تعليق صحفي: رئيس السلطة في قطر ليشهد افتتاح المونديال وأجهزته في المقرات لتتابع... والمستوطنون يهاجمون الناس وينشرون الخراب والدمار!!

هاجمت مجموعات مسعورة من المستوطنين بحماية من جيش الاحتلال، بعد أمس، وسط مدينة
الخليل، وقاموا برشق المحال التجارية والمواطنين بالحجارة، كما اعتدوا على محلات تجارية
ومنازل في أحياء تل ارميدة، جابر، السلايمة، شارع الشهداء، وشارع الشلالة الأوسط بحماية
كبيرة من جيش الاحتلال. واستمرت الهجمات على بعض الأهالي حتى ساعات متأخرة من
الليل.
وفي خطوة هي الأولى من نوعها، قام المئات من المستوطنين بتنظيم مسيرة من شارع الشلالة
الأوسط، باتجاه باب الزاوية.
رغم أن جرائم كيان يهود والمستوطنين لا تتوقف، وهي تحصل بشكل مستمر، إلا أن أحداث
الأمس، وخاصة في مدينة الخليل، تكشف عن نوايا خطيرة بدأت تتشكل بالتزامن مع فوز
جماعات اليمين والاقتراب من تشكيل حكومة ترتكز على وجودهم ويمثلها شخصيات تطالب
بترحيل من تبقى من أهل فلسطين وطردهم خاصة من مناطق مثل وسط الخليل والبلدة القديمة
في القدس والأحياء المحيطة بالمسجد الأقصى، فكان المشهد في الخليل هو الأول من نوعه منذ
سنوات بهذا الحشد والتنظيم وحماية الجيش والتخريب الذي طال الممتلكات والذي حد منه وجود
الناس وتصديهم بصدورهم العارية لقطعان المستوطنين وإلا لكان الاعتداء أكبر.
وبينما تتم هذه الهجمات، التي تدق ناقوس الخطر عند أهل فلسطين وخاصة الذين يعيشون
بالقرب من البؤر الاستيطانية والمستوطنات، وبينما يظهر المستوطنون وهم يحملون أسلحة
رشاشة تذكر بمجزرة الحاقد باروخ جولدشتاين في الخليل، بينما يحصل ذلك والناس تسأل أين
الأجهزة الأمنية والأمن الوطني الذي يتواجد بشكل يومي في تلك المناطق مثل باب الزاوية، وإذ
بالإعلام يعرض صور رئيس السلطة وهو في قطر لافتتاح مونديال كأس العالم وتغيب أجهزته
الأمنية عن المشهد وتجلس في مكاتبها تشاهد عن بعد سيناريو يذكر بمجموعات الهاجاناه وهم
يهاجمون أهل فلسطين العزل ويستحلون بيوتهم ودماءهم أو ربما ينتظرون المشهد الحقيقي
لتهجير الناس وقتلهم وحرق بيوتهم لاستدعاء الرئيس من المونديال ووقف التنسيق الأمني
والتحرك للدفاع عن الناس!!!
وبينما ينشغل كيان يهود للانقضاض على ما تبقى من الأرض وطرد الناس منها، وبينما العالم
على صفيح ساخن والدول تتأهب وتستعد والكل يريد أن يحدد نفسه على الخارطة السياسية
والموقف الدولي تجد الأنظمة العربية والإسلامية مشغولة بكأس العالم والإعلام وأذنابه
مشغولون بتصوير ذلك على أنه إنجاز سياسي وثقافي، وبينما تتحرك الشخصيات الغربية
والرؤساء بشكل مكوكي لاستغلال الأوضاع الدولية وخدمة دولهم سياسياً وعسكرياً يهرول
السياسيون من زعماء ورؤساء من بلاد العرب والمسلمين لتسجيل المواقف التي تهم عملاء
الإنجليز وخاصة قطر لتظهر بمظهر القائد وصاحب الشعبية والتأييد والإنجازات المهمة
والكأس العظيم.
إنه لمن الخيانة أن تبحث الدول والأمم عن التسلية وبلادها وأقدس مقدساتها محتلة وسيادتها
مفقودة وحضارتها مغيبة، وإنه لمن العجب العجاب أن ينفق أكثر من 220 مليار دولار لتنظيم

مباريات كرة قدم وهو رقم فلكي يفوق ما أنفقنه دول العالم مجتمعة على كأس العالم منذ نشأته،
وهو ما يعادل ثلث ميزانية وزارة الدفاع للولايات المتحدة الامريكية -الدولة الأولى في العالم-
التي تهيمن على العالم وترسم السياسات وتسير الغواصات وحاملات الطائرات وتنصب القواعد
وتحرك الأساطيل بتلك المليارات وليس كرة تسير على أرض الملعب! وإنه لمن البطر إنفاق
تلك الأموال ومئات ملايين المسلمين بلا مأوى ولا مسكن!
لقد إن للمسلمين أن يتحركوا ليوقفوا هذا العبث في قضاياهم، ويستعيدوا مكانتهم الحقيقية
المرموقة، فيقموا الخلافة التي تطبق الإسلام وتنشر العدل وتغيث المسلمين وتحرر الأقصى
وكل بلاد المسلمين المحتلة.
20-11-2022