يختلف الناس في نظرتهم لواقع قضية فلسطين وما وصلت إليه وما تعانيه وتلاقيه وكذلك يختلفون في تشخيص الحل وأصحاب الحق في الحل وكل ذلك يأتي تبعا للخلفية الفكرية التي ينطلق منها الناظر وقبل الدخول في هذا الموضوع أريد الإشارة إلى أمرين:- الأول:-أن هذا الموضوع سيكون على ثلاث مراحل لأنه يحتوي ثلاثة مواضيع تفصيلية والثاني:-أن الدافع لهذا الموضوع هو: عندما سمعت لقاء على قناة القدس مع الأستاذ سامي خاطر عضو المكتب السياسي لحركة حماس حيث أشار إلى المواضيع الثلاثة وهي:- الأول:- تراكمية النصر في القضية الفلسطينية والثاني:- أن القرار بشأن فلسطين يجب أن يكون جماعيا والثالث:- أنه لا خيار للشعب الفلسطيني إلا بالتوحد على أساس المقاومة
واليوم أريد أن أتناول الموضوع الأول فأقول مستعينا بالله التراكم يعني ضم جزئية إلى أخرى والأخرى إلى أخريات ليكتمل الموضوع، وفي حالتنا الفلسطينية عندما يجري الحديث عن موضوع أن النصر هو حالة تراكمية وأن ما جرى من أعمال مقاومة وثورات تشكل جزئيات في النصر الذي نريده فإن هذا الأمر ليس له أساس من الصحة لا من حيث الواقع اللغوي ولا السياسي ولا ما يجري على الأرض فثورات فلسطين كلها إما أنها انتهت بالتلاشي والذوبان كالثورات في الثلاثينات والأربعينات، وإما أنها انتهت بالخلافات على أرض الواقع دون تحقيق أي نتيجة إيجابية مطلقا
فالثورات السابقة كانت نهايتها سيطرة اليهود على أربع أخماس فلسطين، والثورات القائمة بعد ضياع كل فلسطين والتي خاضت الكثير من المعارك ولكن النتيجة كانت الإقرار بشرعية إسرائيل من البعض بشكل صريح وبشكل أقل صراحة من البعض الآخر ولم يتم التقدم في طريق تحرير فلسطين شبرا واحدا رغم كل هذه الثورات والتضحيات، ولا حتى عن طريق الأعمال السياسية التي مارسها البعض بطريقة تفريطية مخزية ففلسطين ما زالت محتلة بكاملها ولم يتحرر منها شبر واحد بل بالعكس بدا الحديث عن إقرار أهلها بشرعية اغتصابها
إن الادعاء بأن النصر هو موضوع تراكمي وأن الفصائل تسير بهذا الاتجاه هو إما جهل صارخ أو تضليل مقصود لأنه قلب للحقائق ومحاولة إيهام الأمة أنها تسير على الطريق الصحيح فعليها أن لا تبحث عن غيره ولا تناقشه وهذا يعني تنفيذ المؤامرة بغض النظر إن كان القائل جاهلا أو عميلا إن واقع قضية فلسطين اليوم لا تقدم فيه وليست حركات المقاومة تسير على هدى بل كل هذا ذر للرماد في العيون للفتها عن العمل الصحيح المنتج والذي لا يمكن لقضية فلسطين أن تحل إلا به، وهو العمل لإقامة الخلافة التي بزوالها ضاعت فلسطين وبوجودها يتم تحريرها بإذن الله ،نسأل الله أن يكون ذلك قريبا
|