منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> ﴿العلمانية﴾
طارق عبد المعز
المشاركة Apr 26 2015, 12:34 PM
مشاركة #1


ناقد نشط
***

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 41
التسجيل: 24-February 15
رقم العضوية: 2,269



بسم الله الرحمن الرحيم
﴿العلمانية﴾
غفلة وأي غفلة أن يظن أصحاب الحق والخير والإستقامة والإلتزام بشرع الله أنهم متروكون من الباطل وأهله.
غـفلة وأي غـفلة أن يـظن المسلمون اليوم أنـهم يملكون تـجـنب المعركة أو تأجيلها مع الباطل وأهله.
غفلة وأي غفلة أن تظن الفئة المؤمنة أنه يمكن أن تقوم هناك مصالحة أو مهادنة مع الديمقراطية العلمانية الكافرة.
خـير لأهل الحـق اليوم أن يسـتعدوا للمعركة المـحتومة بالوعي والعدة من أن يستسلموا للوهم والخديعة.
﴿ { وَكَذَلِكَ نُفَصِّل الْآيَات وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيل الْمُجْرِمِينَ } الأنعام 55.
إن قوة الإندفاع بالحق لا تنشأ فقط من شعور أصحاب الحق أنهم على حق، ولكن كذلك من شعورهم بأن الطرف الآخر على باطل، إن سفور الكفر والشر والإجرام ضروري لوضوح الإيمان والخير والصلاح ومعرفة الصابرين على هذا الحق ذلك أن أي غبش أو شبهة في موقف الكفار والمجرمين ترتد غبشاً وشبهةً في موقف المؤمنين منه فهما صفحتان متقابلتان وطريقان مفترقان ولا بدّ من وضوح الألوان.
إن المشقة الكبرى التي تواجه العاملين للإسلام تتمثل في وجود أقوام وتجمعات من سلالات المسلمين تهجر الإسلام حقيقة وتعلنه إسماً وتتنكر لمقومات الإسلام وأحكامه وإن ظنت أنها تدين بالإسلام، وهذه الفئات هي فئات العلمانيين الذين يتوهمون ويوهمون الناس أنهم على الإسلام وأحكامه.
إن العلمانية الكافرة والمعسكرات التي من ورائها لا تخشى شيئاً أكثر مما تخشى الوعي عليها وعلى ما تقوم عليه من أُسس وما تقوم عليه من أعمال، لذلك آن لمن يعمل للإسلام أن يحسم أمره ويحدد موقفه تجاه هؤلاء.
والعلمانية ترجمة خاطئة لـِ {secularism} الإنجليزية أو شبيهةً لها بالفرنسية وهي كلمة لا صلة لها بالعلم ولا الإيمان والترجمة الصحيحة للفظة هي اللادينية أو الدنيوية وتقول دائرة المعارف البريطانية عنها أنها حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الإهتمام بالآخرة إلى الإهتمام بهذه الدنيا وحدها، ولذلك فإن المدلول الصحيح للعلمانية هو {إقامة الحياة على غير الدين} بالنسبة للأمة أو الفرد، وبناءً على معرفة العلمانية على حقيقتها فإن أحد التحديات الخطيرة أو هو أخطرها هو إسقاط اللافتات الزائفة وكشف المقولات الغامضة وفضح الشعارات الملبسة التي تتخفى وراءها العلمانية الكافرة التي تبث سمومها في عقول وقلوب أبناء هذه الأمة.
ومن أجل ذلك لا بدّ من معرفة التوحيد على حقيقته ومعرفة أنه أعظم حقيقة في التصور الإسلامي، والتوحيد هو الإقرار الحقيقي بـِ لا إله إلا الله محمد رسول الله وهو يعني الإيمان بالله خالقاً مُدبراً مُشرعاً مُطاعاً وأن الطاغوت هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع، فطاغوت كل قوم هو مَنْ يتحاكمون إليه غير الله ورسوله ﷺ.
فالشرك الذي هو عبر التاريخ محور الصراع بين الأمم والرسل هو عبادة الطاغوت مع الله أو من دون الله من خلال أمرين:-
1- الإرادة والقصد.
2- الطاعة والإتباع.
فواقع الأول هو التوجه إلى غير الله تعالى بالعبادة كالصلاة والقرابين والإستغاثة وطاغوت هذا النوع يكون صنماً.
وواقع الثاني وهو شرك الطاعة والإتباع فهو التمرد على شرع الله وعدم قبول حكمه وتحكيمه في شؤون الحياة ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ المائدة 50، ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ الشورى 21، وطاغوت هذا النوع يكون زعيماً أو حاكماً أو كاهناً أو شيخاً أو هيئة تشريعية أو أنظمة وأوضاع وأعراف أو تقاليد أو مجالس نيابية أو لجان شعبية أو قوانين أو دساتير أو أهواء أو أحزاب أو مصالح أو غير ذلك.
والواقع أن كلا النوعين من الشرك مردهما إلى أصل واحد وهو تحكيم غير الله والتلقي عن غير الله.
إن مقارنة بسيطة بين العلمانية الحالية والجاهلية توضح أنهما تشتركان في كثير من النقاط، إلا أن العلمانية زادت بأمور أكثر فكان السابقون يُقرون بوجود الخالق والإقرار ببعض الديانات ولكن العلمانية فيها إمكانية إنكار الخالق، كذلك ما وضعته هذه العلمانية من حريات وأخطرها حرية التدين بأن يدين بما يريد ويُغير دينه كما يشاء أو حتى يرفض الدين كله فلا مانع عند العلمانية من ذلك.
إن العلمانية نظام طاغوتي جاهلي كافر وهو يتنافى مع لا إله إلا الله من ناحية كونها حكم بغير ما أنزل الله وهذا هو واقعها، فهي تقوم كما أوضحنا على الحكم بغير ما أنزل الله وتحكيم شريعة غيره وقبول الحكم والتشريع والطاعة والإتباع من طواغيت من دون الله وهذا هو معنى قيام الحياة على غير الدين، أو بعبارة أخرى فصل الدين عن الدولة أو فصل الدين عن السياسة، فهو نظام جاهلي لا مكان لمعتقده ولا لنظامه ولا لشرائعه في دائرة الإسلام، بل هو نظام كفر بنص القرآن الكريم ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ المائدة 44.
وبعد هذا فلماذا التردد في الحكم على الأنظمة العلمانية وعلى العلمانيين الذين يحكمون بغير شرع الله؟
لماذا التردد في قول الحقيقة الشرعية فيهم؟
لماذا يستصعب بعض الناس - ومنهم للأسف الشديد بعض مَنْ يرفع راية الدعوة الإسلامية – القول بأن الأنظمة العلمانية الديمقراطية أنظمة جاهلية كافرة وأن المؤمنين المتبعين لهم هم مثلهم إن اعتقدوا صحة واقعهم وهم آثمون إن اتبعوهم على غير اعتقاد بصحة حالهم؟ كل ذلك بدعوى الشبهة القائلة بأنهم يقولون (الحكام) لا إله إلا الله.
تُرى هل تحمل الرسول ﷺ وأصحابه العنت والمشقة والحرب والجهاد وهل نزل القرآن موجهاً وآمراً، هل كل هذا من أجل أن يقول الجاهليون باللسان لا إله إلا الله ويقيموا الشعائر التي يَمُنُّ دعاة العلمانية على الله أنهم يسمحون بها اليوم ولا يُحرمونها تحت يافطة حرية الأديان.
يقولوا لا إله إلا الله باللسان ويُطبقوا في كل أحوالهم وأحكامهم شريعة غيره؟!
إن العلمانية لها أشباه سابقة، فما فعله جنكيزخان من وضع كتاب الياسق وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام اقتبسها من اليهودية والنصرانية والإسلام ومن هواه فصارت في بَنِيه شرعاً مُتبعاً يُقدمونه على الحكم بالإسلام فعند ذلك قال ابن كثير {فمن فعل ذلك فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله ﷺ فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير} ابن كثير جـ 2 ص67.
تُرى أين يقف العلمانيون الذين يُعلنون الفصل بين الدين والدولة وأن إدارة الكون شركة بين الله وبينهم، فله العقائد والعبادات ولهم ما وراء ذلك من معاملات وعقوبات ومعالجات، فأين يقفون من الدين؟!
أين يقف الذين لا شارع لهم إلا البرلمانات والسيادة عندهم للأمة؟
أين يقف هؤلاء من شرع الله؟
ومن شعارات العلمانيين التي يختبئ تحتها كل أعداء الأمة ومنها {شعار تطوير الشريعة}،{مـرونة الشـريعة لتلـبية حاجات العصـر}، {التـدرج في تطـبيق الشـريعة}، {العقـلانية}، {حـكم الشـعب بالشعب}، {الحريات}، {الأمة مصدر السلطات}، {حرية الثقافة والفكر}، {قبول الآخر}، وغير ذلك كثير من شعارات الفقه الحديث المتماشي مع العصر.
وأخيراً فإن العلمانية شجرة خبيثة قد أثمرت بيننا اليوم مَنْ يستنكر وجود صلة بين العقيدة والأخلاق والمعاملات والعقوبات، وللأسف أثمرت هذه الشجرة الخبيثة بيننا مَنْ حصلوا على الشهادات العليا يتساءلون ما للإسلام ولسلوكنا الشخصي من عُريٍ على الشواطئ وزي المرأة وصداقة الشابة بالشاب طالما كان عن رِضَى منهما ومباركة الأهل والنظام، مصرحين بشعار {الدين لله والوطن للجميع} وكذلك {دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله}، فأي فرق بين هؤلاء وبين سؤال أهل مدين لنبيهم شعيب ﴿قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ.﴾ هود 87.
أَليَس هذا هو ما يُرَدِّدُهُ العَلمانيون؟
فماذا عساكم أَن تفعلوا؟!

تم بحمد الله
سنة 1425هـ - 2004 مـ
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 17th November 2024 - 09:55 PM