" المساواة سرابٌ يحسبهُ الظمآن ماءً "
تتتالى على مسامعنا أصواتٌ نشازٌ " تُقزّم صورة المرأة و تُريد توفير لها مُناخ غربي بارد لتثليجها فكريًا بل جسديًا لتظلّ سوقا مفتوحة لمن هبّ و دبّ.." يكون الخطاب موجه بشكل غير مباشر للمرأة المسلمة للاقتداء بالمرأة الغربية شبرا بشبر و ذراعا بذراع و الطعم المر المقدم لها للانحلال و التفسخ عنوانه " حقوق المرأة المسلوبة و مساواتها المزعومة ".. فأين''دعاة المساواة" من الواقع المرير الذي عاشته المرأة الغربية تاريخيا و حاضرا الذي ألحقه بها النظام الرأسمالي في ظل قرارات المستبدين من الرأسماليين و وآرائهم القاصرة، وأفكارهم التي ألقت بها في الهاوية.. أرقامٌ مفزعة في حالات الطلاق, الفساد و الفواحش كالشذوذ , الزنا , الإجهاض , العنوسة, أبناء السفاح و الايدز.. - و أين هم الآن من الويلات و النكبات و الوضع اللا إنساني من مجازر ذبح و تنكيل, و عمليات إجلاء , اغتصاب و تطهير ديني على قدم وساق في حق أخواتنا المسلمات من جمهورية أفريقيا الوسطى على يد مليشيات مسيحية و انحياز و دعم من قبل القوات الفرنسية وعدم تدخل سريع لقوات حفظ السلام الدولية.. و أين و أين هم من مصائب حرائر الشام و بكائهم و ندائهم واستغاثاتهم المنكوبة التي سمع بها القاصي و الداني فلا من مغيث و لا من مجيب و لا حول و لا قوة إلا بالله .. نعم طبيعي أن تحدث مثل هذه الجرائم البشعة سوء رعاية من قبل نظام وضعي فرض نفسه بقوة الحديد و النار.. نظام كرثي حكم بالمعيشة الضنكة على المرأة بل على البشرية كافة - هذا النظام الجشع الذي نظر للمرأة نظرة مادية استغلالية بحتة حتى خارج سواره (يريد أن يرجع أعزة أهلها أذلة يريد الالتفاف مرة أخرى على المرأة المسلمة) و يسوّق نظرته الرأسمالية لهذه الأخيرة التي بدأت تتلمس طريق خلاصها و عزتها في إسلامها و الركوب على الموجة لتوجيه دفتها مرة أخرى نحو هذه الأسطوانة المشروخة "حق المساواة " هذا الحق المزعوم الذي طوق المرأة الغربية بيد فئة من رؤوس الأموال الذين احتكروا الأموال العامة ولم يكتفوا بذلك بل جعلوا من المرأة مفتاح التجارة و الربح لزيادة الأرباح... - فالحذر الحذر أيتها المسلمة من الخدعة التي يُغرّرنكِ بها .. وإرتوي بحلاوة عقيدتك و اعلمي أن إسلامك هو من يصونك فأصبح لك الحق في الحياة بعد أن كنت توأدين بدم بارد و أصبح لك الحق في الميراث بعد أن كنت قطعة تُورث و أصبح لك الحق في الانتخاب بعد أن كنت عبدة مسحوقة الكرامة و أصبحت كاللؤلؤ المكنون بعد أن كنت مستباحة العرض و إسلامك هو وحده من جيّش لك الجيوش الجرارة لنُصرتك ... و لتعلمي أن المرأة الغربية تلهث منذ عقود خلت وراء المساواة فإذا هو بسراب يحسبه الظمأن ماء. "
﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ." ﴾