ويذكر التنازلات الأمنية ويقول "إن المفاوضات الجارية لم تكن بين طرفين، إسرائيلي وفلسطيني، بل بين إسرائيل ونفسها".
كانت اتفاقية اوسلو الأولى (1993) عامة من حيث متطلبات الأمن، ونصت على إنشاء قوة شرطة فلسطينية "من اجل ضمان النظام العام والأمن الداخلي للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة"، وكانت قد تركت "لإسرائيل" "مسؤولية الأمن الإجمالي للإسرائيليين بغرض حماية أمنهم الداخلي والنظام العام" (حسب نصها)، حيث لم تكن تثق بأداء المنظمة الأمني.
ولكن اتفاقية اوسلو الثانية (1994) جاءت أكثر وقاحة وفداحة في التأسيس للمشروع الأمني، الذي روجّته المنظمة لأهل فلسطين على أنه إنجاز وطني، إذ نصت في البند الثالث المعنون "هيكلية وتكوين السلطة الفلسطينية" على أن تتحمل قوات الأمن الفلسطينية "المسؤولية عن الأمن الشامل للإسرائيليين والمستوطنات"، فكان ذلك الدور تطورا نحو مزيد من السقوط المدوي لقادة المنظمة والسلطة.
ونصت الاتفاقية على "إنشاء لجنة مشتركة للتنسيق والتعاون بشأن أغراض الأمن المتبادل"، وفتحت بذلك الباب لأبشع تنسيق أمني مع المحتل حولت فيه المنظمة "المناضلين القدامى" إلى حرس حدود عند ذلك الاحتلال، وفتحت المجال لما كانت تدّعي رفضه من تعاون أمني في مشروع "روابط القرى" أو ما تسميه "إسرائيل" الإدارة المدنية. وكانت تلك البنود تجسيدا عمليا لبعض مقررات المجلس الوطني الذي انعقد في الجزائر 1988 (كما مر في المقال السابق ضمن هذه السلسلة، حيث أبدى المجلس الوطني استعداده الكامل لحفظ أمن الاحتلال، ضمن "ترتيبات الأمن والسلام لكل دول المنطقة").
وهكذا تعهدت المنظمة في مقابل الحكم الذاتي بحفظ أمن الاحتلال، واضطلعت بمهمة منع العمل المسلح ضد الكيان "الإسرائيلي" (اتفاقية أوسلو)، فانقلبت –عمليا- على ما كانت تدعيه –نظريا- طريقا لتحقيق غايتها في التحرير.
ووقّع قادة المنظمة على ما اعتبروه خيانة عند السادات بل على ما هو دونه، ليسجّلوا بذلك أسبقية تاريخية في تحويل منظمة تحرّر ادعت الكفاح المسلح ضد الاحتلال إلى مشروع أمني في خدمة ذلك الاحتلال، بل يلاحق من يفكر بالكفاح المسلح، أو من يقاوم ذلك الاحتلال ومن يرفضه. ولعل هذا ما دفع محمود عباس لوصف المشروع –في جلسة مصارحة- على أنه يصل لمستوى "الخيانة الوطنية" (كما مر في الحلقة السابقة من هذه السلسلة).
وجاء شهر أيار 1994 ليكون شهر افتتاح العرض المسرحي للانسحاب "الإسرائيلي"، حيث حرّك الجيش "الإسرائيلي" بعض النقاط الأمنية في مشاهد سخيفة سمّتها ماكينة المنظمة الإعلامية "انسحابا" لتضليل أهل فلسطين، فيما سمتها "إسرائيل" عملية إعادة انتشار، لتؤكد بالاسم قبل الرسم، بقاء السيطرة العسكرية، ورفض مبدأ الانسحاب الفعلي. ودخلت الشرطة الفلسطينية في 18/5/1994 ضمن قفص الاحتلال، وحملت السلاح الأمني تحت حرابه، وبمباركة منه. ثم تبعها عرفات في مطلع حزيران، وحملته طائرة هليكوبتر أخذت إذن المرور والهبوط من "إسرائيل"، فكانت إشارة جلية على دخول المنظمة تحت جناح الاحتلال منذ ذلك اليوم، وصار عرفات يتحرك فوق الأرض المحتلة بإذن الاحتلال الذي ادّعى أنه يحاربه!
وكافأ المجتمعُ الدولي عرفات بمنحه جائزة نوبل للسلام على جهوده في إفراغ القضية من محتوى التحرر والكفاح، وقد تقاسمها عرفات مع مجرمي الحرب رابين وبيرز في العام نفسه. وهكذا تجسّد عمليا ما كانت أمريكا تحرص عليه من إبقاء عرفات على رأس المنظمة، خلال حصاره في لبنان مرتين، وتبين أن ترتيبات إخراجه بالحماية الدولية (وخصوصا الفرنسية، كما مر في مقال سابق ضمن هذه السلسة-رقم 7)، قد مهّدت لمثل هذا اليوم.
وظلت الأردن –حتى ذلك الحين- على أهبة الاستعداد للاعتراف بالاحتلال، والإعلان عن الصلح معه، ولم تلبث أن تكشفت المفاوضات الأردنية-"الإسرائيلية" برعاية أوروبية، جسّدت سياسة أوروبا في طبخ الحلول المنفردة بعيدا عن سياسة أمريكا في تلازم مسارات الحل السلمي. وسبق أن كُشف عن استعداد الأردن لإبرام معاهدة سلام مع "إسرائيل" منذ العام 1992، وقد كان الأردن حريصا على الاتفاق من أجل حفظ العرش الهاشمي. وكانت أمريكا قد رتّبت لاستعراض إعلامي في اجتماع واشنطن في 25/6/1994 بين الملك حسين ورابين برعاية الرئيس الأمريكي كلينتون، صدر فيه ما عرف بتصريح واشنطن القاضي بإنهاء حالة الحرب رسميا بين الأردن وإسرائيل.
أما بريطانيا فقد رتبت عقد تسوية سلمية نهائية وقّعت بين الجانبين في وادي عربة في 26/10/1994، اعترف الأردن فيها رسميا ونهائيا بالكيان "الإسرائيلي" وبسيادته على ارض فلسطين، وتعهد له فيها بحفظ أمنه مما جعل الأردن يقرر رسميا بمهمة حرس الحدود (معاهدة "وادي عربة" بين الأردن وإسرائيل). ورغم أن بريطانيا هي التي أشرفت على إنجاز تلك الاتفاقية، إلا أن أمريكا اضطرت لمباركتها وهي تعلم عراقة ولاء الأردن لبريطانيا مما لا فكاك منه، كما فعلت في اتفاق اوسلو.
ورتبت أمريكا لعقد قمة شرق أوسطية في القاهرة، في شباط 1995، بدعوة من مصر، وضمت كل من إسرائيل والأردن ومصر ومنظمة التحرير الفلسطينية من أجل تحريك عملية السلام حسب رؤيتها. وتبعها اتفاق طابا في أيلول 1995، وهو الذي قرر تمزيق مناطق الضفة الغربية إلى ثلاثة مناطق "أ" و"ب" و"ج"، وأدى إلى خلق كنتونات إدارية ممزقة، وإلى حصر التحرك الأمني والإشراف الإداري للسلطة ضمن مناطق "أ" (التي لا تتجاوز 3% من مساحة الضفة الغربية)، ليؤكد أن كل اتفاق تفرضه "إسرائيل" يؤدي إلى مزيد من المسخ لمشروع السلطة وإلى مزيد من الإذلال لقادتها (مشاريع التسوية السلمية للقضية الفلسطينية).
في تلك الفترة كانت هنالك اتصالات سرية (سميت اوسلو ب)، بين عباس (نائب رئيس السلطة الفلسطينية في حينه) وبين بيلين (وزير الخارجية "الإسرائيلي") تمخضت عن وثيقة عرفت بوثيقة بيلين-عباس وهي التي بقيت سرية في حينه، (وعندما نُشرت تفاصيلها بعد سنوات، كما كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في 10/07/2000) تبين أن نقاطها تضمنت إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح تتحول إلى جزء من الكونفدرالية الأردنية الفلسطينية إذا رغب الأردن، بينما يكون نهر الأردن حدودا أمنية دون السماح بوجود أي جيش غير "إسرائيلي" غربه، إضافة إلى وضع محطة إنذار ووحدات إسرائيلية مضادة للطائرات على قمم الجبال، وتضمنت الوثيقة تزوير القدس لتصبح محصورة في بلدة أبو ديس. وقد تم التوصل إليها قبل مقتل اسحق رابين بأربعة أيام، وبعد تسلم بيرز لرئاسة الحكومة لم يعترف بها، ثم أنكرها محمود عباس، وعلى ما يبدو كانت تلك الاتصالات السرية على غرار اوسلو الأولى بعيدا عن أعين الأمريكان.
وكانت أمركا تعمل على تحقيق السلام على كافة المسارات لتحقيق السلام الشامل حسب مبدأ "تلازم مسارات الحل"، أما رابين فقد أعلن في خطاب نيل الثقة في الكنيست الإسرائيلي، أن برنامجه يقوم على محاولة التوصل إلى حلول منفردة مع كل طرف عربي على حدة (مجلة الوعي-العدد 68). ولذلك أنجز الاتفاق مع الفلسطينيين ومع الأردنيين كل على حدة، وهو ما أحبط مسعى أمريكا من التوقيع المتزامن على سلام شامل. وكانت بريطانيا متوافقة مع حزب العمل في الوُجهة نفسها من باب مماحكة أمريكا.
وبينما كان الجميع متفقين على المصالح الأمنية للاحتلال اليهودي، التي أخذت تتجسد مع قبول السلطة وقادة المنظمة بدور حماية أمن المحتل، ومع ضمان دور الأردن كحرس حدود، برزت رؤيتان حول الموقف السياسي في الشرق الأوسط:
- رؤية أمريكية تقوم على إنجاز مسار السلام مع سوريا قبل استكمال المسار الفلسطيني أو معه، ولذلك رتبت أمريكا مع رابين ما يعرف بوديعة رابين للانسحاب من الجولان مع ترتيبات أمنية مناسبة، كما يفصل المقال اللاحق من هذه السلسلة.
- ورؤية "إسرائيلية"-بريطانية تستهدف الاختراق الاقتصادي ودمج "إسرائيل" في المنطقة، وهي تتجاوب أكثر مع تطلعات اليهود التوسعية.
واندفعت إسرائيل نحو التطبيع والاختراق الاقتصادي، وأخذ بيرز يؤسس لمفهوم "الشرق الأوسط الجديد" مستهدفا إدماج "إسرائيل" في المنطقة بل ابتلاع "إسرائيل" للمنطقة. وعرض بيرز –وهو المعروف بعراقة علاقته ببريطانيا- رؤيته تلك في كتابه الذي حمل عنوان المفهوم ذاته وصدر في العام 1994.
وبالطبع اعتبر بيرز أن (الإسلام) أو ما سماه الأصوليّة هي المُهدد الوحيد لاستقرار المنطقة، ومن ثم دعا إلى جمع دول المنطقة ضمن سوق شرق أوسطية مشتركة، ودعا إلى تشكيل "جامعة الشرق الأوسط" كإطار سياسي بديل عن الجامعة العربية (الشرق الأوسط الجديد).
وهذه الرؤية "الانتشارية" تتوافق مع نظرة بريطانيا لأن تكون "إسرائيل" شريكاً فاعلاً لها في المنطقة، وهي التي تتطلب اعتبار وجود كيان لليهود أمرا طبيعيا لا أن يظهر كجسم غريب فيها. وهذه النظرة في الحقيقية، هي التي دفعت بريطانيا منذ نشأة قضية فلسطين لتبنّي مبدأ إيجاد دولة ديمقراطية علمانية تجمع العرب واليهود على أساس طائفي كما الحال في لبنان (كما تم بيانه في الحلقة الثانية من هذه السلسلة)، وطورت بريطانيا رؤيتها لاحقا بالتخطيط لاتحاد هذه الدولة الطائفية كونفدرالياً مع الأردن، ومن ثم ضمها للجامعة العربية، لتصبح تلقائيا جزءاً مقبولا من المنطقة، ومن هنا يمكن فهم التلاقي السياسي بين رؤية بيرز في مشرعه للشرق الأوسط الجديد وبين رؤية بريطانيا القديمة حول الدولة العلمانية الواحدة.
ولكن فكرة الدولة الواحدة المتحدة مع الأردن قد تراجعت أمام تحقيق مشروع السلطة الفلسطينية (القائمة نظريا على مشروع حل الدولتين - الأمريكي)، ولذلك ففكرة انتشار "إسرائيل" من خلال إدخالها في الجامعة العربية لم تكن ممكنة، ومن هنا صار بيرز يروج لتأسيس مظلة سياسية وكيان اقتصادي جديد يمكّن "إسرائيل" من المشاركة فيه.
وعلى هذا الأساس، انعقد "المؤتمر الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا" في الدار البيضاء عام 1994، ودعا فيه بيرز العرب –بكل وقاحة- ليجرّبوا قيادة "إسرائيل" للمنطقة بعدما عاينوا فشل قيادة مصر لها طيلة العقود الماضية، وهو ما أغضب الحكام العرب والأمين العام للجامعة العربية، حيث اعتبروا أن هذه الدعوة تتضمن هدماً للجامعة العربية. ومع ذلك تتابع عقد ذلك المؤتمر الاقتصادي في الأردن عام 1995، ثم في مصر عام 1996 (ولاحقا في قطر عام 1997)، كإحدى الوسائل لدمج "إسرائيل" في المنطقة، مع إغرائها بالاختراق الاقتصادي بديلا عن التوسع واحتلال الأرض.
ومع منتصف التسعينات من القرن الماضي ظلّت أجواء الأنظمة منفتحة على قبول "إسرائيل"، حتى وصل الأمر إلى إيران (التي تدعي اليوم أنها من محور الممانعة)، إذ نقلت "وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء" الإيرانية الرسمية عن مسئول إيراني رفيع المستوى في 23/09/93 قوله أن بلاده لا تنوي وضع عوائق أمام الاتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل على الحكم الذاتي بدءاً بغزة وأريحا، مع أنها "غير متفائلة" بفرص نجاح عملية السلام في الشرق الأوسط (مجلة الوعي-العدد 78). أما تركيا فقد وقعت عام 1996 معاهدة عسكرية مع "إسرائيل" اقتضت التعاون في التدريبات العسكرية.
وفي سياق التأسيس لمرحلة تطبيع ثقافي جديدة، انطلقت عملية تغيير المناهج المدرسية أو بالأدق عملية التخريب الثقافي، وذلك من أجل زرع "ثقافة السلام" (بل الاستسلام)، ومحو ثقافة الحرب والتحرير. وبادرت وكالة الأونروا في فلسطين بمهمة توجيه مدراء المدارس في أيلول 1994 للالتزام بتعديلات الكتب عن طريق حذف بعض الفقرات التي تتحدث عن بني إسرائيل واليهود ومخططات اليهود التوسعية والتاريخ الديني لليهود (مجلة الوعي-العدد 92)، ونقلت مجلة الوعي في العدد 91 خبرا عن وزير التربية والتعليم الأردني (1994) مفاده أن الأردن سيعمد إلى تهذيب مناهجه الدراسية بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل. ثم تصاعدت عملية تغيير المناهج الفلسطينية بشكل شامل مما تترجم على الأرض خلال السنوات اللاحقة.
وهكذا وجدت رجالات المنظمة ألهية تسلّت بها وهي تتابع تنفيذ مشروعها السخيف، وفرح رجالاتها بألقاب الوزارة، وبالرتب العسكرية تحت الاحتلال، وأخذت المنظمة تروّض الناس ليتعايشوا مع هذا الواقع المخزي شيئا فشيئا، بينما كان أهل فلسطين يسخرون مما تمخض عن المنظمة من جريمة تأسيس سلطة تحت الاحتلال، ويتندرون بوصفها "سلَطة" -بفتح اللام- في إشارة إلى أنها أكلة سريعة بلا سياسة مدروسة، وبأنها خلطت أوراق الفكر النضالي المدّعى مع المشروع الأمني الممارس. ثم صارت السلطة تلاحق من يتندر بها من أهل فلسطين، ومن يصف الواقع بأنه "الحكم الزاكي" (باللهجة الفلسطينية الدارجة) وذلك سخرية مما تمخض مشروع المنظمة عنه من "حكم ذاتي". وقد كانت تلك الأمثال والأقوال الشائعة –كما العادة- انعكاسا مباشرا عن المزاج العام ضد جرائم المنظمة، وتعبيرا رمزيا عن رفض أهل فلسطين لمشروع المنظمة والسلطة. وقد أكدت هذه الأقوال الشائعة للمنظمة ولربيبتها السلطة ولمن يقف خلفها على ضرورة القيام بدور ترويضي وسخ لإغراق الناس في أوحالها (كما وصل ذروته هذه الأيام)، ليلتقي مسار التخريب الثقافي والتمييع المعنوي مع مسار التنسيق الأمني، في مرحلة بشعة من مراحل قضية فلسطين.
إن خلاصة وصف مرحلة إنشاء السلطة الفلسطينية بلغة المنظمة نفسها أنها "عمالة" في سياق تصفية القضية الفلسطينية وشرعنة للاحتلال، إذ نص البيان الأول للجنة التنفيذية للمنظمة: "تسعى الحركة الصهيونية والاستعمار وأداتهما إسرائيل إلى تثبيت العدوان الصهيوني على فلسطين –بإقامة كيان فلسطيني في الأراضي المحتلة بعد عدوان 5 حزيران (يونيو) -كيان يقوم على إعطاء الشرعية والديمومة لدولة إسرائيل الأمر الذي يتناقض كليا مع حق الشعب الفلسطيني في كامل وطنه فلسطين. إن مثل هذا الكيان المزيف هو في حقيقة حاله مستعمرة إسرائيلية، يصفّي القضية الفلسطينية تصفية نهائية لمصلحةإسرائيل ... هذا بالإضافة إلى خلق إدارة عربية فلسطينية عميلة في الأرض المحتلة تستند إليها إسرائيل في التصدي للثورة الفلسطينية" (كتاب سلام الأوهام أوسلو – ما قبلها وما بعدها، محمد حسنين هيكل).
وهكذا اتسم منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي بما يلي:
o انبثاق وتفعيل المشروع الأمني تلبية لاحتياجات دولة الاحتلال اليهودي والتصدي للمقاومة.
o انطلاق مسيرة التطبيع مع دولة الاحتلال على كافة المستويات، مع ما ترافق معها من تخريب ثقافي قي برامج التعليم.
o وفتح شهية قادة اليهود للتوسع عبر الاختراق الاقتصادي وعبر اقتراح إطار سياسي واقتصادي بديل عن الجامعة العربية.
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تَرْضَوْا عن رايةِ الإسلامِ ولوائِه بديلاً أيها المسلمون
حتى وإنْ مات بالغيظِ العملاءُ والكفارُ المستعمرون!
لقد تعدَّدت الرايات "الأعلام"، واختلفت في بلاد المسلمين، وبخاصة بعد التحركات الشعبية ضد الظالمين الطغاة من الحكام في بلاد المسلمين... فأصبح بعضهم يرفع علم "الاستقلال"، أو يُبقي على العلم نفسه، أو يرفع رايةً خاصة به...
ومن هؤلاء من يُحسن الظنَّ بهذا العَلَم أو ذاك، ويظنُّه لا يخالف الشرع... ومنهم من يضلِّل الناس ويخيفهم من استفزاز الغرب الكافر وغيظهم إذا رُفعت راية الإسلام...! ومنهم من يبذل الوسع، عامداً متعمداً لرفع عَلَمٍ يخالف الشرع من باب الدعوة للدولة المدنية العلمانية... وغيرهم وغيرهم.
وتوضيحاً لمن يُحسنون الظن بأن عَلَمَهم لا يخالف الشرع، ولو علموا المخالفةَ لتركوه ورفعوا راية الإسلام... وإصابةً لذلك التضليل في مقتله بأنَّ أهلَ الحقِ لا يخشوْن استفزازَ الكفار المستعمرين ولا إماتَتَهم بغيظهم... وتبكيتاً لأولئك العلمانيين وأشباههم الذين يحاربون رايةَ الشرع جهاراً نهاراً، فإننا نوضح هذا الأمر، وذلك ( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ):
إن الدولة الإسلامية "الخلافة" تكون لها ألويةٌ ورايات، وذلك استنباطاً مما كان في الدولة الإسلامية الأولى التي أقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة. وذلك على النحو التالي:
1 - اللواء، والراية، من حيث اللغة، فإنه يطلَق على كلٍّ منهما (العَلَم). جاء في القاموس المحيط: (والراية العَلَم ج رايات)، (واللواء بالمدّ العَلَم ج ألوية)، ثم إن الشرع أعطى كلاًّ منهما، من حيث الاستعمال، معنىً شرعياً:
فاللواء أبيض، ومكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله بخط أسود، وهو يُعقد لأمير الجيش أو قائد الجيش. ويكون علامةً على محله، ويدور مع هذا المحل حيث دار. ودليل عقد اللواء لأمير الجيش (أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح ولواؤه أبيض) رواه ابن ماجه من طريق جابر. وعن أنس عند النسائي (أنه صلى الله عليه وسلم حين أمَّر أسامة بن زيد على الجيش ليغزو الروم عقد لواءه بيده)...
والراية سوداء، ومكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله بخط أبيض، وهي تكون مع قواد فرق الجيش (الكتائب، السرايا، وحدات الجيش الأخرى)، والدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد كان قائد الجيش في خيبر، قال: «لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُفْتَحُ عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ... فأعطاها علياً رضي الله عنه». متفق عليه. فعلي، كرم الله وجهه، يُعتبر حينها قائدَ فرقةٍ أو كتيبة في الجيش. وكذلك في حديث الحارث بن حسان البكري قال: «قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، "فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَبِلَالٌ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَإِذَا رَايَاتٌ سُودٌ، وَسَأَلْتُ مَا هَذِهِ الرَّايَاتُ؟ فَقَالُوا: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَدِمَ مِنْ غَزَاةٍ» أخرجه أحمد، فمعنى «فإذا رايات سود» أي أنّ راياتٍ كثيرةً كانت مع رؤساء كتائب الجيش ووحداته، في حين أن أميره كان واحداً وهو عمرو بن العاص ومعه اللواء. ويكون بذلك، اللواء علماً على أمير الجيش لا غير. وتكون الرايات أعلاماً مع الجند.
2 - اللواء يُعقد لأمير الجيش، وهو عَلَمٌ على مقرِّه، أي يُلازم مقرَّ أمير الجيش. أما في المعركة، فإن قائد المعركة، سواء أكان أمير الجيش أم قائداً غيره يعيّنه أمير الجيش، فإنه يُعطى الراية يحملها أثناء القتال في الميدان، ولذلك تسمى (أمَّ الحرب) لأنها تُحمل مع قائد المعركة في الميدان... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينعى زيداً وجعفراً وابن رواحة للناس قبل أن يأتي الجند بالخبر: «أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب».
وكذلك فإنه في حالة الحرب القائمة مع العدو، إذا كان قائدُ الجيش في الميدان هو الخليفةَ نفسه، فإن اللواء يجوز أن يكون مرفوعاً في المعركة، وليس الراية فحسب. فقد ورد في سيرة ابن هشام عند الحديث عن غزوة بدر الكبرى أن اللواء والراية كانتا موجودتين في المعركة... أما في السِّلم، أو بعد انتهاء المعركة، فإن الرايات تكون منتشرةً في الجيش ترفعها فِرَقُ الجيش وكتائبه وسراياه ووحداته... كما جاء في حديث الحارث بن حسان البكري عن جيش عمرو بن العاص.
3- اللواء يعقد في طرف الرمح ويُلوى عليه، ويُعطى لقائد الجيش حسب عدد الجيوش، فيعقد لقائد الجيش الأول والثاني والثالث... أو لقائد جيش الشام والعراق وفلسطين... أو لقائد جيش حمص وحلب وبيروت... وهكذا حسب تسمية الجيوش. والأصل أن يُلوى على طرف الرمح ولا يُنشر إلا لحاجة، فمثلاً فوق دار الخـلافة ينشر لأهمية الدار، ولأن الخليفة هو قائد الجيش في الإسلام، وينشر اللواء كذلك فوق مقرات قادة الجيوش في حالة السِلم لترى الأمةُ عظمةَ ألوية جيوشها. لكن هذه الحاجة إذا تعارضت مع الناحية الأمنية كأن يُخشى أن يتعرف العدو على مقرات قادة الجند، فإن اللواء يرجع إلى الأصل وهو أن لا يُنشر ويبقى ملوياً.
وأما الراية فهي تترك لتصفقها الريح كالأعلام في الوقت الحالي؛ ولذلك توضع على دوائر الدولة ومؤسساتها ودوائرها الأمنية، وتُرفع هي فقط على تلك الدوائر، باستثناء دار الخـلافة فيرفع عليها اللواء على اعتبار أنَّ الخليفةَ هو قائدُ الجيش، وتُرفع مع اللواء الراية (إدارةً) لأن دار الخـلافة هي رأس مؤسسات الدولة. كما أن المؤسساتِ الخاصةَ والناسَ العاديين يحملون الراية ويرفعونها على مؤسساتهم وبيوتهم، وبخاصةٍ في مناسبات الأعياد والنصر ونحوها.
أيها المسلمون: إن عليكم في تحركاتكم أن ترفعوا هذه الرايةَ دون أن تَخشوْا في الله لومةَ لائم، ولا تتأثروا بالمزاعم التي ينشرها المضلّلون بينكم بالقول إن هذه الراية ترمز إلى الخلافة، وأن هذه تستفز الغرب الكافر! فلتستفزهم وتقصم ظهرهم، فقد بلغ من حربهم للإسلام والمسلمين المبلغَ الذي يستفز كلَ مسلم صادق مخلص... إن الأصل هو أن نميت الكفار المستعمرين بغيظهم لا أن نقبل استفزازهم لنا، ناهيك عن عدوانهم علينا، ثم نخشى نحن أن نستفزَّهم! بل إن الحقَ أن نردَّ عليهم الصاعَ صاعين، وأن نقول لهم بالفم الملآن (قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ).
إننا ندرك أن الكافرَ المستعمر لا يطيق سماعَ كلمة الخلافة، فكيف إذا قرعتْ بابَه تؤزُّه أزّاً في يوم ليس ببعيدٍ يأتيهم من حيث لم يحتسبوا بإذن الله كما حدث لأشياعهم من قبل (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ).
24 من جمادي الثاني 1433
الموافق 2012/05/15م حزب التحرير
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_17698
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا تخشى أن يتحطم صنيعتها بشار على أيدي المسلمين قبل إنضاج البديل
فتحيي الحل اليمني وتلوِّح بالتدخل العسكري متوهمةً منع عودة الإسلام إلى الحكم من جديد!
في تصريح لافت، قال رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي يوم الاثنين في 28/5/2012م: "إن وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، مستعدة لخيار التدخل العسكري لإنهاء العنف الدائر في سوريا". يأتي هذا التصريح المفاجئ، بعد سلسلة تصريحات من وزير الدفاع الأمريكي بانيتا، ومن وزيرة الخارجية كلينتون، ومن رأس النظام الأمريكي نفسه أوباما بأنه لا تدخل عسكرياً في سوريا لأن ذلك من شأنه تعقيد الأمور. وكان آخر هذه التصريحات في اجتماع "الثماني" ثم اجتماع دول الناتو.
لقد كان الخط العام للسياسة الأمريكية في سوريا هو إفساح المجال لصنيعتها بشار ليقتل ويبطش إلى أن تصنع بديلاً جديداً يحافظ على استمرار نفوذها في سوريا، وكانت تُسوِّق لإفساح المجال هذا بالمناداة بالانتقال السياسي السلمي للحكم، والتفاوض، والإمهال تلو الإمهال لتفرغ من صنع العميل القادم البديل للعميل الحالي... وفي هذا الاتجاه كانت المبادرات السابقة، والمراقبين العرب، ثم المراقبين الدوليين... وآخر هذه السلسلة مبادرة عنان التي جات خدمةً للخط العام للسياسة الأمريكية، وهذا ما صرّح به عنان نفسه، حيث دعا الحكومة والمعارضة إلى الجلوس إلى طاولة الحوار، وقال إن مهمته هي إيجاد حل للصراع في سوريا ويمكن أن تبدأ بعملية سياسية...
إن مبادرة عنان هذه هي مبادرة أمريكية بامتياز، وقد جاءت زيارته بعد مجزرة الحولة مباشرة، وفي أجواء تسارع المقاطعات الدبلوماسية للنظام السوري، حاملةً رسالة إلى الشعب السوري أن لا خلاص لكم من النظام السوري إلا بالحل الأمريكي! هكذا تُسوِّق أمريكا لخطتها: نظام مجرم يمارس ما يتقنه من جرائم مروّعة بحق المدنيين العزل، ومبادرة يقودها عنان الذي يُتقن فنَّ التغطية على الجرائم ضد الإنسانية! وسابقته في البوسنة شاهد على ذلك، فإنَّ ذاكرتنا ما زالت تحتفظ بصور مجازر البوسنة المهولة حين ترك الغرب مسلميها يُذبحون ويُقتلون زمناً طويلاً، حيث قُتل 8000 رجل وطفل من المسلمين البوسنيين في سيربرينتسا، وكان عنان نفسه وقتها مسؤولاً عن قسم عمليات السلام في الأمم المتحدة. ولما شعروا أن الكفة قد مالت لصالح المسلمين تدخلوا وفرضوا حلولهم الجائرة.
وكما تغيرت لهجة أمريكا في البوسنة إلى التدخل العسكري عندما رجحت كفة المسلمين، فأرادت أن تكسر شوكتهم وتُلجئهم إلى القبول بالحل الذي وضعته، فكذلك هي الآن في سوريا بعدما رأت أن كفة الثائرين الأشاوس هي الراجحة، وأن صنيعتها بشار يترنح ولم يعد قادراً على الصمود حتى تُنضج البديل، فبدأت لهجة أمريكا تتغير من إعطاء المهل لبشار للقتل والبطش، إلى محاولة التغيير من داخل النظام برحيل بشار وتولية نائبه من بعده كما دعت إلى ذلك قطر من قبل على الطريقة اليمنية، ورفضتها في حينه أمريكا وأتباعها في النظام السوري لأن تلك الطريقة صناعة بريطانية، ثم هي الآن تعود إليها، حيث شدد أوباما مع زعماء الدول "الثماني" على ضرورة رحيل الأسد، وأشار إلى اليمن كنموذج لانتقال سياسي يمكن أن ينجح في سوريا... وفي هذا الاتجاه أيضاً صرّح مستشار الأمن القومي الأمريكي توماس جونيلون بأن أوباما أثار موضوع خطة الانتقال السلمي على الطريقة اليمنية مع رئيس وزراء روسيا ميديفيدف على هامش اجتماع "الثماني" في كامب ديفيد، وأنها ستكون على طاولة المحادثات بين أوباما وبوتين في أول لقاء يجمعهما...
ولأن أمريكا تدرك أن الثائرين في سوريا لم يثوروا لتغيير عميل بعميل، أو تبديل وجه قبيح بآخر أشد قبحاً أو أخف قبحاً، وأن بشار ونائبه ونائب نائبه وكل زبانيته... هم في الجريمة والوحشية والخيانة سواء، وأن الثائرين لن يرضوا بديلاً إلا قلع النظام من جذوره، وإقامة حكم الإسلام الخلافة الراشدة في الشام عقر دار الإسلام... لهذا لجأت أمريكا إلى التهديد بالتدخل العسكري، فكان تصريح رئيس أركان الجيش الأمريكي مارتن ديمبسي المذكور، وهو إشارة إلى استعدادها لخيار التدخل العسكري في حال تَهَدَّد نُفوذُها في سوريا، وليس المقصود التدخل لتغيير النظام السوري كما يظن بعض الناس! إن توقيت هذا التصريح يعطي إشارة واضحة إلى وصول الوضع السوري إلى حالة من التأزم الخطير الذي يُهدد نفوذ أمريكا فيه. وهو يدل كذلك على أن نظام بشار لم يعد قادراً على الاستمرار حتى إنضاج البديل، ولذلك فأمريكا تلوح بالتدخل العسكري لإخافة الثوار لكي لا يقيموا حكم الإسلام في سوريا، ومن ثم تنكفئ أمريكا إلى عقر دارها دون رجعة...
أيها المسلمون: إن الوضع الداخلي للنظام السوري لم يعد مهزوزاً فحسب بل تُشارف أركانه على الانهيار حيث بدأت الكفة تميل لصالح الثورة المباركة في عمليات نوعية بالإضافة إلى صمود الناس الإيماني الأسطوري وإصرارهم على إسقاط النظام، كما شكّل الإضراب الدمشقي مؤشراً على أن سلطة بشار لم تعد تتعدى قصره والمقارّ الأمنية والثكنات؛ فقد أغلق سوق الحميدية الشهير وتبعه توأمه سوق الحريقة والعصرونية وسوق مدحت باشا الأثري وشارع خالد بن الوليد وغيرها... فكان إضراب قلب دمشق صفعة قوية لنظام مازالت تتألم معدته المسمومة.
أيها المسلمون الثائرون في شام النصر والظفر بإذن الله تعالى:
إن الرائد لا يكذب أهله، وإن حزب التحرير يحذركم من الغرب وتحركاته، وبخاصة في هذه اللحظة الحاسمة، فأعلنوا رفضكم لكل مبادراته، وانبذوا المعارضة التي تستجدي الحلول الغربية المسمومة التي منها أن يأتي الشرع مثلاً بعد الأسد كما أتى عبد ربه بعد علي صالح بحسب النموذج اليمني الذي عرضه أوباما على بوتين، واعتبروا كل اتصال بالغرب واستجداء الحلول منه خيانة عظمى لا تغتفر، ولا تخيفنَّكم تهديدات رئيس الأركان الأمريكي بالتدخل العسكري، فما دمتم صادقين مع الله ورسوله فإن أمريكا وجمعَها بإذن الله سيولون الدُّبر... وإنكم مع المخلصين من جندكم، والتفاف الأمة من حولكم، لقادرون بإذن الله على قلع هذا النظام المجرم، وكما أعلنتم "لن نركع إلا لله" فأعلنوها "لن نركع لأمريكا، ولن نقبل بحلولها"... أعلنوا أن زمن المؤامرات قد ولّى... ولا سبيل لكم علينا بعد اليوم... أعلنوا أن هدف ثورتنا هو التحرر الكامل من نظام الغرب الوضعي الكافر ومن عملائه الطغاة... وأننا لن نرضى سوى الإسلام ديناً وحُكماً ونظام حياة "خلافة على منهاج النبوة"... أعلنوا أن بلاد الشام، عقر دار الإسلام، أرض الملحمة الكبرى، ستكون مقبرة لكل من مكر بها وكاد لها، ولكل من أجرم في حقها وحق المسلمين { سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ }.
08 من رجب 1433
الموافق 2012/05/29م حزب التحرير
ولاية سوريا
تقرير: واشنطن تتوقع من مرسي سياسة براغماتية ووضع الاجندة الايدولوجية في المقعد الخلفي
انتخابه لم يطمئن المصريين او يغير الواقع وهو سيطرة العسكر على مقاليد السلطة
2012-06-26جريدة القدس العربي
لندن 'القدس العربي': بعد ثلاثين عاما من التعاون الامريكي مع النظام المصري السابق لمنع الاخوان من العمل السياسي وغض الطرف على الممارسات القمعية للنظام ضدهم قد تجد الادارة الامريكية صعوبة بالتعاون مع رئيس اسلامي جاء من عباءة الاخوان المسلمين، كل هذا على الرغم من تعهد الرئيس الامريكي باراك اوباما العمل مع الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي الذي اعلن عن فوزه بالانتخابات بشكل رسمي يوم الاحد متفوقا على منافسه احمد شفيق.
ولهذا تقول صحيفة 'واشنطن بوست' ان النظرة الاولية تعني ان مرسي سيكون كابوسا للادارة الامريكية ومصالحها في المنطقة.
خاصة ان الرئيس مرسي الذي جاء من الخلف كمرشح اضافي للاخوان ليفوز عبر في اكثر من مرة عن عدائه لامريكا واسرائيل التي اشار لقادتها بالطغاة، وكما تقول فقد عبر مرسي عن شكوكه بمن نفذ هجمات ايلول (سبتمبر) عام 2001.
ولهذا فقد اظهرت الادارة الامريكية تفاؤلا حذرا يعني انه يمكن العمل معه، خاصة ان فريقه متفائل حول مستقبل علاقات مصر مع الولايات المتحدة. وبحسب الصحيفة فان مدعاة التفاؤل نابعة من ان الاجندة الايديولوجية ستكون في المقعد الخلفي وسيحل محلها براغماتية خاصة ان الرئيس الجديد بحاجة للتصدي الى المشاكل المحلة خاصة الاقتصاد والعمل على تعزيز استقرار البلد بعد 16 شهرا من التظاهرات وعدم اليقين بسبب العسكر
ولا يمكن مرسي تحقيق هذين الهدفين بدون دعم امريكي. ويحتاج الاقتصاد للميليارات كي يتعافي خاصة بعد تراجع الدخل القومي وانهيار قطاع السياحة. ونقلت عن المتحدث باسم مرسي، جهاد حداد قوله ان الرئيس الذي حصل على شهادة دكتوراة من امريكيا بدأ باقامة علاقات صحية مع المسؤولين الامريكيين. واضاف انه سيتم العمل على بناء علاقات استراتيجية بين البلدين تساعد على ردم الهوة بين مواطني البلدين.
وتساءلت ان العلاقة هذه تعتمد على طبيعة الصلاحيات التي سيتمتع بها مرسي، خاصة ان المجلس العسكري الذي وعد بتسليم السلطة السبت القادم لا يزال يمسك بالسلطة الدستورية والتنفيذية، خاصة ان مجلس الشعب المنتخب حل بقرار من المحكمة الدستورية العليا والبلاد لا دستور لها.
هوية الرئيس
وهناك امر اخر يتعلق بهوية الرئيس كونه من الاخوان المسلمين وان كان رئيسا لمصر او للاخوان، على الرغم من ان مرسي استقال من كل من مناصبه في الحركة واعلن في خطابه انه رئيسا لكل المصريين.
ويتوقع مسؤولون سابقون في الاخوان ان يحاول مرسي اقامة علاقات على قدم المساواة بين البلدين سيكون فيها القرار المصري بيد المصريين ولن يترك لامريكا كما كان الحال مع النظام السابق.
ولا يزال الانطباع الامريكي غير واضح وسيتضح بعد زيارة مسؤول امريكي كبير للقاهرة.
وكان جون كيري المرشح الرئاسي السابق قال ان حواره مع مرسي في القاهرة اعطاه انطباعا ان مرسي يفهم موقع مصر ما بعد الثورة واهمية العلاقة مع امريكا واسرائيل، لكنه اشار قائلا ان الافعال هي ما ستحكم عليه وليس الاقوال.
ويأمل المسؤولون الامريكيون ان تكون المساعدات لمصر وسيلة لبناء نوع من النفوذ والتعاون مع مرسي في القضايا المشتركة. واهم ما تخشاه وتحرص عليه الولايات المتحدة في العلاقة مع مصر هو المعاهدة مع اسرائيل، فخلال الثلاثين عاما الماضية عملت على دعم الجيش المصري كي يكون حجر استقرار في المنطقة، ولم يظهر الاخوان اي اتجاه لتغيير المعاهدة فهي ليست اولوية، لكن حداد قال انه الشعب المصري يريد ان يرى تغييرات واضحة في العلاقة مع اسرائيل، وهذا سيتضمن دعم واضح لاقامة دولة فلسطينية ورفع القيود على معبر رفع مع غزة.
وتقول 'واشنطن بوست' ان قضية مهمة ستكون محل بحث بين المسؤولين الامريكيين ومرسي هي مصير المنظمات غير الحكومية ودعم مجتمعات العمل المدني التي قامت الحكومة السابقة باغلاقها وتقول ان المسؤولين الامريكيين بقلق ان كانت فايزة ابو النجا، وزيرة التعاون الدولي ستحتفظ بمنصبها في الحكومة الجديدة.
تحت المجهر
وتظل اهتمامات مرسي في المرحلة داخلية فهو بحاجة لان يقنع المصريين ان حكومته ليست صورة اخرى عن النظام السابق، كما انه بحاجة لانشاء اطار تشاركي لكل الاطياف السياسية. ولا يعتقد المراقبون ان يقوم الرئيس الجديد في المرحلة الحالية بمواجهة او الالتفات الى قضايا جانبية فالاخوان المسلمون معروفون بالبراغماتية والقدرة على عقد صفقات ومساومات. ومن الامور التي يحتاجها مرسي هي اقناع الشباب العلماني والثوريين بانه يمثل الثورة ومكتسباتها
وسينتظر المصريون الايام القادمة لرؤية مرسي في ميدان العمل وسيكون الرئيس الجديد على المحك ولهذا تقول اهداف سويف الكاتبة والروائية المعروفة انها تابعت خطاب الرئيس مرسي وشعرت بان هناك امل لكن المعركة مستمرة. وذكرت ان نصف من صوت لمرسي صوت له مضطرا لانه لم يكن يريد ان يعود النظام السابق عبر احمد شفيق، كما ان مرسي يعرف ان 7 ملايين دفعوا للتصويت لشفيق لانهم خافوا من الاخوان المسلمين او لا نهم لا يحبونهم. وقالت في مقالها في 'الغارديان' ان مرسي يبدو انه فهم الرسالة وتحدث عن كل ما يريد المصريون ان يستمعوا اليه وهو ما اعطاها نوعا من الامل بالقادم.
ولكن المعركة القادمة هي مع العسكر الذين يريدون الحفاظ على مميزاتهم، مشيرة الى ان 4.5 مليونه صوتوا لمرشحهم اما حبا فيهم او طمعا بمالهم، وهذه المعركة تتضمن ايضا معركة مع القوى الخارجية التي تتحالف مع العسكر. وتضيف ان محاولات الجيش الحفاظ على مزاياهم معروفة ولكن ما يعرف الان هو حجمهم الحقيقي وان مصر اصبح لها رئيس تعارضه وتدعمه بدون الخوف من الضرب او القتل. وتشير الى وثيقة توزع الان وتتضمن قائمة من المطالب للرئيس وكل يوم تزداد حجما وعلى رأس هذه المطالب العفو عن 12 الف شاب صدرت عليهم احكام عسكرية، ومنها انشاء منظمات تساعد الجرحي والمعاقين بسبب قمع الشرطة والجيش ومطلب ثالث فتح معبر رفح والسماح بمرور البضائع وعبور السكان من والى غزة. وقالت ان المصريين ظلوا يشاهدون معاناة اهل غزة حتى نهاية الاسبوع الماضي، مطالبة الغرب التخلي عن التعامل مع مصر من خلال معاهدة كامب ديفيد والحفاظ على امن اسرائيل. وتختم بالقول ان منظمة مصرية غير حكومية اعلنت عن جماعة مدنية من المتطوعين مهمتها مراقبة اقوال وافعال الرئيس.
لا ياسمين ولا ربيع
امال سويف تتعارض مع تشاؤم روبرت فيسك الذي كتب في 'اندبندنت' قائلا ان انتخاب مرسي لم يطمئن المصريين او يغير من الواقع وهو استمرار سيطرة العسكر على مقاليد السلطة.
واشار الى خطاب مرسي الجامع الذي حصل فيه الجيش على الثناء الحافل وكذا قوات الامن. ووصف مرسي بانه سيكون مثل من يحمل علبة تنك تصدر قرقعة من قدمه تخيف 'المباركيون' ورجال الاعمال والمسيحيين فيما سينشغل العسكر بقضم اي سلطة يجب الرئيس الاحتفاظ بها، فمرسي بدون برلمان او دستور او حق بقيادة جيش البلاد.
وقال ان ايا من يشك بالمخاطر التي تحيق بمصر عليه ان يعود ويقرأ التغطية الشرسة للانتخابات المصرية، حيث تحدثت صحف عن اعداد الاخوان لـ 'مجزرة' حالة لم يفز مرشحهم، فيما تحدثت اخرى عن 'امارة اسلامية' اما جمال الغيطاني فتحدث عن لحظة تشبه صعود هتلر للسلطة.
واشار الى مظاهر ازمة مصر النابعة من الجيش والرهاب من الاجانب والتلاعب بالقانون من خلال البناء على الاراضي المخصصة للزراعة خاصة في منطقة الدلتا. ويختم بالقول ان يساريا تونسيا تحدث لصحافي مصر عن الثورة في بلاده والتي اطلق عليها البعض ثورة الياسمين، مشيرا الى ان مهد الثورة من سكان سيدي بوزيد ربما لم يرو في حياتهم زهر الياسمين وهناك مصريون اليوم قد لا يروا ابدا ربيعا عربيا يقول فيسك.
مصر: اتهام الإخوان بتدبير "مؤامرة" ضد الأزهر
http://arabic.cnn.com/2012/middle_east/7/2/morsi.alazhar/index.html
القاهرة، مصر (CNN)-- في الوقت الذي أجرى في الرئيس المصري، محمد مرسي، اتصالاً بشيخ الأزهر، أحمد الطيب، بهدف "إزالة سوء الفهم" الذي نتج عن عدم تخصيص مقعد للأخير في الاحتفال بتنصيب الأول، اتهمت بعض القوى السياسية جماعة "الإخوان المسلمون" بتدبير "مؤامرة" على أكبر مؤسسة دينية في مصر.
ووصف حزب "التجمع"، في بيان له الاثنين، عدم تخصيص مقعد لشيخ الأزهر، خلال الاحتفال الذي أُقيم بجامعة القاهرة السبت الماضي، بأنه "تصرف معيب وغير أخلاقي"، متهماً جماعة الإخوان، التي خاض مرسي الانتخابات الرئاسية مرشحاً عنها، بتدبير "مؤامرة" ضد "الإمام الأكبر"، وممثلي هيئة كبار العلماء.
ونقل البيان عن المتحدث باسم الحزب، نبيل زكي، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، قوله إنه "إذا كانت جماعة الإخوان تتصور أنها بمثل هذا التصرف الهمجي، يمكنها أن تستحوذ أيضاً على الانفراد بالحديث باسم الإسلام، الذي أساءت إليه، بجعله تجارة في ميدان السياسة، فإنها واهمة أشد الوهم."
وأكد بيان التجمع أن "الأزهر الشريف" سوف يظل، كما كان دوماً على مر العصور، "المنارة الشامخة للإسلام الصحيح، ومفهومه الوسطى والمعتدل، في مصر، وفى جميع أنحاء العالم"، مطالباً رئاسة الجمهورية بضرورة تقديم اعتذار رسمي وعاجل للأزهر الشريف، ولكبار العلماء "الذين أسيئ إليهم عن عمد."
كما أعلنت كل من "الجبهة الحرة للتغيير السلمي"، و"حركة شباب الثورة العربية"، استنكارهم الشديد للموقف الذي تعرض له الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وكبار العلماء، أثناء خطاب الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بجامعة القاهرة.
وأكد عصام الشريف، منسق عام الجبهة الحرة للتغيير السلمي، في بيان للجبهة
الاثنين، أن "هذا الموقف يُعد إهانة غير مقبولة لمؤسسة الأزهر، آخر حامي وحصن لمدنية الدولة، والإسلام الوسطي في مصر."
من جانبه، أبدى أحمد دومة، منسق حركة شباب الثورة العربية، تعجبه واستياءه من جلوس رئيس مجلس الشعب "المنحل"، سعد الكتاتني في الصف الأول، رغم كونه "غير ذي صفة"، في ذات الوقت الذي لا يستقبل شيخ الأزهر في قاعة كبار الزوار.
وفي وقت لاحق بعد ظهر الاثنين، أكدت مشيخة الأزهر، عبر موقعها الرسمي، أن الرئيس مرسي أجرى اتصالاً هاتفياً بالدكتور أحمد الطيب، لـ"إزالة سوء الفهم"، الذي نتج عنه انسحاب شيخ الأزهر من مؤتمر جامعة القاهرة، ونقل الموقع عن القائم بأعمال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، ياسر علي، أنه "تمت معالجة الأمر."
وكان المكتب الإعلامي لشيخ الأزهر قد نفى، في وقت سابق الأحد، ما تناولته بعض وسائل الإعلام، حول طلب الأزهر اعتذاراً رسمياً من رئاسة الجمهورية عن "أحداث جامعة القاهرة"، مؤكداً وجود "خلاف فقط مع إدارة البروتوكول برئاسة الجمهورية."
وبحسب بيان سابق للأزهر، حصلت عليه CNN بالعربية، فقد أكد المستشار الدبلوماسي لشيخ الأزهر، محمود عبد الجواد، أن "مشيخة الأزهر الشريف تأسف لما بدر من المسئولين عن تنظيم الاحتفال بتنصيب الرئيس الدكتور محمد مرسي بجامعة القاهرة"، والذي أقيم السبت 30 يونيو/ حزيران الماضي.
وأكد عبد الجواد أنه "لم يكن هناك مكان مخصص لاستقبال شيخ الأزهر، ضمن كبار الضيوف الذين خصص لهم صالون خاص مرفق بالقاعة الرئيسية، بما اضطر شيخ الأزهر للجلوس فترة في مقاعد الصالة العامة وانتظر طويلاً، ثم آثر الانصراف حرصا على كرامة الأزهر وعلمائه."
وأضاف أنه "كان من المتفق عليه - تقديراً لهذه المناسبة الكريمة - أن يشارك أعضاء هيئة كبار العلماء - في أول نشاط رسميٍ لهم - في هذا الحفل، وأن يكون فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر في الموقع اللائق بمكانته."
وتابع بقوله: "فوجئ السادة العلماء أعضاء الهيئة بعدم تخصيص أماكن لهم، وحين استقر بعضهم في أماكن خالية من الصف الثالث بالقاعة، طلب إليهم - وهم كبار السن فضلاً عن مكانتهم الرفيعة علماً وعملاً - أن يغادروها إلى غير مكان محدد."
يُذكر أن الرئيس محمد مرسي كان قد قام بأداء صلاة الجمعة الماضية في الجامع الأزهر، وإلى جواره الدكتور أحمد الطيب، قبل أن يتوجه إلى ميدان التحرير، للمشاركة في مليونية "تسليم السلطة"، وذلك قبل ساعات من أدائه اليمين رسمياً، في اليوم التالي، أمام المحكمة الدستورية العليا.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
القبولُ بوثيقةِ جنيف وصمةُ عارٍ لا تُمحى
وهي للدماءِ التي سُفكتْ والأعراضِ التي انتُهكتْ خيانةٌ لا تُنسى
عُقدَ في جنيف السبت 30/06/2012م اجتماعٌ ضمَّ الدولَ دائمةَ العضويةِ في مجلس الأمن، وتركيا والعراق والكويت وقطر، ومعهم عنان مبعوث الجامعة العربية والمنظمة الدولية، بالإضافة إلى أمين الجامعة، وأمين المنظمة الدولية، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، وذلك لبحثِ تسويةٍ سياسيةٍ مع طاغيةِ الشام من أجل إقامةِ حكومةٍ انتقاليةٍ مشتركة بين النظامِ المجرم الحاكم والمعارضةِ (الرسميةِ) للنظام! وكان قد سبق ذلك اجتماعٌ في بطرسبورغ الروسية بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ونظيرها الروسي سيرغي لافروف للتفاهم حول المرحلةِ الانتقاليةِ في سوريا.
لقد قالوا إنهم اتفقوا على وثيقةٍ وقّعوها تنصُّ على "تأسيس حكومةٍ وطنيةٍ انتقالية تمهِّدُ للمرحلة الانتقاليةِ، وتعملُ بصلاحياتٍ تنفيذيةٍ كاملة، وتضُمُّ عناصرَ من الحكومةِ الحالية والمعارضة" تأخذُ على عاتقها تطبيقَ خطةِ عنان ببنودها الستة التي بدأت في شباط/فبراير 2012م، وجَعلوا للحكومة الانتقالية أمداً، سنةً كاملة، تحلّ خلالها أَزَمَة المجازر والجرائم الوحشية التي اقترفها النظام، وكيف؟ بالحوار مع النظام الذي يَقطرُ فَمُه بالدماءِ التي وَلغَ فيها طوال سنة ونصف أو يزيد!
لقد صرّحت كلنتون وزيرة خارجية أمريكا تعليقاً على الوثيقة بأنَّ "الاتفاقَ الذي تم التوصلُ إليه السبت يمهّدُ الطريقَ لمرحلةِ ما بعد الأسد..." وأضافت "أن الولايات المتحدة ستعرضُ على مجلس الأمن الخطةَ الانتقاليةَ التي تمَّ التوافقُ في شأنها، والتي تنصُّ على تشكيلِ حكومةٍ انتقاليةٍ في سوريا".
وصرَّح لافروف وزيرُ خارجية روسيا "أنَّ على السوريين أن يقرروا المرحلةَ الانتقاليةَ في بلادهم..." داعياً إلى "عدم استبعاد أيّ مجموعة عن هذه العملية" وأضافَ في مؤتمر صحفي عقدهُ في جنيف في ختامِ الاجتماع "أنَّ السوريين أنفسَهم هم الذين سيقررون الطريقةَ المحددةَ لسير المرحلةِ الانتقالية".
أما عنان فقد قال "إن الحكومةَ الانتقاليةَ ستمارسُ السلطاتِ التنفيذيةَ الكاملة، ويمكنُ أن تضمَّ أعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة ومجموعاتٍ أخرى"، وأضاف في مؤتمرٍ صحفي "أشكُّ في أن يختارَ السوريون أشخاصاً ملطخةً أيديهم بالدماء لحكمهم".
ولكنَّ الذي لم يقولوه هو أنَّ هذه الوثيقةَ هي ترجمةٌ لنقاطِ الاتفاق بين أوباما وبوتين خلال اجتماعهما في المكسيك في 18/06/2012م، حيث وضعَ الرئيسان الأمريكي والروسي اللَّبناتِ الأولى لهذه الوثيقة، فهما قطبا الرَّحى في الاجتماع، وأمَّا أوروبا والصين فقد كانتا ظلَّ حائطِ تلكُما الدولتين، وأما الدولُ الأخرى فَلَمْ تَكُنْ سِوى (حَواشٍ) لملءِ الكراسي الخاليةِ في قاعةِ الاجتماع، وليكونوا شهودَ زورٍ على ما يجري...
إن ما جرى ويجري في سوريا يكشفُ الأدوارَ الحقيرةَ للدولِ الـمُسمَّاة كبيرة! أما أمريكا فهي لما فوجِئتْ بتحركاتِ المنتفضينَ في سوريا لإسقاط نظام بشار، عميلِ أمريكا، طاغيةِ الشام... ومن ثَمَّ تَصاعُدِ الثورةِ بسواعدِ المسلمينَ المنطلقينَ من المساجدِ مكبرين... خَشيتْ أن يَسقطَ نظامُ الطاغية أمامَ هديرِ صيحاتِ المنتَفضين بالتكبير، وأزيز رصاص الجنود الأحرار الذين تركوا نظامَ بشار، وذلكَ قبلَ أن تجدَ البديلَ أو تصنعَ العميل، فيصل الإسلامُ إلى الحكم... فأسقط في يدها، وصارت تُعطي المهلةَ تلوَ المهلة لبشار من خلالِ مشاريعَ سياسيةٍ عربيةٍ، أو دوليةٍ، فتتصاعدُ مجازره وتتوالى جرائمه...
وأما روسيا فقد كانت أشبهَ بالعاملِ الأجير عند صاحبِ العمل، فهي تُدركُ أنَّ أمريكا هي صاحبةُ النفوذِ في سوريا، وأنَّها لا تريدُ أن يسقطَ عميلُها بشار قبل أن تجد البديلَ أو تصنعَه، فصارت روسيا تمدُّ طاغيةَ الشام بالسلاح والخبراء، والمؤونة والمعونة، وبالدعمِ الدَّولي ليستمرَّ في المجازر الدموية والأعمال الوحشية، في عملٍ حقيرٍ يمكِّنها من مقايضة الدماء التي يَسفكُها بشار بوعودٍ من تنازلاتٍ أمريكية في منظّمةِ التجارةِ الدوليةِ والدرعِ الصاروخي وفي أماكن محطاتِ الإنذار، وذلك عندما يستنفد بشارٌ دورَه، ومن ثَمَّ رحيلُه مذموماً مدحوراً، وهذا ما أوشكَ أن يكون...
فاجتمع في المكسيك بوتين المسلّح بعقليةِ رجل المخابرات القديم في الـ"كي جي بي" الذي يقايض الدمَ والإجرامَ وكلَّ سلوكٍ قذرٍ بمصلحةٍ يحقِّقُها حتى وإن كانت وعداً مهزوزاً! اجتمع مع أوباما المسلّح بعقليةِ المرشح للرئاسة من جديد الذي يُهمّه أن يقدمَ للناخبينَ إنجازاً بالمحافظةِ على مناطقِ نفوذه حتى وإن كان على جثثِ الناسِ وجماجمِهم!.
ولكنَّ الذي نسيته أو تناسته أمريكا وروسيا هو أنَّ في الشامِ رجالاً جلاداً صلاباً، لا يخافون لومةَ لائم... أعينُهم ترنو إلى عزةٍ في الدنيا بإقامة الخلافةِ الراشدة، وإلى جنةٍ عرضُها السماواتُ والأرض في الآخرةِ أُعِدَّت للمتقين، وإلى رضوانٍ من الله أكبر... رجالاً آلَوْا على أنفسهم أن لا يمكِّنوا أمريكا وروسيا والأتباعَ والأشياعَ من أن ينالوا شروى نقيرٍ في أرضِ الشام بإذن الله، بل إنَّها ستكون عقرَ دار الإسلام، عقرَ الخلافةِ، وأنفُ الكفارِ راغم.
أيها المسلمون:
إن حزب التحرير يحذّركُم من القبول بوثيقةِ جنيف، فهي وصمةُ عارٍ لا تُمحى، وهيَ خيانةٌ لا تُنسى للدماءِ التي سُفكت والأعراضِ التي انتُهِكت، وهي خزيٌ وصَغارٌ في الدنيا، ثُمَّ في الآخرةِ إلى جهنم وبئسَ المصير.
أيها المسلمون الثائرون في أرض الشام الأبية:
لا تيأسوا من رحمة الله، فإن عدوَّكم قد أثقلتهُ الجراحُ فوقَ ما أثقلتكُم، وترجونَ من الله ما لا يَرجون، فأنتم على الحقّ إن شاء الله، تريدون إعادةَ حكم الإسلام، وهم على الباطلِ، أصحابُ ظلمٍ وظلام ]وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا[، فاصبروا وصابروا ورابطوا، فما النصرُ إلاّ صبرُ ساعة، وإنَّكم مع الجندِ المخلصين بعونِ الله وقوتهِ لقادرونَ على ردِّ كيدِ أعداءِ الإسلامِ في نحورهم، وإنَّ أمريكا وروسيا وأشياعَهم وعملاءَهم لأجبنُ من أن يستمروا في قتالكم ]وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[
أيُّها المسلمون:
إن الرائدَ لا يكذبُ أهلَه، وإنَّ حزب التحرير يستنهضُ هممكم، ويستنفرُ جُندكم، ولعلنا، وكلَّ المسلمين، نكون معكم على موعدٍ إن شاء الله، نرفعُ فيه رايةَ رسولِ الله B، رايةَ العُقاب، رايةَ (لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله) ]وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)[.
الحادي عشر من شعبان 1433هـ
01/07/2012م حزب التحرير
Powered by Invision Power Board
© Invision Power Services