القاهرة/ البديع ـ بعد نجاح الثورة في تونس ووصولها الى الحكم فعلا وكذلك قراءة الازمة التي تمر بها الامة فلا يختلف اثنان على ان الامة الاسلامية تعيش حالة ازمة، وتشخيص هذه الازمة يجب ان يشارك فيها العلماء والمثقفون والساسة وغيرهم، فاذا تم تشخيص الازمة تشخيصا صحيحا ننتقل الى العلاج الصحيح واهم ازمات الامة طبقا للتشخيص يتلخص في حالة التشرذم السياسي والثقافي والديني وكذلك محاولة اسقاط جناح مهم من المعادلة هو المرأة وكذلك موقف الامة الاسلامية من قضية الحداثة وغيرها من القضايا الهامة وخاصة بعد الربيع العربي او الصحوة التي تمر بها الامة والتي تم مناقشتها مع المفكر وزعيم حركة النهضة التونسية الدكتور راشد الغنوشي في حوار خاص اجراه الزميل احمد السيوفي:
البديع: انتم كعلماء تتحدثون على ان نبي الاسلام جاء رحمة للعاملين وليس للمسلمين فقط فهل نستطيع ان نقول ان هناك نظرية لدى المسلمين يمكنهم تقديمها للعالم تمثل هذه الرحمة؟
د.الغنوشي: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه وسلم الاسلام ليس مجرد عقائد وقيم وشعائر واخلاقيات، الاسلام هو كل ذلك وهو برنامج شامل للحياة لايتناول الفرد فقط يتناول الفرد والمجتمع، لا يتناول شوون الاخرة فقط بل يتناول شوون الدنيا يتناول شوون الرجل والمرأة والاقتصاد والعلاقات الدولية وعلاقات السلم وعلاقات الحرب وعلاقات الزواج وبرنامج الاسلام للانسان يبدأ من المهد الى اللحد فهو يأمر الرجل بان يحسن اختيار عشيرته لان هذا يؤثر في الجيل الجديد فالاسلام مبدأه وما قرأناه في الكتاب من شىء فليس هناك امر يخص الناس يخص سعادتهم ويبعدهم عن الشقاء في الدنيا والاخرة الا جاء في هذا القران وبيان هذا القران وهي السنة اما جاء صريحا او مقصدا من مقاصد الشرع او يستخرج من الاجتهاد الاسلامي.
البديع: ما الذي يميز الدين الاسلامي عن غيره من الاديان والملل والنحل؟
د.الغنوشي: ما يثبت هذا هو النظرة الشمولية للاسلام فهو لاينظر الى الانسان روح فقط بل ينظر اليه جسدا وينظر اليه عقلا ومشاعرا، وعلى انه جزء من هذا المجتمع وعلى انه جزء من هذا الكون، اهم ما يميز الاسلام انه دين توحيد ليس للعقيدة فقط وانما للكيان الانساني وشخصية الانسان وتوحيد للمجتمع حيث يوحد مابين ماهو فردي وهو جماعي فهذا هو التوحيد الاسلامي النابع من النظرة الشمولية للانسان والكون وللمجتمع والانسانية.
البديع: هل نستطيع ان نقول ان المسلمين قد عبروا عن عظمة الاسلام وعن هذه الرحمة التي وجهت الى الانسانية؟
د.الغنوشي: الاسلام معدن استخرج منه المسلمون في عصورهم الزاهرة الكثير وفي عصور الانحطاط هذا المعدن اهمل، والان المسلمون يعيدون الى هذا المنجم من الخير ليستخرجوا منه ما يصحح حياتهم استخرجوا منه ما يطرد الجيوش الاجنبية اذا ما احيوا مبدأ الجهاد استخرجوا من هذا الكنز ما يحركوا به العقول فتتحرر من الكثير من الخرافات والاوهام ولولا الاعاقة الغربية لهم لكانوا في طليعة الامم، اذا المسلمون ما زالوا يستخرجون من هذا المنجم والذي لن يستخرجوه كله لان هذا القران لاتنفد عجائبه فنحن استخرجنا من كلمات الله القليل الذي حررنا به ارضنا وقدر من عقولنا ولو اننا نجحنا اكثر في استخراج هذا المعدن لكنا توحدنا بدلا من وجود 22 دولة عربية متخاصمة او عرب وغير عرب متخاصمين او ترك وعرب وانما الاسلام يقول و(ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون) في زمن اتحد فيه الاوربيون على اختلاف نحلهم وعقائدهم واعراقهم ونحن لا نزال متصارعين بما يدل على اننا لم نتوافق بعد مع كتابنا لم نتوافق بعد مع ما طلبه الله منا لايزال فينا اثرا من الجاهلية والتعصب العرقي والحزبي وكل ذلك ليس من الاسلام.
البديع: الفرقة وعدم الوحدة من اشد العلل التي اصابت الجسد الاسلامي والعقل الاسلامي، فما اسباب تلك الفرقة؟
د.الغنوشي: كما قلت بقدر مانحن نقترب من ديننا بقدر ما نعي الوعي الصحيح لديننا بقدر ما نتقدم بقدر ما نتوحد بقدر ما نحقق العدالة في مجتمعنا وبقدر ابتعادنا عن ذلك واتخاذنا اشكال وشعائر مفرغة من المعاني فرب العزة يقول (ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) فالشخص يصلي وهو في منوال والصلاة في منوال أخر فأمتنا الان فيها قلة من المطرفين وكثرة من المعدمين فهل هذا هو التوحيد هل يجتمع في دين واحد جائع ومفطر اذا نحن لايزال حظنا من الدين قليل فلاشك ان هذا الجيل من المسلمين هو احسن اسلاما من اجيال كثيرة سابقة فالامة اليوم تكتشف عقائدها اصفي فهمها الشمولي للاسلام احسن من قبل لان الاسلام تقلص حتى كاد يبقى مجرد كلمة لا اله الا الله فيوجد الان اسلام اقتصادي يقدم حلولا لازمة الراسمالية، الان البنوك الكبرى تبحث في الشريعة الاسلامية تبحث في الاسلام عن اسرار تنقذهم من الازمة حتى ان رئيس الكنيسة الانجليزية قال للانجليز لماذا لاتستفيدوا من الشريعة الاسلامية فالشريعة الاسلامية بها حلول لمشكلات لم نجد لها حلا ولذلك انشأوا بنك اسلامي في الوقت الذي كنا نجد فيه علماء اقتصاد مسلمون يقولون ان الاقتصاد لا يمكن ان يقام الا عن طريق الربا والان اصحاب الربا يبحثون عن منقذ في الاسلام فهل ننتظر حتى يأتي الينا الغرب ويقول لنا اسلامكم فيه حلول عظيمة هل ننتظر الغرب كي يكتشف لنا اهمية الزكاة واهمية الاقتصاد الاسلامي وربما حتى في النهاية يكشف لنا اهمية الصلاة والصيام حتى نصوم ونصلي.
البديع: هناك بعض العلماء الذين يصدرون فتوى تكفير تزيد من الفرقة فهل في رأيك تلك أزمة فقه ام ان الفقه اصبح خادما للسياسة كيف تشخص الازمة؟
د.الغنوشي: هو الجهل الذي يدفع الناس الى التعصب والتكفير والى تحويل رحمة الاسلام الى نقمة دعوة الاسلام الى الرحمة والعدل والتوحيد الى دعوة الى التشاتم والفراق والظلم والفتن، تاريخنا به اشياء عظيمة وفيه ايضا مثله كمثل كل تاريخ انواع من التفاهات فاذا اخذنا ما في تاريخنا من سلبيات مثل تصارع الفرق فلن نقترب من الاسلام خطوة ولا من الحضارة ولا العز ولا الرخاء ولن يكون لنا قيمة في هذا العالم بل سنكون تابعين حيث سننشغل في الاقتتال فيما بيننا حرب ما بين السنة والشيعة حرب ما بين السنة والسنة وحرب ما بين الشيعة والشيعة وحرب ما بين الفرس والعرب فالغرب يسعى الى التوحد ونحن نحرك انواعا من العفن من التعصبات فبعض الفضائيات تستخدم الحداثة في مشاريع ابعد ما تكون عن الحداثة وابعد ما تكون عن الاسلام فهناك بعض الفتاوي التي تتحدث عنها التكفير فهذا دليل على انه يوجد في ثقافتنا انواع من الجهلات والاخطاء.
البديع: اين يقف الاسلام من التعاطي مع قضية الحداثة هل يقف في تعارض معها وتضاد معها؟
د.الغنوشي: ان اهم مشهد من مشاهد الحداثة هو الوحدة فالمؤتمرات الاسلامية التي تعقد والتي يلتقي فيها السنة والشيعة وكل المذاهب نساء ورجال انما هي دليل قوى وراسخ على الحداثة التي توجد في الاسلام ويجب الا نحول قضايانا ذات الطبيعة السياسية الى منازعات دينية ففي كثير من الاحيان يكون طبيعة الصراع سياسية حول السلطة نحوله الى صراع ديني ما بين مسلم وبين كافر بينما ان الغرب اضطر لكي يوحد صفوفه ان يبعد الدين جانبا هل نحن مضطرون في النهاية الى ان نجعل العلمانية منهجنا لكي نتوحد اذا استمر التعصب الديني وطغاء التعصب الديني والتكفير فلن يكون الحل الا العلمانية في العراق رأينا ان العراقيين لم يعد يجمعهم حزب واحد هناك حزب شيعي وسني فالنسيج الوطني تمزق بسبب التعصب الديني.
البديع: التركيبة السياسية في الفهم الاسلامي مازالت تستبعد المرأة، كيف تنظر لهذه القضية؟
د.الغنوشي: هذا جزء من التخلف والتخلف من معانيه تبديد عقل الموارد والتقدم هو حسن استخدام الموارد البشرية والمادية، والتخلف هو هدم هذه الموارد ومن الموارد الانسان، والانسان ذكر وانثى فرسالة المؤمن يؤديها الذكر والانثى، والله خلق المؤمنين والمؤمنات فنحن ازاء وضع تخلف ما دامت المرأة المسلمة لاتشارك في مشروع النهوض بالمشاركة الكاملة كما كانت تشارك الصحابيات الجليلات، شاركن في مشروع الهجرة، وشاركن حتى في الجهاد وعلى امتداد التاريخ الاسلامي النير كان هناك موقع للمرأة ويوجد الان احياء ايجابي للمراة المسلمة لكن بسرعة نامل ان تكون اكثر فعالية وجدية حتى يطير طير الاسلام بجناحين الذكر والانثى، والامة بكافة اطيافها ومذاهبها ان يتعلموا فن ادارة الاختلاف ان ندير اختلافاتنا لا بالسيف ولا بالاقصاء وانما نديرها بالشورى (وامرهم شورى بينهم) الشورى التي نجح الغربيون فيها وفشلنا نحن فيها حتى الان.
البديع: ماذا لوتحدثنا عن الثورة المصرية واوجه التشابه بينها وبين الثورة التونسية؟
د.الغنوشي:إن الثورة المصرية حمت ظهر الثورة التونسية، ان كل نجاح تحققه الثورة المصرية هو نجاح للثورة التونسية وأيضا للثورات العربية.
وان حاجة البلاد الآن إلى الوفاق الوطني سواء في مصر أو تونس أو بقية الدول العربية لتحقيق الأهداف التي قامت من أجلها هذه الثورات.
وأن ما تعانيه مصر من فلول النظام السابق ومحاولاتها المستمرة لإجهاض النجاحات التي حققتها الثورة، هو نفس ما تعانيه تونس، ولكني اراهن على فطنة ويقظة الثوار لتفويت الفرصة على المتربصين بالثورة سواء في الداخل أو الخارج.
البديع: ماذا عن تشكيل اول حكومة يقودها الاسلامييون في عالمنا العربي والمخاوف المتزايدة من التيار الاسلامي؟
د.الغنوشي: لا اساس لهذه المخاوف من الاصل فنحن لن نفرض التشدد بل سنحترم حقوق النساء ولن تفرض التقاليد الاسلامية على المجتمع، وسنواصل هذه الثورة لتحقيق اهدافها في ان تكون تونس حرة ومستقلة ومزدهرة تصان فيها حقوق النساء والرجال والمتدينين وغير المتدينين لان تونس للجميع.
************************************************************************
http://www.albadee.net/index.php/news/1614...مية-على-المجتمعالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هكذا عودتنا وسائل الاعلام بمختلف أطيافها الأهتمام بمثل هذه الأقوال
فالشعب التونسي اعطى ثقته لحزب النهضة لا لانه حزب النهضة بل لكونه إسلامي
ثم تأتي مثل هذه التصريحات التي هي عبارة عن عبارات تؤكد للمسلمين الدين عبارات وعظ وارشاد لا صلة له بالواقع
فصدق قول الله فيهم ((يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ))
فالله المستعان على وسائل الاعلام المأجور الله المستعان